العدد ٥٥ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 55 / may. 5th

issue 55 / may 5th 2013


‫‪2‬‬

‫‪issue 55 / may 5th‬‬

‫‪55 5th may 2013‬‬ ‫جملة �أ�سبوعية �سيا�سية �إجتماعية م�ستقلة‪ ,‬تعنى ب�ش�ؤون الثورة‬ ‫ال�سورية ميداني ًا وفكري ًا‬

‫‪ 4‬طرنيب ثوري!‬ ‫‪� 6‬س�أكون �شاخم ًا ( ح�سام �أرمنازي ) ‪!! ..‬‬ ‫‪� 7‬إذا حكى ال�شعب ‪ ..‬احلكومة ت�سد بوزها ( اخلنف�شاري ) ‪!! ..‬‬ ‫‪ 8‬الورقة االخرية من ق�صة القاعدة يف �سوريا‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫م�ست�شار التحرير‬ ‫جفرا بهاء‬ ‫املحررون‬ ‫عمار منال ح�سن‬ ‫�أبو الوليد احلم�صي‬ ‫براء احللبي‬ ‫�سارة خالد‬ ‫وائل احلم�صي‬ ‫كتاب العدد‬ ‫�أبو دحام عمار منال ح�سن‬ ‫عمر اخلطيب عمر جنم الدين‬ ‫براء احللبي مالك احلوراين‬ ‫ابراهيم منافيخي هدى زين‬ ‫ورد اليايف �سامر تامر‬ ‫جمال طحان عماد غليون‬ ‫العالقات العامة‬ ‫يا�سمني احلوراين‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫‪/sbh.magazine‬‬ ‫‪@sbhMagazine1‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫‪ 10‬الو�ضع االمني يف دم�شق الآن ؟ ت�س�أل �سوريا ب�شدة‬ ‫‪� 12‬آرا ٌء دم�شقية ‪ ...‬عا�صم ٌة �أبدية‬ ‫‪ 14‬جرائم فروع الأمن ال�سوري‪ ..‬بالأرقام والأ�سماء وال�ضحايا‬ ‫‪ 16‬بعد �أ�سبوع من حترير املدينة‪� :‬شباب منبج يطلقون حمالت مدنية وخدمية‬ ‫‪ 17‬جمتمع مدين ي�ؤ�س�سه ويديره �سوريون لت�أهيل �شباب الثورة‬ ‫‪� 18‬أزمة القيادة يف الثورة ال�سور َّية‪ ،‬والبدائل املطروحة‬ ‫‪ 20‬حم�ص الثورة والطائفية‪ ..‬ال�شهداء وال�شبيحة‪..‬‬ ‫‪� 21‬أن ــا �سـ ــوري �أن ــا ث ــائ ــر‬ ‫‪� 22‬إياد �شربجي‪� ..‬سك�سوكة‪ ..‬فن�ضال‪ ..‬ف�سقوط مدوي‬ ‫‪ 23‬فتوى اللبواين �أ�شد من القتل‬ ‫‪« 24‬ب�سام بالن» لـ �سورية بدا حرية‪ :‬االعالم هو انعكا�س للمجتمع يف اي بلد‬ ‫كان‪ ،‬ويف �سوريا يرتبط كليا بالثورة !‬ ‫‪ 26‬عمران الزعبي‪ ،‬مدر�س القوم َّية الذي �أ�صبح وزير ًا للإعالم‬ ‫‪ 28‬ت�سا�ؤالت بني ال�شريعة وال�شرعية‬ ‫‪ 30‬الـعـنـف ال�س ـيـا�ســي وتداعياته الع�سكرية!‬ ‫‪ 32‬مر الكالم «الهروب ‪� ...‬إىل امل�س�ؤولية»‬ ‫‪ 33‬عندما ي�ستغل الدين لأغرا�ض �سيا�سية‬ ‫‪ 34‬فتّو�ش‪ :‬ر�أ�س ال�سنة الأزيدية‪ ...‬الأربعاء الأحمر‬ ‫‪« 37‬حيثما �س�أموت ‪� ...‬س�أموت وانا �أغني»‬


3

issue 55 / may. 5th


‫‪4‬‬

‫‪issue 55 / may 5th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪55‬‬

‫طرنيب ط ّيار!‬

‫من ميلك �أكرب عدد من ذلك اللون‪،‬‬ ‫تعتمد لعبة الطرنيب على لون معني يكون له الغلبة‪ ،‬ويغلب �إ�سقاطها على بع�ض الالعبني يف‬ ‫وبالتايل يتمكن من ك�سب عدد �أكرب ذكره ببداية اللعبة‪ ،‬وباليوم هو ال�سالح اجلوي‪ ،‬والدعم‬ ‫طرنبيها‪ ،‬جند �أن طرنيب النظام‬ ‫الثورة ال�سورية‪ ،‬وعلى‬ ‫ن‪..‬‬ ‫سيا و�إيرا‬ ‫م�سرية الن�صر مهما غلب الفاتورة‬ ‫اخلارجي املتمثل برو�هو �إميانهم و�إ�صرارهم على �إكمال‬ ‫بينما طرنيب الثوار‬ ‫من دماء و�أنف�س و�أموال‪.‬‬ ‫الكنز حتى ميوت خ�شية انتهاءه‪،‬‬ ‫طرنيب �آخر مل ُيفتح بعد‪ ،‬ومل ي�ستخدم ليكون كمان يخبئون املن�شقون عن النظام ال�سوري‬ ‫فال هو ا�ستفاد وال الكنز ظهر وبان‪ ،‬وكذلك هم الطيارجلوار كرتكيا والأردن‪ ،‬وبع�ض دول‬ ‫احلايل‪ ،‬حالهم حال بع�ض املن�شقني الهاربني �إىل دول ا فعال ب�صفوف املقاتلني يف الداخل‪،‬‬ ‫اخلليج‪ ،‬متم�سكني بفخر الإن�شقاق دومنا الإنخراط ب�شكل جيد من طائرات امليغ وال�سوخوي‬ ‫خا�صة بعد حترير عدد من املطارات الع�سكرية وت�أمني عددطع الفيديو بد ًال من ر�ؤيتها ت�ضرب‬ ‫�صور ومقا‬ ‫وحتى الهليكوبرت‪ ،‬لتكون حتف ًا ن�شاهدها يف ال جوية �سريعة لتقدم اجلي�ش احلر!‬ ‫للنظام �أو حتى امل�ساهمة بتغطية‬ ‫قطع ًا ع�سكرية‬ ‫للعبة ما هو �إال �ضرب من احلماقة‬ ‫�أن ت�شارك بلعبة وحتتفظ ب�أوراقك الفائزة ملا بعد انتهاء ا الطائرات وت�أمني جمال جوي‪ ،‬وال‬ ‫واجلنون‪ ،‬فكم من قائد ع�سكري طيار يتمكن من جتهيز �شا�شات التلفاز يف بالد الإن�شقاق‬ ‫يار من�شق ي�شاهد �سماء بالده عرب‬ ‫يعيقه عن ذلك �سوى ط‬ ‫واجلوار!‬ ‫أطراف النزاع ليعلن انتماءه لهم‪.‬‬ ‫لرمادي‪ ،‬يجل�س منتظر ًا فوز �أحد �‬ ‫�أن تن�شق وتهرب‪ ،‬كما ا‬ ‫الغائب‪ ..‬كالبطل يحمل �أ�سفار ًا!!‬ ‫طيارة من ورق‪ ..‬وكما الطيار املن�شق‬ ‫طرنيب طيار‪ ..‬كما ال‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬


‫‪issue 55 / may. 5th‬‬

‫‪5‬‬

‫صورههم تتكلم‪..‬‬ ‫�أخ�ضر ‪� ..‬أخ�ضر‪ ،‬مدينتي خ�ضراء!‬ ‫يف هذا اليوم كل �شيء �أخ�ضر‪.‬‬ ‫الأخ�ضر يهطل من ال�سماء‪ ،‬يلون البيوت املهرتئة والوجوه املتعبة‪ ،‬يغطي اج�ساد ال�شهداء ‪.‬‬ ‫جديدتنا خ�ضراء باهلها بزيتونها بربيق االمل ‪ ....‬و تبقى و تبقى خ�ضراء رغم انف القاتل‬ ‫�سورية بدا حرية‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 55 / may 5th‬‬

‫سأكون شامخ ًا ( حسام أرمنازي ) ‪!! ..‬‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬

‫ح�سام �صالح الدين �أرمنازي ‪2012 – 1987‬‬ ‫�شاب حلبي من �سكان حي الإذاعة ‪ ،‬و�أ�صل‬ ‫العائلة ميتد �إىل ( �أرمناز – �إدلب )‬ ‫تخرج من معهد الطبي ق�سم املخابر يف حلب ‪،‬‬ ‫ومن ثم توجه �إىل �أملانيا ( جامعة غرايف�سفالد‬ ‫‪ ) Greifswald‬لي�ستكمل درا�سته يف الطب‬ ‫الب�شري ‪.‬‬ ‫بد�أ بالن�شاط الثوري عن طريق موقع التوا�صل‬ ‫االجتماعي ( الفي�س بوك ) وكان ين�شط حتت‬ ‫ا�سم حركي وهو ( حممد داية ) ‪.‬‬ ‫تعرف على بع�ض ال�شباب عن طريق مواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي وجرى االتفاق �أن يتم‬ ‫اللقاء فيما بينهم يف حلب ‪ ،‬وفع ًال قدم �إىل‬ ‫حلب بتاريخ ‪� 2011-03-05‬أي قبل ع�شرة �أيام‬ ‫من التاريخ املزمع النطالق الثورة ال�سورية ‪،‬‬ ‫ومل يخرب �أهله �سبب زيارته املفاجئة �إىل حلب‬ ‫‪ ،‬با�ستثناء �شقيقه االكرب ‪.‬‬ ‫ويف اليوم املوعود ‪ ، 2011-03-15‬ذهب‬ ‫مع اثنان من �أ�صدقائه �إىل جامعة حلب ‪،‬‬ ‫ظن ًا منه �أنها �ستكون نقطة االنطالق للثورة‬

‫فلم يجد �أي �أمر يذكر ‪ ،‬قرر بعدها التوجه‬ ‫مع �أ�صدقائه �إىل �ساحة �سعد اهلل اجلابري ‪،‬‬ ‫لكونها مركز املدينة ‪ ،‬لعل وع�سى �أن تكون هي‬ ‫نقطة االنطالق ‪.‬‬ ‫عندما دخل مع �أ�صدقائه �إىل �ساحة �سعد‬ ‫اهلل اجلابري تفاج�أوا بحركة مريبة لل�شرطة‬ ‫الع�سكرية داخل ال�ساحة باعدادهم الكبرية‬ ‫ن�سبي ًا‪.‬‬ ‫مل يحدث �أي �أمر يف ال�ساحة وعاد �إىل منزله‬ ‫حمبط ‪ ،‬وهنا �صارح �أهله �أنه �أتى لأجل‬ ‫الثورة‪ ،‬و�أثناء نقا�شه مع �أهله كان التلفاز على‬ ‫قناة �أورينت الف�ضائية ون�شرت القناة خرب‬ ‫املظاهرة يف �سوق احلميدية بدم�شق بتاريخ‬ ‫‪. 2011-1503‬‬ ‫فرح بخرب دم�شق وناق�ش �أ�صدقائه حول‬ ‫الذهاب �إىل دم�شق �أو البقاء يف حلب ‪ ،‬قرر‬ ‫البقاء يف حلب وفكر بكتابة ال�شعارات الثورية‬ ‫على جدران املدار�س ‪ ،‬وهنا �أخرب �أ�صدقائه ‪:‬‬ ‫�إن مت اعتقايل ‪� ..‬س�أكون �شاخم ًا ‪.‬‬ ‫وفع ًال يف يوم ‪ 2011-03-17‬مت اعتقاله من‬ ‫منزل جده مع �شقيقه و�شقيقته ‪.‬‬ ‫بقي يف املعتقل ملدة �شهر وثم اطلق �سراحه ‪،‬‬

‫وغادر حتت �ضغط الأهل �إىل �أملانيا ‪.‬‬ ‫ويف �أملانيا مل يقف ‪ ..‬نظم العديد من‬ ‫املظاهرات �ضد النظام ‪ ،‬و�أ�س�س من �أملانيا‬ ‫تن�سيقية �أزهار احلرية يف حلب ( تغري ا�سمها‬ ‫فيما بعد‪ :‬تن�سيقية جامعة الثورة ) ‪.‬‬ ‫لكن مل يكن ذلك ل�شفي غليله ‪ ،‬ترك الدرا�سة‬ ‫والتحق باجلي�ش احلر مع ال�شهيد �أحمد‬ ‫طال�س يف كتيبة الأبابيل للنقيب عمار الواوي‬ ‫«لكن مل يعجبى بت�صرفات و�أداء الكتيبة» فتم‬ ‫�أن ا�ستقروا داخل حلب وان�ضموا �إىل لواء‬ ‫التوحيد ‪.‬‬ ‫ويف �شهر رم�ضان باليوم املوافق ‪-07-31‬‬ ‫‪ ، 2012‬كان موعد ارتقائه �إىل الرفيق الأعلى‬ ‫بيد الغدر ل�شبيحة �آل بري يف حلب ‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫�أن تعطل �سالحه يف املعركة ‪ ،‬فبقي مرابط ًا‬ ‫يقر�أ القر�آن ‪ ،‬ومن ثم قرروا االقتحام فكان �أن‬ ‫هب لقيادة ال�سيارة امل�صفحة ‪ ،‬وهنا تناولته يد‬ ‫الغدر بر�صا�صة قنا�ص وا�ست�شهد على اثرها‪.‬‬ ‫وكانت حادثة ا�ست�شهاده مع رفاقه نقطة فارقة‬ ‫يف حلب ‪ ،‬على �إثرها مت الق�ضاء على �شبيحة‬ ‫بري نهائي ًا ‪.‬‬ ‫من و�صيته لرفاق الدرب املقاتلني ‪ :‬ابت�سموا‬ ‫و�أنتم حتملون ال�سالح �أثناء مواجهتكم لعامة‬ ‫النا�س ‪.‬‬


‫‪issue 55 / may. 5th‬‬

‫‪7‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬

‫( اخلنفشاري ) ‪!! ..‬‬

‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬

‫يع���ود م�صطلح ( خنف�شار ) �إىل ق�صة قدمية‬ ‫حتكي ع���ن �أعراب���ي كان ال ي�ت�رك م�س�ألة �إال‬ ‫ويتح���دث بها ب���ل وي�ضع �شواه���د على كالمه‬ ‫ويفت���ي يف �أمور ال يدري بها ‪ ،‬ما مييزه �سرعة‬ ‫البديه���ة يف ال���رد حتى ولو كان���ت ردوده كلها‬ ‫كذب حم�ض ‪.‬‬ ‫�أث���ار ه���ذا االعرابي غ�ضب علي���ة القوم كونه‬ ‫�سح���ب الب�ساط م���ن حتت �أقدامه���م والنا�س‬ ‫جتتم���ع يف جمل�س���ه ويت�سابق���ون بدعوته �إىل‬ ‫جمال�سه���م ‪ ،‬فق���رر علي���ة الق���وم �أن ي�أتوا له‬ ‫مب�س�أل���ة ال �أ�ص���ل له���ا وخرافي���ة ال يوجد لها‬ ‫�أي حقيق���ة ‪ ،‬فاتفق���وا �أن ي�س�ألوه وهو بح�ضرة‬ ‫الق���وم عل���ى ( اخلنف�ش���ار ) لك���ي يت�سبب���وا‬ ‫ب�إحراجه وك�شف كذبه و�إبعاد النا�س عنه ‪.‬‬ ‫وكان املجل����س واحل�ضور وب���د�أ النا�س ب�س�ؤال‬ ‫الأعراب���ي وه���و يج���اوب كم���ا عه���دوه �سريع‬ ‫البديه���ة يعلم ب���كل �شيء ‪ ،‬حتى �أت���ى ال�س�ؤال‬ ‫املوعود ‪ :‬يا فالن ‪ ..‬ما هو ( اخلنف�شار ) ؟‬ ‫فكان رده ‪ :‬ويحك ‪� ..‬أال تعلم ما هو اخلنف�شار؟‬ ‫و�أ�ض���اف ‪ :‬اخلنف�ش���ار نب���ات طي���ب الرائحة‬ ‫ينب���ت يف اليم���ن ‪ ،‬وهو نبات ل���ه خا�صية عقد‬ ‫ال�ضرع لدى البهائم ف����إذا �أكلت البهيمة منه‬ ‫انعقد �ضرعها فلم يجر حليبها لأيام وقد قال‬ ‫�شاعرهم‪:‬‬ ‫لق���د عق���دت حمبتك���م ف����ؤادي ‪ ..‬كم���ا عقد‬ ‫احلليب اخلنف�شار‬ ‫وق���ال فالن وع�ل�ان وقال الإمام ك���ذا �إىل �أن‬ ‫قال ‪ ...‬وقال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫فقام �إلي���ه القوم وقال���وا ‪ :‬ح�سبك لقد كذبت‬ ‫على ه�ؤالء ولن ن�سمح لك بالكذب على ر�سول‬ ‫اهلل �صل���ى اهلل علي���ه و�سل���م و�أو�سع���وه �ضرب ًا‬ ‫ورك ًال‪.‬‬ ‫واليوم ‪� ..‬أ�ستعيد ذكريات اخلنف�شار يف الثورة‬ ‫ال�سوري���ة ‪ ،‬وكيف كان احل���ل ( اخلنف�شاري )‬ ‫للحكوم���ة الأمريكية ( �أوبام���ا حتديد ًا ) �ضد‬ ‫نظام الأ�س���د ب�أن العقوب���ات االقت�صادية هي‬ ‫م���ن �ستطي���ح به وجت�ب�ره على التنح���ي ‪ ،‬و ال‬ ‫�أعل���م فع ًال �إن كان ل���دى البيت الأبي�ض دراية‬ ‫ع���ن الو�ضع ال�س���وري فهو من �أك�ث�ر الأنظمة‬ ‫تعر�ض��� ًا للعقوب���ات االقت�صادي���ة ‪ ،‬و�أن ه���ذا‬ ‫النظ���ام يعمل يف �سلة اقت�صادي���ة وهي �أموال‬

‫الأ�س���د و�أقربائه‪ ،‬ف����إن كانوا مرتاح�ي�ن مادي ًا‬ ‫فال يهمهم �أبد ًا ما يح�صل لل�شعب ‪ ،‬فاملهم هو‬ ‫�أموالهم و�أبنائهم فقط ‪.‬‬ ‫عوقب ب�شار ونظامه بعقوبات خنف�شارية حتى‬ ‫و�صلت �إىل منع ال�سالح من �أمريكا و�أوربا على‬ ‫( �سوري���ا ) ولي�س نظام الأ�سد ‪ ..‬وك�أن النظام‬ ‫كان ي�ست���ورد �أ�سلح���ة منه���م � ً‬ ‫أ�ص�ل�ا ‪ ، ..‬فهذه‬ ‫العقوب���ات الع�سكرية مل ت�ض���رب �سوى اجلي�ش‬ ‫احلر ‪! ...‬‬ ‫والي���وم نح���ن �أم���ام ( طلب���ات ) خنف�شاري���ة‬

‫جديدة بعيدة ع���ن الواقع من البي���ت الأبي�ض‬ ‫واالحت���اد االورب���ي لب�ش���ار الأ�سد وه���ي ‪ :‬على‬ ‫ب�شار �أن يرحل ‪! ..‬‬ ‫�إن كان القوم فيما �سب���ق قد �أو�سعوا الأعرابي‬ ‫رك ًال لكذب���ه على الر�سول بق�ص���ة اخلنف�شار‪،‬‬ ‫فم���اذا نح���ن فاعل�ي�ن بخنف�شاري���ة املجتم���ع‬ ‫الدويل جتاه �سوريا ‪! ...‬‬ ‫‪abo.daham@sbhmagazine.com‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 55 / may 5th‬‬

‫الورقة االخيرة من قصة القاعدة في سوريا‬ ‫خا�ص ‪ /‬عمر اخلطيب‬ ‫االندبندنت الربيطانية‪� ،‬صدر �صفحتها بان‬ ‫اقوى الف�صائل امل�سلحة يف �سوريا تنتمي‬ ‫جبهة ام جبهات الن�صرة؟ حتى الأم�س القريب للقاعدة العراقية‪ ،‬بينما حارت اجلزيرة بني‬ ‫كان هذا ال�س�ؤال هو االكرث ح�ضورا يف نقا�شات مرا�سلها احمد زيدان يف �سوريا (الذي‪ ،‬وبغ�ض‬ ‫ال�سوريني‪ ،‬ال �سيما �أن االعالم و ل�سبب ما قرر النظر عن ع�شقه للن�صرة‪ ،‬يعتربه ال�سوريون‪،‬‬ ‫منذ عدة �أ�شهر الرتكيز وت�ضخيم الن�صرة‪،‬‬ ‫بحيث �أ�صبحت معظم عمليات احلر من�سوبة‬ ‫للن�صرة‪ ،‬وراجت الأقاويل عن �آالف م�ؤلفة من‬ ‫مقاتلني غري �سوريني‪ ،‬لبو نداء اجلهاد‪ .‬يف‬ ‫حني كان ال�سوريني يبحثون عن احلقيقة يف‬ ‫الق�ص�ص الواردة من خمتلف مناطق �سوريا‪،‬‬ ‫ال �سيما ال�شمال‪ ،‬ولكن هذه الق�ص�ص مل تروي‬ ‫ظم�أهم وتر�ضي ف�ضولهم فهي تردد بطريقة‬ ‫غريبة ما تردده و�سائل االعالم و الفي�سبوك‬ ‫عن قوة رجال الن�صرة وعفتهم وزهدهم‪،‬‬ ‫وب�سبب ال�سرية املطلقة يف ا�سلوب عمل‬ ‫الن�صرة وحقيقة اهدافها راجت اال�شاعات‬ ‫واالقاويل عن انا�س �سيفر�ضون على �سوريا‬ ‫حكما مت�شددا لتحويلها اىل افغان�ستان ثانية‪.‬‬ ‫بغ�ض النظر عن حقيقة الن�صرة و حقيقة‬ ‫املتحكم بها ( ا�سدية كانت ام عراقية ايرانية‬ ‫ام قاعدية) فقد اعلنت اخريا انها ظواهرية‪،‬‬ ‫فا�صيب اجلميع بالذهول و عنونت �صحيفة‬

‫وهو ي�ستحق‪ ،‬بطال من ابطالهم) امل�ستميت‬ ‫يف البحث عن ف�ضائل للن�صرة‪ ،‬ومذيعها‬ ‫اال�ستاذ كري�شان الذي يكاد يخرج عن طوره‬ ‫امام االجابات اخل�شبية‪ ،‬االقرب للبعثية يف‬


‫‪issue 55 / may. 5th‬‬

‫غبائها‪ ،‬ل�ضيفه االردين ابو �سياف يف حديثهم‬ ‫عن الثورة ( و ابو �سياف‪ ،‬كما يدل ا�سمه‪ ،‬هو‬ ‫ال�سلفي اجلهادي‪ ،‬وهذا يعني بان ف�ضائياتنا‬

‫‪9‬‬

‫العربية �ستعيد احياء مو�ضة ال�سلفي‬ ‫واجلهادي من ابو قتادة اىل ابو حمجم ‪ ..‬و‬ ‫دقي يا نواعم )‪� .‬أما قناة العربية املفجوعة‬ ‫امام اخلرب‪ ،‬ف�سخرت كل مرا�سليها‬ ‫وامكانياتها املتوا�ضعة (املتوا�ضعة‬ ‫يف ال�ش�أن ال�سوري فقط وهذا‬ ‫م�ستغرب من قناة بوزنها و�سمعتها)‬ ‫للبحث يف اليوتيوبات عن ا�ستنكار‬ ‫ما لهذا اخلرق القاعدي‪ ،‬و كم‬ ‫يحلو اال�ستنكار مع حيادية �صوت‬ ‫مرا�سلها الهمام حممد دغم�ش‪،‬‬ ‫وروح ال�صحفي املغامر عند‬ ‫مرا�سلتها رميا مكتبي‪.‬‬

‫االعالمي‪ ،‬فلطاملا ا�ستفزتهم عبارات بيانتها‬ ‫وا�صرار متملقيها والقاب�ضني منها على‬ ‫حتويل الراية ال�سوداء لرمز يف املظاهرات‪،‬‬ ‫ويبقى �شعب الثورة ون�شطائها االبرع واالجدر‬ ‫بالكالم با�سم ال�سوريني (حتى لو بدو يزعل‬ ‫اال�ستاذ كيلو الذي تعب واتعبنا يف مالحقة‬ ‫املراجعات اليومية ملواقفه ور�ؤاه) ليتحول‬ ‫الفي�س بوك بني ليلة و �ضحاها ال�سوا كابو�س‬ ‫للقاعدة واجلوالين ( لعل الكثريين من‬ ‫ال�سوريني يقولون للجوالين اليوم‪ :‬اح�سنت‬ ‫فعال حني بكرت فاف�صحت عن حقيقة حاولنا‬ ‫بامل كاذب جتاهلها‪ ،‬فارحتنا من ت�أجيل‬ ‫كابو�سك)‪.‬‬

‫على �صفحة الفي�سبوك ي�ستنفر‬ ‫ال�سوريون وي�شعرون بانهم قد‬ ‫تخل�صو من احلرج يف توجيه‬ ‫�سخريتهم ونقدهم للن�صرة‬ ‫وا�سلوبها‬

‫اما املعار�ضة ال�سورية التي يربكها طريقة‬ ‫توزيع قوارير املاء ومن يقف يف مقدمة‬ ‫الوفد‪ ،‬ومن على ي�ساره وميينه ومن‬ ‫يقدم من‪ ،‬فلم تخرج عن �سيا�سة‬ ‫التقية التي تتبعها وغرامها‬ ‫للتلميحات عن �صعوبات‬ ‫وم�ؤامرات و حماوالت و�أد‬ ‫الثورة‪ ،‬فلم تفلح يف البداية‬ ‫يف تبيان حجم الن�صرة‪،‬‬ ‫وحقيقة كونها جمرد اموال‬ ‫تدفع مقابل ن�سب الفيديوهات‬ ‫لها‪ ،‬وترويج الدعاية وت�ضخيم‬ ‫الهالة يف بع�ض �صفحات الفي�س بوك‬ ‫املمولة‪ .‬مع معار�ضة تع�شق ال�شا�شات‬ ‫والتقاط ال�صور التذكارية ال ن�ستغرب‬ ‫من ال�صحيفة الربيطانية ان تقول‬ ‫بان الن�صرة هي اقوى ف�صيل يف الثورة‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫امل�ضحك املبكي يف مو�ضوع الن�صرة انها‬ ‫منتج اعالمي وخمابراتي بامتياز‪ ،‬فكل ما‬ ‫نعرفه عنها هو ما يقوله االعالم وخربائه يف‬ ‫اجلماعات الدينية!! و الن�صرة ككل منتج له‬ ‫فرتة �صالحية حمدودة‪ .‬ال �شك ان الن�صرة‪،‬‬ ‫ورغم كل احلمالت االعالمية والتي �شاركنا‬ ‫بت�ضخيمها ك�سوريني �سواء عن علم او جهل‪،‬‬ ‫مل ت�ستطع ان تتحول اىل �شعار للمرحلة‪،‬‬ ‫واجلميل يف املو�ضوع هو ان ال�سوريني‪ ،‬يف‬ ‫تعاملهم مع ظاهرة الت�شدد الديني ب�شكل‬ ‫عام‪ ،‬كانو كما دوما خالقني قادرين على‬ ‫فر�ض وعيهم وثقافتهم‪ ،‬و لعل م�سل�سل‬ ‫البيعات امل�ضحكة من اجلوالين والبغدادي هو‬ ‫الورقة االخرية من ق�صة القاعدة يف �سوريا‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 10‬‬

‫الوضع االمني في دمشق اآلن ؟ تسأل سوريا بشدة‬ ‫‪Alison Tahmizian Meuse‬‬ ‫‪Syria Deeply‬‬

‫ترجمه ل�سورية بدا حرية ‪ :‬فدوى جميل‬ ‫باعتبارها وظيفة منتظمة ‪ُ ,‬م�ستوحاة من‬ ‫�أ�سئلتكم حول ال�صراع ال�سوري ‪ ,‬فقد قمنا‬ ‫بجمع �أجوبة بع�ض �أكرب العقول يف حميطنا ‪.‬‬ ‫‪ ask@newsdeeply.org‬و ان كنت ترغب‬ ‫ب�إر�سال �س�ؤال ما ملناق�شته فقط �أر�سله �إىل‬ ‫العنوان التايل‬ ‫ال�س�ؤال ‪ :‬ما هو الو�ضع الأمني احلايل يف‬ ‫دم�شق ؟‬ ‫(�إنيغما) (‪ )INEGMA‬ريا�ض قهوجي‬ ‫‪,‬م�ؤ�س�س معهد التحليل الع�سكري للخليج و‬ ‫ال�شرق الأدنى و مقره بدبي‪:‬‬ ‫ اجلزء اجلنوبي من دم�شق ‪ ,‬بع�ض الأحياء‬‫يف ال�شمال ‪ ,‬و اجلانب ال�شرقي ي�سيطر عليه‬ ‫املتمردون اىل حد كبري ‪ .‬ما يزال النظام‬ ‫ميتلك �سيطرة قوية على الغرب و ال�شمال‬ ‫الغربي من املدينة و ي�ستخدم قوة النريان‬ ‫على نطاق وا�سع‪ ,‬املدفعية وال�صواريخ والقوة‬ ‫اجلوية وكل �شيء حتت ت�صرفه ‪ ,‬و ذلك‬

‫للحفاظ على �أكرب قدر ممكن من �سيطرته ‪.‬‬ ‫من الوا�ضح الآن �أولوية النظام و هي ا�ستعادة‬ ‫ال�سيطرة على اجلزء اجلنوبي لقربها من‬ ‫احلدود الأردنية ‪ ,‬و ب�سبب امكانية الثوار‬ ‫يف جعل خط االمدادات ُم�ستدام ًا و بدون‬ ‫م�سافات كبرية كما كان احلال يف ال�شمال ‪.‬‬ ‫امل�سافة بني احلدود مع الأردن و العا�صمة هي‬ ‫�أق�صر بكثري من امل�سافة بني تركيا و حلب ‪.‬‬ ‫و مكا�سب الثوار الكبرية على مدى ال�شهرين‬ ‫املا�ضيني يف حمافظات درعا والقنيطرة ت�شكل‬ ‫تهديد ًا كبري ًا على العا�صمة ‪ .‬ميكنهم التحرك‬ ‫ب�شكل �سريع من القنيطرة للفوز على طريق‬ ‫دم�شق ‪ -‬بريوت من هناك ‪ .‬هذا �أي�ض ًا م�صدر‬ ‫قلق كبري �آخر‪.‬‬ ‫جهود النظام للقيام بالهجوم يف اجلنوب‬ ‫�ستف�شل ‪ .‬هم لي�س لديهم القوة الب�شرية للقيام‬ ‫بهجوم م�ضاد ُم�ستدام ‪ .‬و يتوقع العديد ت�صعيد‬ ‫املعركة يف دم�شق خالل �أوائل ال�صيف ‪.‬‬ ‫يبدو �أن نوعية الأ�سلحة القادمة من الأردن‬ ‫هي �أف�ضل بكثري من تلك التي من ال�شمال ‪.‬‬ ‫اعتقد اننا الآن نرى االردن �أكرث انخراط ًا من‬ ‫خالل ال�سماح بتدريب الثوار ‪ ,‬يف حني مل يكن‬

‫لدينا �أي تدريب حقيقي لهم يف تركيا ‪ .‬يوجد‬ ‫العديد من الأحزاب الرتكية املعار�ضة التي‬ ‫ُتبقي احلكومة على اطراف ا�صابعها ‪ ,‬و هي‬ ‫ت�ؤثر على مدى م�ساحة املناورة املُعطاة للثوار‬ ‫و الأمر املفقود يف الأردن ‪ .‬تركيا قلقة �أي�ض ًا‬ ‫ب�ش�أن الأ�سلحة ذات اجلودة العالية التي ت�صل‬ ‫�إىل القوات الكردية يف ال�شمال ‪.‬‬

‫( الأمن يف العا�صمة ) هو حدث من املا�ضي‬ ‫دم�شق باتت مثل بريوت يف احلرب الأهلة عام‬ ‫‪ . 9-1978‬منطقة ميكن �أن تكون �آمنة ‪ ,‬ال‬ ‫�شيء يحدث ‪ ,‬و فج�أة ت�سقط القنابل و تنفجر‬ ‫ال�سيارات ‪ .‬جميع �أجهزة املخابرات وجميع‬ ‫املراقبني يقومون بالعد التنازيل ملعركة دم�شق‬ ‫الكربى ‪.‬‬ ‫بيرت هارلينغ ‪ ,‬حُملل مقيم يف دم�شق مع‬ ‫جمموعة الأزمات الدولية ‪:‬‬ ‫تدهورت الأو�ضاع ب�شكل كبري يف دم�شق منذ‬ ‫بداية العام ‪ .‬و قد انت�شر االجرام يف بع�ض‬ ‫الأجزاء من ال�ضواحي ‪ ,‬و على وجه اخل�صو�ص‬ ‫عمليات اخلطف للح�صول على فدية ‪ .‬يف‬ ‫و�سط �سوريا تت�سبب هجمات الكر و الفر و‬


‫‪11 issue 55 / may. 5th‬‬

‫كان هناك ان�سحاب (جي�ش النظام) ال�سوري‬ ‫من اجلوالن ‪� .‬صب الثوار تركيزهم على ك�سر‬ ‫خطوط الإمداد الرئي�سية من دم�شق اىل‬ ‫اجلنوب ‪ .‬و قد مت ا�ستهداف قواعد م�ساعدة‬ ‫الدعم الع�سكري و الطرق العامة الرئي�سية ‪,‬‬ ‫و التي كانت مبثابة تكتيك فعال يف ال�شمال ‪ .‬و‬ ‫قد �سمح لهم هذا بتحقيق مكا�سب يف اجلوالن‬ ‫و بالقرب من احلدود الأردنية ‪ ,‬مما يحد من‬ ‫قدرة دم�شق على تزويد اجلنوب و البلدات‬ ‫التي ما تزال حتت ال�سيطرة ‪.‬‬

‫اطالق القنابل ب�إ�صابات تطال الأبرياء ‪ .‬و‬ ‫ان معدل االعتقاالت من ِقبل النظام ‪ ،‬والتي‬ ‫ازدادت على نحو ع�شوائي‪ ،‬ذهبت �أي�ض ًا �إىل‬ ‫�أق�صى مدى لها ‪.‬‬ ‫كل من النظام واملعار�ضة ت�شق طريقها‬ ‫الع�سكري هنا وهناك‪ ،‬ولكن عادة ما يكون‬ ‫الثمن مرتفع ًا يف الأرواح الب�شرية وتدمري‬ ‫البنية التحتية ‪ ،‬ويكون الت�أثري دائم ًا ‪.‬‬ ‫من املُحتمل جد ًا �ضمن الديناميكية احلالية‬ ‫(تواجد جمموعات ت�شبه تلك التي يف حلب اىل‬ ‫حد كبري ) ‪ .‬يف حميط منطقة �صغري جد ًا يف‬ ‫و�سط دم�شق ‪ ,‬و مناطق �أكرب من ذلك بكثري ما تزال دم�شق مركز النظام ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫على جبل قا�سيون ( ال تزال حتت �سيطرة النام الغالبية العظمى من وحدات احلر�س‬ ‫اجلمهوري متواجدة هناك ‪ .‬هناك مواقع‬ ‫ب�شكل حازم) ‪.‬‬ ‫للجي�ش حول دم�شق تخ�ضع حلرا�سة م�شددة ‪ .‬و‬ ‫�أندرو بوين ‪ ,‬الباحث ال�شرق �أو�سطي يف ان التفجري الرمزي الأخري قد وقع حيث كانت‬ ‫معهد جيم�س �أ‪ .‬بيكر لل�سيا�سة العامة يف تنطلق امل�سريات امل�ؤيدة للأ�سد ‪ ,‬لكن اجلي�ش‬ ‫ال�سوري احلر قد ا�ستهدف يف الغالب اجلنوب‬ ‫جامعة راي�س ‪:‬‬ ‫مل يتغري الكثري يف دم�شق يف هذه اللحظة ‪ .‬و ال�ضواحي ‪.‬‬ ‫هناك زيادة يف معدل القتال يف ال�ضواحي‪ ,‬كما لقد بد�أت هذه التفجريات يف دم�شق تت�سبب يف‬ ‫هو احلال يف جوبر ‪ ,‬لكن املكا�سب الرئي�سية انعدام الأمن بالن�سبة للنظام ‪ .‬انهم ُيقل�صون‬ ‫للمعار�ضة هي يف اجلنوب ب�شكل �أكرب ‪ .‬و تدريجي ًا �شعور انه ميكن للمرء العي�ش و العمل‬ ‫قد �أحرزوا تقدم ًا من خالل اال�ستيالء على يف دم�شق و ان كل �شيء على ما يرام هناك ‪,‬‬ ‫ارا�ضي حول املراكز ال�سكانية الرئي�سية ‪ ,‬و رغم �أن �أجزاء من البالد مل تعد حتت �سيطرة‬

‫النظام ‪ .‬لكن مل يكن هناك حملة هامة من‬ ‫قبل اجلي�ش ال�سوري احلر او الكتائب املعار�ضة‬ ‫للقيام ب�شكل فعال باعرتا�ض �سيطرة الأ�سد‬ ‫على دم�شق ‪.‬‬ ‫مل حتن املعركة بعد يف دم�شق ‪ ,‬و هي تتوقف‬ ‫حق ًا على مدى فعالية الكتائب املعار�ضة يف‬ ‫احلفاظ على املكا�سب التي مت حتقيقها يف‬ ‫اجلنوب ‪ .‬حتى يف اجلنوب تواجه (املعار�ضة)‬ ‫م�شكالت يف ُحكم املناطق حول املدن الكبرية‪.‬‬ ‫هم ما يزالون غري ُم�سيطرين على املدن‬ ‫الرئي�سية وهي ‪ :‬حم�ص و درعا ‪ .‬و بالت�أكيد‬ ‫فان ا�سرتاتيجية النظام هي حت�صني دم�شق‬ ‫و اىل حم�ص و من ثم االنتقال اىل ال�ساحل ‪.‬‬ ‫املعركة الكربى ما تزال على ُبعد �ستة �أ�شهر ‪.‬‬ ‫‪ Alison Tahmizian Meuse‬عن الكاتبة‪:‬‬ ‫�ألي�سون ميو�س ‪ ،‬هي �صحفية تعمل مع وكالة‬ ‫فران�س بر�س ‪ ، AFP‬ومقرها يف بريوت ‪.‬‬ ‫و هي حمررة ‪ ،‬و لديها �أعمال جتارية يف غرفة‬ ‫التجارة الأمريكية يف م�صر و زميلة يف جامعة‬ ‫جورج وا�شنطن و هي م�ساعدة برجمة للطالب‬ ‫يف مكتب اخلدمات الدولية يف جامعة جورج‬ ‫وا�شنطن ‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 12‬‬

‫آ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ش‬ ‫ٌ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫أ‬ ‫بدية‬ ‫خا�ص‬ ‫‪ /‬فدوى جميل‬

‫�سيا�سيون حُمنكون‬ ‫ها هم ال�سوريون يدخلون ُمعرتك ال�سيا�سة‬ ‫و التحليالت املنطقية منها و منها �أخرى‬ ‫ُم�ستغربة ‪ ,‬هم لي�سوا �أكادمييني �أو خريجي‬ ‫معاهد و جامعات خمت�صة بالتحليالت‬ ‫ال�سيا�سية �أو الدبلوما�سية ‪ ...‬انهم �أبناء هذا‬ ‫البلد يتحدثون و ي�ستنتجون غري ابهني ‪ ,‬هم‬ ‫يريدون فكر ًا نظيف َا ال تبعي َا لأحد فعلى حد‬ ‫قولهم ‪ ,‬لنا عقول و حب لأنف�سنا و �سوريتنا و‬ ‫�شامنا و �سوف ن�ستعمل عقولنا لكي نفهم ‪ ,‬لن‬ ‫نعود كالقطيع و ال �أحد بات غبي َا �أو ُم�سري ًا و‬ ‫كل ما يجري له م�سببات و نعلم َمن خلف كل‬ ‫حدث و حادث ‪ِ ,‬ل ُنعمل عقولنا فتكون الأمور‬

‫وا�ضحة لنا‬ ‫كال�شم�س ال كما يتم تلقيننا به ‪,‬‬ ‫يقول �أحدهم ممن طلب عدم ذكر ا�سمه ‪.‬‬

‫خمطط التق�سيم اجلديد‬ ‫تقول املواطنة ر‪.‬ر انها تعتقد ان خمطط اال�سد‬ ‫بات وا�ضحا كل الو�ضوح الآن بعد ان �أملت اال‬ ‫يكون ما اعتقدت منذ ا�شهر �صحيح ًا او حتى‬ ‫له يف البال حيز ًا لي�شغله « هناك خمطط ًا‬ ‫وا�ضح ًا لنا جميعا حتى لو مل نكن �سيا�سيني‬ ‫او حمللني ‪ ..‬بات جلي ًا تهيئة منطقة ال�ساحل‬ ‫لتكون دويلة م�ستقلة بنف�سها خارج حدود باقي‬ ‫املدن ال�سورية» و يف ال�سياق نف�سه اعربت عن‬ ‫قلقها لنقل مركز العا�صمة من دم�شق اىل‬ ‫الالذقية حتديد ًا كما قالت و ان اال�شهر‬

‫القادمة‬ ‫�ست�سحب الب�ساط من حتت اقدام‬ ‫الدم�شقيني لت�ضعه بت�صرف العلويني يف‬ ‫ال�ساحل ال�سوري ‪.‬‬ ‫تقول �أخرى لدى �س�ؤالها عن الفكرة انها‬ ‫مغادرة دم�شق للأبد عائدة اىل الالذقية‬ ‫حيث ُولدت ‪ ,‬هناك لن مي�سها و عائلتها �سوء‬ ‫ح�سب تقديرات الو�ضع احلايل الأمني فعلويي‬ ‫املنطقة ُيحكمون ال�سيطرة على الأمور هناك‬ ‫و ت�شرح ذلك انهم جميعا يعلمون من يدخل و‬ ‫من يخرج و ال ي�سمحون لقدم غريبة بالدخول‬ ‫و ك�أنها حممية �أ�سدية ‪.‬‬ ‫ج‪.‬ر يجيبنا با�ستغراب ‪ ,‬امل متيزوا الأمور‬ ‫حتى الآن ‪ ...‬دم�شق لن تعود كما كانت و ال‬


‫‪13 issue 55 / may. 5th‬‬

‫يريدون لها ان تكون ك�سابق‬ ‫�ألقها ‪ ,‬هم يخططون لأبعد‬ ‫من اعادة العا�صمة ملا كانت‬ ‫عليه من �أمن و �أمان ‪ ,‬و اعتقد‬ ‫ان الالذقية �ستكون قطر �أخرى‬ ‫عما قريب و با�ستف�سار منه عن‬ ‫الو�ضع املعي�شي يقول ‪ ,‬ال حياة‬ ‫يف دم�شق بعد االن �سوى للأغنياء‬ ‫القادرين �أما عن ال�ساحل ف�سيتم‬ ‫يف مرحلة الحقة اعتماد املعي�شة‬ ‫الرخي�صة ريثما يتم ا�ستقطاب‬ ‫عدد من ال�سوريني ال�ساعني للحياة‬ ‫هناك تهيئ َة جلعلها دولة �أخرى‬ ‫بقيادة م�ستقلة ‪ .‬و ب�إ�ضافة منه‬ ‫طلب ن�شرها ليعي ال�سوريون ما كان‬ ‫و ما يزال ُيحاك على ح�ساب ال�شعب‬ ‫ذكر تعر�ضه حلادثة يف وقت قريب‬ ‫م�ضى حني التقى �صدفة مبن ب�أحد‬ ‫املقربني من القيادة ال�سابقة حلافظ‬ ‫الأ�سد ممن هم على اطالع وثيق‬ ‫بالأمور النفطية و قد ُطلب عدم ذكر‬ ‫ا�سمه ل�ضمان �سالمته انه قد طلب اكرث‬ ‫من مرة ان يتم ا�ستخدام نفط ال�ساحل‬ ‫مل�صلحة البلد و ال�سوريني لكن كان دائما‬ ‫ياتي الرد بالرف�ض مع عدم ذكر ا�سباب‬ ‫وا�ضحة ‪ ,‬يقول ‪ ,‬مرة واحدة كان هناك‬ ‫رد ًا حا�سم ًا بان دعوا نفط ال�ساحل لوقت‬ ‫الأزمات‬ ‫املنظومة الأمنية‬ ‫و لدى �س�ؤال �أخرى ال�ستطالع رايها حول من‬ ‫يحاولون زعزعة املنظومة الأمنية يف دم�شق‬ ‫تقول ب�صوت واثق ‪ ,‬نحن‬ ‫نعلم من له امل�صلحة يف‬ ‫ذلك و ل�سنا ُبلهاء ‪ ,‬كيف‬ ‫لأي �أحد كان �أن يقوم بكل‬ ‫تلك التفجريات مثال مع‬ ‫وجود حواجز �أمنية تتعدى‬ ‫عدد �شوارع دم�شق !!! اال لو كان‬ ‫�شبح ًا �أو �ساحر ًا يتنقل باخلفاء‬ ‫‪ ,‬قالت بابت�سامة خافتة ُم�ضيفة‬ ‫با�ستغراب �أن كيف لنا �أن ُنبقي‬ ‫على حدودنا مفتوحة �أمام جميع‬ ‫االجانب ممن ن�ستنكر وجودهم‬ ‫فيما بيننا و كيف لنا �أن ن�ستمر‬ ‫ب�إدخال الأ�سلحة التي ت�سبب يف‬ ‫قتلنا و قتل �أطفالنا تقول م�ؤكدة على‬

‫وجوب رح الأ�سئلة و اعمال العقل يف جميع ما‬ ‫يجري من حولنا ‪.‬‬ ‫يداً بيد ‪...‬‬ ‫�شاب دم�شقي عقد العزم على امل�ضي يف‬ ‫الوقوف مع احلق و �أخيه االن�سان قال مو�ضح ًا‬ ‫ان جميع ال�سوريني لن يقفون متفرجني‬ ‫�صامتني و ُم�سي�سني خا�صة عندما يتعلق الأمر‬ ‫مبدن �سورية �أخرى ‪ ,‬نحن حلب و حم�ص و‬ ‫درعا و �سلمية و حماه ‪ ,‬يقول ‪ ,‬درعا عا�صمة‬ ‫حوران كما دم�شق عا�صمة �سوريا و هي مدخل‬ ‫ا�سرتاتيجي لريف دم�شق و دم�شق ‪ .‬هي يف‬ ‫اعناقنا كما كل الدم ال�سوري ‪.‬‬ ‫يف حني �أبدى �آخر قلقه مما قد يحل بدم�شق‬ ‫يف املرحلة القادمة حيث انه يرى احتماالت‬ ‫التح�ضري ملعركة حقيقية هنا عما قريب و‬ ‫انه ال ي�ستبعد هجوم ًا كيمياوي ًا لإعادة فر�ض‬ ‫ال�سيطرة على ريف دم�شق و بالتحديد يف‬ ‫الغوطتني ال�شرقية والغربية و كما تخوف من‬ ‫حوث كوارث ان�سانية يف مناطق ريف دم�شق و‬ ‫منها مناطق املليحة و عربني و داريا و لقدم و‬ ‫الع�سايل و ال�سبينة ‪.‬‬

‫من يهمنا �أمرهم هم من ميوتون هناك يومي ًا»‪.‬‬ ‫قال �آخر ان معظم ا�صدقائه قابعني يف االفرع‬ ‫االمنية منذ ا�شهر بدون رعاية �صحية او‬ ‫نف�سية و منهم من ت�سبب له ذلك بالأمرا�ض‬ ‫او تويف نتيجة التعذيب و قد كان ذنبهم الوحيد‬ ‫انهم كر�سوا انف�سهم و جزء من وقتهم لإعالة‬ ‫بع�ض املحتاجني ممن تهدمت بيوتهم ‪ ,‬يقول‬ ‫‪ ,‬ا�صدقائي هم من لهم احلق يف العودة اىل‬ ‫منازلهم فهم كانوا يحملون قلوب ًا ال �سالح ًا و‬ ‫ا�ضاف قائال لدى �س�ؤاله عن بع�ض من افرج‬ ‫عنهم انهم الآن طلقاء لكنهم رهن اعادة‬ ‫االعتقال و يف خوف م�ستمر او يف حالة هروب ‪.‬‬

‫دم�شق القا�سيون ‪...‬‬ ‫هي دم�شق اجلميلة بقاطنيها االوفياء ‪ ,‬هي‬ ‫قا�سيون مغطى بحب الأبناء و ورود العا�شقني‬ ‫‪ ,‬جن بها ال�شعراء حني ركعت احلروف لها‬ ‫‪ ,‬هي تراتيل مالئكة كانت و �ستبقى منتظرة‬ ‫لعهد جديد قريب من املطر النظيف ‪ ,‬دم�شق‬ ‫يديك‬ ‫�شديني اليك كي ارمتي عا�شقة بني ِ‬ ‫لأموت كل م�ساء و ا�صحو من جديد على نغمات‬ ‫ع�صافري ع�شقك يدعون جلميع ال�سوريني و‬ ‫الدم�شقيني بالأمن و الأمان و لتكن �صباحاتكم‬ ‫مليئة باحلب و اليا�سمني مع فنجان من القهوة‬ ‫اغاثة و اعتقال ‪...‬‬ ‫يف حديث �آخر و لدى �س�ؤال احد النا�شطني عن لع�شاقها برغم �سعرها اخليايل مما قد جتاوز‬ ‫ر�أيه يف قرار االفراج عن خم�سني �شخ�صا من الألف و ثالثمائة لرية �سورية ‪ ,‬لكم مني قهوة‬ ‫املتورطني يف احداث �أخرية بعد تهدهم بعدم دم�شقية مع الكثري من الهيل ال�سوري ‪.‬‬ ‫العودة لأي عمل تخريبي او حمل ال�سالح علق‬ ‫بجملة واحدة «نحن ل�سنا �أغبياء �أو �أطفال و‬


‫‪issue 55 / may 5th 14‬‬

‫جرائم فروع األمن السوري‪ ..‬باألرقام واألسماء والضحايا‬ ‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫مع ارتفاع �أعداد املعتقلني ال�سوريني داخل‬ ‫�سجون احلكومة ال�سورية على الرغم من‬ ‫مرا�سيم العفو العام التي مل تنجح يف الإفراج‬ ‫�إال عن عتاة املجرمني ال�سابقني‪ ،‬والذين‬ ‫حتولوا �إىل «�شبيحة» بحكم احلاجة �إليهم‪،‬‬ ‫د�شنت العديد من الهيئات وامل�ؤ�س�سات‬ ‫واجلمعيات ال�سورية املنا�صرة للثورة عدد ًا‬ ‫من الربامج الإعالمية والدعائية للتذكري‬ ‫مب�أ�ساة املعتقلني ال�سوريني ونبل ق�ضيتهم‪،‬‬ ‫خا�صة �أن العديد منهم يتعر�ض لظروف‬ ‫اعتقال ال �إن�سانية بح�سب بيانات وكاالت‬ ‫وهيئات حقوق الإن�سان‪ ،‬وحتول العديد منهم‬ ‫�إىل م�شروع �شهيد �أو معوق ب�سبب ا�ستمرار‬ ‫�سيا�سة التعذيب املمنهج بحق الكثري منهم‪.‬‬ ‫قوات النظام ال�سوري‪ ،‬وفق ًا لأحدث م�سح‬ ‫�أجري من قبل ال�شبكة ال�سورية حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬اعتقل ما ال يقل عن ‪� 194‬ألف ًا من‬ ‫املواطنني ال�سوريني‪ ،‬مبا يف ذلك ما يقرب من‬ ‫‪ 9000‬دون �سن الثامنة ع�شرة‪� 35 ،‬ألف طالب‬

‫جامعي‪ ،‬ونحو ‪ 4500‬الن�ساء‪ ،‬ف�ض ًال عن نحو‬ ‫‪� 60‬ألف ًا ممن ي�سمون يف �سوريا حالي ًا باملختفني‬ ‫ق�سر ًا‪.‬‬ ‫ويتعر�ض املعتقلون يف �سوريا لأنواع خمتلفة‬ ‫من العنف والتعذيب‪ ،‬تتهدد حياة ‪،2305‬‬ ‫مبا يف ذلك ‪ 80‬طفال و ‪ 25‬امر�أة حتى‬ ‫‪ .2013/03/31‬وهناك �أي�ضا ‪ 25‬امر�أة‬ ‫تعر�ضن للتعذيب حتى املوت يف �أقبية ال�سجون‪،‬‬ ‫والتي ت�شري �إىل ا�ستخدام �أ�ساليب منهجية‬ ‫�صارمة جدا �ضد الن�ساء املحتجزاتن ف�ض ًال‬ ‫عن توثيق ما ال يقل عن ‪ 700‬حالة اغت�صاب يف‬ ‫الأفرع الأمنية املتعددة‪.‬‬ ‫�أوال‪ :‬م�س�ؤولو الأمن‬ ‫احل�صول على �أ�سماء م�س�ؤويل فروع الأمن يف‬ ‫كافة املحافظات ال�سورية كان �أمر ًا حمفوف ًا‬ ‫باملخاطر وال�صعوبات‪ ،‬لأنهم حماطون بهالة‬ ‫من ال�سرية والتكتم ال�شديد‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫�إمكانية تغيري امل�ستمر‪ ،‬ما يعني احتمال ورود‬ ‫بع�ض الأخطاء الب�سيطة يف حتديد املوقع‬ ‫احلايل ملرتئ�س الفرع الأمني‪ .‬لكن املالحظ‪،‬‬

‫بح�سب ال�شبكة ال�سورية حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫�أن �أبرز امل�س�ؤولني يف �سوريا لأجهزة الأمن‬ ‫وامل�شرفني وامل�س�ؤول املبا�شر عن التعذيب‬ ‫واملوت ب�سبب التعذيب (معظمهم ينتمون �إىل‬ ‫الطائفة العلوية بن�سبة فوق ‪.٪98‬‬ ‫وفيما يلي �أ�سماء �أهم قادة الفرون الأمنية‬ ‫واملخابرات يف �سوريا‪ ،‬واملقرات امل�س�ؤولة عن‬ ‫تعذيب املعتقلني ومن ي�شرف عليها‪:‬‬ ‫رئي�س املخابرات العامة و�أمن الدولة‪:‬‬ ‫اللواء‪ /‬علي مملوك (ال�سنية) ولها ‪ 6‬نواب‬ ‫هم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العميد ‪ /‬زهري حمد (ال�شيعية)‬ ‫‪ - 2‬العميد ‪ /‬نزيه ح�سون (علوي)‬ ‫‪ - 3‬العميد ‪ /‬غ�سان خليل (علوي)‬ ‫‪ - 4‬العميد ‪ /‬حافظ خملوف (علوي)‬ ‫‪ - 5‬العميد ‪� /‬أني�س �سالمة (علوي)‬ ‫‪ - 6‬العميد ‪ /‬ثائر �شرم عمر (ال�شيعية)‬ ‫ر�ؤ�ساء الفروع الأمنية وفقا لكل املحافظات يف‬ ‫�سوريا‪:‬‬


‫‪15 issue 55 / may. 5th‬‬

‫حمافظة دم�شق‪:‬‬ ‫اال�ستخبارات الع�سكرية ‪/‬ق�سم‪/291‬العميد‬ ‫رفيق �شحادة‪ ،‬وقال انه جاء بعد عبد الفتاح‬ ‫قد�سية (ال�سنة)‬ ‫كان رفيق �شحادة يرتا�س واحدة من فرق‬ ‫احلر�س اخلا�ص لب�شار الأ�سد وي�ساعده العميد‬ ‫علي يون�س والعميد عدنان عا�صي‪.‬‬ ‫اال�ستخبارات اجلوية‪ /‬اللواء جميل ح�سن‬ ‫(علوي)‬ ‫اال�ستخبارات اجلوية ‪ /‬فرع مطار املزة‪/‬‬ ‫العميد عبد ال�سالم حممود الفجر (مدير فرع‬ ‫التحقيقات)‬ ‫املخابرات العامة ‪ /‬الق�سم ‪ / 285‬العميد‬ ‫�إبراهيم معال‬ ‫�أمن الدولة ‪ /‬ر�ستم غزايل‬ ‫الأمن ال�سيا�سي ‪ /‬حممد ديب زيتون (ال�سنة)‬ ‫فرع فل�سطني ‪ /‬قائد لواء حممد خملوف‬ ‫(علوي)‬ ‫فرع الأمن اخلارجي‪ /‬العميد ف�ؤاد فا�ضل‬ ‫(علوي)‬ ‫حمافظة حلب‪:‬‬ ‫فرع �أمن الدولة‪ /‬تي�سري �أمونة‬

‫فرع اال�ستخبارات اجلوية ‪� /‬أديب �سالم علي خمابرات القوات اجلوية ‪ /‬فرع درعا ‪ /‬العميد‬ ‫ميهوب ق�صي‬ ‫(علوي)‬ ‫فرع الأمن ال�سيا�سي‪ /‬نا�صر علي الذي توىل الأمن ال�سيا�سي ‪ /‬درعا فرع ‪ /‬نا�صر علي‬ ‫من�صب عاطف جنيب عاطف لفرتة من الوقت‬ ‫ادلب املحافظة‪:‬‬ ‫يف حمافظة درعا‪.‬‬ ‫اال�ستخبارات الع�سكرية ‪ /‬ق�سم ‪ / 271‬العميد‬ ‫الأمن الع�سكري‪ /‬اللواء فهد عبد اللطيف‬ ‫ح�سني نوفل‬ ‫�أمن الدولة ‪ /‬العميد عبد الرحمن حممد جنم‬ ‫حمافظة حماة‪:‬‬ ‫فرع الأمن اجلنائي‪ /‬عبد العليم عبد احلميد (من بلدة ال�سخنة)‬ ‫الع�سكرية والأمنية (الإرهاب زارة) العقيد ‪/‬‬ ‫�أمن الدولة ‪� /‬إبراهيم دروي�ش‬ ‫كمال ح�سن‪.‬‬ ‫اال�ستخبارات اجلوية ‪� /‬سهيل ح�سن‬ ‫اال�ستخبارات اجلوية ‪ /‬العميد عو�ض �أحمد‪،‬‬ ‫الع�سكرية والأمنية ‪ /‬زاهر عبد النا�صر‬ ‫(ربيعة املدينة)‬ ‫الأمن ال�سيا�سي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العميد ح�سام لوقا (رئي�س)‬ ‫‪ - 2‬رئي�س الدوريات واملراقبة ‪ /‬العقيد عادل حمافظة حم�ص‪:‬‬ ‫اال�ستخبارات الع�سكرية ‪ /‬ق�سم ‪ / 235‬حممد‬ ‫حممد �إبراهيم‬ ‫‪ - 3‬رئي�س فرع هيئة التحقيق ‪ /‬العميد �شحادة زمارينا‬ ‫اال�ستخبارات اجلوية ‪ /‬فرع حم�ص‪ /‬العميد‬ ‫بديع من�صور‬ ‫�أحمد جودت‬ ‫املخابرات العامة ‪ /‬الق�سم ‪ / 318‬العميد‬ ‫حمافظة درعا‪:‬‬ ‫اال�ستخبارات الع�سكرية ‪ /‬ق�سم ‪ / 245‬العقيد فرا�س احلمد‬ ‫ل�ؤي علي‬


‫‪issue 55 / may 5th 16‬‬

‫بعد أسبوع من حترير املدينة‬

‫شباب منبج يطلقون حمالت مدنية وخدمية‬ ‫خا�ص ‪ /‬ابراهيم منافيخي‬ ‫بعد �أ�سبوع من حترير املدينة‪� ,‬سعى �شباب‬ ‫منبج لعمل م�شاريع وحمالت مدنية‪,‬وذلك‬ ‫انطالق ًا من �إميانهم ب�ضرورة العمل املدين �إىل‬ ‫جانب احلراك امل�سلح‪ ,‬فابتد�أت هذه احلمالت‬ ‫يف �إن�شاء دورات ملحو الأمية‪ ,‬ومل تنت ِه بحملة‬ ‫التربع بالدم ومعر�ض الر�سم يف الهواء‪.‬‬ ‫�أن�ش�أ �أكرث من ع�شرين نا�شط ًا ونا�شطة يف‬ ‫احلراك املدين يف املدينة‪« ,‬هيئة امل�ستقبل‬ ‫لل�شباب» بتاريخ (‪ ,)2012-7-17‬فكان همهم‬ ‫ن�شر الوعي والثقافة يف جمتمعهم‪,‬‬ ‫يقول «�صالح الدندن» ‪� -‬أحد الأع�ضاء‬ ‫امل�ؤ�س�سني للهيئة ‪� -‬أنهم يطلقون بني حني واخر‬ ‫حمالت خمتلفة باملدينة كان اخرها حملة‬ ‫«�سوريا تنزف» للتربع بالدم‪ ,‬حيث �شملت‬ ‫احلملة مدينتني وبع�ض القرى يف حمافظة‬ ‫حلب وهم ‪ :‬منبج‪,‬جرابل�س‪�,‬صرين‪ ,‬وال�شيوخ‪,‬‬ ‫لتغطي حاجة م�شفى املدينة ومعظم امل�شايف‬

‫امليدانية يف املنطقة خ�صو�ص ًا يف �أوقات وحملة �أخرية حتت ا�سم «ال�سالمة املرورية»‬ ‫ت�ضمنت و�ضع �شاخ�صات مرورية يف عدة‬ ‫الق�صف‪.‬‬ ‫كما �أ�شار «الدندن» �إىل �أن �إحدى اجلوانب التي �أحياء من املدينة‪.‬‬ ‫تعنى بها الهيئة هو اجلانب التعليمي للأطفال‪,‬‬ ‫فهي تقوم بتنظيم دورات لهم مبجاالت �أ�شار «الدندن» �إىل �أن الهيئة ال تتبع لأية جهة‪,‬‬ ‫خمتلفة و ب�شكل منتظم خالل ال�سنة‪ ,‬ومنها‪� :‬أما عن التمويل والدعم املادي‪ ,‬ف�أفاد بيتلقيهم‬ ‫دورة احلا�سوب‪ ,‬ودرورة الر�سم‪ ,‬ودورات ملحو بني احلني واالخر بع�ض التربعات للمدينة‬ ‫الأم ّية‪ ,‬كما �أنهم �أقاموا م�ؤخر ًا معر�ض ًا للر�سم ولكنها تبقى يف �إطار حمدود‪ ,‬لأن معظم‬ ‫يف الهواء الطلق للأطفال حتت ا�سم «منرود»‪ ،‬املتربعني يف�ضلون الدعم يف املجال الع�سكري‬ ‫كان الهدف منه �أن ت�صل ال�صورة التي يقوم �أو الإغاثي‪ ,‬كما قال �أنهم حاولوا عدة مرات‬ ‫بها الطفل بتج�سيد معاناته من خالل الر�سم التوا�صل مع االئتالف الوطني وغريه من‬ ‫قوى املعار�ضة‪ ,‬ولكن جميع حماوالتهم بائت‬ ‫والألوان للعامل‪.‬‬ ‫بالف�شل‪.‬‬ ‫�إ�ضاف ًة للم�شاريع الثقافية والتوعوية التي يقوم‬ ‫بها �شباب مدينة منبج‪, ,‬هنالك �أي�ض ًا حمالت «ب�سام ابراهيم اجلمعة»‪ ,‬هو �أحد م�ؤ�س�سي‬ ‫خدمية يف املدينة‪ ,‬كحملة تنظيف الأحياء من الهيئة ونا�شط �إعالمي‪ ,‬من قرية �أم عظام‬ ‫بقايا النفايات يف ظل غياب م�ؤ�س�سات الدولة‪ ,‬التابعة ملدينة منبج‪ ,‬ا�ست�شهد �أثناء تغطيته‬ ‫كما يقومون ب�إزالة اثار الق�صف يف املدينة‪ ,‬ملعركة اقتحام مطار احلراج الع�سكري يف‬ ‫حلب‪.‬‬


‫‪17 issue 55 / may. 5th‬‬

‫مجتمع مدني يؤسسه ويديره سوريون لتأهيل شباب الثورة‬ ‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬ ‫كثريون من ال�سوريني ي�شعرون باخلوف �أو رمبا‬ ‫بد�أ الي�أ�س يت�سلل �إىل نفو�سهم‪..‬‬ ‫ولكن تبدو مبادرات ال�شباب ال�سوري لتنع�ش‬ ‫الثقة من جديد‪ ،‬وت�أتي �صفحة «تن�سيق‪ :‬تدريب‬ ‫وت�شبيك ومتكني ن�شطاء �سوريا اليوم للقيادة «‬ ‫كواحدة من تلك املبادرات‪..‬‬ ‫كتبت ال�صفحة �أن هدفها الرئي�سي هو‬ ‫«الت�شبيك بني �أجيال الن�شطاء وكافة املبادرات‬ ‫الداعمة للثورة ومتكني الن�شطاء من �أجل قيادة‬ ‫الثورة واملرحلة االنتقالية وتدريب الن�شطاء‬ ‫على املوا�ضيع التي من �ش�أنها دفع احلراك‬

‫الثوري �إىل الن�صر «‪.‬‬ ‫بح�سب ملحم من�صور وهو م�ؤ�س�سها ‪�,‬أنه من‬ ‫خالل عمله يف الربملان الأوروبي على مو�ضوع‬ ‫التحول الدميقراطي يف �سوريا ‪,‬وبعد النظر‬ ‫والبحث عن �صفحات تهتم مبو�ضوع املنح‬ ‫الدرا�سية او الدورات التدريبة ولقلتها مت‬ ‫ان�شاء هذه ال�صفحة ‪.‬وبعد ذلك ووبال�ضغط‬ ‫عاالحتاد الأوروبي مت التو�صل اىل منح‬ ‫درا�سية للطالب ال�سوريني حتت ا�سم برنامج‬ ‫«�إرا�سمو�س»‪.‬ويقول من�صور» �أنه ا�ستطاع لعب‬ ‫دور �صلة الو�صل بني الطالب املتقدمني و�إدارة‬ ‫الربنامج وتقدمي ما ا�ستطاع من امل�ساعدة‬ ‫للمتقدمني كون �أنها املرة الأوىل للتقدمي عرب‬ ‫الإنرتنت»‪.‬فكانت الفكرة هي حماولة و�صول‬ ‫جميع الفر�ص املتاحة لكافة الطالب والن�شطاء‬ ‫لتمكينهم من اال�ستفادة منها وحماولة تعوي�ض‬ ‫عن الطالب ‪,‬واعطاء فر�صة التدريب املتوفرة‬ ‫للنا�شطني ون�شر ذلك عرب ال�صفحة ال�سابقة‬ ‫على موقع التوا�صل «في�س بوك» ويتم العتاون‬ ‫مع �صفحات �أخرى مثل «ج�سور» و «�صفحة‬ ‫الطالب الأحرار من �أجل املنح الدرا�سية»‪.‬‬ ‫يكمل لنا من�صور «انه يحاول طرح كافة‬ ‫الفر�ص التي يتمكن من الو�صول �إليها �إثر عمله‬ ‫مع م�ؤ�س�سات الأمم املتحدة و االحتاد الأوروبي‬ ‫ويحاول تقدمي اال�ست�شارة للطالب للمحاولة‬

‫من تعوي�ض ما خ�سروه وي�صنف �أن هذا �أقل ما‬ ‫ي�ستطيع فعله له�ؤالء الأبطال» ‪.‬‬ ‫�أثبت النا�شطون بعد �أكرث من �سنتني للثورة‬ ‫ال�سورية واعتمادهم على �أنف�سهم والتعلم‬ ‫الذاتي واال�ستفادة من بع�ضهم وتبادل‬ ‫اخلربات بينهم بانهم ا�ستطاعو نقل احلدث‬ ‫واخلرب الثوري وامتام مهامهم على وجه‬ ‫كامل ب�شكل مفاج�أ للجميع ومب�صداقية كبرية‬ ‫بالن�سبة للخرب واحلدث وال�سوري ‪.‬‬ ‫وعن دور ال�شباب املتوقع يخربنا �أي�ضا « ف�إنني‬ ‫�أرى �أن ال�شباب ال�سوري ميلك كافة امل�ؤهالت‬ ‫لقيادة املرحلة القادمة وهذا ماكنت �أعمل‬ ‫من �أجله قبل وبعد الثورة‪ .‬للأ�سف يتم تغييب‬ ‫ال�شباب �أو تعيني من لديهم توا�صل مع �أع�ضاء‬ ‫املجل�س واالئتالف وهذا �أمر ال نقبله كنا�شطني‬ ‫فال�شباب يجب �أن يكونو ممثلني يف القيادة‬ ‫العليا يف االئتالف من خالل �آلية دميقراطية‬ ‫و�شفافة»‪.‬‬

‫بد�أت الثورة ال�سورية ولديها العديد من اجلنود‬ ‫املجهولني‪ ,‬ه�ؤالء الذين حملوا مهمات كبرية‬ ‫وذات �أهمية كبرية بالن�سبة للثورة ‪,‬فكانت‬ ‫البداية لهم بالتحول ملرا�سلني اعالميني رغم‬ ‫عدم اخلربة او عدم التجربة احلقيقية يف نقل‬ ‫خرب ذو م�صداقية ‪ ,‬وا�ستمر عملهم ليتناول‬ ‫باقي الأعمال املدنية وي�صبحو من �أهم ركائز‬ ‫الثورة ‪ .‬نا�شطي ونا�شطات الثورة هم �أحد‬ ‫الأعمدة الأ�سا�سية للثورة ال�سورية من االعالم‬ ‫واالعمال االغاثية وباقي االعمال امليدانية‬ ‫واملدنية ‪.‬‬ ‫ومن احلاالت التي رافقت الثورة منذ البداية‬ ‫�أي�ضا طالب من جامعات �سورية مت ف�صلهم‬ ‫النتمائهم ال�سيا�سي او حتى ملجرد التعاطف‬ ‫مع ثورة ال�شعب ال�سوري ‪,‬ومنهم من ا�ضطر‬ ‫للخروج من �سوريا وترك جامعته او عمله‬ ‫وو�صل ملكان عليه ايجاد طريقة الكمال ن�شاطه‬ ‫الثوري بال�شيء الذي ي�ستطيع او حتى ان يكمل‬ ‫درا�سته ‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 18‬‬

‫أزمة القيادة في الثورة السور َّية‪ ،‬والبدائل املطروحة‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫طال زمن الثورة ال�سور َّية‪ ،‬فاختلفت حيث َّياتها‬ ‫ومق ِّومات انت�صارها‪ ،‬و�أ�صبح من امل�ستبعد‬ ‫منطق َّي ًا افرتا�ض � َّأن التنظيم ال�شعبي الب�سيط‬ ‫يكفي لدفع الثورة �إىل الأمام كما حدث يف‬ ‫تون�س وم�صر‪ ،‬كما � َّأن الفو�ضى الناجتة عن‬ ‫ب�شدّة‬ ‫هذا امل�ستوى املتدين من التنظيم ظهرت َ‬ ‫يف ال�شمال ال�سوري‪ ،‬وبات الواقع يفرت�ض‬ ‫توحد �أهداف ال�شعب وت�ضع‬ ‫ظهور طليع ٍة ِّ‬ ‫خطط ًا ت�ش ِّغل كافة �أطياف املعار�ضة لتحقيق‬ ‫هذه االهداف‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من � َّأن بع�ض الأطراف املعار�ضة‬ ‫ل هذا الفراغ‬ ‫يف �سور َّية قد حاولت فع ًال م أ‬ ‫القيادي‪َ � ،‬اّإل � َّأن امل�شكلة ال تزال قائم ًة‪ ،‬نحاول‬ ‫فيما يلي ت�سليط ال�ضوء على �أبرز املحاوالت‬ ‫التي قامت �أو التي ال تزال قائم ًة يف �سبيل‬ ‫مواجهة هذه امل�شكلة‪ ،‬وما �سبب ف�شل هذه‬ ‫املحاوالت ح َتّى الآن‪ ،‬كما ن�شري �إىل بع�ض‬ ‫املحاوالت املحتمل قيامها يف هذا املجال‪:‬‬

‫«هيئ ��ة التن�سي ��ق الوطن َّي ��ة لق ��وى التغي�ي�ر‬ ‫الدميقراطي»‬ ‫ت� َّأ�س�ست هيئة التن�سيق الوطن َّية بتاريخ‬

‫‪ 2011/6/25‬لتكون �أوىل املحاوالت اجلا َدّة‬ ‫لتوحيد العمل ال�سيا�سي الهادف لت�أطري‬ ‫�أهداف الثورة ال�سور َّية وو�ضع خارطة طريق‬ ‫لتحقيقها‪ ،‬كما �ض َّمت العديد من النخب‬ ‫حتدّثت �إىل ال�شعب ال�سوري‬ ‫الفكر َّية التي َ‬ ‫ً‬ ‫الثائر من خالل و�سائل الإعالم �سعيا لتنظيم «املجل�س الوطني ال�سوري»‬ ‫ن�شاطه والت�أكيد على التزامه ب�أخالق َّيات بعد قرابة الثالثة �أ�شهر من ت�أ�سي�س هيئة‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫التن�سيق التي بد�أت حينها بفقدانها املت�سارع‬ ‫للت�أييد ال�شعبي‪ ،‬وبعد ظهور احلاجة للتمثيل‬ ‫جمدّد ًا‪ ،‬ت� َّأ�س�س املجل�س‬ ‫وعلى الرغم من �ض َّمها الثني ع�شر حزب ًا عند والقيادة ال�سيا�س َّية َ‬ ‫ت�أ�سي�سها‪َ � ،‬اّإل � َّأن هيئة التن�سيق ف�شلت باجتذاب الوطني ‪،2011/10/2‬‬ ‫لي�ضم ممثلني عن‬ ‫َّ‬ ‫جهات �سيا�س َّية الحق ًا (عدا حركة «مع ًا» العديد من الت َّيارات والتك ُتّالت ال�سيا�س َّية‬ ‫واالحتاد ال�سرياين الذي ان�سحب الحق ًا)‪ ،‬كما ال�سور َّية املعار�ضة �إىل جانب عدد من‬ ‫خ�سرت الحق ًا ت�أييد معظم الأحزاب الكرد َّية امل�ستق ِّلني‪.‬‬ ‫التي ان�سحبت من الهيئة‪ ،‬فيما جنح املجل�س ونظر ًا للظروف التي كانت مت ُّر بها الثورة‬ ‫�ضمه للعديد‬ ‫الوطني ال�سوري الذي ظهر الحق ًا باجتذاب ال�سور َّية عند ت�أ�سي�سه‪� ،‬إىل جانب ِّ‬ ‫عدد كبري من الت َّيارات والقوى ال�سيا�س َّية‪.‬‬ ‫من ال�شخ�ص َّيات املعروفة يف الو�سط ال�سوري‬ ‫ٍ‬ ‫املعار�ض‪ ،‬ح�صل املجل�س الوطني ب�سرع ٍة‬ ‫� َاّإل � َّأن امل�شكلة الكربى التي واجهتها هيئة على ت�أييد �شعبي كبري‪ ،‬وخرجت املظاهرات‬ ‫ب�شكل بجمعة «املجل�س الوطني مي ِّثلني»‪ ،‬ليتجاوز‬ ‫التن�سيق‪ ،‬كانت خ�سارة الت�أييد ال�شعبي ٍ‬ ‫مت�سارع �إثر مواقفها الراف�ضة للحماية الدول َّية املجل�س بذلك �أوىل العقبات نحو قيادة ال�شعب‬ ‫وت�س ُّلح الثورة‪� ،‬إىل جانب انعدام ثقة ال�شعب ال�سوري‪� ،‬أال وهي احل�صول على ت�أييد ال�شارع‪.‬‬ ‫ببع�ض اع�ضاءها‪ ،‬كما كان لت�ش ُّكل املجل�س وعلى الرغم من اعتباره «بلورة خارطة الطريق‬ ‫الوطني وك�سبه ال�سريع حلا�ضنة �شعب َّية وا�سعة للتغيري الدميقراطي يف �سورية» و»�ضمان عدم‬ ‫يف البداية �أث ٌر �سلبي على الهيئة‪ ،‬فتح َّولت حدوث فراغ �سيا�سي» �ضمن قائمة �أهدافه‬ ‫خ�سارتها للت�أييد ال�شعبي �إىل اكت�سابها لعداء اخلم�سة‪َ � ،‬اّإل � َّأن «الفراغ ال�سيا�سي» عاد من‬ ‫بع�ض ال�سوريني يف َ‬ ‫عدّة مناطق‪ ،‬وظهرت جديد على الرغم من وجود املجل�س الوطني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫عدّة الفتات و�شعارات َندّدت بالهيئة وبع�ض كما � َّأن «حكومة الظل» والـ»برملان امل�ؤقت»‬ ‫�أبرز �شخ�ص َّياتها‪ ،‬ما يعترب النهاية الفعل َّية ‪-‬الذان َت ِعد بهما قائمة �أهداف املجل�س‬ ‫الحتمال َّية �أن تلعب الهيئة الدور القيادي يف الوطني‪ -‬مل يب�صرا ال�ضوء ح َتّى يومنا هذا‪.‬‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫ومل ينتظر ال�شعب ال�سوري طوي ًال قبل �أن‬ ‫تندّد‬ ‫مظاهرات �أو يرفع‬ ‫يخرج يف‬ ‫الفتات ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫‪19 issue 55 / may. 5th‬‬

‫بعدم فاعل َّية املجل�س الوطني م َّر ٌة‪ ،‬وغياب‬ ‫قنوات التوا�صل بينه وبني ال�شعب م َّرة �أخرى‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من �إعالنه عن �إعادة هيكلته‬ ‫لزيادة فاعل َّيته وتالفيه للم�شاكل التي وقع‬ ‫بها يف البداية‪� ،‬إىل � َّأن املجل�س الوطني ا�ستم َّر‬ ‫بخ�سارته جلز ٍء كب ٍري من قاعدته ال�شعب َّية‪ ،‬ومل‬ ‫يعد من َّ‬ ‫املر�شحني اجلديني لقيادة الثورة‪.‬‬

‫«الربملان ال�سوري امل�ؤ َّقت»‬ ‫كان الربملان ال�سوري امل�ؤ َّقت ‪-‬ت� َّأ�س�س يف‬ ‫‪� -2012/6/5‬أ َّول حماول ٍة من نوعها لت�شكيل‬ ‫وب�شكل برملاين‪،‬‬ ‫قياد ٍة للثورة من داخل �سورية‬ ‫ٍ‬ ‫كما انطلق �أي�ض ًا من «غياب الر�ؤية امل�شرتكة‬ ‫للأحزاب والقوى ال�سيا�س َّية»‪� ،‬ساعي ًا لتوحيد‬ ‫�صف املعار�ضة و»�إذكاء روح الثورة»‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫لتقدمي الربملان ت�ص ُّور ًا عن «املجل�س الوطني‬ ‫الع�سكري» ور�سم اخلطوط العري�ضة لعالقة‬ ‫املجل�س الع�سكري بالربملان‪.‬‬ ‫لكن هذه املحاولة اجلديدة من نوعها على‬ ‫َّ‬ ‫�أكرث من �صعيد‪ ،‬والتي كانت تنادي ب� َّأن برهان‬ ‫جناحها هو الت�أييد ال�شعبي التي �ستح�صل‬ ‫عليه‪ ،‬ف�شلت ِّ‬ ‫بكل املقايي�س على احل�صول على‬ ‫ذلك الت�أييد �أو �إثبات وجودها كق َّو ٍة فاعلة يف‬

‫� ٍ ّأي من املناطق ال�سور َّية‪ ،‬واقت�صر وجودها‬ ‫لفرت ٍة على الظهور الإعالمي وبع�ض الأعمال‬ ‫النوع َّية‪ ،‬ذلك قبل �أن تنتهي التجربة دون‬ ‫�أن حتظى على فر�ص ٍة حقيق َّية لقيادة ال�شعب‬ ‫ال�سوري وثورته‪.‬‬

‫«االئت�ل�اف الوطني لقوى الث ��ورة واملعار�ضة‬ ‫ال�سور َّية»‬ ‫يعد االئتالف الوطني الذي ت� َّأ�س�س يف‬ ‫‪ 2012/11/11‬املظ َّلة الأكرب للقوى ال�سيا�س َّية‬ ‫�ضم‬ ‫ال�سور َّية املعار�ضة ح َت َّ​ّى الآن‪ ،‬حيث َّ‬ ‫االئتالف عند ت�أ�سي�سه املجل�س الوطني‬ ‫ال�سوري والهيئة العامة للثورة ال�سورية وجلان‬ ‫عدد من‬ ‫التن�سيق املحلية وغريهم �إ�ضاف ًة �إىل ٍ‬ ‫امل�ستق ِّلني واملن�ش ِّقني‪ ،‬وح�صل بعد فرت ٍة ق�صري ٍة‬ ‫أربع وع�شرين دول ًة‬ ‫من ت�أ�سي�سه على اعرتاف � ٍ‬ ‫من بينها الواليات امل َتّحدة وفرن�سا وبريطانيا‪.‬‬ ‫ويهدف االئتالف �إىل توحيد دعم القيادة‬ ‫امل�شرتكة للمجال�س الع�سكرية الثورية واجلي�ش‬ ‫احلر كما �إىل ت�شكيل حكومة انتقالية بعد‬ ‫احل�صول على االعرتاف الدويل‪ ،‬هذا وقد‬ ‫و ِّفقَ االئتالف يف احل�صول على ت�أييد �شعبي‬

‫كبري‪ ،‬على الرغم من � َّأن العديد من ال�سوريني‬ ‫بات يرف�ض م�سبق ًا �أي ت�شكيل �سيا�سي ب�سبب‬ ‫خيبات الأمل التي تع َّر�ضوا لها بال�سابق‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أ َّنه ال زال من ِّ‬ ‫املبكر احلكم‬ ‫على جناح �أو ف�شل مه َّمة االئتالف‪َ � ،‬اّإل � َّأن‬ ‫�إحدى �أكرث خطوات رئي�س االئتالف الوطني‬ ‫«معاذ اخلطيب» جد ًال كانت عر�ضه على‬ ‫النظام ال�سوري حوار ًا م�شروط ًا‪ ،‬حني كانت‬ ‫�إحدى ثوابت االئتالف «عدم الدخول ب�أي‬ ‫لكن اخلطيب‬ ‫حوار �أو مفاو�ضات مع النظام»‪َّ ،‬‬ ‫ا�ستدرك الحق ًا ب� َّأن احلوار كان ر�أيه ال�شخ�صي‬ ‫وا�ستم َّر بعر�ضه على الرغم من معار�ضة باقي‬ ‫�أع�ضاء االئتالف‪.‬‬ ‫«ال�شباب ال�سوري الثائر»‬ ‫ب�سبب ا ِتّباع النظام ال�سوري ل�سيا�سة التجهيل‬ ‫عقود م�ضت‪،‬‬ ‫والتجريف ال�سيا�سي طيلة �أربعة ٍ‬ ‫يقف ال�شباب ال�سوري الثائر جم َّرد ًا من الكثري‬ ‫من املفاهيم ال�سيا�س َّية ال�ضرور َّية للخو�ض يف‬ ‫�ضد النظام ال�سوري‪ ،‬كما‬ ‫ال�صراع ال�سيا�سي َّ‬ ‫� َّأن العديد من ال�سمات ال�شخ�ص َّية كال�شخ�صنة‬ ‫وال�سلب َّية وتقدي�س الأفراد تقف عائق ًا �أمام‬ ‫ظهور تك ُت ٍّل �شعبي ِّ‬ ‫ميكنُ الثورة من �أن تقود‬ ‫نف�سها بنف�سها‪.‬‬ ‫عدد‬ ‫حمدود من النخب الفكر َّية‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫لكن وجود ٍ‬ ‫املعار�ضة التي تعمل على نقل الوعي ال�سيا�سي‬ ‫�إىل ال�شباب الثائر كان له �أث ٌر عمي ٌق عليهم‪،‬‬ ‫فال�شباب ال�سوري الآن يف مرحلة تع ُّلم �سريع‬ ‫ُّ‬ ‫وتعط�ش للثقافة ال�سيا�س َّية‪ ،‬وبالتايل ف� َّإن‬ ‫الزيادة ال�سريعة يف وعي جمموع ٍة منهم قد‬ ‫تخلقُ نوا ًة طليع َّي ًة تقود الثورة �أو ت�ساهم يف‬ ‫قيادتها يوم ًا ما‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 20‬‬

‫حمص الثورة والطائفية‪ ..‬الشهداء والشبيحة‪..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬عمر جنم الدين‬ ‫حلم�ص و�ضع ا�ستثنائي على اخلارطة الوطنية‬ ‫ال�سور ّية‪ ,‬و�ض ٌع دميغرايف �أ�س�سه النظام‬ ‫ووجد فيه –الحق ًا‪ -‬موئ ًال ي�ستطيع بوا�سطته‬ ‫الدفاع عن نف�سه �أمام ثورة ع ّمت �أرجاء املدن‬ ‫ال�سور ّية‪ ,‬وكانت حم�ص يف طليعة هذه املدن‪.‬‬ ‫هذا الو�ضع الدميغرايف احل�سا�س والتنوع‬ ‫الطائفي امللحوظ �ضمن حم�ص ترك للنظام‬ ‫م�ساحة يتحرك من خاللها‪ ,‬العب ًا على هذا‬ ‫الوتر‪ ,‬حماو ًال �إنهاء الثورة يف املدينة ب�إذكاء‬ ‫نريان الطائفية‪ .‬رمبا يكون قد ح�صد جناح ًا‬ ‫ما من ناحية اللعب على الوتر الطائفي‪ ,‬لكنه‬ ‫ف�شل يف قتل الثورة كما كان يخطط‪.‬‬ ‫بدايات احل�صار‬ ‫�أوىل �ألعاب النظام الطائفية متثلت بف�صله‬ ‫�شطري املدينة‪ ,‬ال�سني والعل ّوي‪ ,‬بطريقة غري‬ ‫مبا�شرة عرب حرق حمالت عائدة للمعار�ضني‬ ‫يف الأحياء املوالية بتاريخ (‪,)2011-6-17‬‬ ‫لي�شكل هذا التاريخ عالمة فارقة ومف�ص ًال‬ ‫�أ�سا�سي ًا يف مدينة حم�ص‪� ,‬أدى �إىل‬ ‫قطيعة تامة بني الأحياء امل�ؤيدة‬ ‫للنظام وامل�ؤيدة للثورة‪.‬‬ ‫ووجد النظام يف‬ ‫بني‬ ‫الف�صل‬ ‫الأحياء‬ ‫طريقة‬

‫منا�سبة لإخماد الثورة التي تزداد ا�شتعا ًال يوم ًا‬ ‫�إثر يوم‪ ,‬فما كان منه �إال ف�صل الأحياء الثائرة‬ ‫باحلواجز الع�سكرية بادئ الأمر ومن ثم‬ ‫دعمها بالأمنيني وال�شبيحة‪ ,‬ليكون هذا الأمر‬ ‫هو املنهج املعتمد يف الأ�شهر التالية‪ ,‬لي�س يف‬ ‫حم�ص �إمنا يف عموم �سوريا‪.‬‬

‫جعل من احلي �سجن ًا �إمنا الهواء الطلق‪.‬‬ ‫�إغالق منافذ الأحياء مل ي�ستثن الوعر‪ ,‬الذي‬ ‫�أغلق له منفذين من ثالثة‪ ,‬فلم يبق �إال حاجز‬ ‫طريق طرابل�س البعيد عن مناطق ال�سكن‬ ‫والقريب من قرية املزرعة امل�شهورة ب�شبيحتها‬ ‫واخلطف الذي يقومون به‪.‬‬

‫جدران برلني!‬ ‫مل يتوقف الأمر على ما�سبق‪ ,‬فبعد ال�سيطرة‬ ‫على باباعمرو يف الأول من �آذار عام ‪2012‬‬ ‫عمل النظام على ف�صل هذا احلي الفقري‬ ‫عن احلي املحاذي له‪� ,‬صلة و�صله مع بق ّية‬ ‫حم�ص‪ ,‬بجدار �إ�سمنتي لعزله متام ًا عن‬ ‫الأحياء الأخرى‪ ,‬والأمر تكرر منذ �أيام‬ ‫قليلة برفع جدران �إ�سمنتية خنقت حي‬ ‫الإن�شاءات بالكامل‪ ,‬لكن الفرق هذه املرة‬ ‫يكمن �أن باباعمرو كان خالي ًا من ال�سكان‪,‬‬ ‫�أما الإن�شاءات الآن يف مكان يغ�ص ب�آالف‬ ‫النازحني عدا عن �أهل احلي الأ�صليني‪ ,‬مما‬

‫احلواجز الإ�سمنتية بدي ً‬ ‫ال عن ال�شبيحة‬ ‫من يبحث عن �سبب هذا التحرك احلايل‬ ‫ب�إغالق منافذ الأحياء لن يجد �إال �سبب ًا واحد ًا‬ ‫رئي�س ًا يتج�سد بقلة العنا�صر الب�شرية لدى‬ ‫النظام وفقدانه الكثري منهم‪ ,‬فكانت اجلدران‬ ‫امل�سبقة ال�صنع احلل الأمثل له وبدي ًال موفر ًا‬ ‫للجهد والعن�صر الب�شري يف �آن مع ًا‪ ,‬وهذا ما‬ ‫ي�ؤكده العديد من النا�شطني الذين التقتهم‬ ‫«�سورية بدا حر ّية» ب�أن النظام خ�سر يف الآونة‬ ‫الأخري الكثري من العنا�صر الع�سكرية والأمنية‬ ‫�سواء يف مقتلهم باحلروب الدائرة مع اجلي�ش‬ ‫احلر �أو ان�شقاق الآالف منهم �إ�ضافة �إىل‬ ‫خ�سرانه عدد ًا كبري ًا من جي�شه الوطني امل�شكل‬ ‫حديث ًا من عنا�صر ال�شبيحة‪.‬‬ ‫�أما عن �إغالق منافذ الوعر فيعيد‪ ,‬النا�شط‬ ‫�أحمد‪.‬ع‪ ,‬ال�سبب �إىل �سيطرة اجلي�ش ال�سوري‬ ‫احلر على حي القرابي�ص مما ي�شكل تهديد ًا‬ ‫مبا�شر ًا جلي�ش النظام و�أمنه لقرب احلواجز‬ ‫املغلقة من احلي‪ ,‬ومن جهة ثانية ف�إن النظام‬ ‫يحكم بهذه الطريقة �سيطرته على الوعر‪,‬‬ ‫احلي املليء بع�شرات الآالف من النازحني‪,‬‬ ‫لقرب احلاجز املفتوح من قرية املزرعة‬ ‫وحتكمها املطلق بالطريق امل�ؤدي للحاجز مما‬ ‫يهدد م�ستقب ًال بح�صار كامل للحي وهو �أمر‬ ‫حمتمل بح�سب �أحمد‪.‬ع يف حال تطور الأمر‬ ‫ع�سكري ًا �ضمن املدينة‪.‬‬


‫‪21 issue 55 / may. 5th‬‬

‫أنـــا ســــوري أنـــا ثـــائـــر‬

‫خا�ص ‪ /‬مالك احلوراين‬ ‫�إن الثورة ال�سورية ثورة عظيمة لأنها ثورة‬ ‫�شعب م�شكل من فئات عرقية ودينية خمتلفة‬ ‫تنطوي حتت هوية �سورية واحدة ت�شكل الن�سيج‬ ‫ال�سوري والذي يتباعد ليمتد يف منطقة بالد‬ ‫ال�شام والرافدين وهذا الأمر بقدر ما ي�شكل‬ ‫عامال حيويا يغني امل�شهد ال�سوري يعقد‬ ‫امل�س�ألة ال�سورية يف زمن الثورة لأن نظام عائلة‬ ‫الأ�سد لعب وبحرفية على هذه التناق�ضات من‬ ‫�أجل متكني حكمه باعتباره حكم �أقلية ي�ؤمن‬ ‫حماية حقوق الأقليات يف املنطقة م�ستندا‬ ‫�إىل �شعارات حزب البعث العربي اال�شرتاكي‬ ‫( �أمة عربية واحدة ) كمظلة يعمل يف ظلها‬ ‫على بث الفرقة والنزاعات املادية واملعنوية‬ ‫بني خمتلف الفئات م�شكال من عامل اخلوف‬ ‫لديهم ج�سرا ال�ستمرار احلكم ب�صورته‬ ‫املعروفة وكانت ممار�سات ال�سلطة الأمنية‬ ‫تبقي الأجواء م�شحونة خ�صو�صا يف ما ت�سمى‬ ‫االنتخابات احلزبية واالدارة املحلية وجمل�س‬ ‫ال�شعب حينما تعبث مب�ساندة تلك الفئة على‬ ‫ح�ساب الأخرى ان كانت فئة دينية او عرقية‬ ‫او حتى ع�شائرية ويظل الف�ساد �سيد املوقف‬ ‫حيث بامكان اي مواطن مهما كانت �سريته‬ ‫الذاتية �سيئة ان ي�صل اىل ارفع املنا�صب وذلك‬ ‫بامتالكه عالقات �أمنية حميمية او اموال لي�س‬

‫مهم على االطالق معرفة م�صدرها وكلما كان‬ ‫املال فا�سدا كان �صاحبه اكرث نفوذا‪.‬‬ ‫وهكذا ظل احلكم الأ�سدي ي�ستغل ال�شعب‬ ‫ال�سوري لأكرث من �أربعة عقود يبقيه رهينة‬ ‫املحافظة على �شكل ال�سلطة يف غياب كامل‬ ‫للدولة وم�ؤ�س�ساتها ‪ ،‬ومتخذا من احتالل‬ ‫اجلوالن والق�ضية الفل�سطينية ذريعة وبعبعا‬ ‫يخيف يف ال�شعب ال�سوري واملنطقة كلها من‬ ‫العدو اال�سرائيلي جاعال مقدرات الدولة يف‬ ‫خدمة اجلي�ش و�أجهزته الأمنية التي �أثبت‬ ‫التاريخ ب�أنها جمهزة ومعدة من �أجل يوم‬ ‫ينتف�ض فيه ال�شعب �ضد احلكم الظامل ‪.‬‬ ‫الثورة ال�سورية لي�ست طارئة وامنا هي‬ ‫ثورة تراكمية ح�شد ال�شعب ال�سوري طاقاته‬ ‫للتخل�ص من ظلم ومف�سدة واحتكار لل�سلطة‬ ‫واحلكم امتد لعقود وم�ؤ�س�س ليمتد اىل عقود‬ ‫�أخرى طارحا �شعارا اق�صائيا ( �إىل الأبد )‬ ‫والذي يعني �ضمنا حكم عائلة الأ�سد �إىل‬ ‫الأبد‪ ،‬مغلفا اجلمهورية ال�سورية باطار ملكي‬ ‫طائفي قذر م�سخرا تناق�ضات املنطقة وحربها‬ ‫مع ا�سرائيل حتت �شعارات مزيفة ( املمانعة‬ ‫واملقاومة ) متحالفا مع دول واحزاب تدعم‬ ‫م�شروعه ال�سلطوي القمعي ‪ ،‬م�ستغال وطنية‬ ‫ال�شعب ال�سوري وحبه لق�ضاياه الوطنية‬ ‫والقومية خلدمة م�شروعهم ال�صفوي يف‬

‫ال�سيطرة على املنطقة العربية ‪ ،‬ولكن الوعي‬ ‫اجلمعي ال�سوري الذي خزن يف ذاكرته الآالم‬ ‫والقهر والق�سوة من �أجهزة حكم �أمنية قمعية‬ ‫ا�شبع لدرجة تفوق �صربه وحتمله فانتف�ض‬ ‫يف وجه جالديه معلنا و�إىل الأبد نهاية حكم‬ ‫هذه العائلة البغي�ضة متحمال عبء و�ضريبة‬ ‫انتفا�ضته من تعذيب وقتل وت�شريد وتدمري‬ ‫حماكيا حتمية التاريخ ب�أن حكم الطغاة ال‬ ‫يدوم‪� ،‬إن كل �سوري �شريف خمل�ص لوطنه‬ ‫و�أهله لدينه و�شرفه وكرامته هو بال�ضرورة‬ ‫ثائرا بغ�ض النظر عن جمال فاعليته املدنية �أو‬ ‫الع�سكرية والثورة ال تقبل الأجزاء �أو الأ�شباه‬ ‫�إما ثائرا ولو بوجدانك وعواطفك �إن كنت‬ ‫عاجزا عن العمل وهذا �أ�ضعف الإميان �أو‬ ‫�إنك خادما للقاتل ولو ب�صورة غري مبا�شرة‬ ‫ال جمال للرتدد او التالعب او االنكفاء فقد‬ ‫�أعلنوها �صريحة «الأ�سد �أو نحرق البلد» وهذا‬ ‫ما �صدقوا فيه رغم كذبهم املتجذر يف نفو�سهم‬ ‫‪ ،‬لأنهم غرباء عن البلد و�أعداء لها ‪ ،‬ال ميكنك‬ ‫�أن حترق بيتك مهما خذلوك �أبنا�ؤك ‪ ،‬فالغريب‬ ‫والقاتل والعدو هو الذي يحرق ويقتل ويغت�صب‬ ‫وينهب ‪ ،‬ابن البلد ال ميكنه فعلها مهما بلغ من‬ ‫�سوء تربية و�أخالق ‪ ،‬فمع من �أنت �أيها ال�سوري‬ ‫احلر ال�شريف مع القاتل �أم مع الثائر البطل‬ ‫املقدام الذي يقدم �أغلى ما لديه من �أجل‬ ‫�أ�سمى الأهداف و�أنبلها؟‬


‫‪issue 55 / may 5th 22‬‬

‫إياد شربجي‪ ..‬سكسوكة‪ ..‬فنضال‪ ..‬فسقوط مدوي‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫كتب «النا�شط» �إياد �شربجي «كما يحب هو‬ ‫�أن يطلق على نف�سه‪ ،‬على �صفحته يف الفي�س‬ ‫بوك بو�ست مل مير مرور الكرام‪ ،‬و�إن كان‬ ‫اال�ستعرا�ض الفي�سبوكي �أ�صبح �أقرب للمو�ضة‬ ‫«كما ي�صفها نا�شطون �سوريون في�سبوكيون»‪،‬‬ ‫ف�إن حكم ال�شباب ال�سوري ال�ساخر من كل �شي‬

‫مل يرتك جما ًال لأي �شاردة �أو واردة �أن متر‬ ‫مرور الكرام بدون �أن يرتك ب�صمته وتوقيعه‪.‬‬ ‫كتب �شربجي « عملنا �سك�سوكة قام �صارت‬ ‫مطرو�شة طر�ش متل موبايل نوكيا ‪....3310‬‬ ‫قلنا معل�ش مو�ضة وما�شية عالكل‪.‬‬ ‫�أما �إنو ي�صري يف منحبكجية يعملو متلها فهذا‬ ‫يعني �إنو �صار الزم نف ّكر بتغييري هاملو�ضة‪� ،‬إنو‬ ‫يخرب بيتكن؛ �شعارات ثورية و�سرقتو‪� ،‬أغاين‬ ‫ثورية ولط�شتو‪ ،‬خلولنا هال�سكا�سيك‪� ،‬ضاقت‬ ‫عينكن عليها‪.»!!!...‬‬ ‫فما كان من ا�شخا�ص جمهولني ميتلكون‬ ‫ح�س ال�سخرية �إال �أن �أن�ش�ؤوا �صفحة‬ ‫حتت ا�سم «كلنا �سك�سوكة �إياد �شربجي»‪،‬‬ ‫ولتمتلئ ال�صفحة باجلمل املغرقة يف‬ ‫ال�سخرية والتي ال ميكن �أن يقر�أها �أي‬ ‫زائر �إال ان ي�ضحك‪ ،‬ورمبا ي�ضع اليك ًا‬ ‫مكعب ًا لل�صفحة‪.‬‬ ‫كتبت ال�صفحة « عاجل‪� :‬سك�سوكة‬ ‫الأ�ستاذ �إياد تزور داريا وتقف على �أحوال‬ ‫الأهايل‪ ..‬وت�ستمع لطلباتهم‪ ..‬رغم عدم‬ ‫امتالكها لأذنني‪ ..‬وهي من معجزات‬ ‫ال�سك�سوكة»‪ ،‬ويف مكان �آخر كتبت‪:‬‬ ‫«�سك�سوكة �إياد �أو نقتل اجلياد»‪ ،‬وتتواىل‬ ‫اجلمل ال�ساخرة وتتزايد الاليكات ‪ ،‬ويف‬ ‫تعلق ال�صفحة على و�صول عدد اليكات‬ ‫معجبي ال�صفحة �إىل �أول مئة‪ « :‬ن�شكر‬ ‫كل رجال اهلل من داعمي ال�صفحة على‬ ‫�صمودهم‪ ،‬بلغنا بف�ضلكم ‪ 100‬معجب‪،‬‬ ‫نود �أن ننوه �أن الرقم ‪ 100‬هو عدد‬ ‫ال�شعرات يف ‪ 2‬ميلمرت مربع من �سك�سوكة‬ ‫الأ�ستاذ �إياد‪..‬كلنا مقاومة»‪.‬‬

‫ويتبادر للذهن �س�ؤال حول ال�سبب الذي يدافع‬ ‫«ن�شطاء» �إىل كتابة ما ميكن �أن ي�ؤخذ عليهم‪،‬‬ ‫وليوقعهم ذلك حتت �سهام من ي�صنف هذه‬ ‫الأمور كجمل ومواقف ا�ستعرا�ضية‪� ،‬إذ �أن‬ ‫بو�ست «ال�سك�سوكة» مل يكن االول الذي يجعل‬ ‫من �شربجي عر�ضة لالنتقادات وال�سخرية‬ ‫على �صفحات االنرتنت‪..‬‬ ‫انت نا�شط‪� ..‬إذ ًا �أنت بطل هكذا يعتقد الكثريون‬ ‫ممن �سوقوا �أنف�سهم على �أنهم �أبطال ورمبا‬ ‫خمرتعو الثورة‪ ،‬وغاب عن ه�ؤالء �أنه ما من‬ ‫بطل لدى ال�سوريني �إال �أولئك ال�شهداء الذين‬ ‫دفعوا حياتهم‪ ،‬وحاملي ال�سالح املدافعني عن‬ ‫حياة من تبقى‪..‬‬ ‫يقول مند�س‪« :‬ال ين�صح ببو�ستات �شربجي‬ ‫على الريق‪ ،‬وال بعد الغداء»‪ ،‬فريد عليه �آخر‪:‬‬ ‫«احلمد هلل اللي �صار برا البلد‪ ،‬و�إال كنا قرينا‬ ‫معلقات عن بطوالتو»‪ ،‬ويختم مند�س ثالث‪:‬‬ ‫«على مهلكن ع الزملة‪ ،‬زعل ع �ضحايا بو�سطن»‪،‬‬ ‫في�ساله الأول‪« :‬ميكن فكر حالو �صار مواطن‬ ‫�أمريكي»‪.‬‬ ‫الكثري من ال�صفحات التي تكر�س جهدها‬ ‫ملالحقة نا�شطني تعترب �أن كالمها للتنبيه‬ ‫والتنويه واملزح وال�ضحك‪ ،‬والكثري الكثري‬ ‫من الن�شطاء يعتربون تلك ال�صفحات العدو‬ ‫احلقيقي لهم‪ ،‬والباقي يقر�أ ما تكتبه ال�صفحة‬ ‫في�ضحك‪ ،‬ويتابع رد فعل النا�شط امل�شهور‬ ‫في�ضحك‪ ،‬ويبدو �أن ال�شعب املعرت هو الرابح‬ ‫من تلك ال�صفحات‪ ،‬ويف احلد الأدنى قد يقر�أ‬ ‫كل عدة ايام جملة جتعله يبت�سم على االقل‪.‬‬ ‫املجتمع ال�سوري يخلق جمتمع ًا يقبل ويطالب‬ ‫بالنقد لأي �شخ�ص‪ ،‬فهنا �صفحة خ�ص�صت‬ ‫النتقاد �أقطاب املعار�ضة وهناك �أخرى كر�ست‬ ‫جهدها ملالحقة النا�شطني الفي�سبوكيني‪ ،‬و�إن‬ ‫كان من حكم �شخ�صي على �سك�سوكة �إياد‪،‬‬ ‫ف�إننا يف جملة «�سوريا بدا حرية» نت�ضامن مع‬ ‫ال�صفحة ومع مبتكرها ومع ال�سك�سوكة كرمى‬ ‫لعني �إياد �شربجي‪.‬‬


‫‪23 issue 55 / may. 5th‬‬

‫فتوى اللبواني أشد من القتل‬

‫خا�ص ‪ /‬جفرا بهاء‬ ‫كم �أح�س�ست بالغ�صة واحلرقة على �آالف‬ ‫ال�شباب من بلدي الذي ق�ضوا ويق�ضون �سنوات‬ ‫يف اعتقاالت اال�سد‪ ،‬عندما قر�أت اتهام‬ ‫اللبواين للخطيب بنف�س التهمة التي يل�صقها‬ ‫النظام بكل ما يعار�ضه «يوهن الأمة»‪.‬‬ ‫وهاهو اللبواين يخرج علينا بفتوى تطالب‬ ‫باعتقال معاذ اخلطيب بتلك التهمة التي‬ ‫الحقتنا ل�سنوات و�سنوات‪.‬‬ ‫لطاملا متنيت �أن تكون مداخلة كمال اللبواين‬ ‫يف �آخر االخبار عن �سوريا يف حمطات التلفزة‬ ‫لأ�ستطيع جتنب �سماعها‪ ،‬و�إن مل يكن الوحيد‬ ‫الذي ي�شعرين ب�ض�آلة املعار�ضة ال�سورية‪ ،‬ف�إنه‬ ‫واحد من �أكرث املعار�ضني ال�سوريني «بعبعة»‬ ‫و»جعجعة»‪.‬‬ ‫منذ �أن خرج اللبواين من �سوريا‪ ،‬وهو يحمل‬ ‫ال�سنوات الثالث التي ق�ضاها بال�سجن‬ ‫كال�سكني على �أعناقنا‪ ،‬وك�أننا ك�شعب كتب‬ ‫علينا �أن ندفع ثمن �سجن اللبواين واملالح وكل‬ ‫من ق�ضى ولو يوم ًا واحد ًا يف معتقالت و�سجون‬ ‫االحتالل الأ�سدي ل�سوريا‪..‬‬ ‫يحمل اللبواين م�سد�سه ويطلق النار الع�شوائي‬ ‫ظن ًا منه �أن من ي�سمعه ويقر�أه ال يعدو كونه‬ ‫جاه ًال‪ ،‬ويف االحتمال الثاين ف�إن كل طلقة‬ ‫�إن مل تقتل مناف�س ف�إنها تثري ما يكفي من‬

‫ال�ضجة‪ ،‬و�آخر ما �صدر عن املعار�ض املعتقل‬ ‫ال�سابق «فهيم ع�صره وزمانه» �أنه « لو كنت‬ ‫قا�ضي ًا لأمرت باعتقال اخلطيب وحماكمته‬ ‫بح�سب املادة ‪ 286‬من (قانون العقوبات‬ ‫العام)‪ ،‬التي تن�ص على اعتقال كل من‬ ‫يوهن الأمة خالل احلرب»‪ ،‬واخلطيب الذي‬ ‫يعنيه طبعا هو رئي�س االئتالف ال�سوري معاذ‬ ‫اخلطيب‪.‬‬ ‫اتهامات ترمى جذاف ًا‪ ،‬فيطالب اللبواين‬ ‫باعتقال اخلطيب وحماكمته‪ ،‬وعلينا �أن نحمد‬ ‫اهلل �أن اللبواين مل يتبو�أ �سلطة حقيقية يف‬ ‫حياته‪� ،‬إذ يبدو �أن فكرة م�صطفى حجازي‬ ‫التي فرد لها �صفحات يف م�ؤلفاته حول‬ ‫التماهي بال�سلطة واملت�سلط ت�أتي يف �سياق‬ ‫كالم واتهامات اللبواين وك�أنها كتبت له وعنه‪،‬‬ ‫وتبدو �سنني ال�سجن التي ق�ضاها يف املعتقل‬ ‫�أخرجته �إىل العامل احلقيقي معار�ض يريد‬ ‫ممار�سة نف�س الطريقة التي عامله بها النظام‬ ‫مع كل من يختاره هو نف�سه‪.‬‬ ‫يرى اللبواين م�ستعين ًا بخربة قانونية «يح�سد‬ ‫عليها» �أنه ووفق ًا للمادة ‪ 286‬ف�إن «من قام يف‬ ‫�سورية يف زمن احلرب �أو عند توقع ن�شوبها‬ ‫بدعاوة ترمي �إىل �إ�ضعاف ال�شعور القومي �أو‬ ‫�إيقاظ النعرات العن�صرية �أو املذهبية عوقب‬

‫باالعتقال املوقت»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫و�إن كان ال�شيطان دائما ي�سكن يف التفا�صيل‬ ‫ف�إن تفا�صيل اتهامات اللبواين للخطيب ت�ضعنا‬ ‫يف مكانني ال ثالث لهما‪ ،‬ف�إما ال�شعب ال�سوري‬ ‫مبعظمه والذي ايد اخلطيب ورفع له الالفتات‬ ‫التي ت�شيد ب�أخالقه‪ ،‬هذا ال�شعب جاهل ويف‬ ‫�أح�سن الأحوال «دروي�ش» على باب اهلل‪ ،‬ولتكون‬ ‫املح�صلة �أن الثورة التي يتغنى بها ال�سوريون‬ ‫وي�ضربها مث ًال الكثري من ال�شعوب ما هي �إال‬ ‫رمية من غري رامي‪.‬‬ ‫واملكان الثاين �أن اللبواين وبعد �أن فرغ من‬ ‫كل االتهامات التي مل ينج منها �أحد بدء ًا من‬ ‫املعار�ضني ومرور ًا بالثوار ‪ ،‬وانطالق ًا من �أن‬ ‫كل من ال يغازلني فهو خ�صمي‪.‬‬ ‫مل يكن ينق�صنا ك�شعب �سوري بعد كل تلك‬ ‫التلميحات التي كتبها معاذ اخلطيب‪� ،‬إال‬ ‫�إ�شارات واتهامات اللبواين‪ ،‬و�إن كنا نقف‬ ‫مبدئي ًا موقف املتفرج على �أمل �أن ت�سقط‬ ‫معلومة من هنا �أو هناك‪ ،‬ف�إننا مل جند للأ�سف‬ ‫�إال مهاترات‪ ،‬ولعب بالثورة‪ ،‬وك�أن ال�شعب الذي‬ ‫�صنع الثورة عليه �أن يغلفها ويقدمها هدية‬ ‫لكل معار�ض ينتظر من�صب �أو وعد مبن�صب‪،‬‬ ‫وك�أن اللبواين ورفاقه ال هم لهم �إال حجز ذلك‬ ‫الكر�سي الذي �سقط حتى قبل �سقوط النظام‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 24‬‬

‫«بسام بالن» لـ سورية بدا حرية‬ ‫االعالم هو انعكاس للمجتمع في اي بلد كان‪ ،‬وفي سوريا يرتبط كليا بالثورة !‬ ‫خا�ص ‪� /‬سارة خالد‬ ‫كما للعملة وجهان‪ ،‬اكت�سب االعالم يف �سوريا وجهان �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫نقي�ضان لبع�ضهما البع�ض ف�أحدها يفربك ويوجه االتهامات‪،‬‬ ‫والآخر يحاول ك�شف احلقيقة وتفنيد الإتهامات الباطلة‪ ،‬فقد‬ ‫ا�ستطاع النا�شطون �إيجاد و�سائل �إعالمية حتاول �إي�صال �صوت‬ ‫ال�شعب الثائر للعامل �أجمع بعد �أن �سيطر عليه النظام احلاكم‬ ‫فخلق الثوار �إعالم ًا م�ستق ًال خرق حماوالت النظام لتقييد حرية‬ ‫االعالم والراي و نقل �صورة مغايرة عما ي�صر �إعالمه بت�صوير‬ ‫الثوار و�إظهارهم ك�إرهابيني‪.‬‬ ‫ال�صحفي ال�سوري «ب�سام بلاّ ن» من �أوائل من بد�أ م�شواره املهني‬ ‫حتت مظلة �إعالم م�ستقل لي�صبح رئي�س حترير يف قناة دبي‬ ‫الإماراتية ثم مديرا للأخبار يف قناة �أورينت ال�سورية‪ ،‬التي تعد‬ ‫من القنوات الهامة يف مواكبة �أخبار الثورة ال�سورية ومتابعة‬ ‫جمرياتها‪.‬‬ ‫ويف لقاء خ�ص فيه جملة «�سورية بدا حرية» حتدث بالن عن‬ ‫الإعالم امل�ستقل و�أجاب عن ت�سا�ؤالتنا حول الإ�إعالم ال�سوري‬ ‫ومعاجلته لق�ضية الثورة ال�سورية وموا�ضيع خمتلفة‪.‬‬ ‫من ��ذ ان ��دالع الث ��ورة ال�سوري ��ة‪ ،‬ا�ستط ��اع النظ ��ام الهيمن ��ة عل ��ى‬ ‫الإع�ل�ام ال�س ��وري‪ ،‬حي ��ث دع ��ت احلاج ��ة اليج ��اد إ�ع�ل�ام �سوري‬ ‫ح ��ر لك�شف احلقائق‪ ،‬بر�أيك ماهي �سلبي ��ات و�إيجابيات الإعالم‬ ‫ال�سوري امل�ستقل؟‬ ‫يف البداية ال ميكن القول �إنه مل يكن يوجد �إعالم �سوري م�ستقل‬ ‫باملطلق‪ ،‬وهنا علينا �أن نتذكر تلفزيون الأورينت على �سبيل املثال‬ ‫ال احل�صر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أما �إذا تناولنا ال�سلبيات والإيجابيات‪ ،‬ف�أعتقد �أي�ضا �أنه من املبكر‬ ‫احلكم ب�شكل قاطع على هذه التجارب‪ .‬مبعنى �أن هذا الإعالم‪،‬‬ ‫الذي �أُ�صطلح على ت�سميته «�إعالم الثورة»‪ ،‬كان النقي�ض‬ ‫للإعالم الر�سمي‪ ،‬وعمل على ك�شف الكثري من‬ ‫احلقائق التي حاول �إعالم ال�سلطة تغييبها‪،‬‬ ‫و�أعتقد �أنه جنح يف هذا املجال ب�صورة الفتة‪.‬‬ ‫ومن �إيجابياته �أي�ض ًا �أنه ك�شف العديد من‬ ‫املواهب والإبداعات التي ميتلكها ال�شباب‬ ‫ال�سوري و�أتاحت الثورة له الفر�صة لإظهارها‪.‬‬ ‫باملطلق �أعتقد �أننا �أمام جتربة جديدة بحاجة‬ ‫فر�ضتها الثورة‪ ،‬و�أعتقد �أن الكثري من هذه‬ ‫الو�سائل �ستن�سحب بعد �إنتهاء الثورة �أو �أنها‬ ‫�ستطور �أدواتها وخطابها للمرحلة املقبلة‪،‬‬ ‫وعندها ميكن احلكم عليها ب�صورة �أكرث‬


‫‪25 issue 55 / may. 5th‬‬

‫مو�ضوعية‪.‬‬ ‫ظه ��رت العديد من الو�سائل التي حاولت بث‬ ‫الأخب ��ار وتكذي ��ب ف�ب�ركات النظ ��ام بن�شره ��ا‬ ‫ع�ب�ر �إعالم ��ه الر�سم ��ي‪ ،‬م ��ا ر�أي ��ك به ��ذه‬ ‫الو�سائل االعالمية؟ و�إىل �أي حد ا�ستطاعت‬ ‫�أن تنق ��ل ال ��ر�أي الآخر املناوئ ل ��ر�أي االعالم‬ ‫امل�ؤي ��د لب�ش ��ار اال�س ��د‪ ،‬وكيف ميك ��ن تطويره‬ ‫ومال ��ذي يحت ��اج اليه حالي ��ا لتح�سني و�ضعه‬ ‫�أمام الإعالم العاملي؟‬ ‫�أ�ص ًال وجدت هذه الو�سائل ب�سبب غياب الر�أي‬ ‫الآخر‪ .‬واعتقد �أنها قامت مبا يجب �أن تقوم به‪،‬‬ ‫مع الأخذ بالإعتبار �أن التلفزيون كان هو الأكرث‬ ‫�إنت�شار ًا لأ�سباب كثرية؛ �سهولة الإنت�شار وعدم‬ ‫�إرتباطه بوجود �شبكة الإنرتنت �أو غيابها‪.‬‬ ‫ومع ذلك �أعتقد �أن هذه الو�سائل ا�ستطاعت‬ ‫الإ�سهام ب�شكل جيد يف تبيان �صورة خمتلفة‬ ‫عن ال�صورة التي يقدمها االعالم الر�سمي‬ ‫ال�سوري‪ ،‬وكلها جمتمعة خلقت منظومة‬ ‫�إعالمية كانت الثورة بحاجة ما�سة لها‪.‬‬ ‫وجود هذا االعالم مرتبط �أ�ص ًال بو�ضع الثورة‪،‬‬ ‫وقد ا�ستفاد م���ن و�سائل التوا�ص���ل الإجتماعي‬ ‫ليج���د مكانه ب�ي�ن اجلمه���ور‪� .‬أم���ا كيف ميكن‬ ‫تطويره‪ ،‬فهن���ا نحن �أمام تطوي���ر تقني‪ ،‬و�آخر‬ ‫ب�صري‪ ،‬وثالث يف اخلطاب املوجه‪ .‬و�أعتقد �أن‬ ‫ذلك �سيكون بع���د �إنتهاء الثورة والبدء مبعركة‬ ‫البناء يف �سوريا‪ ،‬كم���ا �أعتقد �أن القائمني على‬ ‫تل���ك الو�سائ���ل الإعالمي���ة ينتظ���رون �سق���وط‬ ‫النظ���ام والعودة اىل �سوري���ة والبدء من هناك‬ ‫ب�ص���ورة واقعي���ة �أك�ث�ر‪ ،‬والإق�ت�راب �أك�ث�ر من‬ ‫النا����س وهمومهم وحاجات الوط���ن احلقيقة‪،‬‬ ‫والتكيف مع كل ذلك‪.‬‬ ‫الإع�ل�ام م ��ن أ�ه ��م الأدوات الت ��ي ي�ستخدمها‬ ‫النظ ��ام ايف حمارب ��ة الث ��ورة و�إخماده ��ا‪ ،‬م ��ا‬ ‫ه ��و دور االع�ل�ام ال�س ��وري احل ��ر أ�م ��ام ه ��ذه‬ ‫االدعاءات؟‬ ‫�أعتقد �أنه واجهها وف ّندها‪ ،‬و�شكك بروايات‬ ‫النظام‪ ،‬وهو ما جعل الثورة م�ستمرة حتى الآن‬ ‫رغم كل قمع وعنف النظام‪.‬‬ ‫لأي ح ��د م ��ن احلري ��ة ا�ستط ��اع الإع�ل�ام‬ ‫ال�س ��وري اجلدي ��د �أن ي�صل حت ��ى االن؟ وهل‬ ‫ت ��رى �أن هن ��اك �سقف ��ا جدي ��دا �سيق ��ف عن ��ده‬ ‫الإعالم؟‬ ‫حرية االعالم ال�سوري اجلديد اليوم‪ ،‬مرتبطة‬ ‫مب�س�ؤوليته اجتاه �شعبه وق�ضية �شعبه‪ .‬هنا كان‬

‫م�س�ؤو ًال �أكرث مما كان حر ًا باملعنى الرحب‬ ‫للكلمة‪ .‬و�سقوف حرية الإعالم حتددها‬ ‫حاجات املجتمع‪ ،‬وما �إذا كان هذا الإعالم‬ ‫موجه من الأ�سفل للأعلى �أم من الأعلى‬ ‫للأ�سفل‪ .‬معروف �أن �سورية طيلة �أكرث من‬ ‫�أربعني عام ًا كان الإعالم فيها موجه ًا من‬ ‫الأعلى للأ�سفل‪ .‬و�أعتقد �أن هذه املعادلة‬ ‫�ستتغري يف �سورية اجلديدة‪ ،‬و�سيكون الإعالم‬ ‫حر ًا وم�س�ؤو ًال يف ذات الوقت‪ ،‬للحفاظ على‬ ‫مكت�سبات املجتمع بعد كل الت�ضحيات التي‬ ‫قدمها ال�سوريون‪.‬‬

‫واالعالميون ال�سوريون ق�ضيتهم وكيف‬ ‫عاجلوها! وللإجابة عن ذلك �أ�ستطيع اجلزم‬ ‫ب�أنه كان لديهم من اجلر�أة واملبادرة ما ُي�سجل‬ ‫لهم‪ ،‬مع الإقرار ب�أن �أي عمل �إذا ما مت فيه‬ ‫نق�صان‪.‬‬ ‫ين ��ادي البع� ��ض مبحاكم ��ة �إعالمي ��ي النظام‬ ‫بع ��د �سق ��وط النظ ��ام‪� ،‬إذا اتيح ��ت ل ��ك تل ��ك‬ ‫الفر�ص ��ة هل �ستحاكمهم؟ وماهي االتهامات‬ ‫التي قد تدينهم بها؟‬ ‫كلنا نعلم من �أين ت�أتي التعليمات والتوجيهات‬ ‫له�ؤالء الإعالميني كي يكتبوا ويقولوا ويخاطبوا‪.‬‬ ‫ال �أعتقد �أننا معنيني مبحاكمة «مهنيني»‪ ،‬هذا‬ ‫االمر �أخالقي �أكرث منه جنائي بح�سب ر�أيي‪.‬‬ ‫ف�ض ًال عن �أن كثريين غري خمريين مبا يقومون‬ ‫به‪ ،‬ورمبا الي�ستطيعون الإن�شقاق‪ .‬فلكل ظروفه‪.‬‬ ‫مع �سقوط النظام يجب �أن ين�صب الإهتمام‬ ‫على بناء �سورية اجلديدة‪ .‬وحماكمة ه�ؤالء‬ ‫�أخالقي ًا تكفي‪ ،‬فهم مل يحملوا �سالح ًا قات ًال‬ ‫بوجه ال�سوريني ومل يقتلوا �أحد ًا‪ .‬لذلك ال �أجد‬ ‫مربر ًا ملثل هذه املحاكمات‪.‬‬

‫تابعن ��ا م ؤ�خ ��را الفيدي ��و امل�س ��رب للحظ ��ات‬ ‫االخ�ي�رة يف حي ��اة البوط ��ي‪ ،‬برايك م ��ن وراء‬ ‫مقت ��ل البوط ��ي؟ وماهي الغاية م ��ن ت�سريب‬ ‫الفيدي ��و؟ وكي ��ف ميك ��ن لالع�ل�ام ال�س ��وري‬ ‫ا�ستخدام الفيديو امل�سرب الدانة املجرم؟‬ ‫كثريون حللوا الفيديو‪ ،‬وكثري من املتخ�ص�صني‬ ‫�أعطوا انطباعات و�آراء بع�ضها متخ�ص�ص‬ ‫وبع�ضها غري متخ�ص�ص‪� .‬أعتقد �أن هذا الأمر‬ ‫وكل الأمور الأخرى �ستُك�شف بعد �سقوط‬ ‫النظام وبعد �أن ي�ضع ال�شعب ال�سوري يده على‬ ‫ال�صندوق الأ�سود لهذا النظام وما فيه من ب�ي�ن املطال ��ب املختلف ��ة م ��ن �أ�سلم ��ة �سوريا و‬ ‫علمنتها وبني اجلي�ش احلر وجبهة الن�صرة‪،،‬‬ ‫�أ�سرار‪ .‬ويف النهاية مل ُتخفى جرمية للأبد‪.‬‬ ‫م ��ا هو دور الإعالم ال�س ��وري اجلديد يف هذه‬ ‫ه ��ل حق ��ا ا�ستط ��اع االع�ل�ام املتاب ��ع ملجري ��ات املرحلة الدقيقة التي متر بها �سوريا؟‬ ‫الث ��ورة تغي�ي�ر بع� ��ض احداثه ��ا او التاث�ي�ر دوره �أن يعرب عن تطلعات ال�شعب ال�سوري‪،‬‬ ‫وال�شعب ال�سوري فقط‪ .‬و�أن يعك�س حاجات‬ ‫عليها؟‬ ‫لعب دور ًا يف توجيه الر�أي العام بالت�أكيد‪ .‬يكفي ال�سوريني‪ ،‬ويركز عليها‪ .‬وعندها �سيكون‬ ‫�أنه مل يرتك ال�سوريني �أ�سرى �إعالم النظام وطني ًا ب�إمتياز‪ .‬يجب �أن ي�س�أل نف�سه �س�ؤا ًال‬ ‫ويجيب عليه بخطابه‪ .‬فهل املجتمع ال�سوري‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫حا�ضن للأ�سلمة �أم العلمنة �أم ماذا‪ .‬وبناء على‬ ‫نالح ��ظ اهتم ��ام ال ��وكاالت العاملي ��ة مبتابعة اجلواب يكون اخلطاب‪.‬‬ ‫ور�ص ��د جمي ��ع التطورات الراهن ��ة يف �سوريا‪،‬‬ ‫م ��ا الف ��رق ب�ي�ن االع�ل�ام ال�س ��وري والعرب ��ي يف �سوري ��ا احل ��رة‪ ،،‬كي ��ف ترى �ش ��كل الإعالم‬ ‫والعامل ��ي يف معاجلة الثورة ال�سورية وتغطية حينذاك؟‬ ‫الإعالم يف �أي بلد هو �إنعكا�س للمجتمع‬ ‫اخبارها وتطوراتها؟‬ ‫من املفرو�ض �أن الإعالم ال�سوري كان الأكرث وحاجاته وتطلعاته‪ .‬ومن هذا اجلانب ميكننا‬ ‫قرب ًا يف التغطية واملتابعة‪ ،‬على �أ�سا�س �أنه �أن نقيم �أي جتربة �إعالمية يف اي مكان‪ .‬و�إذا‬ ‫�صاحب الق�ضية من جهة‪ ،‬وب�أن �أهل مكة ا�ستطاع ال�سوريون �إجناز ثورتهم والو�صول �إىل‬ ‫�أدرى ب�شعابها من جهة ثانية‪� .‬أما الإعالم نظام دميوقراطي مدين يحرتم احلريات وفق‬ ‫الآخر‪ ،‬فهو مرهون �أو ًال �أو �آخر ًا ب�أجندات دول قانون فوق اجلميع‪� ،‬سرنى الإعالم يعك�س هذا‬ ‫وممولني و�سوى ذلك‪ ،‬الأمر الذي جعلنا نرى الواقع‪ ،‬بل و�سيكون �شريك ًا حقيقي ًا يف بناء هذا‬ ‫بو�ضوح بع�ض التباينات يف التغطية‪ ،‬وهذا على النظام‪ .‬فحاجات املجتمع هي التي تفر�ض‬ ‫�شكل وم�ضمون الإعالم‪� .‬سوريا بعد �إنت�صار‬ ‫كل حال �أمر طبيعي‪.‬‬ ‫الثورة �ستكون ور�شة بناء وتعمري يف كل �شيء‪،‬‬ ‫ما يهمني هنا‪ ،‬هو كيف نقل ال�صحافيون و�أعتقد �أن الإعالم �سيكون �إنعكا�س ًا لذلك‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 26‬‬

‫القومية الذي أصبح وزير ًا لإلعالم‬ ‫عمران الزعبي‪ ،‬مدرس‬ ‫َّ‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬

‫وممار�ساته اال�ستبداد َّية‪ ،‬بل اعتربها ِّ‬ ‫بكل ثق ٍة‬ ‫«�‬ ‫تعزّز احلر َّية‬ ‫ٍ‬ ‫إجنازات» �أو «مظاهر �أيجاب َّية» ِ‬ ‫العامة‪ ،‬حيث قال يف مقابلته مع «�إيالف»‪« :‬ال‬ ‫َّ‬ ‫معلومات ر�سم َّية �إعالم َّية علن َّية ع َّما يحدث يف‬ ‫�سجن �صيدنايا‪ ،‬ولكن ما حدث فيه قد حدث‬ ‫�سجون كثري ٍة يف العامل‪ ،‬وعاجلتها الدول‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫�ضمن طبيعة ما يحدث»‪.‬‬

‫أغي والئي‪ ،‬وال �أ�ستطيع‬ ‫«�أنا بعثي للنخاع‪ ،‬ولن � ِرّ‬ ‫تغيري والئي» يقول عمران الزعبي يف مقابل ٍة‬ ‫�أجراها مع جريدة �إيالف (عام ‪،)2009‬‬ ‫ويتابع‪�« :‬أنا مل ا�س�ألهم ومل �أطلب �شيء‪ ،‬ومل‬ ‫يعر�ض علي �أي من�صب»‪ ،‬لي�صبح بعد ثالثة‬ ‫�أعوام وزير الإعالم يف �سورية‪ ،‬بعد تدري�سه‬ ‫للرتبية القوم َّية يف جامعة دم�شق لثمانية كما اقرتح الزعبي ‪-‬عام ‪ -2011‬قانون ًا للأمن‬ ‫�أعوام‪.‬‬ ‫القومي لي�ستبدل قانون الطوارئ الذي و�صفه‬ ‫بالـ»قانون ال�سيئ الذي فر�ضته ال�ضرورات»‪،‬‬ ‫«م�صائب قو ٍم‪ ،‬عند قو ٍم �إجنازات»‬ ‫ُ‬ ‫لك َّنه ‪-‬وبعد رف�ض م�شروعه‪ -‬عاد بكالمه‬ ‫على خالف باقي رموز النظام ال�سوري‪ ،‬مل ليقول‪« :‬در�ست قوانني الطوارئ امل�شابهة يف‬ ‫ينكر الزعبي ‪-‬خالل ظهوراته الإعالم َّية قبل �أغلب دول العامل‪ ،‬ور�أيت َّان �أف�ضل القوانني هو‬ ‫الثورة ال�سور َّية‪ -‬معظم �أخطاء النظام ال�سوري املط َّبق يف �سورية!»‪.‬‬


‫‪27 issue 55 / may. 5th‬‬

‫«تربينا عل ��ى مبادئ حزب البعث‪ ،‬وبعيداً عن‬ ‫امل�صالح ال�شخ�ص َّية»‬ ‫مل يف ِّوت عمران الزعبي (‪� 54‬سنة) ‪-‬قبل‬ ‫الثورة ال�سور َّية‪ -‬فر�ص ًة يف الظهور الإعالمي‬ ‫� َاّإل و�أ َّكد من خاللها على انتمائه الوثيق حلزب‬ ‫عبارات كـ»�أنا بعثي الوالء‬ ‫البعث‪ ،‬وطاملا ر َدّد‬ ‫ٍ‬ ‫أغي والئي»‪� ،‬أو «لقد تربينا على مبادئ‬ ‫ولن � ِرّ‬ ‫حزب البعث والوالء له‪ ،‬و�أنا منذ العام ‪1970‬‬ ‫�أنب�ض بهذا الوالء»‪ ،‬وك�أ َّنه يحاول الرتويج‬ ‫للتقرب ‪-‬عرب كالمه هذا‪ -‬من‬ ‫لنف�سه‪ ،‬وي�سعى ِّ‬ ‫دائرة �ص َّناع القرار‪.‬‬ ‫كما كان الزعبي ي� ِّؤكد دائم ًا على � َّأن انتماءه‬ ‫�إىل حزب البعث وقربه من النظام مل يكن‬ ‫ليد َّر عليه �أ َّية مكا�سب �شخ�ص َّية‪ ،‬بل كان على‬ ‫دراية مبا يعتقده ال�سوريون عنه‪ ،‬حيث قال يف‬ ‫مقابلته مع جريدة �إيالف‪« :‬يجوز � َّأن بع�ض‬ ‫النا�س يعتربونني م�ستفيد‪َ � ،‬اّإل �أ َّنني �أريد �أن‬

‫�أ�ؤكد من جديد �أ َّنني ال �أطلب � َّأي �شيء»‪.‬‬ ‫�إحدى امل�ؤمترات ال�صحف َّية � َّأن «ما يحدث يف‬ ‫دم�شق هو الف�صل الأخري من امل�ؤامرة»‪ ،‬كما‬ ‫وبهذه الطريقة‪ ،‬ا�ستطاع الزعبي تدري�س �أ�شار يف‬ ‫حديث مفتوح مع و�سائل �إعالم َّية‬ ‫ٍ‬ ‫مادة الرتبية القوم َّية يف جامعة دم�شق لثمانية �سور َّية � َّأن‪« :‬هناك عمل َّي ٍات ن ِّفذت يف �سورية‪،‬‬ ‫�سنوات‪ ،‬على الرغم من كونه حمامي ًا مل حتمل ب�صمات املو�ساد!»‪.‬‬ ‫يح�صل على �أي درجة درا�سات عليا‪ ،‬كما وجد‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ت�صريح له‬ ‫نف�سه ‪-‬يف حزيران من عام ‪ -2012‬وزير ً كما �أكد الزعبي خالل‬ ‫ٍ‬ ‫للإعالم‪ ،‬مثري ًا الكثري من الت�سا�ؤالت يف على ‪ ‬التلفزين ال�سوري الر�سمي ‪-‬بعيد‬ ‫�أو�ساط النخب والإعالميني ال�سوريني‪ ،‬ع َّما التفجريين الذين ا�ستهدفا قيادة الأركان‬ ‫�إذا كان للزعبي �أي خرب ٍة يف العمل الإعالمي يف دم�شق‪ -‬على � َّأن‪« :‬التفجريين الإرهابيني‬ ‫امل�ؤ�س�ساتي‪� ،‬أو � َّأي م�ستوىً من املران على ناجمني عن عبوتني نا�سفتني‪ ،‬والأ�ضرار‬ ‫التعليمات احلرف َّية‪.‬‬ ‫�صحة ملا‬ ‫اقت�صرت على املاديات فقط‪ ،‬وال َّ‬ ‫تر ِّوجه بع�ض املواقع بع�ض و�سائل الإعالم‪،‬‬ ‫« إ�ع�ل�ام النظ ��ام يف عه ��د الزعب ��ي‪ :‬كوميدي ��ا وجميع القادة الع�سكريني واالعالميني بخري»‪،‬‬ ‫�سوداء»‬ ‫فيما عر�ض التلفزيون ال�سوري يف ذات الوقت‬ ‫بد�أ الزعبي عمله مع �إعالم النظام بالت�أكيد خرب ًا مفاده‪َّ �« :‬أن التفجرين �سببهما �سيارينت‬ ‫على �سيا�سات‪ :‬االنف�صال عن الواقع‪ ،‬والآمال‬ ‫َّ‬ ‫مفخختني �أ َدّيا �إىل مقتل ‪ 4‬ع�سكريني و�إ�صابة‬ ‫املج َّنحة‪ ،‬وامل�ؤامرة‪ ،‬حيث اعترب من خالل ‪ 16‬ع�سكري ومدين نق ًال عن م�صدر ع�سكري»‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 28‬‬

‫تساؤالت بني الشريعة والشرعية‬

‫خاص‪ /‬احملامي سامر تامر‬

‫يتبادر لدى ذهن ال�سوررين جميعا بكافة‬ ‫تياراتهم وومذاهبهم وم�شاربهم ال�س�ؤال‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫ماذا تريد التيارات الإ�سالمية املقاتلة يف‬ ‫�سوريا حتديدا من وراء احل�شد االعالمي‬ ‫والت�سويق اال�سالمي الذي تقوم به وا�ستعرا�ض‬ ‫القوة على الأرا�ضي املحررة من �أجل تطبيق‬ ‫ال�شريعة اال�سالمية الغراء ؟‬ ‫وماذا يق�صدون بعبارة تطبيق ال�شريعة‬ ‫حتديدا؟‬ ‫وهل يجب علينا �أن ننتقل �إىل م�صاف الدول‬ ‫الفا�شلة ب�سبب �أهوائهم وارائهم يف التطبيق‬ ‫حتت �شعار «التطبيق التام �أو املوت الز�ؤام»؟‬ ‫ومن الذي �أعطاهم احلق وال�شرعية لكي‬ ‫يطبقوا ال�شريعة ؟؟‬ ‫واذا ما ف�شلوا كما ف�شل االخوان يف م�صر‬ ‫فلماذا يتم ل�صق الف�شل بالإ�سالم ولي�س‬ ‫بالأ�شخا�ص الذي ف�شلوا ؟!‬

‫�أرجو ان نبتعد عن الت�سميات التي ت�ضر‬ ‫اكرث مما تنفع‪ ،‬ف�إذا كنا نريد دولة الإ�سالم‬ ‫فلنقيمها يف �أنف�سنا تقم على االر�ض ب�شكل‬ ‫بيعي مما ال ي�ضطر �أحد �أىل �أن يعزو ف�شلنا‬ ‫بف�شل اال�سالم!‬ ‫وهنا لدينا مثالني متناق�ضني وهما �أفغان�ستان‬ ‫وماليزيا ‪ ،‬وطبعا الكل يعي ما �أق�صده!‬ ‫و مل يقل لنا ه�ؤالء الذين ي�صرخون ليل نهار‬ ‫فى �آذاننا ب�أنه ال بديل عن تطبيق ال�شريعة‪ ،‬هل‬ ‫�سوريا دولة كافرة مثال؟‬ ‫�أم �أنها دخلت يف الإ�سالم من �سنتني فقط!‬ ‫وال اعرف هل معركة الريموك كانت من �سنة‬ ‫�أو منذ �أكرث من �ألف �سنة؟‬ ‫وهل �أهل �سوريا يف دار الكفر منذ عقود‬ ‫بعيدة واليوم �أعلنوا ا�سالمهم على يد الكتيبة‬ ‫الفالنية �أو اجلبهة الفالنية ؟؟‬ ‫وهل نحن ال�سوريون بعيدون عن املبادئ‬ ‫الإ�سالمية حتى جاء ه�ؤالء ليدخلونا �إىل دار‬ ‫الإميان؟‬ ‫�أعتقد من يقول بذلك ف�إنه ال يعرف ال�سوررين‬

‫�أو �أنه لي�س �سوري على الأرجح �أو �أنه �سوري ومت‬ ‫غ�سل دماغه ب�أفكار غريبة عنا ‪..‬‬ ‫�أو يفكر فيه فهو لي�س �سوري �أو �أنه ال يعلم �شيء‬ ‫عن �سوريا و�شعبها!‬ ‫وملاذا مل يطمئننا �أحد من ه�ؤالء الداعني‬ ‫لتطبيق ال�شريعة ب�أننا �سنبتعد عن مناذج مثل‬ ‫�أفغان�ستان وال�سودان وال�صومال وغريها من‬ ‫الدول واملناطق التى حتولت فيها ال�شريعة‬ ‫مع غياب االجتهاد و�ضيق الأفق �إىل جمرد‬ ‫تطبيق بع�ض احلدود‪ ،‬وحتولت معها احلدود‬ ‫مع اجلهل والتطرف �إىل نوع من التنكيل‬ ‫باملعار�ضني للحاكم الفا�سد �سواء كان احلاكم‬ ‫م�سلم �أو �أمري جهادي ‪.‬‬ ‫�ألي�س يف �سوريا د�ستور وقوانني ومرا�سيم‬ ‫ولوائح و�أنظمة معمول بها منذ عدة عقود‬ ‫فلماذا ال نعمل عليها يف املناطق املحررة وملاذا‬ ‫ال نعتمد على الق�ضاة املن�شقني واملحامني‬ ‫الثوريني الذين يعلمون بتلك القوانني ‪ ....‬؟؟‬ ‫ومن �أعطى ال�شرعية له�ؤوالء ليتكلموا ب�إ�سم‬


‫‪29 issue 55 / may. 5th‬‬

‫الدين وال�شرع ؟‬ ‫�ألي�ست �سوريا جمهورية و�ستبقى كذلك �أم‬ ‫�أنكم تريدونها ملكية �أو �إمارة ومن هو امللك‬ ‫وكيف �سيكون ملك وعلى من ؟‬ ‫�ألي�س هناك ن�ص يف الد�ستور يقول �أن نظام‬ ‫احلكم جمهوري و يقول �أن الإ�سالم هو دين‬ ‫الرئي�س والدولة والفقه اال�سالمي هو م�صدر‬ ‫رئي�س يف الت�شريع ‪..‬‬ ‫طبعا �سيقول البع�ض هو د�ستور النظام ‪ ،‬و�أنا‬ ‫اقول وما هو االعرتا�ض على الن�ص �إذا كان‬ ‫�صحيح ًا �سواء كان من �صنع النظام �أو من‬ ‫عملنا الي�س املهم النتيجة؟‬ ‫وهل يعني �أن نظام امللك هو من �صلب ال�شريعة‬ ‫اال�سالمية ؟‬ ‫�ألي�س النظام امللكي هو اي�ضا من �صنع الب�شر‬ ‫وال يف تلك الفرى م�سموح وعندنا ممنوع ؟؟؟؟‬ ‫ملاذا ال يتم العمل من قبل القائمني على املناطق‬ ‫املحررة بتطبيق القوانني ال�سائدة حتى تتحرر‬ ‫�سوريا بالكامل ويكون بعدها هناك م�ؤمتر عام‬ ‫يتم بعده انتخاب جمل�س ت�أ�سي�سي ي�ضع ال�شكل‬ ‫القانوين للدولة امل�ستقبلية ؟؟‬ ‫�ألي�س هذا �أف�ضل من تخويف النا�س وعدم‬ ‫تو�ضيح االمور وت�شويه �صورة اال�سالم‬ ‫وال�شريعة من خالل قيام ا�شخا�ص ال علم لهم‬ ‫ب�أدنى امور الق�ضاء ليكونوا ق�ضاة يف�صلون‬ ‫يف حقوق النا�س بحجة انهم �شرعيون فقط‬ ‫او انهم ا�صحاب حلى ‪ ،،‬وبد�ؤوا بالتجربة‬ ‫يف ق�ضايا النا�س ولي�س لهم خربة بقوانني �أو‬ ‫�أنظمة �أو �أحكام ‪.‬‬ ‫وهنا �أبني لبع�ض من يدعي �أنه يعرف بالأمور‬ ‫ال�شرعية �أمر ب�سيط جدا حيث �أن ال�شرعيون‬ ‫يعتربون اململكة العربية ال�سعودية هي خري‬ ‫مثال لتطبيق ال�شرع وال�شريعة ومن هذا‬ ‫املنطلق �أود ذكر ما يلي ‪:‬‬

‫ان نظام املرافعات ال�شرعية املعمول به يف اهلل النهم ي�ضيفون عليها عبارة اال�سالمية او‬ ‫اململكة امنا هو عبارة عن ن�سخة من قانون ال�شرعية ؟‬ ‫�أ�صول املحاكمات املدنية ال�سوري وقانون‬ ‫�أ�صول املرافعات امل�صرية ‪ ....‬يعني يا �أحباء يا نا�س ارحموا عقولكم وافتحوا الأفق‬ ‫ال�شرعيون ما قامت به اململكة هنا هو عبارة لأفكاركم وال تكون عبيد الفكر الذي ي�سوق‬ ‫عن ا�ضافة عبارة ال�شرعية ملا �سبقها من نظام البع�ض له من خالل الت�سميات فقط ؟؟؟ ‪..‬‬ ‫املرافعات ‪ ...‬فهل هذا يعني تطبيق �شرع اهلل ؟ فتنظيم حياة الدول يتطلب وجود قوانني‬ ‫وهل تطبيق �شرع اهلل يكون بالت�سمية التي و�أنظمة مت�شي وت�سري عليها مكونات‬ ‫وم�ؤ�س�سات الدول ومواطنيها ولي�س العربة لأن‬ ‫تطلق على القوانني فقط ؟‬ ‫وهل �سيكون هناك �سوريا واحدة �أم هناك تكون و�ضعية او �شرعية املهم ان حتقق العدل‬ ‫للنا�س والعدل هو ما امر اهلل به ‪ ...‬ان اهلل‬ ‫تق�سيم ؟‬ ‫ي�أمر بالعدل واالح�سان ‪... ..‬‬ ‫كما �أنني مل �أجد حلو ًال خالقة مل�شكالت ثورية‬ ‫طاحنة نعاين منها مثل ميل الأفراد �إىل العنف فماذا يريد ال�سادة املطالبون بتطبيق‬ ‫ب�شكل غريب وعجيب وهذا خمالف ملا ي�أمر به ال�شريعة؟‬ ‫اهلل عز وجل والذي كان د�ستوره املحفوظ ُيعنى هل يريدون قمي�ص عثمان يدارون به‬ ‫ق�صورهم‪� ,‬أو �أنهم يريدون احلكم حتت �أي‬ ‫بحفظ الأرواح وحياة النا�س ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومل �أقر�أ حتى اليوم طرح ًا نوعيا ي�سهم فى م�سمى كما فعل مر�سي يف م�صر حيث قال �أنه‬ ‫حل �إحدى م�شكالتنا اخلطرية التي يتخوف �سي�أتي بال�شريعة ‪ ...‬ولكنه �سقط منه حرف‬ ‫منها البع�ض‪ ،‬ونحن �أهل ال�سنة �أولهم فما الراء يف الطريق و�أتى بال�شيعة ؟‬ ‫بالك ببقية ال�سوريني ‪ ،‬ويف �سوريا يوجد د�ستور ونحن ك�سوريني نقول ال �شرعية من دون‬ ‫معمول به وان كنا نرغب يف تعديله‪ ،‬وكذلك ال�شريعة ‪ ،‬كما ن�ؤكد �أنه ال �شريعة ملن يفر�ض‬ ‫هناك نظام حكم �أ�سا�سي (د�ستور) يف البلدان ال�شرعية بقوة ال�سالح ‪..‬‬ ‫التي تعترب مثاال �شرعي ًا لبع�ض اال�سالميني يف وال �شريعة �إال للنظام القانوين الذي ي�سمح‬ ‫بح�سن التطبيق لل�شرع واحلكم وعدم ترك‬ ‫جزيرة العرب ‪..‬‬ ‫يعني نظام احلكم اال�سا�سي هناك لي�س قانون الأمور ملن يدعيه باال�سم فقط‪ ،‬فال و�صاية وال‬ ‫و�ضعي والد�ستور ال�سوري هو من �صنع الب�شر‪ .‬والية لأحد علينا‪.‬‬ ‫يعني الأنظمة يف جزيرة العرب وقوانني �أعطونا �أطروحتكم لكي نناق�شكم يف �شرعيتكم‬ ‫العمل والبنوك والربا وغريه ‪ ،‬هي وفق �شرع ولي�س �شرعكم لأننا نعلم ال�شرع وما �أمر به اهلل‬ ‫�أكرث منكم ‪..‬‬ ‫فلي�س العربة لللحى وامنا العربة للفكر ال�سليم‪.‬‬ ‫اللهم اكفنا �شرار النا�س الذين يكذبون ب�إ�سم‬ ‫الدين وينافقون با�سم ال�شريعة وتولنا �أنت‬ ‫موالنا ‪.‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 30‬‬

‫الـعـنـف الســيـاســي‬ ‫وتداعياته العسكرية!‬ ‫خا�ص ‪ /‬د ‪ .‬هدى زين‬

‫مل يعرف التاريخ االن�ساين املوثق حقبة تخلو‬ ‫من الظلم واال�ستغالل الذي غالبا ماكان‬ ‫يتطلب احلفاظ عليهما اللجوء �إىل العنف‬ ‫ب�أ�شكاله وتداعياته املختلفة ‪ ..‬حتى �أنه ميكن‬ ‫القول �أن هناك عالقة جدلية بني دميومة‬ ‫القهر واتخاذ العنف كو�سيلة �إما للحفاظ‬ ‫على ا�ستمرار الظلم وال�سلطة �أو ال�ستبدالهما‬ ‫مبنظومة جديدة لل�سلطة‪ .‬تمُ يز املفكرة‬ ‫الأملانية هنا �أرندت بني مفهوم ال�سلطة ومفهوم‬ ‫العنف وترى �أن الهيمنة الكاملة لأحدهما تعني‬ ‫�إلغاء وجود الآخر لأن احلاجة �إىل العنف تبد�أ‬ ‫بالظهور حينما تتعر�ض ال�سلطة �إىل اخلطر ‪..‬‬ ‫ويف كتابها «ال�سلطة والعنف» تو�ضح �أرندت �أن‬ ‫ال�سلطة الحتتاج �إىل تربير لأنها تكون منتخبة‬ ‫�أو معرتف بها ممن متار�س عليهم هذه ال�سلطة‬ ‫‪ ..‬فعلى �سبيل املثال تكت�سب ال�سلطة ال�سيا�سية‬ ‫�شرعيتها من االنتخاب ال�شعبي �أومن ر�ضوخ‬ ‫ال�شعب لها �إكراها ‪ ..‬وت�أخذ �سلطة الأب �أوالأم‬ ‫�شرعيتها بالإجماع االجتماعي على دورهما‬ ‫وبطاعة �أي قبول الأوالد لواقع هذه ال�سلطة ‪..‬‬ ‫ترتكز ا�سرتاتيجية النظام ال�سوري منذ بداية‬ ‫الثورة ال�سورية على تثبيت �أركان �سلطته‬ ‫بوا�سطة العنف املدرو�س واملت�صاعد بغر�ض‬ ‫نزع ال�سلطة عن املجتمع برمته ولي�س فقط عن‬ ‫املعار�ضني ‪ ..‬فالإفراط واجلنون يف ممار�سة‬ ‫العنف الوح�شي من ِق َبل النظام ال�سوري يراد‬ ‫منه تركيع املجتمع وجعله جمتمعا عاجزا‬ ‫الي�ستطيع ال�سري يف ت�أمني عي�شه �إال على‬ ‫عكازتي ال�سلطة احلاكمة والإذعان لها ‪..‬‬ ‫�إن الطبيعة الهدامة للعنف التبني �سلطة لكنها‬ ‫ت�ستطيع �أن تدمرها ‪ ..‬وحينما تلج أ� �سلطة �إىل‬ ‫ا�ستخدام العنف لتثبيت �أركانها واحلفاظ على‬ ‫بقاء نوعها فالبد �أن ترتكز على حد �أدنى من‬ ‫مواالة �أو دعم فئات اجتماعية لها ‪ ..‬لهذا مل‬ ‫يكن ممكنا للرئي�س ال�سابق حافظ الأ�سد وال‬ ‫لوريثه غري ال�شرعي ب�شار الأ�سد �أن يكر�سا‬ ‫وير�سخا نظام احلكم الفردي اال�ستبدادي‬ ‫وال�شمويل لو مل ي�صنع لنف�سه ركيزتني ماديتني‬

‫�أ�سا�سيتني يقوم عليهما ا�ستمراره واحتكاره‬ ‫لل�سلطة ‪� :‬أولهما ركيزة اجتماعية ذات‬ ‫خلطة مركبة وخا�صة ت�ضم من ناحية التجار‬ ‫و�أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال التقليدية يف �سوريا‬ ‫التي حافظت على مواقعها االقت�صادية يف‬ ‫جو مثايل للف�ساد الفا�ضح ومن ناحية �أخرى‬ ‫طبقة من املنتفعني التي ترتبط بالنظام عرب‬ ‫والءات خا�صة كالوالء الطائفي وعرباملكا�سب‬ ‫ال�سيا�سية واملالية التي �أغدقها عليها النظام‬ ‫ومن ناحية ثالثة قطاعات اجتماعية وا�سعة‬ ‫تنتمي ملا ي�سمى بالأقليات الدينية والتي حاول‬ ‫النظام ال�سوري �أن يقدم نف�سه لها كحام‬ ‫حلقوقها ووجودها مع حر�صه على �أن يبدو‬ ‫ذلك على �شكل هبة مينحها النظام لهم ولي�س‬ ‫على �شكل حقوق ‪� ..‬أما الركيزة الثانية التي‬ ‫كانت تعتمد عليها ال�سلطة ال�شمولية للنظام‬ ‫ال�سوري فهي ممار�سة العنف الذي جنح يف‬ ‫حتقيق �أهدافه لأبعد احلدود املمكنة ‪ ..‬فكل‬ ‫الأجهزة العنفية للدولة املوجهة نحو الداخل‬ ‫ك�أجهزة الأمن واال�ستخبارات واملتجهة‬ ‫نحو اخلارج كاجلي�ش �أُعيد بناء �أ�سا�ساتها‬ ‫وهيكليتها يف الأربعني عاما املا�ضية لتكون دولة‬ ‫ارهابية داخل دولة تعمل وفق نظام خا�ص بها‬ ‫يتمحورعمله برتوي�ض الوح�ش العبد �أي ال�شعب‬ ‫ولها ‪..‬‬ ‫خلدمة املقد�س ال�سيد �أي النظام احلاكم‬ ‫لقد كانت �أجهزة العنف يف �سوريا يف حقبتي ‪ ..‬وحتى ت�ستطيع القيام بهذه املهمة املقلوبة‬ ‫نظام الأ�سد م�صنعا حقيقيا لإنتاج اخلوف على ر�أ�سها البد من �إلغاء كل االعتبارات‬ ‫والقمع الذي يراد منهما خلق حالة الفرد اخل�صو�صية لكل من الفرد واملجتمع و�سحب‬ ‫العاجز عجزا �شبه مطلق عن تبني �أي �شكل كل ح�صانة �سيا�سية �أو اجتماعية �أو �أخالقية‬ ‫من �أ�شكال املقاومة �أو املعار�ضة �أي ت�صنيع منهما ‪ ..‬وبهذا يتحول العام �إىل اخلا�ص‬ ‫فرد مم�سوخ الينتمي لفرديته وال لذاته وتتم خ�صخ�صة العنف بجعله خادما لل�سلطة‬ ‫احلقيقية ‪� .‬إن وظيفة الأجهزة العنفية ك�ضامن ولي�س للمجتمع والدولة وبتكليف �إدارة وقيادة‬ ‫للأمن واال�ستقرار يف املجتمع حتولت �إىل �أجهزته �إىل فئات اجتماعية معينة دون �سواها‬ ‫�ضامن ال�ستقرار ال�سلطة احلاكمة عن طريق والتي ُي�صار �إىل تدجينها �أي�ضا ليكون والءها‬ ‫اال�ستباحة واالنتهاك ‪ ..‬ا�ستباحة الداخل للنظام احلاكم والء مبا�شرا وثابتا وغريزي‬ ‫الإن�ساين للفرد وذاتيته من ناحية وانتهاك �أعمى ‪..‬‬ ‫�صريورة املجتمع وتدجينه بتلبية حاجياته على‬ ‫طريقة النظام وح�سب م�صلحته من ناحية عندما ي�ؤدي عنف الدولة �إىل احلرب �أو �إىل‬ ‫�أخرى وبناء عليه تتبلور وظيفة الأجهزة العنفية االقتتال الداخلي كما حدث يف �صريورة الثورة‬ ‫للدولة بكونها اجلندي غري املجهول الذي ال�سورية يتولد ا�ستعداد كبريللمقاتلني من كل‬


‫‪31 issue 55 / may. 5th‬‬

‫الأطراف �إىل القتل واملوت ويقفزالقتل فوق‬ ‫معظم القواعد واحلدود وي�صبح اجلميع �إما‬ ‫ل الوطن رائحة الدم ‪..‬‬ ‫قاتال �أو مقتوال ومت أ‬ ‫فاحلرب كما يراها املفكر وامل�ؤرح احلربي‬ ‫الأملاين كالوزفيت�س يف كتابه «من احلرب»‬ ‫لي�ست �إال امتدادا لل�سيا�سة لكن بو�سائل �أخرى‬ ‫وهدفها هو �إجبار العدو على االن�صياع الرادة‬ ‫خ�صمه ‪ ..‬والعنف هو و�سيلة احلرب للو�صول‬ ‫�إىل هذا الهدف ‪ ..‬فاحلرب هي �إنزال الهزمية‬ ‫بالعدو عن طريق العنف العابر للحدود‬ ‫االجتماعية والأخالقية املعهودة وهي تعني‬ ‫ك�سر الآخر و�سيادة املنت�صر و�سحق املهزوم‬ ‫‪� ،‬إن اخلطورة الأكرب للحرب ومنطقها تكمن‬ ‫يف �أن �آثارها التنح�صر يف �ساحات القتال‬ ‫بني حاملي ال�سالح و�إمنا تنت�شرومتتد وتتعمق‬ ‫روا�سبها وقوانينها يف احلياة االجتماعية‬ ‫والثقافية بكل مناحيها ‪.‬‬

‫�إن عدم �سقوط النظام ال�سوري بنهجه الدموي‬ ‫و الإبادي يعود �إىل �أ�سباب عديدة ـ ل�سنا يف‬ ‫�صدد تفنيدها الآن ـ ولكن واحدة منها هو‬ ‫ت�صاعد العنف املتبادل بني املعار�ضة امل�سلحة‬ ‫والنظام ال�سوري الذي بد�أ ومازال ميار�س‬ ‫العنف ب�أب�شع �صوره متفوقا فيه بطبيعة احلال‬ ‫على العنف امل�ضاد كم ًا و نوع ًا بفارق كبري‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل �أن عنف املعار�ضة مل ي�ستطع �أن‬ ‫ينظم عمله �أوعنفه حتى ي�ؤمن غطاء ع�سكريا‬ ‫�شعبيا على م�ستوى الوطن كله لكي ينجح يف‬ ‫جتريد النظام من �أجهزة عنفه بالتدريج‬ ‫وينزل فيه الهزمية ب�أق�صر وقت ممكن ‪..‬‬ ‫فلقد كان العنف امل�ضاد مدرو�سا ومنظما‬ ‫وناجحا يف بع�ض الأحيان ولكنه كان يف‬ ‫�أحيان �أخرى كثرية غري من�ضبط يعمل بدون‬ ‫تن�سيق �أو خطة ا�سرتاتيجية ع�سكرية ‪ ..‬هذا‬

‫بالإ�ضافة �إىل �أن تغليب الطابع الديني املت�شدد‬ ‫�أوالأ�صويل �أواجلهادي على فكر الكتائب‬ ‫امل�سلحة �ساهم بقوة �إىل تقل�ص احلا�ضنة‬ ‫ال�شعبية واالجتماعية للمعار�ضة امل�سلحة لأن‬ ‫الفكر الديني هذا ي�ضمر يف داخله متهيدا‬ ‫لتق�سيم اجل�سد االجتماعي الوطني و�شكال من‬ ‫�أ�شكال رف�ض الآخر ‪..‬‬ ‫�إن �إ�شكالية العنف يكمن يف اخلطر املدمر‬ ‫للمجتمع والدولة حينما ي�صبح العنف ثقافة‬ ‫و�سلوكا وفكرا يحفر �آثار عميقة له يف املجتمع‬ ‫‪ ..‬وهنا تقع امل�س�ؤولية الكربى على كل �أبناء‬ ‫الوطن ـ ولن �أقول على القوى ال�سيا�سية‬ ‫�أواملثقفني ـ باال�ستعداد لهذا التحدي اخلطري‬ ‫الذي �سيواجهه �أبناء املجتمع ال�سوري عندما‬ ‫تنهار �أركان �سلطة القتل واال�ستبداد احلالية‬ ‫التي ير�أ�سها ب�شار الأ�سد ‪..‬‬


‫‪issue 55 / may 5th 32‬‬

‫مر الكالم «الهروب ‪ ...‬إلى املسؤولية»‬

‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬ ‫م���ن ال�صعب االع�ت�راف بالف�ش���ل �أو الهزمية‬ ‫؛�س���واء من قبل �أفراد �أو هيئ���ات �أو م�ؤ�س�سات‬ ‫�أو دول ؛ اجلمي���ع يري���د �أن يك���ون منت�ص���را»‬ ‫وحمتف�ل�ا» بالن�ص���ر با�ستم���رار ؛ حت���ى لو مل‬ ‫يكن حقيقي���ا» �أو وا�ضحا» ناج���زا» ؛ ولكن مع‬ ‫تراكم �أوه���ام االنت�صارات ي�صبح من املتوقع‬ ‫واملحتم���ل �أن حت���دث الهزمي���ة الفعلية و�سط‬ ‫�أج���واء اخلديع���ة والت�ضليل ال���ذي يتم زرعه‬ ‫لتخدير االن�ص���ار وامل�ؤيدين ‪ .‬عدم االعرتاف‬ ‫بالهزمي���ة �سببه ع���دم ال�شجاع���ة على حتمل‬ ‫امل�س�ؤولي���ة الناجت���ة عنه���ا ؛ولذل���ك يته���رب‬ ‫اجلمي���ع ويتقاذف���ون االتهام���ات بالتقاع����س‬ ‫والتق�ص�ي�ر ويت���م بالنهاي���ة حتمي���ل �أ�ضع���ف‬ ‫طرف امل�س�ؤولية والذي غالبا» ال يكون �صاحب‬ ‫القرار بل منفذا» ورمبا يف ال�صفوف االخرية‬ ‫كذل���ك ؛ �ضاعت فل�سط�ي�ن وق�ضمت �أرا�ضيها‬ ‫با�ستم���رار وخ�سرن���ا اجلوالن وم���ع ذلك بقي‬ ‫النظ���ام يتبج���ح ويعت�ب�ر �أن���ه ه���و املنت�ص���ر‬ ‫لأن الع���دو مل ي�ستط���ع ا�سقاط���ه ؛ فاحلف���اظ‬

‫عل���ى النظام اهم م���ن الوط���ن عندهم وهم‬ ‫جاه���زون للبح���ث ع���ن تربي���رات ال تنته���ي‬ ‫لتغطية ف�شلهم واخفاقه���م وف�شلهم ؛ وبحجة‬ ‫�شع���ار ؛ ال �ص���وت يعلو ف���وق �ص���وت املعركة ؛‬ ‫مت���ت �سرقة مقدرات الب�ل�اد ل�صالح ع�صابة‬ ‫النظام ومت ا�ستخدام ذلك لفر�ض اال�ستبداد‬ ‫وحك���م الب�ل�اد باحلديد والن���ار ؛ ومن خالل‬ ‫طرح �شعار املقاومة واملمانعة �أ�صبح كل �شيء‬ ‫يق���وم به النظام مربرا» حتى لو كان ذلك قتل‬ ‫ال�شعب وتدمري البالد وتهجري العباد ‪ .‬ثقافة‬ ‫االع�ت�راف الغائب���ة عنا متام���ا» كانت خطوة‬ ‫�أ�سا�سي���ة يف انتق���ال جمتمع���ات �أخ���رى �إىل‬ ‫ف�ضاءات التط���ور والتق���دم ؛ يف الوقت الذي‬ ‫ن�ستمر فيه نحن يف اللج���وء للتربير والتهرب‬ ‫م���ن امل�س�ؤولية ‪ .‬وقد ي�صل الأمر لدى بع�ضهم‬ ‫بتحميل نف�س���ه نتائج وم�س�ؤولي���ة �أعمال يقوم‬ ‫بها الغري ‪ .‬خالل عملي مع �شركة يابانية كنت‬ ‫يف �سي���ارة لل�شركة مع �أحد املدراء يف امل�شروع‬ ‫عندما �س�ألني �أن �أطلب من ال�سائق �أن يخفف‬ ‫م���ن �سرع���ة ال�سي���ارة الكب�ي�رة و�أع���اد ذلك‬ ‫باحلاح غري���ب غري معهود في���ه وهو �شخ�ص‬

‫كب�ي�ر يف ال�سن مهذب وخجول ج���دا» وعندما‬ ‫الح���ظ ا�ستغرابي ب���د�أ يحرك يدي���ه ب�صعوبة‬ ‫�شدي���دة ويفعل ذلك م���ع �أمل �شديد عند كتفيه‬ ‫وبعدها قال يل ‪ :‬انظر ماذا حل بي ؟ لقد كنت‬ ‫راكب���ا» مع �سائ���ق �أرعن ي�سرع كث�ي�را» وحدث‬ ‫مع���ي حادث �س�ي�ر �أليم ؛ فقلت ل���ه احلق على‬ ‫ال�سائق املته���ور بكل ت�أكيد ؛ ولكن املفاج�أة �أنه‬ ‫رد علي بالقول ال احلق علي �أنا بالت�أكيد ولي�س‬ ‫عل���ى ال�سائق ؛ كان �أمامي خي���ار �أول �أال �أركب‬ ‫معه وعندم���ا ركبت معه كان ل���دي خيار ثاين‬ ‫ب����أن �أطلب منه ال�سري ب�سرع���ة مقبولة و�ضمن‬ ‫قواع���د ال�س�ي�ر ولكنن���ي خجل���ت �أن �أطلب من‬ ‫ال�سائق ذلك فوقع احلادث و�أنا وحدي �أحتمل‬ ‫م�س�ؤولية ما حدث معي وما �أ�صابني من ك�سور‬ ‫و�أالم ؛ حادث���ة ب�سيط���ة جدا» ب�ل�ا �شك ولكنها‬ ‫مع�ب�رة ب���كل ت�أكيد ؛ فمت���ى ننتهي م���ن عقلية‬ ‫التربي���ر والتهرب م���ن امل�س�ؤولي���ة ونتجه نحو‬ ‫ثقافة االع�ت�راف باخلط�أ وذلك ف�ضيلة ح�سب‬ ‫معايرين���ا االخالقية نف�سها ؛ عندم���ا نت�سابق‬ ‫لتحم���ل امل�س�ؤولية فرمبا عنده���ا �سنبد�أ ر�سم‬ ‫م�ستقبلنا كما نريد‬


‫‪33 issue 55 / may. 5th‬‬

‫عندما يستغل الدين‬ ‫ألغراض سياسية‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬حممد جمال طحان‬

‫�إن النا�س ال يذعنون عملي ًا لأحد ما مل يتهي أ�‬ ‫لهم الإح�سا�س ب�أنهم ال يطيعون �إرادة ب�شرية‬ ‫�أخرى‪ ،‬بل يطيعون �إرادة �أ�سمى من �إرادتهم‪..‬‬ ‫تتمثل يف الإله‪ .‬وكان هذا نتيجة الفهم‬ ‫اخلاطئ الذي ك ّر�سه َخدَ مة امل�ستبدين من‬ ‫رجال الدين‪� ،‬إذ جعلوا احلاكم ميثل ال�سلطة‬ ‫الدينية املع�صومة‪ .‬وهكذا يحولون الإميان من‬ ‫الإله �إىل ال�شخ�ص ب�صورة الع ّراف والكاهن‪،‬‬ ‫ثم احلاكم بعد ذلك‪ .‬وتكون غاية هذا‬ ‫اال�ستبداد الفكري ‪ -‬النف�سي‪ /‬الديني تهيئة‬ ‫الو�ضع لإن�شاء جمتمع حمكوم‪� .‬إن اال�ستبداد‬ ‫يبد�أ فكرة تعتمد على الفكر ومظاهر الدين‬ ‫وقوة االقت�صاد وال�سالح لت�صبح نظام ًا‬ ‫�سيا�سي ًا‪ .‬وما الدين الذي ي�ستبد �سوى الذي‬ ‫ُيفرغ من حمتواه ليبقى جمرد �إطار لفكرة‬ ‫يف يد امل�ستبدين يتيح لهم �إن�شاء ما يريدونه‬ ‫من �أفكار‪ ،‬بعيد ًا عن حقيقة الن�ص‪ -‬الأ�صل‪.‬‬ ‫ويعززون التف�سريات اجلديدة املبعدة عن‬ ‫روح الدين حتى يرتك النا�س الن�ص ويتعلقون‬ ‫بالتف�سريات فقط‪ .‬وعلى مر الزمن ال يجد‬ ‫النا�س �أمامهم �إال جمموعة من �أحكام‬ ‫وت�سويغات ال متت �إىل الن�ص الأ�صلي ب�صلة‪.‬‬ ‫يقول الكواكبي‪(( :‬اللهم �إن امل�ستبدين‬ ‫و�شركاءهم قد جعلوا دينك غري الدين‬ ‫الذي �أنزلت)) ‪ .‬من هنا ي�أتي رف�ضه كل‬ ‫اجتاه يحاول ت�سلق الدين لإقامة اال�ستبداد‪.‬‬ ‫لقد ا�ستطاع حتليل العالقة التي تقوم بني‬ ‫اال�ستبداد والدين بحيث يت�سنى للأول حتقيق‬ ‫مبتغاه‪� .‬إن امل�ستبد ينفذ عرب ثغرات النف�س‬ ‫الب�شرية‪ .‬فهو يالحظ �أن لدى النا�س خوف ًا‬ ‫طبيعي ًا من �شيء �أعظم قدرة منهم‪ ،‬ولي�ست‬ ‫لديهم القدرة �إال على االن�صياع له‪ ،‬في�ستغل‬ ‫هذه النقطة‪ .‬يح ّرف الدين ليجعله يتوافق وما‬ ‫ير�سمه ال�ستبداده‪ ،‬ويجعله متعلق ًا ب�أ�شخا�ص‬ ‫ال�سلطة ال�سيا�سية‪ ،‬بعد �أن عرف الدور‬ ‫املهم الذي يلعبه الكاهن والعراف يف تاريخ‬

‫ّ‬ ‫باملنظرين �أ ّو ًال‪ ،‬لأن‬ ‫ال�شعوب‪� .‬إنه ي�ستعني‬ ‫النظر يقود �إىل العمل‪ ،‬فقد ي�س ّوغ ما يحدث‪،‬‬ ‫ومي ّهد ملا ُيراد له احلدوث‪.‬‬ ‫يف هذه النقطة بالذات‪ ،‬نقطة العالقة بني‬ ‫الدين واال�ستبداد‪ ،‬مل ينظر الكواكبي �إىل‬ ‫الدين على �أنه م�ضامني نظرية فقط‪ ،‬ولكنه‬ ‫ر�آها م�ضامني موظفة‪ .‬لذلك فقد نظر �إليها‬ ‫من حيث �أنها نظرة �إىل الإن�سان واملجتمع‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬ف�ض ًال عن فهمه حاجة الب�شر �إىل‬ ‫الدين‪ ،‬جاء‪ ،‬كما يرى (�إفرام بعلبكي)‪-‬‬ ‫بحق‪ -‬املقيا�س الذي يقي�س به الكواكبي‬ ‫الأديان مقيا�س ًا واقعي ًا ‪.‬‬ ‫�إذ ًا ف�إن حتريف الدين ما هو �إال عملية‬

‫فكرية حتاول ال�سيطرة على تفكري الآخرين‬ ‫وعلى نفو�سهم‪ ،‬مما ي�سمح بالتمهيد لوالدة‬ ‫اال�ستبداد ال�سيا�سي‪ .‬وهكذا فلي�س هناك‬ ‫ا�ستبداد‪ ،‬يف ر�أي الكواكبي‪� ،‬إال من حيث‬ ‫الت�سمية املجازية‪ .‬بحيث �أن ما يطلق‪ ،‬عنده‪،‬‬ ‫على اال�ستبداد الديني‪� ،‬إمنا يق�صد به‬ ‫اال�ستبداد الفكري‪ -‬النف�سي‪� ،‬أو اال�ستالب‬ ‫الذي يعني امل�ستبد على التحكم يف م�صائر‬ ‫الآخرين‪� .‬إنه ا�ستالب ي�ستعري قوة نفوذ الدين‬ ‫على العوام ال�سرتهابهم من خالل ما يدخله‬ ‫من ت�شابه بني �صفات امل�ستبد و�صفات الإله‪،‬‬ ‫ليم ّهد �إىل �سلب حق مراقبة النا�س ح ّكامهم‪،‬‬ ‫الذين يتمتعون بالعظمة يف مقابل دناءة‬ ‫العوام‪.‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue 55‬‬ ‫‪55 // may‬‬ ‫‪may 55th‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬

‫ف ّتوش‪ :‬رأس السنة األزيدية‪ ...‬األربعاء األحمر‬ ‫تق ��دم ه ��ذه الفق ��رة بالتع ��اون م ��ع رادي ��و‬ ‫�سوريايل‪� :‬إعداد �سالم �سوريايل‬ ‫تقدمي‪ :‬مايا‬ ‫تتعدد وتتنوع �أعراق وطوائف �سوريا‪ ،‬ويف‬ ‫ال�شمال ما بني اجلزيرة وعفرين‪ ،‬يعي�ش �أبناء‬ ‫الطائفة الأزيدية‪.‬‬ ‫يبلغ تعداد الكورد الأزيد ّين يف �سوريا حوايل‬ ‫‪� 25‬ألف ًا عدا املهاجرين‪.‬‬ ‫و�ضمن �سل�سلة طويلة من احتفال العديد من‬ ‫الطوائف والأعراق الربيع‪ ،‬حتتفل الطائفة‬ ‫االزيدية يف الأربعاء الأول من �شهر ني�سان‬ ‫ال�شرقي‪ ،‬مبا يعرف بالأربعاء الأحمر‪ ،‬ر�أ�س‬ ‫ال�سنة الأزيدية‪ ،‬وهو ي�صادف يف هذا العام‬ ‫ذكرى اجلالء يف ‪ 17‬ني�سان الغربي‪.‬‬ ‫ويحتل �شهر ني�سان ال�شرقي مكانة عالية عند‬ ‫�أبناء الطائفة‪ ،‬فال يتزوج �أحد خالله �أبدا‪،‬‬ ‫فني�سان هي العرو�س الوحيدة خالل هذا‬ ‫ال�شهر‪.‬‬

‫يجتمع �أبناء الطائفة يف هذا النهار يف‬ ‫الطبيعة‪ ،‬تتلى الرتاتيل وال�صلوات اخلا�صة‪،‬‬ ‫ويحتفل اجلميع بعودة الربيع وبدء ال�سنة‬ ‫اجلديدة‪ ،‬و�أحد طقو�س االحتفال يف هذا اليوم‬ ‫�سلق البي�ض وتلوينه ب�ألوان الربيع وتوزيعه على‬ ‫ال�ضيوف والأطفال‪.‬‬ ‫يرمز البي�ض للأر�ض واحلياة‪ .‬ويتذكر اجلميع‬ ‫يف هذا النهار‪ ،‬كيف خلق اهلل الأر�ض و�ش ّكل‬ ‫الياب�سة واملاء وخلق احلياة‪.‬‬ ‫ذكرى اجلالء ‪...‬‬ ‫ُي�صادف الأربعاء الأحمر لهذا العام ذكرى‬ ‫جالء االنتداب الفرن�سي عن �أر�ض و�سوريا‪.‬‬ ‫وتنا�ضل �سوريا اليوم يف �سبيل حترر جديد‪،‬‬ ‫مل ي�ستطع االنتداب الفرن�سي ال�صمود يف‬ ‫وجه �أبناء البلد املتحدين‪ ،‬ومنذ ا�ستالم‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 55‬‬ ‫‪55 // may.‬‬ ‫‪may. 55th‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35 issue‬‬

‫حزب البعث لل�سلطة يف �سوريا‪ ،‬عمل على‬ ‫تر�سيخ وتعميق االختالفات وعزل مكونات‬ ‫املجتمع ال�سوري عن بع�ضها البع�ض‪ ،‬طمعا يف‬ ‫احل�صول على ما مل ي�ستطع الغرباء احل�صول‬ ‫عليه‪ ،‬اال�ستئثار بال�سلطة وحكم ال�شعب‬ ‫باخلوف واجلهل‪.‬‬ ‫�إنّ الأربعاء الأحمر لهذا العام‪ ،‬ال مير كاحتفال‬ ‫مميز بالفرح‪ ،‬ف�أيام �سوريا كلها حمراء بدماء‬ ‫�شهدائها‪ .‬و�شقائق النعمان‪ ،‬زهرة ال�شهداء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تغطي �سوريا بكثافة لهذا العام‪ ،‬حتى ال نن�سى‪.‬‬ ‫�شقيق بالزيت‬ ‫دحنون‪ ،‬زهرة العري�س والعرو�س‪ ،‬وا�سمها‬ ‫الأكرث �شهرة هو �شقائق النعمان‪.‬‬ ‫�شقائق النعمان زهرة مو�سمية ربيعية‪ُ ،‬تعرف‬ ‫بلونها الأحمر الناري‪ ،‬ولها فوائد طب ّية‬

‫عديدة‪ ،‬فبتالت الزهرة احلمراء‪ُ ،‬تفيد يف • ملح‪ ،‬بهارات‪ ،‬فليفلة مطحونة �أو ّ‬ ‫�شطة‪.‬‬ ‫ال�سعال وتهدئته‪ ،‬كما �أنها تفيد يف • ليمون‬ ‫معاجلة ُّ‬ ‫معاجلة بع�ض اجلروح والعروق‪.‬‬ ‫و�أحد الطقو�س القدمية للطائفة الأزيدية‪ ،‬الطريقة‬ ‫تق�ضي بو�ضع بع�ض من هذه الزهور على باب • ُتف�صل بتالت الزهرة احلمراء‪ ،‬ومن‬ ‫البيت يف يوم الأربعاء الأحمر‪� ،‬أو ر�أ�س ال�سنة املمكن االحتفاظ بها لال�ستفادة منها يف‬ ‫�صنع �شراب ُمهدئ لل�سعال‪.‬‬ ‫الأزيدية لتم ّيز هذه البيوت ب�سهولة‪.‬‬ ‫وطبخ الأوراق اخل�ضراء لزهرة �شقائق النعمان • ويتم التخل�ص من مركز الزهرة الأ�سود‬ ‫املو�سم ّية �أحد الأطباق املحببة يف بع�ض �أجزاء والأوراق والعروق القا�سية‪.‬‬ ‫• ُتغ�سل الأوراق اخل�صراء ب�شكل ج ّيد‪،‬‬ ‫الريف ال�سوري‪.‬‬ ‫و ُت�ص ّفى من املاء‪ ،‬و ُتفرم لقطع مت ّو�سطة‪.‬‬ ‫• ُي ّ‬ ‫قطع الب�صل‪ ،‬ويح ّمر مع القليل من زيت‬ ‫املقادير‪:‬‬ ‫الزيتون‪.‬‬ ‫• ‪ 2‬كيلو دحنون �أو �شقيق‬ ‫• ت�ضاف الأوراق اخل�ضراء‪ ،‬وامللح والبهار‬ ‫• زيت زيتون‬ ‫والفليفلة املطحونة ح�سب الرغبة‪.‬‬ ‫• ب�صلة‬ ‫• حتتاج حوايل ‪ 15‬وحتى ‪ 20‬دقيقة حتى‬ ‫تن�ضج ‪.‬‬ ‫• ُي�ضاف الليمون ح�سب الرغبة‪.‬‬ ‫و�صحة وهنا‬ ‫ّ‬


issue 55 / may 5th 36


‫‪37 issue 55 / may. 5th‬‬

‫«حيثما سأموت ‪ ...‬سأموت وانا أغني»‬ ‫�سعد اهلل طاف�ش‬

‫على االكتاف كان يغني للحرية مبت�سم ًا واالهازيج من حوله تعانق النجوم‬ ‫تت�شابك ايادي اجلموع املتظاهرة ‪ ...‬ببع�ضها ويتقافزون اىل ال�سماء ‪ ...‬ويتمايلون على انغام احلرية ‪ ...‬ينامون يف عيونها ‪...‬‬ ‫يف بداية الثورة كان الثائر الميلك �سوى حباله ال�صوتية ال�صادحة يف االعايل ال�سامقة يلفها حول عنق قاتله ‪...‬‬ ‫كان يغني مبت�سما تارة وباكيا تارة اخرى ‪ ...‬ال احد يفهم طبقات �صوته املجلجلة املرجتفة بكاء ًا او �ضحك ًا ‪...‬‬ ‫رمبا النه اتخذ قرار ًا وهو ان يواجه املوت بالغناء ‪ ...‬فيبكي على من �سبقه من رفاق دربه ون�ضاله وي�ضحك �آم ًال اللحاق بهم‬ ‫ولرمبا يواجه اله�شا�شة االن�سانية بقتل ال�سوري لل�سوري يف ايام احلرب فالذ بالغناء ليواجه املوت‬ ‫ثم ان �ضحكته وهو يهتف تكفي الن ت�شعل فتيل الغيظ يف نف�س قاتله ‪ ...‬و�صوته الهاتف املتعايل على م�سمع االلوف مرددة خلفه ال�شعارات‬ ‫تدك ح�صون ق�صره وتزلزل عر�شه وعر�ش �سجانيه ‪...‬‬ ‫يف تلك ال�ساحة «�ساحة احلرية» اختار ان ميوت ‪ ...‬وبعد عامني من الثورة ا�ضاف اىل خياراته �ساحات املعارك واجلبهات القتالية ‪...‬‬ ‫ولكنه �سيغني ويغني ويغني حتى وهو يقاتل ‪...‬‬ ‫«حيثما �س�أموت ‪� ...‬س�أموت وانا �أغني»‬ ‫مل يدر فالدميري مايا كوف�سكي انه �سي�أتي �شعب يحقق هذه العبارة ‪ ...‬فمن يغني يف احلروب يكون قد هزم خوفه ‪ ...‬النه ان�سان ح ٌر ‪...‬‬ ‫وح ٌر ‪ ...‬وح ُر‬ ‫اهلل �أكرب ‪..‬اهلل �أكرب‪..‬اهلل �أكرب‬


‫‪issue 55 / may 5th 38‬‬

‫عن الصمود‬

‫حممود دروي�ش ‪ -‬فل�سطني‬

‫لو يذكر الزيتون غار�س ُه‬ ‫ل�صار الزيت دمعا!‬ ‫يا حكمة الأجدا ِد‬ ‫لو من حلمنا نعطيك درعا!‬ ‫لكن �سهل الريح‪،‬‬ ‫ال يعطي عبيد الريح زرعا!‬ ‫بالرمو�ش‬ ‫�إنا �سنقلع‬ ‫ِ‬ ‫ال�شوك والأحزان‪ ..‬قلعا!‬ ‫و�إالم نحمل عارنا و�صليبنا!‬ ‫والكون ي�سعى‪..‬‬ ‫�سنظل يف الزيتون خ�ضرته‪،‬‬ ‫وحول الأر�ض درعا!!‬ ‫�إنا نحب الورد‪،‬‬ ‫لكنا نحب القمح �أك ْرث‬ ‫ونحب عطر الورد‪،‬‬ ‫لكن ال�سنابل منه �أطه ْر‬ ‫بال�صدر امل�سمر‬ ‫هاتوا ال�سياج من ال�صدور‪..‬‬ ‫من ال�صدور ؛ فكيف يك�س ْر؟؟‬ ‫ال�سنابل‬ ‫اقب�ض على عنق‬ ‫ِ‬ ‫مثلما عانقت خنج ْر!‬ ‫الأر�ض ‪ ،‬والفالح ‪ ،‬والإ�صرار‪،‬‬ ‫قال يل كيف تقهر‪..‬‬ ‫هذي الأقاليم الثالثة‪،‬‬ ‫كيف تقهر؟‬


‫‪th‬‬ ‫‪39 issue 55 / may‬‬ ‫‪may.55th‬‬

‫ضحكة‪ ..‬ودمعة‬

‫• الدنيا‪ :‬انفجار املزّة ناجم عن عبوة نا�سفة‬ ‫على دراجة هوائية‬ ‫هدول الإرهابيني ما يف �أ�شطر منون ‪ ..‬ممكن‬ ‫التفجري اجلاي بال�سكوتر ‪� ..‬أو ب�أدوات القفز‬ ‫بالزانة ‪� ..‬أو ببدلة الغط�س‬ ‫• و �سيادة الرئي�س ‪ ..‬يهنئ العاملني ب�شركة‬ ‫«�آب���ل» بعيد العمال ‪ ..‬و ي�شكرهم على اخرتاع‬ ‫الآي‪-‬باد‬ ‫• في�صل القا�سم‪ :‬اعتبار ًا من اال�سبوع املقبل‬ ‫�ستكون طاولة برنامج االجت���اه املعاك�س �أكرب‬ ‫م���ن حجمها احلايل مب���رة و ن�صف كي تكون‬ ‫هناك م�سافة �أكرب بني ال�ضيفني‬ ‫دكت���ور ‪� ..‬إزا ممك���ن �سياج �شائ���ك كمان ‪ ..‬و‬ ‫ق���وات حفظ �أمن ‪ ..‬مع �شوي���ة كالب بولي�سية‬ ‫‪ ..‬و متنع ال�ضيوف ي�شربو مي!‬ ‫عنجد ما عاد ا�ستحو‬ ‫• ن���داء �إىل كاف���ة طوائف الك���ون مبا فيها‬ ‫الطائف���ة الزرد�شتي���ة والبوذي���ة وال�سيخي���ة‬ ‫وغرين‬ ‫كل واح���د عن���دو رمز مقد����س ب�سوريا يا ريت‬ ‫يبعت عنا�صر حماية لعنا م�شان يحموه‬ ‫لأنو فاحتني البلد �سبيل للرايح واجلاي‬ ‫(مالحظ���ة ‪ :‬ه���ذا ال���كالم ال ي�شم���ل �أتب���اع‬ ‫الطائف���ة احلافظي���ة لأن رمزهم املقد�س قرب‬ ‫حافظ قد مت بيعه ل�شركة �أبولو للفنرتة )‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫• مب���ا �إن���و الغ���رب و �أمري���كا ت�أك���دو م���ن ‪ .. 2013‬رح يت���م خ�صم ‪ %20‬م���ن راتبك ‪ ..‬و‬ ‫ا�ستخ���دام النظ���ام للكيم���اوي بع���دة مناط���ق قد �أعزر من �أنزر!‬ ‫ب�سوري���ا ‪ ..‬نتمنى منهم الت�أك���د و التحقق من‬ ‫ب�شك ‪ ..‬و ّ‬ ‫ا�ستخدام النظ���ام للدبابات ‪ّ ..‬‬ ‫�شك • كن���ت تنزل توقف بال���دور �أربع �ساعات ‪..‬‬ ‫كبري �أي�ض ًا ‪� ..‬إنو النظام ا�ستخدم الدبابات ‪ ..‬و ي���ا بتاخ���د �أنينة غاز ي���ا �أما ما بتاخ���د ‪ ..‬يا‬ ‫ي�سر‬ ‫�أم���ا ما بتن���زل و بتو�صلك ع البي���ت ب�س بتحط‬ ‫و العلم عند اهلل! ‪ ..‬و ر ّبي ّ‬ ‫حقا خم����س �أ�ضعاف ‪� ..‬إجا �سي���ادة الرئي�س و‬ ‫• انت بتدخن ؟؟؟‬ ‫ق���رر يعمل �شوية �إ�صالحات ‪ ..‬طالع كم طيارة‬ ‫الء‪ّ ..‬‬ ‫را�سي‬ ‫�سيد‬ ‫كيماوي‬ ‫بح�ش�ش‬ ‫بال�سما ‪ ..‬و �ص���ار يرمي �أناين الغاز ببال�ش ‪..‬‬ ‫ب�س �أنتو �شعب ما بت�ستاهلو هيك رئي�س و هيك‬ ‫• �إىل ال�شبي���ح املتعدد املواهب ‪�ُ ..‬صهيب �آل �إ�صالح���ات ‪ ..‬جاحدي���ن بالنعم���ة ‪ ..‬مفكرين‬ ‫بات�شينو ‪ ..‬معك لبك���را ‪� ..‬إزا ما بتقدم �صورة حم���د (بال �ألق���اب) عم���ل هيك م���ع �شعبو ‪..‬‬ ‫�أو فيديو بي�أك���د ظهورك بتفجري ِ‬ ‫املزّة ‪ -4-29‬عنجد �شعب ما بي�ستحي!‬


issue 55 / may 5th 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.