العدد ٥٣ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 53 / apr. 2nd

issue 53 / apr. 2nd 2013


‫‪2‬‬

‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫‪53 2nd apr. 2013‬‬ ‫جملة �أ�سبوعية �سيا�سية �إجتماعية م�ستقلة‪ ,‬تعنى ب�ش�ؤون الثورة‬ ‫ال�سورية ميداني ًا وفكري ًا‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫‪ 4‬ثورة ني�سان‬ ‫‪� 5‬صورهم تتكلم‬ ‫‪ 6‬ا�ست�شهاد «�شيخ املجاهدين» �أكرب الثوار �سن ًا‬ ‫‪ ( 7‬الثورة الكلتاوية ) ‪!! ..‬‬ ‫‪ 8‬الآثار ال�سورية ‪ ....‬من �أين و �إىل �أين؟‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫م�ست�شار التحرير‬ ‫جفرا بهاء‬ ‫املحررون‬ ‫عمار منال ح�سن‬ ‫�أبو الوليد احلم�صي‬ ‫�سارة خالد‬ ‫وائل احلم�صي‬ ‫كتاب العدد‬ ‫عماد غليون‬ ‫ابراهيك منافيخي‬ ‫براء احللبي جمال طحان‬ ‫دحام‬ ‫�سامر تامر �أبو ّ‬ ‫فدوى جميل ورد اليايف‬ ‫�شذا الأحدب‬ ‫العالقات العامة‬ ‫يا�سمني احلوراين‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫‪/sbh.magazine‬‬ ‫‪@sbhMagazine1‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫‪ 10‬يف غياب وا�ضح للأعياد‪ :‬حتتفل دم�شق بالأم على طريقتها‬ ‫‪ 12‬جتمع بنات ال�شام‪ ..‬نا�شطات �شابات‪ ..‬ودور اجتماعي و�إن�ساين وثوري‬ ‫‪ 13‬احتفالية عيد الأم ال�سورية‬ ‫‪� 14‬سورية بدا حرية وجتمع نب�ض لل�شباب املدين ال�سوري‪� :‬شراكة يف‬ ‫احتفالية «�إن�سان من �أجل احلياة»‬ ‫‪ 16‬ال�سيتيوي�شن امليداين ال�سوري ‪ :‬نقل اخلرب باللهجة املحكية وخفة الدم‬ ‫رغم امل�آ�سي‬ ‫‪ 18‬ردود فعل متفاوتة وتبادل االتهامات عقب مقتل البوطي يف دم�شق‬ ‫‪� 20‬أني�سة خملوف‪ ،‬خلف ِّ‬ ‫عظيم امر�أة‬ ‫كل �س َّف ٍاح ٍ‬ ‫‪ 22‬د�ستور برمير ال�سوري‬ ‫ال�سنة يف لبنان ي�ستعدون للمعركة‬ ‫‪ُ 24‬‬ ‫‪ 26‬مر الكالم «احلكومة‪ ...‬حمكومة �أم حاكمة؟»‬ ‫املعوجة‬ ‫‪ 27‬امل�ستقيم يف البالد ّ‬ ‫‪ 28‬ن�ساء بني فقاعات الأمم املتحدة وبراثن الأ�سد‬ ‫‪ 29‬حمكمة‪ ..‬اجلل�سة الثانية‬ ‫‪ 30‬فتّو�ش‪ :‬الوطن الأم‪ ..‬والأم بتلم‪..‬‬ ‫‪ 32‬هنالك عر�س‬ ‫‪ 33‬ب�أمر الأمن … ياولدي‬


3

issue 53 / apr. 2nd


‫‪4‬‬

‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪53‬‬

‫ورة نيسان‪!..‬‬

‫ث‬

‫العظيمة‪ ،‬وفق اجتاهني خمتلفني‪،‬‬ ‫مازال اخلالف قائم ًا على تاريخ ميالد الثورة ال�سورية ي ؤ�كد على قيامها بتاريخ ‪� 18‬آذار‪،‬‬ ‫س‪ ،‬والآخر‬ ‫�أحدهما ي�صر على قيام الثورة يف ‪� 15‬آذار‪ /‬مار�ي�سان من العام ‪ ،2011‬وهذا م�ؤكد‪.‬‬ ‫قة �أن الثورة قامت يف بداية �شهر ن‬ ‫ولكن احلقي‬ ‫مل�شكلة هنا لي�ست يف الكذبة نف�سها‪،‬‬ ‫اخلرب ال�سابق هو كذبة ني�سان كما درجت العادة‪ ،‬ولكن ا ا�صي والداين‪ ،‬ويجعل منها ق�صة‬ ‫عد تداولها �إ«اعة قد يتناولها الق‬ ‫بل بانت�شارها لت�صبح ب وال�سهرات‪ ،‬خرب الع�صر �إن �أردت‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وحديث اجلل�سات‬ ‫ريقة �أو ب�أخرى من اخرتاق نوعي‬ ‫ف�شل النظام يف �أمور عديدة لقمع الثورة‪ ،‬ولكن ا�ستطاع بطماعي الفي�سبوك‪ ،‬وذلك ببث �أخبار‬ ‫ل�صفوف كل من ي ؤ�يد الثورة على �صفحات التوا�صل الإجت دث ًا �إعالمي ًا كبري ًا ت�صل �أ�صدا�ؤه‬ ‫مفربكة على درجة كبرية من الأهمية‪ ،‬لن�صنع منها ح �صيل لعبته ون�صبح يف ما ن�شرنا‬ ‫ها فقط ‪ ..‬يك�شف لنا النظام تفا‬ ‫الإعالم الغربي‪ ،‬وعند‬ ‫كاذبني‪.‬‬ ‫ب ال�سباع‪ ،‬جعلنا منها ق�ضية عاملية‬ ‫حم�ص وحي با‬ ‫ق�صة الفتاة املقطعة «زينب احل�صني» ابنة من ثم ظهرت زينب على �شا�شاته‪.‬‬ ‫أن النظام روج لها حتى �آم ّنا بها‪ ،‬و‬ ‫لنكت�شف �‬ ‫لإ�شاعات من قبل م�ؤيدي النظام‬ ‫اليوم أ��ضحى الفي�سبوك متابعيه بيئة خ�صبة لن�شر تلك انج املاء‪ ،‬بل ونن�شره ونروج له ب�شكل‬ ‫�صبحنا منت�صها كما ميت�ص الإ�سف‬ ‫املخرتقني ل�صفوفنا‪ ،‬و أ�‬ ‫ال مثيل له‪.‬‬ ‫لإلهائنا ب�صغائر الأمور من جهة‬ ‫تكتيكات �صغرية اتبعها النظام لهز ال�صفوف من جهة‪ ،‬وية‪ ،‬فعلينا التحلي ببع�ض ال�صرب‬ ‫أ�خرى‪ ،‬ف�إن متكنا من زعزعة أ�ركانه ال�سيا�سية والع�سكرإال �شق ال�صف والإلهاء املتعمد بل‬ ‫ف لها �‬ ‫واحلمكة لتاليف تلك الألعاب الب�سيطة التي ال هد ندعية التي ال �أ�صل لها وال ف�صل‪.‬‬ ‫م�ؤيد ومعار�ض لتلك الأفكار اخلر‬ ‫خلق عداوات بني‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫‪5‬‬

‫صورههم تتكلم‪..‬‬ ‫ا�ستل �سيفك وانه�ض من رفاتك‪ ،‬وانظر �سواد ًا من حولك حميط‬ ‫انظر مل�ساء �أدمعت‪ ،‬و�أر�ض �أقحلت‪ ،‬وتربة ما ارتوت �سوى بدماء �أحفادك‪.‬‬ ‫ا�ستل �سيفك وانتف�ض‪ ،‬وكن على رقابهم ح�سام ًا مهند ًا‬ ‫امح ما تبق من ذل‪ ،‬وام�ش بهم نحو الث�أر‬ ‫ِ‬ ‫ث�أر �أمي و�أبي و�أخي و�أبنائي‬ ‫حجارك ال�سود‪ ،‬كغ�ضب الظالم على من ظلم‬ ‫وحجارك البي�ض‪ ،‬طهر ًا و�سالم ًا على كل جماهد و�شهيد‪.‬‬ ‫�سورية بدا حرية‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫استشهاد «شيخ املجاهدين»أكبرالثوارسن ًا‬ ‫خا�ص ‪ /‬ابراهيم منافيخي‬

‫نعت عدة تن�سيقيات وتكتالت ثورية �صباح يوم‬ ‫الأثنني(‪ )2013-3-25‬مقتل ال�شيخ» حممد‬ ‫طيب ا�سماعيل الغزال»‪ ,‬الذي كان يطلق‬ ‫عليه ا�سم «�شيخ املجاهدين» بعد جتاوزه‬ ‫�سن الثمانني يف حي �سيف الدولة يف مدينة‬ ‫حلب‪�,‬أثناء م�شاركته يف اقتحام �أحد الأبنية‬ ‫التي يتح�صن فيها اجلي�ش النظامي‪.‬‬ ‫ويرجع �سبب ت�سميت «�أبو الطيب» بـ» �شيخ‬ ‫املجاهدين» لإ�صراره على حمل ال�سالح �ضد‬ ‫ميلي�شيات اال�سد رغم كرب �سنه و�ضعف قوته‪.‬‬ ‫كما ذكرت �شبكة حلب الأخبارية �أن ا�شتباكات‬ ‫منذ ال�صباح الباكر كانت قد ح�صلت يف جبهة‬ ‫�سيف الدولة‪ ,‬حماو ًال اجلي�ش احلر اقتحام‬ ‫�أماكن متركز اجلي�ش النظامي يف احلي‪.‬‬ ‫يذكر �أن ال�شيخ «�أبو الطيب» من �سكان مدينة‬ ‫الباب‪ ,‬قدم �إىل حلب مع بدء املعركة فيها‪,‬‬ ‫وهو �أكرب ثائر يحمل ال�سالح يف �سوريا‪ ,‬كما‬ ‫وقد �شكل كتيبة �أطلق عليها ا�سم «�أحباب‬ ‫امل�صطفى» التابعة للواء التوحيد ‪ ,‬كانت‬ ‫نواتها من �أبنائه و�أحفاده‪ ,‬بد�أوا قتالهم يف‬

‫�أحياء حلب القدمية وانتقلوا فيما بعد للقتال‬ ‫يف حي �سيف الدولة وحترير �أجزاء منها‪.‬‬ ‫ورغم كرب �سنه كان ال�شيخ «�أبو الطيب» ي�شارك‬ ‫مع �أبنائه و�أحفاده املنت�سبني للواء التوحيد يف‬ ‫جبهة �سيف الدولة ‪ ,‬التي قد خ�سر فيها �أحد‬ ‫�أبنائه‪ ,‬ويف ت�سجيل م�صور �أثناء اال�شتباكات‬ ‫مع اجلي�ش النظام ‪,‬يقول فيه �أبوالطيب �أنه‬ ‫�أراد بانت�سابه للجي�ش احلر ار�سال ر�سالة �إىل‬ ‫ال�شاب ال�سوري يف داخل الأرا�ضي ال�سورية‬ ‫و خارجها‪ ,‬لي�سارع باالن�ضمام �إىل �صفوف‬ ‫املقاتلني من اجلي�ش احلر مبا و�صفه بـ»فري�ضة‬ ‫اجلهاد»‬

‫وح�سب �شبكة حلب الأخبارية ف�إن ع�شرات‬ ‫من �أهايل مدينة الباب قد خرجوا ظهر‬ ‫اليوم لت�شييع ال�شيخ «�أبو الطيب» حتولت �إىل‬ ‫مظاهرة طالبت با�سقاط النظام‪ ,‬وهتفت‬ ‫للجي�ش احلر‪.‬‬ ‫قال ال�شيخ �أبو الطيب يف �أحد الت�سجيالت‬ ‫امل�صورة على مواقع التوا�صل االجتماعية‪� ,‬أن‬ ‫الثورة ال�سورية هي لي�ست �شعلة نار وح�سب‪ ,‬بل‬ ‫هي بركان ال ي�ستطيع �أحد ًا �أن يطفئ �شعلتها‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫‪7‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬

‫( الثورة الكلتاوية ) ‪!! ..‬‬

‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬

‫الكلتاوي���ة ملن ال يعرفها هي املدر�سة ال�شرعية‬ ‫الت���ي تخ���رج (امل�شايخ) يف حمافظ���ة حلب ‪،‬‬ ‫ولهذه املدر�سة مكانة واحرتام كبري جد ًا لدى‬ ‫عم���وم ال�شعب احللب���ي ‪ ،‬وله���ا ت�أثري كبري يف‬ ‫ت�شكيل التوجه العام لدى ال�شعب يف املحافظة‬ ‫‪ ،‬وع���ن نف�سي كن���ت قريب ًا مما تق���وم به هذه‬ ‫املدر�سة ومدى قوة ت�أثريها ‪ ،‬وال ميكنني �أبد ًا‬ ‫نك���ران �أيامها اجلميلة وكي���ف كان مل�شايخها‬ ‫الدور الكبري يف قيادة حمافظة حلب ‪.‬‬ ‫طالب ه���ذه املدر�سة كانوا كالروح املبثوثة يف‬ ‫عوائل حلب ‪ ،‬ومن النادر جد ًا م�شاهدة عائلة‬ ‫يف حل���ب (ريف��� ًا �أو مدين���ة) ال يوج���د لديهم‬ ‫�شاب يدر�س �أو تخرج من هذه املدر�سة ‪.‬‬ ‫بال�سن���وات الأخ�ي�رة وبن���اء ًا عل���ى خمرجات‬ ‫هذه املدر�سة ‪ ،‬للأ�س���ف بات عندي قناعة �أن‬ ‫كل متخ���رج من ه���ذه الكلتاوي���ة �شخ�ص غري‬ ‫جيد حتى يتبني العك����س ‪� ،‬أي بعك�س ما كانت‬ ‫خمرجاتها فيما م�ضى ‪.‬‬ ‫لرج���ال الدي���ن يف �سوري���ا حال���ة خا�ص���ة ‪،‬‬

‫فبالرغ���م من القمع الكبري واالمتهان ال�ضخم‬ ‫والذل الذي تعر�ضوا له ‪� ،‬إال �أن مكانتهم بقيت‬ ‫لك���ن ب�شكل حم���دود و�شه���دت تراجع��� ًا كبري ًا‬ ‫‪ ،‬حت���ى �أتى الي���وم الذي �سيطر في���ه على هذه‬ ‫املدر�س���ة جمموع���ة كان همه���ا الأول �إر�ض���اء‬ ‫�ضاب���ط الأمن وحتولت م���ع الأيام �إىل مدر�سة‬ ‫�شرعية تابعة لأفرع الأم���ن ب�شكل غري مبا�شر‬ ‫‪ ،‬وقد يك���ون هذا وا�ضح��� ًا يف ال�سنوات القليلة‬ ‫قبل الثورة ‪.‬‬ ‫ومل���ا كان له���ذه املدر�س���ة الدور الكب�ي�ر ‪ ،‬عند‬ ‫�إنط�ل�اق الثورة وغياب حل���ب عنها يف البداية‬ ‫‪ ،‬ذهب���ت وت�صفح���ت منتديات ه���ذه املدر�سة‬ ‫لأرى ماذا يتحدثون ‪ ،‬فلم �أ�شاهد �سوى تعظيم‬ ‫ل�شي���خ ما حول���وه اىل �ش���يء �أ�شب���ه بالأنبياء ‪،‬‬ ‫ون�سيان تام ملا يحدث يف �سوريا ‪.‬‬ ‫مع الأيام �سرب من جل�سة خا�صة مل�س�ؤول كبري‬

‫يف ه���ذه املدر�س���ة كلمات �شت���م وا�ستهزاء من‬ ‫الثورا وو�صفهم ب�أقذر الأو�صاف ‪.‬‬ ‫هن���ا �أيقنت فع ًال �أن املدر�س���ة اليوم حتكم من‬ ‫م�شاي���خ �أحذية الأمن ‪ ،‬والي���وم هي حتتاج �إىل‬ ‫ث���ورة حقيقي���ة م���ن طالبه���ا ال�شرف���اء الذين‬ ‫تخرجوا منها ‪.‬‬ ‫�أنادي فع ًال �إىل ثورة يف هذه املدر�سة وتنظيفها‬ ‫من م�شايخ �أحذية الأمن ‪ ،‬و�شاهدت من بع�ض‬ ‫طالبه���ا �أن�ضمامه���م املبك���ر للث���ورة ودعمها‪،‬‬ ‫ف�إن كانت لدي ر�سال���ة لهم ‪ ،‬فر�سالتي هي �أن‬ ‫�أعي���دوا هذه املدر�سة حللب ولأهل حلب ‪ ،‬فهي‬ ‫لي�س���ت ملك لقرود القرداح���ة ‪ ،‬و�أعلنوا خيانة‬ ‫كل من دعم النظام وحاربوه ‪ ،‬وحروبكم يا �أهل‬ ‫الإمي���ان لي�ست كحروب ال�ش���وارع ف�أنتم �أدرى‬ ‫بكيفي���ة تنظيف ه���ذه املدر�سة م���ن القذارات‬ ‫التي ا�ستحمكت بها و�سيطرت عليها ‪.‬‬ ‫�أناديك���م ب����أن ت�شجع���وا وال تقولوا لف���ة ال�شيخ‬ ‫وجبت���ه ‪ ،‬فحرمة الدم ال�س���وري ا�ستبيحت من‬ ‫قي���ادة هذه املدر�س���ة ‪ .‬و�أعيدوا الوق���ار لل�شيخ‬ ‫املتخ���رج من هذه املدر�سة ‪ ،‬ف�ل�ا نريد �شيوخ ًا‬ ‫تفت���ي بح�سب م���ا يطعمه���ا الداع���ي ‪ ،‬بل قول‬ ‫احلق وال �شيء غريه ‪.‬‬ ‫‪abo.daham@sbhmagazine.com‬‬


‫‪8‬‬

‫‪nd‬‬ ‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫اآلثار السورية ‪ ....‬من أين و إلى أين؟‬ ‫خا�ص ‪ /‬فدوى جميل‬ ‫تهريب �آثار بقيمة ‪ 2‬مليار دوالر‬ ‫«�إن يون�سكو ت�شعر بالقلق البالغ حول املخاطر‬ ‫التي تواجه الآثار والرتاث الإن�ساين يف �سوريا»‬ ‫هكذا علقت مدير عام منظمة “يون�سكو”‬ ‫�إيرينا بوكوفا يف ت�صريحات لها منذ �أيام‬ ‫عقب لقائها وزير اخلارجية امل�صري حممد‬ ‫كامل عمرو و�أ�ضافت �أن املنظمة �أ�صدرت‬ ‫بيانات تجُ �سد هذا القلق‪ ،‬و حتاول �أن تكون‬ ‫على ات�صال مع ال�سلطات ال�سورية و كل‬ ‫الأطراف الأخرى حلثها على احلفاظ على‬ ‫الآثار والرتاث الإن�ساين نظرا للقلق البالغ‬ ‫الذي ينتابها ب�ش�أن خماطر ما يجري من‬ ‫�أحداث ‪ .‬يف حني �أفاد تقرير دويل ب�أن �آثارا‬ ‫قيمتها ‪ 2‬مليار دوالر قد هُ ربت اىل خارج‬ ‫البالد خالل احلرب الأهلية التي تدور يف‬ ‫�سوريا كما نقلت هيئة الإذاعة الربيطانية‬ ‫(بي بي �سي)عن امل�ؤرخ دان �سنو قوله «�إن‬ ‫تدمري الآثار ال�سورية �أمر يجب ان يثري قلق‬ ‫الإن�سانية جمعاء» فيما قالت اميا كونليف‬ ‫االخ�صائية يف احلفاظ على االرث احل�ضاري‬ ‫العاملي والباحثة يف جامعة دورهام االجنليزية‬ ‫وم�ؤلفة كتاب حول ت�أثري احلرب على الآثار يف‬ ‫�سورية ان جميع املواقع الأثرية يف البالد دون‬ ‫ا�ستثناء قد ت�ضررت م�ضيفة �إن ما متكنت‬ ‫من ت�سجيله عن الدمار ملأ ‪� 200‬صفحة‬ ‫وفقا ملا جاء يف تقرير لها فبالإ�ضافة اىل يف‬ ‫�سوريام�سلحة التي نادت ب�شعار حترير املدينة‬ ‫و كانت ثروتها ما تبقى من �آثار يف املدينة �سم‬ ‫الأكرب من مقتنيات املتحف اىل جهة غي ما‬ ‫حلقر مع حلب من دمار ال ميكن‬

‫ا�صالحه ‪ ،‬هناك دم�شق وب�صرى وقلعة �صالح‬ ‫الدين وقلعة احل�صن ومدينة تدمر الرومانية‬ ‫ا�ضافة اىل العديد من القرى التي يزخر بها‬ ‫�شمال البالد و قد كان املبعوث الأممي اىل‬ ‫�سورية الأخ�ضر الإبراهيمي قد قال يف تقرير‬ ‫ن�شره يف �أيلول املا�ضي �إن جوامع وكنائ�س‬ ‫و�أ�سواق قدمية ومهمة يف حم�ص «قد �أحيلت‬ ‫اىل �أطالل» مبا فيها كاتدرائية �أم الزنار‬ ‫التي يعود تاريخها اىل فجر امل�سيحية يف �سنة‬ ‫‪ 59‬ميالدية كما تعر�ض كل من جامع خالد‬ ‫بن الوليد و جامع �صالح الدين يف حم�ص‬ ‫للإ�ضرار و قد نقلت و�سائل اعالم �سورية ما‬ ‫جاء يف تقرير ملا ُ�سمي فريق «جمعية حماية‬ ‫االثار ال�سورية» من تعر�ض ‪ 12‬متحفا �سوريا‬ ‫لأ�ضرار خمتلفة �شملت يف �أغلب الأحيان‬ ‫حاالت الق�صف والتك�سري وال�سرقة‪ ،‬متهما‬ ‫ال�سلطات الأثرية ال�سورية واملنظمات الدولية‬ ‫املعنية بالتقاع�س حلماية البالد ‪.‬‬ ‫�سرقة وتدمري‬ ‫تتعر�ض الآثار يف املدن ال�سورية لل�سرقة و‬ ‫النهب �أو التدمري �أحيان ًا ب�سبب الهجمات‬ ‫الع�شوائية التي ت�ستهدف بع�ض الأماكن الأثرية‬ ‫فقد تعر�ضت قلعة امل�ضيق يف حماه للإ�ضرار و‬ ‫يف حمافظة ادلب التي مت نقل معظم �آثارها اىل‬ ‫تركيا مت ا�ستهداف كل من �سرجيال يف منطقة‬ ‫البارا و قلعة احلمرا و متثال ابو العالء املعري‬ ‫االثري و متحف �ست عتيقة ‪� .‬أما يف دير الزور‬ ‫حيث ُيعتقد �أن �آثارها قد ُنقلت �إىل االردن او‬ ‫العراق ف ُي�سجل ت�ضرر متحف عوي�س القرين و‬ ‫متحف دير الزور ‪ .‬يف دم�شق تعر�ض اجلامع‬

‫االموي لبع�ض ال�ضرر ‪ ,‬بينما متحف دم�شق‬ ‫الوطني ‪ ,‬البناء الذي يعود تاريخ �إن�شائه �إىل‬ ‫عام ‪ ،1919‬ال تزال قاعاته الت�سع بخري‪ ،‬كونها‬ ‫بعيدة متام ًا عن مناطق املواجهات امل�سلحة‪.‬‬ ‫لكن حديقة املتحف الكبرية واملميزة‪ ،‬باتت‬ ‫اليوم فارغة من زوارها ‪.‬‬ ‫اعرتاف حكومي‬ ‫ال ينكر مدير املديرية العامة للآثار واملتاحف‪،‬‬ ‫م�أمون عبد الكرمي ح�صول �سرقات من‬ ‫املتاحف منذ بداية الأحداث وحتى الآن لكنها‬ ‫اقت�صرت ح�سب معلوماته على قطعتني فقط‬ ‫هما متثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفرتة‬ ‫الآرامية من متحف حماه وقطعة حجرية‬ ‫رخامية من متحف �أفاميا و ال يعلم عبد‬ ‫الكرمي من �أين جاءت جمعية حماية الآثار‬ ‫مبعلوماتها و تقاريرها امل�ضللة كما يقول �أن‬ ‫حقيقة هذه اجلمعية باتت معروفة للجميع‬ ‫كونها ُتدار من قبل �شخ�ص ي�سمى �شيخ مو�س‬ ‫علي‪ ،‬يعمل مع رفاقه يف مدينة �سرتا�سبورغ‬ ‫الفرن�سية‪ ،‬على �إ�شاعة �أخبار كاذبة وم�ضللة‬ ‫حول واقع املتاحف والآثار ال�سورية و �إن‬ ‫ق�ضية �سرقة وتهريب الآثار و�سيناريوهات‬ ‫نهب املتاحف ال�سورية‪ ،‬التي بلغ عددها ‪12‬‬ ‫متحف ًا‪ ،‬بح�سب بع�ض التقارير الدولية هي‬ ‫�سيناريوهات ُملفقة حظيت بانتباه‬ ‫منظمة اليون�سكو الدولية‬ ‫التابعة للأمم‬


‫‪nd‬‬ ‫‪issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫املتحدة ‪ .‬كانت مديرية الآثار واملتاحف‬ ‫قبل �أ�شهر قد �أطلقت حملة �إعالنية كبرية‬ ‫حتت �شعار «�سوريا بلدي‪ ...‬احلملة الوطنية‬ ‫حلماية الآثار ال�سورية» دعت املواطنني عربها‬ ‫للم�شاركة وامل�ساهمة يف حماية الآثار من‬ ‫ال�سرقة والتخريب ‪.‬‬ ‫قيمة ال تعو�ض‬ ‫�أكرث ما ي�ؤ�سف �أن يقوم �أبناء البلد ممن‬ ‫ال ُيقدرون قيمة الآثار �سوى مبا ُتدر عليهم‬ ‫من �أموال ب�سرقتها ثم بيعها �أو بيعها بعد‬ ‫امتالكها بطريقة ما كما يف حالة �أحد ال�شبان‬ ‫يف احدى املدن ال�سورية ممن عر�ضوا ق�صتهم‬ ‫على اذاعة هولند العاملية و قد كان ميتلك‬ ‫ن�سختني �أثريتني من القر�آن الكرمي كتبا مباء‬ ‫الذهب قد ملكهما عن جده الذي تخرج من‬ ‫«الأزهر ال�شريف» يف الن�صف الأول من القرن‬ ‫املا�ضي‪ ,‬حممد و العتبارات كثرية رف�ض �أن‬ ‫يقدمهما ملديرية الآثار ال�سورية وحاول بيعهما‬ ‫ملن يخ�شى الآن على حياته منهم بعد �أن علموا‬ ‫بامتالكه لهاتني القطعتني القيمتني ‪.‬‬ ‫يف مدينة الرقة يروي �أحد موظفي متحف‬ ‫املدينة �أن القوات النظامية ال�سورية يف فرتة‬ ‫الهدوء يف املدينة كانت قد نقلت الق�سم الأكرب‬ ‫من مقتنيات املتحف اىل جهة غري معروفة يف‬ ‫حني �أن الق�سم املتبقي قد تعر�ض للتدمري �أو‬ ‫ال�سرقة من قبل ف�صائل م�سلحة‬ ‫دخلت حني‬

‫تعر�ضت املدينة للفو�ضى و ُيخ�شى �أن تلك‬ ‫الآثار قد مت تهريبها اىل االردن او العراق ليتم‬ ‫بيعها من هناك ‪.‬‬ ‫و يف حلب تعر�ضت عدة مواقع للإ�صابة‬ ‫ب�أ�ضرار بالغة كقلعة حلب و�سوق املدينة االثري‬ ‫و اجلامع االموي و قد تعر�ض املتحف الوطني‬ ‫لأ�ضرار مادية بعد الهجمات االنتحارية التي‬ ‫ا�ستهدفت �ساحة �سعد اهلل اجلابري القريبة‪.‬‬ ‫وكذلك متحف التقاليد ال�شعبية الكائن يف دار‬ ‫�أجقبا�ش يف املدينة القدمية‪ ،‬التي ي�سيطر على‬ ‫معظمها امل�سلحون و قد كرثت الأحاديث عن‬ ‫عمليات تهريب الآثار ال�سورية عرب املداخل‬ ‫و احلدود التي ي�سيطر عليها اجلي�ش احلر‪،‬‬ ‫�أوالكتائب الإ�سالمية بالإ�ضافة �إىل تهريب‬ ‫ال�سالح اىل الداخل ال�سوري ال�ستخدامه يف‬ ‫حرب املدينة وي�ؤكد �أحد النا�شطني �أنه ميلك‬ ‫�أدلة ُتثبت تورط الكثري من عاملي تلك املتاحف‬ ‫و م�س�ؤوليها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية‬ ‫ال�سورية واجلي�ش النظامي با�ستغالل الفو�ضى‬ ‫و�سرقة الآثار لتهريب ق�سم منها و بيع الق�سم‬ ‫الآخر �أما اجلهة الأخرى امل�س�ؤولة عن خلو‬ ‫املتحف من معظم ما تبقى من مقتنياته فهي‬ ‫الف�صائل امل�سلحة التي نادت ب�شعار حترير‬

‫‪9‬‬

‫املدينة و كانت ثروتها ما تبقى من �آثار يف‬ ‫املدينة ‪ .‬و مع ت�صاعد �أعمال العنف‪ ،‬غادرت‬ ‫البالد جميع بعثات التنقيب الأجنبية‪ ،‬لكن‬ ‫التنقيب ال�سري وقدوم جتار الآثار الأجانب‬ ‫ازدهر م�ستغ ًال احلالة الأمنية حيث جنحت‬ ‫تلك املجموعات التي عملت يف التنقيب بالعثور‬ ‫على عدة متاثيل ‪ ،‬فيما جرى نقل لوحات‬ ‫ف�سيف�سائية تعود �إىل املرحلة البيزنطية من‬ ‫معرة النعمان ومناطق �أخرى يف حمافظة‬ ‫�إدلب عرب حلب �إىل تركيا و قد �أفادت �صحيفة‬ ‫«وا�شنطن بو�ست» الأمريكية‪ ،‬يف تقرير لها‬ ‫ب�أنّ امل�سلحني يف �سوريا �ش ّكلوا جمموعات‬ ‫تنقيب �سرية و�أ�شارت �إىل �أن املهربني يبيعون‬ ‫القطع الأثرية يف عمان ب�أ�سعار ترتاوح بني ‪50‬‬ ‫دوالر ًا لل�سفينة احلجرية �إىل ثالثة �آالف دوالر‬ ‫للتماثيل والألواح احلجرية‪ ،‬وبعد ذلك يبيع‬ ‫التجار الأردنيون هذه القطعة بثالثة �أ�ضعاف ‪.‬‬ ‫و من قال �أن �آثارنا حجارة ‪ ,‬و من قال �أن‬ ‫احلجر ال تاريخ له و ال جغرافية وال وطن فقد‬ ‫�أخط أ� ‪ ,‬لنحافظ على تراثنا و �آثارنا و ُمقتنياتنا‬ ‫من ال�ضياع فب�ضياعها ن�ضيع نحن و ُنن�سى عرب‬ ‫التاريخ و الأزمان ‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 10‬‬

‫في غياب واضح لألعياد‬ ‫حتتفل دمشق باألم على طريقتها‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬فدوى جميل‬

‫قليلة هي الأيام التي تف�صلنا عن حدث اعتدنا‬ ‫االحتفال به يف احلادي والع�شرين من �شهر‬ ‫�آذار من كل عام ‪ ,‬عيد الأم ‪ ,‬التي و رغم كل‬ ‫ما منر به ن�أبى �إال �أن نكرمها و ن�ضعها �إكلي ًال‬ ‫فوق ر�ؤو�سنا ‪.‬‬ ‫يف هذه ال�سنة حتتفل االمهات ال�سوريات‬ ‫بعيدهن بطرق خمتلفة و �أماكن خمتلفة لكن‬ ‫الأكرث ا�ستقباال لالحتفاالت هي �أماكن النزوح‬ ‫�أو مراكز الإيواء ملا ت�ضم بني جدرانها من‬ ‫�أمهات كرثت دموعهن فكانوا �أمهات الفقر‬ ‫و الأمل حيث قلة هن االمهات اللواتي لي�سوا‬ ‫�أمهات ملعتقل �أو ل�شهيد او ملفقود �أو ُمغرتب �أو‬ ‫مل�شاريع من كل ما �سبق ‪.‬‬ ‫تكرميها رغم ال�صعاب‬ ‫و دم�شق كما هي عرب التاريخ ‪ ,‬يا�سمين ًة‬ ‫أمهات �أجننب‬ ‫�سورية ترف�ض الذل و الدموع ل ٍ‬ ‫و ينجنب جما ًال من الأمل فت�سكب كل ما فيها‬ ‫من عزم على دعم �أمهاتها من املقهورات‬ ‫�صاحبات الدمعة ال�صافية و الوجه الندي‬ ‫فعلى �سبيل املثال يقوم الهالل الأحمر يف‬ ‫اجلديدة و �صحنايا �ضمن فعاليات الدعم‬ ‫النف�سي التابعة مل�شروع ال�صليب الدمناركي‬ ‫ب�إقامة احتفاليات خا�صة بعيد الأم و ن�شاطات‬ ‫للأطفال بالإ�ضافة �إىل توزيع الهدايا على‬ ‫الأمهات ‪� ,‬أي�ض ًا يف م�شروع دمر و دمر البلد‬ ‫و قد�سيا و ال�ضاحية و يف مبادرة من القائمني‬ ‫على مراكز الإيواء و مدار�س النازحني هناك‬ ‫ُتقام احتفاالت ب�سيطة هدفها م�شاركة‬ ‫االمهات بع�ض الفرحة التي افتقدوها برتكهم‬ ‫منازلهم و غيابهم عن مناطق �سكنهم و تقدير‬ ‫جهودهم و �صربهم بهدايا رمزية لهن ‪.‬‬ ‫يف داريا قام جتمع حرائر داريا باال�ستمرار‬ ‫بحملة « كل عام و�أنت ل�سوريا �أم» التي كانت‬ ‫قد انطلقت العام الفائت حيث ي�شارك التجمع‬ ‫يوم اخلمي�س بحملة حتت عنوان «نحن والدك‬ ‫يامو» و �سترُ فع عدة الفتات �إكرا ًما لأمهات‬

‫ال�شهداء واملعتقلني بالإ�ضافة لن�شاطات �أخرى‬ ‫يف الفعالية كما �سيتم تخ�صي�ص حلقة خا�صة‬ ‫للحديث عن �أم ال�شهيد يف �إحدى حلقات‬ ‫«�شوية حكي و حرية» على �إذاعة بلدنا و على‬ ‫نف�س االذاعة حلقة خا�صة من «نب�ض ال�شارع»‬ ‫يوم اخلمي�س املخ�ص�ص الحتفالية «يوم الأم‬ ‫ال�سورية العظيمة» و ال�ضيوف هم �أم �شهيد و‬ ‫�أم ُمعتقل ‪.‬‬ ‫مبادرات‬ ‫يف الطرف املعاك�س و بعيد ًا عن غ�صة‬ ‫اللجوء و النزوح كان لأمهات ال�شهداء يف‬ ‫جميع املحافظات ن�صيب ًا حيث تت�ضمن‬ ‫فعاليات هذا اليوم تكرمي �أمهات‬ ‫ال�شهداء وتقدمي الهدايا وتكرمي‬ ‫�أمهات الأطفال الأيتام والأمهات‬ ‫امل�شاركات يف العمل الإن�ساين‬ ‫واملجتمعي التطوعي ‪.‬‬ ‫�أما مبا يخ�ص االحتفاالت‬ ‫الثقافية يف دم�شق فقد‬ ‫قامت منذ �أيام مبادرة‬ ‫ثقافية مت فيها �إطالق‬ ‫مبادرة �صندوق‬ ‫ال�شهيد»‬ ‫«�أم‬ ‫و افتتاح مزاد‬ ‫خريي للأعمال‬ ‫اليدوية ومعر�ض‬ ‫فني لأبناء وبنات‬


‫‪th‬‬ ‫‪53 / mar.‬‬ ‫‪apr. 29nd‬‬ ‫‪11 issue 51‬‬

‫ال�شهداء و�إطالق جمموعتا «مل�سة دفا» و «لبلدي»‬ ‫‪ .‬املبادرة كانت حتت �شعار «�أجمل ما يف الوفاء‬ ‫الأمل‪ ..‬الأم بتلم» يف دار الأوبرا و�سط دم�شق و قد‬ ‫�أقامتها �إحدى امل�ؤ�س�سات الأهلية و �شاركت فيها‬ ‫�أ�سماء الأ�سد زوجة ب�شار الأ�سد و �أوالدها الثالثة‬ ‫و�أوالد عمهم ماهر و �أوالد عمتهم ب�شرى كما مت يف‬ ‫احلفل تكرمي ‪� 10‬أمهات �شهداء وت�سليمهن �شهادات‬ ‫ميالد ب�أ�سماء ع�شرة �شباب متطوعني مع �صورهم‬ ‫ومعلومات كاملة عنهم لالت�صال‬ ‫بهم عند احلاجة ‪ .‬كما مت‬ ‫تقدمي �أم�سية مو�سيقية‬

‫مع غناء بعنوان «�أغني لأمي �سورية» تت�ضمن‬ ‫جمموعة من الأغاين العربية والغربية ُتقدم‬ ‫بطابع �أوبرايل منها �إىل �أمي لفريوز ‪ ,‬يا‬ ‫عا�شقة الورد لزكي نا�صيف و يا زهرة يف‬ ‫خيايل لفريد الأطر�ش حتيي الأم�سية فرقة‬ ‫جوزيف طرطريان يف �أوبرا دم�شق‪.‬‬ ‫و�أم �أخرى تنتظر‬ ‫يف جهة �أخرى من هذا الو�سط جند الكثري‬ ‫الكثري من الأمهات ممن يق�ضون العيد‬ ‫منتظرين ابنائهم يف املعتقالت �أو يبكون على‬ ‫قبورهم املعروفة و غري املعروفة �أماكنها ‪ ,‬و‬ ‫كما يعي�ش الكثري من الأبناء ذكرى �أمهاتهم‬ ‫امل�ؤملة يف هذا اليوم حيث ق�ضت الكثريات‬ ‫�شهيدات و من �أواخر �شهيدات الق�صف �أم‬ ‫لأربع اطفــال نتيجة الق�صف على اطراف‬ ‫مدينة التل ‪� ,‬أي�ض ًا مل ت�سلم الكثريات من‬ ‫ق�ضاء يوم العيد يف زنزانة موح�شة مغلق بابها‬ ‫و �ضيقة جدرانها ‪ ,‬تكمن هديتها يف ذكرى‬ ‫وجوه �أبنائها و �ضحكاتهم و منهن من ق�ضوا‬ ‫يف معتقلهم و اىل جانبهم يف زنزانة �أخرى‬ ‫�أبناء لهم ير�سلن لهم عرب اجلدران متنياتهم‬ ‫ب�سنة قادمة �أجمل فعلى �سبيل املثال و خالل‬ ‫الأيام ال�سابقة و قبل يوم عيد الأم‬ ‫بب�ضعة ايام قامت قوات الأمن‬ ‫باعتقال الريا�ضية بطلة �سوريا‬ ‫يف ال�شطرجن الدكتورة رانيا‬ ‫العبا�سي و زوجها عبد الرحمن‬ ‫يا�سني و �ستة من اطفالها‬ ‫�أكربهم دمية ‪ 14‬عام ًا ‪ ،‬جناح ‪9‬‬ ‫�أعوام ‪ ،‬والء ‪� 8‬أعوام ‪� ،‬أحمد ‪4‬‬ ‫�أعوام و الطفلة ليان ذات العام‬ ‫الواحد حيث �أنه مل ي�صدر �أي‬ ‫تو�ضيح من ال�سلطات ال�سورية‬ ‫عن �سبب االعتقال ‪.‬‬ ‫الفتاة ال�سورية ‪ ,‬املر�أة و الأم‬ ‫‪ ,‬رفيقة الدرب و الكفاح ‪ ,‬كما‬ ‫كانت و كما هي باقية و �ستبقى‬ ‫�شعلة لأبنائها و �أم ًا ل�سوريا ‪...‬‬ ‫نقول لها بكل ما �أوتيت حناجرنا‬ ‫من قوة ‪,‬كل عام و انت �أم لنا و‬ ‫لك و‬ ‫لأر�ض احلب و الكرامة ‪ِ ,‬‬ ‫لنا كل احلرية ‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 12‬‬

‫جتمعبناتالشام‪..‬ناشطاتشابات‪..‬‬ ‫ودور اجتماعي وإنساني وثوري‬

‫�أكرث من الع�سكريني‪.‬‬

‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫بهدف حتويل الن�ساء ال�سوريات �إىل نا�شطات‬ ‫فاعالت على الأر�ض لرتك ب�صمة وا�ضحة يف‬ ‫املجتمع‪ ،.‬وحثهن على تغيري عادات وتقاليد‬ ‫قدمية وخاطئة‪ ،‬وتوعية الأجيال اجلديدة‬ ‫و�إي�صالهم �إىل الطريق القومي‪ ،‬وزرع الب�سمة‬ ‫على وجه كل طفل وكل معتقلة وكل �أرملة وكل‬ ‫ثكلى وكل مقهورة يف دم�شق‪ ،‬وتقدمي بع�ض‬ ‫الأمور الرمزية لإطفاء اللهيب امل�شتعل يف‬ ‫قلوبهن‪ ،‬و�إ�سعاف اجلرحى ومعاجلة بع�ض‬ ‫املر�ضى وتقدمي ما ميكن لهم من �أدوية‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد دورات تدريبية يقيمها التجمع‪ ،‬والقيام‬ ‫ب�إي�صال �صوت احلرائر يف دم�شق وريفها‪،‬‬ ‫و�إظهار الن�شاطات التي تقام على �أر�ض‬ ‫الواقع من خالل توثيقها بال�صور على و�سائل‬ ‫الإعالم‪ ..‬كان جتمع بنات ال�شام‪ ،‬وهو تنظيم‬ ‫ن�سوي حديث العهد‪ ،‬كان لنا مع نا�شطاته‬ ‫اللواتي ف�ضلن التكتم على �أ�سمائهن ل�ضرورات‬ ‫�أمنية‪ ،‬فكان لنا معهن احلوار التايل‪...‬‬

‫ما هو جتمع بنات ال�شام؟‬ ‫جمموعة من الن�ساء ال�سوريات من جتمعي‬ ‫حرائر دم�شق وحرائر قا�سيون من امل�شاركات‬ ‫بالثورة منذ انطالقتها الأوىل‪ ،‬واللواتي �شاركن‬ ‫بكافة فعاليات الثورة من حراك ثوري مدين‬ ‫يهدف �إىل ح�صول املر�أة على كافة حقوقها‪،‬‬ ‫و�إلغاء كافة �أ�شكال التمييز يف املجتمع ال�سوري‪.‬‬ ‫ما هي الن�شاطات والفعاليات التي تقومون‬ ‫لإ�سناد الثورة ال�سورية؟‬ ‫امل�شاركة مع كافة الفعاليات والتجمعات‬ ‫االخرى بكافة فعاليات الثورة من حراك ثوري‬ ‫مدين واغاثي و�إعالمي‪ ،‬والرتكيز على املر�أة‬ ‫والطفل يف كثري من الفعاليات‪.‬‬ ‫اننت تعملن يف الداخل‪� ..‬أال ي�ضيف ذلك‬ ‫مزيداً من الأعباء والتحديات واملخاطر‬ ‫الأمنية‪ ..‬وما هي؟‬ ‫املخاطر الأمنية كثرية حيث احتمالية التعر�ض‬ ‫للقتل �أو االعتقال والتعذيب كبرية‪ .‬حيث �أن‬ ‫النظام يرد ردا عنيفا على النا�شطني املدنيني‬

‫هل يقت�صر ن�شاطكن على اجلانب الإن�ساين‬ ‫والإغاثي �أم �أن له وجوهاً وجماالت �أخرى؟‬ ‫هناك ن�شاط اعالمي (اذاعي– تلفزيوين)‪،‬‬ ‫وهناك احلراك الثوري املدين (مظاهرات–‬ ‫من�شورات‪ -‬غرافتي)‪ ،‬وهناك الن�شاط‬ ‫التوعوي مبا يتعلق بحقوق املر�أة وواجباتها‪،‬‬ ‫والدعم النف�سي للن�ساء والأطفال‪ ،‬ف� ً‬ ‫ضال عن‬ ‫الن�شاط الطبي (ا�سعافات �أولية)‪.‬‬ ‫هل تعتقدين ان املر�أة ال�سورية كانت على‬ ‫حجم التحديات التي �ألقيت عليها ب�سبب‬ ‫الثورة واحلراك يف �سوريا؟‬ ‫نعم مب�شاركة املر�أة يف الثورة �أثبتت قدرتها‬ ‫وكفاءتها يف كافة املجاالت حتى ال�سيا�سية‬ ‫والع�سكرية‪.‬‬ ‫ماذا عن اهتمامكن ب�ش�ؤون الطفل‪ ..‬وما هي‬ ‫�أبرز �أوجه املعاناة التي يتعر�ض لها �أطفال‬ ‫�سوريا؟‬ ‫ابرز �أوجه امل�شاركة كانت من خالل تقدمي‬ ‫دعم نف�سي للأطفال‪ ،‬حيث يعاين �أطفال‬ ‫�سورية من حاالت نف�سية خمتلفة‪ ،‬وكذلك‬ ‫�أمرا�ض ج�سدية ناجتة عن حاالت الرعب‬ ‫واخلوف‪ ،‬ك�سكر االطفال والتبول الال�إرادي‪،‬‬ ‫ونعاين من ازدياد ن�سبة الت�سرب من املدار�س‬ ‫�أو عدم املقدرة على الدوام يف كثري من‬ ‫االماكن‪ ،‬وهذه �ستخلق م�شكلة حقيقية الحقا‪،‬‬ ‫وخا�صة يف املراحل الدرا�سية االوىل‪.‬‬


‫‪13 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫احتفالية عيد األم السورية‬ ‫‪øëf‬‬ ‫‪∑O’h‬‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫بال�شراكة مع جملة �سوريا بدا حرية و�إذاعة‬ ‫بلدنا‪� ،‬أطلقت منظمة ميثاق �سوريا حملة نحن‬ ‫والدك يامو يف يوم ‪� 21‬آذار ‪� 2013‬إكرام ًا للأم‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫حيث يحتفل ال�سوريون يف يوم ‪� 21‬آذار بعيد‬ ‫الأم‪ ،‬والأم يف �سوريا اليوم �أم ل�شهيد و�أم ملعتقل‬ ‫و�أم ملفقود و�أم ملجاهد و�أم لنا�شط يف ثورتنا‬ ‫غائب عنها ورمبا مغرتب‪.‬‬

‫�آخر‪ ،‬ورافعة الفتات احلملة يف مظاهرات‬ ‫اخلمي�س ‪� 21‬آذار يف كل �أرجاء �سوريا‪.‬‬ ‫وعملت جملة �سورية بدا حرية على ت�صميم‬ ‫ون�شر بو�سرتات فنية حتمل ر�سائل �إن�سانية‬ ‫جلميع �أمهات �سوريا‪ ،‬ي�شكرون لهن ما قدمن‪،‬‬ ‫ف�أم ال�شهيد التي �ضحت بفلذة كبدها‪ ،‬و�أم‬ ‫املعتقل التي عانت من عذاب ابنها وحتى ام‬ ‫املغرتب البعيد املبعد عن ح�ضنها الدافئ‪،‬‬ ‫ناهيك عن �أم اجلريح والر�ضيع‪.‬‬ ‫وعن �شعار احلملة «نحن والدك يامو» يفيد‬ ‫كل من م�ؤن�س بخاري ونذير جنديل من راديو‬ ‫بلدنا و»�سورية بدا حرية» �أن ال�شعار �أتى لنكون‬ ‫�أقرب قو ًال وفع ًال من الأم ال�سورية و�أن وجودنا‬ ‫بقربهن جميع ًا واجب علينا مقابل ما قدمن‬ ‫من ت�ضحيات‪.‬‬

‫ت�شاركت خم�س ع�شرة منظمة �سورية تنظيم‬ ‫تكرمي خا�ص للأم ال�سورية يف عيد الأم حيث‬ ‫جالت جمموعات من ن�شطاء ونا�شطات‬ ‫الثورة ال�سورية بيوت ال�شهداء واملعتقلني يف‬ ‫خمتلف املدن ال�سورية‪ ،‬مقدمني هدايا ب�سيطة‬ ‫وم�ساهمني بالكلمة الطيبة موا�سني الأمهات‬ ‫العظيمات‪.‬‬ ‫يندفع الن�شطاء بحما�سة عاطفتهم للم�شاركة‬ ‫يف احلملة كما �أتى على ل�سان م�شاركة يف‬ ‫حيث خ�ص�صت �إذاعة بلدنا براجمها تكرمي ًا احلملة‪« :‬ا�شتغلت يف احلملة علني �أ�ستطيع‬ ‫للأم العظيمة‪ ،‬ت�ضمنت حوارات ولقاءات ر�سم ب�سمة على قلب �أم �شهيد �أو معتقل‪،‬‬ ‫مع �أمهات �سوريا‪ ،‬و�أبناء وبنات معتقالت فن�شعرها �أننا معها ك�أوالدها‪ ،‬وجعها وجعنا‬ ‫و�شهيدات‪ ،‬كما ن�شرت ال�صحف واملجالت وهمها همنا‪ .‬ولو ب�شيء رمزي ب�سيط‪...‬‬ ‫امل�شاركة �أعداد ًا خا�صة مبوا�ضيعها وحمتوياتها بالن�سبة يل هذا الن�شاط �أهم من مليون لرية‪.‬‬ ‫لتكرمي الأم ال�سورية‪ .‬كما بذلت التن�سيقيات جمعنا هدايا لأمهات ال�شهداء واملعتقلني‬ ‫والتجمعات كل جهدها متنقلة من بيت �إىل مع ر�سائل معايدة‪ ،‬ثم جتولنا يف زيارات‬

‫رغم احل�صار الأمني‪ ،‬ون�شرنا برومو و�صور‬ ‫ال�شهيدات الأمهات‪ .‬كما �شاركنا يف برنامج‬ ‫من برامج �إذاعة بلدنا»‬ ‫ً‬ ‫وعن �س�ؤالها هل خ�ص�صت جهدا لأ�سرتك‬ ‫�أجابت‪« :‬طبع ًا‪ ...‬عملت �صورة ملاما من‬ ‫بطاقات احلملة وبعتال ياها على وات�س�أب لأين‬ ‫ما فيني زورها‪ ،‬وبعتال �شعار نحن والدك يامو‬ ‫هدية‪ ...‬وبعتت لإختي كمان»‬ ‫�شارك يف احلملة كل من‪� :‬إذاعة بلدنا وجملة‬ ‫�سورية بدا حرية واحتاد تن�سيقيات الثورة‬ ‫ال�سورية وجلان التن�سيق املحلية وجتمع بنات‬ ‫ال�شام وفريق املُعرت�ضون وجتمع حرائر داريا‬ ‫وجتمع �أحرار ومعتقلي قا�سيون وحركة وعي‬ ‫و�صحيفة كربيت وجملة �آبونا و�صفحة لأ على‬ ‫في�سبوك وحزب ال�شباب الوطني التقدمي‬ ‫واملجل�س املحلي يف حي امليدان الدم�شقي‬ ‫واحتاد طلبة �سوريا الأحرار‪.‬‬ ‫بعد جناح حملة اخلمي�س ‪� 21‬آذار ‪ 2013‬كيوم‬ ‫خا�ص للأم �سوريا وللأم ال�سورية‪ ،‬يخطط‬ ‫النظمون لال�ستمرارية يف االحتفالية طيلة �أيام‬ ‫ال�سنة‪ ،‬للم�ساهمة يف موا�ساة الأم ال�سورية‪،‬‬ ‫ف�أمهات �سوريا هن �أكرث من عانني �آثار الثورة‬ ‫ال�سورية‪ ،‬ويدفعن �أبهظ الأثمان يف بنيهن‬ ‫و�أرواحهن‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 14‬‬

‫سورية بدا حرية وجتمع نبض للشباب املدني السوري‬

‫شراكة في احتفالية «إنسان من أجل احلياة»‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫قام جتمع نب�ض لل�شباب املدين ال�سوري‪،‬‬ ‫برعاية من جملة �سورية بدا حرية بامل�شاركة‬ ‫يف احتفالية ال�سنة الثانية للثورة ال�سورية والتي‬ ‫كانت بعنوان «�إن�سان من �أجل احلياة» وهي‬ ‫حملة �شبابية بد�أت مبباردة تطوعية �شبابية‬ ‫ثورية هدفها الأول توحيد العمل الثورة واملدين‬ ‫لإحياء الذكرى ال�سنوية الثانية للثورة ال�سورية‬ ‫‪...‬و�أطلقت احلملة جمموعات احلراك ال�سلمي‬ ‫والثوري يف الثورة ال�سورية امتدت ف ّعاليات‬ ‫هذه احلملة �أربعة �أيام‪ ،‬ابتداء من تاريخ ‪15‬‬ ‫�آذار حتى ‪� 18‬آذار ‪. 2013‬‬ ‫جتمع نب�ض لل�شباب املدين ال�سوري‪:‬‬ ‫وهو جمموعة من ال�شباب وال�شابات من كافة‬ ‫املناطق واالنتماءات ت�أ�س�س بتاريخ ‪ ٢٨‬حزيران‬ ‫‪ ،٢٠١٠‬يعمل على نقل �سوريا من احلالة‬ ‫اللمدنية الأعلية �إىل احلالة املدنية ال�صرفة‪.‬‬ ‫بد�أ التجمع ن�شاطه بنواة ت�أ�سي�سية م�ؤلفة من‬ ‫‪ 15‬ع�ضو ًا ‪ ,‬انت�شر ن�شاط الأع�ضاء ب�شكل فاعل‬ ‫يف الأحياء املنتف�ضة من مدينة حم�ص ‪ ،‬ما‬ ‫لبث التجمع �أن و�سع ن�شاطة مع ازدياد عدد‬ ‫�أع�ضائه و ازدياد �أماكن تواجده حيث ت�شكل له‬ ‫خاليا انت�شرت بالإ�ضافة �إىل حم�ص يف مدينة‬ ‫�سلمية و م�صياف و �أخري ًا يف دم�شق وحلب‪.‬‬

‫دعا التجمع منذ ت�أ�سي�سه �إىل رف�ض العنف و‬ ‫نبذ الطائفية و عمل كما ذكرنا �آنف ًا على ردم‬ ‫الهوة الطائفية التي عمد النظام على تكري�سها‬ ‫و �سي�ستمر عمل التجمع حتى يبلغ غاياته التي‬ ‫طرحها يف بيانه الت�أ�سي�سي ( نقل �سوريا �إىل‬ ‫�سوريا مدنية دميقراطية حرة يت�ساوى فيها‬ ‫املواطنون باحلقوق و الواجبات ‪ ,‬ال فرق بني‬ ‫مواطن و �آخر فاالنتماء الوحيد هو الوطن)‪.‬‬ ‫جملة �سورية بدا حرية‬ ‫‪�‎‬سعي ًا لت�أ�سي�س �إعالم حر‪ ،‬وبغية الرقي ب�إعالم‬ ‫الثورة ال�سورية والعمل على �إي�صال املعلومة‬ ‫وحتليلها بال�شكل العلمي واملب�سط‪ ،‬عمل فريق‬ ‫من ال�شباب ال�سوري املتخ�ص�ص مبجال‬ ‫الإعالم والت�سويق على ت�أ�سي�س جملة �سيا�سية‬ ‫ثقافية فكرية‪ ،‬م�ستقلة تعنى ب�أمور الثورة‬ ‫ال�سورية‪ ،‬ليكون �إ�صدارها ب�شكل �أ�سبوعي‬ ‫لتتناول ملخ�ص ًا ب�أهم الأحداث وتعمل على‬ ‫حتليل املعلومات �ضمن مقاالت احرتافية‬ ‫تهدف لتثقيف القارئ ورفع م�ستوى الوعي‬ ‫ال�سيا�سي والفكري‪.‬‬ ‫‪‎‬بد�أ التخطيط والتنظيم للمجلة يف منت�صف‬ ‫�أكتوبر من العام املا�ضي ليكون الإ�صدار الأول‬ ‫بتاريخ ‪� 30‬أكتوبر‪ ،‬ومالبث �أن تطور خط املجلة‬ ‫لت�ضم عدد ًا كبري ًا من الكتاب واملحررين‬ ‫املحرتفني منهم‪.‬‬

‫‪‎‬يتلخ�ص �شعار جملة «�سورية بدا حرية» ب�أنها‬ ‫«حرية اليوم وبكرا‪ ، »..‬فاحلرية التي تطلبها‬ ‫�صفحات املجلة ب�صوت �شبابها لي�ست فقط‬ ‫احلرية ال�سيا�سية احلالية التي تتلخ�ص‬ ‫ب�إ�سقاط النظام و�أركانه‪ ،‬بل تنظر حلرية‬ ‫�سورية الغد ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية‬ ‫وحتى الدينية والإجتماعية‪.‬‬ ‫‪‎‬من امللفت يف هذه احلملة هي امل�شاركة‬ ‫الوا�سعة والفعالة من عدد كبري من الفعاليات‬ ‫الثورية املدانية والإلكرتونية‪ ،‬تعدت ال ‪٧٥‬‬ ‫جهة م�شاركة‪ ،‬وبتغطية �إعالمية من �صحف‬ ‫و�إذاعات الثورة ال�سورية‪ ،‬وحتى القنوات‬ ‫ال�سورية املناه�ضة للنظام‫‪� ,‬أبرزها ‪�‎‬أيام‬ ‫احلرية‪ ،‬ال�شعب ال�سوري عارف طريقه‪،‬‬ ‫حيطان �سراقب‪ ،‬وبيت قام�شلو‪m ،‬جريدة‬ ‫�سوريتنا واوك�سجني وكربيت بالإ�ضافة لقناتي‬ ‫�أورينت و�سوريا الغد وغريها الكثري من‬ ‫اجلهات الإعالمي ‫ة‪‬.‬‬ ‫‪‎‬العوا�صم الثالث‪ ،‬واملزيد‬ ‫‪‎‬ت�ألق جتمع نب�ض لل�شباب املدين ال�سوري يف‬ ‫فعالياته امل�شاركة �ضمن هذه احلملة ب�إبداعية‬ ‫الفكرة وانت�شارها‪ ،‬و�آلية تنفيذها التي‬ ‫حتدت النظام ب�شكل كامل‪ ،‬وانت�شرت ما بني‬ ‫العا�صمتني ال�سيا�سية واالقت�صادية ل�سوريا‬


‫‪15 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫كفرنبل فيها ر�سالة موجهة �إىل العامل ب�أ�سره‬ ‫ومت رفعها يف عدد من املدن ال�سورية كمدينة‬ ‫مل‪‬:‬‬ ‫حلب و�سلمية والع�شرات من بلدان العا ‫‬ ‫‪�»‎‬أيها العامل! عذابنا ك�شف �أن الإن�سانية التي‬ ‫تتفاخرون بها هي وحدها ما يجب �أن تخجلوا‬ ‫منه»‪..‬‬

‫(دم�شق وحلب) وعا�صمة الثورة ال�سورية‬ ‫(حم�ص) فكان �ألوان االحتفالية عناوين ًا‬ ‫لأيامها الأربع بفعاليتاه ون�شاطاته املتنوعة‫‪.‬‬ ‫‬‬ ‫اليوم الأول كان مع ال ّلون الأزرق الذي �ش ّكل‬ ‫هو ّية هذا اليوم الأول من االحتفالية �إ�شارة‬ ‫ل ّلون املعتمد يف �شعار الأمم املتّحدة للتذكري ‪World! Our agony has revealed‬‬ ‫‪that‬‬ ‫‪your‬‬ ‫‪bragging‬‬ ‫‪about‬‬ ‫بدورها يف حماية حقوق الإن�سان والدّفاع ‪humanitarianism is exactly what‬‬ ‫عن حر ّيته‪ .‬يف حني تخ ّلت املنظمات الدول ّية ‪.you must be ashamed of‬‬ ‫الإن�سانية عن دورها احلقيقي حتت ال�ضغوط‬ ‫اللوجي�ستية وال�سيا�سية لت�صبح يف حالة �صمت رافقها رفع الفتات يف حي ب�ستان الق�صر‬ ‫وعجز غري م ّربرين �أمام ما يحدث يف �سوريا‪ .‬يف مدينة حلب التي ت�ؤكد على اال�ستمرار يف‬ ‫توجه احلملة �صوتها �إىل الإن�سانية �أجمع لتقف الثورة على اال�ستبداد بكافة �أنواعه‫‪‎،‬بالإ�ضافة‬ ‫معنا �صف ًا واحد ًا يف مواجهة الظلم والعجز‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫‪‎‬اليوم الثاين والذي مثله اللون الأحمر لون‬ ‫�شهداء الثورة ال�سورية‪� « :‬أمل ت�شبعوا من دمائنا‬ ‫بعد‪� ..‬إىل �أين»!! ر�سالة تهدف �إىل دعوة عامة‬ ‫لإيقاف حمام الدم‪� ،‬إىل متى ت�ستباح �سوريا‪.‬‬ ‫‪�‎‬أما اليوم الثالت والذي لون بالأ�صفر «�أوطاننا‬ ‫ال تبنى بالنكايا» ر�سالة لكل من يعمل للثورة‬ ‫ال�سورية للتكاتف والتعا�ضد واالبتعاد عن‬ ‫الفرقة والتخوين فوطننا لهو �أحوج اليوم لنا‬ ‫لأجل البناء �أكرث من �أي وقت م�ضى ول�ضمان‬ ‫ا�ستمرارية الثورة‪.‬‬ ‫‪‎‬واخلتام كات باليوم الأخ�ضر» ثورة الربيع ثورة‬ ‫الكرامة» تطلق احلملة يف هذا اليوم �صرخة‬ ‫حرية على كامل الرتاب ال�سوري معلنة والدة‬ ‫الربيع من جديد وانطالقة الأمل لتعيد �سوريا‬ ‫الأجمل �سوريا احلري ‫ة‪‬.‬‬ ‫فعاليات حتدت النظام‬ ‫‪‎‬وعديدة هي فعاليات «نب�ض» و «�سورية بدا‬ ‫حرية» والتي كانت بدايتها مع حملة «‬كفرنب ‫ل»‬‬ ‫�ضمري العامل وذلك برفع الفتة موحدة من‬

‫لتوزيع مل�صقات يف دم�شق القدمية حتمل‬ ‫عبارات ت�صر على كرامة الإن�سان ال�سوري‬ ‫وعدم ان�صياعه للذل والهوان‫‪ ،‬وكان للجي�ش‬ ‫احلر ن�صيب حيث قام التجمع بتوزيع هدايا‬ ‫رمزية للمقاتلني حتمل �شعار االحتفالية‪.‬‬ ‫الفعالية الأبرز وال بد كانت «بخ اجلدران»‬ ‫بغرافيتي يف �شوارع رئي�سية من مدينة دم�شق‬ ‫وحلب وحم�ص و�سراقب وغريها على مر االيام‬ ‫االربعة ب�ألوان مالئمة للحملة وعناوينها‫ حيت‬ ‫�أرواح ال�شهداء وحملت ر�ساالت م�صرة على‬ ‫مدنية الدولة و�سلمية احلراك‪ ،‬ومل تن�سى‬ ‫املطالبة باملعتقلني القابعني يف �سجون النظام ‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 16‬‬

‫السيتيويشن امليداني السوري‬

‫نقل اخلبر باللهجة احملكية وخفة الدم رغم املآسي‬

‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬ ‫تكمن �أهمية نقل االخبار امليدانية من مكان‬ ‫حدوثه‪ ,‬وبوجود �أحد النا�شطني امليدانيني‬ ‫املوجودين عالأر�ض مما مينح اخلرب‬ ‫م�صداقية‪ .‬تعددت ال�صفحات لنقل �أخبار‬ ‫الثورة يف مدينة وبلدة وقرية ‪� ,‬إما تكون حتت‬ ‫م�سمى «تن�سيقية الثورة ال�سورية ‪,‬املجل�س‬ ‫الثوري ‪,‬اواملحلي» ‪.‬‬ ‫ولكن اختار عدد من النا�شطني طريقة جديدة‬ ‫بكل املقايي�س‪ ,‬طريقة تكون خا�صة باملدينة‬ ‫بلهجتها املحكية‪ ,‬وابتدعو فكرة �صفحة‬ ‫خمتلفة با�سم «ال�سيتيوي�شن امليداين بحوم�ص‬ ‫‪,‬بدم�شق‪,‬وحماه وادلب وحلب ودير الزور»‬

‫الفكرة بد�أت من حوم�ص من جمموعة‬ ‫نا�شطني كانو ي�شاركون بنقل الأخبار ل�صفحات‬ ‫الثورة الكربى �أو املعروفة واملنت�شرة ‪,‬يقول‬ ‫�أدمن ال�سيتيوي�شن احلوم�صي « لكل مواطن‬ ‫�سوري �صفحة �أخبار عالفي�س بوك وكلو ن�سخ‬ ‫ول�صق ومايف �إبداع �أو �شغل �إعالمي»‪ .‬فكان‬ ‫هنا اتفاقهم بوجود فكرة جديدة �إعالمية‬ ‫ت�صل لل�سوريني وبطريقة خمتلفة �أو مل يتم‬ ‫ا�ستهالكها ب�صفحات �أخرى‪ ,‬فمثال الأخبار‬ ‫من امليدانيني املوجودين عالأر�ض ح�صر ًا‬ ‫وال يتم ن�سخ االخبار من ال�صفحات االخرى‬ ‫باال�ضافة لنقل اخلرب بلهجة املدينة «حوم�ص»‬ ‫وحتويل البو�ست �إىل ن�سخة م�ضحكة رغم‬ ‫امل�آ�سي التي نعي�شها ‪.‬‬

‫التوزع اال�سا�سي للنا�شطني بكل مناطق‬ ‫حوم�ص �سمح لل�صفحة �أن تكون �سباقة بنقل‬ ‫الأخبار فاخلرب ممن ي�شاهده ب�شكل فوري‬ ‫وباال�ضافة لل�صور والفيديوهات التي تكون‬ ‫ح�صرية لل�سيتيوي�شن « النت كان كتري �سيء‬ ‫و�ضل نهار كامل حلمل مقطع فيديو ب�س»‪.‬‬ ‫و�أ�صبحت �شبكة ت�سمى ال�سيتيوي�شن امليداين‬ ‫ال�سوري فكانت �أهم ال�شروط للإن�ضمام لهذه‬ ‫ال�شبكة‪ ،‬اخلرب امليداين – نقل اخلرب باللهجة‬ ‫املحلية ح�صري ًا – امل�صداقية وعدم الن�سخ‬ ‫والل�صق ‪.‬‬ ‫فمثال كتب ال�سيتيوي�شن احلوم�صي يف‬ ‫‪:2011/12/26‬‬ ‫( كيف تو�صل النظام ال�سوري �إىل اكت�شاف �أنو‬ ‫القاعدي هي �ساوت التفجريين يف �أقل من ربع‬


‫‪17 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫�ساعة؟؟؟‬ ‫ب�سيطة‬ ‫اعتمدوا التحليل التايل‪:‬‬ ‫التفجريين �صاروا بكفر�سو�سي‬ ‫كفر �سو�سي هي كلمتني كفر ‪� ،‬سو�سي‬ ‫وال�سو�سي هي النخر بال�سناون‬ ‫و�آخر حرف من ال�سناون هو النون‬ ‫والنون حتذف بالأفعال اخلم�سي �إذا كانت‬ ‫من�صوبي‬ ‫والن�صب �شغال على �أبو موزي ب�شيكاغو‬ ‫و�شيكاغو موجودي ب�أمريكا‬ ‫وعدو �أمريكا هو القاعدي‬ ‫‪...............‬‬ ‫ما قلتلكن �إنا ب�سيطة)‪.‬‬ ‫انتقلت فكرة ال�سيتيوي�شن لباقي املدن ولكن‬ ‫باملحافظة على مبد أ� العمل فمثال قرر نا�شطني‬ ‫على �إن�شاء ال�سيتيوي�شن امليداين بدم�شق‬ ‫وباالعتماد على النا�شطني امليدانيني فمثال يف‬ ‫تاريخ ‪ 2013/1/30‬كتب ‪:‬‬ ‫(خطاب من القلب من مواطن �سوري لل�سيد‬ ‫الرئي�س �أبو حافظ ‪,‬‬ ‫�سيدي بعد اهلل يلعن روحك على هل�صباح‬ ‫ب�س فهمني �شو ق�صتك مع داريـا ‪ ,‬لك ما‬ ‫بتكن؟ ما بتفهم ؟‬ ‫يعني كل يوم على هلمنوال بتفيئ �أمة اهلل على‬ ‫ق�صف‬ ‫على داريا و تعزيزات رايحة لهنيك‪,‬‬ ‫لك حمار انت �سيدي وال تاترة و ال جح�ش ؟‬ ‫يعني كل يوم هيك �صرلك �أكرت من ‪ 80‬يوم و‬ ‫بتاكل �أتله‬ ‫و بتن�سحب امل�سا و بت�سحب فطاي�سك‬

‫�سيدي بالها التناحة ما حلوه بحقك انت وبالتايل كان هنا اي�ضا دخول ال�ساتاوي�شني‬ ‫امليداين بادلب (مع�سكر امل�سطومي ماو م�صلي‬ ‫رئي�س‬ ‫بالها اجلح�شنة يعني بعرف انك مبعو�ص من عالنبي �أبدا وعبيق�صف على فيلون ‪ ....‬التروح‬ ‫جايينك‬ ‫داريا و م�أفعه معك‬ ‫و ما عمتنام الليل و عمتكوب�س و تعد و تبكي التكون مفكر على را�سك ري�شة وم�صريك غري‬ ‫مطار تفتناز وال�سجن املركزي)‪.‬‬ ‫بح�ضن �أ�سماء‬ ‫ب�س واهلل عيب احلمار ما بيوع باجلورة مرتني‬ ‫ولكن تبقى �صعوبة النقل امليداين املبا�شر‬ ‫يا �سيدي الرئي�س‬ ‫حاليا ب�سبب انت�شار احلواجز ب�شكل كبري‬ ‫�صرت واقع باجلورة �شي ‪ 80‬مرة ‪,‬‬ ‫وتواجد ال�شبيحة والأمن يف كل مكان‪« ,‬ولهلأ‬ ‫يعني احلمار قليل عليك �سيدي الرئي�س‬ ‫عم نداري �أمورنا من�شان ن�ضل حمافظني على‬ ‫انت حيوان من نوع �آخر‬ ‫تاترة ‪:‬م�صطلح �شبابي يف ال�شام ملا معناه طابع ال�صفحة»‪.‬‬ ‫«جح�ش متحيون)‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 18‬‬

‫ردود فعل متفاوتة وتبادل االتهامات‬ ‫عقب مقتل البوطي في دمشق‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬ع َّمار منال ح�سن‬ ‫َن َق َل التلفزيون الر�سمي ال�سوري ‪-‬الأم�س‬ ‫اخلمي�س‪� -‬صور ًا ملا �أ�سماه بالتفجري الإرهابي‬ ‫االنتحاري قرب جامع الإميان مبنطقة‬ ‫املزرعة بدم�شق‪ ،‬حيث �أعلن � َّأن التفجري‬ ‫�أ�سفر عن «ا�ست�شهاد» َاّ‬ ‫العلمة حممد �سعيد‬ ‫رم�ضان البوطي �أثناء �إلقائه لدرو�س دين َّية‬ ‫يف اجلامع‪ ،‬يف حني ُق ِت َل ‪ 42‬مدن َّي ًا و�أُ�صيب ‪84‬‬ ‫العامة للإذاعة‬ ‫بجروح‪ ،‬وذلك ح�سب الهيئة َّ‬ ‫والتلفزيون يف �سورية‪.‬‬

‫بدر الدين ح�سون» على �شا�شة التلفزيون‬ ‫ليتوعد ب� َّأن دم البوطي �سي�صبح نار ًا‬ ‫الر�سمي َّ‬ ‫ت�شتعل يف ِّ‬ ‫كل العامل فقد «ق�سموا ظهورهم‬ ‫ب�أيديهم»‪ ،‬وح َّمل ح�سون علماء امل�سلمني دماء‬ ‫�سوري يف حال �سكوتهم عن»اغتيال»‬ ‫مائة �ألف ِّ‬ ‫َاّ‬ ‫العلمة البوطي‪.‬‬

‫«مالب�سات احلادثة بني الرواية الر�سم َّية‬ ‫وتف�سريات املعار�ضة»‬ ‫كان اخلرب الأ َّول الذي نقله التلفزيون الر�سمي‬ ‫ال�سوري «�سقوط قذيفة �أطلقها الإرهابيون على‬ ‫ليبي � َّأن‬ ‫جامع الإميان» لي�أتي الت�صويب الحق ًا ِنّ‬ ‫ما حدث هو «تفجري �إرهابي انتحاري»‪ ،‬ذلك‬ ‫قبل �أن تبد أ� كامريا «الأخبار َّية‬ ‫ال�سور َّية» الر�سم َّية بنقل �أوىل �صور‬ ‫التفجري املزعوم‪.‬‬ ‫لكن املعار�ضة ال�سور َّية كان لها‬ ‫َّ‬ ‫ر� ٌأي �آخ ٌر فيما حدث‪ ،‬حيث �أ�شار‬ ‫نا�شطون �إعالميون �إىل � َّأن الآثار‬ ‫التي َّمت ت�صويرها ال تتوافق مع‬ ‫التفجري املو�صوف‪ ،‬فقد تر ُّكزت‬ ‫� َّأما رئي�س االئتالف الوطني ال�سوري املعار�ض‬ ‫معظم الإ�صابات يف الر�أ�س فقط دون‬ ‫وجود �أي مت ُزّق �أو �آثار على ثياب العديد من معاذ اخلطيب‪ ،‬فقد �أدان مقتل البوطي وا�صفاً‬ ‫مما دفع النا�شطني �إىل االعتقاد ما حدث على �أ َّنه «جرمي ٌة ِّ‬ ‫بكل املقايي�س»‪ ،‬كما‬ ‫ال�ضحايا‪َّ ،‬‬ ‫ب� َّأن بع�ض ال�ضحايا َّمت �إعدامهم م�سبق ًا َّثم �أ�ضاف‪« :‬ديننا و�أخالقنا ال ت�سمح �أبد ًا �أن‬ ‫نتعامل مع االختالف الفكري بطريقة القتل»‪،‬‬ ‫ن�شرهم يف موقع احلادثة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫معتقدا وقوف نظام ب�شار الأ�سد وراء هذه‬ ‫وعلى الرغم من �سقوط �أجزاء من �سقف اجلرمية‪.‬‬ ‫ال�سجاد يف‬ ‫امل�سجد وجدرانه املرتفعة‪َ � ،‬اّإل � َّأن َّ‬ ‫حميط التفجري �سلم من �أ َّية حروقٍ �أو مت ُزّقات «�أ�صداء احلادثة بني ال�سوريني»‬ ‫يف الوقت الذي اقت�صرت فيه ردود فعل امل�ؤيدين‬ ‫�أو ح َتّى �أدنى انزياح عن مكانه‪.‬‬ ‫على نعي فقيد النظام اجلديد يف �صفحات‬ ‫«ح�س ��ون يتو َّعد العامل‪ ،‬واخلطيب يعترب ما التوا�صل االجتماعي‪ ،‬نزل املعار�ضون ‪-‬داخل‬ ‫�سورية وخارجها‪� -‬إىل ال�شارع لالحتفال مبا‬ ‫حدث جرمية بكل املقايي�س»‬ ‫ً‬ ‫لرمز جديد من رموز النظام‬ ‫ظهر مفتي اجلمهور َّية العرب َّية ال�سور َّية «�أحمد و�صفوه �سقوطا ٍ‬

‫ال�سوري‪.‬‬ ‫لتخرج تظاهراتٌ‬ ‫عدّة مناطق يف‬ ‫يف َ‬ ‫�سورية كحي م�ساكن‬ ‫هنانو يف حلب‪،‬‬ ‫�شارك فيها العديد‬ ‫من النا�شطني البارزين‬ ‫يف املدينة على اختالف‬ ‫توجهاتهم‬ ‫ال�سيا�س َّية‬ ‫ُّ‬ ‫والدين َّية‪ ،‬يف حني ا�ستقبلت‬ ‫اجلالية ال�سور َّية يف القاهرة‬ ‫اخلرب بالرق�صة ال�شعب َّية‬ ‫ال�سور َّية «الدبكة»و�إطالق‬ ‫املفرقعات والألعاب النار َّية‪.‬‬ ‫«البوط ��ي‪ ،‬ب�ي�ن اَّ‬ ‫علمة‬ ‫للأ َّم ��ة ورم ��ز مت ��وارث‬ ‫للنظام»‬ ‫ولد حم َّمد �سعيد رم�ضان‬ ‫أ�صل كردي‪ -‬عام‬ ‫البوطي ‪-‬من � ٍ‬ ‫‪ 1929‬يف قرية «جيلكا» الواقعة يف‬ ‫قرية «بوطان» (ابن عمر) على‬ ‫�ضفاف نهر دجلة �شمال احلدود‬ ‫العراق َّية الرتك َّية‪ ،‬لينتقل بعد‬ ‫�أربعة �سنوات �إىل دم�شق مع‬ ‫والده «مال رم�ضان البوطي»‪.‬‬ ‫تع َّلم يف مدار�س دم�شق‪ ،‬وعمل‬ ‫خطيب ًا يف امل�ساجد‪َّ ،‬ثم تز َّوج‬ ‫عن عمر الثمانية ع�شر عام ًا‬ ‫وله �سبعة �أبناء (�س َتّة �أوالد‬ ‫وبنت)‪ ،‬وبعد �إمتام‬ ‫درا�سته يف معهد‬ ‫التوجيه الإ�سالمي‪،‬‬ ‫توجه �إىل القاهرة‬ ‫َّ‬ ‫ال�ستكمال‬ ‫درا�سته‬ ‫اجلامع َّية يف‬ ‫الأزهر‪،‬‬ ‫ليعود‬


‫‪19 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫عام ‪� 1955‬إىل دم�شق بعد �أن ح�صل على �إجازة ال�شريعة الإ�سالم َّية من‬ ‫جامعة الأزهر‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من اختالفه مع جماعة الأخوان امل�سلمني يف �سورية‪ ،‬بد�أت‬ ‫عالقة البوطي بالرئي�س ال�سابق حافظ الأ�سد عام ‪ ،1985‬حيث �شارك‬ ‫يف معاجلة بع�ض الق�ضايا يف جمال الدعوة والكتب الإ�سالم َّية والإعالم‪،‬‬ ‫ليحافظ على عالقته القو َّية مع ال�سلطة يف �سورية يف عهد الوريث َّ‬ ‫ب�شار‬ ‫الأ�سد‪ ،‬وي�ستفيد من امتيازات كونه من الدائرة املق َّربة للنظام‪.‬‬ ‫وبعد اندالع الثورة يف �سورية ‪ ،2011‬خرج البوطي على النا�س من‬ ‫خالل خطب ٍة دعا فيها �إىل «عدم االنقياد وراء الدعوات املجهولة‬ ‫امل�صدر التي حتاول ا�ستغالل امل�ساجد لإثارة الفنت والفو�ضى يف‬ ‫�سورية»‪ ،‬ووا�صف ًا املتظاهرين بـ»�أنهم ال يعرفون �شيئ ًا ا�سمه �صالة‪،‬‬ ‫والق�سم الأكرب مل يعرف جبينه ال�سجود �أبد ًا»‪ ،‬انتهاء ًا بفتوته‬ ‫ال�شهرية التي �أجازت ال�سجود ل�صور الرئي�س ال�سوري َّ‬ ‫ب�شار الأ�سد‬ ‫باعتبارها ب�ساط ًا ميكن ال�سجود عليه‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 20‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عظيم امرأة‬ ‫اح‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫كل‬ ‫أنيسة مخلوف‪ ،‬خلف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬ع َّمار منال ح�سن‬

‫على الرغم من �أ َّنها �شخ�ص َّي ٌة َّ‬ ‫تف�ضل الغمو�ض‬ ‫واالبتعاد عن و�سائل الإعالم‪َ � ،‬اّإل � َّأن َّ‬ ‫كل‬ ‫امل�صادر جتمع ب�أ َّنها من �أبرز ال�شخ�ص َّيات يف‬ ‫�إدارة ال�سلطة ال�سور َّية منذ اندالع الثورة‪� ،‬أو‬ ‫ح َتّى منذ ا�ستالم ابنها َّ‬ ‫ب�شار الأ�سد احلكم عام‬ ‫‪ ،2000‬كما تعترب من وا�ضعي �أ�سا�س توريث‬ ‫احلكم يف �سورية‪� ،‬إىل جانب و�صول �أفراد‬ ‫عائلتها املق َّربني �إىل �أبرز املنا�صب ال�سيا�س َّية‬ ‫والأمن َّية واالقت�صاد َّية يف البالد‪� ،‬إ َّنها �أرملة‬ ‫حافظ الأ�سد‪� :‬أني�سة خملوف‪ ،‬وخلف ِّ‬ ‫كل �س َّف ٍاح‬ ‫عظيم امر�أة‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫ولدت �أني�سة �أحمد خملوف عام ‪ 1936‬يف قرية القومي االجتماعي‪.‬‬ ‫ب�ستان البا�شا يف مدينة جبلة التابعة ملحافظة‬ ‫الالذق َّية‪ ،‬فكانت ابنة عائلة «املخلوف» َ‬ ‫املدّعى ومن انقالب «احلركة الت�صحيح َّية» وا�ستالم‬ ‫�سدّة احلكم يف �سوريا‪ ،‬بد�أ ظهور‬ ‫غناها ومكانتها يف املنطقة‪ ،‬وكان لها �أ ٌخ و�أختٌ حافظ الأ�سد َ‬ ‫وحيدان «حم َّمد وفاطمة خملوف»‪ ،‬حيث كانت دور «�أني�سة» يف ال�سلطة‪ ،‬فقد �شاركت زوجها‬ ‫عدّة ا�ست�شارات‪ ،‬كما بد�أت‬ ‫عائلتها معروف ًة بانتمائها للحزب ال�سوري احلكم من خالل َ‬ ‫القومي االجتماعي‪.‬‬ ‫ب�إدخال �أبناء عائلتها املق َّربني لدائرة ال�سلطة‬ ‫ال�سيا�س َّية والأمن َّية واالقت�صاد َّية‪ ،‬ومن �أبرزهم‬ ‫ويف عام ‪َّ 1958‬مت زواج «املد ِّر�سة» �أني�سة من «فاطمة وعلي ورامي خملوف»‪.‬‬ ‫املالزم «حافظ الأ�سد» بعد عودته من دورته‬ ‫التدريب َّية من م�صر‪ ،‬على الرغم من اعرتا�ض وبعد وفاة حافظ الأ�سد (‪ ،)2000‬ح�صل‬ ‫َ‬ ‫قات لهذا الزواج كانتماء حافظ خالف داخل الدائرة ال�صغرية احلاكمة يف‬ ‫عدّة مع ِّو ٍ‬ ‫َىّ‬ ‫الأ�سد حلزب البعث العربي اال�شرتاكي على �سورية حول من‬ ‫�سيتول احلكم‪ ،‬وكانت �أني�سة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫خالف دعم عائلة خملوف للحزب ال�سوري خملوف يف �صف وراثة ابنها ب�شار الأ�سد‬


‫‪21 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫ِّ‬ ‫�سدّة حكم مما جعلها تردد عبارات مثل «لو كان والدكما‬ ‫مف�ضل ًة �إ َّياه على �أخيه ماهر‪َ -‬‬‫البالد عن �أبيه‪ ،‬وبهذا تكون «�أني�سة» من �أبرز على قيد احلياة ملا و�صلت الأمور ملا هي عليه‬ ‫امل�شاركني يف تنفيذ �سيا�سة توريث احلكم يف الآن»»‪.‬‬ ‫�سوريا بعد �أن َّ‬ ‫خطط لها زوجها حافظ الأ�سد‬ ‫غادرت �أني�سة خملوف دم�شق م َتّجه ًة نحو‬ ‫طوال ال�سنوات ال�ست ال�سابقة لوفاته‪.‬‬ ‫الإمارات العرب َّية املتحدة (‪،)2013-1-10‬‬ ‫لتن�ضم هناك �إىل ابنتها ب�شرى الأ�سد التي‬ ‫� َّأما بعد اندالع الثورة يف �سورية (‪ ،)2011‬فكان‬ ‫َّ‬ ‫لأني�سة خملوف الدور الأبرز يف �إدارة ال�سلطة انتقلت �إىل الإمارات مع �أوالدها قبل قرابة‬ ‫وقمع ال�شعب ال�سوري من خلف الكوالي�س‪ ،‬الأربعة �أ�شهر‪ ،‬وعلى الرغم من خروجها من‬ ‫كما �أجمعت العديد من امل�صادر على � َّأن ر�أي �سوريا‪َ � ،‬اّإل � َّأن ا�ستمرار َّية دور �أني�سة خملوف‬ ‫«�أني�سة» يوازي �أو ي�ضاهي قرارات ابنها َّ‬ ‫ب�شار يف �إدارة ال�سلطة وقمع االحتجاجات يف �سوريا‬ ‫مرجحة‪.‬‬ ‫الأ�سد �أو قرارات �أخيه ماهر‪ ،‬وذلك ح�سب ال تزال َّ‬ ‫امل�صادر الداخل َّية والإعالم َّية التالية‪:‬‬ ‫ انطوين �شديد (مرا�سل النيويورك تاميز)‪:‬‬‫نق ًال عن م�س�ؤول تركي رفيع ال�ستوى «والدة‬ ‫الرئي�س اني�سة احمد خملوف ن�صحت ابنها‬ ‫الرئي�س ب�شار اال�سد بان يعالج ما يجري يف‬ ‫�سوريا الآن بنف�س الطريقة التي عالج فيها‬ ‫والده حافظ اال�سد ما جرى يف حماة ‪،1980‬‬ ‫وقالت له �أ َّنه يجب �أن يكون �شجاعا ومتم�سكا‬ ‫بر�أيه و�أن ي�سحق املتظاهرين»‪.‬‬ ‫ ال�شيخ �أن�س �سويد (عقب لقائاته مع َّ‬‫ب�شار‬ ‫الأ�سد)‪« :‬زوجة حافظ الأ�سد ال�سيدة �أني�سة �أم‬ ‫ب�شار الأ�سد‪ ،‬لها الدور والباع الأكرب يف ت�سيري‬ ‫�أمور البالد‪ ،‬كما �أ�شار �إىل � َّأن ب�شار كان ي�صاب‬ ‫بحالة هلع ملجرد �سماع ا�سم والدته‪ ،‬ويذكر‬ ‫ا�سمها باخلوف والرهبة»‪.‬‬ ‫ العميد الركن املن�شق «فايز عمرو»‪« :‬من‬‫يحكم اليوم يف �سوريا هم خم�سة �أ�شخا�ص‪:‬‬ ‫ب�شار الأ�سد و�شقيقه ماهر و�صهره �آ�صف‬ ‫�شوكت وحممد نا�صيف وعبد الفتاح قد�سية‪،‬‬ ‫وه�ؤالء تتقدمهم �أني�سة خملوف والدة ب�شار‬ ‫الأ�سد»‪.‬‬ ‫ عبد املجيد بركات (من�شق عن مكتب خل َّية‬‫�إدارة الأزمة)‪« :‬يف الق�صر (اجلمهوري)‬ ‫يوجد �أني�سة خملوف والتي �سمعت من � َّأن لها‬ ‫دور ًا كبري ًا يف �إدارة خلية الأزمة �أو اتخاذ‬ ‫القرارات»‪.‬‬ ‫ ويكيليك�س (الوثائق امل�س َّربة)‪« :‬والدة‬‫ب�شار الأ�سد‪� ،‬أني�سة خملوف‪ ،‬حمبطة ب�سبب‬ ‫الفو�ضى التي ت�سبب فيها كل من ب�شار وماهر‪،‬‬

‫«تغريدات �أني�سة»‬ ‫قام جمموع ٌة من النا�شطني ال�سوريني ب�إن�شاء‬ ‫ح�ساب على موقع التوا�صل االجتماعي «تويرت»‬ ‫ٍ‬ ‫با�سم «�أني�سة (�أم با�سل)»‪ ،‬حيث قاموا‬ ‫بالتعريف عنها على ل�سانها بعبارة‪�« :‬أني�سة‬ ‫خملوف (�أم با�سل) مواطنة �سورية عادية‬ ‫�صدف �أن �أ�صبح كل من زوجي وابني ر�ؤ�ساء‬ ‫ل�سوريا‪ ،‬مهت َّمة بفنون الطبخ وال�سيا�سة وتنكيد‬ ‫عي�شة �أ�سماء الأخر�س!»‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 22‬‬

‫دستور برمير السوري‬

‫خا�ص ‪ /‬املحامي �سامر تامر‬ ‫�إن � ّ‬ ‫أف�ضل ال�سيناريوهات مل�ستقبل �سوريا هو‬ ‫دولة مدن ّية دميقراطية‪ ،‬المذهبية وال دينية‪ ،‬و‬ ‫ال تخ�ضع لهيمنة ع�سكرية �أو تنظيم قتايل معني‬ ‫ي�سيطر بقوة ال�سالح �أو يفر�ض وجهة نظره �أو‬ ‫توجهه الدفني على �أفراد ال�شعب ال�سوري ‪...‬‬ ‫ولكن قيام �سوريا احلرة الدميقراطية املدنية‬ ‫املحافظة على �صورتها الوطنية والعروبية‬ ‫واال�سالمية ال�صحيحة دون منكهات‬ ‫�أوا�ضافات ‪ ....‬امنا هي �ضرب من �ضروب‬ ‫اخليال وفق املعطيات احلالية‪ ،‬وذلك لعدة‬ ‫�أ�سباب منها خارجية ومنها داخلية‪.‬‬ ‫ولكن املهم يف الدولة القادمة هو ال�شكل‬ ‫القانوين �أو الكيان القانوين لها وهذا ما‬ ‫تعار�ضه �أ�صال بع�ض الفئات املعار�ضة امل�سلحة‬

‫والتي تطالب ب�إقامة امارة �أو خالفة على �أر�ض‬ ‫ال�شام ‪ ،‬وهم بهذه الدعوة ي�ضعون ال�سوريني‬ ‫�أمام مفرتق طرق خطرة جد ًا ولن نقول �أن‬ ‫اال�سالميني هم ال�سبب يف تق�سيم �سوريا‬ ‫وامنا هم من يخدم الفكرة من خالل الرتويج‬ ‫لفكرهم اخلاليف والدعوة اىل مبايعة االمري‬ ‫وهذا ما يولد خماوف لدى ال�سوريني انف�سهم‬ ‫قبل الغرب ‪...‬‬ ‫ومن جهة اخرى ف�إن بروز دور املعار�ضة العلوية‬ ‫ال�سورية وعلو �صوتها ب�شكل علني ومفاجئ يف‬ ‫القاهرة ‪ ،‬بعد �سنتني من قيام الثورة امنا هو‬ ‫�أمر ال يختلف �أحد على �أنه جاء مت�أخر كثريا‬ ‫�أو �أنه جاء النقاذ ما تبقى من ماء الوجه ودرءا‬ ‫لالقتتال القادم يف �سوريا امل�ستقبل ونحن ن�ؤيد‬ ‫هذا التوجه وهذا الفكر ‪...‬‬ ‫ولكن اخلطري يف الأمر �أن تبد أ� املحا�ص�صة‬

‫الطائفية يف �سوريا بالطفو على ال�سطح‬ ‫ال�سيا�سي من خالل البدء بظهور معار�ضة‬ ‫م�سيحية وكردية وارمنية وغريه على غرار‬ ‫م�ؤمتر املعار�ضة العلوية ‪...‬‬ ‫وهذا ما يعني غياب فكرة الدولة عن كل‬ ‫امل�صطلحات لدى القادمني للحكم ‪ ..‬وب�صورة‬ ‫�أو�ضح �إن البدء عن تق�سيم البالد امنا يكون‬ ‫من خالل اظهار كيانات �أو كانتونات �صغرية‬ ‫متثل الأقليات ال�سورية ‪ ،‬وهنا يبدء ال�شرخ‬ ‫باملجتمع ال�سوري املت�أزم نف�سيا من هذه‬ ‫احلالة التي و�صل اليها ‪..‬‬ ‫وهذا الأمر يقودنا اىل النظر بو�ضوح اىل �أن‬ ‫النظام �سي�ستخدم املعار�ضة العلوية ب�شكل‬ ‫ق�سري ودون رغبة منهم يف مترير تق�سيم‬ ‫البالد من خالل العمل على توفري اركان‬ ‫الدولة العلوية التي تكون قادرة على حماية‬


‫‪23 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫مواطنيها وحتظى بحماية دولية لأنها �سوف‬ ‫ت�ضم الكثري من الأقليات ‪....‬‬ ‫ومن الناحية القانونية ف�إن ت�شكيل معار�ضة‬ ‫تخ�ص طائفة بعينها امنا هو امر اليخدم احد‬ ‫من ال�سوريني ‪ ،‬الن ال�شكل القانوين وامل�ضمون‬ ‫لهذه املعار�ضة ال يتمتع باي اعرتاف قانوين‬ ‫�سليم‪ ،‬كونها ولذلك ال ميكن اعتبار حركة‬ ‫امل او حزب اهلل او الكتائب اللبنانية او تيار‬ ‫امل�ستقبل او املردة معار�ضة �سيا�سية لها طابع‬ ‫تنظيمي وقانوين وامنا هي معار�ضة فئوية‬ ‫ولي�ست وطنية ‪...‬‬ ‫لذلك ف�إنه يتوجب على املعار�ضة الفئوية �أن‬ ‫تندمج حتت جناح االئتالف الوطني املعار�ض‬ ‫لكي تذوب معه وتن�صهر يف املجتمع املعار�ض‬ ‫وت�ؤدي ما هو مطلوب منها ب�شكل وطني ‪.‬‬ ‫وحيث �أننا ال نتمى جناح �أي خطة للنظام‬

‫�أو للغرب تقوم على م�ضمون التق�سيم فهذا‬ ‫يعني �أننا �سوف نعمل لأجل بقاء �سوريا واحدة‬ ‫موحدة من حيث اجلن�سية والأقليم ولكن ما‬ ‫لن ن�ستطيع منعه من الدخول الينا هو د�ستور‬ ‫برمير الذي �أبقى العراق عراق واحد ًا ولكنه‬ ‫قائم على حكم الأقاليم وهذا ما يطمح له‬ ‫النظام و الغرب على �أدنى تقدير وهذا ما‬ ‫يعمل البع�ض على خدمته ولو ب�شكل غري‬ ‫مق�صود ‪...........‬‬ ‫�أخري ًا وكما �أنه يف عامل ال�سيا�سة هناك‬ ‫مرجحة و�سيناريوهات م�ستبعدة‪،‬‬ ‫�سيناريوهات ّ‬ ‫بناء على الوقائع القائمة وتخ ّيل امل�سارات التي‬ ‫قد تتخذها يف حالة تطورها‪ ،‬لكن ذلك ال ينفي‬ ‫�أن عامل ال�سيا�سة زاخر باملفاجئات‪ ،‬فهو عامل‬ ‫�إن�ساين بالأ�سا�س‪ ،‬خا�ضع لفعل الإن�سان الذي‬

‫قد يفاجئك بقراراته و�أفعاله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويف الوقت نف�سه علينا �أن ندرك �أي�ضا �أن عامل‬ ‫ال�سيا�سة‪ ،‬عامل �إرادة‪ ،‬مبعنى �آخر‪ ،‬قد تكون‬ ‫مرجحة‪ ،‬لكنها ال تخدم‬ ‫بع�ض ال�سيناريوهات ّ‬ ‫امل�صلحة اجلمع ّية لل�سوريني‪ ،‬على اختالف‬ ‫�أطيافهم‪ ،‬فهذا يعني �أن الوعي والإرادة‬ ‫كفيلني برتجيح �سيناريوهات �أخرى �سواها‪،‬‬ ‫فعامل ال�سيا�سة‪ ،‬ح�سب ال�شعوب‪� ،‬إما �أن يكون‬ ‫رد فعل‪� ،‬أو فعل و�إرادة للم�ستقبل‪...‬وكثري من‬ ‫ال�شعوب يف التاريخ غيرّ ت من م�صائرها‪،‬‬ ‫بوعي و�إرادة‪ ،‬مرتافقني مع احرتام للآخر‬ ‫ال�شريك يف الوطن‪ ،‬بعيد ًا عن بروباغندا‬ ‫التكفري �أو التعميم �أو التخوين �أو الوالء للفرد‬ ‫امل�ستب ّد على �أ�س�س غريزية‪.‬‬ ‫احذروا �أيها ال�سوريون د�ستور برمير ‪� ...‬أو‬ ‫طائف جديد يف �سوريا ‪...‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 24‬‬

‫السنة في لبنان يستعدون للمعركة‬ ‫ُ‬

‫‪The New York Times‬‬ ‫‏‪By : JOSH WOOD‬‬

‫ترجمه ل�سورية بدا حرية ‪ :‬فدوى جميل‬ ‫«ال�صورة لل�سلفي ال�شيخ �أحمد ع�سري‪ ،‬يف‬ ‫الو�سط‪ ،‬مع م�ؤيديه خالل احتجاج �ضد‬ ‫احلكومة اللبنانية مطالبني بالإفراج عن‬ ‫ال�سجناء الإ�سالميني يف �شهر �شباط» ‪.‬‬ ‫طرابل�س‪ ,‬لبنان – مثلما �أ�صبحت �شرائح‬ ‫املجتمع امل�سلمة ال�سنية اللبنانية �أكرث‬ ‫جر�أة خالل الأحداث ال�سورية ‪ ,‬فقد �شهد‬ ‫اال�سالميني و املتطرفني ت�ضخم نفوذهم‬ ‫وجدت خطاباتهم عنيفة اللهجة جمهور ًا �أكرث‬ ‫تقب ًال لها ‪.‬‬ ‫يتم ت�صنيف العديد من اللبنانيني ال�سنة بانهم‬ ‫على �صلة وثيقة ب�أكرث املتمردين ال�سنة الذين‬

‫يقاتلون �ضد نظام الرئي�س ال�سوري ‪ ,‬ب�شار‬ ‫الأ�سد ‪ ,‬العلوي ‪ .‬يف الوقت نف�سه ي�شعر ه�ؤالء‬ ‫باحلرمان ‪ ,‬و التخلي عنهم من قبل الدولة و‬ ‫بانهم خا�ضعني لف�صائل �أخرى ‪ .‬خارج ًا عن‬ ‫هذا الغ�ضب و ب�شكل ُم�ستوحى من مكا�سب‬ ‫املتمردين يف �سوريا ‪ ,‬فقد �أ�صبحوا ‪ ,‬جهار ًا ‪,‬‬ ‫�أكرث عدا ًء جتاه حزب اهلل ‪ ,‬احلزب ال�شيعي ‪,‬‬ ‫و احلكومة املُ�سيطر عليها من قبل حزب اهلل ‪,‬‬ ‫و النظام ال�سوري ‪.‬‬ ‫«�أعتقد �أن ال�سنة يتحررون من قيودهم» قال‬ ‫عمر بكري رجل دين راديكايل �سني يعي�ش يف‬ ‫طرابل�س ‪ ,‬ثاين �أكرب مدينة لبنانية بعد بريوت‪.‬‬ ‫«لن ندع دم الأبرياء يف لبنان و �سوريا يذهب‬ ‫بدون حما�سبة» ‪.‬‬ ‫يف تظاهرة كانت قد قطعت الطريق هذا ال�شهر‬ ‫و يف كلمة �ألقاها �أمام ح�شد من املتظاهرين‬

‫ثار‪ ,‬داعي اال�سالم ال�شهال ‪ ,‬ال�شيخ ال�سني‬ ‫الذي ُيعترب م�ؤ�س�س احلركة ال�سلفية املتزمتة‬ ‫يف لبنان ‪� ,‬ضد �أعداء الطائفة ال�سنية ‪ .‬و قال‬ ‫« هم يريدون جعلنا عبيد ًا ‪ ,‬يريدون ال�سيطرة‬ ‫علينا بال�سالح كما فعل ب�شار الأ�سد» م�ضيف ًا‬ ‫«نحن �أهداف لهم» ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يف حني �أن هذا الغ�ضب لي�س �أمرا جديدا ‪,‬‬ ‫فقد مت اعاقة الطائفة ال�سنية �سيا�سي ًا منذ‬ ‫فرتة طويلة ب�سبب فقدان القيادة ‪ ,‬التما�سك و‬ ‫التنظيم ‪ .‬لكن هذا �آخذ يف التغري ‪.‬‬ ‫ين�شئ القادة ببطء‪ ,‬واحد منهم هو ال�شيخ‬ ‫�أحمد ع�سري ‪ ,‬و هو رجل دين �سلفي من جنوب‬ ‫مدينة �صيدا ‪ .‬رف�ضه خ�صومه حني بدء بلفت‬ ‫االنتباه ‪ ,‬لكن رغبة ال�سيد ع�سري يف مواجهة‬ ‫كل من حزب اهلل و نفوذ �سوريا و ايران يف‬ ‫لبنان كان له �صدى مع العديد من الذين‬


‫‪25 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫ي�شعرون بالإحباط يف الو�ضع الراهن‪.‬‬ ‫«عندما ازداد الأمل من ال�سيطرة االيرانية ‪,‬‬ ‫ر�أى النا�س ال�صدق و احلقيقة فيما ن�ؤمن به‬ ‫و لذلك قد ان�ضموا لنا» قال ال�سيد ع�سري ‪.‬و‬ ‫كبع�ض اال�سالميني ال�سنة املت�شددين الآخرين‪,‬‬ ‫رف�ض ال�سيد ع�سري دعوة حزب اهلل با�سمه ‪,‬‬ ‫و الذي يعني انه حزب هلل يف اللغة العربية ‪,‬‬ ‫م�شري ًا له بد ًال من ذلك كاالحتالل االيراين او‬ ‫امل�شروع االيراين يف لبنان ‪ .‬يدعو �آخرون حزب‬ ‫اهلل بحزب ال�شيطان ‪.‬‬ ‫يف وقت ق�صري ن�سبي ًا ‪ ،‬بني ال�سيد ع�سري ح�شد‬ ‫غفري من الأتباع املت�شددين املتدينني‪ .‬يف جميع‬ ‫�أنحاء البالد‪ُ ،‬خطبه النارية ك�سبت الآالف يف‬ ‫�صفه ‪ ،‬متجاوزة االنق�سامات اجلغرافية التي‬ ‫تف�صل بني امل�ستوطنات ال�سنية املتناثرة يف‬ ‫البالد ‪.‬‬ ‫«ال�شيخ ع�سري هو �صوت جميع النا�س –‬ ‫امل�سلمني ‪ ,‬امل�سيحيني ‪ ,‬الدروز – لأنه �ضد‬ ‫�سالح حزب اهلل» قال خالد امل�صري ‪ ,‬و هو‬ ‫�أحد املتظاهرين يف تظاهرة حا�شدة يف‬ ‫طرابل�س ‪.‬‬ ‫عندما لفتت حركة ال�سيد ع�سري النظر بادئ‬ ‫ذي بدء يف العام املا�ضي ‪ ,‬كان قد �أكد قائ ًال‬ ‫انها حركة �سلمية و غري م�سلحة ‪ ,‬مقارنة‬ ‫مع حزب اهلل ‪ .‬يف الأ�شهر االخرية ‪ ,‬على‬ ‫الرغم من ذلك ‪ ,‬فقد خا�ض �أن�صاره معارك‬ ‫بالأ�سلحة النارية مع معار�ضيه ‪ ,‬و الآن يرافق‬ ‫امل�سلحني رجال الدين يف الأماكن العامة ‪.‬‬ ‫�أرتدى ال�سيد ع�سري بنف�سه ‪ ,‬يف �أواخر ال�شهر‬ ‫املا�ضي مالب�س القتال و �أم�سك ببندقية �آلية‬ ‫بينما كان يقف كحار�س مل�سجده يف �صيدون‬ ‫‪ .‬لقد ادعى ان عنا�صر حزب اهلل قد ان�ش�أوا‬ ‫نقطة تواجد م�سلحة بالقرب من م�سجده و‬ ‫حذروا انهم رمبا ينوون مهاجمته ‪.‬‬ ‫« �إن حملنا لل�سالح كان ردة فعل جتاه‬ ‫حما�صرتنا من قبل اجلماعات امل�سلحة‬ ‫عندما مل ت�أتي قوى الأمن اللبنانية لإنقاذنا»‬ ‫قال ال�سيد ع�سري يف �إحدى املقابالت ‪« .‬بعد‬ ‫تعر�ضنا للهجوم من قبل االحتالل الإيراين ‪,‬‬ ‫�أعلنا �أننا �سنقوم بالرد على �أي هجوم �ضدنا»‬ ‫يف ال�ضاحية ‪ ,‬منطقة الواحي اجلنوبية يف‬ ‫بريوت ذات الأغلبية ال�شيعية ‪� ,‬أن�ش�أ حزب‬ ‫اهلل مقره ‪ ,‬م�سيطر ًا على املنطقة بالكامل و‬ ‫متولي ًا �إدارة كل �شيء من الأمن �إىل اخلدمات‬ ‫االجتماعية‪ .‬كان ُيدير دولة ب�شكل فعال داخل‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫امل�سلحون ال�سنة مثل ال�سيد بكري يتجهون‬

‫الآن �إىل �إن�شاء مناطق مماثلة من �أجل‬ ‫الدعوة خا�صتهم ‪ُ .‬منع ال�سيد بكري ‪ ,‬ذو‬ ‫االقامة الطويلة يف بريطانيا حيث كان‬ ‫�شخ�صية مثرية للجدل يف �آرائه املتطرفة ‪,‬‬ ‫من البقاء يف ذلك البلد عام ‪ 2005‬عندما‬ ‫قامت احلكومة الربيطانية بتكثيف �إجراءات‬ ‫مكافحة الإرهاب‪ .‬يف عام ‪� , 2010‬أدين بتهمة‬ ‫الإرهاب وتلقى ُحكم ًا بال�سجن مدى احلياة من‬ ‫قبل حمكمة لبنانية‪� .‬إال �أنه ما زال ُحر ًا ‪ ،‬يعي�ش‬ ‫بدون حماكمة يف طرابل�س‪.‬‬ ‫«يتواجد �أفراد احلركة اال�سالمية يف طرابل�س‬ ‫مع اال�سلحة و املعدات اخلا�صة بهم‪ ,‬وال �أحد‬ ‫يتجر أ� على االقرتاب منهم» يقول ال�سيد بكري‪.‬‬ ‫يف طرابل�س و غريها من مقرات املتطرفني‬ ‫ال�سنة ‪ ,‬تعمل اجلماعات امل�سلحة الآن و يفلتون‬ ‫من العقاب ‪ .‬حيث تلوح امليلي�شيات ب�أ�سلحتهم‬ ‫يف جميع �أنحاء املدينة ‪ ,‬حتى �أمام قوات الأمن‬ ‫اللبنانية املنت�شرة ‪.‬‬ ‫م�ؤخر ًا ‪ ,‬قام م�سلحني ملثمني م�سا ًء باالعتداء‬ ‫على م�شفى طرابل�س لإطالق �سراح رفيق‬ ‫ال�سالح الذي كان قد �أ�صيب واعتقل يف هجوم‬ ‫على قافلة وزير حكومي يف كانون الثاين‪ .‬و‬ ‫نادرة هي االعتقاالت ملثل هذه احلوادث ‪.‬‬ ‫و قد ُعلقت يف و�سط املدينة ‪ ,‬مل�صقات قائد‬ ‫ميلي�شيا �سنية ُقتل منذ عدة �سنوات �إىل جانب‬ ‫تعليق رايات ا�سالمية �سوداء على واجهات‬ ‫مباين جميلة يعود تاريخها �إىل �أيام احلكم‬ ‫الفرن�سي ‪ .‬و ُتباع يف ال�شوارع �أقنعة و �سرتات‬ ‫واقية لنقل الذخرية ‪.‬‬ ‫«عندما يعتدي علينا حزب اهلل و ا�صدقائه ‪,‬‬ ‫�سنجعل ال�ضاحية هي كل مكان لتواجد ال�سنة‬ ‫« قال بالل امل�صري ‪ ,‬و هو زعيم ميلي�شي �سنية‬ ‫يف املدينة الهائجة يف حي باب التبانة ‪.‬‬ ‫و مع ا�ستمرار احلرب الأهلية ال�سورية ‪ ،‬فقد‬ ‫�شهد حي ال�سيد م�صري الفقري ا�شتباكات‬ ‫متكررة و قاتلة على نحو متزايد مع جبل‬ ‫حم�سن ‪ ،‬و التي فيها مبا يعادل ربع العلوية يف‬

‫املناطق القريبة و التي هي موطن لكثري من‬ ‫امل�ؤيدين املخل�صني لل�سيد الأ�سد ‪ ,‬املتعاونني‬ ‫املتدينني معهم ‪.‬‬ ‫اتخذ بع�ض اللبنانيني امل�سلحني ال�سنة علم‬ ‫ثوار اجلي�ش احلر علم ًا لهم ‪ .‬و قد عرب البع�ض‬ ‫الآخر احلدود لالن�ضمام للثوار املقاتلني ‪ .‬يف‬ ‫حني هدد ‪ ,‬اجلي�ش ال�سوري احلر ‪ ,‬ال�شهر‬ ‫املا�ضي ببدء مهاجمة �أهداف حزب اهلل يف‬ ‫لبنان متهم ًا اياه ب�إر�سال مقاتلني �إىل �سوريا‬ ‫مل�ساعدة القوات احلكومية و ق�صف منطقة‬ ‫الق�صري ‪ ,‬ال�سورية ‪ ,‬و �ضواحيها من مواقع‬ ‫داخل لبنان ‪.‬‬ ‫ميكن لأي هجوم عرب احلدود �أن يكون له‬ ‫عواقب وخيمة على لبنان ‪ .‬و على الرغم من‬ ‫نوبات من العنف املتعلقة باحلرب يف �سوريا‪,‬‬ ‫فقد متكنت حتى الآن من الإفالت من ن�شوب‬ ‫ال�صراع ‪ ,‬ولكن على الأقل مت �إ�صدار فيديو‬ ‫واحد من قبل �ضباط متمردين يدعون فيه‬ ‫ال�سنة اللبنانيني لالن�ضمام �إىل اجلي�ش‬ ‫ال�سوري احلر يف مواجهة حزب اهلل و زعيمه‬ ‫ح�سن ن�صر اهلل ‪.‬‬ ‫قادة تيار امل�ستقبل‪ ،‬احلزب ال�سيا�سي‬ ‫املدعوم ب�شكل تقليدي من قبل الطائفة‬ ‫ال�سنية ‪ ،‬عازمني على جتنب ال�صراع ‪ ،‬لكنهم‬ ‫فقدوا الكثري من نفوذهم ب�سبب املتطرفني‬ ‫والإ�سالميني املت�شددين‪.‬‬ ‫«ن�أمل �أن ال حتدث املواجهة ‪ ,‬لكن ن�صر‬ ‫اهلل‪ ,‬مع دعمه للنظام ال�سوري و قتل ال�شعب‬ ‫ال�سوري ‪ ,‬يدفعنا جتاه ذلك» قال ال�سيد ع�سري‪.‬‬ ‫و ب�صراحة �أكرب ‪ ,‬ي�سعى قادة امليلي�شيات‬ ‫كال�سيد امل�صري �أكرث اىل القتال ‪.‬‬ ‫«�سنحارب حزب اهلل �سواء طلب منا ذلك‬ ‫اجلي�ش ال�سوري احلر �أم مل يطلب ‪ ,‬الن حزب‬ ‫اهلل �سوف يهاجمنا» قال م�ضيف ًا «نحن بالفعل‬ ‫يف حرب �أهلية يف الوقت احلايل» ‪ .‬و «لبنان‬ ‫منق�سمة بالفعل و تنتظر فقط �شرارة ‪ ,‬ال‬ ‫�أكرث»‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 26‬‬

‫مر الكالم «احلكومة‪ ...‬محكومة أم حاكمة؟»‬ ‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬ ‫انطلق���ت الث���ورة ال�سورية بعفوي���ة وب�ساطة وب���دون �أجندة‬ ‫�سيا�سية حمددة �أو معروفة �سلفا» ‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك كان ��ت مطالب الث ��ورة وا�ضحة وتتمث ��ل با�سقاط‬ ‫النظام واحل�صول على احلرية الكاملة ‪.‬‬ ‫الف�شل يف ا�سقاط النظام عن طريق الثورة ب�سرعة وامتداد‬ ‫ت�أثريات الثورة اقليمي���ا» ودوليا» جعل من ال�ضروري وجود‬ ‫ج�سم �سيا�سي ليعرب عن الثورة ومطالبها يف اخلارج ‪.‬‬ ‫ظه���ر املجل�س الوطني ككي���ان �سيا�سي يف ظ���روف خا�صة‬ ‫و�سعي���ا» وراء ا�ستن�س���اخ التجرب���ة الليبي���ة يف �سوريا ؛ ومت‬ ‫ت�شكيله بطريقة توافقية على �أ�سا�س حما�ص�صة معينة بني‬ ‫بع�ض الأطراف واجلهات وال�شخ�صيات ال�سيا�سية ‪.‬‬ ‫ا�ستم���رار املجل�س ب���دون فاعلي���ة ثورية �أو عملي���ة للداخل‬ ‫قل�ص من دوره دوليا» ؛ ومع ف�شله يف تو�سيع �صفوفه واعادة‬ ‫الهيكلة مرارا» جعل من والدة ج�سم �سيا�سي بديل �أمرا» ال‬ ‫بد من ح�صوله ‪.‬‬ ‫ظه���ر االئت�ل�اف الوطني حتقيق���ا» لرغب���ة دول اال�صدقاء‬ ‫يف توحيد �صف���وف املعار�ضة من �أجل تق���دمي �أف�ضل �أنواع‬ ‫الدعم لها �سيا�سي���ا» وماليا» وع�سكريا» والعطاء االئتالف‬ ‫�شرعية �سيا�سية وقانوني���ة وت�سليمه ال�سفارات ال�سورية يف‬ ‫اخلارج ‪.‬‬ ‫لك���ن تراج���ع دول الأ�صدق���اء عن وعودها جع���ل االئتالف‬ ‫يفقد الكثري من زخمه ور�صيده الأويل ؛ وهذا الأمر �أعطى‬ ‫رئي����س االئت�ل�اف لط���رح مب���ادرة �سيا�سية فردي���ة با�سمه‬ ‫حل���ل �سيا�سي مع النظام ولكنه���ا مل تلقى القبول من هيئة‬ ‫االئتالف بال�صيغة التي طرحها اخلطيب ‪.‬‬ ‫مت الدف���ع من قب���ل بع�ض اط���راف االئت�ل�اف وبع�ض دول‬ ‫اال�صدق���اء لت�شكيل حكومة انتقالي���ة م�ؤقتة ؛ رغم �أن ذلك‬ ‫لق���ي معار�ض���ة وا�سعة النط���اق يف ال�سابق مم���ا ا�ستدعى‬ ‫لت�أجيل اجتماع ت�سمية رئي�س حكومة مرات عدة ‪.‬‬ ‫طريق���ة اختيار وت�سمية رئي����س احلكومة القت اعرتا�ضات‬ ‫كثرية م ��ن �أو�ساط االئتالف و�سبب ��ت خالفات كثرية �أدت‬ ‫لتجمي���د ع�ضوي���ة بع����ض الأع�ض���اء يف االئت�ل�اف ؛ ورمبا‬ ‫�ستكون احلكومة وت�شكيلها �سببا» من �أ�سباب انفراط عقد‬ ‫االئتالف فيما بعد ‪.‬‬ ‫اخلط���وة الأوىل يف ت�سمي���ة رئي����س احلكوم���ة حفل���ت بكل‬ ‫ه���ذه امل�صاع���ب فهل تك���ون اخلط���وات التالي���ة يف ت�سمية‬

‫ال���وزراء وطاقمهم الفني �أ�سهل �أم‬ ‫�أنه���ا �ستف���رز املزيد م���ن امل�شاكل‬ ‫والتوترال�سيا�س���ي يف �صف���وف‬ ‫املعار�ضة ‪.‬‬ ‫احلكومة تعاين م���ن ظروف ذاتية‬ ‫ت�ؤث���ر عل���ى اداءه���ا وحت���ى ل���و مت‬ ‫جتاوزها تبقى الظروف املو�ضوعية‬ ‫هي احلاكمة وامل�ؤثرة يف الأداء ‪.‬‬ ‫هن���اك بع����ض اال�ش���كاالت غ�ي�ر‬ ‫الوا�ضحة يف عمل احلكومة وت�شكيلها ؛ مثال» ما هو الق�سم‬ ‫ال���ذي �ست�ؤديه احلكومة وهل مت التواف���ق حوله و�أمام من‬ ‫�ستقوم بذلك ؟ ومع���روف �أن �أزمة د�ستورية كبرية ن�شبت‬ ‫يف البالد يف خم�سينات الق���رن املا�ضي ب�سبب االختالف‬ ‫حول الق�سم ‪.‬‬ ‫ثم �أي���ن �سيكون مق���ر احلكومة الدائم ملمار�س���ة �أعمالها‬ ‫؟ وه���ل مت اع���داد الك���وادر احلكومي���ة الفني���ة املنا�سب���ة‬ ‫والالزمة ؛وه���ل �ستح�صل خالفات ح���ول ت�سمية الوزراء‬ ‫والطاقم احلكوم���ي �شبيهة مبا حدث عن���د ت�سمية رئي�س‬ ‫احلكوم���ة وا�ستم���رار نه���ج املحا�ص�ص���ة ال�سيا�سي���ة بني‬ ‫اط���راف املعار�ض���ة واق�صاء بع�ض االط���راف من العملية‬ ‫ل�صال���ح تكتالت معينة مما يحدث مزيدا» من اخلالفات‬ ‫يف �صفوف املعار�ضة ‪.‬‬ ‫لي����س هن���اك �ألي���ة مو�ضوع���ة لعم���ل احلكوم���ة ونظامها‬ ‫الداخل���ي ويف�ض���ل �أن ت�ض���م وزارات �أ�سا�سي���ة تق���دم‬ ‫اخلدمات لل�سوريني يف الداخل واخلارج ولكن ال�س�ؤال هل‬ ‫�ستتوفر لها االمكانيات للقيام بذلك ؟‬ ‫ه���ل �ستك���ون �صبغ���ة احلكوم���ة �سيا�سي���ة حم�ض���ة وتقود‬ ‫للتفاو����ض م���ع النظ���ام ؟ �أم هل �ستك���ون حكومة خدمات‬ ‫للنا�س ؟ هل �ستكون حكومة منفى �أم حكومة يف الداخل ؟‬ ‫هل �ستكون مقدمة لتق�سيم البالد ام حتريرها ؟‬ ‫�أ�سئلة كثرية غري حم�سومة وغري معروفة نهاياتها ؛ معرفة‬ ‫ا�سم رئي�س احلكومة فقط �أثار كل هذا اللغط واخلالفات‬ ‫؛ فكيف �ستكون احلالة الحقا» ؟‬ ‫بالنتيج���ة احلكوم���ة �أمامه���ا مه���ام كب�ي�رة وم�صريي���ة‬ ‫وخط�ي�رة ؛ وه���ي لي�ست حاكمة لت�ستطي���ع �أن تفعل الكثري‬ ‫‪ ....‬احلكومة حمكومة ولي�ست حاكمة فماذا ننتظر منها؟‬


‫‪27 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫املعوجة‬ ‫املستقيم في البالد‬ ‫ّ‬

‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬حممد جمال طحان‬ ‫مل ي� أش� �أن يغيرّ م�سار �سيارته‪ ،‬كالآخرين‪ ،‬لأنه‬ ‫يعتقد �أنه رجل نظامي‪ .‬ن ّفذ كل تعليمات املرور‬ ‫بحذافريها‪ .‬لذلك مل ي�أبه لدورية املرور التي‬ ‫لتفح�صها‪ .‬مرت قبله‬ ‫تعرت�ض ال�سيارات ّ‬ ‫�سيارة خالية من البللور اخللفي‪� ..‬أخذت‬ ‫الدورية �شيئ ًا ما من داخل دفرت ال�سيارة‬ ‫وتركتها مت�ضي‪ .‬حني و�صل �أمام الدورية‬ ‫�أبرز �أوراقه النظامية ولكنه فوجئ ب�أن �أحد‬ ‫العنا�صر مي�سح ب�إ�صبعه على زجاج ال�سيارة‬ ‫اجلانبي ثم يحرر له خمالفة‪.‬‬ ‫�أراد �أن ي�سري بطريق م�ستقيمة لأنها �أق�صر‬ ‫الطرق‪ ،‬ومل يلتف ليتج ّنب الدورية‪ ،‬لكنه‬ ‫�أي�ض ًا‪ -‬مل يتع ّلم كيف ي�ضع �شيئ ًا ما داخل‬‫لتتي�سر �أموره �أي�ض ًا‪ ..‬عندما‬ ‫�أوراق ال�سيارة ّ‬ ‫�شاء �أن يعطي بع�ض الدرو�س اخلا�صة يف‬

‫غرفة من منزله‪ ..‬جاءته الدورية و�سجلت‬ ‫غرفته معهد ًا‪ ..‬و�أغلقتها بال�شمع الأحمر‪..‬‬ ‫راجع الدوائر الر�سمية وقام بالإجراءات‬ ‫الالزمة‪ ..‬لكنّ الرجل املتخ�ص�ص بالتوقيع‬ ‫النهائي ذ ّيل الورقة بجملة «للرت ّيث» وهذا‬ ‫يعني بقاء الغرفة مغلقة حتى �إ�شعار �آخر‪..‬‬ ‫هل يعلم �صاحب الرت ّيث �أنه و ّقع على �إغالق‬ ‫هذه الغرفة ب�أربع �أختام من ال�شمع الأحمر‪.‬‬ ‫املعاهد الكبرية غري املرخ�صة ما تزال تقوم‬ ‫بعملها كاملعتاد‪ ..‬كثري من املعاهد املو�صى‬ ‫ب�إغالقها جاءت حا�شيتها من قبل الدورية‬ ‫املكلفة باملراقبة‪ :‬مل نعرف العنوان‪� ..‬أو املعهد‬ ‫ال وجود له ‪� ..‬أو املعهد مغلق وال ميار�س عمله‪.‬‬ ‫وال�سبب �أن �أ�صحاب تلك املعاهد و�ضعوا �شيئ ًا‬ ‫ما داخل الأوراق التي قدموها للدورية‪..‬‬

‫املعوجة‬ ‫�أخري ًا‪� ..‬أدرك �أن امل�ستقيم يف البالد‬ ‫ّ‬ ‫هو �أقرب الطرق �إىل الهاوية‪.‬‬ ‫باع ممتلكاته‪ ..‬مللم �أوراقه‪ ..‬غادر البالد التي‬ ‫كان يحبها تارك ًا البالد لل�سادة الأفا�ضل الذين‬ ‫تعودوا �أن ي�أخذوا دائم ًا �شيئ ًا ما من داخل‬ ‫�أوراق املواطنني‪ ،‬وي�ضعوا ثقل القانون على‬ ‫الذين مل يتعلموا ‪-‬بعد‪ -‬كيف يدفعون املعلوم‬ ‫لأولئك التافهني‪.‬‬ ‫من �أجل هذا قامت الثورة ‪.‬‬

‫ومايزال املغرتب ينتظر حلظة الفرج ليعود‬ ‫�إىل بلده ‪ ،‬ولينفي عن نف�سه �صفة (املغرتب)‬ ‫الذي مل يحرتق ب�صاروخ �سكود‪ ،‬ومل يع�ش‬ ‫غري �أن �صاحبنا م�ستقيم‪ ..‬ومايزال يظن �أن معاناة �أهله بالداخل‪ ،‬وليقدّم ك�شف ح�ساب‬ ‫عن م�ساهمته يف ن�صرة الثورة والثائرين‪.‬‬ ‫اال�ستقامة هي �أقرب الطرق �إىل الفالح‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 28‬‬

‫نساء بني فقاعات األمم املتحدة وبراثن األسد‬ ‫خا�ص ‪� /‬شذا الأحدب‬ ‫كاتبة وباحثة اعالمية واجتماعية‬ ‫مل تكن يوما احلياة عادلة يف دول العامل‬ ‫الثالث فلماذا �ستكون الآن ؟ وتبدو املطالبة‬ ‫بحقوق املر�أة مطالبة تدعو لل�سخرية والإن�سان‬ ‫يف عاملنا العربي رجل كان �أم امر�أة �أم طفل‬ ‫يقع حتت عجلة الرحى رحى التهمي�ش والفقر‬ ‫وتدين م�ستوى االعتبارات الإن�سانية ‪.‬‬ ‫ف�شعار املطالبة بحقوق املر�أة ي�صبح �شعارا‬ ‫مفرغا من حمتواه عندما نلم�س تلك الفجوة‬ ‫بني احلقوق والواجبات وبني ال�سيا�سة‬ ‫واملواطنة وبني قانون الأحوال ال�شخ�صية‬ ‫واحلياة العملية ‪.‬‬ ‫ويف حني يحتفل العامل باليوم العاملي للمر�أة‬ ‫ويف حني ت�ستلم امر�أة من تلك الن�ساء جائزة‬ ‫مل�ساهماتها يف تطوير جمتمعها ‪،‬وبينما‬ ‫تنهمك املنظمات الإن�سانية يف جداول �أعمالها‬ ‫املزدحمة للقيام بفاعليات تخ�ص هذا اليوم ‪،‬‬ ‫تقبع يف تلك الزاوية من العامل فتاة تايلندية‬ ‫ال تتجاوز الثامنة من العمرتقوم كل يوم م�ساء‬ ‫ولغاية ثماين �ساعات يوميا ب�ألعاب بهلوانية‬ ‫لإ�سعاد وابهار املارة وال�سياح الأجانب لت�ستطيع‬ ‫�أن حتظى بر�ضى ذلك الرجل الذي ميلكها من‬ ‫خالل كمية الأموال التي تنهال �أمامها ‪.‬‬ ‫ويف هذه الأثناء تنهمك امل�ؤ�س�سات الإن�سانية‬ ‫التابعة للأمم املتحدة برتتيب الأفالم‬ ‫الوثائقية واجلمل والعبارات التي تعك�س عملها‬ ‫يف الإهتمام بق�ضايا املر�أة وغريها من الق�ضايا‬ ‫الإن�سانية ونعي�ش نحن يف هذه الفقاعات التي‬ ‫تن�شرها الأمم املتحدة يف العامل لتخلق لدينا‬ ‫القناعة ب�أننا نحيا يف عامل من الإهتمام‬ ‫واملباالة واحلماية ‪ .‬بينما تقوم تايالند‬ ‫بحكوماتها بتح�صيل ‪ %60‬من ميزانيتها من‬ ‫خالل املتاجرة ب�أج�ساد الن�ساء ‪.‬‬ ‫وعندما ترى عيني هذه الفتاة وت�س�أل عن‬ ‫ال�سبب وتت�س�أل �أين مندوبي الأمم املتحدة ي�أتي‬ ‫اجلواب �سريعا �أنهم مروا من هنا ور�أو ورمبا‬ ‫انبهروا كغريهم من املارة ‪.‬‬ ‫عندما بد�أت الثورة يف �سورية مل يكن لأحد‬ ‫�أن يت�صور �إىل �أي مدى ممكن �أن ت�صل �إليه‬ ‫انتهكات حقوق الإن�سان و�إىل �أي مدى ممكن‬ ‫�أن ي�صل العنف املمار�س على �إن�سان ج�سديا‬ ‫وفكريا وكان للمر�أة ال�سورية ن�صيب وافر من‬

‫هذا العنف وارتفعت حينها وبقوة �شعارات‬ ‫املطالبة باحلرية‪ ،‬ووقفت الن�ساء ليطالنب‬ ‫بالكرامة الإن�سانية املهدرة ومل يتبادرلأذهانهن‬ ‫يف بداية الثورة �أن الأمم املتحدة وبكل ما متلك‬ ‫من م�ؤ�س�سات ومنظمات ان�سانية حقوقية‬ ‫�ستكون عاجزة على تخلي�ص ن�ساء �سورية من‬ ‫براثن الأ�سد و�شبيحته الذين انتهكوا حرمة‬ ‫الأم والأخت والزوجة ومل ي�سمعوا يوما باليوم‬ ‫العاملي للمر�أة ‪.‬‬ ‫وبينما تبلغ ن�سبة الإغت�صاب يف �سورية من‬ ‫بدء الثورة �إىل الآن �أكرث من ‪ 15000‬حالة‬ ‫م�سجلة فقط ناهيك عن اللواتي رف�ضن‬ ‫ت�سجيل حالتهن خوفا من ال�ضغط االجتماعي‬ ‫وخوفا من تهديد النظام‪ ،‬ت�ستمر املر�أة يف‬ ‫�سورية بدفع عجلة الثورة واجلهاد يف �سبيل‬ ‫حرية �أبنائها نا�سية و�سط هذا القتل وو�سط‬ ‫هذه االنتهاكات املطالبة بحقوقها حيث ذابت‬ ‫هذه املطالبات والتي تبدو يف بع�ض احلاالت‬

‫كاملطالبة بحقوق الأقليات لتن�صهر يف �سورية‬ ‫كما تن�صهر الأج�ساد والدماء واحلقوق‬ ‫وت�صبح ج�سدا ودما وحقا �سوريا خال�صا‪.‬‬ ‫ويبقى اليوم العاملي للمر�أة فقاعة من فقاعات‬ ‫الأمم املتحدة تطلقها كل �سنة لتن�سينا عمدا‬ ‫وق�سرا كما يفعل النظام الأ�سدي �أن هناك‬ ‫طفلة تنتهك وامر�أة ال ت�شعر ب�إن�سانيتها تنظر‬ ‫يف عيون املارة لرتى نظرة تعرتف ب�إن�سانيتها‬ ‫وكيانها وما �أكرث املارة يف العامل ‪.‬‬ ‫ويبقى املارة يتابعون باهتمام املر�أة ال�سورية‬ ‫على �شا�شاتهم بينما يحدق املارة يف العامل‬ ‫بالألعاب البهلوانية التي يحرتفها ال�سيا�سني‬ ‫كما حترتف الن�ساء يف تايالند �ألعابهم‬ ‫اخلا�صة ويف هذه الأثناء ت�ضع الأمم املتحدة‬ ‫خططها اجلديدة للأعوام اخلم�سة املقبلة‬ ‫وتدرج حقوق املر�أة يف العامل �ضمن هذه‬ ‫اخلطة ولكن ال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه هل‬ ‫تت�ضمن هذه اخلطة الأ�سد ؟؟؟؟؟‬


‫‪29 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫محكمة‪ ..‬اجللسة الثانية‬

‫خا�ص ‪� /‬سعد الدين طاف�ش‬

‫هيئة حمكمة ال�شعب‬ ‫رقــم املـلـف‪2011:‬‬ ‫تـاريخ امللف‪2013/3/15:‬‬ ‫تاريخ اجلل�سة‪2013/3/21:‬‬ ‫بتاري���خ‪2013/2/15‬‬ ‫ح�ضرت‬ ‫اجله���ة املدعية‬ ‫ميثله���ا بع�ض الذي���ن متكنوا م���ن اخلروج من‬ ‫حتت احل�صار‪.‬‬ ‫كم���ا ح�ض���رت اجله���ة املدع���ى عليه���ا ميثله���ا‬ ‫جمموعة من املغرتبني‪.‬‬ ‫اجلهة املدعية ‪ :‬كررت م�آل الأدعاء ‪.‬‬ ‫�سئلت اجله���ة املدعية عليها ف�أق���رت بالدعوى‬ ‫�شك ًال وم�ضمون ًا ‪ ....‬وقالت مقام هيئة حمكمة‬ ‫ال�شعب املوقرة نلتم�س التكرم ب�سماع �أقوالنا ‪:‬‬ ‫ نفي���ت م���ن الأر����ض الدافئ���ة وحرم���ت م���ن‬‫حنان الوط���ن ور�ؤية جنومه املتلألئة يف �سمائه‬ ‫ال�صافية‪.‬‬ ‫هناك عل���ى تلك الأر�ض حيث زرعت الزيتون‬‫والزيزف���ون والرمان‪...‬تل���ك الأر�ض التي تربع‬ ‫عليها �شجر وع�شب وروح مالئكية حتادثني كل‬ ‫حلظة تهدين���ي دفئا �أحن من دفئ االن�سان ‪...‬‬ ‫والأن نحن مغرتبون‬ ‫ مل ن�ت�رك الأر�ض طواعية ولك���ن ق�ست علينا‬‫الطواغيت واجربونا على الغربة ‪.‬‬ ‫ تغربن���ا وتعر�ضنا لالهان���ة يف بع�ض الأحيان‬‫يف �أر�ض غريب���ة نعا�شر �أنا�س��� ًا غرباء النعرف‬

‫طباعهم والي�شعرون بنا �أبد ًا‪.‬‬ ‫ ي���ا �سي���دي ما نحن ب�ل�ا �أوطاننا �س���وى قبور‬‫باردة تنتقل يف الطائرات من بلد اىل بلد‬ ‫هيئة املحكمة املوقرة‪:‬‬ ‫ انن���ا نع�ت�رف ونق���ر بتق�صرينا جت���اه �شعبنا‬‫ال�س���وري العظيم ال���ذي يبذل كل م���ا لديه من‬ ‫ت�ضحيات من �أجل احلرية ولي�س لدينا �أية دفوع‬ ‫�أو حجج �أو �أعذار لنقدمها اىل حمكمتكم ولكن‬ ‫م�شاغل احلياة يف الغرب���ة الطويلة �شغلتنا عن‬ ‫وجع اهلنا وما يجري لهم يف وطننا احلبيب‪.‬‬ ‫ �ضمائرن���ا كان���ت نائم���ة بع����ض ال�شي���ئ‬‫و�أحا�سي�سنا باتت ب���اردة �أمام �شا�شات التلفزة‬ ‫���ال ويجب �أن الت�ب�رد امل�شاعر نحوه‬ ‫فالوطن غ ٍ‬ ‫ويجب �أن تبقى ال�ضمائر يقظة ‪.‬‬ ‫ �سنق���دم الدع���م له���ذا ال�شع���ب املغ���وار م���ا‬‫�أ�ستطعن���ا الي���ه �سبي�ل�ا ‪� -‬سن�ساع���د الالجئني‬ ‫و�سندع���م الث���وار على الأر�ض الذي���ن يدافعون‬ ‫ع���ن �أعرا�ضن���ا م���ن �أج���ل التخل�ص م���ن هذا‬ ‫ال�سرطان الوبائي ‪.‬‬ ‫‪ -‬نريد �أن نع���ود اىل �أوطاننا فالغربة و�سنينها‬

‫املرة يف �ش���وارع العوا�صم الكبرية �أنهكت قوانا‬ ‫حتى بتنا �أنه كلما ذكر ا�سم �سوريا يخفق القلب‬ ‫ويتدفق الدم يف ال�شرايني اجلافة من جديد‪.‬‬ ‫ �ستن���ال �سوري���ا حريته���ا و�سنتح���رر من قيد‬‫�سجن الغربة لنعود اىل �أوطاننا من �أجل ح�شد‬ ‫اجله���ود الع���ادة بن���اء الوطن احل�ض���اري من‬ ‫جديد‬ ‫لبناء �سوريا الرمز احلقيقي للتجربة الناجحة‬ ‫يف الدميقراطي���ة والعدال���ة الأجتماعي���ة‬ ‫والتعددية ال�سيا�سية‬ ‫نحن معكم يا ثوار �سوري���ا ‪ ...‬دما�ؤكم م�شاعل‬ ‫ن���ور لالمة العربية و�شهدا�ؤكم هم حياة الوطن‬ ‫لأن الوطن حتييه الدماء ‪ ..‬ومتيته الدموع‬ ‫و�شكرا لهيئة املحكمة املوقرة‬ ‫املدعى عليهم‬ ‫املغرتبون ال�سوريون‬ ‫‪2013/3/21‬‬ ‫ق���ررت املحكمة اع�ل�ان ختام املحاكم���ة ورفع‬ ‫اجلل�س���ة وحتدي���د تاري���خ ‪ 2013/4/1‬للنط���ق‬ ‫باحلكم ‪.‬‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 30‬‬

‫ف ّتوش‪ :‬الوطن األم‪ ..‬واألم بتلم‪..‬‬

‫تق ��دم ه ��ذه الفق ��رة بالتع ��اون م ��ع رادي ��و‬ ‫�سوريايل‪� :‬إعداد �سالم �سوريايل‬ ‫تقدمي‪ :‬مايا‬ ‫نوروز‪ ...‬يوم جديد‬ ‫تاريخ النوروز بريجع الالف ال�سنني‪ ،‬ويعني‬ ‫ا�سمه اليوم اجلديد‪.‬‬ ‫يف يوم االنقالب الربيعي‪ُ ،‬تزهر الطبيعة وتعود‬ ‫وقا�س‪ ،‬يحتفل‬ ‫�إىل احلياة بعد �شتاء طويل ٍ‬ ‫الكورد بعيد ر�أ�س ال�سنة الكوردية‪ ،‬نوروز‪.‬‬ ‫يجتمع الأقارب والأ�صدقاء لالحتفال بهذا‬ ‫اليوم يف مرج �أخ�ضر ُمتفق عليه منذ ال�صباح‪،‬‬

‫ويقوم ال�شباب ب�إ�شعال النار يف الليلة ال�سابقة‬ ‫لالحتفال‪ ،‬ترمز هذه ال�شعلة �إىل �أ�سطورة‬ ‫احلداد كاوا الذي انت�صر على امللك الظامل‬ ‫�أزدهاك‪ ،‬وكانت �إ�شارته هي �إ�شعال النار ليعلم‬ ‫اجلميع بانتهاء عهد الظلم‪ ،‬وانت�صار اخلري‬ ‫على ال�شر وبدء يوم جديد لل�شعب الكوردي‪،‬‬ ‫و ُيعاد متثيل �أحداث هذه الأ�سطورة من قبل‬ ‫فرق امل�سرح اجلوالة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل العديد من‬ ‫الق�ص�ص امل�شهورة يف التاريخ الكوردي مثل‬ ‫ق�صة مم و زين‪ ،‬املحبوبني الذين التقيا يف‬ ‫عيد نوروز‪ ،‬لكن وكالعديد من ق�ص�ص احلب‬ ‫العاملية مل تكن النهاية �سعيدة كالبداية!‬

‫نوروز ‪ 1986‬دم�شق‪:‬‬ ‫‪� 12‬آذار ذكرى انتفا�ضة كورد �سوريا بقام�شلو‬ ‫عام ‪ ، 2004‬و‪� 16‬آذار ذكرى م�أ�ساة حلبجة‬ ‫عام ‪ 1988‬يف العراق‪� ،‬إال �أنّ ق�صتنا وقعت‬ ‫�أحداثها �صباح ‪� 21‬آذار ‪ ،1986‬وق ّلة من‬ ‫ال�سوريني يعرفونها‪...‬‬ ‫كان يا ما كان‪ ،‬يف زمان الثمانينات‪ ،‬وبالقرب‬ ‫من رمنطقة كن الدين ّ‬ ‫بال�شام‪......‬‬ ‫�أنه �صباح نوروز‪� ،‬صباح جميل!‬ ‫اجتمع الكورد بانتظار احلافالت التي �ستُق ّلهم‬ ‫�إىل مكان االحتفال املتفق عليه خارج دم�شق‪� ،‬إال‬ ‫�أنّ عنا�صر املخابرات �ألغت االحتفال‪ ،‬وطلبت‬ ‫من اجلميع العودة �إىل بيوتهم بعد �ساعات من‬ ‫االنتظار‪ ،‬بحجة �أنّ بع�ض الت�صاريح الأمنية‬


‫‪31 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫الالزمة ناق�صة!‬ ‫متلمل الكبار‪ ،‬بينما بد أ� ال�صغار بالبكاء‪� ،‬إال‬ ‫�أنّ ال�شباب مل ي�ستطيعوا ال�سكوت عن القرار‬ ‫الظامل! وبد�ؤوا بامل�شي والهتاف باجتاه �ساحة‬ ‫ت�شجع الباقون وان�ضموا‬ ‫�شمدين املعروفة‪ّ ،‬‬ ‫�إليهم‪ ،‬و�أ�صبحت الأعداد �أكرب‪ ،‬والهتافات‬ ‫�أعلى‪ ،‬و�سط ذهول و�شلل تاميينّ من عنا�صر‬ ‫املخابرات‪.‬‬ ‫وبهدوء غريب‪ ،‬مل يعرت�ض �أحد طريق‬ ‫املظاهرة حتى و�صلت �إىل حي املهاجرين‬ ‫بالقرب من الق�صر اجلمهوري‪ ،‬وهناك‬ ‫ح�صلت امل�أ�ساة! فتح احلر�س النار مما‬ ‫�أدّى �إىل �إ�صابة العديد منهم وا�ست�شهاد ‪16‬‬ ‫�شخ�ص ًا منهم ال�شهيد �سليمان �أدي‪.‬‬ ‫وكالأ ّيام التي نعي�شها‬ ‫اليوم‪ ،‬حتول يوم العيد‬ ‫�إىل يوم حزن و�أ�سى‪� ،‬إال‬ ‫�أنّ الأمل بيوم جديد باقٍ ‪،‬‬ ‫بنوروز �سيملئ الدنيا‬ ‫فرح ًا وحم ّبة‪.‬‬ ‫كل يوم جديد و�سنة‬ ‫جديدة وكورد �سوريا‬ ‫ب�ألف خري‪ ،‬ن�أمل يف‬ ‫هذا العام يف �سوريا‪� ،‬أن‬ ‫ينت�صر اخلري واحلق‬ ‫على ال�شر والظلم‪،‬‬ ‫وتتحقق العدالة للجميع‪.‬‬

‫رمبا يكون تزامن نوروز مع عيد الأم‪...‬‬ ‫لنتذكرينا دوم ًا �أن الوطن �أم! وكما يقول املثل‬ ‫املعروف (الأم بتلم)‬ ‫و�أننا مهما اختلفنا فنحن �أخوة‪ ،‬نحلم ب�سوريا‬ ‫احلرية والعدالة‪.‬‬ ‫ليكن عيد نوروز‪ ...‬عيد اليوم اجلديد‪ ،‬دعوة‬ ‫لنا جميع ًا‪ ،‬نحن ال�سور ّيون بكل قومياتنا‬ ‫وطوائفنا و�أعراقنا‪ ،‬لنرتك البارحة واملا�ضي‪،‬‬ ‫ونبني مع ًا يوم ًا جديد ًا وم�ستقب ًال �أجمل‪.‬‬ ‫مير هذا العيد والعديد من الأمهات فقدن‬ ‫�أبناءهن وبناتهن بني �شهيد ومعتقل‪ ،‬نرجو �أن‬ ‫يعود ك ُّل معتقل وبعيد �إىل �أمه ب�صحة وعافية‪،‬‬ ‫�أما �أم ال�شهيد‪ ،‬فلن ي�ستطيع �أحد منا تعوي�ضك‬ ‫�ضحى يف هذه‬ ‫ب� ٍ ّأي كلمة �أو فعل! ف�أنت �أكرث من ّ‬ ‫الثورة! لقد �ضحيت مبن هو �أغلى من روحك‬ ‫وحياتك‪...‬بابنك �أو بابنتك‪ ،‬ولن ن�ستطيع‬ ‫مهما فعلنا ر ّد جز ٍء ب�سيط من من ف�ضلك‬ ‫علينا وعلى م�ستقبل �أطفالنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أمهات �سوريا‪� ،‬أمهاتنا جميعا‪ ،‬كل عام‬ ‫و�أن ّ‬ ‫نت ب�ألف خري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫كومبه (‪)Kombe‬‬ ‫ي�شتهر �أهل منطقة عفرين بحلوى‬ ‫كومبه (‪ ، )Kombe‬وهو نوع‬ ‫من �أنواع احللوى ي�شبه �أقرا�ص‬ ‫العيد الت�س يتم حت�ضريها يف‬ ‫خمتلف املحافظات ال�سورية‬ ‫قبل الأعياد بطرق خمتلفة‪.‬‬

‫املقادير‪:‬‬

‫• ‪ 1‬كيلو طحني‬ ‫• ‪ 400‬غ �سمنة‬ ‫• ‪ 250‬غ �سكر‬ ‫• ك�أ�س حليب‬ ‫• ‪ 50‬غ �سم�سم‬ ‫• ملعقة �صغرية من املحلب‪ ،‬القرفة‪،‬‬ ‫اليان�سون‪ ،‬فانيليا وباكينغ باودر‬ ‫• ملعقة �صغرية من ماء الزهر‬ ‫الطريقة‬

‫• ن�ضع جميع املك ّونات عدا ال�سم�سم‪ ،‬البيكنغ‬ ‫باودر‪ ،‬وماء الزهر‬ ‫• نخلط املكونات ثم ن�ضيف البيكينغ باودر‬ ‫وماء الزهر وقليال من ال�سم�سم‬ ‫• ن�ستمر بالعجن حتى نح�صل على عجينة‬ ‫متجان�سة ولينة‬ ‫• ُترتك �ساعتني لتختمر‪.‬‬ ‫• بعد اختمار العجينة‪ُ ،‬تقطع لقطع �صغرية‬ ‫مت�ساوية (�أ�صغر من قب�ضة اليد بقليل)‪.‬‬ ‫• ن�ضع القليل من ال�سم�سم على قطعة العجينة‬ ‫قبل كب�سها بالقالب اخلا�ص‪.‬‬ ‫• ُت�صف القطع يف �صينية‪ ،‬وتو�ضع يف فرن‬ ‫متو�سط احلرارة ملدة ‪� 15‬إىل ‪ 20‬دقيقة تقريبا‪.‬‬ ‫• ُترتك حتى تربد متام ًا قبل تقدميها‬ ‫و�صحة وهنا‬


‫‪issue 53 / apr. 2nd 32‬‬

‫هنالك عرس‬ ‫حممود دروي�ش ‪ -‬فل�سطني‬

‫عر�س علي بعد بيتني‬ ‫هنالك ٌ‬ ‫فال تغلقوا الباب ال حتجبوا نزوة‬ ‫الفرح ال�شاذ عنا ف�إن ذبلت وردة‬ ‫ال يح�س الربيع بواجبه يف البكاء‬ ‫و�إن �صمت العندليب املري�ض �أعار الكناري‬ ‫ح�صته يف الغناء و�إن وقعت جنمة‬ ‫ال ت�صاب ال�سماء ب�سوء‬ ‫هنالك عر�س‬ ‫فال تغلقوا الباب يف وجه هذا الهواء‬ ‫امل�ضمخ بالزجنبيل وخوخ العرو�س التي‬ ‫تن�ضج الآن (تبكي وت�ضحك كاملاء‪.‬‬ ‫ال جرح يف املاء‪ .‬ال �أثر لدم‬ ‫�سال يف الليل(‬ ‫قيل‪ :‬قوي هو احلب كاملوت!‬ ‫قلت‪ :‬ولكن �شهوتنا للحياة‬ ‫ولو خذلتنا الرباهني �أقوي من‬ ‫احلب واملوت‪/‬‬ ‫فلننه طق�س جنازتنا كي ن�شارك‬ ‫جرياننا يف الغناء‬ ‫احلياة بديهية ‪ ..‬وحقيقية كالهباء‬


‫‪33 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫بأمر األمن … ياولدي‬ ‫ه�شام جنار‬

‫ب�أمر الأمن … ياولدي‬ ‫ب�أمر الأمن ياولدي‬ ‫�سجنوا قر�ص ال�شم�س وراء الأفق‬ ‫�أجه�ضوا الفجر قبل �أن يولد‬ ‫�أعدموا �شعاع ال�شم�س عند احلدود‬ ‫�أطف�أوا نور ال�شفق‬ ‫فغاب ال�ضوء يف ذاك النفق‬ ‫ب�أمر الأمن يا ولدي‬ ‫ن�صبوا يف بيتك خيمه‬ ‫فهرب الطائر الأزرق‬ ‫وهجرت القطة البي�ضاء موطنها‬ ‫وبكى الطفل وال تدري له �سببا‬ ‫ومات الزهر وعينيك دامعة‬ ‫وقلب الأم ينزف الأملا‬ ‫فب�أمر الأمن ياولدي تهاجر‬ ‫وب�أمر الأمن ياولدي ت�صاهر‬ ‫وب�أمر الأمن ت�صمت �أو جتاهر‬ ‫وب�أمر الأمن ُيلقى بجثمانك على املعابر‬

‫ب�أمر الأمن تبيع كومة الزيتون‬ ‫ب�أمر الأمن حتلق �شعر ًا للزبون‬ ‫امليم …‪.‬نون‬ ‫وب�أمر الأمن تَكت ُ​ُب َ‬ ‫وب�أمر الأمن ي�صبح اجلهل علماً‬ ‫واليقني هو الظنون‬ ‫ب�أمر الأمن يا ولدي‬ ‫ً‬ ‫�صبح بي ُع اجلوالن �صمودا ال خيانه‬ ‫ُي ُ‬ ‫ب�أمر الأمن‬ ‫ً‬ ‫ي�صبح النهب جتارة ال مهانه‬ ‫ب�أمر الأمن‬ ‫ً‬ ‫�صبح الأ�سد … ربا للعباده‬ ‫ُي ُ‬ ‫ف�إغ�ضب يا ولدي …�إغ�ضب‬ ‫وحترر ياولدي …‪ .‬حترر‬ ‫و�أخرج �شعاع ال�شم�س من غمد ِه‬ ‫وعانق الفجر‬ ‫و�أهتف‬ ‫اهلل �أكرب ‪..‬اهلل �أكرب‪..‬اهلل �أكرب‬


issue 53 / apr. 2nd 34


‫‪35 issue 53 / apr. 2nd‬‬

‫ضحكة‪ ..‬ودمعة‬

‫• �شب���اب ل���واء �أبا الف�ضل ‪ ..‬يا عزيزاتي ‪..‬‬ ‫روح���و حر�س���و مق���ام �أني�س���ة ‪� ..‬أو مق���ام �أم‬ ‫عاطف �أخت �أني�سة ‪ ..‬ال�سيدة زينب �إلنا ‪ ..‬ما‬ ‫�إلكون ‪ ..‬ت�ؤب�شوين بالزهري‪.‬‬ ‫• اجلي�ش احلر يف منطقة ال�سيدة زينب يلقي‬ ‫القب�ض على ‪ 9‬عنا�صر من لواء (ابو الف�ضل)‬ ‫عند حماولتهم الهروب وهم يرتدون مالب�س‬ ‫ن�سائية !!!!!‪.‬‬ ‫ال تظلموه���ن ي���ا �شب���اب ه���دول من ل���واء �أم‬ ‫الف�ضل‬ ‫• مل���ا تكون بالبيت ‪ ..‬و ت�سمع �صوت �إنفجار‬ ‫قوي ‪ ..‬و ت�شوف دخنة كبرية ‪ ..‬و ت�سمع �صوت‬ ‫�سي���ارات الإ�سع���اف و الإطف���اء رايح���ة جاي‬ ‫‪ ..‬و ميك���ن ت�ش���وف ح���االت �إ�سع���اف جرحى‬ ‫و م�صاب�ي�ن ب�سي���ارات عادي���ة �أدام���ك ‪ ..‬و‬ ‫تف�ض���ى احل���ارة و املدينة و الكل ي���روح ع بيتو‬ ‫‪ ..‬و تفت���ح ع قناة الدني���ا لت�شوف �شو �صاير ‪..‬‬ ‫تالقي متاري���ن ال�صباح و متارين لياقة و �شد‬ ‫البطن ‪ ..‬و ت�ش���وف بخلفية التمارين ال�شم�س‬ ‫عم ت�شرق ‪ ..‬و ت�سمع �صوت زقزقة الع�صافري‬ ‫كمو�سيق���ى ت�صويرية ‪ ..‬ت�أكد متام��� ًا ‪� ..‬إنو ‪..‬‬ ‫متارين ال�صباح مفيدة جد ًا للج�سم‬ ‫• �صفحة قن���اة الدنيا‪ :‬مقتل عدد كبري من‬ ‫الإرهابيني و تدمري مدفع عيار ‪ 57‬مم‬ ‫يعن���ي عرفن���ا عيار املدف���ع و م���ا عرفنا عدد‬ ‫الإرهابي�ي�ن املقتول�ي�ن!! �أدي���ه يعن���ي؟ كيل���و‬ ‫�إرهابيني!!‬ ‫• مبنا�سب���ة الأول م���ن ني�س���ان ‪ ..‬غد ًا عدة‬ ‫م�سريات م�ؤيدة مليونية يف كل املحافظات‬ ‫• نزعت ا�سم «ب�شار» ‪ ..‬نزعت �صيت «الأ�سد»‬ ‫‪ ..‬نزع���ت ه�ضامة «الزراف���ة» ‪ ..‬نزعت براءة‬ ‫«البط���ة» ‪ ..‬نزعت �أخ�ل�اق «هديل» و «�شريي»‬ ‫فوق م���ا منزوع���ة ‪ ..‬نزع���ت البل���د ‪ ..‬نزعت‬ ‫م���راق كل مني عندو �آي‪-‬ب���اد ‪ ..‬نزعت �صورة‬ ‫كل جمرمي العامل ‪ ..‬كلو عادي معل�ش‬ ‫�أما �إنك ‪ ..‬تنزع اللحمة بالرباد ‪ ..‬ب�سبب قطع‬ ‫الكهرب���ا ‪ ..‬ف�سمحلي قلك اهلل ياخدك �سيدي‬ ‫الرئي�س‬ ‫التوقيع‪ :‬وليد املعلم (االن�شقاق يقرتب)‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫• �إن���و ع ط���ول اجله���ات املخت�ص���ة بتوق���ع و د ّلن���ي ع ه���دا امل�س����ؤول الفرن�س���ي بطريقك‬ ‫الإرهابي�ي�ن م���ا ب�ي�ن قتي���ل و م�ص���اب ‪� ..‬شي كم���ان ‪ ..‬ب���دي �أ�ش�ت�ري البت���وب �سريونيك�س و‬ ‫م���رة توقعون م���ع فيدي���و �أو �صورة ي���ا �أخي ‪ ..‬ناق�صني �شوية م�صاري‬ ‫�أنا بدي توب ‪� ..‬أنا ب���دي �أرجع حل�ضن الوطن‬ ‫‪ ..‬ب����س ب���دي �ص���ورة �إرهابي م���ن الع�صابات • الدكت���ور في�صل القا�س���م‪ :‬الثوار م�شغولون‬ ‫امل�سلح���ة مقت���ول �أو م�ص���اب ‪ ..‬ع �صفحة قناة باجلهاد‪ ،‬وخ�صومهم م�شغولون بجهاد النكاح‬ ‫الدني���ا ‪ ..‬و بعدا ب�سلم ح���ايل و بت�شوفوين ‪ 8‬و‬ ‫• موقع تابع للنظام‪ :‬دريد حلام ينفي �أن يكون‬ ‫ن�ص مع رفيق لطف!‬ ‫قد �أعلن �أنه �سيتخلى عن جن�سيته ال�سورية يف‬ ‫• عزي���زي بندر بن �سلط���ان‪� :‬أحرتم وقوفك حال �سقوط النظام ال�سوري‬ ‫بجانبي خالل العامني املا�ضيني ‪ ,‬واعرتف �أن اجلن�سية التي تباع ال ترد وال ت�ستبدل ‪ ..‬روح ع‬ ‫نيكاراغوا و خود جلوء‬ ‫حلم كتايف من ورا رواتبك وعطاءاتك‬ ‫ولكن ا�سمحلي قدم ا�ستقالتي ب�شكل نهائي‬ ‫لأن ال���دك تور هيثم منااااع ق���د ن ّبهني لوجود • ويكيبيديا ‪ -‬زواج املجاددة‪:‬‬ ‫ه���و زواج يخت�ص فق���ط ب�شخ�ص ا�سمه غ�سان‬ ‫ممول فرن�سي يدفع باليورو‬ ‫ب���ن ج��� ّدو ‪ ..‬و هو مت���اح للجميع بع���د انت�صار‬ ‫باليورو يا حبيبي باليورو‬ ‫الث���ورة �إن �ش���اء اهلل ‪ ..‬و منقول على اجلزيرة‬ ‫‪ take care‬عزيزي بندر‬ ‫ي�سر‬ ‫‪je t›aime France‬‬ ‫‪ 18+‬غري الريا�ضية ‪ ..‬و ر ّبي ّ‬ ‫• هي�س���م ماااااع لقن���اة امليادي���ن الإباحية‪:‬‬ ‫م�س����ؤول فرن�سي يوزع ل���كل معار�ض �سوري يف‬ ‫ال�شمال ‪ 5000‬ورقة من فئة الـ ‪ 500‬يورو‬ ‫طيب‬ ‫‪ 5000‬ورق���ة م���ن فئ���ة ‪ 500‬ي���ورو ‪ ..‬يعن���ي‬ ‫‪ 2500000=500×5000‬يورو ‪ ..‬و من�ضرب بـ‬ ‫‪� 149‬سع���ر �صرف اليورو مقابل اللرية اليوم ‪..‬‬ ‫‪ 372500000=149×2500000‬لرية‬ ‫تالمتية و تن�ي�ن و �سبعني مليون لرية و خم�سية‬ ‫�ألف ‪ ..‬لكل معار�ض‬ ‫عزيزي هي�سم ‪ ..‬اهلل ياخدك ‪ ..‬قول �أي!‬

‫• عاج���ل و ه���ام ‪ ..‬حم�صي م�سافر ع ال�شام‬ ‫الي���وم ‪ ..‬م���ا �شاف ال�شام و ك ّف���ا طريقو و هلأ‬ ‫و�صل ع درع���ا ‪ ..‬اهلل يوفقكون ب�س حدي يطلع‬ ‫ّ‬ ‫ب�إيدو قداحة �أو بيل �صغري ب�أول ال�شام من�شان‬ ‫هال�ش���ب ‪ ..‬هوي هلأ راج���ع من درعا ‪ ..‬و لكم‬ ‫جزيل ال�شكر‬ ‫• �سليمان فرجنية‪ :‬ات�صلت بب�شار الأ�سد و كل‬ ‫ما يثار حوله هو �إ�شاعات مغر�ضة‬ ‫و اهلل مني���ح رد علي���ك ‪ ..‬بع���رف م���ع هديل ع‬ ‫التلفون ‪ .. 24/24‬و باقي اليوم مع �شريي!‬


issue 53 / apr. 2nd 36

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.