العدد ٥١ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 51 / mar. 9th

issue 51 / mar. 9th 2013


‫‪2‬‬

‫‪issue 51 / mar. 9th‬‬

‫‪5109th mar. 2013‬‬ ‫جملة �أ�سبوعية �سيا�سية �إجتماعية م�ستقلة‪ ,‬تعنى ب�ش�ؤون الثورة‬ ‫ال�سورية ميداني ًا وفكري ًا‬

‫‪ 4‬حا�ضر �سيدي «فوبيا كبار القوم»‬ ‫‪ 6‬ال�شهيد ال�شيخ عمر �شم�س الدين‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫م�ست�شار التحرير‬ ‫جفرا بهاء‬ ‫املحررون‬ ‫عمار منال ح�سن‬ ‫�أبو الوليد احلم�صي‬ ‫براء احللبي‬ ‫�سارة خالد‬ ‫وائل احلم�صي‬ ‫كتاب العدد‬ ‫عبادة ال�شامي عماد غليون‬ ‫براء احللبي جمال طحان‬ ‫دحام‬ ‫مالك احلوراين �أبو ّ‬ ‫رانيا معرتماوي �أ�سامة �إدوارد‬ ‫فدوى جميل‬ ‫العالقات العامة‬ ‫يا�سمني احلوراين‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫‪/sbh.magazine‬‬ ‫‪@sbhMagazine1‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫‪ 7‬جمل�س حملي حللب بال ن�ساء يف التجربة الأوىل من نوعها �سوري ًا‬ ‫‪ 7‬تل �أبي�ض متار�س دميوقراطيتها‬ ‫‪ 8‬اختفاء متثال الفراتي يف دير الزور بظروف غام�ضة!‬ ‫‪ 10‬مواكبة الثورة ال�سورية �إعالمي ًا و فني ًا‬ ‫‪ 12‬رابطة املر�أة ال�سورية‪� :‬إ�سهام املر�أة يف الثورة لي�س �أقل من �إ�سهام‬ ‫رجالها‬ ‫‪ 14‬النخب الفكر َّية يف �سورية بني معار�ضة النظام واال�ستخفاف بال�شعب‬ ‫‪ 16‬حافظ الأ�سد‪ ...‬ع َّراب اال�ستبداد يف �سورية‬ ‫‪ 18‬املحاكم ال�شرعية‬ ‫‪� 20‬إذا حكى ال�شعب‪ ..‬احلكومة ت�سد بوزها ( رب واحد‪ ,‬قاتل واحد )‪!! ..‬‬ ‫‪ 22‬ملاذا ‪� 18‬آذار ولي�س ‪� 15‬آذار!!‬ ‫‪ 24‬انت�صار ايران االلهي يف لبنان‬ ‫‪ 26‬عنوان الألفية اجلديدة‬ ‫‪ 28‬عندما تكلمت نبيهة خامن‪ ...‬ا�سمعوا مني هالكلمتني!‬ ‫‪� 30‬أما �آن لنا �أن ُنرى ؟!‪..‬‬ ‫‪ 32‬يف الإنتظار‪!..‬‬


3

issue 51 / mar. 9th


‫‪4‬‬

‫‪issue 51 / mar. 9th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪51‬‬

‫بيا كبار القوم»‬

‫ضر سيدي «فو‬

‫حا‬

‫وبع�ضهم اعقتلوا وذاقوا الأمرين‪،‬‬ ‫ثرنا وت�أثرنا‪ ،‬فا�سته�شد ع�شرات الآالف‪ ،‬و آ�خرون جرحوا‪ ،‬ل‪ ،‬وعرفوا بع�ضهم البع�ض بعد �أن‬ ‫مفاهيم ال�سوريني من جيد لأف�ض‬ ‫وان�شق من ان�شق‪ ،‬وتغريت‬ ‫كانوا عن �أنف�سهم ُمبعدين‪.‬‬ ‫هم عنجهيتهم وتكربهم‪ ،‬ورافقتهم‬ ‫من ان�ضم من كبار القوم للثورة ان�شقوا وان�شق مع بع�ض طابات ذات مفردات رنانة مل يكن‬ ‫�أينما حطوا ترحاال‪ ،‬فلم ي�ستفد منهم ال�شعب �سوى بخ حيه عن بكرة �أبيه وال يبقى فيه‬ ‫وراءها �سوى ٍيد طويلة متتد مل�ستودعات اجلي�ش احلر لتممب�ستودع القيادة امل�شرتكة «ع�شية‬ ‫�صريهم املجهول حتى اليوم‪ ،‬ولكم‬ ‫غبار حزين على م‬ ‫�سوى�س الأركان» مثال وا�ضح و�صريح‪.‬‬ ‫فة ل‪ 6500‬لرت مازوت و‪ 2800‬لرت‬ ‫ت أ��سي‬ ‫‪ 136‬قذيفة هاون عيار ‪ 120‬و‪ 3480‬طلقة ‪ 14.5‬بالإ�ضا نية تذوق ويالت الق�صف بقذائف‬ ‫مة يف وقت كانت فيه جوبر وال�سلطا‬ ‫بنزين بر�سم ال�سيد �أ�سا‬ ‫كان لريدها ما ُ�سرق‪.‬‬ ‫عن جبهة حم�ص مل حترك �ساكن ًا‬ ‫هيئة عليا يف الأركان مهمتها الإ�شراف واملراقبة‪ ،‬وم�س ؤ�ولة جل حلمي �أ‪ .‬و إ�ياد ج‪ .‬على ذخرية‬ ‫ره‪ ،‬بالتعاون مع املب‬ ‫بعد �أن «طح�ش» ال�سيد �أ�سامة الآنف ذك التي مل ي�أتيها �سوى رياح الفراغ‪.‬‬ ‫رت�ض �أن توزع على بع�ض الكتائب‬ ‫من املف‬ ‫كبار ال�ضباط وامل�س�ؤولني يف تركيا‬ ‫نعم يا �سادة‪ ..‬هذا غي�ض من في�ض‪ ،‬ي�ضاف �إليها ر�شاوي ثية وحتى الع�سكرية‪ ،‬ال �أن ي�ضعوا‬ ‫أمور العاملني يف املجاالت الإغا‬ ‫والذين من واجبهم تي�سري � ملنا�صبهم «امل�ؤقتة» خونة الع�صر‪.‬‬ ‫الع�صي يف الدواليب ويكونوا‬ ‫ري �ضابط ًا «من�شق ًا» ال ي�سعه �إال �أن‬ ‫رغم كل ما ذكر‪ ..‬ورغم كل ما يحدث‪ ..‬وعندما يرى ال�سو ً �أن ذلك ال�ضابط ما هو �إال جندي‬ ‫�سيادة ال�ضابط‪ ،‬نا�سي ًا �أو متنا�سيا‬ ‫ول له �سيدي فالن‪� ..‬أو‬ ‫يقيف خدمة ال�شعب �أوال والوطن ثاني ًا‪.‬‬ ‫يدهم طويلة‪ ،‬وبل بع�ض �سيا�سيها‬ ‫ني‪ ،‬لي�س بع�ض ع�ساكر الثورة فقط‬ ‫وكي ال نكون من الظامل اليد‪ ..‬إ�ىل الل�سان بتهديد ووعيد‪..‬‬ ‫ً �إذ انتقل الطول من‬ ‫�أي�ضا‪ً ..‬ا �آل �سارق‪� ..‬إن موعدكم القانون‪.‬‬ ‫ف�صرب‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th‬‬

‫‪5‬‬

‫صورههم تتكلم‪..‬‬

‫لو لم أكن حمصية‪ ..‬لتمنيت أن أكون‬ ‫ي�شيع احلم�صي قتاله نهار ًا‪ ،‬ويدافع عن مدينته لي ًال‪ ،‬وي�ضحك يف جميع الأوقات من نظام مل ي�ستطع‬ ‫بعد كل تلك الأ�شهر من الق�صف واملوت املنهمر هناك من ك�سر عزمية �أولئك‪.‬‬ ‫يعي�شون ح�صارهم الذي تعامى عنه اجلميع‪ ،‬غفل عنه الإعالم‪ ،‬وتبقى اخلالدية و�سط الدمار الذي‬ ‫خلفه ويخلفه النظام ال�سوري‪ ،‬تقول «من حم�ص �إىل كل العامل‪� ..‬إننا ننزف»‪.‬‬ ‫تت�سابق رائحتان خمتلفتان يف حم�ص‪ ،‬تطغى واحدة على الأخرى‪ ،‬لتعود الثانية لتحتل الهواء‪ ،‬رائحة‬ ‫املوت ورائحة احلياة‪.‬‬ ‫تعي�ش اخلالدية وحم�ص القدمية نهارها وليلها يف �سواد احلزن واخلوف‪ ،‬وتتلقى انتقام النظام‬ ‫ال�سوري لأنها مل تقف مكتوفة الأيدي �أمام جمازره‪ ،‬وتتحول �إىل منطقة �أ�شباح تهرب احلياة منها‪.‬‬ ‫جفرا بهاء‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 51 / mar. 9th‬‬

‫الشهيد الشيخ عمر شمس الدين‬ ‫من �صفحة ق�ص�ص �شهداء الثورة ال�سورية‬ ‫ال�شيخ عمر ه�شام �شم�س الدين من حم�ص‬ ‫مواليد ‪ 1984/1/28‬و�أحد طالب معهد النور‬ ‫للعلوم ال�شرعية‪ ،‬تلقى علم احلياة والدين‬ ‫على �أيدي كبار م�شايخ حم�ص �أمثال( ال�شيخ‬ ‫ا�سماعيل جمذوب وال�شيخ �سعيد الكحيل‬ ‫وال�شيخ عدنان ال�سقا )‬ ‫�شاب من �صفوة �شباب حم�ص ومن علمائها‬ ‫ال�شبان الذين كان لهم ف�ضل كبري على �أهل‬ ‫املدينة‪ ،‬ال تراه وحيدا فغالبا ما جتتمع حوله‬ ‫ثلة من �شباب احلي واطفاله لتبد أ� حلقة من‬ ‫حلقات علوم القر�آن والنهل من احلديث‬ ‫ال�شريف وال�سنة النبوية‪.‬دائم االبت�سامة‪،‬‬ ‫�شديد احلبور‪ ،‬متلهف ًا مل�ساعدة املهموم‪،‬‬ ‫و�إغاثة امللهوف ودائم االن�شغال مب�ساعدة‬ ‫النا�س و تيي�سري �أمورهم ‪ (.‬خريكم من ع ًلم‬ ‫القر�آن وعلمه ) كلمات رددها كثريا وكانت‬ ‫مبد�أه يف حياة مل يكمل فيها ‪ 28‬عام ًا‪ ،‬يتع ُّلم‬ ‫و ٌيع ّلم‪ ،‬يحفظ من احلديث وال�سنة ليتلوها‬ ‫أطفال و�شبان حت ّلقوا حوله و‬ ‫على �أ�سماع � ٍ‬ ‫اتخذوا منه قدوة‪.‬‬ ‫كان قد �أ�صيب بالعمى لفرت ٍة من الزمن‬

‫مر�ض ع�صبي �أُ�صيب به؛ فثقلت جفونه‬ ‫ب�سبب ٍ‬ ‫و أُ�رخيت على عينيه‪ ،‬فلم ي�شتكي ومل يتذمر‬ ‫بل ا�ست�سلم لق�ضاء اهلل فيه بكث ٍري من الر�ضى‬ ‫ومن‬ ‫وحافظ على رباطة ج�أ�شه حتى ُ�شفي َّ‬ ‫اهلل عليه بالعافية‪ .‬وبد�أت الثورة وكان لل�شيخ‬ ‫اجلليل منها موقف‪ ،‬ت�سلح بالدعاء واالبتهال‬ ‫منذ الأيام الأوىل ومل تغب عن خطبه �أ�س�س‬ ‫الثورة الأخالقية و�أبعاد الثورة ال�سلمية ونبل‬ ‫�أهدافها و�ضرورة املحافظة على الأخالق‬ ‫والنية اخلال�صة يف اعت�صام ال�ساعة‬ ‫‪18‬يوم اعت�صام ال�ساعة يف حم�ص بتاريخ‬ ‫‪ 2012/4/‬كان ال�شيخ عمر حا�ضرا فكان‬ ‫جلي�س ال�شباب املتحم�س الذي اكتظت به‬ ‫ال�ساحة يومها و خطب فيهم وتلى �آيات من‬ ‫القر�آن الكرمي على �أرواح ال�شهداء الذين‬ ‫ارتقوا قبل يوم من االعت�صام‪.‬‬ ‫�شاءت الأقدار �أن يلتقي باملر�أة التي �ست�صبح‬ ‫رفيقة الدرب الق�صري يف عزاء �أخيها ال�شهيد‬ ‫يا�سني عبد ال�صمد‪ ،‬فتزوجها وحملت منه‬ ‫طف ًال مل يكتب له اهلل �أن يراه‪.‬‬ ‫�أ�صبح وجوده خطر ًا على النظام و�أ�صبح ال بد‬ ‫من التخل�ص منه‪ ،‬ففي الوقت الذي مل يحمل‬ ‫فيه �سالح ًا �أبد ًا ومل يتعد على �أحد �أو يجرح‬

‫�أحد قناع ًة منه بتعاليم اال�سالم ال�صحيح‬ ‫كان قد �أخذ على عاتقه فقط جمع االعانات‬ ‫الغذائية والأموال من املح�سنني وتوزيعها على‬ ‫املنكوبني واملت�ضررين من ظلم النظام فتمت‬ ‫مراقبته من قبل ع�صابات ال�شبيحة بق�صد‬ ‫�سرقة �أمواله و�أموال الإعانات وم�ساء يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 2012/10/16‬عند انتهائه من عمله‬ ‫ورجوعه اىل بيته عند ال�ساعة العا�شرة متت‬ ‫مداهمة املنزل من قبل ‪ 4‬عنا�صر من ال�شبيحة‬ ‫لي�سرقوا ما خف وزنه وغال ثمنه ويقتادوه اىل‬ ‫جهة جمهولة‪.‬‬ ‫االربعاء ‪ 2012/10/17‬ذهب جمموعة‬ ‫�أ�شخا�ص من �أهايل احلي اىل الأمن الع�سكري‬ ‫ملعرفة ق�صة اختطافه فلم يجدوه هناك بعدها‬ ‫مت التحري عنه فعلموا �أنه خطف من قبل‬ ‫ال�شبيحة الأجنا�س و�أخذوه �إىل حي النزهة‪،‬‬ ‫وجميع �أهل احلي ي�سعون جاهدين مل�ساعدته‬ ‫و�إخراجه ومت �إعالم املحافظ باملو�ضوع ومت‬ ‫الوعد ب�أنه �سيت�صرف ب�أقرب وقت ‪..‬وجاء‬ ‫�صباح اخلمي�س ‪ 2012/10/18‬اليوم الذي‬ ‫كان قامت ًا جد ًا عاب�س ًا جد ًا حيث مل تفلح �أي‬ ‫من املحاوالت الخراجه ومل ي�ستطع �أحد �أن‬ ‫ي�ساعده على الرغم من �أنه نذر حياته مل�ساعدة‬ ‫الغري‪.‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th‬‬

‫مجلس محلي حللب بال نساء في‬ ‫التجربة األولى من نوعها سوري ًا‬

‫تلأبيضمتارسدميوقراطيتها‬

‫استطالع رأي الناس‬ ‫حول مجلسهم احمللي‬

‫خا�ص ‪ /‬تل �أبي�ض ‪ -‬معن اخل�ضر‬

‫خا�ص ‪ /‬حلب ‪ -‬رمي �صالح‬ ‫يف جتربة هي االوىل من نوعها فقد جرت‬ ‫انتخابات ملجل�س حملي ملحافظة حلب وذلك‬ ‫لإدارة املناطق املحررة التي فقد النظام‬ ‫ال�سيطرة عليها و�أ�صبحت بحاجة ما�سة ملجل�س‬ ‫يدير االمور املدنية فيها ‪.‬وقد �أجريت هذه‬ ‫االنتخابات يف مدينة غازي عنتاب الرتكية‬ ‫بتاريخ ‪ 2013-3-3‬و�صدرت نتائجها يف اليوم‬ ‫ذاته ‪.‬‬ ‫بلغ عدد املر�شحني حوايل ‪ 50‬مر�شح ًا بينهم‬ ‫اربعة ن�سوة جنح منهم ‪ 29‬مر�شح ًا لي�س فيهم‬ ‫�أنثى ‪ ،‬وهم ‪ 13‬مر�شحا عن املحافظة و�سبعة‬ ‫عن قطاع الريف ال�شمايل وواحد عن قطاع‬ ‫الريف اجلنوبي وخم�سة عن قطاع الريف‬ ‫ال�شرقي و ثالثة عن قطاع الريف اجلنوبي ‪.‬‬ ‫وقد ح�ضر امل�ؤمتر الت�أ�سي�سي عدد من‬ ‫ال�شخ�صيات مثل ال�شيخ معاذ اخلطيب رئي�س‬ ‫االئتالف الوطني ‪ ،‬وال�سيدة �سهري االتا�سي‬ ‫‪ ،‬والعقيد عبد اجلبار العكيدي قائد املجل�س‬ ‫الع�سكري يف حلب وريفها‪.‬‬ ‫وقد �شاركت عدة جهات يف اللجنة التح�ضريية‬ ‫مل�ؤمتر املجل�س املحلي ملحافظة حلب ومنهم‬ ‫املجل�س العام لقيادة الثورة وتن�سيقية الت�آخي‬ ‫الكردية واملجل�س االنتقايل الثوري ملحافظة‬

‫حلب ‪ ،‬وقد كلفت اللجنة التح�ضريية جمموعة‬ ‫من ال�شخ�صيات املخت�صة وامل�ستقلة لإدارة‬ ‫عملية االنتخاب وهم ‪ :‬الدكتور �أ�سامة القا�ضي‬ ‫املر�شح االكرث توافقا لرئا�سة احلكومة‬‫االنتقالية املقبلة يف �سوريا ‪ -‬والدكتور عبد‬ ‫الرحمن احلاج و املحامي حممد �صربا‬ ‫والقا�ضي انور جمني واملحامي عبد الرحمن‬ ‫عالف و اال�ستاذ حممد �صالح ‪.‬‬ ‫يذكر �أن هيئة ال�شباب امل�سلم �أعلنت ان�سحابها‬ ‫وعدم م�شاركتها يف هذه االنتخابات وقد‬ ‫�أ�صدرت بيان ًا افرت�ضت فيه عدم فاعلية القوى‬ ‫امل�شاركة يف هذه االنتخابات وحكمت على‬ ‫بع�ضها بتقم�ص الفاعلية ‪ .‬وقد نوهت اللجنة‬ ‫التح�ضريية للم�ؤمتر يف رد على هذا البيان �إىل‬ ‫�أن كل امل�شاركني يف هذه النتخابات ميثلون‬ ‫طيف ًا حقيقي ًا ملمو�س ًا وهم جميع ًا قوى وهيئات‬ ‫ولدت من رحم الثورة على حد تعبري اللجنة‬ ‫التح�ضريية ‪.‬‬ ‫يذكر �أن حمافظة حلب هي �أول من خا�ض‬ ‫هذه التجربة يف �سوريا ومل ت�سبق لذلك اي‬ ‫حمافظة �أخرى ‪ ،‬وكونها كذلك فمن الطبيعي‬ ‫ان حتدث فيها بع�ض االخطاء ويح�صل فيها‬ ‫بع�ض التغرات ‪ ،‬غري �أنها تعرب عن �إرادة‬ ‫حقيقة يف الت�أ�سي�س لتحقيق دميوقراطية‬ ‫حقيقة يف ادارة البالد‬

‫ق ��ام املكت ��ب االعالم ��ي يف ت ��ل ابي� ��ض احلرة‬ ‫التابعة ملحافظة الرقة بتنظيم ا�ستطالع للر�أي‬ ‫حول عمل املجل�س املحلي للمدينة‪.‬‬ ‫وذل ��ك ملعرف ��ة م ��دى ر�ض ��ى النا�س ع ��ن عمل‬ ‫املجل� ��س ون�شاطات ��ه‪ .‬ولتعزيز ثقاف ��ة امل�شاركة‬ ‫لدى اجلميع ‪ .‬ومت انتق ��اء الأ�سئلة بحيث تكون‬ ‫�شاملة وتعطي �صورة دقيقة عن ر�أي ال�شارع ‪.‬‬ ‫وزع ��ت ‪ ٢٠٠‬ن�سخ ��ة عل ��ى ارب ��ع عين ��ات ه ��ي‬ ‫الأطب ��اء وال�صيادل ��ة ‪ ،‬املوظف�ي�ن واملعلم�ي�ن ‪،‬‬ ‫الط�ل�اب‪ ،‬املحالت التجاري ��ة‪ ،‬ومت طرح ع�شر‬ ‫�أ�سئلة حول عمل املجل�س املحلي و توزيع اخلبز‬ ‫وتقيي ��م لكاف ��ة �أعم ��ال املجل�س وح ��ول مكاتب‬ ‫املجل�س و�أع�ضاءه‬ ‫ج ��اءت النتائ ��ج بانق�س ��ام لل�شارع ح ��ول عمل‬ ‫املجل� ��س ومدى الر�ض ��ى عنه‪ ،‬ف�أجاب ��ت ن�سبة‬ ‫‪ ٪ ٥٠‬عل ��ى �س� ��ؤال عن م ��دى الر�ضى عن عمل‬ ‫املجل� ��س‪ ،‬باملقاب ��ل �صوتت ن�سب ��ة ‪ ٪٨١.٥‬على‬ ‫انتخ ��اب جمل� ��س جدي ��د بطريق ��ة االنتخ ��اب‬ ‫املبا�ش ��ر ‪� ،‬أم ��ا فيم ��ا يتعل ��ق بن�س ��ب الإجابات‬ ‫ح�سب العين ��ات فكان االبرز ه ��و رف�ض مطلق‬ ‫من الط�ل�اب للمجل�س واملطالب ��ة بحله بن�سبة‬ ‫‪ ،. ٪٦٢‬و أ�م ��ا الأطب ��اء واملوظف�ي�ن كان ��وا �أكرث‬ ‫تقبال ال�ستمرار املجل�س يف عمله بن�سبة ‪٪٥٥.٥‬‬ ‫‪ ،‬فيما كانت هناك �أغلبية �ساحقة تريد �إجراء‬ ‫انتخابات بطريقة الت�صويت املبا�شر‪.‬‬ ‫ونال ��ت طريقة توزيع اخلبز الر�ضى الأكرب من‬ ‫خالل ن�سبة ت�صويت ‪ ٪٧٠‬قالو �أنها جيدة ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 51 / mar. 9th‬‬

‫اختفاء متثال الفراتي في دير الزور بظروف غامضة!‬ ‫الفراتي يعد رمز ًا ثقافي ًا لدير الزور وله العديد من قصائد احلرية‪..‬‬

‫عن م�صري التمثال �أو اجلهة التي اقتيد �إليها‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫خا�صة �أنه ال يوجد �أي دليل �أو بيان �صدر عن‬ ‫مل تهد�أ بعد تداعيات قطع ر�أ�س متثال املعري تلك الكتائب تتبنى �أو تربر احلادثة‪ ،‬ليختفي‬ ‫يف م�سقط ر�أ�سه يف معرة النعمان ب�إدلب حتى متثال الفراتي يف جنح الظالم دون �أن يعرف‬ ‫ا�ستفاق �أبناء دير الزور منذ �أيام ليفاج�ؤوا �أحد م�صريه‪.‬‬ ‫بفقدان متثال ال�شاعر حممد الفراتي الذي‬ ‫كان من�صوب ًا يف قلب املدينة �أمام املركز وال يعد متثال الفراتي متثا ًال عادي ًا حيث‬ ‫الثقايف فيها الواقع بالقرب من �شارع النهر‪ .‬يعترب ال�شاعر الفراتي رمز ًا ثقافي ًا لأبناء‬ ‫�سامل الأحمد �أحد نا�شطي الثورة يف دير الزور املنطقة ال�شرقية حيث كان من طليعة ال�شعراء‬ ‫قال �إنه ال توجد معلومات دقيقة حول اجلهة الوطنيني املبدعني للق�صائد الوطنية واملواقف‬ ‫التي قامت باختطاف متثال الفراتي ال�شهري الن�ضالية �ضد اال�ستعمار الفرن�سي‪ ،‬ولد يف‬ ‫يف املدينة �أو م�صري ذلك التمثال‪ ،‬فاملعلومات مدينة دير الزور عام ‪ 1890‬وتل ّقى علومه الأوىل‬ ‫الأولية ال ت�ؤكد اجلهة التي قامت ب�إزالة التمثال فيها‪ ،‬وتابع درا�سته يف حلب‪� ،‬سافر بعدها �إىل‬ ‫خا�صة �أن املنطقة التي يقع فيها هي منطقة م�صر‪ ،‬و�أكمل تعليمه يف الأزهر ال�شريف من‬ ‫ا�شتباكات دائمة بني اجلي�ش احلر وقوات عام ‪ 1911‬وحتى العام ‪ 1914‬وكان من زمالئه‬ ‫النظام ويتم تبادل ال�سيطرة عليها من قبل �آنذاك‪ :‬زكي مبارك وطه ح�سني وعبد القادر‬ ‫كال الطرفني كل ب�ضعة �أيام و�أحيان ًا ب�ضعة املازين و�أحمد �شاكر الكرمي ‪ ،‬ثم انتقل �إىل‬ ‫�ساعات‪ ،‬كما �أن نزوح معظم �سكان املنطقة احلجاز عام ‪ 1916‬حيث عينّ قا�ضي ًا للجي�ش‪،‬‬ ‫وعينّ �أ�ستاذ ًا‬ ‫عنها حتت وقع الق�صف امل�ستمر حلي احلويقة ويف عام ‪ 1918‬عاد �إىل دير الزور ُ‬ ‫املجاور من قبل قوات النظام حال دون توثيق للغة العربية‪ ،‬وب�سبب مواقفه الوطنية ودعوته‬ ‫امل�ستمرة �إىل مواجهة االحتالل الفرن�سي‬ ‫احلادثة �أو وجود دليل على من قام بالفعل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأحمد �أنه ال ميكن �إنكار �أن عدد ًا من باملقاومة نفاه الفرن�سيون �إىل بغداد من عام‬ ‫النا�شطني يف املدينة قالوا ب�أن بع�ض الكتائب ‪� 1925‬إىل ‪ ،1930‬عاد بعدها �إىل دير الزور‬ ‫الإ�سالمية هي من قامت بهذا العمل حتت بند ليمار�س ن�شاطه الأدبي ك�شاعر وكاتب ومرتجم‬ ‫�أن التمثال ميثل �صنم ًا وال يتنا�سب مع احلالة عن الفار�سية‪.‬‬ ‫الإميانية التي يقومون بها باجلهاد والدفاع كان الفراتي يجيد ثالث لغات غري العربية‬ ‫عن املدينة يف وجه قوات الطاغية‪� ،‬إال �أن هي‪ :‬الرتكية والفرن�سية والفار�سية‪ ،‬لكن‬ ‫�أولئك النا�شطون مل يقدموا دلي ًال �أو معلومات الأخرية منها ا�ستحوذت على نتاجه يف نهاية‬

‫حياته‪ْ � ..‬إذ �أنفق �أربعة ع�شرة عام ًا يف درا�ستها‬ ‫والتب�صر بها‪ ..‬وعني يف وزارة الثقافة مرتجم ًا‬ ‫ّ‬ ‫للفار�سية مدة �أربعة ع�شر عام ًا وقد ترجم‬ ‫عن الفار�سية العديد من الكتب كما ترجم‬ ‫رباعيات اخليام وقواعد اللغة الفار�سية‬ ‫وتعليمها بالعربية وو�ضع قامو�س فار�سي‪-‬‬ ‫عربي وترجم (حي تربيز) وديوان (غزايات)‬ ‫و(بهار�ستان) و(ن�صيحة العطار) كما ترجم‬ ‫ما يزيد على ثمانية �آالف بيت من ال�شعر عن‬ ‫الفار�سية عدا النرث الفني‪.‬‬ ‫تويف الفراتي يف ال�سابع ع�شر من حزيران‬ ‫عام ‪ 1978‬وقد �أقيم له يف دير الزور يف نهاية‬ ‫�سبعينيات القرن املا�ضي متثال كبري و�ضع‬ ‫مقابل املركز الثقايف يف املدينة نحته الدكتور‬ ‫الفنان فواز بكد�ش عميد كلية الفنون اجلميلة‬ ‫�سابق ًا ويقام يف مدينته دير الزور �سنوي ًا‬ ‫العديد من املهرجانات والندوات الأدبية التي‬ ‫حملت ا�سمه‪.‬‬ ‫من �أجمل ما قال من �شعر للحرية‪:‬‬ ‫�إيه يا بلبل الفرات ترمن فوق �شط�آنه وحي‬ ‫الورودا‬ ‫وتنقل على الغ�صون مدال واملأ الأفق يف‬ ‫ال�صباح ن�شيدا‬ ‫ً‬ ‫�أنت مثلي وكم عهدتك يف الدوح طروبا بل‬ ‫�شادي ًا غريدا‬ ‫حي عني الأحرار يف كل �شعب ناه�ض للعال‬ ‫وحي اجلهودا‬


9

issue 51 / mar. 9th


‫‪issue 51 / mar. 9th 10‬‬

‫مواكبة الثورة السورية إعالمي ًا و فني ًا‬ ‫خا�ص ‪ /‬فدوى جميل‬ ‫بالإ�ضافة �إىل الكثري من املواهب التي تفجرت‬ ‫يف ظل الثورة ل�شباب و �شابات اتخذوا و�سائل‬ ‫متوا�ضعة للتعبري عن �أنف�سهم و ر�سم حدود‬ ‫�أدوارهم يف انتفا�ضة اختاروهم �ضد الظلم و‬ ‫طلب ًا للحق و الكرامة ‪ ,‬ظهرت �أكرث املواهب‬ ‫متج�سدة يف ا�ستطاعة النا�شطني نقل اخبار‬ ‫حراكهم و�سط ت�شديدات �أمنية �صحفي ًا و‬ ‫الكرتوني ًا وفني ًا على �أي حماوالت ملواكبة الثورة‬ ‫فكان ان حتول العديد من الن�شطاء اىل مهنة‬ ‫«نا�شط اعالمي» و انت�شر العديد من املراكز‬ ‫و املكاتب الإعالمية يف جميع املحافظات‬ ‫ال�سورية ُي�شرف عليها ن�شطاء و �صحفيني و‬ ‫ُكتاب ‪.‬‬ ‫ال تخلو مهمة من اتخذ و�سائل االعالم و�سيلة‬ ‫له لنقل احلدث من اخلطر و امل�س�ؤولية ‪,‬‬ ‫خطر من التهديد على احلياة يف حالة النقل‬

‫املبا�شر حيث كانت ردة الفعل قوية جتاه‬ ‫ه�ؤالء باملالحقات االمنية خا�صة �أ�صحاب‬ ‫الأ�سماء ال�صريحة و االعتقاالت و القتل �أحيان ًا‬ ‫فالنا�شط الإعالمي ال يحمل م�سد�س ًا يف يده‬ ‫�إمنا قلم ًا و كمريا ‪ ,‬و م�س�ؤولية �أخرى تتمثل يف‬ ‫االمانة بنقل اخلرب ملن اتخذ على عاتقه مهمة‬ ‫�إعداد تقارير و التوا�صل مع النا�شطني بعد‬ ‫التحقق من املعلومات من م�صادر خمتلفة‪.‬‬ ‫و قد نرى بو�ضوح تعدد و�سائل الإعالم و‬ ‫االت�صاالت مبا يهدف الثورة ال�سورية فمنها‬ ‫االلكرتوين كاملواقع ال�سورية القدمي منها‬ ‫و الوليد من رحم الثورة لالرتقاء بالإعالم‬ ‫ال�سوري وعلى �سبيل املثال نذكر مواقع الثورة‬ ‫ال�سورية ‪ ,‬مراكز توثيق االنتهاكات و م�شاريع‬ ‫اعالمية متثلت بعدة منابر اعالمية الكرتونية‬ ‫بجهود �شباب �سوريني ي�سعون لبناء جمتمع‬ ‫قوته بكلمته و احلق و ت�سليط ال�ضوء على‬ ‫ق�ضايا الإن�سان ال�سوري ‪ .‬ومنها جمالت ُتعنى‬

‫ب�ش�أن الثورة ال�سورية كمجلة �سورية بدا حرية ‪,‬‬ ‫جريدة عنب بلدي ‪� ,‬سوريتنا ‪ ,‬وطني و جريدة‬ ‫زيتون بالإ�ضافة لإذاعات ُولدت يف مهد الثورة‬ ‫مثل « ‪ - On TV‬دير الزور» و اذاعة بلدنا‬ ‫و �سوريا احلرة كما َن ُ�شط الكثريين بنقل و تتبع‬ ‫�أخبار الثورة ال�سورية على مواقع التوا�صل‬ ‫االجتماعي و الدرد�شة كفي�سبوك ‪� ,‬سكايب ‪,‬‬ ‫تويرت ‪ ,‬ماي �سبي�س ‪ ,‬غوغل و مواقع حتميل‬ ‫الفيديوهات على االنرتنيت كاليوتيوب ‪.‬‬ ‫و اىل جانب املواقع االخبارية ال�سورية و مواقع‬ ‫الر�صد و املتابعة فقد لوحظ اهتمام ًا خا�ص ًا‬ ‫بنقل و ترجمة مقاالت و حتليالت غربية و‬ ‫درا�سات ت�ساهم يف نقل ال�صورة احلقيقية‬ ‫للثورة و كثرية هي املواقع الغربية التي تورد‬ ‫حتليالتها و مقابالتها مع كبار املهتمني‬ ‫بال�ش�أن ال�شرق �أو�سطي لت�سلط ال�ضوء على‬ ‫كل ما يهم املنطقة و ربيعها العربي ك�صحيفة‬ ‫االندبندنت ‪ ,‬بي بي �سي ‪ ,‬وا�شنطن بو�ست‬ ‫‪� ,‬صحيفة الغارديان الربيطانية‪ ‬و �صحفية‬ ‫التاميز الربيطانية ‪.‬‬ ‫مل يقت�صر دور االعالم الثوري على نقل‬ ‫جمريات االمور و ح�سب بل تعهد بالت�صدي‬ ‫جلميع حماوالت التلفيق و التزوير للإعالم‬


‫‪11 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫املقابل مبواجهته بفيديوهات حية تك�شف احلقائق و الكثري منها مت‬ ‫تقدميه للأمم املتحدة و الهيئات االن�سانية العاملية كوثائق لتقدمي‬ ‫النظام على حقيقته من قبل الثوار ‪.‬‬ ‫و من و�سائل االعالم املرئية �أي�ض ًا فقد برز عدة برامج وثائقية على‬ ‫عدة حمطات اهتمت بعر�ض جمريات الأمور على الأر�ض بالإ�ضافة‬ ‫�إىل الربامج احلوارية و منها برنامج �شري على اورينت للنا�شط‬ ‫االعالمي ال�سوري عروة االحمد ‪ ,‬الربنامج الذي مت ايقافه منذ فرتة‬ ‫و ُيعاد يف الوقت احلايل حت�ضري اال�ستديو اخلا�ص باملو�سم الثاين‬ ‫للربنامج و ب�شكل خا�ص وفق هو ّية ب�صر ّية و�سمع ّية جديدة ‪ .‬نوع‬ ‫جديد غري م�سبوق من و�سائل دعم الثورة حيث �أقبل فنانني �سوريني‬ ‫و ن�شطاء اتخذوا من �أ�صواتهم �سبي ًال للتعبري ف�صدحت مو�سيقاهم و‬ ‫�أغانيهم لتُخلد م�شاعر ثورية فائقة احل�ضور و الأمثلة كثرية ‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى نرى �أي�ض ًا انت�شار احللقات الق�صرية لن�شطاء و‬ ‫فنانني قد مت ت�صويرها ب�شكل م�ستقل و بثها على االنرتنيت كاحللقات‬ ‫الق�صرية ‪ ,‬امل�سرحيات الق�صرية و ال�سكيت�شات التي عربت عن واقع‬ ‫احلال ال�سوري ‪� .‬أي�ض ًا و �ضمن امل�شهد العام فقد ُكتب لبع�ض فناين و‬ ‫كتّاب ال�سيناريو ال�سوريني ‪ ,‬ممن مل يتخذوا من �سيا�سة الن�أي بالنف�س‬ ‫موقف ًا لهم ‪� ,‬أن يلتحقوا بالثورة لت�سخري طاقاتهم االبداعية يف اعمال‬ ‫ُتخلد ما نحن عليه و قد بد�أت الكاتبة والنا�شطة ال�سورية رميا فليحان‬ ‫املنا�صرة لق�ضايا الثورة ال�سورية ب�إجناز �أول م�سل�سل عن الثورة‬ ‫ال�سورية بعنوان « حتت الهوى» و تدور حلقات امل�سل�سل حول حمطة‬ ‫اخبارية و كيفية تغطيتها للأحداث امللتهبة يف االرا�ضي ال�سورية‬ ‫ليكون بذلك خطوة على طريق دراما الثورة ‪� .‬أي�ض ًا و مب�ساعده‬ ‫تن�سيقيات الثورة ال�سورية و�شبكة �شرارة �آذار الإعالمية ينطلق قريب ًا‬ ‫�أول فيلم م�صري �سوري من قلب الأحداث حيث ي�سرد تفا�صيل عن‬ ‫اجلحيم الذى يراه ال�شعب ال�سوري من النظام و ُاجنز العمل بدعم‬ ‫من بع�ض العائالت التي لديها �أقارب يف اجلي�ش احلر وتن�سيقيات‬ ‫الثورة ‪ ,‬بد�أت فكرة فيلم «الدم احلر» عندما التقى خمرج الفيلم‬ ‫بامل�صور ال�سوري عالء �شنانه و مت كتابة ال�سيناريو من قبل حممد‬ ‫م�ستجاب و عن هذا الفيلم يقول املخرج عبد اهلل الزخم�شري على‬ ‫�صفحته على في�سبوك «كلما ازدادت تهديدات ال�شبيحة كلما علمنا‬ ‫اننا نخطو نحو خطوة مرعبة للنظام االرهابي» ‪.‬‬ ‫كما انت�شر العديد من الكتب التي تروي ق�ص�ص ًا عن الواقع ال�سوري‬ ‫و منها العديد ي�صف حال املعتقالت ال�سورية كالرواية التوثيقية‬ ‫«نيغاتيف» من ذاكرة املعتقالت ال�سيا�سية لـ روزا يا�سني ح�سن التي‬ ‫جمعت فيها �شهادات من خم�سني ُمعتقلة �سيا�سية �سابقة يف ال�سجون‬ ‫ال�سورية من خمتلف االجتاهات ‪ ,‬و الرواية احلقيقية «القوقعة»‬ ‫التي �ستظل عالمة فارقة يف تاريخ الأدب ال�سوري املعا�صر‪ ،‬و�شهادة‬ ‫�إن�سانية ال تن�سى �ضد الظلم واال�ستبداد لـ م�صطفى خليفة و التي‬ ‫ُ‬ ‫القب�ض عليه لدى و�صوله �إىل مطار‬ ‫ي�سرد فيها يوم ّيات �شاب أُ�لقي‬ ‫بلده عائد ًا �إليه من فرن�سا‪ ،‬و�أم�ضى ‪� 12‬سنة يف ال�سجن دون �أن َيعرف‬ ‫املوجهة �إليه و منها يتحدث عن الثورة ال�سورية مثل «امر�أة‬ ‫التهم َة ّ‬ ‫يف تقاطع النريان ‪ :‬يوميات الثورة ال�سورية» ل�سمر يزبك و «الثورة‬ ‫ال�سورية» لف�ؤاد عجمي و كتاب «ال�سلطة و ال�سيا�سة يف �سوريا‪ :‬خدمات‬ ‫اال�ستخبارات ‪ ,‬العالقات اخلارجية و الدميقراطية يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط املعا�صر» لر�ضوان زيادة و منها �أي�ض ًا ما ُن�شر من قبل ُكتاب‬ ‫غربيني مثل كتاب «�سوريا ‪� :‬سقوط منزل الأ�سد» للكاتب ‪David W.‬‬ ‫‪. Lesch‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 12‬‬

‫املرأة والطفل‪ ..‬املتضرر األكبر من أحداث سوريا‬

‫رابطة املرأة السورية‪ :‬إسهام املرأة في الثورة ليس أقل من إسهام رجالها‬

‫‪� ..‬أم حممد خنـ�ســاء �سوريــة‪ :‬رحل اثنان من �أوالدها و زوجـــها ‪،‬وابنها الثالـــث مرابط يف �سبيل اهلل‪ ,‬هنـــا على قرب زوجها تقر�أ لــه الفاحتة و تدعـــو اهلل‬

‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫تعاين املر�أة ال�سورية يف خ�ضم احلراك‬ ‫ال�شعبي يف بالدها �أزمة م�ضاعفة يف ظل غياب‬ ‫املعيل واملتكفل ب�ش�ؤون الأ�سرة ب�سبب ظروف‬ ‫العنف الدائر يف �سوريا‪ ،‬وهو ما ي�ضيف �إىل‬ ‫معاناتها �أبعاد ًا جديدة وكبرية مع �ضعف‬ ‫االهتمام الدويل والإغاثي الذي يعاين منه‬ ‫ال�شعب ال�سوري وبالذات الالجئني منهم‪.‬‬ ‫رابطة املر�أة ال�سورية‪ ..‬واحدة من املنظمات‬ ‫والهيئات الأهلية التي ا�ضطلعت مبهمة‬ ‫التخفيف من �آثار هذه امل�أ�ساة‪ ،‬وكان لها جهد‬ ‫وا�ضح يف املجال الإغاثي والإن�ساين وبالذات‬ ‫على امل�ستوى الأ�سري‪.‬‬ ‫حتدثنا ال�سيدة �إقبال �إبراهيم‪ ،‬م�س�ؤولة‬

‫الإعالم يف الرابطة عن منظمتها فتقول‪:‬‬ ‫رابطة املر�أة ال�سورية م�شروع ثقايف فكري‬ ‫انبثق منذ ‪ ،2006‬هي منظمة ن�سائية تعمل‬ ‫كم�ؤ�س�سة جمتمع مدين تخدم املر�أة وتعمل‬ ‫الجلها‪� ،‬سعت الرابطة للنهو�ض باملر�أة ال�سورية‬ ‫وتوعيتها وا�ستثمار الكفاءة التي لديها الفكرية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫وت�شرح ال�سيدة �إقبال عن جماالت عمل الرابطة‬ ‫حال انطالقها فهناك جمال ثقايف ي�شمل‬ ‫(الدورات واملحا�ضرات واالن�شطة الثقافية‬ ‫الرتفيهية كالرحالت وامل�سابقات وغريها)‪،‬‬ ‫اما املجال الثاين‪ ،‬فهو املجال االجتماعي‬ ‫الذي �سعينا من خالله لتامني بع�ض امل�شاريع‬ ‫ال�صغرية لبع�ض العائالت امل�ستورة ليكون لها‬ ‫دخل ثابت‪ ،‬كما قامت اللجنة الإجتماعية بدعم‬

‫بع�ض طالب اجلامعات واالهتمام بطالب‬ ‫املدار�س وغريها من االن�شطة االجتماعية‬ ‫التكافلية‪ .‬اما اللجنة االعالمية‪ ،‬فقد اهتمت‬ ‫مبو�ضوع املرا�سالت للرابطة وموقع الرابطة‬ ‫وانت�ساب املهتمات بالرابطة والداعمات لها‪،‬‬ ‫ومع بداية الثورة تو�سعت جلان الرابطة نظرا‬ ‫ل�ضرورة العمل يف جماالت اخرى وتو�سع‬ ‫العمل جغرافيا اي�ضا‪ ،‬حيث مت اعتماد مكاتب‬ ‫للرابطة يف دول اخرى كال�سعودية والكويت‬ ‫وقطر وال�سودان واخريا يف ال�سويد‪ ،‬ليكون‬ ‫عمل املراة ال�سورية واثبات جدارتها وكفاءتها‬ ‫حيثما تواجدت الن�ساء ال�سوريات‪.‬‬ ‫يف الأزمات واحلروب تزداد معاناة الفئات‬ ‫وال�شرائح االجتماعية املهم�شة او ال�ضعيفة‬ ‫�أ�ص ًال كالأطفال والن�ساء‪ ،‬لكن املر�أة ال�سورية‬


‫‪13 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫�أثبتت وعي ًا وح�س ًا ثوري ًا عالي ًا‪ ،‬وتقول ال�سيدة‬ ‫�إقبال �إن املر�أة ال�سورية يف ظل هذه التحديات‬ ‫التي واجهتها عملت وبكل جهدها لتكون قوية‬ ‫كما العهد بها‪ ،‬فكانت ال�سند املتني للعائلة‬ ‫والداعم االقت�صادي بح�سن تدبرها يف ظل‬ ‫و�ضع اقت�صادي �صعب يف النزوج واللجوء‬ ‫وحتى يف ظل انقطاع الكهرباء وانعدام‬ ‫ا�سا�سيات احلياة‪ ،‬فقد عملت املراة والفتاة‬ ‫ال�سورية لأجل وطنها وبلدها وثورتها بدون‬ ‫تردد او تقاع�س �سعيا منها الثبات مكانتها‬ ‫التي هي اهال لها يف العمل االغاثي واالن�ساين‬ ‫واال�سعايف الطبي وحتى يف االعالم والت�صوير‬ ‫والأ�شغال اليدوية وحتى الع�سكري حينما ت�سنح‬ ‫لها الفر�صة وتتهيئ لها الظروف املنا�سبة‪،‬‬ ‫وقد تخلقها هي لتنخرط يف جمال وجب عليها‬ ‫التواجد به‪ ،‬فكانت يف كل مكان يحتاج لها‬ ‫الوطن وينادي م�ستنجدا بها‪.‬‬ ‫دعم العائالت ال�سورية املهجرة واحد من‬ ‫�أهم املجاالت التي ن�شطت فيها رابطة املر�أة‬ ‫ال�سورية وخا�صة تلك التي خرجت اىل الدول‬ ‫املجاورة‪ ،‬فكان الدعم االغاثي والنف�سي‬ ‫هو من اوىل االهتمامات للرابطة‪ ،‬فقدمت‬ ‫الرابطة للعائلة ما يلزمها من احتياجات‬ ‫ا�سا�سية وقدمت اي�ضا االر�شاد للعائالت عن‬ ‫طبيعة البلد الذي و�صلو اليه �سواء من الناحية‬ ‫اخلدمية او التعليمية او غريها‪ .‬كما �ساهمت‬ ‫الرابطة ب�شكل اعالمي بنقل االحداث وا�صدار‬ ‫البيانات عن و�ضع املر�أة وما تتعر�ض له من‬ ‫انتهاكات حقوقية وان�سانية من قبل عنا�صر‬ ‫النظام يف �سوريا‪ ،‬خا�صة يف مو�ضوع املعتقالت‬ ‫اللواتي يواجهن ا�شد انواع العذاب يف ال�سجون‪،‬‬ ‫فكانت لنا م�شاركة يف حملة «ل�ست جمرد رقم»‬ ‫مع جهات اخرى نا�شطة يف هذا املجال اي�ض ًا‪.‬‬ ‫اي�ضا هناك عمل �ضمن جلان للتدريب‬ ‫والتطوير‪ ،‬حيث تقدم الرابطة الدورات‬ ‫واملحا�ضرات لكافة فئات االفراد ال�سوريني‬ ‫وتخ�ص الفئة الطالبية وال�شبابية بها واهم‬ ‫ما تقدمه دورات ‪� ICDL‬سعيا منا لن�شر‬ ‫ثقافة نحن بحاجة لها لنبني �سورية امل�ستقبل‬ ‫ب�سواعد ابنائها‪ .‬‬ ‫كما تقوم الرابطة باالهتمام بالعائالت التي‬ ‫فقدت معيلها بحيث ت�ؤمن لهم الكفاالت عن‬ ‫طريق اخليرّ ين‪ ،‬وت�ؤمن البناء ال�شهداء كفاالت‬ ‫�شهرية ت�ضمن لهم العي�ش الكرمي‪.‬‬ ‫ال تخفي م�س�ؤولة اللجنة الإعالمية يف الرابطة‬ ‫عتبها على و�سائل الإعالم يف تغطيها لل�ش�أن‬ ‫ال�سوري‪ ،‬وتعتقد �أن هناك تق�صري ًا بخ�صو�ص‬

‫ت�سليط ال�ضوء على �إ�سهام املر�أة يف الثورة‬ ‫ال�سورية ي�شمل الكثري من النواحي‪ ،‬فهو يلقي‬ ‫ال�ضوء على بع�ض املوا�ضيع ويهتم ب�ش�ؤون اقل‬ ‫اهمية من التي يجب االهتمام بها‪ ،‬وقد ي�ضخم‬ ‫حجم ق�ضية على ح�ساب ق�ضايا اخرى‪،‬‬ ‫وان حتدثنا عن التق�صري امللقى على عاتق‬ ‫املنظمات الن�سائية واملنظمات االن�سانية‪ ،‬فهي‬ ‫مق�صرة جدا‪ ،‬فلي�س لها حتى االن الو�ضوح‬ ‫يف عملها ملنع ما يحدث �ضد املراة ال�سورية‪،‬‬ ‫فلي�س العمل بالدعم االغاثي والبيانات‬ ‫واالح�صائيات‪ ،‬بل العمل يكون مبنع ما يحدث‬ ‫جتاه املراة ال�سورية من انتهاك وجرائم‬ ‫بحقها‪.‬‬ ‫ت�ؤكد الرابطة �أن �إ�سهام املر�أة ال�سورية يف‬ ‫ثورة بالدها ال يقل عن �إ�سهام الرجال‪ ،‬فقد‬ ‫قدمت املراة ال�سورية فلذات اكبادها الذين‬ ‫ربتهم و�سهرت من اجلهم قدمتهم قرابني‬ ‫للحرية والثورة و�أي دور اعظم من هذا‪,,,‬‬ ‫قدمت راحت بالها وقدمت زوجها ودفعته‬ ‫ليحرر وطنه‪ ,,‬قدمت حريتها لتغدو طري ًا‬ ‫حبي�س �سجن الظلم وعذاب الوحو�ش ‪ ,,‬قدمت‬ ‫تهجري ًا من مكان ملكان ومن بلد لبلد تبحث‬ ‫عن امن عائلتها وم�أمن لأطفالها‪ .‬حتى املجال‬ ‫ال�سيا�سي خا�ضت به و�شاركت ب�شكل حر بعيد‬ ‫عن �أي اجندة خا�صة‪ ,,‬وخا�ضت يف جماالت‬

‫العمل االجتماعي م�ساهمة وم�ساندة لكل دور‬ ‫قد يلقى على عاتقها يف بناء الدولة ال�سورية‬ ‫احلرة م�ستقبال‪ ،‬ومل تبخل بقلمها وحروفها‬ ‫وم�شاركاتها يف كل ما يتاح لها من اجل حرية‬ ‫وطنها و�شعبها ال ّأبي‪.‬‬ ‫جماالت اهتمام الرابطة ال تقت�صر على املر�أة‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل تتعداها غلى جمال الطفولة‬ ‫الذي يعاين هو الآخر من انتهاكات خطرية‬ ‫على امل�ستوى الإن�ساين‪ ،‬فن�صف الالجئني يف‬ ‫�سوريا حالي ًا هم من الأطفال والن�ساء بح�سب‬ ‫�إح�صاءات الأمم املتحدة‪ ،‬والطفولة يف �سورية‬ ‫انتهكت بكافة اال�شكال‪ ،‬فاالمرا�ض النف�سية‬ ‫انت�شرت والعاهات اجل�سدية تف�شت وكرثت‬ ‫حاالت مر�ضية وت�شردت الطفولة لتعبث‬ ‫بها الظروف‪ ،‬واملطلوب منا الكثري والكثري‪،‬‬ ‫فاالهتمام بكل هذه االمور يحتاج للدعم‬ ‫املتوا�صل واخلطط املدرو�سة والتطبيق اجليد‬ ‫واملتابعة احلثيثة‪.‬‬ ‫وتك�شف ال�سيدة �إقبال �أن الرابطة ب�صدد‬ ‫مواجهة كل هذا �إال �أن ذلك يتطلب اوال تدريبا‬ ‫وجتهيزا لكادر قادر ومهيئ للعمل على هذه‬ ‫الظواهر‪ ،‬ويتطلب االمر عمل الدرا�سات‬ ‫وا�ستثمار اخلرباء الدار�سني يف جماالت‬ ‫معاجلة االطفال واالهتمام بهم يف ظل ظروف‬ ‫�صعبة وم�ضنية‪.‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 14‬‬

‫النخب الفكر َّية في سورية‬

‫بني معارضة النظام واالستخفاف بالشعب‬

‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫كانت النخ ��ب الفكر َّية يف �سوري ��ة قبل اندالع‬ ‫الث ��ورة �أب ��رز معار�ض ��ي النظام ال�س ��وري �إن‬ ‫مل تك ��ن املعار� ��ض ال�صريح الوحي ��د له ذاك‬ ‫الوق ��ت‪ ،‬وتع َّر�ضت بالت ��ايل ل�ش َتّى �أنواع القمع‬ ‫والتنكي ��ل واال�ستبداد‪ ،‬فمن تل ��ك النخب من‬ ‫�سنوات طوا ًال خل ��ف الق�ضبان‪ ،‬ومنهم‬ ‫ق�ضى‬ ‫ٍ‬ ‫م ��ن ا�ضطر ملغادرة البالد بال رجعة‪ ،‬وا�ستم َّر‬ ‫ذل ��ك يف بداي ��ة الث ��ورة ال�سور َّي ��ة حيث كانت‬ ‫النخب من �أوائل النحازين للثورة وامل�شاركني‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫لك ��ن حينم ��ا احت ��اج ال�شع ��ب ال�س ��وري يف‬ ‫توجهه يف‬ ‫ثورت ��ه �إىل قي ��ادة فكر َّية �سيا�س َّي ��ة ِّ‬ ‫الداخ ��ل ومت ِّثله باخلارج‪ ،‬كان ��ت تلك النخب‬ ‫م ��ن مفكري�ي�ن و�سيا�سي�ي�ن �سوري�ي�ن أ�ب ��رز‬ ‫َّ‬ ‫وب�شكل‬‫املر�شج�ي�ن للقيام بهذا ال ��دور‪ ،‬لكن‬ ‫ٍ‬ ‫خم ِّي ��ب‪� -‬أغلق بع�ضه ��م على نف�س ��ه الأبواب‬ ‫�ات مغلقة تنتهي‬ ‫ليقت�ص ��ر عمله على اجتماع � ٍ‬


‫‪15 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫�ات ال تختلف كث�ي�ر ًا عن ت�صريحات‬ ‫بت�صريح � ٍ‬ ‫املجتم ��ع الدويل‪ ،‬فيم ��ا ق�ضى �آخ ��رون وقتهم‬ ‫جيئ� � ًة وذهاب� � ًا للحكوم ��ات العرب َّي ��ة والغرب َّية‬ ‫ي�ستج ��دون م�ساعدته ��م �أو ُّ‬ ‫تدخله ��م‪ ،‬فيما مل‬ ‫يراه ��ن � َاّإل قلي� � ٌل منه ��م على ل�ش ��ارع ال�سوري‬ ‫الذي قام بالثورة وا�ستم َّر بها‪.‬‬ ‫ويف �سعيه ��ا ل�صياغ ��ة فكرة عامة ع ��ن الر�أي‬ ‫ال�شعب ��ي ال�سوري ح ��ول ه ��ذه الق�ض َّية‪� ،‬أجرت‬ ‫«�سورية بدا حر َّي ��ة» ا�ستطالع ًا لر�أي عدد من‬ ‫املفكري ��ن وال�سيا�سيني والنا�شط�ي�ن �أبدوا فيه‬ ‫ر�أيه ��م حول موقف ودور و�أداء النخب الفكر َّية‬ ‫يف الثورة ال�سور َّية‪:‬‬ ‫يعتق ��د املفك ��ر الي�س ��اري «�سالم ��ة كيل ��ة» ب� َّأن‬ ‫النخب الفكر َّية يف �سورية مل تثق يوم ًا بال�شعب‬ ‫كعن�ص ��ر فاع ��ل‪ ،‬ب ��ل لطامل ��ا ا َتّهمت ��ه باخلنوع‬ ‫واخل�ض ��وع والهوان قبل الث ��ورة‪ ،‬وكان رهانها‬ ‫دائم ًا عل ��ى �صحوة �ضمري من قب ��ل النظام �أو‬

‫حت ُّرك دويل ع�سكري يوقف امل�آ�سي يف �سورية‪،‬‬ ‫لك َّنه يجد � َّأن فئة �صغرية من النخب ‪-‬م�ستثناة‬ ‫م ��ن العموم‪ -‬م ��ن �ش�أنه ��ا �أن ت�ساه ��م يف نقل‬ ‫املعرف ��ة الفكر َّية وال�سيا�س َّي ��ة لل�شباب ال�سوري‬ ‫لت�ساع ��ده يف خو�ض �صراعه م ��ن �أجل �إ�سقاط‬ ‫النظ ��ام‪ ،‬والذي يعتربه «كيل ��ة» �صراع �سيا�سي‬ ‫بامتياز‪.‬‬ ‫� َّأم ��ا ع�ضو املجل� ��س الوطني ورئي� ��س مكتبه يف‬ ‫فنلندة «ماني ��ا اخلطيب» فقد و�ضعت املث َّقفني‬ ‫والليربالي�ي�ن والعلماني�ي�ن واملدني�ي�ن يف خانة‬ ‫واحدة‪ ،‬و�ألقت عليهم مالمة الفو�ضى الفكر َّية‬ ‫تعم الثورة ال�سور َّي ��ة‪ ،‬كما ا َتّهمت النخب‬ ‫الت ��ي ُّ‬ ‫بالـ»�شللي ��ة» والـ»عنجه َّي ��ة» والـ»انف�ص ��ال ع ��ن‬ ‫الواقع»‪ ،‬وو�صفت موقفهم بالـ»الندب والنعيق»‬ ‫على ت�صرف ��ات اجلهات الأ�صول َّية التي احت َّلت‬ ‫واجه ��ة الث ��ورة نتيجة ت ��رك النخ ��ب الطريق‬ ‫مم َّهد ًا لها‪.‬‬ ‫كم ��ا يعتقد النا�شط الإعالمي «اب ��ن حلب» � َّأن‬

‫ب�شكل دقيق و�ضع‬ ‫يو�صف ٍ‬ ‫لقب «ث� � َّوار الفنادق» ِّ‬ ‫النخ ��ب الفكر َّي ��ة يف الثورة‪ ،‬حي ��ث كان يتو َّقع‬ ‫يتوح ��دوا يف بداي ��ة الث ��ورة ومي ِّثلوا‬ ‫منه ��م �أن َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫اّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شع ��ب ال�سوري �سيا�س َّي� �ا‪� ،‬إل �أنه يرى الف�شل‬ ‫يف ِّ‬ ‫كل حماوالته ��م للتوحد حتت مظ َّل ٍة واحدة‪،‬‬ ‫متوجه ًا للنخب‪َّ �« :‬إما �أن تتحدوا‬ ‫ويختم تعليقه ِّ‬ ‫وت�شاركون ��ا الثورة على الأر� ��ض‪� ،‬أو � َّأن ال�شعب‬ ‫ال�سوري قاد ٌر على متثيل نف�سه بدونكم!»‪.‬‬ ‫يف ح�ي�ن �أ�ش ��ار الطبي ��ب والنا�ش ��ط ال�سيا�سي‬ ‫«عط ��ا العط ��ا كام ��ل» �إىل م ��ا �س َّم ��اه «ق�صور‬ ‫الر�ؤي ��ة» عند النخ ��ب التي ترى الواق ��ع حرب ًا‬ ‫حزب َّي� � ًة وفكر َّي� � ًة‪ ،‬نا�سني الواق ��ع الدامي التي‬ ‫مت ُّر فيه البالد َّ‬ ‫كل يوم‪َّ � ،‬أما النا�شط الإعالمي‬ ‫«عب ��د اللطيف بكري» ف�ي�رى بالنخب الفكر َّية‬ ‫املعار�ضة مقاب ًال للواجه ��ة الإعالم َّية للنظام‪،‬‬ ‫وي�ب ِّ�رر كالم ��ه ب� �� َّأن َّ‬ ‫كل م ��ا ر�أين ��اه منهم كان‬ ‫كالم ًا مل يرفق ب�أي خط َّوة جد َّية من �ش�أنها �أن‬ ‫تغ ِّيري من واقع الثورة‪.‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 16‬‬

‫عراب االستبداد في سورية‬ ‫حافظ األسد‪َّ ...‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬ع َّمار منال ح�سن‬

‫�شخ�ص كحافظ‬ ‫من ال�صعب التعريف عن‬ ‫ٍ‬ ‫الأ�سد يف عبار ٍة واحدة‪ ،‬ف�إىل جانب ارتكابه‬ ‫ملجاز َر راح �ضح َّيتها ع�شرات �آالف ال�سوريني‪،‬‬ ‫مدّة‬ ‫كان �أي�ض ًا �صاحب ال�سابقة التاريخ َّية يف َ‬ ‫امتدّت لثالثني عام ًا على‬ ‫حكمه ل�سورية التي َ‬ ‫التوايل‪ ،‬يرتافق ذلك بنجاحه با�ستفتاء عام‬ ‫(‪ )1970‬بالن�سبة الأ�سطور َّية البالغة (‪99.2‬‬ ‫‪ ،)%‬وت�ستم ُّر �سوابق «القائد اخلالد» التاريخ َّية‬ ‫عربي يو ِّرث‬ ‫ح َتّى بعد موته‪ ،‬لي�صبح أ� َّول ٍ‬ ‫رئي�س ِّ‬ ‫احلكم البنه‪ ،‬نعم إ� َّنه حافظ الأ�سد «م�ؤ�س�س‬ ‫اململكة الأ�سد َّية» و»ع َّراب اال�ستبداد» يف‬ ‫�سورية‪.‬‬

‫َّ‬ ‫حل حافظ الأ�سد على هذه الدنيا عام ‪1930‬‬ ‫لعائل ٍة مزارع ٍة يف بلدة القرداحة يف ريف‬ ‫ليتم هناك تعليمه الأ�سا�سي قبل‬ ‫الالذق َّية‪َّ ،‬‬ ‫انتقاله �إىل الالذق َّية ليتابع فيها تعليمه‬ ‫الثانوي‪ ،‬من َّثم التحق بالأكادمي َّية الع�سكر َّية‬ ‫يف حم�ص فحلب‪ ،‬ليتخ َّرج برتبة مالزم ط َّيار‬ ‫عام ‪.1955‬‬ ‫� َّأما عن حياته احلزب َّية‪ ،‬فقد التحق بحزب‬ ‫البعث ِّ‬ ‫وان�ضم لفرعه يف‬ ‫مبكر ًا يف ‪1946‬‬ ‫َّ‬ ‫الالذق َّية‪َّ ،‬ثم انخرط يف احلياة احلزب َّية‬ ‫َاّ‬ ‫الطلب َّية ليرت َّقى من رئي�س فرع «االحتاد‬ ‫الوطني للطلبة» يف الالذقية لرئي�س «احتاد‬ ‫الطلبة يف �سورية»‪ ،‬فكانت حياته احلزب َّية‬


‫‪17 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫وتزايد نفوذ حزب البعث �آن ذاك وبالتايل‬‫امتيازاته و�صالح َّياته‪� -‬سبب ًا يف �إر�سال حافظ‬ ‫الأ�سد �إىل القاهرة َّثم االحتاد ال�سوفييتي‬ ‫للتد ُّرب على ا�ستخدام الطائرات املقاتلة‪.‬‬ ‫وحني قيام الوحدة بني �سورية وم�صر عام‬ ‫‪ ،1958‬انتقل الأ�سد للخدمة يف �سالح اجلو‬ ‫يف القاهرة برتبة نقيب‪ ،‬فتعاون هناك مع‬ ‫بع�ض زمالئه �ضمن تن�سيق �سري حلزب‬ ‫البعث راف�ضني �شرط جمال عبد النا�صر ح ّل‬ ‫احلزب ك�شرط لقيام الوحدة‪ ،‬لي�شكلوا يف‬ ‫‪ 1960‬اللجنة الع�سكر َّية‪ ،‬حيث كان لها دور‬ ‫يف التطورات ال�سيا�س َّية الع�سكر َّية الحق ًا يف‬ ‫�سورية‪.‬‬ ‫عدّة تو ُتّرات‬ ‫وبعد االنف�صال‪ ،‬حدثت َ‬ ‫وت�صعيدات بني اجلي�شني ال�سوري وامل�صري‬ ‫انتهت بعمل َّية تبادل �أ�سرى بينهما‪ ،‬وعلى �إثر‬ ‫هذه التطورات َّمت عزل حافظ الأ�سد �إىل‬ ‫جانب العديد من زمالئه يف حزب البعث عن‬ ‫اخلدمة الع�سكر َّية و�إحالتهم للخدمة املدن َّية يف‬ ‫وزارات الدولة‪.‬‬ ‫لكن ا�ستيالء حزب البعث على ال�سلطة عقب‬ ‫َّ‬ ‫االنقالب الع�سكري املعروف بـ»ثورة الثامن من‬ ‫�آذار» ‪ 1963‬كان طريق العديد من البعثيني‬ ‫املعزولني للعودة للخدمة الع�سكر َّية‪ ،‬ومن‬ ‫املقدّم‬ ‫بينهم كان «حافظ الأ�سد» وزميله َ‬ ‫�آنذاك «�صالح جديد»‪ ،‬حيث ر ِّقي «حافظ‬ ‫الأ�سد» من رتبة رائد �إىل رتبة لواء دفع ًة واحدة‬ ‫عام ‪ ،1964‬لي�صبح الحق ًا قائدً ا للقوى اجلوية‬ ‫والدفاع اجلوي‪ ،‬ومن َّثم وزير ًا للدفاع بعد‬ ‫االنقالب الع�سكري الداخلي يف حزب البعث‬ ‫‪ 1966‬الذي �أطاح مب� ِّؤ�س�س احلزب مي�شيل‬ ‫عفلق فرئي�س اجلمهور َّية �أمني حافظ‪.‬‬

‫الت�صحيح َّية»‪ ،‬ليعطي نف�سه الحق ًا �صالح َّيات‬ ‫رئي�س اجلمهور َّية َّثم يث ِّبت نف�سه رئي�س ًا ل�سورية‬ ‫بعد ما ال يزيد عن ب�ضعة �أ�شهر عن حركته‬ ‫�شعبي قام به‬ ‫الت�صحيح َّية‪ ،‬وذلك �إثر ا�ستفتا ٍء ٍ ّ‬ ‫بتاريخ ‪� 12‬آذار ‪.1970‬‬

‫وقام حافظ الأ�سد عام ‪ 1973‬بت�شكيل جلنة‬ ‫ل�صياغة د�ستور دائم للبالد‪ ،‬حيث َّمتت املوافقة‬ ‫على هذا الد�ستور بعد عر�ضه لال�ستفتاء‬ ‫ين�ص الد�ستور‬ ‫ال�شعبي بتاريخ ‪� 12‬آذار‪ ،‬حيث ُّ‬ ‫على احتكار احلياة ال�سيا�سية بتعيني البعث‬ ‫ن�صت املادة‬ ‫حز ًبا قائدً ا للدولة واملجتمع كما ّ‬ ‫�صالحيات‬ ‫الثامنة‪،‬ومل يعطه هذا الد�ستور‬ ‫ٍ‬ ‫وا�سعة و�شبه غري حمدودة فح�سب‪ ،‬بل م َّكنه‬ ‫عام ‪ 1981‬مث ًال من تغيري علم اجلمهور َّية‬ ‫ال�سور َّية‪ ،‬يف حادث ٍة توحي ب� َّأن حافظ الأ�سد‬ ‫بات �أعلى من الد�ستور‪ ،‬وعلى هذا املنوال‬ ‫ا�ستم ًّر الأ�سد يف حكم �سورية خالل ا�ستفتاءات‬ ‫وبعد ارتفاع وترية التو ُتّر بني الأ�سد وجديد (‪ )1999 ،1992 ،1985 ،1978‬على التوايل‪.‬‬ ‫عقب خالفاتهم التي بد�أت منذ ‪� ،1967‬أ�صدر‬ ‫جديد بعد عقد اجتماع للقيادة القطرية وحني قامت ف�صائل من الأخوان امل�سلمني‬ ‫حلزب البعث قرار عزل حافظ الأ�سد ورئي�س ب�إعالن التم ُّرد امل�س َّلح على النظام ال�سوري‬ ‫الأركان م�صطفى طال�س‪ ،‬فكان حينها (‪ ،)1982-1979‬قام حافظ الأ�سد بتوجيه‬ ‫عدّة جمازر يف ِّ‬ ‫كل‬ ‫االنقالب الع�سكري الذي قام به الأ�سد بزج اجلي�ش ال�سوري الرتكاب َ‬ ‫لكن �أكربها‬ ‫�صالح جديد ورئي�س اجلمهورية نور الدين من حلب وج�سر ال�شغور ودم�شق‪َّ ،‬‬ ‫الأتا�سي بال�سجن‪ ،‬و�س ُّمي هذا االنقالب الحق ًا كانت جمزرة حماة التي �ص َّرح بعدها ‪�-‬شقيق‬ ‫حافظ الأ�سد ورئي�س �سرايا الدفاع �آنذاك‪-‬‬ ‫بـ»احلركة الت�صحيح َّية»‪.‬‬ ‫�سوري‬ ‫«رفعت الأ�سد» عن مقتل ‪40.000‬‬ ‫ٍّ‬ ‫َىّ‬ ‫تول حافظ الأ�سد رئا�سة جمل�س الوزراء يف حماة وحدها‪ ،‬وكان ذلك نتيجة الق�صف‬ ‫�إىل جانب وزارة الدفاع فور �إمتامه «احلركة والإعدام امليداين‪.‬‬

‫لكن مقتل جنل حافظ الأ�سد ووريثه املحتمل‬ ‫َّ‬ ‫«با�سل» يف حادث مرو ٍر عام ‪ ،1994‬كان �أبرز‬ ‫النكبات يف حياة الأ�سد ال�شخ�ص َّية وال�سيا�س َّية‪،‬‬ ‫فبعد احلداد ال�ضخم املفتعل الذي �أقيم �إثر‬ ‫«ا�ست�شهاد» با�سل الأ�سد‪ ،‬كان على حافظ �أن‬ ‫يبد أ� بتهيئة �إبنه الآخر َّ‬ ‫«ب�شار» على الرغم من‬ ‫بعده عن ال�سيا�سة‪ ،‬وكان له ما �أراد‪� ،‬إذ َىّ‬ ‫تول‬ ‫َّ‬ ‫ب�شار الأ�سد احلكم بعد وفاة �أبيه عام ‪.2000‬‬ ‫«حافظ الأ�سد كما يراه امل�ؤيدون اليوم»‬ ‫تقول الأ�سطورة املن�شرة على �صفحات مواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي امل�ؤ ِّيدة للنظام ال�سوري‪:‬‬ ‫ب� َّأن حافظ الأ�سد مل ميت‪ ،‬لك َّنه دخل يف حالة‬ ‫نوم �سريري خالل جترب ٍة علم َّي ٍة يف رو�سيا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتقوم هذه التجربة ‪-‬التي جتري �أحداثها حتت‬ ‫الأر�ض بـ‪ 108‬طوابق‪ -‬على تو�صيل دماغ حافظ‬ ‫الأ�سد بجهاز حا�سوب يح ِّول الذكاء الب�شري‬ ‫�إىل ذكا ٍء �صناعي‪ ،‬ومن خالل هذا اجلهاز‬ ‫يدير حافظ الأ�سد اليوم تط ُّورات ال�صراع يف‬ ‫�سورية‪� ،‬أو �أق َّله هذا ما تقوله الأ�سطورة‪.‬‬ ‫«حافظ الأ�سد كما يراه املعار�ضون اليوم»‬ ‫«يف الثمانينيات والت�سعينات كانت الدفاتر‬ ‫املدر�سية التي ي�شرتيها َاّ‬ ‫الطلب حتمل �صورة‬ ‫حافظ الأ�سد على غالفها الأمامي وجدول‬ ‫ال�ضرب على الغالف اخللفي» يقول �أحد‬ ‫النا�شطني يف �أحد املواقع املعار�ضة‪َّ � ،‬أما اليوم‬ ‫فبالإمكان اعتبار متزيق �صور حافظ الأ�سد‬ ‫وهدم متاثيله عرف ًا ع�سكر َّي ًا متار�سه املعار�ضة‬ ‫امل�س َّلحة يف ِّ‬ ‫مكان ت�سيطر عليه‪.‬‬ ‫كل ٍ‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 18‬‬

‫خا�ص ‪ /‬املحامي �سامر تامر‬ ‫لقد جاء الربيع العربي من تون�س مرورا مب�صر‬ ‫وليبيا واليمن وتوقف عند البحرين و�سوريا‬ ‫وحتى اللحظة ال يوجد �أي ان�سان قادر على‬ ‫قراءة الواقع �أو امل�ستقبل ب�شكل �صحيح ودقيق‬ ‫وذلك ب�سبب كرثة الغيوم املرافقة للو�ضع‬ ‫ال�سوري ‪ ،‬كما �أنه مل يعد خافيا على �أحد �أن‬ ‫هناك من يتالعب بال�سوريني من الداخل ومن‬ ‫اخلارج ‪..‬‬ ‫وهناك من ينفذ ما يريده الغرب �سواء ق�صد‬ ‫ذلك �أو مل يق�صده فالكل يف �سوريا من �أكرب‬ ‫اىل �أ�صغر �شخ�ص امنا هم عبارة عن جنود يف‬ ‫رقعة �شطرجن كبرية ‪ ،‬يتم حتريكهم من خالل‬ ‫من يتحكم بزمام �أمورهم املالية �أو الإغاثية �أو‬

‫احملاكم الشرعية‬

‫ويف البحرين �أي�ضا مت التوافق على ف�ض النزاع‬ ‫الع�سكرية او اال�سالمية ‪...‬‬ ‫دون حماكم �شرعية ودون �شو�شرة !!!!‬ ‫يف تون�س ‪ :‬هرب بن علي ومل ن�سمع عن حماكم فهل هوالء النا�س م�سلمون �أم ال ؟؟؟؟ �أم �أن‬ ‫اال�سالم فقط يف �سوريا ؟؟؟؟؟‬ ‫�شرعية يف تون�س ‪.‬‬ ‫ويف ليبيا ‪� :‬أعدم القذايف الذي �أ�سر من‬ ‫ً‬ ‫الأحرار دون حماكمة �شرعية وان كان جزا�ؤه حقيقة ‪....‬‬ ‫القتل ولكن �أعدم ب�أمر من �أحد ‪ ،‬مع العلم �أن ال �أعرف مل�صلحة من يتم ت�شويه �صورة‬ ‫ابنه �سيف اال�سالم �أ�سر �أي�ضا بنف�س الطريقة اال�سالم يف �سوريا وملاذا ن�ساعد نحن ببع�ض‬ ‫الأفعال يف ا�ستمرار الت�شويه ‪..‬‬ ‫ولكنه حي يرزق حتى الآن ؟؟؟؟؟؟‬ ‫ويف م�صر ‪ :‬وبعد �أن مت تبديل ح�سني بالإخوان ملاذا فقط عندنا يعلوا ال�صوت بوجود حماكم‬ ‫مل ن�سمع مبحكمة �شرعية رغم �أن التيار �شرعية ‪ ،‬ملاذا يتم التمثيل باجلثث والتنكيل‬ ‫ال�سلفي واالخواين هم الأكرثية النيابية ؟؟؟ بها ب�إ�سم اال�سالم ‪..‬‬ ‫ويف اليمن ‪ :‬مت ت�سليم احلكم لنائب الرئي�س ملاذا يتم ل�صق االفعال ال�سئية باال�سالم ‪..‬‬ ‫وخرج عمنا �صالح خروج املنت�صر دون �أن ملاذا كان هناك حمكمة �شرعية يف �صالح‬ ‫الدين وم�ساكن هنانو وال�صاخور ‪...‬‬ ‫ن�سمع مبحاكم �شرعية ‪..‬‬


‫‪19 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫اال�سالم وتخويف النا�س ‪..‬‬ ‫وهل من يقوم عليها هو �أ�صال يعرف ال�شرع‬ ‫�أو ال�شريعة واحكام ال�شرع وطرق ا�ستنباط‬ ‫االحكام ‪ ،‬حتى يقوم باحلكم ‪......‬‬ ‫ومن هو الذي والهم هذا الأمر ‪...‬‬ ‫وما هي حقوق املتهم او املذنب ‪..‬‬ ‫واين هي االحكام التي �صدرت منها ومن‬ ‫هو امل�س�ؤل عن معاقبة املحاكم ال�شرعية‬ ‫التي تخالف الن�ص او التي حتكم بالهوى او‬ ‫بالظن‪...‬‬ ‫لي�س الأمر ملن يحكم بقوة ال�سالح وامنا‬ ‫الأمر ملن ي�أ�سر قلوب النا�س باملحبة والرحمة‬ ‫والعدل‪...‬‬ ‫�إن اهلل ي�أمر بالعدل واالح�سان ‪...‬‬ ‫اللهم ا�شهد �إين قد بلغت وقد �صار الأمر اىل‬ ‫ما نكره وما ال نطيق فال ت�سلط علينا من ال‬ ‫يخافك ومن ينفاق ب�إ�سم الدين ‪..‬‬

‫وال�س�ؤال هل اعطي املذنب او املتهم حق الدفاع القذرة(( من ا�شخا�ص نعلم ب�أنهم جمرمون‬ ‫عن نف�سه �أم انه اعدم بناء على قرار من )) والتي تدعي انها جي�ش حر ومتار�س القتل‬ ‫وال�سرقة على ردة فعل عك�سية لدى النا�س ‪...‬‬ ‫ال�شخ�ص القائم بهذا االمر ‪...‬‬ ‫وهل من ق�ضى يعلم مبا ق�ضى وهل يحفظ‬ ‫�أمل ت�ساعد بع�ض الفتاوى االعتباطية‬ ‫احكام ال�شرع و القانون ‪...‬‬ ‫وهل يعلم ان قتل النف�س الربئية جزا�ؤه جهنم‪ ..‬والتجاذبات اال�سالمية وال�سيا�سية على الفرقة‬ ‫و�أن قتل ال�شخ�ص ال ي�ؤخذ بالظن �أو ال�شبهة ‪ ...‬بني النا�س وانت�شار التخوين بيننا ؟؟؟‬ ‫�ألي�س رد الظلم هو عدم اتيان �أفعال الظامل ؟‬ ‫هل اعطي املتهم حق الدفاع عن نف�سه ‪ ،‬خا�صة �أمل ت�ساعد بع�ض الفيديوهات امل�سربة من‬ ‫وان رب العزة قد اعطى ابلي�س حق الكالم اجلي�ش احلر على ردة فعل عك�سية لدى‬ ‫عندما �س�أله اهلل ملاذا امتنع عن ال�سجود ؟؟؟ ال�شعب؟‬ ‫وهل يوجد يف حلب او يف �سوريا كلها اهل حل �ألي�س من الأف�ضل �أن نرتحم على من يقتل من‬ ‫وعقد حتى يتم اختبار �شخ�ص يتوىل �ش�ؤون الطرف الآخر ونح�سن دفنهم ونقر�أ الفاحتة‬ ‫النا�س �أم �أننا �أ�صبحنا يف و�ضع �أمراء املناطق لهم ونعامل اجلثث مبا ي�أمرنا به ديننا كي‬ ‫ندعوا اىل اال�سالم ب�أخالقنا و�أفعالنا احل�سنة‬ ‫واحلرب ؟؟؟‬ ‫�أمل ن�صبح نخاف من بع�ض الكتائب التي‬ ‫تدعى انها جي�ش حر‪� ...‬أكرث من خوفنا من وال�س�ؤال الأهم هنا ملاذا يرتد ا�سم املحاكم‬ ‫ال�شرعية دائم ًا ومل�صلحة من يتم ذلك‬ ‫جي�ش النظام ؟؟؟؟؟؟؟؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و�صلى اهلل على �سيدنا حممد وعلى �آله‬ ‫�أمل ي�صبح البع�ض يرتحم �سرا وعلنا على ما (والنظام مازال يحكم )‪:‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�صحابه �أجمعني ‪..‬‬ ‫و هل املحاكم ال�شرعية قائمة فعال ‪...‬‬ ‫قبل الثورة (خا�صة �أهل حلب )‪....‬‬ ‫�أمل ي�ساعد انت�شار بع�ض الكتائب امل�سلحة �أم �أن هناك من ي�ستعمل هذا اال�سم لت�شويه والعزة هلل جميع ًا‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 20‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬

‫( رب واحد ‪ ..‬قاتل واحد ) ‪!! ..‬‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬

‫ت�أت ��ي ال�صورة مزعج ��ة من الداخ ��ل‪ ،‬رايات‬ ‫كثرية ترف ��ع ‪ ،‬راية �س ��وداء و�أخ ��رى خ�ضراء‬ ‫وتلك حمراء والكل ينادي ب�أحقية رايته و�أنها‬ ‫الهدف املن�شود و�أن اجلموع نادت من �أجلها‪،‬‬ ‫ولوالها لهلك اجلمع وولينا الأدبار‪.‬‬ ‫ال�شب ��ان يتزاحمون فيم ��ا بنيهم وق ��د يتطور‬ ‫الأم ��ر �إىل مال�سن ��ة و�أحيان� � ًا �إىل ا�شتب ��اك‬ ‫بالأي ��دي ‪ ..‬رايت ��ي رايتي رايت ��ي ‪ ..‬واهلل لوال‬ ‫ه ��ذه الراي ��ة لكن ��ا ن�ستج ��دي عط ��ف املجرم‬ ‫بقط ��رة م ��اء ‪ ،‬و�آخر يقول ‪ :‬ب ��ل رايتي االقدم‬ ‫والت ��ي من اجلها �سالت الدماء حتى امتزجت‬ ‫مع الأر�ض ‪ ..‬و�أين كنتم �أنتم ؟‬ ‫وهكذا ال تنتهي الق�صة ‪..‬‬ ‫للخ ��روج م ��ن ه ��ذه الزوبعة الت ��ي حت�صل ما‬ ‫علي ��ك �إال ان تذهب �إىل مكان مرتفع لت�شاهد‬ ‫�أن كل ه�ؤالء املتخا�صمون فيما بينهم يجل�سون‬

‫يف خندق واحد بل الأغرب �أن عدوهم واحد ال‬ ‫يختلفون عليه ‪...‬‬

‫ا�ستم ��رار الثورة ال�سورية به ��ذا الطريق الذي‬ ‫�أجربنا على خو�ضه �أي حترير البلد �شرب �شرب‬ ‫�شكل م�ساحة من احلرية يف االرا�ضي املحررة‬ ‫ول ��و كان ��ت حما�ص ��رة م ��ن النظ ��ام ‪ ،‬وه�ؤالء‬ ‫املتحررين اجل ��دد من وط�أة النظام ميار�سون‬ ‫ما يعتقدون �أنه حريتهم يف اختيار الفكر الذي‬ ‫ينا�سبه ��م وي ��رون في ��ه ال�سبي ��ل لتحرير كامل‬ ‫البل ��د ‪ ،‬هذه ق ��د تكون م�شكل ��ة �إن تطور الأمر‬ ‫ل ��دى البع� ��ض �أن اقتنع ��وا ب� ��أن تواجده ��م يف‬ ‫�أرا�ضيهم املحررة حلماي ��ة القيادة �أو حلماية‬ ‫املكت�سب ��ات �أه ��م م ��ن امل�شارك ��ة يف حترير ما‬ ‫تبقى من البلد ‪.‬‬ ‫وهن ��ا �أذك ��ر ق�ص ��ة �سوقه ��ا النظ ��ام اال�سدي‬ ‫املج ��رم ب� ��أن هزميت ��ه يف احلرب م ��ع الكيان‬ ‫ال�صهي ��وين وان�سح ��اب اجلي�ش م ��ن اجلوالن‬ ‫برره ��ا ب�أن الهدف من العدوان ف�شل لأنه �أراد‬

‫�ض ��رب القيادة‪ ،‬ونب�شرك ��م �أن القيادة بخري ‪،‬‬ ‫ومازال ��ت على ر�أ�س عمله ��ا و�ستكون لها خطة‬ ‫جديدة العادة ما خ�سرناه ‪.‬‬ ‫جميعن ��ا يا �أخواين يف خندق واحد وال نريد �أن‬ ‫نت�صرف بت�صرفات النظام و�أكاذيبه وخداعه‬ ‫‪ ،‬القي ��ادة مطلوبة نعم ‪ ،‬لك ��ن البلد قادر على‬ ‫�صنع �أل ��ف قائد‪ ،‬فكما كن ��ا نعي�ش حتت حذاء‬ ‫قائد واح ��د ‪ ..‬اليوم �أ�صبح لدينا قيادة نخاف‬ ‫عليه ��ا ‪ ،‬وان ا�ست�شه ��دت ه ��ذه القي ��ادة‪ ،‬فلنا‬ ‫القدرة على �صنع غريه ��ا كما �صنعناها ‪ ،‬فال‬ ‫يغرنكم �أكاذي ��ب من �ضعفت نف�س ��ه ‪ ،‬النظام‬ ‫املج ��رم ي�ضرب اجلميع وال يهمه �إن كان قائد ًا‬ ‫وال �إن كان عام�ل ً�ا يف الإغاث ��ة‪ ،‬فكل من ينادي‬ ‫بغري الأ�سد هو هدف لر�صا�ص النظام ‪.‬‬ ‫فلتختل ��ف راياتنا بعد االنت�صار ‪ ،‬لكن اليوم ‪..‬‬ ‫ربن ��ا واحد ‪ ..‬وقاتلنا واح ��د ‪ ،‬وللبندقية اجتاه‬ ‫واحد فقط‪.‬‬ ‫‪abo.daham@sbhmagazine.com‬‬


21 issue 51 / mar. 9th


‫‪issue 51 / mar. 9th 22‬‬

‫ملاذا ‪ 18‬آذار وليس ‪ 15‬آذار!!‬

‫خا�ص ‪ /‬درعا ‪ -‬مالك احلوراين‬ ‫ثار ال�شعب ال�سوري العظيم بعد عقود من‬ ‫الظلم و�سلب احلقوق واحلريات ثار �ضد‬ ‫الف�ساد والق�سوة لي�ستعيد كرامته املنقو�صة‬ ‫يف حكم ا�ستبدادي لعب على التناق�ضات‬ ‫الداخلية والإقليمية من اجل اال�ستمرار يف‬ ‫توارث اجلمهورية العربية ال�سورية ل�صالح‬ ‫عائلة واحدة تدّعي الوطنية والعروبة وتلعب‬ ‫على امل�صالح الوطنية والقومية من �أجل‬ ‫غر�ض وحيد فقط هو اال�ستمرار يف احلكم‬ ‫‪ .‬هذا احلكم الذي مل يتوان حلظة واحدة‬ ‫عرب تاريخه ان ي�ستخدم �أب�شع �أ�ساليب القهر‬ ‫والقمع ب�شقيهما املادي واملعنوي يف حق‬ ‫معار�ضيه ك�شف عن كمائن وح�شيته وبراعته‬ ‫يف القتل بعد �أن ثار �ضده ال�شعب ال�سوري ثورة‬ ‫الكرامة والعزة وت�صاعدت حدة اجلرائم‬ ‫املتنوعة بت�صاعد وترية احلراك ال�شعبي‬ ‫وتو�سعه بني خمتلف فئات ال�شعب ال�سوري‬ ‫ورغم ا�ستخدامه كل فنون الكذب واخلداع‬ ‫وتزييف احلقائق كي تبقي الثورة يف �إطار‬ ‫حملي �ضيق ربطه مبطالب خدمية ال تتعدى‬ ‫احلياة اليومية وبامل�ؤامرة الكونية �ضد النظام‬

‫�صاحب راية « املقاومة واملمانعة « ‪� .‬إن املهم يف‬ ‫الأمر هو �أن ال�شعب ال�سوري ثار ثورته العظيمة‬ ‫التي �سي�سجل التاريخ ب�أنها من �أعظم الثورات‬ ‫لأنها قاومت حلفا �إقليميا ودوليا م ّكن النظام‬ ‫من اال�ستمرار يف مواجهة الثورة والعبث يف‬ ‫م�صري �سوريا بلدا و�شعبا‪.‬‬ ‫ترتدد كثريا وخ�صو�صا يف الآونة الأخرية‬ ‫�أ�صوات من هنا وهناك تدير حلقة خالفية‬ ‫حول تاريخ انطالق الثورة ال�سورية واخلالف‬ ‫يدور حول موعدين ‪� 15‬آذار و‪� 18‬آذار من عام‬ ‫‪ 2011‬ويف هذا اخل�صو�ص ال بد من تو�ضيح‬ ‫عدة م�سائل ميكن ان تفيد املختلفون ‪ -‬علما‬ ‫انني �أرى ان اخلالف ال يف�سد يف الود ق�ضية‬ ‫وق�ضيتنا عظيمة ال ميكن ان يف�سدها �إال‬ ‫فرقتنا وت�شتت قوانا وانهزام عزميتنا – ان‬ ‫�أي ثورة حتتاج كي تنطلق وت�ستمر �إىل ظروف‬ ‫مو�ضوعية وظروف ذاتية ولقد هي�أت ثورات‬ ‫الربيع العربي التي �سبقت الثورة ال�سورية‬ ‫الظروف املو�ضوعية الالزمة �أما الظروف‬ ‫الذاتية فقد كانت مهي�أة عرب تاريخ من‬ ‫الظلم وهتك االن�سانية وقمع احلريات و�سلب‬ ‫احلقوق ‪ ...‬ولكن الوعي اجلمعي مل يكن‬

‫نا�ضجا بال�ضرورة الندالع ثورة �شعبية عارمة‬ ‫تعم خمتلف �أنحاء �سوريا بزخم كبري جتتاح‬ ‫�سوريا مبختلف مدنها وخ�صو�صا كربى املدن‬ ‫دم�شق وحلب لذلك وجدنا ان اول مظاهرة يف‬ ‫حلب املدينة تلت �أول مظاهرة بدرعا بحوايل‬ ‫�سنة كاملة و�إذا ارجع البع�ض الت�أخري لل�ضغط‬ ‫الأمني فاعتقد ان ذلك غري مربر الن ال�ضغط‬ ‫الأمني كان عاما و�شامال مل ي�ستثن �أحدا ومن‬ ‫اليوم الأول ‪.‬لذلل �أن من �أهم معوقات الثورة‬ ‫هو الرتدد والت�أخر لكثري من فئات ال�شعب ‪.‬‬ ‫لقد حرك الربيع العربي املاء الراكد يف �سوريا‬ ‫وما �أن بد�أ احلراك يف تون�س حتى بد�أت بع�ض‬ ‫الأ�صوات ترتفع يف �سوريا معربة عن نف�سها‬ ‫باملن�شورات ال�سرية والكتابة على اجلدران‬ ‫ودعوات للتظاهر عرب الفي�س بوك‪ .....‬وكان‬ ‫موقع الثورة ال�سورية قد حدد مواعيد عدة‬ ‫النطالق الثورة ولكن مل يكن هناك ا�ستجابة‬ ‫علما ان هذه الدعوات �أقلقت االجهزة الأمنية‬ ‫وا�ستنفرتها ومتت حملة اعتقاالت يف مناطق‬ ‫عدة ا�ستهدفت كل من �أبدا �صوتا داعيا �أو‬ ‫حتى راغبا �أو متمنيا بانطالق ثورة يف �سوريا‬ ‫وكان �أ�شهر اعتقال جماعي هو اعتقال �أطفال‬


‫‪23 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫درعا بتهمة الكتابة على اجلدران ويذكر ان‬ ‫هذا االعتقال حينها مل ي�ستثمر يف دعوات‬ ‫الثورة الفي�س بوكية من �أجل التحري�ض على‬ ‫الثورة مثال ‪ ,‬وا�ستمرت الدعوات وكانت دعوة‬ ‫‪� 15‬آذار التي ا�ستجاب لها بع�ض النا�شطني‬ ‫وحتدوا النظام ب�شجاعة وخرجوا مبظاهرة‬ ‫يف �سوق احلميدية بدم�شق �أ�سعدت الكثري من‬ ‫ال�سوريني لكنها بقيت مظاهرة رمزية رغم‬ ‫�أهميتها تالها يف اليوم التايل موقفا ال يقل‬ ‫�شجاعة وهو االعت�صام �أمام وزارة الداخلية‬ ‫لأهايل ال�سجناء ال�سيا�سيني لكن يوم اجلمعة‬ ‫‪� 18‬آذار كان يوما مف�صليا يف تاريخ �سوريا‬ ‫عندما خرج �أهايل درعا البلد مبظاهرة عارمة‬ ‫وب�شجاعة با�سلة قادها �شباب درعا رافعا‬ ‫�شعارات �ضد الظلم والف�ساد واال�ستبداد حتت‬ ‫عنوان االفراج عن �أطفال درعا املعتقلني بعد‬ ‫�أنباء تعذيبهم والتنكيل فيهم وقلع �أظافرهم‬ ‫بق�سوة قل نظريها ويف هذا اليوم التاريخي‬ ‫�سقط �أول دفعة من �شهداء الثورة ال�سورية‬ ‫العظيمة �شكلت رافعة حقيقة النطالق الثورة‬

‫وا�ستمرارها ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن مل‬ ‫تهد�أ �سوريا وما زالت تقدم قوافل ال�شهداء‬ ‫الذين �ضحوا ب�أرواحهم من �أجل حترير �سوريا‬ ‫من ع�صابات النظام املجرمة ‪ .‬لذلك من‬ ‫املفرت�ض ان يكون تاريخ انطالق الثورة ال�سورية‬ ‫هو ‪� 18‬آذار وذلك الن اهم مظاهرة قامت‬ ‫فيه و�أ�سباب قيامها ال يقل �أهمية وقد �سقط‬ ‫�أول دفعة من ال�شهداء عطروا الثورة ال�سورية‬ ‫بدمائهم وال�سبب الأهم هو اال�ستمرارية اذ‬ ‫ا�ستطاعت حمافظة درعا �أن تقدم منوذجا‬ ‫مهما من مناذج الت�ضامن والتعا�ضد والنخوة‬ ‫وال�شهامة عندما هب �شباب درعا من خمتلف‬ ‫املدن والقرى هبة رجل واحد( الفزعة )‬ ‫وب�شجاعة منقطعة النظري واجهوا الر�صا�ص‬ ‫ب�صدورهم العارية وب�أيديهم �أغ�صان الزيتون‬ ‫من �أجل كرامة �سوريا ونه�ضتها ودفع الكثري‬ ‫منهم حياته وممتلكاته وته�شمت �أج�سادهم‬ ‫حتت وقع �سياط اجلالد حتى �شكلت درعا‬ ‫مهدا دافئا للثورة ال�سورية و�شرارة مل تنطفئ‬ ‫رغم كل حماوالت �إخمادها حتى اجتاحت‬

‫نار الثورة �سوريا كلها من درعا اىل بانيا�س‬ ‫ودوما وحم�ص العدية والقام�شلي ودير الزور‬ ‫والالذقية وحلب‪ .............‬وها هو ال�شعب‬ ‫ال�سوري م�ستمرا بثورته يقدم الغايل والنفي�س‬ ‫من �أجل حترره من �أدوات القتل والإجرام التي‬ ‫�سطرت �أب�شع �صورها يف ج�سد وروح ال�شعب‬ ‫ال�سوري �أمام عامل قزم متخاذل ي�سكت �سكوتا‬ ‫مهينا مذال عن االجرام الأ�سدي بحق ال�شعب‬ ‫ال�سوري‪.‬‬ ‫لذلك وجب التو�ضيح الن الأمر حقيقة هو �أن‬ ‫ما �سبق هذا اليوم ‪� 18‬آذار هو مرحلة حت�ضري‬ ‫من �ضمن �إرها�صات الثورة ال تقل �أهمية لكنها‬ ‫ال ت�شكل �شرارة الثورة بالإ�ضافة �إىل �أن �أهلنا‬ ‫يف حوران ي�شعرون بغ�صة من بع�ض الأ�صوات‬ ‫التي تتجاهل ت�ضحياتهم وت�سل�سل حراكهم‬ ‫الذي �أ�شعل �سوريا ويودون بق�صد �أو بغري‬ ‫ق�صد من حرمانهم ت�سجيل ب�صمتهم يف يوم‬ ‫تاريخي يعز عليهم ويعترب حمط مفخرة لهم‪.‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 24‬‬

‫انتصار ايران االلهي في لبنان‬

‫خا�ص ‪ /‬م�صطفى الكحيل‬ ‫عادت قوافل النازحني اللبنانيني من بيوت‬ ‫ومدار�س اهايل حم�ص وال�شام اىل ال�ضاحية‬ ‫لي�س من املبالغة القول ان ماي�صدر يف لبنان اجلنوبية يف بريوت ‪.‬ع�شرة �آالف دوالر‬ ‫والعراق و�سوريا من ت�صريحات ينتمي اىل م�ساعدة فورية كانت بانتظار كل عائلة وتعهد‬ ‫املدر�سة االيرانية بل انه الي�صدر اال حتت ب�إعادة �إعمار مادمرته احلرب‪.‬‬ ‫ال�سقف االيراين‪.‬‬ ‫احتج احد م�ؤيدي ايران ذات مرة على مقارنة بني االحتالل اال�سرائيلي وااليراين‬ ‫اال�ستقواء بااليراين باال�ستقواء باال�سرائيلي‪ .‬لالرا�ضي العربية‬ ‫ب�أنه ال ميكن مقارنة الوالء ال�سرائيل بالوالء وقف ال�سوريني اىل جانب احلق يومها‬ ‫اليران وهذا اعرتاف �صريح بالوالء اليران بل وكانت كل الت�صريحات التي تنت�صر للحق‬ ‫و�صل الأمر حد املباهاة بهذا االمر‪ ,‬كان ذلك مو�ضع ترحيب من ال�سوريني �سواء كانت تلك‬ ‫على خلفية ال�سجال بني املواالة واملعار�ضة الت�صريحات اتت من طهران او من قم او من‬ ‫يف لبنان يف اعقاب حرب متوز حيث ح�صل جزر املالديف حتى الت�صريحات االيرانية‬ ‫االنت�صار االلهي الوحيد على ا�سرائيل وارجع التي حتمل قدرا عاليا من القوة واحلزم و التي‬ ‫الف�ضل يوم ذاك اليران‪.‬‬ ‫كانت موجهة لقوى اال�ستكبار العاملي كانت‬ ‫مل تكن اخل�سائر يومها كبرية اقل من الف اي�ضا مو�ضع ترحيب لأنها وح�سب االعتقاد‬ ‫وخم�سائة قتيل ينتمون حلزب اهلل وتدمري يف ال�سائد وقتها تدافع عن احلق االيراين يف دولة‬ ‫املباين والبنى التحتية مبقدار ال ي�ساوي احد قوية حتاول القوى العظمى حما�صرتها‪ ،‬لكن‬ ‫احياء حم�ص كاخلالدية او جزء من بابا ال�سوريني الذين وقفوا اىل جانب احلق بقوة‬ ‫عمرو‪.‬‬ ‫مل يكن لهم مواقف م�شابهة من الت�صريحات‬ ‫بعيد �ساعات من اعالن وقف اطالق النار االيرانية التي تعادي احلق‪.‬‬

‫�أمل ت�صرح عدة م�صادر ايرانية وملرات عدة‬ ‫بت�صريحات تتعلق بالإمارات والبحرين‬ ‫والكويت بطريقة تناق�ض احلق ‪.‬كيف ميكن‬ ‫لإيران ان ت�ستنكر احتالال ا�سرائيليا لأر�ض‬ ‫عربية وهي ذاتها من حتتل ار�ضا عربية تتبع‬ ‫للإمارات العربية املتحدة‪ ،‬وهنا ال ن�ستطيع‬ ‫�أن نلوم االماراتيني لأنهم الميار�سون مقدارا‬ ‫كافيا من ال�ضغط ال�سرتجاع ارا�ضيهم املحتلة‬ ‫لأننا نحن ك�سوريني مل نفعل �شيئا من اجل‬ ‫ا�سرتجاع اجلوالن او حبة تراب منه‪.‬و�إذا كانت‬ ‫الت�صريحات االيرانية اليوم من زمرة رف�ض‬ ‫التدخل اخلارجي يف �سوريا �سواء �صدرت من‬ ‫طهران او خالل م�ؤمترات م�شرتكة مع جهات‬ ‫رو�سية �أو عربية او غريها ومن عوا�صم عدة قد‬ ‫و�صلت حدا من الوقاحة ال يطاق وانف�صال عن‬ ‫الواقع بطريقة ال يفهمها �إال من يفهم املنطق‬ ‫االيراين ‪.‬فان ذات الت�صريحات التي كانت‬ ‫ت�صدر من قبل ومت�س دوال عربية جميعها‬ ‫مل تكن تلق الرد املالئم من هذه االطراف‬ ‫العربية ‪.‬وقد و�صل ال�صمت العربي يف هذا‬ ‫املجال مل�ستوى غري مقبول‪.‬‬


‫‪25 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫مع كتابة هذه ال�سطور كان التدخل االيراين يف‬ ‫�سوريا عرب حزب اهلل حتديدا يجري على قدم‬ ‫و�ساق حزب اهلل يتقدم ويحتل ارا�ض �سورية‬ ‫واجلي�ش احلر يقف له باملر�صاد مبوازاة ذلك‬ ‫كانت تهديدات نوري املالكي ووعيده با�شتعال‬ ‫حرب اهلية يف �سوريا ولبنان �صداها مازال‬ ‫يرتدد ‪.‬نوري املالكي هذا فر�ضته ايران كرئي�س‬ ‫للوزراء خالفا لنتائج االنتخابات العراقية‬ ‫حيث كان من املفرت�ض ان يكون اياد عالوي‬ ‫هو من ي�شكل احلكومة لكن التدخل االيراين‬ ‫كان حا�ضرا دوما‪.‬‬

‫انربت و�سائل اعالم تدعي انها تعنى باملقاومة‬ ‫للرتويج لثورة �شعبية عارمة يف البحرين‬ ‫وعندما دخلت قوات درع اجلزيرة مت و�صفها‬ ‫باالحتالل ‪.‬يف االثناء كانت اخلط البياين‬ ‫للثورة ال�سورية بد�أ بالت�صاعد ومل تكن تغطية‬ ‫و�سائل االعالم هذه ملجريات االمور يف هذين‬ ‫البلدين اال وفقا للمبد أ� االمربيايل الكيل‬ ‫مبكيالني ‪.‬امل�شكلة يف كل ذلك �أن �أ�صوات‬ ‫املثقفني ترتفع للمطالبة بالإن�صاف للفئة‬ ‫الظاملة‪.‬‬ ‫�أحد املتخ�ص�صني يف درا�سة اخلالفات ال�سنية‬ ‫ال�شيعية قال ان حقوق الأقليات (ال�شيعة مثال‬ ‫يف �سوريا) ال يجب �أن تكون منحة بل هي حق‬ ‫ويف معر�ض دفاعه عن فكرة كون ال�صراع بني‬ ‫ال�سنة وال�شيعة لي�س عقائديا و�إمنا �سيا�سي‬ ‫(وهذا �صحيح) قال �أنه يجب ان نعرتف بحق‬ ‫ال�شعب البحريني يف احلرية والكرامة مثلما‬ ‫نطالب بذلك لل�شعب ال�سوري‪.‬‬

‫ال يجادل �أحد اليوم يف مقدار الت�أثري يف‬ ‫�صناعة القرار الذي متتلكه �إيران يف كل‬ ‫من العراق و�سوريا ولبنان ومدى م�س�ؤوليتها‬ ‫عن التوتر امل�ستمر منذ �سنوات ثم بعد ذلك‬ ‫تنتف�ض �إيران عرب دبلوما�سييها لتقول �أنها‬ ‫ترف�ض التدخل اخلارجي يف �سوريا وهي يف‬ ‫الواقع ال تقول �سوى �أنها ترف�ض �أن ي�شاركها‬ ‫�أحد يف التدخل يف مناطق نفوذها ‪.‬يف مقابل عندما كان هذا املثقف العربي ينادي بهذا‬ ‫التنمر الإيراين على العامل العربي ال يوجد �أي النوع من امل�ساواة كان عدد املعلقني يف زنازين‬ ‫اال�سد ا�ضعاف عدد �أولئك الذين خرجوا يف‬ ‫رد‪.‬‬ ‫البحرين يف مظاهرات كان االعتداء فيها على‬ ‫رجال ال�شرطة احد اهم اعمالها ولكنه مل‬ ‫الكيل مبكيالني‪� ...‬سوريا والبحرين‬ ‫يوم انطلقت حركة احتجاجية يف البحرين يذكر �شيئا عن حقوق الأقلية يف �إيران �أو حتى‬

‫ما ح�صل للمعار�ضة االيرانية وما تعر�ضت له‬ ‫من قمع خالل االنتخابات الرئا�سية ال�سابقة ‪.‬‬ ‫العرب والردود الناعمة‬ ‫و�إذا كان موقف احد الباحثني اجلادين يف‬ ‫�ش�ؤون ال�سيا�سة بهذا ال�شكل فال داعي بعدها‬ ‫لال�ستغراب من انخفا�ض �سقف الردود‬ ‫ال�سيا�سية او الدبلوما�سية على الت�صريحات‬ ‫الإيرانية او ما يواجهه العرب من هذا‬ ‫اخل�صم‪.‬‬ ‫�إن هذا الت�سامح العربي يف التعامل مع ال�سلوك‬ ‫االيراين يتناق�ض بال�ضرورة مع فكرة عدم‬ ‫النظر اىل حقوق االقليات االخرى على انها‬ ‫منحة هي لي�ست منحة بالت�أكيد ولكن طرح‬ ‫االمور بهذا ال�شكل ما هو اال جلد للذات وظلم‬ ‫م�ضاعف ميار�سه ال�سيا�سي واملثقف بحق‬ ‫الطرف الأ�ضعف ‪.‬الميكن مقارنة ال�ضيم‬ ‫الذي تعر�ض له ال�شعب ال�سوري ل�سنوات بحالة‬ ‫ال�شعب البحريني الذي خرج يف مظاهرات‬ ‫احتجاجية تختلف يف م�ضامينها و�أحقيتها‬ ‫عن تلك التي �أخرجت ال�شعب ال�سوري ‪.‬غري‬ ‫�أن مظاهرات البحرين وجدت تغطية �إعالمية‬ ‫ال ميكن مقارنتها بال�صمت االعالمي الذي‬ ‫طال الثورة ال�سورية يف �أ�سابيعها االوىل ولكنها‬ ‫فر�ضت نف�سها فيما بعد ك�أمر ال ميكن التعتيم‬ ‫عليه او جتاهله ‪.‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue51‬‬ ‫‪51//mar.‬‬ ‫‪mar.99th 26‬‬ ‫‪26‬‬

‫عنوان األلفية اجلديدة‬

‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪� -‬أني�س حمدون‬ ‫لدكتاتوريته ��ا ومنهجه ��ا القمع ��ي مم ��ا يجعل‬ ‫ثقافتنا «كدول متخلفة» �ضعيفة مقارنة بالدول‬ ‫عندم ��ا �أطلت الألفية اجلدي ��دة كان الكثريون الدميقراطي ��ة املجاورة لنا و�أقربها تركيا على‬ ‫يتوقع ��ون ثورات علمية وطبي ��ة وف�ضائية ولكن �سبيل املثال‪.‬‬ ‫القليلني م ��ن املفكرين تنب� ��ؤوا بنوع جديد من‬ ‫الث ��ورات وهي ثورات احل ��راك املدين ال�سلمي ارتباط الغنى الثقايف املجتمعي بالدميقراطية‬ ‫الت ��ي �أ�صبحت العنوان اجلدي ��د لهذه الألفية‪ .‬هو �أهم ركن من �أركان احلراك املدين‪ ,‬فحني‬ ‫فاحل ��راك امل ��دين بامل�صطل ��ح موج ��ود يف ت�ضي ��ق هوام� ��ش احلريات ي�ضي ��ق معها حرية‬ ‫املجتمع ��ات املتطورة واملتخلف ��ة ح�سب هام�ش احلرك ��ة ‪ ,‬وحني تتواجد قب�ضة �أمنية ع�سكرية‬ ‫احلري ��ة ل ��كل دول ��ة؛ فه ��و حم�صل ��ة احلراك تتال�ش ��ى التجمعات ال�شبابي ��ة �إال ما ندر‪ .‬لكن‬ ‫اجلمع ��ي للجمعي ��ات الأهلي ��ة واملجموع ��ات العالقة بني احلري ��ات واحلراك املدين معقد‬ ‫ال�شبابي ��ة الت ��ي تعم ��ل يف خمتل ��ف املج ��االت جد ًا فبوج ��ود احلري ��ات تزده ��ر الثقافة ويف‬ ‫الثقافي ��ة والريا�ضية والفنية وحت ��ى التيارات نف�س الوقت احلراك املدين ي�ضغط كثري ًا على‬ ‫ال�شبابي ��ة املطلبي ��ة الت ��ي ق ��د ال ت�صنف حتت الهوام� ��ش يف البلدان القمعية ليو�سع الهوام�ش‬ ‫نوع �أيديولوجي حم ��دد‪ .‬فالنوادي ال�سينمائية نا�شر ًا �أفكار الدميقراطية واحلرية يف �أو�ساط‬ ‫و الريا�ضي ��ة واملجموع ��ات الفني ��ة ومنتديات تخ ��اف جم ��رد التفك�ي�ر به ��ذه امل�صطلحات‪.‬‬ ‫الق ��راءة والعلوم �أو حتى التجمع ��ات ال�شبابية فلبن ��ان مث�ل ً�ا ال يتمت ��ع بقب�ض ��ة �أمني ��ة عل ��ى‬ ‫ال�صغ�ي�رة ت�صن ��ف ح ��راك ًا مدني ًا ال ��ذي لي�س �شعبه مم ��ا جعل لبنان �أك�ث�ر ن�شاط ًا يف جميع‬ ‫بال�ضرورة تقوم بح ��ركات ثورية ولكنها قطع ًا النواحي املدنية والفنية والثقافية على الرغم‬ ‫م ��ا مييز ثقافة كل دولة ع ��ن الأخرى‪ .‬فالدول من امل�ش ��كالت الطائفية العنيف ��ة التي تواجه‬ ‫الدميقراطي ��ة يك ��ون هام� ��ش حركه ��ا املدين‬ ‫كب�ي�ر ًا ج ��د ًا مقارن ��ة بدولن ��ا املتخلف ��ة نظر ًا‬

‫لبنان من ��ذ احلرب الأهلية‪� .‬أم ��ا �سوريا ‪,‬التي‬ ‫تعي� ��ش منذ عه ��د الأ�س ��د الأب والأ�س ��د االبن‬ ‫قيود ًا رهيبة على �أي ن�شاط خارج �أطر الدولة‪,‬‬ ‫تواجه احل ��ركات املدنية فيه ��ا �صعوبات جمة‬ ‫يف ت�صوي ��ر فيل ��م ب�سي ��ط عل ��ى �سبي ��ل املثال‬ ‫يتحدث عن حقوق املواطن امل�سحوق ال يخد�ش‬ ‫املنظومة الأمنية �أو اال�ستغاللية التي متار�سها‬ ‫الدولة على �شعبها‪.‬‬ ‫و�أت ��ى تتويج احلراك امل ��دين ال�سلمي يف بداية‬ ‫القرن الواحد والع�شري ��ن ب�أنه حتول من كونه‬ ‫ن�شاط ًا ثقافي ًا �أو ن�شط ًا «�أهلي ًا» �إىل مرحلة عليا‬ ‫و�أخرية وهي الثورة ال�سلمي ��ة املطالبة بحقوق‬ ‫�شعبية �شامل ��ة‪ ,‬فظهرت الث ��ورات «امللونة» يف‬ ‫�أوروب ��ا ال�شرقية كالثورة الوردي ��ة يف جورجيا‬ ‫والربتقالية يف �أوكرانيا مرور ًا بالربيع العربي‬ ‫انته ��ا ًء بالثورة ال�سوري ��ة يف ‪ .2011‬وهنا جند‬ ‫اختالف ًا نوعي ًا يف طريقة تعامل كل منظومة مع‬ ‫ثورة �شعبها ال�سلمية‪,‬فف ��ي �أوكرانيا وجورجيا‬ ‫ان�صاعت احلكومات ان�صياع ًا تام ًا مع مطالب‬ ‫هذه الثورات كون ه ��ذه احلكومات لي�ستعنفية‬ ‫ب�ش ��كل دموي‪� ,‬أما يف تون� ��س وم�صر مل تن�صع‬


‫‪th‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪issue51‬‬ ‫‪51//mar.‬‬ ‫‪mar.99th‬‬ ‫‪27 issue‬‬

‫احلكوم ��ات مبا�شرة �أو ب�سهول ��ة لهذه الثورات‬ ‫ال�شعبي ��ة بل واجهته ��ا بطريقة �أعن ��ف متمثلة‬ ‫بالق ��وى الأمني ��ة وال�شرطة حي ��ث �أن اجليو�ش‬ ‫رف�ضت اال�شرتاك بقت ��ل �شعبها على عك�س ما‬ ‫ح�ص ��ل يف �سوريا وليبيا فق ��د كان اجلي�ش هو‬ ‫اليد ال�ضاربة القامع ��ة لهتني الثورتني وب�شكل‬ ‫عني ��ف جد ًا جتع ��ل من العنف ال ��ذي جرى يف‬ ‫تون�س وم�صر نزه ��ة جميلة بالن�سبة لل�سوريني‬ ‫والليبيني‪.‬‬ ‫ملاذا ُق ِ�ص َفت �سوريا!‬ ‫احل ��راك امل ��دين ب�شكل ��ه الع ��ادي املتمث ��ل‬ ‫بالن�شاطات واجلمعي ��ات والنوادي يعترب ‪,‬من‬ ‫قب ��ل احلكوم ��ات الدكتاتورية‪� ,‬أك�ب�ر الأخطار‬ ‫التي ميكن ان تواجهها هذه الدول والتي ميكن‬ ‫�أن ته ��ز عرو�شه ��ا وت�سقطها‪ ,‬مم ��ا جعل هذه‬ ‫احلكوم ��ات ت�ضع �أي ن�ش ��اط ب�سيط «كمعر�ض‬ ‫تنظيف ل�شارع» حت ��ت �أعني الأمن‬ ‫ت�شكيل ��ي �أو‬ ‫ٍ‬ ‫التي تعترب هكذا ن�شاطات «توهن الأمة ومت�س‬ ‫بهيبته ��ا»‪ .‬فهي تعلم متام ًا �أن �أي �شعب مقموع‬ ‫�س ��وف يث ��ور بطريق ��ة م ��ا وت ��درك �أن الق ��رن‬ ‫الواح ��د والع�شري ��ن يحم ��ل نوع� � ًا خمتلف ًا عن‬ ‫ثورات «االنقالبات الع�سكري ��ة» الذي �أتت بها‬ ‫�إىل ال�سلطة و�أن ه ��ذا احلراك الب�سيط �سوف‬ ‫يتحول يوم ًا �إىل ثورة‪.‬‬

‫لذل ��ك ارت� ��أى النظ ��ام ال�س ��وري �أن الطري ��ق‬ ‫الوحي ��د الت ��ي ي�ستطي ��ع �أن يق ��وم ب ��ه لإيقاف‬ ‫احل ��راك ال�سلمي الكبري ه ��و �أن يق�صف املدن‬ ‫والقرى الثورية حت ��ى ي�ستطيع تهجري �سكانها‬ ‫وبالتايل اخواءها من احل ��راك ال�سلمي الذي‬ ‫يعتربه اخلطر الأك�ب�ر الذي ال ميكن مواجهته‬ ‫ودفع ه ��ذه الثورة لالنتقال �إىل مرحلة جديدة‬ ‫�أال وه ��ي «الث ��ورة امل�سلح ��ة»؛ فه ��ذا النظام ال‬ ‫يفه ��م �إال لغة ال�سالح وال�س�ل�اح فقط وبالتايل‬ ‫يعتقد �أن اختف ��اء احلراك املدين �سوف ي�ؤدي‬ ‫�إىل دف � ٍ�ن للثورة فهذا احل ��راك املدين هو من‬ ‫�أ�شعلها‪.‬‬ ‫م ��ا ال يدركه الديكتاتور ه ��و �أن ال�شعب عندما‬ ‫يث ��ور ب� ��أي طريق ��ة كان ��ت ل ��ن يقب ��ل اخلنوع‬ ‫واالنحن ��اء جم ��دد ًا للحذاء الع�سك ��ري فعجلة‬ ‫التاريخ ال تعود للوراء‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue 51‬‬ ‫‪51 // mar.‬‬ ‫‪mar. 99th‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬

‫لوالهن‪...‬‬ ‫ّ‬

‫عندما تكلمت نبيهة خامن‪ ...‬اسمعوا مني هالكلمتني!‬ ‫ر ّمبا لن ن�سمع الكثري من الأحداث الغريبة‬ ‫واملثرية يف �شريط حياة ال�سيدة الثمانينة‪،‬‬ ‫لكننا بالت�أكيد �سنلم�س الكثري من املح ّبة‬ ‫والت�ضحية يف كلماتها احلنونة‪.‬‬ ‫ولدت ال�سيدة نبيهة خامن عنتابلي يف حي‬ ‫املهاجرين يف دم�شق عام ‪1928‬م ‪ ،‬وتعود‬ ‫�أ�صول �أ�سرتها �إىل جذور تركية‪ .‬تلقت تعليمها‬ ‫يف دم�شق وعملت الحق ًا ك ُمدّر�سة ملدّة ‪18‬‬ ‫عام ًا‪ ،‬تز ّوجت‪ ،‬اجنبت طفلني‪ّ ،‬‬ ‫ب�شار ومها‪.‬‬ ‫اعتنت بحماتها و�أختها حتى وفاتهما‪ ،‬ورافقت‬ ‫زوجها يف أ� ّيام حلوة و�أُخرى م ّرة‪ ،‬و�ساعدته‬ ‫على حتقيق حلم حياته رغم �صعوبة وق�سوة‬ ‫تق ��دم ه ��ذه الفق ��رة بالتع ��اون م ��ع رادي ��و الطريق الذي اختاره‪ ،‬وما �ش ّكله ذلك من‬ ‫م�س�ؤوليات �إ�ضافية عليها نتيجة غيابه الطويل‪،‬‬ ‫�سوريايل‪� :‬إعداد �سالم �سوريايل‬ ‫واعتنت به خالل مر�ضه �إىل �أن افرتقا حني‬ ‫تقدمي‪ :‬مايا‬ ‫وفاته عام ‪ 1993‬م‬ ‫وككل اثنني كان لهما تفا�صيل خا�صة متيز‬ ‫حياتهما اخلا�صة‪ ،‬كانت الر�سائل ل�سان‬ ‫حالهما يف حال اخل�صام! كانت تكتب له ر�سالة‬

‫عتاب ت�ضعها يف جيبه ليعود لها م�ساء‪ ،‬وت�ستمر‬ ‫يتم ح ُّل اخلالف‪.‬‬ ‫الر�سائل حتى ّ‬ ‫�إذن‪ ،‬مل نتحدّث عنها اليوم؟ وما هو املميز يف‬ ‫حياتها؟‬ ‫ُ‬ ‫يف حياة كل مننا أ� ُّم ّ‬ ‫ب�شا ٍر واحدة‪� ،‬س ّيدة متنح‬ ‫احلب واحلياة والأمل لكل من حولها‪ُ ،‬تغرق‬ ‫اجلميع مبح ّبتها وحنانها‪ ،‬وتعلم دوم ًا كيف‬ ‫ُت�سعد اجلميع‪� ،‬سيدة ت�ستطيع فعل كل �شيء‪،‬‬ ‫ودوم ًا متتلك جميع الأجوبة!‬ ‫ه�ؤالء ال�سيدات يعملن دون �ضجيج ودون الكثري‬ ‫من الأ�ضواء‪ ،‬لكنهنّ ي ؤ� ّثرن يف حياتنا بتفا�صيل‬ ‫ال ي�ستطيع �أح ٌد �آخر منحنا �إ ّياها‪.‬‬ ‫ق�صة ق�صرية‬ ‫يف �أحد امل ّرات كان النقا�ش حمتدم ًا يف منزلها‬ ‫حول حت ّرر وحقوق املر�آة‪ ،‬وبينما بقيت الن�ساء‬ ‫�صامتات‪ ،‬ازداد حنق الرجال‪ ،‬وارتفعت‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 51‬‬ ‫‪51 // mar.‬‬ ‫‪mar. 99th‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29 issue‬‬

‫�أ�صواتهم!‬ ‫نظرت نبيهة خامن �إىل �ضيوفها نظر ًة �أجربتهم‬ ‫على ال�سكوت! وقالت بهدوئها الذي ال يفارقها‬ ‫�أبد ًا‪:‬‬ ‫كم �أمتنى �أن تن�شغلوا بتحرير عقولكم‪ ،‬ونحن‬ ‫الن�ساء �سنكون ب�ألف خري!‬ ‫من قال لكم يا �أعزائي �أنني كمر�آة �س�أحقق‬ ‫ذاتي �إن كنت �أعمل؟ �أو �إن تزّوجت واجنبت؟‬ ‫من �أخربكم �أن الق�صة تنتهي بو�ضع �أو خلع‬ ‫احلجاب؟ اخلروج �أو البقاء يف املنزل؟ العمل؟‬ ‫الزواج؟‬ ‫لقد �شغلتكم بالكم وتفكريكم مبوا�ضيع عديدة‬ ‫�إىل درجة �أنكم مل تعودوا تعلموا ماذا تريدون‪،‬‬ ‫ومل نعد نحن قادرات على معرفة ماذا نريد وال‬ ‫حتى ماذا تريدون!‬ ‫�إنني ال �أ�ستطيع �أبد ًا �أن �أفهم تعقيد املو�ضوع‬ ‫بالن�سبة لكم‪ ،‬مثلكم متام ًا‪� ،‬إحدانا جتد نف�سها‬ ‫يف التعليم‪ ،‬وثانية �ستكون �سعيدة يف الطب‪،‬‬ ‫بينما ثالثة ترغب يف ت�أ�سي�س عائلة فقط‪.‬‬ ‫�إنّ م�ساهمة الثالثة يف املجتمع لي�ست �أقل من‬ ‫الأوىل والثانية‪ ،‬و�أنوثة الأوىل والثانية ال تتعلق‬ ‫بعملهن‪.‬‬ ‫�شكر ًا! �إال �أننا ل�سنا بحاجة للتحرر �أكرث منكم!‬ ‫لنا طلب واحد! �أن جتربوا الإن�صات لنا على �أن‬ ‫ت�ستمروا يف احلديث عننا‪ ،‬رمبا حينئذ �ستكون‬ ‫الأمور �أ�سهل بالن�سبة لكم لتفهموا‪� ...‬أ ّنكم ال‬ ‫ولن تعرفوا حاجاتنا وحقوقنا �أكرث مننا!‬ ‫�أن�صتوا فقط‪...‬‬

‫• باذجنان بلدي مقا�س و�سط عدد ‪8‬‬ ‫ناعمة‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫• ‪� 3‬أ�سنان ثوم مهرو�سة‬ ‫• نحمي القليل من الزيت‪ ،‬ونقلي الب�صل‬ ‫• ب�صلة كبرية‬ ‫والفيفلة والبندورة مع الثوم املهرو�س مع‬ ‫• بندورة عدد ‪2‬‬ ‫القليل من امللح والبهار ح�سب الرغبة‪.‬‬ ‫• فليفلة كبرية‬ ‫بعد �أن تربد احل�شوة قلي ًال نح�شو ال�شقوق‬ ‫وبهار‬ ‫• زيت‪ ،‬ملح‪،‬‬ ‫الطول ّية يف الباذجنان‪ ،‬ونقوم ب�ص ّفها يف‬ ‫ال�صينية‪.‬‬ ‫الطريقة‪:‬‬ ‫ن�ضيف ن�صف ك�أ�س من املاء مع القليل من‬ ‫• �أو ًال نقوم بتق�شري الباذجنان ب�شكل طويل امللح‪ ،‬ون�ضعها على النار حتى تغلي‪.‬‬ ‫ُمق ّلم‪ ،‬و�أحداث ثالثة �شقوق طولية فيه‪.‬‬ ‫من املمكن تغطية الطبق ليحتفظ باملرق �أو‬ ‫• نقلي الباذجنان يف زيت غزير‪ّ ،‬ثم ن�ص ّفيه تركه مك�شوف ًا‪.‬‬ ‫من الزيت الزائد‪.‬‬ ‫و�صحة و�ألف هنا‬ ‫لإعداد احل�شوة‪:‬‬ ‫مالحظ ��ة‪� :‬أن ال�س ّي ��دة نبيه ��ة خ ��امن عنتابلي • ُن ّ‬ ‫قطع الب�صل والفليفلة والبندورة قطع ًا‬ ‫ه ��ي زوجة الفنان املرحوم نهاد قلعي‪ ،‬املحبوب‬ ‫واملع ��روف لي�س فقط بالن�سب ��ة لل�سوريني ولكن‬ ‫يف العامل العربي ب�أكمله‪.‬‬ ‫ككثري من الن�ساء ال�سوريات اللواتي ي�ساهمن‬ ‫ويدعمن املجتمع ب�صمت ودون �ضجيج‬ ‫نتمنى لها ولعائلتها ال�صحة والعافية‪ ،‬والعودة‬ ‫�إىل منزلهم �ساملني يف القريب العاجل!‬

‫�إمام بيلده‬ ‫�أ ّثر املطبخ الرتكي على �أطباق املطبخ ال�سوري‬ ‫كنتيجة طبيعية للفرتة احلكم العثماين الطويل‬ ‫للمنطقة‪� ،‬إال �أن ال�سوريني �أ�ضافوا لهذه‬ ‫الأطباق نكهاتهم اخلا�صة‪ ،‬لتتف ّوق على الأ�صل‬ ‫الرتكي!‬ ‫الـ (�إمام بيلده) مبعنى �أن الإمام ينحني لهذا‬ ‫الطبق ال�شهي!‬ ‫املقادير‪:‬‬


‫‪issue 51 / mar. 9th 30‬‬

‫أما آن لنا أن ُنرى ؟!‪..‬‬

‫طحان‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬جممد جمال ّ‬

‫عاتبني كثريون على الزوايا الأخرية التي‬ ‫كتبتها يف ال�صحف واتهموين بال�سوداوية‬ ‫ظا ّنني �أنني بالغت يف الت�شا�ؤم فيما �أوردته‬ ‫حتت عناوين ( املبدع يف احل�صار ـ عندما‬ ‫يكرب الهم ـ �أكتب وعيني على الوطن)‪.‬‬ ‫�أعرتف – مبدئ ّي ًا‪ -‬ب�أنني �أعاين حتى العظم‬ ‫مما �أواجهه يومي ًا ‪ ،‬بدء ًا من احتكاكي باملدراء‬ ‫الأ�شاو�س الذين يت�شبثون مبا اعتادوا عليه من‬ ‫بريوقراطية تعزز التخ ّلف ‪ ،‬مرور ًا مبا �أقر�ؤه‬ ‫يومي ًا عن كوارث ب�شرية يطال عاملينا العربي‬ ‫والإ�سالمي الق�سم الأكرب منها ‪.‬‬ ‫من املفرت�ض �أن تكون م�صائر كل املثقفني‬ ‫العرب الذين يحرتمون �أنف�سهم كم�صري‬ ‫(خليل حاوي ) �أو( ل�ؤي كيايل)�أو(�أمل دنقل)‪،‬‬ ‫لوال ف�سحة الأمل التي تتعلق بها عيونهم بني �آن‬ ‫و�آخر ‪.‬‬ ‫�أكرث من بلد عربي يحث اخلطا ليح�صل على‬ ‫بع�ض ح ّقه ‪ ،‬بالرغم من معار�ضة احل ّكام‬

‫�سوريا ‪ ..‬يا موطن احلرية ومنارة ال�شرق ‪ ،‬ك ّل‬ ‫املخل�صني يباركون خطاك يف درب املواجهة‬ ‫واخلال�ص ‪.‬‬ ‫أنت �أيتها البالد العربية احلائرة املرتددة ‪،‬‬ ‫و� ِ‬ ‫بقليل من االتفاق وقليل من العزم ‪ ،‬جتدين‬ ‫الإن�سان العربي يتفانى يف الدفاع عن الوحدة‬ ‫واحلرية والكرامة ‪.‬‬ ‫تبقى لدينا اخليارات اال�سرتاتيجية املهمة‬ ‫التي ي�سعى وراءها بع�ض ال�شباب‪ ،‬و�أخ�ص من‬ ‫ال�شباب الذي �آل على نف�سه حماربة الف�ساد‬ ‫وا�ستئ�صال �ش�أفته‪.‬‬

‫الذين ي�شهرون يف وجهه ورقة االتهام‬ ‫(بالإرهاب) لأنه يطالب بحريته ب�أن ميار�س‬ ‫حقه يف امل�شاركة بالدفاع عن وطنه مبواجهة‬ ‫امل�ستبدين ‪.‬‬ ‫والدول العربية حتاول ّمل ال�شمل التّخاذ موقف‬ ‫موحد يف وجه الدول التي حتاول ج ّر العامل كي‬ ‫ّ‬ ‫يتورط يف تنفيذ خمططاتها يف ال�سيطرة على‬ ‫العامل بوح�شية تفوق ما فعله ( تيمورلنك)‬ ‫و(هوالكو ) و(هتلر) ‪.‬‬ ‫وال�سيء الرئي�س يف �سوريا �أطلق وعيده‬ ‫بالتخ ّل�ص من كل الإدارات املرتهلة يف �سورية‬ ‫والتي تعيق م�سرية التطوير والتقدم و التحديث‬ ‫التي بد�أها يف خطاب ال َق َ�سم ‪ ،‬ثم انهال على ون�أمل من املف�سدين يف الأر�ض �أن يكتفوا مبا‬ ‫لديهم ويك ّفوا عن نهب خريات الوطن ‪ ،‬ونرجو‬ ‫مواطنيه بكل �أنواع الأ�سلحة‪.‬‬ ‫من املخل�صني �أن ي�شريوا ب�أ�صبع االتّهام‬ ‫يكتف‬ ‫هذه الأمثلة هي بع�ض من جمموعة معطيات ال�صريح لكل من يرونه فا�سد ًا ومل ِ‬ ‫جتعلنا نكتفي بالت�شا�ؤم ( وال نتجاوزه ) بحث ًا ‪ ،‬و�أعتقد �أن الأمر هينّ لأن ( امل�صيب بينّ‬ ‫عن خال�ص ال نتوهم �أنه قريب ‪ ،‬ولكننا ـ �أي�ض ًا ـ وامل�صيبة بينّ ) وعلينا موا�صلة ( النهي عن‬ ‫ال نرى ب�أنه م�ستحيل �إذا ُوجدت الن ّية لتحقيقه‪ ،‬املنكر ) بالقلم والد�ساتري واملرا�سيم ‪ ،‬فهي‬ ‫وعقد العزم على اال�ستمرار به من غري �إبطاء‪ .‬الطريق الوحيدة �إىل درب اخلال�ص ‪.‬‬ ‫ُ‬


‫‪31 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫‪ ...‬مغادر‪...‬‬ ‫بقلم‪ /‬ريزان خليل‬ ‫�س�أغ ��ادر �ض ��وء القم ��ر ‪ ..‬دفء امل�شاوير على �ضوء القم ��ر ‪ ..‬بدون وداع ‪� ...‬س� ��أدع الكل نياما ‪..‬‬ ‫ت ��اركا عديد الأ�شي ��اء خلفي ‪ ..‬بال �ضعف _�ساغادر ‪ ...‬تلك العي ��ون �س�أهاجر ‪..‬بدون دموع ‪..‬‬ ‫ب�ض ��ع نظ ��رات �إىل اخللف ‪ ..‬لأدع الكل نيام ��ا ‪ ..‬بدون �أدعية ‪ ..‬ب�ضع كلم ��ات حائرات ‪ ..‬فليبقى‬ ‫الرج ��ال على كرا�سي املقاهي ‪ ..‬نياما ‪ ..‬هن ��اك الرندة ‪ ..‬الرنجيلة ‪ ..‬اوراق اللعب ‪ ..‬وبع�ض من‬ ‫�ض ��وء القم ��ر ‪ ..‬بدون و�صايا الأحباء ‪ ..‬نكات الأ�صدق ��اء ‪ ..‬فليبقوا نياما بني طيات الزمن ‪ ..‬لن‬ ‫�أغامر ‪ ..‬بوداع �أحدى الن�ساء ‪ ..‬لرمبا كانت كل الن�ساء ‪� ..‬ستخرب ‪ ..‬يل بع�ض من الزمن ‪ ..‬ههنا‬ ‫‪ ..‬وبع ��ده �س�أ�سافر ‪ ..‬بال كتاب _ بالقل ��م ‪ ...‬منف�ضا عني �أكاذيب تعرت لأ�صحاب النعم _‬ ‫عل ��ى �ض ��وء القمر ‪..‬بال وجل وال قلق ‪� ..‬س�أعر�ض كل �شيء يف املزاد ‪ ..‬واول الأ�شياء ذاك امل�سمى‬ ‫بالوط ��ن ‪ ..‬زجاج ��ة ع ��رق بلدي ‪ ..‬وج ��واز �سفر ‪ ..‬بال �أ�س ��ف �س�أغادر ‪ ..‬ولريث ��وا احلب ‪ ..‬دموع‬ ‫احلزن ‪ ..‬لوعة ال�شوق ‪ ..‬حنني العني للقمر ‪ ..‬حتى �أ�سمي �أن �أرادوا ‪� ...‬س�أغادر ‪.................‬‬


issue 51 / mar. 9th 32

!..‫في اإلنتظار‬


‫‪33 issue 51 / mar. 9th‬‬

‫خا�ص ‪� /‬إميان جان�سيز‬ ‫كل �شيء يف حياتها كان م�ؤج ًال �إىل �أجل غري‬ ‫م�سمى‪..‬كانت بانتظار غام�ض المالمح له‪...‬‬ ‫ويف هذه الأثناء‪..‬كانت تعي�ش حياتها‪..‬كمن‬ ‫يعي�ش يف غرفة فندق‪...‬ميكن �أن يغادرها يف‬ ‫�أية حلظة‪...‬لكن ذلك مل يحررها من ال�شعور‬ ‫باالرتباط باملكان‪ ..‬وبالتفا�صيل‪ ..‬لذلك دربت‬ ‫ذاكرتها على االحتفاظ بال�صور‪ ..‬وترتيبها‬ ‫بانتظام‪ ..‬حتى ي�سهل ا�ستدعا�ؤها عند كل‬ ‫رحيل‪ ..‬مل يكن من الهينّ عليها �أن تغادر دون‬ ‫�أثر‪..‬لي�ست امر�أة جاحدة!‬ ‫كانت تبحث عن �إ�شارات ‪..‬قد ي�ضعها القدر‬ ‫يف طريقها‪...‬لعلها جتد ح�صوة حترك فيها‬ ‫مياهها الراكدة‪ ...‬البد �أن يكون لها ق�صتها‬ ‫اخلا�صة‪�..‬أ�سطورتها‪..‬‬ ‫يف غرفتها ال�ضيقة التي تت�شاركها مع �أخواتها‬ ‫الأربعة‪ ..‬ولدت �أحالم‪ ..‬وماتت �أحالم‪..‬‬ ‫�أثاثها الب�سيط‪..‬كان �شاهد ًا على كل خيباتها‪..‬‬ ‫اجلدران كانت ت�صغي �إىل �أنينها‪..‬لكن �سقفها‬ ‫ظل خمل�ص ًا لأحالمها‪..‬‬ ‫على زجاج ال�شباك كتبت مبزيل احلرب‪ :‬بقولو‬ ‫احلب بيقتل الوقت‪ ..‬وبقولو الوقت بيقتل‬ ‫احلب‪..‬‬ ‫الطريق الذي كانت تعربه م�شي ًا �إىل اجلامعة‪..‬‬ ‫ردد معها ق�صائد حممود دروي�ش‪..‬كان طريق ًا‬ ‫طوي ًال‪ ..‬مم ًال‪ ..‬مليئ ًا باحلفر‪ ..‬ال�سيارات فيه‬ ‫التهد�أ‪ ..‬لذلك مل يكن �أمامها‪� ..‬إال �أن ت�شكله‬ ‫يف خميلتها كماحتب‪..‬‬ ‫�أحيان ًا كانت تتخيل �أنها ليلى‪..‬فينبت ال�شجر‬ ‫الكثيف فج�أة على جانبي الطريق‪ ..‬ت�ستح�ضر‬ ‫جدتها وت�سلي نف�سها باال�ستماع �إىل حكاياتها‪..‬‬ ‫ذلك اليوم كان تقليدي ًا‪..‬هي هي‪..‬والطريق هو‬ ‫الطريق‪� ..‬ستقدم م�شروع تخرجها‪�...‬سيبد أ�‬ ‫احللم‪..‬وتبد أ� احل�صوة بر�سم دوائر �شيقة‬ ‫يف املاء‪...‬كان قلبها يرف كجناحي فرا�شة‪..‬‬ ‫�ستغادر االنتظار‪ ..‬كم�سافر يغادر حمطة‪..‬‬ ‫(نحاول �أن نقر أ� �شيئ ًا مايف ال�صدف‪..‬كما‬ ‫العرافة‪ ..‬عندما تقر�أ لنا فنجان قهوتنا‪).‬‬ ‫كانت قد حفظت هذه اجلملة من رواية ما‪..‬‬ ‫لكنها كانت ت�ستبعد �أن تغري �صدفة م�سار‬ ‫حياتها‪..‬‬ ‫يف طريقها �إىل الكلية‪ ..‬وقف البا�ص �أمامها‬ ‫فج�أة‪ ..‬ترددت يف ال�صعود‪ ..‬لأنها المتلك‬ ‫تذكرة‪� ..‬أو حتى ثمنها‪ ..‬فكرت‪� :‬س�أوفر بع�ض‬ ‫الوقت واجلهد‪ ...‬ثم لن تل�سعني ال�شم�س‬ ‫ب�أ�شعتها الالهبة‪� ..‬س�أغامر‪ ..‬من النادر �أن‬

‫جتد مفت�ش ًا يف مثل هذا الوقت‪.‬‬ ‫البا�ص يعج بالركاب‪...‬مل جتد لها كر�سيا‪ً..‬‬ ‫وكان من ال�صعب وهي تت�أبط �أوراق بحثها‬ ‫وكتبها‪ ....‬وحتمل حقيبتها على كتفها �أن‬ ‫تتوازن‪ ..‬ماهي �إال دقائق‪..‬حتى كان املفت�ش‬ ‫�أمامها وجه ًا لوجه‪� ..‬سقط قلبها بني قدميها‪..‬‬ ‫التذكرة‪..‬قالها بنربة عدائية‪..‬ملتهم ًا بعينيه‬‫كل تف�صيل يف ج�سدها‪..‬ومع كل اهتزاز‬ ‫للبا�ص‪.‬كان مييل باجتاهها حماو ًال االلت�صاق‬ ‫بها‪ ..‬مدت يدها �إىل حقيبتها وتظاهرت‬ ‫بالبحث عنها‪..‬‬ ‫ ياهلل يا�آن�سي‪ ..‬هم�س يف �أذنها‪� :‬شوهاحللو‪!..‬‬‫تظاهرت ب�أنها مل ت�سمعه‪..‬‬ ‫�آ�سفة‪ ..‬ك�إين �ضيعتها‪ ..‬و�ضع يده على‬‫خا�صرتها‪ ..‬فماكان منها �إال �أن �صاحت مبلء‬ ‫فمها‪..‬‬ ‫ �أنت قليل �أدب‪..‬‬‫و�إلك عني كمان؟؟؟؟ تف�ضلي معي عال�شرطة‪..‬‬ ‫هذاهو �إذن ق�سم ال�شرطة الذي كانت تراه على‬ ‫�شا�شة التلفاز؟!!‬ ‫�أمام ال�ضابط روى املفت�ش احلدث على‬ ‫طريقته‪:‬‬ ‫ عم تكرب حكي عالدولة �سيدي‪..‬‬‫‪�-‬شو وليه‪� ..‬صحي متل ماعم يقول؟! قالها وهو‬

‫يعبث بحقيبتها‪ ..‬يت�أمل كل حمتوياتها بطريقة‬ ‫مهينة‪..‬‬ ‫وليه؟!! هل هي املق�صودة؟!!‬ ‫هل كل ذلك من ن�سج تخيالتها املعتادة؟!!‬ ‫�أحقيقي كل مايحدث؟!!!‬ ‫ ال �أ�ستاذ‪..‬موهيك‪ ..‬كان �صوتها يتك�سر �إىل‬‫فتات‪...‬‬ ‫عندما زعق ال�ضابط يف وجهها ‪ :‬قويل �سيدي‬ ‫وليه‪�..‬شعرت �أن الدم جتمد يف عروقها‪..‬‬ ‫�شعرت �أنها نقطة‪ ..‬لي�س لها �أبعاد �أو لون �أو‬ ‫مالمح‪..‬‬ ‫بينما كان الدكتور امل�شرف و كذلك الأ�صدقاء‪..‬‬ ‫بانتظارها‪ ..‬قلقني لغيابها‪ ..‬كانت هي يف‬ ‫مكان ي�شبه العدم‪ ..‬ا�سمه‪ ..‬زنزانة‪ ..‬م�شغولة‬ ‫بدفن كل ممتلكاتها‪ ..‬روحها‪ ..‬قلبها‪..‬عزتها‪..‬‬ ‫�أحالمها‪....‬‬ ‫مع حلول املغرب‪� ..‬سمح لها بالعودة‪ ..‬على �أمل‬ ‫�أنها ت�أدبت‪ ..‬عادت �إىل املنزل‪ ..‬وقد ن�سيت‬ ‫كل �شيء‪ ..‬بحثها‪� ..‬أ�صدقاءها‪ ..‬مل يبق �إال‬ ‫وجه ذلك ال�ضابط ورائحة �أنفا�سه القذرة‪....‬‬ ‫�س�ألتها �أمها‪ :‬ليه لهلأ؟!!‬ ‫مل تتفوه بكلمة‪ ..‬عادت لكن �صوتها ظل‬ ‫هنالك‪ ..‬وظلت هي ك�صندوق بريد مهجور‪..‬‬ ‫ينه�شه ال�صد�أ‪..‬‬


issue 51 / mar. 9th 34


‫‪th‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪issue 51‬‬ ‫‪51 // mar.‬‬ ‫‪mar. 9‬‬ ‫‪9th‬‬ ‫‪35 issue‬‬

‫�ضحكة‪ ..‬ودمعة‬ ‫• �أخبار الريا�ضة ‪:‬‬ ‫�أنب ��اء �صحفي ��ة ت�ؤكد �أن ف ��اروق ال�ش ��رع �سيغيب عن االن�شق ��اق ملدة ‪3‬‬ ‫ا�سابيع ب�سبب الإ�صابة يف الركبة ‪.‬‬ ‫• البوطي (‪ )my boot‬يدعو اجلميع لال�ستنفار مع جي�شنا البا�سل‬ ‫للت�صدي للإرهابيني املرتزقة!!!‬ ‫عزيزي امل�ستنفر مع كل ا�ستنفار حت�صل على مقعد يف اجلنة‬ ‫ات�صل الآن واح�صل على ثالث مقاعد وطربيزة ‪....‬‬ ‫لال�ستنفار الرجاء االت�صال ب�شركة (البوطي وجراباته) املحدودة ‪.‬‬ ‫• ي ��ا رفيق ب�ش ��ار ‪ ..‬ما كان الرفيق ت�شافيز رفيق ��ك!! ‪ ..‬لي�ش ما رحت‬ ‫ح�ض ��رت جنازتو يا رفي ��ق ‪ ..‬ح�ضرو اجلنازة ‪ 30‬رفيق يا رفيق ‪ ..‬وينك‬ ‫يا رفيق وينك؟؟ الرفقاء �س�ألو عنك‬ ‫• ي ��ا رفيق ب�ش ��ار ‪ ..‬ما كان الرفيق ت�شافيز رفيق ��ك!! ‪ ..‬لي�ش ما رحت‬ ‫ح�ض ��رت جنازتو يا رفي ��ق ‪ ..‬ح�ضرو اجلنازة ‪ 30‬رفيق يا رفيق ‪ ..‬وينك‬ ‫يا رفيق وينك؟؟ الرفقاء �س�ألو عنك‬ ‫• الإ�سكوا ‪ :‬ح�صيلة العنف يف �سوريا بلغت ‪ 80‬بليون دوالر‬ ‫�ضرب ‪� 102‬سعر �صرف الدوالر اليوم مقابل اللرية ‪ ..‬بيطلع معنا ‪ ..‬يا‬ ‫�سيدي ‪ ..‬بيطل ��ع معنا ‪ ..‬الااااااااااااا ا�ست�شهدت الآلة احلا�سبة ‪ ..‬اهلل‬ ‫�أكرب عليك يا ب�شار‬

‫• نبي ��ل العرب ��ي بخ�صو�ص مقع ��د �سوريا يف اجلامعة ‪ :‬الل ��ي بدو مقعد‬ ‫• �سيحتفل العامل غد ًا بيوم املر�أة ‪ ..‬و �سين�سى �أنه بنف�س اليوم تويف يروح يجيبو من بيت �أبوه ‪ ،‬ما يجي يقعد عندي ‪.‬‬ ‫العامل فرديناند تزيلني خمرتع املنطاد‬ ‫و من�شان حزب البعث ‪� ..‬أي خليه ينبعث!‬ ‫• اجله ��ات املخت�صة تنذر الع�صاب ��ات امل�سلحة ‪� ٢٤‬ساعة لال�ست�سالم و‬ ‫ت�سليم �أ�سلحتها و�إال �ستقوم بتفكيك ‪ ١٢‬عبوة نا�سفة دفعة واحدة‬ ‫• �سيحتفل العامل غد ًا بيوم املر�أة ‪ ..‬و �سين�سى �أنه بنف�س اليوم تويف وقد �أعذر من �أنذر‬ ‫العامل فرديناند تزيلني خمرتع املنطاد‬ ‫و من�شان حزب البعث ‪� ..‬أي خليه ينبعث!‬ ‫• البوطي على قد ما بي�شوف مقاعد م�س�ؤولني باجلنة‬ ‫عم اتخيلوا واقف بكراجات العبا�سيني وعم ي�صيح ‪...‬‬ ‫• البوط ��ي يف خطبت ��ه القادم ��ة ‪ :‬ت�شافيز الراح ��ل �إين �أرى مقعده من راكب جنة ‪....‬راكب جنة ‪....‬‬ ‫اجلنة بجوار الراحل حافيز‪.‬‬ ‫�أما من ي�سمون �أنف�سهم ائتالف ف�إين �أرى مقعدهم من اجلــ‬ ‫• �صفحات املنحبكجية ‪ :‬الرقة مل ت�سقط يف �أيدي الع�صابات امل�سلحة‬ ‫من اجلــ‬ ‫ب ��ل �إن املحافظ و�أم�ي�ن الفرع و�ضب ��اط الأمن اخلونة هم م ��ن �سلموها‬ ‫من اجلــ‬ ‫لهم‪...‬‬ ‫ً‬ ‫من اجلــامعة العربية حرام �شرعا ‪.‬‬ ‫و�أنا كنت موجود وقت الت�سليم وتوقيع العقد‬ ‫وبالعالمة �ضيفونا �شقالطة‬ ‫• ﻭﺯﻳﺮ ﺍﺨﻟﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍللبن ��اﻲﻧ ﻳﺪﻋﻮ �إىل ﻓﻚ ﺠﺗﻤﻴﺪ ﻋ�ﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟ�ﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﺠﻟﺎﻣﻌﺔ العربية‬ ‫• يف هذه الأيام نحن ب�أم�س احلاجة �إليك‬ ‫طالعا من التالجة لع�ضوية النظام ‪ ..‬و حطا بال�شم�س ‪ ..‬و �أنئى بحالك ايها القائد اخلالد حافظ اال�سد‬ ‫�شوي ‪ ..‬بيطلع معك ع�ضوية نائي حاال بحاال ‪ ..‬تطبخ على نار هادئة عد �إلينا فقط لب�ضع �ساعات لرتى بعينيك كيف يبول النا�س عليك‬ ‫• �إن ك ��ان مقع ��د �شج ��ب و �إدانة تندي ��د ما بدنا يا جامع ��ة يا عربية ‪ • ..‬نق�ص حاد ب�إمدادات الطعام للجي�ش البا�سل بعد �سيطرة الع�صابات‬ ‫مقعد جمب ال�شباك �أي معقولة‬ ‫امل�سلحة على م�ستودعات االعالف يف الرقة‬


issue 51 / mar. 9th 36

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.