العدد ٥٤ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 54 / apr. 11th

issue 54 / apr. 11th 2013


‫‪2‬‬

‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫‪54 11nd apr. 2013‬‬ ‫جملة �أ�سبوعية �سيا�سية �إجتماعية م�ستقلة‪ ,‬تعنى ب�ش�ؤون الثورة‬ ‫ال�سورية ميداني ًا وفكري ًا‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫م�ست�شار التحرير‬ ‫جفرا بهاء‬ ‫املحررون‬ ‫عمار منال ح�سن‬ ‫�أبو الوليد احلم�صي‬ ‫�سارة خالد‬ ‫وائل احلم�صي‬ ‫كتاب العدد‬ ‫ر�شا �سر ّية عماد غليون‬ ‫ابراهيم منافيخي جمال طحان‬ ‫دحام‬ ‫براء احللبي �أبو ّ‬ ‫فوزي مهنا ورد اليايف‬ ‫فدوى جميل حمزة خ�ضر‬ ‫�سعد اهلل طاف�ش م�صطفى الكحيل‬ ‫العالقات العامة‬ ‫يا�سمني احلوراين‬ ‫الإخراج الفني‬ ‫نذير جنديل الرفاعي‬ ‫‪/sbh.magazine‬‬ ‫‪@sbhMagazine1‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬ ‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬

‫تن�سيقية املفرتقني‬ ‫�صورههم تتكلم‪..‬‬ ‫ال�شهيد حممد الدند�شي‪ :‬روح حرة عنوانها املرح‪ ...‬وحيويته �أتعبتهم‬ ‫�إذا حكى ال�شعب ‪ ..‬احلكومة ت�سد بوزها ( �أخوة املعبد ) ‪!! ..‬‬ ‫ال تبت�سم‪ ..‬مت ف�أنت �سوري!‬ ‫‪� 15‬صحافي ًا ونا�شط ًا �إعالمي ًا ق�ضوا يف �سوريا خالل مار�س‬ ‫اجلالية ال�سورية يف وا�شنطن حتيي االحتفالية الثانية للذكرى‬ ‫خميم الريموك‪ ...‬دم �سوري فل�سطيني‬ ‫بعيد ًا عن التمويل وال�سيا�سة‪� ،‬شباب الر َّقة ير�سمون جتربتهم الناجحة‬ ‫عيون �أبو حممد مر�آتنا‬ ‫رفع �أ�سعار الدواء يف �سوريا‪ ..‬عقاب حكومي جديد‬ ‫يف عيد الأم‪ ،‬وجهان يبكيان والدتهما ال�شهيدة‬ ‫«دوبارة» موقع �سوري بروح ال�شباب لتوفري فر�ص عمل لل�سوريني‬ ‫الجئات �سوريات تخلني عن احلياة مقابل ع�شاء عائالتهن‬ ‫اال�شاعات‪ ..‬ف�سحة �أمل وكثري من الظلم‬ ‫ملن ي�س�أل عن البعث ف�إنه البعث قد مات!‬ ‫مر الكالم (ماراثون البطولة)!‬ ‫كيف تو�ضع القوانني‪ ،‬ومن الذي يقوم بو�ضعها؟‬ ‫�سيا�سة الهيمنة الإيرانية وم�ستقبل املنطقة‬ ‫ال�شهابي‪ ..‬و «املن�صب املكاف�أة»‬ ‫حمكمة‪ ..‬جل�سة النطق باحلكم‬ ‫فتّو�ش‪ :‬م�صياف ‪ ...‬قلعة الريح‬ ‫بـطـاقـة هـويـة‬ ‫حماه‪ ..‬ق�صة و�أغنية‬


‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫اﳊﺮﻳﺔ ﺻﺎرت أﻗﺮب‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫ﻖ ﻣﺠﻠﺔ "ﺳﻮرﻳﺔ ﺑﺪا ﺣﺮﻳﺔ"‬ ‫ﳝﻜﻨﻚ اﻵن ﲢﻤﻴﻞ ﺗﻄﺒﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎزك اﻟﺬﻛﻲ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪4‬‬

‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪54‬‬

‫ية املفترقني‪!..‬‬

‫تنسيق‬

‫الت�ضامن والتكافل‪ ،‬ولكن الدافع‬ ‫أخوة و‬ ‫قد أ�تكلم هنا قد تن�سيقية كانت م�ضرب مثل يف ال من أ�ن�شطتهم امل�ستمرة والفعالة‪.‬‬ ‫الوحيد هو حزننا �إىل ما �آلت �إليه حالتهم على الرغم جمموعة من ال�شباب وال�شابات‬ ‫اخل‪ ،‬ت�أ�س�ست من‬ ‫تن�سيقية املغرتبني ال�سوريني لدعم الدوطن‪ ،‬ودعم الثورة بحلوها وم ّرها‪.‬‬ ‫ائعني الذي مل يجمعهم �سوى حب ال‬ ‫الر‬ ‫جتاوزوا املناطقية‪ ،‬الطائفية‪..‬‬ ‫ضية �إغاثة ما ا�ستطاعوا من �أهلنا‬ ‫ق�‬ ‫جتاهلوا اختالف انتماءاتهم‪ ،‬وتفكريهم واجتمعوا على هم على ال�سراء وال�ضراء‪ ،‬ولكن!!‬ ‫تى َأ��ضحوا �أخوة متالزمني فيما بين‬ ‫يف الداخل ال�سوري‪ ،‬ح‬ ‫هل يكفي ذلك؟‬ ‫ام على ت أ��سي�س التن�سيقية‪ ،‬وبعد‬ ‫اليوم وبعد عامني من الثورة ال�سورية أ�قل منها بن�صف ع اجتماعات على مواقع التوا�صل‬ ‫اجتماعات يف البداية يح�ضرها �أكرث من مئة ع�ضو‪ ،‬وماعاتهم �إن عقدت �شكلية ب�أع�ضاء‬ ‫ك من �سبل جتمعهم‪� ،‬أ�صبحت اجت‬ ‫وال�سكايب وما �إىل هنال‬ ‫يعدون على أ��صابع اليدين!‬ ‫جتماع عمل ح�ضره �أفراد قليلون‪.‬‬ ‫معروفة ح�ضر من �أجلها املئات‪ ،‬وا‬ ‫اجتماع مع �شخ�صية‬ ‫ً جلهودكم‪ ،‬ولكن أ�مل يحن الوقت‬ ‫�أعزائي‪ ،‬ما زلتم فاعلني‪ ،‬وما زالت القبعة ترفع احرتامارية وانحيازهم ل�شللية البع�ض دون‬ ‫تجمع �ضمن �أحزاب �سيا�سية وع�سك‬ ‫ليبتعد البع�ض عن ال‬ ‫الآخر!‬ ‫خطئهم‪ ،‬وللبع�ض الآخر م�شاريع‬ ‫جية يدافعون عنهم ب�صحيحهم و‬ ‫بك‬ ‫أ��صبح للبع�ض منحهمهم �سوى العمل ب�صمت وعزمية‪.‬‬ ‫مازال يعمل بها ال ي‬ ‫تمعوا ال�سم وتتفرقوا لآخر‪� ..‬سوى‬ ‫ً تدعوا للوهن مكان ًا بينكم‪ ،‬وال جت‬ ‫�آخرا‪ ..‬ال‬ ‫�أخريا ولي�سن‪ ،‬هو ما جمعكم وهو ما �سيبقيكم‪.‬‬ ‫ا�سم الوط‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫‪5‬‬

‫صورههم تتكلم‪..‬‬ ‫هل �أخربك �أحدهم يوما عن جمال وجنتيك حني يختطفهما الأحمر‪ ،‬ف�صوتك اخلجول ي�صدم فينا‬ ‫وقاحة �أ�صواتنا‪ ،‬و كلماتك املتلعثمة تعلمنا من جديد معاين الكلمات‪ ،‬و الدموع التي ت�سكن عينيك‬ ‫خجال تهذب فينا همجية �أرواحنا‬ ‫جفرا بهاء‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫روح حرة عنوانها املرح‪ ...‬وحيويته أتعبتهم‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا‬ ‫حرية‬

‫نعى ع�شرات ال�شهداء‪,‬‬ ‫ووثق �أ�سماء من ارتقوا‬ ‫من بلدته احلدودية‬ ‫ال�صغرية‪ ,‬ومل يدر‬ ‫بخلده �أن ا�سمه هو �أي�ض ًا‬ ‫�سيوثق الحق ًا ويكون بني‬ ‫قائمة �شهداء تلكلخ‪.‬‬ ‫غربته من قبل الثورة يف اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫مل متنعه من العمل الثوري ومل تبعده عن ت�أييده‬ ‫لثورة احلرية‪ ,‬وكانت ال�ساحة االلكرتونية واملجال‬ ‫الإعالمي يف بادئ الأمر‬ ‫جما ًال رحب ًا لعمله الثوري‪.‬‬ ‫هكذا بد�أ ال�شهيد «حممد‬ ‫بن �أدهم الدند�شي»‪ ,‬بنقل‬ ‫�أخباء الثورة يف تلكلخ‬ ‫�أو ًال ب�أول وتوثيق �أ�سماء‬ ‫�شهداءها �إ�ضافة �إىل‬ ‫توثيق �أفعال النظام فيها‬ ‫عرب �صفحات التوا�صل‬ ‫االجتماعي‪ ,‬ف�أن�ش�أ لهذا‬ ‫الغر�ض �صفحتي (تلكلخ‬ ‫الإخبارية) و(كتيبة �شهداء‬

‫تلكلخ)‪ ,‬كما توا�صل ال�شهيد حممد الدند�شي‬ ‫مع قناة اجلزيرة لنقل �أخبار بلدته و�إي�صال‬ ‫الفيديوهات لها بعد �أن ت�صله من نا�شطي‬ ‫بلدته امليدانيني‪ ,‬فقدانه عمله وانتقاله لعمل‬ ‫�آخر ب�سبب وقته املخ�ص�ص مبجمله للثورة مل‬ ‫يقف عائق ًا �أمام حما�سه وعمله الإعالمي‪,‬‬ ‫رغم ازدياد الأعباء املادية ب�سبب تكفله ب�إعانة‬ ‫�أهله لنزوحهم �إىل لبنان عقب اجتياح تلكلخ‪.‬‬

‫على درب ال�شهادة‬ ‫« �أنا نازل �أ�ست�شهد ‪...‬احلياة فانية‪ ...‬واليوم‬ ‫الذي �أختاره يل رب العاملني �س�أموت فيه‬ ‫�سواء كنت بال�سعودية �أو يف �سوريا‪ ...‬هي‬ ‫ميتة وحدة‪...‬فلماذا ال �أختار ميتتي؟» كانت‬ ‫تلك كلمات ال�شهيد الأخرية لقريبه الذي قبل‬ ‫�أن يعمل عنده رغم ان�شغاالته الثورية‪ ,‬ا�ستلم‬ ‫جواز �سفره من ال�سفارة واختار �أن يكون يف‬ ‫قلب �ساحة املعركة بعد بدء الكفاح امل�سلح‪ ,‬مل‬ ‫يثنه عن ذلك تهكمات البع�ض بقولهم له‪�« :‬أنت‬ ‫تبع �إعالم و�صور مو تبع �شهادة»‪ ,‬فكان رده‬ ‫جماري ًا لهذه التهكمات ب�أنه �سيعمل يف املجال‬ ‫الإعالمي لكن هذه املرة يف قلب احلدث‪.‬‬ ‫مل يك �أحد يدري ما يجول يف ذهن ال�شاب‬ ‫الثائر‪ ,‬فقد �شعر �أن ما يفعله مل يعد كاف‪,‬‬ ‫وبات ال�سالح يف نظره طريق ًا وحيد ًا للتخل�ص‬ ‫من هذا النظام الذي قتّل ب�أهله و�أبناء وطنه‪,‬‬ ‫مل يقل �أبد ًا �أنه مقاتل ومل يكن الأمر يعنيه فما‬ ‫يفعله هو هلل فقط‪ ,‬حتى عندما ظهرت �صورة‬ ‫له مع ال�سالح كان يقول �أنها جمرد �صورة وهو‬ ‫�إعالمي فقط‪.‬‬ ‫كانت تلك اجل�سارة تخب�أ وراءها مقاتل �شر�س‪,‬‬ ‫كان ذلك وا�ضح ًا يف بريق عينيه‪ ,‬ويف تدريبه‬ ‫القا�سي يف كتيبة املهام اخلا�صة التي كان على‬ ‫ر�أ�سها‪.‬‬ ‫ميكن ما ت�شويف ‪ ..‬بحبكم كتري‬ ‫كانت معركتهم على ذلك احلاجز كبرية‪,‬‬ ‫جوبهوا خاللها بال�صواريخ والقذائف‬ ‫وع�شرات من ال�شبيحة‪ ,‬كان اجلميع يعلم‬ ‫مدى �صعوبة املهمة‪ ,‬و�صعوبة الو�ضع‪� ,‬إال �أن‬ ‫الأبطال مل يرتاجعوا وا�ست�شهد الكثريين‪,‬‬ ‫منهم �شهيدنا «حممد الدند�شي» الذي �أ�صيب‬ ‫ب�شظية فا�ست�شهد على �إثرها‪ ,‬كان رحمه اهلل‬ ‫يعلم نهايته يف ذلك اليوم ال�صعب‪ ,‬كان يدري‬ ‫�أنه لن يعود و�أن اهلل اختاره من ال�شهداء ‪..‬‬ ‫لذلك كتب لأخته فجر ًا قبيل العملية بدقائق‪,‬‬ ‫مودعـ ًا‪ ,‬بينما الكل نيام‪ ,‬فكانت تلكـ �أخر‬ ‫كلماته‪:‬‬ ‫« ويـنـكـم‬ ‫يـمـكـن مـا تـ�شـوفـونـي‬ ‫بـحـبـكـم كـتـيـر»‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫‪7‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها‬

‫( أخوة املعبد ) ‪!! ..‬‬

‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬ ‫ماتزال الث���ورة ال�سورية م�ستمرة ‪ ،‬وكما يقال‬ ‫(بعجره���ا وبجرها) كتعبري م���ن البع�ض عن‬ ‫ا�ستيائ���ه من بع�ض الت�صرف���ات التي حت�صل‬ ‫والت���ي ما ي���زال الرتكيز الكب�ي�ر عليها ‪ ،‬حتى‬ ‫تظن لوله �أن الثورة كلها �سيئة ‪! ..‬‬ ‫اليوم هنالك حملة �إعالمية �شر�سة ت�شن �ضد‬ ‫الفرع ال�سوري لـ( حزب ) الإخوان امل�سلمني ‪.‬‬ ‫�أذك���ر يف بداية الث���ورة ال�سوري���ة كان هنالك‬ ‫حملة دفاع كبرية يقودها بع�ض مثقفي الثورة‬ ‫( �إن �صح التعبري ) لرتويج االخوان امل�سلمني‬ ‫يف �سوريا و�أنهم لي�سوا كم�صر وال غريها ‪ ،‬بل‬ ‫جتاربهم ال�سابقة الأليمة منها واجليدة ت�ؤكد‬ ‫�أنهم �أ�صحاب نهج خمتلف عن �إخوان م�صر ‪.‬‬ ‫واليوم حتديد ًا يف م�صر احلملة على االخوان‬ ‫عل���ى �أ�شده���ا ‪ ،‬وتنال منهم كث�ي�ر ًا حتى باتوا‬ ‫�أعداء عن���د بع�ض ممن ت�أث���ر باحلملة داخل‬ ‫�سوريا ‪.‬‬ ‫الأخوان وغريه���م يف �سوريا عليهم ما عليهم‬

‫م���ن م�س���اوىء االح���زاب ال�سوري���ة املعار�ضة‬ ‫املهرتئ���ة والت���ي يقوده���ا ختاي���رة الثمانينات‬ ‫بعقلي���ات بعي���دة عن الواق���ع الي���وم ‪ ،‬حتى ان‬ ‫البع����ض منه���م يحت���اج �إىل م���ن ي�ساعده على‬ ‫ا�ستخ���دام مواق���ع التوا�ص���ل االجتماعي كونه‬ ‫جاهل بها ‪.‬‬ ‫الث���ورة قامت بق�صة معروفة ‪ ،‬وكل من دعمها‬ ‫و�أيده���ا قدم لها ما ميكن���ه تقدميه ‪ ،‬وبع�ضهم‬ ‫وال ميك���ن اليوم �أن ننكر دور احلزب االخواين ال يعل���م �إن كان يف الع���امل �أن هنال���ك �شيء ما‬ ‫يف بداي���ة الث���ورة ال�سوري���ة ودعم���ه وتنظيمه ا�سمه حزب االخوان امل�سلمني ‪.‬‬ ‫لكث�ي�ر من ا ألم���ور ‪ ،‬لكن م�ؤ�ش���ر االنحدار بد�أ حمل���ة �إعالمية �ضخم���ة موجه �ض���د االخوان‬ ‫بعد (احلركة الت�صحيح���ة) للمجل�س الوطني ‪ ..‬نع���م ‪ ،‬لي����س كل م���ا فيها �ص���ادق و�صحيح ‪،‬‬ ‫و�صو ًال للحكومة امل�ؤقتة ‪ ،‬وما مييز االخوان عن وهنال���ك كثري من التجني عليهم ‪ ..‬نعم ‪ ،‬لكن‬ ‫غريه���م اتباعهم �سيا�سة (الفهل���وة) ‪ ،‬بحيث �أ�صل الب�ل�اء عليهم كان ب�سب���ب ( فلهوتهم )‬ ‫ت�شكل كتائب على االر�ض ‪ ،‬وي�ضم نا�شطون �إىل على عامة ال�شعب ‪ ،‬هكذا �أرى الأمر ‪.‬‬ ‫جمال����س ال�سيا�سة‪ ،‬لي�سوا منت�سبني لالخوان ‪ ،‬ل���ن �أ�ص���دق خراف���ات �ضاحي اخلرف���ان ‪ ،‬وال‬ ‫لك���ن لديهم فكر �إما اخوجني �أو ال ميكنهم �أن غ�ي�ره ‪ ،‬ب���ل �أطال���ب الأخ���وان فق���ط ب�إع�ل�ان‬ ‫يتحالف���وا مع العلماني�ي�ن في�ضطرون للتحالف وطنيته���م (ال�سوري���ة ) وبراءته���م م���ن �أخوة‬ ‫مع الأخ���وان ‪� ،‬أي ما يعرف ع���ن هذه احلركة املعبد الإيراين يف م�صر ‪.‬‬ ‫�شعبي ًا (اللعب فوق اال�ساطيح) ‪.‬‬ ‫ويج���ب على من يتوا�صل م���ع الأخوان �أو قريب‬ ‫‪abo.daham@sbhmagazine.com‬‬ ‫منهم �أن يفهم البع�ض من قياداتهم �أن الثورة‬ ‫ال�سوري���ة مل تنفج���ر تلبي ًة لن���داء املر�شد ‪ ،‬وال‬ ‫ه���ذه الثورة قامت ألج���ل رد االعتبار لالخوان‬ ‫فقط ملا جرى لهم يف �سوريا ‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫ال تبتسم‪..‬‬ ‫مت فأنت‬ ‫سوري!‬ ‫سيصبح كل شئ على ما يرام‬ ‫ذات يوم ‪.‬هذا هو أملنا ‪.‬أما‬ ‫أن نقول نقول أن كل شئ‬ ‫على ما يرام اليوم ‪,‬فهذا هو‬ ‫الوهم‬ ‫فولتير‬

‫خا�ص ‪ /‬جفرا بهاء‬ ‫‪ 10‬ماليني �سوري فقري‪ ،‬و‪ 5‬ماليني منهم‬ ‫حتت خط الفقر‪.‬‬ ‫‪� 60‬ألف �شهيد ومليون الجئ‪..‬‬ ‫‪ 2‬مليون �سوري عاطل عن العمل‪..‬‬ ‫�أرقام عاملية‪� ،‬صرحت وت�صرح بها جلان‬ ‫الأمم املتحدة‪..‬‬ ‫وعلى اعتبار �أن جلان الأمم املتحدة دقيقة‬ ‫والعن�صرية ومو�ضوعية وحيادية‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أرقامها ال تكذب‪ ،‬على العك�س‪ ،‬ميكننا‬ ‫ك�سوريني نعي�ش م�أ�ساة الت�صريحات العاملية‬ ‫حول ب�ؤ�سنا �أن ن�ضرب تلك الأرقام باثنان‬ ‫�أو ثالثة‪..‬‬ ‫وبقي �أن ت�صدر لنا جلان الأمم املتحدة‬ ‫مرتبة ال�سوريني عاملي ًا من حيث ال�سعادة‬ ‫وحب املوت‪ ،‬ومواكبة املو�ضة العاملية‪،‬‬ ‫وت�أثرينا ك�سوريني ثورجيني على تغيري قيم‬ ‫الثورات للأجيال القادمة‪.‬‬

‫و�إن كان من معايري للحياة ف�إن �سوريا‬ ‫�ستحتل ال�صدارة‪ ،‬ولو كانت �صدارة‬ ‫ذيل القائمة‪ ،‬ولهذا ت�أثري على �أو�ضاعنا‬ ‫النف�سية‪� ،‬إذ �أن حكم الأ�سد ملا يزيد على‬ ‫الأربعني عام ًا حرمنا من �أي مركز �صدارة‪..‬‬ ‫«�أنا �سوري يعني �أنا م�شروع �شهيد �أو معتقل‬ ‫�أو الجئ �أو نازح �أو �شحاد �أو مغت�صب»‪ ،‬ومن‬ ‫مل ميت باملعتقل مات بالقن�ص �أو بالتفجري‬ ‫�أو على احلدود بيد �أحد عنا�صر حزب اهلل‬ ‫«الإلهية»‪.‬‬

‫وم�شادات عنيفة بالر�أي تتطور �أحيان ًا‬ ‫حد احلذف والإلغاء والف�ضح «بجالجل»‪،‬‬ ‫ونحمد اهلل �أن الفي�سبوك اليزال عامل‬ ‫افرتا�ضي و�إال تبادلنا الركالت اخللفية‪،‬‬ ‫ونتف ال�شعر‪..‬‬ ‫يقتل النظام البوطي‪ ،‬يت�سرب فيديو يثبت‬ ‫تورط النظام‪ ،‬نق�ضي الليل يف النقا�شات‬ ‫املثمرة‪ ،‬نحلل الفيديو‪ ،‬ون�صل لنتيجة‬ ‫نعرفها �سلف ًا‪ ،‬ونت�صالح على �إثر االتفاق‬ ‫بالر�أي �أن النظام قتل البوطي و�إثباتنا‬ ‫بجيبتنا‪ ..‬ويال ع احلرية‬ ‫ير�سل �أهل الداخل لأهل اخلارج تطمينات‬ ‫كاذبة‪ ،‬يرمون نكت عن الق�صف وي�ستخفون‬ ‫باملوت‪ ،‬يلتقط الأخريون الإ�شارة‪،‬‬ ‫ي�صطنعون الت�صديق‪ ،‬وير�سلون دموعهم‬ ‫ودعاويهم‪.‬‬

‫يجل�س املغرتبون ال�سوريون �أمام العربية �أو‬ ‫اجلزيرة ورمبا الأورينت فتجحظ �أعينهم‪،‬‬ ‫وتت�ساقط دموعهم‪ ،‬ورمبا «ترتخي»‬ ‫مفا�صلهم‪ ،‬وتنحل ركبهم‪ ،‬وتنربي �أل�سنتهم‬ ‫وعلى «قولة» اهلل يرحمن‪ ،‬اهلل يتقبلن‪ ،‬اهلل‬ ‫يجرينا‪ ،‬اهلل �أكرب واهلل �أكرب‪.‬‬ ‫ينتهي خرب �سوريا على الأخبار‪ ،‬فينتقلون فقط يف �سوريا‪ ..‬ال تبت�سم‪ ..‬مت ف�أنت‬ ‫�إىل الفي�سبوك‪ ،‬لنعي�ش انق�سامات حادة‪� ،‬سوري!!‬


‫‪issue 54 / apr. 11th‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ 15‬صحافي ًا وناشط ًا إعالمي ًا قضوا في سوريا خالل مارس‬

‫‪ 153‬ضحايا اإلعالم خالل الثورة السورية وثقتهم جلنة احلريات الصحافية‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫ارتفعت ح�صيلة �ضحايا الإعالم خالل الثورة‬ ‫ال�سورية �إىل ‪� 153‬صحافي��� ًا ونا�شط ًا �إعالمي ًا‬ ‫خ�ل�ال عامني م���ن الثورة‪ ،‬حي���ث و ّثقت جلنة‬ ‫احلريات ال�صحافي���ة يف رابطة ال�صحافيني‬ ‫ال�سوري�ي�ن‪ ،‬واملعني���ة بر�صد االنته���اكات التي‬ ‫تط���ال ال�صحافي�ي�ن والإعالمي�ي�ن‪ ،‬مقتل ‪15‬‬ ‫�صحافي ًا ونا�شط��� ًا �إعالمي ًا خالل �شهر �أذار‪/‬‬ ‫مار����س املا�ضي‪ 10 ،‬منه���م يف دم�شق وريفها‪،‬‬ ‫و‪ 3‬يف درعا‪ ،‬و‪ 2‬يف حم�ص‪.‬‬ ‫و�أطلقت ال�سلط���ات ال�سورية بتاريخ ‪-03-05‬‬ ‫‪� 2013‬سراح ال�صح���ايف الأملاين بيلي �سيك�س‬ ‫بعد احتجازه �شهرين ون�صف ال�شهر‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 2013-03-11‬مت حتويل ال�صحافية‬ ‫�ش���ذى امل���داد �إىل حمكم���ة ق�ضاي���ا الإرهاب‬ ‫لال�ستج���واب‪ ،‬حي���ث اعتقل فرع �أم���ن الدولة‬ ‫امل���داد بتاري���خ ‪ ،2013-11-01‬بعد التحقيق‬ ‫معه���ا ح���ول زيارته���ا �إىل الوالي���ات املتح���دة‬ ‫الأمريكية‪.‬‬ ‫كم���ا �أ�صي���ب النا�شط الإعالم���ي حممد فواز‬ ‫ال�شرع بجروح بليغة يف خربة غزالة مبحافظة‬ ‫درع���ا بتاري���خ ‪ ،2013-03-14‬وذل���ك �أثن���اء‬ ‫تغطيت���ه اال�شتب���اكات ب�ي�ن اجلي����ش ال�سوري‬ ‫احلر وجي�ش النظام ال�سوري‪.‬‬ ‫واعتقل���ت وحدات احلماي���ة ال�شعبية الكردية‬ ‫التابعة حلزب االحت���اد الدميقراطي (جناح‬ ‫ب ك ك يف �سوري���ا)‪ ،‬النا�ش���ط الإعالم���ي‬ ‫�س���ردار �أحم���د‪ ،‬يف مدينة عفري���ن يف حلب‪،‬‬ ‫بتاريخ ‪.2013-03-16‬‬

‫و�أعلن���ت قن���اة التلفزيون العام���ة الأملانية «�إي‬ ‫�آر دي» بتاري���خ ‪� ،2013-03-30‬أن مرا�سله���ا‬ ‫ي���ورغ �أرمربو�س�ت�ر �أ�صي���ب بج���روح خط�ي�رة‬ ‫بالر�صا�ص‪� ،‬أثناء ت�صوير حتقيق تلفزيوين يف‬ ‫مدينة حلب �شمال �سوريا‪.‬‬ ‫وعن �ضحايا الإعالم خالل مار�س‪�/‬أذار‪ ،‬فقد‬ ‫قتل وليد جميل عمرية‪ ،‬م�صور ونا�شط �إعالمي‬ ‫�أثناء ت�صويره �إح���دى العمليات الع�سكرية بني‬ ‫اجلي����ش ال�سوري احلر وجي����ش النظام يف حي‬ ‫جوبر‪ ،‬و�صقر �أبو نب���وت‪ ،‬نا�شط �إعالمي‪ ،‬قتل‬ ‫�أثن���اء تغطيت���ه اال�شتباكات ب�ي�ن اجلي�ش احلر‬ ‫وجي�ش النظام يف منطقة درعا البلد‪ ،‬وحممد‬ ‫ب�ش�ي�ر �شخ�ش�ي�رو‪ ،‬نا�شط �إعالمي‪ ،‬قت���ل �أثناء‬ ‫تغطيت���ه اال�شتب���اكات ب�ي�ن اجلي�ش�ي�ن يف حي‬ ‫جوب���ر بدم�ش���ق‪ ،‬وغي���اث عبداجل���واد وعامر‬ ‫بدر الدين جنيد‪ ،‬قتال بع���د ا�ستهداف املكتب‬ ‫الإعالمي يف ح���ي القابون يف العا�صمة دم�شق‬ ‫بقذائف الهاون‪.‬‬ ‫ويف حم�ص‪ ،‬قتل �أ�سام���ة عبدالبا�سط الطالب‬ ‫�أثن���اء تغطيت���ه الق�ص���ف على بل���دة الق�صري‪،‬‬

‫و�أحمد خالد �شح���ادة‪� ،‬صحايف ومدير حترير‬ ‫جري���دة «عن���ب بل���دي» ال���ذي قت���ل بق�ص���ف‬ ‫�صاروخ���ي على بل���دة داريا‪ ،‬بالإ�ضاف���ة لأن�س‬ ‫البط����ش‪ ،‬قت���ل بر�صا����ص قنا����ص بينم���ا كان‬ ‫ي�ص���ور اال�شتباكات بني اجلي����ش احلر وجي�ش‬ ‫النظ���ام يف منطقة حر�ست���ا بدم�شق‪ ،‬وحممود‬ ‫النت���وف الذي قت���ل �أثناء ت�صوي���ره ا�ستهداف‬ ‫جي����ش النظام ال�سوري لبل���دة مع�ضمية ال�شام‬ ‫يف ريف دم�شق‪.‬‬ ‫وقتل حممود عبدالك���رمي الأقرع �أثناء تغطيته‬ ‫اال�شتباكات بني اجلي����ش احلر وجي�ش النظام‬ ‫يف بل���دة دوم���ا‪ ،‬وقت���ل ليث حمم���د احلم�صي‬ ‫�أثن���اء تغطيت���ه اال�شتباكات ب�ي�ن اجلي�ش احلر‬ ‫وجي����ش النظ���ام يف بل���دة ال�شي���خ م�سك�ي�ن يف‬ ‫درع���ا‪ ،‬وحام���د �أبو يا�س���ر بقذيف���ة �صاروخية‬ ‫�أثن���اء تغطيت���ه اال�شتباكات ب�ي�ن اجلي�ش احلر‬ ‫وجي�ش النظام‪ ،‬وحممد �إبراهيم العا�سمي قتل‬ ‫�أثناء تغطيته اال�شتباكات بني اجلي�ش ال�سوري‬ ‫احلر وجي�ش النظام ال�سوري يف بلدة داعل يف‬ ‫درعا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أخ�ي�را قت���ل عام���ر دي���اب �أثن���اء تغطيت���ه‬ ‫اال�شتباكات بني اجلي����ش احلر وجي�ش النظام‬ ‫يف بل���دة يف العتيبة بريف دم�ش���ق‪ ،‬ووليد خلد‬ ‫اجلل���خ قت���ل يف كمني م���ن قبل ق���وات النظام‬ ‫يف منطق���ة قلع���ة احل�ص���ن يف حم����ص مع ‪14‬‬ ‫�شخ�ص ًا �آخرين‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 10‬‬

‫اجلالية السورية في واشنطن حتيي االحتفالية الثانية للذكرى‬ ‫السورية ويشاركها وجوه بارزة من املعارضة والفنان علي فرزات‬ ‫خا�ص ‪ /‬وا�شنطن ‪ -‬ر�شا �سرية‬ ‫على وقع �أغنية الثورة ال�سورية (جنة يا وطنا)‬ ‫افتتحت اجلالية ال�سورية احتفالها يف الذكرى‬ ‫الثانية للثورة‪� .‬أعالم الثورة كانت ترفف �أمام‬ ‫البيت الأبي�ض حيث احت�شد املحتفلون الذين‬ ‫جاءوا من �أنحاء الواليات املتحدة لي�أكدوا لثوار‬ ‫الداخل �أنهم �أعادوا لل�سوريني كرامتهم التي‬

‫هدرها النظام على مر �أربعني عام‪ .‬جملة �سوريا‬ ‫بدها حرية ر�صدت لكم قرا َءنا هذا احلدث ونقلت‬ ‫لكم م�شاهد ولقاءات‪.‬‬ ‫�صوت املغني ال�سوري و�صفي املع�صراين كان‬ ‫ي�صدح يف ال�شوارع القريبة حلديقة البيت الأبي�ض‬ ‫ميل�ؤوها ب�أغاين الثورة وعن م�شاركته باحلفل‬ ‫يقول «بد�أت الغناء للثورة منذ بدايتها وكانت‬

‫�أغنيتي الأوىل درعانا تنادي‪� ،‬أتيت من مدينة‬ ‫براغ يف ت�شيك �إىل وا�شنطن تلبية لدعوة منظمات‬ ‫خريية من �أجل جمع تربعات �إ�ضافة �إىل رغبتي‬ ‫مب�شاركة اجلالية باالحتفال» �أما عن �أهمية‬ ‫االحتفال بالثورة ال�سورية يف ظل ما متر به �سوريا‬ ‫من ظروف ي�ضيف املع�صراين «امل�أ�ساة كبرية‬ ‫واملجتمع الدويل تخلى عن النا�س داخل الوطن‬ ‫لذلك �أي جتمع للجالية ال�سورية يف �أي بلد من‬ ‫�أنحاء العامل �أراه يجدي نفع ًا على الأقل يف جمع‬ ‫التربعات»‬ ‫املحتفلون �أتوا من خمتلف �أنحاء العامل منهم‬ ‫بلدان جماورة كحال املعتقلة ال�سابقة‬ ‫من �أتى من ٍ‬ ‫ميان القادري التي جاءت من كندا لت�شارك مع‬ ‫جمموعة من الطالب يف عمل م�سرحي يعود ريعه‬ ‫لدعم ال�سوريني �إ�ضاف ًة �إىل م�شاركتها مع اجلالية‬ ‫ال�سورية يف االحتفال‪ ،‬عن ر�أيها باحتفاالت ذكرى‬ ‫الثورة تقول القادري «ال �أف�ضل النظرة الت�شائمية‬ ‫للبع�ض ب�ش�أن احتفاليات الثورة‪ ،‬ما هو البديل‬ ‫عن هذا االحتفال‪....‬بر�أيي �أن اجلاليات ال�سورية‬ ‫املتوزعة يف �أ�صقاع العامل دورها �إي�صال �صوت‬ ‫ال�شعب يف الداخل من خالل �أي مظهر منا�سب‬ ‫وح�ضاري فليكن احتفال ‪....‬جتمع‪�...‬أو غريه‪.‬‬ ‫لكل �إن�سان �سوري دور‪ ،‬املقاتل له دوره على الأر�ض‬ ‫واملغرتب له دوره يف البلد الذي يقطنه»‬ ‫ماريا كال�س �أي�ض ًا �أتت من كندا و�شاركت يف‬ ‫امل�سرحية ذاتها وعن دورها كطالبة وم�شاركتها‬ ‫تقول»�أي فكرة يتم ترجمتها �إىل عمل هادف‬ ‫ي�صب يف م�صلحة الثورة ال�سورية فقد ن�ستطيع �أن‬ ‫نعك�س من خالل �أعمال فنية مدى ترابط ال�شعب‬ ‫ال�سوري و�أهمية دور املر�أة‪ .‬من خالل االحتفالية‬ ‫قد نعك�س للر�أي العام ما يعانيه ال�شعب ال�سوري‬ ‫ون�ؤكد دعمنا لهم»‬ ‫�إىل جانب اجلموع ويف ال�صفوف الأمامية كان‬ ‫يقف رئي�س املجل�س الوطني ال�سابق عبد البا�سط‬ ‫�سيدا الذي �شارك اجلالية ال�سورية هذه املنا�سبة‬ ‫‪� .‬أتاح لنا اللقاء التايل‪:‬‬ ‫بع ��د عام�ي�ن على انط�ل�اق الث ��ورة ال�سورية‪ ،‬هل‬ ‫ت ��رى �أن احلراك ال�سيا�س ��ي للمعار�ضة ال�سورية‬ ‫يتوازى مع ت�ضحيات الداخل؟‬ ‫املعار�ضة ال�سورية بذلت ومازالت تبذل جهداً‬ ‫كبري ًا يف خمتلف �أنحاء العامل وكانت هناك جهود‬


‫‪11 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫لتنظيم العمل ولكن البد من مراجعة تقيميية‬ ‫ملا �سبق و�ضبط الأمور ب�صورة �أف�ضل لأن هناك‬ ‫طاقة هائلة لدى �أبناء �سورية ولكن التوجد لدينا‬ ‫الآليات التي متكننا من اال�ستفادة املطلوبة من‬ ‫هذه الإمكانيات‪.‬‬ ‫كيف ت�ستطيع حتديد هذه الآليات؟‬ ‫هذه الطاقات ومبختلف االخت�صا�صات موجودة‪،‬‬ ‫واجلميع يريد امل�شاركة‪ .‬هناك دعم وم�شاركة‬ ‫ولكن بجهود فردية ف�إذا متكنا من �إيجاد‬ ‫ال�ضوابط واملحددات التنظيمية التي ميكن �أن‬ ‫ت�ستفيد من هذه الطاقات ب�صورة �أف�ضل فال‬ ‫تتبدد اجلهود يف م�شاريع فردية �أحيان ًا تكرر نف�س‬ ‫اخلطوة بينما نحتاج �إىل نوع من التكامل‪.‬‬ ‫ماذا قدمت املعار�ضة اخلارجية للثورة؟‬ ‫م�صطلح التميز بني املعار�ضة اخلارجية‬ ‫والداخلية �أعتربه متيز غري دقيق فهناك الكثري‬ ‫من املنا�ضلني يف اخلارج �أتوا من الداخل نتيجة‬ ‫الظروف التي عانوا منها لذلك هناك حالة من‬ ‫ت�ضافر اجلهود بني الطرفني‪ .‬ولكن املعار�ضة‬ ‫خارج ًا (�إذا جاز لنا ا�ستخدام هذا التعبري)‬ ‫قامت بالكثري على �صعيد اجلهود الدبلوما�سية‬ ‫والإغاثية وال�صحية‪....‬قدمت يف كل امل�ستويات‪.‬‬ ‫ماذا عن �صعيد احلراك ال�سيا�سي؟‬ ‫كان هناك توا�صل مع خمتلف اجلهات الر�سمية‬ ‫والأهلية يف �سبيل �شرح �أبعاد الق�ضية ال�سورية‬ ‫وح�شد الت�أييد لق�ضية �شعبنا العادلة‪.‬‬ ‫ما هي مهمة احلكومة التي مت ت�شكيلها من خالل‬ ‫املجل�س الوطني واالئتالف ال�سوري؟‬ ‫هي حكومة م�ؤقتة مهمتها �إدارة املناطق املحررة‬ ‫ت�أمني احتياجات النا�س ملئ الفراغ و�ضبط‬ ‫الأمور‪ .‬هذه امل�س�ألة باتت م�س�ألة ملحة وال تتحمل‬ ‫الت�أجيل‪.‬‬ ‫ن�ش ��رت �صحيف ��ة لو� ��س �أجنلو� ��س تامي ��ز يف‬ ‫أ�ح ��د �أعداده ��ا احلديث ��ة ب�أنه ��ا جتم ��ع معلومات‬ ‫لتحديد مواقع للجماعات الإ�سالمية يف �سوريا‬ ‫وق�صفها بطائرات دون طيار‪ .‬ما هو تعليقك؟‬ ‫هذه معلومات �صحفية وال توجد لدينا معلومات‬ ‫دقيقة عنها‪ .‬ولكن يف حال ثبتت �صحتها فهذا‬ ‫�سوف يزيد الأمر تعقيد ًا‪ .‬املطلوب اليوم هو‬ ‫الوقوف �إىل جانب اجلي�ش احلر و�إمداده وتركيز‬ ‫اجلهود يف مواجهة النظام‪.‬‬ ‫ه ��ل هناك خط ��ة وا�ضحة ملرحل ��ة مابعد �سقوط‬ ‫ب�شار الأ�سد؟‬ ‫هناك خطة ومرحلة انتقالية توافقت عليها‬ ‫خمتلف ف�صائل املعار�ضة يف القاهرة �إ�ضاف ًة‬ ‫�إىل جمموعة من اخلطط والربامج ذات العالقة‬ ‫بامل�ستقبل ‪ .‬ملفات مهمة نهتم بها كما هناك‬

‫كوادر تدربت عليها جميعها م�سائل متابعة من‬ ‫قبل املعار�ضة‪.‬‬

‫معركة حياة �أو موت �إما �أن ننت�صر �أو منوت‪.‬‬ ‫احلرية يف لبنان ويف �سوريا و�سيتحققان مع ًا»‬

‫ماذا عن احلوار؟‬ ‫احلوار مع ب�شار الأ�سد وزمرته لن يكون مطلقاً‬ ‫لي�س لأننا �ضد احلوار كمبد�أ �إمنا �أثبت النظام �أنه‬ ‫غري م�ستعد للحوار و�أي حوار �سيف�سره كا�ستمرار‬ ‫له لن يقبله ال�شعب ال�سوري بعد كل هذا الدمار‪.‬‬ ‫مل تقت�صر احتفالية الذكرى الثانية للثورة على‬ ‫اجلموع ال�سورية حيث �أتى ملبي ًا الدعوة �ضام ًا‬ ‫�صوته �إىل �صوت اجلالية يف وا�شنطن النائب‬ ‫اللبناين �صالح امل�شنوق الذي �أجابنا عن عدة‬ ‫ت�سا�ؤوالت‪:‬‬ ‫فعن اختياره العا�صمة وا�شنطن لالحتفال بذكرى‬ ‫الثورة دون غريها من العوا�صم يقول» وا�شنطن‬ ‫مركز قرار �أ�سا�سي وتتحمل م�س�ؤولية �أ�سا�سية‬ ‫يف دعم الثورة لذا ف�ضلت �أن �أكون هنا الي�صال‬ ‫�صوتي للإدارة الأمريكية التي تقع عليها م�س�ؤولية‬ ‫�أخالقية �أو ًال يف م�ساعدة ودعم الثورة من مبد أ�‬ ‫�أنها وكلت نف�سها مدافع ًا �شرعي ًا عن حقوق‬ ‫الإن�سان واحلرية يف العامل ف�إن مل تكن راغبة‬ ‫بت�سليح الثوار الأجدى بها �أن ال تقف عائق ًا �أمام‬ ‫ت�سليحهم �أو دعمهم لأنهم �أي�ض ًا يدفعون ثمن ًا‬ ‫باهظ ًا لنف�س الق�ضية وهي احلرية‪� .‬إ�ضافة �إىل‬ ‫ذلك هي فر�صة يل للت�شاور وتبادل الأفكار مع‬ ‫اجلالية ال�سورية فيما يخ�ص دعم الثورة بكل‬ ‫ال�سبل املتاحة»‬

‫وب�ش�أن الالجئني ال�سوريني وماطالهم من حمالت‬ ‫م�سيئة يف الفرتة الأخري يقول « �إن الإ�شاعة التي‬ ‫روجت على �أن لبنان يتحمل عبئ ًا اقت�صادي ًا هي‬ ‫غري �صحيحة �أبد ًا بل على العك�س هناك جزء من‬ ‫الالجئني يحركون االقت�صاد اللبناين‪� ،‬أما من‬ ‫قدرته املادية ال ت�سمح له فه�ؤالء ت�أتي م�ساعداتهم‬ ‫من اخلارج ومن املنظمات الإن�سانية ولكن هناك‬ ‫من يريد �أن يخدم النظام ال�سوري يف لبنان فيعك�س‬ ‫انطباع ًا ب�أن الالجئون ي�شكلون �أزمة‪ .‬املعار�ضة‬ ‫اللبنانية تدعم الثورة على جميع الأ�صعدة ومنها‬ ‫ق�ضية الالجئني التي تعتربم�س�ؤولية دولية ولي�س‬ ‫فقط داخلية»‬

‫�أما عن الت�صريح الذي �أدىل به النظام ال�سوري‬ ‫حديث ًا وهو �ضرب املناطق التي ي�شتبه بتواجد‬ ‫م�سلحني فيها وفق ًا لتعبري النظام وموقف‬ ‫احلكومة اللبنانية‪ُ ،‬يعلق امل�شنوق «اللبنان عانى‬ ‫من همجية وبط�ش النظام ال�سوري ل�سنني طويلة‬ ‫فلن �أتفاج�أ �أبد ًا من هذا الأمر‪ .‬احلكومة اللبنانية‬ ‫والنظام ال�سوري يف مركب واحد والثورة ال�سورية‬ ‫واملعار�ضة اللبنانية يف مركب واحد �أي�ض ًا وهي‬

‫الذكرى الثانية للثورة ال�سورية التي كان عنونها‬ ‫(يد ًا بيد من �أجل �سوريا حرة) تت�ضمنت ثالث‬ ‫فعاليات‪ .‬الأوىل هي التجمع �أمام البيت الأبي�ض‪.‬‬ ‫الثانية معر�ض للفنان العاملي علي فرزات حيث‬ ‫عر�ضت ر�سوماته الكاريكاتورية �إ�ضاف ًة �إىل‬ ‫لوحات مت حملها يف مظاهرات بلدة كفرنبل‪.‬‬ ‫الفنان فرزات رف�ض التحدث لأي و�سيلة �إعالمية‬ ‫مربر ًا ذلك ب�أن وقت الكالم غري املجدي انتهى‬ ‫واليوم حان وقت الفعل‪ .‬يف املعر�ض مل يبخل على‬ ‫زائريه ب�أي �إجابة �أو توقيع �أو �صورة تذكارية‪.‬‬ ‫وختام احلفل كان م�سك ًا حيث مت جمع التربعات‪.‬‬ ‫تغيبت وجوه كثرية تعي�ش يف وا�شنطن منها حممد‬ ‫العبد اهلل ‪ ،‬ر�ضوان زيادة ومرح البقاعي حيث‬ ‫بررت الأخرية عرب �صفحتها ب�أنها �ستتحتفل‬ ‫ب�صمت �إكرام ًا لدماء ال�شهداء‪ .‬قد يختلف‬ ‫ال�سوريون بطرق احتفالهم ولكن امل�ؤكد �أنهم‬ ‫جميع ًا اتفقوا على �أن ذكرى الثورة هي منا�سبة‬ ‫ب�صمت �أو ب�إجهار‬ ‫البد من االحتفال بها �سوا ٌء‬ ‫ٍ‬ ‫لأنها ذكرى �إحياء الكرامة ال�سورية بعد �أربعني‬ ‫عام ًا‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 12‬‬

‫مخيم اليرموك‪ ...‬دم سوري فلسطيني‬ ‫خا�ص ‪ /‬فدوى جميل‬

‫خميم الريموك هو من املخيمات الفل�سطينية‬ ‫الذي �أن� أش� عام ‪1957‬م على م�ساحة تقدر‬ ‫ب‪ 2110000‬مرت مربع لتوفري الإقامة وامل�سكن‬ ‫لالجئني الفل�سطينيني يف �سوريا ‪ ،‬ال يعترب‬ ‫خميم ر�سمي �إمنا ي�شبه املنطقة احل�ضرية‬ ‫تطورت مبرور الأعوام عندما قام الالجئون‬ ‫بتح�سني م�ساكنهم و�إ�ضافة الغرف �إليها‪.‬‬ ‫ويزدحم املخيم اليوم بامل�ساكن اال�سمنتية‬ ‫وال�شوارع ال�ضيقة ويكتظ بال�سكان وال يقت�صر‬ ‫�سكانه على الالجئني الفل�سطينيني فقط بل‬ ‫ي�ضم عدد كبري من ال�سوريني الذين ينت�سبون‬

‫للطبقة الفقرية حيث يعترب �شارع لوبيا و�شارع املحيطة به وقد دفع ذلك �أهايل املخيم‬ ‫�صفد من �أكرث ال�شوارع يف املخيم ال بل يف �إىل فتح مدار�س وكالة الأمم املتحدة لغوث‬ ‫الالجئني الفل�سطينيني «الأونروا» ال�ستقبال‬ ‫دم�شق من حيث الن�شاط التجاري ‪.‬‬ ‫ال�سوريني فيها‪ .‬بعدها بيومني توقفت جميع‬ ‫�أعمال وخدمات البلدية والدولة ال�سورية يف‬ ‫هدوء ما قبل العا�صفة‬ ‫ظ ّل خميم الريموك هادئ ًا لفرتة طويلة بعد املخيم‪.‬‬ ‫الثورة ال�سورية منذ �آذار ‪ ، 2011‬وكان له‬ ‫املهجرين من البداية‬ ‫ن�صيب كبري من ال�سوريني‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مناطقهم ومنازلهم الذي قدموا �إليه بحثا عن يف منت�صف �شهر كانون الأول من العام ‪2012‬‬ ‫ملج أ� قادمني من ريف دم�شق و�أحياء املدنية بد�أت حملة ع�سكرية على املخيم ثم اندلعت‬ ‫التي تع ّر�ضت للق�صف خا�صة يف �شهر متوز ا�شتباكات بني طريف النزاع‪ ،‬اجلي�ش النظامي‬ ‫حني ا�ستقبل �آالف ًا من املهجرين من املناطق ال�سوري واجلي�ش احل ّر مع بع�ض العنا�صر‬ ‫الفل�سطينية التي ان�ش ّقت عن اللجان ال�شعبية‬


‫‪13 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫�سيطرتها على �شارع الثالثني‪ ،‬ال�شارع الوا�صل‬ ‫بني املخيم وحي احلجر الأ�سود‪ّ ،‬ثم تع ّر�ضت‬ ‫الأبنية املطلة على هذا ال�شارع �إىل ق�صف‬ ‫عنيف من قبل الدبابات د ّمر �أجزاء منها‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا �أن هنالك ثكنة ع�سكرية تابعة‬ ‫لقوات النظام قرب املخيم و قد َّمت التعاطي مع‬ ‫مو�ضوع املخيمات من منطق ع�سكري عملياتي‬ ‫بحت‪ ،‬فكال جانبي ال�صراع ينظران �إىل خميم‬ ‫الريموك كعقدة و�صل ا�سرتاتيجية لأحياء‬ ‫جنوب دم�شق‪ ،‬احلجر الأ�سود الت�ضامن يلدا‬ ‫القدم الع�سايل بوابة امليدان الزاهرة ‪ ،‬والتي‬ ‫تعترب ال�سيطرة الع�سكرية عليها كمثل امتالك‬ ‫�أحد املفاتيح املهمة للعا�صمة‪ .‬وهكذا ُينظر �إىل‬ ‫باقي مواقع خميمات الالجئني الفل�سطينيني‬ ‫يف �سورية‪ ،‬وك�أن �سكانها �ضحية حرب االمكنة‬ ‫التي مل ت�ستثن معظم مناطق �سورية‪.‬‬ ‫من رحم املخيم‬ ‫مع هذا التطور بد أ� العمل الإغاثي من خالل‬ ‫الف�صائل الفل�سطينية واجلمعيات ّ‬ ‫املرخ�صة‬ ‫التي �ساعدت يف �إغاثة النازحني لكن العمل‬ ‫مل يكن على امل�ستوى املطلوب‪ ،‬وهذا ما دفع‬ ‫ال�شباب النا�شطني اىل ت�شكيل مبادراتهم‬ ‫امل�ستقلة‪.‬‬ ‫و ُيذكر انه قد اعتُقل اكرث من �شخ�ص ب�سبب‬ ‫هذا الأمر خلطورة العمل االغاثي ‪.‬‬ ‫يف �أثناء ذلك ت�شكلت م�ؤ�س�سات اغاثية عديدة‬ ‫يف �أرجاء �سوريا‪ ،‬من تلك امل�ؤ�س�سات يف خميم‬ ‫الريموك م�ؤ�س�سة «ب�صمة» االجتماعية التي‬ ‫كانت مبثابة فريق اجتماعي يعمل يف املخيم‬ ‫قبل بداية الأحداث‪ ،‬و»جفرا» وهي م�ؤ�س�سة‬ ‫قدمية يف املخيم �أعاد نا�شطوها تفعيلها‬ ‫ملواجهة الأزمة‪ ،‬وم�ؤ�س�سة «�سواعد» التي‬ ‫ت�شكلت من جمموعة نا�شطني كانوا يعملون‬ ‫يف احد مراكز الإيواء‪� ،‬إىل م�ؤ�س�سات مثل‬ ‫«الهيئة اخلريية لإغاثة ال�شعب الفل�سطيني»‪،‬‬ ‫«جمعية اال�سراء»‪« ،‬هيئة فل�سطني اخلريية»‪،‬‬ ‫والك�شاف الفل�سطيني ‪ .‬وقد وجد �أهايل‬ ‫املخيم والنا�شطون �أنف�سهم بالتعاون مع تلك‬ ‫امل�ؤ�س�سات �أمام حتديني كبريين‪� ،‬أولهما هو‬ ‫ت�أمني االحتياجات الالزمة للنازحني‪ ،‬والثاين‬ ‫هو النهو�ض ب�أعباء خميمهم يف جماالت عدة‬ ‫كانت تغطيها البلدية اهمها النظافة وتنظيم‬ ‫م�ضن خا�صة‬ ‫ال�سري وغريها وهذا ك ّله عمل ٍ‬ ‫و انه يقام يف ظل غياب �شبه كامل لوكالة‬ ‫غوث الالجئني الفل�سطينيني (االونروا) �أو‬ ‫�أي م�ؤ�س�سة ر�سمية تابعة ملنظمة التحرير‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬

‫التابعة لأحمد جربيل عندها بد�أت موجة نزوح‬ ‫للأهايل ب�أعداد هائلة و �أخذت اال�شتباكات‬ ‫خا�صة يف بداية املخيم‬ ‫تت�صاعد‪ ،‬وتر ّكزت ّ‬ ‫عند �ساحة البطيخة وحي النا�صرة (�شارع‬ ‫راما)‪ ،‬و�ساحة الريجة وبلد ّية املخيم يف �شارع‬ ‫فل�سطني‪ ،‬وانتقلت �سل�سلة ال�سيارات املفخخة‬ ‫من باقي �أحياء دم�شق �إىل املخيم �أي�ض ًا حيث‬ ‫قال �أحدهم معلق ًا على احد حوادث التفجري‬ ‫ومت�شائم ًا يف الوقت نف�سه «�أول الرق�ص‬ ‫حنجلة» وفق املثل ال�شعبي الفل�سطيني ال�سائد‪ .‬‬ ‫وقد تعر�ضت منطقة حمكمة املخيم �إىل ق�صف‬ ‫من طائرات امليغ �أدى �إىل تدمري هائل يف‬ ‫املباين ال�سكنية بعد فرتة �أعلنت قوات املعار�ضة وجتدر الإ�شارة �إىل �أن هذه امل�ؤ�س�سات كان لها‬

‫ن�صيبها من ال�ضريبة ‪ ،‬حيث ا�ست�شهد ثالثة‬ ‫من �أع�ضاء م�ؤ�س�سة «ب�صمة» امل�ؤ�س�سني ‪ ،‬و‬ ‫اثنني من العاملني يف الهيئة اخلريية ‪ ،‬و ع�ضو ًا‬ ‫يف م�ؤ�س�سة «�سواعد» ‪ ،‬وم�ؤ�س�سة «جفرا» فقدت‬ ‫اثنني من اهم كوادرها نتيجة االعتقال‪.‬‬ ‫لها من الدم ن�صيب‬ ‫يذكر �أن خميمات الالجئني الفل�سطينيني يف‬ ‫�سورية عا�شت خالل الأيام القليلة املا�ضية‬ ‫�أحداث ًا دموية ح�صدت حتى الآن �أكرث من‬ ‫‪ 1250‬الجئ ًا فل�سطيني ًا‪ ،‬و�آالف اجلرحى‬ ‫واملعتقلني واملفقودين فقد راح �ضحية االحداث‬ ‫املئات من املدنيني كما تهدمت ع�شرات املنازل‬ ‫يف خميم الريموك رغم مت�سك غالبيتهم‬ ‫مبطلب حتييد خميماتهم عن الأزمة وقد رفع‬ ‫م�شاركون يف اعت�صام �أمام جامع الب�شري‬ ‫م�ؤخر ًا الأعالم الفل�سطينية ‪ ،‬و�شعارات تطالب‬ ‫بعودة الأمن �إىل املخيم و�إخالئه من ال�سالح‬ ‫وامل�سلحني ليتمكن الأهايل من العودة �إىل‬ ‫منازلهم التي ا�ضطر �سكانها مغادرتها ب�سبب‬ ‫املعارك ح�سب ما �أكد فيليبو غراندي ‪ ,‬املفو�ض‬ ‫العام لوكالة غوث و ت�شغيل الالجئني «�أونروا»‬ ‫يف ت�صريحات جاءت يف م�ؤمتر �صحفي عقده‬ ‫مبقر «�أونروا» يف خانيون�س جنوبي قطاع غزة‬ ‫م�ضيفا �أن احلال يت�شابه و مناطق �أخرى‬ ‫ي�سكنها الالجئون الفل�سطينيون يف دم�شق و �أن‬ ‫منظمة الأونروا تعمل بن�صف طاقتها فقط يف‬ ‫�سوريا حاليا ‪.‬‬ ‫منطقة منكوبة‬ ‫يف حني يذكر بع�ض الن�شطاء �أن خميم‬ ‫الريموك �أ�صبح الآن مكان �شبه مهجور و�أعداد‬ ‫ال�سكان فيه ال تتجاوز نحو (‪ )%15‬من مواطنيه‬ ‫ال�سوريني والفل�سطينيني على حد �سواء‪،‬‬ ‫بعد �أن كان ينب�ض باحلياة ب�سبب ا�ستمرار‬ ‫اال�شتباكات والتطاحن الدموي على مداخله‬ ‫و�أطرافه مما دفع ال�سكان ملغادرة الريموك و‬ ‫قد توزع غالبية فل�سطينيو خميم الريموك‬ ‫يف مناطق داخل مدينة دم�شق وعلى �أطرافها‪،‬‬ ‫كما غادر العديد منهم نحو م�صر ولبنان‬ ‫وبع�ض الدول الأوربية حتى �أ�سرتاليا‪.‬‬ ‫�إن خميم الريموك هو بيئة حا�ضنة لي�س فقط‬ ‫للفل�سطينيني امنا اي�ضا لل�سوريني فمن هنا‬ ‫فان �أي اعتداء عليه هو اعتداء على ال�شعب‬ ‫ال�سوري ‪ .‬لذلك على اجلميع ال�سعي لإبقاء تلك‬ ‫املنطقة على قيد احلياة و اعادة الروح لها و‬ ‫اخراجها من اطار االزمة ال�سورية الدامية و‬ ‫ان ق�ضيتنا عادلة حقيقية نريدها بعيدة عن‬ ‫�أي �سفك للدماء فال دم فل�سطيني وال دم‬ ‫�سوري هو دم رخي�ص ‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 14‬‬

‫بعيد ًا عن التمويل والسياسة‪ ،‬شباب‬ ‫الر َّقة يرسمون جتربتهم الناجحة‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬

‫«اليوم نعي�ش �أجمل حلظات عمرنا‪ ،‬نز ِّين‬ ‫�شوارعنا ب�أعالم الثورة‪� ،‬أعالمنا» يقول طارق‬ ‫�أحد نا�شطي «جت ُّمع �شباب الر َّقة احلر» يف‬ ‫ت�سجيل م�ص َّور حلمل ٍة بعنوان «�شوارعنا تتنف�س‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫حر َّية»‪ ،‬لرت�سم هذه احلملة جزءا من امل�شهد‬ ‫امل�شرق يف الر َّقة ‪�-‬أوىل املحافظات ال�سور َّية‬ ‫املح َّررة بالكامل‪ -‬على الرغم من الغياب �شبه‬ ‫الكامل للدعم املادي والو�صاية ال�سيا�س َّية فيها‪.‬‬ ‫“�أوىل املحافظات املح َّررة‪ ،‬ومعركة حمدودة‬ ‫اخل�سائر على خالف باقي املحافظات”‬ ‫‪ 30‬موقع ًا ونقط ًة ع�سكر َّي ًة تابع ًة للنظام َّمت‬ ‫حتريرها يف حمافظة الر َّقة يف معرك ٍة مل‬ ‫تتجاوز ال‪� 48‬ساعة‪ ،‬و�إذا ا�ستثنينا مقر لقيادة‬ ‫املد َّرعات ومطار الطبقة الع�سكري‪ ،‬جند‬ ‫� َّأن املعركة املحدودة زمن َّي ًا قد �سيطرت على‬ ‫جميع نقاط ومراكز النظام ال�سوري الأمن َّية‬ ‫والع�سكر َّية‪ ،‬يف حني ال تزال معظم فروع الأمن‬ ‫يف مدينة حلب ‪-‬مث ًال‪ -‬تقوم ب�أعمالها املعتادة‬

‫بعد مرور �أكرث من ن�صف �سن ٍة على انطالق املعار�ضة والنظام‪� -‬أم ًر ال مف َّر منه يف �سبيل‬ ‫انت�صار الثورة‪.‬‬ ‫«معركة حترير حلب»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تكرار �سيناريو الق�صف اجلوي‬ ‫واملدفعي ‪-‬الذي �شهدته جميع املحافظات «جت ُّمع �شباب الر َّقة احلر‪ ،‬ب�صمة الثورة على‬ ‫ال�سور َّية بع�ض �سيطرة املعار�ضة عليها‪ -‬يف املناطق املح َّررة»‬ ‫الر َّقة‪َ � ،‬اّإل � َّأن بعد الر َّقة ن�سب َّي ًا عن مراكز ت�ش َّكل جت ُّمع �شباب الر َّقة احلر بتاريخ‬ ‫ق َّوة النظام ال�سوري �إىل جانب ق َّوة املعار�ضة ‪ 2013/3/15‬بعد حترير الر َّقة بع�شرة �أ َّيام‪،‬‬ ‫ليعرف التج ُّمع عن نف�سه ب�أ َّنه «جتمع مدين‬ ‫امل�س َّلحة فيها‪ ،‬خ َّففا من �شدّة الق�صف وبالتايل‬ ‫ِّ‬ ‫من كم َّية الدمار‪ ،‬كما كان للمبادرات املتتالية تطوعي خدمي لالرتقاء بالو�ضع الإن�ساين‬ ‫التي �أطلقها �شباب الر َّقة لإزالة وتنظيف واخلدمي والعمل على تطويره»‪ ،‬كما يهدف �إىل‬ ‫�آثار الدمار والق�صف يف مدينتهم دو ًر كبري «التحرر من اجلهل والظلم والفو�ضى والدخول‬ ‫يف تعزيز �سيا�سية «ال�سيطرة على اخل�سائر» يف احلالة املدنية احل�ضارية»‪.‬‬ ‫ومتكني احلياة اليوم َّية من اال�ستمرار يف ومبا � َّأن الر َّقة ‪-‬بعيد حتريرها‪ -‬بد�أت بالتعر�ض‬ ‫للق�صف املدفعي واجلوي‪ ،‬كما ظهرت بوادر‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وحني كانت الرقة ‪-‬خالل الفرتة املا�ضية‪ -‬الفو�ضى يف غياب �أي �شكل من �أ�شكال ال�سطلة‬ ‫�صب جت ُّمع �شباب الر َّقة احلر‬ ‫نازح معظمهم يف املدينة‪َّ ،‬‬ ‫«مالذ ًا �آمن ًا» ملا يق ُدّر بـ‪ 2‬مليون ٍ‬ ‫من دير الزور وحلب‪ ،‬قام العديد من �أهل جهوده على احلفاظ على املباين احلكوم َّية‬ ‫املدينة والنازحني بالت�سا�ؤل حول وجهتهم واخلدم َّية والعمل على تنظيف الأبنية والأحياء‬ ‫املقبلة يف حال مل تعد احلياة ممكن ًة يف الر َّقة املق�صوفة‪ ،‬هذا وقد حاول �شباب التج ُّمع‬ ‫كما حدث يف مناطق �أخرى‪َ � ،‬اّإل � َّأن �آخرين ن�شر الوعي وتر�سيخ مالمح القانون والنظام‪،‬‬ ‫اعتربوا حترير الر َّقة ‪-‬ودخولها يف معرك ٍة بني م�ستعدين لأي مظاهر مرتقبة لالنفالت �أو‬


‫‪15 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫الفو�ضى يف املدينة‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه الأهداف‪ ،‬قام التج ُّمع ب�إطالق‬ ‫عدّة حمالت تطوع َّية يف الر َّقة‪ ،‬منها حملة‬ ‫َ‬ ‫«�شوارعنا تتنف�س حر َّية» التي قام من خاللها‬ ‫�شباب التج ُّمع بر�سم �أعالم الثورة على‬ ‫املقدّم‬ ‫�شارع �أطلقوا عليه ا�سم «�شارع َ‬ ‫�أعمدة ٍ‬ ‫ح�سني هرمو�ش»‪ ،‬كما كانت حملة «الدوائر‬ ‫وامل�ؤ�س�سات النا‪ ،‬وما هي لبيت الأ�سد» التي َّمت‬ ‫خاللها تنظيف دائرة املال َّية يف الر َّقة عقب‬ ‫ق�صفها ج َّو ًا‪.‬‬ ‫«غياب الدعم املايل‪ ،‬واملعار�ضة ال�سيا�س َّية‬ ‫بعيدة عن ال�شارع»‬ ‫«االئتالف ال يدرك � َّأن هناك مدينة حم َّررة»‬ ‫هذا ما قاله ع�ضو االئتالف الوطني لقوى‬ ‫الثورة واملعار�ضة ال�سور َّية قا�سم اخلطيب‬ ‫َّ‬ ‫ملحطة «اورينت» التلفزيون َّية‪ ،‬كما قال اخلطيب‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫قدّم للر ّقة مبلغا ال يتجاوز‬ ‫ب� َّأن االئتالف قد َ‬ ‫الـ‪� 150‬ألف يورو‪ ،‬معتقد ًا ب� َّأن تقدمي مبلغ زهيذ‬ ‫مماثل �سببه عدم معرفة االئتالف بتفا�صيل‬ ‫ما يحدث يف الر َّقة‪.‬‬ ‫فيما قال رئي�س جمل�س حمافظة الر َّقة عبد‬ ‫اهلل اخلليل ب� َّأن ميزان َّية الر َّقة تقوم حال َّي ًا على‬ ‫م�ساعدات ب�سيطة من االئتالف �إىل جانب‬ ‫امليزان َّية املوجودة يف جمل�س املحافظة ال�سابق‪،‬‬ ‫كما وعد «اخلليل» ب� َّأن جمل�س املحافظة �سيعمل‬ ‫َّ‬ ‫على توفري ودفع رواتب الع َّمال‬ ‫واملوظفني يف‬ ‫الر َّقة قريب ًا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫� َّأما ع�ضو جت ُّمع �شباب الرقة احلر عبيدة‬ ‫امل�شرف‪ ،‬فقد �أ َّكد على ا�ستعداد التج ُّمع للعمل‬ ‫يف الر َّقة بغ�ض النظر عن الدعم املادي‪ ،‬وقال‬ ‫� َّأن �شباب التج ُّمع م�ستع ٌّد لال�ستمرار بالعمل‬ ‫لعدّة �سنوات كما ا�ستطاع ال�شعب ال�سوري‬ ‫َ‬

‫ال�صمود خالل ال�سنتني الفائتتني‪ ،‬و�أ�ضاف ب� َّأن‬ ‫غياب الدعم وم�ساعدات االئتالف لن ت�ؤ ِّثر‬ ‫على ه َّمة ال�شباب الذي �سيعمل يف �سبيل نه�ضة‬ ‫قلب ناب�ض‪.‬‬ ‫الر َّقة طاملا ال يزال فيه ٌ‬ ‫«ملاذا جنحت الر َّقة يف ما ف�شلت فيه باقي‬ ‫املحافظات؟»‬ ‫ٍّ‬ ‫مدين من‬ ‫خ�سرت حم�ص قرابة ‪10,000‬‬ ‫�أبناءها‪ ،‬و�أ�صبحت حلب ثاين �أكرث املدن‬ ‫الكربى دمار ًا منذ احلرب العامل َّية الثانية‪،‬‬ ‫ظهرت مالمح الف�ساد والقمع داخل �صفوف‬ ‫بع�ض الكتائب يف ال�شمال ال�سوري‪ ،‬ك ُّل ذلك‬ ‫يف �سبيل «حترير» هذه املحافظات واملناطق‬ ‫وبالتايل حترير �سورية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متام عن‬ ‫َّ‬ ‫لكن ما حدث يف الر َّقة كان خمتلف ً‬ ‫حم�ص وادلب وحلب ودير الزور‪ ،‬خمتلف ًا عن‬ ‫املدن واملحافظات ال�سور َّية التي تعاين ‪-‬حتت‬

‫بع�ض‬ ‫غطاء «التحرير»‪ -‬من النظام ال�سوري و ٍ‬ ‫حد �سواء‪ ،‬فال َّبد من � َّأن‬ ‫من معار�ضته على ٍ ّ‬ ‫أ�سباب مو�ضوع َّية حدثت يف الر َّقة ومل‬ ‫هناك � ٌ‬ ‫حتدث يف �سواها ‪�-‬أو العك�س‪ -‬و أ� َدّت �إىل هذا‬ ‫االختالف يف جمريات الأمور‪.‬‬ ‫َمّربا يكون غياب التمويل والتدخل ال�سيا�سي‬ ‫�أمر ًا �إيجاب َّي ًا خالف ًا ملا يبدو للوهلة الأوىل‪،‬‬ ‫فيكون املثل القائل‪�« :‬إذا �أردت �أن تف�سد‬ ‫املف�سرة‬ ‫ثور ًة‪� ،‬أغرقها باملال» �أحد القواعد ٍ ّ‬ ‫لالختالف بني الر َّقة و�سواها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كما � َّأن دخول املعار�ضة امل�سلحة �إىل الر َّقة‬ ‫بكامل قواها وا�ستعداداتها كان له دو ٌر كبري‬ ‫يف اخت�صار زمن املعركة وبالتايل الأ�ضرار‬ ‫ُ‬ ‫معارك �أخرى‬ ‫الناجتة عنها‪ ،‬يف حني بد�أت‬ ‫�ضعيف‬ ‫ب�شكل‬ ‫وحم�ص‬ ‫كمعركتي حترير حلب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مما ك َّلف اهايل‬ ‫وم�ضطرب وغري ثابت‪َّ ،‬‬ ‫املدينتني خ�سائر ماد َّية وب�شر َّية فادحة‪.‬‬ ‫ومن زاوي ٍة �أخرى‪ ،‬ميكن مالحظة � َّأن من يدير‬ ‫الر َّقة الآن هم تنظيمات �شباب َّية طوع َّية غري‬ ‫موجهة‬ ‫ربح َّية وغري م�أدجلة �أو م�س َّي�سة �أو َّ‬ ‫دين َّي ًا‪ ،‬وب�صياغ ٍة �أخرى‪ ،‬جند � َّأن �شعب الر َقةّ‬ ‫يدير ويحكم نف�سه من خالل َّ‬ ‫منظمات املجتمع‬ ‫املدين‪ ،‬يف حني حتكم حلب وحم�ص مث ًال من‬ ‫قبل الكتائب امل�س َّلحة واملجال�س الع�سكر َّية‬ ‫والهيئات ال�شرع َّية و�سواها‪.‬‬ ‫وبغ�ض النظر عن ت� ُّأخر الر َّقة باالن�ضمام‬ ‫لركب الثورة‪َ � ،‬اّإل أ� َّنه من الوا�ضح � َّأن التجربة‬ ‫الدميقراط َّية يف الر َّقة �أف�ضل من �سواها ح َتّى‬ ‫الآن‪ ،‬وبالتايل يجب اال�ستفادة منها ونقلها �إىل‬ ‫باقي املحافظات واملدن ال�سور َّية‪ ،‬لتنتهي يف‬ ‫الر َّقة فكرة «عوا�صم الثورة»‪ ،‬وت�ستبدل بفكرة‬ ‫ب�شكل �أف�ضل يف الثورة!»‪.‬‬ ‫«من يعمل ٍ‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 16‬‬

‫عيون أبو محمد مرآتنا‬ ‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬

‫�أبو حممد احلم�صي من جورة ال�شياح هو‬ ‫الرجل الذي ترى بعينيه م�آ�ساة ال�سوريني‪,‬‬ ‫تتكلم عنه وك�أنك تتكلم عن الأالف من‬ ‫ال�سوريني‪.‬‬ ‫�أُجرب �أبو حممد على ترك بيته ومكان �إقامته‬ ‫« �صاروا بالأر�ض ‪..‬بالأر�ض يا عمي» بداية‬ ‫توجه �إىل �إحدى املدار�س التي ا�ستقبلته مع‬ ‫عائلته ومع عائالت كثرية‪ ,‬اجتمع ال�سوريني‬ ‫من خمتلف املدن والبلدات التي هُ ّجروا منها‪,‬‬ ‫ولكنه بعد فرتة ا�ست�أجر منز ًال متوا�ضع ًا يقول‬ ‫�إنه �أح�سن حا ًال من املدر�سة‪.‬‬ ‫ابت�سامة �أبو حممد و زوجته مل تفارق اجلل�سة‪,‬‬ ‫ا�ست�ضافنا برحابة �صدر منذ دخولنا ملنزله‬ ‫وعزمية و�صمود ال يقالن عن �صمود مدينته‬ ‫املنكوبة التي كثري ًا ما يتكلم عنها ويتفنن‬ ‫بت�صوريها لنا ‪.‬‬ ‫منزله ال�شعبي القريب من ي�ؤ�س النزوح و�شقاء‬ ‫الغربة ‪,‬والبعيد عن ترف احلياة وملذاتها فيه‬ ‫ما هو �ضروري للعي�ش فقط‪ ,‬فهو م�ؤمن ب�أنها‬ ‫مدة و�ستنتهي «بكرا اهلل بيفرجا ومرنجع‬ ‫عبيتنا ب�إذن رب العاملني» هو نف�س الأمل الذي‬ ‫ي�شرتك فيه ال�سوريون هذه الأيام وهي نف�س‬

‫الثقة ب�أن الن�صر �آت من عند اهلل‪ ,‬وال ي�س�ألون‬ ‫�أحد ًا �إال اهلل‪.‬‬ ‫يقول �أبو حممد « واهلل يا ابني نحنا ع�شنا من‬ ‫زمان �أبوه لهاملجرم ومنعرفو منيح ومنعرف‬ ‫�إنو ابنو متلو ب�س يا ابني يلي بدو يطلب الغايل‬ ‫بدو يدفع غايل ونحنا طلبنا �أغلى �شي بالدنيا‬ ‫ل ما بدنا غري يحل‬ ‫وعم ندفع �أغلى �شي ‪....‬وه أ‬ ‫عن رقبتنا»‬ ‫دخلت �أم حممد وهي تقول «تف�ضلو خالتي‬ ‫كا�سة هال�شاي بتدفو قلبكن فيها»‪.‬‬ ‫تنظر �إليهم فرتى �أكتاف ًا حمملة بالهموم‬ ‫وعيون �أثقلتها الدموع وقلوب م�شبعة بالأمل‬ ‫وهم يقولون «احلمدهلل ما�شي احلال ‪,‬متل‬ ‫مالكون �شايفني»‪ .‬ر�ؤو�سهم مرفوعة ونفو�س‬ ‫عفيفة ت�أبى ال�شكوى �إال لرب العاملني «هو‬ ‫يلي عطى بالأول‪ ,‬وهو يلي �أخد‪ ,‬وهو يلي رح‬ ‫يعطي»‪.‬‬ ‫النزوح كال�شم�س ال�ساطعة ال يخفي ب�ؤ�سه و لو‬ ‫�أجهد النازح نف�سه لكتمانه ‪ ،‬و ال يعرف �شقاءه‬ ‫�إال من عا�شه و الم�سه حتى و �إن �أبى الل�سان عن‬ ‫الكالم ف�إن العيون حت�صد ما ترى و القلوب‬ ‫تغرف ملا ت�سمع‪ ,‬يف كالمهم وحديثهم ت�سمع‬ ‫نوع ًا من الفكاهة وال�ضحك فعندما يتذكرون‬ ‫�شيئ ًا رغم م�أ�ساته �إال �أنهم ي�ضحكون ودون �أن‬ ‫نفهم ملاذا‪....‬ولكن ن�ضحك معهم ‪.‬ابت�ساماتهم‬ ‫و�ضحكاتهم ال تتعدى ر�سومات على الوجوه‬

‫‪,‬فهي تخفي وراءها جبا ًال من معاناة ال تبد أ�‬ ‫بت�أمني ما ال ي�سد الرمق وال تنتهي باحل�صول‬ ‫على مالذ يقيهم اللجوء واحلرمان‪.‬‬ ‫يف كل �صباح يحتاجون لفرتة من الزمن‬ ‫ليعودوا من �أحالمهم �إىل واقع مظلم مل يكن‬ ‫يوم ًا باحل�سبان ومل يكن فكرة �أو حتى كابو�س‬ ‫يف خاطر �أحدهم‪ ،‬مي�شون يف �شوارع مدينة‬ ‫لي�ست مدينتهم ويلقون التحية على �أنا�س ال‬ ‫يعرفونهم ‪,‬يعتمدون يف ت�أمني احتياجاتهم‬ ‫الأ�سا�سية على جمعيات خريية �أهلية وحكومية‬ ‫ودولية ‪,‬و�أي�ض ًا على بع�ض من �أهايل املدينة‬ ‫ل �أفئدتهم �إذ كانوا يوم ًا ما‬ ‫‪ ,‬ترى احلزن مي أ‬ ‫�سادة يف �أر�ضهم و �أ�صبحوا فيما بعد الجئني‬ ‫على �أر�ض �إخوة لهم يف الوطن ‪,‬خرجوا‬ ‫ال�ستعادة حقوقهم من م�ستبد �سرق كل �شيء‪,‬‬ ‫�سرق احلي وامليت و�سرق الأر�ض وا�ستبد فيها‬ ‫لع�شرات ال�سنني «نحنا هلأ عم ندفع عن‬ ‫خم�سني �سنة ‪..‬خم�سني �سنة من الذل والقهر‬ ‫فالزم يكون التمن غايل»‪.‬‬ ‫زيارة عائلية بكل ما حتمله الكلمة من معنى‬ ‫‪,‬من مودة وامتنان رمبا ل�شيء مل نفعله �أو‬ ‫ق�صرنا بحقهم عن �أدائه ‪....‬كانت زيارة يف‬ ‫ثورة مباركة جمعت القريب بالبعيد و�أي�ض ًا‬ ‫فرقت الأخ عن �أخيه ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫�أبو حممد وزوجته علمونا درو�سا يف ال�صرب‬ ‫والتفا�ؤل والثقة باهلل ‪,‬والأمل بالن�صر ‪,‬وب�أن‬ ‫الليل �سينجلي و�سينبثق فجر احلرية من جديد‬ ‫زارع ًا يف الأر�ض بذور عزة وكرامة‪....‬‬


‫‪17 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫رفع أسعار الدواء في سوريا‪ ..‬عقاب حكومي جديد‬ ‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫يف ظل الأزمة التي تعاين منها البالد ال �سيما‬ ‫على امل�ستوى الإن�ساين يف ظل تزايد �أعداد‬ ‫اجلرحى وامل�صابني خالل العمليات الع�سكرية‬ ‫اجلارية وعمليات الق�صف امل�ستمرة‪ ،‬جاء‬ ‫قرار احلكومة ال�سورية باملوافقة على رفع‬ ‫�أ�سعار ا�ﻷ دوية املحلية بن�سب تراوحت بني‬ ‫‪ %5‬و‪ ،%40‬ليزيد من �أزمة املواطن ال�سوري يف‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫القرار احلكومي عمل على تعديل �أ�سعار‬ ‫الأدوية املحلية وفق ًا ل�شرائح �سعرية‪ ،‬بحيث‬ ‫ترتفع �أ�سعار الأدوية بن�سبة ‪ 40‬يف املئة لتلك‬ ‫التي ي�صل �سعرها �إىل ‪ 50‬لرية �سورية وما‬ ‫دون‪ ،‬و‪ 25‬يف املئة ل�شريحة ‪ 100 - 51‬لرية‪،‬‬ ‫و‪ 10‬يف املئة ل�شريحة ‪ 300 - 101‬لرية‪ ،‬و‪ 5‬يف‬ ‫املئة ل�شريحة ‪ 500 - 301‬لرية‪ ،‬و�صفر يف املئة‬ ‫للأدوية التي يفوق �سعرها ‪ 500‬لرية �سورية‪.‬‬ ‫وجاء قرار احلكومة على نحو عاجل بعد‬ ‫اال�ستجابة ملطالب «املجل�س العلمي لل�صناعات‬ ‫الدوائية»‪ ،‬الذي كان ح ّذرها من مغبة عدم‬ ‫«تعديل الأ�سعار‪ ،‬وفق ًا لكلفة الإنتاج احلقيقية‬ ‫و�سعر ال�صرف احلقيقي»‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن ذلك‬ ‫ينطوي على خطر توقف الإنتاج‪ ،‬و�أنه �سي�ؤدي‬ ‫�إىل «فو�ضى عارمة يف ال�سوق الدوائية»‪ .‬القرار‬ ‫�صدر‪ ،‬لكن بتعديل �سعري يقل بنحو ‪ 50‬يف‬ ‫املئة عن ذاك الذي تطلع �إليه املجل�س‪ ،‬خا�صة‬

‫يف ظل اعتبارات لها وجاهتها من وجهة نظر‬ ‫�أ�صحاب معامل الأدوية يف �سوريا‪ ،‬يف ظل‬ ‫ظروف احلرب التي تعي�شها البالد وارتفاع‬ ‫تكاليف الإنتاج‪ ،‬ب�سبب �صعوبة احل�صول‬ ‫على املواد الأولية وارتفاع �أ�سعارها وارتفاع‬ ‫�سعر �صرف الدوالر‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل خماطر‬ ‫نقل املنتجات الدوائية وت�سويقها وتوزيعها‪،‬‬ ‫واملخاطر التي يتعر�ض لها العاملون والعجز‬ ‫عن الو�صول �إىل مكان العمل‪.‬‬ ‫املواطنون ال�سوريون �شعروا ب�آثار اخلطوة‬ ‫احلكومية التي كانت تدر�س مع �أ�صحاب‬ ‫املعامل وامل�ستودعات وال�صيدليات من دون‬ ‫مراعاة املواطن ال�سوري الذي يعاين �أ�ص ًال من‬ ‫�أزمات معي�شية ال تقل �أهمية كالغاز والكهرباء‬ ‫واملاء واملوا�صالت والتدفئة‪ .‬حيث امتنعت‬ ‫معظم ال�صيدليات خالل الأ�سبوع الأول من‬ ‫�شهر �شباط عن بيع الأدوية بحجة فقدانها‬ ‫من ال�سوق بانتظار قرار التعديل الذي �سالت‬ ‫له �شهية معامل الدواء وحلقات بيعه وتوزيعه‬ ‫يف �سوريا‪ .‬وا�ضطر كثري من ال�سوريني �إىل‬ ‫طلب �أنواع معينة من الدواء من �أ�سواق دول‬ ‫اجلوار ب�سبب النق�ص احلاد يف هذه الأدوية‪،‬‬ ‫وا�ضطرار املر�ضى �إليها‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد معامل الأدوية املحلية يف �سورية‬ ‫نحو ‪ 74‬معم ًال‪ ،‬ويرتكز نحو ‪ 90‬يف املئة منها‬ ‫يف حم�ص وحلب وريف دم�شق‪ ،‬وهي مناطق‬ ‫ا�شتباكات عنيفة وتكاد تكون خارجة عن نطاق‬

‫�سيطرة الدولة‪ ،‬وكان وزير ال�صحة ال�سوري‬ ‫�سعد النايف �أكد �إقفال ‪ 6‬معامل دوائية نهائي ًا‬ ‫نتيجة تدمريها‪ ،‬فيما تعمل باقي املعامل‬ ‫الوطنية الـ‪ 68‬بنحو ‪%50‬من طاقتها‪ .‬وكانت‬ ‫�سوريا تنتج نحو ‪ 90‬باملئة من احتياجاتها من‬ ‫الدواء حملي ًا قبل الثورة ال�سورية‪.‬‬ ‫ويروي لنا �أحد مدراء املعامل يف �سوريا‪،‬‬ ‫واململوك لأحد كبار املتنفذين يف احلكومة‬ ‫ال�سورية احلالية‪ ،‬وهو من مدينة حلب‪� ،‬أن‬ ‫�صاحب املعمل قرر منح اجلي�ش احلر م�شفى‬ ‫ميداني ًا ميتلكه يف �أحد الأحياء ال�شعبية‬ ‫التي ي�سيطر عليها داخل حلب‪ ،‬مقابل ت�أمني‬ ‫ا�ستمرار عمل معمله يف منطقة �أخرى يف ريف‬ ‫حلب‪ ،‬وحرا�سته من قبله‪ ،‬بل �إن �صاحب معمل‬ ‫الأدوية بات يباهي ب�أن �إنتاجه ت�ضاعف يف ظل‬ ‫الأزمة احلالية وارتفاع الأ�سعار ونق�ص املواد‬ ‫الطبية‪ ،‬و�أنه يقوم بت�شغيل معمله على مدار‬ ‫ال�ساعة ويجرب عماله على النوم يف معمله مع‬ ‫�أ�سرهم بعد ت�أمني منازل قريبة لهم‪ ،‬ما حول‬ ‫�صناعة الأدوية �إىل واحدة من �أكرث ال�صناعات‬ ‫در ًا لل�سيولة املادية مع تواط ؤ� احلكومة الأخري‬ ‫ور�ضوخها لأ�صحاب املعامل وامل�ستودعات‬ ‫الطبية ورفعها لأ�سعار الدواء كنوع من العقاب‬ ‫اجلديد ملن جرح او كان لديه جريح وال يجد‬ ‫من يداويه �أ�ص ًال‪ ،‬او كان مري�ض ًا وبحاجة �إىل‬ ‫�أنواع معينة من الدواء ما كان من ال�سهولة‬ ‫احل�صول عليها يف ال�سابق‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 18‬‬

‫في عيد األم‪ ،‬وجهان يبكيان والدتهما الشهيدة‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫«ع�شتي من�شان نكون مب�سوطني ومرتاحني‬ ‫ورافعني را�سنا‪ ،‬ب�س انتي رفعتي را�سنا‬ ‫بحياتك وبا�ست�شهادك‪ ،‬انتي موجودة وانتي‬ ‫غايبة رفعنا را�سنا فيكي» تكتب نور كيخيا‬ ‫هذه الر�سالة يف عيد الأم الفائت‪ ،‬وتتمنى‬ ‫�أن جتد طريق ًة ت�ستطيع بها �إي�صال الر�سالة‬ ‫ل ِّأمها‪.‬‬ ‫حتاول نور كيخيا �أن تبتلع دموعها لتحكي لنا‬ ‫أ�سابيع من عيد‬ ‫عن � ِّأمها التي فقدتها قبل � ٍ‬ ‫الق�صة‪ ،‬هل‬ ‫الأم‪ ،‬حتاول تذ ُّكر ر�ؤو�س خيوط َّ‬ ‫تبد�أ باالنفجار؟ �أم تبد�أ ب�سبب قدوم � ِّأمها‬

‫�صورة املنزل املهدم الذي اختار الأم‪ ،‬وترك ابنتها‬

‫حللب؟ بل َمّربا تبدا ب�إخبارنا عن ر َدّة فعل‬ ‫ابيها حني حاولت بناته التخفيف من وقع‬ ‫ق�ص ٍة عن حزن‬ ‫اخلرب عليه‪� ،‬أو حتاول �سرد َّ‬ ‫العائالت التي كانت �أ ُّمها تنقل املواد الإغاث َّية‬ ‫�إليهم‪.‬‬ ‫املقدّمة التي �ستبد أ� فيها نور �سرد‬ ‫مهما كانت ِ‬ ‫الق�صة‪ ،‬ف� َّإن ذلك لن يجعل املو�ضوع �أ�سهل‬ ‫َّ‬ ‫عليها‪ ،‬لذلك بد�أت بال�سرد كما بد�أت احلادثة‪،‬‬ ‫قبل �أربعة ا َّي ٍام من ذلك اليوم البارد‪:‬‬ ‫نحن �أ�صلنا من الالذق َّية ‪-‬تبد�أ نور �سرد‬ ‫وقت‬ ‫ق�صتها بحرقة‪ -‬لك َّننا نعي�ش يف حلب من ٍ‬ ‫َّ‬ ‫طويل‪ ،‬وعندنا بيتٌ فيها‪ ،‬ا�ضط َّرت عائلتي �إىل‬ ‫تركه حني بد أ� الق�صف على حلب‪ ،‬علم ًا � َّأن‬

‫منزل امل�صيف يف الالذق َّية قد ُق ِ�صف و ُن ِهب‬ ‫من ِق َب ِل النظام‪ ،‬وبعد فرتة علمت � ِّأمي ب�أنَّ‬ ‫�إحدى كتائب اجلي�ش احلر يف حلب قد ا�ستولت‬ ‫على بيتنا و�أحالته مدر�س ًة �شرع َّية‪ ،‬فعزمت‬ ‫امي الذهاب �إىل حلب ال�سرتداد البيت �أو على‬ ‫الهامة فيه‪.‬‬ ‫الأقل الأغرا�ض َّ‬ ‫حاولنا منعها من الذهاب �إىل حلب ب�سبب‬ ‫خطورة الو�ضع هناك‪َ � ،‬اّإل � َّأن �أمي قد ح�سمت‬ ‫�أمرها‪ ،‬وغادرت الالذق َّية لتقيم يف بيت �أختي‬ ‫لتحدّثني عن‬ ‫يف حلب‪ ،‬ا َتّ�صلت بي من حلب ِ‬ ‫�أو�ضاع النا�س ومعاناتهم‪ ،‬كانت ت�شعر بالقهر‬ ‫ملا ر�أته هناك‪� ،‬أذكر �أ َّنها قالت ب� َّأن النظام‬ ‫يج ِّوع النا�س لي�ضغط عليهم‪ ،‬كانت تلك املكاملة‬


‫‪19 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫�صاروخ �أ�صاب البناء‪ ،‬ف�شعر ببع�ض‬ ‫بعد �أربعة ا َّي ٍام من �سفرها �إىل حلب‪ ،‬وقبل ربع توفيت �إثر‬ ‫ٍ‬ ‫�ساع ٍة فقط من‪ ...‬تعجز نورعن متابعة الكالم‪ .‬االرتياح و�أخربنا‪ :‬طيب قولويل من الأول �أنو‬ ‫ق�صف‪ ،‬يعني احلمدهلل مرتي �شهيدة‪.‬‬ ‫ريان �شقيقة نور‪ ،‬كانت يف الالذق َّية يف ذلك‬ ‫امت�صت بع�ض ًا من‬ ‫الوقت‪ ،‬ات�صلت بها نور و�أخربتها �أ َّنها ملحت تتابع نور احلديث بعد �أن َّ‬ ‫على االنرتنت خرب ق�صف بنا ٍء يف املنطقة التي م�شاعرها‪ :‬عند ت�شييعها كان الأمن ميلئ‬ ‫احلارة ب�أكملها‪ ،‬و�أحاط رجال االمن بالت�شييع‬ ‫تقيم فيها �أ ُّمهم‪:‬‬ ‫وهدّدونا �إذا كتبنا‬ ‫املقربة‪،‬‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫و�صوله‬ ‫حتى‬ ‫َ‬ ‫بعد �أن هاتفتني نور لتعلمني حول اخلرب على كلمة «�شهيدة» على �شاهدة القرب ب�أن يك�سروا‬ ‫االنرتنت‪ ،‬ات�صلت بي �أختي الكربى التي تقيم القرب ويعتقلوا �شباب العائلة‪ ،‬لكن تهديدهم مل‬ ‫مع � ِّأمي وهي تبكي‪ ،‬للوهلة الأوىل اعتقدت ب� َّأن مينع رجال احلراة من التكبري‪ ،‬ومل مينع ن�ساء‬ ‫�أمي قد �أ�صيبت ب�سبب الق�صف‪ ،‬مل �أ�صدق احلي من الـ»زلغطة» فرح ًا بـ»ز َّفة» ال�شهيدة‪.‬‬ ‫اختي عندما �أخربتني ب�أ َّننا قد فقدنا والدتنا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جدا ب� ِّأمي حني كانت ح َّية‪ ،‬لك َّننا‬ ‫تو�سلت �إليها ان تفح�صها جمدد ًا لع َّلها ال تزال كنا فخورين َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ح َّية‪ ،‬لكنها �أخربتني ب�أنها ماتت‪ ،‬مل �أ�صدقها! اكت�شفنا بعد ا�ست�شهادها الكثري من �أعمالها‬ ‫اخلية التي كانت تخفيها مما زاد فخرنا بها‪،‬‬ ‫مل نعرف كيف �سنخرب �أبي بذلك‪ ،‬قالت له‬ ‫ِرّ‬ ‫عائالت كبرية وتنقل لهم الإغاثات‬ ‫حادث على كانت تعيل‬ ‫ٍ‬ ‫�إحدى �أخواتي ب� َّأن � ِّأمي ا�صيبت �إثر ٍ‬ ‫الطريق وقت نخ�سرها‪ ،‬حني و�صلت �إىل املنزل من دون علمنا‪ ،‬وبعد غيابها عنهم لأ�سبوعني‪،‬‬ ‫كان والدي يبكي بحرق ٍة �شديدة‪ ،‬فيما كنت التقوا ب�أختي بال�صدف ًة بال�شارع و�س�ألوها عن‬ ‫لكن � ِّأمي‪ ،‬حني علموا با�ست�شهادها �أخذوا بالبكاء‬ ‫أ�صدّق ما حدث‪َّ ،‬‬ ‫م�صدوم ًة وال زلت ال � ِ‬ ‫والدي ‪�-‬أكرب �إن�سان و�أعظم مكافح بنظري‪ -‬يف منت�صف ال�شارع و�أمام ِّ‬ ‫كل النا�س‪.‬‬ ‫انهار باكي ًا وهو ي�صيح‪ :‬يا اهلل يا اهلل يا اهلل! ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬هناك العديد من العائالت‬ ‫والأ�شخا�ص الذين يزوروننا كل فرتة ويخربوننا‬ ‫بعد �أن هد أ� والدي قلي ًال‪� ،‬أخربناه ب� َّأن امي‬

‫بق�ص�ص عن � ِّأمي‬ ‫مب�ساعدة ِّامنا لهم‪ ،‬يخربونا‬ ‫ٍ‬ ‫مل نعرفها من قبل‪ ،‬لهذا ال�سبب يحرقني قلبي‪،‬‬ ‫ف�أمي التي كانت تر ِدّد َّ‬ ‫كل يوم «يا رب الن�صر»‬ ‫ا�ست�شهدت قبل �أن ترى الن�صر بعينيها‪.‬‬ ‫تكمل ريان حديث �أختها‪ ،‬تتذ َكر دور � ِّأمها يف‬ ‫الثورة‪ ،‬تلك االم التي عملت ب�صمت وماتت‬ ‫ب�صمت‪ ،‬لي�ستم َّر �إح�سانها بعد ا�ست�شهادها‪:‬‬ ‫� ِّأمي باعت جزء ًا من ذهبها‪ ،‬وحني ق�صفت‬ ‫حم�ص وانقطع الدواء عنها‪ ،‬ذهبنا �إىل هناك‬ ‫مل�ساعدة النا�س‪� ،‬أتذكر يف �إحدى امل َّرات كنا‬ ‫ن�شرتي احلليب للنازحني واملت�ضررين‪ ،‬لكن‬ ‫ال�صيديل كان جبان ًا ومل يعطنا الكم َّية التي‬ ‫طلبناها‪ ،‬فاقرتبت � ِّأمي منه و�أخربته بكل‬ ‫جر�أة‪ :‬هدول لعامل فقرا مو لإلنا!‪.‬‬ ‫�أمي‪� ،‬أ�شواقنا كهديل ال�صباح تقف عند طلوع‬ ‫ال�شم�س على حبل غ�سيلك الذي يع�شق طهر‬ ‫يديك‪ ،‬تناجي روحك وتنبعث يف ِّ‬ ‫كل �شهقة‬ ‫حزن نب�ض ٌة تعيدك بيننا ومتحي واقع الغياب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫لي�ضمد جرح‬ ‫ترى كم من الدمع �سيكفي‬ ‫ِّ‬ ‫الفقد؟ يا �أجمل �شهيد ٍة و�أعظم �أم‪ ،‬يا عرو�س‬ ‫اخللود‪ ،‬لروحك �سالم كعطائك‪ ،‬ولوجهك‬ ‫�سال ٌم برائحة اجل َّنة وبلون الفردو�س‪ ،‬تنهي‬ ‫بيان حديثها وهي ت�صارع الدموع‪.‬‬ ‫وجهان يبكيان‬ ‫يبكيان‬ ‫لأجل من ت�شردوا‬ ‫لأجل �أطفال بال منازل‬ ‫لأجل من دافع و �أ�ست�شهد يف املداخل‬ ‫و �أ�ست�شهد ال�سالم يف وطن ال�سالم‬ ‫و �سقط العدل على املداخل‪...‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 20‬‬

‫«دوبارة» موقع سوري بروح الشباب‬ ‫لتوفير فرص عمل للسوريني‬ ‫خا�ص ‪ /‬ابراهيم منافيخي‬ ‫مئات االالف من املوارد الب�شرية ال�سورية‬ ‫م�سجونة يف خميمات اللجوء تنتظر معونات‬ ‫ت�أتي من هنا وهناك‪ ,‬جائت الفكرة من وحي‬ ‫الأحداث ال�سورية التي خلفت ورائها اليد‬ ‫العاملة ال�سورية املرتاكمة يف بالد املهجر‬ ‫الذين �أرغموا على النزوح من �أوطانهم‪.‬‬ ‫«دوبارة» هي كلمة يف اللهجة ال�سورية تعني‬ ‫�شخ�ص �أن‬ ‫«احلل»‪ ،‬وتقال عندما يريد‬ ‫ٌ‬ ‫ي�ساعد ا ّالخر ب�شهامة‪ ,‬وهي �أي�ض ًا م�شروع‬ ‫ان�ساين وجماين بامتياز انطلق منذ‬ ‫�أربعة �أ�شهر‪ ،‬يقوم بت�أمني فر�ص‬ ‫العمل لل�سوريني من خالل‬ ‫ربط املوارد الب�شرية‬ ‫ال�سورية مع ال�شركات‬ ‫وامل�صانع واملحال التجارية‪,‬‬ ‫حيث يقوم بتعريف ال�سوريني‬ ‫على �أقرب فر�صة عمل �أو ا�ستثمار يف‬ ‫البلد الذي يقيمون به‪ ,‬فهو م�شروع ان�ساين‬ ‫يقول العاملني فيه �أنه يبتعد عن جميع الأطر‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬وال ينتمي لأي حزب �أو اجتاه‪،‬‬ ‫مهمتهم م�ساعدة ال�سوري مهما كان توجهه‪.‬‬ ‫أ� ّما عن عدد امل�شرتكني يف املوقع �إىل هذا‬ ‫الوقت فقد جتاوز عددهم لأكرث من ‪ 10‬االف‬ ‫م�شرتك‪ ,‬نال �أكرث من �ألف �شخ�ص منهم‬ ‫بفر�ص وظيفية‪ ,‬و�أ�شار �أحد �أع�ضاء الفريق‬ ‫�أنهم يعجزون عن معرفة جناح الفر�ص‬ ‫اال�ستثمارية‪ ,‬كونها تبقى عالقة بني امل�ستثمر‬ ‫و�صاحب امل�شروع‪ ,‬ولكنهم قد جنحوا �إىل‬ ‫االن بربط ممول مع �صاحب م�شروع يف دولة‬ ‫االمارات‪.‬‬ ‫�أحمد �أدلبي ويو�سف �شقم‪� ,‬صديقني التقيا‬ ‫على �أفكار ومبادئ ان�سانية ليجتمعا على‬ ‫فكرة امل�شروع‪ ,‬كانا نواة امل�ؤ�س�سة التي تو�سعت‬ ‫فيما بعد لت�شمل �أكرث من ‪� 36‬سوري ًا يعملون‬ ‫بامل�شروع من داخل وخارج الأرا�ضي ال�سورية‪،‬‬

‫مل جتمعهم مذاهبهم �أو اعتقاداتهم‪ ,‬بل‬ ‫جمعهم حب الوطن‪.‬‬ ‫�أ�شار �أحد �أع�ضاء الفريق �أن زمالئه يف‬ ‫العمل ينتمون ملختلف التيارات واالجتاهات‬ ‫ال�سيا�سية‪ ,‬و�أنهم م�ستعدون ل�ضم �أي �شخ�ص‬ ‫كان ماعدا امل�ؤيدين للنظام»‬ ‫يتعر�ض املوقع يومي ًا لأكرث من ‪ 150‬حماولة‬

‫اخرتاق‪ ,‬ال يعرفون من وراء تلك الهجمات وال‬ ‫ال�سبب منها كونه موقع ان�ساين بحت‪ ,‬ولكنهم‬ ‫يت�صدون لهذه الهجمات‪ ,‬وينفقون الكثري على‬ ‫�أمان املوقع واحلفاظ على �سرية املعلومات‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫مل يقت�صر عمل الفريق على ت�أمني فر�ص العمل‬ ‫وح�سب‪ ,‬بل يقوم �أي�ض ًا مب�ساعدة ال�سوريني يف‬ ‫املهجر على اختيار مكان �إقامتهم عن طريق‬ ‫باب «دليل الغربتلي»‪ ،‬الذي و�ضعه جمموعة‬ ‫من ال�شباب ال�سوري املقيمني باخلارج منذ‬ ‫فرتة‪ ,‬وهو عبارة عن جمموعة من املعلمومات‬ ‫العامة عن البلد وطريقة احلياة فيه‪.‬‬

‫كما قاموا بفتح ق�سم لفر�ص اال�ستثمارات‬ ‫امل�شرتكة بني ال�سوريني يف خمتلف بلدان‬ ‫العامل‪ ,‬حيث جتمع بني �صاحب الفكرة واملمول‪,‬‬ ‫وتقوم بت�أمني �شركاء يف خمتلف امل�شاريع‬ ‫واال�ستمارات‪ ,‬وت�ساعد املتقدمني بالت�سجيل‬ ‫على املوقع بكتابة ال�سرية الذاتية اخلا�صة بهم‬ ‫عن طريق تقدمي بع�ض الن�صائح‪.‬‬


21 issue 54 / apr. 11th


‫‪issue 54 / apr. 11th 22‬‬

‫الجئات سوريات تخلني عن‬ ‫احلياة مقابل عشاء عائالتهن‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬حمزة خ�ضر‬

‫وقال املم ِّثل املحلي ل�صندوق الأمم املتحدة‬ ‫للطفولة (اليوني�سيف) دومينيك هايدي � َّأن‬ ‫ال�صندوق يدرك م�شكلة تزويج القا�صرات‬ ‫ال�سوريات يف الأردن‪ ،‬وا�ضاف‪�« :‬إ َّننا قلقون‬ ‫ب�ش�أن الزواج املبكر الذى ي�ستخدم ك�آلية‬ ‫للت�أقلم مع الأو�ضاع»‪.‬‬

‫ازدادت حاالت نزوح العوائل ال�سورية ب�سبب‬ ‫قمع النظام ال�سوري للثورة طيلة العامني‪،‬‬ ‫وتعدّتها‬ ‫جل�أت فيها العائالت للأردن وترك ّيا َ‬ ‫مل�صر و ليبيا‪ ،‬فظهرت ‪-‬عند بداية ا�ستقرار‬ ‫النازحني يف تلك البلدان‪ -‬حاالتٌ فرد َّية‬ ‫للزواج من ال�سور َّيات يف املخ َّيمات‪ ،‬ولكن‬ ‫يف الآون ِة الأخرية‪ ،‬حت َّول املو�ضوع لي�صبح وال يقت�صر املو�ضوع فقط على اململكة الأردنية‬ ‫خا�ص ًة يف الأردن الها�شم َّية وخميم الزعرتي‪ ،‬بل َّمت ر�صد حاالت‬ ‫ا�ستغال ًال وظاهر ًة منت�شر ًة‪َّ ،‬‬ ‫وم�صر‪.‬‬ ‫زواج الجئات �سوريات يف جمهورية م�صر‬ ‫العربية �أي�ض ًا‪ ،‬حيث جتاوز عدد احلاالت التي‬ ‫�إذ ك�شف تقرير لإذاعة �صوت هولندا عن مت ت�سجيلها ‪� 12‬ألف حالة زواج خالل ثالثة‬ ‫انت�شار ظاهرة الزواج من الجئات �سوريات �أ�شهر فقط‪ ،‬وذلك ح�سب تقرير ب َّثته قناة‬ ‫قا�صرات نزحن ب�سبب اال�ضطرابات التي التحرير امل�صرية‪.‬‬ ‫أهلهن يردنَ ال�سرت‪،‬‬ ‫جتتاح �سوريا‪ ،‬بحجة � َّأن � َّ‬ ‫و�أ�شار تقرير �آخر �إىل تزايد عدد طلبات مما ا�ضط َّر املجل�س القومي للمر�أة يف م�صر‬ ‫الزواج التي تقدم بها �سعوديون لل�سفارة لإر�سال خطابني �إىل وزير الداخلية اللواء‬ ‫ال�سعود َّية يف الأردن للموافقة على الزواج من حممد �إبراهيم ووزير العدل امل�ست�شار �أحمد‬ ‫ِّ‬ ‫�سوريات نازحات �إىل الأردن‪.‬‬ ‫مكي‪ ،‬طلب املجل�س من خالله م�ساندة‬ ‫الوزارتني لوقف زواج امل�صريات بال�سور َّيات‬ ‫و ذكر م�صدر حكومي �أردين َّ‬ ‫مطلع لـ»العرب ‹ا�ستغال ًال‬ ‫لظروفهن املعي�ش َّية ال�سيئة› وفق ًا ملا‬ ‫َّ‬ ‫اليوم» � َّأن عدد املتزوجني من �سوريات بلغ ‪ 890‬ذكرت وكالة �أنباء ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫زواج ملختلف اجلن�سيات العربية‪ ،‬واملعلومة‬ ‫مو َّثقة �ضمن عقود بني الزوجني‪ ،‬كما َّمت �ضبط وعلى الرغم من ت�أكيد املجل�س القومى للمر�أة‬ ‫عدد من العاملني بتنظيم عقود زواج غري على �ضرورة احرتام ال�سور َّيات وعدم ا�ستغالل‬ ‫قانونية و ن�ص ترويجي “للزواج ال�سري” ِّعلق ظروفهم بعر�ضهم للزواج‪ ،‬انت�شرت على موقع‬ ‫على جدران الطرقات والأعمدة بعد �أ َّي ٍام قليلة التوا�صل االجتماعى «في�س بوك» �صو ٌر لإعالن‬ ‫من و�صول الالجئات ال�سور َّيات �إىل حمافظات ل�شركة تدعى «الب�سمة» ‪-‬مقرها بدمنهور‪-‬‬ ‫الأردن ال�شمال َّية كما جاء يف ملحق ‹ال�سفري كتب فيه �أنهم يوفرون الآن�سات والأرامل‬ ‫العربي› جريدة ‹ال�سفري› اللبنانية‪.‬‬ ‫وخ�ص�صت ت�صنيف ًا لل�سوريات‬ ‫واملط َّلقات‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫النازحني �إىل م�صر‪.‬‬ ‫وتبد أ� تكاليف الزواج من مئة دينار (‪140‬‬ ‫دوالر) وال تتجاوز اخلم�سمئة دينار (‪ 703‬وازداد طلب ال�شباب امل�صري على الزواج من‬ ‫دوالر)‪ ،‬يف حيت يبلغ متو�سط تكاليف الزواج الجئات �سور َّيات ب�سبب تدين تكاليف الزواج‬ ‫يف الأردن خم�سة ع�شر �ألف دينار (‪ 21‬الف فيها �أي�ض ًا‪� ،‬إذ � َّأن املهر ال يزيد عن ‪ 500‬جنيه‬ ‫دوالر)‪.‬‬ ‫م�صري (‪ 75‬دوالر)‪ ،‬والذي يتعرب �سعر ًا‬

‫زهيد ًا للح�صول على «احلور َّيات ال�سوريات»‬ ‫كما ي�سموهم‪ ،‬وانت�شرت هذه احلاالت يف مدن‬ ‫‪� 6‬أكتوبر و القاهرة اجلديدة و العا�شر من‬ ‫رم�ضان و حمافظات اال�سكندرية و الدقهلية‬ ‫و الغربية و قنا‪.‬‬ ‫� َّإن تدهور �أمور الالجئات‬ ‫ال�سوريات يف م�صر و‬ ‫ِيّ‬ ‫تدن املهور ي�ص ِّنف املوقف‬ ‫يف و�ضع ِجّ‬ ‫االتار بالب�شر‪،‬‬ ‫ولكن ال�سلطات ال ت�ستطيع‬ ‫التدخل � َاّإل يف حالة التق ُدّم‬ ‫ب�شكوى من الزوجة �أو �أهلها‪.‬‬ ‫وحول اجلانب ال�شرعي لهذا‬ ‫الزواج قال عميد كلية ال�شريعة‬ ‫جامعة الإمام حممد بن �سعود‬ ‫�سابق ًا الدكتور �سعود الفني�سان‪:‬‬ ‫هذا الزواج جائز �شرع ًا �إذا‬ ‫تو َّفرت فيه �شروط القبول بني‬ ‫الطرفني واملهر‪ ،‬ووجود الويل‪،‬‬ ‫الفت ًا �إىل �أ َّنه �إذا كان زواج «بن ّية»‬ ‫الطالق �أو م�ؤقت فيعترب «زواج‬ ‫متعة»‪ ،‬وهو باطل ويف حكم الزنا‪،‬‬ ‫ورف�ض �أن يكون الزواج من الفتيات‬ ‫والثكاىل ال�سوريات رغب ًة يف ق�ضاء‬ ‫�شهو ٍة �أو متع ٍة زائلة‪ ،‬وتكون �آثاره �سلبية‬ ‫على الفتاة امل�سكينة‪ ،‬فيهجرها وحيد ًة‬ ‫يف املخ َّيم‪ ،‬ويهدر حقوقها‪.‬‬ ‫وقال الفني�سان‪� :‬أعتقد � َّأن هذا الزواج‬ ‫زائ ٌل‪ ،‬أل َّنه يفتقد دعائم احلياة الزوجية‬ ‫التي دعا �إليها الدين احلنيف من ال�سكينة‬ ‫واملودة والرحمة بني الزوجني‪ِّ ،‬‬ ‫مو�ضح ًا‬ ‫عدم جواز الزواج من الفتاة النخفا�ض‬ ‫مهرها‪َ � ،‬اّإل �إذا كان الرجل عاجز ًا عن دفع‬ ‫املهر الباهظ التكاليف‪ ،‬وينوي اال�ستمرار يف‬


‫‪23 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫هذا الزواج‪.‬‬ ‫ودعا الفن�سيان الراغبني يف الزواج من‬ ‫ه�ؤالء املقهورات �إىل مراعاة اجلانب‬ ‫إليهن باملال‪،‬‬ ‫الإن�ساين والإح�سان � َّ‬ ‫والتخفيف من معاناتهن النف�سية‪،‬‬ ‫و�أ َّكد � َّأن الرجل م�أجو ٌر على هذا‬ ‫الزواج �إذا ابتغى ر�ضا اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫م�شدّد ًا على‬ ‫و�سرت فتا ًة م�سلمة‪ِ ،‬‬ ‫�ضرورة توثيق عقد الزواج‪� ،‬ضمان ًا‬ ‫حلقوق الطرفني‪ ،‬وطالب الزوج‬ ‫بالعدل بني زوجتيه حتى ت�ستقر‬ ‫احلياة الزوجية‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 24‬‬

‫االشاعات‪ ..‬فسحة أمل وكثير من الظلم‬ ‫خا�ص ‪ /‬الريا�ض ‪ -‬يا�سمني احلوراين‬ ‫يف ‪2011/4/27‬م لأزال �أذكر تلك الليلة جيدا‬ ‫فقد كنا جنل�س يف املنزل حول �شمعة ا�شعلناها‬ ‫بعد �أن قطعوا عنا الكهرباء ودموعنا قد غطت‬ ‫وجوهنا نرجتف خوفا و رعب ‪ ,‬و �أ�صوات‬ ‫الر�صا�ص و االنفجارات ملأت الأجواء ‪ ,‬و‬ ‫رائحة الدواليب املحروقة كانت تكاد تتطفئ‬ ‫اخر ما يف �صدورنا من حياة ‪ ,‬وفج�أة بد�أت‬ ‫�أ�صوات الزغاريد وال�صراخ يف كل مكان‬ ‫خرجنا لرنى ما ذا حدث ليقول لنا �شباب‬ ‫احلارة ال�ساهرين ان ال�شباب يف درعا البلد‬ ‫قد القى القب�ض على ماهر اال�سد و ر�ستم‬ ‫غزايل و�سيفاو�ض عليهما للخروج من درعا‬ ‫وفك احل�صار ‪ ,‬يا �ألهي كم هي �سعادتنا يف‬ ‫تلك اللحظة رغم ا�شتداد �أ�صوات االنفجارات‬ ‫والر�صا�ص ورغم �سماعنا لأ�صوات الطيارات‬ ‫فوق درعا �إال �أننا ن�سينا كل ما كان بنا وملأتنا‬ ‫ال�سعادة والفرح فقد �شعرنا بالن�صر القريب‬ ‫لنعلم الحقا �أنها جمرد �أ�شاعة ‪.‬‬ ‫الإ�شاعات هي التي تنقل عن طريق الأفراد‬ ‫وال�صحف واملجالت والإذاعة والتلفزيون �أو‬ ‫�أجهزة الإعالم الأخرى قد تكون �سليمة حتمل‬ ‫�آما ًال طيبة للم�ستقبل وقد تكون مدمرة حتمل‬ ‫الكراهية م�ستخدمة يف ذلك �أن�سب الظروف‬ ‫لظهورها م�ستهدفة �شيئ ًا معنوي ًا �أطلق عليه‬ ‫احلرب املعنوية �أو احلرب النف�سية‬ ‫وللإ�شاعة ب�شكل عام تعريفات عديدة ولعل‬ ‫�أ�شهرها تعريف�أ لبورت وبو�ستمان فنجد‬ ‫�أولبورت يعرفها كالآتي‪( :‬كل ق�ضية �أو عبارة‬ ‫�أو مو�ضوعية مقدمة للت�صديق تتناقل من‬ ‫�شخ�ص �إىل �شخ�ص عادة بالكلمة املنطوقة‪.‬‬ ‫وتعترب الإ�شاعة من �أخطر و�أفتك �أ�ساليب‬ ‫احلرب النف�سية والإعالمية التي يقوم بها‬ ‫النظام عن طريق اجهزة ا�ستخباراته‬ ‫و�إعالمه اخلا�ص وكل ا�شاعة يطلقها النظام‬ ‫تكون مدرو�سة من كل النواحي ولها غر�ض‬ ‫معني وت�ؤثر ب�شكل مبا�شر او غري مبا�شر‬ ‫على �سري الثورة ال�سورية ‪ ,‬تنوعت ال�شائعات‬ ‫ب�آثارها االيجابية وال�سلبية ح�سب م�صدرها ‪.‬‬ ‫وتتجلى �أهداف ال�شائعات بت�أثري على‬ ‫معنويات العدو وتفتيت قواه العامة للو�صول به‬ ‫�إىل الإرهاب النف�سي‪ .‬٭ ا�ستخدمها للتمويه‬ ‫والتعمية ك�ستار من الدخان لإخفاء حقيقة‬ ‫ما‪ .‬٭ترويج �أنباء كاذبة و�أخبار م�شكوك‬

‫يف �صحتها لأجل �إ�ضعاف الروح‬ ‫املعنوية‪ .‬٭ا�ستخدام الأ�ساليب‬ ‫احلديثة لعلم النف�س التي تخدم‬ ‫الإ�شاعة للت�أثري على نف�سيات‬ ‫ومعنويات و�إيرادات العدو‪ .‬٭ تدمري‬ ‫و�إنهاك وحتطيم معنويات اجلبهتني‬ ‫الع�سكرية واملدنية‪.‬‬ ‫ف�إ�شاعة مثل ا�شاعه مقتل ب�شار اال�سد والتي‬ ‫يتم تداولها كثري يف مثل هذا الوقت كان لها‬ ‫�آثار �إيجابية و�سلبية بنف�س الوقت ‪,‬فقد ر�أينا‬ ‫ان معنويات معظم امل�ؤيدين قد انهارت و‬ ‫ف�أ�صبحوا يعلنون على �صفحاتهم موته ويعزون‬ ‫فيه ‪.‬وكثري منهم ما يزال ينتظر ان يخرج‬ ‫ب�شار اال�سد لينفي هذه الإ�شاعة وكلما ت�أخر‬ ‫ظهروه جعل من ه�ؤالء يفقدون االمل ‪,‬وهذه‬ ‫من الإيجابيات هذه اال�شاعة ‪� .‬أما �سلبيتها‬ ‫و�ضررها الكبري �سيكون حتما عندما يظهر‬ ‫ب�شار اال�سد للملأ وينفي ما تداوله الثوار عن‬ ‫مقتله وبهذا يفقدون م�صداقيتهم‬ ‫ومن الإ�شاعات التي مل ميل النا�س منها ومن‬ ‫ت�صديقها هي �إ�شاعة ان�شقاق فاروق ال�شرع يف‬


‫‪25 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫كل‬ ‫فرتة‬ ‫متتلئ �صفحات‬ ‫التوا�صل االجتماعي بخرب‬ ‫ان�شقاقه البع�ض يقول �أنه و�صل �إىل االردن‬ ‫والبع�ض االخر كان يقول ب�أنه خمتبئ يف �إحدى‬ ‫قرى حوران لن�سمع مرة �آخرى ب�أنه متجه‬ ‫�إىل تركيا ‪ ,‬وكرثت اال�شاعات ب�أنه معتقل يف‬ ‫�إحدى �سجون النظام ليعود بعدها ويطل على‬ ‫�شا�شات االعالم ال�سوري �أما ي�ستقبل وفد ما‬ ‫�أو يجل�س على طاولة الوزراء‪.‬‬ ‫�أما اال�شاعات التي تخ�ص املعار�ضة فهي‬ ‫كثرية جدا منها �أننا نرى كل يوم ت�شكيله‬ ‫جديدة للحكومة االنتقالية وكل يوم تظهر لنا‬ ‫ا�سماء جديدة ويعود االئتالف ليفيها جملة‬ ‫وتف�صيال‪.‬‬ ‫ومن �أ�شهر اال�شاعات التي مت اطالقها يف‬ ‫الثورة ال�سورية عدا مقتل ب�شار زواج املناكحة‬ ‫‪,‬اال�شاعات التي يطلقها النظام حول التيار‬ ‫اال�سالمي و جبهة الن�صرة ب�شكل دائم‬ ‫‪,‬والإ�شاعات التي تدور حول ان�شقاق بثية‬ ‫�شعبان وجهاد مقد�سي وغريهم من م�سئولني‬ ‫يف النظام‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 26‬‬

‫ملن يسأل عن البعث فإنه البعث قد مات!‬ ‫خا�ص ‪ /‬املحامي فوزي مه ّنا‬

‫�إن كان حزب البعث رج ًال ف�إن ر�أ�سه قد‬ ‫انف�صل عن ج�سده بانقالب �آذار ‪١٩٦٣‬‬ ‫ودفن الحق ًا مع م�ؤ�س�سيه (عفلق والبيطار)‬ ‫اللذين مل يخطر ببالهما منذ �أن الحت بذور‬ ‫ت�أ�سي�سه مبنت�صف �أربعينات القرن املا�ضي‪� ،‬أن‬ ‫هذا احلزب �سيتحول يوم ًا ما لع�صبية قمعية‬ ‫مت�سلطة‪ ،‬ال ميكن لها ب�أي حال من الأحوال‬ ‫قبولها بالآخر وال اال�ستماع �إليه‪ ،‬مع �أنهما مل‬ ‫ي�سلما من االكتواء بنارها فوقعا �ضحيتها‪ ،‬من‬ ‫خالل الإق�صاء ثم املالحقة فالت�صفية‪ ،‬من‬ ‫ثم �إعالن مرا�سم دفنهما وبعثهما جميع ًا‪ ،‬مع‬ ‫قيام انقالب الت�صحيح‪.‬‬ ‫لقد �سبق للبعث �أن حدد �أهدافه بالوحدة‬ ‫واحلرية واال�شرتاكية‪ ،‬ورغم ت�سلمه زمام‬ ‫القيادة يف قطرين رئي�سني هما «ال�سوري‬ ‫والعراقي» الأول الذي حت ّكم فيه منذ عام‬ ‫‪ ١٩٦٣‬والثاين منذ عام ‪ ١٩٦٨‬وحتى �سقوط‬ ‫بغداد‪ ،‬مما �أتيحت له الفر�صة الذهبية كي‬ ‫ي�ضع تلك الأهداف مو�ضع التطبيق‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من التجربة امل ّرة الطويلة التي مار�سها‬ ‫جناحي البعث يف التحكم بالبالد والعباد يف‬ ‫كلتي الدولتني‪ ،‬ف�إننا ن�ستطيع القول �إن حزب‬ ‫البعث وب�سبب تلك الطغم الفا�سدة واملوغلة‬ ‫بالت�سلط‪ ،‬قد ف�شل ف�ش ًال ذريع ًا يف حتقيق تلك‬ ‫الأهداف‪.‬‬ ‫فعلى �صعيد الوحدة ت�ضمن د�ستور البعث ب�أنه‬

‫حزب عربي �شامل‪ُ ،‬ت�ؤ�س�س له فروع يف �سائر‬ ‫الأقطار العربية‪ ،‬ومع مطلع عام ‪ 1954‬بد�أت‬ ‫فروعه باالنت�شار‪ ،‬بدء ًا من الأردن فالعراق‪ ،‬ثم‬ ‫تتالت حماوالت افتتاح فروع له يف عدة بلدان‬ ‫عربية‪ ،‬كليبيا وتون�س ثم اجلزائر فال�سودان‬ ‫فاليمن ف�أرترييا‪� ،‬إال �أن تلك املحاوالت مل ت َر‬ ‫النور‪ ،‬ب�سبب االنق�سامات التي طالته‪ ،‬وم�سل�سل‬ ‫ال�صراعات التي مر بها‪ ،‬وما متخ�ض عن ذلك‬ ‫من ت�شكيل قيادتني قوميتني متنافرتني‪ ،‬واحدة‬ ‫يف العراق و�أخرى يف �سورية‪ ،‬عملت كل منها‬ ‫على �إق�صاء الأخرى والنيل منها‪ ،‬بل و�إثارة‬ ‫امل�شاكل فيما بينها من جهة وبينها وبقية‬ ‫البلدان العربية من جهة �أخرى‪ ،‬مما انعك�س‬

‫�سلب ًا على انت�شاره بني اجلماهري العربية‪.‬‬

‫نخل�ص من ذلك ب�أن البعث بجناحيه ال�سوري‬ ‫والعراقي مل يتمكن من جتاوز احلالة القطرية‬ ‫التي تقوقع على نف�سه فيها‪ ،‬والوحدة التي‬ ‫�سعى لتحقيقها كهدف من �أهدافه بقيت‬ ‫حرب ًا على ورق‪ ،‬رغم املحاوالت التي قام بها‬ ‫جناح العراق يف كل من الأردن ولبنان واليمن‬ ‫وال�سودان و�أرترييا عن طريق دعم منا�صريه‪،‬‬ ‫بتقدمي بع�ض احلوافز االقت�صادية لدولهم‪ ،‬يف‬ ‫حني مل يتم ّكن جناحه ال�سوري �سوى املحافظة‬ ‫على وجوده يف لبنان فقط‪ ،‬بينما كان امل�سبب‬ ‫الأ�سا�سي النف�صال الوحدة ال�سورية امل�صرية‪.‬‬ ‫�أما على �صعيد اال�شرتاكية‪ ،‬ومع �أن �سورية‬ ‫عرفت نظام الت�أميم قبل جميء البعث‬ ‫للحكم‪� ،‬أيام الوحدة مع م�صر‪ ،‬باعتباره من‬ ‫ال�شروط الأ�سا�سية التي من �ش�أنها االنتقال‬ ‫للنظام اال�شرتاكي‪ ،‬وو�سيلة لتحقيق العدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬عندما �صدرت عدة مرا�سيم‬ ‫ق�ضت بت�أميم بع�ض امل�صارف وال�شركات‪ ،‬وبعد‬ ‫ت�سلم البعث ال�سلطة مت الإجهاز على ما تبقى‬ ‫من �شركات وطنية رائدة‪ ،‬كان لأ�صحابها دور ًا‬ ‫كبري ًا يف نقل �سورية لقائمة البلدان امل�صدرة‬ ‫للمنتجات ال�صناعية‪ ،‬وما نتج عن ذلك‬ ‫من �آثار كارثية حلقت باالقت�صاد ال�سوري‪،‬‬ ‫وحرمان �سورية من فر�صتها الذهبية‪ ،‬جراء‬ ‫هجرة �أ�صحاب تلك ال�شركات مع �أموالهم‬ ‫للخارج‪ ،‬وتراجع �أداء هذه ال�شركات بعد‬ ‫انتقال ملكيتها للدولة‪ ،‬ب�سبب انت�شار الف�ساد‬ ‫وجتذر الروتني فيها‪ ،‬مما �أحلق بها خ�سائر‬ ‫فادحة �أثقلت كاهل املوازنة العامة‪ ،‬ودعى‬ ‫ال�سلطة للتخل�ص منها من خالل خ�صخ�صتها‬ ‫وتقدمي الت�سهيالت الالزمة‪ ،‬مما نتج عن‬


‫‪27 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫ذلك والدة �شركات خا�صة تمَ ل ّكها �أ�شخا�ص‬ ‫ذوو حم�سوبية ونفوذ كبريين يف الدولة‪ ،‬حتولوا‬ ‫خالل �سنوات الت�صحيح لأباطرة مال‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شري التقارير ال�ستحواذ �أحدهم فقط على ‪65‬‬ ‫باملئة من اقت�صاديات البالد‪ ،‬وهذا يعني ب�أن‬ ‫ما مت انتزاعه عنو ًة من �أ�صحاب تلك ال�شركات‬ ‫امل�ؤممة قبل ع�شرات ال�سنني كي ي�ستفيد منها‬ ‫جميع �أبناء ال�شعب‪ ،‬قد انتقل ر�ضائي ًا جليوب وواقع احلال �أنه �إذا مل ت�ستطع هذه ال�سلطة‬ ‫�أولئك احليتان (الر�أ�سماليون اجلدد) وبذلك التي حتكم با�سم حزب البعث كما تدعي من‬ ‫تتحول الدولة من نظام ا�شرتاكي �إىل نظام‬ ‫ر�أ�سمايل بامتياز‪.‬‬ ‫�أهداف البعث‪ ،‬لو �أنها بادرت ملحاورة الطرف‬ ‫الآخر باالنفتاح واحلوار‪ ،‬بد ًال من الرتهيب‬ ‫و�سيا�سة القمع والإنكار‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف تلك‬ ‫اللحظات امل�صريية التي عا�شتها �سورية‬ ‫وتعي�شها اليوم‪ ،‬والتي ت�ضعها على مفرتق‬ ‫طرق‪.‬‬

‫�أما على �صعيد احلرية‪ ،‬فقد متيز حكم البعث‬ ‫يف البلدين بالنظام ال�شمويل اال�ستبدادي‬ ‫املطلق‪ ،‬املتمثل يف قمع احلريات العامة وعدم‬ ‫االعرتاف بالآخر‪ ،‬بل الزج باملعار�ضني يف‬ ‫غياهب ال�سجون‪ ،‬تعطلت مبوجبه احلريات‬ ‫ّ‬ ‫وتخ�شبت الأفكار‪ ،‬وانعدم معها مبد�أ احرتام‬ ‫االختالف والقدرة على التعاي�ش الفكري مع‬ ‫الآخر‪ ،‬وما مطالب احلرية التي ينادي بها‬ ‫ال�شعب ال�سوري على مدار ال�سنتني املا�ضيتني‪،‬‬ ‫والتي يدفع دمائه ثمن ًا لها يومي ًا‪� ،‬إال دلي ًال‬ ‫قاطع ًا على توقه لنيلها‪ ،‬كان حري ًا ب�سلطة الأمر‬ ‫الواقع ال�سعي لتحقيق هذا املطلب كهدف من‬

‫قبول الآخر وحماورته وتقبله ك�شريك ندّي‬ ‫يف هذا الوطن‪ ،‬فكيف ّ‬ ‫ملنظريها ومط ِّبليها‬ ‫ومز ّمريها �أن يقنعوا الآخرين يف بالد العرب‬ ‫�أوطاين‪ ،‬ب�أن البعث �إمنا ي�سعى للوحدة العربية‬ ‫عن طريق مد اليد وامل�شاركة ب�صنع القرار‪،‬‬ ‫ولي�س ب�سيا�سة الإق�صاء والإجبار‪ ،‬عن طريق‬ ‫احلوار ال�سلمي ال حوار البنادق واالنقالب‪،‬‬ ‫كما ن�صت عليه املادة ال�ساد�سة من د�ستور‬ ‫البعث؟‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 28‬‬

‫مر الكالم (ماراثون البطولة)!‬ ‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬ ‫الث���ورة يف عامه���ا الثالث ‪...‬زمن طوي���ل طويل كالدهر م�ض���ى منذ اندالع‬ ‫�شرارته���ا يف درعا ‪�...‬أحداث ووقائع ‪....‬انته���اكات وفظائع مل تخطر على‬ ‫ب���ال ب�شر ارتكبها النظام ‪ ...‬قتل وذبح ‪...‬اعتقال واختطاف ‪....‬اغت�صاب‬ ‫وانتهاك حرمات ‪....‬تدمري وتهجري ‪...‬ال نهاية ملعاناة النا�س و�أالمهم ‪...‬ال‬ ‫�ضوء يف نهاية النفق ‪...‬؟‬ ‫خرج النا�س بعفوية وحما�س لإ�سقاط النظام وا�ستعادة حريتهم امل�سلوبة مع‬ ‫كل مقدرات البالد منذ عقود ل�صالح فئة وعائلة وطاغية م�ستبد ‪....‬كانت‬ ‫املعركة حم�سومة �سلفا» لتنتهي ب�سرعة ل�صالح ال�شعب ولكن مل يخطر لهم‬ ‫بب���ال ق�سوة وعنف م���ا �سيواجهونه من جي�شهم الوطن���ي املفرت�ض ووح�شية‬ ‫�أخوتهم ال�سابقون يف الوطن الذين حتولوا ل�شبيحة قاتلني وم�صا�صي دماء‬ ‫‪...‬حدث���ت الكارث���ة وعاث املجرم���ون يف الأر�ض ف�ساد ًا ‪....‬حت���ول ال�سوري‬ ‫ل�شهي���د �أو جري���ح �أو معتقل �أو خمتط���ف �أو �شريد �أو مهج���ر يف وطنه �أو يف‬ ‫�شتات الأر�ض ‪�...‬أو رهن الوقوع يف ذلك يف �أي حلظة ‪...‬‬ ‫تع���ب النا�س وانهكوا وحق لهم �أن يتعب���وا وينهكوا ‪ ...‬بد أ� امللل والي�أ�س يدب‬ ‫يف نفو����س الكثريي���ن ‪...‬بد أ� العديد م���ن النا�شطني واملعار�ض�ي�ن واملقاتلني‬ ‫يهجر الثورة ويهاج���ر وي�سعى للجوء ال�سيا�سي وتتحول الثورة لديه الهتمام‬ ‫ثان���وي‪ ،‬وبد أ� ال�شق���اق واخلالف يدب يف �صفوف املعار�ض�ي�ن والثوار ويكاد‬ ‫ينذر بتحول املعركة بينهم دون النظام؟‬ ‫�أثن���اء ه���ذه اخلواطر تذك���رت أ�ي���ام املدر�س���ة االبتدائية بحم����ص وحادثة‬ ‫ح�صل���ت معي خاللها ؛ فق���د مت ت�شكيل فريق املدر�س���ة للم�شاركة يف �سباق‬ ‫ال�ضاحي���ة ملدار����س حم����ص وت�ص���ادف �أن مت اختي���اري يف ع���داد �أع�ضاء‬ ‫الفري���ق؛ �أخذن���ا الأ�ستاذ امل�شرف ملوق���ع بداية ال�سباق عن���د مدخل املدينة‬ ‫ق���رب دوار تدمر الق���دمي وتركنا هناك ثم غادر ب���دون �أن نفهم حقيقة ما‬ ‫يجري وماذا علينا �أن نفعل ؛ بد أ� ال�سباق وكان �أحد تالمذة مدر�ستنا يتمتع‬ ‫بطاق���ة هائل���ة فانطلق ب�سرع���ة كبرية ج���د ًا وا�ستمر يف ذل���ك حتى ح�صد‬ ‫املرك���ز الأول ؛ بينما انطلقت �أنا ب�سرعة معقولة ويف ال�صفوف الأوىل ولكن‬ ‫فري���ق مدر�سة �أخ���رى حا�صرين وتعمد �إيقاعي و�إيذائ���ي فوقعت يف الأر�ض‬ ‫املبللة بالأمطار والدماء تنزف من ركبتي ويدي بغزارة ؛ توقفت وا�سرتحت‬ ‫وم�سحت اماكن جرحي ‪....‬ويف �أثناء ذلك بد�أت �أ�شعر �أنه ال تزال لدي قوة‬ ‫جيدة للرك�ض من جدي���د فانطلقت ولكن املفاج�أة كانت �أن الكثريين ممن‬ ‫�سبق���وين قد توقفوا ومل يع���ودوا قادرين على اال�ستم���رار فبد�أت جتاوزهم‬

‫ب�سهولة ويف النهاي���ة ح�صلت على املركز اخلام�س‬ ‫‪....‬تذكرت ه���ذه احلادثة ال�ستنت���ج منها ‪�....‬أنك‬ ‫من �أجل �أن تفوز يف �سباق �أو معركة يجب �أن تعرف‬ ‫وتتق���ن قوانينها منذ البداية وعليك �أن توزع قوتك‬ ‫ون�شاطك بانتظام وال تهدرها مرة واحدة وب�سرعة‬ ‫وعندم���ا ت�شعر �أنك قد تعب���ت وانهكت ما عليك �إال‬ ‫أ�خ ��ذ ا�سرتاح ��ة ق�صرية والتق ��اط �أنفا�س ��ك لتبد�أ‬ ‫ال�سباق واملعركة من جديد ‪....‬ثوارنا الأبطال ‪....‬‬ ‫مع ت�ضحياتكم التي تتج���اوز الأ�ساطري ‪....‬الن�صر لكم وقريبا» وال �شك يف‬ ‫ذلك‬


‫‪29 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫كيف توضع القوانني‪ ،‬ومن الذي يقوم بوضعها؟‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬حممد جمال طحان‬ ‫يجيب الكواكبي �إنّ من يجب �أن ي�ضع القوانني‬ ‫هو «جمع َ‬ ‫منتخب من ِق َبل الكا ّفة ليكونوا‬ ‫عارفني حتم ًا بحاجات قومهم وما يالئم‬ ‫طبائعهم ومواقعهم و�صواحلهم‪ ,‬ويكون حكمه‬ ‫عا ّم ًا �أو خمتلف ًا على ح�سب تخالف العنا�صر‬ ‫والطبائع وتغيرّ املوجبات والأزمان»()‪,‬‬ ‫فال�شعب هو الذي تتحقق �إرادته يف القانون‪,‬‬ ‫لذلك يجب و�ضع قوانني مدرو�سة‪ ,‬تتنا�سب‬ ‫وطبيعة ال�شعوب اخلا�ضعة لها‪ ,‬فال ُب َّد لك ّل‬ ‫خا�صة به‪ ,‬وذلك الختالف‬ ‫�شعب من قوانني ّ‬ ‫عادات ال�شعوب بع�ضها عن بع�ض‪ ,‬وهذا ما‬ ‫حدا بالكواكبي �أن يدعو العرب لي�سعوا نحو‬ ‫اال�ستقالل بحكم �أنف�سهم‪ ،‬وبذلك يح�صل‬ ‫تطابق الأخالق بني الراعي والرع ّية يف الأ ّمة‬ ‫الواحدة «حيث ال يكون لها يف غري ذلك فالح‬ ‫�أبد ًا كما قال احلكيم املتن ّبي‪:‬‬ ‫بامللوك وَهَ ْ ل‬ ‫ا�س‬ ‫ِ‬ ‫�إنمّ ا ال ّن ُ‬ ‫ُي ْف ِل ُح ُع ْر ٌب ُملو ُكها َع َج ُم()‬ ‫أهم حكمة‬ ‫ومما ال خالف فيه �أنّ من � ّ‬ ‫احلكومات �أن تتخ ّلق ب�أخالق الرع ّية‪ ،‬وتتحد‬

‫معها يف عوائدها وم�شاربها»()‪ .‬وهذا ما‬ ‫يف�سر‬ ‫مل تقم احلكومة العثمان ّية به‪ ،‬مما ّ‬ ‫�سبب اختالل الإدارة فيها‪ ،‬فهي مل تالحظ‬ ‫اختالف طبائع النا�س يف �أطراف الدولة‬ ‫بح�سب �أجنا�سهم وعاداتهم‪ ،‬بل �أرادت‬ ‫مت�سكت‬ ‫فر�ض �أخالقها على اجلميع‪ .‬بل �إ ّنها ّ‬ ‫بالإدارة املركز ّية‪ ،‬بالرغم من بعد الأطراف‬ ‫عن العا�صمة‪ ،‬وف�ض ًال عن ذلك فهي مل تهتم‬ ‫بتوحيد القوانني احلقوقية بني النا�س‪ ،‬كما‬ ‫توجه امل�س�ؤولية �إىل ر�ؤ�ساء الإدارات‬ ‫�أنها مل ّ‬ ‫والوالة عن �أعمالهم‪ ،‬يف حني �أنّ ذلك ك ّله‬ ‫كان مطلوب ًا‪ ،‬وهو مطلوب يف احلكومات ك ّلها‪،‬‬ ‫�إذا �أرادت �إقامة العدل يف الدولة التي تتوىل‬ ‫توحد‬ ‫فيها تنفيذ الأحكام‪ .‬كما يجب عليها �أن ّ‬ ‫الأخالق وامل�سالك يف الوزراء‪ ،‬والوالة والقادة‪،‬‬ ‫و�أن تف ّو�ض الإمارات ملن يح�سن �إدارتها‪ ،‬من‬ ‫يخت�ص ذلك ببع�ض البيوت‪ ،‬كما عليها‬ ‫غري �أن ّ‬ ‫أ� ّال مت ّيز بني �أجنا�س الرع ّية يف الغنم والغرم‪،‬‬ ‫وعالوة على ذلك ال ُب َّد من مراعاة مقت�ضيات‬ ‫الدين‪ ،‬بو�ضع �أنظمة ال ت�صادم ال�شرع‪ ،‬بل‬

‫يجب حفظ حرمة ال�شرع‬ ‫وق ّوة القوانني بالتزام‬ ‫ات ّباعها وتنفيذها‪ .‬وذلك‬ ‫ال مينع‪ ،‬بطبيعة احلال‪،‬‬ ‫من االهتمام مبراعاة‬ ‫الزمان‪،‬‬ ‫مقت�ضيات‬ ‫ومباراة اجلريان‪ ،‬وترقية‬ ‫ال�س ّكان‪ ،‬واالهتمام مب�ستقبل الأ ّمة()‪ .‬من‬ ‫غري ن�سيان ا�ست�شارة الرع ّية يف ما يجري‬ ‫عليها من قوانني‪ ،‬أل ّنه«من �أهم ال�ضرور ّيات‬ ‫�أن يح�صل ك ّل قوم من �أهايل تركيا على‬ ‫ا�ستقالل نوعي �إداري ينا�سب عاداتهم وطبائع‬ ‫بالدهم»()‪ ،‬فال يجوز توحيد القوانني مع‬ ‫اختالف الطبائع‪ .‬ومن هنا يتّ�ضح ف�ساد‬ ‫احلكم املركزي‪ ،‬و�أه ّمية �أن تكون لكل �شعب‬ ‫خا�صة به‪ ،‬بحيث يتمتّع بحكم حم ّلي‬ ‫قوانني ّ‬ ‫ينا�سب طرائق معي�شته‪ ،‬مع بقاء بع�ض الأطر‬ ‫العا ّمة للبالد ترتبط بها مع عا�صمة احلكم‪.‬‬ ‫التم�سك بها يف‬ ‫فالقانون هو �أهم نقطة يجب ّ‬ ‫�إدارة البالد‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 30‬‬

‫سياسة الهيمنة اإليرانية ومستقبل املنطقة‬

‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬م�صطفى الكحيل‬ ‫مل يعد �سرا �أن الأر�ض ال�سورية باتت ميدانا‬ ‫تت�صارع عليه امل�صالح الغربية والرتكية‬ ‫والإيرانية واذا كانت ال�سيا�سة اخلارجية‬ ‫الإيرانية انتهجت منهج العداء للغرب‬ ‫والتقارب مع دول �أمريكا الالتينية مثل‬ ‫فنزويال وغريها �إال �أن تركيا انتهجت �سيا�سة‬ ‫�صفر م�شاكل مع جميع الدول وال�سيمامع دول‬ ‫اجلوار‪ .‬وقبل اندالع الثورة ال�سورية قامت‬ ‫تركيا بخطوات مهمة مع دول اجلوار الإقليمي‬ ‫مثل �سوريا و�إيران للبحث عن قوا�سم م�شرتكة‬ ‫معها �إىل �أن �أتت الثورة ال�سورية ودخلت‬ ‫مرحلة مل يعد ممكنا معها لرتكيا اال�ستمرار‬ ‫يف منح نظام الأ�سد الفر�ص املتتالية للرتاجع‬ ‫عن �سيا�سة قمع الثورة وتلبية املطالب ال�شعبية‬ ‫‪.‬يف حني ا�صرت �إيران على الوقوف �إىل جانب‬ ‫حليفها حتى النهاية وهو الأمر الذي �شكل‬ ‫نقطة االفرتاق بني الدولتني املهمتني ‪.‬‬

‫الثورة الإ�سالمية يف �إيران‬ ‫مع قيام الثورة يف �إيران منذ ثمانينات القرن‬ ‫املا�ضي بد�أت مرحلة جديدة ال�سيما على‬ ‫�صعيد ال�سيا�سة اخلارجية تتمثل يف تكري�س‬ ‫حالة العداء للغرب وحماربة حماوالت فر�ض‬ ‫التغريب على املجتمع الإيراين وجنحت‬ ‫الثورة يف هذا امل�سعى ومازالت �إىل اليوم‬ ‫تنتهج خطابا �إعالميا و�سيا�سيا مناه�ضا»‬ ‫للإمربيالية العاملية» التي متثلها �أمريكا‬ ‫‪.‬و�شكل هذا املبد أ� �أحد �أهم مرتكزات ال�سيا�سة‬ ‫الإيرانية الذي مازالت تدافع عنه ب�شرا�سة‬ ‫‪.‬هذا املوقف االيراين �شكل بال�ضرروة منطلق‬ ‫اخلالفات مع دول اجلوار وال�سيما دول اخلليج‬ ‫االتي حتافظ على م�ستوى متقدم من التعاون‬ ‫الع�سكري والإقت�صادي مع �أمريكا وهو الأمر‬ ‫الذي التر�ضى عنه ايران‪.‬غري �أن التحالف‬ ‫اخلليجي الأمريكي مل يكن �سوى نتيجة لقلق‬ ‫دول اخلليج من ال�سيا�سة التي بد�أت تنتهجها‬ ‫دبلوما�سية الثورة الإيرانية التي ا�ستهلتها‬

‫بالدفاع عن نف�سها بحرب بد�أها �صدام ح�سني‬ ‫وحاول الرتاجع عنها لكن مر�شد الثورة رف�ض‬ ‫ذلك معتربا �أن تلك احلرب يجب ان تنتهي‬ ‫ب�سقوط نظام �صدام ح�سني وا�ستمرت حالة‬ ‫الرف�ض هذه �إىل �أن وافق املر�شد على وقف‬ ‫حرب ا�ستمرت ثمانية �سنوات كان �أحد �أهم‬ ‫نتائجها التفاف الداخل الإيراين حول نظام‬ ‫املر�شد مبواجهة العدو اخلارجي يف هذه‬ ‫الأثناء متكن املر�شد من ن ب�سط �سيطرته‬ ‫وفر�ض املنهج الذي يريده يف حكم البالد‬ ‫‪.‬مل حتقق الثورة الإيرانية مكا�سب حقيقية‬ ‫لل�شعب الإيراين ‪.‬واليوم يعاين االقت�صاد‬ ‫الإيراين من تدهور م�ستمر يزيد منه احل�صار‬ ‫االقت�صادي والعقوبات التي تفر�ضها الدول‬ ‫الغربية �أما على م�ستوى احلريات فقد كانت‬ ‫االنتخابات الرئا�سية الأخرية وما حلقها من‬ ‫�أحداث الدليل الأو�ضح على �سيا�سة القمع‬ ‫الذي تنتهجه �إيران مع �شعبها ب�أوامر من‬ ‫مر�شد الثورة احلايل ‪ .‬مل تعرب دولة عربية �أو‬


‫‪31 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫خليجية واحدة عن موقف من تلك الأحداث‬ ‫الدامية التي كانت كافية لتطلق ثورة جديدة‬ ‫على الثورة الإ�سالمية التي خنقت ال�شعب ومل‬ ‫يكن لها من ا�سمها ن�صيب ‪.‬‬ ‫العدال ��ة والتنمي ��ة يف تركي ��ا والو�ص ��ول �إىل‬ ‫ال�سلطة‬ ‫�شكل و�صول حزب العدالة والتنمية الإ�سالمي‬ ‫�إىل احلكم يف تركيا منعطفا تاريخيا يف‬ ‫التحول من نظام حكم علماين يفر�ض ق�سرا‬ ‫لونا واحد من احلكم على �أطياف متنوعة‬ ‫من ال�شعب الرتكي الذي ينتمي بغالبيته �إىل‬ ‫خلفية �إ�سالمية ‪.‬حقق هذا احلزب خالل فرتة‬ ‫وجيزة من حكمه جناحات اقت�صادية باهرة‬ ‫جتلى �أبرزها يف خف�ض م�ستويات الت�ضخم كما‬ ‫تخل�ص تدريجا من ظواهر الالدميقراطية‬ ‫التي فر�ضها العلمانييون خالل حكمهم‬ ‫‪.‬انطلقت تركيا من جناحاتها الداخلية �إىل‬ ‫�سيا�سة خارجية ت�صاحلية وت�شاركية مع دول‬ ‫اجلوار و مع دول الغرب وا�ستمرت يف م�ساع‬ ‫جادة لالن�ضمام اىل االحتاد االوربي وتوقفت‬ ‫عندما �أ�صرت بع�ض دول االحتاد على فر�ض‬ ‫�شروط مت�س بال�سيادة الرتكية وجنح الأوربيون‬ ‫يف م�سعاهم الراف�ض ل�ضم دولة �إ�سالمية �إىل‬ ‫االحتاد غري �أن ال�سيا�سة الرتكية اخلارجية مل‬ ‫تعلن عدائها لدولة عظمى كما فعلت ايران ‪.‬‬ ‫�أعلى النقاط التي ي�سجلها املراقبون يف مرمى‬ ‫حزب العدالة والتنمية هي تلك التي تتعلق‬ ‫بطريقة التعامل مع امللف الكردي وبد�أ البع�ض‬ ‫م�ؤخرا يتهم تركيا بازدواجية التعامل مع‬ ‫ال�شعوب التي �أ�شعلت الثورات العربية يف حني‬ ‫�أنها تتعامل بطريقة قمعية مع ال�شعب الكردي‬ ‫‪.‬يتجاهل �أ�صحاب هذا االتهام ال�سلوك‬ ‫اجلديد الذي بد�أت تتبعه تركيا يف معاجلة‬ ‫امللف الكردي حيث بد�أت منذ فرتة حوالرا مع‬ ‫الزعيم الكردي عبد اهلل �أوجالن يف �سجنه‬ ‫للو�صول �إىل ت�سوية امللف الكردي و �إجراء‬ ‫�إ�صالحات �سيا�سية ‪.‬‬ ‫دول اخلليج‬ ‫بالرغم من حجم املخاطر التي ترتب على‬ ‫ال�سلوك الإيراين والأطماع غري اخلافية‬ ‫والتدخالت امل�ستمرة يف ال�ش�أن الداخلي‬ ‫العربي من طرف �إيران �إال �أن الدول اخلليجية‬

‫يف لبنان والعراق وهذا بال�ضرورة م�ؤ�شر‬ ‫على ازدواجية اخلطاب الإيراين الذي ينتقد‬ ‫�سيا�سات الهيمنة يف حني �أنها متار�س هذه‬ ‫الهيمنة على �أر�ض الواقع ‪.‬‬

‫مل تنجح يف الو�صول �إىل برنامج �سيا�سي‬ ‫م�شرتك ي�شكل رادعا للإيرانيني ‪.‬مل متلك‬ ‫دول اخلليج �سوى ا�ست�ضافة القواعد الع�سكرية‬ ‫الأجنبية التي تقلق �إيران ورمبا متنحها ذريعة‬ ‫للدفاع عن منهجها يف معاداة الغرب و اتخاذ‬ ‫متى تنتطلق �شرارة ثورة يف �إيران‬ ‫مواقف عدائية اجتاه دول اخلليج ‪.‬‬ ‫يقول الثوار ال�سوريون �أنهم �أ�سقطوا بالفعل‬ ‫نظام ب�شار الأ�سد ولكنهم اليوم يقاتلون‬ ‫الثورة ال�سورية وم�ستقبل املنطقة‬ ‫انتهى االحتالل الأمريكي للعراق �إىل نتيجة النظام الإيراين الذي يدير املعركة وهناك‬ ‫تلخ�صت يف تقدميه على طبق من ذهب لإيران �أكرث من دليل على ذلك غري م�شاركة حزب‬ ‫اهلل واعرتافات ال�سا�سة الإيرانيني بتقدمي‬ ‫وباتت احلاكم الفعلي لهذا البلد ‪.‬‬ ‫مل تعار�ض ايران وال دول اخلليج �إ�سقاط امل�ساعدة لنظام اال�سد وحجم هذه امل�ساعدة‬ ‫النظام العراقي لكن �إيران فقط هي التي �أكرب بكثري مما تقدمه دول اخلليج والغرب‬ ‫ا�ستطاعت ا�ستغالل هذا االحتالل مل�صاحلها وتركياجمتمعة للثورة ال�سورية وهذا ما‬ ‫�أما دول اخلليج فقد وقفت موقف املتفرج �سمح لإيران بالتحكم بالأزمة و�إطالة �أمدها‬ ‫‪.‬ومل ت�ستغل حتالفها مع وا�شنطن ملمار�سة وا�ستمرار الو�ضع على ما هو عليه دون و�ضع‬ ‫دور بناء يف عراق مابعد االحتالل يحجم حد للقتال من خالل دعم نوعي ي�ساعد الثوار‬ ‫النفوذ الإيراين وي�ضع له حدا ‪�.‬أتت الثورات على احل�سم الع�سكري ال�سريع يخدم �إيران‬ ‫العربية وبادرت �إيران منذ اللحظات الأوىل التي جتيد املناورة يف هذا النوع من البيئة‬ ‫�إىل مغازلة ال�شعب امل�صري متهيدا لإنهاء غري امل�ستقرة وخربتها يف العراق مازلت ماثلة‬ ‫حالة القطيعة التي فر�ضها الرئي�س ال�سابق �أمامناوهذا ي�ؤدي �إىل ت�سليم �سوريا لإيران كما‬ ‫ح�سني مبارك وانتهجت ذات ال�سلوك مع دول العراق متاما وهذا يهدد املنطقة كلها لذلك‬ ‫الربيع العربي با�ستثناء �سوريا التي �شكلت يجب على دول املنطقة جميعاالتدخل مل�ساعدة‬ ‫نقط اخلالف واالختالف الكربى مع معظم الثوار على احل�سم الع�سكري ال�سريع ومن ثم‬ ‫دول اخلليج وتركيا و�أعلنت ايران �أن ما يجري و�ضع حد ل�سيا�سة الهيمنة التي متار�سها �إيران‬ ‫يف �سوريا جزء من امل�ؤامرة ال�صهيو�أمريكية ويبدو �أن ال�سبيل الوحيد لذلك ال يكون �إال‬ ‫على املنطقة الأمر الذي يثبت �أن موقف �إيران من خالل �إ�شعال ثورة يف �إيران تطيح بنظام‬ ‫من التحالف اخلليجي الأمريكي لي�س �سوى احلكم احلايل وت�ستبدله بنظام ي�ؤمن بالربيع‬ ‫ذريعة لتربير �سيا�ساتها العدائية والتو�سعية العربي والتعاون امل�شرتك مع دول اجلوار بدال‬ ‫يف املنطقة وانتهاج مبد أ� الهيمنة الذي حققته من �سيا�سة �إثارة الفتنة ‪.‬‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 32‬‬

‫الشهابي‪ ..‬و «املنصب املكافأة»‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫ال�شيخ عبد القادر ال�شهابي مدير �أوقاف حلب‬ ‫واحلا�صل حديث ًا على الدكتوراه يف ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية‪ ,‬تنحدر �أ�صوله من مدينة الباب‬ ‫بريف حلب من عائلة يقال �أنها ذات �أ�صول‬ ‫درزية قدمي ًا‪ ,‬تتلمذ على يد �أبيه ال�شيخ حممد‬ ‫ندمي ال�شهابي �إمام وخطيب جامع الفتح بحلب‬ ‫متخ�ص�ص ًا بعلم «م�صطلح احلديث» ومدر�س ًا‬ ‫له عدة �سنوات يف «الثانوية ال�شرعية بحلب»‪.‬‬ ‫عرف ال�شيخ بعالقاته القوية مع النظام‬ ‫ورموزه الأمنية يف املدينة‪ ،‬ما جعله �أحد �أفراد‬ ‫احللقة ال�ضيقة التي يعتمد عليها النظام‬ ‫للإم�ساك بزمام امل�ؤ�س�سة الدينية وت�سيريها‬ ‫خلدمة م�صاحله‪.‬‬ ‫مع بداية احلراك ال�سلمي‪ ،‬كان لل�شهابي موقفاً‬ ‫متقدم ًا يف الدفاع عن النظام و�شرح «نظرية‬ ‫امل�ؤامرة» التي يتبناها الأخري‪� ,‬إذ �شارك‬ ‫بقوة يف احلملة الإعالمية التي ُ�شنت على‬ ‫الثورة‪ ,‬مربر ًا ذلك بوجوب الطاعة للحاكم‬ ‫واال�ستجابة لوعود الإ�صالح التي �صرح بها‬ ‫«�سيادة الرئي�س» على حد تعبريه‪.‬‬ ‫ويعترب ال�شهابي من �أبرز الوجوه الدينية‬ ‫املدافعة عن النظام‪ ،‬وبرز ذلك يف كلماته التي‬ ‫�ألقاها ب�ساحة �سعداهلل اجلابري يف حلب التي‬ ‫حفزت التلفزيون ال�سوري ال�ست�ضافته مرار ًا‬ ‫�إىل جانب علي ال�شعيبي وعبداللطيف ال�شامي‪.‬‬

‫�أ�صبح ال�شهابي �أبرز املر�شحني ملن�صب مدير من حديد اىل جانب مناداته مببادرة «الكلمة‬ ‫�أوقاف حلب بعد هرب مديرها ال�شيخ �أحمد الطيبة»‪ ،‬حيث يرى �أن «الكلمة الطيبة تربئ‬ ‫العي�سى ‪ ,‬كما عززت مواقفه الأخرية من الإن�سان �أكرث من �أي �شيئ �آخر»‪.‬‬ ‫احلملة الع�سكرية على حلب هذا الرت�شيح‬ ‫لتجعله موقع ثقة لدى النظام‪ ,‬حيث �أ�شاد من جانب �آخر‪ ،‬يعتربجامع الفتح مركز ثقل‬ ‫مرار ًا بدور النظام يف حل «الأزمة» دون �أن لل�شهابي‪ ,‬حيث بقي اجلامع مع عقاراته‬ ‫يلتفت للكم الهائل من الإنتقادات التي وجهت املحيطة حتت ت�صرف والده ملدة ثالثني عاما‪,‬‬ ‫�إليه‪ ،‬كما قال يف �إحدى مقابالته‪« :‬لن يكون كون اجلامع «�أهلي» ال يخ�ضع للأوقاف ب�شكل‬ ‫هناك حل يف احلوار �إذا مل يكن هنالك حل مبا�شر‪.‬‬ ‫�أمني‪ ،‬ولن يكون هناك حل �أمني �إن مل يكن ومع ت�صاعد وترية العنف يف �أحياء حلب‪،‬‬ ‫حتول اجلامع اىل م�أوى للنازحني من الأحياء‬ ‫هناك حوار»‪.‬‬ ‫ومل يكن هذا التناق�ض الوحيد لدى ال�شيخ ال�شرقية‪ ,‬ك�صالح الدين وال�سكري‪ ,‬كونه يقع‬ ‫الذي �أكد على احل�سم الع�سكري وال�ضرب بيد يف حي املحافظة الهادئ ن�سبيا‪ ,‬والذي تولت‬ ‫جمعية «من �أجل حلب» م�ساعدة النازحني‬ ‫فيه بالإ�ضافة مل�ساهمات �أهايل احلي؛ �إال �أن‬ ‫النازحني مل ي�سلموا من م�ضايقات ال�شهابي‬ ‫املتكررة متذرعا ب»�أوامر» احلاجز الع�سكري‬ ‫يف احلي‪ ,‬مما زاد من احتقان �أهايل احلي‬ ‫ليعربوا عنه اكرث من مرة بعبارات كتبت‬ ‫على باب اجلامع ت�صف تبعيته للنظام مثل‬ ‫«الف�سفو�س»‪.‬‬ ‫�أجرب ال�ضغط ال�شعبي يف احلي ال�شهابي على‬ ‫التواري لثالث جمع متتالية‪ ,‬لكن ال�شيخ عاد‬ ‫وبقوة لينذر النازحني بوجوب اخلروج من‬ ‫اجلامع خالل �أ�سبوع «لأن املنطقة مل تعد‬ ‫�آمنة عليهم» وبالفعل مت �إخراجهم اخلمي�س ‪4‬‬ ‫ني�سان احلايل ليحل مكانهم عنا�صر من الأمن‬ ‫الع�سكري ل�ضمان حماية ال�شيخ‪.‬‬


‫‪33 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫محكمة‪ ..‬جلسة النطق باحلكم‬ ‫خا�ص ‪� /‬سعد اهلل طاف�ش‬

‫اجلل�سة الأن للنطق باحلكم‬ ‫با�سم ال�شعب العربي يف �سوريا‬

‫بعد االطالع على الق�ضية رقم‪ 2011‬تاريخ ‪ 2013/3/15‬املقدمة من ال�شباب املحا�صر على �أر�ض وطنهم الغايل �سوريا �ضد بع�ض املغرتبني‬ ‫ال�سوريني يف جميع بلدان العامل وبعد االطالع على االدعاء املقدم من ال�شباب املحا�صر داخل �سوريا وبعد �أن ح�ضرت اجلهة املدعى عليها بتاريخ‬ ‫‪ 2013/3/15‬كررت اجلهة املدعية م�آل االدعاء وبعد ان ا�ستمعت املحكمة اىل اقوال اجلهة املدعى عليها حيث اقرت بالدعوى �شك ًال وم�ضمون ًا ‪.‬‬ ‫وحيث �أن اجلهة املدعى عليها �أقرت بالدعوى �شك ًال وم�ضمون ًا وحيث ان االقرار �أمام الق�ضاء �سيد الأدلة وا�ستناد ًا للمادة رقم ‪ 3/15‬من قانون‬ ‫ثورة ال�شعب لعام ‪2011‬قررت املحكمة باالجماع مايلي‪:‬‬ ‫او ًال‪ :‬الزام املدعى عليهم بتنفيذ التزامتهم بتحريك م�شاعرهم و�ضمائرهم جتاه �أبناء �شعبهم املحا�صر ووطنهم الذي ينزف دما‪ً.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الزام املدعى عليهم بتنفيذ التزامتهم بتوجيه �أنظارهم نحو الالجئني خارج وطنهم والنازحني داخل وطنهم واملحا�صرين وتقدمي الدعم‬ ‫املادي واملعنوي البناء وطنهم ‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الزام املدعى عليهم مبا فيهم الكفاءات العلمية والأدبية و ر�ؤو�س الأموال بعد جناح الثورة بالعودة اىل وطنهم �سوريا‪.‬‬ ‫رابع ًا ‪:‬الزام اجلهة املدعية واملدعى عليها بالتكافل والت�ضامن بالعمل على بناء �سوريا دولة مدني ًة دميقراطية ي�سودها العدل وامل�ساواة بني كافة‬ ‫املواطنني على �أر�ض الوطن ‪.‬‬ ‫قرارا وجاهيا غري قابل للطعن �صدر وافهم علن ًا‬ ‫�سوريا‪2013/4/10/‬م‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue 54‬‬ ‫‪54 // apr.‬‬ ‫‪apr. 11‬‬ ‫‪11th‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬

‫ف ّتوش‪ :‬مصياف ‪ ...‬قلعة الريح‬ ‫دولة اال�سماعليني التي ان�ش�أها �سنان بن را�شد‪،‬‬ ‫وقد قامت م�ؤ�س�سة الآغا خان برتميم القلعة‬ ‫وال�سوق الأثري مل�صياف‪ ،‬و�أدت التنقيبات‬ ‫مبعرفة الكثري عن �س ّكان هذه القلعة‪ ،‬وطريقة‬ ‫حياتهم‪.‬‬ ‫ُعرف اال�سماعليون تاريخ ّيا باهتمامهم‬ ‫بالقالع واحل�صون‪ ،‬وكانت قلعة م�صياف‬ ‫�أحد القالع التي حو�صرت من �صالح الدين‬ ‫الأيوبي دون اقتحامها‪ ،‬ورغم وجود العديد من‬ ‫اخلالفات بني القائدين �صالح الدين و�سنان‬ ‫بن را�شد �إال �أنهما حتالفا يف زمن احلروب‬ ‫ال�صليبية ومع ًا ا�ستطاعا حتقيق العديد من‬ ‫تق ��دم ه ��ذه الفق ��رة بالتع ��اون م ��ع رادي ��و االنت�صارات‪.‬‬ ‫تعتمد املدينة على التجارة وال�صناعات‬ ‫�سوريايل‪� :‬إعداد �سالم �سوريايل‬ ‫اخلفيفة‪� ،‬أم الريف فزراعي‪ ،‬وي�شتهر ب ِا�شجار‬ ‫تقدمي‪ :‬مايا‬ ‫التني والزيتون والعنب‪.‬‬ ‫م�صياف‬ ‫وقدمي ًا م�صياد لكرثة وتن ّوع ال�صيد فيها‪ ،‬ق�ص�ص خم ّباية! ‪:‬‬ ‫وبينما يطلق عليها كبار ال�سن ا�سم م�صيات! لدى كل �سوري �إح�سا�س داخلي بالغنب‬ ‫ترتفع منطقة م�صياف حوايل ‪ 450‬مرت عن والتهمي�ش‪ ،‬و�أنه يقف وحيد ًا دون معرفة‬ ‫�سطح البحر‪� ،‬آخر نقطة اللتقاء ريف حماه واهتمام �أحد مبعاناته و�أمله‪.‬‬ ‫بريف طرطو�س و�سهل الغاب بجبال ال�ساحل ق ّلة من ال�سوريني علموا باحتجاجات طالب‬ ‫املدرا�س يف بانيا�س عام ‪ ، 2000‬للمطالبة‬ ‫وطراف �سهل الغاب‪.‬‬ ‫ت�شتهر ب�سرعة و�شدّة رياحها‪ ،‬وبطبيعتها بحق الفتيات بارتداء احلجاب يف املدار�س‬ ‫اجلميلة وكرثة ال�شالالت والعيون فيها‪ ،‬املختلطة‪ ،‬وق ّلة منهم علموا باحتجاجات‬ ‫وبقالعها وخا�صة قلعة م�صياف التي بنيت ال�سويداء عام ‪ ، 2001‬وانتفا�ضة الكورد يف‬ ‫�أ�سا�س ًا يف عهد الرومان‪ ،‬وكانت الحق ًا مركز القام�شلي عام ‪ ، 2004‬وما ح�صل يف م�صياف‬

‫عام ‪. 2005‬‬ ‫عمل النظام دوم ًا على تعميق اخلالفات بني‬ ‫الطوائف والريف واملدينة‪ ،‬وا�ستطاع االهايل‬ ‫دوم ًا جتاوز هذه اخلالفات‪ ،‬لكن يف عام ‪2005‬‬ ‫انقلبت م�شاجرة �صغرية على خط ال�سرفي�س‬ ‫الوا�صل بني حماه وم�صياف �إىل احتجاجات‬ ‫ومظاهرات على �سيا�سات احلكومة والتمييز‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وبتحري�ض ُم ّ‬ ‫بطن من قيادات‬ ‫احلزب والأمن هناك‪ ،‬ت�صاعد االحتقان‬ ‫الطائفي يف املنطقة لي�صل �إىل حدود االنفجار‪،‬‬ ‫حتى تدخل غازي كنعان قبل انتحاره بعدد من‬ ‫الر�صا�صات!!‬ ‫ونا�شد الأهايل لـ (يحلحلو) الق�صة‪ ،‬ويقفوا‬ ‫متحدّين يف مواجهة املجتمع الدويل ال�ضاغط‬ ‫على �سوريا‪ ،‬بعد اغتيال رفيق احلريري يف‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وفع ًال هذا ماكان!‬ ‫ومع بدايات الربيع العربي‪ ،‬والثورة يف �سوريا‪،‬‬ ‫مل يختلف موقف �أهايل م�صياف عن �أهايل‬ ‫املرحب والراف�ض‬ ‫باقي املناطق‪ ،‬فمنهم‬ ‫ّ‬ ‫واخلائف‪ ،‬وبد�أت الهم�سات بني ال�شباب عن‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 54‬‬ ‫‪54 // apr.‬‬ ‫‪apr. 11‬‬ ‫‪11th‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35 issue‬‬

‫طرق امل�شاركة يف احلراك ال�سلمي‪.‬‬ ‫منا�شري‪ ،‬بخ وغرافيتي‪ ،‬مظاهرات �صغرية‪،‬‬ ‫م�شاركة باحلمالت املدنية‪ ،‬مظاهرات والفتات‬ ‫واعتقاالت‪ ،‬وحتى فرتات انقطاع الكهرباء مت‬ ‫ا�ستغاللها حلرق التمثال!‬ ‫ويف ت�شييع ال�شهيد حممد وطفه الع�سكري للي‬ ‫رف�ض يطلق النار على املتظاهرين‪ ،‬وال�شهيدين‬ ‫ا�سماعيل حيدر و حممود �شيحاوي‪.‬‬ ‫هتفت االالف مب�صياف ل�شهداء �سوريا‪،‬‬ ‫و�شباب م�صياف �شاركوا يف العديد من‬ ‫املظاهرات واحلمالت يف خمتلف املحافظات‪،‬‬ ‫الي�صال وتثبيت م�شاركتهم يف خمتلف نواحي‬ ‫احلراك‪.‬‬ ‫املعاجيق‪...‬معجوقة م�صياف ال�شهرية!‬ ‫حلب‪ ،‬دم�شق‪ ،‬حم�ص‪ ،‬ور ّمبا غريها يطلق‬ ‫ا�سم (املعجوقة) على �أطباق خمتلفة‪ ،‬وتتم ّيز‬ ‫(معجوقة) م�صياف بنكهة التنور املتميزة‪.‬‬ ‫ُتخبز املعجوقة عادة يف التنانري �أو الأفران‬ ‫اخلارجية‪� ،‬إال �أننا �سنقوم ب�صنعها يف املنزل‬ ‫ب�سطة‪.‬‬ ‫اليوم بطيقة ُم ّ‬

‫الطريقة‬ ‫من الدهن‬ ‫• لتح�ضري العجني‪ :‬نقوم بخلط الطحني مع‬ ‫• فليفلة خ�ضراء مفرومة ناعم‬ ‫اخلمرية وامللح وال�سكر‪ ،‬ون�ضيف املاء بهدوء‪،‬‬ ‫• دب�س فليفلة حا ّرة‬ ‫ون�ستمر بالعجن‪ ،‬حتى نح�صل على عجينة‬ ‫• بهارات وملح‬ ‫ل ّينة ومتما�سكة‪.‬‬ ‫• ترتك حتى تختمر ملدة ن�صف �ساعة‪.‬‬ ‫العجني‬ ‫• ن�صف كيلو طحني ‪ 3 /‬كا�سات طحني • تخلط اللحمة مع الفليفلة‪ ،‬وي�ضاف دب�س‬ ‫املقادير‬ ‫الفليفلة والبهارات وامللح ح�سب الرغبة‪.‬‬ ‫• ‪ 200‬غ حلمة مفرومة ناعم جدا مع القليل تقريبا‬ ‫• من املمكن �إ�ضافة القليل من دب�س البندورة‬ ‫• ملعقة كبرية خمرية فورية‬ ‫ح�سب الرغبة‬ ‫• ملعقة �صغرية ملح‪ ،‬ومثلها �س ّكر‬ ‫• تفرد العجينة‪ ،‬وتفرد ثلث كمية اللحمة‬ ‫• ن�ص ك�أ�س من املاء الفاتر‬ ‫والفليفلة فوقها‪.‬‬ ‫• ُتلف بهدوء وتعجن حتى تختلط اللحمة مع‬ ‫العجني جيدا‬ ‫• ُترق �إىل قر�ص بقطر بني ‪� 30 – 25‬سم‪،‬‬ ‫هذه املقادير تكفي ل�صنع قر�صني‪.‬‬ ‫• تدهن ال�صينية بقليل من الزيت‪ ،‬وثم تو�ضع‬ ‫فيها االقرا�ص‪ ،‬وتفرد باقي كمية اللحمة‬ ‫والفليفلة فوقه‪.‬‬ ‫• تو�ضع يف فرن حامي ملدة ‪ 25‬دقيقة تقريبا‬ ‫و�صحة وهنا ‬ ‫ّ‬


‫‪issue 54 / apr. 11th 36‬‬

‫بـطـاقـة هـويـة‬

‫حممود دروي�ش ‪ -‬فل�سطني‬

‫�سجل‬ ‫ِّ‬ ‫�أنا عربي‬ ‫ورقم بطاقتي خم�سونَ � ْ‬ ‫ألف‬ ‫ُ‬ ‫و�أطفايل ثماني ٌة‬ ‫بعد ْ‬ ‫�صيف!‬ ‫وتا�سع ُهم‪� ..‬سي�أتي َ‬ ‫ْ‬ ‫تغ�ضب؟‬ ‫فهل‬ ‫ْ‬ ‫�سج ْل‬ ‫ِّ‬ ‫�أنا عربي‬ ‫و� ُ‬ ‫الكدح يف حمج ْر‬ ‫أعمل مع ِ‬ ‫رفاق ِ‬ ‫و�أطفايل ثماني ٌة‬ ‫لهم َ‬ ‫اخلبز‪،‬‬ ‫رغيف ِ‬ ‫�أ�س ُّل ْ‬ ‫أثواب والدف ْرت‬ ‫وال َ‬ ‫ال�صخر‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ال�صدقات من با ِب ْك‬ ‫أتو�س ُل‬ ‫ِ‬ ‫وال � َّ‬ ‫وال �أ�صغ ْر‬ ‫بالط � ْ‬ ‫أعتابك‬ ‫أمام ِ‬ ‫� َ‬ ‫فهل تغ�ضب؟‬

‫وبيتي ُ‬ ‫كوخ ناطو ٍر‬ ‫والق�صب‬ ‫منَ الأعوا ِد‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تر�ضيك منزلتي؟‬ ‫فهل‬ ‫لقب‬ ‫�أنا �إ�س ٌم بال ِ‬ ‫ْ‬ ‫�سجل‬ ‫�أنا عربي‬ ‫فحمي‬ ‫ال�شعر‪..‬‬ ‫ولونُ‬ ‫ِ‬ ‫ٌّ‬ ‫بني‬ ‫ولونُ الع ِني‪ٌّ ..‬‬ ‫وميزاتي‪:‬‬ ‫على ر�أ�سي عقا ٌل َ‬ ‫فوق كوف ّيه‬ ‫كال�صخر‬ ‫وك ّفي �صلب ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يالم�سها‬ ‫تخم�ش من‬ ‫َ‬ ‫وعنواين‪:‬‬ ‫�أنا من قري ٍة عزال َء من�س ّي ْه‬ ‫�شوارعها بال �أ�سماء‬ ‫ُ‬ ‫احلقل واملحج ْر‬ ‫وك ُّل رجالها يف‬ ‫ِ‬ ‫تغ�ضب؟‬ ‫فهل‬ ‫ْ‬

‫�سجل!‬ ‫�سجل‬ ‫ِّ‬ ‫�أنا عربي‬ ‫�أنا عربي‬ ‫كروم �أجدادي‬ ‫لقب‬ ‫َ‬ ‫�أنا �إ�س ٌم بال ِ‬ ‫�سلبت َ‬ ‫أفلحها‬ ‫بالد ك ُّل ما فيها‬ ‫�صبو ٌر يف ٍ‬ ‫و�أر�ض ًا كنتُ � ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أنا وجمي ُع �أوالدي‬ ‫الغ�ضب‬ ‫يعي�ش بفور ِة‬ ‫ِ‬ ‫ترتك لنا‪ِّ ..‬‬ ‫ومل ْ‬ ‫ولكل �أحفادي‬ ‫جذوري‬ ‫َ‬ ‫�سوى هذي ال�صخو ِر‬ ‫ر�ست‬ ‫قبل ميال ِد‬ ‫ِ‬ ‫الزمان ْ‬ ‫َ‬ ‫فهل �ست� ُ‬ ‫أخذها‬ ‫احلقب‬ ‫وقبل تفت ِّح‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حكومتكم‪ ..‬كما قيال؟‬ ‫والزيتون‬ ‫ال�سر ِو‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫وقبل ّ‬ ‫‪َ ..‬‬ ‫الع�شب‬ ‫وقبل ترعر ِع‬ ‫�إذنْ‬ ‫ِ‬ ‫�سجل‪ ..‬بر� ِأ�س ال�صفح ِة الأوىل‬ ‫املحراث‬ ‫�أبي‪ ..‬من �أ�سر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫النا�س‬ ‫جنب‬ ‫ال من �ساد ٍة ِ‬ ‫�أنا ال �أكر ُه َ‬ ‫أحد‬ ‫وج ّدي كانَ فالح ًا‬ ‫وال �أ�سطو على � ٍ‬ ‫ن�سب!‬ ‫ولك ّني‪� ..‬إذا ما جعتُ‬ ‫بال ٍ‬ ‫ح�سب‪ ..‬وال ِ‬ ‫ال�شم�س َ‬ ‫يع ّلمني َ‬ ‫حلم مغت�صبي‬ ‫�شموخ‬ ‫قبل قراء ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكتب �آك ُل َ‬ ‫حذارِ‪ ..‬حذارِ‪ ..‬من جوعي‬ ‫ومن غ�ضبي!!‬


‫‪37 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫‪issue 53 / apr. 2nd 37‬‬

‫حماه‪ ..‬قصة وأغنية‬ ‫غ�سان �إدري�س‬ ‫َح َماه … َخ ٌط �أُ َح َّمر‬ ‫َح َماه … َخ ٌط �أُ َح َّمر‬ ‫ُج ْم َل ٌة َ�سمِ ْع َناهَ ا ِمنْ َقا َد ِة ا ْل َعامل و زعيم تركيا‬ ‫َت ُك ِّر ْر ِت ِم َرا ًرا َح َتّى �أَحد ْثت َط ِني ًنا يِف �أُذنيا‬ ‫ِح َني َكانَ َيت َ​َج ْم َهر َ�ش ْع ٌب ِب�أَ ْك َم ِل ِه‬ ‫ُم َنا ِد َي ًا … َي ْ�س ُق ُط الطاغيه‬ ‫يِف َح َماه‬ ‫َكانَ مْ َال ْن َظ ُر ْال ُ‬ ‫أجمل‬ ‫يِف ال َّث ْو َر ِة ال�سوريه‬ ‫يِف َح َماه … َكا َن ْت ثور ًة �سلمِ يه‬ ‫و القا�شو�ش َي ْ�ص َد ُح ِب َ�ص ْو ِت ِه ا ْل َغنا ِء‬ ‫�أَ َج َم ُل �أُ ْغ ِنيه‬ ‫ال�س َف َرا َء ْال َأجا ِن َب ِل رَ ُيوا مامل‬ ‫َزا َرهَ ا ُّ‬ ‫ثال حْ ُ‬ ‫َيرو ُه يِف ُب ْر ِج �إيفل و مِ ْت ُ‬ ‫ال ِّر َّيه‬ ‫يِف َح َماه �أُ ْ�ص ِب ْحت عجائب ال ُّد ْنيا‬ ‫ال�س ْب ُع َم ْن ِ�س َّيه‬ ‫َّ‬ ‫هد �أجمل‬ ‫يِف َح َماه … َم ْن َظ ٌر لمَ ْ ت َ​َ�ش ْ‬ ‫ِم ْنه َع ْي ِن ًّيا‬ ‫ال جْن ِيل ِق َي ًاما َك َه َذا‬ ‫لمَ ْ ُي ْذ ُك ُر يِف ْ إِ‬ ‫و لمَ ْ َي َر ْد يِف القر�أن �إِ َّن يِف َح َماه‬ ‫الم َّيه‬ ‫َمزَ ا َرا ِل َ�شخْ ِ�ص َّي ٍة ِ�إ ْ�س ِ‬ ‫و مازالت َح َماه َخ ُّط �أُ َح َّمر‬ ‫و َما َز َال � ْأه ُل َها َيخْ ُر ُجونَ ِل ُط ِل َب حْ ُ‬ ‫ال ِّر َّيه‬ ‫ِيخ َّيه‬ ‫ا�س َب ٍة تار ِ‬ ‫َك َما لمَ ْ تَخْ َر ْج َم ِدي َن َة يِف ُم َن َ‬ ‫َ�ص َّدق �أَ ْو اَل ت َ​َ�ص ُّدق هَ َذا‬ ‫الد ْو َل ِة ْال ْأم ِن َّيه‬ ‫مايحدث … يِف َّ‬ ‫و ا ْل َقا ِئ ُد يت�أَم ُل اللوح َة‬ ‫ُم ْن َد ِه َ�ش ًا‬ ‫ُم ْ�س َت ْغ َر َب ًا‬ ‫مت�سائ ًال‬

‫�أَ َل ْي َ�س هَ �ؤُ اَل ِء ِمنْ َقتْل ُه ْم َ�أ ِبي و َع َّمي‬ ‫يِف المْ َ َّر ِة املا�ضيه‬ ‫هُ ْم ِف ْع اَل بوجهوهم و �أ�صواتهم‬ ‫بعظامهم و �أرواحهم‬ ‫خر َج هَ �ؤُ اَلء‬ ‫َو َل ِكن … َك ْي َف ِ‬ ‫ِمنْ ُق ُبورِهُ ْم و نحن مل نرتك‬ ‫منهم �أحد حيا‬ ‫و َن ْحنُ لمَ ْ ُنترْ َْك ِم ْن ُه ْم‬ ‫َ�ش ْي َخا �أَ َو ِطف اًْل … �إمرا ًة َ�أ ْو َ�ص ِب ًّيا‬ ‫الَ ْم ِر ِب ُك ِل َر ِو ِّيه‬ ‫ِل ُي َف ِّكر ا ْل َقا ِئد ِب ْ أ‬ ‫ال ْج َر ُام‬ ‫و هُ َنا َي َت�أَ َّلقَ ِْ إ‬ ‫و َتت َ​َج َّلى فيه العبقريه‬ ‫ال�س َّف ُاح‬ ‫و ُي ْ�ص ِد َر َّ‬ ‫َم َر ِا�سي َم ُه اجلمهوريه‬ ‫ُي ِق ُيل المْ ُ َحا ِفظ ِ ألَ َّنه اَل ُي ِجيد ا ْل َقتْل‬ ‫و ُي ْع ِف َيه ِمنْ مهامه الإداريه‬ ‫و هُ َنا َت ْب َد�أُ امل�سرحيه‬ ‫و َي ْد ُخ َل الجْ َ ْي ُ�ش ا ْل َع َقا ِئ ِدي‬ ‫بكل بربر َّيه‬ ‫ِ‬ ‫و َيقْ�صف المْ َ َنازِل و امل�شايف و ُي َطارِد‬ ‫َّ‬ ‫�شارع و زاويه‬ ‫ال�ش ْعب يِف ُك ُّل ٍ‬ ‫و َي ْن َت َق ُمونَ ِمنْ � َأغ يِان القا�شو�ش‬ ‫ب�إقتال ِع ُح ْن َج َرتَه و ح َّبا َله ال�صوتيه‬ ‫وع َة غيني�س‬ ‫و ت َْدخل َح َماه َم ْو ُ�س َ‬ ‫ِل ْل َج َرا ِئ ِم الوح�شيه‬ ‫َح َماه لمَ ْ ُت َع ْد خط ًا �أَ َح َّمر‬ ‫َح َماه َم ِدي َن ٌة َح ْم َراء‬ ‫بلون دماء �أبنائها مطليه‬ ‫َح َماه ‪..‬‬ ‫َي ِامن ُت ْق َت ِل َني يِف ُك ّل ثور ٍة‬ ‫إ�سم الأب ٍو ال ِإبن‬ ‫ب� ِ‬ ‫و الروح ال�شيطانية‬


th issue issue54 53//apr. apr.11 2nd 38


‫‪39 issue 54 / apr. 11th‬‬

‫ضحكة‪ ..‬ودمعة‬

‫• �أوبام���ا يق ّر م�ساعدات دفاعي���ة للمعار�ضة‬ ‫ال�سوري���ة ‪ ..‬يعني رح تبع���ت �سريخيو رامو�س‬ ‫مدافع ريال مدريد يلعب مع املعار�ضة!‬ ‫• �صفح���ة منحبكجية ‪ -‬ريف �إدلب ‪ -‬اجلي�ش‬ ‫ير�ص���د �سي���ارة مفخخة ب�أكرث م���ن ‪ 3‬طن من‬ ‫املتفجرات‬ ‫ل���ك ‪ 3‬ط���ن متفج���رات!!!!!! ل���ك ب���ـ ‪ 3‬ط���ن‬ ‫متفج���رات بتعاقد مع مبنى هيئة الأركان ‪ ..‬و‬ ‫بي�ضل ينفجر كل يوم و ملدة ‪� 7‬سنني‬ ‫• هي�س���م م���ااااع‪ :‬الأ�سد ي�سع���ى �إىل جز�أرة‬ ‫الأزمة ال�سورية‬ ‫�سمعا باللبنن���ة ‪ ..‬بال�صومل���ة ‪ ..‬بالأرترتة ‪..‬‬ ‫بال�شي�شنة‬ ‫ب�س اجلز�أرة ‪ ..‬ما بتطلع �إال من ع�شاق اجلزر‬ ‫• خم�سة ع�شر رج ًال ماتوا من �أجل �صندوق‬ ‫طي���ب لي����ش م�ستغرب�ي�ن اذا ‪ً 40‬‬ ‫رج�ل�ا ماتوا‬ ‫بانفجار �صغري مع البوطي ؟؟؟‬ ‫• جمموعة بنات فيمني الأوكرانيات عاريات‬ ‫ال�صدر ‪ ..‬تظاهرو �ضد �أبو علي بوتني بزيارتو‬ ‫لأملانيا ‪ ..‬طبع ًا عاريات ال�صدر‬ ‫مني���ح ما تظاهرو �ضد �سيادت���و ‪ ..‬كان مدري‬ ‫�شو بيعمل ‪ ..‬بالآي‪-‬باد طبع ًا‬ ‫• البارحة ‪:‬‬ ‫(منظم���ة االنونيمو����س تقوم بتهك�ي�ر املواقع‬ ‫اال�سرائيلية )‪..‬‬ ‫املنحبكجي���ة ‪� :‬أبط���ال االنونيمو����س بالتعاون‬ ‫مع اجلي����ش ال�سوري االلكرتوين يلقنون العدو‬ ‫ال�صهيوين در�س ًا لن ين�سوه ‪.‬‬ ‫اليوم ‪:‬‬ ‫(منظم���ة االنونيمو����س تقوم بتهك�ي�ر املواقع‬ ‫ال�سورية التابعة للنظام )‬ ‫املنحبكجية (بعد اخل���ازوق) ‪� :‬أ�ص ًال منظمة‬ ‫االنونيمو�س تابعة لل ‪ cia‬الأمريكية واملو�ساد‬ ‫اال�سرائيلي ‪.‬‬ ‫• معل����ش �شب���اب الزم نع���ذر املنحبكجي���ة‬ ‫بخ�صو�ص مو�ضوع جهاد املناكحة‬ ‫لأنو احلرامي بف ّكر كل العامل حرامية‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬

‫وجماعة املناكحة بف ّكروا كل العامل مناكحجية الرتبية و الأخالق ‪ ..‬تفو عليك!‬ ‫و�صعب عليهن ي�ستوعبوا مو�ضوع ال�شرف‬ ‫• ب���ان كي م���ون يظهر يف ال�سنتياغ���و برنابيو‬ ‫• املنحبكجية داح�شني حالن دح�ش مبو�ضوع ملعب ريال مدريد حمتف ًال بع�ضوية نادي ريال‬ ‫مدريد يف الأمم املتحدة و الذي �سيكون الع�ضو‬ ‫تهكري املواقع اال�سرائيلية‬ ‫م���ا ناق�ص غري ب�شار يق���ول ( �أث ًال �أنا �شاركت رقم ‪1000‬‬ ‫�صراح��� ًة ‪ ..‬أ�ن���ا قل���ق ع ال���دوري و الك�أ�س ‪ ..‬و‬ ‫بالتهكري من الآيباد تبعي ) !!!!‬ ‫دوري الأبط���ال ‪ ..‬بعد هالظهور يا حج بان كي‬ ‫• من ناحي���ة �إنو ب�شار مرب���ى تربية «منذلية» مون!!‬ ‫‪ ..‬فال�شه���ادة هلل �إنو مربى يا �أخي ‪ ..‬و �إنو على‬ ‫يزع���ل خالتو �أم • �صفح���ات املنحبكجي���ة ‪ ..‬بيزف���و «�شهداء»‬ ‫خل���ق ‪ ..‬يعن���ي واحد ما ر�ضي ّ‬ ‫زعل كل �أمهات �سوريا ‪ ..‬بيكون مربى الوطن بال�شواالت ‪ ..‬و بيقولو خل�صت‬ ‫عاطف و ّ‬ ‫وال م���ا مربى!! ‪ ..‬مرب���ى وال ما مربى يا خرباء ي���ا �أعزائي ‪� ..‬أنتو اللي ع���م تخل�صو ‪ ..‬ما �شي‬ ‫الرتبي���ة احلديث���ة ‪ ..‬ي���ا داود �أوغل���و يا عدمي تاين �أبد ًا!‪.‬‬


issue 54 / apr. 11th 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.