العدد ٤٧ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 46 / jan. 27th

issue 47 / feb 7th 2013


‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬ ‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫‪47 7 feb. 2013‬‬ ‫‪th‬‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‪ :‬اﳉﻴﺶ اﻟﺴﻮري‪ُ :‬ﺣﻤﺎة ﺑﺸﺎر ‪ -٢-‬ﺳﻼح اﳉﻮ‬ ‫ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻌﺪد‪ :‬رﺑﻴﻊ اﻷﺧﺮس‪ :‬اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗﺮﻓﺾ ﲤﺜﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻷﺳﺒﻮع‪ :‬ﻓﻴﺼﻞ اﳌﻘﺪاد‪ ..‬ﻋﺼﺎﻣﻲ‪ ،‬ﺻﻨﻴﻊ اﳌﺼﺎدﻓﺔ‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫ﻣﺮ اﻟﻜﻼم »ﻋﺼﻔﻮرﻳﺔ«‬ ‫ﺳﻘﻂ اﳌﻨﻄﻖ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم‬ ‫اﳉﺒﻞ ذو اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺪرزﻳﺔ ﻫﻞ ﺳﻴﺤﺘﻀﻦ اﳉﻴﺶ اﳊﺮ؟؟‬ ‫اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻌﻤﻼت‪ ..‬ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﻛﺎن!‬ ‫ﺳﺮي ﻛﺎﻧﻴﻪ‪ :‬ﺣﺮوب اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﺴﻮرﻳﺔ‬ ‫ﺣﻤﻠﺔ »ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻋﻄﺎء«‪ ..‬ﺷﻌﻠﺔ أﻣﻞ‬ ‫اﶈﻜﻤﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﳌﺎذا ﻣﺎﻟﻲ وﻟﻴﺲ ﺳﻮرﻳﺎ؟‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺧﻀﺒﺎن اﻷﻟﻢ ‪١ -‬‬ ‫ﻓﺘﻮش‪ :‬ﻳﺎ راﻳﺤﲔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺐ ‪ ...‬ﺣ ّﺒﻲ ﻣﻌﺎﻛﻢ راح‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3 3

issue 46 / jan. 27th issue 46 / jan. 27th


‫‪4‬‬

‫‪issue‬‬ ‫‪issue46‬‬ ‫‪47//jan.‬‬ ‫‪feb.27‬‬ ‫‪7th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪47‬‬

‫هل زيتنا عكر!‬

‫وري» حمور خالف بني ال�سوريني‬ ‫رئي�س االئتالف ال�س‬ ‫�شكلت مباردة ال�شيخ معاذ اخلطيب « رية وال�سيا�سية‪ ،‬وحتى االجتماعية‪.‬‬ ‫�ضني على اختالف توجهاتهم الثو‬ ‫مف�صلية يف م�سرية الثورة ال�سورية‬ ‫طة‬ ‫نق‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫املعار ذي �شكل انتخابه رئي�س ًا لالئتالف‬ ‫عتقال وتعذيب وتهديد طاله من‬ ‫اخلطيب ال‬ ‫باعتباره ابن الثورة‪ ،‬فقد أ�تى من الداخل ال�سوري‪ ،‬بعد املعتدل ال�سوري الذي ميثل �شريحة‬ ‫بالإ�ضافة لكونه ممث ًال للإ�سالم ا‬ ‫قبل قوى الأمن ال�سوري‪،‬‬ ‫كبرية من ال�شعب ال�سوري‪.‬‬ ‫ب�شكل عام «�سيا�سي ًا» �سطعت �شم�س‬ ‫�ضة‬ ‫عار‬ ‫امل‬ ‫شل‬ ‫ف�‬ ‫و‬ ‫ف‪،‬‬ ‫ال‬ ‫الئت‬ ‫ا‬ ‫�س‬ ‫�أ�سي‬ ‫من مل تتلطخ يدهم بدماء ال�سوريني‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد �شهور من تبها «اخلطيب» تتلخ�ص باحلوار مع‬ ‫سية تقدم‬ ‫ً كة �سيا�سية �أم �ضرب من اجلنون؟‬ ‫مبادرة �سيا� «فاروق ال�شرع» فهل هي فعال حن‬ ‫وخ�ص بذلك‬ ‫الثورة ال�سورية‪ ،‬ومن ثم تخفيف‬ ‫املجتمع الدويل يقوم وب�شكل وا�ضح بتمويل بع�ض مفا�صل و�إ�ضعافها يف حني ليعود لتقويتها‬ ‫ذلك الدعم �أو حتى إ�يقافه لإبطاء عجلة الثورة ال�سورية الئتالف حيث كانت مهمة املجتمع‬ ‫يف حني �آخر‪ ،‬وهذا ما فعل مع كل من املجل�س الوطني وا�سورية ومن ثم يقوم على �إف�شالها‬ ‫الدويل ال�ضغط ل�شتكيل قوة �سيا�سية متثل املعار�ضة ال به تلك التي تكلم عنها وليد املعلم‬ ‫إعرتاف‪� ،‬أو ب�إدخالهم بتفا�صيل ت�ش‬ ‫�سيا�سي ًا‪� ،‬سواء ب�ضعف ال‬ ‫يف �إحدى م�ؤمتراته ال�صحفية‪.‬‬ ‫اج كل من النظام واملجتمع الدويل‬ ‫إ�ف�شال االئتالف‪ ،‬هو ما يحاول «اخلطيب» فعله وذلك ب�إحروار رغم انخفا�ض �ضعف مطالب‬ ‫للح‬ ‫على حد �سواء‪ ،‬وذلك بالت�أكيد على رف�ض النظام بذلك احلوار‪ ..‬الأبله مع النظام‪.‬‬ ‫ربك املجتمع الدويل الذي يطالب‬ ‫املعار�ضة‪ ،‬وبدوره ي‬ ‫�ش غليون‪ ..‬ي�سقط غليون‬ ‫يعي �ش املراقبون‪ ..‬ي�سقط املراقبون‪..‬‬ ‫يعي الئتالف‪ ..‬واليوم ي�سقط االئتالف‪..‬‬ ‫يعي�ش ا‬ ‫الهوينة‬

‫يا �شباب‪ ..‬فزيتنا لي�س كله عكر‪.‬‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬

‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫‪5‬‬

‫مر الكالم «عصفورية»‬

‫خا�ص ‪� /‬أ‪ .‬عماد غليون‬ ‫ه ��ي م�أوى ملن و�صلت به ��م الأحوال حلد‬ ‫اجلن ��ون ؛ وك ��ان ال ��ذي ؛ يط ��ق عقل ��و ؛‬ ‫ياخ ��دوا ع الع�صفورية رغما عنه مع �أنها‬ ‫خم�ص�ص ��ة يف الأ�سا�س لع�ل�اج �أ�صحاب‬ ‫امل�شاكل والأزمات النف�سية‪.‬‬ ‫�إر�س ��ال �شخ� ��ص للع�صفوري ��ة ك ��ان قمة‬ ‫الإهان ��ة والع ��ار ل ��ه ولأهل ��ه‪ ,‬م ��ع �أنه ��ا‬ ‫خم�ص�ص ��ة بالأ�سا� ��س لع�ل�اج م ��ن لديه‬ ‫�أزمة �أو م�شكلة نف�سية ال �أكرث‪.‬‬ ‫تق ��ع «الع�صفوري ��ة» بالقرب م ��ن دم�شق‬ ‫ولي� ��س حم� ��ص كما يظ ��ن البع�ض ب�سبب‬ ‫اتهاماتهم للحما�صنة وجهلهم للفرق بني‬ ‫الظرافة وخفة الدم واجلنون‬ ‫ال �أدري ماذا حل بـ «الع�صفورية» وهل ال‬ ‫تزال قائمة و�سط ه ��ذا اخلراب ال�شامل‬ ‫وماذا حل بنزالئها وماذا يفعلون‪.‬‬ ‫من املفيد ج ��دا �أن ن�ستطلع �أراءهم حول‬ ‫ما يجري يف البالد ؛ من امل�ؤكد �أن لديهم‬ ‫ر�ؤي ��ة �أخرى مغايرة متام ��ا» مل نظن �أننا‬ ‫نحن العقالء نعرفه وندركه‪.‬‬ ‫الع�صفوري ��ة �أ�شب ��ه بال�سج ��ن منها كدار‬

‫للعالج النف�سي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كن ��ا ن�سمع ق�ص�ص� �ا وحكايا ع ��ن معاناة‬ ‫ن ��زالء الع�صفوري ��ة قب ��ل دخوله ��م �إليها‬ ‫و�أثن ��اء �إقامته ��م فيه ��ا كذل ��ك‪ ،‬حت ��ول‬ ‫ق�سم كبري م ��ن هذه الق�ص� ��ص ملا ي�شبه‬ ‫الطرائف والنوادر لدى الكثريين‪.‬‬ ‫بع ��د �أن «ع�شنا و�شفنا» كم ��ا يقال اعتقد‬ ‫�أنن ��ا �سرناج ��ع نظرتن ��ا ال�سابق ��ة ع ��ن‬ ‫الع�صفورية ونزالئها «�إن كانوا ال يزالون‬ ‫موجودين»‬ ‫ما ح�صل ‪ ...‬ويح�صل من فظائع‪� ،‬أغرب‬ ‫م ��ن اخليال و�أ�صعب حتى على الت�صديق‬ ‫لوال �أننا نعي�شها فعال!‬ ‫نظام قاتل ابتلع الدول ��ة بكاملها ل�صالح‬ ‫فئ ��ة م ��ن املجرم�ي�ن ق ��ادوا قطعان� � ًا من‬ ‫نوع خارج ع ��ن �صفات و�أخ�ل�اق اجلن�س‬ ‫الب�شري‬ ‫�سيدخلون التاريخ ‪ ...‬نعم ولكن من �أ�سو�أ‬ ‫�أبوابه‬ ‫نع ��اين ونعي�ش �صدمة نف�سي ��ة هائلة ‪....‬‬ ‫تعجز قدراتنا الذهنية عن احتمالها‬ ‫فقدن ��ا الت ��وازن النف�سي وحت ��ى االتزان‬ ‫الفك ��ري كذل ��ك‪ ،‬و�أ�صب ��ح احللي ��م فينا‬

‫حريان‪.‬‬ ‫هائ ��ل ه ��و حج ��م‬ ‫الدمار الذي �أحلقه‬ ‫ال�شبي ��ح ا ألك�ب�ر‬ ‫وزبانيت ��ه يف نفو�سنا‬ ‫وال ميك ��ن تقدي ��ر‬ ‫الزم ��ن الذي نحتاجه �إىل العالج ؟ وهل‬ ‫ممكنٌ �شفا�ؤنا حقا»؟‬ ‫ك ��م «ع�صفوري ��ة» نحت ��اج لت�ستوعبن ��ا‬ ‫وت�ضمنا للعالج فيها‬ ‫م ��ن ي�ستطي ��ع �أن يق ��وم مبه ��ام العالج‬ ‫لي�ضم ��ن لن ��ا ال�شف ��اء وع ��ودة ال�صفاء‬ ‫والنقاء لنفو�سنا‪.‬‬ ‫�أعتق ��د �أننا يج ��ب �أن نبح ��ث عن نزالء‬ ‫«الع�صفورية» ال�سابقني و�أن نعتذر منهم‬ ‫ع ��ن معاملتن ��ا ال�سيئ ��ة ال�سابق ��ة له ��م‪،‬‬ ‫م�ؤك ��د �أن بع�ضهم عل ��ى الأقل كان يفهم‬ ‫احلقيقة فعال‪ ،‬ولذل ��ك مل ي�ستطع قبول‬ ‫العي� ��ش يف جمتمع مزي ��ف كما كنا نفعل‬ ‫نحن «العقالء»‪.‬‬ ‫ن ��زالء الع�صفوري ��ة ال�سابق�ي�ن‪ :‬نعت ��ذر‬ ‫منكم ونرجوك ��م �أن ت�صبحوا مر�شدين‬ ‫نف�سيني لنا‪ ,‬ون�أمل �أن يكون �شفا�ؤنا على‬ ‫�أيديك ��م �أيها «املجان�ي�ن» ال�سابقني‪ ،‬وها‬ ‫قد تبادلنا الأدوار فيما بيننا‪.‬‬

‫‪emad@sbhmagazine.com‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫سقط املنطق قبل النظام‬ ‫خا�ص ‪ /‬جفرا بهاء‬ ‫ي�سقط املنط ��ق يف �سوريا �سقوط ًا مدوي ًا‪،‬‬ ‫ي�ستيق ��ظ �صباح� � ًا لي�سم ��ع �أن احلكوم ��ة‬ ‫املحتل ��ة لبل ��ده اتخذت ق ��رار ًا برفع �سعر‬ ‫ليرت املازوت ع�شر لريات‪ ،‬ميد لها ل�سانه‬ ‫ويرفع الغط ��اء ليدفن ر�أ�س ��ه حتته بحث ًا‬ ‫عن القليل من الدفء‪..‬‬ ‫يكت�ش ��ف املواط ��ن ال�س ��وري �أن الكهرباء‬ ‫مل تنقط ��ع بعد‪ ،‬يجرب املنط ��ق «ال�ساقط‬ ‫�سلف� � ًا» عل ��ى النهو�ض معه م ��ن الفرا�ش‬ ‫لال�ستف ��ادة م ��ن نعم ��ة الكهرب ��اء‪ ،‬يفتح‬ ‫الالبت ��وب‪ ،‬يتجول يف الفي�س بوك‪ ،‬ويطل‬ ‫ب�سرعة على ال�صحافة املحلية والعربية‪..‬‬ ‫�صحاف ��ة بل ��ده تب ��دو ل ��ه أ�ك�ث�ر النك ��ت‬ ‫�إ�ضح ��اك ًا‪ ،‬خرباء اقت�صادي ��ون ينتقدون‬ ‫رف ��ع �سع ��ر امل ��ازوت‪ ،‬وحملل ��ون آ�خ ��رون‬ ‫ينبه ��ون م ��ن ارتف ��اع الأ�سعار بن ��اء على‬ ‫ارتف ��اع �سعر املازوت‪ ،‬بع ��د �أن ينتهي من‬ ‫ال�ضحك ي�صفن قلي�ل ً�ا‪« :‬عن �أي مازوت‬ ‫يتحدث ��ون‪ ،‬الله ��م ال �أ�س أ�ل ��ك رد الق�ضاء‬ ‫و�إمنا اللطف فيه»‪.‬‬ ‫�إن كان املواط ��ن ال�س ��وري يق ��ف ايام� � ًا‬ ‫ليح�ص ��ل على ب�ضع لي�ت�رات من املازوت‬ ‫ب�سع ��ر ال يق ��ل ع ��ن ‪ 100‬ل�ي�رة‪ ،‬و�إن كان‬ ‫ال�سع ��ر اجلديد و�صل حلافة الـ ‪ 25‬لرية‪،‬‬ ‫ف� ��إن قمة ال�سخرية والالكوميديا والغباء‬ ‫الإعالم ��ي �أن ميت�ش ��ق �أي �صحف ��ي قلمه‬ ‫لينب ��ه م ��ن خماطر رف ��ع �سع ��ر املازوت‪،‬‬ ‫ويكاد يكون جمرد ذكر اخلرب �أ�شبه بقول‬ ‫�أحدهم لآخر «طز فيك»‪.‬‬ ‫يحت ��ج املنط ��ق عل ��ى �صاحب ��ه املواطن‪،‬‬ ‫ينه ��ره وي�شم ��ت ب ��ه‪ ،‬وقب ��ل �أن ي�ست�سلم‬ ‫املواط ��ن يق ��رر �أن يجول عل ��ى ال�صحف‬ ‫العربي ��ة والأجنبي ��ه‪ ،‬الوا�شنط ��ن بو�ست‬ ‫تق ��ول �أن �أ�سم ��اء الأ�سد حام ��ل‪« ..‬طز‪..‬‬ ‫نحن �أطلقنا اال�شاعة»‬

‫التامي ��ز الأمريكية تقول �أن الأ�سد يعي�ش‬ ‫يف باخ ��رة بع ��د �أن قال ��ت قب ��ل م ��دة �أنه‬ ‫ن ��زح لل�ساحل العل ��وي‪« ..‬ط ��ز‪ ..‬فاللعنة‬ ‫�ستالحق ��ة اينم ��ا ح ��ل‪ ،‬و�آخرت ��ه بات ��ت‬ ‫معروفة و�إن طال الزمن»‪..‬‬ ‫تت�ساب ��ق ال�صح ��ف العربي ��ة اخلليجي ��ة‬ ‫واللبناني ��ة يف حتلي ��ل الث ��ورة ال�سوري ��ة‪،‬‬ ‫يتخ ��ذ كل كاتب و�ضعي ��ة اجلدية‪ ،‬وا�ضع ًا‬ ‫نظارات ��ه الطبي ��ة‪ ،‬متنك ��ر ًا بابت�سام ��ة‬ ‫ت�ساعده على االنتهاء م ��ن زاويته باكر ًا‪،‬‬ ‫وكله ��م يعرف ��ون ويدركون م ��اذا يح�صل‬ ‫هن ��اك يف �سوري ��ا‪ ،‬جميعهم يق ��ررون �أن‬ ‫الأ�سد زائل ال حمالة‪ ،‬وال �أحد منهم يتهم‬ ‫بلده بالتق�صري‪« ..‬ط ��ز‪ ..‬الولد ال�صغري‬ ‫ب�سوريا �صار بيعرف يحلل �أكرت منهم»‪.‬‬ ‫�سق ��ط املنطق يف �سوري ��ا �سقوط ًا مدوي ًا‪،‬‬ ‫و�أكملت احلي ��اة م�سريتها يف باقي الكرة‬ ‫الأر�ضية‪ ،‬مات الجئون من الربد واجلوع‪،‬‬ ‫وفرغ ��ت مدن ًا وقرى م ��ن �أهلها حتت نار‬ ‫الق�ص ��ف‪ ،‬وال يزال يخرج علين ��ا �أغبياء‬ ‫ليقنعون ��ا �أن البد م ��ن �أن ينت�صر املنطق‬ ‫يف النهاية‪.‬‬ ‫إ�ن ��ه املنط ��ق‪ ..‬املنط ��ق الذي تب ��ول على‬ ‫نف�سه يف �سوريا‪..‬‬ ‫‪jafra@sbhmagazine.com‬‬


7

issue 46 / jan. 27th


‫‪8‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫حتى الشهادة تختار‪..‬‬ ‫لم تكتف باألب فحملت ابنه ايض ًا‬ ‫خا�ص ‪� /‬سارة خالد‬

‫يف يوم الأح ��د ال�سابع والع�شرين من يناير‬ ‫اجل ��اري‪ ،‬انته ��ت عملية البح ��ث التي كان‬ ‫يق ��وم به ��ا �آل املهاين ��ي عن احل ��اج ن�ضال‬ ‫حممد جميل يحي ��ى املهايني وابنه ال�شاب‬ ‫مع ��اذ املهاين ��ي‪ ،‬حي ��ث وج ��دت جثتيهم ��ا‬ ‫يف بل ��دة مليح ��ة بري ��ف دم�ش ��ق وعرث على‬ ‫�سيارتهما حمرتقة بعد �آخر حاجز للجي�ش‬ ‫النظام ��ي يف م�س ��اء ي ��وم ال�سب ��ت وقامت‬ ‫العائلة بدفنهما يف اليوم التايل يف ال�صباح‬ ‫الباكر خوفا من �أعني النظام‪.‬‬ ‫وكان ��ت ع�صاب ��ات الأ�س ��د ق ��د قام ��ت‬ ‫باختط ��اف �أب ��و جم ��ال ال ��ذي كان يعم ��ل‬ ‫تاجرا يف احللب ��وين ومعه ابنه يوم ال�سبت‬ ‫املواف ��ق ‪ 19‬م ��ن ينايروه ��م يف طريقه ��م‬ ‫لبيتهم باملليحة‪ ،‬ويرجح ب�أن ال�شهيدين قد‬ ‫مت اعتقالهم ��ا بع ��د اخلط ��ف ل�سبب مازال‬ ‫جمهوال‪.‬‬ ‫ومنذ اليوم الأول لالختطاف قامت العائلة‬ ‫و�أه ��ل ح ��ي املي ��دان جميع ��ا بالبح ��ث عن‬

‫ال�ضحيتني ولكن دون جدوى‪.‬‬ ‫وبع ��د اكتم ��ال �أ�س ��بوع من البحث امل�ض ��ني‬ ‫وج ��د �أحد �أق ��ارب العائلة ال�ش ��هيدين على‬ ‫�أط ��راف الطري ��ق وذلك بع ��د �أن عرث على‬ ‫�سيارة احلاج حمرتقة بالكامل‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫يوم ال�سبت بتاريخ ‪.2013-01-26‬‬ ‫احلاج البالغ ‪ 54‬من عمره وال�ش ��اب ذي ‪28‬‬ ‫عام ��ا‪ ،‬القوا حتفهم وارتفع ��وا �إىل بارئهم‪،‬‬ ‫وال �أحد يدري ما ذنبهم‪ ،‬عملية االختطاف‬ ‫هذه لي�ست الوحيدة‪ ،‬فهي تتكرر �إما لغر�ض‬ ‫االعتق ��ال �أم التحقيق �أو حتى لطلب الفدية‬ ‫�إذ مل يع ��د اخلط ��ف بالأم ��ر الط ��ارئ �أو‬ ‫احلاالت الإ�ستثنائية ب ��ل �صار خطرا يوميا‬ ‫يهدد حياة املواطن�ي�ن‪� .‬سواء مت تنفيذه من‬ ‫قب ��ل قوات النظ ��ام الأ�س ��دي �أم على �أيدي‬ ‫جماعات متطرفة‪.‬‬ ‫ه ��ذه امل�أ�ساة التي حلت عليهم كانت فاجعة‬ ‫للعائل ��ة كله ��ا‪ ،‬ل�ل��أم التي خ�س ��رت زوجها‬ ‫وابنها يف ذات الي ��وم‪ ،‬والأبناء الذين ُيتموا‬ ‫وخ�سروا �أخاهم �أي�ضا‪ ،‬وحتى الأقارب الذين‬ ‫مازالوا يعي�شون حتت واقعة ال�صدمة‪ .‬وقد‬

‫كانت لنا الفر�صة للتحدث مع �أحد �أقاربهم‬ ‫الذي �صرح قائال وق ��د خنقته العربة‪« :‬ملن‬ ‫ال يع ��رف احل ��اج �أبو جمال فق ��د كان �شعلة‬ ‫ي�ستن�ي�ر بالق ��ر�آن العظي ��م يف درب ��ه‪ ،‬كان‬ ‫مي�شي قب ��ل �صالة الفجر اىل جامع الدقاق‬ ‫ليقر أ� الق ��ر�آن مل ��ن �أراد‪ ،‬كان حمبا للخري‪،‬‬ ‫كان تاج ��را �صدوق ��ا و�صديق ��ا �أمين ��ا‪� ،‬أما‬ ‫معاذ فكان «زينة ال�شباب»‪ ،‬مهذبا وخلوقا‪،‬‬ ‫م�ساملا‪ ،‬وبارا بوالديه»‪.‬‬ ‫كم ��ا �أن من اجلدي ��ر بالذكر قي ��ام منظمة‬ ‫«�إن�س ��ان رايت� ��س ووت� ��ش» لر�ص ��د انتهاكات‬ ‫حق ��وق الإن�س ��ان يف �سوري ��ا‪ ،‬مبتابع ��ة هذه‬ ‫احلالة من ��ذ الي ��وم الأول لالختطاف‪ ،‬وقد‬ ‫�سجل ��ت حالتيهم ��ا يف بداي ��ة االنخط ��اف‬ ‫ك�ضحاي ��ا عن ��ف‪� ،‬أم ��ا بع ��د �إع�ل�ان خ�ب�ر‬ ‫وفاتهم ��ا فقد مت �إدراجهم ��ا حتت �سجالت‬ ‫�ضحايا احلرب‪.‬‬ ‫أ�ب ��و جمال ومع ��اذ لي�س ��وا �س ��وى ق�صة من‬ ‫ق�ص� ��ص ال�شه ��داء الذين ترتف ��ع �أرواحهم‬ ‫يوميا ثمنا حلرية نادى بها الوطن ‪...‬‬ ‫‪sara@sbhmagazine.com‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫‪9‬‬

‫بعد أن سلبوا وقتلوا وخطفوا‪..‬‬

‫الشبيحة يتعلمون حرب العصابات في إيران‪..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬رنا جمال‬ ‫ب ��د�أت عنا�صر اللج ��ان ال�شعبية امل�شكلة‬ ‫يف غالبيتها من �أ�سفل الهرم االجتماعي‬ ‫بدورات قتالي� � ٍة و�أمني ٍة مكثفة يف �إيران‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وذلك للدخول جدي ًا يف ما �أ�سماه النظام‬ ‫جي� ��ش «الدف ��اع الوطن ��ي» املك ��ون م ��ن‬ ‫املدني�ي�ن املوالني له ليكون ��وا يف مواجهة‬ ‫مبا�شرة مع باقي ال�شعب املنتف�ض‪.‬‬ ‫ويف ح�ي�ن و�ص ��ل ع ��دد عنا�ص ��ر اللجان‬ ‫ال�شعبية يف دم�شق لوحدها ما يقارب ‪10‬‬ ‫�آالف عن�ص ��ر يتقا�ض ��ون رواتب �شهرية‬ ‫ترتاوح ما بني ‪� 15‬ألف �إىل ‪� 20‬ألف لرية‬ ‫�سوري ��ة‪ ،‬ف� ��إن ع ��دد ًا قلي ًال منه ��م وافق‬ ‫عل ��ى الذهاب �إىل �إيران واتباع الدورات‬ ‫هناك‪ ،‬وت�شري بع�ض امل�صادر �إىل �أن كل‬ ‫�شخ�ص اتبع هذه الدورات عليه �أن يكون‬

‫على �أهبة اال�ستعداد دائم ًا وفق ما ي�سمى‬ ‫«اخل ��ط ال�ساخن»‪ ،‬وهو م ��ا جعل كثريين‬ ‫م ��ن ه� ��ؤالء ي�ت�رددون يف ذل ��ك‪ ،‬فحم ��ل‬ ‫وبحدود �ضيقة‬ ‫ال�س�ل�اح �ضمن مناطقهم‬ ‫ٍ‬ ‫�أف�ض ��ل له ��م م ��ن اخل ��روج �إىل مناط ��ق‬ ‫�أخرى جمهول ًة بالن�سبة لهم‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن النظ ��ام يري ��د تر�سي ��خ حرب‬ ‫الع�صاب ��ات يف املرحل ��ة القادم ��ة‪ ،‬ع�ب�ر‬ ‫�شبيحت ��ه مم ��ن مار�سوا ال�سل ��ب والنهب‬ ‫بتفوي�ض م ��ن ال�سلطة‬ ‫والقتل واخلط ��ف‬ ‫ٍ‬ ‫التي �سلمته ��م ال�سالح و�أعطتهم النفوذ‪،‬‬ ‫والي ��وم يريده ��م التح ��ول �إىل القت ��ال‬ ‫املبا�ش ��ر حلمايته‪ ،‬وهو ما ح ��اول م�سبق ًا‬ ‫�أن ير�سخ ��ه يف بع�ض مناط ��ق الأقليات‪،‬‬ ‫ع�ب�ر ا�ستخ ��دام املوال�ي�ن يف مواجه ��ة‬ ‫�رب �أهلية يريد‬ ‫املعار�ض�ي�ن‪ ،‬ما ينذر بح � ٍ‬

‫النظ ��ام �إ�شعال نريانه ��ا خالل وجوده يف‬ ‫ال�سلطة وحتى بعد رحيله‪.‬‬ ‫واملخاوف التي يثريها النا�شطون يف هذا‬ ‫املجال تتعلق �أي�ض ًا يف احلالة الأمنية التي‬ ‫ميكن �أن ت�سود الب�ل�اد �سواء قبل �سقوط‬ ‫النظ ��ام �أو بعد �سقوط ��ه‪ ،‬ال �سيما بعد �أن‬ ‫ب�شكل‬ ‫كل الف�ضائ ��ح التي ميار�سها ه�ؤالء ٍ‬ ‫يومي يف مناطقهم‪ ،‬فكيف �سيكون احلال‬ ‫بعد �سقوط النظام؟‪� ،‬س�ؤال ملح يطرحه‬ ‫النا�شط ��ون‪ ،‬ال �سيم ��ا �أن غالبية اللجان‬ ‫ال�شعبية هم من العاطلني عن العمل‪ ،‬وال‬ ‫يحمل ��ون �أي �شه ��ادات‪ ،‬ومت جذبه ��م من‬ ‫�أ�سف ��ل اله ��رم االجتماع ��ي يف مناطقهم‬ ‫لن�ش ��ر الفو�ض ��ى‪ ،‬وحالهم �سيك ��ون �أ�سو�أ‬ ‫�ات قنالية و�أمنية يف‬ ‫بع ��د �أن تلقوا تدريب � ٍ‬ ‫�إيران‪ ،‬ليكون الق ��ادم على البالد �أخطر‬ ‫بوجودهم‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 10‬‬

‫اجلبل ذو األقلية الدرزية هل سيحتضن اجليش احلر؟؟‬ ‫خا�ص ‪ /‬ال�سويداء ‪ -‬رنا جمال‬ ‫فتح ��ت املع ��ارك الأخرية الت ��ي �شهدتها‬ ‫حمافظة ال�سويداء م�ؤخر ًا‪ ،‬الباب وا�سع ًا‬ ‫عل ��ى جمل� � ٍة م ��ن الت�س ��ا�ؤالت املرتبط ��ة‬ ‫ب�إمكانية احت�ضانها للجي�ش احلر‪ ،‬بكونها‬ ‫منطق ��ة الأقلي ��ات الدرزي ��ة و�أغلبيته ��ا‬ ‫ال�صامتة �أو املوالية‪.‬‬ ‫معظ ��م الهجمات الت ��ي �شنته ��ا عنا�صر‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر أ�ت ��ت عل ��ى ي ��د الكتائب‬ ‫امل�شكلة من �أبناء املحافظة‪ ،‬ال �سيما كتيبة‬ ‫�سلط ��ان با�ش ��ا الأطر�ش‪ ،‬الت ��ي ا�ست�شهد‬ ‫قائده ��ا خل ��دون زي ��ن الدي ��ن يف معركة‬ ‫�ضه ��ر اجلبل الأخرية‪ ،‬لكن ذلك مل يغري‬ ‫اعتق ��اد كثريين م ��ن املوال�ي�ن بامل�ؤامرة‬ ‫الكونية‪ ،‬ليكونوا ه�ؤالء هم امل�صيدة التي‬ ‫�أوقع ��ت م ��ا يف ��وق ‪ 15‬عن�صر م ��ن �أبناء‬

‫اجلب ��ل املن�شقني عن ق ��وات النظام بني‬ ‫قتيل وجريح يف املعركة ذاتها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا امل�شهد ذاته كان قائم ًا حتى خالل‬ ‫املظاه ��رات ال�سلمي ��ة الت ��ي خرجت بها‬ ‫املحافظة منذ ان ��دالع الثورة‪ ،‬فاالعتداء‬ ‫عل ��ى املتظاهري ��ن وت�سليمه ��م لق ��وات‬ ‫الأمن أ�ه ��م املظاهر التي قام بها ه�ؤالء‪،‬‬ ‫وبالتايل غابت احلا�ضن ��ة ال�شعبية حتى‬ ‫ع ��ن املظاهرات ال�سلمي ��ة فما هو احلال‬ ‫�إذ ًا بالن�سبة للجي�ش احلر؟‪.‬‬ ‫ال�س� ��ؤال يعترب م�ؤرق� � ًا لغالبية النا�شطني‬ ‫يف املحافظ ��ة فمنهم م ��ن يذهب لو�صف‬ ‫عملي ��ات اجلي� ��ش احل ��ر يف املحافظ ��ة‬ ‫باحلماق ��ة‪ ،‬ومربراته ��م يف ذل ��ك وف ��ق‬ ‫�أح ��د النا�شط�ي�ن �أن احل ��راك املحافظة‬ ‫�إىل اليوم مل يكم ��ل دورته الطبيعية التي‬

‫و�صلت �إليه ��ا املحافظات الأخرى‪ ،‬والتي‬ ‫انتقل ��ت م ��ن املظاه ��رات ال�سلمي ��ة �إىل‬ ‫االعتق ��االت واالعت ��داءات‪� ،‬إىل الإفراط‬ ‫يف العن ��ف يف مواجه ��ة املتظاهري ��ن‪،‬‬ ‫ومن ثم القمع املعم ��م وا�ستخدام معظم‬ ‫اا�أ�سلح ��ة الثقيلة يف ذل ��ك‪ ،‬كل ذلك �أدى‬ ‫يف معظ ��م املحافظ ��ات �إىل ن�ش ��وء حالة‬ ‫عامة معار�ضة للنظام وحتت�ضن اجلي�ش‬ ‫االحر باعتباره حامي ًا للمدنني‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف النا�شط‪ ،‬يف ال�سوي ��داء الو�ضع‬ ‫خمتلف متام ًا‪ ،‬فحتى الآن ما زال النظام‬ ‫يتعامل بحذر مع �أبناء املحافظة‪ ،‬كونهم‬ ‫من الأقليات‪ ،‬ودخ ��ول اجلي�ش احلر قبل‬ ‫اكتم ��ال ه ��ذه ال�ص�ي�رورة �إىل املحافظة‬ ‫�سيعط ��ي النظ ��ام الغط ��اء وال�شرعي ��ة‬ ‫ب�شكل كب�ي�ر‪� ،‬أ�ضف �إىل‬ ‫ملمار�س ��ة عنف ��ه ٍ‬ ‫ذل ��ك اخلط ��ر عل ��ى �آالف النازح�ي�ن يف‬ ‫املحافظ ��ة‪ ،‬دون جدوى حمقق ��ة للجي�ش‬ ‫احلر‪ ،‬فاحلا�ضن ��ة ال�شعبية غري متوفرة‬ ‫وهذا حقيق ��ة ال ميكن نكرانها‪ ،‬وحتى يف‬ ‫�صفوف املعار�ض�ي�ن �أنف�سهم‪ ،‬هناك من‬ ‫ي�ؤمن بالالعنف ال ��ذي يعني الدفاع عن‬ ‫نف�س وال يعني الهجوم‪.‬‬ ‫ويف ج ��زءٍ �آخر من امل�شه ��د يف ال�سويداء‬ ‫هن ��اك م ��ن يعت�ب�ر �أن دخ ��ول اجلي� ��ش‬ ‫احلر �أم ��ر ال مفر منه‪ ،‬حي ��ث يقول �أحد‬ ‫النا�شط�ي�ن �أن ��ه من رف ��ع �شع ��ار �إ�سقاط‬ ‫النظ ��ام علي ��ه الإمي ��ان بحتمي ��ة وج ��ود‬ ‫اجلي�ش احلر يف كل املناطق واملحافظات‬ ‫ال�سوري ��ة‪ ،‬فالتجرب ��ة �أثبت ��ت عل ��ى مدى‬ ‫�ود م�ض ��ت‪ ،‬وتكر�س ��ت يف العام�ي�ن‬ ‫عق � ٍ‬ ‫الفائت�ي�ن‪� ،‬أن ه ��ذا النظ ��ام ال ميك ��ن‬ ‫�إ�سقاط ��ه �إال بال�س�ل�اح‪ ،‬رغ ��م الفات ��ورة‬ ‫الت ��ي ندفعه ��ا يومي� � ًا‪ ،‬ويف الوق ��ت ذات ��ه‬ ‫نح ��ن ال نريد تدخ ًال دولي� � ًا وقالها الثوار‬ ‫�أنن ��ا قادرون على �إ�سقاطه ب�سالحنا دون‬ ‫التدخل‪ ،‬الذي لن يحدث �أ�ص ًال‪ ،‬وهذا ال‬ ‫ميكن �إال من خالل االلتفاق حول اجلي�ش‬


‫‪11 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫احل ��ر وم�ؤازرت ��ه‪ ،‬وال�سوي ��داء ج ��زء من‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫وفئة �أخرى من النا�شطني ترى يف دخول‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر وجه ًا من وج ��وه م�شاركة‬ ‫�أبن ��اء املحافظة يف الثورة ب ��كل �أ�شكالها‬ ‫ال�سلمي ��ة وحت ��ى امل�سلح ��ة‪ ،‬ويق ��ول �أحد‬ ‫النا�شط ��ون‪� :‬إن النظ ��ام ا�ستخ ��دم طيلة‬ ‫�ود م�ض ��ت فزاع ��ة ال�سلفي ��ة‪ ،‬وحاول‬ ‫عق � ٍ‬ ‫الرتكي ��ز عليه ��ا م ��ن بداية الث ��ورة‪ ،‬لكن‬ ‫تواجدن ��ا نح ��ن ك�أقلي ��ات فيه ��ا ينفي ما‬ ‫يري ��د النظ ��ام ترويجه‪ ،‬وم�شارك ��ة �أبناء‬ ‫املحافظ ��ة يف كتائب اجلي� ��ش احلر على‬ ‫قد ٍر كب�ي ٍ�ر م ��ن الأهمية لتحقي ��ق الغاية‬ ‫وه ��ي بناء �سوريا جدي ��دة جلميع �أبنائها‬ ‫بعد �سقوط النظام‪.‬‬ ‫ويب ��دو �أن اجل ��دل �سيبق ��ى قائم� � ًا حول‬ ‫�إمكانية دخول اجلي� ��ش احلر للمحافظة‬ ‫وم ��دى ج ��دوى ذل ��ك‪ ،‬فحت ��ى املن�شقني‬ ‫عن ق ��وات النظام والن�ضم�ي�ن ل�صفوف‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر يعتربون �أن ذل ��ك يحتاج‬ ‫نقا�ش وم�شاركة يف الآراء‪ ،‬حيث وجه‬ ‫�إىل ٍ‬

‫املالزم مهن ��د العي�سمي م�ؤخر ًا ندا ًء �إىل‬ ‫�أهايل اجلبل ج ��اء فيه‪�« :‬أخوتي الأحرار‬ ‫يف جب ��ل العرب حان لنا �أن نكون ثائرين‬ ‫ب ��كل معن ��ى الكلم ��ة ح ��ان لن ��ا �أن نعمل‬ ‫ونتحم ��ل م�س�ؤليتنا أ�م ��ام اهلل والوطن ال‬ ‫نريد اق ��وال نريد افعال ك ��ل مبكانه وكل‬ ‫ح�س ��ب ا�ستطاعته وقدرته زم ��ن الأقوال‬ ‫انته ��ى ‪ ...‬لدين ��ا خ�ب�رة ك�سبناه ��ا م ��ن‬ ‫الث ��ورة وتعلمن ��ا درو�س ��ا كث�ي�رة ولن نقع‬ ‫باخط ��اء وقعت بها بع� ��ض املناطق يجب‬ ‫ان يكون لدينا االكتفاء الذاتي من اموال‬ ‫وغ ��ذاء ودواء و�س�ل�اح ‪ ..‬نري ��د ان نثبت‬ ‫الح ��رار �سوري ��ا انن ��ا اح ��رار وان اجلبل‬ ‫ما�ض عل ��ى نف�س تاريخه ي�ش ��ارك وطنه‬ ‫و�شعبه بال�سراء وال�ضراء‪ ..‬انا ال ا�ستطيع‬ ‫ان اعم ��ل مبفردي وك ��ل واحد منا كذلك‬

‫االم ��ر لذل ��ك علين ��ا ان نتع ��اون‪ ..‬قدوم‬ ‫اجلي� ��ش احل ��ر �إىل ال�سويداء �أم ��ر واقع‬ ‫بامل�ستقبل ليكن لدينا علم بذلك فالثورة‬ ‫املمثلة يف الثوار �ستفر�ض �سيطرتها على‬ ‫كل االرا�ضي ال�سورية فعلينا وبكل طاقتنا‬ ‫ان نهيئ البنائنا الث ��وار يف ال�سويداء كل‬ ‫�شي ��ئ لنح ��رر بلدن ��ا بايدين ��ا وال نرتكها‬ ‫لل�شبيحة من مرتزقة النظام ومن �شيوخ‬ ‫اجله ��ل فه� ��ؤوالء عاجزي ��ن ع ��ن حماية‬ ‫اجلبل‪»..‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 12‬‬

‫احتياطي العمالت‪ ..‬في خبر كان!‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫عل ��ى الرغ ��م م ��ن حم ��اوالت امل�ص ��رف‬ ‫املركزي ال�سوري بالت�أكيد ان احتياطات‬ ‫�سورية من القطع االجنبي مايزال بخري‬ ‫حي ��ث مل يطلها �س ��وى انخفا� ��ض ب�سيط‬ ‫اليتع ��دى ن�سب ��ة ال� �ـ ‪� %10‬إال �أن تقري ��ر ًا‬ ‫�ص ��در م ؤ�خ ��ر ًا ع ��ن «املرك ��ز ال�س ��وري‬ ‫لبح ��وث ال�سيا�سات»‪ ،‬ج ��اء ليثبت عك�س‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬حيث نّبي التقري ��ر �أنه من املتوقع‬ ‫انخفا�ض «االحتياطي النقدي يف �سورية‬ ‫وال ��ذي كان يبلغ ‪ 18‬مليار دوالر �أمريكي‬ ‫يف عام ‪� 2010‬إىل مايقارب امللياري دوالر‬ ‫�أمريكي مع نهاية ع ��ام ‪ ،2012‬وافرت�ض‬ ‫التقرير �أن العجز مت متويله على الأرجح‬ ‫من االحتياطات الأجنبية‪.‬‬ ‫كما ولف ��ت التقرير �أنه «من املتوقع �أي�ضا‬ ‫�أن ينتج عن الأزم ��ة �أثر �سلبي كبري على‬ ‫ميزان املدفوعات‪ ،‬مع عجز يقدر بحوايل‬ ‫‪ 5.1‬مليار دوالر امريكي اي ‪ %8.85‬من‬ ‫الن ��اجت املحل ��ي الإجمايل يف ع ��ام ‪2011‬‬ ‫وح ��وايل ‪ 10.9‬ملي ��ار دوالر �أمريكي �أي‬

‫‪ %27.6‬م ��ن الناجت املحل ��ي الإجمايل يف وامل�ست ��وردات ك ��ان يت ��م تغطيت ��ه م ��ن‬ ‫تدفقات القطع االجنبي من ال�سياحة‪.‬‬ ‫عام ‪.»2012‬‬ ‫وا�شار �إىل �أن «االثر الرتاكمي على ميزان‬ ‫املدفوع ��ات يق ��در بح ��وايل ‪ 16.0‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي مع نهاية ‪ 2012‬الذي يعود‬ ‫ب�ش ��كل رئي�سي �إىل عج ��ز ح�ساب امليزان‬ ‫اجلاري املتوقع ل ��ه �أن ي�صل �إىل ‪%18.5‬‬ ‫من الن ��اجت املحلي الإجمايل عام ‪،2012‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إىل خ ��روج اال�ستثمارات املحلية‬ ‫واالجنبية من الن�شاط االقت�صادي»‪.‬‬ ‫وعل ��ق خب�ي�ر اقت�ص ��ادي عل ��ى التقري ��ر‬ ‫أ�ن ��ه م ��ن املتوق ��ع ه ��ذا االنخفا� ��ض‬ ‫بالقط ��ع االجبنب ��ي على الرغ ��م من كل‬ ‫الت�صريحات النظامي ��ة التي تبني عك�س‬ ‫ذل ��ك وذك ��ر اخلبري هن ��ا ب� ��أن ا�سترياد‬ ‫�سوري ��ا ك ��ان ي�صل تقريب ��ا �إىل ‪ 12‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬يف حني �أنها قيمة �صارداتها كانت‬ ‫ت�ص ��ل �إىل ‪ 9‬مليار‪ ،‬م�ش�ي�ر ًا �إىل �أن هذا‬ ‫العج ��ز يف الفارق بني قيم ��ة ال�صادرات‬

‫و�أ�ش ��ار م ��ع االنكما� ��ش االقت�ص ��ادي‬ ‫التي تعي�ش ��ه �سورية الي ��وم ب�سبب احلل‬ ‫الع�سك ��ري �أدى �إىل توق ��ف ال�سياح ��ة‬ ‫وتعطله ��ا ب�ش ��كل كام ��ل بالإ�ضاف ��ة �إىل‬ ‫خ ��روج الب�ت�رول ع ��ن ال�سيط ��رة بع ��د‬ ‫العقوب ��ات االقت�صادية التي طبقت على‬ ‫�سوري ��ة م�ش�ي�ر ًا �أن البرتول ك ��ان ي�ؤمن‬ ‫والب�ت�رول ‪ 3,5‬ملي ��ار دوالر �سنوي ��ا من‬ ‫ا�ص ��ل ‪ 9‬ملي ��ار �ص ��ادرات‪ .‬وبالتايل ف�إن‬ ‫�سورية تعي�ش الي ��وم من حالة من زيادة‬ ‫امل�صاريف‪.‬‬ ‫حول ما ميكن �أن ي�ساعد القر�ض‬ ‫الإي ��راين وال ��ذي يبل ��غ‬ ‫ملي ��ار دوالر‬


‫‪13 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫النظ ��ام يف ردم الهوة او�ضح امل�ص ��در �أن ن�صف مبلغ القر�ض‬ ‫الإي ��راين خم�ص� ��ص ملحطة كهرب ��اء �ستبنيها إ�ي ��ران والباقي‬ ‫للم�ش ��ايف والأدوي ��ة‪ ،‬وبالت ��ايل ل ��ن ت ؤ�ث ��ر ه ��ذه الوديع ��ة عل ��ى‬ ‫االحتياطي يف �شيء‪.‬‬ ‫وبينّ ب�أن النظام ف ّرط بالدوالر عندما �سلمه لل�صرافة وجعلهم‬ ‫يتحكم ��ون بال�سوق‪ ،‬متوقع ًا �أن هن ��اك انكما�ش يف االقت�صادي‬ ‫ال�سوري يرتاوح ن�سبته بني ‪� %20‬إىل ‪ ،% 30‬وهو ما �سي�ؤدي �إىل‬ ‫انخفا�ض قيمة اللرية ال�سورية تدريجي ًا‪.‬‬ ‫ور�أى اخلب�ي�ر يف ه ��ذا التقري ��ر حماول ��ة يف تراج ��ع النظ ��ام‬ ‫وحكومته ب�أن االحتياطي الأجنب ��ي مايزال �صامد على اعتبار‬ ‫ان املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات م�ؤ�س�سة �شبه ر�سمية‪.‬‬ ‫ذكرت �صحيفة «فاينن�شال تاميز»‪ ،‬م�ؤخرا �إن‪�« :‬أرقام امل�صرف‬ ‫املرك ��زي ال�س ��وري �أظه ��رت �أن احتياط ��ي العم�ل�ات ال�صعبة‬ ‫تراج ��ع بن�سب ��ة ‪ %13‬ومن‪ 17.4‬ملي ��ار دوالر يف أ�ي ��ار من عام‬ ‫‪� 2011‬إىل ‪ 15.1‬ملي ��ار دوالر بنهاي ��ة �أب الع ��ام املا�ضي‪ ،‬لكن‬ ‫العديد م ��ن املراقبني امل�ستقلني �شككوا يف ه ��ذه الأرقام نظرا‬ ‫للأعباء الثقيلة التي تواجه النظام وعلى ر�أ�سها العقوبات»‪.‬‬ ‫‪gazal@sbhmagazine.com‬‬

‫سخرية الكواكبي من البلدية‬ ‫في زمن االستبداد‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬حممد جمال طحان‬ ‫كتب الكواكبي يف �صحيفته ‪:‬اعتدال»‬ ‫مقالة بعنوان ((جلنة اال�صطالحات‬ ‫العموم ّية)) وفيها يتك ّلم على �أهم ّية‬ ‫الإ�صالح‪ ،‬مبتدئ ًا ب�إ�صالح معناه‬ ‫((�إن احتياجنا العام �إىل الإ�صالح بالغ فينا حتى �إىل لزوم‬ ‫الإ�صالح يف تف ّهم معنى لفظة الإ�صالح)) ثم ينتقل �إىل‬ ‫ويبي وظائف �أع�ضاء‬ ‫الكالم على جلنة الإ�صالح ومها ّمها‪ ،‬نّ‬ ‫اللجنة وبح ّثهم على التعاون ((فاتحّ دوا وتعا�ضدوا))‬ ‫ويح ّذرهم قائ ًال‪(( :‬و�إياكم تفرق القلوب وت�شاحنها)) بل‬ ‫ال بد من التعاون خلدمة من وثقوا بكم ومنحوكم �شرف‬ ‫منا�صبكم (وذلك بالبحث والتفكري يف �إ�صالح �أحوالهم‬ ‫وحتقيق �آمالهم)) ‪.‬‬ ‫ثم يقدّم مقالة �ساخرة بعنوان ((�آثار جغرافية يف حلب))‪،‬‬ ‫وفيها يتحدّث عن �آثار ((�صحراء �سوق اجلمعة))‬ ‫التي هي عبارة عن مركز لتج ّمع �أو�ساخ املدينة ((وهي‬ ‫�صحراء وا�سعة متو�سطة يف املدينة ت�شبه �صحراء املغرب‬ ‫يف تو�سطها �أفريقيا‪ ،‬وحميطها نحو �أربعني كيلو مرتا‪،‬‬ ‫وفيها �سل�سلة جبال �أورال يف ارتفاعها‪ ،‬وهي متكونة من‬ ‫جت�سمها وارتفاعها ما حتمله‬ ‫�أو�ساخ املدينة‪ ،‬ومل مينع من ّ‬ ‫ّ‬ ‫عوا�صف الأهواية منها ومتطرها على ر�ؤو�س �سكان املدينة‪،‬‬ ‫لأن كرثة ما هو متّ�صل الورود عليها من الأو�ساخ يع ّو�ض‬ ‫النق�ص‪ ،‬بل ويزيد)) ‪ .‬ويع ّرج على �آثار �أخرى �أي�ض ًا هي‬ ‫((بحرية الكال�سة)) وهي عبارة عن م�ستنقع لتجمع مياه‬ ‫القاذورات‪ ،‬ي�ش ّكل منتزه رئي�س دائرة البلدية �أحد حدودها‪.‬‬ ‫يتحدث عن �أثر ثالث هو ((مزابل احلمامني)) التي‬ ‫ثم ّ‬ ‫ً‬ ‫ت�ش ّكل جبال من ((الروث)) ت�ؤذى النا�س برائحتها‬ ‫ودخانها‪ ،‬يقول ((مزابل احلمامني التي هي‪ ،‬يف ج�سامتها‬ ‫وارتفاعها و�شكلها املر ّبع �أو امل�ستدير‪ ،‬حتاكي �أهرامات‬ ‫م�صر امل�شهورة)) ‪.‬‬ ‫ثم يبني م�س�ؤولية ((دائرتي البلدية)) عن ذلك‪ ،‬بلهجة‬ ‫�ساخرة ‪(( :‬وهذا كله من بع�ض ف�ضل دائرتّي البلدية))‬ ‫اللتني يلخ�ص نتاج �أعمالها بكلمة ((ال �شيء)) ‪ .‬ومل‬ ‫يطل الوقت ب�صحيفة ((اعتدال)) حتى القت م�صري‬ ‫((ال�شهباء)) وتو ّقفت عن ال�صدور ب�أمر من الوايل‬ ‫امل�ستبد‪ ،‬بعد �شهرين ون�صف من �إن�شائها ‪.‬‬ ‫‪jamal@sbhmagazine.com‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 14‬‬

‫وجود فائض من املادة للتصدير ليس سوى تشبيح إعالمي‬

‫البنزين‪ ..‬مصافي متوقفة واالحتياطي مهدد‪ ..‬والليتر بـ ‪100‬ل‪.‬س‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫�أث ��ار ت�صري ��ح �أح ��د امل�س�ؤول�ي�ن يف النظام‬ ‫ال�سوري ب� ��أن لدى �سوريا فائ� ��ض من مادة‬ ‫البنزي ��ن للت�صدي ��ر‪� ،‬سخري ��ة ال�سوري�ي�ن‬ ‫وا�ستهزائهم يف وقت ت�شت ��د عليهم املعاناة‬ ‫يف احل�ص ��ول عل ��ى لي�ت�ر م ��ن ه ��ذه املادة‪،‬‬ ‫والتي ي�ؤدي نق�صانه ��ا �إىل �شلل يف احلركة‬ ‫االقت�صادي ��ة بدم�ش ��ق وريفه ��ا‪ ،‬ولعل تذرع‬ ‫النظ ��ام ال�س ��وري وحكومت ��ه ب� ��أن �أ�سب ��اب‬ ‫الأزم ��ة �إمن ��ا يع ��ود �إىل �صعوب ��ة النقل بني‬ ‫املحافظ ��ات مل يعد يقنع �أح ��د ًا على اعتبار‬ ‫�أن املحافظ ��ات ال�سورية عان ��ت من �صعوبة‬ ‫يف النق ��ل يف مراح ��ل ما�ضي ��ة‪ ،‬ومل تت�أث ��ر‬ ‫�صهاريج نقل البنزين‪.‬‬ ‫كم ��ال ه ��و م ��ن �أح ��د ال�شب ��ان الذي ��ن مل‬ ‫ي�ستطيع ��وا الو�ص ��ول عل ��ى �أماك ��ن عملهم‬ ‫خالل الأي ��ام املا�ضية حي ��ث �أوقف �سيارته‬ ‫بعد �أن باتت رحل ��ة احل�صول على البنزين‬ ‫مهم ��ة م�ستحيل ��ة‪ ،‬حت ��دث ع ��ن معانات ��ه‬ ‫مو�ضح� � ًا �أنّ ت�صري ��ح حكومة النظام حول‬ ‫وج ��ود فائ�ض من البنزين �أث ��ار غ�ضبه �إىل‬ ‫حد كبري‪ ،‬معترب ًا �أن النظام مايزال م�صر ًا‬ ‫على اال�ستم ��رار مب�سرحيت ��ه الهزلية التي‬

‫ي�ضح ��ك بها على عق ��ول املواطنني‪ ،‬راف�ض ًا‬ ‫وعل ��ى الرغم من كل امل�صائ ��ب التي تنهال‬ ‫على ه ��ذا ال�شعب االعرتاف حت ��ى مبعاناة‬ ‫املواط ��ن اليومية‪ ،‬مت�سائ�ل ً�ا �إذا كان هناك‬ ‫فائ�ض م ��ن امل ��ادة للت�صدير فلم ��اذا تقف‬ ‫ال�سي ��ارات �ساع ��ات طويلة �أم ��ام حمطات‬ ‫الوقود دون �أن حت�ص ��ل على ليرت واحد؟!!‪،‬‬ ‫وملاذا بات هناك �سوق �سوداء للبينزين كما‬ ‫املازوت واخلبز والغاز؟!!‪.‬‬ ‫ولع ��ل مل ��ى و�صف ��ت مايج ��ري باملهزل ��ة‬ ‫احلقيقية‪ ،‬حيث تعجز هي الأخرى عن ملئ‬ ‫�سيارتها باملادة على الرغم من وقوفها �أمام‬ ‫�إحدى املحط ��ات مايقارب اخلم�س �ساعات‬ ‫ولكنه ��ا تفاج� ��أت بع ��د ذلك ب� ��أن البينزين‬ ‫نفذ م ��ن املحطة‪ ،‬وع ��ادت �أدراجها خائبة‪،‬‬ ‫م�ش�ي�رة �إىل �أن املواط ��ن ال�س ��وري يعي� ��ش‬ ‫�أزم ��ات متالحق ��ة واحلكومة تق ��ف عاجزة �أو�ضاع حمطات الوقود‬ ‫عن احلل بل �إنها تتذرع بحجج وهمية لتقنع �أما �أ�صحاب حمط ��ات الوقود فعلى مايبدو‬ ‫حال معظمهم لي�س ب�أف�ضل فهناك حمطات‬ ‫نف�سها قبل املواطن ب�أن الأمور بخري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�أغلقت متاما بينم ��ا ي�شتكي �آخرون من قلة‬ ‫املخ�ص�ص ��ات التي تقدم �إليهم‪ ،‬يف حني �أن‬ ‫غ�ضب م�ضاعف‬ ‫ولع ��ل غ�ضب ال�سوريني م�ضاعف اليوم فهم بع�ضهم يتح ��دث عن دفعه �أم ��وال �إ�ضافية‬ ‫من جهة يعانون من م�شكالت دون ب�صي�ص ل�سائق ��ي �صهاري ��ج نق ��ل البينزي ��ن حت ��ى‬ ‫�أمل حللها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ت�صريحات كاذبة يو�صلوا املادة له ��م‪ ،‬وهو مايف�سر بيع املادة‬ ‫تنهال عليهم‪ ،‬بهذه الكلمات بد أ� �أبو ر�ضوان‬ ‫حديث ��ه وه ��و �صاح ��ب �إح ��دى ال�شرك ��ات‬ ‫ال�صغ�ي�رة الت ��ي ت�ضرر علمه ��ا ب�سبب عدم‬ ‫ق ��درة و�صول املوظفني �إليها‪ ،‬الفت� � ًا �أنه �إذا‬ ‫ا�ستم ��ر الو�ض ��ع بهذا ال�سوء �س ��وف ي�ضطر‬ ‫�إىل �إغ�ل�اق �شركته التي كان يكابد من عام‬ ‫على ا�ستمرار عملها متحدي ًا كل الظروف‪،‬‬ ‫و�أو�ضح ب�أنه ركن �سيارته بعد �أن فرغت من‬ ‫البينزي ��ن ‪ ،‬وقرر ا�ستخ ��دام و�سائط النقل‬ ‫اجلماعي ��ة‪� ،‬أو التاك�سي‪ ،‬ولك ��ن امل�شكلة مل‬ ‫حتل فال تكا�سي تري ��د العمل‪ ،‬وال�سرافي�س‬ ‫تع ��اين من �أزمة م ��ازوت وبالتايل هي قليلة‬ ‫جد ًا‪� ،‬أما با�صات النق ��ل الداخلي فتحولت‬ ‫�إىل عمل ��ة نادرة بع ��د �أن خ�ص�صها النظام‬ ‫لنقل عنا�صره الأمنية و�شبيحته‪.‬‬


‫‪15 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫ب�أ�سع ��ار �أعل ��ى من ال�سع ��ر النظامي ح�سب‬ ‫تعبريهم‪.‬‬ ‫�سوق �سوداء‬ ‫وكحال كل امل ��واد التي تتعر� ��ض �إىل نق�ص‬ ‫يف ال�س ��وق ال�سوري ��ة حي ��ث ترتاف ��ق ازم ��ة‬ ‫احل�ص ��ول عليه ��ا م ��ع ن�ش ��وء �س ��وق �سوادء‬ ‫يتحكم ا�صحابها ب�أ�سع ��ار املادة ويتاجرون‬ ‫ب�أزمة املواطن فيزيدون من الطني بلة ولعل‬ ‫ا�صاب ��ع االتهام تتج ��ه دوم� � ًا �إىل العان�صر‬ ‫الأمنية الذين يقف ��ون �أمام حمطات توزيع‬ ‫امل ��ادة م�ؤخر ًا بحجة تنظي ��م الدور يف حني‬ ‫�أنه ��م يفر�ض ��ون عل ��ى املواطن�ي�ن ات ��اوات‬ ‫لدخول املحطة �إما مب�ضاعفة �سعر الليرت �أو‬ ‫بطلب نقود من املواطن قبل دخوله‪.‬‬ ‫حجج واهية‬ ‫ويف حتلي ��ل للمو�ضوع �أو�ض ��ح �أحد املحللني‬ ‫االقت�صاديني ف�ضل عدم ذكر ا�سمه لأ�سباب‬ ‫�أمني ��ة �أن النقل لي�س العامل الذي ولد �أزمة‬

‫من امل�ستحيل على نظ ��ام كالنظام ال�سوري‬ ‫خانق ��ة على مادة البنزين‪ ،‬م�ش�ي�ر ًا �إىل �أن تطبيق ��ه لأن املواطن �آخ ��ر اهتماماته �أو ًال ‪،‬‬ ‫ال�سب ��ب الرئي�سي يع ��ود �إىل توقف امل�صايف ومن �أجل املحافظة على ماتبقى له من والء‬ ‫�شب ��ه الكامل‪ ،‬وبالتايل م ��ا يتم ا�ستخدامه بع�ض املوظفني املنتفعني منه ثاني ًا‪.‬‬ ‫اليوم هو من املخازين االحتياطية املعر�ضة‬ ‫للن�ض ��وب يف �أي حلظ ��ة فطاقته ��ا حمدودة ور�أى اخلبري �أن هناك حل �آخر وهو ا�سترياد‬ ‫تكف ��ي لب�ضعة �أ�شه ��ر فقط‪ ،‬وله ��ذا ال�سبب البنزي ��ن من لبن ��ان حيث ميك ��ن �أن ت�صل‬ ‫ف� ��إن النظ ��ام يخف ��ف م ��ن خم�ص�ص ��ات تكلفته �إىل ‪ 75‬ل‪�.‬س‪ ،‬وهو ما �سيخفف على‬ ‫حمط ��ات الوق ��ود‪ ،‬ويت ��ذرع بحج ��ج واهية‪ ،‬املواط ��ن �شراء امل ��ادة من ال�س ��وق ال�سوداء‬ ‫مو�ضح� � ًا �أن �إي ��ران تعاين �أي�ض� � ًا من عجز حيث ي�صل �سع ��ر الليرت �إىل ‪ 100‬ل‪�.‬س‪� ،‬إال‬ ‫يف م ��ادة البينزين وبالت ��ايل الميكنها دعم �أن النظ ��ام ومافيات ��ه ه ��م امل�ستفيدين من‬ ‫النظام ال�سوري به‪.‬‬ ‫الأزم ��ات وبالت ��ايل بتق�صدون ع ��دم حلها‬ ‫و�إغراق املواطن بها‪.‬‬ ‫و�أم ��ا بالن�سبة للحلول الت ��ي يجدها اخلبري‬ ‫لإنق ��اذ املواط ��ن م ��ن �أزمة جدي ��دة دخلت وعاد املحلل ليو�ص ��ف ت�صريحات م�س�ؤويل‬ ‫�إىل حيات ��ه اليومية‪ ،‬فه ��ي �أن يقوم النظام النظ ��ام بالت�شبي ��ح الإعالمي معت�ب�ر ًا �أنها‬ ‫ب�إيق ��اف ال�سي ��ارات احلكومي ��ة حت ��ى طريقة النظام الدائمة للكذب على املواطن‬ ‫الي�ستنفذ االحتياط ��ي املوجود لديه ويرتكه الذي مل يعد ي�صدقهم من زمن‪.‬‬ ‫للمواط ��ن‪ ،‬ولكنه حل ‪-‬كم ��ا يرى اخلبري‪-‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪16‬‬

‫سري كانيه‪ :‬حروب اآلخرين على األرض السورية‬ ‫خا�ص ‪� /‬سري كانييه ‪ -‬عمر العبد اهلل ب�أنه ��م ينف ��ذون �أجن ��دة ح ��رب العم ��ال‬ ‫الكورد�ست ��اين‪ ،‬ال ��ذي ُيته ��م ب�أن ��ه �أداة‬ ‫ت�ستع ��ر احل ��رب الدائ ��رة ب�ي�ن الع ��رب النظ ��ام ال�ضارب ��ة يف مناط ��ق الوج ��ود‬ ‫والك ��ورد يف �س ��ري كاني ��ه �أو ر�أ�س العني الكوردي‪.‬‬ ‫يف �شم ��ال �شرق �سوريا‪ ،‬وت�ستعر معها نار‬ ‫ح ��رب �أهلية ميك ��ن �أن حت ��رق الأخ�ضر اعرتف ��ت الكتائ ��ب امل�شاركة يف احل�صار‬ ‫والياب� ��س يف �سوري ��ا كلها‪ ،‬ه ��ذه احلرب بعدده ��ا البال ��غ ‪ 47‬كتيب ��ة ج ��اءت م ��ن‬ ‫العبثي ��ة ما ت ��زال حت ��ى اللحظة جمهولة معظ ��م املناط ��ق ال�سوري ��ة‪ ،‬فه ��ل يحتاج‬ ‫ال�سب ��ب‪ ،‬فالك ��ورد يتهم ��ون الف�صائ ��ل‬ ‫العربية التي هاجمت �سري كانيه بتنفيذ‬ ‫�أجن ��دة احلكوم ��ة الرتكي ��ة‪ ،‬وخا�صة �أن‬ ‫العقي ��د ح�س ��ن العب ��د اهلل قائ ��د عملية‬ ‫حتري ��ر ر�أ�س العني كم ��ا �سماها ظهر يف‬ ‫مقطع فيديو انت�شر على �شبكة االنرتنيت‬ ‫وا�ضع ��ا على �صدره علم الث ��ورة والهالل‬ ‫الرتكي‪ ،‬باملقابل تتهم الف�صائل العربية‬ ‫التي ت�ش ��ارك يف ح�صار املدين ��ة الكورد‬

‫الو�ض ��ع يف قري ��ة مث ��ل �س ��ري كانيه اىل‬ ‫كل هذه الق ��وات لتحريرها كما يدعون؟‬ ‫والأهم هو مما �سيتم حتريرها �أ�صال؟؟‬ ‫م ��ن �ساكنيها الك ��ورد؟؟؟ �أم �أن �سيطرة‬ ‫الك ��ورد على معرب حدودي م ��ع الأرا�ضي‬ ‫الرتكية �أ�صبح م�صدر قلق لأنقرة؟‬ ‫حت ��اول احلكوم ��ة الرتكي ��ة جاه ��دة حل‬ ‫م�شكل ��ة الك ��ورد عل ��ى �أرا�ضيه ��ا‪ ،‬ع�ب�ر‬ ‫مفاو�ض ��ات مبا�شرة مع الزعيم الكوردي‬ ‫عب ��د اهلل �أوج �آالن‪ ،‬وال يب ��دو �أن يف‬ ‫م�صلحته ��ا �إ�شع ��ال ح ��رب ب�ي�ن الع ��رب‬ ‫والك ��ورد عل ��ى حدوده ��ا خ�صو�ص ��ا بعد‬ ‫ن�ش�أة �إقلي ��م كورد�ستان العراق‪ ،‬الذي مل‬ ‫يتدخل حت ��ى الآن يف ه ��ذه احلرب رغم‬ ‫قدرته على التدخل وح�سم املعركة‪ ،‬فمن‬ ‫يا ترى يقف وراء هذه الف�صائل؟؟؟‬ ‫تتج ��ه االتهام ��ات مبا�ش ��رة اىل ن ��واف‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪17 issue‬‬

‫الب�ش�ي�ر‪� ،‬شيخ ع�شرية الب ��كارة العربية‪،‬‬ ‫فه ��و ح�س ��ب الق ��وى الكوردي ��ة املحر�ض‬ ‫واملم ��ول لهذه احلرب‪ ،‬لك ��ن الأخطر من‬ ‫ه ��ذه احل ��رب هو ظه ��ور ع�ض ��و املجل�س‬ ‫الوطن ��ي ال�س ��وري �أحمد حم ��اد الأ�سعد‬ ‫ممث ��ل منطق ��ة ال�ش ��دادة يف حمافظ ��ة‬ ‫احل�سك ��ة مرافقا للكتائ ��ب التي حتا�صر‬ ‫املدينة وتعيث فيه ��ا ف�سادا جعل املجل�س‬ ‫الوطني عر�ض ��ة التهام �صري ��ح من قبل‬ ‫القوى الكوردي ��ة جمتمعة‪ ،‬و�إن مل ي�سارع‬ ‫املجل� ��س التي تو�ضيح ا ألم ��ر وت�صحيحه‬ ‫فعليه �أن ي ��درك �أنه من يتحمل م�س�ؤولية‬ ‫ما يحدث‪.‬‬ ‫ال يب ��دو �أن ا ألم ��ر يف ر أ�� ��س الع�ي�ن قابال‬ ‫للحل حالي ��ا‪ ،‬فالكتائ ��ب العربية م�صرة‬ ‫على خروج قوات حزب ‪ PYD‬من املدينة‬ ‫والكورد م�صرون على ان�سحاب الكتائب‬ ‫العربي ��ة‪ ،‬ه ��ذا التع�ص ��ب ب�ي�ن الطرفني‬ ‫قد يجعل من قري ��ة �صغرية بوابة حلرب‬ ‫�أهلي ��ة طاحنة ال �أحد يعل ��م نهايتها‪ ،‬وهو‬ ‫م ��ا حاول النظ ��ام من ��ذ الي ��وم الأول �أن‬ ‫يجر الب�ل�اد �إليه لكنه ف�شل يف ذلك على‬

‫امل�ست ��وى الطائف ��ي‪ ،‬ويب ��دو �أن ا�ستمرار‬ ‫املعارك قد يكون النج ��اح الأكرب للنظام‬ ‫يف مواجهة الثورة‪.‬‬ ‫�سقوط املدينة بيد �أحد الطرفني �سيجعل‬ ‫املعرك ��ة تتحول اىل معرك ��ة �إقليمية‪ ،‬فلو‬ ‫�سيط ��ر الع ��رب عل ��ى املنطق ��ة فاحتمال‬ ‫تدخ ��ل ق ��وات البي�شمرك ��ة م ��ن �شم ��ال‬ ‫الع ��راق وارد �إ�ضاف ��ة اىل تدخ ��ل ق ��وات‬ ‫حزب العمال الكورد�ستاين من الأرا�ضي‬ ‫الرتكية‪ ،‬وه ��ذا ما لن ت�سكت عنه �أنقرة‪،‬‬ ‫وباملقاب ��ل �سق ��وط املدين ��ة بي ��د القوات‬ ‫الكوردي ��ة �سيدف ��ع �أنق ��رة للتدخ ��ل ملن ��ع‬ ‫قيام منطق ��ة كردية قد تكون نواة لإقليم‬ ‫كوردي عل ��ى حدوده ��ا اجلنوبي ��ة الأمر‬ ‫الذي �سيدفع بالبي�شمركة للتدخل‪ ،‬ويبدو‬ ‫�أن احل ��ل املنطقي الوحيد ه ��و ان�سحاب‬ ‫قوات الطرفني اىل خ ��ارج املدينة وترك‬ ‫املجال �أمام العق�ل�اء للتدخل وحل الأمر‬ ‫ب�شكل هادئ ومت ��زن‪ ،‬حتى ال تنتقل هذه‬

‫الفتنة اىل مناطق �أخرى من �سوريا‪ ،‬لأن‬ ‫الوا�ض ��ح بالن�سبة اىل اجلميع �أن النظام‬ ‫هو اجلهة امل�ستفي ��دة الوحيدة من هكذا‬ ‫ن ��وع م ��ن االقتتال‪ ،‬وه ��و ما يع ��زز رواية‬ ‫النظام �أن حربا �أهلية �ست�شتعل يف �سوريا‬ ‫يف ح ��ال �سقوط ��ه و�أنه ال�ضام ��ن الوحيد‬ ‫للأقلي ��ات القومية والطائفية من الإبادة‬ ‫على يد العرب ال�سنة‪.‬‬ ‫م ��ا زال هناك فر�صة لوق ��ف حمام الدم‬ ‫يف �سري كانيه‪ ،‬وملنع حرب �أهلية �ستجعل‬ ‫من �سوريا �أ�شبه بال�صومال �أو �أفغان�ستان‬ ‫�إن مل تكن �أ�سو أ� حاال‪ ،‬وال يبدو �أن ال�سالح‬ ‫قادر وح ��ده على حل الأزم ��ة يف املدينة‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ��ا �أن ه ��ذا ال�س�ل�اح‪� -‬س�ل�اح‬ ‫الطرف�ي�ن‪ -‬ال يتحرك من منطلق وطني‪،‬‬ ‫ويخو� ��ض ح ��روب الآخرين عل ��ى الأر�ض‬ ‫ال�سورية‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 18‬‬

‫جامعة خالد بن الوليد‬

‫الثورة واجلامعة مابني العام الفائت واحلالي‬ ‫خا�ص ‪ /‬حم�ص ‪ -‬حممد الفاحت‬

‫انطلق ��ت الثورة ال�سوري ��ة بداية عام ‪2011‬‬ ‫عم الأحياء وال�ساحات‬ ‫بحراك ثوري �سلمي ّ‬ ‫احلم�صي ��ة للمطالب ��ة بالكرام ��ة واحلر ّية‪,‬‬ ‫وما لب ��ث �أن انتق ��ل هذا احل ��راك ال�سلمي‬ ‫به ّم ��ة الطالب الأحرار �إىل جامعة «البعث»‬ ‫الت ��ي كان رف� ��ض ا�سمه ��ا املرتبط باحلزب‬ ‫املرتب ��ط بالنظام احلاك ��م وانت�شار ا�سمها‬ ‫اجلديد «جامعة خالد بن الوليد» �أول حركة‬ ‫ثورية جامعية يف مدينة حم�ص‪.‬‬ ‫احلراك الثوري اجلامعي كما كان �سابقاً‬ ‫اختلفت �أ�سالي ��ب احلراك ال�سلمي وتنوعت‬ ‫داخل احل ��رم اجلامع ��ي يف الع ��ام ‪,2012‬‬ ‫منها ما ر�سمه �أحد الطالب من عني ملونة‬ ‫ب�أل ��وان علم الثورة وهي تدمع دم ًا على �أحد‬ ‫اجلدران الداخلية لكلية الطب‪� ,‬إىل �إ�سدال‬ ‫عل ��م الثورة عل ��ى �أحد نوافذ كلي ��ة الآداب‪,‬‬

‫ولي� ��س انته ��اء ب�إ�ض ��راب الكرام ��ة أ�ه ��م‬ ‫الن�شاط ��ات الثورية ال�سلمية «الذي �شاركت‬ ‫به معظ ��م �شرائح املجتم ��ع يف حم�ص ومن‬ ‫بينه ��م الطلب ��ة» ح�س ��ب حمم ��د‪ 22 -‬ع ��ام‬ ‫والطالب يف كلية الهند�سة امليكانيكية‪.‬‬ ‫وي�ص ��ف‪ ,‬معت ��ز ‪ 21-‬ع ��ام الطال ��ب يف‬ ‫كلي ��ة الهند�س ��ة املعماري ��ة و�أح ��د الن�شطاء‬ ‫اجلامعي�ي�ن‪ ,‬ب� ��أن «الث ��ورة كان ��ت ح ّي ��ة يف‬ ‫اجلامعة يف ذلك العام الدرا�سي‪ ,‬فعبارات‬ ‫احلرية كان ��ت متلأ ج ��دران الكليات‪ ,‬مما‬ ‫�أثار غ�ضب ال�شبيحة ب�شكل جنوين‪ ,‬كما �أن‬ ‫الن�شط ��اء كانوا يقوم ��ون بت�صوير الق�صف‬ ‫عل ��ى حي باباعم ��رو من الكلي ��ات املحاذية‬ ‫للحي واملطلة عليه»‪.‬‬ ‫اختف ��اء الن�ش ��اط الث ��وري يف اجلامعة هذا‬ ‫العام‬ ‫�أما الع ��ام الدرا�س ��ي احل ��ايل ‪ ,2013‬فقد‬ ‫�شهد تراجع ًا يف احل ��راك الثوري اجلامعي‬ ‫�إىل درج ��ة االختفاء ‪ ,‬ويعود ه ��ذا ال�ضعف‬

‫يف احل ��راك �ضمن جامع ��ة خالد بن الوليد‬ ‫�إىل �أ�سب ��اب عدة خل�صها حمم ��د بالتايل‪:‬‬ ‫«العام ��ل الأول يف �ضم ��ور احل ��راك الثوري‬ ‫يف اجلامع ��ة يع ��ود �إىل �سق ��وط باباعم ��رو‬ ‫فقد الط�ل�اب املالذ الآمن‬ ‫وبه ��ذا ال�سقوط َ‬ ‫و القري ��ب م ��ن ع�صابات الأ�س ��د و�شبيحته‬ ‫املمثلني باحتاد طلبة �سوريا»‪.‬‬ ‫�أما معتز فريى �أن «احلراك ق ّل عما �سبق‪,‬‬ ‫يختف‪ ,‬فما زالت معامله موجودة‬ ‫و لكن ��ه مل ِ‬ ‫عل ��ى ج ��دران القاعات و مقاعده ��ا‪ ,‬و�أحد‬ ‫�أهم الأ�سب ��اب يف �ضعف احلراك هو جناح‬ ‫النظام بعزل الث ��ورة عن املناطق الآمنة يف‬ ‫حم�ص وذلك بت�ضيي ��ق اخلناق عليها ومنع‬ ‫خ ��روج املظاه ��رات ب� ��أي ثمن ع ��ن طريق‬ ‫ا�ستخدامه القوة املفرطة»‪.‬‬ ‫وجدير بالذك ��ر �أن النظام قد قام ب�إحكام‬ ‫�إغ�ل�اق املنطق ��ة التي تقع فيه ��ا اجلامعة و‬ ‫خنقه ��ا عن طريق عزلها ع ��ن بقية الأحياء‬ ‫املج ��اورة له ��ا كم ��ا ق ��ام بتفعي ��ل �سيا�س ��ة‬


‫‪19 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫االعتق ��ال التع�سفي لأي طال ��ب دون متييز‪,‬‬ ‫فاجلمي ��ع معر� ��ض خلط ��ر االعتق ��ال ب� ��أي‬ ‫حلظة م ��ن اللحظات‪ ,‬وهذا ما ح�صل فع ًال‬ ‫باعتق ��ال ع ��دد كب�ي�ر م ��ن الط�ل�اب و�صل‬ ‫�إىل الع�ش ��رات من ��ذ بداية الع ��ام احلايل‪,‬‬ ‫وت�أت ��ي ه ��ذه االعتق ��االت يف جامعة حم�ص‬ ‫باعتباره ��ا « منبع� � ًا للكثري م ��ن النا�شطني‬ ‫والعامل�ي�ن يف املجال الث ��وري �ضمن مدينة‬ ‫حم�ص» كما يرى الطالب حممد ‪.‬‬ ‫احتاد الطلبة ‪ ..‬فرع الت�شبيح‬ ‫عم ��ل نظ ��ام البعثي عل ��ى جتني ��د ال�شباب‬ ‫�ضم ��ن دائرة تابع ��ة له تدعى احت ��اد طلبة‬ ‫�سوري ��ا‪ ,‬فكان هذا االحت ��اد عبارة عن فرع‬ ‫�أمن ��ي داخل احلرم اجلامع ��ي‪ ,‬يتم اختيار‬ ‫العاملني فيه م ��ن املوالني للنظام واملقربني‬ ‫�إلي ��ه وامل�ستفيدين منه‪ ,‬فلم يع ْر النظام �أي‬ ‫اهتم ��ام حلرمة اجلامع ��ة بتجنيده �ضعاف‬ ‫النفو� ��س من ه� ��ؤالء‪ ,‬ف�أعطاهم �صالحيات‬ ‫مطلق ��ة العتق ��ال �أي طالب �ضم ��ن احلرم‬ ‫اجلامعي حت ��ى دون توجي ��ه �أي تهمه له يف‬ ‫خط ��وة و�ضع ��ت جميع الأع ��راف والقوانني‬ ‫وراء الظهر‪.‬‬ ‫كما وقام بفرزهم لعمليات تفتي�ش الطالب‬ ‫عل ��ى �أب ��واب الكليات‪ ,‬مم ��ا �ش ��كل �إزعاج ًا‬ ‫كبري ًا ل ��كل الط�ل�اب ومن بينه ��م الطالب‬ ‫امل�ؤيدين الذين بات ��وا هم �أنف�سهم يكرهون‬ ‫دخ ��ول اجلامع ��ة ب�سب ��ب ما يدع ��ى باحتاد‬ ‫طلبة �سوريا‪.‬‬ ‫وي�أتي دور هذا االحتاد يف العمل على �ضبط‬ ‫الأمور ل�صالح النظام �ضمن اجلامعة وقمع‬ ‫�أي ح ��راك فيه ��ا‪ ,‬فهم كما يق ��ول حممد ‪»:‬‬ ‫�أ�شب ��ه بالكالب البولي�سي ��ة‪ ,‬طالب عاديون‬ ‫لك ��ن ب�أذان كب�ي�رة و�أنوف ق ��ادرة على �شم‬ ‫الف�ت�ن‪ ,‬كم ��ا ي�سمونها‪ .‬يالحق ��ون الطالب‬ ‫لي�سمع ��وا �أحاديثه ��م ويتبع ��ون ب�أعينهم ما‬ ‫ي�ستطيعون �أن يلتقطوه م ��ن �أفعال امل�ؤامرة‬ ‫املثبتة يف �أذهانهم»‪.‬‬ ‫وي�ضي ��ف حمم ��د‪« :‬تتلخ� ��ص مه ��ام ه�ؤالء‬ ‫مبن ��ع خ ��روج �أي �ص ��وت مناه� ��ض �أو فع ��ل‬ ‫يظهر �أن اجلامع ��ة خارجة عن �سيطرتهم‪,‬‬ ‫وبذلك يثب ��ت النظام �أم ��ام م�ؤيديه قدرته‬ ‫عل ��ى �ضبط الأم ��ور»‪ ,‬وح ��ول والء الطالب‬ ‫ال�شبيح ��ة املطلق يق ��ول‪« :‬ي�ش�ت�ري النظام‬

‫والئه ��م مبنحه ��م ال�سلط ��ة املطلق ��ة يف‬ ‫�أفعاله ��م وت�صرفاتهم م ��ع بقية الطالب‪ ,‬و‬ ‫ت�صرفاتهم امل�شينة ال ت�شري على �أنهم طلبة‬ ‫جامعيون البتة»‪.‬‬ ‫جتاهل وتقاع�س �أم و�ضع طبيعي‬ ‫يرى ك�ث�ر �أن اجلامع ��ة قد �أ�صبح ��ت حالياً‬ ‫مكان ًا يتجاهل فيه بع�ض الطالب والطالبات‬ ‫الأو�ض ��اع االن�ساني ��ة ال�صعب ��ة يف مدينتهم‬ ‫حم�ص و�أن ما ي�شاهد من جتمعهم للرثثرة‬ ‫وال�ضحك هو تقاع�س ثوري ال يليق بعا�صمة‬ ‫الث ��ورة «و ب�أن النظام يحق ��ق طموحه بهذا‬ ‫التقاع�س‪ ,‬و�أن الثورة هي ثورة �شباب وحركة‬ ‫ولي�ست ثورة �صفحات و متابعة �أخبار فقط»‬ ‫كما يقول معتز‪ ,‬وي�صل �آخرون بو�صفهم ملا‬

‫يح ��دث باال �أخالقي �أمام الدماء املراقة يف‬ ‫ال�شوارع احلم�صية‪ ,‬بينم ��ا يعلل �آخرون �أن‬ ‫هذا الو�ضع طبيع ��ي و�أن اجلامعة �أ�صبحت‬ ‫متنف�س� � ًا وحي ��د ًا لل�شب ��اب احلم�صي خالل‬ ‫�ساعات قليل ��ة يف النهار و�أن الو�ضع الآمني‬ ‫احل ��ايل وازدياد الت�شديد وك�ث�رة ال�شبيحة‬ ‫مين ��ع �أي عمل ثوري �ضمن احلرم اجلامعي‬ ‫وه ��ذا ال يعني أ�ب ��د ًا �أن ال�شب ��اب الأكادميي‬ ‫لي� ��س ل ��ه �أي ن�شاط ث ��وري خ ��ارج اجلامعة‬ ‫�أبد ًا‪.‬‬ ‫ب�سب ��ب تع ��ايل الأ�ص ��وات املت�ش ��ددة ديني� � ًا‬ ‫وجتنب� � ًا إلث ��ارة اخلالفات ب�ي�ن الأ�شخا�ص‬ ‫املعتدلني ديني ًا يف املدين ��ة وبني املت�شددين‬ ‫الذي ��ن يج ��دون يف �أي ط ��رح خمتل ��ف عن‬ ‫�أفكارهم جرمية ت�ستوجب العقاب‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 20‬‬

‫اجليش السوري‪ُ :‬حماة بشار ‪ -2-‬سالح اجلو‬ ‫خا�ص ‪� /‬أبو الوليد احلم�صي‬ ‫القتال وجتاوز عددها �أي�ض ًا ‪ 100‬طائرة مع بداي ��ة عهد حافظ الأ�س ��د الذي كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�إ�ضاف ��ة لتدم�ي�ر ‪ 19‬بطاري ��ة �صواري ��خ وزيرا للدفاع و�ضابطا طيارا يف ال�سابق‪،‬‬ ‫مل يك ��ن مفاجئ� � ًا لكث�ي�ر م ��ن املحلل�ي�ن م�ض ��ادة للطريان كانت منت�شرة يف �سهل توازى ت�سلي ��ح اجلي�ش بني القوات الربية‬ ‫واجلوية‪ ،‬وكان معظمها �سوفييتي و�أقلها‬ ‫واخلرباء الع�سكري�ي�ن ما حلق بطائرات البقاع اللبناين‪.‬‬ ‫النظ ��ام ال�سوري خالل الث ��ورة امل�ستمرة‬ ‫م ��ن الط ��رز املتط� � ّورة‪ ،‬ووف ��ق مل�ص ��ادر‬ ‫من ��ذ نحو �سنتني‪� ،‬إذ باتت �أخبار �إ�سقاط‬ ‫الطائ ��رات م ��ن قب ��ل اجلي� ��ش احل ��ر‬ ‫«روتيني ��ة» رغم قدراته املحدودة‪ ،‬وتعليل‬ ‫ذل ��ك ه ��و تهال ��ك املنظوم ��ة اجلوية يف‬ ‫اجلي� ��ش ال�سوري رغم أ�ن ��ه ميتلك �إحدى‬ ‫�أك�ب�ر الرت�سانات اجلوية العربية «عدد ًا»‬ ‫لكنه ��ا من ب�ي�ن ا ألق ��دم ط ��رز ًا وبالتايل‬ ‫قدرة على املجابهة الع�سكرية احلقيقية‪.‬‬ ‫تاريخي ًا دخ ��ل �سالح اجل ��و يف املنظومة‬ ‫الع�سكري ��ة ال�سورية �أواخ ��ر الأربعينيات‬ ‫وك ��ان �أوائ ��ل الطياري ��ن م ��ن خريج ��ي‬ ‫املعاه ��د امللكية الربيطاني ��ة قبل التح ّول‬ ‫ال�شامل نح ��و املع�سكر ال�سوفييتي‪ ،‬وناهز‬ ‫ع ��دد �آليات �سالح اجل ��و ال�سوري يف �أول‬ ‫حروبه عام ‪� 1967‬ضد �إ�سرائيل نحو‪100‬‬ ‫مقاتل ��ة ومروحي ��ة‪ ،‬وقد خ�س ��ر معظمها‬ ‫ب�شكل ت ��ام‪ ،‬كما خ�سر يف ح ��رب ت�شرين‬ ‫ع ��ام ‪ 1973‬عدد ًا مماث�ل ً�ا‪ ،‬لكن ال�ضربة‬ ‫الأق�سى كانت ع ��ام ‪� 1982‬إبان االجتياح‬ ‫الإ�سرائيل ��ي لب�ي�روت �إذ �سقط ��ت معظم‬ ‫املقات�ل�ات ال�سوري ��ة الت ��ي �شارك ��ت يف‬


‫‪21 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫خمتلفة امتلك اجلي� ��ش ال�سوري �أوا�سط‬ ‫الثمانينات ‪� 9‬أ�س ��راب مقاتلة و‪� 14‬سرب ًا‬ ‫اعرتا�ضي� � ًا و‪ 90‬مروحي ��ة‪ ،‬غل ��ب عليه ��ا‬ ‫طرز (مي ��غ ‪ 21‬ومي ��غ ‪ 23‬و�سوخوي ‪)22‬‬ ‫�إ�ضاف ��ة �إىل ‪ 20‬من طائ ��رات (�سوخوي‬ ‫‪ )24‬و�سرب�ي�ن من مقات�ل�ات (ميغ ‪)29‬‬ ‫الأكرث تطور ًا‪.‬‬ ‫وم ��ع حت� � ّول القي ��ادة �إىل ب�ش ��ار الأ�سد‪،‬‬ ‫كان �س�ل�اح اجلو ال�س ��وري «ب�ل�ا �أنياب»‬ ‫مع �صعوب ��ة مواجهة الطائ ��رات الفائقة‬

‫التط ��ور ل ��دى اجلاري ��ن الإ�سرائيل ��ي اجلي� ��ش ال�س ��وري على بع� ��ض مقاتالت‬ ‫والرتك ��ي‪ ،‬وكما ه ��و معتاد كان ��ت عملية (ميغ ‪.)29‬‬ ‫التحديث م ��ن اجلانب الرو�سي‪ ،‬فح�صل‬ ‫النظام املتج ّدد على �أ�سراب من (ميغ ‪ 25‬وبلغ عدد �أفراد �س�ل�اح اجلو بني �ضباط‬ ‫و‪ )29‬و(�سوخوي ‪ ،)27‬وبح�سب �صحيفة وجمندي ��ن نح ��و ‪� 60‬ألف� � ًا مطل ��ع الألفية‬ ‫�أمريكية امتلك اجلي� ��ش عام ‪ 2002‬نحو اجلدي ��دة‪ ،‬وهو م ��ا مي ّثل نح ��و ‪ % 30‬من‬ ‫‪ 40‬طائ ��رة (مي ��غ ‪ )29‬و‪( 30‬مي ��غ ‪ )25‬عداد �أفراد اجلي�ش ال�سوري‪ ،‬ويع ّد تف ّرد‬ ‫لريتفع ع ��دد الأ�سراب املقاتلة الهجومية �ضباط الطائفة العلوي ��ة بال�سيطرة على‬ ‫و�سج ��ل �سالح اجل ��و �صارخ ًا‪� ،‬إذ تتجاوز ن�سبتهم‬ ‫واالعرتا�ضي ��ة �إىل ‪� 25‬سرب� � ًا‪ّ ،‬‬ ‫العام ��ان ا ألخ�ي�ران من العق ��د الأول يف ‪ % 90‬م ��ن جمم ��وع القي ��ادات ونخب ��ة‬ ‫الألفية اجلديدة حدث ًا الفت ًا مت ّثل بعر�ض ال�ضب ��اط‪ ،‬وذل ��ك �أم ��ر مفه ��وم الدوافع‬ ‫رو�س ��ي لتزويد النظ ��ام بطائرات �أحدث نظ ��ر ًا حل�سا�سي ��ة ه ��ذا القط ��اع وقدرته‬ ‫(مي ��غ ‪ )31‬رغم تو ّقف �إنتاجها منذ عام على احل�س ��م يف �أي �صراع حمتمل داخل‬ ‫‪( 1995‬على �أن ت�ستبدل طائرات ميغ ‪ 25‬اجلي�ش‪.‬‬ ‫بـ ميغ ‪ ،)31‬لكن ال�صفقة �أجلت ‪� 3‬أعوام‬ ‫بع ��د ج ��دل م ��ايل واعرتا� ��ض �أمريكي‪ -‬وو�صل ع ��دد الآليات اجلوي ��ة يف اجلي�ش‬ ‫�إ�سرائيل ��ي ث ��م ُح�س ��م ا ألم ��ر بح�ص ��ول ال�س ��وري عام ‪ 2011‬وفق� � ًا ملوقع «جلوبال‬ ‫فاي ��ر باور» �إىل نحو ‪ ،700‬ويحتل اجلي�ش‬ ‫ال�س ��وري يف ه ��ذا املجال املرتب ��ة ‪ 19‬وال‬ ‫ي�سبقه من اجليو�ش العربية �إال اجلي�شان‬ ‫ال�سعودي وامل�ص ��ري‪ ،‬فيما تبدو املفارقة‬ ‫الكربى �أن يتف ّوق على اجلي�ش الإ�سرائيلي‬ ‫(بالعدد فقط) بنحو ‪� 50‬آلية جوية‪.‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th 22‬‬ ‫‪22‬‬

‫ربيع األخرس‪ :‬القاعدة ترفض متثالها‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫والنحات ربيع الأخر�س‪،‬‬ ‫الفنان الت�شكيلي َّ‬ ‫ك ��ان كغريه م ��ن الفنانني الذي ��ن دفعهم‬ ‫انقياده ��م للجم ��ال واحلر َّي ��ة لالنحياز‬ ‫للثورة ال�سور َّية منذ البداية‪ ،‬كان ‪-‬ح�سب‬ ‫�سعيد با�ستقبال �إحدى‬ ‫و�صفه‪� -‬أكرث من ٍ‬ ‫جم�َّل�َّاّ ت الث ��ورة ال�سور َّي ��ة يف منزل ��ه يف‬ ‫القاه ��رة‪ ،‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن جناح ��ة‬ ‫املرم ��وق يف جمال النح ��ت‪َ � ،‬اّإل أ� َّنه َّ‬ ‫ف�ضل‬ ‫بتوا�ضع �شديد حني احلديث عن‬ ‫�أن يقف‬ ‫ٍ‬ ‫الثورة ال�سور َّية‪.‬‬ ‫بداي� � ًة‪ ،‬دعن ��ي �أ�ست ��اذ ربي ��ع الأخر� ��س‬ ‫بالنياب ��ة عن طاقم �سوري ��ة بدا حر َّية‪-‬‬‫�أن �أ�شك ��رك عل ��ى موقف ��ك امل�شرف من‬ ‫الث ��ورة ال�سور َّية كما عل ��ى كرمك بوقتك‬ ‫معنا يف هذا اللقاء‪.‬‬ ‫�أ�ست ��اذ ربي ��ع الأخر�س‪ ،‬كونك م ��ن �أبرز‬ ‫النحات�ي�ن على م�ست ��وى الوط ��ن العربي‬ ‫وم�ست ��وى الع ��امل‪ ،‬حي ��ث ت�ست�ضيف عدة‬ ‫هام ��ة منحوتات ��ك‬ ‫متاح ��ف و�ساح ��ات َّ‬ ‫لكن معظ ��م م�سريتك الفن َّية‬ ‫ومتاثيل ��ك‪َّ ،‬‬ ‫كانت خ ��ارج �سوري ��ة‪ ،‬كيف ت ��رى فر�ص‬ ‫الفنان�ي�ن املوهوب�ي�ن يف الو�ص ��ول لنجاح‬ ‫مهن ��ي مماث ��ل يف �سورية يف ظ � ِّ�ل احلكم‬ ‫الذي دام ملدة اربعني عاما ؟‬ ‫�أ َّو ًال‪ ،‬موقفي من الثورة لي�س م�شرف ًا‪ ،‬هذا‬

‫املوق ��ف يجب �أن يك ��ون ل ��دى �أي ان�سان‬ ‫�س ��وري عا�ش على تراب �سورية‪ ،‬ومن مل‬ ‫يكن يتبنى ذلك املوق ��ف فهو يف الطريق‬ ‫نحات ًا على‬ ‫اخلط�أ‪ ،‬كما ال يهمني �إن كنت َّ‬ ‫م�ستوى الع ��امل‪ ،‬ما يهمني ه ��و النحت و‬ ‫القيام بذلك و التعبري عن طريق النحت‬ ‫عما يف داخلي‪.‬‬

‫بالن�سب ��ة ل�سورية‪� ،‬إذا مل تكن مع النظام‬ ‫ف�ل�ا عمل لك بتات� � ًا‪ ،‬فلذل ��ك الفن الذي‬ ‫ي�ص ��در يف �سوري ��ا هو فن ف ��ردي ذاتي‪،‬‬ ‫ف ��ن يخ ��دم م ��ا يري ��ده النظ ��ام فقط و‬ ‫بالتايل لي�س هنال ��ك حرية للفنان‪،‬عاد ًة‬ ‫ال�سلط ��ات الديكتاتوري ��ة ت�ستفي ��د م ��ن‬


‫‪th‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪23 issue‬‬

‫حتدي ��دا حيث كان ل ��ه جماهريية كبرية‬ ‫ج ��دا و بالتايل قراءة النا�س من املعر�ض‬ ‫كان ��ت رائعة‪ ،‬وه ��ذا ما �شاهدن ��اه الحق ًا‬ ‫حني رف�ضت القاعدة متثالها يف �سورية‪.‬‬

‫الفنان�ي�ن لرتوج لفكرها ال�سائد امل�ستبد‪،‬‬ ‫وب�سب ��ب ذلك الفن يف �سورية ال ينمو لأ َّنه‬ ‫بعي ��د عن احلري ��ة و �إمنا ينم ��و يف داخل‬ ‫الفن ��ان وذاته‪ ،‬حيث يوجد فنانون ينمون‬ ‫لكن‬ ‫و يبدع ��ون ولكن يف القه ��ر و الظلم‪َّ ،‬‬ ‫ه ��ذا ال يوج ��د ب�ش ��كل جماعي ب ��ل يوجد ح�س ��ب تعريفك للمنحوت ��ة او املادة‪ :‬هي‬ ‫عب ��ارة ع ��ن زم ��ان و مك ��ان و جمموع ��ة‬ ‫ب�شكل �أفراد ‪.‬‬ ‫النا� ��س الذين مروا علي ��ه‪ ،‬هذا التعريف‬ ‫قد ينطب ��ق على واقع الث ��ورة يف �سورية‪،‬‬ ‫�أبرز منحوتاتك حتم ��ل عنوان‪ :‬القاعدة هل �ست�شكل الثورة مادة �إلهام ملنحوتاتك‬ ‫ترف�ض متثالها‪ ،‬هل ب�إمكاننا ان نرى وجه القادمة؟‬ ‫ال�شبه بني ه ��ذه املنحوتة وبني ما يحدث‬ ‫يف الوط ��ن العرب ��ي؟ هل بات ��ت القاعدة ال ميكن � َاّإل �أن ت�شكل‪ ،‬لكن لي�س يف الوقت‬ ‫اجلماهريية فع ًال ترف�ض التمثال اجلاثم احلا�ض ��ر ل َّأن م ��ا يح�ص ��ل الآن هو �أكرب‬ ‫م ��ن �أي إ�ب ��داع‪ ،‬أل َّن ��ه هو االب ��داع بعينه‪،‬‬ ‫على �صدرها ملدة �أربعني �سنة؟‬ ‫ولك � َّ�ن ه ��ذا �سيخت ��زن يف داخلن ��ا كلنا‪،‬‬ ‫ك ��ان املعر�ض كام�ل ً�ا با�س ��م‪ :‬القاعدة و الطال ��ب �سيكون �أكرث جدي� � ًة يف درا�سته‬ ‫املج�س ��م و املنحوت ��ة‪ ،‬وك ��ان يق�ص ��د بها و الفن ��ان �سيكون أ�ك�ث�ر �إبداعا و �سيخرج‬ ‫رف� ��ض القاع ��دة له ��ذا املج�س ��م اجلاثم هذه احلرية و الثورة ب�شكل �آخر يف حالة‬ ‫عليه ��ا �إىل الأن‪ ،‬و املنحوتة كانت جت�سيد �إبداعي ��ة م ��ا‪ ،‬لكن �أعتق ��د الآن �أن يعجز‬ ‫مل ��ا يح ��دث الآن يف �سوري ��ة �أي للثورة يف الفن ��ان عن ت�صوير ما يحدث ل َّأن ‪-‬وكما‬ ‫�سورية‪ ،‬وعر�ضت هذا التمثال يف دم�شق قلت �سابق َا‪ -‬احلدث �أكرب من �أي �إبداع‪.‬‬

‫�شاهدن ��ا يف بداية الث ��ورة �إن�شقاق بع�ض‬ ‫ج ��واين احلي ��اة املدن َّي ��ة ع ��ن النظ ��ام‪،‬‬ ‫�شاهدن ��ا اع�ل�ام ح ��ر وم�ش ��ايف ميدانية‬ ‫م�ستقلة‪ ،‬ولكن �أ َّول من ان�شق عن النظام‬ ‫ك ��ان الفن بجميع �أ�شكال ��ه‪ ،‬كيف لك �أن‬ ‫تف�سر هذا ال�شيء؟‬ ‫ِّ‬ ‫الف َّن ��ان يف طبيعت ��ه غري ثاب ��ت‪ ،‬خمرتق‬ ‫للأ�شي ��اء‪ ،‬ح َّت ��ى القوانني ال ��ذي ي�ضعها‬ ‫بنظام دام‬ ‫لنف�س ��ه يخرتقها‪ ،‬فما بال ��ك‬ ‫ٍ‬ ‫�أربعني �سن ��ة؟ فعلي ��ه �أن يخرتقه وين�شق‬ ‫عنه لي�ستمر �إبداعه‪.‬‬ ‫املنحوتات اخلا�ص ��ة بك‪ ،‬هل �سرناها يف‬ ‫�ساح ��ات دم�ش ��ق ت�ستب ��دل التماثيل التي‬ ‫احت َّلته ��ا �أ�صن ��ام النظ ��ام خ�ل�ال الأربع‬ ‫عقود الفائتة؟‬ ‫فلتتن�صر الث ��ورة و �سنقدم قلوبنا و لي�س‬ ‫فقط منحوتاتنا‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 24‬‬

‫شخصية األسبوع‪ :‬فيصل املقداد‬ ‫عصامي‪ ،‬صنيع املصادفة‬ ‫قي ��ادة احتاد الطلبة يف جامعة دم�شق ثم‬ ‫خا�ص ‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫ع�ضو ًا يف املكت ��ب التنفيذي لالحتاد قبل‬ ‫بداية طموحة على الطريقة البعث َّية �أن ينتخ ��ب نائب ًا لرئي� ��س احتاد الطالب‬ ‫ق ��د ال يك ��ون في�ص ��ل أ�ح ��د أ�ب ��رز َاّ‬ ‫طلب العامل ��ي‪ ،‬وكان ذلك ممه ��د ًا له لي�ستكمل‬ ‫دفعت ��ه يف جامع ��ة دم�ش ��ق حي ��ث �أمت درا�ست ��ه يف اخلارج‪ ،‬يف «ب ��راغ» حتديد ًا‬ ‫درا�ست ��ه ل�ل��أدب الإنكلي ��زي و حاز فيها عام ‪1993‬‏‪.‬‬ ‫عل ��ى �إجازة يف الآداب ع ��ام ‪ ،1978‬لك َّنه‬ ‫كان �أي�ض ًا ع�ضو ًا فاع ًال يف حياة احلركة انتقل املقداد يف عام ‪� 1994‬إىل العمل يف‬ ‫الطالبية يف �سوري ��ا بد ًء من ع�ضويته يف‬

‫ال�سل ��ك الدبلوما�سي يف وزارة اخلارجية‬ ‫ويف ع ��ام ‪ 1995‬نق ��ل �إىل الوف ��د الدائم‬ ‫للجمهورية العربي ��ة ال�سورية لدى الأمم‬ ‫املتح ��دة حي ��ث عم ��ل يف خمتل ��ف جلان‬ ‫الأمم املتحدة وم ّثل �سوريا يف العديد من‬ ‫امل�ؤمت ��رات الدولية وع�ي�ن نائبا للمندوب‬ ‫الدائم وممثال ل�سوريا يف جمل�س الأمن‪.‬‏‬ ‫وتر�أ� ��س عدة جل�سات ملجل� ��س الأمن كما‬ ‫حل نائب ��ا لرئي�س اجلمعية العامة للأمم‬ ‫املتحدة وتر�أ�س عدد ًا من اجتماعاتها‪.‬‬ ‫عي �سف�ي�را للجمهورية العربية ال�سورية‬ ‫نّ‬ ‫ومندوب ��ا دائما له ��ا يف الأمم املتحدة يف‬ ‫ع ��ام ‪2003‬‏‪ .‬قبل �أن ي�صب ��ح نائبا لوزير‬ ‫اخلارجية‪.‬‬


‫‪25 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫رجل ع�صامي بامل�صادفة‬ ‫يف �إحدى امل َّرات التي كان عائد ًا فيها من‬ ‫ت�شيكو�سلوفاكيا �أثناء درا�سته للدكتوراه‪،‬‬ ‫�ألق ��ى الأمن ال�سوري القب�ض على في�صل‬ ‫يف مطار دم�شق‪ ،‬وذلك بتهمة تخ ُّلفه عن‬ ‫اخلدم ��ة الع�سكر َّي ��ة الإلزام َّي ��ة‪ ،‬وبف�ضل‬ ‫عالقات «مقداد» تدخ ��ل بع�ض ال�ضباط‬ ‫يف املطار لإخالء �سبيله حا ًال‪ ،‬هناك ويف‬ ‫ه ��ذه احلادثة تع َّرف في�ص ��ل على فاروق‬ ‫ال�شرع‪ ،‬وتوالت الأحداث لي�صبح املقداد‬ ‫بف�ضل عالقت ��ه مع ال�ش ��رع نائب ًا ملندوب‬ ‫�سورية يف جمل الأمن‪.‬‬ ‫كان ��ت �إ�صابة مندوب �سورية عند جمل�س‬ ‫الأمن مبر� ٍ��ض مرهق �سبب� � ًا كافي ًا ليحل‬ ‫في�صل مقداد مكان ��ه‪ ،‬حيث وجد حينها‬ ‫املق ��داد فر�ص� � ًة لتو�سع ��ة عالقات ��ه م ��ع‬ ‫ال�سلط ��ة ال�سور ّي ��ة والتودد م ��ن الرئي�س‬ ‫جمدد ًا‬ ‫ب�ش ��ار الأ�سد‪ ،‬توال ��ت ا ألح ��داث َّ‬ ‫ليجد مقداد نف�سه نائب ًا لوزير اخلارج َّية‬

‫«ولي ��د املعلم» على الرغم من عدم اتفاق ويت�س َرّ‬ ‫�َّترّ عل ��ى جرائم النظائ ��م حين ًا‪� ،‬أو‬ ‫«املعلم» معه‪َ � ،‬اّإل � َّأن الأوامر �أتت من حيث ليخ ِّون وي�ستهزء بال�شع ��ب ال�سوري حين ًا‬ ‫�آخر مع قناعته الكامل ��ة برواية النظام‪،‬‬ ‫ال ترف�ض‪.‬‬ ‫فهو اليرى بالث ��ورة «ح�سب مقربني منه»‬ ‫�إال ملّ ��ة م ��ن العراع�ي�ر وال�سلفي ��ة �ضمن‬ ‫الثورة ودرعا واملقداد‬ ‫مل يت�أ َّث ��ر املقداد ال�سوري بكونه من قرية م�ؤامرة خارجية ت�ستهدف البلد‪.‬‬ ‫«غ�ص ��م» التابع ��ة ملحافظ ��ة درع ��ا منبع‬ ‫الث ��ورة ال�سور َّي ��ة‪ ،‬والت ��ي كان انخراطها من يدري؟‬ ‫«غ�صم» بالثورة �ضعيف� � ًا بحكم تعدادها يف بل ��د ير�أ�سه ��ا طبيب عي ��ون‪ ،‬وحكوم ٍة‬ ‫ال�س ��كاين القلي ��ل وخا�ص ��ة بع ��د توق ��ف يرئ�سها طبيب ن�سائي‪ ،‬من غري امل�ستبعد‬ ‫اجلي�ش احل ��ر فيها لف�ت�رة ق�صرية مما �أن يك ��ون نائ ��ب وزي ��ر اخلارج َّي ��ة خر ِّيج‬ ‫ا�ستدع ��ى ق�ص ��ف القريةمن قب ��ل قوات �أدب انكلي ��زي �أدخلت ��ه م�صادف ��ة لق ��اء‬ ‫النظام‪ ،‬فازدادت �سعادة «املقداد» بقوله فاروع ال�شرع ال�سل ��ك الدبلوما�سي‪ ،‬ومن‬ ‫أ�ن ��ه من كان وراء وق ��ف الق�صف بعد ان ي ��دري‪ ،‬فق ��د مير�ض ولي ��د املعل ��م يوم ًا‬ ‫د ّك ��ت قرية «معربة» بالقذائف والطريان لن�ستيقظ على خرب تن�صيب مقداد وزير ًا‬ ‫وهدم م�سجده ��ا الأثري‪ ،‬وكافئة النظام للخارج َّية‪� ،‬أو رمبا ي�صبح وزير ًا للزراعة‬ ‫ب� ��أن ازدادت �أهم َّيته �أثناء الثورة و�أ�صبح �أو للثقاف ��ة‪ ،‬حيثم ��ا كان ��ت ال�ض ��رورة‬ ‫ج�س ��ر ًا ملرا�س�ل�ات رو�سي ��ا ودول �أمريكا ال�صح َّية قائمة‪.‬‬ ‫الالتين َّي ��ة الداعم ��ة للأ�س ��د‪ ،‬كم ��ا بات‬ ‫ربر‬ ‫يظهر على خمتلف و�سائل الإعالم لي ِّ‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪26‬‬

‫حملة «حياتي عطاء»‪ ..‬شعلة أمل وشباب‬ ‫لتعويض التقاعس الدولي عن جندة السوريني‬ ‫خا�ص ‪ /‬بريوت ‪ -‬ملهم احلم�صي‬ ‫كثرية هي املبادرات التطوعية‪ ،‬وكثريون‬ ‫ه ��م ال�شب ��اب املن�ض ��ون حت ��ت إ�ط ��ار‬ ‫ت�شكي�ل�ات وحمالت تطوعية‪ ،‬ال �سيما يف‬ ‫الوقت الذي يحتاج فيه الوطن لكل قطرة‬ ‫ع ��رق يف ظ ��ل تقاع� ��س املجتم ��ع الدويل‬ ‫و�ضع ��ف الدع ��م العرب ��ي �إزاء الأزم ��ة‬ ‫الإن�سانية التي تعاين منها �سوريا‪.‬‬ ‫امل�ساهمة يف بناء جمتمع متعاون ومتكافل‬ ‫اجتماعي ًا من خالل اعمالنا التطوعية‪..‬‬ ‫�شعار رفعه �شباب حمل ��ة «حياتي عطاء»‬ ‫حمملني بزخم كبري من العطاء الإن�ساين‬ ‫واحل�س الوطني الكبري‪.‬‬ ‫ويف لق ��اء خا�ص مع فري ��ق احلملة الذين‬ ‫ين�ضح ��ون �شباب� � ًا وحيوية‪ ،‬ي ؤ�ك ��د �شباب‬ ‫احلمل ��ة‪ ،‬الذي ��ن �أ�صروا عل ��ى عدم ذكر‬ ‫�أ�سمائه ��م بع ��د ًا ع ��ن الري ��اء والأ�ضواء‪،‬‬ ‫وحفاظ� � ًا عل ��ى ا�ستمراري ��ة عمله ��م‬ ‫و�إخال�صه ��م‪ ،‬ان غايته ��م امل�ساهم ��ة يف‬ ‫بناء جمتمع متع ��اون ومتكافل اجتماعي ًا‬ ‫من خالل �أعمالهم التطوعية‪.‬‬ ‫م�شاري ��ع احلمل ��ة التي تبذل م ��ا بو�سعها‬ ‫لتقدمي �أب�سط م ��ا ميكن ل�شعبها املنكوب‬ ‫يف ب�ل�اد اجل ��وار والنازح داخ ��ل البالد‪،‬‬ ‫تتمث ��ل يف اقام ��ة املهرجان ��ات وا ألي ��ام‬ ‫الرتفيهي ��ة للأطف ��ال‪ ،‬والب ��ازارات‬ ‫اخلريي ��ة‪ ،‬و�إقام ��ة زي ��ارات ميدانية يتم‬ ‫فيه ��ا تقدمي طرود خريية‪ ،‬ف�ضال�ص عن‬ ‫�إقام ��ة م�شاريع ته ��دف لتح�صيل مردود‬ ‫م ��ادي‪ ،‬وال�سع ��ي لإقام ��ة م�شاريع تهدف‬ ‫لت�شغيل ال�سوريني يف املغرتب‪ ،‬و�إبعادهم‬ ‫عن حالة العوز والفاقة‪.‬‬ ‫ال مينع فكرة التط ��وع والن�شاط ال�شبابي‬ ‫وج ��ود �صعوب ��ات‪ ،‬كم ��ا يحدثن ��ا أ�ح ��د‬ ‫املتطوعني‪ ،‬فالعمل التطوعي يظل �صعب ًا‬

‫يف ظ ��ل الت ��زام مع ��ظ ا ألف ��راد مبه ��ام‬ ‫و�أعم ��ال خا�ص ��ة‪ ،‬والتزامه ��م بدرو�سهم‬ ‫وجامعاتهم‪� .‬إال �أن �أكرب ال�صعوبات التي‬ ‫تواجه عملهم تظل نق�ص التمويل املادي‬ ‫يف ظل حاجة ا ألف ��راد الكبرية ملزيد من‬ ‫امل�ساعدات‪.‬‬ ‫ين�ش ��ط فري ��ق احلمل ��ة يف املحافظ ��ات‬ ‫الأردني ��ة بدرج ��ة كبرية‪ ،‬وبال ��ذات مدن‬ ‫�إرب ��د وعم ��ان والزرق ��اء واملف ��رق‪ ،‬حيث‬ ‫يتكثف وجود ال�سوري�ي�ن داخل املخيمات‬ ‫وخارجه ��ا‪ .‬لك ��ن قل ��ة ذات الي ��د تظ ��ل‬ ‫التحدي الأكرب الذي ي�شتكي منه �أع�ضاء‬ ‫احلملة ك ��ي يتم ن�ش ��ر فكرته ��م وتو�سيع‬

‫ن�شاطه ��م لي�ص ��ل �إىل أ�ك�ب�ر ممك ��ن من‬ ‫املحتاجني ال�سوريني‪.‬‬ ‫الن ��داء الوحيد الذي يوجهه �شباب حملة‬ ‫«حيات ��ي عط ��اء» ع�ب�ر «�إيالف» ه ��و �أنه‬ ‫«�إذا وقف العامل كله يتفرج على دمائكم‬ ‫ت�سي ��ل‪ ،‬و�إذا تبل ��دت م�شاع ��ره لر�ؤيت ��ه‬ ‫دمائكم‪ ،‬بل و�صارت دمائكم حكاية له كل‬ ‫ي ��وم ت�سليه قبل نوم ��ه‪ ،‬ف�إنا ما ن�سيناكم‪،‬‬ ‫وما ن�سين ��ا دمائكم‪ ،‬وال ت�ضحياتكم‪ ،‬وما‬ ‫نقدم ��ه لكم ال ميك ��ن �أن يكون ع�شرا من‬ ‫مع�شار ما قدمتم لنا وللأمة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫دمائك ��م طري ��ق احلري ��ة‪� ،‬ستك ��ون نورا‬ ‫ي�ضيء دربنا‪.»..‬‬


27 issue 46 / jan. 27th


‫‪issue 46 / jan. 27th 28‬‬

‫احملكمة اجلنائية الدولية ملاذا مالي وليس سوريا؟‬ ‫خا�ص ‪ /‬رانيا معرتماوي‬ ‫ماج�ستري يف القانون الدويل‬ ‫ ‬ ‫ملاذا تقبل املحكمة اجلنائية الدولية نظر‬ ‫الو�ضع يف مايل ولي�س يف �سوريا؟‬ ‫يف احلقيقة هناك ع ��دة �أ�سباب منطقية‬ ‫لهذه املفارقة وهي‪:‬‬ ‫ان الن�صو�ص الوا�ضحة جدا لنظام روما‬ ‫الأ�سا�سي وهو االتفاقية املن�شئة للمحكمة‬ ‫اجلنائية الدولية تب�ي�ن �شروط ممار�سة‬ ‫املحكم ��ة الخت�صا�صاته ��ا يف دول ��ة م ��ن‬ ‫ال ��دول بحيث نراعي توف ��ر �أحد �شرطني‬ ‫ا�سا�سني هما‪:‬‬ ‫• �أن ترتك ��ب اجلرائم على اقليم دولة‬ ‫ط ��رف‪ ،‬مبعن ��ى دول ��ة ع�ض ��و باملحكمة‪،‬‬ ‫وي�شم ��ل مفه ��وم االقلي ��م الطائ ��رات‬ ‫وال�سفن وال�سف ��ن امل�سجلة يف دولة ع�ضو‬ ‫يف املحكمة‪.‬‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ :‬تعد الأردن دولة ع�ضو‬ ‫يف املحكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬فاذا ارتكب‬

‫جنود الواليات املتحدة الأمريكية جرمية‬ ‫االخف ��اء الق�سري وهي اح ��دى اجلرائم‬ ‫�ض ��د االن�سانية عل ��ى ارا�ض ��ي الأردن او‬ ‫احدى طائراتها او �سفنها‪ ،‬تكون املحكمة‬ ‫اجلنائي ��ة الدولي ��ة خمت�ص ��ة بالنظر يف‬ ‫هذه اجلرمية‪ ،‬رغم �أن الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية لي�ست دولة ع�ضو يف املحكمة‪.‬‬ ‫• �أن يرتك ��ب اجلرائ ��م مواطن ��ي دول ��ة‬ ‫ع�ض ��و باملحكمة اجلنائي ��ة الدولية‪ ،‬حتى‬ ‫ولو ارتكبت على اقليم دولة لي�ست ع�ضو‪.‬‬ ‫فمث ًال‪ :‬ل ��و ارتكبت جرمي ��ة التعذيب من‬ ‫قب ��ل مواط ��ن تون�س ��ي عل ��ى �أقلي ��م دولة‬ ‫الع ��راق �أي�ض� � ًا تخت� ��ص املحكم ��ة به ��ذه‬ ‫اجلرمي ��ة الن تون�س ع�ض ��وا فيها واليهم‬ ‫كون العراق دولة لي�ست ع�ضو يف املحكمة‪.‬‬

‫يف حال توف ��ر احدى ال�شرطني ال�سابقني‬ ‫ت�ستطيع املحكمة �أن تنظر اجلرائم التي‬ ‫تدخل �ضم ��ن اخت�صا�صه ��ا وفق ًا لأحدى‬ ‫الطرق التالية‪:‬‬ ‫• اذا �أحال ��ت دول ��ة ط ��رف �إىل املدعي‬ ‫الع ��ام حالة يبدو فيها �أن جرمية �أو �أكرث‬ ‫من هذه اجلرائم قد ارتكبت‪.‬‬ ‫• �إذا كان املدعي العام قد بد�أ مببا�شرة‬ ‫حتقي ��ق فيم ��ا يتعل ��ق بجرمية م ��ن هذه‬ ‫اجلرائم‪.‬‬ ‫احل ��االت اخلا�صة للممار�سة اخت�صا�ص‬ ‫املحكمة‬ ‫توج ��د �أحوال ال ي�شرتط فيه ��ا توفر �أحد‬ ‫ال�شرطني امل�شروح�ي�ن �سابق ًا وبالتايل ال‬ ‫ي�ؤخذ بع�ي�ن االعتب ��ار ال االقليم املرتكب‬ ‫في ��ه اجلرائ ��م وال جن�سي ��ة مرتكبي تلك‬ ‫اجلرائم وهي‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬احال ��ة و�ض ��ع م ��ن قب ��ل جمل� ��س‬ ‫الأمن‪:‬‬ ‫م ��ن املع ��روف �أن انعقاد جمل� ��س الأمن‬ ‫وه ��و �أح ��د الأجه ��زة الرئي�سي ��ة ملنظمة‬ ‫الأمم املتحدة لبحث حالة ت�شكل تهديدا‬ ‫عل ��ى ال�سل ��م والأم ��ن الدولي�ي�ن و�صدور‬ ‫ق ��رار منه حت ��ت الف�ص ��ل ال�ساب ��ع (�أي‬ ‫قرار مل ��زم) يع ��د تطبيقا مليث ��اق الأمم‬ ‫املتحدة قبل �أن يكون تطبيقا لنظام روما‬ ‫الأ�سا�س ��ي وبالت ��ايل فان احال ��ة جمل�س‬


‫‪29 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫الأم ��ن لو�ض ��ع م ��ا ارتكبت في ��ه جرائم‬ ‫تدخ ��ل يف اخت�صا� ��ص املحكمة ال يحتاج‬ ‫اي �شروط ا�ضافية‪ ،‬الن جميع الدول يف‬ ‫العامل هي دول �أع�ضاء يف منظمة الأمم‬ ‫املتح ��دة‪ ،‬وه ��ي جميع ��ا ملزم ��ة بتنفيذ‬ ‫ق ��رارت جمل� ��س ا ألم ��ن اذا م ��ا �صدرت‬ ‫وفق ��ا للف�ص ��ل ال�سابع م ��ن ميثاق الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وعل ��ى �سبي ��ل املث ��ال فقد اح ��ال جمل�س‬ ‫الأم ��ن الو�ض ��ع يف ليبي ��ا اىل املحكم ��ة‬ ‫اجلنائي ��ة الدولي ��ة‪ ،‬بع ��د اتف ��اق الدول‬ ‫اخلم� ��س دائم ��ة الع�ضوي ��ة عل ��ى ه ��ذا‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫ثاني� �اُ‪ :‬قب ��ول دول ��ة غ�ي�ر ع�ض ��و‬ ‫الخت�صا�ص املحكمة‪:‬‬ ‫لق ��د و�ض ��ع هذا البن ��د من �أج ��ل تو�سيع‬ ‫نطاق اخت�صا�ص املحكمة‪ ،‬فلو افرت�ضنا‬ ‫ارتك ��اب جرمي ��ة اب ��ادة جماعي ��ة يف‬ ‫دول ��ة اجلزائ ��ر م ��ن قب ��ل جمموعة من‬ ‫مواطنيه ��ا‪ ،‬وتع ��د اجلزائ ��ر دول ��ة غري‬ ‫ع�ضو يف املحكمة حالي ًا‪ ،‬فان اخت�صا�ص‬ ‫املحكمة ممكن اذا م ��ا عمدت اجلزائر‬ ‫اىل اعالن قبول اخت�صا�ص املحكمة‬ ‫وايداع �صك قبول االخت�صا�ص‬ ‫لدى م�سجل املحكمة‪ ،‬ميكن‬ ‫املحكم ��ة اذا ماقبل ��ت‬ ‫ال�ص ��ك م ��ن نظر‬ ‫احلال ��ة م ��ن‬ ‫خالل‬ ‫احد‬

‫الطريقيني‪:‬‬ ‫روم ��ا الأ�سا�س ��ي‪ .‬وق ��ررت املحكم ��ة �أنه‬ ‫�س ُيتخذ قرار علني ﺑﻬذا ال�ش�أن يف الوقت‬ ‫• ان حتيل الو�ضع دولة ع�ضو‪.‬‬ ‫• ان يبا�ش ��ر املدعي العام التحقيق يف املنا�سب‪.‬‬ ‫ارتكاب تلك اجلرائم‪.‬‬ ‫الو�ضع يف �سوريا‬ ‫�سوري ��ا لي�س ��ت دول ��ة ع�ض ��و يف املحكمة‬ ‫الو�ضع يف مايل‬ ‫تع ��د م ��ايل اح ��دى ال ��دول الأع�ض ��اء يف ومل ي�ستط ��ع جمل� ��س الأم ��ن ان ي�ص ��در‬ ‫املحكم ��ة اجلنائي ��ة الدولي ��ة وميك ��ن قرار احالة حتت الف�ص ��ل ال�سابع ب�سبب‬ ‫مالحظة ذلك من خ�ل�ال موقع املحكمة اعرتا� ��ض دولت�ي�ن م ��ن ال ��دول اخلم�س‬ ‫على �شبكة االنرتنت‪ ،‬وعلى هذا الأ�سا�س دائم ��ة الع�ضوية يف املجل� ��س هما رو�سيا‬ ‫فق ��د �أر�سل ��ت حكومة م ��ايل يف ‪ ١٨‬متوز وال�ص�ي�ن‪ ،‬وعل ��ى الرغ ��م م ��ن ح�ص ��ول‬ ‫‪/‬يولي ��ه ‪ ، ٢٠١٢‬ر�سالة حتي ��ل �إىل مكتب االئت�ل�اف ال�س ��وري عل ��ى اع�ت�راف من‬ ‫املدع ��ي الع ��ام ”احلال ��ة يف م ��ايل منذ معظ ��م دول العامل ب�أنه املمث ��ل ال�شرعي‬ ‫كان ��ون الث ��اين ‪/‬يناي ��ر ‪ “ ٢٠١٢‬وطلبت الوحي ��د لل�شعب ال�س ��وري اال انه مل يكمل‬ ‫إ�ج ��راء حتقيق لتحديد ما �إذا كان ينبغي الطري ��ق وي�ش ��كل حكوم ��ة يف الأرا�ض ��ي‬ ‫اﺗﻬام �شخ�ص �أو �أكرث باجلرائم املرتكبة املحررة لكي تقوم مقام الدولة املنهارة‪،‬‬ ‫‪ .‬وقدمت حكومة م ��ايل �أي�ضا م�ستندات وت�ستطيع قبول اخت�صا�ص املحكمة‪.‬‬ ‫داعمة للإحال ��ة‪ .‬و�شرع املكتب يف �إجراء‬ ‫فح� ��ص �أويل لتقيي ��م توف ��ر املعاي�ي�ر‬ ‫املطلوبة لل�شروع يف حتقيق مبوجب نظام‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪30‬‬

‫من الذي أشعل شرارة الثورة في سوريا ؟‬ ‫خا�ص ‪ /‬مط�صفى الكحيل‬ ‫مل يك ��ن يعلم جميع ال�سوري�ي�ن �شيئا عن‬ ‫ال�سب ��ب ال ��ذي أ�خ ��رج ا أله ��ايل يف درعا‬ ‫ذات يوم غ�ضبا لكرامتهم ‪.‬ومل يكن كثري‬ ‫من ال�سوريني ميلك اال�ستجابة بال�سرعة‬ ‫الكافي ��ة ك أ�ه ��ايل الق ��رى احلوراني ��ة‬ ‫املال�صقة لدرعا ليلبي نداء الفزعة الذي‬ ‫اطلق ��ه الدرعاوي ��ون ‪.‬ردد ال�سوري ��ون يف‬ ‫غري مكان ‪.‬ماالذي يجري يف درعا ؟!‪.‬ال‬ ‫نح ��ب �أن نقل ��د ما يج ��ري يف دول �أخرى‬ ‫‪.‬مل تكن ق�ص ��ة عاطف جنيب قد و�صلت‬

‫يومه ��ا م�سام ��ع ال�سوري�ي�ن فخ ��رج كثري‬ ‫منهم م ؤ�ي ��دا لب�شار ‪.‬وا�ستم ��رت �أحداث‬ ‫درعا بالت�صاعد �إىل �أن انتقلت ال�شرارة‬ ‫�إىل �أماك ��ن أ�خ ��رى ‪.‬تلبي�س ��ة والر�س�ت�ن‬ ‫وباب ال�سباع يف حم�ص واعت�صام �ساحة‬ ‫احلرية ال�شهري ‪.‬ث ��م حماة واعت�صامات‬ ‫�ساحة العا�ص ��ي اخليالي ��ة ‪�..‬أهدت هذه‬ ‫ال�ساح ��ات ال�سوريني حلم ��ا ما ظنوا يوما م ��ن ال ��ذي �أ�شع ��ل الث ��ورة �إذن ه ��ل هم‬ ‫�أنهم ق ��ادرون على حتقيق ��ه ‪.‬كم �شعرت �أطفال درعا يوم اقتلعت �أظافرهم �أم هم‬ ‫�أهليه ��م الذين �أهين ��ت كرامتهم ‪�.‬أم هو‬ ‫غباء عاط ��ف جنيب و ب�شار الأ�سد ؟‪.‬هل‬ ‫ه ��ي م ��روى الغمي ��ان ورفاقه ��ا �أم �سهري‬ ‫الأتا�س ��ي ي ��وم وقف ��ت على �أب ��واب وزارة‬ ‫الداخلية تنادي باحلري ��ة للمعتقلني‪.‬هل‬ ‫هم الأكراد �أول م ��ن �أطلق �شرارة الثورة‬ ‫م ��روى الغمي ��ان ذات ي ��وم باخل ��ذالن‬ ‫عندم ��ا رف� ��ض الدم�شقي ��ون االن�ضم ��ام‬ ‫�إليه ��ا ولأ�صدقائها ‪.‬وك ��م �شعر من قبلها‬ ‫املثقف ��ون بالإهان ��ة عندم ��ا تعر�ض ��وا‬ ‫لل�ضرب وال�سحل يوم �أن قالوا «يلي بيقتل‬ ‫�شعبو خاين»‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪31 issue‬‬

‫من ��ذ عدة �أعوام عندم ��ا �أحرقوا مقرات‬ ‫ح ��زب البع ��ث ومل ين�ض ��م �إليه ��م يومها‬ ‫�أحد من ال�سوري�ي�ن ‪�.‬أم هي كرة القدم و‬ ‫�صدام ح�سني يوم انتف�ض البع�ض غ�ضبا‬ ‫من الهتاف له يف مباراة كرة قدم ‪.‬يقول‬ ‫�أح ��د ال�سوري�ي�ن ه ��ل تعلم ��ون أ�ن ��ه بعيد‬ ‫توريث ب�شار الأ�س ��د ال�سلطة خرج �أهايل‬ ‫كفر نب ��ل وكتبوا على ج ��دران قريتهم ال‬ ‫للتوري ��ث ‪.‬ومت اعتقال الع�ش ��رات دون �أن‬ ‫ي ��دري بهم �أحد ‪.‬وك� ��أن كفرنبل ال تكتفي‬ ‫بالعالم ��ة الفارقة الت ��ي ت�سجله ��ا اليوم‬ ‫لوحاته ��ا الثوري ��ة ‪�.‬أما أ�ح ��د احلما�صنة‬ ‫فيقول �أنه وقبل �أحداث درعا كتب �أطفال‬ ‫احلولة على جدران املدار�س عبارات من‬ ‫وح ��ي الربيع العرب ��ي و�آخر يق ��ول �أن يف‬ ‫ري ��ف طرطو�س هناك م ��ن كتب عبارات‬ ‫«جايي ��ك الدور يا ديكتات ��ور» وغريها يف‬ ‫الف�ت�رة الت ��ي تلت �سقوط �ص ��دام ح�سني‬ ‫‪�.‬إن كل هذا لي�س ببعيد عن احلقيقة ‪.‬‬

‫اال�سد �أعل ��ى مبنى ال�شرط ��ة الع�سكرية‬ ‫يف حم�ص‪ .‬ه ��ل �س�أل ذلك ال�شاب نف�سه‬ ‫قبل �أن يقوم بهذا العمل االنتحاري فيما‬ ‫اذا ك ��ان حم�صي ��ا وفيم ��ا اذا كان عمله‬ ‫�سي�سج ��ل با�سم احلما�صن ��ة ‪.‬؟و�إذا كان‬ ‫اطفال درعا ق ��د ا�شعلوا �ش ��رارة الثورة‬ ‫و�أ�صبح ��وا �أيقونتها يف البداي ��ة ف�إن كل‬ ‫�أطفال �سوري ��ا اليوم �أيقون ��ة ‪.‬لن تنتهي‬ ‫الث ��ورة حتى ت�ستكمل ك ��ل حبة من تراب‬ ‫�سوري ��ا ن�صيب ��ا فيه ��ا ‪.‬و�إن ك ��ل حماولة‬ ‫الخ ��راج الث ��ورة م ��ن االط ��ار اجلماعي‬ ‫اىل االط ��ار الفردي وو�ضعه ��ا يف �سياق‬ ‫خمالف للواقع ي�ش ��كل ا�ضعافا وت�شويها‬ ‫لها وهو �أمر ال ير�ضى به �أهل حوران وال‬ ‫�شه ��دا�ؤه ‪.‬ال حم� ��ص وال �شهدا�ؤها حتى‬ ‫و�إن قدمت �أكرب ع ��دد من ال�شهداء وهو‬ ‫مقيا�س خاطىء على كل حال فال�شهداء‬ ‫لي�سوا جم ��رد �أرقام‪.‬ولن تر�ضى تفتنتاز‬ ‫وال غريها بذلك ‪.‬‬

‫فمن ال ��ذي �أ�شعل الثورة �إذن ومتى كانت‬ ‫ال�ش ��رارة الفعلي ��ة لها ‪.‬م ��ن الذي �صمت‬ ‫؟وم ��ن ت�أخ ��ر باالن�ضمام؟مل ��اذا ت�أخرت‬ ‫حل ��ب ومل ��اذا ت أ�خ ��رت دم�ش ��ق ؟‪.‬ي�س� ��أل‬ ‫كثريون هذه الأ�سئل ��ة دون �أن ي�س�أل �أحد‬ ‫مل ��اذا ت أ�خ ��رت �سوريا كله ��ا �أربعون عاما‬ ‫قب ��ل �أن تنتف� ��ض ‪�.‬أ�سئلة كث�ي�رة البد و�أن‬ ‫له ��ا �إجاب ��ات منطقي ��ة ولك ��ن ه ��ل هذه‬ ‫الأ�سئل ��ة ملح ��ة لنبحث ع ��ن اجابات لها‬ ‫‪�.‬ألي� ��س حتطيم �أول متثال حلافظ الأ�سد‬ ‫�س ��واء ك ��ان ذلك يف درع ��ا �أو يف الر�سنت‬ ‫�أم ��را ي�ستح ��ق �أن ين�سب ل ��كل ال�سوريني‬ ‫الذين تبنوا مطال ��ب الثورة ؟‪.‬وماذا عن‬ ‫ذلك ال�ش ��اب الذي حطم �ص ��ورة حافظ‬

‫و�إذا ك ��ان بع�ض الأحياء م ��ن ال�سوريني‬ ‫يطرح هذه الأ�سئلة ب�شكل جدي من باب‬ ‫املزايدة ف�إنه من امل�ؤكد �أن �أحدا‬ ‫من ال�شهداء اليطرح هذه‬ ‫الأ�سئل ��ة لأنهم مل يقدموا‬ ‫�أ�شالئه ��م يف �سبي ��ل‬ ‫املدينة الت ��ي ينتمون لها‬ ‫�أو احلي الذي ترعرعوا‬

‫في ��ه و�إمنا يف �سبيل ق�ضية وطنية بامتياز‬ ‫يف �سبيل كرامتهم وكرامة �أبناء جلدتهم‬ ‫دومن ��ا �س� ��ؤال ك ��ردا كان ��وا �أم عربا من‬ ‫حم� ��ص �أو م ��ن ال�سويداء ‪.‬ول�س ��ان حال‬ ‫ال�شهيد يق ��ول يا ليت قوم ��ي يعلمون مبا‬ ‫غفر يل ربي وجعلني من املكرمني ‪.‬‬ ‫وياليت كل ال�سوريني ي�ؤمنون ب�أن انت�صار‬ ‫الث ��ورة لن يكون بف�ضل زم ��رة او جماعة‬ ‫منف ��ردة م ��ن النا� ��س كاجلي� ��ش احلر �أو‬ ‫جبه ��ة الن�صرة وماكل ه� ��ؤالء �إال �أ�سباب‬ ‫ميح� ��ص اهلل به ��ا قلوبنا ويخت�ب�ر والئنا‬ ‫لق�ضيتن ��ا و�صربنا وثباتن ��ا وكل مايجري‬ ‫يف الثورة م ��ن عمرها املديد مبا يت�ضمن‬ ‫م ��ن ك�ش ��ف للم�ست ��ور و�إ�سق ��اط للأقنعة‬ ‫م ��ا هو اال اختبار ‪ .‬فالث ��ورة بد�أت ربانية‬ ‫و�ستنتهي كذلك وفوائده ��ا �ستعود جملة‬ ‫واحدة على كل ال�سوريني ‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 32‬‬

‫قيد الفصام‬ ‫وكلفة الدم ‪...‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬حممد علي ‪ -‬ورد اليايف‬

‫يعت�ب�ر ف�صام ال�شخ�صيه م ��ن الأمرا�ض‬ ‫الكارثي ��ة على �صاحب ��ه وكذلك على من‬ ‫يرتب ��ط ب�صاح ��ب هذا املر� ��ض ب�شكل او‬ ‫ب�آخر‪...‬وهوبب�ساط ��ة انف�ص ��ام املري�ض‬ ‫ع ��ن واقعه والعي� ��ش �ضمن وهم ال عالقة‬ ‫ل ��ه بالواقع (ك� ��أن يتخيل االن�س ��ان نف�سه‬ ‫نبي ��ا �أو رائ ��د ف�ضاء وهك ��ذا) ‪..‬وهو من‬ ‫الأمرا� ��ض ال�صعبة عل ��ى العالج فعندما‬ ‫تعي� ��ش الوه ��م واقع ��ا ف إ�ن ��ك بب�ساط ��ة‬ ‫�ست�ؤذي نف�سك وت� ��ؤذي من حولك ‪..‬غري‬ ‫�أن الف�صام ال�سوري هو من نوع �آخر‪� ،‬إنه‬ ‫ف�صام ع�شناه من ��ذ نعومة �أظفارنا نحن‬ ‫اجلي ��ل الذي مل يع ��رف �إال حافظ الأ�سد‬ ‫ووريث‪.،‬ف�ص ��ام لي�س �سببه وراثة �أو خلل‬ ‫يف كهربائية الدماغ وامنا �سببه اخلوف‪.‬‬ ‫علي ��ك دائم ��ا �أن ت�ستح�ض ��ر اخل ��وف‬ ‫يف كالم ��ك ‪,‬يف عمل ��ك ‪,‬يف انتقائ ��ك‬ ‫لأ�صداقائك ‪,‬يف تعبريك عن نف�سك ‪....‬‬ ‫يف كل �شئ خوف يجعلك تخف�ض �صوتك‬ ‫وتلب� ��س قناعا يخال ��ف قناعاتك وما تود‬ ‫قول ��ه �أوعمل ��ه ‪.‬وهن ��ا تعي� ��ش ف�صام ��ك‬ ‫‪,‬ف�ص ��ام اخل ��وف ‪.‬ال ��ذي يف�صل ��ك عن‬ ‫الواقع ويجعلك تراه من خالل اخلوف‪.‬‬ ‫ك ��ل �ش ��ئ (جي ��د) وي ��داك تتحركان مبا‬ ‫ميلي ��ه عليك خوفك وي�ستم ��ر الواقع بكل‬ ‫تناق�ضاته وم�شاكل ��ه وال�سوريون يخافون‬ ‫وينف�صم ��ون عن ��ه ب أ�ي ��د مكبل ��ة عاجزة‬ ‫وبل ��د يدم ��ر �أمامه ��م‪ ،‬غ�ي�ر �أن غ�ضبهم‬ ‫كان يكب ��ت ويكرب اىل �أن �سطعت ثورتهم‬ ‫وبد�أوا يفكون قيد ف�صامهم‪.‬‬

‫ث ��ورة �أ�شعلته ��ا الدماء وتغذيه ��ا الدماء‪،‬‬ ‫ث ��ورة جمعته ��ا العي ��ون الباكي ��ه و�أعادت‬ ‫الرحم ال�س ��وري اىل �سابق عه ��ده‪ ،‬ثورة‬ ‫(عل ��ى عك�س م ��ا يعتقد اجلمي ��ع )ت�ضع‬ ‫اخلط ��وة الأوىل عل ��ى درب املواطن ��ة‪،‬‬ ‫فعندما تتك�شف احلقائق تبنى املواطنة‪.‬‬ ‫والقيد واخلوف هو الطائفية بعينها وهو‬ ‫املواطنة ال�ضائعة‪.‬‬ ‫وهن ��ا وبعد �سنتني تقريب ��ا من كلفة الدم‬ ‫والدم ��وع ‪.‬يطرح �س� ��ؤال نف�سه وبقوة اىل‬ ‫متى ؟‬ ‫وك� ��أي �ص ��راع البد من ح�ساب ��ات جتعلنا‬ ‫أ�ق ��رب اىل فه ��م الواقع وبالت ��ايل التنب�ؤ‬ ‫بنتائ ��ج ه ��ذه الث ��ورة املكلف ��ه ‪,.‬ور�س ��م‬ ‫�ص ��وره حلركتها وتطورها ‪.‬وتقت�ضي هذه‬ ‫احل�سابات درا�سة الواقع على امل�ستويات‬ ‫التاليه ‪:‬‬ ‫�أوال ‪:‬على امل�ستوى االقت�صادي ‪:‬‬ ‫يع ��اين النظ ��ام ال�س ��وري �صعوب ��ات‬ ‫اقت�صادي ��ة كب�ي�ره ‪.‬ولي� ��س ادل عل ��ى‬ ‫ذلك م ��ن انخفا�ض �سعر �ص ��رف اللرية‬ ‫ال�سوريه ‪.‬فال �سياح ��ة وال �أعمال وتوقف‬ ‫مئات الور�شات عن العمل وارتفاع معدل‬ ‫البطال ��ه ب�شكل كبري ‪.‬وتعط ��ل م�ساحات‬ ‫زراعي ��ه كبريه ‪...‬وجفاف م ��وارد العمله‬ ‫ال�صعب ��ه الت ��ي كانت تت ��وارد اىل الدوله‬ ‫(برتول ‪,‬ترانزي ��ت ‪,‬ا�ستثمارات ‪,‬انعدام‬ ‫ال�سياح ��ه ‪. )..‬والوا�ض ��ح متام ��ا �أن‬ ‫النظ ��ام بد أ� يفقد �سيطرت ��ه االقت�صاديه‬ ‫‪.‬وبد أ� املواط ��ن ال�سوري ي�شعر ب�صعوبات‬ ‫العي� ��ش يف املناط ��ق التي ي�سيط ��ر عليها‬ ‫النظ ��ام وخا�صة مع فق ��دان م�ستلزمات‬


‫‪33 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫العي�ش ال�ضروريه وغالئها (غاز ‪,‬مازوت ل�صفحات نا�شطي الثورة‪.‬‬ ‫‪,‬كهرب ��اء و�أحيان ��ا مادة اخلب ��ز )‪.‬ولكنه‬ ‫اىل الآن م ��ازال يدف ��ع روات ��ب موظفي ��ه يف املقاب ��ل هن ��اك إ�ع�ل�ام بدي ��ل �أن�ش� ��أه‬ ‫(وان انخف�ضت قيمتها نتيجة ال نخفا�ض ال�سوري ��ون ‪.‬ب ��د�أ م ��ن كام�ي�رات �أجهزة‬ ‫�سع ��ر الل�ي�ره مقاب ��ل ال ��دوالر )وم ��ازال النق ��ال وباالعتماد عل ��ى اليوتيوب وقدم‬ ‫ميول حملته الع�سكريه وجنوده و�ضباطه تقاري ��ره وافالم ��ه عن الواق ��ع احلقيقي‬ ‫و�أجه ��زة �أمن ��ه و�شبيحت ��ه رغ ��م الكلف ��ة للثوره ‪.‬وتطورهذا الع�ل�ام لي�شكل �شبكه‬ ‫العالي ��ه ‪.‬ومازال ��ت امكاني ��ة العي� ��ش يف متكامل ��ه عل ��ى م�ستوى �سوري ��ه ويكون له‬ ‫الأماك ��ن التي ي�سيطر عليها قائمة ‪.‬ولعل مكات ��ب اعالمي ��ه فعال ��ه ‪.‬وتط ��ور �أدا�ؤه‬ ‫هذا يع ��زى اىل التمويل االيراين (هناك ودفع الكثري من ال�شهداء من اجل الثورة‬ ‫تقاري ��ر ت�ش�ي�ر اىل ع�ش ��رات املليارات ) واحلقيقه من امث ��ال ال�شهيد ال�سينمائي‬ ‫والتموي ��ل العراقي ( أ�ب ��رم املالكي اتفاقا با�سل �شحاده وغريه الكثريين ‪.‬‬ ‫معه يقدر ب‪6‬مليارت دوال ر) وكذلك اىل وكذلك �أي�ضا االع�ل�ام العربي (وخا�صة‬ ‫طبيعة االقت�صاد ال�سوري واالعتماد على اجلزي ��ره والعربي ��ه) ك ��ان ل ��ه دور مهم‬ ‫االنت ��اج املحلي ودع ��م �أعوان ��ه ومافياته يف ابق ��اء الث ��وره ال�سوري ��ه حي ��ة تك�سب‬ ‫االقت�صادي ��ه وطباعت ��ه الل�ي�ره ال�سوريه التعاط ��ف العرب ��ي وت�ش ��كل عبئ ��ا عل ��ى‬ ‫بدون ر�صيد ‪.‬ولعله بد أ� ميار�س البلطجه ال�ضمري ‪.‬رغم الكث�ي�ر من الأخطاء التي‬ ‫عل ��ى التج ��ار وال�صناعي�ي�ن م ��ن �أج ��ل �شاب ��ت �أدا�ؤه وخا�ص ��ة يف بداي ��ة الث ��ورة‬ ‫التموي ��ل وال �أدل على ذل ��ك من ااحلجز وعدم متكنه حينها من ادخال مرا�سيله ‪.‬‬ ‫االحتياط ��ي على اموال حممود عنزروتي �أم ��ا يف ما يتعل ��ق باالع�ل�ام الغربي فلم‬ ‫حتظى الثورة ال�سوريه باالهتمام الالزم‬ ‫�صاحب معامل كتاكيت ال�شهريه ‪.‬‬ ‫فه ��ي مل ت�شغ ��ل م�ساح ��ة كب�ي�رة يف هذا‬ ‫العالم ‪.‬وتطغى على تغطية هذا االعالم‬ ‫ثانيا ‪:‬على امل�ستوى االعالمي ‪:‬‬ ‫للنظ ��ام ق�صه يرويها عن الثوره ال�سوريه تخوف ��ات الغرب من الث ��وره حول هويتها‬ ‫‪,‬اعتم ��دت على الك ��ذب وتغيي ��ب الواقع اجلهادي ��ه وكذلك حول مو�ضوع الأقليات‬ ‫وخا�ص ��ة امل�سيحي�ي�ن وح ��ول ال�س�ل�اح‬ ‫وعدم االعرتاف به‬ ‫وتوال ��ت الأو�ص ��اف م ��ن مند�س�ي�ن اىل الكيم ��اوي ‪.‬يف ح�ي�ن ان م ��ا يتعر� ��ض له‬ ‫ارهابيني اىل جماعات م�سلحه ‪ .........‬ال�سوريون من معان ��اة وجمازر ال يحظى‬ ‫ح ��اول دائم ��ا بن ��اء �ص ��وره خمتلفه عن بالتغطيه املنا�سب ��ه ‪.‬وقد يزداد االهتمام‬ ‫�أحيان ��ا بوجود �شئ م ��ن االثاره كمو�ضوع‬ ‫حقيقة الثوره وواقعها معتمدا على‪:‬‬ ‫‪-1‬وكال ��ة �سان ��ا ‪,‬الف�ضائي ��ه ال�سوري ��ه �شه ��رزاد اجلعف ��ري والربي ��د املخ�ت�رق‬ ‫لب�ش ��ار الأ�سد ‪.‬وهذا املو�ض ��وع �شئ مهم‬ ‫‪�,‬صحيفة ت�شرين والبعث والثوره ‪.‬‬ ‫‪-2‬و�سائ ��ل اع�ل�ام خا�ص ��ه (االخباري ��ه يجب العمل عليه ويكل جديه ‪.‬‬ ‫ال�سوريه‪�,‬سما او الدنيا �سابقا )‪.‬جمموعه‬ ‫م ��ن املواق ��ع االليكرتوني ��ه اململوك ��ه من من الوا�ض ��ح ورغم ما فعله اعالم الثوره‬ ‫قب ��ل رج ��ال اعم ��ال �أوبع� ��ض املتنفذين من نقل احلقيقة وك�ش ��ف دموية النظام‬ ‫‪.‬اال ان الث ��وره ما زال ��ت تفتقد ف�ضائيتها‬ ‫ال�صحفيني ‪.‬‬ ‫‪-3‬بع� ��ض الف�ضائي ��ات ا ألخ ��رى املواليه اخلا�ص ��ة به ��ا ‪,‬الت ��ي متل ��ك احلرفي ��ة‬ ‫الالزم ��ه ل�ش ��د امل�شاه ��د والق ��ادرة على‬ ‫للنظام (رو�سيا اليوم ‪,‬امليادين )‪.‬‬ ‫وهن ��اك م ��ا يدع ��ى باجلي� ��ش ال�س ��وري ر�سم �صورة حقيق ��ة براقة للثوره وتر�سم‬ ‫الإلك�ت�روين ال ��ذي يقوم ب ��دور جت�س�سي �ص ��ورة ملا بعد ب�شار الأ�س ��د �صورة تعي�ش‬ ‫�أك�ث�ر من ��ه اعالم ��ي وخا�ص ��ة بالن�سب ��ة بيننا ونراها ون�شعر بها ‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 34‬‬

‫سياسات خنق الثورة السورية مدروسة‬ ‫بعناية‪ ،‬كيف؟! و ماذا علينا ان نفعل؟‬

‫خا�ص ‪ /‬د‪� .‬صادق مو�صلي‬ ‫�أوال‪ :‬يدع ��م املجتمع ال ��دويل و يعطي الثوار‬ ‫الن من اهم و�سائ ��ل ال�ضغط هي احلرمان‬ ‫من العط ��اء‪ ،‬و �إذا مل تع ��ط يف املقام الأول‬ ‫فال �إمكانية للحرمان‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حمادثات و مفاو�ضات حتت الطاولة‬ ‫و فوقه ��ا لعل النظ ��ام و من تعل ��ق بتالبيبه‬ ‫ي�ستطي ��ع ك�س ��ر �إرادة ال�شع ��ب‪ ،‬و م ��ن حني‬ ‫لآخر جمزرة هنا و جمزرة هناك لي�ستطيع‬ ‫املجتم ��ع ال ��دويل الإدانة و و�ض ��ع نف�سه يف‬ ‫ال�صورة حتى يظهر داعما للثورة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الرتكي ��ز على مناطق متفرقة حتى ال‬ ‫يجد �أفراد ال�شع ��ب يف املنطقة الواحدة ما‬ ‫يقربه ��م من بع�ضهم و حت ��ى ال تبلغ املعاناة‬ ‫احلد الأق�صى فيخرج ال�شعب كله عن بكرة‬ ‫�أبيه‪.‬‬ ‫رابع ��ا‪ :‬زرع اخل�ل�اف بني الث ��وار من جهة‪،‬‬ ‫و بني الث ��وار و ال�سيا�سيني من جهة �أخرى‪،‬‬ ‫و اله ��دف م�شاغلته ��م باتهام ��ات لبع�ضهم‬ ‫ب�إ�ساءة الت�صرف هنا وهناك‪.‬‬ ‫خام�سا‪ :‬وعود و�ضغوط على مبد�أ «الع�صا و‬ ‫اجلزرة» لاللتفاف على املعار�ضة ال�سيا�سية‬ ‫و امليداني ��ة و من ثمة اختالق مربرات عدم‬ ‫الوفاء بالوع ��ود و بالتايل �ضرب م�صداقية‬

‫املعار�ضة يف ال�شارع‪.‬‬ ‫�ساد�سا‪ :‬زي ��ادة املعان ��اة الإن�سانية ميدانيا‬ ‫بق�ص ��ف البيوت و املناط ��ق الآمنة و تهجري‬ ‫النا� ��س لتفري ��غ املناطق م ��ن املدنيني حتى‬ ‫يلج� ��ؤوا للمناطق املجاورة و الدول املجاورة‬ ‫حتى تن�شغ ��ل املقاومة بت�أم�ي�ن عي�ش �أهايل‬ ‫الثوار‪.‬‬ ‫�سابع ��ا‪ :‬ممار�س ��ة �إذالل الالجئ�ي�ن بغر�ض‬ ‫زي ��ادة املعاناة حت ��ى يقتنعوا بع ��دم جدوى‬ ‫احل ��راك �ض ��د نظ ��ام ب�ش ��ار‪ ،‬و امت�صا�ص‬ ‫غ�ض ��ب ال�شع ��وب العربي ��ة بتنظيم حمالت‬ ‫تربع ��ات لل�شع ��ب ال�س ��وري ع ��ن طري ��ق‬ ‫احلكومات دون ان ت�صل لل�سوريني‪.‬‬ ‫ثامن ��ا‪ :‬لعب ��ة «ال�شرط ��ي اجلي ��د و ال�سيئ»‬ ‫�أط ��راف دولي ��ة تدع ��م �صراح ��ة النظام و‬ ‫�أخرى تدعم ال�شعب ال�سوري على ا�ستحياء‪.‬‬ ‫تا�سع ��ا‪ :‬ت�ألي ��ب امل ��زاج ال�شعب ��ي من خالل‬ ‫القي ��ام بعملي ��ات م�ض ��رة ل�سمع ��ة الثورة و‬ ‫الثوار بهدف �إقناع الداخل �أوال بانه ال ثورة‬ ‫�أ�سا�سا بل جمموع ��ة من الفو�ضويني الذين‬ ‫يريدون م�صلحتهم‪.‬‬ ‫عا�شرا و �أخريا‪:‬‬ ‫جتنيد و�سائل الإعالم بق�صد او غري ق�صد‬ ‫من خ�ل�ال ت�صريح ��ات �سيا�سي ��ة لتحطيم‬ ‫معنويات ال�شعب ال�سوري‪.‬‬

‫ماذا علينا ان نفعل؟‬ ‫�أوال‪ :‬القناعة التام ��ة بان احدا من املجتمع‬ ‫الدويل ال يرغ ��ب يف م�ساعدتنا يف الو�صول‬ ‫اىل ما نريد من قرار وطني م�ستقل‪ ،‬و عليه‬ ‫ف ��ان علينا ان نرت ��ب الآن �أوراقن ��ا ل�صراع‬ ‫�سيط ��ول و ق ��د ال يختلف كثريا ع ��ن �صراع‬ ‫فل�سطني!‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم فت ��ح الأوراق كلها �أمام املجتمع‬ ‫الدويل و ترتيب قنوات االت�صال دون �إف�شاء‬ ‫كل التفا�صيل‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توعية من بقي من �شعبنا على الأر�ض‬ ‫بطبيعة الو�ض ��ع و تو�ضيح ما يحدث‪ ،‬فلي�س‬ ‫هناك �أقوى من �إن�س ��ان مقتنع انه على حق‬ ‫فيما يقوم به‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬توعية الالجئ�ي�ن من �أهلنا يف الدول‬ ‫املج ��اورة بطبيعة ما يح ��دث حتى ال يكونوا‬ ‫م�صدر �ضغط على الثوار يف الداخل‪.‬‬ ‫خام�س ��ا‪� :‬إن�ش ��اء جه ��از خماب ��رات للث ��ورة‬ ‫وظيفت ��ه ر�صد حترك ��ات �شخ�صيات معينة‬ ‫من النظام و من ي�سانده يف �سوريا‪.‬‬ ‫�ساد�سا‪ :‬التوا�صل م ��ع الداعمني املخل�صني‬ ‫دون ف�ض ��ح �أ�سمائهم حفاظا على حياتهم و‬ ‫ا�ستمرار الدعم‪.‬‬ ‫�سابع ��ا‪ :‬دعم الإنتاج املحلي ملا يدعم الثورة‬ ‫للحفاظ عل ��ى اال�ستمرارية دون القلق على‬ ‫الإمداد‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬ترتي ��ب لقاءات للدع ��اة فيما بينهم‬ ‫لو�ض ��ع ا�سرتاتيجية للو�صول �إىل كل الفئات‬ ‫من الثوار للحفاظ على نظافة خط الثورة‪.‬‬ ‫تا�سعا‪� :‬إن�شاء �شبكة توا�صل من ثوار الداخل‬ ‫و اخل ��ارج لر�ص ��د ردود الفع ��ل الدولي ��ة و‬ ‫حتليل املعطيات ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫عا�ش ��را‪ :‬الرتكي ��ز عل ��ى مو�ض ��وع التعلي ��م‬ ‫للنا�شئ�ي�ن و حماولة تعوي�ض ما فقدوه للحد‬ ‫م ��ن �ضرر التدمري ال ��ذي يقوم به النظام و‬ ‫من يدعمه‪.‬‬ ‫أ�م ��ر غاية يف الأهمي ��ة‪ :‬احلفاظ على �سرية‬ ‫هوية من مل يظهر حتى الآن من الثوار!!‬


‫‪35 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫من خلف خضبان األلم ‪1 -‬‬ ‫إثنان وعشرون ساعه مرت علينا وكأنها إثنان وعشرون سنه ‪...‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬جنديل حم�ص‬ ‫قد يعج ��ز الل�سان عن التعبري عما يجول يف‬ ‫اخلاطر ‪...‬‬ ‫�سمع ��ت الكثري عنه ��م ‪ ...‬ولكن ��ي مل �أتوقع‬ ‫�أنه ��م به ��ذه الدرجة م ��ن الوح�شي ��ه ‪ ...‬مل‬ ‫يهمهم �أن�ي�ن الن�ساء وال ح�شرج ��ة الكلمات‬ ‫من �أفواه ال�صغار وال �صراخ العجائز ‪...‬‬ ‫�صوتٌ يت�سلل �إىل م�سامعنا ‪� ...‬صوت �صادر‬ ‫زاوية املهجع يف الطابق الثاين حتت الأر�ض‬ ‫‪...‬‬ ‫�إن ��ه �ص ��وت طف ��ل ‪ ...‬ين ��وح ب�ص ��وت خفي‬ ‫‪ ...‬ال يج ��ر�ؤ على �إ�سماع م ��ن حوله ‪ ...‬ي�أن‬ ‫ويتمت ��م ب�صوت حزين «يا اهلل يا اهلل ياهلل»‬

‫بعد حلظ ��ات ‪ ...‬يدخل علين ��ا رجل �ضخم‬ ‫عري� ��ض املنكبني ي�س�أل عن م�صدر ال�صوت‬ ‫‪ ...‬ال �أحد يجر�ؤ على الإجابه ‪ ...‬ينظر �إىل‬ ‫زاوي ��ة املهج ��ع و�إذا برجل �ستين ��ي منبطح‬ ‫م ��ن �آالم ال�ضرب ‪ ...‬بجنب ��ه ول ٌد �صغري مل‬ ‫يتجاوز ال�سبع �سنني ‪...‬‬ ‫يخت ��اره من بينن ��ا ليك ��ون كب�ش الف ��دا ‪...‬‬ ‫مي�سكه من حليته بعيد ًا �إىل غرفة التحقيق‬ ‫�أو ما كنا ن�سميها «غرفة املوت»‪...‬‬ ‫زاد ا ألن�ي�ن �أنين ًا ‪ ...‬وال�صوت بدء باالرتفاع‬ ‫‪� ...‬إن ��ه ال�شي ��خ ال�ستيني امل�سك�ي�ن ‪ ...‬يبكي‬ ‫وي� ��أن يف غرف ��ة التحقي ��ق �صوت ��ه ال يفارق‬ ‫ذاكرت ��ي ‪ ...‬يبكي ويق ��ول «واهلل حرام �آ�آ�آخ‬ ‫ي ��اااااااا اهلل ي ��ااا رب» وت�ستم ��ر �أ�ص ��وات‬

‫التعذي ��ب والأن�ي�ن املتداخله ع ��دة �ساعات‬ ‫وفج� ��أة ‪...‬ي�سود ال�صم ��ت يف املكان ون�سمع‬ ‫جمل ًة من بعيد ‪�« ...‬شيلوه و�سلموه لأهلو ‪...‬‬ ‫خال�ص «‬ ‫بعد حلظ ��ات ‪ ...‬ن�سمع �ضرب الأقدام على‬ ‫الأر�ض ‪ ...‬خطوات تقرتب من مهجعنا ‪...‬‬ ‫إ�ن ��ه اخلرب املقي ��ت ‪ ...‬ال�سج ��ان ‪ ...‬يدخل‬ ‫علين ��ا ويقول ب�سانه املع ��وج «�شويف �أغرا�ض‬ ‫لهالكلب ختيار النح�س هون باملهجع» ي�س�أل‬ ‫حفي ��ده الولد ال�صغ�ي�ر «لي�ش �سي ��دي وينو‬ ‫ج ��دو» ‪ ...‬ي�أتي اجل ��واب وك�أنها �صفع ٌة على‬ ‫وجوهنا «جدك مات يا حممد»‪...‬‬ ‫�إنه ��ا حلظات ع�شته ��ا لن �أن�ساه ��ا ما دمت‬ ‫على قيد احلياة ‪...‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪issue‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th 36‬‬ ‫‪36‬‬

‫رسالة ورد غطاها‪..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬

‫يف ليل ��ة مونرتيالي ��ة مثلج ��ة م ��ن لي ��ايل‬ ‫ني�سان‪ ،‬ك ��ان الربيع يبدو بعيدا‪ ،‬وال�شتاء‬ ‫يتم ��دد عل ��ى قلوبنا و االنرتني ��ت بطيء‪،‬‬ ‫هم�س ��ت اىل �سيدة ب�آالمي‪ ،‬فردت‪ ،‬فكان‬ ‫ر�سال ��ة ورد غطاه ��ا‪ ،‬اعي ��د ن�شرها كما‬ ‫ه ��ي‪� .‬ص ��دق اللحظة هو امل�ب�رر‪ ،‬وجمال‬ ‫روح ال�سي ��دة‪ .‬حتياتي لها اينما كانت يف‬ ‫هذه اللحظة‪.‬‬ ‫عزيزتي‪،‬‬

‫مل يع ��د هن ��اك وظيف ��ة لل�شع ��ر و ال حتى‬ ‫لغ�ي�ره ‪ ،‬فنحن أ�ف ��راد ًا و جماعات نعي�ش‬ ‫ع�ص ��ر هزمي ��ة ال �سابق له ��ا ‪ ،‬و ال ميكن‬ ‫ألح ��د �أن ي�صنفه ��ا �أو ي�سميه ��ا لأن كلمة‬ ‫هزمية ‪ :‬كلمة مهذبة و ال ت�صف �إال جزء ًا‬ ‫�صغري ًا مما نحن فيه …‬ ‫لي� ��س لأنّ بغ ��داد �ست�سق ��ط ‪ ،‬فقد �سبق و‬ ‫�سقطت هي و ك ��ل العوا�صم العربية منذ‬ ‫زم ��ان طوي ��ل … و م ��ا وجودن ��ا هنا �إال‬

‫تعب�ي�ر �صغري عن هذا ال�سق ��وط‪ :‬عندما‬ ‫تكون الهجرة ه ��ي حلم النا�س جميع ًا يف‬ ‫ك ��ل �أرجاء ما كان ي�سمى بالبالد العربية‬ ‫وخا�ص ��ة دول ال�صم ��ود‪ ،‬فال�سق ��وط ه ��و‬ ‫النتيجة املعادلة لذلك ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أ�ع�ت�رف و �أن ��ا بكامل وعي أ�نن ��ي مهزوم‬ ‫حتى الذرات ال�صغرية يف ج�سدي …‬ ‫لق ��د هُ زمت و �أن ��ا يف الثاني ��ة ع�شرة من‬ ‫عم ��ري عندم ��ا �ض ��رب �ضاب ��ط �شرطة‬ ‫وال ��دي على وجه ��ه يف خمفر ركن الدين‬ ‫بح�ضوري‪ ،‬عندما كان والدي �شرطي ًا يف‬ ‫ذلك املخفر ‪.‬‬


‫‪th‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪issue 46‬‬ ‫‪46 // jan.‬‬ ‫‪jan. 27‬‬ ‫‪27th‬‬ ‫‪37 issue‬‬

‫وهزمت مر ًة �أخرى عندما قر�أت الإجنيل‬ ‫و �أن ��ا يف الرابعة ع�ش ��رة من عمري‪ ،‬فقد‬ ‫اكت�شف ��ت �أن جبا ًال م ��ن الإميان ال ترحم‬ ‫فق�ي�ر ًا و ال تنق ��ل جب ًال م ��ن مكان فكيف‬ ‫ببذرة منه‪.‬‬ ‫وهزم ��ت م ��ن جديد يف مراهقت ��ي لأنني‬ ‫كن ��ت �أحل ��م ب�صبي ��ة كم ��ا يف رواي ��ات‬ ‫املنفلوط ��ي و يو�س ��ف ال�سباع ��ي و م ��رمي‬ ‫العذراء‪ ،‬بينم ��ا كانت كل �صبايا ع�صري‬ ‫تبحث ��ن عن املتع ��ة اجلن�سي ��ة … و هن‬ ‫كن على حق لأنن ��ي كنت �أتخفى لأمار�س‬ ‫العادة ال�سرية بعيد ًا عن نظر النا�س ‪.‬‬ ‫م ��رة أ�خ ��رى هزم ��ت يف ال�سيا�س ��ة و �أنا‬

‫�شاب فلم �أرها م ��ن فعل الب�شر ونتاجهم‬ ‫و �إمنا تعاملت معها على �أ�سا�س �أنها فعل‬ ‫�سام و ت�ضحية بال نهاية …‬ ‫هزمت يف زواجي و يف عالقتي ب�أوالدي و‬ ‫يف عملي و يف كل �شيء �آخر … فكيف ال‬ ‫أ�ه ��زم الآن و ال يهزم الوطن الذي �أنتمي‬ ‫�إليه …‬ ‫�إذ ًا م ��ا فائدة الق�صائ ��د ؟ قويل هل من‬ ‫فائدة ُترجى من كل ما كتب و ما �سيكتب‬ ‫؟‬ ‫وردة جميل ��ة يف �أما�سيك ال�صعبة … و‬ ‫حتياتي املهزومة !‬

‫الرد‪:‬‬ ‫م�س ��ا�ؤك ورد �صديقي امله ��زوم املنت�صر‬ ‫باهلل ‪،‬‬ ‫�أعدت لل�شكل ال�سوي ما قلبته التكنولوجيا‬ ‫و قر�أت باملقلوب هزائم ر�سالتك ف�صارت‬ ‫بذلك انت�صارات …‬ ‫يخط ��ر ببايل �ص ��ور مل�شارك�ي�ن بالأرقام‬ ‫القيا�سي ��ة و الألع ��اب الأوملبي ��ة وحت�سب‬ ‫انت�صاراتهم بف ��وارق �أع�شار الثانية …‬ ‫هل الثاين فا�شل … والعا�شر �سيئ وابن‬ ‫كلب !‬ ‫علمون ��ا يف املدر�س ��ة ‪ :‬الأول و يف احلياة‬ ‫‪ :‬الأذك ��ى وم ��ع الآخ ��ر‪ :‬الأوف ��ى وبجانب‬ ‫الأق ��وى و مع الأغنى و ك ��ل الأ… ونحن‬ ‫الي ��وم يا �صديقي متعب ��ون يف غربتنا من‬ ‫انتظار الظروف‪ :‬الأح�سن‪ ،‬و يف �أوطاننا‬ ‫احلل ��ول‪ :‬الأ�سل ��م و يف عالق ��ات احلب‪:‬‬ ‫الأبقى‪ ،‬و ال�صداقات‪ :‬الأ�صدق …‬ ‫يبق ��ى يف النهاية ‪ :‬الأهم … �أن نقنع �أن‬ ‫هذه فع ًال مقدراتنا‪ ،‬و �أننا بذلنا كل قوتنا‬ ‫و جهدنا‪ ،‬ومن كل القلب و الفكر و الروح‬ ‫‪ :‬لنحق ��ق ما �أردن ��ا و �إن مل نوفق بال�شكل‬ ‫الذي رجون ��اه … مازال لدينا الهاج�س‬ ‫و اال�ص ��رار و احلما� ��س … ف�إىل الأمام‬ ‫أحب جملة حنا مينة ‪ّ :‬‬ ‫دق الأر�ض‬ ‫…� ّ‬ ‫بقدمي ��ك ال�صلبت�ي�ن ف�ل�ا ب ��د �أن ت�سطع‬ ‫�شم�س … امل�شكل ��ة �أننا �سن�ستيقظ على‬ ‫ثلج مونرتيال غدا !‬ ‫ميك ��ن �أن ال�شم� ��س مت�أخرة ه ��ذه الأيام‬ ‫لأنن ��ا متعب ��ون �أك�ث�ر م ��ن �أي وق ��ت …‬ ‫ال�شم�س تنتظر �أن ن�ستعيد قوانا و ننطلق‬ ‫م ��ن جدي ��د … و كم ��ا تنه ��ي االذاعات‬ ‫العربية ن�شراتها ‪ :‬الن�صر لنا ! �أنهي و لو‬ ‫�صعبة‪ ،‬اجلمل ��ة القادمة ‪ :‬الن�صر حليف‬ ‫من مل يرتدد …‬ ‫�إكليل غار على ر�أ�س هزائمك الأبي�ض…‬ ‫زميلتك بالن�ضال امله�صورة (املهزومة ‪-‬‬ ‫املن�صورة)‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 38‬‬

‫فتوش‪ :‬يا رايحني على حلب ‪ ...‬ح ّبي معاكم راح‬

‫تق ��دم ه ��ذه الفق ��رة بالتع ��اون م ��ع رادي ��و‬ ‫�سوريايل‪� :‬إعداد �سالم �سوريايل‬ ‫تقدمي‪ :‬مايا‬ ‫املربعانية وخمي�سنية ال�شتاء و�سعوداتها‬ ‫ح� � ّدد �أجدادنا �أي ��ام ال�شت ��اء بت�سعني يوماً‬ ‫وق�سموه ��ا �إىل ق�سم�ي�ن‪« ،‬املربعانية» وهي‬ ‫الأربع ��ون يوم� � ًا الأوىل وتبد�أ ب� �ـ ‪ 21‬كانون‬ ‫الأول‪ ،‬وقال ��وا فيه ��ا‪ ،‬املربعانية ي ��ا بت�ش ّرق‬ ‫ي ��ا بتغ� � ّرق‪� ،‬أي �أن �سم ��اء �أيامه ��ا إ� ّما ذات‬ ‫�شم�س حا ّدة وحارقة‪� ،‬أو �أنها غائمة ماطرة‬ ‫بغزارة‪.‬‬ ‫والق�س ��م الث ��اين م ��ن ال�شت ��اء �أ�س ُم ��وه‬ ‫«اخلم�سين ّي ��ة» وتب ��د�أ ب ��الأول م ��ن �شباط‪،‬‬ ‫وق�سموا �أيامها الطويلة �إىل �أربع �سعودات‪،‬‬ ‫مدة كل منها ‪ 12‬يوم ًا ون�صف‬ ‫�أ ّوله ��ا‪ ،‬وال ��ذي ن�ستقبله يف ه ��ذه الأ ّيام هو‬ ‫�سع ��د الذاب ��ح‪ ،‬وقالوا فيه �سع ��د الدابح ما‬ ‫بيرتك كل ��ب نابح‪ ،‬ن�سب ��ة �إىل ق�سوة الربد‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫�أما �سعد الثاين فهو �سعد بلع‪ ،‬ال�سما بتبعت‬ ‫والأر� ��ض بتبل ��ع‪ ،‬لغ ��زارة �أمط ��اره‪ ،‬ويبد�أ‬ ‫ال�شتاء بالرحيل يف �سع ��د ال�سعود‪ ،‬بتم�شي‬ ‫امل ��ي بالعود وبيدفا كل م�ب�رود‪ ،‬داللة لبدء‬ ‫ارتفاع درج ��ات احل ��رارة وانت�شار الدفء‬ ‫وعودة اخل�ضرة لأر�ض‪.‬‬ ‫�أم ��ا �سع ��د الأخ�ي�ر‪ ،‬فه ��و �سع ��د اخلبايا‪،‬‬ ‫وفي ��ه بتطلع احليايا وبتتفت ��ل ال�صبايا‪ ،‬وال‬ ‫ارتباط هنا ب�ي�ن احليايا وال�صبايا بالطبع‬ ‫كم ��ا يحلو الربط للبع� ��ض! ولكن بعد �شتاء‬

‫طويل وبارد‪ ،‬تع ��ود املخلوقات جميعها �إىل‬ ‫احلياة وحتتفل الطبيعة بالربيع‪.‬‬ ‫واختلف ��ت احلكايات والأ�ساطري حول �سعد‬ ‫ال�شاب الذي �ساف ��ر مع بداية اخلم�سينية‪،‬‬ ‫ويق ��ول البع�ض �أنه ذبح ناقت ��ه ويف روايات‬ ‫أُ�خ ��رى بقرت ��ه‪ ،‬وافرغه ��ا م ��ن �أح�شائه ��ا‬ ‫واحتمى بفروتها ولذلك ُ�س ّمي بذبح وتتابع‬ ‫الت�سمي ��ات وتختل ��ف باخت�ل�اف مراح ��ل‬ ‫الرحل ��ة‪� ،‬إال �أن هذه ال�سع ��ودات يف حقيقة‬ ‫الأم ��ر ه ��ي م ��ن من ��ازل القم ��ر‪� ،‬أي �أنه ��ا‬ ‫ت�سميات ملواقع فلك ّية وجنوم وكواكب‪ ،‬ي�ؤثر‬ ‫ظهوره ��ا يف هذا الوقت من العام مع موقع‬ ‫ال�شم�س على الطق�س‪.‬‬ ‫حلب‪� ...‬أبو�س روحك‪ ...‬املجروحة‬ ‫حلب‪ ،‬من �أق ��دم املدن امل�أهول ��ة بالتاريخ‪،‬‬ ‫وث ��اين �أكرب مدن �سوريا‪ ،‬ا�سمها م�شتق من‬ ‫الآرامية مبعنى البيا�ض‪ ،‬لرتبتها وحجارها‬ ‫البي�ض ��اء‪ ،‬ويف �أ�سواقه ��ا وخاناتها وبيوتها‬ ‫وم�ساجدها وكنائ�سها وقلعتها �أكرت من ‪150‬‬ ‫معلم‬

‫م�سجل‪ ،‬وقامت اليوني�سكو ب�إدراجها‬ ‫�أثري ّ‬ ‫على قائمة الرتاث العاملي‪.‬‬ ‫ي�ض ��م ن�سيجه ��ا االجتماع ��ي الكث�ي�ر م ��ن‬ ‫الطوائف واالثنيات كمعظم مناطق �سوريا‪،‬‬ ‫بن�سبة ‪ %75‬من امل�سلمني بني عرب و�أكراد‬ ‫و ‪ % 25‬من امل�سيحيني وخا�صة الأرمن‪.‬‬ ‫ر ّمب ��ا ارتبط ا�س ��م حلب يف ذاكرتن ��ا‪� ،‬أوالً‬ ‫ب أ�ن ��واع الكب ��ب وامل�ش ��اوي واملطب ��خ الغني‬ ‫واللذيذ‪ ،‬وثاني ًا باملواويل والقدود احللبية‪،‬‬ ‫وثالث ًا بلهجته ��ا ومفرداتها املميزة‪ ،‬ورابعا‬ ‫بقلعته ��ا الكب�ي�رة والعالي ��ة‪ ،‬وب�أ�سواقه ��ا‬ ‫وخاناته ��ا و ّ‬ ‫جتاره ��ا وجتارته ��ا و�آثره ��ا‬ ‫وتاريخه ��ا‪ ،‬وبالف�ست ��ق والزع�ت�ر و�صابون‬ ‫الغار و�أنواع الن�سي ��ج والقما�ش‪ ،‬وب�إمكاننا‬ ‫اال�ستمرار بذكر الكث�ي�ر والكثري عن حلب‬ ‫ومكانته ��ا وتاريخه ��ا و�أهله ��ا‪� ،‬إال �أنن ��ا مل‬ ‫نتخ ّيل �أننا حني ذكره ��ا �سنفكر ب�أ�سواقها‬ ‫الأثري ��ة وه ��ي حت�ت�رق أل ّي ��ام‪ ،‬وبقلعته ��ا‬ ‫وجوامعها وكنائ�سها وبيوتها التي ت�ضررت‬ ‫بفع ��ل الق�ص ��ف والقت ��ال‪ ،‬وتفج�ي�ر �ساحة‬ ‫اجلاب ��ري املد ّم ��ر‪ ،‬واجل ��وع والأزمات‬ ‫الإن�ساني ��ة‪ ،‬تدم�ي�ر ونهب‬ ‫امل�صانع‬


‫‪39 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫وامل�ستودع ��ات‪ ،‬ورمبا كان �آخ ��ر و�أق�سى ما‬ ‫تع ّر�ضت له هو ق�صف جامعتها بالطريان‪.‬‬ ‫�إن الق�صف ُمد ّم ��ر وم�ؤمل أ� ّيا كان م�صدره‬ ‫ومتلق ّي ��ه‪� ،‬إال �أن ق�صف جامعة �أو مدر�سة‪،‬‬ ‫هو مبثابة قتل للم�ستقبل وحرقه‪ .‬ويف ذلك‬ ‫�إج ��رام �إ�ضايف ُي�ضاف �إىل قائمة تطول وال‬ ‫تنتهي‪.‬‬ ‫الم الكث�ي�ر م ��ن ال�سوريني حل ��ب وت�أخرها‬ ‫يف االن�ضم ��ام �إىل الثورة‪ ،‬وعذرها البع�ض‬ ‫لعلمه ��م باحل�ص ��ار الأمني املحك ��م عليها‬ ‫و�سيط ��رة بع� ��ض التجار املنتفع�ي�ن عليها‪،‬‬ ‫�إال �أنه ��ا ا�ستطاع ��ت اللحاق برك ��ب الثورة‬ ‫بق� � ّوة‪ ،‬وكان جلامعتها ح ��راك دافع وم ؤ� ّثر‬ ‫يف م�س ��ار الث ��ورة‪ ،‬وط ��ال حل ��ب الي ��وم ما‬ ‫ط ��ال باقي املدن ال�سوري ��ة من تدمري‪ ،‬وما‬ ‫ط ��ال �أهلها من ت�شري ��د وتهجري‪ ،‬واعتقال‬ ‫وا�ست�شهاد‪.‬‬ ‫يا حلب‪� ...‬أبو�س روحك املجروحة‪...‬‬ ‫املامونية‬ ‫ت�شتهر حلب ب�أن ��واع الكبب والكباب‪ ،‬لكننا‬ ‫اخرتنا هذا الطبق الب�سيط واللذيذ خا�صة‬ ‫يف �أ ّيام ال�شتاء الباردة‬ ‫املقادير ‪:‬‬ ‫• ك�أ�س من ال�س ّميد الناعم‬ ‫• ك�أ�س �أو ك�أ�س وربع من ال�س ّكر‬ ‫• �أربعة كا�سات من املاء‬ ‫• ثالث مالعق من ال�سمنة �أو الزبدة‬ ‫• ر�شّ ة قرفة‬ ‫• ق�شدة �أو جبنة بي�ضاء ح�سب الرغبة‬ ‫الطريقة‪:‬‬ ‫ُيح ّم�ص ال�سمي ��د مع الزبدة على‬ ‫الن ��ار حت ��ى يب ��د�أ لونه‬ ‫بالتغي‪.‬‬ ‫ُرّ‬

‫ُي�ض ��اف املاء وال�سكر و ُيح ّرك املزيج �إىل �أن ُتق� � ّدم بجانبه ��ا الق�ش ��دة �أو اجلبنة ح�سب‬ ‫يذوب ال�سكر ومتتزج املكونات ب�شكل ج ّيد الرغبة‬ ‫نرتكه ��ا على الن ��ار حتى الغلي ��ان‪ ،‬وي�صبح و�صحة وهنا‬ ‫املزيج متما�سك ًا و�سميك ًا‪.‬‬ ‫بعد �سكبها يف ال�صح ��ون‪ ،‬نر�ش القليل من‬ ‫القرفة‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 40‬‬

‫بياض الثلج‬

‫خا�ص ‪ /‬ريزان خليل‬ ‫�أرهقني هذا الفجر‬ ‫�أرهقتني ر�سائل الوطن‬ ‫وت‬ ‫املحملة ِب�سيرَ ا َمل ِ‬ ‫احلرب‬ ‫ب�أخبار �أمراء‬ ‫ِ‬ ‫القتل‬ ‫مالئكة ِ‬ ‫منهك ٌة عيناي‬ ‫ُ‬ ‫البع�ض‬ ‫ُت�شريان لبع�ضيهما‬ ‫الوقت ٌ‬ ‫�سيف َ�صد�إ‬ ‫ِلكن َ‬ ‫أمام عيناي ر�صا�صتان‬ ‫� َ‬ ‫مربوطتان �إىل ُحلم عجوز‬ ‫ال زال يتذك ُر حتي َة ال�صباح‬ ‫اليوم ب�أعداد القتلى‬ ‫املثقوب ِة َ‬ ‫�أ�سن ُد ظهري لل�سياج اخل�شبي‬ ‫متكئا على �سكون الفجر‬ ‫متذكرا رائحة النعناع‬

‫بيا�ض الرنج�س‬ ‫والزيزفون امل�سافر كيفما �أتفق‬ ‫�أ ُيها امل�سا ِف ُر‬ ‫يناديني الثلج‬ ‫أنت املُغ ُرب باليا�سمني‬ ‫� َ‬ ‫يامن كنت جت ِل ُ�س‬ ‫َ‬ ‫وجهك‬ ‫ُميمما‬ ‫لل�شماالت‬ ‫وتغني للريح‬ ‫�آيات من ذكر‬ ‫�إمر�أة حكيمة‬ ‫أَ�فق‬ ‫ال�سياج‬ ‫هذا‬ ‫ُ‬ ‫لي�س بجناحي �سنونو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال حقل قمح يحفظ لك ِع�شقك‬ ‫الأول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال َجبال يحفظ ألما �إبنها البكر‬ ‫ُقل لإمري ِت َك‬ ‫ال�سارح ُة يف املتاه‬ ‫لربيع البابوجن‬ ‫لو�صايا اجلدات‬ ‫ق�ص�ص اجلان‬ ‫غيم ًة ُ‬ ‫تن�ش ُد �أغنية املطر‬ ‫هُ نا املنفى‬ ‫ال�صامت‬ ‫هُ نا الفج ُر‬ ‫ِ‬ ‫الثلج‬ ‫�إال من ِ‬ ‫�صوت جرافة ِ‬


‫‪41 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫قتلتنا القبية‬ ‫املند�سة ‪ /‬نزار حمود‬ ‫قتلتنا القبيلة‬ ‫�أيها ال�سادة‬ ‫من الوريد‬ ‫حتى حم�ص‬ ‫وحلب …‬ ‫طمى اخلطب‬ ‫�أيها ال�سوريون‬ ‫اغتالنا هدير املجازر‬ ‫وحطم �ألواننا‬ ‫و�أفراحنا‬ ‫و�أطفالنا‬ ‫واللعب …‬ ‫قتلتنا القبيلة‬ ‫ومازلنا حتت عباءتها‬ ‫بالدفء امل�سموم‬ ‫نغفو …‬ ‫ونحلم باملوت‬ ‫بالث�أر‬

‫من حمالة احلطب …‬

‫والغزوات …‬

‫مازالت القبيلة‬ ‫نحن‬ ‫ونحن القبيلة‬ ‫نعي�ش فيها‬ ‫وتعي�ش فينا‬

‫ك�أننا مل نخلق‬ ‫�أول �أبجدية‬ ‫�أول مدينة‬ ‫�أول �أ�سطورة‬ ‫�أول نبيذ‬ ‫�أول عنب …‬

‫تقتلنا … ثم تقتلنا‬ ‫لتعاود القتل …‬ ‫دون كلل منا‬ ‫�أو تعب …‬ ‫قبيلتنا تقتل الن�ساء‬ ‫واحلب‬ ‫تتغنى بال�شرف‬ ‫من خمارج البول‬ ‫واحلي�ض‬ ‫ثم تزين‬ ‫مع �أبي لهب …‬ ‫قتلتنا القبيلة‬ ‫وحرب الب�سو�س‬ ‫وداح�س والغرباء‬ ‫و�صهيل اخليول املطهمات‬

‫قتلتنا القبيلة‬ ‫يف حروبها‬ ‫مع باقي القبائل‬ ‫ك�سائر القبائل‬ ‫خلف التاريخ‬ ‫والتدوين والورق‬ ‫قتلتنا القبيلة‬ ‫يوم ع�شقناها‬ ‫فال عجب‬ ‫�إن كفرنا‬ ‫باليمن ال�سعيد الباكي‬ ‫وبكل ماتعنيه كلمة‬ ‫عرب …‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 42‬‬

‫‪Hanady Alkhatib‬‬

‫مناف طال�س‪� :‬إذا ا�سقطت الفو�ضى الأ�سد ف�إنها �ستظل م�سيطرة على �سوريا‬ ‫مان�شيت بجريدة النهار اليوم‪...‬‬ ‫ما خطر ببال مناف طال�س �أنو حكيو وعدمو واحد‪ ..‬ما خطر ببالو �أنو لو بدو يك�سب جزء من ال�سوريني‬ ‫كان الأوىل في ��ه �أن يتكل ��م عما يعرفه ع ��ن هذا النظام‪ ،‬ما خطر ببالو �أنو ب ��دون معلوماتو وبدون ك�شف‬ ‫ممار�س ��ات النظام الذي ا�شتغل فيه عمرو وعمر عيلتو‪ ،‬فكالمو كلو ما الو مكان �إال لل�سخرية‪ ..‬ما خطر‬ ‫ببالو �أنو كان بيقدر يحفظ ماء وجهه فيمالو �سكت‪ ..‬وال�سكوت بحالتك يا �سيادة العميد �أ�ضعف االميان‬ ‫‪Fawzy Mohanna‬‬

‫اتركوا معتقلينا ‪� ،،‬إنكم تعتقلون الوطن‬ ‫يحك ��ى �أن �ستال�ي�ن قر أ� ذات يوم قائم ��ة ب�أ�سماء الذين �ص ��درت �أوامر باعتقالهم‪ ،‬وح�ي�ن م ّر على ا�سم‬ ‫ال�شاع ��ر بوري�س ليونيدوفيت�ش با�سرتناك قال‪( :‬ال تلم�سوا �ساك ��ن الغيوم هذا) �سوريا كم �ساكن ًا للغيوم‬ ‫ال�سجان؟؟؟؟‬ ‫م َر ومي ُّر ‪ ،،‬قبل �أن ُيح�ش ُر يف زنازن ّ‬ ‫‪Abo Malek Alhayek‬‬

‫ح�شي�ش ‪ ...‬ح�شي�ش !!!!!!‬ ‫الحظت انت�شار الكثري من النكت حول احل�شي�ش واحل�شا�شني ‪.‬‬ ‫و�ص ��ار تداول كلمة حت�شي�ش وك�أنها �شئ طبيع ��ي يف املجتمع مما ي�ساهم يف خلق جيل يتناول الكلمة وقد‬ ‫يتعاطى احل�شي�ش وك�أن الأمر م�سلم به ‪.‬‬ ‫مما يدعوين للفت االنتباه لهذا الأمر الذي قد ي�شكل خطورة الحقة على جمتمعنا‬ ‫�أمتنى من اجلميع ان نا�سبهم كالمي اىل تغيري هذا امل�صطلح‬ ‫خليها كان يف واحد حم�صي واهلل �أظرف فنحن �شعب يحب النكتة ‪.‬؟؟؟؟؟؟؟؟‬ ‫‪Issam Al Atassi‬‬

‫�شهدت مظاهرة الوعر يوم ام�س ح�ضور ًا �شعبيا ً و ن�سائيا مميز ًا ‪ ,‬ذكرين هذا احل�ضور ببدايات الثورة‬ ‫ال�سلمية‬ ‫‪Aliaa Noha‬‬

‫جمي ��ل �أن يك ��ون بحياتنا �شخ�ص ي�شبه ال ‪ Gps‬مهما �أخطائنا وانحرفنا عن امل�سار ال�صحيح ‪� ،‬أعادنا‬ ‫�إليه ‪.‬‬ ‫‪Abdulwahab Mulla‬‬

‫مل نتع ��ب ومل من ��ل وكل �صباح هو بداية جديدة لثورتنا‪ ،‬ودم ال�شهيد را� ��س الأ�سد حمله‪ ،‬علوا الرايات ‪،‬‬ ‫بالروح نفديكي ثورتنا‪.‬‬

‫عماد العبار‪‎‬‬

‫�س�ؤال مغر�ض وبدون جوائز‪:‬‬ ‫ملاذا انتع�ش املجل�س الوطني ميثلني بعد �أحداث دم�شق اليوم ؟‬ ‫�سيعجل من �إ�سقاط النظام ‪..‬‬ ‫لأن ما حدث ّ‬ ‫�سيعجل من �إ�سقاط اخلطيب ومبادرته ؟‬ ‫�أم لأنه ّ‬ ‫ممنوع اال�ستعانة ب�أحد من �أع�ضاء املجل�س ‪� ..‬آخر موعد ال�ستالم الإجابات ‪ ..‬مبارح ‪..‬‬ ‫‪Mohammad Hakme‬‬

‫مبارح كنت عم ا�سئل واحد من ثوار حم�ص‬ ‫قلتله ادي�ش بتقدر عدد الثوار يلي حاملني ال�سالح �ضد النظام؟؟!!! قلي واهلل مابعرف ب�س النظام حلد‬ ‫االن �صار قتل �شي مليون ارهابي‪ ):‬هههه دخيل احلما�صني �شو مه�ضومني‪):‬‬


‫‪43 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫�ضحكة‪ ..‬ودمعة‬

‫• فق ��ط يف الق�ضي ��ة ال�سوري ��ة يعتم ��د‬ ‫املحل ��ل ال�سيا�س ��ي عل ��ى الك ��رة ال�سحرية‬ ‫والك�شاتب�ي�ن والط ��رة نق� ��ش واجل ��وز فرد‬ ‫وو�سيل ��ة موا�صالت ��ه م ��ن و�إىل ال�ستودي ��و‬ ‫املق�شة‬ ‫• هالنا�س �أنواع ‪...‬‬ ‫يف الل ��ي ب ��دو العن ��ب ويف اللي ب ��دو يقاتل‬ ‫الناط ��ور ويف نوع ب ��دو ياخ ��د العنب وب�س‬ ‫ي�ص�ي�ر مع ��و ب ��دو يرج ��ع ليلع ��ن �أب ��و اللي‬ ‫نف�ض الناطور ويفهم ��ه �أنو ال تتطاول على‬ ‫�أ�سيادك ويربي فيه نواطري البلد كلها‬ ‫• وزي ��ر خارجي ��ة راعية حم ��ور املمانعة‬ ‫�سيلتق ��ي زعي ��م الع�صاب ��ات امل�سلحة التي‬ ‫خرب ��ت بلد �صديقه ��م زعيم بل ��د املمانعة‬ ‫واملقاوم ��ة الت ��ي ق�صف ��ت الطائ ��رات‬ ‫ال�صهيو�أمريكي ��ة من�ش�أت ��ه والتي نبح كلب‬ ‫ايران يف لبن ��ان (�أبو �صوواويخ) ا�ستنكارا‬ ‫وا�ستهجان ��ا» وذل ��ك لبح ��ث ح ��ل �سيا�سي‬ ‫لبطل ال�صم ��ود والت�صدي ‪ ...‬باهلل عليكم‬ ‫اذا حكيت هالق�صة لأحفادي بعد �شي ‪40‬‬ ‫�سن ��ة م ��اراح ي�س�ألوين ‪ :‬ج ��دي �أنت قدي�ش‬ ‫قع ��دت بالع�صفوري ��ة يعن ��ي طلع ��ت منها‬ ‫وجتوزت وال كيف ؟‬ ‫• امل ��رة الثانية يف بداية العقد الواحد و‬ ‫الع�ش ��رون ‪ ..‬ي�س� ��أل احلذاء للم ��رة الثانية‬ ‫بحزن ‪ ..‬ب�أي ذن � ٍ�ب ُ�ضرب ‪ ..‬بو�ش و جناد‬ ‫ي�سر!‬ ‫‪ ..‬و ر ّبي ّ‬ ‫• بعد �أن رمى حذاءه عليه ورحل‬ ‫�أم�سك جناد باحلذاء بنظرة العا�شق‬ ‫وعاهد نف�سه �أن يبحث عن �صاحب احلذاء‬ ‫وبع ��د البحث الطويل وجد �صاحب احلذاء‬ ‫(�سندريل) يف �أحد �أحياء م�صر‬ ‫فقال له جناد ‪� :‬أحبك‬ ‫فتن ��اول الفردة الثانية و�سلخو بن�ص وجهو‬ ‫و رحل ‪.‬‬ ‫• طيار من�شق يق�صف مواقع لل�شبيحة يف‬ ‫ال�صف�صافية و �سلحب بريف حماة‬ ‫ب�س ما عرفنا الطيارة ميغ وال �سوخوي!‬

‫• جربوت ��ك حت ��ت �أقدامه ��م ي ��ا (�سيادة وكان على منت الطائ ��رة الدكتور ب�شار وقد‬ ‫الرئي�س)‬ ‫�س أ�ل ��ه الطي ��ار �أن يق�صف ت ��ل �أبيب لكن �أم‬ ‫اللهم ا�شفي جميع �شهداء (جي�ش الوطن) حت�س�ي�ن �أيقظ ��ت ابنها حت�س�ي�ن ومل نعرف‬ ‫مت (تفكي ��ك عب ��وة نا�سف ��ة) زنته ��ا ‪ 2‬طن تكملة احللم ‪.‬‬ ‫�أمبري مربع‬ ‫(م�ؤامرة كونية)‬ ‫• وزي ��ر الدف ��اع ( جا�سم ف ��روج) ‪:‬العدو‬ ‫مت اكت�ش ��اف (جم�س ��م) جلب ��ل قا�سيون يف ال�صهي ��وين ه ��و الذي ق ��ام (بال ��رد) على‬ ‫الدوحة‬ ‫اجلي� ��ش العرب ��ي ال�س ��وري ال ��ذي ي�سح ��ق‬ ‫جمموع ��ة جم ��ل ‪ ..‬انطرح ��ت ب�صفح ��ات الإرهابيني و �أدواته!!‬ ‫املنحبكجي ��ة ‪ ..‬و �أثبت ��ت التجرب ��ة ‪ ..‬إ�ن ��و وهي ��ك ب�صري تعادل ومنطل ��ع خال�صني ويا‬ ‫املنحبكج ��ي ب� ��س ي�ش ��وف الكلم ��ات (ب�ي�ن دار ما دخلك �شر ‪.‬‬ ‫قو�س�ي�ن) ‪ ..‬بي�صدق باقي اجلمل ��ة تلقائي ًا‬ ‫�شو ما كانت ‪ ..‬يعني اكت�شاف جم�سم جلبل • نظام قائده (�أ�سد)‪ ،‬وزير دفاعه (فهد)‬ ‫قا�سي ��ون بالدوحة �شي عادي جد ًا ‪ ..‬مبا �إنو يج ��ب �أن تك ��ون قنات ��ه الر�سمي ��ة ه ��ي‬ ‫ي�سر!‬ ‫(نا�شيونال جيوغرافيك)‬ ‫يف كلمة (جم�سم) ‪ ..‬و ر ّبي ّ‬ ‫• اخلارجي ��ة الأمريكي ��ة‪ :‬نرف�ض ح�صول • م ��ن خ�ل�ال حدي ��ث وزي ��ر الدف ��اع (‬ ‫الأ�سد على �أي ح�صانة‪...‬‬ ‫جا�سم فروج) ع ��ن �أن املطارات املحا�صرة‬ ‫وال ح�صان يعني!‬ ‫وال�ساقطة مل تكن �سوى حقول‬ ‫يتب�ي�ن لن ��ا جل ّي ًا مل ��اذا حتتل �سوري ��ا املركز‬ ‫• ي ��ا �إعالم النظام ي ��ا عيني يا روحي يا الثالث يف زراعة الزيتون ‪.‬‬ ‫جح� ��ش ‪� ..‬إزا الع�صاب ��ات امل�سلح ��ة هي ��ي‬ ‫عب ��ارة ع ��ن جمموع ��ات �إرهابي ��ة تكفريية • وزي ��ر الدفاع‪:‬املخط ��ط ال ��ذي ينف ��ذه‬ ‫مت�ش ��ددة ‪ ..‬كي ��ف ممك ��ن يتفق ��و و يتعاونو الإرهابي ��ون امل�ستفيد منه العدو ال�صهيوين‬ ‫مع �إ�سرائيل ال�صهيونية ‪ ..‬اللي بتخاف من ال ��ذي يعرف أ�ن ��ه �أ�صب ��ح لدين ��ا( و�سائط‬ ‫املجموعات الإرهابية التكفريية املت�شددة! دف ��اع ج ��وي) تغط ��ي م�ساح ��ة �سوري ��ا و‬ ‫يا �أخي ما عم تظبط معكون ‪ ..‬ركزو �شوي! (متنع) طريانه من اخلرق!!!!‬ ‫• القن ��اة اال�سرائيلية العا�شرة ‪ :‬طائرات معنات ��ا اللي �صار من كم يوم كان بر�ضاكن‬ ‫�سوري ��ة حلق ��ت ف ��وق حيف ��ا �أثن ��اء مقابل ��ة لأنو و�سائط الدف ��اع اجلوي بتمنع �أي خرق‬ ‫العماد فهد الفريج على التلفزيون ‪.‬‬ ‫يا �أخرق ‪.‬‬


issue 46 / jan. 27th 44

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.