العدد ٤٦ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 46 / jan. 27th

issue 46 / jan 27th 2013


‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬ ‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫‪46 27 Jan. 2013‬‬ ‫‪th‬‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫اﳋﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ اﻷﺳﻮد ‪ ..‬ورﻏﻢ ﻣﺨﺎﻃﺮﻩ وﺳﻴﻠﺔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﶈﺮرة ﻟﻠﺘﺪﻓﺌﺔ‬ ‫اﻟﺴﻮﻳﺪاء ودرﻋﺎ ‪ ،‬ﺟﻤﺮ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﺎزال ﲢﺖ اﻟﺮﻣﺎد‪..‬‬ ‫اﻟﺒﺮد ﻳﻘﺘﻠﻜﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺘﻠﻨﺎ!‬ ‫اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﳌﻨﻜﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ‬ ‫اﻟﺴﺠﻦ اﳌﺮﻛﺰي ﻓﻲ ﺣﻤﺺ »ﻓﻮق اﳌﻮﺗﺔ ﻋﺼﺔ ﻗﺒﺮ« !!!‬ ‫ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ ‪ ٪ ٣٥‬ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪ ..‬وارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻧﺴﺐ اﻷﺳﺮ ﲢﺖ ﺧﻂ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺪﻗﻊ‬ ‫اﻷﺷﺨﺎص اﶈﻤﻴﻮن وﻓﻘ ًﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ أرﻣﺔ ﻣﻜﻨﺴﺔ‬ ‫»اﷲ أﻛﺒﺮ« اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ..‬ﺳﻮرﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ‬ ‫ﻓﺘﻮش‪ :‬اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ وﻣﺎ أدراك ﻣﺎ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ!‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3 3

issue 46 / jan. 27th issue 46 / jan. 27th


‫‪4‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪46‬‬

‫حم‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫صمة النظام‬

‫افتتاحية العدد ال�سابق ا�ستفزت الكرثين من الأ�صدقاء‪ ،‬وكتب رد ًا عليها �صديقي «همام‬ ‫البني» على موقع �أورينت نيوز مبقالة «حم�ص عا�صمة العز‪ ..‬يا نذير»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حم�ص �إحدى مدن املنطقة الو�سطى‪ ،‬وي�أتي اهتمام النظام بها «�سابقا» باملرتبة الثالثة‪،‬‬ ‫�إن مل تكن الرابعة بني املدن ال�سورية‪ ،‬وذلك بعد كل من العا�صمة ال�سيا�سية دم�شق‪ ،‬وحلب‬ ‫الإقت�صادية‪ ،‬لت�أتي حم�ص بالإهتمام كونها «بيت احما» الرئي�س‪ ،‬وخا�صة بعد ا�ستالم‬ ‫املحافظ �إياد غزال لتطوير ونهب املدينة طو ًال بعر�ض‪ ،‬ف�إذا هي مل تكن فع ًال عا�صمة النظام‪.‬‬ ‫وحتى بعد قيام ثورة �آذار‪ ،‬لتكن حم�ص «فعلي ًا» عا�صمة النظام‪ ،‬حتى بعد انح�سار املظاهر‬ ‫امل�سلحة يف املنطقة املحا�صرة يف «حم�ص القدمية» بل هو م�صطلح يدل على �سيطرة النظام‬ ‫على معظم مفا�صل املدينة احليواتية واال�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫يوم اجلمعة املا�ضي‪ ،‬خرجت يف حم�ص ‪ 3‬مظاهرات «فقط»‪� ،‬إحداها يف حي باب الدريب‬ ‫«املحا�صر» واثنتان يف حي الوعر!!‬ ‫حم�ص عا�صمة الثورة والعز‪ ،‬يخرج فيها ‪ 3‬مظاهرات بعد �أن كانت حتتل �سلم الرتتيب يف‬ ‫عدد املظاهرات‪ ،‬وذلك بالإ�ضافة الختفاء مظاهر احلراك امل�سلح‪ ،‬فال عدنا ن�سمع نرى‬ ‫من�شورات مرمية يف ال�شوارع والأزقة‪ ،‬وال م�سائيات ال�ساروت‪ ،‬وال �صباحيات القا�شو�ش‪ ،‬وال‬ ‫حتى ع�صرونيات �أبو عبد املنجعي‪.‬‬ ‫يعمل من يعمل يف حم�ص يف جمال العمل الإغاثي‪ ،‬ويحمل ال�سالح من يتواجد يف حم�ص‬ ‫ما�ض حياته‬ ‫القدمية‪ ،‬ويف الريفني اجلنوبي وال�شمايل‪ ،‬وبقية ال�شعب احلم�صي فهو ٍ‬ ‫الإجتماعية واملعي�شية وهذا حقهم طبع ًا‪ ..‬ولكن �أن ين�صرف ال�شباب ب�شكل كامل عن جميع‬ ‫�أ�شكال احلراك ال�سلمي من غرافيتي وبخ على اجلدران وتوزيع املن�شورات وحتى «الفتي�ش»‬ ‫الذي يقلق راحة اجلنود وال�شبيحة مل يعد لها وجود على الأر�ض‪.‬‬ ‫احتفاظنا بلقب «عا�صمة الثورة» ال مينحنا ح�صانة �ضد «ك�سل» �أ�صاب ج�سم الثورة‬ ‫احلم�صية‪ ،‬بل هو م�س�ؤولية متنامية يف احلفاظ على ذلك اللقب الذي بات يحق �أي�ض ًا لريف‬ ‫دم�شق‪ ،‬و�إدلب‪ ،‬ودير الزور‪ ،‬الذي بتنا جند فيها �أفكار ًا فكرية وثقافية ومتجددة يف احلراك‬ ‫ال�سلمي والكفاح الثوري اخلاطف الذي يقلق راحة النظام ويخطف من عينيه املوت‪.‬‬ ‫حم�ص لي�ست عا�صمة النظام‪ ،‬فهل هي فع ًال عا�صمة الثورة؟!‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬

‫‪@sbhmagazine1‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫‪5‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها ‪!! ..‬‬

‫اخلالفة يف �سوريا‬ ‫دحام‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو ّ‬ ‫ال يختلف �أحد على روعة فكرة وجودة‬ ‫خالفة وقيادة واحدة لأكرث من مليار‬ ‫ون�صف م�سلم يف العامل ‪ ،‬وال ميكن تخيل‬ ‫مدى قوة هذه الدولة التي �ستن� أش� يف حال‬ ‫حدث هذا الأمر ‪.‬‬ ‫اخلالفة كفركة قد يكون هنالك اجماع‬ ‫كبري جد ًا على جودتها ‪ ،‬لكن كتطبيق‬ ‫هنالك خالف �شر�س جد ًا عليها‪.‬‬ ‫من ال�ضروري جد ًا قراءة الأمر على‬ ‫الواقع ال�سوري وحده كوننا اليوم معنيني‬ ‫بهذا الأمر‪ ،‬ومل يعد يخفى على �أحد‬ ‫وجود مظاهرات وفرق من اجلي�ش احلر‬

‫�أو املجاهدين يدعمون فكرة اخلالفة �أو‬ ‫يحلمون بها‪ ،‬وال ميكنني القول �أنهم ي�سعون‬ ‫�إليها ب�شكل �أكيد وال �أريد �أن �أدخل يف‬ ‫النوايا ‪.‬‬ ‫نعم هنالك فيديو ظهر من حلب يعلن‬ ‫حلب ك�إمارة �إ�سالمية ‪ ،‬لكن �سرعان ما‬ ‫مت نفي الأمر من الفرق املقاتلة الكربى‬ ‫يف حلب وردته �إىل �أن �سببه هو �إهمال‬ ‫العامل واالئتالف الوطني واملجل�س الوطني‬ ‫لطلبات ه�ؤالء املقاتلني ‪.‬‬ ‫امل�شكلة هي لي�ست بفكرة اخلالفة �أبد ًا ‪ ،‬بل‬ ‫امل�شكلة تكمن فمني يتمرت�س خلفها ويجعلها‬ ‫و�سلية للو�صول �إىل هدفه وهو ال�سلطة‬ ‫فقط ال غري وتكفري وحماربة و�شرعنة‬ ‫قتل من يخالفها وهنا امل�صيبة ‪ ،‬و�أقرب‬ ‫جتارب اختيار اخلليفة و�إعالن الدولة‬ ‫(الإ�سالمية) كانت يف العراق (دولة العراق‬ ‫الإ�سالمية) وبح�سب الدكتور ال�سلفي �شايف‬ ‫العجمي و�صفها ب�أنها جمرد دولة فا�شلة‬

‫ال تقوم على �أي �أ�سا�س بل جمموعة من‬ ‫امل�ساكن املوجودة يف ال�صحراء القاحلة‬ ‫النائية وال يوجد �أي �أ�س�س دولة لديها‪.‬‬ ‫من حقنا �إبداء املخاوف من هذه املحاوالت‬ ‫الغبية ‪ ،‬بقيام خم�سني مقاتل باختيار‬ ‫خليفة للم�سلمني يف �سوريا بالنيابة عن‬ ‫مليار ون�صف �شخ�ص �أو ثالثة وع�شرين‬ ‫مليون �شخ�ص �سوري ‪!! ..‬‬ ‫وال ميكن لعاقل �أن ي�صدق �أن خم�سني �أو‬ ‫مائة �شخ�ص قرروا م�صري ماليني الب�شر‬ ‫يف ليلة واحدة وانتخبوا �أبو الرياح العاتية‬ ‫خليفة على �سوريا ‪ ،‬بل وال يتجر�أون على‬ ‫ذكر �أ�سمائهم احلقيقية وال حتى على ا�سم‬ ‫اخلليفة احلقيقي ذاته ‪.‬‬ ‫اخلالفة ال تتم �إال بعد م�شورة علماء‬ ‫الأر�ض ال�سورية من اقت�صاديني و�سيا�سيني‬ ‫ومثفقني ووو �إلخ بالإ�ضافة �إىل �شرعنة‬ ‫م�شروع اخلالفة مب�شورة �أهل �سوريا‬ ‫نف�سهم ‪� ،‬أما �أن يتم الأمر بني �سويعات‬ ‫قليلة فهذا جنون حتمي ‪.‬‬ ‫اجلهاد ال ميكن �أن يكون غاية امل�سلم بقدر‬ ‫ما هو و�سلية امل�سلم يف الدفاع عن �أر�ضه‬ ‫وماله ونف�سه �أو يف الفتوحات‬ ‫الإ�سالمية التي اختفى �أثرها‬ ‫اليوم ‪.‬‬ ‫الدولة بخالفة �أو ب�أي نظام‬ ‫حكم ال ميكن �أن تتم دون �أ�س�س‬ ‫قيام الدولة ‪� ،‬أما توريط الب�شر‬ ‫وال�ضحك على العامة ب�أن اهلل‬ ‫�سيوفق هذه الدولة مبجرد جلعها‬ ‫دولة «�إ�سالمية» ولها خليفة ‪ ،‬فهذا‬ ‫كذب و�سي�س�أل من يروج له �أمام‬ ‫اهلل على ذلك ‪.‬‬ ‫قال ابن تيمية ‪� :‬إن اهلل ين�صر‬ ‫الدولة العادلة و�إن كانت كافرة‪،‬‬

‫وال ين�صر الدولة الظاملة و�إن‬ ‫كانت م�ؤمنة‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫الشهيد الطفل محمد الرفاعي‬

‫«ألني حملت علم الثورة شحطوني!»‪.‬‬ ‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬

‫يف م�ش ��فى الأمرية ب�س ��مة مبدينة �إربد يف‬ ‫الأردن‪ ،‬و�ص ��ل الطف ��ل حممد ي ��وم الأحد‬ ‫‪ 20‬كان ��ون الث ��اين ‪ ،2012‬بع ��د �أن مت نقله‬ ‫من م�ش ��فى الرمث ��ا‪ ،‬وحي ��د ًا دون مرافق‪،‬‬ ‫فق ��د منعت والدته من مرافقته بل وحولت‬ ‫�إىل الزعرتي ‪ ،‬ووالده مازال ممنوع ًا على‬ ‫ال�شريط احلدودي‪.‬‬ ‫�أدخ ��ل �إىل العمليات ف ��ورا‪ ،‬لإجراء عملية‬ ‫طارئة ملحاولة �إنقاذه‪ .‬حيث كان يعاين من‬ ‫متزقات وتهتك يف �أح�شائه الداخلية‪.‬‬ ‫الأمل والنزي ��ف الداخل ��ي مل مينعان ��ه من‬ ‫االبت�س ��ام و�س ��ط �أ�ش ��خا�ص غرباء‪ ،‬يروي‬ ‫جلمي ��ع م ��ن ي�ص ��ادفهم حكايت ��ه‪ ،‬حكاية‬ ‫االعتق ��ال لع�ش ��رين يوم ��ا والتعذيب الذي‬ ‫�ش ��هده ج�س ��ده ال�ض ��ئيل م ��ن ركل ورف� ��س‬ ‫و�ض ��رب وكل �أنواع الوح�ش ��ية التي متار�س‬ ‫عل ��ى جمي ��ع م ��ن يعتق ��ل‪ ،‬دون تفرقة بني‬

‫�صغري �أم كبري‪ ،‬مذنب �أم �ضحية‪.‬‬ ‫كان فخ ��ورا بق�ص ��ته‪� ،‬إذ �أن ه ��ذا التعذيب‬ ‫يعني �أن دوره كان م�ؤثرا يف الثورة ال�سورية‪،‬‬ ‫وحني �س� ��ألناه عن هذا الدور العظيم �أجاب‬ ‫ب�ب�راءة مل ي�س ��تطيعوا �س ��لبها من ��ه‪« :‬لأين‬ ‫حملت علم الثورة �شحطوين!»‪.‬‬ ‫ظ ��ل رافعا عالمة الن�ص ��ر �إىل �أن غاب عن‬ ‫الوع ��ي يف ذات الي ��وم لريتف ��ع بعده ��ا �إىل‬ ‫بارئه‪ ،‬مل تتاح له الفر�ص ��ة �أن يحكي ق�صته‬ ‫طوي�ل�ا كان ��ت ال�ش ��هادة �أ�س ��رع‪ ،‬والرحمة‬ ‫الإلهية �أو�سع‪.‬‬ ‫مئ ��ات من الأبط ��ال تنتهي ق�ص�ص ��هم قبل‬ ‫�أوانها‪ ،‬و�آالف من الأطفال اتخذت حياتهم‬ ‫تويف حممد �أثناء �إج ��راء العملية‪ ،‬وك�أن كل منحن ��ى �آخ ��ر دون �أي ذن ��ب‪ ،‬ا�س ��تبدلوا‬ ‫امل�أ�ساة التي عا�شها مل تكن بالكافية‪ ،‬فكان �ألعابهم ب�أع�ل�ام الث ��ورة‪ ،‬وحكايات اجلدة‬ ‫الب ��د �أن تكتمل ب� ��أن يدفن وحي ��دا يف �إربد بق�ص ���ص االعتقال والتعذي ��ب‪ ،‬كربوا قبل‬ ‫�أي�ضا!‬ ‫�أوانهم‪ ،‬و�أ�ضحوا رجاال‪.‬‬ ‫والدته تت�ض ��رع �إىل �س ��ماء املخي ��م‪ ،‬ووالده و�إن ا�س ��تمر الو�ض ��ع عل ��ى ه ��ذا احل ��ال‪،‬‬ ‫ي�ص ��لي عله ي�س ��تطيع عبور احلدود‪ .‬عائلة �سي�س ��تمر اغتيال الطفولة يوم ��ا بعد يوما‪،‬‬ ‫حك ��م عليها بالت�ش ��تت‪ ،‬وطفل بط ��ل تنتهي لي�ضحي الوطن‪ :‬وطن �أبطال بال طفولة!‬ ‫حياته وحيدا دون �أم تلثمه الوداع الأخري �أو‬ ‫�أب ي�أخذ عزا ابنه ال�شهيد‪.‬‬ ‫يف ربيعه الرابع ع�ش ��ر انتهت ق�ص ��ة الطفل‬ ‫حمم ��د �إبراهيم الرفاعي م ��ن قرية عتمان‬ ‫يف حمافظ ��ة درع ��ا‪ .‬خملف ��ة وراءه ��ا الأمل‬ ‫واحلزن‪ .‬حاالت كث�ي�رة كهذه حتدث يوميا‬ ‫باخلفاء بعيدا عن �أعني الكامريات وو�سائل‬ ‫الإعالم‪ ،‬م�آ�س ��ي تغ�ض النظر عنها تقارير‬ ‫املنظمات و�ضمائر املراقبني الغافلة‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫‪7‬‬

‫النفط األسود ‪ ..‬ورغم مخاطره‬ ‫وسيلة املناطق احملررة للتدفئة‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬رنا جمال‬ ‫يف خم�ص�صات الأفران يف تلك املناطق‪،‬‬ ‫م ��ا دف ��ع الث ��وار �إىل االجتاه نح ��و ت�أمني‬ ‫ا�س ��تقبلت م�ش ��ايف دم�ش ��ق ع ��دد ًا م ��ن املحروقات من خالل النفط اخلام‪.‬‬ ‫حروق خطرية‪،‬‬ ‫الإ�ص ��ابات الناجمة عن ٍ‬ ‫�أ�س ��بابها ا�س ��تخدام النفط الأ�سود بد ًال �إال �أن املراقب ��ون يحذرون من ا�س ��تمرار‬ ‫م ��ن امل ��ازوت للتدفئ ��ة‪ ،‬ومعظ ��م ه ��ذه ا�س ��تخدامه للتدفئة �أو حت ��ى للأغرا�ض‬ ‫احلاالت ج ��اءت من املنطقة ال�ش ��مالية الأخرى‪ ،‬ب�سبب خماطره العالية‪ ،‬فعالو ًة‬ ‫�وث للبيئ ��ة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ال�ش ��رقية‪ ،‬و�ص ��ل عددها يف واحدة من ع ��ن ما ي�س ��ببه م ��ن تل � ٍ‬ ‫امل�ش ��ايف �إىل م ��ا يزي ��د ع ��ن ‪ 150‬حالة‪ ،‬احل ��روق الناجمة عنه عل ��ى درجة عالية‬ ‫ووفق ًا للأطباء ف�إن احلروق �أحيان ًا ت�صل م ��ن اخلط ��ورة‪ ،‬و�إىل جان ��ب كل ذل ��ك‬ ‫�إىل ن�سبة ‪ ،% 90‬وبع�ضها ي�ؤدي للوفاة‪ .‬فيعترب هذا النفط مبثابة ثروة وطنية يتم‬ ‫الق�ض ��ية أ�خ ��ذت تتفاقم خالل الأ�ش ��هر ت�ض ��ييعها على املواطن بالدرجة الأوىل‪،‬‬ ‫املا�ض ��ية‪ ،‬بعد �أن �س ��يطر اجلي�ش احلر بعد �أن �سلبها النظام طيلة عقود‪.‬‬ ‫على ثالثة �آبا ٍر رئي�سية للنفط يف املنطقة‬ ‫ال�ش ��مالية ال�ش ��رقية‪ ،‬يف الوق ��ت ال ��ذي ورغم �أن احلاجة املا�سة للمادة هي التي‬ ‫كانت فيه م�ش ��كلة امل ��ازوت تتفاقم حتى دفعت الثوار للج ��وء �إىل هذا اخليار‪� ،‬إال‬

‫�أن �س ��لبياته �أك�ث�ر بكثري م ��ن �إيجابياته‪،‬‬ ‫وي�ش�ي�ر بع�ض النا�ش ��طني �إىل �أنه يتوجب‬ ‫على الث ��وار يف تلك املنطق ��ة البحث عن‬ ‫و�س ��ائل جديدة لال�س ��تفادة م ��ن الرثوة‬ ‫التي ب�ي�ن �أيديه ��م‪ ،‬وع ��دم التفريط بها‬ ‫�كل م�ؤذي على كل الأ�صعدة‪ ،‬وي�ضيف‬ ‫ب�ش � ٍ‬ ‫�أحد النا�ش ��طني �أنه �سبق ومت عقد بع�ض‬ ‫ال�ص ��فقات االقت�ص ��ادية ب�ي�ن كتائ ��ب‬ ‫اجلي� ��ش احلر وقوات النظام‪ ،‬كتلك التي‬ ‫�س ��مح من خاللها اجلي� ��ش احلر للنظام‬ ‫باال�س ��تفادة من �أحد الأنابي ��ب النفطية‬ ‫مقابل إ�ع ��ادة الكهرب ��اء ملحافظة حلب‪،‬‬ ‫وعلى هذا املنوال ميكن للجي�ش احلر �أن‬ ‫ي�ستفيد من �سيطرته على الآبار النفطية‬ ‫ويفاو�ض من موقع قوة‪ ،‬لت�أمني احلاجات‬ ‫املعي�شية ال�ضرورية للمناطق املحررة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫السويداء ودرعا ‪ ،‬جمر الفتنة مازال حتت الرماد‪..‬‬

‫على محك تنفيذ الشعار «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد»‬

‫خا�ص ‪ /‬ال�سويداء ‪ -‬رنا جمال‬

‫مل تفلح حتى تاريخه املفاو�ضات القائمة بني‬ ‫وجهاء مدينة ال�س ��ويداء وجبهة الن�ص ��رة‪،‬‬ ‫يف �إطالق �سراح املختطفني لدى الطرفني‪،‬‬ ‫�هر تقريب� � ًا على خلفية‬ ‫والتي بد�أت منذ �ش � ٍ‬ ‫الهج ��وم ال ��ذي �ش ��نته اجلبهة عل ��ى حاجز‬ ‫املجيم ��ر التاب ��ع لق ��وات النظام وخ�س ��رت‬ ‫خالله ما يقارب ثمانية من عنا�صرها‪.‬‬ ‫وفق ًا مل�ص ��ادر مطلعة على �سري املفاو�ضات‬ ‫ف� ��إن تداعي ��ات الهج ��وم عل ��ى احلاجز مل‬ ‫يتمك ��ن �أح ��د م ��ن تطويقه ��ا �إىل الآن حيث‬ ‫قام ال�شبيحة بت�س ��ليم عن�صرين من جبهة‬ ‫الن�ص ��رة للأم ��ن‪ ،‬وقام ��وا ب�إح ��راق جث ��ث‬ ‫عنا�ص ��ر اجلبهة التي قتل ��ت خالل الهجوم‬

‫على احلاجز املذكور و�أر�س ��لوا �ص ��ور ًا غري‬ ‫�ص ��حيحة للجث ��ث‪ ،‬م ��ا دف ��ع اجلبه ��ة �إىل‬ ‫القي ��ام باختط ��اف ع�ش ��رات املدني�ي�ن من‬ ‫مف ��رق «�أم ول ��د يف حمافظ ��ة ال�س ��ويداء»‪،‬‬ ‫ليكون ��وا رهائن لديها حلني تلبي ��ة طلباتها‬ ‫املتمثلة يف ت�سليمها اجلثث واملخطوفني من‬ ‫عنا�صرها‪ ،‬وي�ضاف �إليها ع�شرات املدنيني‬ ‫م ��ن حمافظ ��ة درعا ممن ق ��ام ال�ش ��بيحة‬ ‫بخطفه ��م ك ��رد فعل جدي ��د عل ��ى عمليات‬ ‫اخلطف‪.‬‬

‫�أبرز املخاوف التي يثريها النا�شطون تتعلق‬ ‫با�س ��تمرار حالة الفع ��ل ورد الفعل واملتمثلة‬ ‫بعملي ��ات اخلطف‪ ،‬ال �س ��يما و�أنه ��ا موجهة‬ ‫�ض ��د مدنيني ولي�س �ش ��بيحة‪ ،‬وه ��ذا ميكن‬

‫�أن يخل ��ق حال ��ة م ��ن االحتق ��ان ب�ي�ن درعا‬ ‫وال�س ��ويداء‪ ،‬حيث يق ��ول �أحد النا�ش ��طني‪:‬‬ ‫ال�س ��ويداء ت�ض ��م ال�ش ��بيحة واملعار�ض ��ة‬ ‫وال�ص ��امتني واملوال�ي�ن‪ ،‬كم ��ا �أي حمافظ ��ة‬ ‫�أخ ��رى‪ ،‬وعلى الرغم من الت�ض ��ييق الأمني‬ ‫ال�شديد‪ ،‬مل تتوان املحافظة يوم ًا عن �إثبات‬ ‫وجودها يف الثورة �س ��واء ع�سكري ًا �أو مدني ًا‪،‬‬ ‫وطيلة العامني الفائتني عمل النظام جاهد ًا‬ ‫على �إ�ش ��عال نار الفتنة بني ال�سويداء ودرعا‬ ‫من خالل �شبيحته املنت�شرين يف املحافظة‪،‬‬ ‫لكن ��ه مل يفلح يف ذلك‪ ،‬لكننا اليوم نخ�ش ��ى‬ ‫فع ًال من ح ��دوث مثل ه ��ذه الفتنة وحتقيق‬ ‫غاية النظام‪ ،‬لأن خطف املدنيني لن يجدي‬ ‫را�ض عن‬ ‫نفع ًا‪ ،‬وي�ض ��يف النا�ش ��ط ال �أح ��د ٍ‬ ‫ت�ص ��رفات ال�ش ��بيحة لكن ه ��ذا ال ميكن �أن‬


‫‪issue 46 / jan. 27th‬‬

‫ب�شكل من الأ�شكال الرد عرب املدنيني‪،‬‬ ‫يعني ٍ‬ ‫الناحي ��ة الأخرى �أن عنا�ص ��ر اجلبهة باتوا‬ ‫يف قب�ض ��ة النظام‪ ،‬لأن ال�ش ��بيحة �سلموهم‬ ‫مبا�ش ��ر ًة للجهات الأمنية‪ ،‬ما يعني �أن طلب‬ ‫اجلبهة بتحرير الأ�سرى رده يف يد النظام‪،‬‬ ‫ال ��ذي لن ي�س ��لمهم لتحقيق غايته ب�إ�ش ��عال‬ ‫الفتنة‪.‬‬

‫وال كالم لن ��ا معه ��م �إال بفوه ��ة البندقي ��ة‬ ‫�إن مل يع ��ودوا �إىل ر�ش ��دهم»‪ ،‬فرغ ��م حالة‬ ‫اال�ستع�ص ��اء �إن �ص ��ح التعبري والتي و�صلت‬ ‫�إليه ��ا املفاو�ض ��ات ب�ي�ن اجلبه ��ة ووجه ��اء‬ ‫املحافظ ��ة‪� ،‬إال �أن الو�س ��اطة م ��ن امل�ش ��ايخ‬ ‫واملثقف�ي�ن‪ ،‬وفق بع�ض امل�ص ��ادر ت�ش�ي�ر �إىل‬ ‫تقدم خالل الأيام القادمة‪،‬‬ ‫�إمكانية �إحراز ٍ‬ ‫ب�س ��بب االلتق ��اء عند نقطة من ��ع االجنرار‬ ‫خلف الفتنة الطائفية‪..‬‬

‫املجل� ��س الع�س ��كري يف املحافظ ��ة وب ��كل‬ ‫بيانات ��ه كان ي�ؤكد عل ��ى رف�ض الفتنة‪ ،‬حيث‬ ‫ق ��ال‪« :‬نحن املجل� ��س الع�س ��كري الثوري يف ويف املقاب ��ل كان ��ت بيانات جبهة الن�ص ��رة‬ ‫حمافظة ال�س ��ويداء ن�ؤكد �أن ما من فتنة يف التي �ص ��درت طوال الفرتة املا�ضية ال تخلو‬ ‫بلدنا احلبيب �إال من �صنع النظام ال�ساقط‬ ‫املجرم‪,‬فبع ��د �أن ب ��د�أ هذا النظ ��ام يتهاوى‬ ‫و يفق ��د �س ��يطرته عل ��ى الأر�ض‪,‬يحاول من‬ ‫جدي ��د بث النعرات بني �أهل حوران �س ��ه ًال‬ ‫و جب�ل ً�ا‪,‬و لكن هيه ��ات �أن يتم االقتتال بني‬ ‫الأه ��ل و الأحباب‪,‬و نح ��ن و �إذ ندعو �أهايل‬ ‫حوران �س ��ه ًال و جب�ل ً�ا �إىل الوقوف يف وجه‬ ‫النظ ��ام و �ش ��بيحته‪,‬ن�ؤكد ب�أننا م�س ��تمرون‬ ‫يف عملياتن ��ا �ض ��د النظام حتى �س ��قوطه و‬ ‫نتعهد بحماية الأه ��ايل املدنيني الآمنني يف‬ ‫ال�س ��هل و اجلبل‪,‬و نترب�أ م ��ن كل املحاوالت‬ ‫لإثارة الفتنة و نبدي تعاوننا مع كل اجلهات‬ ‫املقاتلة �ض ��د الع�ص ��ابة املجرمة بعيد ًا عن‬ ‫�أذى املدني�ي�ن‪ ،‬وليعل ��م �أزالم النظ ��ام م ��ن‬ ‫�ش ��بيحة و مرتزقة ب�أنهم يف متناول نرياننا‬

‫‪9‬‬

‫م ��ن التهدي ��د والوعيد للنظام ومنا�ص ��ريه‬ ‫يف ال�س ��ويداء‪ ،‬لكنها �أي�ض ًا كانت تطلب من‬ ‫�أهايل ال�س ��ويداء االبتعاد ع ��ن الوقوف �إىل‬ ‫جان ��ب النظام حلماي ��ة �أرواحه ��م‪ ،‬وتلتقي‬ ‫اجلبه ��ة يف حتذيراتها مع بيان ��ات املجل�س‬ ‫الع�سكري الذي قال يف �أحد بياناته‪ « :‬ليعلم‬ ‫اجلميع �أن حربنا هي فقط مع النظام و �أننا‬ ‫مل و لن ن�س ��تهدف اي م ��دين و لكننا نحذر‬ ‫ب� ��أن كل من يحاول م�ؤازرة قوات الأ�س ��د يف‬ ‫معركتنا الدائرة بظهر اجلبل االن �س ��يكون‬ ‫هو و كل من ي�ش ��د على يده هدفا م�ش ��روعا‬ ‫لنا و �أعذر من �أنذر «‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 10‬‬

‫كلية العمارة‪ ،،،‬ملاذا ؟!‬

‫خا�ص ‪ /‬جدة ‪� -‬سارة غربة‬

‫العامل ��ون يف وزارة التعليم العايل يقفون‬ ‫وقف ��ة ح ��داد عل ��ى �أرواح �ش ��هداء كلي ��ة‬ ‫العم ��ارة يف جامعة حل ��ب‪ ،‬هكذا اكتظت‬ ‫مان�شيتات ال�ص ��حافة الر�سمية للنظام‪،‬‬ ‫وعلى مبد أ� م�شي القاتل يف جنازة القتيل‬ ‫�أقيمت امل�س�ي�رات و�أ�شعلت ال�شموع وعلت‬ ‫الأبواق منكرة م�شجبة وحمتجة‪.‬‬ ‫ارتفع ��ت يف هذا الي ��وم الدامي �أكرث من‬ ‫‪ ٧٠‬روح ��ا �إىل ال�س ��ماء‪ ،‬ط�ل�اب كان ��وا‬ ‫يريدون خو�ض امتح ��ان الدنيا فتفاجئوا‬ ‫ب�أن نالوا �شهادة الآخرة‪.‬‬ ‫ال ذنب لهم �سوى توقيت �سيئ فتك بهم‪.‬‬ ‫العديد من الأ�س ��ئلة ن ��ادى بها املحتجون‬ ‫ممن فقد ابنا �أو �أخا �أو �ص ��ديقا يف هذا‬

‫اليوم احلزين‬ ‫الأ�س ��ئلة كانت كث�ي�رة‪ :‬ما ذنبه ��م؟ ب�أي‬ ‫ح ��ق يقتلون؟ وحتت اي �س ��بب تق�ص ��ف‬ ‫�أعمارهم؟‬ ‫لن�س ��تطيع الإجاب ��ة عل ��ى ه ��ذه الأ�س ��ئلة‬ ‫ينبغي �أن نطرح �أ�سئلة �أخرى‪:‬‬ ‫مل جامعة حلب؟ وبالأخ�ص كلية العمارة؟‬ ‫ومل هذا اليوم بالذات؟‬

‫متحدث ��ي النظام م ��رارا فاتهام اجلي�ش‬ ‫احل ��ر بالتدبري له ��ذا العم ��ل الإجرامي‬ ‫هو �س ��خافة ال ميكن لأي عق ��ل �أو منطق‬ ‫�أن يقبلها‪ ،‬فلم �س ��تحاول املعار�ض ��ة عمل‬ ‫�ش ��يء كهذا يف منطق ��ة حيوية بالن�س ��بة‬ ‫للثوار؟!‬ ‫�أما كلية العمارة خا�ص ��ة‪ ،‬فيمكن لغوغل‬ ‫�أن يجي ��ب ع ��ن ذل ��ك‪ ،‬جم ��رد �أن تكتب‬ ‫«مظاهرة يف كلي ��ة العمارة جامعة حلب»‬ ‫و�س ��تجد �أكرث من مئة �ص ��فحة وع�شرات‬ ‫م ��ن الفيديوهات التي توث ��ق املظاهرات‬ ‫الت ��ي خرجت م ��ن الكلية فه ��ذا لي�س �إال‬ ‫دلي ��ل �آخر على تورط النظام بهذا العمل‬ ‫الإجرامي الال�إن�ساين‪.‬‬

‫من ��ذ البداية كانت جامعة حلب من�ص ��ة‬ ‫�ص ��لبة خرج منه ��ا املتظاه ��رون‪ ،‬نظموا‬ ‫االعت�ص ��امات ون ��ددوا بالإره ��اب الذي‬ ‫ميار�س ��ه ه ��ذا النظ ��ام ون ��ادوا باحلرية‬ ‫واال�ستقالل‪.‬‬ ‫لذا من البديهي �أن ندح�ض ما ميار�س ��ه‬ ‫النظ ��ام م ��ن بهرجة مزيف ��ة‪ ،‬و�أن نكذب واختي ��ار ه ��ذا الي ��وم بال ��ذات‪ ،‬الي ��وم‬ ‫التربي ��رات ال�س ��خيفة الت ��ي يخ ��رج بها الأول لبدء االمتحانات‪ ،‬ف�س ��ببه وا�ض ��ح‬


‫‪11 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫�أي�ض ��ا‪� ،‬إن الطالب املنخرطني يف العمل‬ ‫الثوري هم �أكرث الط�ل�اب تفوقا ومتابعة‬ ‫لدرا�س ��تهم‪ ،‬الأكرث ح�ض ��ورا يف القاعات‬ ‫الدرا�سية‪ ،‬الذين مل يخافوا على �أنف�سهم‬ ‫وا�ستمروا باحل�ض ��ور لطلب العلم �إميانا‬ ‫منهم ب�أن الثورة حتتاج لعلمهم‪.‬‬ ‫حني يختار النظام مركزا للعلم ل�ضربه‪،‬‬ ‫فه ��ذا يختل ��ف ع ��ن ا�س ��تهداف �أي م ��ن‬ ‫مراك ��ز التجمع ��ات االعتيادي ��ة �س ��واء‬ ‫كانت اجلوامع �أو املبان ال�س ��كنية �أو حتى‬ ‫املخابز التي قد ق�ص ��ف منها العديد من‬ ‫قب ��ل م�س ��تهدفا املواطنني الع ��زل �إال �أن‬ ‫ق�ص ��فا لكلية علمية‪ ،‬فذل ��ك يعني خوفه‬ ‫من املتعلمني واملثقفني يف الدرجة الأوىل‪،‬‬ ‫وو�ضع �ألف ح�ساب لطالب اختاروا العلم‬ ‫�إىل جانب العمل الثوري‪.‬‬

‫النظ ��ام‪ ،‬بل ه ��و �أمر ت�أ�ص ��ل يف مبادئه‪،‬‬ ‫وبنظ ��رة �س ��ريعة عل ��ى عجل ��ة العل ��م يف‬ ‫�س ��وريا ن�س ��تطيع برهن ��ة م ��دى كراهية‬ ‫النظ ��ام للعلم وحماولة قمع ��ه للمتعلمني‬ ‫والطالب�ي�ن ل ��ه‪ ،‬فنظ ��ام التعلي ��م الردئ‬ ‫والقوانني التي ُر�سمت منذ الأزل تربهن‬ ‫على املجهود الذي مت �صرفه لإبعاد �أبناء‬ ‫الوطن عن العلم وجعل ال�ش ��هادات العليا‬ ‫م ��ن امل�س ��تحيالت الت ��ي يبلغه ��ا الطالب‬ ‫ال�سوري ب�شق الأنف�س‪.‬‬

‫طالب العلم ه�ؤالء الذين �أهدوا �أرواحهم‬ ‫يف �س ��بيل الثورة هم خ�س ��ارتنا الكربى‪.‬‬ ‫وفاجعتنا الأق�سى‪.‬‬ ‫أ�م ��ا رجال النظام الذي ��ن يرتنحون على‬ ‫�أج�س ��ادهم فمهما ادعوا ومهما ن�س ��جوا‬ ‫من ق�ص ���ص ورواي ��ات فكله ��ا �إىل زوال‬ ‫�إن الث ��ورة حتت ��اج �إىل طالبها وهم �أكرث مثله ��م‪ ،‬ف�ل�ا مربر وال حج ��ة مهما كانت‬ ‫حمبوكة �سرتفع عنهم �أ�صابع االتهام‪.‬‬ ‫من يخ�شاهم النظام‪.‬‬ ‫فمحارب ��ة العلم لي� ��س أ�م ��را طارئا على حتى التحركات الدولية مل تكن باملفاجئة‬

‫ف�أن يخ ��رج بان كي مون ليندد وي�ش ��جب‬ ‫و�أن تدي ��ن الأمم املتح ��ددة هذا الهجوم‬ ‫اجلائر وتتوع ��د بالتعرف عل ��ى مرتكبي‬ ‫هذه اجلرمية الب�ش ��عة وحما�سبتهم‪ ،‬كل‬ ‫هذا قد بات ت�ص ��رفات و�أ�س ��اليب �شكلية‬ ‫لتهدئة ال�شعب والتنفي�س عن غ�ضبهم‪.‬‬ ‫فكم ��ا و�ص ��ف د‪ .‬عزم ��ي ب�ش ��ارة الث ��ورة‬ ‫ال�س ��ورية م ��ن قبل ب�أنها ن�ض ��ال �ش ��عبي‬ ‫يواج ��ه في ��ه ال�ش ��عب دوال و�أنظم ��ة على‬ ‫حم ��اور ع ��دة ال نظام ��ا �أو دول ��ة واحدة‪،‬‬ ‫لهذا ف�إن ن�ضالنا قد �أ�سقط جميع الأقنعة‬ ‫ونال من كل املدعني واملت�آمرين‪.‬‬ ‫ف�إىل روح �ش ��هدائنا كل �س�ل�ام و�ص�ل�اة‪،‬‬ ‫و�إىل املتخاذلني كل خزي وهوان‪.‬‬ ‫و�إىل طالبن ��ا‪� ،‬أرجوك ��م‪ ،،‬ابق ��وا عل ��ى‬ ‫مقاعد الدرا�س ��ة حر�ص ��ا عل ��ى حياتكم‬ ‫وحر�ص ��ا على غد �أف�ضل‪ ،‬فثورتنا بحاجة‬ ‫لعلمكم…‬ ‫فال ثورة دون علم‪ ،‬وال غد دونكم ‪...‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 12‬‬

‫البرد يقتلكم قبل أن يقتلنا‬

‫خا�ص ‪ /‬جدة ‪� -‬سارة غربة‬

‫م ��ع بداية مو�س ��م الثل ��وج وال�ص ��قيع يف‬ ‫�س ��وريا وبالتزام ��ن م ��ع الكارث ��ة الت ��ي‬ ‫حلت يف خمي ��م الزعرتي‪ ،‬ان�ش ��غل �أبناء‬ ‫اجلالية ال�سورية يف العديد من الأرا�ضي‬ ‫العربية بالإعداد حلم�ل�ات تربع عديدة‬ ‫القت �ص ��دى رائعا وتعاونا من املواطنني‬ ‫واملقيم�ي�ن مبختل ��ف اجلن�س ��يات �أثم ��ر‬ ‫بو�صول العديد من امل�ساعدات �إىل داخل‬ ‫الأرا�ض ��ي ال�س ��ورية وخميمات الالجئني‬ ‫يف الأرا�ضي املجاورة‪.‬‬

‫وبع ��د مرور فرتة ب�س ��يطة من هذا العمل‬ ‫املتوا�ض ��ع تفاج ��ئ اجلمي ��ع ب�ص ��دور‬ ‫ق ��رارات حكومي ��ة وم ��ن جه ��ات ع ��دة‬ ‫ب�إيق ��اف ومنع العديد من حمالت التربع‬ ‫ل�ص ��الح ال�س ��وريني! وق ��د مت طلب بع�ض‬ ‫من الأ�شخا�ص الذين انخرطوا يف العمل‬ ‫التطوعي للتحقي ��ق يف اجلنائية‪ ،‬حتقيق‬ ‫من أ�ج ��ل عدد م ��ن البطاني ��ات والثياب‬ ‫ال�شتوية‪� ،‬أي مهزلة هذه !‬ ‫�شخ�ص ��يا‪ ،‬لن �أفاجئ بالقري ��ب العاجل‬ ‫�إذا �ص ��درت �أي فت ��وى بتح ��رمي الت�ب�رع‬ ‫لل�س ��وريني ب�أي ذريعة كان ��ت �أو حتت �أي‬

‫غطاء‪.‬‬ ‫وك�أن امل�ؤامرة الكونية التي «�صرعنا» بها‬ ‫النظام باتت حقيقة فعال وانقلب ال�سحر‬ ‫علينا لنكون �ضحية م�ؤامرة لإبادتنا‪.‬‬ ‫الجئو املخيمات ال يح ��ق لهم التحرك �أو‬ ‫اخلروج والهرب م ��ن الكوارث التي حتل‬ ‫عليهم‪ ،‬و�أبنائهم ال ي�ستطيعون �أن ميدون‬ ‫لهم يد العون حت ��ى فب�أي منطق يفكرون‬ ‫وب�أي حق ت�س ��تباح دما�ؤنا بهذه الطريقة‬ ‫الوح�شية‪.‬‬ ‫ويف خ�ض ��م حماوالت النا�شطني لإيقاف‬ ‫هذا القرار الق�س ��ري و�إي�صال التربعات‬


‫‪13 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫التي تكاد �أن تكون �أقل من رمزية ل�ش ��عب‬ ‫ي�س ��فك دمه يوميا ليطهر �أر�ضه من لعنة‬ ‫الحقته لأربعني عاما‪ ،‬نفاجئ مرة �أخرى‬ ‫بخرب احتل عناوين ال�صحف الإ�سرائيلية‬ ‫واليهودية ب�ش ��كل خا�ص مفاده عن توجه‬ ‫جمموع ��ة م ��ن الإ�س ��رائيليني املنتم�ي�ن‬ ‫للجماعات الإن�سانية �إىل الأردن مل�ساعدة‬ ‫الالجئني ال�سوريني‪.‬‬ ‫�أمام هذا اخلرب امل�ؤمل ال ي�سعني �سوى �أن‬ ‫�أرثي احلكوم ��ات العربية والعروبة‪« ،‬لك‬ ‫طلعوا الإ�سرائيليني فيهم رحمة �أكرت»‬ ‫�إذ يبدو �أننا ل�سنا بحاجة �إىل ربيع عربي‬ ‫فح�س ��ب بل نحن بحاج ��ة �إىل عام كامل‬ ‫وف�صول متتابعة لنعيد العروبة‪.‬‬ ‫ورغم ل�سان حال املت�ش ��ائمني �أن ال حياة‬ ‫مل ��ن تن ��ادي‪ ،‬م ��ازال ال�ش ��عب ال�س ��وري‬ ‫يربهن ويقدم درو�سا �سيحفظها التاريخ‬

‫ل الكتب‬ ‫ويتغنى بها معلمي التاريخ و�ستم أ‬ ‫واملكتب ��ات و�س ��يتحدث عنه ��ا �أبنائك ��م‬ ‫قب ��ل �أبنائنا و�سي�س� ��ألونكم عما �ص ��نعتم‬ ‫مل�س ��اعدة هذا املعجزة ال�ش ��عبية‪ ،‬يومها‬ ‫لن جتيبوا فقد �أ�سكتتكم حكوماتكم منذ‬ ‫زمن و�أخر�س ��ت �ض ��مائركم‪� ،‬ستحاولون‬ ‫التربي ��ر ول ��ن يك ��ون لك ��م �أي حج ��ة �أو‬ ‫م�ب�رر‪ ،‬فذنب كل دم هدر �س ��يتعلق بكم‪،‬‬ ‫وبالإن�سانية كلها و�ست�س�ألون عنه جميعا‪.‬‬ ‫ح�ص ��اركم ل ��ن يقتلن ��ا‪ ،‬فاملدفعي ��ات‬ ‫والر�شا�ش ��ات والقنابل العنقودية وقنابل‬ ‫اله ��اون وكل م ��ا ب ��ذل النظام م ��ن �أجله‬ ‫الغايل والرخي�ص ليقتلنا به مل يفعل فلن‬ ‫تقتلنا اليوم �ضمائركم الغافية‪.‬‬ ‫لقد �أثبت ال�شعب ال�س ��وري عظمة العمل‬ ‫ال�ش ��عبي‪� ،‬أعاد غاندي �إىل الوجود وخلق‬ ‫الأالف م ��ن جيف ��ارا الثوري�ي�ن‪� ،‬ش ��عب‬

‫ا�س ��تطاع �أن يق ��ف يف وج ��ه �أح ��د �أك�ث�ر‬ ‫الأنظمة دكتاتورية وعن�ص ��رية ووح�ش ��ية‬ ‫�أمازلتم تراهنون على �سقوطه؟!‬ ‫�إن ا�س ��تمرار قرار املنع هو طعنة �س ��تنال‬ ‫منكم قبل �أن تنال منا‪ ،‬قد تكون‪� ‬أطرافنا‬ ‫املتجم ��دة حتت ��اج لدفء‪ ‬ولك ��ن قلوبكم‬ ‫حتتاج ل ��دفء �أك�ث�ر وحرارة �أ�ش ��د علها‬ ‫تنب� ��ض باحلي ��اة م ��رة �أخ ��رى‪ ،‬ف�ب�رودة‬ ‫ال�ض ��مري �س ��تقتلكم قبل �أن تقتلنا برودة‬ ‫ال�شتاء‪..‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 14‬‬

‫املساعدات االنسانية للمناطق املنكوبة في سوريا‬

‫خا�ص ‪ /‬ال�سويداء ‪ -‬مالك �أبو خري‬

‫عن ��د دخول ��ك لأي م�ش ��فى مي ��داين يف‬ ‫املناط ��ق املحررة م ��ن �س ��ورية وحتديد ًا‬ ‫يف ري ��ف دم�ش ��ق ف� ��إن اول �س� ��ؤال يخطر‬ ‫يف ذهن ��ك ه ��و كي ��ف ي�س ��تطيع الطاقم‬ ‫الطب ��ي املوج ��ود ان يعال ��ج اجلرح ��ى‬ ‫وامل�ص ��ابني رغ ��م ال�ش ��ح الكب�ي�ر باملواد‬ ‫الطبية واال�س ��عافية والتي تكاد الت�ساوي‬ ‫رب ��ع امل�س ��اعدات واحلم�ل�ات الت ��ي مت‬ ‫الت�ص ��ريح عليها اعالمي ًا و التي اطلقت‬ ‫بهدف تق ��دمي التربع ��ات وامل�س ��اعدات‬ ‫لل�شعب ال�سوري‪ ،‬فاغلب امل�شايف امليدانية‬

‫يعج ��ز االطباء يف كثري م ��ن االحيان عن‬ ‫معاجل ��ة احلاالت القادم ��ة اليهم‪ ،‬حيث‬ ‫تك ��ون نهايتها امل ��وت لعدم توف ��ر العالج‬ ‫ال�ل�ازم له ��ا واحيان ��ا لعدم توف ��ر اطباء‬ ‫خمت�ص�ي�ن‪ ،‬ف�ض�ل ً�ا ان هن ��اك ح ��االت‬ ‫حتتاج ملعدات طبية متطورة واحيانا اىل‬ ‫ادوية من نوع خا�ص ال ت�أتي �ضمن قائمة‬ ‫املواد الطبية الت ��ي يتم التربع بها‪ ،‬فعلى‬ ‫�س ��بيل املثال نذك ��ر حالة « هيث ��م « وهو‬ ‫�شاب من ريف دم�شق وحتديد ًا من ابناء‬ ‫الغوطة ال�ش ��رقية‪ ،‬تعر�ضت �ساقه جلراح‬ ‫بالغة نتيجة احدى القذائف ومل ي�ستطيع‬ ‫االطب ��اء عالجه ��ا لع ��دم توف ��ر طبي ��ب‬

‫اع�ص ��اب خمت�ص ولعدم توفر ادوية من‬ ‫ن ��وع معني‪ ،‬االم ��ر الذي ا�ض ��طرهم اىل‬ ‫قطعه ��ا وه ��و الآن مقعد ويحت ��اج لعالج‬ ‫نف�س ��ي نظر ًا لكون ��ه فقد �س ��اقه وزوجته‬ ‫وابنائه الثالثة‪.‬‬ ‫يف الغوط ��ة ال�ش ��رقية وبعدم ��ا اطب ��ق‬ ‫احل�صار الع�سكري الكامل عليها ومل يعد‬ ‫�س ��وى منافذ تعد على ا�ص ��ابع اليد‪ ،‬بات‬ ‫الو�ض ��ع االن�س ��اين بها ال يحتمل ولدرجة‬ ‫ان �س ��عر ربط ��ة اخلرب بها و�ص ��ل « ‪100‬‬ ‫ل‪�� �.‬س « واحيان ًا تزي ��د بعدما توقف فرن‬ ‫املليحة ع ��ن العمل نتيج ��ة لتوقف امداد‬ ‫الطحني عنه يف حني تنقطع امل�س ��اعدات‬


‫‪15 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫الطبي ��ة عن مناطق مث ��ل زبدين وعربني‬ ‫الت ��ي يلج أ� النا�ش ��طون بها اىل ا�س ��عاف‬ ‫جرحاهم اىل دير الع�ص ��افري التي باتت‬ ‫ت�شكو هي االخرى عدم توفر امل�ساعدات‬ ‫الطبية‪.‬‬ ‫باملقابل جند الكثري من املنظمات الدولية‬ ‫واحيانا دول كفرن�سا وامريكا تتحدث عن‬ ‫امل�س ��اعدات الطبية واالن�س ��انية ل�س ��وريا‬ ‫وبارق ��ام خيالي ��ة لكننا وعن ��د مقارنتها‬ ‫عل ��ى ار� ��ض الواقع جن ��د ان ال وجود لها‬ ‫وتكاد اغلب امل�ساعدات تاتي من الداخل‬ ‫نف�سه ومن خالل جمموعات تعمل ب�شكل‬ ‫ذات ��ي ومتويل حم ��دود من خالل �ش ��كبة‬ ‫عالق ��ات م ��ن ال�س ��وريني‪ ،‬حت ��اول ق ��در‬ ‫االمكان �س ��د العجز احلا�ص ��ل يف اماكن‬ ‫ال�صراع والق�صف كريف دم�شق وحم�ص‬ ‫ودرع ��ا دون ن�س ��يان العائ�ل�ات النازحة‬ ‫والت ��ي حتتاج اىل ميزانية بحد ذاتها من‬ ‫ت�أمني م�ص ��اريف �س ��كن وطعام وغريها‬ ‫من االحتياجات‪.‬‬

‫« مرينا « نا�ش ��طة يف جمال االغاثة تعلم‬ ‫يف مدين ��ة دم�ش ��ق جت ��د ان كل الدع ��م‬ ‫املقدم للعمل االغاثي ي�أتي من ال�سوريني‬ ‫انف�س ��هم م ��ن الداخ ��ل او املغرتب�ي�ن‬ ‫حي ��ث تق ��ول‪ ( :‬طوال ف�ت�رة عملي كانت‬ ‫التربع ��ات ومازال ��ت ت�أتي من �س ��وريني‬ ‫من الداخ ��ل او مغرتبني‪ ،‬ومل ياتينا حتى‬ ‫اليوم اي م�ساعدات من منظمات او دول‬ ‫خارجي ��ة كما تدع ��ى بع�ض ال ��دول‪ ،‬فما‬ ‫ي�صل الينا ال يكاد يغطي ربع االحتياجات‬ ‫نظرا الرتفاع عدد امل�ص ��ابني والعائالت‬ ‫النازجة التي حتت ��اج اىل ميزانية كبرية‬ ‫ال اعتقد ان الن�ش ��طاء وكل ما يتم التربع‬ ‫به قادر على تغطيتها)‪.‬‬ ‫يف اجله ��ة املقابلة هناك من يلمح لوجود‬ ‫�س ��رقات م ��ن ن�ش ��طاء خ ��ارج الوطن او‬ ‫م ��ن داخل ��ه‪ ،‬كان له ��م دور كبري يف اخذ‬ ‫ق�س ��م م ��ن التربع ��ات والت�ص ��رف به ��ا‬ ‫مل�ص ��لحتهم ال�شخ�صية حيث يقوم ه�ؤالء‬ ‫الن�ش ��طاء بجم ��ع التربعات حتت ا�س ��م‬

‫الث ��ورة وو�ض ��عها يف ح�س ��ابات خارجي ��ة‬ ‫وتقدمي ك�ش ��وفات وهمية للمتربعني وقد‬ ‫مت ك�شف العديد من ه�ؤالء يف حني هناك‬ ‫م ��ن يق ��وم بالتربع بج ��زء و�س ��رقة جزء‬ ‫اخ ��ر ويف العدي ��د من احلاالت ي�ص ��عب‬ ‫الك�ش ��ف عنهم لعدم وج ��ود جهاز رقابي‬ ‫حقيقي على عملهم‪ ،‬فعلى �سبيل املثال مت‬ ‫ك�ش ��ف احد من يدعى انه يعمل يف جمال‬ ‫االغاثة بعد ان ق ��ام باختال�س ما يقارب‬ ‫‪ 10‬مالي�ي�ن ل�ي�رة �س ��ورية م ��ن ح�س ��اب‬ ‫املتربع�ي�ن الحدى املجموعات النا�ش ��طة‬ ‫ومل ي�س ��تطع اح ��د حتى اليوم حما�س ��بته‬ ‫او حت�ص ��يل املبلغ منه نتيجة لعدم وجود‬ ‫اجلهة الق�ضائية املخولة بالتحقيق معه‪.‬‬ ‫وحت ��ى ه ��ذا الي ��وم مل ت�س ��تطع اي جهة‬ ‫اغاثي ��ة �س ��د حال ��ة العجز احلا�ص ��لة يف‬ ‫املناطق املنكوبة وال�س ��بب لي�س �سوء عمل‬ ‫ه ��ذه اجله ��ات‪ ،‬وامن ��ا ل�ش ��ح التربعات‬ ‫املقدمة وعدم توفر الية عمل الي�ص ��الها‬ ‫يف حال وجدت نتيجة للق�صف واحل�صار‬ ‫الع�سكري املفرو�ض على هذه املناطق‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 16‬‬

‫‪%47‬من العائالت الالجئة بحاجة الى اإليواء‬ ‫الالجئون الفلسطينيون من سوريا إلى لبنان مأساة بانتظار من يعمل على معاجلتها‬

‫خا�ص ‪ /‬براء احللبي‬ ‫�أج ��رت منظم ��ة «ثاب ��ت» حل ��ق الع ��ودة يف‬ ‫لبن ��ان بالتع ��اون م ��ع جمموع ��ة العمل من‬ ‫اجل فل�سطينيي �سوريا‪ ،‬ا�ستطالع ًا ميداني ًا‬ ‫للر�أي �ش ��مل ع ِّينة ع�ش ��وائية من ‪ 100‬عائلة‬ ‫فل�س ��طينية جل� ��أت م ��ن �س ��وريا اىل خميم‬ ‫عني احلل ��وة كنموذج‪ ،‬به ��دف حتديد �أبرز‬ ‫احتياج ��ات الالجئ�ي�ن‪ ،‬وتزويد م ��ن يعنيه‬ ‫الأم ��ر باملعلومات الكافية التخ ��اذ ما يلزم‬ ‫من �إجراءات منا�سبة‪.‬‬ ‫و�ص ��ل عدد �أفراد العائالت امل�ستطلعة ‪533‬‬ ‫الجئ بن�س ��بة ‪ 5.1‬ف ��رد للعائل ��ة الواحدة‪.‬‬

‫ويحت�ض ��ن خميم ع�ي�ن احللوة حت ��ى تاريخ‬ ‫‪ 2012/12/23‬نحو ‪ 480‬عائلة فل�س ��طينية‬ ‫جل�أت من �س ��وريا �أي نحو ‪ 2448‬الجئ‪ ،‬من‬ ‫�ض ��منهم نحو ‪ 155‬عائلة و�صلت اىل املخيم‬ ‫منذ تاريخ ‪.2012/12/16‬‬ ‫‪ -1‬حول املكان الذي جل�أت منه العائالت‬ ‫يف �س ��وريا‪� ،‬أ�ش ��ارت النتائج اىل ان الن�سبة‬ ‫االك�ب�ر م ��ن الالجئ�ي�ن تنتم ��ي اىل القرى‬ ‫الفل�س ��طينية ق�ض ��اء طربيا (‪ )%32‬و�صفد‬ ‫(‪ ،)%30‬وع ��كا (‪ )%9‬والنا�ص ��رة (‪)%8‬‬ ‫وحيف ��ا (‪ ،)%6‬باق ��ي العائ�ل�ات م ��ن قرى‬ ‫خمتلف ��ة ون�س ��بتها (‪ .)%15‬وق ��د جل� � أ� من‬ ‫خمي ��م الريم ��وك (‪ )%54‬م ��ن العائ�ل�ات‪،‬‬

‫وم ��ن خميم احل�س ��ينية (‪ )%11‬ومن جتمع‬ ‫ال�س ��يدة زين ��ب (‪ ، )%9‬و(‪ )%4‬م ��ن ح ��ي‬ ‫الت�ض ��امن و(‪ )%3‬م ��ن احلج ��ر اال�س ��ود‪،‬‬ ‫و(‪ )%2‬م ��ن خمي ��م العائدي ��ن يف حم�ص‪،‬‬ ‫و(‪ )%2‬م ��ن الذيابي ��ة و(‪ )%2‬م ��ن خمي ��م‬ ‫خ ��ان ال�ش ��يح‪ ،‬و(‪ )%2‬من خميم �س ��بينة‪،‬‬ ‫والباق ��ي م ��ن خميم ��ات ومناط ��ق خمتلفة‬ ‫(حل ��ب وخميم الن�ي�رب واملعظمية وخميم‬ ‫درعا واملزيريب)‪.‬‬ ‫‪ -2‬عن �أ�س ��باب اللجوء اىل لبنان‪ ،‬اعترب‬ ‫(‪ )%88‬من العائالت بان اخلوف والو�ض ��ع‬ ‫االمني غري امل�ستقر ال�سبب الرئي�س للجوء‪،‬‬ ‫بينم ��ا اعت�ب�ر (‪ )%12‬ان ال�س ��بب يعود اىل‬


‫‪17 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫الو�ضع االقت�صادي املرتدي‪.‬‬ ‫‪ -3‬ح ��ول طبيعة ال�س ��كن‪� ،‬أ�ش ��ارت نتائج‬ ‫اال�س ��تطالع اىل ان (‪ )%58‬م ��ن الالجئني‬ ‫يقيم ��ون عند اقاربه ��م‪ )%27( ،‬يقيمون يف‬ ‫منازل �إيج ��ار‪ ،‬والباق ��ي (‪ )%15‬يف �أماكن‬ ‫عامة (مدر�سة الكفاح)‪.‬‬ ‫‪ -4‬وح ��ول �أب ��رز الإحتياج ��ات‪ ،‬اعت�ب�رت‬ ‫(‪ )%47‬م ��ن العائالت الالجئ ��ة‪ ،‬ان توفري‬ ‫الإيواء ه ��و �أبرز ما حتتاج الي ��ه العائالت‪،‬‬ ‫يليها احلاجة اىل الفر�ش والأغطية بن�س ��بة‬ ‫(‪ ،)%37‬ث ��م احلاج ��ة اىل الغ ��ذاء بن�س ��بة‬ ‫(‪ ،)%11‬يليها احلاجة اىل املالب�س بن�س ��بة‬ ‫(‪ ،)%4‬ثم و�سائل التدفئة بن�سبة (‪.)%1‬‬ ‫‪ -5‬وع ��ن امل�س� ��ؤولية يف تقدمي اخلدمات‪،‬‬ ‫اعتربت جميع العائالت الالجئة (‪)%100‬‬ ‫ب� ��أن وكال ��ة «االون ��روا» تتحم ��ل امل�س� ��ؤولية‬ ‫الرئي�سية عن تقدمي اخلدمات‪.‬‬ ‫و�أعربت املنظمتان يف نهاية اال�ستطالع عن‬ ‫القلق ال�ش ��ديد للأو�ضاع االن�سانية ال�صعبة‬ ‫والآخ ��ذة بالتفاق ��م للعائالت الفل�س ��طينية‬ ‫الالجئ ��ة من �س ��وريا اىل لبن ��ان عموم ًا‪ ،‬ال‬ ‫�س ��يما اىل خمي ��م ع�ي�ن احلل ��وة لالجئ�ي�ن‬ ‫الذي يعي�ش فيه باال�صل نحو ‪ 75‬الف الجئ‬ ‫يف م�س ��احة اقل م ��ن واحد ون�ص ��ف كلمرت‬ ‫مربع‪ ،‬الأمر ال ��ذي ينذر بانفجار اجتماعي‬ ‫نتيجة الإزدحام ال�س ��كاين الذي �سيكون له‬

‫انعكا�س ��اته على امل�ستوى ال�صحي والنف�سي‬ ‫واالجتماعي واالقت�صادي والأمني‪.‬‬ ‫كما �ش ��دد اال�ستطالع على �أهمية ما تقدمه‬ ‫«االونروا» من خدمات على م�س ��توى �إعداد‬ ‫ك�ش ��وفات با�س ��ماء الالجئ�ي�ن والطباب ��ة‬ ‫املجاني ��ة يف املخيم ��ات والتعلي ��م‪ ،‬وم�ؤخرا‬ ‫احلرام ��ات والفر� ��ش و�أطق ��م ال�ص ��حة‬ ‫ال�شخ�صية‪ ،‬ودعا الوكالة لتحمل م�س�ؤوليتها‬ ‫الرئي�س ��ية يف تق ��دمي جمي ��ع اخلدم ��ات‬ ‫لالجئ�ي�ن ال �س ��يما تفعيل برنام ��ج احلماية‬ ‫وتوف�ي�ر الإي ��واء والغ ��ذاء‪ ،‬ودف ��ع ايجارات‬ ‫للعائ�ل�ات الالجئ ��ة‪ ،‬ع ��دا ع ��ن �أهمية دفع‬ ‫مبل ��غ مايل مل ��رة واحدة يلب ��ي االحتياجات‬ ‫ال�ضرورية للعائالت‪.‬‬ ‫كم ��ا دعا الدول املانحة للإيفاء بالتزاماتها‬ ‫املالية جتاه «االونروا» واال�ستجابة ال�سريعة‬ ‫لن ��داء الإ�س ��تغاثة ال ��ذي اطلقت ��ه الوكال ��ة‬ ‫يف ايل ��ول ‪ ،2012‬اخلا� ��ص بالالجئ�ي�ن‬ ‫الفل�س ��طينيني م ��ن �س ��وريا اىل لبنان‪ ،‬ويف‬ ‫ح ��ال ع ��دم دفع املبال ��غ املطلوب ��ة الطوعية‬ ‫من الدول املانحة‪ ،‬على ال�صندوق املركزي‬ ‫لالمم املتحدة �أن يتدخل لإنقاذ الالجئني‪.‬‬ ‫وبعيدا عن احل�س ��ابات ال�سيا�سية اللبنانية‬ ‫الداخلي ��ة‪ ،‬اعتربت كل م ��ن منظمة «ثابت»‬ ‫و»جمموع ��ة العم ��ل» ب� ��أن الدول ��ة اللبنانية‬ ‫معنية وب�ش ��كل مبا�شر ب�إيواء �أي الجئ طلب ًا‬

‫لم ��ان‪ ،‬كم ��ا �أي دول ��ة يف العامل ت�ض ��طر‬ ‫ل أ‬ ‫لإي ��واء الجئ�ي�ن‪ ،‬وبالتايل �إلتزام� � ًا مبعايري‬ ‫القان ��ون ال ��دويل تعت�ب�ر الدول ��ة اللبناني ��ة‬ ‫م�س�ؤولة عن تقدمي خدمات عاجلة لالجئني‬ ‫الفل�س ��طينيني اىل حني زوال �سبب اللجوء‪،‬‬ ‫ف�ل�ا يعق ��ل ب� ��أن الفل�س ��طيني الالج ��ئ من‬ ‫�س ��وريا قد جل�أ اىل لبنان بعد ان كان يعي�ش‬ ‫بكرام ��ة وق ��د فق ��د الأم ��ن‪ ،‬ليح�ص ��ل على‬ ‫الأمن وقد فق ��د الكرامة‪ .‬كما متت الدعوة‬ ‫اىل تفعي ��ل دور «الهيئ ��ة املركزية للتن�س ��يق‬ ‫ومتابع ��ة �أو�ض ��اع الالجئني الفل�س ��طينيني‬ ‫من �س ��وريا اىل لبن ��ان»‪ ،‬والتي ت�ش ��كلت يف‬ ‫‪ 2012/8/30‬م ��ن «الأون ��روا» وال�س ��فارة‬ ‫الفل�س ��طينية يف ب�ي�روت‪ ،‬ومن ��دوب ع ��ن‬ ‫قوى التحال ��ف الفل�س ��طينية‪ ،‬ومندوب عن‬ ‫اللجان ال�ش ��عبية التابعة ملنظم ��ة التحرير‪،‬‬ ‫وممث ��ل عن املجتم ��ع الأهلي الفل�س ��طيني‪،‬‬ ‫وتر�أ�سها «الأونروا»‪ ،‬ومهمتها متابعة �أو�ضاع‬ ‫الالجئني وت�أمني احتياجاتهم الطارئة‪.‬‬ ‫وختم ��ت الدرا�س ��ة بدع ��وة كاف ��ة الفرق ��اء‬ ‫املعني�ي�ن يف االزم ��ة ال�س ��ورية اىل جتني ��ب‬ ‫خميم ��ات الالجئ�ي�ن الفل�س ��طينيني ويالت‬ ‫ال�ص ��راع‪ ،‬والتاكي ��د عل ��ى ال ��دور احليادي‬ ‫االيجاب ��ي للمخيم ��ات لتك ��ون م�ل�اذ ًا‬ ‫�آمن� � ًا للنازح�ي�ن م ��ن ال�ش ��عبني ال�س ��وري‬ ‫والفل�سطيني‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 18‬‬

‫السجن املركزي في حمص‬ ‫«فوق املوتة عصة قبر» !!!‬ ‫خا�ص ‪ /‬حم�ص ‪� -‬سورية بدا حرية‬

‫بعيدا ع ��ن �أخبار املعار�ض ��ة يف اخلارج‪،‬‬ ‫ومكات ��ب هيئ ��ات الإغاث ��ة الدافئ ��ة‬ ‫وتعاطفها م ��ع الق�ضي ��ة ال�سورية‪ ،‬تتوارد‬ ‫�أخبار من داخل �سج ��ن حم�ص املركزي‬ ‫ع ��ن ح ��دوث �إ�ستع�ص ��اء‪ ،‬حي ��ث ي�شه ��د‬ ‫ال�سج ��ن حال ��ة م ��ن الفو�ض ��ى كنتيج ��ة‬ ‫متوقعة للظروف التي مير بها املعتقلون‪،‬‬ ‫الذي يفوق عدد امل�ساجني يف داخله �ألف‬ ‫و�سبعمائ ��ة معتق ��ل �سيا�س ��ي عل ��ى الأقل‬ ‫بالإ�ضافة ل�سجناء �آخرين‪.‬‬ ‫ي ��روي �شاه ��د عي ��ان من داخ ��ل ال�سجن‬ ‫لـ»�سوري ��ا ب ��دا حرية» جانب م ��ن �أ�سباب‬ ‫الإ�ستع�ص ��اء حي ��ث ب ��د�أت ب�سبب حاالت‬ ‫وف ��اة متك ��ررة نتيج ��ة ل�س ��وء العناي ��ة‬ ‫الطبية‪ ،‬و�إهمال ح ��االت مر�ضية خطرة‬

‫وعدم �إحالته ��ا للم�شفى‪ ،‬ذلك بالإ�ضافة‬ ‫لنق�ص املتطلب ��ات الأ�سا�سي ��ة �أو تقليلها‬ ‫عمدا كوجب ��ات الطعام‪ ،‬بالإ�ضافة لقطع‬ ‫الكهرباء عن بع�ض الأق�سام‪ ،‬واملمار�سات‬ ‫الإ�ستفزازية من قبل احلرا�س‪ ،‬كل ذلك‬ ‫تفجر �أمام �إ�صرار‬ ‫و�أكرث �أف�ضى لإحتقان ّ‬ ‫أ�ح ��د النقباء على القي ��ام بحملة تفتي�ش‬ ‫يوم ال�سبت الفائت على الرغم من الو�ضع‬ ‫املتوتر ب�سبب التحقيقات اجلائرة و�إحالة‬ ‫عدد م ��ن املعتقل�ي�ن للف ��روع الأمنية من‬ ‫جديد‪ ،‬وما ترافق م ��ع ذلك من �شائعات‬ ‫تفي ��د مبجيء قوة م ��ن اجلي�ش وال�شرطة‬ ‫لإعادة املعتقلني �إىل فروع الأمن بالرغم‬ ‫من تعهد وزير الع ��دل وم�س�ؤولني �آخرين‬ ‫بعدم حدوث ذلك �إال �أن وبح�سب ال�شاهد‬ ‫ف� ��إن طريقة تعامل النقي ��ب مع املعتقلني‬ ‫قد �أثارت تخوفهم من العودة �إىل املعتقل‬ ‫جم ��ددا‪ ،‬بالإ�ضافة حلادث ��ة م�شابهة يف‬

‫ق�سم ال�شغب مما �أدى �إىل �ضرب النقيب‬ ‫واحلرا�س وخ ��روج ال�سجناء من املهاجع‬ ‫و�سيطرته ��م عل ��ى ال�سطح وع ��دة �أماكن‬ ‫�أخرى وحما�صرتهم الإدارة‪.‬‬ ‫«يوم الثالث ��اء كان ال�سطح مغلقا فقد مت‬ ‫ت�سليمه وانتهى الإ�ستع�صاء تقريبا» يقول‬ ‫ال�شاهد‪ ،‬ولكن املهاجع مل تغلق ال�ستمرار‬ ‫الفو�ض ��ى فيها وبالق�س ��م اجلنائي ب�شكل‬ ‫خا�ص‪ ،‬كما ترد �أنباء عن وفاة جميع من‬ ‫نقلوا اىل امل�شفى نتيجة للمداهمات التي‬ ‫ح�صلت‪ ،‬يف ظ ��ل غياب �أرقام دقيقة عن‬ ‫عدد ال�شهداء الذين �سقطوا �أو اجلرحى‬ ‫م ��ع بق ��اء �أو�ض ��اع املعتقل�ي�ن ال�صحي ��ة‬ ‫والنف�سية ال�سيئة على حالها‪.‬‬


19 issue 46 / jan. 27th


‫‪issue 46 / jan. 27th 20‬‬

‫عشرة ليرات زيادة على سعر ليتر املازوت‪..‬‬

‫قرار سيضيف على أزمات املواطن السوري أزمة جديدة‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫ع�ش ��رة لريات جدي ��دة زادت على �س ��عر‬ ‫ليرت امل ��ازوت‪ ،‬ق ��رار اتخذت ��ه احلكومة‬ ‫ال�سورية وجاء كال�صاعقة على املواطنني‬ ‫ال�س ��وريني الذين ي�صطفون يف الطوابري‬ ‫بحث� � ًا ع ��ن ه ��ذه امل ��ادة الهام ��ة للتدفئة‬ ‫واليح�ص ��لون عليه ��ا �إال ب�ش ��ق الأنف� ��س‪،‬‬ ‫لريتفع بذلك �س ��عر اللي�ت�ر من ‪ 25‬ل‪�.‬س‬ ‫�إىل ‪ 35‬ل‪�.‬س‪.‬‬ ‫و كعادة احلكومة ال�س ��ورية اختارت يوم‬ ‫اخلمي�س لإ�ص ��دار هذا القرار وهي عادة‬ ‫تتبعها عادة عندما تلج أ� �إىل رفع �أ�س ��عار‬ ‫املواد احل�سا�سة يف حياة املواطنني‪ ،‬ظن ًا‬ ‫منه ��ا �أنه ��ا بذلك متت� ��ص نقم ��ة النا�س‬ ‫وغ�ض ��بهم يف يومي عطلة ليبد�أ الأ�سبوع‬ ‫واملواطن قد ا�س ��توعب ال�ص ��دمة واعتاد‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ولعل قرار رفع م ��ادة املازوت الي�ؤثر على‬ ‫�س ��عر املادة فقط ‪� ،‬إمنا �س ��ي�ؤثر على رفع‬ ‫�أ�س ��عار خمتلف املواد وال�س ��لع بالن�س ��بة‬ ‫للمواطنني‪ ،‬حيث �أ�ش ��ار خبري اقت�صادي‬

‫رف�ض ذكر ا�س ��مه لأ�سباب �أمنية �أن لهذا‬ ‫القرار تبعات خط�ي�رة على املواطن فهو‬ ‫�سي�س ��اهم برف ��ع أ�ج ��ور النق ��ل املرتفعة‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا ‪ ،‬والتي مل تعد تخ�ض ��ع ل�ض ��وابط‬ ‫خالل الآونة الأخرية‪ ،‬كما �إنه �سي�ضاعف‬ ‫م ��ن �أ�س ��عار ال�س ��لع الغذائي ��ة وخا�ص ��ة‬ ‫اخل�ض ��ار والفواك ��ه منه ��ا‪ ،‬ف� ��إذا كان ��ت‬ ‫�أجور النقل ارتفعت �ضعفني خالل العام‬ ‫املن�ص ��رم ف�إنها بعد هذا القرار �سرتتفع‬ ‫ثالثة �أ�ضعاف‪.‬‬ ‫وافرت�ض اخلب�ي�ر ب�أنه لوافق ال�س ��وريون‬ ‫عل ��ى ق ��رار الرف ��ع عل ��ى اعتب ��ار انه ��م‬ ‫ي�شرتون املادة وفق ًا ل�سعر ال�سوق ال�سوداء‬ ‫حيث ي�صل �سعر الليرت ‪ 100‬ل‪�.‬س‪ ،‬ف�إنهم‬ ‫حتم ًا �س ��يطالبون احلكومة بت�أمني املادة‬ ‫التي باتت نادرة‪ ،‬و�ضبط مافيات النظام‬ ‫واجهزته الأمنية التي تتالعب بالأ�سعار‪.‬‬ ‫وعل ��ى الرغم من الوع ��ود التي تطلق بني‬ ‫احل�ي�ن والآخر وتعد ب�أن �أزمة املازوت يف‬ ‫طريقها �إىل احلل القريب �إال �أن املواطن‬ ‫بات يائ�س� � ًا م ��ن احللول عل ��ى اعتبار �أن‬ ‫الأزمات تنهال عليه الواحدة تلو االخرى‪،‬‬

‫ف�أزمة غاز وكهرباء يليها مازوت ومن ثم‬ ‫�أزم ��ة بينزي ��ن خانق ��ة ‪ ،‬واملواطن يهرب‬ ‫من طابور ليلحق ��ه طابور �آخر‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ف�إن الت�ص ��ريحات املطمئنة مل تعد �سوى‬ ‫مدعاة لل�سخرية بالن�سبة لل�سوريني‪ ،‬ويف‬ ‫هذا ال�س ��ياق �س ��خر اخلبري م ��ن النائب‬ ‫االقت�ص ��ادي ق ��دري جميل ال ��ذي ادعى‬ ‫رف�ضه للقرار وطالب احلكومة بالرتاجع‬ ‫عنه وك�أنه لي�س جزء ًا من هذه احلكومة‪،‬‬ ‫م�ش�ي�ر ًا �إىل �أن بي ��ان حزب ��ه ال ��ذي ندد‬ ‫بالق ��رار لي� ��س �س ��وى م�س ��رحية هزلية‬ ‫مل ت�ض ��حك �أح ��د ًا‪ .‬وجتدر الإ�ش ��ارة هنا‬ ‫�أنّ ه ��ذه الزي ��ادة هي الثاني ��ة التي تلحق‬ ‫ب�سعر ليرت املازوت منذ تويل جميل نائب ًا‬ ‫اق�ص ��ادي ًا حي ��ث �إدعى حينها ب� ��أن قرار‬ ‫الرفع اتخذ وهو خارج البالد‪.‬‬ ‫يذكر �أن احلكومة ال�س ��ورية رفعت �س ��عر‬ ‫ليرت امل ��ازوت يف �أيار ‪ 2012‬من ‪ 15‬لرية‬ ‫�إىل ‪ 20‬لرية‪ ،‬ويف �شهر متوز رفعت ال�سعر‬ ‫م ��رة ثاني ��ة م ��ن ‪ 20‬ل�ي�رة �إىل ‪ 23‬لرية‪،‬‬ ‫ورفعته من ‪� 23‬إىل ‪ 25‬لرية منذ �ش ��هرين‬ ‫تقريب ًا‪ .‬لتكون هذه الزيادة هي الرابعة‪.‬‬


‫‪21 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫في سورية ‪ % 35‬نسبة البطالة ‪ ..‬وارتفاع‬ ‫في نسب األسر حتت خط الفقر املدقع‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫جتاوزت ن�س ��بة البطالة يف �س ��ورية ‪%35‬‬ ‫خ�ل�ال ع ��ام ‪ 2012‬ن�س ��بة طرحه ��ا عبد‬ ‫اهلل ال ��دردري يف م ؤ�مت ��ر الأمم املتحدة‬ ‫للتج ��ارة والتنمي ��ة ال ��ذي عق ��د م�ؤخر ًا‪،‬‬ ‫متوقع� � ًا �أن ترتفع هذه الن�س ��بة �إىل ‪% 60‬‬ ‫نهاي ��ة ع ��ام ‪� 2015‬إذا ما ا�س ��تمر النزاع‬ ‫يف �س ��ورية‪ ،‬لتعت�ب�ر م�ؤ�ش ��ر ًا على ات�س ��اع‬ ‫رقع ��ة الفقر يف �س ��ورية‪ ،‬وه ��و مل يخفيه‬ ‫الدردري يف ت�صريحه حيث �أ�شار �إىل �أن‬ ‫�أعدد ال�س ��وريني حتت خط الفقر املدقع‬ ‫�س ��يبلغ ‪ %40‬خالل ع ��ام ‪ ،2015‬الفت ًا �أن‬ ‫�أي اقت�ص ��اد ال يق ��وى على حتمل ن�س ��بة‬ ‫البطالة املرتفعة هذه‪.‬‬ ‫ويف تعليق خلبري اقت�ص ��ادي ف�ض ��ل عدم‬ ‫ذكر ا�سمه لأ�س ��باب �أمنية �أن ما طرحه‬ ‫ال ��دردري رمب ��ا يعك� ��س حال ��ة تعي�ش ��ها‬ ‫العمال ��ة يف �س ��ورية عل ��ى م ��دار �س ��نتني‬ ‫حيث �س� � ّرح مايقارب الـ ‪� 170‬ألف عامل‬

‫تع�سفي ًا من القطاع اخلا�ص وفق الأرقام‬ ‫الر�س ��مية‪ ،‬وهو رقم رمبا الي�سلط الواقع‬ ‫احلقيقي لل�سوريني حيث ر�أى اخلبري �أن‬ ‫امل�سرحني رمبا ترتفع �أعدادهم �أكرث من‬ ‫ذل ��ك بكثري‪ ،‬عل ��ى اعتبار �أن م ��ا ذكرته‬ ‫امل�صادر الر�س ��مية هم العمالة امل�سجلني‬ ‫يف الت�أمين ��ات االجتماعي ��ة فقط ‪ ،‬بينما‬ ‫هناك �أ�ضعاف غري م�سجلة‪ ،‬وطردت من‬ ‫علمها دون تعوي�ض �أو حقوق تذكر‪.‬‬ ‫وتاب ��ع اخلب�ي�ر االقت�ص ��ادي �أن ارتفاع‬ ‫ن�س ��بة البطال ��ة يف �س ��ورية رمب ��ا يعط ��ي‬ ‫م�ؤ�ش ��ر ًا عل ��ى م ��دى انخفا� ��ض الإنت ��اج‬ ‫وتراج ��ع عجل ��ة ال�ص ��ناعة‪ ،‬ويبني مدى‬ ‫املعاناة التي تعي�شها الأ�سر ال�سورية والتي‬ ‫فقد معيلها عمله‪ ،‬وتركوا دون �أي مردود‬ ‫م ��ادي‪ ،‬وهو ما �س ��ي�ؤدي ب�ش ��كل او ب�آخر‬ ‫ح�س ��ب اخلب�ي�ر االقت�ص ��ادي �إىل هجرة‬ ‫تل ��ك العمالة من �س ��ورية‪ ،‬ه ��و بلد يعاين‬ ‫�أ�ص�ل ً�ا من بطالة مقنعة تتمثل مبوظفني‬ ‫حكوميني يقب�ضون رواتبهم والينتجون‪.‬‬

‫�أو�ض ��ح اخلب�ي�ر �أن ن�س ��بة البطال ��ة يف‬ ‫�س ��ورية كانت ‪ %8.4‬وح�سب �إح�صائيات‬ ‫املكت ��ب املرك ��زي للإح�ص ��اء يف �س ��وريا‬ ‫يف ع ��ام ‪ 2010‬وه ��و ماي�ص ��ل جمموعه‬ ‫�إىل ‪ 468.010‬متعط�ل ً�ا آ�ن ��ذاك‪ ،‬بينم ��ا‬ ‫و�ص ��لت قوة العمل وفق نف�س االح�صائية‬ ‫�إىل ‪ % 91.6‬م ��ا جمموع ��ه ‪5112291‬‬ ‫م�شتغ ًال‪ ،‬وماي�ش�ي�ر �إىل �أن ن�سب البطالة‬ ‫الي ��وم و�ص ��لت �إىل �أرق ��ام مرتفع ��ة جد ًا‬ ‫وخميفة‪.‬‬ ‫ويذكر �أن ما ين�ش ��ره املعني ��ون عن �أرقام‬ ‫البطال ��ة يراه اخلرباء واملتابعون لل�ش� ��أن‬ ‫االقت�صادي ال�سوري ب�أنها �أرقام التعك�س‬ ‫الواق ��ع احلقيق ��ي وخمف�ض ��ة‪ ،‬فعندم ��ا‬ ‫�أعلن املكتب املركزي للإح�صاء �أن ن�سبة‬ ‫البطالة و�ص ��لت يف ع ��ام ‪� 2010‬إىل ‪8.4‬‬ ‫خ ��رج بع�ض اخل�ب�راء ور�أوا ب�أن الن�س ��بة‬ ‫ه ��ي �أكرث من ذلك بكثري وقد ت�ص ��ل �إىل‬ ‫‪.%20‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 22‬‬

‫سوريا االسد ‪ ..‬وملكية االسرة في القانون املدني السوري‬

‫‪ -4‬ملكية احلق ��وق‪� :‬أي حقوق متعلقة مبال‬ ‫كحق ��وق االرتفاق (حق املرور من طريق يف‬ ‫�أر� ��ض الغ�ي�ر) �أو حقوق متعلق ��ة بغري املال‬ ‫كما يف حق احل�ضانة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬باعتبار �صورتها‪:‬‬ ‫‪ -1‬ملكي ��ة متمي ��زة‪ :‬وتتعل ��ق مبلكية �ش ��يء‬ ‫معني له حدود معلومة متميزة عن غريها‪.‬‬ ‫‪ -2‬ملكية �شائعة‪ :‬وتتعلق مبلكية جزء ن�سبي‬ ‫غ�ي�ر مع�ي�ن يف ملكية ما‪ ،‬كملكي ��ة كل وارث‬ ‫يف تركة املورث قبل تق�س ��يمها‪ ،‬فكل الورثة‬ ‫حينئذ مالكون لكن على ال�شيوع‪.‬‬ ‫‪-3‬ملكي ��ة الأ�س ��رة ‪ :‬وهي عب ��ارة عن اتفاق‬ ‫مربم ب�ي�ن �أع�ض ��اء الأ�س ��رة الواحدة حول‬ ‫ملكية م�ش�ت�ركة بينهم قائمة �أو يتم االتفاق‬ ‫على ان�شائها كتاب ًة ‪.‬‬

‫خا�ص‪ /‬الأ�ستاذ املحامي‪� :‬سامر تامر‬ ‫ملانع‪ ،‬واملانع هو عدم الأهلية ‪.‬‬ ‫قانون ًا ‪ :‬هو احلق العيني الذي يخول �صاحبه‬ ‫ال ب ��د لن ��ا يف مقدم ��ة �أي بح ��ث �أو مقال �أو �سلطة �إ�ستعماله و�إ�ستغالله والت�صرف فيه‬ ‫ر�أي قان ��وين �أو فقهي �أن نعرف امل�ص ��طلح �إبتداء �إال ملانع يف حدود القانون ‪.‬‬ ‫امل ��راد احلديث عن ��ه حتى يت�س ��نى للقارئ‬ ‫فهم حقيقة الأمر املتحدث عنه �أو مو�ض ��وع �أق�سام امللكية‬ ‫البحث او النقا�ش ‪.‬‬ ‫تنق�س ��م امللكية �إىل عدة �أق�سام بالنظر اىل‬ ‫ومبا �أننا نتحدث عن حق امللكية فال بد من حملها‪� ،‬أو �صورتها‪ ،‬وذلك فيما يلي‪:‬‬ ‫تعريف امل�صطلح‪ ،‬لغ ًة وا�صطالحا وقانونا‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬باعتبار حملها‪:‬‬ ‫تعريف امللكية‬ ‫‪ -1‬ملكي ��ة الع�ي�ن (الرقبة)‪ :‬هو م ��ن �أقوى‬ ‫لغة‪ :‬حق اال�ستئثار و احتواء ال�شيء والقدرة �أن ��واع امللكية‪ ،‬يتعلق بامللكية املطلقة ل�ش ��يء‬ ‫على اال�س ��تبداد به والت�صرف به كما ي�شاء كملكية عقار �أو منقول معني �أو حيوان‪...‬‬ ‫مالكه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ملكي ��ة املنفع ��ة‪ :‬امتالك يفي ��د االنتفاع‬ ‫ا�ص ��طالحا‪ :‬اخت�ص ��ا�ص حاج ��ز �ش ��رعا‪ ،‬بال�شيء اململوك دون ملكية رقبته فال ميلك‬ ‫مينع الغري من االنتفاع به �أو الت�ص ��رف فيه احل ��ق يف البيع �أو الرهن ومثال ذلك �إيجار‬ ‫ويب ��دو لن ��ا من خ�ل�ال ال�ش ��عار املن ��ادى به‬ ‫�إال ع ��ن طريق التوكي ��ل �أو النيابة‪ ،‬وي�س ��وغ بيت‪.‬‬ ‫�ص ��احبها الت�ص ��رف فيها �إال ملانع‪� ،‬أو قدرة ‪ -3‬ملكي ��ة الدي ��ن‪ :‬م ��ا ميلكه الإن�س ��ان من من زم ��ن بعي ��د �أن �آل الأ�س ��د ينظر�ؤن اىل‬ ‫اجلمهورية العربية ال�س ��ورية وك�أنها ملكية‬ ‫يثبتها ال�شارع على الت�صرف يف الأ�شياء �إال �أموال يف ذمة الغري كالقرو�ض مثال‪.‬‬


‫‪23 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫خا�صة وخال�صة لهم ‪.‬‬ ‫ولق ��د مت ت�س ��خري كاف ��ة مقوم ��ات الدول ��ة‬ ‫ومكوناته ��ا وموارده ��ا الب�ش ��رية واملادي ��ة‬ ‫ل�س ��عادة الأ�س ��رة احلاكمة ‪ ،‬وه ��ذا ما جند‬ ‫�سنده يف القانون املدين ال�سوري املادة ‪806‬‬ ‫والتي تن�ص على انه ‪:‬‬ ‫(( لأع�ض ��اء الأ�س ��رة الواح ��دة‪ ،‬الذي ��ن‬ ‫جتمعه ��م وح ��دة العم ��ل �أو امل�ص ��لحة‪� ،‬أن‬ ‫يتفق ��وا كتابة على �إن�ش ��اء ملكية للأ�س ��رة‪.‬‬ ‫وتك ��ون هذه امللكي ��ة‪� ،‬إما من ترك ��ة ورثوها‬ ‫واتفق ��وا عل ��ى جعلها كله ��ا �أو بع�ض ��ها ملك ًا‬ ‫للأ�سرة‪ ،‬و�إما من �أي مال �آخر مملوك لهم‬ ‫اتفقوا على �إدخاله يف هذه امللكية)) ‪.‬‬ ‫وبالرج ��وع اىل ا�س ��باب اكت�س ��اب و انتقال‬ ‫امللكية يف القانون ال�س ��وري جن ��د �أن املادة‬ ‫‪ 826‬جاء فيها‬ ‫((يكت�سب حق الت�سجيل يف ال�سجل العقاري‬ ‫بالأ�سباب الآتية‪:‬‬ ‫�أ ـ ب ��الإرث‪ .‬ب ـ بالهب ��ات فيما بني الأحياء‬ ‫�أو بالو�ص ��ية‪ .‬ج ـ باال�س ��تيالء‪ .‬د ـ بالتق ��ادم‬ ‫املك�سب‪ .‬هـ ـ بالعقد))‪.‬‬ ‫و�إذا علمنا �أن �سوريا �أ�صبحت �سوريا الأ�سد‬ ‫ومب ��ا �أن الأ�س ��د قد م ��ات ونالح ��ظ �أن �أول‬ ‫�أ�س ��باب ك�س ��ب امللكية ه ��و انتقالها باالرث‬ ‫‪ ،‬ف�إنن ��ا جن ��د �أن ه ��ذه الأ�س ��رة تعاملت مع‬

‫مفهوم ملكية اال�سرة ل�سوريا قوال وفعال‬ ‫واذا اتفقن ��ا م ��ن حي ��ث املب ��د�أ �أن اال�س ��رة‬ ‫وكافة اع�ض ��ائها هم املالكون ل�سوريا ف�إننا‬ ‫ح ��ق امللكية له خ�ص ��ائ�ص قانونية وهي �أن‬ ‫يكون حق امللكية جامع ومانع ومطلق ودائم‬ ‫‪.‬‬ ‫حق جامع ‪:‬‬ ‫�أي �أن املالك وحده هو الذي يجمع ال�سلطات‬ ‫�س ��واء كان �س ��لطة الإ�س ��تعمال والإ�ستغالل‬ ‫والت�صرف‪.‬‬ ‫‪ -2‬حق مانع ‪:‬‬ ‫مينع غريه من ان ي�ش ��اركه فيها ومينعه من‬ ‫الإعتداء عليها ‪.‬‬

‫ت�ص ��وره كما تقول القاع ��دة الفقهية ‪ ،‬فهذا‬ ‫يعن ��ي �أن للمالك �أن يت�ص ��رف يف ملكه كما‬ ‫ي�ش ��اء لأنه ميلك حق ا�س ��تغالل وا�س ��تعمال‬ ‫وا�ستثمار ملكه ‪.‬‬ ‫ومن بني احلقوق الت ��ي ميلكها املالك ‪ ،‬حق‬ ‫االيج ��ار وهو الذي يقع عل ��ى رقبة �أو منفعة‬ ‫العني اململوكة له ‪.‬‬ ‫وه ��ذا ما ح�ص ��ل عندما ق ��ام �أبن ��اء عائلة‬ ‫الأ�س ��د بت�أجري ح ��ق املنفعة لأبن ��اء خالتهم‬ ‫وه ��م حممد خملوف و ابنه رامي خملوف ‪،‬‬ ‫حيث ان�صب عقد االيجار على تاجري كامل‬ ‫اقت�صاد �س ��وريا لهذين ال�شخ�صني ا�ضافة‬ ‫لبع�ض العقارات ‪.‬‬

‫حق مطلق ‪:‬‬ ‫ح ��ق مطلق على الكافة ‪ .‬لأن النظام الر�أ�س‬ ‫م ��ال يعط ��ي املالك ح ��ق مطلق يف الع�ص ��ر‬ ‫احلدي ��ث �أ�ص ��بح للملكي ��ة قيود للم�ص ��لحة‬ ‫العام ��ة وهن ��اك قي ��ود �أخ ��رى للم�ص ��لحة‬ ‫اخلا�صة‪.‬‬

‫ولكن وكما هو مع ��روف ف�إن عملية الت�أجري‬ ‫كان ��ت وفق �أحكام ح ��ق االيجارتني الطويلة‬ ‫(‪� )99‬س ��نة ‪ ،‬وه ��ذا احل ��ق �ألغ ��ي مبوج ��ب‬ ‫�أحكام القانون املدين ال�سوري النافذ حاليا‬ ‫ولكن الت�أجري بقي �ساري املفعول ‪.‬‬ ‫و هك ��ذا يت�ض ��ح لنا �أن الأ�س ��رة احلاكمة مل‬ ‫تعن ��ى بالقوانني وتنفيذها بق ��در اهتمامها‬ ‫مبلكية اال�س ��رة وا�س ��تثمارها ‪ ،‬ومل يطبقوا‬ ‫من كل القانون غري ما �أ�شرنا اليه �أعاله ‪.‬‬ ‫ال ت�س ��تغرب ‪ ...‬فه ��ي عندن ��ا اجلمهوري ��ة‬ ‫العربية ال�سورية ‪.‬‬ ‫وهي عندهم �سوريا الأ�سد ‪.‬‬

‫حق الدائم ‪:‬‬ ‫• �أن امللكي ��ة ح ��ق دائم مبعن ��ى انه يبقى‬ ‫مادام ال�شيء الذي قام عليه قائما‬ ‫• امللكية حق ال ي�سقط بعدم الإ�ستعمال‬ ‫ومب ��ا �أن احلك ��م على ال�ش ��يء ه ��و فرع من‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 24‬‬

‫األشخاص احملميون وفق ًا للقانون الدولي اإلنساني‬ ‫خا�ص‪ /‬املحامي فوزي مه ّنا‬ ‫يع ��رف القان ��ون ال ��دويل الإن�س ��اين وفق ًا‬ ‫التفاقي ��ة جني ��ف املوقع ��ة ع ��ام ‪ 1864‬وم ��ا‬ ‫تالها من اتفاقيات وبرتوك ��والت دولية‪ ،‬ب�أنه‬ ‫جمموع ��ة املبادئ والقواع ��د التي حتد من‬ ‫ا�س ��تخدام العنف �أثن ��اء املنازعات‬ ‫امل�س ��لحة �أو م ��ن الآث ��ار‬ ‫الناجمة ع ��ن احلرب‬ ‫جتاه الإن�س ��ان‬ ‫عامة‪،‬‬


‫‪25 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫فه ��و فرع م ��ن ف ��روع القان ��ون ال ��دويل العام‬ ‫حلقوق الإن�س ��ان‪ ،‬والغر�ض الأ�سا�سي من هذا‬ ‫القانون هو حماية الأ�ش ��خا�ص املت�ض ��ررين يف‬ ‫حالة نزاع م�س� � ّلح وحماي ��ة املمتلكات والأموال‬ ‫التي لي�س ��ت لها عالقة بالعمليات الع�س ��كرية‪،‬‬ ‫كما ي�س ��عى ه ��ذا القانون �إىل حماية ال�س ��كان‬ ‫غ�ي�ر امل�ش�ت�ركني ب�ص ��ورة مبا�ش ��رة �أو الذين‬ ‫كف ��وا ع ��ن اال�ش�ت�راك يف تلك النزاع ��ات مثل‬ ‫ال�ص ��حافيني والعامل�ي�ن باحلق ��ل الإن�س ��اين‬ ‫واجلرح ��ى وامل�ص ��ابني والغرق ��ى و�أ�س ��رى‬ ‫عرفه الأ�س ��تاذ الفرن�سي «جان‬ ‫احلرب‪ ،‬بينما ٍ‬ ‫بيكيه» ب�أنه فرع مهم من فروع القانون الدويل‬ ‫الع ��ام يدي ��ن بوجوده للإح�س ��ا�س بالإن�س ��انية‬ ‫ويركز على حماية الأ�ش ��خا�ص الذين ال عالقة‬ ‫لهم مبا�ش ��ر ًة باحل ��رب والعمليات الع�س ��كرية‬ ‫وكذلك الأموال‪.‬‬ ‫واحلقيقة هي �أن اتفاقية جنيف الأوىل امل�ش ��ار‬ ‫�إليها ت�ستمد جذورها من التجربة التي عا�شها‬ ‫«ه�ن�ري دون ��ان» يف معرك ��ة �س ��ولفرينو ع ��ام‬ ‫‪ .1859‬ف�أمام هول ما ر�آه من �إهمال للمر�ضى‬ ‫واجلرح ��ى يف �س ��احة املعركة‪ ،‬ب ��ادر مع �أربعة‬ ‫م ��ن زمالئ ��ه �إىل تنظيم امل�ؤمتر الدبلوما�س ��ي‬ ‫الذي �أف�ض ��ى �إىل اعتماد تل ��ك االتفاقية التي‬ ‫كان حمور اهتمامها رعاية املر�ضى واجلرحى‬ ‫يف �ساحة املعركة‪ ،‬وما ي�ستلزم ذلك من حماية‬ ‫�أف ��راد اخلدم ��ات الطبية الذين ي�س ��اعدونهم‬ ‫جراء تل ��ك الهجم ��ات واحرتامهم ب�ص ��فتهم‬ ‫�أفرادا حمايدين ميدون يد العون �إىل املر�ضى‬ ‫واجلرح ��ى دون متيي ��ز‪ ،‬وم ��ا نت ��ج ع ��ن ذلك‬ ‫م ��ن �إقرار �ش ��ارة ال�ص ��ليب الأحم ��ر التي من‬ ‫�ش� ��أنها التعرف على أ�ف ��راد اخلدمات الطبية‬ ‫وحمايتهم من تلك الهجمات‪.‬‬ ‫ونظر ًا لأهمية قواعد القانون الدويل الإن�ساين‬ ‫يف حياة الب�ش ��ر‪ ،‬لذا ف�إن ه ��ذه القواعد تعترب‬ ‫بالن�س ��بة جلميع دول العامل �إلزامية و�آمرة يف‬ ‫�آن‪ ،‬دومنا اعتبار ملدى ان�ض ��مامها �أو حتفظها‬ ‫على بن ��ود اتفاقيات جنيف �أو بع�ض ��ها‪ ،‬وذلك‬ ‫وفق� � ًا لن�ص امل ��ادة (‪ )53‬م ��ن اتفاقي ��ة فيينا‬ ‫لع ��ام ‪ 1980‬اخلا�ص ��ة باملعاه ��دات الدولي ��ة‪،‬‬ ‫التي �أكدت �أي�ض� � ًا عل ��ى �أنه ال يج ��وز انتهاكها‬ ‫�أو تعديله ��ا �إال ع ��ن طريق �إ�ص ��دار ت�ش ��ريعات‬ ‫جديدة لها نف�س الطابع‪ ،‬على اعتبار �أن مبادئ‬ ‫الع ��رف الدويل �إمنا هو �أحد م�ص ��ادر القانون‬ ‫الدويل الإن�س ��اين‪ ،‬ومبوجب هذا القانون فقد‬ ‫�أق ��ر مبد�أ حماي ��ة واحرتام �أ�شخا�ص� � ًا معينني‬ ‫�أثناء احلرب‪ ،‬وذل ��ك من خالل �إعطاء �أولئك‬ ‫الأ�شخا�ص و�ضع ًا قانوني ًا خا�ص ًا‪ ،‬وهذا الو�ضع‬ ‫�إمن ��ا ينطلق م ��ن مب ��د أ� التفرقة ب�ي�ن الفرقاء‬ ‫املتقاتل�ي�ن وغ�ي�ر املتقاتل�ي�ن وب�ي�ن الأه ��داف‬

‫الع�س ��كرية والأه ��داف غ�ي�ر الع�س ��كرية‪� ،‬أما‬ ‫الأ�ش ��خا�ص والأعي ��ان املحمي ��ة وفق� � ًا للقانون‬ ‫الدويل الإن�س ��اين فهم �إما �أن يكونوا �أ�شخا�ص‬ ‫مدنيني �أو �أ�ش ��خا�ص ع�سكريني �أو ممتلكات �أو‬ ‫�أموال‪:‬‬ ‫�أو ًالـ الأ�شخا�ص الع�سكريون املحميون‬ ‫• اجلرحى واملر�ض ��ى من الع�سكريني الذين‬ ‫يحتاج ��ون للرعاي ��ة الطبي ��ة وميتنع ��ون ع ��ن‬ ‫القيام ب�أي عمل عدائي()‪.‬‬ ‫• املنكوب ��ون يف البح ��ار �أو الغرق ��ى م ��ن‬ ‫الع�سكريني الذين يتعر�ضون للخطر يف البحر‬ ‫�أو �أي ��ة مي ��اه �أخ ��رى نتيج ��ة ما ي�ص ��يبهم من‬ ‫نكبات وميتنعون عن �أي عمل عدائي‪.‬‬ ‫• �أ�سرى احلرب وهم �أفراد القوات امل�سلحة‬ ‫التابعة لأحد �أطراف الن ��زاع الذين يقعون يف‬ ‫قب�ضة العدو‪.‬‬ ‫• الع�س ��كريون و أ�ف ��راد اخلدم ��ات الطبي ��ة‬ ‫الع�س ��كرية الذي ��ن ينتم ��ون �إىل �أح ��د �أطراف‬ ‫الن ��زاع (الأطب ��اء واملمر�ض ��ون واملمر�ض ��ات‬ ‫وحامل ��و النق ��االت‪� ،‬أو العامل ��ون يف �إدارة‬ ‫وت�ش ��غيل الوحدات الطبي ��ة �أو و�س ��ائط النقل‬ ‫الطبي) ‪.‬‬ ‫• أ�ف ��راد اخلدمات الدينية امللحقون ب�ص ��فة‬ ‫دائمة �أو م�ؤقتة بالقوات امل�سلحة‪.‬‬ ‫• �أفراد الدفاع اجلهاز املدين‪.‬‬ ‫وتعرف الفئ ��ات الواردة بالفق ��رات (‪)4،5،6‬‬ ‫مب�ص ��طلح املوظفني املحميني الذين ي�ستوجب‬ ‫عل ��ى أ�ف ��راد اخلدم ��ات الطبية املدني ��ة منهم‬ ‫حمل �ش ��اراتهم املميزة وهي �إ�ش ��ارة ال�صليب‬ ‫�أو اله�ل�ال الأحمر‪ ،‬على �أن تكون هذه ال�ش ��ارة‬ ‫وا�ضحة على املالب�س والر�ؤو�س()‪�،‬أما بالن�سبة‬ ‫لأفراد الدفاع املدين فيجب عليهم حمل �شارة‬ ‫الدفاع املدين الت ��ي هي عبارة عن مثلث �أزرق‬ ‫مت�ساوي الأ�ضالع على خلفية برتقالية‪.‬‬

‫• �أف ��راد اخلدم ��ات الطبية املدني ��ة التابعة‬ ‫جلمعيات ال�ص ��ليب الأحمر واله�ل�ال الأحمر‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫• �أفراد الدفاع املدين من املدنيني‪.‬‬ ‫• ال�ص ��حفيون �أثن ��اء تغطيته ��م ال�ص ��حفية‬ ‫النزاع ��ات امل�س ��لحة وت�ص ��در له ��م بطاق ��ات‬ ‫خا�صة ت�سهل من مهمتهم‪.‬‬ ‫ثالثاًـ الأعيان املدنية املحمية‬ ‫وه ��ي الأعي ��ان الت ��ي لي�س ��ت �أهداف ��ا‬ ‫ع�س ��كرية()‪�،‬أي ال ت�سهم بطبيعتها �أو مبوقعها‬ ‫�أو بغر�ض ��ها �أو ا�س ��تخدامها م�ساهمة فعالة يف‬ ‫العم ��ل الع�س ��كري‪ ،‬وال يحقق تدمريه ��ا التام‬ ‫�أو اجلزئ ��ي �أو اال�س ��تيالء عليه ��ا �أو تعطيله ��ا‬ ‫ميزة ع�س ��كرية �أكي ��دة‪ ،‬وهكذا ف�إن الو�س ��ائل‬ ‫الع�س ��كرية وو�س ��ائل االت�ص ��ال ذات الأهمي ��ة‬ ‫الإ�س�ت�راتيجية وقوافل �إمدادات اجلي�ش‪ ،‬و�أي‬ ‫بناية مت �إخال�ؤها وقام املقاتلون ب�شغلها تعترب‬ ‫جميعه ��ا �أهداف ًا ع�س ��كرية‪ ،‬ويف حالة ال�ش ��ك‬ ‫فيما �إذا كانت العني مدنية �أم ع�سكرية‪ ،‬تعترب‬ ‫العني �أنها مدنية ويجب عدم مهاجمتها ‪.‬‬ ‫وتتمتع الأعيان واملن�ش� ��آت واملركب ��ات املتنقلة‬ ‫التابع ��ة للوح ��دات الطبي ��ة باحلماي ��ة ويت ��م‬ ‫متييزها ب�ش ��ارة ال�ص ��ليب الأحم ��ر �أو الهالل‬ ‫الأحمر على �أر�ض ��ية بي�ضاء()‪�،‬إ�ض ��افة لذلك‬ ‫تتمت ��ع بع� ��ض الأعي ��ان بحماي ��ة خا�ص ��ة‪ ،‬مثل‬ ‫الأعي ��ان الثقافية()‪،‬فيحظر ارت ��كاب �أي من‬ ‫الأعم ��ال العدائية �ض ��د الآث ��ار التاريخية‪� ،‬أو‬ ‫الأعمال الفنية‪� ،‬أو �أماكن العبادة التي ت�ش ��كل‬ ‫الرتاث الثقايف �أو الروحي لل�شعوب‪ ،‬كما يحظر‬ ‫ا�س ��تخدامها لدع ��م املجه ��ود احلرب ��ي‪ ،‬ويتم‬ ‫متييز املن�ش� ��آت الثقافية بعالمة املربع الأزرق‬ ‫وفوقه مثلث �أزرق حمدد باللون الأبي�ض‪.‬‬ ‫وتتمتع باحلماية الأعيان التي ي�س ��بب ق�صفها‬ ‫انطالق قوى خطرة �أو �إحلاق �أ�ض ��رار ج�سيمة‬ ‫بال�س ��كان املدني�ي�ن‪ ،‬كال�س ��دود واجل�س ��ور‬ ‫واملحط ��ات النووي ��ة لتولي ��د الكهرب ��اء حت ��ى‬ ‫و�إن كان ��ت �أهداف ��ا ع�س ��كرية‪ ،‬وال تتوقف هذه‬ ‫احلماية �إال �إذا ا�ستخدمت هذه املن�ش�آت لدعم‬ ‫العملي ��ات الع�س ��كرية على نح ��و منتظم وهام‬ ‫ومبا�ش ��ر‪ ،‬وكان مثل هذا الهجوم هو ال�س ��بيل‬ ‫الوحيد امل�س ��تطاع لإنهاء ه ��ذا الدعم‪ ،‬وميكن‬ ‫متييز هذه املن�ش�آت بعالمة خا�صة ثالثة دوائر‬ ‫باللون الربتقايل الزاهي مو�ض ��وع على املحور‬ ‫ذاته‪.‬‬

‫ثانياًـ الأ�شخا�ص املدنيون املحميون‬ ‫يعترب �أي �شخ�ص ال ينتمي �إىل القوات امل�سلحة‬ ‫�شخ�صا مدنيا() ويعترب كذلك يف حالة ال�شك‬ ‫يف و�ض ��عه القان ��وين‪ ،‬وميت ��د نط ��اق احلماية‬ ‫مبوجب املادة (‪ )4‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬ ‫�إىل الأ�ش ��خا�ص الذي ��ن يجدون �أنف�س ��هم عند‬ ‫قيام ح ��رب �أو احتالل يف �أيدي �أحد الأطراف‬ ‫املتحاربة �أو دولة احتالل لي�سوا من مواطنيها‪،‬‬ ‫وكذل ��ك ت�ش ��مل احلماية �أي�ض ��ا رعاي ��ا الدول‬ ‫املحاي ��دة يف �أرا�ض ��ى �أح ��د �أط ��راف النزاع‪،‬‬ ‫ورعاي ��ا الدول غ�ي�ر الأط ��راف يف االتفاقيات الهوام�ش‬ ‫والربوتوكول الذين يوجدون يف تلك الأرا�ضي‪ • ،‬ع ��ن داود درع ��اوي (تقري ��ر ح ��ول جرائم‬ ‫احلرب واجلرائم �ضد الإن�سانية)‪.‬‬ ‫وينتمي للفئات ال�سابقة كل من‪:‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 26‬‬

‫عندما يكون الرئيس أرمة مكنسة‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬حممد جمال طحان‬

‫كنت يف طفولتي �أجل�أ �إىل ال�صوم االختياري‬ ‫عندما تق� � ّدم �أمي وجب� � ًة ال�أح ّبه ��ا ‪ .‬و�أكرث‬ ‫م ��اكان يح ّثني على فعل ذلك هو املثل الذي‬ ‫يحلو لها �أن ُت�سمعني �إ ّياه ‪ « :‬اجلوعان بياكل‬ ‫�أرم املكان�س»‪...‬مثل ي� ّؤجج غ�ض ��بي ف�أرف�ض‬ ‫تناول الطع ��ام حتى لو كنت �أ�ست�س ��يغه بعد‬ ‫ي ��وم م�ض � ٍ�ن ‪ .‬مل �أك ��ن‪ ،‬ومل �أزل‪� ،‬أرف�ض �أن‬ ‫�أقبل ماميكنني رف�ضه‪ ،‬ولو عانيت‪ ،‬و� ّ‬ ‫أف�ضل‬ ‫احلرم ��ان م ��ع االعت ��زاز‪ ،‬عل ��ى االرت ��واء‬ ‫املعجون باملهانة‪.‬‬ ‫بعد ن�ص ��ف ق ��رن من الزم ��ن �أعي ��د ت�أكيد‬ ‫مان�ش� ��أت عليه‪ :‬مل �أردد �ش ��عارات ما�أرادوه‬ ‫لن ��ا‪ ،‬لأننا كن ��ا جمربين عليه‪ .‬ومل �أح�ض ��ر‬ ‫حتي ��ة للعل ��م ح�ي�ن كن ��ت مد ّر�س� � ًا‪ ،‬لأنه ��م‬ ‫ربط ��وا العلم ب�ش ��خ�ص �أكره �س�ي�رته‪ .‬كنت‬ ‫�أق ��ف و�أكاد �أبك ��ي عندم ��ا يعزف الن�ش ��يد‬ ‫الوطني يف ال�س ��ينما ويرفرف العلم‪� .‬أما ما‬ ‫يرتبط به ‪....‬مبا* كان يع ّد نف�س ��ه رئي�س� � ًا‪،‬‬ ‫ف�أفخر ب�أنني مل �أذكر ا�س ��مه مبديح �أو ذكر‬ ‫عابر‪(،‬ي�س� � ّمون الق ّواد قائد ًا)‪ ،‬ويعرف من‬ ‫يعرفن ��ي ب�أنن ��ي جت ّنبت ذك ��ره بالرغم من‬ ‫جتويل بني خمتلف املنابر‪ ،‬من ال�ص ��حافة‬ ‫املكتوبة �إىل اللقاءات التلفزيونية والإذاعية‪،‬‬ ‫وجت ��اوزت النفاق يف �أحل ��ك الظروف حتى‬

‫حني كنت م�س� ��ؤو ًال عن بع� ��ض املنابر‪ .‬وكان‬ ‫يل �ش ��رف تنظي ��م كث�ي�ر م ��ن التظاهرات‬ ‫الثقافي ��ة ‪ ،‬منه ��ا ن ��دوات دولي ��ة وملتقيات‬ ‫عربية للق�ص ��ة وال�ش ��عر‪ ،‬ومل �أ�س ��مح ملرور‬ ‫مديح جما ّ‬ ‫ين ملن مل �أعب�أ به وكنت �أرف�ض ��ه‬ ‫با�ستمرار ف�أ�ضع كلمة (ال ) يف كل ا�ستفتاء‬ ‫عليه‪ ،‬ومل يتمكنوا من �إجباري على انتخابه‬ ‫�سوى مرة واحدة حني كنت يف خدمة ال َع َلم‪،‬‬ ‫الذي مل تتح لنا فر�صة خدمته و�إنمّ ا حاولوا‬ ‫تعويدن ��ا عل ��ى تل ّقي ال � ّ‬ ‫�ذل واملهانة ب�ص ��در‬ ‫رح ��ب‪ ،‬لك ّنهم مل يفلحوا‪ ،‬وق ��د م ّررت على‬ ‫الرقب ��اء ماكان ��وا يكرهونه فن�ش ��رت كتاب ًا‬ ‫يف احت ��اد الك ّت ��اب الع ��رب عن اال�س ��تبداد‬ ‫وبدائله يف فك ��ر الكواكبي‪ ،‬و�أتبعته بعناوين‬ ‫م ّرت على امل�ستبد و�أعوانه‪ ،‬مثل ‪ :‬امنحوين‬ ‫فر�صة للكالم‪ ،‬املث ِّقف ودميقراطية العبيد‪،‬‬ ‫وغريهما‪.‬‬

‫يقول ��ون ‪ :‬كان لي�ت�ر امل ��ازوت ب‪ 24‬ل�ي�رة‬ ‫‪ ،‬قنين ��ة الغ ��از ب ‪ 200‬ل�ي�رة‪ ،‬الكهرب ��اء‬ ‫متوف ��رة ‪� 24‬س ��اعة‪ ،‬موبايل انرتن ��ت �أدوية‬ ‫�ص ��يدليات �أطب ��اء كلها متوف ��رة ‪...‬هذا يف‬ ‫زمن اال�س ��تبداد‪ ،‬وهناك ظلم وف�س ��اد‪� .‬أما‬ ‫يف زم ��ن الربيع العربي‪� :‬ص ��ار ليرت املازوت‬ ‫ب‪ 200‬ل�ي�رة‪ ،‬والغ ��از ب‪ ،5000‬والكهرب ��ا‬ ‫�س ��اعتني بالي ��وم ‪ ،‬والموباي ��ل والانرتن ��ت‬ ‫والم�ش ��ايف وال�أدوي ��ة والخبز ‪...‬وال�ش ��هداء‬ ‫ب ��الآالف واملهجرين باملاليني ‪...‬وي�س� ��ألون‬ ‫مار�أيكم باحلرية وبالربيع العربي؟‬ ‫جني ��ب ‪ :‬الحاج ��ة لن ��ا باخلب ��ز والغ ��از‬ ‫والكهرب ��اء واالنرتن ��ت م ��ع ال ��ذل والهوان‬ ‫‪ .‬و�أه�ل ً�ا باحلري ��ة وبالربي ��ع العرب ��ي م ��ع‬ ‫الظالم واجلوع‪ ،‬فنحن جن ��وع والن�أكل �أرم‬ ‫مكان�س‪...‬‬ ‫النريد رئي�س� � ًا والنريد نظام� � ًا والنريد �أمن ًا‬ ‫جم ��رد �أرم مكان� ��س‪ .‬ال�أحد وال�ش ��يء قادر‬ ‫عل ��ى �إعادتن ��ا �إىل زم ��ن اال�س ��تبداد‪ ،‬ف�إذا‬ ‫جاءت ال�شهادة �أه ًال بها ‪:‬‬ ‫من مل ميت بال�س ��يف مات بغ�ي�ره تع ّددت‬ ‫أ�سباب واملوت واحد‬ ‫ال ُ‬ ‫و�إذا ُغ ِّيبنا يف جماهل الأقبية ف�إننا ن�صرخ‪:‬‬ ‫ياظالم ال�سجن خ ّيم �إننا نهوى الظالما‬ ‫لي�س بعد ال�سجن �إ ّال جمد فجر يت�سامى‬

‫ومل يك ��ن يت�ص� � ّور املحق ��ق يف املخاب ��رات‬ ‫اجلوية( �أثناء اعتقايل) �أنني �أعمل حمرر ًا‬ ‫يف �صحيفة ت�شرين الر�سمية ول�ست حزب ّي ًا‪،‬‬ ‫بل معار�ض� � ًا ويف �ص ��حيفة ر�س ��مية!‪ .‬لذلك‬ ‫انده�ش لهذا ال َف َلتان الأمني الذريع‪.‬‬ ‫ومل ي ��درك بعد �أنني ال �أحرتم ��ه وال �أحرتم‬ ‫الرئي� ��س الذي يفر�ض نف�س ��ه عل � ّ�ي بالق ّوة‬ ‫لأنه‪ ،‬حينذاك‪ ،‬يكون جمرد �أرمة مكن�س ��ة‬ ‫و�أنا ال �أحب �أرم املكان�س ‪.‬‬ ‫* ما ‪ :‬لغري العاقل ‪ ،‬لذلك مل �أقل مَن ‪.‬‬


‫‪27 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫أم القرى‬ ‫خا�ص ‪ /‬د‪ .‬حممد جمال طحان‬ ‫كتب عبد الرحمن الكواكبي (�أم القرى)‬ ‫يف حل ��ب ‪ .‬وعنوانه الكامل ((�أم القرى ‪:‬‬ ‫وهو �ضبط مفاو�ضات ومقررات النه�ضة‬ ‫الإ�س�ل�امية املنعق ��دة يف مك ��ة املكرم ��ة‬ ‫�س ��نة ‪ 1316‬ه� �ـ = ‪ ))1898‬وظه ��رت‬ ‫�أوىل مقاالت ��ه يف (امل�ؤيد) �س ��نة (‪1317‬‬ ‫ونقحه غري‬ ‫ه� �ـ = ‪ 1899‬م) ‪ .‬ثم طبع ��ه ّ‬ ‫مرة �إىل �أن ن�ش ��ره حممد ر�ش ��يد ر�ضا يف‬ ‫(املنار) بع ��د �أن حذف منه عبارات نقد‬ ‫الدولة العثمانية ‪ .‬ووجدتُ طبع ًة منه قام‬ ‫بها ال�س ��يد حممد �أفندي طاهر �صاحب‬ ‫جري ��دة العرب‪ ،‬ب ��دون تاري ��خ ‪ .‬و�أخري ًا‬ ‫ظهرت طبعة �س ��نة (‪ 1379‬هـ = ‪)1959‬‬ ‫ب�إ�ش ��راف حفيده الدكت ��ور عبد الرحمن‬ ‫الكواكبي‪ ،‬وعليها اعتمدنا ‪.‬‬ ‫تخ ّي ��ل الكواكب ��ي يف (�أم الق ��رى) �أنّ‬ ‫م�ؤمت ��ر ًا ُعقد يف م ّكة للت ��داول يف �أحوال‬ ‫امل�سلمني و�أ�س ��باب ت�أخ ّرهم ‪ .‬وقد ح�ضر‬

‫مؤمتر عربي إسالمي‬

‫ه ��ذا امل�ؤمتر (‪ )22‬مندوب� � ًا عن الأقطار‬ ‫الإ�س�ل�امية جميعه ��ا برئا�س ��ة الأ�س ��تاذ‬ ‫وعهدت �أمانة ال�س ��ر �إىل ال�س ��يد‬ ‫املك ��ي‪ُ ،‬‬ ‫الفرات ��ي‪� ،‬أي الكواكب ��ي نف�س ��ه ‪ .‬وق ��د‬ ‫ع َق ��د امل�ؤمتر اثني ع�ش ��ر (‪ )12‬اجتماع ًا‬ ‫غري اجتم ��اع الوداع‪ ،‬وج ��رت يف امل�ؤمتر‬ ‫مباحثات‪ ،‬مي ّثل (�أم القرى) �ضبط ًا لها ‪.‬‬ ‫يالح ��ظ الكواكب ��ي يف مقدمت ��ه اخلل ��ل‬ ‫�أو ال�ض ��عف ال ��ذي اعرتى امل�س ��لمني‪ ،‬ثم‬ ‫يحاول �أن يعرث على �أ�سبابه‪ ،‬و�أن ي�ضع له‬ ‫حلو ًال يف هذا الكتاب ‪.‬‬ ‫يف االجتماع الأول اتّخذ امل�ؤمتر �شعار ًا له‬ ‫}ال نعب ��د �إ ّال اهلل{‪ ،‬وخطب فيه الرئي�س‬ ‫مب ّين ًا �أن امل�س ��لمني يف حالة تقهقر بينما‬ ‫يتمتع الع ��امل الغربي بنه�ض ��ة كربى ك ّنا‬ ‫نحن حملة لوائها ثم زالت ع ّنا منذ �أكرث‬ ‫م ��ن �ألف ع ��ام‪ ،‬وال بد لنا من �أن نن�ص ��ر‬ ‫دينن ��ا‪ ،‬و�أن ن�س ��عى لإقام ��ة احلك ��م على‬ ‫�أ�سا�س دميقراطي ؛ لننه�ض من جديد ‪.‬‬ ‫ثم دار نقا�ش ومباحثات يف هذه اجلل�سة‬

‫ح ��ول و�ص ��ف احلالة احلا�ض ��رة‪ ،‬وتبيني‬ ‫�أ�س ��باب اخللل لإنذار الأ ّمة ب�سوء العاقبة‬ ‫�إن ا�س ��تمر �أبنا�ؤها عل ��ى ما هم عليه من‬ ‫وجه املتباحثون اللوم‬ ‫اجلهل وك�س ��ل ‪ .‬ثم ّ‬ ‫�إىل النا�س جميع ًا ويف مق ّدمتهم الأمراء‬ ‫والعلم ��اء لأنه ��م ال يتعاونون من �أجل من‬ ‫�أجل النه�ض ��ة وهم يعلمون �أن يد اهلل مع‬ ‫اجلماعة ‪.‬‬

‫واجلماع ��ة ال تتف ��ق �إ ّال بنب ��ذ اخت�ل�اف‬ ‫املذاهب وباالن�ض ��واء حتت ل ��واء جمعية‬ ‫وظيفته ��ا النهو� ��ض بالأم ��ة م ��ن وه ��دة‬ ‫اجلهل والغفلة ‪ .‬وعلينا �أ ّال ني�أ�س‪ ،‬ب�س ��بب‬ ‫ال�ضعف امل�ست�ش ��ري بنا‪� ،‬إذا انتظمنا يف‬ ‫ه ��ذه اجلمعية‪ ،‬لأن اجلمعية يت�س ��نى لها‬ ‫الثبات على م�ش ��روعها عمر ًا طوي ًال يفي‬ ‫مبا ال يفي به عمر الفرد الواحد ‪ .‬وهكذا‬ ‫فق ��د �أدرك امل�ؤمترون �أنّ النه�ض ��ة ال تتم‬ ‫بني ليلة و�ضحاها‪ ،‬بل هي م�شروع يحتاج‬ ‫�إىل جهد ووقت وتوحيد ‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 28‬‬

‫عامان على الثورة فهل يشعر السوريون بالندم ؟!‬ ‫خا�ص ‪ /‬م�صطفى الكحيل‬ ‫بع ��د �ش ��هور ط ��وال عل ��ى ان ��دالع الثورة‬ ‫ال�س ��ورية يف درع ��ا دون �أن تتمك ��ن م ��ن‬ ‫�إ�س ��قاط ب�ش ��ار الأ�س ��د يقفز �إىل الذهن‬ ‫بني ف�ت�رة و�أخرى �س� ��ؤال ‪.‬ه ��ل كان على‬ ‫ال�س ��وريني �أن ي�ش ��علوا ثورة ملا ي�ستطيعوا‬ ‫حتقي ��ق هدفه ��ا الأول بع ��د كم ��ا فع ��ل‬ ‫نظرائه ��م التون�س ��يون وامل�ص ��ريون‬ ‫واليمني ��ون والليبيون ‪.‬يرتدد ال�س ��وريون‬ ‫رمبا يف طرح هذا ال�س�ؤال للنقا�ش العلني‬ ‫‪.‬غ�ي�ر �أن بع�ض الأخ ��وة العرب ال يجد ما‬ ‫مينعه من طرح ال�س�ؤال والإجابة عنه ب�أن‬ ‫ال�س ��وريني وخ�صو�صا من هم يف الداخل‬ ‫ل ��و كان ��وا يعلم ��ون حج ��م الدم ��ار الذي‬ ‫�سيح�ص ��لون عليه مقابل �إ�سقاط النظام‬ ‫ما كانوا خرجوا لإ�س ��قاطه‪.‬ويردد بع�ض‬

‫ال�س ��وريني على ا�س ��تحياء عبارة «خربت‬ ‫البلد «‬ ‫م ��ن امللف ��ت عندما يت ��م ت ��داول حديث‬ ‫من هذا النوع �أن تقت�ص ��ر احل�س ��رة على‬ ‫ما يتعل ��ق بالدم ��ار الذ ي حل ��ق بالأبنية‬ ‫وال�ش ��وارع ‪.‬اليذك ��ر �أ�ص ��حابها فيما �إذا‬ ‫كانت ح�س ��رتهم عل ��ى مئ ��ات املخالفات‬ ‫ال�س ��كنية الت ��ي مت بنا ؤ�ه ��ا م ��ع بداي ��ات‬ ‫الث ��ورة يف غفل ��ة م ��ن م�ؤ�س�س ��ات الدولة‬ ‫‪�.‬أم على احلافالت ال�ص ��ينية اخل�ضراء‬ ‫الت ��ي كانت قد �ش ��كلت الهوية الب�ص ��رية‬ ‫اجلدي ��دة للبلد ك�ش ��اهد عل ��ى التحديث‬ ‫والتطوير ث ��م حتولت �إىل و�س ��ائط لنقل‬ ‫ال�شبيحة �أم على م�شروع املرتو الذي بد�أ‬ ‫احلديث عنه منذ ع�ش ��رات ال�س ��نني ومل‬ ‫ي�ستطع ال حافظ الأ�سد وال ابنه وال جميع عامان على الثورة فهل ي�ش ��عر ال�سوريون‬ ‫وزراء النقل يف عهودهم من ت�ش ��ييد كلم بالن ��دم ؟ومن يج ��ر�ؤ عل ��ى االجابة على‬ ‫واحد منه ‪.‬رمبا ي�ش ��عر البع�ض باالمتنان‬ ‫ك ��ون هذا املرتو لي�س موج ��ودا اليوم و�إال‬ ‫مت ا�ستعماله لنقل ال�شبيحة ب�سرعة �أكرب‬ ‫‪�.‬أي بلد هذه التي «خربت «وفيها ي�ستغرق‬ ‫بن ��اء �ض ��احية �س ��كنية ع�ش ��رون عام ��ا‬ ‫حتت ا�ش ��راف وتنفيذ م�ؤ�س�س ��ة اال�سكان‬ ‫الع�س ��كري ‪�.‬أي بلد ه ��ذه التي خربت ومل‬ ‫تعرف ثورة االت�صاالت واالنرتنت طريقا‬ ‫اليه ��ا �إال كواحدة م ��ن �أواخر دول العامل‬ ‫‪�.‬أمل يدخ ��ل االنرتن ��ت �إىل الأردن ال ��ذي‬ ‫يع ��اين عط�ش ��ا مزمنا للمياه قبل �س ��وريا‬ ‫؟‪�.‬أمل يبد أ� الفل�س ��طينيون يف �أرا�ض ��يهم‬ ‫املحتل ��ة م ��ن اال�س ��رائيليني با�س ��تعمال‬ ‫الهاتف اجلوال قبل ال�سوريني ‪.‬‬


‫‪29 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫هذا ال�س� ��ؤال علي ��ه �أن يتحم ��ل �أوال قهرا‬ ‫عا�ش ��ه ال�س ��وريون عق ��ودا ‪�.‬ألي� ��س م ��ن‬ ‫الأج ��در �أن يكون ال�س� ��ؤال �أربع ��ون عاما‬ ‫من ال�ص ��مت فهل ي�شعر ال�سورين بالندم‬ ‫؟ع�ش ��رون عاما من ال�صمت على جمازر‬ ‫حماة وج�سر ال�ش ��غور وغريهما و�أربعون‬ ‫كاملة على التزوير والت�ض ��ليل واختطاف‬ ‫امل�ؤ�س�سات ونهب خريات الأر�ض �أو بيعها‬ ‫قطعة قطعة ‪.‬هل هي م�صادفة �أن ي�سقط‬ ‫اجلوالن مع ا�س ��تيالء حافظ الأ�سد على‬ ‫احلكم ‪.‬ثم ي�س ��قط لواء ا�س ��كندرون من‬ ‫اخلارط ��ة ال�س ��ورية بعي ��د توريث ب�ش ��ار‬ ‫اال�س ��د ‪.‬ال �أحد ي�س� ��أل هنا ماذا ا�شرتت‬ ‫�إي ��ران من �أر�ض العا�ص ��مة دم�ش ��ق غري‬ ‫مركز �صنع القرار فيها ‪.‬‬ ‫يف الثمانين ��ات ق ��ام حاف ��ظ الأ�س ��د‬ ‫مبحا�ص ��رة مدين ��ة حم ��اة الت ��ي مل يكن‬

‫يتجاوز تعداد �س ��كانها ثالثمائة �ألف قتل‬ ‫منهم �أربع ��ون �ألفا يف �أيام معدودات ومل‬ ‫يبقى من الأبنية ماميكن ان يكفي لت�سمى‬ ‫مدينة ‪�.‬ألي�س على ال�س ��وريني �أن ي�شعروا‬ ‫بالندم ل�ص ��متهم الطويل ‪.‬لقد ج�س ��دوا‬ ‫ذل ��ك فعال عندما يف قال ��وا مظاهراتهم‬ ‫ياحماة �ساحمينا ‪ ..‬يا حماة حقك علينا‬ ‫‪.‬‬ ‫�إن الثمن ال ��ذي يدفعه ال�س ��وريون اليوم‬ ‫بالرغ ��م م ��ن ق�س ��وته �إال �أنه لي� ��س �أكرث‬ ‫ق�س ��وة م ��ن ذل ��ك الثمن ال ��ذي دفعوه يف‬ ‫املا�ض ��ي دون �أن يتمكن ��وا م ��ن �إ�س ��قاط‬ ‫حك ��م الأ�س ��د ‪.‬لكنه ��م الي ��وم يف ثورتهم‬ ‫املجي ��دة مل يكتف ��وا ب�إ�س ��قاط النظام بل‬ ‫هم بالفع ��ل �أطاحوا مبجد االمرباطورية‬ ‫االيراني ��ة ال ��ذي ا�س ��تمرت يف بنائه منذ‬ ‫و�ص ��ول عمائم احلقد اال�سود اىل احلكم‬ ‫و�أ�س ��قطت بطريقة مدوية �أكذوبة ن�صرة‬

‫فل�س ��طني وال�س ��عي �إىل حتريره ��ا ‪.‬كم ��ا‬ ‫و�ض ��عت بكل و�ض ��وح ال�ض ��مري الإن�ساين‬ ‫العامل ��ي واملجتم ��ع ال ��دويل يف �أ�ص ��عب‬ ‫اختب ��ار م ��ن الناحية االن�س ��انية ‪.‬عامان‬ ‫على الث ��ورة ولي�س على ال�س ��وريني �إال ان‬ ‫ي�شعروا بالفخر واالعتزاز بثورة �أحرجت‬ ‫العامل ومل ت�سلم من الت�آمر عليها ‪.‬العامل‬ ‫الذي منح نظام الأ�س ��د ع�شرات الفر�ص‬ ‫كي يتمك ��ن من و�أد الث ��ورة دون �أن يكون‬ ‫له ذل ��ك ‪.‬ال�س ��وريون فقط لي� ��س عليهم‬ ‫�أن ي�ش ��عروا بالن ��دم لأنه ��م قدموا حبات‬ ‫قلوبهم ثمنا النت ��زاع كرامتهم ‪.‬من عليه‬ ‫�أن ي�ش ��عر بالندم حقا هو كل من �ص ��مت‬ ‫�أمام هذه الت�ض ��حيات �أو حتى من اكتفى‬ ‫بامل�س ��اندة اللفظي ��ة دون م ��د ي ��د العون‬ ‫وامل� ��ؤازرة‪� .‬أما ال�س ��وريني فعندهم اليوم‬ ‫ما يكف ��ي من ال�ش ��هداء ليفخروا بهم يف‬ ‫الدنيا ويكونوا �شفعاء لهم بالآخرة ‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 30‬‬

‫تهريب‪ ..‬تهريب‪..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬عدي الأتا�سي‬

‫تهري ��ب تهريب‪ ،‬ي�س ��تقبلك فو ٌج من �ص ��يادي‬ ‫الغريب‪� ،‬أتراك اللواء ال�س ��ليب‪ ،‬عندما ترتجل‬ ‫�وري‪،‬‬ ‫م ��ن �س ��يارة م ��ا‪ ،‬نقلتك م ��ن جحيم �س � ٍ ّ‬ ‫علوي الفرق‪ ،‬على معرب باب الهوى‬ ‫�فلي‪� ،‬أو ٍ ّ‬ ‫�س � ٍ ّ‬ ‫احلدودي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كن ��ت و»م�ؤيد» و»مل ��ا» عائدين لي�ل�ا من خميم‬ ‫�أطم ��ة الزيت ��ون‪ ،‬يف الداخل ال�س ��وري املحرر‪،‬‬ ‫عند ال�ساعة الثامنة م�س ��ا ًء تقريب ًا‪ ،‬بعد جول ِة‬ ‫ت�سليم مواد �إغاثي ٍة‪� ،‬إيل ذلك املعرب «الربزخ»‪،‬‬ ‫وكالع ��ادة‪ ،‬بع ��د ان تعلمت كيفي ��ة التعامل مع‬ ‫�أولئك ال�صيادين املتمر�سني على ا�صطيادك‪،‬‬ ‫كيم ��ا يدخلونك اىل تركيا ب�ش ��كل غري نظامي‬ ‫وذل ��ك عرب الإلتفاف ح ��ول املعرب‪ ،‬عرب طريق‬ ‫زراعية طيني� � ٍة مليئة ب�أ�ش ��جار الزيتون‪ ،‬وبعد‬ ‫ب ��ازا ٍر و�أخ � ٍ�ذ ور ْد‪ ،‬وافق املهرب عل ��ى تهريبنا‬ ‫مببل ��غ ‪ 700‬ل�ي�رة �س ��ورية‪ ،‬كان ��ت ه ��ي املبل ��غ‬ ‫املتبق ��ي معي ليلته ��ا‪ ،‬لأين كنت امل�س� ��ؤول عن‬ ‫توزي ��ع امل�س ��اعدات العيني ��ة واملادي ��ة‪ ،‬داخ ��ل‬ ‫املخيم‪ ،‬ومل يتبق معي �سوى ذلك املبلغ ليلتها‪،‬‬ ‫وكنت �أع ��رف ب�أين ح�ي�ن �س� ��أعرب اىل تركيا‪،‬‬ ‫�س�أت�صل ب�أحد الأ�صدقاء‪ ،‬كي ينقلنا ب�سيارته‪،‬‬ ‫�أو عل ��ى الأقل‪� ،‬س ��يبعث لنا بتك�س ��ي‪ ،‬تقلنا �إيل‬ ‫بلدة الريحانية احلدودية املجاورة للمعرب‪.‬‬

‫وفيم ��ا نحن على البازار «كم ��ا يقال بالعامية»‬ ‫مع املهرب‪� ،‬إذ ب�سيارة �سوري ٍة �صغرية‪ ،‬بي�ضاء‬ ‫اللون مبقعدين �أمامني‪ ،‬تت�سع لل�سائق وبجانبه‬ ‫�ش ��خ�ص �آخر‪ ،‬ولها �صندوق �صغري مغلق‪� ،‬آتي ٌة‬ ‫توقفت‪ ،‬ونزل منها ال�س ��ائق‪،‬‬ ‫باجتاهنا متاما‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫و�أنزل زوجته الت ��ي كانت بدورها حتمل طفال‬ ‫ر�ض ��يعا‪ ،‬تلفه بغطاءٍ �سميك‪ ،‬لتقيه �صقيع تلك‬ ‫الليل ��ة التي انحدرت فيه ��ا درجة احلرارة اىل‬ ‫م ��ا دون ال�ص ��فر حتم ��ا‪ ،‬وكان �ض ��باب كثيف‬ ‫يلف الأنحاء‪ ،‬بغالل ٍة بي�ض ��اء باهتة‪ ،‬والأبخرة‬ ‫التي تخرج مع �أنفا�س ��نا ت � ُّ‬ ‫�دل على برودة تلك‬ ‫الليلة القا�س ��ية‪ ،‬وبعدها ذه ��ب ليفتح م�ؤخرة‬ ‫ال�س ��يارة‪ ،‬ليق ��ع منه ��ا عل ��ى االر� ��ض ك� � ٌّم من‬ ‫احلاجي ��ات الت ��ي ب ��دت وك�أنه ��ا جمع ��ت على‬ ‫عج � ٍ�ل‪ ،‬ومعها وقع على الأر� ��ض �أربعة �أطفال‪،‬‬ ‫نعم وقعوا كمن كانوا حمال زائدا يف ال�س ��يارة‪،‬‬ ‫اليتجاوز �أكربهم العا�ش ��رة م ��ن العمر‪� ،‬إثنان‬ ‫منهم ��ا‪ ،‬بدي ��ا مبالم ��ح مرعب ��ة وك�أنهم ��ا قد‬ ‫جاءا لتوهما من جحي ��م اليعرف كنهه �إال من‬ ‫عا� ��ش حليظاته‪ ،‬والآخران كان ��ا بال حذاء وال‬ ‫حت ��ى جرابات‪ ،‬بوج ��و ٍه متعبة‪ ،‬وتب ��دو مالمح‬ ‫الالمباالة عليها‪ ،‬كان الأطفال مكد�س�ي�ن فوق‬ ‫بع�ض ��هم البع�ض كعل ��ب كرتونية‪ ،‬وحتتهم‪ ،‬كم‬ ‫منزل‬ ‫هائ ��ل من الأغطية‪ ،‬والثي ��اب وحاجيات ٍ‬ ‫جمع ��ت على عج � ٍ�ل ووج ��ل‪ ،‬هرب ًا من ق�ص � ٍ�ف‬ ‫اليف ّرق بني بيت وبيت‪ ،‬بني كبري و�ص ��غري‪ ،‬بني‬

‫ام ��ر�أة �أو رج ��ل �أو طفل‪ ،‬وكان ��و يرجتفون من‬ ‫اخلوف والرب ْد‪.‬‬ ‫هجم عليهم‪ ،‬كما هجم علينا من قبل‪� ،‬صيادوا‬ ‫الفر�ص‪ ،‬مهربي الربزخ �إياه‪ ،‬وابتد�أو بالبازار‪،‬‬ ‫لك ��ن رب العائل ��ة مل يك ��ن ميلك م ��ا ًال وال الأم‬ ‫�أي�ض� � ًا‪ ،‬فق ��د كان هروبهما للنج ��اة بحياتهم‪،‬‬ ‫غ�ي�ر �آبه�ي�ن بامل ��ال «�إن توفر �أ�ص�ل�ا»‪ ،‬وال ب�أي‬ ‫�يئ �آخر �س ��وى النجاة من ق�ص ��ف طائرات‬ ‫�ش � ٍ‬ ‫الأ�سد الغادرة‪.‬‬ ‫�س ��معت املهربني يتكالب ��ون على تل ��ك العائلة‬ ‫النازحة الهاربة من اجلحيم‪� ،‬سمعت �أحدهم‬ ‫يق ��ول‪ :‬اعطن ��ي ال�س ��اعة التي بي ��دك‪ ،‬والآخر‬ ‫يريد م�سجلة ال�سيارة‪ ،‬مقابل تهريب عائلتك‪،‬‬ ‫فتوجه ��ت اىل قل ��ب تلك املعمع ��ة‪ ،‬حماوال فك‬ ‫�أ�س ��ر تلك العائلة‪ ،‬من براثن املهربني‪ ،‬مازحا‬ ‫�أحيان ًا والب�س ��ا ثوب اجلد �أحيان ًا‪ ،‬وك�أين خبري‬ ‫تهري ��ب وتربطن ��ي �ص ��داق ٌة م�ص ��لح ٍة با�ؤلئك‬ ‫املهرب�ي�ن‪ ،‬وقل ��ت للمه ��رب‪� :‬إنها عائل ��ة �أختي‬ ‫الهارب ْة‪ ،‬و�س� ��أدفع لك ما�ش ��ئت حني نعرب اىل‬ ‫اجلانب الرتكي‪ ،‬فوافق املهرب على مبلغ �ألفي‬ ‫ل�ي�رة �س ��ورية‪،‬لتهريبنا جميع� � ًا‪ ،‬عائل ��ة �أختي‬ ‫املفرت�ض ��ة‪� ،‬أختي وخم�س ��ة �أطفال‪� ،‬أ�صغرهم‬ ‫بعمر �أربعة �أ�ش ��هر‪ ،‬ا�س ��مه «�أحم ��د»‪ ،‬و زينب‪،‬‬ ‫وخال ��د وعبد اهلل وفرج‪ ،‬وقال يل الزوج»�أخي‬ ‫هدول �أمانة برقبتكون‪ ،‬و�أنا رح فوت بال�سيارة‬ ‫نظامي‪ ،‬ورح القيك ��ون باجلانب الرتكي»‪ ،‬لأنه‬


‫‪31 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫على مايبدو يحمل جواز �س ��فر �س ��وري نظامي‬ ‫الزجاجات‬ ‫�صنعت فرح ًا من بقايا‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي�ؤهله للدخول ب�س ��يارته ع�ب�ر املعرب النظامي ولبنى ال من حم�ص‪،‬‬ ‫لباب الهوى‪.‬‬ ‫زيتون‬ ‫كانت تلوك بقايا غ�صن ٍ‬ ‫ظهري‬ ‫وعلى‬ ‫�يع‪،‬‬ ‫�‬ ‫ض‬ ‫الر�‬ ‫أحمد‬ ‫�‬ ‫حمل‬ ‫تولي ��ت انا‬ ‫وتبت�سم للغريب امل ْر‪.‬‬ ‫�ش ��نطة كب�ي�رة به ��ا كل معداتي‪ ،‬م ��ن كامريا‬ ‫مبنى م�س ��ور ب�أ�س ��وا ٍر‬ ‫وفيديو‪ ،‬وبع�ض املاء‪ ،‬والكثري من بوح اخلاطر معرب ب ��اب اله ��وى‪ ،‬هو ً‬ ‫ونب� ��ض التجارب‪ ،‬التي كنت ادونها يوما بيوم‪ ،‬عالي ��ة عل ��ى جوانب ��ه‪ ،‬يبل ��غ طوله ح ��وايل ال‬ ‫حت ��ى اليداهمن ��ي الألزهامي ��ر مبك ��را و�أفقد ثمامنائة مرت‪ ،‬له بوابتان حديديتان‪� ،‬أحدهما‬ ‫بع�ضا منها‪ ،‬وتولت ملا حمل زينب‪ ،‬وتوىل م�ؤيد للقادم�ي�ن والأخ ��رى للمغادري ��ن‪ ،‬كان الوقت‬ ‫حم ��ل خال ��د‪ ،‬وبقي عب ��د اهلل وفرج مي�ش ��يان قد جت ��اوز الثامنة والن�ص ��ف لي�ل ً�ا‪ ،‬وقد خال‬ ‫بجانبنا النهما يلب�سان حذائيهما املفرت�ضني‪ .‬اجلانب ال�س ��وري من �ص ��خب الباعة و�سائقي‬ ‫التك�س ��ي‪ ،‬وفو�ض ��ى تبادل الب�ض ��ائع وا�ستالم‬ ‫يف �أطمة‪ُ ،‬‬ ‫ب�شغف‪،‬‬ ‫تعزف ال�سماء �أمطارها ٍ‬ ‫امل�ص ��ابني يف معارك الداخل ال�س ��وري‪ ،‬وباعة‬ ‫تفرغ الغيمات �أثدائها‪ ،‬دفعة واحدة‪،‬‬ ‫القهوة وال�س ��جائر‪ ،‬الذين ي�شتغلون يف كل �شي‬ ‫َ‬ ‫عراتك يا اهلل‪.‬‬ ‫على‬ ‫وب�أي �ش ��ئ اال الثورة‪ ،‬يعي�ش ��ون على هام�ش كل‬ ‫أطمة‪،‬‬ ‫يف �‬ ‫�ش ��يئ‪ ،‬على هام�ش القرى والبلدات واحلدود‪،‬‬ ‫يعربد الطني‪،‬‬ ‫وعلى هام�ش الثورة �أي�ض� � ًا‪ ،‬املعرب م�ضا ٌء جيدا‬ ‫الزيتون‪،‬‬ ‫بك�ش ��افات كبرية تتيح للجن ��ود الأتراك‪ ،‬ر�ؤية‬ ‫وال�صقيع‪ ،‬يف حان ِة الفقراء ذاتها‪،‬‬ ‫كل �شيئ يعرب �أمامهم وعن بعد‪ .‬وهم خمولون‬ ‫كالفقر‪،‬‬ ‫عتيق‬ ‫تلك ال من تنك وق�صدير ٍ‬ ‫ب إ�ط�ل�اق النار ف ��وق ر�ؤو�س الهارب�ي�ن يف حال‬ ‫وي�سبغ املوت �أ�سداله‪ ،‬بال ر�أفة ‪،‬‬ ‫عرثوا على �أحدهم‪.‬‬ ‫اخليمات‪،‬‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫على جانبي املع�ب�ر‪ ،‬هنالك طريقان‪� ،‬أحدهما‬ ‫ً‬ ‫حارقا ج�سد ال�صبية‪،‬‬ ‫ترابي زراع ��ي‪ ،‬والآخر ا�س ��فلتي‪ ،‬وكان حظنا‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫املرجتفة من ٍ‬ ‫خوف وب ْ ْ‬ ‫�س ��يئا تلك الليلة‪ ،‬فاملعرب الأ�سفلتي كان مغلقا‬ ‫�أطمة‬ ‫�بب ما‪ ،‬فما كان من املهرب اال �أن �أ�شار لنا‬ ‫ل�س � ٍ‬ ‫أ�سالك‬ ‫امل�سورة ب� ٍ‬ ‫بعبور املعرب الآخر‪ ،‬الطيني اللزج كال�ص ��ابون‬ ‫كي اليعرب الفرح‪،‬‬ ‫ب�سبب املطر وال�ضباب‪ ،‬وابتد�أنا رحلة العبور‪.‬‬ ‫ت�ضحك‪،‬‬ ‫لكن زينب كانت‬ ‫ابتد أ�ن ��ا بالنزول من على الطريق الأ�س ��فلتي‪،‬‬ ‫و�أحمد كان يعبئ النجمات يف عبه‪،‬‬ ‫باجت ��اه ال�ش ��رق‪ ،‬لنع�ب�ر ف ��وق حج ��ارة كبري ٍة‬ ‫وليلى ال�صغرية‪،‬‬ ‫تف�ص ��لنا عن احلاج ��ز ال�س ��لكي املثقوب بفعل‬

‫مق�ص ��ات املهربني‪ ،‬والذي يبدو ب�أن ال�سلطات‬ ‫الرتكية تركته كما هو بدون �إ�ص�ل�اح‪ ،‬كر�سال ٍة‬ ‫لنا نحن ال�س ��وريني ب�أننا نراك ��م‪ ،‬لكننا ُّ‬ ‫نغ�ض‬ ‫الطرف ع ��ن هروبك ��م‪ ،‬وكم كان ��ت احلجارة‬ ‫زلق� � ًة ليلتها‪ ،‬كانت امل�س ��افة ب�ي�ن الطريق اىل‬ ‫تل ��ك الفجوة يف ال�ش ��ريط تبلغ الع�ش ��رين اىل‬ ‫ثالثني م�ت�ر ًا تتخللها مفاجئ ��ات غري متوقعة‪،‬‬ ‫مثل بروز ق�ض ��بان حديدية غري مرئية‪ ،‬مزقت‬ ‫يل بنط ��ايل‪ ،‬وكان �أحدنا كلم ��ا واجه مفاجئة‬ ‫ما ي�ص ��رخ منبها الآخرين وراءه‪ ،‬كي ال ميروا‬ ‫فوقه ��ا‪ ،‬ن�س ��يت و�أنا �أحم ��ل �أحمد ال ��ذي كان‬ ‫يداعب وجه ��ي بيديه ال�ص ��غريتني الباردتني‪،‬‬ ‫�آالم ظهري‪ ،‬و�آالم اجل ��رح الذي خلفته عملية‬ ‫�رطان كاد يفتك بي‪ ،‬لكنه فتك‬ ‫ا�ستئ�ص ��ال �س � ٍ‬ ‫بكليتي الي�س ��رى‪ ،‬منبهها �إيي ��اي ملا هو �أعظم‪،‬‬ ‫ن�س ��يت احلمل الثقيل على ظهري وكنت انظر‬ ‫اىل �أحمد و�أقول يف نف�س ��ي‪ ،‬ول ��ه « لك احلياة‬ ‫يا �أحمد» ولأن �إ�س ��مينا‪ ،‬متطابقان‪ ،‬كنت كمن‬ ‫يناجي ذاته‪.‬‬ ‫كانت خطواتي �صغرية جد ًا كي ال �أنزلق‪ ،‬ويقع‬ ‫�أحمد من يدي‪ ،‬ف�أحمد هو م�ستقبلي وم�ستقبل‬ ‫البلد‪ ،‬كنت حري�صا على حفظ توازين‪ ،‬وكانت‬ ‫�كل متناغ ��م على وقع‬ ‫حوا�س � ّ�ي كلها تعمل ب�ش � ٍ‬ ‫اخلط ��ر املحدق بنا جميع� � ًا‪ ،‬وقلبي كان يخفق‬ ‫ب�ش ��د ٍة كيما يوفر ال ��دم لدماغي ال ��ذي كانت‬ ‫تتناهبه حلظتها �آالف الأفكار‪.‬‬ ‫انتهين ��ا من املرحل ��ة الآوىل ب�س�ل�ام‪ ،‬وعربنا‬ ‫ال�ش ��ريط احل ��دودي عرب الثقب‪ ،‬لنب ��د أ� رحلة‬ ‫الألف ميل الزلقة تلك‪.‬‬ ‫الأر� ��ض طيني ��ة مزروع ��ة ب�أ�ش ��جار الزيتون‪،‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 32‬‬

‫وهن ��اك عل ��ى ي�س ��ار الطري ��ق‪ ،‬ولك�ث�رة عبور‬ ‫امل�شاة الهاربني‪� ،‬ص ��ارت الأر�ض ممهد ًة نوعا‬ ‫ما‪ ،‬لكنها زلق ��ة لدرجة مرعبة‪ ،‬تواجهك حفر‬ ‫غري مرئي ٍة‪ ،‬والليلة �شديدة الظلمة‪ ،‬كنا نعتمد‬ ‫على �أ�ض ��واء هواتفنا املحمولة كي نتبني معامل‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫ما�إن و�ض ��عت قدمي على �أول الطريق‪ ،‬ف�إذ بي‬ ‫�أنزل ��ق وكدت �أن �أفقد ت ��وازين‪ ،‬لوال �أن حائط‬ ‫املعرب كان على ي�س ��اري‪ ،‬فا�ستندت عليه‪ ،‬لكن‬ ‫�ص ��رخة االم الت ��ي انطلق ��ت خوف ��ا‪� ،‬أرعبنتي‬ ‫و�أرعب ��ت الطف ��ل �أحمد ال ��ذي ابت ��د أ� بالبكاء‬ ‫فج� ��أة‪ ،‬بع ��د ان كان ي�ض ��حك ويداعب وجهي‬ ‫بيديه‪ ،‬لكنها بعد ان ر�أتني ا�ستند اىل اجلدار‪،‬‬ ‫هد�أت قلي ًال‪ ،‬فقال لنا املهرب ارجوكم التزموا‬ ‫اله ��دوء‪ ،‬لأن اجلن ��ود الأت ��راك موج ��ودون يف‬ ‫مكان ما‪ ،‬و�أن �س ��معوا �ش ��يئ�أ �س ��يغلقون املعرب‪،‬‬ ‫و�سن�ض ��طر للرجوع اىل اخلل ��ف‪ .‬فما كان من‬ ‫الأم �إال �أن هد�أت وهد�أ بكاء �أحمد معها‪.‬‬ ‫اله ��ي‪ ،‬ال َه الهاربني يف هذا ال�ص ��قيع العظيم؛‬ ‫ام ��ددين ب ��دفء حلظت�ي�ن‪ ،‬كيما يع�ب�ر �أحمد‬ ‫الر�ضيع عرب هذا اجلحيم الثلجي اىل ال�ضفة‬ ‫ب�شم�س ت�شرق‬ ‫الأخرى لطينك الأزيل‪� ،‬أمددين‬ ‫ٍ‬ ‫م ��ن قلبي‪ ،‬لتدف�أ قدما �أخويه العارية‪� ،‬أمددين‬ ‫اجلمال‪ ،‬لأعرب احلاجز‬ ‫بجلد ال�صخر‪ ،‬و�صرب ِ‬ ‫الرتكي‪ ،‬غري �أبه ببندقية اجلندي فوق ر�أ�سي‪،‬‬ ‫�إلهي‪ ،‬ال َه العاجزين‪� ،‬أت�سمعني؟؟؟‬ ‫كان م�ؤي ��د ومل ��ا‪ ،‬يحم�ل�ان طف�ل�ا عل ��ى كت ��ف‬ ‫بيد‪ ،‬وباليد الأخري وكان م�ؤيد ينري‬ ‫وي�سندانه ٍ‬ ‫الطريق بهاتف ��ه املحمول‪ ،‬كان مي�ش ��ي �أمامنا‬ ‫مبا�ش ��رة‪ ،‬وكن ��ا من�ش ��ي وراء بع�ض ��نا البع�ض‬ ‫بخ � ٍ ّ�ط ط ��ويل‪ ،‬كنت ان ��ا ورائه مبا�ش ��ر ًة‪ ،‬قلت‬

‫ل ��ه ابق ��ى قريبا من ��ي‪ ،‬وقل ��ت الم الطفل ابقي‬ ‫ورائي مبا�ش ��ر ًة‪ ،‬ا�س ��ندي يل ظهري ومت�سكي‬ ‫بي بذات الوقت‪ ،‬كي احافظ على توازين‪ ،‬و يف‬ ‫ح ��ال انزالقي يكون م�ؤيد �أمامي‪ ،‬والأم خلفي‪،‬‬ ‫كجدا ٍر مينعني من الوقوع �أر�ض ًا‪.‬‬ ‫كان ��ت �أطول م�س ��افة م�ش ��يتها بحيات ��ي‪ ،‬رغم‬ ‫انها التتج ��اوز امليل‪ ،‬الن روح �أحمد‪ ،‬وج�س ��ده‬ ‫ال�ص ��غري‪ ،‬كان ��ت ب�ي�ن ي ��دي‪ ،‬كنا ن ��رى بع�ض‬ ‫الهاربني من تركيا اىل �سوريا وبالعك�س ميرون‬ ‫بجانبنا‪ ،‬وكنا نتبادل ال�سالم‪ ،‬ك�أننا من�شي يف‬ ‫�شارع ما يف �سوريا‪ ،‬ونرد التحية ب�أح�سن منها‪،‬‬ ‫تعبتُ قليال‪ ،‬فطلبت من املجموعة التوقف‪ ،‬كي‬ ‫�أ�سرت ّد �أنفا�سي‪ ،‬لعن اهلل التدخني و�ساعته‪ ،‬يف‬ ‫تلك اللحظات تعرف ماهي م�ساوئه‪.‬‬ ‫جل�س ��ت على �ص ��خرة بجانب الطري ��ق لبع�ض‬ ‫الوقت‪ ،‬ونه�ضت‪ ،‬بعد ان ا�ستعدت بع�ض قواي‪،‬‬ ‫وك�أن ي ��دا الهية كانت تدفعني‪ ،‬وترتفق ب�أحمد‬ ‫الكبري وب�أحمد ال�صغري‪.‬‬ ‫تابعن ��ا امل�س�ي�ر روي ��دا‪ ،‬عل ��ى �ص ��ابون الأر�ض‬ ‫الطينية التي ت�ش ��بعت مبطر الليلة وب�ضبابها‪،‬‬ ‫كان همنا الو�ص ��ول‪ ،‬وعدم الإن ��زالق‪ ،‬وبنف�س‬ ‫الوق ��ت‪ ،‬التخفي عن �أعني اجلند‪ ،‬املرتب�ص ��ة‪،‬‬ ‫أمان مرجتى‪،‬‬ ‫بطرائ ��د الليل وعابريه اىل ب ��ر � ٍ‬ ‫اىل �أن و�ص ��لنا اىل املرحل ��ة الأ�ص ��عب م ��ن‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫هن ��ا ت�ص ��بح الأر� ��ض �ص ��خرية تنته ��ي بنه ٍري‬ ‫�ص ��غري‪ ,‬بطول مائت ��ي مرت تقريب� � ًا‪ ،‬وال جمال‬ ‫لأحدن ��ا بالعب ��ور‪ ،‬وهو يحمل اي �ش ��يئ بيديه‪،‬‬ ‫لأننا وبب�س ��اطة نحت ��اج لكلتا اليدين‪ ،‬لت�س ��لق‬ ‫ال�صخور وللنزول عنها‪.‬‬ ‫التمع ��ت يف ر�أ�س ��ي فكرة‪ ،‬كما ال�ب�رق‪ ،‬خلقتها‬

‫احلاج ��ة‪ ،‬لأن احلاج ��ة �أ ّم الإخ�ت�راع‪ ،‬قل ��ت‪:‬‬ ‫لنعم ��ل ج�س ��ر ًا ن�س ��تطيع م ��ن خالل ��ه متري ��ر‬ ‫الأطف ��ال واحدا واح ��د ًا‪ ،‬وهو �أن يق ��ف �أحدنا‬ ‫حتت ال�ص ��خرة‪ ،‬والآخر فوقها ليتلقف الطفل‬ ‫من حتت اىل فوق‪ ،‬ومن فوق اىل حتت‪ ،‬وطلبنا‬ ‫من املهرب ان ي�س ��اعد الأم بالعب ��ور �أوال‪ ،‬اىل‬ ‫بر الأمان لكي تتلقف الأطفال من يدينا‪ ،‬حال‬ ‫الإنتهاء من حملهم واحدا تلو �آخر‪.‬‬ ‫ابتد�أن ��ا بالر�ض ��يع �أحم ��د‪ ،‬وق ��ف م�ؤي ��د فوق‬ ‫ال�ص ��خرة‪ ،‬ليتلقف �أحمد من يدي‪ ،‬ووقفت ملا‬ ‫�أ�سفل ال�ص ��خرة لتتلقفه من يدي م�ؤيد‪ ،‬ومن‬ ‫ثم ��ة �أحت ��رك �أنا و�أت�س ��لق ال�ص ��خرة و�أنزلها‪،‬‬ ‫لأتلقف �أحمد من يدي ملا‪ ،‬وهلم جر‪ ،‬ا�ستمرت‬ ‫العملية مايقارب الأربعني دقيقة‪،‬‬ ‫عرب �أحمد ال�ص ��غري ب�س�ل�ام وتلقفت ��ه يد الأم‬ ‫املرجتفة من اخلوف والربد واجلوع والعط�ش‪،‬‬ ‫كان ��ت نظ ��رات الإمتن ��ان والف ��رح بادية على‬ ‫وجهها ال ��ذي كان يحمل �آالف التعابري املرئية‬ ‫وغ�ي�ر املرئية‪ ،‬كان ��ت الظلمة تخفي بع�ض ��ها‪،‬‬ ‫قلق‬ ‫ون ��ور الهات ��ف يبدي بع�ض ��ها الآخ ��ر‪ ،‬من ٍ‬ ‫ورعب وامتن ��ان‪� ،‬إيل �أن انتهينا‬ ‫وخوف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وحزن ٍ‬ ‫من حم ��ل كل الأطف ��ال اىل �ص ��در امهم التي‬ ‫�غف‪ ،‬وك�أنها مل ترهم منذ امد‬ ‫احت�ض ��نهم ب�ش � ٍ‬ ‫اخللق اىل الآن‪.‬‬ ‫عربنا الثقب يف ا�س�ل�اك املعرب الرتكي واحدا‬ ‫تل ��و الآخ ��ر‪ ،‬والتهم ال�ض ��باب �أج�س ��ادنا‪ ،‬فما‬ ‫عدنا نرى �ش ��يئا ‪،‬وال ن�سمع �سوى نب�ض قلوبنا‪،‬‬ ‫ولهاثن ��ا املتعب‪ ،‬وبع�ض همهم ��ات خافت ٍة كان‬ ‫يحجبها ال�ضباب الثقيل‪،‬‬ ‫ي ��دا �أحمد مازالت تالعب وجه �أحمد‪ ،‬يف هذا‬ ‫الربزخ املمتد‪.‬‬


33 issue 46 / jan. 27th


‫‪issue 46 / jan. 27th 34‬‬

‫«اهلل أكبر» العاملية‪ ..‬سورية الهوية‬ ‫خا�ص ‪ /‬دم�شق‪ -‬حممد علي‬ ‫مل يع ��رف ال�س ��وريون ال�سيا�س ��ه‪ ،‬منذ تويل‬ ‫حافظ الأ�س ��د ال�س ��لطة يف ال�سبعينيات من‬ ‫القرن املا�ض ��ي‪ .‬ال ك�أحزاب �أو اندية وحتى‬ ‫جمعي ��ات‪ .‬ب ��ل ان اجلمعي ��ات ذات ال ��دور‬ ‫االجتماع ��ي الدين ��ي (م�س ��اعدة الفقراء‪،‬‬ ‫القي ��ام ببع� ��ض امل�ش ��اريع اخلريي ��ه‪ ،‬بن ��اء‬ ‫امل�س ��اجد) احتاجت ملوافقات �أمنية معقده‬ ‫وخ�ضعت لرقابه �أمنيه �شديدة‪.‬‬ ‫وبالت ��ايل مل يع ��رف ال�س ��وريون الربام ��ج‬ ‫ال�سيا�سيه االجتماعيه وما يرتتب عليها من‬ ‫حركه �سيا�سيه اجتماعيه‪.‬‬

‫ه ��ذه احلرك ��ه التي تول ��د وعي� � ًا يتالقى مع‬ ‫الواق ��ع ويتفاع ��ل مع ��ه فيتغري ب ��ه ويحاول‬ ‫تغيريه‪ ،‬مل ي�ص ��وت ال�س ��وريون يوما ملر�شح‬ ‫حزب‪ ،‬مل ي�ص ��وتوا عل ��ى برنامج �سيا�س ��ي‬ ‫حلزب‪ ،‬مل يقيموا اداء حزب‪ ،‬ومل ينتظموا‬ ‫يف احزاب‪ .‬لقد ظل ال�سوريون افرادا داخل‬ ‫دولة ومل يكونوا ابدا مواطنيني داخل وطن‪.‬‬ ‫وذل ��ك طبع ��ا ب�س ��بب ما تعر�ض ��ت ل ��ه هذه‬ ‫الأح ��زاب (الدينيه منه ��ا والعلمانيه )من‬ ‫القمع وال�سجن وحتى الت�صفيات اجل�سديه‪،‬‬ ‫لقد اقرتنت ال�سيا�سة لدى ال�سوريني بالقمع‬

‫والقتل و�ض ��ياع امل�س ��تقبل‪ .‬بعد ال�س ��وريون‬ ‫عن ال�سيا�س ��ة وباتت ه ��ذه الأحزاب داخل‬ ‫ال�س ��جون‪ ،‬و�أ�ص ��بحت ال�سا�س ��ية عنده ��م‬ ‫�أفكارا تتوالد من �أف ��كار (ثله ثقافيه ت�ؤمن‬ ‫ب أ�ف ��كار معينه )‪,‬نع ��م لقد �س ��جنوا وعانوا‬ ‫الكث�ي�ر وكان ��وا وطنيني بامتي ��از‪ ،‬لكنهم مل‬ ‫يعرفوا ال�سيا�س ��ة واقعا وحياة‪ .‬بل ان �أغلب‬ ‫حتوالته ��م الفكري ��ه كانت داخل �س ��جونهم‬ ‫(كت ��ب متوفره لديه ��م‪ ،‬نقا�ش ��ات داخليه‪،‬‬ ‫و�صحف �أحيانا)‪ ,‬فال�ش ��يوعيون مثال باتوا‬ ‫�أك�ث�ر ليربالي ��ة وكذلك بع�ض اال�س�ل�اميني‬


‫‪35 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫ب�شخ�ص ��يات عظ ��ام و�أح ��داث عظ ��ام (ال‬ ‫يهمنا �أ�س ��باب ت�ص ��رفاتهم وال كيف حدثت‬ ‫)‪ .‬حممد النبي (�ص ��لى اهلل عليه و�س ��لم )‬ ‫�ص ��دق الأمان ��ه وبل ��غ الر�س ��اله وثب ��ت على‬ ‫املب ��د�أ وجن ��ح‪ ،‬نعم لق ��د جنح و أ�خ ��رج قوة‬ ‫من قبائل متناح ��رة ومتفرقة داخل ا�أنحاء‬ ‫اجلزي ��رة العربية‪ ،‬وهزم ال�ش ��ر والأعداء‪،‬‬ ‫بالل (ر) يتعذب ويعاين ويثبت على املبد�أ‪،‬‬ ‫يا�سر و�سمية ي�ست�ش ��هدان من �أجل العقيدة‬ ‫واملبد�أ‪ ،‬عمر(ر) الع ��ادل‪ ،‬وعلي(كرم اهلل‬ ‫وجهه) ال�ش ��جاع الذي كاد ي�ض ��حي بنف�سه‬ ‫من �أجل النبي �ص ��لى اهلل عليه و�س ��لم‪ ،‬وابو‬ ‫بك ��ر(ر) الورع �ص ��احب الغار هازم ال�ش ��ر‬ ‫واملرتدي ��ن‪ ،‬وخال ��د (ر) املقدام ال�ش ��جاع‬ ‫الفار� ��س الذي ال يهزم‪� ،‬إنه النجاح املقرتن‬ ‫بالت�ضحية والثبات على املبد�أ‪ .‬وكان له�ؤالء‬ ‫جميع ��ا (اهلل �أكربه ��م )انن ��ا ن ؤ�م ��ن باهلل‬ ‫�س ��بحانه وتع ��اىل قوة مطلق ��ة متعالية على‬ ‫القوة املادية الظامله‪ ،‬متعالية على �أبو جهل‬ ‫وابو لهب‪ ،‬على قري�ش وقوتها‪.‬‬

‫ولعل بع�ضهم �أ�صبح اكرث ت�شددا‪ .‬لقد كانوا‬ ‫�أق ��رب ملت�ص ��وف داخل �ص ��ومعة ال�س ��جن‪،‬‬ ‫يت�أم ��ل وير�س ��م �ص ��ورا ذهني ��ة‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫الواقع وحرارته‪� .‬أما فيما يتعلق باال�س�ل�ام‬ ‫ال�سيا�س ��ي حتديدا‪ ،‬فال يخفى على اجلميع‬ ‫جتربة االخوان امل�سلمون يف الثمانينات من‬ ‫القرن املا�ضي‪ ،‬وما جلبته للمجتمع ال�سوري‬ ‫م ��ن دمار ووي�ل�ات وف�ش ��ل‪ .‬ولئ ��ن كان بني‬ ‫ال�س ��وريني وال�سيا�س ��ة حاجزا‪ ،‬ف� ��إن بينهم‬ ‫وبني اال�سالم ال�سيا�سي حواجز قمع وخوف‬ ‫اكرب واعمق‪( ،‬طبعا �أحتدث هنا عن و�ض ��ع‬ ‫ع ��ام‪ ،‬واهم ��ل ع ��ن وع ��ي ح ��زب التحرير‬ ‫مثال ال ��ذي ال يتجاوز �أع�ض ��ائه املئات وقد‬ ‫تعر�ض يف عام ‪2000‬م حلملة قمع و�سجن‪,‬‬ ‫وكذلك اهمل بع�ض اجلماعات مثل جماعة‬ ‫زيد‪ ،‬وكذل ��ك القيب�س ��يات وجماعة كفتارو‬ ‫وغريه ��ا‪ .‬لقناعت ��ي بت�أثريه ��ا املح ��دود‬ ‫عل ��ى املجتم ��ع ال�س ��وري‪ ) .‬نعم لق ��د غاب‬ ‫اال�سالم ال�سيا�سي عن ال�سوريني كما غابت‬ ‫ال�سيا�س ��ة باملعن ��ى العام‪ ،‬لكن اال�س�ل�ام مل‬ ‫يغي ��ب �أب ��دا كمك ��ون رئي�س ��ي م ��ن مكونات‬ ‫ال�شخ�صية ال�س ��وريه‪ ،‬مكون عقيدة وقيم ال و الثورة ال�س ��وريه له ��ا (اهلل �أكربها)‪ ،‬قمع‬ ‫عالقة له بالزم ��ان والتاريخ‪ ،‬وامنا عالقته وا�س ��تبداد �أغالق امل�س ��احات وكبت ان�سانا‬ ‫وغ�ض ��با مرتاكما‪ ،‬لقد خلق ��ت (اهلل اكرب)‬

‫م�س ��احات �أم ��ل وحريه وق ��وة دافع ��ة �أمام‬ ‫خوف ت�أ�ص ��ل عرب ع�ش ��رات ال�س ��نيني‪ ،‬من‬ ‫اجلوام ��ع خرجت (م ��كان جتمع ال�س ��ويني‬ ‫بعد ان حرموا �أي م ��كان �آخر ) مظاهرات‬ ‫ال�س ��وريني‪ ،‬ب�س ��لمية ا�س ��تمرت لعدة ا�شهر‬ ‫و�شعار �أبدعه ال�س ��وريون‪ ،‬اهلل �أكرب حريه‪،‬‬ ‫اهلل �أك�ب�ر ث ��م ت�ص ��فيق ث ��م حري ��ه‪ .‬نع ��م‬ ‫اهلل اك�ب�ر منك ايها امل�س ��تبد ان ��ه خميالنا‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫ورد النظ ��ام بالقمع والقتل‪ ،‬و�أمام و�ض ��ع ال‬ ‫ميكن حتمله‪ ،‬رد ال�سوريون وحملوا ال�سالح‬ ‫وكان لهذه املرحلة (اهلل �أكربها )اجلديده‪،‬‬

‫�س� ��أقف ب�س�ل�احي اخلفي ��ف ومع ��ي اهلل‬ ‫�أمام جربوت ��ك واجرامك‪ ،‬ان ا�ست�ش ��هدت‬ ‫ف�س� ��أكون حي ��ا ارزق يف جن ��ة عر�ض ��ها‬ ‫ال�سموات والأر�ض‪� .‬أحرزت الثورة ال�سورية‬ ‫جناح ��ات وكانت الزب ��داين نقطة حتول يف‬ ‫الثورة ال�س ��وريه‪ ،‬مل ي�س ��تطع النظام دخول‬ ‫الزب ��داين وب ��ات اجلي� ��ش احل ��ر مفاو�ض ��ا‬ ‫للنظام وواقعا ال ميكن جتاهله‪ ،‬اال انه كان‬ ‫وا�ض ��حا عدم ا�س ��تخدام النظام للأ�سلحة‬ ‫الثقيل ��ة بعد‪ ،‬ولكنه وبع ��د الفيتو الثاين بد�أ‬ ‫با�ستخدام ال�س�ل�اح والقوة العارية (مدافع‬ ‫و�ص ��ورايخ ودبابات )‪,‬جم ��ازر ودمار وقتل‬ ‫ف ��كان ال بد من (اهلل �أكرب )املقاومة الأكرث‬ ‫ق�ساوة و�صمودا‪.‬‬ ‫(فم ��ن اعتدى عليك ��م فاعتدوعليه مبثل ما‬ ‫اعتدى عليك ��م )�ص ��دق اهلل العظيم (اذن‬ ‫للذي ��ن يقاتلون ب�أنهم ظلم ��وا وان اهلل على‬ ‫ن�ص ��رهم لقدي ��ر )�ص ��دق اهلل العظي ��م‬ ‫(واقتلوه ��م حيث ثقفتموهم )�ص ��دق اهلل‪.‬‬ ‫وم ��ن لنا غري اهلل يف و�ض ��ع دويل ينظر اىل‬ ‫الثورة ال�س ��ورية كما�س ��اة حزينة ت�ستوجب‬ ‫دم ��وع وال ت�س ��توجب اي عمل فع ��ال‪ .‬وباتت‬ ‫الق�ص ��ة ال�س ��ورية ق�ص ��ة دم يومي تتناقله‬ ‫الف�ض ��ائيات وفيديوهات اليوتيوب‪ ،‬ق�ص ��ة‬ ‫�سفاح و�شعب يدافع عن حريته ويقدم الدم‬ ‫والت�ض ��حيات فكانت (اهلل اك�ب�ر ) العامليه‬ ‫وكي ��ف ال وامل�س ��لمون كث�ي�رون وهنا �ش ��عب‬ ‫م�س ��لم يقتل ويذبح‪ ،‬والعامل متفرج‪ ،‬وقتال‬ ‫الكاف ��ر الظامل واج ��ب �ش ��رعي واخالقي‪.‬‬ ‫انه ��م اجلهادي ��ون الذي ��ن ال يهمه ��م زمان‬ ‫وال مكان‪ ,‬و�س ��وريه ار�ض جهاد وا�ست�شهاد‪.‬‬ ‫اهلل اك�ب�ر اجلهادي ��ة واهلل اك�ب�ر ال�س ��لميه‬ ‫و�س ��تاتي م ��ع �س ��قوط النظ ��ام اهلل اك�ب�ر‬ ‫نح ��و دول ��ة احلري ��ة والقان ��ون والتعددي ��ه‬ ‫واملواطنه‪� ،‬سي�سعى ال�سوريون نحو اهلل اكرب‬ ‫كقيمة علي ��ا يف جمتمع احلري ��ة والتعدديه‬ ‫والدميقراطيه‪ .‬ال خوف من راية �سوداء وال‬ ‫من ذقن طويلة وال من اهلل اكرب‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 36‬‬

‫كل‬

‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬

‫الرجال‬

‫يف جمتمعاتن ��ا ال�ش ��رقية تك�ث�ر املظاه ��ر‬ ‫اخلارجية التي ال عالقة حقيقية بينها وبني‬ ‫امل�ض ��مون‪ ،‬فالل� ��ص مثال يتكل ��م كثريا عن‬ ‫االمانة‪ .‬والرجل النذل اخل�سي�س يتكلم اكرث‬ ‫م ��ن غريه عن الكرامة وال�ش ��هامة‪ .‬واملخرب‬ ‫امل�أج ��ور او املجاين‪ ،‬يكون قامو�س ��ه اللغوي‬ ‫غنيا باملفردات التي ت�ص ��ف �سوء ال�سلطات‬ ‫االمنية وممار�س ��اتها غري االن�سانية للب�شر‬ ‫وغ�ي�ر الدميقراطي ��ة‪ ،‬وغالبا ما ي�س ��تخدم‬ ‫التحري�ض املبا�ش ��ر �ض ��د هذه ال�س ��لطات‪.‬‬ ‫والبخيل يغطي عيبه او عيوبه باحلديث عن‬ ‫الكرم‪ ،‬ويكرث من ق�ص ���ص ال�سخاء واجلود‬ ‫املتواترة ع�ب�ر االجيال‪ .‬والرج ��ل الذي باع‬ ‫نف�سه وعر�ضه واوالده وا�شياء اخري كثرية‪،‬‬ ‫من اج ��ل زيادة ثروت ��ه‪ ،‬نراه يكت ��ب بالقلم‬ ‫العري� ��ض‪ ،‬وباخل ��ط الك ��ويف او الرقع ��ي او‬ ‫الثلث‪ ،‬على باب بيته‪« ،‬هذا من ف�ضل ربي»‪.‬‬ ‫واملهرب ال ��ذي مل يتوانَ ‪ ،‬حت ��ى عن ادخال‬ ‫ال�سموم اىل البالد‪ ،‬نراه دائم احلديث عن‬ ‫�ض ��رورة حماية االقت�ص ��اد الوطني من اثر‬ ‫املناف�سة اخلارجية‪.‬‬ ‫ويختل ��ط احلاب ��ل بالناب ��ل والك ��ذب م ��ع‬ ‫ال�ص ��دق حتى يفقد الكث�ي�رون القدرة على‬ ‫متييز اخلط االبي�ض من اال�س ��ود‪ ،‬واخلائن‬

‫حتت‬

‫الغربال‬

‫م ��ن الوطني‪،‬والبخيل م ��ن الكرمي‪ ،‬والل�ص قد فعل فعله وترك اثاره على اجلميع‪ ،‬ن�ساء‬ ‫من ال�شريف‪ ،‬واملهرب من املنتج احلقيقي‪ ،‬ورجاال‪ ،‬وجهاء ومن عامة النا�س‪.‬‬ ‫فت�ض ��يع الطا�س ��ة وهذا م ��ا يري ��ده حافظ‬ ‫اال�سد‪ .‬هنا تن�ش ��ط الذاكرة ال�شعبية فتكرث اح ��د االي ��ام‪ ،‬كان ��ت م ��اري متر م ��ن امام‬ ‫النكت واالمث ��ال ال�ش ��عبية واحلكم‪ ،‬الكثري اح ��د املقاه ��ي الغا� ��ص بوجه ��اء الق ��وم‬ ‫منها قد يكون تكري�س ��ا ملا هو واقع‪ ،‬والقليل وعامته ��م‪ ،‬الذين ما ان اب�ص ��روها تقرتب‬ ‫يك ��ون مع�ب�را ع ��ن واق ��ع احل ��ال‪ ،‬وا�ص ��فا حتى ارت�س ��مت االبت�س ��امات ال�ساخرة على‬ ‫�س ��لبياته بدقة متناهية‪ ،‬ت�ص ��ل احيانا اىل وجوهه ��م‪ ،‬فالتف ��ت اليهم‪ ،‬حمدق ��ة فيهم‬ ‫ح ��د االعجاز م ��ن حي ��ث التكثي ��ف اللغوي واحدا بع ��د االخر‪ ،‬ث ��م قال ��ت كلمتها التي‬ ‫واحلياتي ملجموعة م ��ن التجارب‪ .‬من هذه ذهبت مثال‪ :‬كل الرجال حتت الغربال‪ ،‬لقد‬ ‫االمث ��ال (كل الرج ��ال حت ��ت الغرب ��ال)‪ ،‬مروا جميعا من حتت �ساقيها‪..‬‬ ‫املن�س ��وب اىل ام ��ر�أة حم�ص ��ية‪ ،‬واليك ��م وكان رئي� ��س الق ��وم وزعيمه ��م‪ ،‬يت�ص ��در‬ ‫ق�صتها‪:‬‬ ‫الطاول ��ة االق ��رب اىل الر�ص ��يف‪ ،‬وكان‬ ‫م ��اري ال ��وادي» ا�س ��م �ش ��ارع يعرف ��ه كل معروف ��ا ب�س ��طوته وب�أنه يذكره ��ا من وقت‬ ‫احلما�ص ��نة بالرواي ��ة وامل�ش ��افهة حت ��ى لآخ ��ر ببع� ��ض الل�ي�رات الفرن�س ��ية‪ ،‬ففت ��ل‬ ‫اليوم‪ ،‬رغم ان اللوحة حتمل ا�س ��ما ر�س ��ميا �شاربيه‪ ،‬وقال‪ :‬و�أنا‪...‬يا ماري؟؟‬ ‫�آخر لل�ش ��ارع‪ .‬ويق ��ال ان (م ��اري الوادي) ردت م ��اري م ��ع ابت�س ��امة تقط ��ر ع�س�ل�ا‪:‬‬ ‫كان ��ت ام ��ر�أة‪ ،‬جمع ��ت باال�ض ��افة اىل �أنت‪!!..‬؟ �أ�ش ��هد ب ��اهلل انك ف ��وق الغربال‪،‬‬ ‫جمالها الآخاذ‪ ،‬ذكاء حادا و�س ��رعة بديهة ولكن هل تعرف ملاذا؟‬ ‫نادري ��ن‪ ،‬وكان ��ت ت�س ��كن يف ه ��ذا ال�ش ��ارع قال الرجل‪ ،‬وابت�س ��امة انت�صار ون�شوة تعلو‬ ‫يف ع�ش ��رينيات الق ��رن املا�ض ��ي‪ ،‬اي اثن ��اء وجهه‪ .‬ال‪...‬ملاذا؟‬ ‫االحتالل الفرن�س ��ي ل�س ��وريا‪ .‬دفعها الفقر قالت م ��اري‪ :‬الن (قرونك) كبرية جدا‪ ،‬مل‬ ‫والق ��در ك ��ي تك ��ون م�ص ��در املتع ��ة واللذة تنزل حتت الغربال‪.‬‬ ‫لبع�ض ال�ض ��باط الفرن�سيني‪ ،‬ومن بعدهم‪ ،‬وم ��ن يومه ��ا‪ ،‬يف�ض ��ل الرج ��ال‪ ،‬وخا�ص ��ة‬ ‫يف ع�صر اال�ستقالل‪ ،‬م�ص ��در متعة لبع�ض ا�ص ��حاب النفخ ��ة منه ��م‪ ،‬ان يكونوا حتت‬ ‫وجهاء القوم من احلما�ص ��نة‪ .‬وكان الزمن الغربال‪.....‬‬


‫‪37 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫أسامينا‪...‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف‬ ‫�أن ��ت �أخي بالوطن ‪,‬ا�س ��مك احلقيقي مو‬ ‫مهم بالن�س ��بة �إيل ‪,‬نحنا ق�ض ��يتنا وحدة‬ ‫وهدفن ��ا واح ��د‪ ,‬طلعن ��ا وم�ش ��ينا �س ��وا‬ ‫وكتافنا بكتاف بع�ض ومو �ضروري �أعرف‬ ‫مني �أنت �أو �أنت تعرف �أنا مني‪.‬‬ ‫هاد كان اتفاق �ض ��مني وما حدا بي�س� ��أل‬ ‫الت ��اين ع ��ن أ�م ��ورو ال�شخ�ص ��ية �أو حتى‬ ‫�أ�س ��ئلة لأعرف م�ي�ن اللي ع ��م احكي مع‬ ‫�أو ع ��م يحكي معي كان املهم �ش ��و ا�س ��م‬ ‫مدينتك و�شو الو�ضع عندك وهاد بيكفي‬ ‫‪...‬‬ ‫مب ��ا انو كان الإعالم الوحيد ب�س ��وريا هو‬ ‫الإعالم الذات ��ي واالعتماد عالذات بنقل‬ ‫حقيقة اللي عم ي�صري وبنقل �أيام الثورة‬ ‫للع ��امل اخلارج ��ي باعتبار ان ��و املفرو�ض‬ ‫العامل ب�س ي�سمع �ص ��وتنا يعرف �شو بدنا‬ ‫‪�,‬ص ��ار يف �إ�صرار كبري بتوثيق الثورة بكل‬ ‫تفا�صيلها وكل�شي عم ي�صري فيها‪..‬‬ ‫كان الن�شاط الوحيد لنقدر نو�صل هال�شي‬

‫ع ��ن طريق االنرتن ��ت (يوتي ��وب –في�س‬ ‫ب ��وك‪ -‬تويرت ‪� )...‬ص ��اروا ال�ش ��باب اللي‬ ‫عم ي�ش ��تغل �أو بدن ي�شتغلوا بهاد املو�ضوع‬ ‫�أو حت ��ى �إذا ب ��دو يع�ب�ر ع ��ن ر�أي ��و ب� ��س‬ ‫ب�س ��تخدم ا�سم مو حقيقي ب�ستخدم ا�سم‬ ‫ال على التعيني ‪...‬بل�ش ��ت ال�ش ��باب تفكر‬ ‫ب�أ�س ��ماء بتمثلن �أو بخ�ص ��ن‪� ,‬صارت هي‬ ‫الأ�س ��ماء متل الهوية اجلديدة لل�شخ�ص‬ ‫�ص ��ار الو حياة كاملة جديدة عم يعي�ش ��ا‬ ‫كل يوم و�صار عندو جمموعة بي�شتغل معا‬ ‫�أو بيتناق�ش بعي�ش التطورات كلها با�س ��م‬ ‫مو �أ�سمو ب�س املهم بالنهاية هية الق�ضية‬ ‫اللي عم ي�شتغل فيها‪.‬‬ ‫ال�شخ�ص ��ية اجلديدة عملت جو‪ ,‬وعملت‬ ‫جمتم ��ع بني �ش ��باب وبن ��ات �س ��وريا يلي‬ ‫بيعرفو بع�ض من خاللها‪ ,‬وعفكرة بيثقوا‬ ‫ببع�ض كت�ي�ر وبيفرحوا لبع� ��ض وبيحزنو‬ ‫لبع� ��ض مت ��ل كان ��و بيعرفو بع� ��ض وكتري‬ ‫وب�شكل �شخ�صي‪.‬‬ ‫واحد من ال�ش ��باب بيقول‪� « :‬أنا با�س ��مي‬ ‫اجلدي ��د لقي ��ت ح ��ايل اك�ت�ر ب�ص ��راحة‬

‫وتعرف ��ت عل ��ى نا� ��س ج ��داد م ��ا بعرفن‬ ‫ب�س متلي وطبعا هال�ش ��ي عو�ض ��ني بكتري‬ ‫�شغالت لأنو كان عندي رفقات من زمان‬ ‫وكنا رفقة ‪�...‬إي كنا ‪..‬ب�س بالثورة كل�شي‬ ‫تغري �ص ��ار عندي رفق ��ات حبينت ووثقت‬ ‫فيهن بف�ت�رة ب�س ��يطة و�ص ��ار عنا هدف‬ ‫واح ��د وهم واح ��د ‪..‬وعفكرة ق ��ررت �أنا‬ ‫ب�س اجتوز بعد الن�ص ��ر بدي �س ��مي ابني‬ ‫با�سمي �أيام الثورة ‪»...‬‬ ‫ميك ��ن بكرا بعد انت�ص ��ار الث ��ورة نتفاج�أ‬ ‫ببع� ��ض بال�شخ�ص ��يات احلقيقية وميكن‬ ‫يف نا�س تقرر تكمل بنف�س اال�س ��م الثوري‬ ‫يل ��ي اختارتو ميك ��ن النو عجب ��ا �أو ميكن‬ ‫تفائلت فيه ‪...‬واحتمال ح�سابات تت�سكر‬ ‫وتلتقي بال�ش ��خ�ص يلي كنت ت�ش ��تغل معو‬ ‫وما تع ��رف انو هاد نف�س ��و اللي ق�ض ��يت‬ ‫معو ليايل كاملة وا�شتغلتو ون�سقتو وبكيتو‬ ‫وفرحتو �سوا ‪...‬‬ ‫حياة افرتا�ض ��ية حولها ال�ش ��عب ال�سوري‬ ‫حلي ��اة كلها م�ش ��اعر وحب وخ ��وف على‬ ‫بع�ض ‪.‬‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 38‬‬

‫فتوش‪ :‬السلمية وما أدراك ما السلمية!‬

‫تق���دم هذه الفق���رة بالتع���اون مع راديو‬ ‫�سوريايل‪� :‬إعداد �سالم �سوريايل‬ ‫تقدمي‪ :‬مايا‬ ‫�سالمي�س‪� ،‬سلم مئة‪� ،‬أم �سيل مية؟‬ ‫كور الزهور �أو �س ��لمية‪ ،‬لت�س ��ميتها �أكرت‬ ‫من رواي ��ة‪� ،‬أولها �أنها على ا�س ��م مدينة‬ ‫�س�ل�امي�س اليوناني ��ة‪� ،‬أما التاني ��ة‪ ،‬ف�أنه‬ ‫ُ�س ��كنت م ��ن ‪� 100‬ش ��خ�ص جن ��وا م ��ن‬ ‫زل ��زال كب�ي�ر �ض ��رب املنطق ��ة ف ُعرفت‬ ‫با�س ��م (�س ��لم مئة)‪� ،‬أما ال ��ر�أي الثالث‬ ‫والأخ�ي�ر‪ ،‬فيحكي عن �س ��يل ماء جارف‬ ‫ف�س� � ّميت (�س ��يل مية) ‪،‬‬ ‫يف هذه املنطقة ُ‬ ‫ومع الوقت‪ ،‬حتول اال�سم ل�سلمية‪.‬‬

‫معظم �س ��كان �س ��لمية والق ��رى املحيطة‬ ‫فيه ��ا من �أتب ��اع الطائفة الإ�س ��ماعيلية‪،‬‬ ‫وتق ّدر ن�س ��بتهم يف �سوريا بـ ‪ % 1‬تقريبا‪،‬‬ ‫يتوزع ��ون ب�ش ��كل رئي�س ��ي يف منطقت ��ي‬ ‫�سلمية وم�صياف وال ُقرى املحيطة بهما‪،‬‬ ‫ولقلعة م�صياف ومقام الإمام �إ�سماعيل‬ ‫يف �س ��لمية‪ ،‬مكان ��ة كب�ي�رة عن ��د �أبن ��اء‬ ‫الطائفة‪.‬‬ ‫ومق ��ام الإم ��ام �إ�س ��ماعيل ُبن ��ي ككثري‬ ‫م ��ن الأماك ��ن املق ّد�س ��ة يف �س ��وريا على‬ ‫�أنقا�ض معب ��د قدمي‪ ،‬وتغيرّ وظيفته على‬

‫ح�س ��ب الديانة املنت�شرة يف ك ّل فرتة من‬ ‫التاريخ‪ ،‬فم ��ن معبد لزيو� ��س اليوناين‪،‬‬ ‫�إىل معب ��د جلوبيرت الروماين‪ ،‬فكني�س ��ة‬ ‫بيزنطي ��ة‪ ،‬فـم�س ��جد واكت�س ��ب مكانت ��ه‬ ‫احلالية مع الزمن‪.‬‬ ‫قدمت �س ��لم ّية ل�سوريا والعامل كثري ًا من‬ ‫املثقفني وال�شعراء واملفكرين‪� ،‬أ�شهرهم‬ ‫عل ��ى الإطالق حمم ��د املاغ ��وط‪ ،‬ورمبا‬ ‫كان ��ت الترّ ك ��ة الكب�ي�رة يف فك ��ره و�أدبه‬ ‫م ��ا جع ��ل املدينة م ��ن �أوائل املن�ض� � ّمني‬ ‫وامل�شاركني يف الثورة‪ .‬و�صدحت حناجر‬ ‫�أبن ��اء �س ��لمية يف �أول مظاه ��رة بتاري ��خ‬ ‫‪ ،2011/3/24‬واحت�ضنت الوافدين عند‬ ‫ح�ص ��ار مدينة حماه‪ ،‬وم ��ا زالت بيوتها‬ ‫مفتوحة و ت�س ��تقبل الكثري من النازحني‬


‫‪39 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫من حماه ومن القرى املت�ض ��ررة املحيطة‬ ‫فيها‪ ،‬رغم �أن ن�ش ��اط احلراك املدين قد‬ ‫خف فيها مثل معظم مدن وقرى �س ��وريا‬ ‫ب�س ��بب ح�ص ��ار النظام‪ ،‬واعتقال �أعداد‬ ‫كبرية م ��ن النا�ش ��طني‪ ،‬وتف� � ّرغ من بقي‬ ‫لأعمال الإغاثة‪.‬‬ ‫ق�صة حب �أمري �سلمية وقناة العا�شق‪...‬‬ ‫كان ي ��ا م ��ا كان بقدمي الزم ��ان‪ ،‬كان يف‬ ‫�أم�ي�رة جميل ��ة مبملك ��ة ا�س ��مها �أفاميا‪،‬‬ ‫لكنه ��ا كانت �أمرية حزين ��ة لأن مملكتها‬ ‫دون ماء و�أهلها عط�شانني‪.‬‬ ‫ويف ي ��وم م ��ن ذات الأي ��ام‪ ،‬ر�أى الأمرية‬ ‫فار�س الفر�س ��ان‪� ،‬أمري �س ��لمية! و�أحبها‪،‬‬ ‫وقرر �أن يفعل امل�ستحيل لتقبل به زوج ًا‪.‬‬ ‫وبع ��د الكث�ي�ر م ��ن التفك�ي�ر والتدب�ي�ر‪،‬‬ ‫وباعتبار �أن �س ��لمية ترتفع حوايل ‪ 500‬م‬ ‫عن �سطح البحر و�أفاميا منخف�ضة‪� ،‬أمر‬ ‫الأمري بحفر قناة بطول ‪ 150‬كلم تقريبا‬ ‫م ��ن نبع ع�ي�ن الزرق ��ا قريبا من �س ��لمية‬ ‫حتى �أفاميا‪.‬‬ ‫وهكذا ارتوت �أفاميا و�أمريتها العط�شى‪،‬‬ ‫وعرفت القناة بهذه اال�سم‪.‬‬

‫كي ال تلت�صق ببع�ضها‪.‬‬ ‫م ��ن املمكن �أن نقوم بح�ش ��و بع�ض القطع‬ ‫امللق�سة ال�سلمونية‪:‬‬ ‫بالثوم والفليفلة احلارة‪.‬‬ ‫املقادير‪:‬‬ ‫• ن�ص ��ف كيل ��و طحني ل ��كل كيلو برغل نغلي املاء‪ ،‬و « ُن�سقط» كرات الربغل‪.‬‬ ‫ناع ��م‪ ،‬أ�ي ��ه أ�ن ��ه يل ��زم ن�ص ��ف مق ��دار نق ��وم بتقلي ��ة الث ��وم مع القلي ��ل من زيت‬ ‫الطحني ن�سبة �إىل كمية الربغل الناعم الزيتون ثم ن�ض ��عها فوق (امللق�سة) عند‬ ‫الغليان‪.‬‬ ‫• ‪� 7-6‬سن ثوم‪.‬‬ ‫ن�ض ��يف الليمون مع القليل م ��ن الكمون‬ ‫• زيت زيتون‪.‬‬ ‫ح�سب الرغبة‪.‬‬ ‫• ع�صرة ليمونة‪.‬‬ ‫و�صحتني و�ألف هنا‬ ‫• ر�شة ملح وبهار وكمون‪.‬‬ ‫• فليفل ��ة حم ��راء! مل ��ن يرغ ��ب بالنكهة‬ ‫تابع ��وا «فتو� ��ش» عل ��ى جملة �س ��وريا بدا‬ ‫احلا ّرة‪.‬‬ ‫حري ��ة‪ ،‬ورادي ��و �س ��وريايل كل �أربع ��اء‬ ‫• وماء‪.‬‬ ‫ال�ساعة ‪ 8:30‬م�سا ًء‪.‬‬ ‫الطريقة‪:‬‬ ‫ننقع الربغل الناعم ملدة �س ��اعة تقريب ًا‪،‬‬ ‫ّثم نخلطه مع الطح�ي�ن والقليل من امللح‬ ‫والبهار ح�س ��ب الرغبة‪ ،‬حتى ن�ص ��ل �إىل‬ ‫عجينة متما�سكة ومتجان�سة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نقطع العجني �إىل دوائر �صغرية �أو كرات‬ ‫�صغرية‪ ،‬ونر�ش عليها القليل من الطحني‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 40‬‬

‫ثمة مدينة هناك ‪ ....‬أعشقها !‬ ‫خا�ص ‪ /‬بوليفار اخلطيب‬ ‫ثمة مدينة هناك ‪� ....‬أع�شقها !‬ ‫مل ازرها من قبل ‪ ،‬كما مل ام�ش ب�شوارعها‬ ‫‪ ،‬ال �أع ��رف لون حجاراتها ‪ ،‬رائحة جدران‬ ‫بيوتها ‪ ،‬مل �أ�س ��مع متتم ��ات �أهلها ‪ ..‬لكني‬ ‫�أحبها !‬ ‫لي�س يل يف هذه املدينة الع�ش ��يقة ذكريات‬ ‫‪ ،‬كم ��ا ال �أعرف عن عادات نا�س ��ها ‪ ،‬كيف‬ ‫ي�ضحكون ‪ ،‬كيف يحزنون ‪ ،‬كيف هي �أخبار‬ ‫الع�شق يف حاراتها ‪ ....‬لكني �أحبها !‬ ‫ات�س ��اءل احيانا عن �ص ��باح ه ��ذه احلبيبة‬ ‫‪ ،‬كي ��ف هو م ��ذاق القهوة فيه ��ا وماذا عن‬ ‫�ص ��وت فريوز يف جنباته ��ا ‪� ،‬أهو ن�س ��يمها‬ ‫الن ��دي �أحل ��ى �أم غن ��اء ع�ص ��افريها ‪....‬‬ ‫لكني احبها !‬ ‫مل �أ�س ��مع با�س ��مها م ��ن قب ��ل ‪ ،‬و حقيق ��ة‬ ‫مل اع ��رف بوجوده ��ا ‪ .‬بحث ��ت عنه ��ا يف‬ ‫اخلريط ��ة ‪ ،‬وحت ��ت ا�س ��مها املكتوب بخط‬ ‫ناعم ‪ ،‬ر�سمت قلبا ك�أي عا�شق مراهق ‪....‬‬ ‫ف�أنا �أحبها !‬ ‫ال �ش ��ك �أين �أحبها ‪ ..‬لك ��ن ‪ ،‬برغم الكثري‬ ‫م ��ن هذه ال ( لكن )‪ ،‬ميتلئ قلبي مباليني‬ ‫الزغاري ��د كلم ��ا ذك ��رت ا�س ��مها ‪ ،‬فه ��ي‬ ‫الع�شيقة و انا العا�شق ‪ ...‬ف�أنا ‪ ،‬كما ذكرت‬ ‫‪� ،‬أحبها !‬ ‫****‬ ‫و هذا ع�شق ال ميكن ميكن ت�أريخه !‬ ‫ال ميكن اال�س ��تكانة لتف�س�ي�رات ال�ش ��عراء‬

‫‪ :‬ع ��ن نظ ��رة اوىل ‪ ،‬او قل ��ب متمرد يخرتق‬ ‫الأع ��راف فيف�ض ��ح كل الالمبال ��ة الت ��ي‬ ‫�أ�ص ��طنعها ‪ ..‬فحني تكون الع�شيقة مدينة ‪،‬‬ ‫يتح ��ول كل ما قيل ‪� ،‬أو �س ��يقال ‪ ،‬اىل جمرد‬ ‫جملة اعرتا�ض ��ية يف رواية ال تكاد تنتهي اال‬ ‫لتبد�أ !‬ ‫كم هو مرهق و جميل احلديث عن البدايات‬ ‫‪ ،‬تل ��ك البداية الرائع ��ة ‪ ،‬انطالقة احللم ‪،‬‬ ‫توهج الفكرة ‪ ،‬ت�س ��ارع الر�ؤيا ‪ ،‬تلك القدرة‬ ‫الرهيبة على ر�س ��م ت�ض ��اري�س يوم غد و ما‬ ‫يليه ‪....‬‬ ‫يف ذل ��ك الوق ��ت ‪ ،‬كت ��ب طفل ف ��وق جدار ‪،‬‬ ‫ي�ش ��به كثريا طفل حممود دروي�ش ‪ ،‬فجاوبه‬ ‫طف ��ل �آخر اعتاد ق ��راءة الفاحتة قبل النوم‬ ‫و لعن ( والد احلرام ) الذين ي�ش ��تمهم كل‬ ‫الكبار‪....‬‬ ‫يف ذلك الوقت وقف �ش ��اب يراقب �ش ��اربيه‬ ‫على املر�آة بفخر و زهو ‪ ،‬فاجاته �أمه فاحمر‬ ‫وجه ��ه ‪ ،‬راح من ��ه ذلك الغ ��رور الطفويل ‪،‬‬ ‫قب ��ل وجنة �أم ��ه و م�ض ��ى مزهوا ب�ش ��اربيه‬ ‫‪ ،‬حم�ص ��نا بدع ��وات �أم ��ه ‪ ،‬يحم ��ل الفتة ‪،‬‬ ‫يرق� ��ص يف جنب ��ات املدينة ‪ ،‬يقفز ي�ص ��رخ‬ ‫‪ ،‬يف ��رد يدي ��ه ‪ ،‬يريد ان مي�س ��ك العامل من‬ ‫جنباته االربع ‪...‬‬ ‫يف ذلك الوقت ‪ ،‬قبل �أن تنام �ص ��بية كتبت‬ ‫يف دفرتها ال�صغري (ها �أنا �أخ�ضر ك�أر�ضي‬ ‫‪� ،‬أ�شرق ك�شم�سي ‪ ..‬هذه يائي و هذا وطني)‬ ‫****‬ ‫ثمة مدينة هناك ‪� ....‬أع�شقها ! و هذا ع�شق‬ ‫مل يبد�أ لينتهي ‪....‬‬


‫‪41 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫مدد مدد‬

‫املند�سة ‪ /‬جابر الدم�شقي‬

‫البلد ‪..‬‬ ‫حرق ْ‬

‫مد ْد مد ْد ‪..‬‬

‫أ�سد ‪..‬‬ ‫هذا الذي يدعى � ْ‬

‫الولد ‪..‬‬ ‫نطق ْ‬

‫مازال ي�سبح يف الدما ِء‬

‫أ�سد ‪..‬‬ ‫ذاك املكنى بال ْ‬

‫وما ارعوى ‪..‬‬

‫قد قالها ب�صراح ٍة ‪..‬‬

‫يف غ ّيه ‪ ..‬يف بط�شه ‪..‬‬

‫أحد ‪..‬‬ ‫�إما �أنا �أو ال � ْ‬

‫ما زال يهذي قائ ًال ‪..‬‬

‫عليكم ‪..‬‬ ‫و�أنا الإله‬ ‫ُ‬

‫أحد ‪..‬‬ ‫�إما �أنا �أو ال � ْ‬

‫ال�صمد ‪..‬‬ ‫�أنا القدير ‪� ..‬أنا‬ ‫ْ‬

‫و�أنا هنا حتى ال ْأبد ‪..‬‬

‫فقد ‪..‬‬ ‫وبكل (ه�سترييا) ْ‬

‫نريونُ مات وعندنا ‪..‬‬

‫م�ضى يف هذا ال�صد ْد ‪..‬‬

‫�صعد‪..‬‬ ‫�ألف ٍ‬ ‫نريون ْ‬

‫ح�شد ‪..‬‬ ‫مليون‬ ‫(�شبيح) ْ‬ ‫ٍ‬

‫***‬

‫�أفنى الديار ومل يوفر‬

‫فت�شجعوا ‪ ..‬ومتا�سكوا ‪..‬‬

‫�شيخ �أو ن�ساءٍ ‪..‬‬ ‫�أي ٍ‬ ‫طفل �أي ٍ‬

‫وتقدموا ‪ ..‬وت�أكدوا‪:‬‬

‫البلد‪..‬‬ ‫بل و�أعدم ن�صف �ش ّب ِان ْ‬

‫مل يعرف التاريخُ يوم ًا ‪..‬‬

‫الولد ‪..‬‬ ‫هذا ْ‬

‫�صمد ‪..‬‬ ‫�أن طاغي ًة ْ‬


‫‪issue 46 / jan. 27th 42‬‬

‫‪Mustafa Safiia‬‬

‫ِبتنا ن�سرتق حلظات من ذكريات ما�ضينا اجلميلة تخفّف ع ّنا معاناة اللحظة و�أمل امل�ستقبل املجهول!‬ ‫‪Bassam Haddad‬‬

‫يجب �إبادة هذه البيئة الإرهابية احلقرية التي �أنتجت وحو�ش و بهائم ع�ص ��ابات الأ�س ��د و جي�شه املغوار‬ ‫من القتلة و ال�شاذين عدميي الأخالق و الرحمة و الإن�سانية و القيم ‪..‬‬ ‫‪Khaled Burhan‬‬

‫قال بل�شت الت�صفيات بالكتائب‪ ،‬واملناف�سة حامية عالآخر و�أهم من ت�صفيات ك�أ�س العامل !‬ ‫على فكرة ال�شعب طلع برا من الدور التمهيدي‪...‬‬ ‫‪Ola Malas‬‬

‫جماعة (الثورة م�شكلتها طلعت من اجلامع)‬ ‫ه ��ي جامعة الثورة ر�س ��مت تاء مربوطة بالدم‪...‬م�ش ��ان تدورا على كذبة مقرف ��ة جديدة‪...‬تربروا فيها‬ ‫قذارتكون‪.‬‬ ‫‪Hakam Al Waheb‬‬

‫الأر�ض كروية ‪ ..‬نظر �إيل �شزر ًا ثم نهق م�ستنكر ًا حديثي مع هزة لذنبه دلي ًال على الإنزعاج‬ ‫ع ��م قل ��ك الأر� ��ض كروية ‪ ..‬الزفري مع املخ ��اط بد�أ يخرج من �أنفه و�ص ��وت عميق من جوفه مع ت�س ��ارع‬ ‫للحركة يف قوائمه الأربع‬ ‫لك �ش ��وف هي �ص ��ور الأقمار ال�ص ��ناعية واملخطوطات وكله ��ا بتثبت كروية الأر� ��ض ‪ ..‬لبطة على بطني‬ ‫وينتهي النقا�ش‬ ‫هذا ال�سيناريو ‪� ..‬أقرب للمنطقية �ألف مرة من �إقناع منحبكجي �أو م�ؤيد للنظام ب�أن القاتل واملجرم هو‬ ‫نظام �آل الأ�سد اخل�سي�س و�أعوانه‬ ‫‪Mo Kh Ti‬‬

‫حا�س ���س �إننا بهالبلد حتولنا لإطفائيني ‪،‬و عم نطفي باحلرايق النف�س ��ية و اجل�سدية يلي عم ت�صري فينا‬ ‫‪،‬بيوم من االيام لح ن�سمي يوم الن�صر لح نوقف تطفاية حرايق ‪،‬و نطلع حولينا و ن�شوف قدي�ش يف خراب‬ ‫�صار من هاحلرايق ‪،‬و هاد اليوم بيخوفني اكرت من كل �شي عم ي�صري فينا هلأ‪.‬‬ ‫‪Molham Aldrobi‬‬

‫غنت فريوز مطربة «�س� ��ألتك حبيبي لوين رايحني؟»‪ ،‬عزيزتي فريوز‪ :‬ب�ش ��ار �أ�سد رايح على جهنم �أكيد‪،‬‬ ‫�شعبنا رايح على احلرية �أكيد‪� ،‬أنا رايح على اجلنة ان تغمدين ربي برحمته‪ ،‬ما �أحلى �س�ؤالك يا فريوز‬ ‫‪Monis Bukhari‬‬

‫‪»‎‬يف �أخطاء بالثورة» عبارة �ص ��ار مبالغ فيها �إىل حد ما‪ ،‬يعني تخنتوها جماعة ال�سلمية وجماعة «خربتو‬ ‫البل ��د» وجماع ��ة «على احلياد» وجماعات الن�أ كلها‪ ...‬خلينا على «يف �أخطاء بالأ�ش ��خا�ص» و»يف �ض ��عف‬ ‫خربة» و»يف نق�ص معرفة» و»يف‪ ...‬ما يف موارد» و»يف واحد حمطوط حد ال�س ��يف على رقبتو‪ ..‬يا بريف�س‬ ‫يا بيندبح‪ ...‬واهلل يحميه ويقويه»‬ ‫‪Lina Sinjab‬‬

‫كل ال�ش ��عارات �س ��قطت يف �سورية‪ ،‬كل القيم �س ��قطت يف �سورية‪ ،‬كل املقد�س ��ات واملحرمات �سقطت يف‬ ‫�سورية‪ .‬وحده ال�شعب باق‪ ،‬وحده يبقي �سورية‪.‬‬


‫‪43 issue 46 / jan. 27th‬‬

‫�ضحكة‪ ..‬ودمعة‬

‫• فدائيات الأ�س ��د ي�ؤدين الق�س ��م ‪ :‬وحياة‬ ‫هاحلالب ��ات يا�س ��يد الوط ��ن لنفدي ��ك‬ ‫ب�أغلى مامنلك ‪� ...‬أكيد مو ال�ش ��رف بجوز‬ ‫م�صا�صة املتة‬ ‫• �إجت الكهربا ‪...‬‬ ‫مرئت قدام املراية ‪....‬‬ ‫دمعت عيني ‪ .....‬ا�شتئتلي ‪(:‬‬ ‫• حبني وخود جح�ش قلو املحبة مابت�صري‬ ‫دح�ش ‪ ...‬ق�س ��ما باهلل الزم ت�صري الفقرة‬ ‫الأوىل يف د�س ��تور اجلمهوري ��ة العربي ��ة‬ ‫ال�سورية‬ ‫• ﺧﺮﺟﺖ م�سرعة ﻭﻢﻟ ﺗ�ﻀﻊ ﺍﻤﻟﻛﻴﺎﺝ ‪...‬‬ ‫وعند �أول حاجز ت�صادفه ‪......‬‬ ‫�سحبوها على اجلي�ش ‪....‬؟؟؟؟؟‬ ‫• ق ��ال له ��ا �ضعي مزي ��دا م ��ن ال�سكر يف‬ ‫ال�شاي‪..‬‬ ‫�إقرتب ��ت وو�ضع ��ت �إ�صبعه ��ا يف الك�أ� ��س و‬ ‫�إبت�سمت قائلة ‪ :‬هكذا �أف�ضل!‬ ‫فنظ ��ر يف عينيها و �أعطاه ��ا كف خما�سي‬ ‫غري خريط ��ة وجهها وق ��ال‪ :‬حتركي هاتي‬ ‫ال�سكر بال قرف‬ ‫نعــم انه ال�سوري الرومن�سي‬ ‫• يب ��دو ان اجلي�ش اجلزائري يتجه حلل‬ ‫م�شكل ��ة الرهائ ��ن عل ��ى طريق ��ة خيتي �أم‬ ‫عل ��ي ‪� :‬أم ��ي ياعل ��ي ابدن ��ا م�شاك ��ل طالع‬ ‫قو�صن ورجاع‬

‫• نحن املغرتبون ل�سنا جميعا مت�ضررون‪..‬‬ ‫لكن اجلميع مقهورون‪..‬‬ ‫نحن املغرتبون فقدنا ب�سمة �أحبائنا‪..‬‬ ‫فقدنا رائحة ال�صباح يف �سوريا احلبيبة‪..‬‬ ‫ع�شنا غرباء يف بالد لي�ست بالدنا‪..‬‬ ‫وفقدنا احل�ضن احلنون‪..‬‬ ‫نحن املغرتبون ال نخاف حيث ن�سكن وننام‬ ‫ون�ستيقظ ب�سالم‪..‬‬ ‫وال ن�سمع �أ�صوات كالتي ت�سمعون‪..‬‬ ‫لكننا نتوجع عندما تتوجعون‪..‬‬ ‫نبكي دما عندما تفزعون‪..‬‬ ‫ن�شعر بكم عندما ترتعدون‪..‬‬ ‫نحن املغرتبون دوما مظلومون‪..‬‬

‫ويحك ��م علين ��ا بعدم التفاعل فق ��ط لأننا ال الت�صوي ��ر النه ��م يقومون بذل ��ك لوجه اهلل‬ ‫ن�سكن حيث ت�سكنون‪.‬‬ ‫ولي�س لداعي ال�شهرة‬ ‫فيما يرتدي البع�ض طاقية الإخفاء‬ ‫• لك عم يقولو �أني�سة حلقت ب�شرى ع دبي‬ ‫و ع ��م يقول ��و احلرام ��ي خمل ��وف و�ص ��ل ع • م�ساع ��د املر�ش ��د الأعل ��ى الإي ��راين‪� :‬أي‬ ‫بيالرو�سيا‬ ‫هجوم على �سورية ُيعد هجوما علينا‬ ‫و عم يقولو مطار بريوت �صاير متل احل َّمام يعني بفه ��م من كالمكن ان ��و �أي لعن لروح‬ ‫املقطوعة ميتو‬ ‫حافظ يعترب لعن لروح اخلميني ؟؟‬ ‫و عم يقولو خل�صت!‬ ‫�أي �ص ��ح خل�ص ��ت ‪ ..‬و ع ��م يخل�صو ‪ ..‬و رح • بتاخ ��د جمموعة �أنفاق داري ��ا ‪ ..‬مع نفق‬ ‫يخل�صو ع الآخر كمان‬ ‫دوم ��ا ‪ ..‬و نفق حر�ست ��ا ‪ ..‬و جمموعة �أنفاق‬ ‫قد�سيا و الهامة و قطنا و الك�سوة و عربني و‬ ‫• ح�س ��ب �إع�ل�ام النظ ��ام ‪ ..‬الع�صاب ��ات رنكو�س و م�ضايا و املع�ضمية‬ ‫امل�سلح ��ة متتل ��ك جمموع ��ة �أنف ��اق �سوب ��ر و بتاخد جمموعة �أنف ��اق برزة و القابون ‪..‬‬ ‫ديلوك�س تربط ال�شرق بالغرب ‪ ..‬و مروحية م ��ع نفق كفر�سو�س ��ة ‪ ..‬و نفق ركن الدين ‪..‬‬ ‫لأم�ي�ر �إمارة ب ��اب ال�سباع �س ��دد اهلل خطاه و جمموعة �أنفاق الريموك و املزّة و امليدان‬ ‫‪ ..‬و غوا�ص ��ة نووي ��ة متوقف ��ة عن ��د �شواطئ و ال�شاغور‬ ‫بانيا�س‬ ‫� اخلط ��وة الأه ��م ‪ ..‬بتو�ص ��ل ب�ي�ن كل‬ ‫ه�ل� أ‬ ‫�أم ��ا اجله ��ات املخت�ص ��ة و ح�س ��ب �إع�ل�ام هالأنفاق‬ ‫النظام كمان ‪ ..‬ب� ��س بتفكك عبوات نا�سفة بيطلع معك م�ش ��روع «ميرتو دم�شق» جاهز‬ ‫‪� ..‬أي م ��ن وين بدو يج ��ي احل�سم الع�سكري ‪ ..‬بدون �أي تعب �أو جهد‬ ‫يا منحبكجي!‬ ‫و ب ��دون م ��ا نحتاج خ�ب�راء �أجان ��ب ‪ ..‬اهلل‬ ‫حت ��ى بالك ��زب متفوق�ي�ن عليك ��ون! ح�س ��ب يخليلنا الع�صابات امل�سلحة‬ ‫�إعالمكون!‬ ‫• الدونيا‬ ‫• �صفح ��ات املنحبكجي ��ة وقن ��وات النظام داري ��ا‪ :‬وحدة من القوات امل�سلحة تعرث على‬ ‫االخباري ��ة ‪ :‬الآالف م ��ن �شب ��اب حل ��ب ‪� 3‬أنفاق ك ��ان الإرهابي ��ون ي�ستخدمونها يف‬ ‫يتزاحمون �أم ��ام مراكز التجنيد للتطوع يف التنق ��ل و نق ��ل الأ�سلحة و الذخ�ي�رة‪ ..‬نعلن‬ ‫اجلي�ش البا�سيل‬ ‫وق ��ف رحالتن ��ا م ��ن داري ��ا �إىل الدوحة ‪..‬‬ ‫وبالن�سبة مل ��ن ي�س�أل عن فيديوهات او �صور داري ��ا �إىل باب ال�سباع ‪ ..‬داريا �إىل كفرنبل‬ ‫لت�أكيد كالمنا نقول لهم �أن ال�شباب رف�ضوا ‪ ..‬ب�س زكاء اجلهات املخت�صة‬


issue 46 / jan. 27th 44

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.