العدد ٤٥ من مجلة سورية بدا حرية

Page 1

1

issue 45 / jan. 16th

issue 45 / jan 16th 2013


‫‪2‬‬

‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫‪45 16 Jan. 2013‬‬ ‫‪th‬‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‪ :‬اﻷﺳﺪ واﻟﺒﻌﺚ واﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫أﻳﺘﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ‪ -‬ﻫﻴﻜﻞ‪!! ..‬‬ ‫اﻟﺴﻮﻳﺪاء ﺗﺪﻓﻊ ﻓﺎﺗﻮرة ﺛﻮرﺗﻬﺎ‪..‬‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ اﻟﻨﻔﻂ ب ‪ ١٠‬اﻻف ﻟﻴﺮة‪ ..‬ﺳﺮﻗﺔ اﻟﻨﻔﻂ و اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺪﻳﺮ اﻟﺰور‬ ‫ﻛﻨﺎﺋﺲ اﻷردن ‪ ،‬ﻫﻞ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻨﺪاء؟!‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺮف »اﻟﺸﺒﻴﺤﺔ« أن ﺛﻤﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺪو »ﻓﺮﻧﻜﲔ« ﻟﺪى ﺑﺸﺎر‪..‬‬ ‫ﻣﻌﺎرك ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ‬ ‫اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ‪ ..‬ﻃﺎﺑﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺪق ﻧﺎﻗﻮس اﳋﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻨﻊ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ًا ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺧﻄﻮات؟‬ ‫ﺻﺮﻣﺎﻳﺔ ﻧﺼﺮ اﷲ وﺷﺒﻴﺤﺔ اﻻﺳﺪ‬

‫‪»YÉaôdG ‹óæL ôjòf :ò«ØæJh º«ª°üJ‬‬

‫‪www.sbhmagazine.com‬‬ ‫‪info@sbhmagazine.com‬‬


3

issue 45 / jan. 16th


‫‪4‬‬

‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫ا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫العدد ‪45‬‬

‫حم‬

‫ص عاصمة النظام‬

‫هي حم�ص‪ ،‬تغنى بها ديك اجلن‪ ،‬و�أجنبت �أبطا ًال وكتاب ًا و�أدباء و�سيا�سيني‪ ،‬ومل تبخل حتى‬ ‫بالريا�ضيني‪ ،‬واليوم تتربع ب�أبناءها قربان ًا للحرية والكرامة‪.‬‬ ‫ا�ستلمت راية الثورة لفرتة طويلة قدمت خاللها مالحم بطولية ذكرها القا�صي والداين‬ ‫و�أ�ضحي يومها كلمة «حم�صي» مدعاة للفخر‪.‬‬ ‫ا�ستطاع بعدها النظام �أن يتغلب وبذكاء بالغ على الأ�سطورة احلم�صية يف قيادة الثورة‬ ‫التي كانت وقود ًا لبقية املدن والقرى‪ ،‬فلعبة املنطقة املحا�صرة يف حم�ص‪ ،‬ا�ستطاع النظام‬ ‫ممار�ستها بدهاء‪ ،‬بعد �أن دمر الأحياء املحيطة بـ «حم�ص القدمية» ليجعله منها �سور ًا‬ ‫يف�صل املدينة لق�سمني «القدمية» والتي يفخر الثوار ب�سيطرتهم عليها‪ ،‬و�أخرى حتت �سيطرة‬ ‫النظام ب�شكل كامل وهي الأغلبية التجارية وال�صناعية للمدينة على الرغم من تهمي�ش تلك‬ ‫القطاعات‪.‬‬ ‫طوال تلك املدة‪ ،‬مل نعد نرى موطئ لكتائب حم�ص التي �أقلقت م�ضاجع النظام وجعلت من‬ ‫حياته «�سلطة»‪ ،‬فما من حاجز �إال وتلقى «علقة» من العيار الثقيل على �أيدي �أبطال حم�ص‪..‬‬ ‫ولكن اليوم‪ ،‬وبع�ض �أن حا�صر الثوار �أنف�سهم بلعبة ذكية من النظام‪� ،‬أ�ضحت حم�ص عا�صمة‬ ‫�آمنية للنظام‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫الكتائب امل�سلحة على اجلبهة حتمي املنطقة املحا�صرة‪ ،‬ومل يعد لهم وجود خارجها‪.‬‬ ‫ما تبقى من حم�ص‪ ،‬منطقة مدنية اختفت منها حتى مظاهر احلراك ال�سلمي‪ ،‬يعيث فيها‬ ‫عنا�صر النظام خراب ًا واعتقاال‪.‬‬ ‫كتائب اجلي�ش احلر املتمركزة يف ريف حم�ص «وخا�صة ال�شرقي» خططت وعملت بعد طول‬ ‫انتظار» على حماولة ك�سر احل�صار بخطة بائت بالف�شل‪ ،‬ومعظم الكتائب فيما بينها تتقاتل‪،‬‬ ‫وتتبادل تهم التخوين وال�سرقة‪.‬‬ ‫حم�ص اليوم‪ ،‬لي�ست هي حم�ص التي تغنى بها ال�ساروت واملع�صراين‪ ،‬ولي�ست هي التي كتبت‬ ‫عنها الق�صائد والأ�شعار‪ ،‬ولي�ست هي �أي�ض ًا حمور الن�شرات الإخبارية وامللتقيات ال�سيا�سية‬ ‫التي كانت قبل عام من الآن‪..‬‬ ‫حم�ص اليوم‪� ،‬أ�ضحت وبكل �أ�سف عا�صمة النظام بال منازع‪ ،‬ففيها يب�سط �سيطرته يف‬ ‫املناطق املدنية‪ ،‬بعد �أن «�سجن» الثوار داخل منطقتهم القدمية ال ي�ستطيعون فيها حراك ًا �إال‬ ‫للبحث عن لقمة العي�ش‪� ،‬أو النوم ريثما حتني نوبة حرا�ستهم‪.‬‬ ‫حم�ص اليوم‪� ،‬أ�ضحت مرتع ًا للجوا�سي�س واملخربين املدنيني منهم والع�سكريني‪� ،‬أبناء العوائل‬ ‫املرموقة‪� ،‬أم �أبناء �ضعاف النفو�س والفقراء‪..‬‬ ‫حم�ص من عا�صمة الثورة‪ ..‬ب�سبب غباء بع�ض الكتائب وتعنتهم‪� ،‬أ�ضحت‪ ..‬عا�صمة النظام‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫رئي�س التحرير‬ ‫نذير جنديل‬


‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫‪5‬‬

‫إذا حكى الشعب ‪ ..‬احلكومة تسد بوزها ‪!! ..‬‬

‫�أيتام عبد النا�صر ‪-‬‬ ‫!!‬ ‫هيكل‪..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬الكويت ‪� -‬أبو دحام‬ ‫ّ‬

‫خرج علينا املدعو حممد ح�سنني هيكل‬ ‫مرار ًا وتكرار ًا لريدد �سمفونية امل�ؤامرة‬ ‫لكن بلغة ملتوية ملونة حتت بند �أنه‬ ‫متعاطف مع متطلبات ال�شعوب لكن ال‬ ‫تتم هذه الطلبات عرب الناتو ‪ !! ..‬وكالمه‬ ‫هذا ما انفك يردده عند كل �س�ؤال يخ�ص‬ ‫الثورة ال�سورية ‪.‬‬ ‫هيكل ب�إمكاين �أن �أ�ضعه يف خانة �أيتام‬ ‫ملعون الروح جمال عبد النا�صر الذي‬ ‫له الف�ضل الأكرب بتدمري �سوريا �سيا�سي ًا‬ ‫واقت�صادي ًا ب�إلغائه لكل الأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية ومن ثم �سرقة التجار وتدمري‬ ‫التجارة حتت بند الت�أميم ‪!! ...‬‬ ‫هيكل يتحدث دائم ًا �أن هنالك �أحد كبار‬ ‫امل�س�ؤولني الأمريكيني الذي زاره �سر ًا‬ ‫‪ ،‬واخربه ب�سر خطري جد ًا ال يعلمه �إال‬

‫هيكل من العرب ‪ ،‬وهو �أن هنالك م�ؤامرة‬ ‫على العرب تقودها �أمريكا دائم ًا و�أبدا‬ ‫(و�أنا هنا ال �أدافع عن �أمريكا) ويجب‬ ‫على ال�صفحي الالمع الذي ال يطفئ نوره‬ ‫منذ ‪� 1923‬أن يقود الهجمة امل�ضادة �ضد‬ ‫�أمريكا !!!!!!!‬ ‫ال �أريد اخلو�ض فيما ذكره (حممد جالل‬ ‫ك�شك) يف �إظهار ال�شيطان املدل�س الأكرب‬ ‫( حممد ح�سنني هيكل ) من خالل كتابه‬ ‫ال�شهري « ثورة يوليو الأمريكية « ‪.‬‬ ‫وال �أريد اخلو�ض يف ال�شركات التي‬ ‫ميتلكها هيكل و�أبنائه يف �سوريا والكويت‬ ‫وم�صر وغريهما ‪ ..‬وطبع ًا �شراكة �أبنائه‬ ‫مع املجرم رامي خملوف ابن خالة ب�شار‬ ‫اال�سد ‪!! ..‬‬ ‫بل �س�أكتفي باحلديث عما يقوله هذا‬ ‫املجرم املدل�س الكذاب حول الثورة‬ ‫ال�سورية و�أنها (�صنيعة الناتو) و�إ�صراره‬ ‫ب�شكل غبي جد ًا على �أن �شركة بالك ووتر‬ ‫القذرة هي من تدير الكثري من املعارك‬ ‫يف �سوريا و�أي�ض ًا �ستة �آاللف مقاتل منها‬ ‫موجودين يف �سوريا !!!‬ ‫تفنيد كلمات وهذيان هيكل ال يحتاج �إىل‬ ‫الكثري‪ ،‬فقط ما عليك اال النزول �إىل‬ ‫�سوريا وم�شاهدة مقاتلي اجلي�ش احلر‬ ‫لرتى من هم وابحث عن البالك ووتر �إن‬

‫وجدتهم فال تت�أخر بت�صويرهم وف�ضح‬ ‫تواجدهم ‪ ..‬ومنذ بداية الثورة ال�سورية‬ ‫ب�سلميتها لليوم مل يكت�شف �أحد يف العامل‬ ‫تواجد هذه ال�شركة �إال املدعو هيكل ‪!! ..‬‬ ‫بالإمكان القول �أن جنونه وجنوحه نحو‬ ‫احذية الطغاء ولعقها بطريقة خمملية‬ ‫كما اعتاد �أن يفعل �سببه جتاهل الثورة‬ ‫امل�صرية له وهو من كان ينتظر منهم‬ ‫�أن يتوجوه �إله ًا مل�صر !! وطبع ًا بقية‬ ‫الثورات مل تره ومل تتعرف عليه �سوى‬ ‫بال�ضحك على تخريفاته‪ ،‬والأغرب ان‬ ‫هذا القوجمي ال يتوقف عن التطبيل‬ ‫والتزمري لإيران ‪ ..‬وهنا قد جند الإجابة‬ ‫على جنونه ‪!! .‬‬ ‫�أدعو كل القوجمية وحمبي هيكل �أن‬ ‫يطلبوا منه االعتكاف يف منزله و�إغالق‬ ‫فمه باحل�سنى �أو باالحذية �إن تطلب‬ ‫الأمر لوقف �شالل الهبل والكذب والدجل‬ ‫الذي ي�سوق �إليه‪� ،‬أقله حفظ ًا ال�سمه الذي‬ ‫كان يوم ًا رئي�س حترير جريدة الأهرام‬ ‫العريقة ‪..‬‬


‫‪6‬‬

‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫ال�شهادة يف �سبيل ن�صرة احلق و�صون العر�ض‬ ‫و�ض���د الظل���م والقتل ال���ذي يتعر�ض ل���ه �أبناء‬ ‫وطن���ه وقد منّ اهلل عليه ب����أن ق�سم له �أن يعود‬ ‫�إىل بلدت���ه و�أن ي�شارك يف ع��� ّدة كمائن �أُ ِعدت‬ ‫م���ن قب���ل اجلي�ش احل��� ّر لع�صاب���ات الأ�سد يف‬ ‫�سهل ال���روج‪ ,‬لق���د كان يقول بع���زم وت�صميم‬ ‫غ�ي�ر � ٍآبه باملوت ‪« :‬ل���ن يدخلوا املنطقة �إال على‬ ‫�أج�سادنا‪»...‬‬ ‫ويف ‪ 2012/4/8‬كان �إ�سماعي���ل واح���د ًا م���ن‬ ‫�أفراد اجلي�ش احل��� ّر املتواجدين �أثناء احلملة‬ ‫الت���ي �ش ّنتها ع�صابات الأ�سـد ج ـ ّو ًا وب ـ ّر ًا والتي‬ ‫ارتكب���وا فيها جمـ���زرة يف قرى وبل���دات �سهل‬ ‫الروج واجلبل الو�سطاين وعلى �إثر اال�شتباكات‬ ‫التي دارت ب�ي�ن اجلي�شني نال ا�سماعيل �شرف‬ ‫ال�شه���ادة وكانت كلمته «لن يدخلوا املنطقة �إال‬ ‫عل���ى �أج�سادن���ا‪ »...‬قوال وفعال فق���د دافع عن‬ ‫املنطق���ة و�أهله بج�س���ده وب�سالح���ه الب�سيط ‪,‬‬ ‫وفداهــم بروحــه ‪ ,‬لقد كان كمن قال‪:‬‬ ‫ـوت �آجا َلنــا َلن ــا ‪َ . . .‬و َتكـ ـ َرهُ ـ ُه‬ ‫« ُي َق ِّـر ُب ُح ُّب ا َملـ ِ‬ ‫�آجــا ُل ُهــم َف َتط ـ ُ‬ ‫ـول‬ ‫���د ُ‬ ‫تَ�سي ُ‬ ‫ي�ست‬ ‫���ل َعلى َح ِّ‬ ‫الظ ِ‬ ‫بات ُن ُ‬ ‫فو�سن���ا ‪َ . . .‬و َل َ‬ ‫ُ‬ ‫بات تَ�سيل»ُ‬ ‫َعلى َغ ِري الظ ِ‬ ‫وطن لطامل���ا ارتوى هو‬ ‫لق���د روى بدمائ���ه ثرى ٍ‬ ‫مبياه���ه‪ ,‬كرب و�شب فيه والي���وم الوطن هو من‬ ‫يكرب ب�إ�سماعيل و�أمثاله‪.‬‬

‫«لن يدخلوا املنطقة إال على أجسادنا»‬

‫إسماعيل عبد الرزاق العبد اهلل‬ ‫ق�ص�ص �شهداء الثورة ال�سورية‬ ‫هو �أحد ال�شهداء الأحياء ب�إذن ربهم‪ ،،‬توارى‬ ‫ج�س���ده حتت ال�ت�راب و�سيبقى ا�سم���ه �شعاع ًا‬ ‫ل�شم����س احلري���ة التي �ست�ش���رق يوم��� ًا وتبدد‬ ‫ظالم ًا طال‪ ،‬هو �شهيد مدينة �إدلب‪.‬‬ ‫ول���د ون�ش�أ يف �سه���ل الروج مق�س���م الت�سعة يف‬ ‫قري���ة احل ّمو ب�إدل���ب اخل�ضراء‪ ،‬فت���ح مقلتيه‬ ‫عل���ى �سماء �سهل ال���روج و�أغم�ضهما فيه‪ ،‬منا‬ ‫كغر�س��� ٍة طيب ٍة حمب ًا لوالدي���ه بار ًا بهما‪ ،‬ر�ضع‬ ‫و�سقي الإخال�ص م���ا ًء‪ ،‬ف�أثمر‬ ‫الوفاء حليب��� ًا‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫�أخالقا ي�ستل ّذها كل من عرفه‪.‬‬ ‫مل يغ���ادر �سهل الروج �إال �إىل مدر�سة ال�شرطة‬ ‫يف حلب عندما تطوع يف �سلك ال�شرطة وذلك‬

‫�إثر ح�صوله على ال�شهادة الثانوية عام ‪2008‬م‬ ‫وكان ق���د در����س االبتدائية يف مدر�س���ة قريته‬ ‫ال�صغرية‪ ،‬ثم االعدادية يف مدر�سة كني�سة بني‬ ‫ع���ز‪ ،‬وبعد �أن �أنهى الدورة يف مدر�سة ال�شرطة‬ ‫مت ف���رزه �إىل ق�سم ال�سج���ن يف طرطو�س وبعد‬ ‫�شه���ر م���ن ف���رزه انتق���ل �إىل اال�ستعالمات يف‬ ‫ق�ص���ر املحاف���ظ يف مدين���ة طرطو����س‪ ،‬وم���ن‬ ‫هناك �أعل���ن ان�شقاقه عن النظام بعد �أن َخ رِب‬ ‫م���ا فيه من ظلم وجور وتعن���ت وا�ستبداد وقمع‬ ‫حريات‪� .‬شارك ال�شهيد �إ�سماعيل قبل �أن يعلن‬ ‫ان�شقاق���ه �أثن���اء �إجازاته يف املظاه���رات التي‬ ‫كان���ت تخرج من قريت���ه متخفي ًا م���ردد ًا كلمة‬ ‫احلق «ال ّل ـ ــه �أكبـ ـ ــر»‪.‬‬ ‫ان�ض���م �إىل �صفوف اجلي�ش‬ ‫�أ ّما بع���د ان�شقاقه‬ ‫ّ‬ ‫ال�س���وري احل��� ّر وذل���ك يف ‪ 2012/2/1‬نا�شد ًا‬

‫أحب احلي���اة‪ ،،‬وفهمها‪ ،،‬و�أتقن العي�ش فيها‪،،‬‬ ‫� ّ‬ ‫فبح�ل�اوة روحه وبل�سم �ألفاظ���ه وي�سر التعامل‬ ‫مع���ه فر�ض ح ّب���ه على قل���ب ِّ‬ ‫�صغ�ي�ر بريء‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫وعل���ى قل���ب ِّ‬ ‫كل كب ٍري جريء‪ ،‬ف���كان لفقده �أثر‬ ‫ُجرح لن يندمل يف قلب كل من عرفه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لق���د �أتقن حياته ! فلم يكن ك�أي �إن�سان يباغته‬ ‫املوت ال‪ ،‬ه���و اختار طريقا م�شرف���ا ‪....‬اختار‬ ‫درب اجله���اد ‪...‬ي�أتي���ه املوت في���ه فيبقى حيا‬ ‫ب�أمر من اهلل ‪...‬‬ ‫«النا�س �صنفان موتى يف حياتهم ‪. . .‬و�آخرون‬ ‫ببطن الأر�ض �أحيــاء»‬ ‫�سيبق���ى حي ًا يف بطن الأر����ض‪ ,‬و�سيبقى ا�سمه‬ ‫ُم ـ��� َردَد ًا فوقها على �شفاه رفاقه اللذين �أبوا �أن‬ ‫يغيب ا�س���م ا�سماعيل من بينهم ُ‬ ‫ف�ش ِكلت كتيبة‬ ‫حمل���ت ا�سمه «كتيب���ة ال�شهي���د �إ�سماعيل عبد‬ ‫الرزاق العب���د اهلل» مهامها الدفاع عن الأبناء‬ ‫الوط���ن املدني�ي�ن وحمارب���ة ع�صاب���ات الأ�سد‬ ‫مل���ا متار�سه م���ن كافة �أن���واع الظل���م و�أ�ساليب‬ ‫التعذي���ب الوح�شي���ة واالعتداء عل���ى احلريات‬ ‫امل�شروعة‪ ..‬وغريها وذلك حتت راية‪« :‬ال �إل ــه‬ ‫�إال ال ّل ــه حمم ــد ر�س ــول ال ّل ــه»‬


‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫‪7‬‬

‫بسبب متطلبات األمن والدفاع‪..‬‬

‫‪ 15‬قرية في السويداء يريد النظام استمالكها بصفة مستعجلة‪..‬‬ ‫خا�ص ‪ /‬ال�سويداء ‪ -‬رنا جمال‬ ‫�أ�ص���درت احلكومة ال�سورية ق���رار ًا يق�ضي‬ ‫أرا����ض عل���ى طول‬ ‫با�ستم�ل�اك عق ٍ‬ ‫���ارات و� ٍ‬ ‫احل���دود ال�سوري���ة الأردني���ة يف ‪ 15‬قري���ة‬ ‫تابع���ة ملحافظ���ة ال�سويداء‪ ،‬وي أ�ت���ي القرار‬ ‫بالتزامن مع احت���دام املعارك بني اجلي�ش‬ ‫احلر واجلي�ش النظامي يف املحافظة‪ ،‬وهي‬ ‫الأوىل من نوعها‪.‬‬ ‫ق���رار اال�ستم�ل�اك ال���ذي �أت���ى ب�صف���ة‬ ‫م�ستعجل���ة ن����ص عل���ى �أن يك���ون �أنّ يك���ون‬ ‫اال�ستمالك له���ذه العقارات بعمق ‪ 30‬مرت ًا‬ ‫عل���ى طول احل���دود الأردنية‪ ،‬وب���رر ذلك‪:‬‬ ‫«لتنفيذ الأعمال الإن�شائية واملدنية و�شبكة‬ ‫التح�صين���ات الرتابي���ة الت���ي تقت�ضيه���ا‬

‫متطلبات الأمن والدفاع»‪.‬‬ ‫وذك���ر الق���رار �أ�سم���اء القرى الت���ي �شملها‬ ‫اال�ستم�ل�اك امل�ستعج���ل عل���ى �أن ت�ص���در‬ ‫امل�صورات واجلداول اخلا�صة بذلك الحق ًا‪،‬‬ ‫وه���ذه الق���رى ه���ي‪« :‬ذيب�ي�ن‪� ،‬أم الرم���ان‪،‬‬ ‫الغارية‪ ،‬عنز‪ ،‬املغري‪ ،‬خربة عواد‪ ،‬امل�شقوق‪،‬‬ ‫�صلخ���د (ال�ص���ورة)‪� ،‬شن�ي�رة‪ ،‬القرع���ة‪،‬‬ ‫العانات‪ ،‬امتان‪ ،‬ملح‪ ،‬البادية‪ ،‬خازمة»‪.‬‬ ‫ويف �شهر �أي���ار (مايو) من الع���ام املا�ضي‪،‬‬ ‫�أ�ص���درت رئا�سة جمل�س ال���وزراء يف �سورية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مماث�ل�ا با�ستم�ل�اك‬ ‫م�ستعج�ل�ا‬ ‫ق���رار ًا‬ ‫عقارات و�أجزاء عقارات يف حمافظة درعا‬ ‫عل���ى طول احلدود ال�سوري���ة الأردنية بعمق‬ ‫‪ 30‬م تلبية ملتطلبات الأمن والدفاع‪.‬‬ ‫وج���اء في���ه‪� :‬ش«يع���د ذا نفع ع���ام وب�صفة‬

‫م�ستعجل���ة ا�ستم�ل�اك عق���ارات و�أج���زاء‬ ‫عقارات يف حمافظة درعا عبارة عن منطقة‬ ‫بعم���ق ‪ 30‬م عل���ى ط���ول احل���دود ال�سورية‬ ‫الأردنية‪ ،‬و�أينما يلزم ح�سب طبيعة الأر�ض‬ ‫الطبوغرافي���ة لتنفي���ذ الأعم���ال الإن�شائية‬ ‫واملدني���ة و�شبك���ة التح�صين���ات الرتابي���ة‬ ‫التي تقت�ضيها متطلب���ات الأمن والدفاع يف‬ ‫املناطق العقارية التالي���ة‪�( :‬سمج‪ ،‬طي�سيا‪،‬‬ ‫ال�سماقي���ات‪ ،‬املتاعي���ة‪ ،‬الطيب���ة‪ ،‬ن�صي���ب‪،‬‬ ‫درع���ا‪ ،‬تل �شه���اب‪ ،‬زي���زون‪ ،‬الق�صري‪ ،‬بيت‬ ‫�آره‪ ،‬كويا‪ ،‬معرية‪.‬‬ ‫ويحذر النا�شطون من هذا القرار كونه ي�أتي‬ ‫به���دف تطويق وحما�ص���رة عنا�صر اجلي�ش‬ ‫احلر‪ ،‬ومنعهم من التقدم �أو ال�سيطرة على‬ ‫مناطق يعدها النظام بال�ساتراتيجية‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫السويداء تدفع فاتورة ثورتها‪..‬‬ ‫اشتباكات عنيفة واجليش احلر صامد‪..‬‬

‫خا�ص ‪ /‬ال�سويداء ‪ -‬رنا جمال‬ ‫ا�ستمرت اال�شتباكات العنيفة خالل اليومني‬ ‫املا�ضيني بني عنا�صر اجلي�ش احلر واجلي�ش‬ ‫النظامي‪ ،‬يف حمافظ���ة ال�سويداء‪ ،‬ال �سيما‬ ‫بعد العملية التي نفذتها كتيبة �سلطان با�شا‬ ‫الأطر����ش على حاجز �ضه���ر اجلبل‪ ،‬ترافق‬ ‫تعزيزات ع�سكري���ة م�ستمرة ال �سيما يف‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫منطقة �شهبا و�سليم‪.‬‬ ‫ووفق��� ًا للبيانات ال�صادرة عن اجلي�ش احلر‬ ‫ف����إن عنا�ص���ره يرف�ض���ون االن�سحاب حيث‬ ‫ق���ال‪« :‬م���ا زال �أبطالن���ا يخو�ض���ون معارك‬ ‫عنيفة و رغم تفوق ق���وات النظام يف العدد‬ ‫و العتاد �أال �أن �أبطالنا يرف�ضون االن�سحاب‬ ‫م���ن القت���ال ويلحق���ون �أق�س���ى اخل�سائ���ر‬ ‫ب�صفوف النظام و�شبيحت»‪.‬‬

‫الفائت�ي�ن‪ ،‬واملتاب���ع مل�سار الأح���داث خالل‬ ‫ال�شهر الفائت ميكنه �أن يدرك ذلك ح�سب‬ ‫�أحد النا�شطني‪ ،‬الذي يقول‪« :‬ما نع ّول عليه‪،‬‬ ‫ه���و �أن الن�سب���ة الكب�ي�رة امللتزم���ة باحلياد‬ ‫لأ�سباب ي�صعب تعدادها هنا‪ -‬لن ت�ستمر‬‫بالوقوف على احلي���اد عندما ي�صبح الأمر‬ ‫افتع���ا ًال لفتنة �أهلية ق���د تق ّو�ض ما بناه عرب‬ ‫ال�سن�ي�ن �أهل املحافظة م���ع باقي ال�سوريني‬ ‫جميع ًا‪.‬‬

‫ولع���ل �أب���رز الت�س���ا�ؤالت الت���ي تطف���و �إىل‬ ‫ال�سط���ح عن���د احلدي���ث ع���ن الث���ورة يف‬ ‫حمافظ���ة ال�سويداء تتعل���ق بت�أخر احلراك‬ ‫يف ه���ذه املحافظ���ة الت���ي لطامل���ا عانت من‬ ‫ظل���م النظ���ام‪ ،‬حي���ث يجيبن���ا النا�شط �أن‬ ‫احلراك يف ال�سويداء مل يكن مت�أخر ًا �أبد ًا‪،‬‬ ‫فاملظاه���رات ب���د�أت يف درع���ا يف ‪� 18‬آذار‬ ‫���ال م���ن نقابة‬ ‫ويعتق���د النا�شط���ون �أن يف ذلك حتو ًال حاد ًا ‪ ،2011‬ف���كان �أول رد فع���ل ت ٍ‬ ‫مل�س���ار الث���ورة يف املحافظ���ة الت���ي ح���اول املحام�ي�ن يف ال�سوي���داء يف ‪� 24‬آذار ‪2011‬‬ ‫النظ���ام جره���ا �إىل �صف���ه خ�ل�ال العامني ببي���ان �صادر ع���ن النقاب���ة ي�ستنك���ر نزف‬

‫الدم���اء وا�ستخ���دام العن���ف يف الت�ص���دي‬ ‫للمتظاهري���ن ال�سلمي�ي�ن ويح���دد اقرتاح ًا‬ ‫للح���ل يف م���ا يزي���د ع���ن الع�شرة بن���ود من‬ ‫املقرتحات‪ ،‬وتال ذل���ك يف ‪� 28‬آذار �أول يوم‬ ‫م���ن �أيام �إن���ارة ال�شموع ح���داد ًا على �أرواح‬ ‫ال�شه���داء‪ ،‬حدث تكرر �أيام��� ًا ثالثة متتالية‬ ‫بكام���ل ال�سلمي���ة والرق���ي‪ ،‬ليت���م يف الي���وم‬ ‫الراب���ع تفري���ق املعت�صم�ي�ن بعن���ف وق�سوة‬ ‫من قب���ل �أمن النظ���ام و�شبيحت���ه‪ ،‬ومن ثم‬ ‫كان���ت املظاه���رات واالعت�صامات يف �شارع‬ ‫ال�سويداء‪.‬‬ ‫ولأن مقارنة احل���راك يف ال�سويداء يختلف‬ ‫عن باق���ي املحافظ���ات ال�سورية ف����إن ذلك‬ ‫يعود لعاملني �أ�سا�سيني وفق النا�شط فيقول‪:‬‬ ‫م���ا ميكن �أن ي�سم���ى بالت�أخر‪ ،‬عل���ى اعتبار‬ ‫املقارنة مع ما يجري يف حمافظات �أخرى‪،‬‬ ‫ف����إن ذلك يع���زى لعدي ٍ���د م���ن االعتبارات‪،‬‬ ‫منه���ا ما يتعل���ق بحالة ال�سوي���داء وتاريخها‬ ‫وتاريخ تعامل النظام معها منذ �أزل‪ ،‬ومنها‬


‫‪issue 45 / jan. 16th‬‬

‫م���ا يتعلق بالطريقة الت���ي اتبعها النظام يف‬ ‫الت�ص���دي للح���راك الث���وري يف ال�سويداء‪،‬‬ ‫�أم���ران كان لهم���ا الفع���ل يف ع���دم م�شابهة‬ ‫احلراك الث���وري يف ال�سوي���داء للحراك يف‬ ‫غري حمافظات‪ ،‬وهو �أمر راهن يف �أكرث من‬ ‫حمافظ���ة‪ ،‬فالكل يالح���ظ �أن هناك حراك ًا‬ ‫ثوري��� ًا يف جميع املحافظ���ات ال�سورية و�إمنا‬ ‫ب�سوية خمتلف���ة وب�أ�ساليب خمتلفة بني هذه‬ ‫وتلك‪.‬‬ ‫ورغ���م الت�ضيي���ق الأمن���ي عل���ى ال�ص���وت‬ ‫املحعار����ض يف املحافظ���ة‪� ،‬إال �أن ث���وار‬ ‫ال�سوي���داء مل يت أ�خ���روا يوم ًا ع���ن امل�شاركة‬ ‫يف الث���ورة ب���كل �أ�سل���وب ا�ستطاع���وا عليه‪،‬‬ ‫تظاهرات واعت�صامات‪ ،‬ت�أمني م�ستلزمات‬ ‫احلياة لأهلنا املنكوبني �أينما كانوا‪ ،‬لبا�س ًا‪،‬‬ ‫غذا ًء ودوا ًء‪ ،‬وبكل الأ�شكال‪ ..‬ولي�س �آخرها‬ ‫ا�ست�ضافة املهجرين من بيوتهم ومناطقهم‬ ‫يف ال�سوي���داء �ضيوف ًا �أعزاء والقيام بكل ما‬ ‫ن�ستطي���ع لنت�شارك �أخوتن���ا ال�سورية يف كل‬ ‫تفا�صيلها ح�سب النا�شط‪.‬‬ ‫و�أح���د �أهم الأ�سباب الت���ي يراها املراقبون‬ ‫والتي تكم���ن خلف خوف اجلبل من الثورة‪،‬‬ ‫ه���ي فزاع���ة ال�سلفي���ة التي حمله���ا النظام‬ ‫ال�س���وري طيل���ة عق���ود‪ ،‬وهذا ما ح���ذر منه‬

‫التي���ار املدين يف �سوري���ا لأن ت�أخر الأقليات‬ ‫والتي���ارات العلماني���ة م���ن � أش�ن���ه �أن يج���ر‬ ‫الثورة نح���و التط���رف الدين���ي ولنا�شطون‬ ‫ال�سويداء ر�أي يف ذلك حيث يقول النا�شط‪:‬‬ ‫مل تكن �سوريا يوم ًا ذات لون واحد‪ ،‬ومل يكن‬ ‫هناك �إق�صاء من قب���ل �سوري ل�سوري �آخر‬ ‫لأي �سبب من تلك الأ�سباب قبل جميء هذا‬ ‫النظ���ام مبمار�سات���ه التفريقي���ة والقمعية‪،‬‬ ‫وق���د �أكون من الراف�ضني لكلمة (التعاي�ش)‬ ‫الت���ي يقولها كث�ي�رون الآن‪ ،‬فالتعاي�ش يكون‬ ‫ب�ي�ن نا����س خمتلف�ي�ن ب�ش���كل �أو ب�آخ���ر‪� ،‬أما‬ ‫ال�سوري���ون فهم �أهل وط���ن واحد‪ ،‬جتمعهم‬ ‫�سوريته���م وال �أرى يف عي�شه���م يف �سوريا �إال‬ ‫حالة �شع���ب واحد يعي�ش يف بل���د واحد‪ ،‬وال‬ ‫الخ���ر �إال مبقدار ما‬ ‫يختلف ف���رد منه عن آ‬ ‫يحم���ل الأخوة يف البي���ت الواحد االختالف‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬وي�ضيف‪ :‬لكي ال �أكون مبالغ ًا يف‬ ‫تفا�ؤيل‪� ،‬أو �أتـّـهم بالعمى عن كل ما يجري‪،‬‬ ‫ف�أقول �أن �أ�صوات الن�شاز‪ ،‬والظواهر امل�سيئة‬ ‫موجودة يف كل مكان‪ ،‬ولي�ست بانتظار وجود‬ ‫حال���ة ث���ورة �أو حالة فو�ض���ى يف �أي بلد لكي‬ ‫تكون موجودة‪ ،‬و�أ�سبابها متعددة �أجزم ب�أن‬ ‫امل�س�ؤول الأول عنها هو من كان ي�ستلم زمام‬ ‫الأم���ور يف البلد ويعمل على تغذية مثل هذه‬ ‫الظواهر االجتماعية التي يرف�ضها كثريون‬ ‫من حميط تلك الأ�صوات النا�شزة‪ ...‬وهذا‬

‫‪9‬‬

‫م���ا كن���ا –وال زلن���ا‪ -‬ن�ؤكد عليه دائم��� ًا ب�أن‬ ‫الث ��ورة احلقيقية �ستك ��ون ما بع ��د �إ�سقاط‬ ‫النظ���ام‪ ،‬حيث �سيعمل اجلمي���ع على �إعالء‬ ‫ال�صوت ال�س���وري احلقيقي‪ ،‬ال���ذي ي�ستمد‬ ‫قوت���ه و�أ�صالت���ه م���ن �ست���ة �آالف ع���ام م���ن‬ ‫احل�ض���ارة‪ ،‬وم���ن مزيج من الأدي���ان كانت‬ ‫ه���ذه الأر����ض خ�صبة يف احتوائه���ا وت�آلفها‬ ‫مع ًا‪.‬‬ ‫وحول اخلوف من التوج���ه املتطرف للثورة‬ ‫يق���ول النا�ش���ط‪ :‬ال �أ�ستبعد ب���روز مثل هذه‬ ‫املظاه���ر والأ�صوات يف �أماك���ن متعددة من‬ ‫�سوري���ا‪ ..‬وه���ي موج���ودة الآن ومالحظ���ة‬ ‫ب�ش���كل كبري وهذا �أمر ال يخف���ى على �أحد‪،‬‬ ‫لك���ن �أعتق���د �أن حال���ة احلق���ن والتجيي�ش‬ ‫املوج���ودة الآن والت���ي يغذيه���ا النظ���ام من‬ ‫جه���ة‪ ،‬و�أ�صح���اب امل�صلح���ة يف تقوية هذه‬ ‫ال�ص���وات من جهة �أخرى‪ ،‬م���ا هي �إال حالة‬ ‫م�ؤقت���ة‪ ،‬ي�سهل الت�صدي له���ا والتغلب عليها‬ ‫بعد حتقيق الهدف الأول �أو االنت�صار الأول‬ ‫للثورة‪� ،‬أال وه ��و �إ�سقاط النظ ��ام برموزه‪..‬‬ ‫ف�أ�صوات العقل واحلكمة يطغى عليها �صوت‬ ‫الر�صا����ص الآن‪ ،‬ور�ؤى بناء �سوريا امل�ستقبل‬ ‫الواح���دة املوحدة جلميع �أبنائه���ا ب�ألوانهم‬ ‫القومي���ة والديني���ة والطائفي���ة‪ ،‬تلك الر�ؤى‬ ‫يطغى عل���ى �إب�صاره���ا لون ال���دم ال�سوري‬ ‫املراق يف كل مكان‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 10‬‬

‫برميل النفط ب ‪ 10‬االف ليرة‪..‬‬ ‫سرقة النفط و املرافق العامة بدير الزور‬


‫‪11 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬دير الزور ‪� -‬سورية بدا حرية‬

‫يواج���ه اجلي����ش احلر يف دير ال���زور حتدي ًا‬ ‫مهم��� ًا بالتزام���ن م���ع مهمت���ه الأ�سا�سية يف‬ ‫الدف���اع ع���ن املدني�ي�ن و�صد هجم���ة قوات‬ ‫النظ���ام ال�شر�سة امل�ستم���رة على املحافظة‬ ‫منذ �سبعة �أ�شهر‪..‬‬ ‫التحدي اجلديد يكمن يف حماية املمتلكات‬ ‫العام���ة وممتل���كات املواطن�ي�ن خا�ص���ة يف‬ ‫املناطق املح���ررة والتي تقع حت���ت �سيطرة‬ ‫اجلي����ش احلر وعل���ى ر�أ�س تل���ك املمتلكات‬ ‫حقول النفط ومعدات و�أجهزة اال�ستك�شاف‬ ‫واحلفر و�أنابي���ب النقل املمتدة ملئات الكيلو‬ ‫مرتات‪.‬‬ ‫فف���ي الف�ت�رة املا�ضي���ة انت�ش���رت مقاط���ع‬ ‫فيدي���و عل���ى �شبك���ة التوا�ص���ل االجتماعي‬ ‫(اليوتيوب) يظهر فيها عدد من الأ�شخا�ص‬ ‫يقوم���ون ب�سرق���ة النفط من �أح���د احلقول‬ ‫و�أنابيب النقل و�أخرى تظهر �سرقة عدد من‬ ‫الأجه���زة واملعدات الثقيلة اخلا�صة باحلفر‬ ‫واال�ستك�ش���اف وتق���در قيمته���ا مبالي�ي�ن‬ ‫الدوالرات والتي من املمكن �أن تباع كخردة‬ ‫بب�ضع �آالف م���ن اللريات ال�سوري���ة �إال �أنها‬ ‫حترم دير ال���زور خ�صو�ص ًا و�سورية عموم ًا‬ ‫م���ن ثروات ه���ي ملك ع���ام لل�شع���ب ويعول‬ ‫عليها امل�ساهمة يف عملية الإعمار بعد زوال‬ ‫حكم الأ�سد قريب ًا‪.‬‬ ‫ت�سا�ؤالت و�شائعات كث�ي�رة من قبل الأهايل‬ ‫ل ّف���ت تل���ك االنته���اكات خا�ص���ة �أن اجلي�ش‬ ‫احل���ر لطاملا �أعل���ن �أنه يح���ارب الل�صو�ص‬ ‫بالتزامن مع حرب���ه �ضد قوات النظام ومع‬ ‫ذلك متت تلك ال�سرق���ات ويف و�ضح النهار‬ ‫حتى �أن الأمر و�صل �إىل �أن بع�ض الل�صو�ص‬ ‫اختلفوا على اقت�س���ام غنائم النفط وا�شتد‬ ‫خالفهم يف بع����ض الأحيان �إىل حد جعلهم‬ ‫ي�ضرم���ون النار يف عدد م���ن �أنابيب النفط‬ ‫الت���ي مل تقبل الق�سمة لديه���م على اثنني �أو‬ ‫�أكرث فت���م �إحراقها حتت قاع���دة �إما يل �أو‬ ‫ال لأحد‪..‬‬ ‫البع�ض برر الفعل و�أو�ضحه �أنه مت ا�ستخراج‬ ‫كميات قليلة من النفط وتكريره بغية ت�أمني‬ ‫وق���ود ل���زوم النق���ل والتدفئ���ة م���ع فق���دان‬ ‫املحروق���ات ب�ش���كل كامل يف ظ���ل احل�صار‬ ‫الذي تفر�ضه ق���وات النظام على املحافظة‬ ‫منذ �أ�شهر وكذلك ا�شتداد برد ال�شتاء على‬

‫الأهايل وال نعلم �إن كان هذا التربير مقنع ًا‬ ‫للأهايل خا�صة �أنه ال يوجد جهة منظمة قد‬ ‫تبنته مثلما يح�صل ع���ادة يف باقي املناطق‬ ‫املحررة يف �سورية‪.‬‬ ‫خماطر عدي���دة �صحية وبيئي���ة قد يجهلها‬ ‫من يق���وم با�ستخراج النفط اخلام قد تبد�أ‬ ‫بال�سرطان وال تنته���ي بالتلوث البيئي الذي‬ ‫ي�سببه النفط وعلى م�سافة لي�ست باملحدودة‬ ‫�إال �أن كل ذل���ك قد ال يلقى له مرتكب الفعل‬ ‫با ًال مع الإغراء املادي لأ�سعار النفط اخلام‬ ‫الذي يقال �أن الربميل منه يباع بحوايل ‪10‬‬ ‫�آالف لرية �سورية‪..‬‬ ‫ال يخف���ى عل���ى �أح���د �أن �أه���ايل املحافظ���ة‬ ‫ممتع�ض���ون من تل���ك املمار�س���ات اخلاطئة‬

‫ويعولون على كتائ���ب اجلي�ش احلر التعامل‬ ‫معها وقد ت���واردت �أنباء ع���ن قيام اجلي�ش‬ ‫احل���ر بن�ص���ب حواج���ز عل���ى الطرقات يف‬ ‫املناط���ق املح���ررة لقم���ع تهري���ب النف���ط‬ ‫ومعاقبة مرتكبي ذل���ك الفعل‪ ،‬وبانتظار �أن‬ ‫تلقى تلك اخلطوات نتائج عملية يف معاقبة‬ ‫الفاعل�ي�ن ومالحقتهم وقطع ي���د من ت�سول‬ ‫له نف�سه �سرقة ممتل���كات �أخوانه وحتليلها‬ ‫لنف�سه مهما كان زيه �أو انتماءه‪ .‬‬ ‫مهمة �صعبة تو�ضع على كاهل اجلي�ش احلر‬ ‫يف املحافظ���ة �إال �أن �أبناءه���ا ي�ضعونها على‬ ‫ر�أ�س قائمة مهامه خا�صة �أنهم �سلموه �أمانة‬ ‫الدفاع ع���ن الأر�ض والعر����ض وهم واثقون‬ ‫�أنه لن يخون تلك الأمانة‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 12‬‬

‫عنوان العمل‪ ..‬اإلنسانية‬

‫عاطلون عن العمل يجدون في التطوع مالذا لهم‬ ‫خا�ص ‪ /‬حم�ص ‪ -‬وائل احلم�صي‬ ‫يلج����أ �شب���اب حم����ص العاطل�ي�ن ع���ن العم���ل‬ ‫الي ��ام‪� ,‬إىل الن�شاط التطوعي‬ ‫مبجمله ��م هذه أ‬ ‫خدم���ة لالجئني والنازحني م���ن �أحيائهم �إىل‬ ‫�أحي���اء �أخ���رى نتيج���ة الظروف الت���ي متر بها‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫ويع���رب ه����ؤالء املتطوع���ون ع���ن �سعادته���م‬ ‫لقيامه���م بعم���ل ي�ساع���د الالجئ�ي�ن املكتظني‬ ‫�ضمن املدار�س واجلمعيات اخلريية املخت�صة‪,‬‬ ‫والقي���ام بواجبه���م االن�س���اين جتاههم يف ظل‬ ‫الظ���روف الت���ي ميرون به���ا كم���ا �أخربنا عبد‬ ‫الرحمن الطالب اجلامع���ي واملتطوع حالي ًا يف‬

‫�إحدى مدار�س حي االن�شاءات‪.‬‬ ‫وح���ول طبيعة عمله���م ي�ضيف عب���د الرحمن‪:‬‬ ‫«نعم���ل عل���ى تق���دمي اخلدم���ات للنازح�ي�ن‬ ‫يف املدار����س امل�ست�ضيف���ة له���م‪ ,‬منه���ا تق���دمي‬ ‫الوجبات الغذائي���ة الثالثة يومي��� ًا �إ�ضافة �إىل‬ ‫بع�ض لوازم احلياة ال�ضرورية الأخرى وت�أمني‬ ‫ما يحتاجونه منها «‪.‬‬ ‫وال يقت�ص ��ر الن�ش ��اط التطوع ��ي عل ��ى خدمة‬ ‫الالجئ�ي�ن يف �أماك���ن جتمعهم فق���ط بل ميتد‬ ‫�إىل التط���وع �ضمن اجلمعيات اخلريية العاملة‬ ‫يف املدين���ة حتى م���ا قبل الث���ورة كجمعية الرب‬ ‫واخلدم���ات االجتماعي���ة وجمعي���ة �شب���اب‬

‫اخلري‪ ,..‬والتي �شه���دت خالل الفرتة احلالية‬ ‫تزايد ًا ملحوظ ًا يف �أعداد املتطوعني‪ ,‬رغبة من‬ ‫ه�ؤالء يف تقدمي �أي م�ساعدة لأهلهم «ع�سى �أن‬ ‫تخفف من معاناتهم» ح�سب تعبري مهند الذي‬ ‫عمل يف �إحدى هذه اجلمعيات يف وقت �سابق‪.‬‬ ‫ويعم���ل املتطوعون �ضم���ن اجلمعيات اخلريية‬ ‫عل���ى جتهيز قوائم امل�ستحقني للإعانات �سواء‬ ‫�أكانت هذه الإعانات عينية كال�سالل الغذائية‬ ‫واللبا����س والبطانيات وغريها م���ن �أ�سا�سيات‬ ‫احلياة الأخرى �أو كانت �إعانات مالية ومن ثم‬ ‫جتهيز هذه املعونات لت�سليمها �إىل م�ستحقيها‬ ‫يف موعد دوري ثابت‪.‬‬


‫‪13 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫في ثورة األحرار ‪ ..‬الرياضة تنشد حريتها‬ ‫خا�ص ‪ /‬يا�سر احلالق‬ ‫رئي�س رابطة الريا�ضيني االحرار‬

‫من���ذ عام ونيف ‪� ..‬أعلن ال�سوريون انتفا�ضتهم‬ ‫على حكم ع�صاب���ة �آل الأ�سد ‪ ..‬قامت ثورتهم‬ ‫‪ ..‬وقدم���وا الآالف م���ن خ�ي�رة �أبنائه���م ‪..‬‬ ‫وا�ستطاع���وا بف�ضل �صربهم و�إميانهم بحتمية‬ ‫انت�صارهم �أن يحدثوا ت�شققات كثرية يف ج�سد‬ ‫النظ���ام «املتعف���ن �أ�ص ًال» م���ن تغلغ���ل الف�ساد‬ ‫ال���ذي كان يعانيه منذ �أن �أ�صب���ح نظام البعث‬ ‫«قائد ًا للدولة واملجتمع»!!‪.‬‬ ‫بد�أت الث���ورة ال�سورية العظيم���ة ‪ ..‬وبد�أ معها‬ ‫�سي���ل االن�شقاق���ات يغزو كاف���ة م�ؤ�س�سات هذا‬ ‫النظ���ام (الع�سكري���ة ‪ -‬االقت�صادية ‪ -‬الدينية‬ ‫ الفنية ‪ -‬ال���خ ‪ ، )...‬من بني تلك امل�ؤ�س�سات‬‫‪ ،‬امل�ؤ�س�س���ة الريا�ضي���ة ‪ ،‬والت���ي ا�ست�شرى فيها‬ ‫الف�ساد لأبعد احل���دود منذ قيام �سلطة البعث‬ ‫يف �سورية ع���ام (‪ )1970‬وبخا�صة بعد �صدور‬ ‫ق���رار ا�ستمالكها عام (‪ )1971‬ل�صالح مكتب‬ ‫املنظمات ال�شعبية يف القيادة القطرية حلزب‬ ‫البعث العربي اال�شرتاكي حتت م�سمى منظمة‬ ‫االحتاد الريا�ضي العام!!‪.‬‬ ‫هذه املنظم���ة وبالتعاون م���ع قادتها «ل�صو�ص‬ ‫النهار» ‪� ،‬سخرها النظام عند �سماعه �أول نداء‬ ‫للحري���ة يف �سورية لدعم نهجه الإجرامي �ضد‬ ‫الأح���رار العزل ‪ ،‬فحاولت �إقح���ام الريا�ضيني‬ ‫ال�سوري�ي�ن يف مواجهة غري �أخالقي���ة مع �أبناء‬ ‫جلدته���م الذي���ن ين�ش���دون م�ستقب���ل �أجم���ل‬ ‫لوطنه���م ال�سلي���ب ‪ ،‬كم���ا �سمح���ت با�ستخدام‬ ‫املن�ش����آت الريا�ضي���ة كم�ستودع���ات للذخ�ي�رة‬ ‫كمعتقالت و�سجونَ بعثية!!‪.‬‬ ‫و»ال�شبيحة» و�أي�ض ًا‬ ‫ٍ‬ ‫لأج���ل ما �سب���ق ‪ ..‬وبع���د �أن خ�س���رت امل�ؤ�س�سة‬ ‫الريا�ضي���ة الوطني���ة العدي���د م���ن �أبنائه���ا‬ ‫«�شه���داء وم�صاب�ي�ن ‪ -‬معتقل�ي�ن ومفقودين» ‪،‬‬ ‫قرر الريا�ضي���ون ال�سوريون الأح���رار جمابهة‬ ‫تل���ك الكتلة الفا�س���دة بت�شكيل جتم���ع ريا�ضي‬ ‫جديد �صرح���وا عن���ه يف (‪� )15‬آذار (‪)2012‬‬ ‫با�س���م «ربطة الريا�ضيني ال�سوريني الأحرار» ‪،‬‬ ‫ف�أ�صدروا بيان ًا ر�سمي ًا وقع عليه (‪ )23‬ريا�ضي ًا‬ ‫حر ًا �أعلنوا من خالل���ه ان�شقاقهم عن النظام‬ ‫املج���رم وم�ؤ�س�سته الريا�ضية داعني نظراءهم‬

‫االن�ضم���ام �إىل ه���ذه الرابطة كبدي���ل حقيقي‬ ‫للمنظمة العميلة‪.‬‬ ‫ويف ال�ساب���ع من ني�سان من نف����س العام ت�شكل‬ ‫املكت���ب التنفي���ذي للرابطة من خ�ل�ال �أعمال‬ ‫امل�ؤمت���ر الت�أ�سي�س���ي الأول ال���ذي انعق���د يف‬ ‫العا�صم���ة امل�صري���ة (القاه���رة) والت���ي مت‬ ‫االتف���اق على �أن تك���ون مقر ًا م�ؤقت��� ًا لها ريثما‬ ‫ينع���م ال�سوري���ون جميع��� ًا ب�سوري���ة اجلديدة ‪،‬‬ ‫�سورية احللم‪.‬‬ ‫ه���ذا امل�ؤمتر ُ�ص ِيغت في���ه «وثيقة عمل» ر�سمت‬ ‫�سيا�س���ة للرابط���ة تتنا�س���ب مع واق���ع املرحلة‬ ‫الراهنة وحددت الأهداف املبتغاة التي ت�شكل‬ ‫دعم ًا و�سند ًا حقيقي ًا للثائرين على نظام القمع‬ ‫واال�ستبداد يف االجتاهني املادي واملعنوي‪.‬‬ ‫وحتى تنال الرابط���ة اعرتاف ًا ر�سمي ًا بوجودها‬ ‫ككي���ان ريا�ض���ي �س���وري حقيق���ي �أعلن���ت‬ ‫ان�ضمامه���ا الحت���اد منظم���ات املجتمع املدين‬

‫ال�سوري الذي ين�ضوي بدوره حتت لواء املجل�س‬ ‫كممثل‬ ‫الوطن���ي ال�سوري املع�ت�رف به ر�سمي��� ًا‬ ‫ٍ‬ ‫���ي لل�شع���ب ال�س���وري من قب���ل جمموعة‬ ‫�شرع ٍ‬ ‫دول «�أ�صدق���اء �سوري���ة» مما يعن���ي ح�صولها‬ ‫تلقائي��� ًا على اع�ت�راف جميع اللج���ان الأوملبية‬ ‫واالحت���ادات الريا�ضي���ة يف تلك ال���دول وهذا‬ ‫يتواف���ق متام��� ًا مع طموحه���ا يف �سل���ك ال�سبل‬ ‫التي ميكن عربها تقدمي الدعم الالزم لأبناء‬ ‫ال�شعب ال�سوري البطل‪.‬‬ ‫هذا الطموح يتجل���ى من خالل احل�صول على‬ ‫دعم ه���ذه الدول لإقام���ة وا�ست�ضافة الأن�شطة‬ ‫الريا�ضي���ة اخلريي���ة الت���ي ميك���ن �أن ت�ساهم‬ ‫ريوعه���ا يف التخفي���ف م���ن معان���اة ال�سوريني‬ ‫«يف الداخ���ل �أو اخل���ارج» مما يعن���ي م�ساهمة‬ ‫�صريح���ة لهذه امل�ؤ�س�س���ة اجلماهريية يف دعم‬ ‫احل���راك ال�شعب���ي ال���ذي ت�ستم���د من���ه قوتها‬ ‫وح�ضورها وحتى م�ستقبلها‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 14‬‬

‫احلركة الشبابية الكردية بني مطرقة‬ ‫النظام وسندان القوى القومية‬ ‫خا�ص ‪ /‬احل�سكة ‪� -‬آدم ابراهيم‬

‫من���ذ انط�ل�اق الث���ورة ال�سوري���ة كان���ت املدن‬ ‫الكردي���ة م���ن �أوائل امل���دن الت���ي انخرطت يف‬ ‫احل���راك‪ ،‬وق���اد احل���راك �آن���ذاك نخب���ة من‬ ‫ال�شباب الكردي امل�ؤم���ن بالثورة كطريق لبناء‬ ‫�سوريا جدي���دة تت�سع لطموحات كل ال�سوريني‪،‬‬ ‫ه���ذا ال�شباب متك���ن فع ًال بطريقت���ه اخلا�صة‬ ‫م���ن حل تل���ك املعادل���ة الت���ي الزال ي�ست�صعب‬ ‫حلها ال�سيا�سي���ون من الكرد و العرب واملتمثلة‬ ‫ب�إيجاد نقطة التوازن بني القومي والوطني‪.‬‬ ‫هكذا ب���دا مع الثورة �أن م�شكل���ة �سوء التفاهم‬ ‫امل���وروث ب�ي�ن الك���رد والع���رب يف �سوري���ا يف‬ ‫طريقه���ا للحل‪ ،‬غري �أن الأم���ور مل ت�سر كذلك‬ ‫طوي�ل ً�ا‪ ،‬ف�سرع ��ان م ��ا �أ�صبح ن�ش ��اط ال�شباب‬ ‫الكردي بع���د تبل���وره يف �أطر تنظيمي���ة ي�شكل‬ ‫تهديد ًا ملكانة و�أجندات بع�ض القوى والأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية الكردية ذات االرتباطات الإقليمية‪،‬‬ ‫والتي ي�أت���ي �أولها حزب االحت���اد الدميقراطي‬ ‫‪ ، pyd‬وم���ا كان له���ذه الق���وى �أن ت�سم���ح‬ ‫لل�شب���اب �أن ي�ستم���روا يف ا�ستقطابه���م لفئات‬ ‫و�شرائ���ح متزاي���دة من ك���ورد �سوري���ا دون �أن‬ ‫تفعل �شيئ ًا باملقابل‪ ،‬فكان���ت النتيجة �أن بد�أت‬ ‫بالعم���ل على �أكرث من �صعي���د لإعاقة وحتجيم‬ ‫احلراك ال�شبابي بد�أً م���ن زرع اخلالفات بني‬

‫جمموعات���ه‪ ،‬وت�شويه �صورة هذا احلراك �أمام‬ ‫ال���ر�أي العام‪ ،‬وب���ث الإ�شاعات حول���ه‪ ،‬و�صو ًال‬ ‫لتهديد الن�شطاء واختطاف بل وت�صفية العديد‬ ‫منهم‪ ،‬و�أخري ًا القمع املبا�شر للمظاهرات كما‬ ‫يحدث م�ؤخر ًا يف معظم املدن الكردية على يد‬ ‫عنا�صر حزب ‪.pyd‬‬ ‫كل ذلك �أثر �سلب ًا على م�ستوى احلراك يف تلك‬ ‫املناطق وخف�ض من �أداء ال�شباب الذي ت�شتت‬ ‫ب�ي�ن مقارعة النظام من جه���ة‪ ،‬ومواجهة هذه‬ ‫القوى من جه���ة �أخرى‪ ،‬والأخ�ي�رة هي الأكرث‬ ‫ح�سا�سي���ة بالطب���ع‪ ،‬فالك���رد وبحك���م املظامل‬ ‫التاريخي���ة التي تعر�ض���وا لها‪ ،‬بات���وا �شديدي‬ ‫احل�سا�سي���ة جتاه �أي مواجه���ة كوردية كردية‪،‬‬ ‫والكث�ي�ر منه���م يف�ض���ل االن�صي���اع لإرادة قوة‬ ‫�أو ح���زب ك���وردي ما عل���ى الدخ���ول يف �صراع‬ ‫�ض���ده‪ ،‬فمواجه���ة النظام تختل���ف جذري ًا عن‬ ‫مواجه���ة ال�شقي���ق الك���ردي مهم���ا كان �شبيه ًا‬ ‫بهذا النظام‪.‬‬ ‫ذل���ك يف�س���ر تخفي���ف النظ���ام م���ن �ضغط���ه‬ ‫تدريجي��� ًا يف املناطق الكردي���ة معتمد ًا‪ -‬ب�شكل‬ ‫مبا�ش���ر �أو غ�ي�ر مبا�ش���ر‪ -‬عل���ى ه���ذه الق���وى‬ ‫لتو�س���ع نفوذه���ا وتفر�ض �سيطرته���ا‪ ،‬ما ي�ؤدي‬ ‫يف النهاي���ة لتحقي���ق ه���دف النظ���ام املتمث���ل‬ ‫ب�إ�ضع���اف احلراك ال�شباب���ي الثوري املناه�ض‬

‫له و�إخراج الك���رد كمكون من الثورة ال�سورية‪.‬‬ ‫لك���ن حت���ى الآن وبالنظ���ر للحال���ة العام���ة‬ ‫لل�ش���ارع الك���ردي ال ميكن الق���ول �أن مثل هذه‬ ‫اال�سرتاتيجي���ة ق���د جنح���ت فعلي��� ًا‪ ،‬فبالرغم‬ ‫الح���زاب الكردية الكال�سيكية على‬ ‫من جناح أ‬ ‫اختالفها يف االنق�ل�اب على احلراك ال�شبابي‬ ‫والعودة للم�شه���د ال�سيا�سي وال�شعبي بقوة بعد‬ ‫ت�أ�سي����س املجل����س الوطني الك���ردي يف �أواخر‬ ‫‪ ،2011‬والذي �ض���م معظم الأحزاب الكردية‪،‬‬ ‫با�ستثن���اء ال ‪ ،pyd‬وم���ن ث���م الإع�ل�ان من‬ ‫كورد�ستان العراق عن ت�أ�سي�س الهيئة الكردية‬ ‫العلي���ا والتي �ضمت منا�صف���ة املجل�س الوطني‬ ‫الكردي ب�أحزابه ال�ستة ع�شر من جهة‪ ،‬وحزب‬ ‫ال ‪ pyd‬يف اجلهة املقابلة جم�سد ًا فيما ي�سمى‬ ‫مبجل�س �شعب غربي كرد�ستان‪� .‬إال �أن احلراك‬ ‫ً‬ ‫متمث�ل�ا بالتن�سيقي���ات وغريه���ا من‬ ‫ال�شباب���ي‬ ‫الط���ر التنظيمية حت���ى‪ -‬الأن على الأقل‪ -‬قد‬ ‫أ‬ ‫جنح كذل���ك يف التكيف م���ع متطلبات املرحلة‬ ‫اجلدي���دة‪ ،‬ليبق���ى متغ ً‬ ‫�ي�را م�ؤث���ر ًا يف خ���وامت‬ ‫املعادل���ة ال�سيا�سي���ة واالجتماعي���ة التي حتكم‬ ‫املناط���ق الكردية ال�سورية‪ ،‬لكن يبقى الت�سا�ؤل‬ ‫قائم���ا حول م�ست���وى قدرة ه���ذا احلراك على‬ ‫الوق���وف بوج���ه منظومتني قمعيت�ي�ن‪ ،‬ويف ظل‬ ‫ظرف �سيا�سي كلي مفعم بالعنف والتطرف‪.‬‬


‫‪15 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫عندما يعرف «الشبيحة» أن ثمنهم ال يعدو «فرنكني» لدى بشار‪..‬‬

‫صفقة التبادل تكشف وجه ًا آخر للنظام‬ ‫خا�ص‪ /‬حلب ‪ -‬وائل نحا�س‬ ‫يحك���ى يف الأ�ساط�ي�ر �أن امرباط���ور ًا �أراد‬ ‫�أن تك���ون ل���ه ذري���ة كث�ي�رة فن�صح���ه �أحد‬ ‫حكمائه ب�أكل دماغ �شاب قوي من �شعبه كل‬ ‫ي���وم‪ ،‬وعلى الف���ور قام االمرباط���ور بتنفيذ‬ ‫الن�صيح���ة �إال �أن �أح���د ال�سيافني الذين رق‬ ‫قلبه عل���ى ال�شبان كان يق���دم دماغ خروف‬ ‫لالمرباط���ور فيما يق���وم بتهري���ب ال�شبان‬ ‫�إىل جبل جم���اور‪ ،‬وم�ضى االمرباطور ي�أكل‬ ‫�أدمغ���ة �شعبه (كما يعتقد) بينما على جبل‬ ‫قري���ب من اململك���ة كان جي�ش م���ن ال�شبان‬ ‫الذين فروا بد�أ بالت�شكل وقد قرر �أن يقت�ص‬ ‫م���ن االمرباط���ور فهاج���م اململك���ة فالت���ف‬ ‫م�ؤي���دو االمرباطور حوله‪ ،‬فم���ا كان منه �إال‬ ‫�أن تفاو����ض م���ع �شب���ان اجلبل عل���ى تقدمي‬ ‫ر�ؤو�س م�ؤيديه لهم مقابل العفو عنه‪..‬‬ ‫ال ن���دري �إىل �أي ح���د ق���د تتقاط���ع الق�صة‬ ‫�أع�ل�اه مع ق�ص���ة «ديكتاتور» كب�ش���ار الأ�سد‬ ‫وال���ذي قب���ل �أو بالأحرى مل ميان���ع بتقدمي‬ ‫�ضباطه و�ص���ف �ضباطه م���ن م�ؤيديه لقمة‬ ‫�سائغة لكتائ���ب اجلي�ش احلر وك�أنهم قطيع‬ ‫من الغنم لي�س �أكرث‪.‬‬ ‫ويف ال�صفق���ة التي �أبرمت قب���ل �أيام والتي‬ ‫مت���ت برعاية تركي���ة �إيراني���ة قطرية والتي‬ ‫تق�ضي ب�إطالق �س���راح ‪� 2130‬أ�سري ًا �سوري ًا‬ ‫مقاب���ل ‪� 42‬إيراني��� ًا كانوا دخل���وا البالد من‬ ‫�أج���ل القتال �إىل جانبه‪ ،‬ب���د�أ وجه �آخر من‬ ‫�أوج���ه نظام ب�شار الأ�سد الت���ي مل تر�ض �أن‬ ‫تنتهي بالظهور‪.‬‬ ‫�صدم���ة بل �أك�ث�ر كان���ت تنزل عل���ى ر�ؤو�س‬ ‫م�ؤي���دي الأ�سد وخا�صة م���ن �أهايل اجلنود‬ ‫الذي���ن قتل���وا �أثن���اء دفاعه���م ع���ن النظام‬ ‫ال �سيم���ا يف الق���رى العلوية والت���ي ما تزال‬ ‫ب�أغلبيته���ا تقف �إىل جانب���ه‪ ،‬موقف و�صفه‬ ‫م�ؤيدون باملتخاذل وعل���ق عليه بوق النظام‬ ‫ال�شه�ي�ر وطبل���ه الأ�صم «رفي���ق لطف» على‬ ‫�صفحت���ه على في����س بوك فقال ب����أن �أ�سرى‬ ‫اجلي�ش وال�شبيحة «يف قلوبنا ولن نن�ساهم»‪.‬‬ ‫وبالعودة لتفا�صي���ل التفاو�ض مع «�إرهابني»‬ ‫�أو «حفن���ة جمرم�ي�ن» (كم���ا و�صفه���م يف‬ ‫خطاب���ه) ف���كان جلي��� ًا ووا�ضح��� ًا �أن �أم���ر‬

‫التفاو�ض والقب���ول بالإفراج عن هذا العدد‬ ‫الكب�ي�ر م���ن ال�سوريني املعتقل�ي�ن مقابل ‪48‬‬ ‫�إيراني ًا فق���ط كان عبارة عن �أوامر �صارمة‬ ‫م���ن القي���ادة الإيراني���ة وحتدي���د ًا اجلانب‬ ‫الإر�ش���ادي فيه���ا (الفقي���ه) وبح�سب ما مت‬ ‫تداول���ه �إىل الآن ف�إن ع�ش���رات الأ�سماء من‬ ‫بني املف���رج عنهم كان���ت �إىل حد بعيد غري‬ ‫قابلة للنقا�ش �أمث���ال «ح�سني هرمو�ش» �أول‬ ‫املن�شقني عن اجلي�ش وم�ؤ�س�س نواة اجلي�ش‬ ‫احلر (ل ��واء ال�ضباط الأح ��رار) والذي مت‬ ‫القب����ض عليه بعملي���ة �سوري���ة تركية قذرة‬ ‫فيم���ا م�ض���ى‪ ،‬فق���د كان الأخ�ي�ر يف ع���داد‬ ‫الأم���وات قب���ل �أن يعاود ا�سم���ه الظهور بني‬ ‫�أ�سماء املفرج عنهم‪.‬‬ ‫�أم���ا بقية الأ�سماء والت���ي تنوعت بني �صحة‬ ‫اخل�ب�ر وتكذيب���ه فكان���ت تت�ضم���ن «م���ازن‬ ‫ابراهي���م» �أب���رز نا�شط���ي املرك���ز ال�سوري‬ ‫حلق���وق الإن�س���ان‪ ،‬والدكت���ور حممد عرب‬ ‫ال���ذي �أ�شع���ل فتيل الث���ورة يف حل���ب‪ ،‬وطل‬ ‫امللوح���ي الفت���اة ذات الق�ص���ة ال�شه�ي�رة‪..‬‬ ‫وكله���ا �أ�سم���اء كانت يف ع���داد الأموات لوال‬ ‫ظهورها م�ؤخر ًا‪.‬‬ ‫كمي���ة احلق���د الكبرية الت���ي تكتن���ف �أبناء‬ ‫الطائفة العلوية اليوم تكاد تعادل ما يحمله‬ ‫بقي���ة ال�شع���ب من حق���د على ب�ش���ار الأ�سد‬ ‫نف�س���ه‪ ،‬فقد وقع �أبناء تل���ك الطائفة يف فخ‬ ‫الأ�س���د الذي مل ميانع يف تقدميهم كخراف‬

‫يف حرب���ه �ض���د الث���وار والذي���ن حت�ضر يف‬ ‫�صفوفهم وجوه علوية كثري �إن على ال�صعيد‬ ‫ال�سيا�سي �أو الع�سكري‪� ،‬أمر بات اليوم �أكرث‬ ‫ن�صاعة م���ن ذي قبل ولعل املت�أنني من بقية‬ ‫امل�ؤيدي���ن من الطائفة العلوي���ة الكرمية قد‬ ‫ب���د�أت الأمور تنف���رج �أمامهم ب�ش���كل �أكرب‬ ‫متيحة الفر�صة للقول ب�أن نظام ب�شار الأ�سد‬ ‫ما هو �إال عبارة عن قطيع من املجرمني من‬ ‫كاف���ة الطوائ���ف ال يعنى بال�ض���رورة باللون‬ ‫واجلن�س والعرق و�إمنا حتكمه امل�صالح‪.‬‬ ‫نع���م �إنه زم���ن العهر ال�سيا�س���ي مع مراهق‬ ‫ال�سيا�س���ة املعت���وه «ب�شار الأ�س���د» والذي لن‬ ‫ت�شفع ل���ه عند �أمهات اجلي����ش ال�سوري زج‬ ‫�أبنائهم يف حرب لي�ست بحربهم‪ ،‬لقد �أثبت‬ ‫بكل ج�ل�اء �أن �صبي �صغ�ي�ر ال يرف�ض طلب ًا‬ ‫ملعلم���ه الإي���راين و�أم���ا �شبيحت���ه وجنوده فـ‬ ‫«بجهنم احلم���را» ال �سيما بع���د �أن تقدمت‬ ‫بع�ض كتائ���ب اجلي�ش احلر للنظام مببادلة‬ ‫�شبيحة و�ضباط على معتقلني فيما م�ضى �إال‬ ‫�أنه كان دائم ًا يرف�ض وك�أنه يقول «انقعوهن‬ ‫وا�شرب���و ميته���ن»‪� ،‬أم���ا يف حال���ة الإيرانني‬ ‫فهناك كالم �آخ���ر ومع�ضلة �أخرى ن�ستطيع‬ ‫اخل���روج منه���ا بالق���ول �إن «اخلنزير يع�ض‬ ‫ذنب���ه غالب ًا» بل ميده خلنزي���ر �آخر ليع�ضه‬ ‫له‪� ،‬أو �أن ينكح له ق�ضيته العاقر علها تلد له‬ ‫غالم ًا �أ�شقر ًا يكون الد�ستور القادم مف�صل‬ ‫على قيا�سه‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 16‬‬

‫البنزين‪ ..‬طابور جديد يدق ناقوس اخلطر في العاصمة‬

‫خا�ص‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫الحت يف الأف���ق خالل الأيام املا�ضية �أزمة‬ ‫توفر مادة البيزين ب���د�أت ترخي بظاللها‬ ‫على العا�صمة دم�ش���ق وريفها الذي اليزال‬ ‫م�صنف��� ًا بالآمن‪ ،‬فالطواب�ي�ر الطويلة التي‬ ‫جتتم���ع �أم���ام حمط���ات الوق���ود يف دم�شق‬ ‫ت�ش�ي�ر ب����أن هن���اك م�شكل���ة يف ت�أمني هذه‬ ‫امل���ادة وهو ما فاقم �أي�ض��� ًا من االختناقات‬ ‫املرورية يف املدينة‪.‬‬ ‫وحذر خب�ي�ر اقت�صادي رف����ض ذكر ا�سمه‬ ‫لأ�سب���اب �أمنية ب����أن وجود �أزم���ة يف ت�أمني‬ ‫البينزي���ن �سي����ؤدي �إىل �شل���ل م�ضاع���ف‬ ‫باحلركة يف العا�صمة وريفها ‪ ،‬على اعتبار‬ ‫�أنه���ا �أ�سا�سية يف تنق���ل املواطنني و�إي�صال‬ ‫الب�ضائع من مواد غذائية وطبية وغريها‪،‬‬ ‫مو�ضح��� ًا ب�أن �ش���كاوي ال�سائقني و�أ�صحاب‬ ‫املحط���ات ح���ول �شح امل���ادة ب���د�أت تتعاىل‬ ‫�أ�صواته���ا خا�ص���ة �أن الكث�ي�ر من حمطات‬

‫الوقود باتت تغلق �أبوابها يف �ساعات مبكرة‬ ‫معلنة عدم توفر البينزين لديها �أو نفاذه‪.‬‬ ‫ومل يخف���ي اخلب�ي�ر خ�شيته م���ن �أن ي�صبح‬ ‫ملادة البينزين �سوق �سوداء كاملازوت والغاز‬ ‫واخلبز‪ ،‬وهو ما�سيزيد الطني بلة‪ ،‬و�سي�سمح‬ ‫للم�ستفيدي���ن م���ن النظ���ام با�ستغالل هذه‬ ‫الأزمة �أي�ض ًا‪ ،‬وزيادة �أرباحهم على ح�ساب‬ ‫حاجة املواط���ن‪ ،‬على اعتب���ار �أن من يخلق‬ ‫الأزم���ات هم مافيات من رج���االت النظام‬ ‫وحا�شيته ح�سب تعبريه‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من حماولة اجلهات احلكومية‬ ‫م���ن �إن���كار وجود �أزم���ة يف توف���ر البنزين‪،‬‬ ‫والعم���ل عل���ى ترقيعه���ا حين��� ًا �أو تربيره���ا‬ ‫حين��� ًا �آخر ب�أن نق�ص امل���ادة �سببه ال�ضغط‬ ‫عل���ى الطل���ب مع ازدي���اد �أع���داد املركبات‬ ‫وال�سي���ارات يف العا�صم���ة نتيج���ة الن���زوح‬ ‫الكب�ي�ر �إليها من باق���ي املحافظات‪� ،‬إال �أن‬ ‫اخلبري �أو�ضح ب�أن الت�صريحات احلكومية‪،‬‬ ‫وتربيراتها مل تع���د تقنع املواطن الذي بات‬

‫يتح�س�س الأزمات من على بعد‪ ،‬لذلك يلج�أ‬ ‫الكث�ي�رون الي���وم للعم���ل عل���ى تخزينها �إن‬ ‫ا�ستطاع���وا ذل���ك‪ ،‬ومل يخف���ي اخلبري هنا‬ ‫ب����أن م�شكلة نقل البيزين م���ن م�ستودعاتها‬ ‫وامل�صايف و�إي�صاله���ا ملحطات الوقود �سواء‬ ‫يف دم�ش���ق �أو ريفه���ا �أ�ضح���ت وا�ضح���ة مع‬ ‫الفلت���ان الأمن���ي الذي خلق���ه النظام‪ ،‬وهي‬ ‫م�شكلة عامة يعاين منها قطاع النقل ب�شكل‬ ‫عام يف �سوريا‪.‬‬ ‫وبلغت احتياجات �سوريا من مادة البنزين‬ ‫وح�س���ب الأرق���ام الر�سمية ح���وايل ‪2.35‬‬ ‫ملي���ون مرت مكعب خالل ع���ام ‪� 2010‬أي ما‬ ‫يع���ادل ‪ 1.77‬ملي���ون طن‪ ،‬وتنت���ج امل�صايف‬ ‫ال�سوري���ة منه���ا ‪� 550‬أل���ف م�ت�ر مكع���ب يف‬ ‫«م�صف���اة حم����ص» بن�سب���ة ‪ ٪23.4‬م���ن‬ ‫االحتي���اج الكل���ي‪ ،‬و‪ 2/1‬ملي���ون مرت مكعب‬ ‫تنتجها «م�صفاة بانيا����س» بن�سبة ‪ ٪50‬من‬ ‫اال�ستهالك‪ ،‬بينما يتم ت�أمني الباقي والذي‬ ‫تقدر ن�سبته بـ ‪ ٪28‬عرب اال�سترياد‪.‬‬


‫‪17 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫قيمة الليرة ترتفع نسبي ًا أمام‬ ‫الدوالر مستفيدة انخفاضه عاملي ًا‬

‫خا�ص ‪ /‬دم�شق ‪ -‬غزل ب�شارة‬ ‫�شهد �سع���ر الدوالر �أمام اللرية ال�سورية خالل‬ ‫الأيام املا�ضي���ة انخفا�ض ًا يف ال�س���وق ال�سوداء‬ ‫ليرتاوح �سعره اليوم بني ‪� 93‬إىل ‪ 94‬ل‪�.‬س بعد‬ ‫�أن ارتفع �سعره قب ًال لي�صل �إىل ‪ 100‬ل‪�.‬س‪ ،‬يف‬ ‫حني تبلغ قيم���ة الدوالر �أمام اللرية وفق ن�شرة‬ ‫م�صرف �سورية املركزي �إىل ‪ 79‬ل‪�.‬س‪.‬‬ ‫ويف حتلي���ل لأح���د اخل�ب�راء االقت�صادي�ي�ن‬ ‫�أو�ضح �أن هب ��وط الدوالر مل يكن ب�سبب تدخل‬ ‫املرك���زي يف ال�سوق للمحافظة على ثبات قيمة‬ ‫الل�ي�رة ال�سورية كم���ا �أ�شاع النظ���ام وحكومته‬ ‫�إمنا ا�ستفاد امل�صرف من هبوط الدوالر عاملي ًا‬ ‫�أمام اليورو‪ .‬وبني اخلبري �أن‬ ‫من يتابع الأ�سعار العاملية يعلم �أن الدوالر تلقى‬

‫خ�سائ���ر فادحة خ�ل�ال الأي���ام املا�ضية و�صلت �سجل ح�سب اخلب�ي�ر رقما قيا�سيا �أمام اللرية‬ ‫�إىل ‪ ، % 2.4‬لريتف���ع بذل���ك الي���ورو مقاب���ل لي�صل ر�سميا �إىل ‪.105.52‬‬ ‫الدوالر من ‪� 1.306‬إىل ‪.. 1.336‬‬ ‫وتاب���ع اخلب�ي�ر �أن البع����ض ي���رى ب����أن اللرية‬ ‫وبالتايل انخفا�ض الدوالر مقابل وحدة حقوق مات���زال قوي���ة وحمافظة على نف�سه���ا‪ ،‬ب�سبب‬ ‫ال�سحب اخلا����ص ‪ SDR‬وه���ذا يعني ب�شكل �سيا�س���ات املرك���زي وتدخل���ه يف ال�س���وق‪ ،‬و�إال‬ ‫�أتوماتيك���ي �أن قيم���ة اللرية املرتبط���ة نظري ًا لكانت قد تدهورت قيمتها �أكرث من ذلك بكثري‬ ‫م���ع وحدة حق���وق ال�سحب اخلا����ص �ستتح�سن نتيجة الظروف الأمني���ة ال�صعبة التي تعي�شها‬ ‫مقاب���ل الدوالر �أي�ض ًا ‪ ،‬و�أ�ضح اخلبري �أن حاكم �سوريا من���ذ عام ون�صف‪ ،‬لي�صف اخلبري هذه‬ ‫م�ص���رف �سوري���ة املرك���زي ق���ام برف���ع قيمة النظري���ة بالغري دقيقة فهو يرى �أن من �ساهم‬ ‫الل�ي�رة ال�سورية مقابل الدوالر ‪ 3‬قرو�ش فقط‪ ،‬يف املحافظ���ة على قيمة اللرية هو �ضخ القطع‬ ‫وبالتايل ف�إن وحدة احلق���وق ال�سحب اخلا�ص الأحنبي من قبل النظام واملعار�ضة �أي�ض ًا التي‬ ‫ارتفعت ‪ 100‬قر�ش مقابل اللرية‪ ،‬وو�صلت �إىل �ضخت ه���ي الأخرى �أم���و ًال يف ال�سوق ال�سورية‬ ‫رق���م قيا�سي جديد ه���و ‪ 1.218‬ل�ي�رة وكانت �ساهمت يف عدم تدهور اللرية ال�سورية بن�سب‬ ‫ً‬ ‫قب�ل�ا ‪ ، 1.208‬وبالن�سبة للي���ورو فهو اي�ض ًا قد كبرية‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 18‬‬

‫سوريا الضحية ‪ ،،‬هل سيبقى‬ ‫املجرمون خارج نطاق احملاكمة؟؟‬ ‫خا�ص‪ /‬املحامي فوزي مه ّنا‬

‫�إن مالحق���ة مرتكبي املج���ازر واجلرائم التي‬ ‫تقرتف بح���ق ال�شعب ال�س���وري وبحق الوطن‪،‬‬ ‫هو بحد ذاته معركة ال تقل �أهمية عن مقاومة‬ ‫الطغيان ودحر القتلة وقوى ال�شر ممن ينتمون‬ ‫لط���ريف النزاع‪� ،‬أولئك الذي���ن عاثوا يف البالد‬ ‫والعباد قتال ودم���ارا وخرابا على مدار االثني‬ ‫وع�شرين �شه���ر ًا من عمر الث���ورة‪ ،‬طالت تلك‬ ‫الأفع���ال الهمجي���ة من���ازل املواطن�ي�ن الآمنني‬ ‫و�أف���ران اخلب���ز وحمط���ات الوق���ود واملراك���ز‬ ‫ال�صحي���ة وف���رق الإ�سع���اف وو�سائطها‪ ،‬حتى‬ ‫دور العب���ادة مل ت�سل���م من التخري���ب الهمجي‬ ‫وال النا�شط�ي�ن احلقوقي�ي�ن والإعالمي�ي�ن وال‬ ‫الأرا�ضي الزراعية وما عليها من �أ�شجار وغالل‬ ‫مبا فيه���ا احليوانات‪ ،‬مم���ا �أدى ال�ست�شهاد ما‬ ‫يربو ع���ن (‪� )75‬ألف من املواطن�ي�ن الأبرياء‪،‬‬ ‫وتهجري �أكرث من �أربع���ة ماليني من ال�سوريني‬ ‫معظمهم من الأطف���ال والن�ساء‪ ،‬وما تبع ذلك‬ ‫من كوارث �إن�سانية حلقت بهذا ال�شعب املكلوم‬ ‫امل�ش ّرد داخلي ًا وخارجي ًا يف خميمات ال�شتات‪،‬‬ ‫وبطبيع���ة احلال ف�إن ه���ذه املالحقة ت�شمل كل‬

‫من �أمر و�ش���ارك وح ّر�ض ودعم ومد يد العون (ال ت�سقط اجلرائم التي تدخل يف اخت�صا�ص‬ ‫املحكمة بالتقادم �أي ًا كانت)‪.‬‬ ‫ونفذ مثل هذه اجلرائم الب�شعة‪.‬‬

‫وكي ال يفلت اجلناة من العقاب الذي ي�ستحقونه‬ ‫ف�إن���ه ال بد م���ن ت�ضافر كافة اجله���ود املبذولة‬ ‫وتوحيدها على امل�ستويني الداخلي واخلارجي‪،‬‬ ‫ومب�شاركة املجتمع الإن�ساين ككل من جمعيات‬ ‫وم�ؤ�س�س���ات حقوقي���ة حملي���ة وعربي���ة ودولية‬ ‫ملالحقة املجرمني القتلة‪ ،‬باعتبار �أن ما ارتكب‬ ‫ويرتك���ب من جم���ازر وجرائ���م بح���ق ال�شعب‬ ‫والوط���ن �إمن���ا ي�ش���كل جرائم ح���رب بامتياز‪،‬‬ ‫وه���ي بطبيعتها موجهة �ضد الإن�سانية جمعاء‪،‬‬ ‫كونه���ا تتنايف م���ع كاف���ة الأع���راف والقوانني‬ ‫واملواثي���ق الدولي���ة‪ ،‬وواق���ع احل���ال �إن ع���دم‬ ‫حماكم���ة امل�سئولني عم���ا ارتكبوا م���ن جرائم‬ ‫بحق ال�شع���ب ال�سوري يف الوق���ت احلا�ضر‪ ،‬ال‬ ‫يعني ب�أية حال عدم اتخاذ الإجراءات العملية‬ ‫الالزم���ة م���ن �أج���ل مالحقته���م وتقدميه���م‬ ‫ملحاكم���ة عادلة م�ستقب ًال‪ ،‬ك���ون هذا النوع من‬ ‫اجلرائم ال ي�سقط بالتقادم‪ ،‬وذلك وفق ًا لن�ص‬ ‫امل���ادة (‪ )29‬من النظ���ام الأ�سا�سي للمحكمة‬ ‫اجلنائي���ة الدولية لعام ‪ 1998‬الت���ي جاء فيها‬

‫ولتحري���ك الدع���وى اجلنائي���ة مبواجه���ة‬ ‫مرتكب���ي تل���ك اجلرائ���م ف�إن���ه ال بد م���ن تتبع‬ ‫الإجراءات القانوني���ة املعتمدة دوليا يف العمل‬ ‫عل���ى توثيق ه���ذه اجلرائم‪ ،‬من خ�ل�ال �إر�سال‬ ‫الفرق القانوني���ة املتخ�ص�صة ملختلف املناطق‬ ‫ال�سوري ��ة والتق ��اط ال�صور وجتهي ��ز التقارير‬ ‫الطبية ال�شرعي���ة و�سماع ال�شه���ود‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل اخ���ذ �شه���ادات امل�صاب�ي�ن و�أقربائه���م‬ ‫ومعارفهم وجم���ع كافة الأدل���ة والقرائن‪ ،‬من‬ ‫ثم يتم �إعداد امللفات القانونية متهيد ًا لرفعها‬ ‫�إىل املحاك���م الدولية املعني���ة‪ ،‬وذلك بالتعاون‬ ‫مع الهيئ���ات وامل�ؤ�س�س���ات الدولي���ة املخت�صة‪،‬‬ ‫للعمل بقاع���دة عاملية االخت�صا����ص الق�ضائي‬ ‫التي تكفل عدم متتع اجلناة مبلج�أ �آمن و عدم‬ ‫�إفالتهم م���ن العق���اب‪ ،‬وعاملي���ة االخت�صا�ص‬ ‫الق�ضائ���ي �أو (العدال���ة خ���ارج االخت�صا����ص‬ ‫الرتاب���ي) هي قاع���دة ت�أ�س�ست عل���ى القانون‬ ‫الدويل‪ ،‬مبوجبها ميكن ل�سلطة ق�ضائية يف بلد‬ ‫م���ا (دولة االدع���اء) �أن ت�أمر باعتقال �شخ�ص‬


‫‪19 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫مع�ي�ن ب�سب���ب م�س�ؤوليت���ه عن ارت���كاب جرائم‬ ‫�ضد الإن�سانية و�أن حتيل���ه �إىل العدالة‪ ،‬وذلك‬ ‫بغ����ض النظ���ر ع���ن الدولة الت���ي ينتم���ي �إليها‬ ‫ه���ذا ال�شخ����ص �أو التي يتواج���د فيها و كذلك‬ ‫بغ����ض النظر عن م���كان ارتكاب���ه للجرمية �أو‬ ‫جن�سية ال�ضحايا‪ ،‬والواقع �أنه يتم اللجوء لهذا‬ ‫الطريق القانوين على الرغم من �أن املحاكمة‬ ‫الوطنية تعترب الو�ض���ع الأمثل لتقدمي اجلناة‪،‬‬ ‫نظ���را ل�سهول���ة �إثبات وقوع اجلرائ���م يف البلد‬ ‫ال���ذي ارتكبت فيه اعتم���ادا على وجود كل من‬ ‫ال�ضحاي���ا وال�شهود و الأدلة املتوفرة يف م�سرح‬ ‫اجلرمية‪ ،‬و بالتايل يتمكن ال�ضحايا من القيام‬ ‫ب�أك�ب�ر دور ممك���ن يف ه���ذا الإثب���ات‪ ،‬وهو ما‬ ‫يوفر اجلهد والوقت مع��� ًا للتعرف على اجلناة‬ ‫والتعجي���ل مبحا�سبتهم‪� ،‬إال �أن م���ا يحول دون‬ ‫حتقيق مثل هذه املحاكمات الوطنية اليوم‪ ،‬هو‬ ‫�أن معظم انته���اكات حقوق الإن�س���ان املرتكبة‬ ‫عل���ى الأرا�ضي ال�سورية ب�ش���كل ممنهج ووا�سع‬ ‫النط���اق قد مت ارتكابها با�س���م الدولة‪ ،‬ونظر ًا‬ ‫حقوق �سيئ‪،‬‬ ‫ما����ض ِ‬ ‫مل���ا مت ّيزت ب���ه �سورية من ٍ‬ ‫الأمر ال���ذي تنعدم معه �إمكاني���ة رفع الدعوى‬ ‫�أم���ام ق�ضائه���ا بالوقت احلا�ض���ر‪ ،‬نظر ًا لعدم‬ ‫ا�ستقالليته من جهة لهيمنة ال�سلطة التنفيذية‬ ‫عل���ى بع����ض �أحكامه امل�سي�س���ة بالأ�صل‪ ،‬وعدم‬ ‫وج���ود ال�ضمانات الالزم���ة لنجاحها من جهة‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫�أم���ا فيم���ا يتعلق ب�أن���واع اجلرائ���م التي ميكن‬ ‫لل�ضحايا وللمدافعني عن حقوق الإن�سان رفعها‬ ‫عند اللجوء لعاملية االخت�صا�ص القانوين فهي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ التعذي���ب‪ :‬تعرفه امل���ادة الأوىل من اتفاقية‬

‫مناه�ض���ة التعذي���ب لعام ‪ 1984‬ب�أن���ه �أي عمل‬ ‫ينت���ج عن���ه �أمل �أو ع���ذاب �شدي���د‪ ،‬ج�سديا �أم‬ ‫عقلي���ا‪ ،‬يلح���ق عم���دا ب�شخ����ص م���ا بق�ص���د‬ ‫احل�ص���ول من هذا ال�شخ����ص‪� ،‬أو من �شخ�ص‬ ‫ثالث على معلومات �أو على اعرتاف‪� ،‬أو معاقبته‬ ‫عل���ى عم���ل ارتكبه �أو ي�شتبه يف �أن���ه ارتكبه‪� ،‬أو‬ ‫عندم���ا يلح���ق مثل ه���ذا الأمل �أو الع���ذاب لأي‬ ‫�سب���ب من الأ�سب���اب القائمة عل���ى التمييز �أيا‬ ‫كان نوع���ه‪� ،‬أو يحر����ض علي���ه �أو يوافق عليه �أو‬ ‫ي�سكت عنه موظ���ف ر�سمي �أو �أي �شخ�ص �آخر‬ ‫يت�ص���رف ب�صفت���ه الر�سمي���ة‪ ،‬وتق�ض���ي ه���ذه‬ ‫االتفاقي���ة �أي�ض ًا على �أن تق���وم الدولة الطرف‬ ‫التي يوجد يف �إقليمه���ا �شخ�ص يدعى ارتكابه‬ ‫لأي م���ن اجلرائ���م املن�صو�ص عليه���ا يف املادة‬ ‫(‪ )4‬بعر�ض الق�ضية عل���ى �سلطاتها املخت�صة‬ ‫بق�صد تقدميه للمحاكمة �إن مل تقم بت�سليمه‪،‬‬ ‫وهذا يعني �أن���ه ال خيار �أمام تلك الدولة �سوى‬ ‫�أن حتاكم اجلاين �أو ت�سلمه �إىل دولة االدعاء‪،‬‬ ‫كما تن�ص تلك املادة عل���ى �أن ت�ضمن كل دولة‬ ‫طرف يف هذه االتفاقية �أن تعترب جميع �أعمال‬ ‫التعذيب جرائم مبوجب قانونها اجلنائي‪.‬‬ ‫‪2‬ـ الإب���ادة اجلماعي���ة‪ :‬تع���رف اتفاقي���ة من���ع‬ ‫جرمي���ة الإبادة اجلماعية لعام ‪1948‬واملعاقب‬ ‫عليها باملادة الثانية ب�أنها تعني �أيا من الأفعال‬ ‫املرتكب���ة بق�ص���د التدم�ي�ر الكل���ي �أو اجلزئي‬ ‫جلماعة قومية �أو �أثنية �أو عن�صرية �أو دينية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اجلرائ���م املرتكب���ة �ضد الإن�ساني���ة‪� ،‬أو ما‬ ‫يطل���ق علي���ه م�صطل���ح االنته���اكات اجل�سيمة‬ ‫حلق���وق الإن�سان‪ ،‬وذلك وفق���ا لإن�شاء املحكمة‬

‫اجلنائي���ة الدولية يف روما ع���ام ‪ 1988‬وت�شمل‬ ‫هذه االعتداءات‪:‬‬ ‫(�أ) الإجب���ار عل���ى احلم���ل‪� ،‬أو الإجب���ار عل���ى‬ ‫التعقيم �أو على �أية �أ�شكال �أخرى من االعتداء‬ ‫اجلن�س���ي‪ ،‬و الإجب���ار على البغ���اء واال�ستعباد‬ ‫اجلن�س���ي‪( ،‬ب) اختط���اف الأ�شخا����ص‪،‬‬ ‫االغت�صاب‪ ،‬القت���ل العمد‪ ،‬التعذي���ب‪ ،‬الإبعاد‬ ‫الق�سري لل�سكان‪ ،‬ال�سجن �أو الأ�شكال الأخرى‬ ‫للحرم���ان م���ن احلرية مب���ا يخال���ف ال�شرعة‬ ‫الدولية حلق���وق الإن�س���ان‪ ،‬كل جرمية تت�سبب‬ ‫يف �إيذاء النف����س �أو اجل�سد �أو ال�صحة العقلية‬ ‫(ج) يعترب كلما ارتكبت هذه االنتهاكات ب�شكل‬ ‫ممنه���ج‪ ،‬ومتوات���ر‪ ،‬وعل���ى نطاق وا�س���ع‪ ،‬كلما‬ ‫نعتت ب�أنه���ا انتهاكات ج�سيمة حلقوق الإن�سان‬ ‫ت�ستوجب امل�سائلة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ جرائ���م احلرب �أو اجلرائ���م املرتكبة �ضد‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬وي�شمل ذل���ك وفق ًا لقانون املحكمة‬ ‫اجلنائي���ة الدولية لعام ‪ 2002‬كافة االنتهاكات‬ ‫�س���واء ارتكب���ت �أثن���اء ال�صراع���ات الدولي���ة‬ ‫امل�سلحة �أو �أثناء ال�صراعات امل�سلحة الداخلية‪،‬‬ ‫وتتمث���ل جرائ���م احلرب كم���ا حددته���ا املادة‬ ‫الثالث���ة من هذه االتفاقي���ات يف‪�( :‬أ) االعتداء‬ ‫على احلياة و ال�سالمة البدنية‪ ،‬وبخا�صة القتل‬ ‫بجمي���ع �أ�شكاله‪ ،‬والت�شوي���ه‪ ،‬واملعاملة القا�سية‬ ‫والتعذي���ب (ب) �أخذ الرهائ���ن (ج) االعتداء‬ ‫عل���ى الكرام���ة ال�شخ�صي���ة‪ ،‬وعل���ى الأخ����ص‬ ‫املعاملة املهينة واحلاطة بالكرامة (د) �إ�صدار‬ ‫الأحكام وتنفيذ العقوبات دون �إجراء حماكمة‬ ‫�سابق���ة �أمام حمكم���ة م�شكلة ت�شكي�ل�ا قانوني ًا‬ ‫تكفل جميع ال�ضمانات الق�ضائية الالزمة‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 20‬‬

‫معارك ثانوية على هامش الثورة السورية‬

‫خا�ص ‪ /‬م�صطفى الكحيل‬ ‫بني ي ��وم و�آخر ت�ض ��ج الأو�س ��اط الثورية‬ ‫مبواق���ف ومواق���ف م�ضادة عل���ى خلفية‬ ‫�أديولوجية طرفاه���ا العلمانيون من جهة‬ ‫والإ�سالمي���ون من جهة �أخرى ‪.‬بعيدا عن‬ ‫الأح ��زاب ينخ ��رط ال�شب ��اب يف التعبري‬ ‫ع���ن موقفه امل�ؤيد لتي���ار ومعار�ضته لتيار‬ ‫�أخر وحم���ور هذه املواق���ف ق�ضايا تتعلق‬ ‫باملر�أة وحريته���ا وحقوقها بالإ�ضافة �إىل‬ ‫�شكل الدولة يف �سوري���ة امل�ستقبل ‪.‬و�شدة‬ ‫االنخراط يف ت�أييد هذا املوقف �أو مهاجمة‬ ‫ذاك توح���ي ب�أن طريف الن���زاع قد و�صال‬ ‫�إىل م�ست���وى متقدم عل���ى طريق حل كل‬ ‫م�شكالت املجتمع ومل يبقى �إال االنت�صار‬ ‫لق�ضي���ة املر�أة و االنت�ص���ار لق�ضية اقرار‬ ‫ال�شريعة كم�ص���در للت�شريع يف الد�ستور‪.‬‬ ‫�أو كتاب���ة �شعار اهلل �أكرب على علم الثورة‬ ‫‪.‬وكل ط���رف يعل���ن هجومه حت���ت عنوان‬ ‫�سكتنا طويال وو�صلنا �إىل هنا فلن ن�سكت‬

‫بعد الي���وم ولنبد�أ م���ن االن يف و�ضع حد‬ ‫لهذا التطرف كما يق���ول العلمانيون ‪.‬وال‬ ‫يلج����أ املعار�ضون للتي���ار العلماين ملقدار‬ ‫�أق���ل من الفظاظ���ة يف اجلدال ‪.‬كثري من‬ ‫الأم���ور التي ظهرت خالل الثورة و�أخذت‬ ‫م�ساح���ة من اجلدال املف�ضي اىل الرعب‬ ‫ل���كل طرف من االخ���ر ‪.‬والميكن يف حال‬ ‫من الأح���وال تنزيه �أحد ط���ريف اجلدال‬ ‫ع���ن اخلط�أ ‪.‬هذا اجل���دال الذي ي�صعب‬ ‫و�ضعه يف مرتب���ة النقا�ش حيث ال يهدف‬ ‫للو�ص���ول اىل نقطة م�شرتكة للبناء عليها‬ ‫وامنا الثبات ان الطرف االخر على خط�أ‬ ‫‪.‬عندم���ا يتعلق الأم���ر بالفي�سب���وك يبدو‬ ‫الأمر وك�أنه �أق���رب �إىل املراهقة غري �أن‬ ‫املنرب ال���ذي يوفره التلفزي���ون دخل على‬ ‫اخل���ط لننتق���ل بعده���ا �إىل مرحل���ة من‬ ‫الهج���وم املبطن �أحيانا وال�صريح �أحيانا‬ ‫�أخرى واليخلو ذلك من التلويح بال�شتيمة‬ ‫كل طرف اجت���اه الأخر ‪.‬كما �أن الأمر مل‬ ‫يقت�صر على ال�شباب املتحم�س حيث نرى‬

‫عددا م���ن املثقف�ي�ن املخ�ضرم�ي�ن يبثون‬ ‫م���ادة تثري ذاك اجلدال نف�سه من جديد‬ ‫عرب �صفحات كربيات ال�صحف ‪.‬يلج�أ كل‬ ‫ط���رف �إىل التخويف م���ن االخر ا�ستنادا‬ ‫اىل بع����ض الظواه���ر التي نتج���ت طبيعة‬ ‫للظروف التي متر بها �سوريا ثم يعمل كل‬ ‫منهما على ت�ضخيمها الثارة اخلوف من‬ ‫�أن ت�صب���ح ظواهر عام���ة ‪.‬تهدد م�ستقبل‬ ‫�سوريا احلرة املدنية‪.‬‬ ‫يحق مل���ن يتابع ه���ذا اجل���دال �أن يتوجه‬ ‫باللوم نحو كل م���ن الطرفني وي�س�أل �أين‬ ‫كان العلماني���ون الذي���ن يدافع���ون ع���ن‬ ‫حق���وق امل���ر�أة يف قي���ادة ال�سي���ارة وح���ق‬ ‫التعلم ‪.‬عندما مت منع املنقبات من دخول‬ ‫اجلامع���ات ال�سوري���ة يف توقي���ت مري���ب‬ ‫و�سط جدول االمتحان���ات ‪�.‬أال يهدد هذا‬ ‫القرار حق التعلم ؟‪�.‬أال يهدد ذلك حقوق‬ ‫امل���ر�أة م���ن الناحية املعنوي���ة عندما يتم‬ ‫اختي���ار هذا التوقي���ت و�أين كان���وا �أي�ضا‬


‫‪21 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫ذاته���ا وم�أ�ساته���ا م�أ�س���اة الع�ص���ر يف‬ ‫خميم���ات الزعرتي و�أطم���ة وكورد�ستان‬ ‫ولبن���ان وتركيا وغريها كي���ف �أمكن لهم‬ ‫ان يحافظ���وا على هدوئه���م واطمئنانهم‬ ‫للم�ستقب���ل يف �سوري���ا ؟‪.‬وكي���ف له���م �أن‬ ‫ي�ستم���روا مقيم�ي�ن يف ذل���ك ال���دفء يف‬ ‫منازله���م يف بريطاني���ا وتركي���ا واخلليج‬ ‫ويتجاهلون �آالف العائ�ل�ات التي يدعون‬ ‫متثيلها متوت م���ن الربد يف داخل �سوريا‬ ‫وخارجها ‪.‬‬

‫عندما مت �إبعاد مئات املعلمات عن �سلك‬ ‫التعلي���م �أال يهدد هذا الق���رار �أي�ضا حق‬ ‫التعلي���م �أم �أن ه���ذه احلق���وق حكر على‬ ‫املر�أة غري املنقبة ؟‪�.‬ألي�ست املر�أة املنقبة‬ ‫ام���ر�أة عل���ى كل ح���ال �أم �أنه���ا خا�ضع���ة‬ ‫حلك���م افرتا�ضي �أنه���ا و�ضع���ت النقاب‬ ‫بالإكراه ‪.‬ومل���اذا يخ�شى البع�ض من قيام‬ ‫بع�ض املعلم���ات من تعليم االطفال �أ�شهر‬ ‫�شع���ارات الث���ورة وهي التكب�ي�ر ‪.‬يف وقت‬ ‫ال مدرا����س فيه وال مناه���ج و�إمنا ارجتال‬ ‫وفقا للظ���روف واالمكانيات التي تفر�ض‬ ‫نف�سها ‪.‬ويف املقابل كيف ميكن ملنا�صري �إن هذا النوع م���ن اجلدال لن يخرج عن‬ ‫التي���ار اال�سالم���ي �أن يرف�ضوا �أي حديث كونه مع���ارك ثانوية عل���ى هام�ش الثورة‬ ‫ال يكون حتت اق���رار ال�شريعة اال�سالمية‬ ‫كم�صدر للت�شري���ع يف امل�ستقبل ‪�.‬أين كان‬ ‫ه�ؤالء عندما كان الد�ستور ال�سوري الذي‬ ‫فر�ضه حافظ الأ�سد ين�ص يف �أوىل بنوده‬ ‫ين����ص على ذلك ث���م ال يت���م االلتزام به‬ ‫طوال العق���ود املا�ضي���ة ‪�.‬أمل يخرج ب�شار‬ ‫الأ�س���د يف �أك�ث�ر م���ن منا�سبة ليق���ول �أن‬ ‫�سوري���ا دولة علمانية يف خمالفة �صريحة‬ ‫لن�صو�ص الد�ستور ‪�.‬أين كان اال�سالميون‬ ‫ومنا�صروهم كل ذلك الوقت ‪.‬كيف ميكن‬ ‫للإ�سالمي�ي�ن �أن يحافظ���وا على كل هذا‬ ‫الهدوء الذي يتمتعون به عندما احلديث‬ ‫ع���ن الغالبي���ة ال�سوري���ة ذات الطبيع���ة‬ ‫املحافظة التي ينت�صرون لها ويت�صدرون‬ ‫لتح�صي���ل حقوقه���ا يف دول���ة مدنية ذات‬ ‫مرجعي���ة �إ�سالمية ث���م ال ينتف�ضون الآن‬ ‫ه���م وجمال�سهم لالنت�صار لهذه الغالبية‬

‫ال�سوري���ة مادام ي�ستن���د �إىل �أحداث هنا‬ ‫وهن���اك رمب���ا ال ينطب���ق عليه���ا و�ص���ف‬ ‫الظاه���رة وبالت���ايل ال ميك���ن نقله���ا من‬ ‫الهام�ش �إىل قلب �إىل اجلدال الذي ي�ؤمل‬ ‫النتقال به �إىل مراتب النقا�ش العقالين‬ ‫الذي يح�ت�رم وقبل كل �ش���يء حق االخر‬ ‫يف الوج���ود واالخت�ل�اف كم���ا يح�ت�رم‬ ‫ترتيب االولويات ويحرتم قبل كل ال�شيء‬ ‫ح���ق النازح علماني���ا كان �أم ا�سالميا �أم‬ ‫متربئا من االنتماء لأي من هذه التيارات‬ ‫وغريه���ا حقه يف خيم���ة الميوت فيها من‬ ‫الربد هو و�أطفاله خارج حدود الدولة ‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 22‬‬

‫السلم األهلي السوري(‪ )2‬محافظة السويداء‬ ‫خا�ص‪ /‬مانيا اخلطيب‬

‫جت���اوزت درج���ة الوح�شية الت���ي تواجه‬ ‫فيه���ا �سلط���ة الغ���در والإج���رام ‪ ،‬ث���ورة‬ ‫ال�شعب ال�سوري كل حد ممكن �أو معقول‬ ‫يف الأعراف الدولي���ة‪ ،‬وحتى يف «تقاليد‬ ‫احل���روب»‪ ،‬ويف ه���ذه النكب���ة الإن�سانية‬ ‫الك�ب�رى �أود �أن �ألقي بع����ض ال�ضوء على‬ ‫دور حمافظة ال�سويداء يف هذا الوقت‪،‬‬ ‫ل���دى �أه���ل ال�سوي���داء و�ض���ع خا����ص‪،‬‬ ‫ت�صيبهم عقدة جل���د الذات‪� ،‬أن دورهم‬ ‫كاف‪ ،‬ي�شع���رون‬ ‫يف الث���ورة مل يك���ن ٍ‬ ‫بالتق�صري‪ ،‬مهما فعل���وا‪ ،‬حتى «يكفروا»‬ ‫عن دورهم ال�ضعيف يف الثورة ال�سورية‪،‬‬ ‫ب���ل عن بع�ض ما ظهر للإعالم حتى من‬ ‫ت�أييدهم لنظام الغدر والإجرام‪.‬‬ ‫لكن ه���ذا لي����س �صحيح ًا‪ ،‬وه���ذه بع�ض‬ ‫الأ�سباب‪،‬‬ ‫ حمافظ���ة ال�سويداء �صغ�ي�رة‪ ،‬مهملة‪،‬‬‫معظ���م �شبابها يف املهج���ر‪ ،‬ال تكاد دولة‬ ‫يف الع���امل تخلو منهم‪ ،‬وم���ع ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫خرج���ت التظاه���رات‪ ،‬ومنه���ا م���ا كان‬ ‫حا�ش���د ًا ‪ ..‬رغ���م الت�شديد الأمني‬

‫الأكث���ف‪ ،‬ورغ���م �أن ا�سل���وب ال�سطل���ة‬ ‫اخلبي���ث ‪ ،‬كان يف ت�سلي���ط النا����س عل���ى‬ ‫بع�ضه���ا لقمع االحتجاج���ات ‪ ،‬من خالل‬ ‫حماولة خلق فتن���ة �أهلية‪ ،‬ورغم �أ�ساليب‬ ‫التملق التي حاول���ت ال�سلطة �أن تظهرها‬ ‫جتاه املحافظة يف جهود حثيثة لتحييدها‬ ‫من �أجل ترويج خدعة «حماية الأقليات»‬ ‫ يف اجلالي���ات ال�سوري���ة يف املهج���ر‪،‬‬‫يح���اول �أه���ل ال�سوي���داء‪ ،‬ب���ذل جهود ‪-‬‬ ‫�أحيان��� ًا م�ضاعفة ‪ -‬ملحاولة خدمة الثورة‬ ‫واالنخ ��راط يف ن�شاط ��ات م�ؤي ��دة له ��ا‪،‬‬ ‫ملحاول���ة التعوي����ض عما ي�شع���رون به من‬ ‫تق�صري‪ ،‬و للترب ؤ� الت���ام من الفكرة التي‬ ‫تتم املحاولة لرتويجها‪� ،‬أن �أهل ال�سويداء‬ ‫م�ؤيديون لنظام املجرم ب�شار الأ�سد‪.‬‬ ‫ بعد �أن انتقل���ت بع�ض العوائل ال�سورية‬‫م���ن باق���ي املحافظ���ات �إىل ال�سوي���داء‪،‬‬ ‫حي���ث �أنه���ا �أكرث �أمن��� ًا‪ ،‬ب���د�أ اجلميع مبا‬ ‫فيه���م من ال ي�ؤيد الث���ورة‪ ،‬ببذل اجلهود‬ ‫للم�ساع���دة يف جهود الإغاث���ة الإن�سانية‪،‬‬ ‫وق���د ت�شكلت هيئات مدنية منظمة ب�شكل‬ ‫جيد‪ ،‬للقيام بهذه املهمة على �أكمل وجه‪.‬‬ ‫وهنا‪ ،‬ال بد من التوقف عند هذا الإجناز‬

‫الإيجاب ��ي‪� ،‬أن جتع ��ل اجلميع ينخرط يف‬ ‫جهد ان�س���اين‪ ،‬هذا بحد ذاته عمل ثوري‬ ‫بامتياز‪.‬‬ ‫متابع���ة تع���اون �أه���ل درع���ا و�أه���ل‬ ‫ال�سويداء‪ ،‬وبالطبع م���ن يجاورهم‪ ،‬على‬ ‫جع���ل ه���ذا امل���كان �آم���ن‪ ،‬و �أي�ض��� ًا‪ ،‬على‬ ‫تبادل الإمكانيات للتغل���ب على ال�ضائقة‬ ‫االقت�صادي���ة الت���ي يح���اول النظ���ام �أن‬ ‫يح�شر اجلمي���ع بها كما هو معلوم حالي ًا‪،‬‬ ‫يقطع الطري���ق كلي ًا‪ ،‬على النظام املجرم‬ ‫يف حماوالت���ه الالنهائي���ة يف ت�سمي���م‬ ‫الأجواء بني الأهايل‪.‬‬

‫الث���ورة اليوم تط���ور �أ�ش���كال جديدة من‬ ‫االنخراط بها‪ ،‬واحدة من الأمثلة‪ ،‬هي �أن‬ ‫يجد الثوار �أن ذويهم ي�ستطيعون مواجهة‬ ‫احلياة ب�أقل ما ميك���ن من اخلطر‪ ،‬حتى‬ ‫تبقى معنوياتهم يف �أح�سن حاالتها‪.‬‬ ‫م���ا هو مطل���وب اليوم �أكرث م���ن �أي وقت‬ ‫م�ضى هو خلق حا�ضن���ة منا�سبة لتطوير‬ ‫جه���ود ال�سل���م الأهل���ي التي حتت���اج �إىل‬ ‫اجلمي���ع وهذا واحد ًا مم���ا يواجه الثورة‬ ‫ال�سورية العظيمة‪.‬‬


‫‪23 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫كنائس األردن ‪ ،‬هل تستجيب للنداء؟!‬

‫خا�ص ‪� /‬سورية بدا حرية‬ ‫�أطلقت ال�شبكة الآ�شورية حلقوق الإن�سان ندا ًء‬ ‫�إىل الكنائ�س الأردنية لفتح �أبوابها �أمام الجئي‬ ‫خميم الزع�ت�ري يف بيان عل���ى �صفحتها على‬ ‫موقع الفي�س بوك‪ ،‬ن�صه‪:‬‬ ‫«يف ظ���ل الظ���روف الطبيعي���ة القا�سي���ة الت���ي‬ ‫مت���ر به���ا اململك���ة الأردني���ة واملنطق���ة عموما‬ ‫���� املجتم���ع الدويل‬ ‫ه���ذه الأي���ام‪ ،‬ويف ظ���ل تلك ؤ‬ ‫ومنظمات���ه الإغاثي���ة جتاه حتم���ل م�س�ؤولياتها‬ ‫يف حماية الالجئني ال�سوريني يف دول اجلوار‪،‬‬ ‫ويف �أعقاب تردي الظ���روف الإن�سانية ما �أدى‬ ‫اىل وف���اة عدد من الأطف���ال والن�ساء وال�شيوخ‬ ‫يف خميم الزعرتي يف �شمايل الأردن مت�أثرين‬ ‫بالربد القار�س جراء ت�سرب املياه اىل ما تبقى‬ ‫من خيم مل تقتلعها الرياح‪.‬‬ ‫�أم���ام كل ما �سبق‪ ،‬ف�إننا نتوج���ه با�سم ال�شبكة‬ ‫الآ�شوري���ة حلق���وق الإن�سان و�شبك���ة م�سيحيي‬ ‫�سوري���ا لدع���م الث���ورة‪ ،‬وبا�س���م املوقعني على‬

‫الهيئات واملنظمات ال�سورية التي تعنى بحقوق‬ ‫الإن�سان والإعالم وال�سيا�سة‪ ،‬ومن �أبرزهم‪:‬‬ ‫الدكتور عبد البا�سط �سيدا – الرئي�س ال�سابق‬ ‫للمجل�س الوطني ال�سوري‬ ‫الدكتور عبد الأحد ا�سطيفو – ع�ضو االئتالف‬ ‫الوطني لقوى الثورة واملعار�ضة‬ ‫�سعيد حلدو – ع�ضو الأمان���ة العامة للمجل�س‬ ‫الوطني – مدير مكتب اجلاليات‬ ‫مله���م الدروبي ‪ -‬قي���ادي يف جماعة الإخوان‬ ‫امل�سلمني ال�سورية‬ ‫ج���ورج كوري���ة – رئي����س احت���اد تن�سيقي���ات‬ ‫ال�سريان الآ�شوريني‬ ‫�أدي���ب ال�شي�شكلي ‪ -‬ع�ض���و االئتالف الوطني‬ ‫لقوى الثورة واملعار�ضة‬ ‫م�ؤي���د غزالن ‪ -‬ع�ضو الأمانة العامة للمجل�س‬ ‫الوطني ال�سوري‬ ‫�أ�سام���ة القا�ض���ي ‪ -‬ع�ض���و املجل����س الوطني‬ ‫ال�سوري‬ ‫مي�س مو�سى – نا�شطة �سورية ‪� -‬ستوكهومل‬ ‫ج���ورج �شا�ش���ان – املنظم���ة الآثوري���ة‬ ‫الدميقراطية ‪ -‬بلجيكا‬ ‫�سهي���ل العي���د دح���دل – �أم�ي�ن ع���ام احت���اد‬ ‫م�سيحيي �سوريا‬ ‫لينا ملكي – رابطة فار�س اخلوري – هولندا‬ ‫م�ؤيد �سكيف ‪ -‬نا�شط �سوري ‪� -‬سوريا‬ ‫رميون يوخنا ‪ -‬ع�ضو املجل�س الوطني ال�سوري‬ ‫ بروك�سيل‬‫نذير جنديل ‪ -‬جملة �سورية بدا حرية‬ ‫جاك حنا – تن�سيقي���ة ال�سريان الآ�شوريني –‬ ‫هولندا‬ ‫يعق���وب رومانو����س ‪ -‬املنظم���ة الآثوري���ة‬ ‫الدميقراطية – �أملانيا‬ ‫كرمي �شمعون ‪ -‬ع�ضو املجل�س الوطني ال�سوري‬ ‫‪� -‬أملانيا‬

‫ه���ذا البيان بن���داء م�سيحي و�أخ���وي و�إن�ساين‬ ‫عاج���ل اىل ح�ضرات الآباء الأفا�ضل واملطارنة‬ ‫الأج�ل�اء م���ن ر�ؤ�س���اء الطوائ���ف والكنائ����س‬ ‫امل�سيحي���ة يف الأردن‪ ،‬داع�ي�ن �إياه���م‪ ،‬با�س���م‬ ‫امل�سي���ح ر�سول املحب���ة‪ ،‬لفتح �أب���واب الكنائ�س‬ ‫يف امل���دن الكربى �أمام الالجئني ال�سوريني من‬ ‫�أطف���ال ون�س���اء و�شي���وخ‪ ،‬وم�ساعدتهم ومد يد‬ ‫الع���ون اليهم ح�س���ب الق���درات املتاحة‪ ،‬عمال‬ ‫مبقول���ة ال�سي���د امل�سيح له املج���د عندما وعظ‬ ‫يف تالمي���ذه قائ�ل�ا‪« :‬طوب���ى للرحم���اء ف�إنهم‬ ‫يرحمون»‪.‬‬ ‫ويف ه���ذا ال�سياق ف�إننا نفو����ض ال�سادة ايهاب‬ ‫�ص�ب�را ممث�ل�ا لل�شبك���ة الآ�شوري���ة حلق���وق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬ومروان عبيد ممثال ل�شبكة م�سيحي‬ ‫�سوريا للتوا�صل مع اجلهات الكن�سية املعنية يف‬ ‫الأردن يف كل ما يتعلق بهذا املو�ضوع‪».‬‬ ‫والزال ب���اب الت�ضام���ن مفتوح���ا م���ن خ�ل�ال‬ ‫التوقيع على �صفح���ة ال�شبكة الآ�شورية حلقوق‬ ‫وق���د �ص���ادق عل���ى البي���ان ع���دد كب�ي�ر م���ن الإن�سان‪ ،‬و�شبكة م�سيحيي �سوريا لدعم الثورة‪،‬‬ ‫ال�شخ�صي���ات ال�سيا�سي���ة ونا�شط���ون عل���ى يف �صفحتيهماعل���ى الفي�سب���وك و�صفح���ات‬ ‫اخت�ل�اف ن�شاطاته���م بالإ�ضاف���ة لع���دد م���ن �أخرى غريها‪.‬‬


issue 45 / jan. 16th 24


‫‪25 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫كيف تصنع ديكتاتور ًا في ثالثة خطوات؟‬ ‫خا�ص‪ /‬القاهرة ‪ -‬عمار منال ح�سن‬ ‫لطاملا �ألق���ى العديد من ال�شب���اب الثائر‬ ‫يف �سورية بجزءٍ من املالمة على الأجيال‬ ‫الت���ي تكربه���م كونها ‪-‬بنظ���ر بع�ضهم‪-‬‬ ‫�ساهم���ت بخنوعه���ا و�سكوته���ا بو�ص���ول‬ ‫�سوري���ا �إىل حيثم���ا كان���ت قبي���ل الث���ورة‬ ‫ال�سور َّي���ة‪ ،‬لكن هل من املمكن �أن ي�شارك‬ ‫جي���ل الث���ورة ب�صناع���ة ديكتات���و ٍر جديد‬ ‫يلومهم على �صنعه �أبنا�ؤهم يف امل�ستقبل؟‬ ‫لالبتعاد ع���ن الوقوع به���ذا اخلط أ� علينا‬ ‫�أن ن���درك كي���ف ت�صن���ع الديكتاتور َّيات‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ُا يف حال كان هناك بوادر لهذه‬ ‫اخلطوات على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫“التربير”‬ ‫�أوىل اخلط���وات نح���و �صناع���ة‬ ‫الديكتاتور َّي���ات والتي له���ا وجو ٌد م�ؤ�سف‬ ‫على �أر�ض الواق���ع هي التربير‪ ،‬فالتربير‬ ‫بداي ًة يتنافى مع روح الثورة النقد َّية التي‬ ‫قام���ت لتغي�ي�ر الواقع ال���رديء‪ ،‬فلو �أراد‬ ‫الثوار تربير الأخط���اء ل�شابهوا امل�ؤيدين‬ ‫مبنطقهم الدفاعي عن النظام يف بداية‬ ‫الثورة‪ ،‬واخلط����أ حني االعرتاف به يجب‬ ‫نقده وت�صحيحه عو�ض ًا عن تربيره الذي‬ ‫ي���� ٍ ّؤدي غالب��� ًا �إىل تفاقم���ه وزي���ادة �أث���ره‬ ‫ال�سلبي على الواقع‪.‬‬ ‫ظه���ر التربير �أثن���اء الث���ورة ال�سور َّية يف‬ ‫الفرتة الت���ي ازدادت فيه���ا �أهم َّية العمل‬ ‫الع�سك���ري‪ ،‬وبالت���ايل ازدادت احتماالت‬ ‫ظهور اخط���اء مرتكبة من قبل املعار�ضة‬ ‫امل�س َّلح���ة‪ ،‬كما ظهر التربي���ر يف ِّ‬ ‫كل م َّرة‬ ‫يف�ش���ل فيه���ا �أح���د التك ُتّ�ل�ات ال�سيا�س َّية‬ ‫املعار�ض���ة كاملجل����س الوطن���ي �أو �س���واه‬ ‫بتحقيق مطالب ال�شع���ب ال�سوري‪ ،‬وحني‬ ‫وقعت هذه االخطاء �أو حت َّقق هذا الف�شل‬ ‫ً‬ ‫فع�ل�ا‪ ،‬كانت الظاه���رة التربير َّي���ة �سبب ًا‬ ‫ال�ستمرار وتك���رار هذه االخطاء بد ًال من‬

‫تالفيها �أو �إ�صالحها‪.‬‬ ‫الديكتاتور َّيات‪ ،‬فلطاملا �أ َّكد التاريخ على‬ ‫الفك���رة التالية «ال�سكوت ع���ن اخلط�أ له‬ ‫“الت�أليه”‬ ‫ذات الت�أث�ي�ر ال�سلبي الناجت ع���ن القيام‬ ‫كانت �إحدى �أك�ث�ر ال�شعارات التي رفعت به»‪.‬‬ ‫يف بداي���ة الث���ورة ال�سور َّي���ة ذكا ًء �شع���ار‬ ‫«اهلل‪� ،‬سوري���ة‪ ،‬حر َّي���ة وب����س» الذي جاء دخل مفهوم ال�سلب َّية على الثورة ال�سور َّية‬ ‫���واب منها‪ :‬النزع���ة لل�سكوت‬ ‫ر َّد ًا على �شع���ار امل�ؤيدين للنظام ال�سوري من َّ‬ ‫عدة �أب ٍ‬ ‫«اهلل‪� ،‬سور َّي���ة‪َّ ،‬‬ ‫ب�ش���ار وب����س»‪ ،‬وم���ن هنا ع���ن اخلط����أ املكت�سبة م���ن جتربة دامت‬ ‫متام��� ًا نرى معنى كلمة الت�أليه‪ ،‬حيث قام �أربعة عق���ود‪ ،‬اال�ست�سالم لظروف الواقع‬ ‫امل�ؤي���دون مب�ساواة رئي�سه���م بالوطن كما كالإرهاق والتع���ب‪� ،‬أو ح َتّى الوقوف �أمام‬ ‫جديد من اخلوف م���ن االحتجاج‬ ‫بالذات الإلهية‪ ،‬يف حني رف�ض املعار�ضون ج���دا ٍر ٍ‬ ‫يف بداية الث���ورة م�ساواة الوطن �أو الآلهة عل���ى اخلط����أ‪ ،‬ك ُّل تل���ك العوام���ل دفعت‬ ‫ب� ِّأي‬ ‫حزب �أو تك ُت ٍّل‪َ � ،‬مّإنا كانت بالعدي���د من املعار�ضني الذين مل يلج�ؤوا‬ ‫�شخ�ص �أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫املقد����س الوحيد �إىل ت�ألي���ه املعار�ض���ة او تربي���ر �أخطائها‬ ‫احلر َّي���ة ه���ي املفه���وم َّ‬ ‫لديهم‪.‬‬ ‫���ي جت َّل���ى بكث ٍري‬ ‫�إىل ا ِّتخ���اذ موق ٍ‬ ‫���ف �سلب ٍ ّ‬ ‫للأ�سف‪ ،‬ظهر مفه���وم الت�أليه الحق ًا بني من احلاالت بال�صم���ت �أو ح َتّى باالبتعاد‬ ‫ب�شكل عفوي‪ ،‬ع���ن احل���راك الث���وري ب�سب���ب ادعائهم‬ ‫الث َّوار �أنف�سهم‪ ،‬ولو بد�أ ذلك ٍ‬ ‫� َاّإل � َّأن ال�سيا�س���ة التربير َّية �سابقة الذكر العج���ز وع���دم املق���درة عل���ى التغي�ي�ر‪،‬‬ ‫دفع���ت النا����س �إىل الإمع���ان يف اخلط�أ‪ ،‬وهم ب�سلوكه���م هذا ي�شارك���ون كغريهم‬ ‫فب���د ًال م���ن ا�ستب���دال تقدي����س الأف���راد ب�صناع���ة الديكتاتور َّي���ة وذلك بال�سكوت‬ ‫بتقدي�س الأفكار والقيم‪� ،‬أبقى العديد من عن �أخطائها‪.‬‬ ‫املعار�ض�ي�ن ال�سوريني على مفهوم الت�أليه‬ ‫قائم ًا ليكتف���وا با�ستب���دال الأ�شخا�ص �أو «بني طرح امل�شكلة وتقدمي احلل»‬ ‫واملقد�س���ة‪ ،‬نا�س�ي�ن � َّأن انطالق��� ًا م���ن عب���ارة «ي���د واح���دة ال‬ ‫اجله���ات امل�ؤ َّله���ة َّ‬ ‫الت�أليه والتربير يعطي���ان �أ�صحاب الق َّو ٍة ت�صف���ق»‪ ،‬فعلى املعار�ضني الذين يجدون‬ ‫َّ‬ ‫���ات م���ن املعار�ض���ة امل�س َّلح���ة �أو‬ ‫بغ����ض النظر عن موقفهم من الثورة �أو تنظيم ٍ‬‫ت�ضحيتهم يف �سبيلها‪ -‬طابع ًا ا�ستبداد َّي ًا ال�سيا�س َّي���ة �أو ح َتّى املدن َّية ترتكب �أخطا ًء‬ ‫ويجمعوا‬ ‫نابع��� ًا م���ن �شعوره���م باحل�صان���ة �أم���ام ال يجب التغافل عنها �أن يتك َتّلوا ِّ‬ ‫مفهوم ال�صواب واخلط�أ وبالتايل دفعهم �أنف�سه���م كخط���و ٍة �أوىل تبعده���م ع���ن‬ ‫�إىل ارت���كاب الأخط���اء دون �‬ ‫يقدم���ون نق���د ًا مو�ضوع َّيا‬ ‫ٍ‬ ‫���م ِّ‬ ‫إح�سا����س ال�سلب َّي���ة‪ ،‬ث َّ‬ ‫بعي���د ًا ع���ن التط��� ُّرف وم�صحوب��� ًا بح ٍ ّ‬ ‫بالرقابة‪.‬‬ ‫���ل‬ ‫منطق���ي وعمل���ي للم�شكلة‪ ،‬حي���ث يواجه‬ ‫«ال�سلب َّية»‬ ‫النزعة التربير َّية ويعمل على ن�شر الوعي‬ ‫عل���ى الرغم م���ن � َّأن التربي���ر والت�أليه مل ال�شعبي الذي يحارب فكرة الت�أليه‪� ،‬سعياً‬ ‫ي�شمال جميع �أطي���اف املعار�ضة ال�سور َّية �إىل �إع���ادة الوج���ه اجلميل للث���ورة‪ ،‬فمع‬ ‫وفئاته���ا‪َ � ،‬اّإل � َّأن ذل���ك ال يعني بال�ضرورة اق�ت�راب الن�صر الذي ب���ات يلوح بالأفق‪،‬‬ ‫� َّأن ع���دم امل�شارك���ة بهات�ي�ن اخلطوت�ي�ن �آن للثورة �أن تع���ود �إىل نقاوتها ومثاليتها‬ ‫تعن���ي ع���دم امل�شارك���ة املطلق���ة يف بناء التي انطلقت منها‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 26‬‬

‫أخطا ٌء يجب التع ُّلم منها‬ ‫األسد والبعث واالستيالء على السلطة‬ ‫خا�ص ‪ /‬عمار منال ح�سن‬

‫م���ع ِّ‬ ‫���وم تق�ت�رب في���ه الث���ورة ال�سور َّية‬ ‫كل ي ٍ‬ ‫م���ن انت�صارها‪ ،‬ن�سم���ع املزيد من املخاوف‬ ‫والتحذي���رات م���ن ع���ودة اال�ستب���داد �إىل‬ ‫بوجه �آخر حتت قن���اع الثورة‪َّ ،‬‬ ‫ولعل‬ ‫�سوري���ة ٍ‬ ‫غياب الثقة بني ال�شعب ال�سوري واملعار�ضة‬ ‫ٌ‬ ‫ملحوظ يف‬ ‫ال�سيا�س َّي���ة ال�سور َّي���ة كان له دو ٌر‬ ‫افتع���ال هذه امل�شكلة الت���ي دفعت ال�سوريني‬ ‫مطروح ال�ستبدال‬ ‫بديل‬ ‫�إىل الت�شكيك ب���� ِّأي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫���ن �شعب���ا ر�ضخ ملرارة‬ ‫للنظ���ام لل�سوري‪ ،‬لك َّ‬ ‫ً‬ ‫اال�ستب���داد اجل�شع لثالث��� ٍة و�أربعني عاما ال‬ ‫َّبد له من �أن يتع َّلم من جتاربه ال�سابقة بد ًال‬ ‫من �أن يخط�أ ويتع َّلم من جديد‪.‬‬ ‫«ثورة الثام ��ن من �آذار‪ :‬ترب ٌة رطبة لبذور‬

‫اال�ستبداد»‬ ‫مل تك���ن ثورة الثام���ن من �آذار لع���ام ثالث ٍة‬ ‫و�ستني وت�سعمائة و�ألف جم َّرد ب َّواب ٍة لو�صول‬ ‫حزب البع���ث �إىل ال�سلطة‪ ،‬ب���ل كانت �أي�ض ًا‬ ‫طريق��� ًا لع���ودة العدي���د م���ن ال�شخ�ص َّي���ات‬ ‫الع�سكر َّي���ة البعث َّية �إىل الق َّوات امل�س َّلحة بعد‬ ‫�أن �أُحيلت �سابق ًا �إىل اخلدمات املدن َّية‪ ،‬من‬ ‫تل���ك ال�شخ�ص َّيات كان حافظ الأ�سد‪ ،‬حيث‬ ‫َّمت���ت ترقيته عام ‪ 1964‬م���ن رتبة رائد �إىل‬ ‫يعي‬ ‫رتب���ة لواء م��� َّر ُة واحدة‪ ،‬ذلك قب���ل �أن َنّ‬ ‫اجلوي‪.‬‬ ‫قائد ًا للقوى اجلو َّية والدفاع‬ ‫ّ‬ ‫كان���ت �أعمال حزب البع���ث يف تلك املرحلة‬ ‫تكتيك ًا من ا�سرتاتيج َّي���ة بعيدة املدى ترمي‬ ‫�إىل تر�سي���خ وج���ود البع���ث يف اجلي����ش‪،‬‬ ‫وذلك متهيد ًا ال�ستكم���ال َّ‬ ‫املخطط ال�ساعي‬

‫�إىل اال�ستي�ل�اء عل���ى ال�سلطة ب�ش���كل كامل‬ ‫وغ�ي�ر قابل لالنت���زاع‪ ،‬حيث قام���ت اللجنة‬ ‫الع�سكر َّية بقي���ادة �صالح جديد كما �شارك‬ ‫حاف���ظ الأ�س���د يف القوى اجلو َّي���ة َّ‬ ‫مبخطط‬ ‫تو�سيع نفوذهم بني �صفوف القوى امل�س َّلحة‪.‬‬ ‫و َملّ���ا كان لبع����ض �أع�ض���اء القي���ادة القوم َّية‬ ‫حل���زب البع���ث دو ٌر يف عرقل���ة الطم���وح‬ ‫التو�سعي اجلاري يف �صفوف القوى امل�س َّلحة‪،‬‬ ‫قام الأ�سد وجديد بانقالب ع�سكري عليهم‬ ‫ع���ام ‪ 1966‬م�ستغلني نفوذه���م يف اجلي�ش‪،‬‬ ‫حي���ث تخ َّل���ى �ص�ل�اح جدي���د ع���ن رتبت���ه‬ ‫الع�سكر َّي���ة ل�صالح ا�ستكمال ال�سيطرة على‬ ‫احل���زب وبالتايل على �سوري���ا يف حني غدا‬ ‫حافظ الأ�سد وزير ًا للدفاع‪.‬‬ ‫حيث ق�ضى ح���زب البعث ال�سن���وات الأربع‬ ‫الأوىل (‪ )67-63‬ل���ه يف ال�سلط���ة يعم���ل‬ ‫جاهد ًا على ال�سيطرة عل���ى القوى امل�س َّلحة‬


‫‪27 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫الحق��� ًا �صالح َّي���ات رئي����س اجلمهور َّي���ة َّثم‬ ‫يث ِّب���ت نف�سه رئي�س ًا ل�سوري���ة بعد ما ال يزيد‬ ‫ع���ن ب�ضعة �أ�شهر عن حركت���ه الت�صحيح َّية‬ ‫�شعبي قام به بتاريخ ‪12‬‬ ‫وذلك �إثر ا�ستفتاءٍ ٍ ّ‬ ‫�آذار ‪.1970‬‬

‫واجلي����ش وتعزي���ز وج���وده فيها‪ ،‬كم���ا قام‬ ‫بعزل العديد من القيادات الع�سكر َّية الغري‬ ‫متجاوب���ة م���ع �سيا�ست���ه بغ����ض النظ���ر عن‬ ‫طائفتها‪ ،‬وعلى اجلان���ب الآخر قام برتقية‬ ‫�ات‬ ‫العدي ��د م ��ن ال�ض َّب ��اط البعثي�ي�ن ترقي � ٍ‬ ‫�سريع���ة ت�ضمن و�صولهم للقيادات العليا يف‬ ‫«حرب ت�شرين ‪ :1973‬ذريع ًة لبناء حا�ضنة‬ ‫اجلي�ش‪.‬‬ ‫�شعب َّية»‬ ‫«ح ��رب ‪ 1967‬واحلرك ��ة الت�صحيح َّي ��ة‪ :‬يف ج ٍ ّو من الإحب ��اط الع�سكري املخ ِّيم على‬ ‫ال�شع���ب ال�سوري وخ ّ�صِ ي�ص��� ًا بع�ض خ�سارة‬ ‫الطريق �إىل ال�سلطة عرب اجلي�ش»‬ ‫عندم���ا دخل���ت �سوري���ا �إىل جان���ب الأردن اجل���والن والقنيطرة يف ح���رب ‪ ،1967‬قام‬ ‫وم�صر حربها �ض���د ا�سرائيل عام ‪� 1967‬أو حافظ الأ�س���د با�ستغالل ذل���ك الو�ضع من‬ ‫ما بات يع���رف الحق ًا بـ(نك�س���ة حزيران)‪ ،‬خ�ل�ال ح���رب ت�شرين ع���ام ثالث��� ٍة و�سبعني‬ ‫�أخ���ذت النزاع���ات واخلالف���ات بني حافظ وت�سعمائة و�ألف الت���ي و�ضعت ا�سرائيل بني‬ ‫الأ�س���د و�ص�ل�اح جدي���د طابع ًا جد َّي��� ًا حيث ف َّكي الك َّما�شة ال�سور َّية امل�صر َّية‪.‬‬ ‫ب���د�أت ه���ذه النزاع���ات مب���ا ميك���ن و�صفه وعلى الرغ���م م���ن � َّأن املواجه���ة الع�سكر َّية‬ ‫امتد ل�سنوات‬ ‫بالع�صيان الع�سكري من قبل حافظ الأ�سد‪ ،‬املبن َّي���ة على عمل خمابرات���ي َّ‬ ‫حيث �أعلن �سق ��وط القنيطرة بيد ا�سرائيل ف�شلت يف �إجناز �أهدافها اال�سرتاتيج َّية‪َ � ،‬اّإل‬ ‫قبل �سقوطها الفعلي‪ ،‬كما ت� َّأخر عن �إر�سال � َّأن ا�سرتداد �سوريا ملحافظة القنيطرة �أالح‬ ‫ببارق ٍة من الأمل لل�شعب ال�سوري الذي ر�أى‬ ‫الغطاء اجلوي دعم ًا للنظري الأردين‪.‬‬ ‫املدمر» ال���ذي «�صنعه» حافظ‬ ‫ا�ستم��� َّرت اخلالف���ات الع�سكر َّية بني جديد يف «اجلي����ش ِّ‬ ‫واال�س���د م���ن خ�ل�ال معار�ضة الأ�س���د قرار الأ�سد حجر ًا ميكن البناء عليه‪.‬‬ ‫حتوي���ل احل���رب م���ع �إ�سرائي���ل �إىل ح���رب‬ ‫طويلة كما رف�ض عام ‪� 1970‬إر�سال الغطاء‬ ‫املتوجه نحو الأردن‬ ‫اجلوي للجي�ش ال�سوري ِّ‬ ‫مما دفع جديد‬ ‫َّ‬ ‫مما �أ َّدى �إىل ف�ش���ل امله َّمة‪َّ ،‬‬ ‫�إىل االجتم���اع مع القي���ادة القطر َّية حلزب‬ ‫البعث التي ق��� َّررت بالإجم���اع �إقالة حافظ‬ ‫الأ�سد ورئي����س الأركان «م�صطفى طال�س»‬ ‫من من�صبيهما‪.‬‬ ‫رف�ض حافظ الأ�سد القرار الذي ين�ص على‬ ‫عزله فقام بتاريخ ‪ 16‬ت�شرين الثاين ‪1970‬‬ ‫َاّ ً‬ ‫م�ستغ�َّلاّ نفوذه املتنامي‬ ‫بانق�ل�اب ع�سكري‬ ‫ٍ‬ ‫ب�ي�ن �صف���وف اجلي����ش والق���وى امل�س َّلح���ة‬ ‫الذي عمل على تو�سعت���ه خالل الفرتة التي‬ ‫مما �أ َّدى �إىل اعتقال‬ ‫ق�ضاها وزير ًا للدفاع‪َّ ،‬‬ ‫و�سجن �أع�ضاء من القيادة القطر َّية حلزب‬ ‫البعث �إىل جانب رئي�س �سورية �آن ذاك «نور‬ ‫الدي���ن الأتا�سي»‪ ،‬لي�صل الأ�س���د �إىل قيادة‬ ‫حزب البعث بعد �أن �أطلق على انقالبه ا�سم‬ ‫«احلركة الت�صحيح َّية»‪.‬‬ ‫ت َىّ‬ ‫���ول حافظ الأ�سد رئا�س���ة جمل�س الوزراء‬ ‫�إىل جان���ب وزارة الدف���اع ف���ور �إمتام���ه‬ ‫«احلرك���ة الت�صحيح َّي���ة»‪ ،‬ليعط���ي نف�س���ه‬

‫كم���ا ا�ستغ َّ‬ ‫���ل حافظ الأ�سد الو�ض���ع املرت ِّدي‬ ‫للبني���ة التحت َّية يف �سوري���ة‪ ،‬حيث قام ببناء‬ ‫وم�ش���اف‬ ‫واجه��� ٍة ح�ضار َّي���ة م���ن مدار����س‬ ‫ٍ‬ ‫���ات حر����ص �أن يطلق عليه���ا �أ�سما ًء‬ ‫وجامع ٍ‬ ‫مرتبط ًة بالبعث والأ�سد‪� ،‬ساعي ًا لربط فكرة‬ ‫���دم واحل�ضارة بوجوده قائ���د ًا ل�سورية‬ ‫التق ِّ‬ ‫مما بنى ل���ه نوا ًة لقاع���دة جماهري َّية عمل‬ ‫َّ‬ ‫عل���ى تو�سعته���ا خ�ل�ال ال�سن���وات القادمة‪،‬‬ ‫ال�سنوات التي بد�أت تك�شف لل�شعب ال�سوري‬ ‫مالمح امل�صيبة التي ابتاعها لنف�سه‪.‬‬ ‫«ما بع ��د ‪� :1973‬سق ��وط الد�ستور وحقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬ووالدة اال�ستبداد»‬ ‫قام حافظ الأ�سد عام ‪ 1973‬بت�شكيل جلنة‬ ‫ل�صياغ���ة د�ست���ور دائم للب�ل�اد‪ ،‬حيث َّمتت‬ ‫املوافق���ة عل���ى ه���ذا الد�ستور بع���د عر�ضه‬ ‫لال�ستفت���اء ال�شعب���ي بتاري���خ ‪� 12‬آذار‪،‬‬ ‫لي�صدر الأ�سد مر�سوم��� ًا ت�شريع َّيا بعد ذلك‬ ‫ين�ص‬ ‫���وم ٍ‬ ‫واحد يقت�ضي اعتم���اده‪ ،‬حيث ُّ‬ ‫بي ٍ‬ ‫الد�ست���ور على فر�ض فكر حزب البعث على‬ ‫الدولة كما واحتكر احلياة ال�سيا�سية بتعيني‬ ‫البع���ث حز ًب���ا قائ���دً ا للدول���ة واملجتمع كما‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 28‬‬

‫ن�ص���ت املادة الثامنة‪ ،‬و�أو�ض���ح الد�ستور � َّأن‬ ‫ّ‬ ‫رئي�س اجلمهورية ٍ ّ‬ ‫تر�شحه القيادة القطرية‬ ‫حل���زب البعث ع���ن طريق جمل����س ال�شعب‬ ‫لال�ستفتاء دون وجود �أي مر�شح �آخر‪.‬‬ ‫���ط ه���ذا الد�ست���ور حلاف���ظ الأ�س���د‬ ‫مل يع ٍ‬ ‫���ات وا�سع���ة و�شب���ه غ�ي�ر حم���دودة‬ ‫�صالحي ٍ‬ ‫فح�س���ب‪ ،‬ب���ل م َّكن���ه ع���ام ‪ً 1981‬‬ ‫مث�ل�ا من‬ ‫تغيري علم اجلمهور َّي���ة ال�سور َّية‪ ،‬يف حادث ٍة‬ ‫توح���ي ب���� َّأن حاف���ظ الأ�سد ذاته ق���د �أ�صبح‬ ‫د�ستور ًا ل�سورية‪ ،‬وم���ن خالل هذا الد�ستور‬ ‫فق���د ا�ستم��� ًّر الأ�سد يف حك���م �سورية خالل‬ ‫ا�ستفتاءات (‪)1999 ،1992 ،1985 ،1978‬‬ ‫على التوايل‪.‬‬ ‫� َّأم���ا ع���ن حق���وق الإن�س���ان فكان���ت جتربة‬ ‫الإخ���وان امل�سلمني املريرة حتك���ي وبو�ضوح‬ ‫حال حق���وق الإن�س���ان يف �سورية كما حتكي‬ ‫ق�ص�ص��� ًا عن � َّأن اجلي����ش ذاته الذي حارب‬ ‫ا�سرائيل عام ‪ 1973‬هو ذاته من �أباد مدينة‬ ‫حم���اة ع���ام ‪ ،1982‬حي���ث غ���دت امل� َّؤ�س�سة‬ ‫الع�سكر َّي���ة يف �سوري���ة �سالح��� ًا حلماي���ة‬ ‫م�صالح احل���زب العائلة احلاكم���ة‪ ،‬منهي ٍة‬ ‫بذلك عهد ًا من االنقالبات الع�سكر َّية التي‬ ‫كانت على الرغ���م من �سو�ؤها تبقي ال�شعب‬ ‫ال�سوري على م�ساف ٍة �آمن ٍة من الوقوع برباثن‬

‫م�ستبد م�ست� ٍأثر بال�سلطة‪.‬‬ ‫حاكم‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫� َّأم���ا عن م�صري �أي حماول��� ٍة لإحداث تغي ٍري‬ ‫يف ال�سلط���ة بعي���د ًا ع���ن التم��� ُّرد امل�س َّلح �أو‬ ‫االنق�ل�اب الع�سك���ري ف���كان م�صريه���ا �أو‬ ‫بالأ�ص���ح م�صري م���ن ي�شارك به���ا املوت �أو‬ ‫االختفاء الق�سري‪ ،‬حيث جاء ذلك تو�ضيح ًا‬ ‫ب� َّأن امل�ستقب���ل ال�سيا�سي يف �سورية قد ر�سم‬ ‫م�سبق ًا ومن غري املمكن التعديل عليه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل ذل���ك ف���رز ال�شعب ال�س���وري �إىل فئتني‪،‬‬ ‫فئ���ة ر�أت �أن تت�أقل���م م���ع الو�ض���ع فع َ‬ ‫���زّزت‬ ‫وجوده���ا داخل ح���زب البع���ث و�سرعان ما‬ ‫�أ�صبحت �شري���ك ًا ر�سم َّيا له‪ ،‬والفئة الأخرى‬ ‫تركت ل�سيا�سة تو�سي���ع الفوارق الطبق َّية يف‬ ‫تفق�ي�ر وجتهيل �إف�س���اد حر َّية‬ ‫املجتم���ع من‬ ‫ٍ‬ ‫التعبري عن ر�أيها‪.‬‬

‫ربر و�صوله لل�سلطة �أو ت�أثريه‬ ‫� َاّإل � َّأن ذلك ال ي ِّ‬ ‫�ش���كل كان‪ ،‬فجي����ش ‪ 1973‬هو‬ ‫عليه���ا ب���� ِّأي ٍ‬ ‫من قت���ل ال�شعب ال�سوري الأع���زل يف ثورته‬ ‫(‪-2011‬الآن)‪ ،‬ويج���ب احلر����ص عل���ى � َاّأل‬ ‫يك���ون جي�ش الث���ورة (‪-2011‬الآن) هو من‬ ‫يقتل ال�شعب ال�سوري يف � ِّأي ثور ٍة الحقة‪.‬‬ ‫كم���ا ن�ستو�ض���ح م���ن جتربتن���ا الأليم���ة‪َّ � ،‬أن‬ ‫الد�ست���ور ٌّ‬ ‫خط �أحمر ال يج���وز التعديل عليه‬ ‫موجهة‪،‬‬ ‫�أو امل�سا�س به وفق �أه���واءٍ �سيا�س َّي ٍة َّ‬ ‫ح َتّى لو كان من يريد التعديل على الد�ستور‬ ‫هو م���ن �أعاد ل�سوري���ة بريقها بع���د الدمار‬ ‫الهائ���ل الذي �أحلق به���ا �أثناء الث���ورة‪ ،‬ل َّأن‬ ‫ذل���ك ل���ن يتج���اوز كون���ه ا�ستغ�ل�ا ًال للو�ضع‬ ‫ال�سوري الراهن متام ًا كما حدث يف احلركة‬ ‫املدع َّوة بالـ(ت�صحيح َّية) عام ‪.1973‬‬

‫«ا�ستنتاجات وتو�صيات»‬ ‫ق���د يك���ون الكابو����س الأك�ب�ر ال���ذي واجهه‬ ‫ال�شع���ب ال�س���وري خ�ل�ال العق���ود الأربع���ة‬ ‫املن�صرمة ه���و ا�ستيالء �أحده���م (فرد ًا �أو‬ ‫حزب��� ًا) على امل� َّؤ�س�س���ة الع�سكر َّية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫توجيهها لال�ستيالء على احلكم يف �سورية‪،‬‬ ‫فح َتّى لو كان اجلي�ش ال�سوري املقبل ي�شابه‬ ‫نظ�ي�ره عام ‪� 1973‬شجاع ًة وبطول ًة وب�سالة‪،‬‬

‫وعل���ى الرغ���م م���ن � َّأن التع ُّل���م م���ن �أخطاء‬ ‫املا�ض���ي ق���د ال يك���ون كافي��� ًا ملواجه���ة � ِّأي‬ ‫حماول ٍة مق َّنعة لعودة اال�ستبداد �إىل �سوريا‪،‬‬ ‫� َاّإل � َّأن ذل���ك ال يعني �أ َّن���ه من املقبول الوقوع‬ ‫بذات الأخطاء التي �أو�صلت ال�شعب ال�سوري‬ ‫�إىل حال���ه قبل الثورة‪ ،‬وكم���ا يقول املثل «�أن‬ ‫تخدعني م َّرة‪ :‬عا ٌر عليك‪ ،‬لكن �أن تخدعني‬ ‫م َّرتني‪ :‬عا ٌر علي!»‪.‬‬


‫‪29 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫ومنرجع منقول هيك بلشنا وهيك رح نكفي‬

‫اهلل ‪ ...‬سوريا ‪ ...‬حرية وبس‬ ‫خا�ص ‪ /‬ورد اليايف ‪� -‬سورية بدا حرية‬

‫يوم قالوا انو بن علي هرب من تون�س‪�,‬أول �شي‬ ‫عرفناه ان���و يف ثورة �شعبية بل����ش فيها ال�شعب‬ ‫وجنحت ‪..‬‬ ‫الفرحة اللي كنت ع���م فكر فيها ب�صراحة انو‬ ‫ال�شعوب فيها تق���وم وانو نحنا ال�سوريني اميت‬ ‫دورنا‪..‬؟!‬ ‫طبع���ا كان يف نا����س كت�ي�ر يقولوا ان���و ال�شعب‬ ‫ل عاي�ش‬ ‫ال�س���وري مارح يقوم خل�ص تع���ود وه أ‬ ‫وما�شي حالو ‪...‬كانت الفكرة التانية انو �شعب‬ ‫احتم���ل وحب�س بقلبو كت�ي�ر وكان يبلعا للبهدلة‬ ‫اذا ق���رر يق���وم فوقتا بدنا انو حق���ا قام‪ ,‬يعني‬ ‫ما رح يرجع‪.‬‬ ‫وطبع���ا بل�شت االفكار عند ال�شباب وكيف بدنا‬ ‫نبل�ش او اميت ‪..‬‬ ‫ال�شي اللي عملوا الق���ذايف ب�شعبو كلنا �شفناه‪,‬‬ ‫ب�س كنا نقول اللي عنا جمرم ل�سا ما حدا عمل‬ ‫اللي رح يعملوا‬ ‫ودائما كان الرهان انو مني بدو يبدا ونقول انو‬ ‫الق�ص���ة بدا �ش���رارة واذا �شعلت ماعد تنطفى‬ ‫وبالفعل هاد اللي �صار‪...‬‬ ‫كنا م���ا منعرف �شو يعني مظاه���رات‪� ,‬أو حتى‬ ‫الم���ن‪ ,‬او �شو الزم‬ ‫كي���ف بدنا نه���رب اذا اجا أ‬ ‫نعم���ل‪ ,‬وه���اد ال�ش���ي �ص���ار وقلنا لبع����ض بعد‬

‫�أول مظاه���رة ان���و يا �شب���اب امل���رة اجلاي ما‬ ‫الزم هيك نعم���ل الزم يك���ون ت�صرفنا هيك‪..‬‬ ‫بن�ضحك ومنقول احلمدهلل عال�سالمة هاملرة‪.‬‬ ‫كان اله���م انو كيف بدنا نبعت للقنوات من�شان‬ ‫تقول انو طلعت مظاهرة باملدينة كذا وعفكرة‬ ‫�أول مظاهرة عر�ضوها عاجلزيرة �ألنا ا�شتغلت‬ ‫التلفون���ات» و�شفت���ا اي ل���كان «يعن���ي كان���ت‬ ‫فرحة‪ .....‬ميكن لأنو و�صل �صوتنا اكرت‪...‬‬ ‫حرية‪� ::‬أول م���رة بحياتي بقوال وب�صوت عايل‬ ‫وبال�ش���ارع وم���ع كل النا�س كان �شع���ور فظيع‪,‬‬ ‫كت�ي�ر من العامل ما عا�شتو وم���ا رح تعي�شو وانا‬ ‫ما بعرف قول �ش���و هو ‪..‬الفرحة والقوة والثقة‬ ‫بالكلمة وهي عم تطلع ما �إلها و�صف ابد�آ‪ ,‬وقت‬ ‫ت�سم���ع النا�س عم تق���ول «اهلل ‪�..‬سوريا‪..‬حرية‬ ‫وب����س» حت�س الأر�ض عم تهز معن‪ ,‬وال�سما عم‬ ‫ت�سمعن���ا وتقول ه���دول والدي‪...‬كنت تطلع مع‬ ‫اللي ما�شي جنبك وتبت�س���م حتى لو ما بتعرفو‬ ‫املهم ق�ضيتك وق�ضيتو وحدة‪.......‬بدنا حرية‬ ‫« كمكاف�أة بع���د �أول مظاهرة عزمتني �أمي �أنا‬ ‫ورفقاتي عالغدا»‬ ‫ه���ون بل�شنا مبرحلة جديدة �صار الزم التفكري‬ ‫بطريق���ة تاني���ة بدن���ا نتاب���ع �ش���و ع���م ي�صري‬ ‫خ�ل�ال اال�سبوع وم�ي�ن املناطق اجلدي���دة اللي‬ ‫ان�ضم���ت للثورة و�شو اهم ح���دث �سيا�سي �صار‬

‫و�ش���و هي���ة امل���دن اللي اقتحم���ا اجلي����ش و�شو‬ ‫ا�س���م اجلمع���ة ‪..‬الزم كل ه���ي النق���ط تتزبط‬ ‫وتنكتب على الفتات وجنه���زا تكون قريبة من‬ ‫اجلام���ع ‪.....‬بعدين �ص���ار تق�سي���م لل�شغل يف‬ ‫م�ي�ن خمت�ص ب أ�م���ور الن�شر عالن���ت وللقنوات‬ ‫الإعالمي���ة ويف م�ي�ن م�س�ؤول ان���و يخرب النا�س‬ ‫امي���ت ووين املظاه���رة �إذا كان الزم نعمل �شي‬ ‫بغري ي���وم اجلمع���ة ‪....‬ويف م�ي�ن م�س����ؤول انو‬ ‫يح�ض���ر الأع�ل�ام والالفتات‪..‬وبه���ي املرحل���ة‬ ‫كان االعتم���اد بالهت���اف على ال�ص���وت العايل‬ ‫و�إذا توف���ر معنا مكرب �ص���وت فكتري منيح ب�س‬ ‫وق���ت �صرن���ا جنيب مك�ب�رات وبف�ل�ات �صوت‬ ‫ه���ون اختلف كل�ش���ي‪ ,‬ومع هي���ك �ضلينا نعتمد‬ ‫عال�صوت العايل‪...‬‬

‫طبع���ا الهتاف���ات تط���ورت يوم بعد ي���وم و�صار‬ ‫يف هت���اف جديد الزم نقولو بك���را ويف طريقة‬ ‫جدي���دة كم���ان « الكل بين���زل عاالر�ض وواحد‬ ‫بق���ول ب�صوت واطي وبعدي���ن الكل بيطلع بقوة‬ ‫ومنقولو باعلى �صوت» ‪..‬‬ ‫« هي���ي ويال وغ�ي�ر ل اهلل ما مرنك���ع « كان الو‬ ‫و�ض���ع خا����ص كتري يعن���ي اول مرة قلن���اه الكل‬ ‫عم ين���ط ويرفع اي���دو لل�سم���ا وبدو يق���ول انو‬ ‫ه���اد الهتاف رح ي�ضل معن���ا لآخر الثورة يعني‬ ‫لتنت�صر الثورة واحلرية ‪....‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 30‬‬

‫صرماية نصر اهلل وشبيحة االسد‬ ‫خا�ص‪ /‬بوليفار اخلطيب‬

‫�س�ؤال ‪ ،‬غري اعرتا�ضي ولكن �ضروري ‪: ،‬‬ ‫ما هي �أوجه ال�شبه بني ح�سن ن�صر اهلل‬ ‫وب�شار ؟ حقيقة هي كثرية‪ ،‬ولكن �أهمها‬ ‫انه���م يطرب���ون بنف�س ال�شع���ارات ‪ ،‬وان‬ ‫اختلفت الكلم���ات ‪ ،‬فح�سن يطرب ‪ ،‬هو‬ ‫وقناة املنار ‪ ،‬التباعه حني يقولون ‪ :‬نحنا‬ ‫كلنا فدا �صرمايت���و لل�سيد ح�سن ( كلما‬

‫ا�ستمعت لهذا الغ���زل �س�ألت نف�سي ترى‬ ‫ما هي �صرماية ح�سن ؟ التي �سيفدونها‬ ‫مبا انها �أثمن ما فيه على ما يبدو‪ ...‬ب�س‬ ‫ما تك���ون �شحاطة) ‪ .‬كما يط���رب ب�شار‬ ‫حني ي�سم���ع مرتزقته يهتف���ون ‪� :‬شبيحة‬ ‫للأبد لأج���ل عيونك يا �أ�س���د ‪ .‬مبنا�سبة‬ ‫ه���ذا ال�س�ؤال واجلواب ال بد من اال�شارة‬ ‫ان ب�ش���ار وخمابراته وكل الدينا�صورات‬ ‫من حوله مل يجدو�شيئا يف ب�شار للتباهي‬

‫‪ ،‬اال انه طبيب عيون ‪.‬‬ ‫جميل���ة ه���ي ممانع���ة االم���ام الفقي���ه‬ ‫االيراني���ة والي�ساري���ة يف �آن ‪ ،‬وعلى ذكر‬ ‫الي�سارية كم متنيت يوما لواين ي�ساري ‪،‬‬ ‫هل ميكنم تخيل ان اكون ي�ساري ‪ ،‬احلياة‬ ‫�ستختلف متاما ‪ ،‬بداية �س�أنتقم من يدي‬ ‫الي�سرى التي لطاملا ح�سدتها يدي اليمنى‬ ‫على خموله���ا وك�سله���ا ‪ ،‬و�س�أحك ر�أ�سي‬ ‫بالي�س���ار ‪� ،‬سيتغري الع���امل ال �شك بذلك‬


‫‪31 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫الين �س�أتعام���ل معه بن�صف���ي الي�ساري ‪،‬‬ ‫بعد �أن تعودت على التعامل معه بن�صفي‬ ‫اليمين���ي ‪� ....‬أعتق���د �أين حينها �س�أفهم‬ ‫كي���ف حت���ول ح�سن م���ن ملت���زم باالمام‬ ‫الفقي���ه اىل ت�شي غيف���ارا ‪ ،‬وكيف ا�صبح‬ ‫ب�شار وم���ن قبله ابوه ‪ ،‬ممانعني مقاومني‬ ‫للمخطط���ات االمربيالي���ة ال�صهيوني���ة ‪،‬‬ ‫وهم���ا من نف���ذ املخطط���ات االمربيالية‬ ‫ال�صهيوني���ة باحل���رف ‪ ،‬وقدما اجلوالن‬ ‫كربهان لتبعيتهما وعمالتهما‪.‬‬ ‫من يقول �أن زمن الدينا�صورات الطائرة‬ ‫انتهى ‪� ،‬أدعوه اىل حديقة الدينا�صورات‬ ‫احلقيقي���ة ولي�س���ت فيل���م ! اه�ل�ا بك يف‬ ‫ع���امل �صح���ف ب�ش���ار وح�س���ن اللبناني���ة‬ ‫والبعثية ‪� ،‬أهال بك يف هذا العامل الوا�سع‬ ‫املزرك�ش بالطائفية العلمانية واال�صولية‬ ‫الالدينية ‪ ،‬وكل هذه الف�سيف�ساء التافهة‬ ‫يف قال���ب واح���د مع���ا ‪ .‬هنا يتكل���م ذات‬ ‫ال�صحف���ي املنافق باللغت�ي�ن دون اي ذرة‬ ‫خجل اوحياء ‪.‬‬ ‫فالبحري���ن انتفا�ضة �شعبي���ة �ضد الظلم‬ ‫‪� ،‬أما �سوري���ا فعبارة عن طائفيني عمالء‬ ‫لأمري���كا �ضد ب�شار الوطني املمانع ‪ ،‬لكن‬ ‫ال�صحف���ي املهتم ب�صدقيته ي�شري اىل ان‬

‫ب�شار ارتكب بع����ض الأخطاء ال�صغرية ‪،‬‬ ‫كق�صف ال�سوريني بالطائرات ‪ ،‬وت�سليط‬ ‫املرتزق���ة عل���ى ال�سوري�ي�ن في�سرق���ون‬ ‫ويذبح���ون ويغت�صبون ‪ ،‬كم���ا �أ�شرت هي‬ ‫ب�ضع �أخطاء �صغرية ال قيمة لها ‪.‬‬ ‫�أم���ا �أه���ل طرابل����س فه���م ارهابي���ون‬ ‫متطرف���ون قاعدي���ون ‪ ،‬عليه���م اللعن���ة‬ ‫واللحمة الوطنية كذلك ‪ ،‬يريدون تدمري‬ ‫وجه لبنان ال�سياحي والق�ضاء على �صيغة‬ ‫التعاي�ش ال�سلم���ي !!( ملن ال ي�صدق بهذا‬ ‫التعاي�ش وي�سخ���ر من امل�صطلح فلي�ستمع‬ ‫فق���ط ومن ب�ي�ن كل اللبناني�ي�ن اىل عون‬ ‫وابراهي���م االم�ي�ن ليج���د الدلي���ل عل���ى‬ ‫م���دى التعاي�ش ) ويريدون اع���ادة لبنان‬ ‫اجلمي���ل اىل الق���رون الو�سط���ى ‪ .‬بينما‬ ‫حزب اهلل فهواحل���زب املقاوم ال�شر�س ‪،‬‬ ‫الذي ي�ستح���ق مديح كافة ان���واع الي�سار‬ ‫والقومي�ي�ن والعلمانيني اللبنانيني ‪ ،‬طبعا‬ ‫بغ����ض النظر ع���ن بع�ض الأم���ور التافهة‬ ‫كذق���ن �شي���خ احل���زب ح�س���ن ال�س���وداء‬ ‫و�شعارات���ه الديني���ة ومال���ه النظي���ف ‪،‬‬ ‫املغ�س���ول باجود انواع املنظفات االيرانية‬ ‫‪ ،‬وفر�ض تعاليمه على احلياة االجتماعية‬ ‫يف املناط���ق الت���ي حت���ت نف���وذه ‪ ،‬حزب‬

‫اهلل ال���ذي يعل���ن ال���والء والتبعي���ة لدولة‬ ‫ايران ‪ ،‬عف���وا جمهورية ا�سالمية لالمام‬ ‫الفقيه وملن ي�ستغ���رب فهي ن�سخة معدلة‬ ‫ع���ن جمهوري���ة الوري���ث العرب���ي‪ ،‬وكلها‬ ‫جمهوريات دميوقراطية جدا ! حزب اهلل‬ ‫هذا هوغري متطرف وغري ديني وعلماين‬ ‫وي�ساري ‪.‬‬ ‫ح���زب اهلل ال���ذي هزم ا�سرائي���ل بف�ضل‬ ‫عبقري���ة زعيم���ه ال�شي���خ ح�س���ن ن�ص���ر‬ ‫اهلل فق���ط ال غ�ي�ر ‪ ،‬حي���ث تن�س���ى ه���ذه‬ ‫الدينا�ص���ورات اي دور ل�شب���اب لبناين ‪،‬‬ ‫قدم الغ���ايل والرخي����ص يف �سبيل وطنه‬ ‫‪ ،‬ولي����س يف �سبيل ح�س���ن �صاحب العباءة‬ ‫ال�س���وداء وال �سبي���ل ب�ش���اره الهزي���ل ‪.‬‬ ‫بطبيعة احلال ‪ ،‬ومن امل�ؤكد ‪� ،‬أن ال�شباب‬ ‫اللبن���اين مل ي�ست�شه���د يف �سبي���ل �س���ادة‬ ‫ح�س���ن وب�شار من �آل اخلميني و�آيات اهلل‬ ‫االيرانية ‪ ،‬وم���ن نافل القول �أن ال �آية هلل‬ ‫خارج اي���ران وال �شيخ �أومنا�ضل �أومقاوم‬ ‫خارج اي���ران ‪ ،‬بالرغم ان ايران �شاركت‬ ‫الأمريكان يف احتالل افغان�ستان والعراق‬ ‫‪ ،‬ومن���ه ن�ستنتج اي�ضا �أن ال �سيا�سة اال يف‬ ‫ايران ‪ ،‬وال كذب واحتيال �شرعي وحالل‬ ‫نظي���ف �شريف ‪ ،‬كاموال ح�سن ن�صر اهلل‬ ‫‪ ،‬اال يف ايران ‪ ،‬فكيف ن�ستغرب من ي�سار‬ ‫الدينا�صورات ان يويل وجهه �شطر قم ‪.‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 32‬‬

‫أنا‬ ‫والشيخ‬ ‫وصديقي‬ ‫العلوي‬


‫‪33 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫خا�ص ‪ /‬ميخائيل �سعد‬ ‫يف �صيف‪ ،١٩٨١‬كان���ت �سوريا تعي�ش اجواء‬ ‫ح���رب �أهلية غ�ي�ر معلنة‪ ،‬طرفاه���ا ال�شعب‬ ‫ال�سوري ونظ���ام حافظ اال�سد‪ ،‬حتت غطاء‬ ‫حمارب���ة االخ���وان امل�سلم�ي�ن‪ ،‬الرجعي�ي�ن‬ ‫وعمالء الغرب الذين يريدرن الق�ضاء على‬ ‫النظ���ام التقدمي‪ .‬وكان النا����س يتعاطفون‬ ‫م���ع الأخوان امل�سلمني‪ ،‬لي�س لكونهم تنظيما‬ ‫�سيا�سي���ا ا�سالميا‪ ،‬و�إمن���ا لأنهم �ضد نظام‬ ‫اال�س���د‪ .‬وق���د ا�ستثم���ر حافظ اال�س���د هذا‬ ‫ال�ص���راع‪ ،‬الذي خلق���ه‪ ،‬كي ي�ش���ق املجتمع‬ ‫ال�س���وري عاموديا ويعي���د ترتيبه مبا يخدم‬ ‫نظام���ه الط���ول ف�ت�رة ممكن���ة‪ ،‬وكان م���ن‬ ‫اال�سلح���ة التي ا�ستخدمه���ا ت�أجيج امل�شاعر‬ ‫الطائفية‪ ،‬ف�أ�صب���ح كل م�سلم �سني‪ ،‬اخوان‬ ‫م�سلم�ي�ن‪ ،‬وكل م�سيحي هو عمي���ل للكتائب‬ ‫اللبناني���ة وكل درزي عمي���ل ال�سرائيل‪ ،‬وكل‬ ‫ي�ساري ه���و من يعرقل امل�سرية اال�شرتاكية‪.‬‬ ‫كن���ت �أن���ذاك اعم���ل يف ب�ي�روت‪ ،‬وق���ررت‬ ‫الذهاب يف زيارة اىل دم�شق‪ .‬قبل مغادرتي‬ ‫ب�ي�روت زودين �صاح���ب دار ن�ش���ر �س���وري‬ ‫اال�صل بقائمة بع�ض املكتبات وبتفوي�ض منه‬ ‫الجمع ل���ه بع�ض ديونه على ه���ذه املكتبات‪،‬‬ ‫لأنه كان من املعار�ضة ال�سورية الي�سارية وال‬ ‫ي�ستطيع الذهاب اىل �سوريا‪.‬‬ ‫ام�ضي���ت يوم���ا يف دم�شق قب���ل عودتي اىل‬ ‫ب�ي�روت‪ ،‬جمع���ت له���ذا ال�صدي���ق بح���دود‬ ‫خم�سة االف لرية �سورية‪ ،‬وهو مبلغ مهم يف‬ ‫ذل���ك الوقت‪ .‬قررت قبل عودتي اىل بريوت‬ ‫بعدة �ساع���ات ان ا�شرتي �صندال �شاميا من‬ ‫النع���ل يباع‪ ،‬على ما اظ���ن يف �شارع مدحت‬ ‫با�ش���ا‪ ،‬وه���و ال�ش���ارع املتقاط���ع م���ع �ش���ارع‬ ‫احلميدي���ة ال�شه�ي�ر‪ .‬توقف���ت �أم���ام خمزن‬ ‫�صغ�ي�ر وطلب���ت م���ن �صاحب���ه ان يعطن���ي‬ ‫�صندال منا�سبا‪ .‬قام الرجل �صغري احلجم‪،‬‬ ‫ذو اللحي���ة الطويل���ة واجللب���اب االبي����ض‪،‬‬ ‫بالبح���ث ع���ن ال�صن���دل املنا�س���ب وناولني‬ ‫�إياه لأجرب���ه‪ .‬جل�س���ت‪ ،‬وكان معي حمفظة‬ ‫يد �صغ�ي�رة فيها ام���وال �صديق���ي ال�سوري‬ ‫املعار����ض العلم���اين اب���ن االقلي���ة العلوية‪،‬‬

‫وحمفظ���ة �أخ���رى �أكرب حجم���ا‪ ،‬فيها بع�ض‬ ‫ثياب���ي‪ ،‬و�ضع���ت املحفظت�ي�ن عل���ى االر�ض‬ ‫وجرب���ت ال�صن���دل‪ ،‬ثم ق���ررت �أن ابقيه يف‬ ‫قدمي‪ ،‬وو�ضعت حذائي يف املحفظة ودفعت‬ ‫للحاج‪� ،‬صاح���ب الدكان‪ ،‬م���ا يتوجب علي‪،‬‬ ‫وغ���ادرت ب�إجت���اه مدخل �ش���ارع احلميدية‪.‬‬ ‫بعد دقائ���ق �سمعت احدا ي�صي���ح‪ :‬يا �أخ‪ ،‬يا‬ ‫�أخ‪ ،‬ي���ا �أخ‪ ،‬التف���ت من ب���اب الف�ضول لأرى‬ ‫احل���اج �صاح���ب املح���ل يرك����ض باجتاهي‬ ‫وحليت���ه تهتز ميين���ا وي�سارا‪ ،‬عندم���ا ر�آيته‬ ‫�سق���ط قلب���ي‪ ،‬كما يق���ال‪ ،‬فقد تذك���رت �أن‬ ‫حمفظ���ة النقود لي�ست مع���ي‪ .‬و�صل الرجل‬ ‫و�س�ألني‪ :‬ي���ا ابني هل ن�سي���ت �شيئا عندي؟‬ ‫قلت له ‪ :‬نعم يا حاج ن�سيت حمفظة نقودي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬تعال خذها‪ .‬كن���ت مرعوبا و�أنا ام�شي‬ ‫بجانب���ه متمني���ا ان ال يك���ون ق���د اخذ منها‬ ‫الكثري من النقود‪ ،‬قلت له لأطمئن و�أكت�شف‬ ‫الرج���ل‪ :‬ه���ل تعرف يا حاج ك���م من النقود‬

‫يف ه���ذه املحفظة؟ وهم ل�صديق يف بريوت‪.‬‬ ‫كنت �أمتنى‪ ،‬بيني وبني نف�سي �أن �أخربه �أنها‬ ‫ل�صديق علوي‪ ،‬ك���ي اعرف ردة فعله‪ ،‬ولكن‬ ‫ال�شجاعة خانتي‪ .‬قال بلهجة حا�سمة ولكن‬ ‫مهذب���ة‪ :‬ال يهمني �أن �أعرف ك���م بها‪ ،‬فهي‬ ‫لي�س���ت يل لأعرف‪ ،‬انها ل���ك وهي حاللك‪،‬‬ ‫ومل يلم�سها احد ومل افتحها‪.‬‬ ‫و�صلت اىل ب�ي�روت و�سلمت املبلغ ل�صديقي‬ ‫العلوي‪ ،‬العلماين‪ ،‬وقلت له‪ :‬لقد انقذ مالك‬ ‫و�صداقتن���ا �شي���خ �سني دم�شق���ي‪ ،‬ال اعرف‬ ‫اذا كان يفكر مثلما يفكر االخوان امل�سلمني‬ ‫�أم ال‪ .‬و�شرح���ت ل���ه ولأخري���ن ان املوق���ف‬ ‫االخالق���ي لهذا الرجل �أه���م عندي من كل‬ ‫النظري���ات ال�سيا�سي���ة املنت�ش���رة يف باطن‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫انه���ا الأخ�ل�اق ايه���ا البطري���رك املاروين‬ ‫و�أيها املفتي ال�س���وري‪ ،‬انها �أخالق املواطن‬ ‫ال�سوري الذي مل تف�سده ال�سلطة‪..‬‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 34‬‬

‫وأي القصص نروي؟‬ ‫حماه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ورا كل مدينة حكاية وأكلة‬ ‫بالتعاون مع راديو سوريالي‬


‫‪35 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫�سوريايل ‪� /‬سالم‬

‫ق���د تكون ال ّناع���ورة �أول ما يخطر ببالنا‬ ‫عند ذك���ر حماه‪ ،‬ويعود زمن �أول ناعورة‬ ‫يف املدين���ة �إىل الآرامي�ي�ن قب���ل امليالد‪،‬‬ ‫وتط��� ّور وتغ�ّي�رّ �شكلها مع م���رور الزمن‪،‬‬ ‫�إىل �أن �أ�صبحت بال�شكل احلايل‪.‬‬ ‫ت�صن���ع ال ّناع���ورة م���ن �سبعة �أن���واع من‬ ‫اخل�ش���ب‪ ،‬ل���كل ن���وع دور ووظيف���ة فيها‪،‬‬ ‫وخ�ل�ال الق���رن املا�ضي كان���ت تدور يف‬ ‫حماه واملناطق املحيطة بها �أكري من مئة‬ ‫ناعورة‪ ،‬تقوم بري الب�ساتني والبيوت‪.‬‬ ‫�ص���وت ال ّناع���ورة بق�سوت���ه وحنانه‪ ،‬كان‬ ‫م�صدر ًا للكثري من احلكايات والق�ص�ص‬ ‫الغ���اين عن���د �أه���ل املدين���ة‪� ،‬أكرثه���ا‬ ‫و أ‬ ‫انت�ش���ار ًا �أنها تبك���ي من يق�ض���ون غرقاً‬ ‫ب�سببه���ا يف نه���ر العا�صي م���ن الأطفال‬ ‫وال�شباب‪.‬‬ ‫علم‬ ‫رمب���ا كان���ت ه���ذه النواع�ي�ر عل���ى ٍ‬ ‫بامل�أ�ساة التي تنتظر هذه املدينة‪ٌ ،‬‬ ‫حدث‬ ‫�أم�سى نقط ًة فا�صل ًة بتاريخنا ك�سوريني‪،‬‬ ‫جميعن���ا دون ا�ستثن���اء يعلم ما املق�صود‬ ‫بعبارة قبل �أو بعد الأحداث‪.‬‬ ‫(الأح���داث) ه���ي الت�سمي���ة املتع���ارف‬ ‫عليها للمجزرة الرهيبة التي وقعت عام‬ ‫‪ 1982‬م‪ ،‬ب�سب���ب احلم�ل�ات الع�سكري���ة‬ ‫عل���ى حماه وغريها من امل���دن ال�سورية‪،‬‬ ‫عل���ى �أث���ر خ�ل�اف النظ���ام م���ع تنظيم‬ ‫الخ���وان امل�سلم�ي�ن‪ ،‬وجناح���ه امل�س ّل���ح‪،‬‬ ‫إ‬ ‫وب�سبب هذا اخل�ل�اف‪ ،‬وطريقة النظام‬

‫الت���ي مل تتغيرّ مبواجه���ة امل�شكالت التي‬ ‫تعرت�ض���ه‪ ،‬مت اعتقال وت�صفية الكثري من‬ ‫�شب���اب �سوريا‪� ،‬سواء كان���وا من املنتمني‬ ‫�إىل تنظيم الإخوان امل�سلمني و �أي تنظيم‬ ‫�أو حزب �سيا�س���ي �آخر �أم ال‪ ،‬ومت ح�صار‬ ‫وق�ص���ف واجتياح وتدم�ي�ر مدينة حماه‪،‬‬ ‫���د للإخ���وان امل�سلم�ي�ن‬ ‫بحج���ة وج���ود م ٍ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيه���ا‪ ،‬والق�ص�ص التي يرويه���ا الناجون‬ ‫م���ن املجزرة‪ ،‬تف���وق �أي ت�ص���ور يف مدى‬ ‫ب�شاعتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لق���د تركت جمزرة حم���اه جرحا وغ�ص ًة‬ ‫يف قل���وب ِّ‬ ‫كل ال�سوري�ي�ن‪ ،‬وبقي���ت حم���اه‬ ‫تت����أمل ب�صمت مل���دة ‪ 29‬وع�شري���ن �سنة‪،‬‬ ‫حتى عام ‪2011‬‬ ‫انتقلت �شرارة الث���ورة ال�سورية من درعا‬ ‫�إىل حم���اه وخمتلف مدن �سوريا‪ ،‬وحينها‬ ‫فق���ط حكت حماه وجعها‪ ،‬وغ ّنت‪ ،‬وبكت‪،‬‬ ‫فرح وحزن‪.‬‬ ‫و�أبكت كل �سوريا بدموع ٍ‬ ‫من من���ا مل يبكي وي�ضحك بنف�س الوقت‬ ‫عندم���ا ر�أى مظاه���رات حم���اه الهائل���ة‬ ‫يف �ساح���ة العا�ص���ي‪ ،‬ب�أغانيها وهتافاتها‬ ‫التي داوت و�أفرحت قلوب كل ال�سوريني‪،‬‬ ‫و�ستبق���ى يف ذاكرته���م �إىل الأب���د‪ ،‬لك���ن‬ ‫تل���ك الفرحة مل تكتمل‪ ،‬ف���ككل مدينة �أو‬ ‫قري���ة �شهدت حراك ًا ومظاهرات‪ ،‬ارتكب‬ ‫النظام جمزرة وحا�صر واجتاح وق�صف‬ ‫املدين���ة‪ ،‬لك���ن �أي عن���ف لن يق���وى على‬ ‫حماه و�أهلها‪ ،‬والظلم زائل وحماه باقية‪،‬‬ ‫و�ستبقى نواعريها ت���روي حكاياتها التي‬ ‫التنتهي‪.‬‬

‫طبختنا‬ ‫م���ن الأكالت الت���ي ت�شته���ر وتخت����ص به���ا‬ ‫مدين���ة حماه طب���ق (الباطر����ش)‪ ،‬ول�صنع‬ ‫ب�سطة يلزمنا‪:‬‬ ‫هذة الأكلة املميزة بطريقة ُم ّ‬ ‫• قطع باذجنان كبري (بي�ض العجل)‬ ‫• ثالث مالعق لنب‬ ‫• ملعقة ون�صف طحينة‬ ‫• ‪� 2‬سن ثوم مدقوق‬ ‫• �أوقية حلمة مفرومة‬ ‫• ملعقتي �سمنة‬ ‫• ملعقة كبرية من رب البندورة‬ ‫• �صنوبر �أو لوز‬ ‫• القليل من البقدون�س للتزين‬ ‫• وملح وبهار‬ ‫الطريقة‪:‬‬ ‫بعد �شي الباذجنان وتق�شريه‪ ،‬نقوم بهر�سه‬ ‫ومن ّثم خلطه مع اللنب والطحينة والثوم‪.‬‬ ‫ُيق ّل���ى اللحم بال�سم���ن مع القلي���ل من امللح‬ ‫والبهار حتى ين�ضج‪.‬‬ ‫نقوم ب�إ�ضافة ملعقة �أو ملعقة ون�ص من رب‬ ‫البن���دورة مع القلي���ل من امل���اء �إىل اللحم‪،‬‬ ‫وترتك عل���ى نار هادئة حت���ى تغلي وت�صبح‬ ‫كثيفة‪.‬‬ ‫نفرد الباذجنان ب�صحن التقدمي‬ ‫ُن�ضي���ف �صل�ص���ة اللح���م والبن���دورة �إىل‬ ‫الطبق‪ ،‬ونقوم بفردها فوق الباذجنان‪.‬‬ ‫ن�ضيف القليل من ال�صنوبر �أو اللوز املح ّمر‬ ‫بال�سمن‪ ،‬والقليل من البقدون�س للتزين‪.‬‬ ‫و�صحة وهنا‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 36‬‬

‫إميانيات جديدة‬ ‫�إميان جان�سيز‬ ‫• هل تعزف الآن �أحلانك يف هواء الزنزانة املثقل باالنتظار؟!‪ .‬هل توزع �أنفا�سك‬ ‫كعالم���ات مو�سيقية على �سلم الف���راغ؟!‪� ..‬أكاد �أرى �أ�صابعك النحيلة الراجفة‪..‬‬ ‫تر�س���م على اجلدران املطبقة عل���ى روحك ‪ ..‬خطك الك���ويف‪ ..‬و�أعرف �أن قلبك‬ ‫يت�صدع مع انحناءات احلروف‪( ..‬حم�ص �أمي)‪..‬وتغرق يف ح�ضن الياء متكور ًا‪..‬‬ ‫تفك���ر بل���وم �أبينا‪ ..‬وتهي���ئ له احلجة الواهي���ة‪ . ..‬تق�ضم �أظاف���ر الوقت‪ ..‬تبتكر‬ ‫طريقة للتحايل على ليل لي�س كالليل ‪ ..‬ونهار لي�س كالنهار‪� ....‬أ�صغ جيد ًا يا�أخي‬ ‫لكل الأ�صوات‪� ..‬صرير باب الزنزان���ة‪ ..‬جعري ال�سجان‪ ..‬ا�ستغاثات امل�سجونني‪..‬‬ ‫�ص���وت امل���وت العابر للدهاليز‪..‬نحي���ب �أمنا‪ ..‬و�صوت حنين���ي‪..‬كل ذلك �سي�ؤلف‬ ‫حلنك احلزين‬ ‫• واهلل املو�ض���وع م���ع �أنو قد يبدو كوميدي‪ ..‬ب�س احلقيقة �أنو خالين �أبكي‪...‬‬ ‫�سلق���ت البيتنجان اللي مانو حم�صي طلع لونو بني م���و متل ماكان يطلع ملا املاما‬ ‫ت�ساوي���ه‪� ..‬إجت لأكب�سو‪ ..‬مالقي���ت جرن الكبة اللي من حج���ر �صوان اللي كانت‬ ‫املاما تكب�س فيه‪ ..‬قمت تقلتو مبرطبان املخلل‪ ..‬قامت زرزبت مية املخلل فوقو‪..‬‬ ‫وت�شق�شق���و البيتنجانات لأين طلعت �سالقنت كتري‪ ..‬مالكن بطول ال�سرية‪ ...‬واهلل‬ ‫مو ق�صة مكدو�س‪ ..‬ب�س ال املكدو�س مكدو�س‪ ..‬وال �أنا �أمي!!!‬ ‫• ع���م فك���ر بهامل�سكينة‪ ..‬البن���ت ال�سيالنية اللي عم ت�ساع���دين بكوام ال�شغل‬ ‫املتلتلة‪� ..‬شو �شعورها و�أنا عم ب�سمع موال عراقي من النوع التقيل‪ ...‬رايحة جاية‬ ‫ع���م تطلع فيني من دون ماتفهم �شو املو�ضوع‪ ..‬لقيتها فج�أة عم حتكيلي بعربيتها‬ ‫التقيل���ة �أنو مبارح بال�سعودي���ة مواطن قتل خادمة �سيالنية‪ ..‬قطع را�سها لأن بنتو‬ ‫ال�صغ�ي�رة‪ ..‬ت�شرد�أت باحلليب وماتت‪ ..‬قدرت ب�إح�سا�سها تفهم �أنو املو�ضوع اللي‬ ‫بي�ستدعيه هاملوال‪� ..‬أليم‪�..‬أليم لدرجة �أنو ا�ستنتجت �أنو �إلو عالقة باملوت والفقد‬ ‫والظل���م‪ ..‬كيف لكان �أخوانن���ا من حلمنا ودمنا ماعم يفهمو ؟!! مع �أنو عم نحكي‬ ‫نف�س اللغة؟!!! كيف ماعم ي�شعرو بوجعنا‪ ..‬و�آهات والدنا و�أمهاتنا ورجالنا �أ�صدق‬ ‫و�أوجع من �أي موال حزين؟!!! عجبي‪ ...‬وجعي‪..‬‬


‫‪37 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫إلى أخي في معتقله‬ ‫عبد الكرمي بدرخان‬ ‫‪1‬‬ ‫َ‬ ‫القلب‬ ‫لك ُ‬ ‫�شئت‬ ‫خذ ُه �إذا َ‬ ‫َ‬ ‫باحلزن من قلبك املمت ِل ْئ‬ ‫واملأ ُه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لك الدم ُع‬ ‫ْ‬ ‫مقلتي‬ ‫خذ َّ‬ ‫عينيك حزن ًا‬ ‫تعينان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لن�شعل بالدمع قندي َلنا املنط ِفئ‬ ‫َ‬ ‫لك الذكرياتُ‬ ‫ت�سي ُل ك�أ ّو ِل �أمطا ِر �أيلولَ‬ ‫ياب�س‬ ‫يف‬ ‫حا�ضر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ندي‬ ‫ما�ض ٍ ّ‬ ‫ُع ْـد بنا نحو ٍ‬ ‫الذكريات اخت ِبئ‬ ‫ويف غيم ِة‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬‬ ‫يع ُرب العم ُر يف حدقي‬ ‫ك�شريط ال�صو ْر‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذكرياتك تدخل يف ذكرياتي‬ ‫و�أرى‬ ‫ُ‬ ‫وتغ�سلني ب�ضيا ِء القم ْر‬ ‫بع�شر �سن ٍني‬ ‫َ‬ ‫كنت �أك َرب مني ِ‬ ‫فكيف ت�ص ُري امل�ساف ُة بني احل�ضو ِر وبني‬

‫الغياب‬ ‫ْ‬ ‫�سراب ًا يفت ُ‬ ‫ّـ�ش عن نف�س ِه يف �صحارى‬ ‫ال�سراب‬ ‫ْ‬ ‫وكيف ُ‬ ‫ي�سيل القد ْر‬ ‫خد احلج ْر ؟!‬ ‫دمع ًة فوق ِّ‬ ‫‪3‬‬ ‫كنت �أك َرب مني‬ ‫َ‬ ‫وكنتُ � ِّ‬ ‫أدخنُ ِ�سـ ّر ًا‬ ‫لأبد َو – َ‬ ‫مثلك – �أكبرَ ْ‬ ‫َ‬ ‫كنتُ � ُ‬ ‫الكالم‬ ‫أ�سرق من �شفتيك‬ ‫َ‬ ‫و�أن�س ُب ُه ل�شفاهي‬ ‫َ‬ ‫احلرف يظ َه ْر‬ ‫�صوتك يف ر ّن ِة‬ ‫ولكنّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫�صباح‬ ‫كل‬ ‫ة‬ ‫�ضحك‬ ‫كنت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫البيت‬ ‫غرف ِ‬ ‫وعيد ًا يزغر ُد يف ِ‬ ‫فارج ْع‬ ‫ُ‬ ‫فراغ َـك ميل�ؤنا بالفرا ِغ ‪ ..‬ت�ص َّو ْر‬ ‫ُ‬ ‫فراغ َك ي�أك ُلنا‬ ‫�إذ ن�ضيقُ ‪ ..‬ويكبرَ ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫حني ي�أتي امل�سا ُء‬ ‫أ�سكب ك�أ�س ًا لنف�سي‬ ‫و� ُ‬ ‫َ‬ ‫يجرح حلقي‬ ‫‪..‬‬ ‫غيابك‬ ‫بطعم‬ ‫ُ‬ ‫� ُّ‬ ‫أح�س ِ‬

‫ويك�س ُر يل قدحي‬ ‫�أتخ ُّيل ك�أ�سي تعانقُ ك� َأ�سكَ‬ ‫يقت ُلني َف َرحي‬ ‫ال�سجن‬ ‫أنت يف عتم ِة‬ ‫� َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫جنمان ناما على �أفقي‬ ‫عيناك‬ ‫ِ‬ ‫ال�سجن‬ ‫�أنت يف وح�ش ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قو�سان من قـزَ ِح‬ ‫عيناك‬ ‫ِ‬ ‫أنت ‪..‬‬ ‫أنت � َ‬ ‫� َ‬ ‫ووج ُه َك يطفو على قدحي‬

‫‪5‬‬ ‫ال�سجن‬ ‫و�أزو ُر َك يف‬ ‫ِ‬ ‫� ُ‬ ‫أعرف �أين ال�سج ُني‬ ‫و� َ‬ ‫ال�سياج‬ ‫أنك ح ٌّر ورا َء‬ ‫ِ‬ ‫و� َ‬ ‫أنك خويف الدف ُني‬ ‫� َ‬ ‫اك الكثيف ِة‬ ‫أراك ورا َء ال�شِ ـ َب ِ‬ ‫أنت ؟‬ ‫� َ‬ ‫َ‬ ‫وجهك‬ ‫�أم ال�سجنا ُء ارتدوا ما َء‬ ‫النبيل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فاتحّ دوا بالبيا�ضِ‬ ‫� َ‬ ‫ول�ست تَل ُني‬ ‫ني‬ ‫أراك ُتل ُ‬ ‫َ‬ ‫احلديد ‪َ ..‬‬ ‫ّ‬ ‫� َ‬ ‫الغيوم‬ ‫أراك حت ِلقُ فوق‬ ‫ِ‬ ‫ووحدي ال�سج ُني‬


‫‪issue 45 / jan. 16th 38‬‬

‫‪Ghassan Atassi‬‬

‫ق�ص���ف اجلامع���ة بعد ان ق�صف اجلامع ‪ ،،‬ق�صف بي���ت العلم بعد ان ق�صف بيت اهلل ‪ ،،‬العلم نور و اهلل‬ ‫نور ال�سماوات و االر�ض ‪ ،،‬و لكن هذا النور ال ينطفئ يا ابن ال َن َور‬ ‫‪Bassam Haddad‬‬

‫يج���ب �إبادة هذه البيئة الإرهابية احلق�ي�رة التي �أنتجت وحو�ش و بهائم ع�صابات الأ�سد و جي�شه املغوار‬ ‫من القتلة و ال�شاذين عدميي الأخالق و الرحمة و الإن�سانية و القيم ‪..‬‬ ‫‪Khaled Burhan‬‬

‫قال بل�شت الت�صفيات بالكتائب‪ ،‬واملناف�سة حامية عالآخر و�أهم من ت�صفيات ك�أ�س العامل !‬ ‫على فكرة ال�شعب طلع برا من الدور التمهيدي‪...‬‬ ‫‪Ola Malas‬‬

‫جماعة (الثورة م�شكلتها طلعت من اجلامع)‬ ‫ه���ي جامعة الث���ورة ر�سمت تاء مربوطة بالدم‪...‬م�ش���ان تدورا على كذبة مقرف���ة جديدة‪...‬تربروا فيها‬ ‫قذارتكون‪.‬‬ ‫‪Hakam Al Waheb‬‬

‫الأر�ض كروية ‪ ..‬نظر �إيل �شزر ًا ثم نهق م�ستنكر ًا حديثي مع هزة لذنبه دلي ًال على الإنزعاج‬ ‫ع ��م قل ��ك الأر� ��ض كروية ‪ ..‬الزفري مع املخ ��اط بد�أ يخرج من �أنف ��ه و�صوت عميق من جوف ��ه مع ت�سارع‬ ‫للحركة يف قوائمه الأربع‬ ‫ل���ك �ش���وف هي �صور الأقم���ار ال�صناعية واملخطوطات وكله���ا بتثبت كروية الأر����ض ‪ ..‬لبطة على بطني‬ ‫وينتهي النقا�ش‬ ‫هذا ال�سيناريو ‪� ..‬أقرب للمنطقية �ألف مرة من �إقناع منحبكجي �أو م�ؤيد للنظام ب�أن القاتل واملجرم هو‬ ‫نظام �آل الأ�سد اخل�سي�س و�أعوانه‬ ‫‪Mo Kh Ti‬‬

‫حا�س����س �إننا بهالبلد حتولنا لإطفائي�ي�ن ‪،‬و عم نطفي باحلرايق النف�سية و اجل�سدية يلي عم ت�صري فينا‬ ‫‪،‬بيوم من االيام لح ن�سمي يوم الن�صر لح نوقف تطفاية حرايق ‪،‬و نطلع حولينا و ن�شوف قدي�ش يف خراب‬ ‫�صار من هاحلرايق ‪،‬و هاد اليوم بيخوفني اكرت من كل �شي عم ي�صري فينا هلأ‪.‬‬ ‫‪Molham Aldrobi‬‬

‫غن���ت فريوز مطربة «�س�ألت���ك حبيبي لوين رايحني؟»‪ ،‬عزيزتي فريوز‪ :‬ب�شار �أ�سد رايح على جهنم �أكيد‪،‬‬ ‫�شعبنا رايح على احلرية �أكيد‪� ،‬أنا رايح على اجلنة ان تغمدين ربي برحمته‪ ،‬ما �أحلى �س�ؤالك يا فريوز‬ ‫‪Monis Bukhari‬‬

‫‪»‎‬يف �أخط���اء بالثورة» عبارة �صار مبالغ فيها �إىل حد ما‪ ،‬يعني تخنتوها جماعة ال�سلمية وجماعة «خربتو‬ ‫البل���د» وجماع���ة «على احلياد» وجماعات الن����أ كلها‪ ...‬خلينا على «يف �أخط���اء بالأ�شخا�ص» و»يف �ضعف‬ ‫خ�ب�رة» و»يف نق�ص معرفة» و»يف‪ ...‬ما يف موارد» و»يف واحد حمطوط حد ال�سيف على رقبتو‪ ..‬يا بريف�س‬ ‫يا بيندبح‪ ...‬واهلل يحميه ويقويه»‬ ‫‪Lina Sinjab‬‬

‫كل ال�شع���ارات �سقط���ت يف �سورية‪ ،‬كل القيم �سقط���ت يف �سورية‪ ،‬كل املقد�س���ات واملحرمات �سقطت يف‬ ‫�سورية‪ .‬وحده ال�شعب باق‪ ،‬وحده يبقي �سورية‪.‬‬


‫‪39 issue 45 / jan. 16th‬‬

‫ماشي احلال!‬

‫غطيني يا أخي واقرأ لي الفاحتة‬ ‫خا�ص ‪ /‬هنادي اخلطيب‬ ‫مل يع���د املوت يخيفن���ي‪ ،‬غطيني يا �أخي‬ ‫واق���ر�أ يل الفاحتة‪ ،‬وال تب���ك فالبكاء مل‬ ‫يخلق لرجال �سوريا‪..‬‬ ‫للموت حكاية خمتلفة يف �سوريا‪ ،‬وللموت‬ ‫طع���م مر يف بل���دي‪ ،‬واملوت هن���ا‪ ..‬وهنا‬ ‫املوت‪..‬‬ ‫ت�سل���ل يف غفل���ة من �شبابن���ا �إىل قاعات‬ ‫امتحاناته���م‪ ،‬جل����س بجانبه���م هازئ ًا‪،‬‬ ‫وخط���ف تل���ك الأرواح ب�سرع���ة ت���كاد ال‬ ‫تلحظ‪ ،‬ومن تبقى منهم على قيد احلياة‬ ‫نزع قلبه ورماه حتت جثة �صديقه‪ ،‬ومللم‬ ‫�أ�شالء �صديق ثان‪..‬‬ ‫ه���ذه ه���ي �سوري���ا الي���وم‪ ،‬ال موطني وال‬ ‫موطنك‪ ،‬ال �أهل���ي وال �أهلك‪ ،‬ال بيتي وال‬ ‫بيتك‪..‬‬ ‫�شاب ينعي �آخر‪ ،‬لي�أتي �أبوه �صارخ ًا باكياً‬ ‫على الثال���ث‪ ،‬ولتق�سم �أم���ه �أنها �ست�أكل‬ ‫حنج���رة ب�ش���ار الأ�سد‪ ،‬وت�ص���رخ �أخرى‬ ‫�أنه���ا �ستذب���ح زوجت���ه‪ ،‬ولتبك���ي الثالثة‬ ‫مر�سلة دموع ًا ت�شعل لهيب الأر�ض‪..‬‬ ‫�سوري���ا الآن وحي���دة‪ ،‬و�إن مل تك���ن‬ ‫يتيم���ة‪ ،‬ف�أوالدها �أخ���ذو دور االب والأم‬ ‫ال�شرعي�ي�ن‪ ،‬وبق���ي احلبي���ب وال�صديق‬ ‫غائبني كما مل يغيبا يوم ًا‪..‬‬ ‫حي���اة �سوري���ة بامتي���از‪ ،‬كل م���ا فيه���ا‬ ‫ين�ضح بالقه���ر‪ ،‬وتفا�صيل يعي�شها �أهلها‬ ‫ومغرتبيه���ا تهز عر����ش ال�سماء بهتافات‬ ‫بد�أت بـ» يا اهلل مالنا غريك» وتابعت «يا‬ ‫اهلل م���ا لن���ا غريك» حتى �سم���ى البع�ض‬ ‫ثورة ال�سوري�ي�ن ب�أنها ثورة «يا اهلل مالنا‬ ‫غريك»‪..‬‬ ‫وال ي���زال �أ�صدقائ���ي ير�سل���ون يل م���ن‬ ‫حم����ص والزب���داين وداريا ودي���ر الزور‬ ‫ودرع���ا بابت�سام���ات تخ�ب�رين �أنه���م ال‬ ‫يزالون على قيد احلياة‪ ،‬وال تزال �سوريا‬ ‫تر�سل من الدماء م���ا يكفي لتعميد �أهل‬ ‫الأر�ض كلهم‪.‬‬

‫�ضحكة‪ ..‬ودمعة‬

‫• يف حال جناح �شبيحة الطائفة الكرمية‬ ‫يف التق�سي���م �سيكون عليهم مهمة التعاي�ش‬ ‫مع الب ��وط الع�سكري والإندم ��اج الكلي يف‬ ‫�شواطاته واالن�صهار يف داخله‬ ‫• و يمُ ك���ن �أي�ض��� ًا ‪� ..‬أن تكون الع�صابات‬ ‫امل�سلحة ق���د ا�ستخدمت ال���زورق احلربي‬ ‫املتوق���ف عن���د �سواح���ل حل���ب يف �ض���رب‬ ‫جامعته���ا ‪ ..‬و ال �أظ���ن �أن غوا�ص���ة‬ ‫الع�صاب���ات امل�سلحة الإرهابي���ة املتمركزة‬ ‫يف �إدلب هي املُت�سبب!‬

‫‪ ..‬متن���ى لو ترجع �أي���ام ال�شحاطة الزرقا و‬ ‫اخل�ض���را ‪ ..‬بعد ما هجمو عليه �أحرار حلب‬ ‫و فرج���وه جنوم ال�ضه���ر و ال�شم�س امل�شرقة‬ ‫‪ ..‬و �سمع���وه مقط���ع من �ص���وت الع�صافري‬ ‫املزقزقة‬ ‫• بجولة �سريعة على �صفحات املنحبكجية‬ ‫تب�ي�ن �أن املج���زرة يف جامع���ة حل���ب �سببها‬ ‫قذائ���ف ه���اون ب�سي���ارة مفخخ���ة �أطلق���ت‬ ‫�صاروخني حراريني فلم ت�صب الطائرة‬ ‫كل هذا لأنهم مل ي�ستطيعوا تقبل حقيقة �أن‬ ‫الق�صف من طائرات نظامهم‬ ‫كل هذا لأنهم حمرومون من نعمة العقل‬ ‫ح�سبي اهلل ونعم الوكيل‬

‫• لأول مرة يف تاريخ الع�صابات امل�سلحة • عزي���زي �أدمن �صفحة قن���اة الدونيا ‪..‬‬ ‫الإرهابي���ة‪ :‬تق���وم ع�صاب���ة م�سلح���ة ‪ ..‬حتي���ة رو�سي���ة �أ ّما بع���د‪ :‬ما كل م���ا نعطيك‬ ‫بق�ص���ف جامع���ة ‪ ..‬با�ستخ���دام �سي���ارة مالحظ���ة ع �ش���ي خ�ب�ر بي�ضح���ك ‪ ..‬تروح‬ ‫مفخخ���ة ‪ ..‬يقوده���ا انتح���اري ‪ ..‬مت رميها تاخ���د بكالمنا و ت�صلح ت���اين يوم ‪ ..‬بعدين‬ ‫م���ن طائ���رة حربي���ة ‪ .. ..‬ح�س���ب رواي���ات بيقول���و عنك ع���م ت�سم���ع كالم املند�سني ‪..‬‬ ‫و بتقط���ع برزقنا كمان �إزا �صرت تكتب متل‬ ‫ي�سر!‬ ‫النظام املختلفة!! ‪ ..‬و ر ّبي ّ‬ ‫• ق�صف���ت اجلامعة و ق�صفت ‪ ..‬لي�ش ما الب�شر ‪ ..‬ال ترد علينا حباب‪.‬‬ ‫ق�صفت اجلامعة العربية بطريقك؟؟؟‬ ‫• ال�ص�ي�ن تت�ب�رع مب�ساع���دات نقدي���ة‬ ‫�سجل عندك العنوان‪:‬‬ ‫حمافظ���ة القاه���رة‪ ،‬و�سط البل���د‪ ،‬ميدان قيمته���ا ‪� 200‬أل���ف دوالر �أمريك���ي لدع���م‬ ‫و�إغاث���ة الالجئني ال�سوري�ي�ن املوجودين يف‬ ‫التحرير‬ ‫الأردن!!!!‬ ‫• مرا�س���ل الدوني���ا �شادي حل���وة ‪ ..‬اللي اهلل ال يوفق���ك ي���ا جينت���او �س���ودت و�شنا‪..‬‬ ‫ل���و دافع ي���وان واح���د ع���ن كل مواطن كان‬ ‫ان�ضرب بال�شحاطة الزرقا‬ ‫الي���وم بح���رم جامع���ة حلب بع���د الق�صف ا�شرتينالن بلد بحالها‬


issue 45 / jan. 16th 40

/sbh.magazine @sbhMagazine1 info@sbhmagazine.com www.sbhmagazine.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.