فارق القوى بتصنيفها على مؤشر عالي لبعد فارق القوى بدرجة ( ، )80ينظر المجتمع الصيني إلى عدم المساواة بين الناس بأنه أمر مقبول ،وتميل العالقة بين الرئيس والمرؤوس إلى االستقطاب وال يقف رؤساء العمل ضد ممارسات إساءة استخدام السلطة ،ويتأثر األفراد بالسلطة الرسمية والعقوبات ،وهم متفائلون عموما بشأن قدرة الناس على القيادة والمبادرة ،وأال تتجاوز تطلعاتهم رتبهم الوظيفية. تحقق المملكة العربية السعودية درجات عالية في هذا البعد ( 95درجة) ،األمر الذي يعني قبول الناس لنظام هرميا يكون فيه لكل شخص مكان وال يحتاج إلى أي مبرر آخر .ويُنظر إلى نظام التسلسل الهرمي في المنظمات والمؤسسات على أنه يعكس أوجه عدم المساواة المتأصلة ،وشيوع المركزية ،والتوقع بأن يتم توجيه المرؤوسين لما يجب عليهم القيام به ،وأن رئيس العمل المثالي هو مستبد خيّر.
الفردية مقابل الجماعية تعتبر الصين المصنفة عند درجة ( )20مجتمع ذو ثقافة جماعية قصوى حيث يتصرف الناس لمصلحة المجموعة وليس من أجل أنفسهم بالضرورة ،وتؤثر االعتبارات داخل المجموعة أو الجماعة على التوظيف والترقيات ويحظى األقارب داخل مجموعة األسرة مثال بمعاملة تفضيلية ،فيما يقل التزام الموظف نحو المنظمة التي يعمل بها وليس نحو العاملين معه بالضرورة ،والعالقات تعاونية بين الزمالء من داخل المجموعة ،وباردة أو حتى عدائية لمن هم من خارج المجموعة ،فيما تغلب العالقات الشخصية على المهمة والشركة. وتعتبر المملكة العربية السعودية ،التي تم تصنيفها بدرجة 25في هذا البعد ،مجتمعا جماعيا ،ويتجلى ذلك في االلتزام الوثيق طويل المدى تجاه أعضاء المجموعة ،سواء كانت أسرة أو أسرة ممتدة أو عالقات ممتدة ،إذ أن الوالء في الثقافة ال جماعية من القيم بالغة األهمية ،وله قيمة تغلب على معظم القواعد واللوائح المجتمعية األخرى ،ويعمل المجتمع على تعزيز العالقات حيث يتحمل كل فرد مسؤولية زمالئه في المجموعة ،وتعتبر الجريمة عار وفقدان لماء الوجه في المجتمعات الجماعية ،ويُنظر إلى عالقة صاحب العمل مع الموظف من الناحية األخالقية (مثل صلة األسرة) ،بينما يكون االعتبار في قرارات التوظيف والترقية للمرشح من داخل المجموعة أو الجماعة ،مع ممارسة اإلدارة على مستوى المجموعات.
4 © مركز التفوق لالستشارات ،جميع الحقوق محفوظة 2018