رحلتي إلى الكنيسة األم
نحدد على وجه الخصوص متى يعي اإلنسان فعليا حاجته إلى الخالص من الخطيئة .من الصعب تحديد سنٍّ محددة تضمن للمؤمن البقاء أمينا على إخالصه للمسيح ،وهذا ما يقرُّ به اإلنجيليون في كل مكان .وإذا كان التق ُّدم في السن يجعل إيمان اإلنسان أكثر نضجا وتمامية ،فلماذا ال ننتظر حتى يبلغ المُقبل على المعمودية سن العشرين أو الثالثين؟ فمع هذه السنين سيتمكن بشكل أكثر من دراسة الكتب المقدسة ،ويفهم خطة هللا الخالصية .في الواقع لن يفهم أبدا أيٌّ منا هذا السر العميق .فلماذا إذا نحرم الناس من المعمودية ون َعمها استنادا إلى سنوات العمر؟ وأخيرا ،ال تضمن عقيدة سن المسؤولية أية حماية من التخاذل الروحي ،وال تضمن كنيسة نقية .يستخدم مؤيدو هذه العقيدة حجة تقول بأن األطفال واألوالد الصغار المعمدين قد ال يبقون في كبرهم مؤمنين حقيقيين بالمسيح .وكثيرون منهم قد يسقطون ويهجرون الكنيسة ،ومنهم من يفقدون خالصهم ،ويلوثون الكنيسة .ولكن، وكما يجيب األب جوردن ،فإن تأخير المعمودية بحجة أن يصير الولد قادرا على أن يفهم ما سيفعله ال يحل المشكلة تماما .فابن الخمسة عشر أو العشرين الذي يقدم عهده اإليماني بالمسيح ويعتمد يمكن أن ينكر إيمانه مثله مثل من تعمد وهو طفل .والكنيسة كانت دوما ،وستظل ،مؤلَّفة من "قمح" و"زؤان" (انظر مت -71/13 ،)71وتقييد إجراء المعمودية بسن محددة بحجة االفتراض بأن السن المتقدمة تكفي لفهم اإلنجيل ليست ضمانة لتقليل "الزؤان" من الكنيسة. األمر الوحيد الذي يمكن القيام به ،من أجل حل لهذه المسألة وهو ما يتم في الكنيسة األرثوذكسية ،هو أن يتم تعميد أوالد العائالت المسيحية الملتزمة التي تتعهد تربية أوالدها على اإليمان. 17