رحلتي إلى الكنيسة الأم - الفصل الثامن : معمودية الأطفال

Page 12

‫رحلتي إلى الكنيسة األم‬

‫نحدد على وجه الخصوص متى يعي اإلنسان فعليا حاجته إلى‬ ‫الخالص من الخطيئة‪ .‬من الصعب تحديد سنٍّ محددة تضمن‬ ‫للمؤمن البقاء أمينا على إخالصه للمسيح‪ ،‬وهذا ما يقرُّ به‬ ‫اإلنجيليون في كل مكان‪ .‬وإذا كان التق ُّدم في السن يجعل إيمان‬ ‫اإلنسان أكثر نضجا وتمامية‪ ،‬فلماذا ال ننتظر حتى يبلغ المُقبل على‬ ‫المعمودية سن العشرين أو الثالثين؟ فمع هذه السنين سيتمكن بشكل‬ ‫أكثر من دراسة الكتب المقدسة‪ ،‬ويفهم خطة هللا الخالصية‪ .‬في‬ ‫الواقع لن يفهم أبدا أيٌّ منا هذا السر العميق‪ .‬فلماذا إذا نحرم الناس‬ ‫من المعمودية ون َعمها استنادا إلى سنوات العمر؟‬ ‫وأخيرا‪ ،‬ال تضمن عقيدة سن المسؤولية أية حماية من التخاذل‬ ‫الروحي‪ ،‬وال تضمن كنيسة نقية‪ .‬يستخدم مؤيدو هذه العقيدة حجة‬ ‫تقول بأن األطفال واألوالد الصغار المعمدين قد ال يبقون في كبرهم‬ ‫مؤمنين حقيقيين بالمسيح‪ .‬وكثيرون منهم قد يسقطون ويهجرون‬ ‫الكنيسة‪ ،‬ومنهم من يفقدون خالصهم‪ ،‬ويلوثون الكنيسة‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫وكما يجيب األب جوردن‪ ،‬فإن تأخير المعمودية بحجة أن يصير‬ ‫الولد قادرا على أن يفهم ما سيفعله ال يحل المشكلة تماما‪ .‬فابن‬ ‫الخمسة عشر أو العشرين الذي يقدم عهده اإليماني بالمسيح ويعتمد‬ ‫يمكن أن ينكر إيمانه مثله مثل من تعمد وهو طفل‪ .‬والكنيسة كانت‬ ‫دوما‪ ،‬وستظل‪ ،‬مؤلَّفة من "قمح" و"زؤان" (انظر مت ‪-71/13‬‬ ‫‪ ،)71‬وتقييد إجراء المعمودية بسن محددة بحجة االفتراض بأن‬ ‫السن المتقدمة تكفي لفهم اإلنجيل ليست ضمانة لتقليل "الزؤان"‬ ‫من الكنيسة‪.‬‬ ‫األمر الوحيد الذي يمكن القيام به‪ ،‬من أجل حل لهذه المسألة وهو‬ ‫ما يتم في الكنيسة األرثوذكسية‪ ،‬هو أن يتم تعميد أوالد العائالت‬ ‫المسيحية الملتزمة التي تتعهد تربية أوالدها على اإليمان‪.‬‬ ‫‪17‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.