1
7 ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﱠ ﺎﺑﻊ : ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ " ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﺍﻭﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤُ ﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺼﱠ ﻼﺓ" ) ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ.( ٤۲ / ۲
ﺑﺎﻟﺮﱠ ﻏﻢ ﻣﻦ ﻣُ ﺤﺎﻭﻻﺗﻲ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ Becoming
٬ orthodox ﺇﻻ ﺃﻧّﻨﻲ ﻟﻢ ﺃ ﺳﺘﻄﻊ ﻧﺰﻉ ﺣﺠﺞ ﺍﻷﺏ ﻏﻴﻠﻴﻜﻮﻳﺴﺖ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻲ. ﻭﺑﺪﺃﺕُ ﺃﻗﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣُ ﺘﺰﺍﻳﺪ ٬ﻭﺃﺗﺴﺎءَ ﻝ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻪ . ﻭﻟﻜﻲ ﺃﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻓﻜﺮﻱ ٬ﻗﺮّﺭﺕ ﻗﺮﺍءﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻤﺮّﺓ ﺍﻟﺜّ ﺎﻧﻴﺔ . ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮّﺓ ﻗﻀﻴﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﺎﻣﻼً ﻓﻲ ﻗﺮﺍءﺗﻪ ﺑﺒﻂء ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺩﻗّﺔ ﻣُﺘﻨﺎﻫﻴﺔ . ﻭﺻﺮﺕُ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﺍﻟﺜّ ﺎﻧﻴﺔ ﻣُ ﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﻌﺪّﺓ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺗﺨﺺﱡ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ؛ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺗﻌﻠّﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَ ﻌﻬﺪ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻲّ ﺍﻷﻭّ ﻝ ٬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤُ ﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻛﻨﺖُ ﺃﺗﺮﺩّﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻤﻨﻲ ﻛﻞﱞ ﻣﻦ ﺭُ ﻋﺎﺗﻲ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَ ﻌﻬﺪ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻲّ ٬ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﺔ ) ﺑﺎﻟﺮﱠ ﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ( ﻛﺎﻧﺖْ ﻭﺍﺣﺪﺓً ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻣﺎﻧﺔً ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔِ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺃﺳّﺴﻬﺎ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ . ﻭﺗﺒﻌﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻨّﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻭﺯﻣﻼﺋﻲ ﻓﺨﻮﺭﻳﻦ ﺑﻜﻮﻧﻨﺎ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ
2
" ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ٬ " ﺃﻱّ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣُ ﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭّ ﻝ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ . ﻛُ ﻨّﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧّﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﺈﻧّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﱠ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ٬ ﻭﺯﺍﺭ ﺧﺪﻣﺔ ﺻﻼﺓ ﻣﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ٬ﻓ ﺳﻴﻨﺪﻫﺶ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻣﺪﻯ ﻣُ ﻄﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺼﱠ ﻼﺓ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﺔ .! ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤُ ﺴﺎﻓِ ﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﱠ ﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﻳُﺠﺮﻱ ﻣُ ﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻣُ ﻄﻮﱠ ﻟﺔ ﻣﻊ ﺑﻄﺮﺱ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺑﻮﻟﺲ ﻭﻳﻮﺣﻨﺎ ٬ﻓﺈﻧّﻪ ﺳﻴﺠﺪ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤُ ﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻣُ ﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﺔ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ . ﻭ ُ ﻛﻨّﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥّ ﻻﻫﻮﺗﻨﺎ ﻭﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺘﻨﺎ ﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﻠّﻤﻬﻤﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪّﺱ . ﺃﻭَ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ؟ ﻭﺟﺪﺕُ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍءﺗﻲ ﻟﻜﺘ ﺎﺏ BECOMING ORTHODOX ﺃ ّ ﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴّ ﺎﺕ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺳﻨﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣُ ﺆﺳﱠﺴﺔ ٬ﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ٬ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪّﺳﺔ. ﻓﻘﺪ ﺑﺪّﻝ ﺍﻷﺏ ﻏﻴﻠﻜﻮﻳﺴﺖ ﺫﻫﻨﻲ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹّ ﺣﻮﻝ ﻧﻘﺎﻁ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺗﺨﺘ ﱡ ﺺ ﺑﻨﻤﻂِ ﻭﺷﻜﻞِ ﺍﻟﻌِ ﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ٬ ﻭ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳّﺔ ٬ ﻭﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪّﺳﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴّ ﺔ ﺗﻌﻠّﻤﺖ ﺩﻭﻣﺎً ﺃﻥّ ﺧِﺪَﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ﻋﻔﻮﻳّﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺗ ﺮﺍ ﺗﺒﻴّﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ٬ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺴﺎءﻝ ﺃﺑﺪﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّ ﻌﻠﻴﻢ. ﻭﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ٬ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺴّ ﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟّﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﺳﻘﻔﻴّﺔ ﻗﺪ
3
ﺃﺑﻌﺪﺗﻨﻲ ﻋﻦ ﺃﻱّ ﺷﻜﻞ ﻟﻠﺒُ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ٬ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﺕُ ﺑﺄﻥّ ﺃﻳّﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ) ﺻﻼﺓ ( ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ٬ ﻭﺗُ ﻜﺮﱢ ﺭ ﺫﺍﺗَ ﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻵﺧﺮ ٬ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺟﺎﻓّﺔ ﻭﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﻣُ ﻤّﻠﺔ . ﻭﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُ ﺆﻛﱠ ﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ " ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬّ ﻫﺒﻲّ " ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺘﻬﺎ ﻭﺭﻭﻋﺘﻬﺎ ﻻ ﻳُ ﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗُ ﺸﺎﺑِ ﻪ ﺑﺄﻱّ ﺷﻲء ﺍﻟﺮّ ﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻲّ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﻣُ ﻌﻈﻢ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ. ﻭ ﺑﺘﻤﺤﻴﺺ ﺃﻛﺜﺮ .. ﻭﺟﺪﺕُ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴّ ﻨﺎﺕ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣَ ﻐﻠﻮﻃﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺴﺮّ ﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻭ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻤِ ﺌﺘﻲ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ ﺳﻨﺔ . ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰء ﺍً ﻣُ ﺘﻤﱢ ﻤ ﺎً ﻣﻦ ﻋِ ﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﷲ ﻣُ ﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪء . ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺖُ ﻣُ ﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﺄﻥّ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺟﺪّﺍً ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣُ ﺆﺳﱢ ﺴﻴﻦ ﻟﺪﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻧّﻬﻢ ﺷﻬﻮﺩ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ) ﻣﺎﺳﻴّﺎ .( ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﻟﺤﻈﻪ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ٬ﻫﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ﻭﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻗﺪ ﻭﺍﺻﻠﻮﺍ ﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻛﻴﻬﻮﺩ ٬ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَ ﺠﺎﻣﻊ ﻭﺍﻟﺼﱠ ﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ٬ ﻭﺑﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤُﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻃُﺮﺩﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ. ﻧﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ٬ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻵﻳّ ﺎﺕ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻳﺤﺒﱡ ﻬﺎ ﺧﺪّﺍﻡ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻲ " ٬ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ) ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮﻥ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ( ﻳﺪﺍﻭﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤُ ﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺼﱠ ﻼﺓ." ﻟﻢ ﺃﻟﺤﻆْ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻤُ ﺘﺮﺟَﻤَﺔ " ﺻﻠﻮﺍﺕ " ﺃﻭ ﺣﺘّﻰ " ﺻﻼﺓ " ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺘﱠ ﺮﺟﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴّﺔ ﻫﻲ TAIS PRO SEUHAIS ﺃﻭ " ﺻﻠﻮﺍﺕ ." ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﻮﻥ ﻣُﺪﺍﻭﻣﻮﻥ
4
) ﻣُ ﻮﺍﻇِ ﺒﻮﻥ ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﱠ ﻼﺓ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻓﺤﺴﺐ ٬ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣُ ﻮﺍﻇﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﺼﱠ ﻼﺓ ٬ ﺃﻱّ ﺍﻟﺼﱠ ﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﺍﻟﻤُ ﺤﺪﱠ ﺩﺓ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺛﺒّﺘﻮﺍ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻣُ ﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱠ ﻬﺎﺭ . ﻧﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﱠ ﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮﺃ " .. ﻭﺻﻌﺪ ﺑﻄﺮﺱ ﻭﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺴﱠ ﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﱠ ﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ )" ﺃﻉ.( ۱ \ ۳ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌِ ﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃ ﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ٬ﺗﻠﻚ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺃﺩّﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴَﻴﻦ ﺑﻮﻟﺲ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﱢ ﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻳّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﱠ ﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ٬ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ " : ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ) ﺍﻟﻜ ﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺃ ﻧﻄﺎﻛﻴﺔ( ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺮّﺏّ ﻭﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ٬ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﱡ ﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪُ ﺱ " : ﺧﺼّﺼﻮﺍ ﻟﻲ ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻭﺷﺎﻭﻝ ﻟﻌﻤﻞ ﺩﻋﻮﺗُﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ )" ﺍﻵﻳﺔ .( ۲ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴّﺔ LEITOUIRGEO ﺍﻟﻤُ ﺘﺮﺟَﻤََﺔ ) ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ٬ ( ﻫﻲ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺍﺷﺘُﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ " ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ " ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠّ ﻐﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ . ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺘﻤّﻢ ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺣﺮﻓ ﻴّﺎً. ﻳﻠﻘﻲ ﻛﺘﺎﺏ ORTHODOX STUDY BIBLE ﺿﻮءﺍً ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ Leitourgeo ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴّﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: " ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ " ( leitourgeo ) ﺃﻥ ﺗﺘﻤّﻢ ﺃﻋﻤﺎ ً ﻻ ﻃﻘﺴﻴّﺔ : ﻭﻳُﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤَ ﻘﻄﻊ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﺟﻤﻨﺎﻩ ﺣﺮﻓ ﻴّﺎً ﻫﻜﺬﺍ " ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻟﻠﺮّﺏّ ﻳﺘﻠﺘﺮﺟﻮﻥ ﻭﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ." ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ . ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻢ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﺲ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻣَﺴﻴﺤﻴّﻲّ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻠّﻮﻥ
5
.( ۲٦ ٬ ۲٥ ٬ ۲۲ / ۱۱ ) ﺇﻥّ ﺍﻟﺮﱡ ﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪُ ﺱ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ. " ۱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻜﻠّﻢ ﺍﻟﺮﱡ ﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺣﻘّﺎً ﺧﻼﻝ ﺃﻱّ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺃﻣﺮًﺍ ﻏﻴﺮ ﻣَ ﻘﺒﻮﻝ ﻭ ﻻ ﻣَ ﻔﻬﻮﻡ ﻋﻨﺪﻱ ٬ﻟﻜﻨّﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ٬ﻭﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﻋﺰﻳﺰ ﺟ ّﺪﺍً ﻋﻠﻲّ ! ﻛﺎﻧﺖ " ﺣﺒّﺔ ﺩﻭﺍء ﻗﺎﺳﻴﺔ " ﻳﺼﻌﺐ ﺑﻠﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻣُ ﺘﺸﺪﱢ ﺩ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻳﺰﺩﺭﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﺇ ﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪّ. ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳّﺔ ﺑﺎﻟﻄّ ﺒﻊ ﻟﻢ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺨِ ﺪﻣﺔ ﺍﻟﻠّ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ . ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻭﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤُ ﻮﺍﺯﻳﺔ ٬ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻣَ ﺰﺟﻮﺍ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳّﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻧﻴﻤﺎﺕ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ ﻭﻋِ ﻈﺎﺕ ٬ﻣﻊ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪ : ﻭﻟﻴﻤﺔ ﺍﻷﻏﺎﺑﻲ ) ﺍﻟﻤَ ﺤﺒّﺔ .( ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺟﺒﺔ ﻣُ ﺮﺍﻓِ ﻘﺔ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺳُﻤﻴﱠﺖ ﺍ ﻹ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ) ﺍﻟﺸﱡ ﻜﺮ .( ﺗﺘﺄﻟّﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜّ ﺎﻧﻴّﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻧﻴﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ ﺷُ ﻜﺮ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﺬﻛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﺎء ﺍﻷﺧﻴﺮ . ﻭﺧﻼﻝ ﺟﻴﻞ ﻣُ ﺆﺳّﺴﻲّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ٬ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻧﻤﻮّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺴّ ﺮﻳﻊ ﻭﺑﻌﺾ ﺗﺼﺮﱡ ﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣُ ﻼﺋﻤﺔ ٬ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺔ ٬ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ) ﺍﻧﻈﺮ ۱ ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ۱۷ / ۱۱ ٬ ( ۳٤ ﻓُﺼﻠﺖ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤَ ﺤﺒّﺔ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﱠ ﺋﻴﺴﺔ ٬ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭّ ﻝ ) ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ( ﻭﺍ ﻹ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ.
the orthodox study bible : new tesdoment and psalms,new king james ۱ version (nashville : thomas nelson ,1993),299.
6
ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺸﱠ ﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪّﺱ ﺗﺆﻛّﺪ ﺍﻟﻄﱠ ﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ : ﻓﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳ ﺲ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﻮﺱ ﺍﻟﺸﱠ ﻬﻴﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﻨﺔ ۱٥۰ ﻡ ٬ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺭُ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲّ ٬ﺗﺼﻒ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌِ ﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ ﻓﻲ ﻧﺺﱟ ﻳُﺴﺘَﺸﻬَﺪ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً: " ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤَ ﺪﻋﻮّ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺸﱠ ﻤﺲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُ ﺪُ ﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﱢ ﻳﻒ ﺇﻟﻰ ﻣَ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ٬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ٬ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻪ ٬ﺛﻢّ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﻗﺮﺍءﺗﻪ ٬ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤُ ﺘﻘﺪﱢﻡ ﺑﺎﻟﻮﻋﻆ ٬ﻭﻳﺤﺚﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﱠ ﻤﺜّﱡ ﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ . ﺛﻢّ ﻧﻘﻒ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺳﻮﻳّﺔ ﻭﻧﺼﻠّﻲ ٬ﻭﻛﻤﺎ ﻗُ ﻠﻨﺎ ُﺠﻠَ ﺐ ﺍﻟﺨﺒ ﺰ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺻﻼﺗﻨﺎ ٬ﻳ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ ٬ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻤُ ﺘﻘﺪﱢﻡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣُ ﺸﺎﺑِ ﻬﺔ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﱡ ﻜﺮ ٬ﺑﺤﺴﺐ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻟﺸﱠ ﻌﺐ ﻳﺨﺘﻢ ﻗﺎﺋﻼً ﺁﻣﻴﻦ ٬ﺛﻢّ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻘُ ﺪُ ﺳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞﱢ ﺷﺨﺺ ٬ﻭﻳﺘﻢّ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﺑﻤﺎ ﺷﻜﺮﻧﺎ ﻭﻗﺪّﻣﻨﺎﻩ٬ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺸﱠ ﻤﺎﻣﺴﺔ ﺣﺼّﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻐﺎﺋﺒﻴﻦ . ﻭﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﱠ ﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻴُﻌﻄﻰ ﻛﻞﱞ ﻣﻨﻬﻢ ۲ ﺍﻟﻤُ ﻨﺎﺳﺐ ٬ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻳُﺠﻤَﻊ ﻓﻴﺴﺘﻬﻠﻜﻪ ﺍﻟﻤُ ﺘﻘﺪﱢﻡ."
St.Jus n the Philosopher,First Apology,Ch.62,in Alexander Roberts and ۲ James. Donaldson, eds.,The Ante‐Nicene Fathers,Volume 1: The Apostolic
7
ﻟﻘﺪ ﻭﺍﺟﻬﺖُ ﻫﻨﺎ ﺩﻟﻴﻼً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪّﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻠَ ﻴﻦ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻟﻲّ ٬ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﺗّﺒﻌﺖ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴّ ﺎً ﻣﻦ ﻭﺟﻬَ ﻴﻦ : ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ) ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭّﻝ ٬ ( ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺃﺳﺒﻮﻋﻲّ ﺑﺎ ﻹ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ) ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﱠﺎﻧﻲ . ( ﺑﺘﻔﻜﻴﺮ ﺃﻋﻤﻖ .. ﻧﺠﺪ ﺃﻥّ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣُ ﺪﻫﺸﺎً . ﻭﻷﻛﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺣ ﻘّﺎً ٬ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺄﻧّﻪ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﺔ ﺳﻮﺍء " ﺍﻟﻤُ ﻌﺎﺻﺮﺓ" ﺃﻡ " ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ ٬ " ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻔﻮﻳّﺔ ﻭﻻ ﺗﺘّ ﺒﻊ ﺧﻄّﺔ ﻭﺍﺿ ﺤﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ ٬ﺑﻞ – ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺘّ ﺒﻊ ﻣُ ﺨﻄّﻄﺎً ﻏﻴﺮ ﻣَ ﻜﺘﻮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤّ ﺎ ﺗﺘّ ﺒﻊ ﺧﺪﻣﺔ ﻣَ ﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ.
ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺗﺘّ ﺒﻊ ﺃ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻣُ ﺘﺸﺎﺑﻬﺎً : ﻭﻫﻮ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﻧﻴﻢ ﺃﻭ ﺗﺴﺒﻴﺢ ٬ ﻭﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﻧﺸﺎﺩ ٬ ﻭﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ٬ ﺗﺘﺒﻌُ ﻬﺎ ﻋﻈﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺤﺘّﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤَ ﺮﻛﺰﻱّ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻳُ ﺸﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺎ ﻳﺼﻔﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﺘﻴﻨﻮﺱ ٬ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻈﺔ ﺍﻟﻄّ ﻮﻳﻠﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻥ ﺍ ﻹ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ . ﻓﻲ ﺍﻟﺨِ ﺘﺎﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﺮّ ﺑﺄﻧّﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﻛﻞّ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﻴﻦ ﺁﻣﻨﺖ ﺩﻭﻣﺎً ﺑﻨﻤﻂ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻓﻔﻜّﺮﺕ " ﺇ ﺫﻥ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺃﺑﺪﺃ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱠ ﻤﻂِ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻲّ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻣﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﻮﻥ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ؟."
Fathers, Justin Martyr, Irenaeus, fourth printing (Peabody, MA: Hendrickson, 2004),186.
8
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺮﺍﺗﺒﻴّﺔ " ﻫﻴﺮﺍﺭﺧﻴﺔ" " ﺇﻥّ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺮّﺏّ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻲ ﺗﺠﻤّﻊ ﻣَ ﺤﻠﻲّ ﻣُ ﺴﺘﻘِّ ﻞ ﻣُّ ﻜﻮﱠﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤُ ﻌﻤﱠﺪﻳﻦ .... ﻣﻮﻇﻔﻮﻫﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪّﺳﺔ ﻫﻢ ﺭُ ﻋﺎﺓ ﻭﺷَ ﻤﺎﻣﺴﺔ ) ٬ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻴﻦ ٬ ۲۰۰۰ ﺍﻟﺒﻨﺪ( ٤ ) ۳( ٦ ﺇﻥّ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻴﻦ ( BFM ) ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻣُ ﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴّﻴﻦ . ﻭﻏﺎﻟﺒﻴّﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴّﻴﻦ ﺍﻟﻌُ ﻈﻤﻰ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ٬ ﻭﺗُﻠﺰﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻹﺭﺳﺎ ﻟﻴّﺎﺕ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﻣُ ﻮﻇﻔﻲّ ﻛُ ﻠﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴّﺔ ﺃﻥ ﻳﻮّﻗﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭٍ ﺑﺎﻟﻤُ ﻮﺍﻓﻘﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳُ ﻼﺯﻣﻨﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺩﺍﺋﻢ ﻣَ ﻔﺎﺩﻩ : ﻛﻴﻒ ﻟﻤَ ﺬﻫﺐٍ ﺁﻣﻦ ﺑﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﺨﺺّ ﻭﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤُ ﻤَﺎﺭَﺳﺔ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ٬ﺃﻥ ﻳﻀﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ﺗﺘﻤﱢﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻭﺗﻮﺿﺤﻪ . ﻟﻜﻨّ ﻨ ﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺑﺎﻗﻲ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺪّ ﻳﻨﻲّ ﻗﺒﻠﺖُ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ " ﺷﺮّ ﺿﺮﻭﺭﻱّ ٬ " ﻷﻥّ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻛُﺜُ ﺮ ) ﻭﺣﺘّﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻴﻦ ( ﻣﻦ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺍﺩّﻋﻮﺍ ﺇﺗّﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻓﻘﻂ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﻭﻳﻄﺒﱢ ﻘﻮﺍ ﺃﺷﻴﺎء ﺗﺒﺪﻭ ﺷﺎﺫّﺓ ) ﻏﻴﺮ ﻣُ ﺘﻮﺍﻓﻘﺔ ( ﻣﻊ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺍﻟﺼﱠ ﺮﻳﺢ ٬ﻛﻤﺎ ﻓﻬﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞّ. ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺒﻠﺖُ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘﱠ ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻲّ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ : ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺍﻳﺒﻴﺴﻜﻮﺑﻮﺱ ٬ ( episkopos ) ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺣﺮﻓّﻴﺎً " ﺍﻟﻤُ ﺮﺍﻗِ ﺐ " ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗُﺮﺟﻤﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳّﺎً " ﺍﻷﺳﻘﻒ ٬ " ﻭﺍﻟﺜّ ﺎﻧﻴﺔ : ﺑﺮﻳﺰﻓﻴﺘﻴﺮﻭﺱ ( presvyteros ) ﻭﺗﻌﻨﻲ Obtained from the following web ۳ page:h p://www.sbc.net/bfm/bfm2000.asp.
9
ﺣﺮﻓّﻴﺎً " ﺍﻟﺸﱠ ﻴﺦ ." ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗُﺮﺟِ ﻤﺖ " ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ٬ " ﻭﺍﻟﺜّ ﺎﻟﺜﺔ : ﺫﻳﺎﻛﻮﻧﻮﺱ ٬ (diakonos ) ﻭﺗﻌﻨﻲ " ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ " ﺃﻭ " ﺍﻟﺸﱠ ﻤﱠ ﺎﺱ ٬ " ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻛﻤﺎ ﻋﻠّﻖ ﺭُ ﻋﺎﺗﻲ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺗﻲ ٬ﺍ ﻗﺘﻨﻌﺖ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻤُ ﺼﻄﻠﺤﻴﻦ ﺍﻷ ّﻭﻟَﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺳﺘُﻌﻤﻼ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺒﺎﺩُ ﻟﻲّ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ٬ ﻛﻤﺎ ﻧﺼّﺖ ﻭﺛﻴﻘﺔ ٬ BFM ﻓﺈﻥّ " ﻣﻮﻇﻔﻲّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ " ﻫﻢ " ﺭُ ﻋﺎﺓ ﻭﺷﻤﺎﻣﺴﺔ ." ﻭﺗﺎﻟﻴﺎً ﻟﻢ ﻳﻜُ ﻦْ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻨﺎﻋﺘﻲ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺳﻘﻒ " ﺍﻷﺣﺎﺩﻳّﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ٬ " ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻟﻠﺨﺪّﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺣﺘّﻰ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ " ﺍﻟﺸﱡ ﻴﻮﺥ." ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺍﻣﺘﻠﻜﺘُ ﻬﺎ ﺑﺎﻛﺮﺍُ ٬ ﺁﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ٬ ﺃﻗﻨﻌﺘﻨﻲ ﺃﻧّﻨﻲ ﺭﺑّﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺳﺄﺕُ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ٬ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ . ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕُ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻧﺠﺎﻟﻮﻛﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺩﺭﺍﺳﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ) ﻣُ ﺮﻛّﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ( ﻣﻊ ﻋﻀﻮَ ﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﺔ . ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﻨّﺎ ﻧﺪﺭﺱ ﻣَ ﺠﻤﻊ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ٬ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ۱٥ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ٬ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤَ ﺠﻤﻮﻋﺔ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻓﻘﻂ . ﻛﺎﻥ ﺷﺎ ّﺑﺎً ﺗﻘّﻴﺎً ﺟ ّﺪﺍً .. ﺳﺄﺳﻤﱢ ﻴﻪ ﺩﺍﻭﺩ . ﻛ ﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻟﻲّ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﻟﺼﱢ ﺮﺏ. ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ۱٥ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ٬ ﻧﺮﻯ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﱡ ﺳﻞ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻤُ ﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣُ ﺸﻜﻠﺔ ﻫ ﺎ ﻣّ ﺔ ﻭﺣﺎﺳِ ﻤﺔ ٬ﻇﻬﺮﺕْ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺣﻠﺔ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻳّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤُ ﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﱡ ﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘّ ﺎﻟﻲ : ﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُ ﻬﺘﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪُ ﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ) ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻵﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴّ ﺔ ( ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ ﻳﻬﻮﺩﺍً ﺃ ﻡ ﻻ .. ﺃﻡ
10
ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺧﻀﻮﻋﻬﻢ ﻟﻠﺨﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ؟ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﻨّﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻧﺪﺭﺱ ﺍﻟﻨّﺺّ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺍﻟﺘّ ﺎﻟﻲ . ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﺎﻗﺶ ﺍﻟﻤَ ﺠﻤﻊ " ﺃَﺧﺒﺮَﻛﻢ ﺳﻤﻌﺎﻥ ) ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺍﻟﻘﻀﻴّ ﺔ ﺍﻟﻤَ ﻄﺮﻭﺣﺔ ٬ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻌﻘﻮﺏ : ﺑﻄﺮﺱ ( ﻛﻴﻒ ﺍﻫﺘﻢّ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺘّﺨﺬ ﺷﻌﺒﺎً ﻻﺳﻤﻪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺳﺔ . ﺛﻢّ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺭﺩ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨّ ﺒﻲ ﻋﺎﻣﻮﺱ ٬ ﻳﺘﺎﺑﻊ " .. ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺭﻯ ﺃﻻ ﻧُﺜﻘِﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ٬ ﺑﻞ ﻧﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻨﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺫﺑﺎﺋﺢ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻨﱠ ﺠﺴﺔ ﻭﺍﻟﺰﱢ ﻧﻰ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤَ ﺨﻨﻮﻕ ﻭﺍﻟﺪﱠ ﻡ )." ﺃﻉ.( ۲۰ ۱۹ ٬ ۱٥ ۱٤ / ۱٥ ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻛﻠﻤﺔ " ﺃﺭﻯ " ﻫﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻔﺘﺎﺡ . ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱢ ﻘﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَ ﺠﻤﻊ ٬ ﻭﻻ ﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞﱞ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﺲ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻭﺑﻄﺮﺱ ﻗﺪ ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞّ ٬ ﻟﻜﻦّ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺻﺎﻣﺘﻮﻥ ٬ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﻥ ﻳُﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺖ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ٬ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺵ. ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ: " ﻓﺄَﺟﻤَﻊ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻭﺍﻟﺸﱡ ﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﻠّﻬﺎ ( ۲۲ / ۱٥ )" ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤُ ﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻴﺴﻠّﻤﻮﻫﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤَ ﺠﻤﻊ . ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻋﻔﻮ ّﻳﺎً ﺃﻧﺎ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻟﺒﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣُ ﺘﻌﺠﱢ ﺒﻴﻦ " ٬ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟" ﺃﺗﺬّﻛّ ﺮ ﺃﻧّ ﻨ ﻲ ﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﻭﺩ ٬ ﻭﻗﻠﺖُ " : ﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻘﻒ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻌﻤﻞ"! ﻓﺘﻄﻠّﻊ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻲ ٬ﻭﻗ ﺎﻝ " : ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘّ ﺄﻛﻴﺪ ." ﻛﻨّﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺩﺍﻭﺩ – ﻣَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴﱠ ﻴ ﻦ ﺳُ ﻌﺪﺍء ﺍﻛﺘﺸﻔﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥّ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭّ ﻝ ﺗﻈﻬﺮ ﺣ ّﻘﺎً ﻭﻓﻌﻠﻴّ ﺎً ﺑﺄﻥّ ﻟﻬﺎ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻳﻘﺮّﺭﻭﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﻋﻠّﻤﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ ﺩﻭﻣﺎً . ﻟﻘﺪ ﺯﺭﻋﺖْ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘّ ﺤﺪﻳﺪ ﺑﺬﺭﺓً ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﻭﺫﻫﻦ ﺩﺍﻭﺩ.
11
ﻭﻟﻠﻤﺮّﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖُ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺮﺍﺗُ ﺒﻴّﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴّﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳّﺔ ) ﻣُ ﺴﺘﻘﻠّﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ٬ ( ﻟﻢ ﺗﻜﻦ " ﻏﻴﺮ ﺑﺒﻠﻴّﺔ " ﺑﻞ ﻣُ ﺘﺠﺬﱢ ﺭﺓ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻓﻌﻠﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕُ ﺃﻗﺮﺃ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤُ ﻮﺍﺯﻳﺔ ﺯﻣﻨﻴّ ﺎً ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ٬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ٬ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ٬ ﻭﺟﺪﺕُ ﺃﻥّ ﻛﺘّﺎﺏ ﺃﻭّ ﻝ ﻛﺘﺎﺑﻴﻦ ﻣَ ﺴﻴﺤﻴﱠ ﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪَ ﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻏِ ﺮﺍﺭ ﻛﺘّﺎﺏ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﻠﻤﺘَ ﻲ " ﺍﻳﺒﻮﺳﻜﻮﺑﻮﺱ " ﻭ " ﺑﺮﺯﻓﻴﺘﻴﺮﻭﺱ" ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺒﺎﺩﻟﻲّ .. ﻓﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﺬﺍﺧﻲ ) ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﺍﻻ ﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ٬ ( ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﺳﻨﺔ ۱۰۰ ﻡ ٬ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ) ﻭﺍﻟﺸﱠ ﻤﺎﻣﺴﺔ ( ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺍﻛﻠﻴﻤﻨﻀﺲ ٬ﻭﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ٬ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﱡ ﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﺸﱠ ﻤﺎﻣﺴﺔ ﻓﻘﻂ . ﻟﻜﻨّﻪ ﻳﻠﻤﱢ ﺢ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜﱡ ﻼﺛﻴّﺔ ٬ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّ ﺺﱢ ﺍﻟﺘﱠ ﺎﻟﻲ: " ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺇﺫﻥ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪّﻣﻮﻥ ﺫﺑﺎﺋﺤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤُ ﺤﺪّﺩﺓ ﻣَ ﻘﺒﻮﻟﻮﻥ ﻭﻣُ ﺒﺎﺭَﻛﻮﻥ ﻷﻧّﻬﻢ ﻳﻤﺘﺜﻠﻮﻥ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻤُ ﻌﻠّﻢ ٬ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻄﻴﺌﺔ ٬ﻷﻧّﻪ ﻗﺪ ﺗﺤﺪّﺩﺕ ﻟﻠﻜﺎﻫﻦ ﺍﻷﻋﻈﻢ ) ﺍﻷﻋﻠﻰ ( ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤُ ﻼﺋﻤﺔ ٬ﻭﺗﻌﻴّﻨﺖ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ٬ﻭﻓُﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻭﻳّﻴﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤُ ﻨﺎﺳﺒﺔ ٬ﻭﺃﻣّﺎ ٤ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻮﻥ ﻓﻬﻢ ﻣُ ﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ) ﻣُ ﻘﻴّﺪﻭﻥ ( ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ" ﻻ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻛﻠﻴﻤﻨﻀﺲ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ٬ﺑﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺃﻳّﺎﻣﻪ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﱠ ﻌﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺑﺄﻥّ ﺗﻌﺒﻴﺮ " ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ" ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ episkopos ﺃﻭ ﺃﺳﻘﻒ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ٬ﻭﺃﻥّ ﻛﻠﻤﺔ " ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ " ﺗﺸﻴﺮ ٤
St. Clement of Rome, Epistle to the Corinthians (1 Clement), CH. 40, in Fr. Jack Sparks, ed. The Apostolic Fathers (Minneapolis: Light and Life Publishing,1978), 40.
12
ﺇﻟﻰ " presbyteros ﺍﻟﺸﱡ ﻴﻮﺥ ٬ " ﻭﻛﻠﻤﺔ " ﺍﻟﻼﻭﻳﻴﻦ " ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﱠ ﻤﺎﻣﺴﺔ . ﻳُﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤَ ﻘﻄﻊ ﻭﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﱠ ﻨﺔ۹٥ ) ﻡ ( ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﺛﻼﺛﻴّﺔ ﻣُ ﺘﻤﻴّﺰﺓ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ . ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﺃﻥّ " ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ " ﻭ " ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ " ﻭ " ﺍﻟﻼﻭﻳّﻴﻦ " ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺨﺪﻣﺎﺗﻬﻢ ﺇﻧّﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺳﻘﻒ ﻓﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﺳﻨﺔ ۷۰ ﻡ ) ﺃﻱ ﺿﻤﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺯﻣﻨﻴّﺎً ( ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﺇﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ٬ﻭﺍﻟﺮﱠ ﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘّ ﺎﺭﻳﺦ ﺗﺤﻮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻭﺟﺪﺗُ ﻬﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ .. ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﺇﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺸّ ﻤﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﺰﻓﻴﺘﻴﺮ ﻱ ) ﺍﻟﺸﱡ ﻴﻮﺥ ( ﻭﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻮﻇﺎﺋﻒ ﺛﻼﺙ ﻣُ ﺘﻤﺎﻳﺰﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ٬ﻭﻳﻠﺢﱡ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﱡ ﻐﺮﻯ ﻭﺭﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻊ ﺃﺳﺎﻗﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺷﻲء. ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍءﺓ ﻫﺬﻩ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺴﱡ ﺆﺍﻝ ﺍ ﻟﺘّ ﺎﻟﻲ : ﺃﻛﺎﻥ ﻓﻬﻤﻲ ﻭﻓﻬﻢ ﻣَ ﺬﻫﺒﻲ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺻﺤﻴﺤﺎً ؟ ﻫﻞ ﺍﻷﺳﻘﻔﻴّﺔ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﺩﻳّﺔ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻌﻠﻴّﺎً ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺸﱡ ﻴﻮﺥ؟ ﺃﻡ ﺃ ﻥّ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺲ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺘﱠ ﺮﺍﺗُ ﺒﻴّﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺻﺎﺋﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺄﻥّ ﻣﻮﻧﺎﺭﺧﻴّﺔ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻗﺪ ﻭُﺟﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪء؟ ﺃﻛﺎﻥ ﺻﺎﺋﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﺪّﻋﻴﻪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ ﺑﺄﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞّ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻋﺪّﺓ ﺷﻴﻮﺥ ٬ presbyteroi ﻭﺃﻥّ ﺍﻷﺳﻘﻒ episkopos ﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤَ ﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻳﻨﺘﻬﻰ " ﺍﻟﺸﱠ ﻮﻁ " ﻣﻌﻪ؟ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺃﻥّ ﺍﻷﺩﻟّ ﺔ ﺍﻟﺘﱠ ﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺒﺒﻠﻴّﺔ ﻫﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲّ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻲّ ﻭﻣَ ﻮﻗﻒ ﺇﻛﻠﻴﻤﻨﻀﺲ ﻭﺇﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ) ﻟﺌﻼ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺘّﺎﺏ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﺈﻳﺮﻳﻨﺎﻭﺱ ﺍﻟﻠّﻴﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ
13
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ( ﺷﻌﺮﺕُ ﺑﺄﻧّﻨﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺳﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﱢ ﺟﺎﻝ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺗﻌﻠّﻤﻮﺍ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﻭﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻣُ ﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃ ﺳﺮﺍﺭﻳّﺔ " ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻫﻲ ﻓﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻳﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤُ ﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤُ ﺨﻠﱢﺺ ﺍﻟﻤَ ﺼﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤَ ﺪﻓﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ٬ ﻭﺇﻟﻰ ﻣَ ﻮﺕ ﺍﻟﻤُ ﺆﻣﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ٬ ﻭﺇﻟﻰ ﺩﻓﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﱠ ﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﺪّﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺴﻮﻉ . ﻋﺸﺎء ﺍﻟﺮّﺏّ ﻓﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﻣﺰﻱّ ٬ ﻓﻴﻪ ﻳﺴﺘﺬﻛﺮ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﺒﺰ ﻭﺛﻤﺮ ﺍﻟﻜﺮﻣﺔ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻔﺎﺩﻱ ٬ﻭﻳﺘﻮّﻗﻌﻮﻥ ﻣَ ﺠﻴﺌﻪ ﺍﻟﺜّ ﺎﻧﻲ ) ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻴﻦ ٬ ﻣُ ﺮﺍﺟﻌﺔ ٬ ۲۰۰۰ ﺍﻟﺒﻨﺪ.( ۷ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤُ ﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺜّ ﺎﻟﺜﺔ ﻟﻸﺏ ﺑﻴﺘﺮﻏﻴﻠﻴﻜﻮﻳﺴﻴﺖ ﺍﻷﺻﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨّ ﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚُ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ . ﻛﺈﻧﺠﻴﻠﻲّ ﻣُ ﻠﺘﺰﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻓﺾُ ﺃﻱّ ﻻﻫﻮﺕ ﻳُﺸﺘَ ﻢﱡ ﻣﻨﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺃ ﺳﺮﺍﺭﻳّﺔ . ﻓﺒﺎﻟﻨﱢ ﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻭﻷﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤَ ﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻲّ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲّ ٬ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻳﻌﻠّﻢ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥّ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺗﻨﻐﺮﺱ ﻣُ ﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﺒﻌﺎً ﻹﻋﻼﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ٬ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻳّﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﺳﻴﻄﺔ. ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺧﻄﺎﻳﺎ ٬ ﻭﻋﺸﺎء ﺍﻟﺮّ ﺏّ ) ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤ ﺪﺍﻧﻲّ ﻟ ﻺ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤُ ﻨﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺳﺔ ( ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﺪًﺍ ﺣﻀﻮﺭ ﺣﻘﻴﻘﻲّ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ . ﻭﻫﺬﻩ " ﺍﻟﺘﱠ ﺮﺗﻴﺒﺎﺕ " ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻮﻥ ﺍﻟﻄﱡ ﻘﻮﺱ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴّﺔ ٬ ﻫﻲ ﻣُ ﺠﺮّﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﻣﺰﻳّﺔ ٬ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺟﺰء ﺃﺳﺎﺳﻲّ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُ ﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﺔ . ﻭﻟﻜﻨّ ﻨ ﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖُ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍءﺓ becoming
14
orthodox ﻋﺪّﺓ ﻧﺼﻮﺹ ﺑﺒﻠﻴّﺔ ﺗﻌﻠّﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﻭﺍﻷﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺎ ﻫﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣُ ﺠﺮّﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺭﻣﺰﻳّﺔ. ﺃﻭﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺎء ﺍﻷﺧﻴﺮ ٬ﻗﺎﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺗﺎﻡّ " : ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺟﺴﺪﻱّ " ؛ " ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﻣﻲّ ) "... ﻣﺖ ٬ ( ۲۷ ٬ ۲٦ / ۲٦ ﻭﻟﻴﺲ " ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻱّ ﻭﺩﻣﻲّ ." ﻭﻓﻲ ﻣُ ﻨﺎﺳﺒﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻌﺸﺎء ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺎﻝ: " ﺍﻟﺤﻖّ ﺍﻟﺤﻖّ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ : ﺇﻥْ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﺟﺴﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﺑﻮﻥ ﺩﻣﻪ ٬ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮﻥَ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻛﻞَ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺷﺮﺏ ﺩﻣﻲ ﻓﻠﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳّﺔ ٬ﻭﺃﻧﺎ ﺃُﻗﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ... ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺷﺮﺏ ﺩﻣﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﻮ ﻓﻲﱠ ٬ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ )" ﻳﻮ٬ ٥٤ ٥۳ / ٦ .( ٥٦ ﻳﻌﻠّﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣُ ﻌﻠّﻤﻲّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ٬ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣُ ﻔﺴﺮﻱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻗﺮﺃﺕُ ﻟﻬﻢ ٬ﺃﻥّ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟ ﻨﱠﺼﱠ ﻴﻦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣُ ﺠﺎﺯﻳّﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﻳّﺔ . ﻭﻟﻢ ﺃﻓﻜّ ﺮ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﱠ ﻌﺎﺭُ ﺽ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﱠ ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﱠ ﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴّﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟ ﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻴّﻮﻥ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺮﻓﺖُ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﱠ ﺒﺐ ﺍﻟﺮﱠ ﺋﻴﺲ ﻟﻬﺠﺮﻧﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﱠ ﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲّ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﱡ ﺼﻮﺹ ﺍﻷﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺔ ٬ﺇﻧّﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻷﻥّ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣُﺸﺒﻌﺔ ﻣُ ﺴﺒﻘﺎً ﺑﺎﻟﺘﱠ ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺮﻣﺰﻳّﺔ ﻋﺸﺎء ﺍﻟﺮّ ﺏّ ﺑﻜ ﻠّﻴّ ﺘﻪ ٬ﻭﻋﺪﻡ ﻣُ ﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻣُ ﻄﻠﻘﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ . ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺗﻜﻠّﻢ ﻣُ ﺠﺎﺯﻳﺎً ٬ﻟﻜﺎﻥ ﻛﻼﻣﻪ
15
ﻣُ ﻨﺎﻗِ ﻀﺎً ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﻬﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺑﻘﻴّﺔ ﺍﻟﻨّ ﺺّ . ٥ﻭﺗﺴﺎءﻟﺖ : ﻛﻴﻒ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬﻫﻢ ﺍﻷﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ؟ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ " : ﻛﺄﺱ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻧﺒﺎﺭﻛﻬﺎ ٬ﺃَﻣَ ﺎ ﻫﻲ ﻣُ ﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ؟ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻧﻜﺴﺮﻩ ٬ﺃﻣَ ﺎ ﻫﻮ ﻣُ ﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ؟ ۱ )" ﻛﻮ.( ۱٦ / ۱۰ ﻭﻛﻠﻤﺔ " ﻣُ ﺸﺎﺭﻛﺔ " ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﺺّ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲّ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ " koinonia " ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﺎً ﻓﻌﻠﻴّﺎً ﻭﺻﻤﻴﻤﻴّﺎً ﺑﺸﻲء ﺃﻭ ﺑﺸﺨﺺ ٬ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻌﻼً ﺭﻣﺰﻳّﺎً. ﻻﺣﻘﺎً ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﱢ ﺳﺎﻟﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ٬ ﻳﻮﺑّﺦ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻋﻀﺎء ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﻟ ﻺ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ٬ ﻭﻳﺤﺜّﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺤﺺ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُ ﻨﺎﻭﻟﺔ ٬ ﻟﺌﻼ ﻳﺠﻠﺒﻮﺍ ﺩﻳﻨﻮﻧﺔ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ . ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ٬ ﻭ " ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺜﺮ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻟﻤَ ﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻀﱡ ﻌﻔﺎء ﻭﻣﺎﺕ ﺑﻌﻀﻜﻢ ۱ ) " ﻛﻮ.( ۳۰ / ۱۱ ﻟﺴﺒﺐ ﺃﻭ ﻵﺧﺮ ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﻤﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤَ ﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﱠ ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻼﺣﻖ٬ ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤَ ﻘﺒﻮﻝ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﻤﺮﺽ ﺃﻭ ﻳﻤﻮﺕ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤُ ﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣُ ﺠﺮّﺩ ﺧﺒﺰ ﻭﺧﻤﺮ " ﺃﻭ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻨﺐ؟." ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺃﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﺧﺪﻡ ﻛﺄﺳﻘﻒ ﻷﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ۱۱۰ ۷۰ ﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﻠﻤﻴﺬﺍً ﻟﻠﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲّ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ٬ﺭﺑّﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺻﺪﻣﺘﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﺴﻰ ﻋﻠﻲّ . ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲّ ﻭﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﻥ ﻗﺪ ﻋﻠّﻤﻮﺍ ﺃﻥّ ﺍ ﻹ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ﻣُ ﺠﺮّﺩ ﺭﻣﺰ ٬ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤُ ﺆﻛّﺪ ﺃﻥّ ﺇﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻗﺾْ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ. ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺇﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﱡ ﻐﺮﻯ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﻓﻘﻂ ٬ﺑﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﺴﺮﻭﺍ " ﺍﻟﺮﱠ ﻏﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻫﻮ ﺩﻭﺍء ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ٬ﻭﺍﻟﺘّ ﺮﻳﺎﻕ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻻ ﻳُ ﻌﻄﻲ ٥ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻔﻮﻩ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ٬ﺍﻧﺰﻋﺞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﺗﺮﻛﻮﻩ . ﻓ ﻠﻤﺎ ﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻬﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺇﻧّﻪ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻣﺠﺎﺯﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫ ﺍ ﺍﺳﺘﺎء ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻣﻦ ﻛﻠ ﻤﺎﺗﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺠﺎﺯﻳﺔ؟
16
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ . ٦" ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻻ ﻳُﺪﺣَﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ٬ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ ۱۱۰ ﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗّﻞ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ﺳﺮّﺍً ﺇ ﻟﻬّﻴﺎً . ﻫﻞ ﺃﺳﺎء ﺃﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﻓﻬﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣُ ﻌﻠّﻤﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲّ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻟﻴّ ﻴﻦ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّ ﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺄﻧﺎ ﺍﻟﻔﻬﻢ ؟ ﺃﻣّﺎ ﺃ ﺩِﻟّﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺّ ﺑﺎﻟﺮﱡ ﺅﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻳّﺔ ﻟﻠﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّ ﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻟ ﻺ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ . ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪَ ﻧﻲ ﺍﻷﺏ ﺑﻴﺘﺮ ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻲ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻨﱡ ﺼﻮﺹ ﺍﻟﺒﺒﻠﻴّﺔ ٬ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻣﺮّﺍﺕ ﻭﻣﺮّﺍﺕ ﺑﻨﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﻗﺼﻲ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻠّﻤﺘﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺣﻮﻝ ﻣَ ﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﱡ ﺼﻮﺹ ٬ﻭﺃﻋﺪْ ﺕُ ﻗﺮﺍءﺓ ﻛﻞّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺒﻠﻴّﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺗﺘﻜﻠّﻢ ﻋ ﻦ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ. ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻧﺼﻮﺻﺎً ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﺰ. ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻋِ ﻈﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌَ ﻨﺼﺮﺓ ٬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮﺱ ﻟﻠﺠﻤﻊ " : ﺗﻮﺑﻮﺍ ﻭﻟﻴﺘﻌﻤّﺪ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ٬ﻓﺘُﻐﻔَﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎﻛﻢ ﻭﻳُﻨﻌَﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺮﱡ ﻭﺡ ﺍﻟﻘُ ﺪُ ﺱ )" ﺍﻉ .( ۳۸ / ۲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛﻨﺖ ﺃُﺳﻘﻂ – ﺩﻭﻣﺎً ﺟﻤﻠﺔ " ﻓﺘُﻐﻔَﺮ ﺧﻄﺎﻳﺎﻛﻢ٬ " ﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲﱠ ﺃﻥ ﺃﻭﺍﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ . ﺑﻌﺪ ﺍﻫﺘﺪﺍء ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻣﺸﻖ ٬ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﻨﺎﻧﻴﺎ " : ﻗﻢ ﺗﻌﻤّﺪ ﻭﺗﻄﻬّﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻙ ﺩﺍﻋﻴﺎً ﺑﺎﺳﻤﻪ ) " ﺍﻉ .( ۱٦ / ۲۲ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﻫﻜﺬﺍ " : ﻏﺴﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﺜﱠ ﺎﻧﻲ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﺮﱡ ﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ )" ﺗﻴﻄﺲ.( ٥ / ۳ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻧﻮﺡ ﻭﻛﻴﻒ ﺧﻠُﺼَﺖْ ﺑﺎﻟﻔُﻠﻚ ٬ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﺄﻧّﻪ " ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺭﻣﺰﺍً ﻟﻠﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺗﻨﺠﻴﻜﻢ ﺍﻵﻥ ۱ ) " ﺗﻂ .( ۲۱ / ۳ ﻟﻢ ﺗﻌﻦِ ﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﱡ ﺼﻮﺹ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﻟﻜﻨّ ﻨ ﻲ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻌﻠﱢﻢ St. Igna us of An och, Le er to the Ephesians, Ch 20, in Fr.Jack Sparks, ed. ٦ The Apostolic Fathers, (Minneapolis, Light and Life publishing, 1978), 84.
17
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ﺧﻄﻮﺓ ﺿﺮﻭﺭﻳّﺔ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻭﺃﻧّﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴّﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ " ﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ." ﻭﻛﻤﺎ ﺻﺢّ ﻓﻲ ﺍ ﻹ ﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّ ﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ٬ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱّ ﺩﻟﻴﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲّ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧّﻬﻤﺎ ﻣُ ﺠﺮّﺩ ﺭﻣﺰ. ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻗﻌﺘﻨﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻲ ﻟﻠﺒﻨﻴّﺔ ﺍﻟﺘﱠ ﺮﺍﺗﺒﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّ ﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻱّ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﱠ ﺮﻧﱡ ﺢ . ﻟﻜﻨّ ﻨ ﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖُ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺎ ﺭﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺠّﺔ ﻋﺎﻟﻴّ ﺔ ﻭﺩﻭّﺧﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ : ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻭﺍﻟﺘﱠ ﻘﻠﻴﺪ.
ﻟﻢ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻤﺒﺪﺃ sola ) scriptura ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻓﻘﻂ.( ﻳُﻌ َﺘﺒَﺮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻓﻘﻂ " ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻳﺸﺪّﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً . ﻭﺗﻌﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻫﻮ ﻣَ ﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴّ ﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﱡ ﻭﺣﻴّﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻲّ ﺍﻟﻤَ ﻮﺛﻮﻗﻴّﺔ . ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﻏﺎﻟﺒﻴّﺔ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّ ﻴﻦ ﺇﻥّ ﺍﻟﺘﱠ ﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤُ ﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ extrabiblcal ﻣَ ﺸﻜﻮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ٬ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤُ ﺘﺸﺪّﺩﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺃ ﻥّ ﺍﻟﺸّ ﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺃُﺭﺳﻞ ﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﺍﻟﻤَ ﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻮ ﺳ ﺎﻃﺘﻬﺎ . ﻭﻋﺪﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺟﺎﺯﻣﻴﻦ ﺃ ﻥّ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﱠ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤُ ﻮﺍﺯﻱ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻗﺪ ﺃﻧﻤﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ . ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤُ ﺼﻠِ ﺤﻮﻥ ﻭﺧﺎﺻّ ﺔ ﺭﺍﻓﻀﻲ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ Anabaptists ﺇ ﻥّ ﺍﻟﻄّ ﺮﻳﻖ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﱠ ﻘﺎء ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﺘﱠ ﻘﻠﻴﺪ ﻭﺭﻣﻴﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻻﻫﻮﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
18
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﱠ ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻓﻘﻂ ٬ ﺣﺘّﻰ ﺇﻥّ ﻗﻼﺋﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄّ ﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﱠﻗﻴﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﱠﻌﻠﻴﻢ. ﺑﺤﺴﺐ ﺫﻫﻨﻴّ ﺘﻲ ٬ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻟﺘﺼﺎﻕ ﺍﻟﺜﱠ ﺎﺑﺖ ﺑﻤﺒﺪﺃ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻓﻘﻂ " ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤُ ﻨﺎﻗﺸﺔ ٬ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻭﺟﺪﺕُ ﻓﻲ becoming orthodox ﻣُ ﺨﺘﺼﺮ ﺣﺠﺞ ﺟﻴّﺪﺍً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲّ . ﻭﻛﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻲّ ﻣُ ﻠﺘﺰﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﺒﺮ ﺩﻭﻣﺎً ﺃﻥّ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﻭﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ ﻣُ ﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻨّ ﺎﺱ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺃﺩﺍﻧﻬﻢ ﻳﺴﻮﻉ ) ﺍﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻣﺖ ۲۰ ۳ / ۱٥ ﻭ( ۳٦ ۱ / ۲۳ ﻭﺃﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻣُ ﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ " ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲّ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺧَﻠَ ﺪﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮ " ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻳُ ﺤﺬﱢ ﺭ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﻣﻨﻬﺎ ) ﻛﻮﻝ .( ۸ / ۲ ﻭﻣ ﺎ ﺩﺍﺭ ﻓﻲ ﺃﺑﺪﺍَ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﺃﻥّ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺟﻴّﺪﺍً ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً. ﻋﺮﻓﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺘﺐ ﺃﻥّ ﻳﺴﻮﻉ ﻗﺎﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗُﺴَﺠﱠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ) ﻳﻮ ٬ ( ۳۱ / ۲۰ ﻭ ﺃ ﻥّ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ ﻛﺘﺐ ﺑﺠﻼء ﻭ ﺍ ﺿ ﺢ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮّﺏّ ﻗﺪ ﻋﻠّﻢ ﺍﻟﺘّ ﻼﻣﻴﺬ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ) ﻟ ﻮ ٬ ۲۷ / ۲٤ .( ٤٥ ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﺮّﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍً ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ٬ ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﻫﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻣﻌﺎً ٬ ﻭﺑﺎﻟﺘّ ﺄﻛﻴﺪ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻳﺰﻭﱢ ﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤَ ﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺳﻴﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ. ﻭﻭﻋﺪ ﺃﻳﻀ ﺎً ﺑﺄﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻭﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ " ﻟﻴﺮﺷﺪﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻛﻞّ ﺣﻖّ" ) ﻳﻮ ( ۱۳ / ۱٦ ﻭﻟﻴﺬﻛﱢ ﺮﻫﻢ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻋﻠّﻤﻬﻢ ﺇﻳّﺎﻫﺎ. ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃ ﻥّ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻋﻠّﻤﻬﻢ ﺇﻳّﺎﻩ ﺭﺑّﻬﻢ ﻭﺳﻴّﺪﻫﻢ ٬ ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﺴﺒﺒَ ﻴﻦ : ﺍﻷﻭّ ﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﻛﺎ ﻧﺖ ﻇﺮﻓﻴّﺔ ﻛُﺘﺒﺖ ﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻭﻣَ ﺸﺎﻛﻞ ﻣُ ﻌﻴّﻨﺔ ﺑﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ . ﻭﺑﺪﻳﻬﻲّ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻟﻢ ﺗُﻄﺮَﺡ . ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺴﱠﺒﺐ
19
ﺍﻟﺜّ ﺎﻧﻲ ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﻛﻞّ ﺷﻲء . ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺼﺮٍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻓﻴﻪ ﻗﻼﺋﻞ ٬ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍ ﻟﻨّ ﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣُ ﻌﻠﱢ ﻤﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺬﻛﺎﺭﻫﺎ. ﻭﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺃﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎء ﻭﺍﻟﺘّ ﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ؟ ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻭﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﻻﺣﻈﺘﻬﺎ ﺃﺑﺪً ﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ٬ ﻳﺎ ﻟﻠﻐﺮﺍﺑﺔ .!! ﺗﺄﻣّﻞ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﺍﻟﺘّ ﺎﻟﻴﺔ: " ﺃﻣﺪﺣﻜﻢ ﺑﺄﻧّﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻧﻲ ﺩﻭﻣﺎً ﻭﺗﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّ ﻘﺎﻟﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﺳﻠّﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ۱ )" ﻛﻮ.( ۱۱ / ۲ " ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﺎﺳﻢ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﻨّ ﺒﻮﺍ ﻛﻞّ ﺃﺥ ﺑﻄّﺎﻝ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺘّ ﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺃﺧﺬﺗﻤﻮﻫﺎ ﻋﻨّﺎ ۲ ) " ﺗﺴﺎ.( ٦ / ۳ " ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺛﺒﺘﻮﺍ ٬ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ٬ ﻭﺣﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺗﻤﻮﻫﺎ ﻋﻨّﺎ٬ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻣُ ﺸﺎﻓﻬﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﻟﻴﻜﻢ ۲ ) " ﺗﺴﺎ.( ۱٥ / ۲ ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﻨﱠ ﺺﱠ ﺍﻟﺜّ ﺎﻟﺚ ﻧﺼّﺎً ﻣُ ﻔﻴﺪﺍً ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹّ ٬ ﻷﻧّﻪ ﻳُ ﺸﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻏﻴﺮ ﻣُ ﺪﻭﱠَ ﻧﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺻَ ﻌﱠ ﺐَ ﻋﻠﻲّ ﻗﺒﻮﻝ ﺭﺃﻱ ﻣُ ﻔﺴﺮﻱّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﻴﻦ ٬ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻳﺪّﻋﻲ ﻣُ ﻌﻈﻤﻬﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﻠّﻪ ﻣُ ﺪﺭَﺟﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ. ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺩﺭﺳﺘُ ﻬﺎ ﻣُ ﺆﺧﱠ ﺮﺍً ٬ ﻭﺟﺪﺕُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺘّﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ٬ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻣُ ﺒﺎﺷﺮﺓ ٬ﻗﺪ ﺃﻛّﺪﻭﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻘﻠﻴﺪٍ ﺷﻔﻬﻲّ ﺫ ﻱ ﺳﻠﻄﺔ ٬ﻭﻛﺎﻥ ﻣُ ﺴﺘﻘﻼً ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ٬ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﻨّ ﻬﺎﺋﻲّ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ . ﺇﺫﻥ ﻫﻮ
20
ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﺗﺪﻋﻮﻩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ . ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺘّ ﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟّ ﺬﻱ ﺃﺭﺷﺪ ﺧﻠﻔﺎء ﺍﻟﺮﱡ ﺳُ ﻞ ﻹﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤُ ﺘﻌﻠﱢ ﻘﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴّﺔ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ٬ ﻭﺍﻟّ ﺘﻲ ﺗﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻤُ ﺆﻣﻨﻴﻦ ٬ﻭﺗﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺮﻃﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺑﺮﺯﺕ ﻣُ ﺘﺤﺪّ ﻳﺔً ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺮﱠ ﺳﻮﻟﻴّﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲﱠ ﺃﻥ ﺃﺻﺮّﺡ ﺃﺧﻴﺮﺍً .. ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻝ sola scariptura ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻫﺬﺍ ٬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﱠ ﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧّﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﻧﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ . ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﺟ ّﺪﺍً ﺇﻥْ ﻭُﺟﺪﻭﺍ ﻫﻢ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺃﺳّﺴﻮﺍ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﻭﻣُ ﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻓﻘﻂ ٬ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺴﺒﺒَ ﻴﻦ : ﺃﻭّ ﻟﻬﻤﺎ ﺃ ﻥّ ﻏﺎﻟﺒﻴّﺔ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜ ﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍً ﻣُ ﺘﺄﻧﱢ ﻴﺎً ﻭﺩﻗﻴﻘﺎً ٬ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇ ﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤُ ﻘﺪﱠ ﺱ ﻻ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻛﻞّ ﺷﻲء ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇ ﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻟﻜﻲ ﻧﺘﻤّﻢ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤُ ﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ ﻧﺺﱟ ﻛﺘﺎﺑﻲﱢ ﻣﺎ ؟ ﺑﺎﻟﻄّ ﺒﻊ ﺃﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍءﺓ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻭ ﺃﻛ ﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّ ﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﺗﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّ ﺺّ ٬ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّ ﻔﺎﺳﻴﺮ ﻋﺎﺩﺓً ﻣُ ﺘﻌﺎﻃِ ﻔﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤُ ﻔﺴﱢﺮ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ٬ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻤُ ﻔﺴﱢ ﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺍﺿﺢ : ﺇﻥّ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮﻫﻢ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُ ﻔﺴﱢﺮﻳﻦ ﺍﻟّ ﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻫﻢ . ﻭﻫﺆﻻء ﺍﻟﺒﺤّﺎﺛﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﺗﻌﻠّﻤﻮﺍ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُ ﻔﺴﱢ ﺮﻳﻦ ﺍﻷﻗﺪﻡ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ... ﺍﻗﺘﻨﻌﺖُ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘّ ﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﺒﻠﻴّﺔ . ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤَ ﻌﻤﺪﺍﻧﻲّ ٬ ﻭﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤَ ﺸﻴﺨﻲّ ﻭﺍﻷﻧﻜﻠﻴﻜﺎﻧﻲ ... ﻭﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘّ ﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘّ ﻔﺴﻴﺮﻳّﺔ ﺑﻌﻀﺎً . ﻓﺄﻳّﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗُ ﻨﺎﻗِ ﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّ ﻘﺎﻟﻴﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺼّ ﺤ ﻴﺢ؟ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻔﺔٍ . . ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﺒﻴّ ﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ . ﻟﻘﺪ
21
ﺍﻛﺘﺸﻔﺖُ ﺃ ﻥّ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗُ ﺮﺑﺎً ﻟﻠﺼّ ﻮﺍﺏ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗِﺪَ َﻣﺎً ٬ﺃﻱّ ﺍﻟﺘّ ﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲّ. ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍءﺓ becoming ordhodox ﺻﺮﺕ ﻣُ ﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳ ﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺮﱠ ﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟّ ﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ٬ﻟﻜﻦ ﻇﻠّ ﺖ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻣَ ﺘﻴﻨﺔ . ﻓﺪﻋﻮﺕ ﻣﻴﻼﻧﻲ ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺰّﻭﺩﻧﻲ ﺑﻜﺘﺐ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴّﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘّ ﺄﻛﻴﺪ.