Mojmal8

Page 1




4


‫آمال داخل السراب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مظلما‪ ..‬لكن فسحة النور يف آخره ما تزال غري كافية للتفاؤل‬ ‫نفقا‬ ‫عربنا بصعوبة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن غيوم املنطقة والضباب الكثيف خارج‬ ‫حتما إىل النور الساطع‪،‬‬ ‫بأننا سنخرج‬ ‫النفق حيجبان كامل املشهد اللبناني ما بعد هذا النفق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مل يعد باستطاعة اللبنانيني ّ‬ ‫الشد العصيب‪ ،‬وتراكم األزمة إىل حدود‬ ‫حتمل مزيد من‬ ‫االنفجار من دون أن نسمع دويه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا يف‬ ‫حينا يف هذا االجتاه‬ ‫ممكنا أن تستمر التجاذبات تأخذ اللبنانيني‬ ‫مل يعد‬ ‫اجتاهات معاكسة‪ ،‬ويف كل االجتاهات ّ‬ ‫نتوقع تفاقم املشكلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقبوال أن يبقى لبنان على رصيف االنتظار بني أزمات املنطقة احملتدمة من دون‬ ‫مل يعد‬ ‫أفق حللول تنهي حالة التخبّط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جائزا أن يبقى اللبنانيون يتأرجحون بني التشاؤم واليأس وهم مقتنعون بأن الغد‬ ‫مل يعد‬ ‫سيكون أسوأ من اليوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتمسك باحلياة وال يستسلم لليأس ويقاوم اإلحباط‪.‬‬ ‫ميزة اللبنانيني أنهم شعب‬ ‫ورمبا كانت هذه امليزة وحدها هي اليت تدفعنا اليوم إىل بناء آمال حذرة بأن األزمة احلالية‬ ‫على مشارف النهاية‪ ،‬مع علمنا املسبق أن اخلروج من هذا املـأزق سيتبعه مأزق آخر قد‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا‪ ..‬لكننا حمكومون باألمل‪ ..‬هو قدرنا‪ ،‬ولواله لكانت املؤامرة على‬ ‫يكون أشد‬ ‫لبنان قد ّ‬ ‫متكنت منه منذ زمن بعيد‪.‬‬ ‫حنن شعب ال يرفع الراية البيضاء‪ ،‬وألننا كذلك فإننا اليوم نلمح بصيص أمل يف عمق‬ ‫ذلك السراب الذي نتمنى أن ّ‬ ‫يتبدد‪.‬‬ ‫لكننا ال نريد كذلك الركون إىل التفاؤل املفرط‪.‬‬ ‫حنن اليوم على أبواب مرحلة جديدة‪ ،‬وحكومة جديدة برئاسة الرئيس جنيب ميقاتي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التعلق حببال‬ ‫جيدا تدوير الزوايا وتفادي املطبّات‪ ،‬وهو ما يشجعنا على‬ ‫الذي يتقن‬ ‫اهلواء أننا مقبلون على مرحلة اسرتاحة علينا االستفادة منها واستثمار كل حلظة منها‬ ‫ً‬ ‫استعدادا ملا بعدها‪.‬‬ ‫لتحصني أنفسنا ولبنان‪..‬‬ ‫ال ندري إذا كان علينا التفاؤل أو التشاؤم‪..‬‬ ‫كل اللبنانيني يرغبون بأن تطوى الصفحة‪ ..‬وكل اللبنانيني يريدون بداية جديدة‬ ‫ملرحلة استقرار‪..‬‬ ‫حنن معهم حمكومون بالتفاؤل‪ ..‬لكننا ال نريد النوم على حرير األحالم الوردية‪.‬‬

‫أديب مينا‬

‫‪5‬‬


‫لبنان واسرائيل‬ ‫وصراعهما‬ ‫احملتمل على‬ ‫النفط والغاز‬ ‫ثروة لبنان النفطية‪ :‬حتتاج اىل اقرار املشروع لبدء التنقيب‬ ‫اثر اكتشافه بعد منتصف القرن التاسع عشر‬

‫التقارير والدراسات الصادرة عن اخلرباء والشركات بشأن‬

‫كمصدر للطاقة‪ ،‬وضع النفط حتت جمهر البحث‬

‫منشأ النفط وشروط تكوينه‪ ،‬والتأكيدات على وجوده‬

‫والدراسة‪ .‬وبعد تركيز الشركات على اكتشاف‬ ‫ً‬ ‫نظرا‬ ‫مكامن النفط فى شبه اجلزيرة العربية والعراق‪،‬‬

‫يف لبنان‪ ،‬واالنعكاسات احملتملة هلذا الوجود‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتميز بغطاء رسوبي‬ ‫فقد ْا ثبتت الدراسات أن لبنان‬

‫لتمتعها بالشروط اجليولوجية الضرورية لوجوده ‪-‬‬

‫كثيف‪ ،‬يالحظ على أطراف السلسلتني اجلبليتني‬

‫أثبتت التنقيبات غزارته يف تلك املناطق‪ ،‬ومن ضمنها‬ ‫لبنان‪ ،‬حيث ْتا كد وجود الغاز والبرتول يف مناطق‬

‫فيه‪(،‬الغربية والشرقية) تفاصيل جذوره وطبيعتها‬

‫خمتلفة على اليابسة ويف قاع البحر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعوضا عن أن حتظى تلك الدراسات وعمليات‬ ‫التنقيب‪ ،‬باالهتمام املفروض من قبل الدولة والوزارات‬ ‫اللبنانية املختصة‪ ،‬تهافتت الشركات االجنبية على‬

‫ّ‬ ‫يستدل منها ّ‬ ‫أن هذا الغطاء تزيد مساكته‬ ‫املعطيات‬ ‫عن ثـمانية آالف مرت‪ ،‬يف حني ْا ّن تاريخ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتعد ى‬ ‫تكونه‬ ‫ّ‬ ‫يتكون من الصخور الرسوبية اليت‬ ‫الـ‪ 180‬مليون سنة‪ ،‬وهو‬

‫اقامة مشاريع تنقيبية يف خمتلف املناطق اليت أظهرت‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن ّ‬ ‫أية‬ ‫عالمات اجيابية يف هذا اجملال ‪،‬وذلك‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لتشكل النفط‬ ‫تتمتع باخلصائص األساسية الضرورية‬ ‫أو الغاز‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتحو ل‬ ‫ألنها حتوي فراغات كبرية‪ ،‬وميكن أن‬

‫متابعة أو استفسار من الوزارات املسؤولة‪ ،‬مما دعا اىل‬

‫اىل ّ‬ ‫خز انات للسوائل مبا فيها النفط‪.‬‬ ‫يؤكد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن احتماالت وجود النفط يف لبنان تصل‬ ‫وهذا ما‬ ‫ً‬ ‫جدا ‪ ،‬ولذلك بدأ التنقيب عن النفط‬ ‫اىل نسبة عالية‬

‫والقاء الضوء على موضوع وجود الغاز والنفط من خالل‬

‫باملعنى املعروف‪ ،‬يف مرحلة ّ‬ ‫محى النفط يف منطقة شبه‬

‫التساؤل حول وجود ارادة قوية البقاء أمر الغاز والنفط‬ ‫اللبنانيني ّط ّي الكتمان لذلك ال ّ‬ ‫بد من توجيه األنظار‬

‫‪6‬‬

‫اجليولوجية بوضوح‪ ،‬وحتمل يف ثناياها كل املعلومات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ترسبها وتاريخ تكوينها‪ .‬وهذه‬ ‫املتعلقة بظروف‬


‫العضوية‪ّ ،‬‬ ‫وأن ّ‬ ‫ثـمة دالئل أكيدة على وجود النفط يف‬ ‫لبنان من ضمنها اآلبار احملفورة‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن هناك دالئل‬ ‫على وجود االسفلت السميك يف سحمر وتربل‪ ،‬واسفلت‬ ‫ّ‬ ‫حاصبيا‪ ،‬باالضافة اىل اسفلت جامد يف مرتيت‬ ‫سائل يف‬ ‫وحيمر وغريها‪.‬‬ ‫وعلى صعيد الغاز الطبيعي‪ّ ،‬‬ ‫أكد «رينوار» وجود الغاز‬ ‫يف حيمر‪ ،‬ووجود غاز كربييت هيدروجيين يف منجم‬ ‫ّ‬ ‫حاصبيا‪ ،‬أظهرت النتائج املخربية هلا أن ‪ %16،8‬منها‬ ‫يف‬ ‫هي غاز امليتان (‪ )CH4‬كذلك أظهرت دراسة رينوار ّ‬ ‫أن‬ ‫دراسات مغناطيسية جرت على وادي نهر ابراهيم‪ ،‬أشارت‬ ‫اىل وجود طبقات فاعلة على عمق ‪ 600‬م حتت سطح النهر‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1979‬أجرى العامل اللبناني‪« ،‬زياد بيضون»‬ ‫دراسة ّ‬ ‫موسعة أشارت نتائجها اىل وجود مادة النفط على‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا على الشواطىء‪ّ ،‬‬ ‫وأن ذلك‬ ‫األراضي اللبنانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤشر مهم لتطوير وتوسيع االستكشاف من أجل‬ ‫برأيه‬ ‫ْ‬ ‫ابتدا ت الدراسات الفعلية يف‬ ‫اجلزيرة العربية‪ ،‬كما‬ ‫أواسط االربعينيات من القرن العشرين‪ّ .‬‬ ‫ومت حفر اآلبار‬

‫العثور على النفط يف باطن األراضي اللبنانية‪.‬‬ ‫ونتيجة الصرار بيضون قامت الدولة اللبنانية ّ‬ ‫بأو ل حماولة‬

‫األوىل واألخرية يف لبنان ما بني أواسط األربعينات حتى‬

‫استكشاف للنفط يف البحر‪ ،‬يف بداية التسعينات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املمتد ة من طرابلس‬ ‫ومت اختيار املنطقة الشمالية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ووفقا‬ ‫مشاال ‪.‬‬ ‫جنوبا حتى احلدود اللبنانية ‪ -‬السورية‬ ‫لدراسة بيضون‪ّ ،‬‬ ‫فان املؤشرات تدل اىل وجود النفط على‬

‫ويف املرحلة ّ‬ ‫الال حقة استمرت الدراسات والنشرات العلمية‬

‫مستوى ‪ 3‬كيلومرتات حتت البحر اللبناني‪ ،‬و‪ 6‬كلم‬

‫تتعاطى مع موضوع النفط‪ ،‬ولو بشكل غري منتظم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اال ّ‬ ‫بتوقع‬ ‫ان ذلك يدل ّعلى عدم فقدان االهتمام واألمل‬

‫حتت منخفضات سهل البقاع‪ .‬وقد أثبت املسح الزلزالي‬ ‫(السيسمي) للمنطقة الساحلية املذكورة‪ ،‬احتمال وجود‬

‫اكتشاف البرتول‪ ،‬ومشلت عمليات االستكشاف‬

‫مادتي الغاز والنفط على مقربة من الشواطئ اللبنانية‪.‬‬

‫احلديثة للتنقيب يف لبنان نوعني من الدراسات هي‪:‬‬

‫ويف سنة ‪ 2000‬جرى مسح الشاطئ اللبناني بنفس الطريقة‪،‬‬

‫دراسات جيولوجية تقليدية ‪ -‬ودراسات ّ‬ ‫موجهة‪ ،‬وأعطت‬ ‫نتائجها ْا ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا يف اكتشاف النفط سواء على‬ ‫مال‬

‫ولكن خارج احلدود االقليمية‪ ،‬وجاءت نتائجه اجيابية‬ ‫بدليل أنه ّ‬ ‫مت االتفاق على اعادة املسح الزلزالي للمنطقة‬

‫اليابسة ( ‪ )onshore‬او يف البحر ( ‪.)off shore‬‬

‫ً‬ ‫أيضا على اليابسة‪ .‬كما‬ ‫الشمالية‪ ،‬مع ضرورة اكماله‬

‫ويف عام ‪ ،1953‬قامت الشركة االمريكية (باسيفك‬

‫ّ‬ ‫قر رت السلطات اللبنانية اعادة دراسة اآلبار احملفورة يف‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا بعد‬ ‫اخلمسينات والستينات من القرن املاضي‪،‬‬

‫للبرتول‪ ،‬حبفر بئر يف بلدة حيمر‪ ،‬الواقعة يف منطقة‬

‫اكتشاف آثار نفطية يف أحد اآلبار احملفورة من أجل مياه‬ ‫الشرب يف بلدة بر الياس‪ .‬وهذا ما ّ‬ ‫أكده املهندس والعامل‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وماد ة االسفلت‬ ‫ومبعدل ‪50‬م‪ 3‬يف اليوم‪،‬‬ ‫عمق ‪700‬مرت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪1134‬مرتا ‪ .‬ويف عام ‪،1955‬‬ ‫على أعماق ترتاوح بني ‪ 650‬و‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تقريرا‬ ‫وأعد‬ ‫قام العامل الفرنسي « جورج رينوار» بدراسة‪،‬‬

‫اجليولوجي‪ ،‬الدكتور مالك بصبوص‪ ،‬الذي ّ‬ ‫أكد اميانه‬ ‫ً‬ ‫قائال ‪« :‬بعد كل‬ ‫بوجود البرتول والغاز يف لبنان‪ ،‬وتساءل‬

‫العام ‪ ،1995‬حيث جرى حفر سبعة آبار عميقة وان أعطت‬ ‫بعض الدالئل النفطية ّ‬ ‫اال انها‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬مل تكن‬ ‫منتجة ‪.‬‬

‫وسرتن‬

‫كومباني)‪،‬مبشاركة‬

‫الشركة‬

‫اللبنانية‬

‫البقاع الغربي‪ ،‬و ّبينت العملية وجود مادة الغاز على‬

‫بنتيجتها‪ ،‬جاء فيه ّ‬ ‫ّ‬ ‫غنية باملواد‬ ‫أن األرض اللبنانية‬

‫هذه الدالئل‪ ،‬ما هو الدليل الذي يريده املسؤولون اليالء‬ ‫ً‬ ‫اهتماما أكرب»‬ ‫موضوع النفط والغاز‬

‫‪7‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا‬ ‫تفاؤال‬ ‫ويف ‪ ،2002‬ثم يف ‪ ،2006‬أبدى بصبوص‬ ‫ّ‬ ‫لكنه أشار اىل ّأنه يهتم بوجود‬ ‫بوجود النفط يف لبنان‬ ‫الغاز أكثر من وجود البرتول‪ ،‬ولكن وجودهما ً‬ ‫معا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ثـمينا للبنان‪ ،‬وأضاف ّأنه يف حال‬ ‫كنزا‬ ‫يشكالن‬ ‫استخراج النفط أو الغاز من لبنان‪ ،‬سيصبح للدولة‬ ‫ّ‬ ‫حملية‪ ،‬ويصبح لدينا توفري على خزينة الدولة‬ ‫طاقة‬ ‫واملستهلك‪ ،‬اذ ّ‬ ‫أن لبنان يستورد أكثر من ‪ 200‬مليون‬ ‫ً‬ ‫سنويا ‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن االستهالك الفردي للطاقة من‬ ‫طن‬ ‫خالل عملية النقل‪ّ ،‬‬ ‫ميثل حوالي ‪ %10‬من انفاق األسرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وانطالقا من كل هذه املعطيات والوقائع والدراسات‬ ‫اليت تشري اىل وجود النفط والغاز يف لبنان‪ ،‬ال بد من‬ ‫التساؤل‪ :‬ملا هذا التجاهل هلذه الثروة يف لبنان؟‬ ‫وهل‬

‫جاءت‬

‫الشركات‬

‫الربيطانية‬

‫والفرنسية‬

‫والنروجيية واألمريكية للتنقيب عن النفط يف لبنان‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫شيئا سوى حفر‬ ‫جملر د التسلية‪ ،‬أم ّأنها جاءت ومل جتر‬ ‫ً‬ ‫حبثا عن ال شيء؟‬ ‫اآلبار‬ ‫والتساؤل الكبري هو ّ‬ ‫أن قربص‪ ،‬قبل أكثر من سنة‪،‬‬ ‫وبنا ًء على طلبها‪ّ ،‬‬ ‫مت توقيع اتفاق بينها وبني لبنان‬

‫عبور القانون اخلاص بذلك‪ ،‬بسهولة يف ظل التجاذبات‬ ‫االد عاء ّ‬ ‫اليت ظهرت حوله‪ ،‬وحماولة كل فريق ّ‬ ‫بأنه صاحب‬

‫لرتسيم احلدود البحرية االقليمية بني البلدين‪ ،‬فلماذا‬

‫الفضل يف اعداده‪ ،‬وتسليط الضوء على «الذهب األسود»‬

‫هذا التوقيت بالذات‪ ،‬وهل القبارصة جيهلون وجود‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حاليا بعمليات تنقيب يف‬ ‫لكنهم يقومون‬ ‫البرتول‪،‬‬

‫الكامن يف أعماق البحار اللبنانية‪.‬‬

‫البحر؟‬ ‫وبالعودة اىل الدوائر الرمسية اللبنانية‪ ،‬فقد ّ‬ ‫أكد‬

‫الغاز يف حقل «ليفيتان» قبالة الشواطىء الفلسطينية‬

‫وزير الطاقة اللبناني‪ ،‬جربان باسيل وجود النفط والغاز‬

‫احملتلة‪ ،‬يف نهاية العام ‪ 2010‬ومعلوم أن الشركة تعمل‬

‫بكميات كبرية يف أعماق املياه االقليمية اللبنانية‪،‬‬

‫بالتنسيق مع السلطات االسرائيلية على مشروع «تامار»‬

‫قبل ثالثة أشهر‪ ،‬وطالب احلكومة واجمللس النيابي‬

‫للتنقيب عن الغاز يف منطقة احلوض الشرقي للمتوسط‬

‫باالسراع يف اقرار القانون اخلاص الذي جييز التنقيب‬ ‫ّ‬ ‫تشكال ثروة‬ ‫عن هاتني املادتني احليويتني اللتني‬

‫ذاتها‪ ،‬كما أعلنت أن االنتاج يف حقل «تامار» يفرتض‬

‫كربى للبنان‪.‬‬ ‫وكان رئيس جملس ّ‬ ‫بر ي ّ‬ ‫النو اب اللبناني نبيه ّ‬ ‫صر ح‬ ‫عد ة يف السابق‪ّ ،‬‬ ‫مر ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن العثور على النفط والغاز‪،‬‬ ‫من شأنه مساعدة لبنان على تسديد الديون املتوجبة‬ ‫ً‬ ‫متسائال يف‬ ‫عليه والبالغة أكثر من ‪ 50‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫الوقت عينه عن أسباب التلكؤ يف االنطالق يف أعمال‬ ‫التنقيب‪ .‬وفيما أعلن الوزير باسيل ّ‬ ‫أن بوسع لبنان البدء‬ ‫بأعمال التنقيب عن النفط والغاز يف العام املقبل اذا ما‬ ‫سارت األمور على ما يرام‪ .‬استبعدت األوساط السياسية‬

‫‪8‬‬

‫هذا وكانت شركة «نوبل» للطاقة اليت تتخذ من الواليات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مقرا هلا‪ ،‬قد أعلنت ّأنها تستعد للتنقيب عن‬ ‫املتحدة‬

‫أن يبدأ العام ‪ ،2012‬وكانت شركة «‪( »PGS‬برتوليوم‬ ‫جيو سريفيزس)‪ ،‬النروجيية‪ ،‬قامت يف ‪ 2009‬بالتنسيق مع‬ ‫ً‬ ‫حبثا عن حقول نفطية حمتملة‬ ‫وزارة الطاقة اللبنانية‬ ‫وذكرالرئيس نبيه ّ‬ ‫بر ي أن تقديرات هذه الشركة تشري‬ ‫اىل وجود ‪ 220‬تريليون قدم ّ‬ ‫مكعب من الغاز يف املياه‬ ‫اللبنانية‪ ،‬اضافة اىل ‪ 308‬ماليني برميل نفط‪.‬‬ ‫لكن هناك خرباء يقولون ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن عمليات املسح الثنائي‬ ‫والثالثي األبعاد‪ ،‬أظهرت وجود حوض غازي يف املتوسط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كبريا منه يقع يف املياه االقليمية اللبنانية‪ ،‬أو‬ ‫جزءا‬ ‫وأن‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة بلبنان‪.‬‬ ‫املنطقة االقتصادية‬


‫ديسمرب املاضي‪ ،‬اتفاق ترسيم حدود املناطق التجارية‬ ‫مع قربص‪ ،‬وهو يتيح استئناف عمليات التنقيب عن‬ ‫النفط والغاز حتت املياه‪ .‬ويرى «عوزي النداء» وزير‬ ‫التحتية االسرائيلية» ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن هذا االتفاق يرسم احلدود‬ ‫البنى‬ ‫البحرية الشمالية السرائيل ويرسم حبكم األمر الواقع‪،‬‬ ‫احلدود مع لبنان»‪.‬‬ ‫وبالرغم من اعرتافه حبدود لبنان البحرية هذه ّ‬ ‫فانه‬ ‫ّ‬ ‫ينكر عليه ّ‬ ‫حيذ ر من‬ ‫حقه يف التنقيب واالستثمار‪ ،‬اذ‬ ‫ّ‬ ‫أن كل مطالب لبنان ال أساس هلا من النواحي القانونية‬ ‫واالقتصادية وجلهة رسم اخلرائط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يؤسس‬ ‫يتخو ف املراقبون من أن موقف النداء هذا‬ ‫ولذلك‬ ‫ّ‬ ‫املتوسط‪.‬‬ ‫حلرب جديدة مع لبنان حول النفط والغاز يف‬ ‫وهم يستغربون يف الوقت عينه‪ ،‬الصمت الدولي على‬ ‫هذا التصرف االسرائيلي الذي ينكر على لبنان حقوقه‬ ‫يف النفط والغاز‪ .‬ويدعون الفاعليات السياسية اىل وعي‬ ‫خطورة مساعي اسرائيل حلرمان لبنان من ثروة قد تساعده‬ ‫وبعد أن بدأ اجلانب االسرائيلي بالتنقيب‪ّ ،‬‬ ‫فان الدولة‬

‫اىل حد كبري على االنتهاء من ديونه وعجزه املالي‪.‬‬

‫العربية مع تطور التقنية قد تعمد اىل احلفر األفقي‪ ،‬وهذا‬

‫هذا وكان حممد الصفدي وزير االقتصاد اللبناني‪ ،‬أعلن‬ ‫مؤك ً‬ ‫ان وجود نفط أو غاز‪ ،‬أو االثنني ً‬ ‫ّ‬ ‫دا ‪،‬‬ ‫معا يف لبنان بات‬

‫ما يهدد خمزون الغاز يف املياه اللبنانية‪ .‬ويضيف هؤالء‬ ‫اخلرباء ّ‬ ‫ّ‬ ‫املستجد ة واخلطرية قد تستدعي‬ ‫أن هذه القضية‬ ‫جد ً‬ ‫حتر ً‬ ‫يا من األمم ّ‬ ‫كا ّ‬ ‫املتحدة للحؤول دون ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتو هلا اىل‬

‫ّ‬ ‫وأن بدء أعمال احلفر والتنقيب حيتاج اىل اقرار مشروع‬ ‫القانون الذي ّ‬ ‫أعد ته احلكومة‪ ،‬واىل وضع ترتيب جتاري‬

‫ّ‬ ‫ماد ة لصراع جديد يف املنطقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وبالواقع ّ‬ ‫ّ‬ ‫يوميا‬ ‫تتكشف‬ ‫العدوانية‬ ‫فان نوايا اسرائيل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القو ة لفرض ما تريده‪.‬‬ ‫دوما باستخدام‬ ‫وتهد د لبنان‬

‫لتنظيم العقود‪ .‬وأوضح أن الدراسات األخرية اختارت‬ ‫منطقتني يف لبنان للتنقيب‪ ،‬األوىل من منتصف ّ‬ ‫عكار‪-‬‬ ‫ً‬ ‫حبرا ‪ ،‬والثانية من العاصمة بريوت‬ ‫طرابلس حتى البرتون‬

‫وهي مل تكتف بشن احلروب‪ ،‬وال باحتالل األراضي‪ ،‬وال‬ ‫اجلوية بل ّ‬ ‫ّ‬ ‫هد دت بانكار حق‬ ‫باالنتهاك اليومي للسيادة‬

‫حتى صيدا‪.‬‬ ‫ولفت الصفدي اىل ّ‬ ‫أن احلكومة بدأت بتحضري دورات‬

‫لبنان يف النفط والغاز يف املياه االقليمية الدولية‪ ،‬مع ّأنه‬

‫ّ‬ ‫متخصصة يف هذا اجملال‪،‬‬ ‫تدريبية العداد كوادر‬ ‫ً‬ ‫مضيفا ّ‬ ‫أن جلنة حكومية استشارية‬ ‫بالتعاون مع النروج‪،‬‬

‫اجلهات الشمالية واجلنوبية والغربية‪ ،‬واتفق مع قربص‬

‫قد وضعت السياسة النفطية يف جملس الوزراء‪ ،‬وهي تتابع‬

‫على االبتعاد باخلط الوسطي حوالي مخسة أميال حبرية‬ ‫ً‬ ‫جتنبا لوصول اخلط اىل‬ ‫عن احلدود الشمالية واجلنوبية‬

‫أعماهلا يف هذا الصدد‪.‬‬

‫تبلغ حدود احداثيات املنطقة االقتصادية اخلالصة من‬

‫فاما غوستا الواقع يف قربص الرتكية‪ ،‬ولبنان ال يعرتف‬ ‫باستقالل هذا الشطر من اجلزيرة‪ .‬ولكن لبنان قد ّ‬ ‫وقع‬

‫وان كانت هناك انعكاسات بيئية سلبية الكتشاف‬ ‫النفط والغاز يف لبنان‪ّ ،‬‬ ‫فان انعكاساته االقتصادية أهم‬ ‫ّ‬ ‫وتتمثل حسب رأي الدكتور مالك بصبوص‪ ،‬يف‬ ‫وأكرب‪،‬‬

‫مشروع اتفاق مع قربص‪ ،‬يف ‪ 17‬كانون الثاني (يناير)‬

‫دور الشركات األجنبية الكربى على عملية التنقيب‪،‬‬ ‫فكما هو متعارف عليه‪ّ ،‬‬ ‫فان سوق النفط خيضع لتأثري‬

‫الدولتني‪.‬‬ ‫أن الدولة العربية ّ‬ ‫واللاّ فت هو ّ‬ ‫وقعت يف كانون األول‬

‫مباشر وواسع للشركات النفطية العمالقة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق بالوضع اللبناني‪ ،‬ويف ظل ضعف‬ ‫وفيما‬

‫‪ ،2007‬مع خريطة مرفقة حلدود املنطقة االقتصادية بني‬

‫‪9‬‬


‫االمكانيات املادية والتقنية للمؤسسات والشركات‬ ‫املتخصصة بالبرتول‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوجه‬ ‫فان‬ ‫واخلاصة‬ ‫احلكومية‬ ‫ً‬ ‫حكما حنو الشركات النفطية‬ ‫سوف يكون‬ ‫العمالقة‪.‬‬ ‫وعلى صعيد التحكم‪ ،‬فان بصبوص ّ‬ ‫يقلل من خماطر‬ ‫ّ‬ ‫تدخل هذه الشركات يف عمليات التنقيب‪ ،‬اذ أن هذه‬ ‫الشركات هي اليت تقوم بالتنقيب يف خمتلف الدول‬ ‫العربية وهي تتقاسم املكاسب مع هذه الدول‪ .‬ويف‬ ‫ّ‬ ‫احلصة األكرب‪ ،‬فالعقد املربم‬ ‫حال اخلوف من موضوع‬ ‫بني الدولة والشركات هو الذي جيب أن ينص على‬ ‫حصول الدولة على النسبة األكرب من األرباح‪ّ .‬أما من‬ ‫ناحية كلفة التصدير فيعترب بصبوص ان تصدير‬ ‫البرتول من لبنان اىل أوروبا هو أقل كلفة من تصدير‬ ‫البرتول الكوييت‪ ،‬وذلك يعود اىل قصر املسافة ومراحل‬ ‫التصدير‪ ،‬فلبنان هو أقرب اىل الدول االوروبية من‬ ‫الكويت‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن مراكز التصدير اللبنانية تقع‬ ‫على طول الشاطئ اللبناني ّ‬ ‫مما يس ّهل الطريق أمام‬ ‫عملية التصدير‪.‬‬ ‫مؤخ ً‬ ‫ّ‬ ‫وأكدت اخلارجية اللبنانية ّ‬ ‫را حق لبنان املطلق يف‬

‫عليها لبنان يف العام ‪.1994‬‬ ‫وفيما تعترب بريوت ّ‬ ‫مهمة ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫قو ات اليونيفل العاملة يف‬

‫االستفادة من كل الثروات املوجودة على أرضه‪ ،‬ويف‬ ‫وشد دت على ضرورة قيام األمم ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتحدة‬ ‫جوفه القا ّر ي‪،‬‬

‫اجلنوب‪ ،‬تكمن حسب منطوق القرار الدولي رقم ‪ ،1701‬يف‬

‫عرب ّ‬ ‫قو ات اليونيفل العاملة يف اجلنوب‪ ،‬برتسيم احلدود‬ ‫البحرية بني لبنان واسرائيل‪ ،‬ومطالبة ّ‬ ‫املنظمة الدولية‬

‫مساعدة لبنان على بسط سيادته على كامل حدوده‪،‬‬ ‫ومنها البحرية ّ‬ ‫فان ملف الرتسيم البحري بني لبنان والدولة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املنظمة الدولية على‬ ‫عالقا وسط تأكيد‬ ‫العربية يبقى‬

‫بضرورة محاية احلدود البحرية للبنان وعدم السماح‬ ‫ّ‬ ‫بالتعد ي عليها‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تتضمن ترسيم احلدود البحرية‬ ‫أن صالحيات اليونيفل ال‬

‫وكان مصدر دبلوماسي رفيع يف اخلارجية اللبنانية‬ ‫ً‬ ‫سابقا ّ‬ ‫أن لبنان أودع األمم ّ‬ ‫املتحدة اخلرائط اليت‬ ‫أعلن‬

‫بني لبنان واسرائيل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويبدو ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫يسمى «باملرض‬ ‫خوفا من تفشي ما‬ ‫ثـمة‬

‫تبينّ حدود املنطقة االقتصادية اخلالصة أو احملصورة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشاال ‪ ،‬واملعرتف بها‬ ‫جنوبا واسرائيل‬ ‫الواقعة بني لبنان‬ ‫ً‬ ‫دوليا ‪ ،‬واليت ّ‬ ‫مت تكريسها باالتفاقية البحرية لقانون‬

‫اهلولندي»‪ ،‬وهو أحد خماطر اكتشاف الغاز يف ظل‬ ‫االقتصاد الريعي‪ .‬ويقول عدد من االقتصاديني أن هناك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا ‪ ،‬يف حال غياب االدارة‬ ‫أسبابا تبعث على اخلوف‬

‫البحار عام ‪.1982‬‬

‫ّ‬ ‫وحتو ل االقتصاد من اقتصاد ريعي مبعظمه اىل‬ ‫السليمة‪،‬‬

‫وأوضح املصدر أن حدود هذه املنطقة تبدأ من الناقورة‬ ‫ً‬ ‫صعودا ‪،‬‬ ‫اىل خط النتوءات‪ ،‬وبعمق ‪ 200‬ميل يف البحر‬

‫اقتصاد ريعي بالكامل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التشو ه اهليكلي الذي‬ ‫وتعين عبارة «املرض اهلولندي»‬

‫ً‬ ‫وفقا التفاقية اهلدنة لعام ‪ .1949‬وعلى اسرائيل احرتام‬

‫يصيب االقتصاد نتيجة زيادة الدخل القومي من عائدات‬

‫هذه احلدود‪ ،‬على أساس القواعد العرفية السابقة‬ ‫ً‬ ‫علما ّأنه ّ‬ ‫ّ‬ ‫مت تكريس تلك القواعد يف‬ ‫املدو نة‪،‬‬ ‫غري‬

‫مما ّ‬ ‫البرتول‪ّ ،‬‬ ‫يؤد ي اىل تراجع ملحوظ يف انتاج القطاعات‬ ‫االقتصادية األخرى وقدرتها التنافسية‪ ،‬وبالتالي االصابة‬

‫البحار املعروفة باسم‬

‫بهذا «املرض اهلولندي»‪ ،‬حيث يقع االقتصاد فريسة آلثار‬

‫اتفاقية األمم املتحدة لقانون‬

‫‪10‬‬

‫توقع عليها اسرائيل‪ ،‬فيما ّ‬ ‫«مونتيغوباي» اليت مل ّ‬ ‫وقع‬


‫عن النية يف مضاعفة ّ‬ ‫حصة الدولة من أرباح استخراج الغاز‬ ‫ً‬ ‫قائال ‪« :‬ليس هناك أدنى شك يف ّ‬ ‫أن‬ ‫الطبيعي‪ ،‬وأضاف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أسرتاتيجيا ألعداء‬ ‫هدفا‬ ‫يشكل‬ ‫احتياطي هذا املشروع‪،‬‬ ‫اسرائيل‪ ،‬لذلك ّ‬ ‫قر رنا أن نساهم يف الدفاع عن أصول هذا‬ ‫املشروع» من جهتها طالبت وزارة اخلارجية اللبنانية‪ ،‬األمم‬ ‫ّ‬ ‫املتحدة‪ ،‬مبنع اسرائيل من استغالل ثروات لبنان البحرية‬ ‫ّ‬ ‫والنفطية‪ ،‬معتربة ّ‬ ‫يشكل اعتداء على‬ ‫أن هذا االمر‬ ‫السيادة اللبنانية‪ ،‬وذلك على خلفية اعالن اسرائيل عن‬ ‫اكتشاف حقلي غاز كبريين يف البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫وجهتها اىل األمني العام لألمم ّ‬ ‫ويف رسالة ّ‬ ‫املتحدة «بان كي‬ ‫مون» ّ‬ ‫أكدت اخلارجية على حق لبنان باستغالل كامل‬ ‫الثروة النفطية اليت تقع ضمن املنطقة االقتصادية اخلالصة‬ ‫ً‬ ‫استنادا اىل حقوقه املشروعة اليت ّ‬ ‫تقر ها القواعد واألعراف‬ ‫له‬ ‫وشد د على ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن أي استغالل اسرائيلي للثروات‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬داخل األحواض البحرية املشرتكة‪ ،‬بني لبنان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واسرائيل‪ّ ،‬‬ ‫صارخا للقوانني الدولية‪ ،‬واعتدا ًء‬ ‫انتهاكا‬ ‫يعد‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق بالقطاعات احليوية‬ ‫سلبية بالغة اخلطورة فيما‬

‫على السيادة اللبنانية‪.‬‬

‫األخرى (غري البرتولية)‪ ،‬كالزراعة والصناعة واخلدمات‪.‬‬ ‫وما يرتبط من ذلك بانتشار البطالة وانكماش الصادرات‬

‫وقبل استقالة احلكومة اللبنانية كان االهتمام الرمسي‬ ‫ّ‬ ‫التوصل اىل‬ ‫اللبناني‪ ،‬منصب ًّا على تسريع وترية العمل من أجل‬

‫وتعطيل حركة االنتاج يف جماالت تكون للبلد فيها‬

‫اصدار نص مشروع قرار عن جملس الوزراء‪ ،‬حيال بعد ذلك اىل‬

‫ميزة نسبية‪ ،‬واختالل التوازن االقتصادي من ّ‬ ‫جر اء هذه‬

‫جملس ّ‬ ‫النواب القراره‪ ،‬بغية تنظيم العمل يف هذا القطاع النفطي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املتوقع نشوؤها‪ ،‬عند طرح هذا املوضوع‬ ‫ولكن املشكلة‬

‫يف هولندا‪ ،‬خالل الستينات من القرن املاضي بسبب‬ ‫اكتشافات هائلة للغاز الطبيعي وما ّ‬ ‫ترتب عليها من آثار‬

‫للمناقشة يف الربملان‪ ،‬هي يف حتويله اىل موضوع للسجال‬

‫احلالة املرضية لالقتصاد املعين‪ ،‬على غرار ما حصل‬

‫على االقتصاد اهلولندي آنذاك‪.‬‬

‫العقيم‪ ،‬أو اىل ّ‬ ‫مادة للمزايدات السياسية‪ ،‬وتسجيل املواقف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جريا على العادة املعروفة‪ ،‬يف احملاصصة والرغبة يف تقاسم‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫هذا وذكرت وسائل اعالم اسرائيلية‪ّ ،‬‬ ‫حادا‬ ‫قلقا‬ ‫أن هناك‬

‫اجلبنة‪ ،‬األمر الذي من شأنه اعادة املسألة اىل نقطة الصفر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال اىل املراوحة القاتلة واملميتة لكل طموح‪ ،‬ولكل أمل‬

‫تعاون بني ايران ولبنان‪ ،‬يف جمال التنقيب عن النفط‬

‫ّ‬ ‫التطور‪.‬‬ ‫يف‬

‫يسود األوساط السياسية االسرائيلية بعد توقيع اتفاق‬ ‫والغاز‪ ،‬وأضافت هذه الوسائل أن وزير النفط االيراني أعلن‬ ‫مؤخ ً‬ ‫ّ‬ ‫را ّ‬ ‫أن بالده ّ‬ ‫قر رت مساعدة لبنان يف عملية التنقيب‬

‫ولذلك ّ‬ ‫فان املطلوب اليوم‪ ،‬وبدون أي تأخري‪ ،‬الرتكيز‬ ‫ّ‬ ‫تأكد تواجدها يف‬ ‫على الثروة الغازية الفعلية اليت‬

‫ً‬ ‫بعيدا‬ ‫عن النفط والغاز يف البحر األبيض املتوسط‪ ،‬وليس‬

‫املياه االقليمية اللبنانية‪ ،‬وسن التشريعات الضرورية‬

‫عن احلدود االسرائيلية‪.‬‬

‫الستخراجها بدل اضاعة الوقت يف املزايدة‪ ،‬على توجيه‬

‫لكن رئيس الوزراء االسرائيلي‪« ،‬بنيامني نتنياهو» تع ّهد‬

‫االتهامات اىل اسرائيل‪ ،‬أو التنافس على محاية املصاحل‬

‫بالدفاع عن احتياطي الغاز الطبيعي املكتشف يف جوف‬

‫ّ‬ ‫واخلاصة من أجل تأمني الثراء الفاحش‪،‬‬ ‫الشخصية‬

‫البحر األبيض املتوسط‪ ،‬من «التجاوزات املعادية»‪ ،‬وأعلن‬

‫واالستمرار يف االستئثار مبوارد وثروات البلد‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫صادرات ايطاليا‬ ‫اىل لبنان تضرب‬ ‫رقماًقياسياً‬ ‫مليار و‪ 390‬مليون‬

‫دوالر لسنة ‪2010‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بارزا‬ ‫دورا‬ ‫تلعب البعثة التجارية االيطالية «ايتشه»‬ ‫يف التبادل التجاري اللبناني ‪ -‬االيطالي‪ ،‬وتعترب ّ‬ ‫املوجه‬ ‫األساسي لالستثمارات االيطالية يف لبنان‪ ،‬عن طريق‬ ‫الدراسات واالحصائيات‪ ،‬اليت تقوم بها يف مسح السوق‬ ‫اللبناني‪ ،‬لتوفري أحسن فرص االستثمار يف خمتلف‬ ‫اجملاالت والقطاعات‪ .‬وتعترب ايطاليا الشريك التجاري‬ ‫األوروبي األول للبنان‪ ،‬وتأتي بعدها كل من املانيا‬ ‫ً‬ ‫عامليا بعد الصني وأمريكا‪ .‬البعثة‬ ‫وفرنسا‪ -‬والثالثة‬ ‫التجارية االيطالية موجودة يف لبنان بصفة دائمة يف‬ ‫مبادرات داعمة‬ ‫صلب السفارة اإليطالية‪ ،‬تقوم بسلسلة‬ ‫ٍ‬

‫رئيس البعثة ا لتجا ر ية ا ال يطا لية في لبنا ن سيبستيا نو د لمونته‬

‫بعثات لبنانية اىل إيطاليا‪ ،‬وبعثات‬ ‫للمؤسسات‪ ،‬وتنظيم‬ ‫ٍ‬ ‫ايطالية اىل لبنان‪ ،‬وتضطلع بدور تعاوني على أعلى‬ ‫املستويات‪.‬‬ ‫قامت البعثة بنشاطات متواصلة خالل السنوات العشر‬

‫ايطاليا ولبنان ؟‬

‫املشرتكة واجلديدة والفرص واالمكانات املتاحة‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن الكثري من األوروبيني‬ ‫يف كال البلدين‪،‬‬

‫كانت ايطاليا الشريك التجاري األوروبي ّ‬ ‫األو ل للبنان‪،‬‬

‫األخرية‪ ،‬واهلدف هوالبحث عن مكامن االهتمامات‬

‫ينظرون اىل لبنان على أنه أرض الفرص‪.‬‬

‫وعندما أتيت اىل لبنان يف نهاية ال‪ 2006‬كانت قد تراجعت‬

‫« لبنان أرض مشبعة بفرص االستثمار‪ 44 ،‬نشاط‬

‫اىل املرتبة اخلامسة‪ ،‬ولكن اليوم عدنا اىل املرتبة األوىل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هليكلية‬ ‫نظرا‬ ‫واقتصاديا ‪ .‬أنا على اقتناع تام‪،‬‬ ‫جتاريا‬

‫ّ‬ ‫ايطالية يف لبنان من الشمال اىل اجلنوب‪ ،‬ويف كل‬

‫ّ‬ ‫ومتنو ع‪ ،‬تنوع‬ ‫التصدير االيطالي‪ّ ،‬أنه تصدير خمتلف‬

‫اقتصادي وجتاري يف ‪ 200 ،2010‬مليون يورو مشاريع‬ ‫القطاعات» هذا الكالم جاء على لسان رئيس البعثة‬ ‫التجارية االيطالية يف لبنان سيبستيانو دملونته‪ ،‬يف لقاء‬ ‫خاص مع «اجملتمع واألعمال»‬

‫‪12‬‬

‫كيف ترون مستقبل العالقات التجارية بين‬

‫كبري يف املنتجات املصدرة‪ ،‬وهذا االختالف هو الذي‬ ‫ً‬ ‫جتاريا ‪.‬‬ ‫دفعنا اىل املرتبة األوىل‬


‫وماذا عن تقلبات اليورو ؟‬ ‫أنا لست ً‬ ‫قلقا من تقلب سعر اليورو‪ ،‬وال حتى رجال األعمال‬ ‫ً‬ ‫طبعا ّ‬ ‫ان ارتفاع سعر‬ ‫اللبنانيني الذين يعملون معنا‪،‬‬ ‫اليورو ميكن أن خيلق مشاكل كبرية‪ ،‬ولكن كون‬ ‫ً‬ ‫أيضا أوروبيون فال خوف من ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ألنهم هم‬ ‫املنافسني هم‬ ‫ً‬ ‫أيضا يتعاملون باليورو‪ ،‬وهذا ينطبق على فرنسا واملانيا‪،‬‬ ‫لكن االختالف هو مع الصني وأمريكا‪ ،‬وهذه مشاكل من‬ ‫نوع خمتلف‪ .‬بشكل عام هناك ارتفاع بأعداد املستثمرين‬ ‫االيطاليني يف لبنان ويف خمتلف اجملاالت‪.‬‬

‫ً‬ ‫وايضا تنفيذ مشاريع‬ ‫وهي على مستوى رفيع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقد ر‬ ‫ضخمة كالسمرلند‪ ،‬بتكلفة تنفيذية‬ ‫بـ ‪ 100‬مليون دوالر‪ّ .‬‬ ‫ان أرضية لبنان جتارية‪،‬‬ ‫واهليكلية االقتصادية االيطالية مؤلفة من‬ ‫مؤسسات صغرية ووسط‪ ،‬ما جيعل اهليكلية‬ ‫التجارية لكال البلدين متكافئة‪.‬‬

‫هل تحضرون زيارات لرجال أعمال‬ ‫ايطاليين الى لبنان ؟‬ ‫لقد قمنا العام املاضي ب ‪ 44‬مبادرة ونشاط تروجيي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مبعدل نشاطني كل شهر‪ ،‬ومن هذه املبادرات أخذ‬ ‫رجال أعمال لبنانيني اىل ايطاليا‪ ،‬الطالعهم على‬ ‫فرص التبادل التجاري‪،‬كما دعونا ‪ 150‬رجل أعمال‬ ‫عدة قطاعات‪ ،‬يف زيارات ّ‬ ‫من ّ‬ ‫لعدة مدن ايطالية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مكثف‪ ،‬يف املقابل استقبلنا وفود‬ ‫وبرنامج عمل‬ ‫من ايطاليا يف لبنان‪ ،‬وقمنا بتحضري مواعيد عمل‬ ‫ً‬ ‫أيضا ‪ ،‬وتنظيم ‪ 1067‬لقاء عمل بني رجال‬ ‫مكثفة‬ ‫أعمال ايطاليني ولبنانيني يف بريوت‪ (.‬زيارة ‪ 210‬رجل‬ ‫أعمال ايطالي بريوت فقط يف شهر حزيران) وقد قمنا‬ ‫بتنظيم أكرب منتدى اقتصادي لبناني – ايطالي‪ ،‬مل‬ ‫حيدث قبل ذلك يف لبنان‪ ،‬مبشاركة ‪ 132‬شركة‪،‬‬ ‫وتنظيم ‪ 563‬موعد عمل‪.‬‬

‫أي نوع من االستثمارات؟‬ ‫هناك استثمارات يف حقول ّ‬ ‫عد ة‪ ،‬وهي استثمارات‬ ‫متوسطة وصغرية‪ ،‬منها حقل التغذية‪ ،‬كشركة‬

‫ولدينا تأكيدات كبرية على النجاح الذي حظي به‬ ‫هذا املنتدى‪ ،‬من حجم العقود اليت ّ‬ ‫وقعت بني شركات‬ ‫ايطالية ولبنانية‪ ،‬وقد قمنا مبجهود كبري الجناح‬ ‫هذا احلدث الضخم‪ ،‬وذلك من خالل االتصال بـ ‪2600‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثمرا‪،‬‬ ‫وفعال كان هذا اجلهد‬ ‫شركة لبنانية‪،‬‬

‫« ‪ »Franco Gelato & Caffè‬اليت متلك ‪ 6‬نقاط‬ ‫ً‬ ‫وأيضا هناك‬ ‫بيع يف لبنان‪ ،‬وهو استثمار مهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املعد ات الكهربائية والبناء‪،‬‬ ‫مستثمرين يف جمال‬ ‫وجماالت أخرى كالتربيد‪ ،‬اضافة اىل ّ‬ ‫أن هناك‬ ‫ً‬ ‫أيضا من املستثمرين االيطاليني‬ ‫أعداد كبرية‬

‫ماذا عن المعارض؟‬

‫ّ‬ ‫مير ون بالضرورة‬ ‫الذين يستثمرون يف لبنان‪ ،‬وال‬

‫حنن نقوم باملشاركة والتنظيم ملعارض ضخمة‪،‬‬

‫عرب البعثة االيطالية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫متخصص‬ ‫كال «‪ »Project Lebanon‬وهو معرض‬

‫ومن ضمن االستثمارات‪ ،‬استثمار شركات املوضة‪،‬‬

‫لقطاع البناء‪ ،‬تقنيات البناء ومحاية البيئة للبنان‬ ‫ً‬ ‫ناجحا واإلقبال‬ ‫والشرق األوسط وقد كان معرض ‪2010‬‬

‫حبضور الغرف التجارية اللبنانية ورعايتها‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫عليه‪ ،‬لفت النظر اىل مركز لبنان اإلسرتاتيجي يف‬ ‫منطقة الشرق الوسط‪ ،‬ويف هذه السنة لدينا مساحة‬ ‫‪ 700‬م‪ ،2‬ونأمل أن ترتفع نسبة املشرتكني‪ ،‬فقد وصلت‬ ‫ّ‬ ‫ونتوقع وصوهلم اىل ال‪ 60‬هذا‬ ‫العام الفائت اىل ‪ 40‬مشرتك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نظرا‬ ‫حبتا‬ ‫ايطاليا‬ ‫مهما أن يكون املعرض‬ ‫العام‪ .‬ليس‬ ‫ّ‬ ‫وخاصة يف ظل هذه األوضاع‪.‬‬ ‫الرتفاع التكاليف‪،‬‬ ‫بالنسبة للمعارض االيطالية «‪»Made in Italy‬‬ ‫فهي مرتفعة التكاليف‪ ،‬صحيح هو استثمار مهم ً‬ ‫جدا‬ ‫ولكنه حيتاج اىل دراسة كبرية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألننا سوف نأتي‬ ‫بشركات ايطالية‪ ،‬ما يعين اعطاءهم تأكيدات على‬ ‫ً‬ ‫قائال‪ :‬لقد أتينا ب ‪ 81‬مؤسسة اىل‬ ‫عقود العمل‪ ،‬ويتابع‬ ‫املنتدى الذي أقيم يف حزيران الفائت وهو ليس باألمر‬

‫رئيس البعثة التجارية االيطالية سيبستيانو دلمونته‬

‫مع مدير عام‬

‫المجتمع واالعمال اديب مينا بحضور الهيئة االعالمية في البعثة‬

‫السهل‪.‬‬

‫خاصة على‬ ‫وفي حال أقدمت شركة‬ ‫ّ‬ ‫معرض من هذا النوع‪ ،‬هل تقومون‬ ‫بدعمها؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومدروسا ‪ ،‬نقوم‬ ‫جيدا‬ ‫معرضا‬ ‫طبعا اذا كان‬ ‫بدعمه ّ‬ ‫ألنه ان مل يكن كذلك‪ ،‬سيكون ضرره‬ ‫ً‬ ‫كبريا على الشركات املشاركة‪ ،‬ما ينعكس‬ ‫ً‬ ‫سلبا على املنظمني والداعمني‪.‬‬

‫تقدم ايطاليا‬ ‫على مستوى الدولة ماذا‬ ‫ّ‬ ‫للبنان ؟‬ ‫ّ‬ ‫ان اشرتاك ايطاليا ّ‬ ‫بقو ات اليونيفيل حلفظ السالم يف‬

‫اديب مينا‪ ،‬السيدة ايا هنيدي والسيد سمير سالمة‬

‫اجلنوب اللبناني‪ ،‬له تأثري اقتصادي مهم‪ ،‬وهم يعطون‬

‫بلبنان يف عدد من املدن االيطالية منها‪ :‬أوديين‪ -‬رافينا‪-‬‬ ‫رمييين‪ -‬تورينو‪ -‬فورلي‪ ،‬وقد ّ‬ ‫نفذ هذا التعريف اللقاء‬

‫رائع‪ .‬ومن ‪ 2008‬اىل اليوم زار لبنان عدد كبري من الوفود‬

‫الضوء امام رجال األعمال االيطاليني عن فرص االستثمار‬ ‫ً‬ ‫ودائما بعد كل ‪Country‬‬ ‫والعمل املمكنة يف لبنان‪،‬‬

‫لبنان‪ ،‬وأكرب االستثمارات كان على أثر املنتدى‬ ‫ّ‬ ‫نتمنى‬ ‫االقتصادي الكبري يف حزيران ‪ ،2010‬وحنن‬

‫‪ presentation‬يكون هناك وفد من رجال االعمال يف‬ ‫هذه املدينة‪ ،‬لزيارة لبنان لالفادة من فرص االستثمار‪،‬‬

‫تكرار مثل هذه املنتديات الضخمة‪ ،‬ملا فيه من مصلحة‬

‫ّ‬ ‫وخاصة يف‬ ‫ويف الغالب تكون هذه الزيارات مثمرة‪،‬‬

‫اقتصادية لكل من ايطاليا ولبنان‪ ،‬ولكن بالطبع‬ ‫ً‬ ‫سنويا الفساح اجملال أمام‬ ‫هذه املنتديات ال حتصل‬

‫القطاعات التالية‪ :‬البناء – البيئة – اهلندسة – تصنيع‬

‫صورة مجيلة عن بلدهم‪ ،‬ألنهم يقومون بعمل انساني‬ ‫التجارية واالقتصادية االيطالية‪ ،‬اليت استثمرت يف‬

‫الشركات املشاركة رؤية منو استثماراتها‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫من اليمبن رئيس البعثة التجارية االيطالية سيبستيانو دلمونته‪ ،‬السيد‬

‫الفاكهة والتغليف‪ ،‬وهم حباجة اىل هذا التعريف عن‬

‫اضافة اىل قيامنا كملحقية جتارية‪ ،‬بتنظيم ما‬

‫لبنان ليعرفوا ما هي حاجات هذا البلد‪ ،‬وفرص االستثمار‬ ‫فيه‪ّ ،‬‬ ‫ألن هناك شح باملعلومات التجارية واالقتصادية عن‬

‫ّ‬ ‫يسمى «‪ »Country presentation‬وهي التعريف‬

‫لبنان يف ايطاليا‪.‬‬


‫نشاطات الملحقية التجارية لالشهر القادمة‬

‫هل هناك استثمارات لرجال أعمال لبنانيين‬ ‫في ايطاليا؟‬

‫الزيادة‪ ،‬وبذلك حتتل ايطاليا املركز التجاري األوروبي‬ ‫ّ‬ ‫األول‪ ،‬كشريك اقتصادي ّأول مع لبنان‪ ،‬واملركز الثالث‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املصنع ( زيوت وما شابه)‬ ‫عامليا بعد أمريكا والصني البرتول‬

‫لقد قمنا بدعوة ‪ 150‬رجل أعمال لبناني اىل ايطاليا‪ ،‬وقد‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا يف‬ ‫قمنا مبساعدة عدد من صغار املستثمرين‪،‬‬

‫‪ %36،4‬مببلغ امجالي ‪ 456‬مليون دوالرالسيارات واملعدات‬ ‫ّ‬ ‫مبعدل ‪ 178‬مليون دوالر وتعترب‬ ‫امليكانيكية ‪%14،2‬‬

‫جمال األزياء‪ ،‬ليس لدي معلومات عن عدد االستثمارات‬

‫ايطاليا الدولة رقم ‪ 1‬املصدرة للبنان املعدات الصناعية‬

‫اللبنانية يف ايطاليا‪ ،‬ولكن لدينا احصاءات عن ‪9000‬‬

‫يتبعها الصني واملانيا‬

‫شركة ايطالية تعمل مع لبنانيني‪ ،‬حنن كملحقية‬ ‫جتارية مند يد العون واملساعدة واملشورة لكل من يريد‪،‬‬ ‫ولدينا نشاط خدماتي واسع‪ ،‬حنن نلعب دور الوسيط بني‬ ‫الشركات االيطالية واللبنانية عن طريق تأمني لقاءات‬ ‫العمل‪.‬‬

‫مواد كيميائية ‪ %8،5‬بقيمة ‪ 106‬مليون دوالر‬ ‫أقمشة وملبوسات ‪ %7‬بقيمة ‪ 82‬مليون دوالر‬ ‫حديد ومواد معدنية ‪%6‬‬ ‫وسائل نقل ‪%3،5‬‬ ‫مأكوالت ومشروبات ‪% 3،4‬‬ ‫مواد بناء ‪%3،4‬‬

‫الصادرات االيطالية الى لبنان‬

‫مواد بالستيكية ‪%3‬‬ ‫أحذية ‪%2،5‬‬

‫ّ‬ ‫صدرت ايطاليا اىل لبنان بضائع بقيمة ما يوازي املليار‬

‫وتستورد ايطاليا من لبنان األمسدة واملواد الكيميائية‬

‫و‪ 390‬مليون دوالر لسنة ‪ ،2010‬وذلك بزيادة ‪ %10،6‬عن السنة‬

‫بقيمة ‪ 31‬مليون دوالر بزيادة ‪ 6.9‬عن الـ ‪2009‬‬

‫املاضية‪ ،‬وكان للمواد البرتولية األثر الكبري يف هذه‬

‫‪15‬‬


‫معاجلة االوضاع‬ ‫املعيشية للّبنانيني‬ ‫جيب أن تكون من‬ ‫أوىل أولويات أي‬ ‫حكومة تشكل‬ ‫وزير المال السابق جورج قرم‬

‫ثروتنا النفطية بني التأكيدات العلمية واالهمال الرمسي‬ ‫مضى قطوع االزمة السياسية اليت ّ‬ ‫خلفتها استقالة‬

‫اليه‪ ،‬ونقل النمو من منو «احادي»‪ ،‬اىل منو معمم‪ ،‬وذلك‬

‫وزراء املعارضة على خري‪ ،‬اذ حطت رحاهلا بتكليف‬

‫حملاصرة املخاطر االقتصادية والسكانية واالجتماعية‬ ‫احمليطة بالبالد‪ ،‬واليت ّ‬ ‫أكدها وزير املال السابق د‪ .‬جورج قرم‬

‫وقد صدر عن الرئيس املكلف كالم اجيابي عن‬

‫الذي حدد معاجلة االنقسام الرهيب يف مستويات الرفاه بني‬

‫االهتمام بالوضع االقتصادي واملعيشي‪ .‬كالم رئيس‬ ‫احلكومة املكلف‪ّ ،‬‬ ‫خفف من ّ‬ ‫حدة األزمة‪ ،‬وأضعف‬

‫اللبنانيني‪ ،‬كأبرز أولويات احلكومة املنوي تشكيلها‪.‬‬

‫الرئيس جنيب ميقاتي تأليف حكومة جديدة‪،‬‬

‫هول التحديات اليت محلها قدوم عام ‪ 2011‬جبعبة‬ ‫مليئة بقلق وترقب‪ ،‬فرضه الغموض الذي كان‬

‫خالهلا قدرته على الصمود‪ ،‬أعرب عن قلقه جلهة السياسات‬

‫حييط باالقتصاد نتيجة أجواء عدم اليقني السياسي‪،‬‬

‫االقتصادية املتبعة منذ سنوات‪ ،‬واليت اختصرت االقتصاد يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا‬ ‫مركزا‬ ‫قطاعي املصارف والعقارات‪ ،‬وجعلت بريوت‬

‫واخلارجية‪ .‬فكان كل اخلوف من أن يضعف فشل‬ ‫ً‬ ‫تدرجييا قدرات القطاعات‬ ‫التسوية السياسية‪،‬‬

‫له‪ ،‬ما أنتج أحزمة البؤس‪ ،‬قد تشكل تربة خصبة لتوسع‬

‫وغموض مفاعيل القرار الظين على الساحة الداخلية‬

‫املنيعة‪ ،‬ويزعزع أسس القطاعات شبه املنيعة‪ ،‬ويهدد‬ ‫إستمرارية القطاعات الضعيفة‪ ،‬ويفاقم من أزمة‬

‫‪16‬‬

‫واذ أبدى قرم ارتياحه لعدم تأثري االزمة احلكومية على‬ ‫ً‬ ‫االقتصاد‪ ،‬كون لبنان ّ‬ ‫جدا‪ ،‬أثبت‬ ‫مر بسنوات حالكة‬

‫التنظيمات السياسية والراديكالية والثورية‪ .‬وفيما رأى‬ ‫أن النظام الضرييب يف لبنان يتحمل ً‬ ‫قرم ّ‬ ‫جزءا من مسؤولية هذا‬ ‫الواقع‪ ،‬دعا اىل ّاتباع سياسات تستدرك اخلطورة الكامنة‬

‫الطبقات املتوسطة والفقرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خافيا على أحد‪ ،‬حجم التحديات اليت‬ ‫كما مل يكن‬

‫عرب خطط تطويرية‪ ،‬لكل االقضية ملعاجلة املشكلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مطالبا بسياسة ضريبية تشجع املنتجني‪ ،‬وتعطي الدولة‬

‫جيابهها اقتصاد لبنان‪ ،‬وتتمثل أبرزها باعادة التوازن‬

‫حصتها العادلة من االرباح الرأمسالية‪ .‬وأشار اىل وجوب القيام‬


‫حبركة اصالحية شاملة لتغيري العقلية السائدة يف البلد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن العوملة فتحت االسواق العاملية على بعضها البعض‪ ،‬واذا‬

‫كيف يمكن معالجة الضرر الذي سببته هذه‬ ‫السياسات؟‬

‫كان هناك بلد ال يستطيع تصدير شيء اىل اخلارج‪ ،‬فإن‬ ‫الوضع املعيشي لسواد شعبه سيتدهور‪.‬‬ ‫كالم قرم أتى يف حديث لـ»اجملتمع واالعمال» قرأ فيه‬ ‫الواقع االقتصادي‪.‬‬

‫ما هي برأيك االولويات االقتصادية لحكومة‬ ‫الرئيس نجيب ميقاتي؟‬

‫السياسات الستدراك هذا الوضع اخلطر ليست صعبة‪،‬‬ ‫جيب وضع خطط تطويرية لكل االقضية يف لبنان‪،‬‬ ‫وبشكل خاص اليت تعاني من الفقر‪ ،‬حيث يتم تأسيس‬ ‫شركات استثمارية يدخل يف رأمساهلا املغرتبني من‬ ‫ً‬ ‫وأيضا هيئات التمويل‬ ‫كل األقضية والبلديات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حتو ل كل قضاء اىل‬ ‫الدولية والعربية واالسالمية‪،‬‬ ‫مشغل كبري‪ ،‬لناحية البنية التحتية واالنتاجية‬

‫جيب أن تكون معاجلة االوضاع املعيشية للبنانيني من‬ ‫ً‬ ‫تشكل يف لبنان‪ ،‬فباالضافة اىل‬ ‫أوىل أولويات أي حكومة‬

‫ّ‬ ‫نطو ر قطاعاتنا بامليزات‬ ‫والزراعية‪ .‬كما ميكننا أن‬

‫االنقسامات السياسية واملذهبية الطابع اليت تفصل بينهم‪،‬‬

‫اليت‬

‫اللبنانيني‬

‫هناك انقسام رهيب يف مستويات الرفاه اليت يعيشونها‪ .‬اذ‬

‫استوردوا تكنولوجيا وخربات فرنسية‪ ،‬واستثمروها‬

‫تشهد بعض الكيلومرتات املربعة اليت تشكل االحياء‬

‫يف صناعة النبيذ‪ ،‬فغزت منتوجاتهم االسواق العاملية‬

‫الراقية يف بريوت‪ ،‬وبعض املصايف معدالت منو مرتفعة‬

‫كافة‪ ،‬وجيب علينا اليوم االكثار من هذه التجارب‬

‫للغاية ‪ ،‬اما الـ‪ 10400‬كلم مربع املتبقني من مساحة البالد‪،‬‬

‫ففيها خالص البالد‪.‬‬

‫ففي حالة من التصحر‪ .‬ما فرض على املواطنني معاناة‬

‫جيب‪،‬على سبيل املثال‪ ،‬استغالل الرتبة اللبنانية‬

‫كبرية بعد تدني مستويات املعيشة وتفشي البطالة يف‬ ‫صفوفهم‪ ،‬يف حني ّ‬ ‫أن االستثمار يف امليزات التفاضلية للبنان‬

‫اخلصبة‪ ،‬اليت تسمح بانتاج مأكوالت خالية من‬ ‫االمسدة‪ ،‬مطلوبة يف األسواق العاملية‪ ،‬ما حيمل‬

‫متوقف‪ ،‬فالرتبة واملياه والتعدد البيولوجي‪ ،‬والكفاءات‬

‫امكانيات حتقيق أرباح كبرية‪ ،‬كما جيب علينا‬

‫البشرية مرتوكة‪ ،‬دون أي اهتمام من احلكومات‪ ،‬اليت‬ ‫ّ‬ ‫ركزت سياساتها على قطاعي العقارات واملصارف‪ ،‬فنشطت‬

‫استغالل مجال طبيعة لبنان ومناخه اجليد‪ ،‬والرتكيز‬

‫عجلة ازدهارها‪ ،‬وأهملت القطاعات االنتاجية‪.‬‬

‫منتلكها‪،‬‬

‫بعض‬

‫رجال‬

‫االعمال‬

‫على السياحة الداخلية والتنمية السياحية‪ ،‬هناك‬ ‫مناطق ومدن كبعبدا‪ ،‬صور وطرابلس وبعلبك‪،‬‬

‫ما هي تداعيات هذه السياسات التي ا ّتبعت‬

‫جيب ادخاهلا يف نهضة عمرانية شاملة‪ .‬حنن يف وضع‬

‫لسنوات طويلة على االقتصاد؟‬

‫شاذ‪ ،‬ال ميكن لالقتصاد ان خيتصر يف قطاعني وأن‬ ‫ّ‬ ‫االطالع على‬ ‫يرتكز يف بريوت‪ .‬كما جيب علينا‬ ‫ً‬ ‫دائما بلبنان على انه‬ ‫التجارب االخرى‪ ،‬كنا نتغنى‬

‫أبرز نتائج هذه السياسات‪ ،‬كانت هجرة كبرية لألدمغة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫علما ان ال أحد يستطيع انكار االجيابية اليت تتحلى بها‬ ‫هذه الظاهرة‪ ،‬اذ ينتج عنها حتويالت مالية كبرية‪ ،‬انمّ ا‬

‫ً‬ ‫سويسرا الشرق‪ ،‬لكننا مل ّ‬ ‫يوما على التجارب‬ ‫نطلع‬

‫لو وجدت هذه االدمغة فرص عمل‪ ،‬فهي ذات قيمة مضافة‬ ‫عم لبنان منذ زمن طويل‪ .‬كما ّ‬ ‫عالية‪ ،‬ولكان االزدهار ّ‬ ‫أن‬

‫والسياسات االقتصادية السويسرية‪ .‬ال يكفي أن‬ ‫ً‬ ‫جباال وقانون سرية مصرفية ليكون‬ ‫ميلك لبنان‬

‫اهمال املناطق الطرفية‪ ،‬أعاد لبنان اىل ما كان عليه يف‬

‫كسويسرا‪ .‬فاحلكومة السويسرية تتبع سياسة‬ ‫مشد دة وموجهة بالشكل الصحيح‪ ،‬تعترب ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫ضريبية‬ ‫ً‬ ‫أساسيا من صناعة السياحة‪،‬‬ ‫دعم القطاع الزراعي جز ًء‬

‫ّ‬ ‫كونت أحزمة البؤس تربة خصبة‪،‬‬ ‫أواخر الستينات‪ ،‬حني‬ ‫لتوسع التنظيمات السياسية والراديكالية والثورية‪ ،‬واليت‬ ‫ّ‬ ‫أدت يف نهاية األمر اىل الفتنة الكربى بني ‪ 1970‬و‪.1975‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا لبنان يعيش الوضع نفسه وجيوب الفقر هي ذاتها‪ ،‬مع‬

‫الفرنكات السويسرية عليها‪ ،‬بغية دعم سكانها‬

‫فرق واحد هو تراجع الفقر يف جنوب لبنان وارتفاع معدالته‬

‫ومدنها ومواقعها الرتفيهية‪ .‬اين حنن من كل هذا؟‬

‫يف الشمال‪.‬‬

‫فال ترتك األرياف مهملة‪ ،‬بل تدعمها بانفاق مليارات‬

‫املطلوب ثورة‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫ما الدور الذي لعبه النظام الضريبي في‬ ‫خلق الوضع الشاذ الذي ذكرته؟‬ ‫ّ‬ ‫مكون أساسي ألي سياسة عامة يف‬ ‫السياسة الضريبة‬ ‫أي بلد كان‪ ،‬ومع األسف هذه السياسة تعاني من ثغرات‪.‬‬ ‫مشكلة لبنان يف احلكمة التقليدية املتبعة‪ ،‬واليت‬ ‫تدعو لتخفيض الضرائب بهدف جلب االستثمارات‪ .‬ضريبة‬ ‫الدخل يف لبنان تتناول أي عمل انتاجي‪ ،‬وال تتناول كل‬ ‫األرباح وااليرادات الناجتة عن امتالك أصول يف البورصة‪،‬‬ ‫أو أصول عقارية‪ ،‬أي ّ‬ ‫ّ‬ ‫معفية‬ ‫أن األرباح الرأمسالية‪ ،‬بقيت‬ ‫ّ‬ ‫من ضريبة الدخل‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫تركز االستثمارات‬ ‫أدى اىل‬ ‫ً‬ ‫مثال‪ ،‬الذي‬ ‫يف نشاطات معينة‪ ،‬كالقطاع العقاري‬ ‫ّ‬ ‫املفضل لرجال االعمال‪ ،‬العديد‬ ‫أضحى جمال االستثمار‬ ‫من اللبنانيني مجعوا ثروات من بلدان االغرتاب‪ ،‬وعند‬ ‫عودتهم اىل لبنان أنفقوا أمواهلم على شراء العقارات‪،‬‬ ‫ما ّ‬ ‫أدى اىل حرمان لبنان من استثمارات يف امليادين اليت‬ ‫ميكنه االستفادة منها‪ ،‬كاخلدمات ذات القيمة‬ ‫املضافة العالية‪ ،‬اليت ميكن‬ ‫أن تؤ ّمن فرص عمل ملتخرجي‬ ‫اجلامعات‪ .‬فخدمات املطاعم‬ ‫والفنادق‪ ،‬ليست على مستوى‬ ‫طموح بلد ميلك عشرات‬ ‫اآلالف من متخرجي اجلامعات‬ ‫وأصحاب الكفاءات العليا‪،‬‬ ‫ما يتوجب علينا التوجه حنو‬

‫لبنان حيتاج اىل ثورة يف العقلية املوجودة‪ ،‬اذ ّ‬ ‫تعود منذ زمن‬ ‫ميشال شيحا‪،‬على ّأنه بلد يعتمد على السياحة واملصارف‬ ‫ّ‬ ‫تقدم السنوات أصبح الوضع‬ ‫وبعض التجارة‪ .‬لكن مع‬ ‫ً‬ ‫خمتلفا‪ ،‬فالعوملة فتحت‬

‫اكتشاف النفط في لبنان‬ ‫قد يكون كارثة الكوارث‬ ‫اذ سيحول دون القيام‬ ‫باصالحات في النظام‬

‫اخلدمات ذات القيمة املضافة العالية‪ ،‬كاالحباث الطبية‪،‬‬ ‫وصناعة االدوية‪ ،‬واخلدمات احملاسبية واملالية‪.‬‬ ‫كما ان النظام الضرييب احلالي‪ ،‬ساهم يف خلق عدم‬ ‫املساواة بني اللبنانيني‪ ،‬اذ ّ‬ ‫أن الضريبة على االستهالك‬ ‫(الرسوم اجلمركية‪ ،‬الضريبة على القيمة املضافة)‪،‬‬ ‫وطأتها أشد على الفئات احملدودة الدخل منها على الفئات‬ ‫الثرية‪.‬‬

‫ما هو المطلوب لتصحيح هذا النظام؟‬ ‫ً‬ ‫حاليا سياسة ضريبية تشجع املنتجني‪ ،‬وتعطي‬ ‫املطلوب‬ ‫الدولة ّ‬ ‫حصتها العادلة من األرباح الرأمسالية‪ ،‬كما هو‬ ‫ً‬ ‫احلال يف ‪ %90‬من الدول‪ ،‬اليت ّ‬ ‫نظما تفرض ضريبة‬ ‫تتبع‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملعايري معينة‪ ،‬متنع حصول أي اعتباطية‬ ‫للدخل‬

‫‪18‬‬

‫عند تطبيقها‪ .‬فهناك ضريبة على السيارات ومساحة املنزل‪...‬‬

‫األسواق‬

‫العاملية‬

‫على‬

‫بعضها البعض‪ ،‬واذا كان‬ ‫هناك بلد ال يستطيع‬ ‫تصدير شيء اىل اخلارج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن الوضع املعيشي لسواد‬ ‫شعبه سيتدهور ‪.‬‬

‫كيف يمكن أن يكون نمو القطاع المصرفي قد‬ ‫خلق شذوذًا في االقتصاد رغم أ ّنه يلعب دورًا‬ ‫كممول لدين الدولة؟‬ ‫هامًا جدًا‬ ‫ّ‬ ‫هناك لغط كبري يف هذه املسألة‪ ،‬فاملصارف مل ختلق‬ ‫ّ‬ ‫لتدين الدولة‪ ،‬انمّ ا دين الدولة خلق ليكون مصدر أرباح‬ ‫للمصارف‪ .‬يف التسعينات بلغت الفوائد مستوى جنوني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ذاهبا‬ ‫وحققت املصارف أرباح خيالية‪ ،‬وكان لبنان معها‬ ‫َ‬ ‫يتعد املليار‬ ‫حنو االنتحار‪ .‬الدين املوروث عن احلرب‪ ،‬مل‬ ‫ونصف املليار دوالر‪ ،‬واذا أخذنا بعني االعتبار االنفاق‬ ‫االستثماري لالعمار‪ ،‬نرى ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتعد ى الـ‪ 7‬أو ‪8‬‬ ‫أن أصل الدين ال‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬الفوائد ال تزال مرتفعة على اللرية‪ ،‬أي‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ان الدين ال يزال مصدر أرباح مهم للقطاع املصريف‪.‬‬


‫لكن هذا ال يعني انه ال يتسم بأهمية كبيرة نظرًا‬ ‫للودائع التي يجتذبها؟‬ ‫من دون شك القطاع املصريف هو أحد أعمدة‬ ‫االقتصاد اللبناني‪ ،‬كما ّ‬ ‫أنه راكم اىل جانب‬ ‫املصرف املركزي‪ ،‬خالل ‪ 12‬سنة خربة يف ادارة النظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينو ع خدماته ويتوسع‬ ‫ولكنه اليوم‬ ‫بكلفة أقل‪.‬‬ ‫يف اخلارج‪ ،‬وبالتالي ّاتكاله على سندات اخلزينة‬ ‫واليوروبوند اخنفض‪ ،‬واملطلوب اآلن املتابعة يف‬ ‫هذا االجتاه‪ ،‬اذ ال جيوز أن ترتبط أرباح املصارف اىل‬ ‫حد كبري بالفوائد اليت يدفعها مصرف لبنان على‬

‫يعول على النفط لسداده؟‬ ‫البعض‬ ‫ّ‬ ‫اكتشاف النفط يف لبنان قد يكون كارثة‬ ‫الكوارث‪ ،‬اذ سيحول دون القيام باصالحات يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعيدا‬ ‫قريبا أو‬ ‫استغالال‬ ‫علما ّأنين ال ارى‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫للنفط‪ ،‬فقضية احلدود مع اسرائيل صعبة‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستجدا ‪ ،‬ففي الستينات‬ ‫موضوعا‬ ‫موضوع النفط ليس‬ ‫ّ‬ ‫مت تداوله وأدرجت أسهمه على بورصة بريوت‪ ،‬وحصل‬ ‫جنون عليها‪...‬‬

‫كوزير سابق لوزارة المال ّية‪،‬كيف السبيل لتحسين‬

‫شهادات االيداع او على الودائع‪.‬‬

‫آداء الوزارة ؟‬

‫سياسة مصرف لبنان ليست ذو منطق‪ ،‬اذ يستمر يف اصدار‬

‫ً‬ ‫أوال جيب تقوية جهاز احملاسبة يف الوزارة‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫حسابات املوازنة اىل حد ما ممسوكة وسهلة‪ّ ،‬‬ ‫فإن حسابات‬

‫الداخل‪ ،‬يف حني ّ‬ ‫أن الفوائد املدفوعة يف أسواق لبنان أعلى‬

‫اخلزينة معقدة للغاية‪ ،‬يف ظل نقص كبري يف عدد‬ ‫احملاسبني‪ ،‬وأصحاب اخلربة‪ .‬كما ّ‬ ‫أن هناك تفتت يف النظام‬

‫سندات خزينة‪ ،‬طاملا السيولة متوفرة‪ ،‬ملا نأخذ كل هذه‬ ‫ّ‬ ‫كنا ال نستطيع استثمارها يف‬ ‫االيداعات من اخلارج‪ ،‬اذا‬ ‫من االسواق العاملية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حاليا الفوائد ما دون الـ‪ %10‬اال ّأنها كانت ‪ %35‬يف التسعينات‪،‬‬

‫املعلوماتي‪ ،‬الذي يعاني من وضع شاذ‪ .‬اذ تدخل العمليات‬

‫عندما كان ميزان املدفوعات حبالة جيدة واجيابية‪ ،‬وكان‬

‫بطريقة احصائية بعد انتهاء املعاملة‪ ،‬يف حني ال توجد‬

‫التضخم منخفض‪ ،‬واالستقرار األمين أفضل من اليوم‪ ،‬وعندما‬

‫قواعد صارمة حتدد من يدخل هذه املعلومات‪ ،‬يثبتها ويعدل‬

‫استلمت وزارة املال كانت ‪ %22.5‬يف حني كانت يف اخلارج‬

‫فيها‪ .‬كما ان الذين يدخلون املعلومات موظفني يقبضون‬

‫على الدوالر ‪ 4‬أو ‪ .%5‬هذا أمر غري مقبول‪.‬‬

‫على الساعة‪ ،‬وتبلغ ساعتهم ‪ 2500‬لرية دون ضمان‪ ،‬أو فرص‬

‫أين يقف االقتصاد اللبناني اليوم بعد أن أنهكته‬

‫قانونية‪ ،‬على الرغم من ان عملهم أساسي يف الوزارة‪ .‬هناك‬

‫األزمات السياسية المتواصلة؟‬

‫ثغرة غري طبيعية وأنا ّ‬ ‫أمحل صندوق النقد الدولي‪ ،‬الـ‬

‫ً‬ ‫دائما‬ ‫الوضع االقتصادي سليم‪ ،‬لكن احلجج االقتصادية‬ ‫ما ّ‬ ‫توظف يف التجاذب السياسي‪ ،‬يف املاضي كان يقال‬

‫‪ ،UNDP‬والبنك الدولي مسؤولية هذا الوضع‪ .‬وقد سعيت‬

‫اذا ترك الرئيس رفيق احلريري ّ‬ ‫سدة الرئاسة ستنهار اللرية‪،‬‬ ‫أتى الرئيس احلص ومل حيصل هذا‪ ،‬بل ارتفعت التحويالت‬

‫آنذاك مع وزارة االصالح االداري‪ ،‬وجملس اخلدمة املدنية‬ ‫الصالح الوضع‪ّ .‬‬ ‫ان تسلمي حلقيبة املال أتعبين‪ ،‬لكن احلمد‬ ‫ً‬ ‫هلل ّ‬ ‫وخالفا ملا تقوله بعض االوساط‪،‬‬ ‫(قدمت جندييت فيها)‪،‬‬

‫اىل اللرية‪ .‬االقتصاد اللبناني أثبت قدرته على الصمود‪،‬‬

‫فقد ّ‬ ‫سددت كل ديون القطاع اخلاص املتأخرة‪ ،‬واليت خلقت‬

‫فقد ّ‬ ‫مرت عليه سنوات حالكة السواد‪ ،‬من اغتيال الرئيس‬

‫أزمة سيولة يف البلد‪ .‬وأصدرت سندات خزينة قابلة للخصم‬ ‫ّ‬ ‫(وحضرنا القيمة على الضريبة املضافة)‪ ،‬واليت‬ ‫يف املصارف‪،‬‬

‫الشهيد رفيق احلريري عام ‪ 2005‬اىل حرب متوز عام ‪ 2006‬اىل‬ ‫احداث ‪ 7‬ايار يف عام ‪.2008‬‬

‫كيف يمكن ان نلجم ظاهرة الدين العام؟‬ ‫ً‬ ‫جيب أن نقوم برتتيبات ّ‬ ‫جزءا منه اىل دين متواصل‬ ‫حتو ل‬

‫منعت الوضع االقتصادي من االنهيار‪ ،‬بعد أن أصبحت أول‬ ‫ً‬ ‫علما ّأنين تعرضت ّ‬ ‫لعدة انتقادات‪ ،‬عند‬ ‫مصدر ايراد للدولة‪.‬‬ ‫طرحي هلذا املوضوع‪ ،‬اذ رأوا ّ‬ ‫أن لبنان ال ميكن أن يطبّق‬ ‫الضريبة املعقدة‪ .‬واليوم أصبح تطبيق الـ ‪ TVA‬أحد‬

‫بفوائد معتدلة‪ ،‬واجلزء اآلخر يصبح بفوائد ‪ 2‬او ‪%2.5‬‬ ‫حسب آجال االستحقاق‪ .‬كما ّ‬ ‫أن هناك ترتيبات أخرى‪،‬‬

‫جناحات العقدين املاضيني‪ .‬كما قمت بتخفيض الفوائد‬

‫قد ختفض خدمة الدين العام من انفاق املوازنة ومن‬

‫بعد اجتماعات عاصفة مع مجعية املصارف‪ ،‬ومصرف لبنان‬

‫ايرادات الدولة‪.‬‬

‫من ‪ %22.5‬اىل ‪.%14‬‬

‫‪19‬‬


‫تراجع فرص العمل وزيادة البطالة‬ ‫مشكلة تتفاقم مع غياب االستقرار واحللول‬

‫مشكلة تراجع فرص العمل‪ ،‬وزيادة البطالة ليست‬ ‫ً‬ ‫أيضا مشكلة عربية‬ ‫مشكلة لبنانية فحسب‪ ،‬بل هي‬ ‫وعاملية‪ّ ،‬‬ ‫خاصة مع استعمال مفاعيل األزمة االقتصادية‬ ‫العاملية‪ ،‬وتعترب البطالة أحد األسباب املباشرة ألحداث‬ ‫تونس واحلركات االحتجاجية‪ ،‬والتظاهرات اليت شهدتها‬ ‫ً‬ ‫حتد ً‬ ‫ّ‬ ‫يا‬ ‫مؤخرا‪ ،‬وتفرض البطالة‬ ‫بعض الدول العربية‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا على احلكومات يف الدول العربية ودول‬ ‫العامل الصناعي والنامي‪ ،‬ففي العام ‪ّ 2009‬‬ ‫قدرت منظمة‬ ‫العمل الدولية عدد العاطلني عن العمل ب ‪ 250‬مليون‬ ‫شخص يف العامل‪ ،‬وبلغت نسبة البطالة يف الواليات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وختطت هذه النسبة يف‬ ‫املتحدة األمرييكية ‪،%10‬‬ ‫ً‬ ‫عامليا‪،‬‬ ‫االتحّ اد األوروبي‪ ،‬وهي ال تزال يف طور االزدياد‬ ‫بسبب االنكماش االقتصادي واالقتصاد الريعي‪،‬‬ ‫واخنفاض ّ‬ ‫معدالت السيولة لدى املصارف‪ ،‬واالفالسات‬ ‫ّ‬ ‫التجارية باالضافة اىل زيادة ّ‬ ‫السكاني‪.‬‬ ‫النمو‬

‫‪20‬‬

‫يف لبنان‪ ،‬مشكلة تراجع فرص العمل‪ ،‬والبطالة ترتبط‬ ‫بأسباب وأبعاد خمتلفة سياسية واجتماعية واقتصادية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مستقر‪ ،‬والدين العام والعجز‬ ‫أهمها الوضع السياسي الغري‬ ‫الدائم‪ .‬وقبل أن ّ‬ ‫نعد د أسباب هذه املشكلة يف لبنان‪،‬‬ ‫ينبغي التعريف بالبطالة وأنواعها‪:‬‬ ‫البطالة ‪ Unemployment chomage‬هي احلالة اليت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وباحثا‬ ‫وراغبا فيه‪،‬‬ ‫قادرا على العمل‬ ‫يكون فيها الشخص‬ ‫ّ‬ ‫ولكنه ال جيده‪ ،‬وهنالك أنواع عديدة ّ‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫عنه‬ ‫ البطالة اجلزئية ‪:unemployment chomage partiel‬‬‫يوجد هذا النوع من البطالة‪ ،‬عندما يقل عمل األفراد أو‬ ‫عما ميكن أن ّ‬ ‫انتاجهم‪ّ ،‬‬ ‫يؤدوه أو ينتجوه‪.‬‬ ‫ البطالة اجلزئية ّ‬‫املقنعة ‪:Invisible unemployment‬‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل هذه البطالة يف استخدام أشخاص ألعمال ال تفيد‬


‫افادة تا ّمة من طاقاتهم ومهاراتهم‪ّ ،‬‬ ‫مما لو كانوا يعملون‬ ‫يف مهن أخرى‪ ،‬أو استخدام أفراد يعملون يف مؤسسات‬ ‫تهبط انتاجيتها‪ ،‬ما جيعل فاعلية االفراد أقل بكثري‪.‬‬ ‫ البطالة اجلزئية الظاهرة أو السافرة ‪visible‬‬‫تتضمن العمل ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدة‬ ‫‪ :unemployment‬هي احلالة اليت‬ ‫أقصر من ّ‬ ‫مد ة العمل العادية‪ ،‬واليت تكون من خصائص‬ ‫ً‬ ‫عمال لوقت جزئي‪.‬‬ ‫األشخاص الذين يعملون بغري اختيارهم‬ ‫ البطالة التكنولوجية ‪:Technologieunderemployment‬‬‫ّ‬ ‫التوسع يف استخدام اآلالت لتحل حمل‬ ‫وهي البطالة الناشئة من‬ ‫ّ‬ ‫العمال‪.‬‬

‫أسباب البطالة في لبنان‬ ‫يف ظل استمرار األزمة السياسية‪ ،‬وغياب االستقرار‬ ‫احلكومي‪ ،‬تتفاقم األزمة االقتصادية‪ ،‬وترتاجع فرص‬ ‫العمل‪ ،‬وتزداد البطالة مع ارتفاع نسبة الدين العام‬ ‫ّ‬ ‫معد ل النمو‪ ،‬وتراجع الرساميل الوافدة‪،‬‬ ‫واخنفاض‬ ‫واالستثمارات املنتجة‪ ،‬وتوجيه الرساميل اىل سندات‬ ‫اخلزينة‪ ،‬وغياب التسليف لنشاطات القطاع اخلاص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العامة بسبب األزمة‬ ‫واقفال باب التوظيف يف االدارات‬ ‫السياسية‪ ،‬باستثناء بعض األجهزة العسكرية واألمنية‪،‬‬ ‫اليت تفتح باب التطويع يف صفوفها‪ ،‬وتدفق اليد العاملة‬ ‫األجنبية‪ ،‬والرتاجع يف قطاعات اخلدمات والزراعة‬ ‫ّ‬ ‫اجلاد ة هلذه األسباب من‬ ‫والصناعة‪ ،‬ومع غياب املعاجلة‬

‫االمناء الغري متوازن واحلرمان الذي تعانيه بعض املناطق‬ ‫اللبنانية‪ ،‬فبحسب الدراسات واالحصاءات تبينّ ّ‬ ‫أن حمافظة‬

‫ّ‬ ‫تستمر زيادة البطالة يف صفوف الشباب‬ ‫قبل الدولة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫تضم أكرب عدد من األفراد احملرومني الذين‬ ‫الشمال‬ ‫يعانون البطالة والفقر‪ ،‬وحتتوي ّ‬ ‫عكار أكرب نسبة من‬

‫الوافد اىل سوق العمل‪ ،‬فيكون بديله ّاما اهلجرة‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويقد ر أن تصل نسبة البطالة يف لبنان‬ ‫املقنعة‪،‬‬ ‫البطالة‬ ‫اىل أكثر من ‪ %16‬مع نهاية العام ‪ ،2011‬يف حني ّ‬ ‫أن النسبة‬ ‫ّ‬ ‫ختطت ال‪ %50‬يف فئة الشباب‪ .‬مع العلم ّ‬ ‫أن لبنان حيتاج‬

‫الفقراء والعاطلني عن العمل‪ ،‬تليها طرابلس والضاحية‬ ‫اجلنوبية لبريوت ّ‬ ‫ثم البقاع‪ ،‬وهناك عالقة وثيقة بني‬ ‫الفقر والبطالة اليت تعين فقدان مورد املعيشة األساسي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا ‪:‬‬ ‫ومن األسباب‬

‫ً‬ ‫سنويا اىل خلق ما بني ‪30‬و‪ 35‬ألف فرصة عمل‪ّ ،‬‬ ‫يتأمن منها‬ ‫حاليا ما بني ‪ 12‬و‪ً 14‬‬ ‫ً‬ ‫ألفا ‪ ،‬معظمها يف القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪ -‬املنافسة الغري مشروعة‪ ،‬وعدم تنظيم سوق العمل‪.‬‬

‫مشكلة البطالة ناجتة عن خلل على الصعيدين‬

‫‪ -‬غياب التوجيه املسبق حول االختصاصات واملهن اليت‬

‫الكمي والنوعي يف العرض والطلب‪ ،‬وحتويل األزمة‬ ‫ّ‬ ‫تتقد م على‬ ‫السياسية الراهنة اىل أولوية مطلقة‬

‫يتطلبها سوق العمل‪.‬‬

‫األولويات االقتصادية واالجتماعية واالمنائية‪ ،‬فتغيب‬ ‫السياسة االقتصادية الفاعلة اليت تهتم بتوفري فرص‬ ‫ً‬ ‫اضافة اىل‬ ‫العمل أمام اللبنانيني‪ ،‬وخباصة الشباب منهم‪.‬‬

‫ «الواسطات» و»احملسوبيات» واحملاباة والتوزيع الطائفي‬‫ّ‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫للوظائف واألعمال يف االدارات‬ ‫ آثار احلرب اللبنانية اليت ّ‬‫أد ت اىل تشتيت سوق العمل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التضخم الوظيفي‪،‬‬ ‫العامة باملوظفني أو‬ ‫‪ -‬ختمة االدارات‬

‫‪21‬‬


‫بأن وزارة الداخلية وحدها تضم ‪ 40‬ألف ّ‬ ‫مع العلم ّ‬ ‫موظف‬ ‫وتبلغ نفقاتها السنوية ‪ 832‬مليار لرية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األمية والتسرب املدرسي‪.‬‬ ‫‬‫ تدفق اعداد كبرية من اليد العاملة غري اللبنانية‪.‬‬‫ الضعف الواضح يف مستوى اإلعداد املهين والتقين‬‫للقوى العاملة اللبنانية حبيث مل تعد تليب حاجات سوق‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫ عمليات الصرف من اخلدمة نتيجة الركود االقتصادي‪.‬‬‫ اعتماد االقتصاد اللبناني على اخلدمات األكثر‬‫ً‬ ‫تأثرا باألحوال األمنية والسياسية‪،‬‬ ‫ النمو السكاني الذي يفوق النمو االقتصادي‪..‬‬‫ احتكار السباق مع التكنولوجيا وما تتطلبه من‬‫مهارات عالية ال تتوافر لدى اجلميع‪.‬‬ ‫ ضعف القدرات االنتاجية وآثار العوملة ّ‬‫وحد ة املنافسة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سنويا ‪ 10‬آالف طالب ومن‬ ‫اخلاصة‬ ‫ يتخرج من اجلامعات‬‫اجلامعة الرمسية ‪ 6‬آالف فيما ‪ %50‬من العمالة اللبنانية‬ ‫العادية من دون التعليم املتوسط‪.‬‬

‫النتائج السلبية‬ ‫تراجع فرص العمل يف لبنان ّ‬ ‫يؤدي اىل زيادة البطالة مبا‬ ‫واملقنعة واجلزئية‪ ،‬والبطالة ّ‬ ‫ّ‬ ‫تؤثر‬ ‫فيها البطالة السافرة‬

‫وقال الصندوق ‪:‬سوف حيتاج لبنان هذا العدد من الوظائف‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وخباصة ّأنه ال‬ ‫سلبا يف الوضع املعيشي واالجتماعي‪،‬‬

‫اجلديدة الستعياب الداخلني اجلدد لسوق العمل والتخلص‬

‫يوجد يف لبنان تعويض بطالة‪ ،‬ومن التأثريات السلبية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتدني القدرة‬ ‫وتدني الدخل الفردي واألسري‪،‬‬ ‫‪،‬الفقر‬

‫من البطالة املزمنة املرتفعة‪ .‬ويتطلب ذلك معدل منو‬ ‫ً‬ ‫نظرا لضعف استجابة‬ ‫مبتوسط سنوي يتجاوز ‪ 6‬باملئة‪،‬‬

‫الشرائية يف ظل ارتفاع أسعار السلع واملواد واخلدمات‪،‬‬

‫سوق العمل لتغريات النمو‪.‬‬

‫وزيادة الضرائب املباشرة وغري املباشرة‪ ،‬وتقليص‬

‫وأشار التقرير إىل القفزات املهمة اليت حققها لبنان على‬

‫ّ‬ ‫الصحة‬ ‫النفقات االجتماعية من قبل الدولة يف جماالت‬

‫مستوى التعليم‪ ،‬حيث تفوق نسبة التعليم االبتدائي ‪88‬‬

‫والتعليم واالسكان والعجز يف الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫باملئة ‪ ،‬فيما تصل نسب التعليم العالي إىل ‪ 25‬باملئة‬

‫وحبسب تقرير صندوق النقد الدولي‪ ،‬الذي يشري إىل ّ‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حتديا‬ ‫وتشكل‬ ‫أزمة البطالة يف لبنان‪،‬قد طال أمدها‬

‫أما التحدي األكرب على املدى الطويل برأي الصندوق‪ ،‬فال‬ ‫ً‬ ‫كامنا يف استحداث ما يكفي من الوظائف لعدد‬ ‫يزال‬

‫البطالة‪ ،‬قد ناهز ‪ 12‬باملئة على مدى العقدين املاضيني‪،‬‬ ‫مقد ً‬ ‫ّ‬ ‫را نسبة العمالة‬ ‫وهو ما أسهم يف هجرة املهارات‪،‬‬

‫من حتسني القدرة التنافسية يف املنطقة وإعادة توجيه‬ ‫ً‬ ‫منوا ‪ .‬ويرى‬ ‫التجارة حنو األسواق الناشئة الرئيسية األسرع‬

‫املهاجرة بـ‪ 15‬باملئة من القوى العاملة‪.‬‬

‫الصندوق أن «تعزيز القدرة التنافسية ميثل املفتاح املوصل‬

‫ودعا التقرير لبنان إىل استحداث ‪40‬ألف وظيفة‪ ،‬بدوام‬

‫إىل جتاوز التحديات‪ ،‬فينبغي أن تعمل احلكومات على‬

‫كامل خالل السنوات العشر املقبلة‪ ،‬ويف حال مل يتغري‬

‫حتسني مناخ األعمال وتعزيز كفاءة أسواق العمل‪ ،‬عن‬

‫واقع العالقة بني النمو والبطالة ّ‬ ‫عما كان عليه خالل‬

‫طريق حتسني عملية التعليم‪ ،‬والتأكد من توافق األجور‬

‫عقد يتوقع الصندوق أن يعجز لبنان عن استحداث‬

‫مع ظروف السوق»‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشريا إىل أن متوسط نسبة‬ ‫ومتزايدا بالنسبة له‪،‬‬ ‫طارئا‬

‫‪22‬‬

‫أكثر من ‪ 14‬ألف وظيفة جديدة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحتقيقا هلذه الغاية‪ ،‬ال بد‬ ‫سريعا ‪.‬‬ ‫السكان املتزايد‬


‫مهمة‪ :‬حل النزاع واألزمة السياسية وحتقيق استقرار‬ ‫سياسي‪ ،‬وضع برنامج منو اقتصادي شامل يف قطاعات‬ ‫تولد فرص عمل‪ ،‬تدعيم هذه اخلطة بسياسات توظيف‬ ‫خاصة وسياسات اجتماعية مناسبة‪ ،‬ووضع خطة‬ ‫إعالمية واضحة تتناول القضية من خمتلف نواحيها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل سوق العمل‪ ،‬اضافة‬ ‫بدءا من املنهاج الرتبوي‬ ‫اىل‪:‬‬ ‫ العمل على رفع ّ‬‫معد ل النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحمد دة‪،‬‬ ‫ سياسة التشغيل جيب أن تكون واضحة‬‫وذات برامج لدى الدولة‪ ،‬وغري مرتوكة للعفوية‬ ‫وآليات السوق‪.‬‬ ‫ اجياد حوافز حلماية سوق العمل وخللق فرص عمل‬‫جديد ة ‪.‬‬ ‫ تشجيع القطاعني الزراعي والصناعي‪.‬‬‫ االعداد املهين ودعم التعليم التقين‪ ،‬واجياد اختصاصات‬‫ّ‬ ‫املستجد ة يف سوق العمل‪.‬‬ ‫تستجيب للحاجات‬ ‫ تشجيع ّ‬‫الال مركزية يف النشاط االقتصادي للقطاع‬ ‫اخلاص‪ ،‬مبا يف ذلك حتقيق التوازن يف توزيع املوارد‬ ‫ّ‬ ‫املخصصة لالستثمار‪.‬‬ ‫املالية‬

‫ما هي الحلول؟‬

‫‪ -‬وضع سياسة استخدام أكثر فعالية مبا خيلق فرص‬

‫ّ‬ ‫التحد ث عن احللول‪ ،‬يف ظل غياب‬ ‫هناك صعوبة يف‬

‫عمل جديدة‪ ،‬وحيمي القوى العاملة اللبنانية من‬

‫االستقرار‬

‫السياسي‪،‬‬

‫واالصالح‬

‫االداري‬

‫واملالي‪،‬‬

‫والعقلية السائدة يف اطار العمل بالشأن العام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق بالوضع االقتصادي واالجتماعي‬ ‫وخاصة ما‬

‫املنافسة الغري متكافئة‪.‬‬ ‫ االصالح االداري وتفعيل جملس اخلدمة املدنية‪.‬‬‫‪ -‬دعم املؤسسات الصغرية القائمة‪ ،‬وتشجيع قيام أخرى‬

‫ً‬ ‫أيضا نامجة عن الوضع‬ ‫واالمنائي‪ ،‬وهناك صعوبة‬

‫جديد ة ‪.‬‬

‫املالي واالقتصادي العام للدولة‪ ،‬حيث بلغ الدين العام‬

‫‪ -‬اعادة االعتبار اىل األعمال اليت تنعت باهلامشية‬

‫أكثر من ‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬والعجز حوالي ‪ ،%35‬وخدمة‬

‫واملرتوكة اليوم للعمالة األجنبية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫معد ل‬ ‫الدين حوالي ‪ %35‬من النفقات مقابل اخنفاض‬

‫‪ -‬التنمية الريفية‪.‬‬

‫النمو االقتصادي يف لبنان‪ ،‬يف ظل غياب أي مؤشر‬

‫‪-‬‬

‫رمسي حول ّ‬ ‫معد ل النمو‪ ،‬وهل جتاوز ال ‪%5‬؟ وهل بلغ ‪%8‬‬

‫الزراعي احمللي‪.‬‬

‫كما أشارت بعض التوقعات‪.‬‬

‫‪ -‬تعديل ظروف سوق العمل وخفض كلفة العمل‪.‬‬

‫طبعا البطالة حالة ال ميكن معاجلتها من طرف واحد‬

‫تشجيع‬

‫الصناعات‬

‫الزراعية‬

‫املرتبطة‬

‫باالنتاج‬

‫‪ -‬حتقيق جمانية التعليم األساسي والزاميته‪.‬‬

‫أو ظرف حمصور‪ ..‬بل تعاجل يف إطار التنمية والفرص‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إداريا ‪،‬قبل‬ ‫علميا‬ ‫جهدا‬ ‫االستثمارية‪ ..‬واملطلوب‬

‫االقتصادية واالجتماعية يف البلد‪ ،‬ويف طليعتها‬

‫حل مشكلة البطالة‪ ،‬اليت تتمثل يف نقاط رئيسية‬

‫الفقر والبطالة‪.‬‬

‫آن‬

‫األوان‬

‫لالنصراف‬

‫اىل‬

‫معاجلة‬

‫املشكالت‬

‫‪23‬‬


‫اقتصاديات العمل‬

‫على الرغم من تشعب موضوعات اقتصاد العمل وتعددها‪،‬‬

‫ومنهم من يقول‪« :‬إنه ذلك اجلزء من االقتصاد االجتماعي الذي‬

‫ميكن تعريفه‪« :‬بأنه فرع من االقتصاد االجتماعي يتعلق‬

‫يبحث العالقات واألنظمة والقواعد واملؤسسات‪ ،‬اليت تنظم‬

‫بالعنصر البشري يف النشاط االقتصادي‪ ،‬إذ يعاجل تنظيم‬

‫شؤون العمل والعمال مع أصحاب العمل واهليئة االجتماعية‬

‫الروابط والعالقات اإلنتاجية‪ ،‬بني العمال وأصحاب العمل‬

‫يف ضوء مقتضيات العدالة االجتماعية املصلحة العامة»‪.‬‬

‫واألجراء املستقلني‪ ،‬يف مجيع القطاعات الصناعية والزراعية‬

‫واحلقيقة إن تدخل علماء االجتماع واحلقوق واملتخصصني‬

‫والتجارية واخلدمات العامة واخلاصة‪ ،‬ويبحث كذلك يف‬

‫بالتأمني والضمان االجتماعي‪ ،‬والسياسيني والنقابيني‪ ،‬جعل‬ ‫ً‬ ‫الوصول إىل اتفاق تام حول موضوعاته األساسية ً‬ ‫مستحيال‪،‬‬ ‫أمرا‬

‫بني القوة العاملة يف البالد املعنية واهليئة االجتماعية‬

‫مع أن هناك موضوعات ال جدال حوهلا‪ ،‬وهي ضرورة أن يبحث‬

‫بصورة عامة‪ ،‬على الصعيدين الوطين والدولي يف آن واحد»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد ّ‬ ‫تعريفا أكثر سهولة‬ ‫يعرف بعضهم اقتصاد العمل‬

‫يف مشاكل العمل وتنظيمه وضمانه‪ ،‬إضافة إىل األجور‬

‫العالقات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬املتفرعة من كل ذلك‪،‬‬

‫وأقرب إىل الفهم‪« :‬بأنه فرع من االقتصاد يهتم باملشاكل‬

‫العمل والعمال وأرباب العمل‬

‫املتطورة لقضايا العالقات الصناعية والتشغيل واألجور‬

‫أ ـ العمل‪ :‬من وجهة نظر مشولية وإنسانية‪ ،‬هو العملية اليت‬ ‫ميارس بها اإلنسان تأثريه يف الطبيعة‪ّ ،‬‬ ‫ينظم بها ردود فعله‬

‫اإلنسان ملصلحة شخص آخر بأجر معني حتت إشراف الشخص‬

‫املادية‪ .‬وهذه العملية ضرورية لبقاء اجلنس البشري ألن املواد‬

‫املذكور وتوجيهه»‪.‬‬

‫املتوافرة يف الطبيعة ليست كلها جاهزة لالستعمال‪ ،‬وإشباع‬

‫والضمان االجتماعي‪ ،‬ويبحث يف العمل الذي يقوم به‬

‫‪24‬‬

‫والقوة العاملة والتأمينات االجتماعية‪.‬‬


‫إضافة إىل قوة عمله أدوات اإلنتاج اليت يعمل بها ورؤوس األموال‬

‫احلاجات املادية والروحية لإلنسان‪ .‬أي إن العمل‪ ،‬باملعنى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سابقا حول‬ ‫تصورا‬ ‫االجتماعي‪ ،‬خيتص باإلنسان الذي ميلك‬

‫اليت يستخدمها‪ .‬ويف حني يعمل العامل األجري عند اآلخرين‬

‫اهلدف من هذا العمل يربطه بالوعي االجتماعي‪ ،‬ويصنع من‬

‫وحلسابهم اخلاص وينفق ما حيصل عليه منهم يف مقابل‬

‫أجل ذلك األدوات املادية املختلفة للسيطرة على الطبيعة‪،‬‬ ‫ثم ُيوازن بني ما كان يتوقعه من نتائج وما حصل عليه‬ ‫ً‬ ‫فعال‪ .‬أما العمل باملعنى االقتصادي فهو اجلهد اإلرادي املبذول‬

‫عمله من دون مقدرة كبرية على التوفري أو على حتسني‬ ‫ً‬ ‫غالبا على‬ ‫شروط حياته املعيشية حيصل العامل املستقل‬

‫من قبل اإلنسان يف سبيل احلصول على منفعة مادية سواء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عضليا‪ .‬وعلى هذا فإن اجلهد الذي‬ ‫ذهنيا أم‬ ‫أكان هذا العمل‬

‫ّ‬ ‫وميكنه من التوفري‬ ‫كسب يفيض عن حاجاته األساسية‬ ‫ً‬ ‫وأخريا حني ال حيصل‬ ‫لزيادة ثروته وتطوير أدوات إنتاجه‪.‬‬ ‫العامل األجري على أي كسب عند انقطاعه عن العمل يف‬

‫ً‬ ‫يبذل من دون قصد احلصول على منفعة ال ّ‬ ‫عمال باملعنى‬ ‫يعد‬

‫بعض األنظمة االقتصادية يف العامل‪ ،‬حيصل العامل املستقل‬ ‫ً‬ ‫دائما على بعض الكسب حتى عند انقطاعه عن العمل‬

‫والتنظيم واملنفعة‪.‬‬

‫نتيجة املردود اخلاص لرأس املال الذي يستعمل أو ألدوات‬

‫ولذلك فإن الشرط األساسي للعمل هو بذل اجلهد واحلصول‬

‫اإلنتاج اليت يستخدم‪ .‬واحلقيقة أن هذا التفريق بني العامل‬

‫على املنفعة‪ ،‬ويقرتن ذلك بالتضحية واألمل‪ ،‬وال ينفي ذلك أن‬ ‫أعماال كثرية ذات منفعة اقتصادية ّ‬ ‫ً‬ ‫تولد لدى القائمني‬ ‫هناك‬

‫األجري والعامل املستقل ال ينفي صفة العامل عن أي منهما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جهدا للحصول على منفعة‪ .‬ومع أن العامل‬ ‫إذ يبذل كالهما‬

‫بها متعة ولذة شخصية مثل عمل الكاتب والفنان‪ .‬لكن‬ ‫ً‬ ‫دائما بالوعي‪ ،‬فاجلهد‬ ‫العمل االقتصادي جيب أن يقرتن‬

‫املستقل قد يعاني من االستغالل فإن وجود رب للعمل وعدم‬ ‫ً‬ ‫دائما وجود االستغالل‪.‬‬ ‫امتالك العامل ألدوات اإلنتاج حيتم‬

‫االقتصادي‪ ،‬فالعمل باملفهوم االقتصادي يقتضي التفكري‬

‫ً‬ ‫اجملرد من الوعي ال ّ‬ ‫عمال‪ ،‬وجيب أن يقرتن بالعوض‪،‬‬ ‫يعد‬

‫مع أن العوض خيتلف باختالف طبيعة العمل‪ ،‬فقد يكون‬ ‫ً‬ ‫مستقال حني يشتغل العامل حلساب نفسه وبإرادته‬ ‫العمل‬

‫ً‬ ‫تابعا حني يشتغل العامل حلساب غريه‬ ‫املستقلة‪ ،‬أو يكون‬ ‫ً‬ ‫وبناء على توجيهاته‪ ،‬وقد يكون اجتماعيا حيث يشتغل‬ ‫العامل خلدمة اجملتمع بوجه عام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أعماال كثرية متنوعة ال ميكن حصرها‬ ‫وأخريا فإن هناك‬ ‫ختتلف اختالفات كثرية‪ ،‬مع مفهوم العمل وتعاقب‬

‫ً‬ ‫متييزا آخر بني العمال على أساس طبيعة‬ ‫كذلك فإن هناك‬ ‫ً‬ ‫عامال يغلب على عمله الطابع العضلي‪،‬‬ ‫العمل إذ جند‬

‫ً‬ ‫وعامال يغلب على عمله الطابع الفكري‪ ،‬ويستخدم العامل‬ ‫األول طاقته العضلية يف حني يستخدم الثاني كفايته‬ ‫التقنية واإلدارية والعملية‪ ،‬وهي الكفايات اليت حصل عليها‬

‫بالعلم واإلعداد واملمارسة‪ .‬ومن وجهة نظر اقتصاد العمل فإنه‬ ‫ال فرق بني العامل البدني والعامل الذهين‪ ،‬مادام كالهما‬ ‫ُي َ‬ ‫ستخدم يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬ويعمل مقابل أجر ملصلحة‬

‫التشكيالت االقتصادية ـ االجتماعية‪.‬‬

‫اآلخرين‪ ،‬ويمُ ارس عليه االستغالل بصور خمتلفة‪ ،‬ويعاني‬ ‫ً‬ ‫غالبا من البؤس واحلرمان‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذهنيا يف جمال‬ ‫عضليا أو‬ ‫جهدا‬ ‫ب ـ العمال‪ :‬هم كل من يبذل‬

‫ج ـ أرباب العمل‪ :‬وهم األشخاص الذين يستخدمون العمال‬

‫النشاط االقتصادي بهدف إنتاج اخلدمات والسلع االقتصادية‬

‫وتعود إليهم ملكية املشروع االقتصادي‪ ،‬ومسؤولية جناحه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أو إخفاقه‪ ،‬فهم ال ّ‬ ‫ماديا فقط‪ ،‬وإمنا‬ ‫وجودا‬ ‫ميثلون مثل العمال‬

‫بغرض الكسب سواء قام الشخص بهذا النشاط حلسابه‪ ،‬أو‬ ‫حلساب اآلخرين وحتت توجيههم وإشرافهم مبقابل أجر معني‪.‬‬ ‫وقد يقصر بعضهم تعريف العامل على من يؤجر قوة عمله‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‪ .‬وهذا‬ ‫تتضمن ملكية أدوات اإلنتاج‬ ‫ملكية مادية‪ ،‬ألنها‬ ‫ً‬ ‫أشخاصا حقيقيني‬ ‫يعين أن أرباب العمل ميكن أن يكونوا‬

‫من أجل العيش‪ ،‬أي حيصر مفهوم العامل مبن يعمل فقط عند‬

‫أو اعتباريني‪ ،‬ولذلك فإن بعض قوانني العمل وتشريعاته‬

‫اآلخرين وحلسابهم‪ ،‬ويأخذ مفهوم العامل عند هؤالء مفهوم‬

‫تشري إىل أن رب العمل هو شخص طبيعي أو معنوي يستخدم‬ ‫ً‬ ‫عامال أو أكثر مقابل أجر يدفع له يف خمتلف جماالت العمل‬

‫األجري‪ ،‬ألنهم حيصرون العمل فيمن ميلك قوة عمله فقط من‬ ‫دون أن ميلك أدوات اإلنتاج‪ .‬وهكذا فإن هناك ً‬ ‫فرقا بني العامل‬

‫يف القطاع اخلاص‪ .‬وهذا يعين بالضرورة أن تلك القوانني‬

‫األجري والعامل املستقل‪ ،‬ففي حني ال ميلك العامل األجري أدوات‬

‫والتشريعات حتصر رب العمل يف القطاع اخلاص وعليه فال‬

‫اإلنتاج اليت يعمل بها أو رؤوس األموال اليت يستخدمها بل‬

‫ميكن عد املسؤولني عن القطاع العام والقائمني عليه أرباب‬

‫يعتمد على جهده العضلي أو الذهين‪ ،‬ميلك العامل املستقل‬

‫عمل‪ .‬ويف النهاية فإن ما ينظم العالقة بني العامل ورب العمل‬

‫‪25‬‬


‫هو عقد يسمى عقد العمل‬

‫البداية نتيجة التحاق الطالب بالتعليم‪ ،‬وعلى العكس‬

‫د ـ القوة العاملة‪ :‬يقصد بالقوة العاملة جمموع الناس‬

‫كلما نقص عدد الطالب الذين يتابعون تعليمهم زاد‬

‫الراغبني يف العمل والقادرين عليه‪ ،‬سواء كانوا عاملني او‬ ‫غري عاملني‪ .‬وتنحصر القوة العاملة يف الفئة العمرية بني‬ ‫ً‬ ‫أحيانا املشتغلون ممن‬ ‫‪ 14‬و‪ 60‬سنة‪ ،‬وإن كان يضاف إليها‬

‫املعروض من قوة العمل‪ .‬لكن الثقافة والتعليم يؤثران‬ ‫ً‬ ‫إجيابيا يف زيادة الطلب على العمل‪،‬‬ ‫يف مراحل متقدمة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فعاال يف دخوهلا جمال‬ ‫تأثريا‬ ‫وخصوصا تعليم املرأة الذي يؤثر‬

‫هم دون الثانية عشرة وفوق الستني ‪ .‬ويقسم السكان‬

‫العمل وإسهامها يف النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫عادة إىل ثالث فئات عمرية‪:‬‬

‫‪ 4‬ـ عوامل اقتصادية‪ :‬يؤثر الوضع االقتصادي يف زيادة نسبة‬

‫فئة السكان قبل سن العمل وهي يف العادة فئة السكان‬

‫القوة العاملة أو إنقاصها‪ ،‬وإن سياسة األجور وسياسات العمل‬ ‫ً‬ ‫تؤثر ً‬ ‫إجيابا يف كمية املعروض من قوة العمل‪ .‬وال شك‬ ‫سلبا أو‬

‫العمل وهم الذين يؤلفون قوة العمل وتقع أعمارهم بني ‪-12‬‬

‫يف أن الوضع االقتصادي والتطور الذي حدث فيه يؤكد أن‬

‫‪65‬سنة‪ ،‬وفئة السكان الذين جتاوزوا سن العمل أي بعد‬

‫التغري يف حجم قوة العمل وتركيبها صفة مالزمة للحركة‬

‫‪65‬سنة وهم املتقاعدون‪ .‬وختتلف تلك النسب من جمتمع‬

‫والتغري يف االقتصاد‪.‬‬

‫الذين مل يبلغوا بعد سن ‪ 12‬سنة‪ ،‬وفئة السكان يف سن‬

‫إىل آخر حبسب اهلرم السكاني لكل جمتمع‪.‬‬ ‫إن حتديد نسبة القوة العاملة إىل جمموع السكان‬ ‫بدقة غري ممكن‪ ،‬ألن هذه النسبة تتعلق باألحوال‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والتارخيية لكل بلد‪ ،‬كما‬ ‫أنها تتغري حبسب الزمان واملكان على املستويني الفردي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬فعلى املستوى الفردي تزداد حاجة الناس إىل‬ ‫العمل بازدياد مستواهم التعليمي وباخنفاض مستوى‬ ‫مداخيلهم املادية‪ ،‬أما على املستوى االجتماعي فإن ذلك‬ ‫يتوقف على قدرة االقتصاد على امتصاص قوة العمل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫وميكن أن ّ‬ ‫نسبة ال‬ ‫نسبة قدرها ‪ %70‬أو ‪%80‬‬ ‫تعد يف العادة‬ ‫بأس بها ولو أنها ميكن أن تبلغ أكثر من ذلك بكثري يف‬ ‫الدول املتقدمة حيث يكون لتشغيل املرأة أثر كبري يف‬ ‫رفع تلك النسبة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تتأثر قوة العمل كما ونوعا جبملة من العوامل أهمها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ عوامل سكانية‪ :‬إذ تتعلق ّ‬ ‫قوة العمل مبعدالت املواليد‬ ‫والوفيات واهلجرة‪ ،‬ألن هذه املعدالت تؤثر يف شكل اهلرم‬ ‫السكاني ويف حجم القوة البشرية وتركيبها‪ ،‬ومعدالت‬ ‫تزايدها وتناقصها‪ .‬ومن خصائص تلك املعدالت أنه ميكن‬ ‫معرفتها ودراستها وإجراء إسقاط هلا ومعرفة حجم القوة‬ ‫البشرية وتركيبها‪ ،‬وقوة العمل يف حلظة زمنية معينة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ عوامل اجتماعية‪ :‬وهي العوامل اليت تزيد أو تنقص من‬ ‫اإلقبال على العمل‪ ،‬وتؤثر يف حجم قوة العمل مثل إقبال‬ ‫املرأة على العمل‪ ،‬وعدد األطفال يف األسرة الواحدة و سن‬ ‫الزواج‪ ،‬وسن التقاعد‪ ،‬وملستوى تطور اجملتمع أثر كبري يف‬ ‫تغري تلك العوامل‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ عوامل ثقافية‪ :‬ينخفض املعروض من قوة العمل يف‬

‫‪26‬‬

‫األجور‬ ‫األجر هو أحد الفروع األساسية القتصاد العمل‪ ،‬وأحد العوامل‬ ‫املهمة يف حتديد نسبة قوة العمل‪ .‬واألجر بالتعريف هو املقدار‬ ‫النقدي أو العيين الذي يدفع مقابل استخدام العمل‪ ،‬وخيتلف‬ ‫هذا األجر حبسب طريقة الدفع‪ ،‬وله أهمية اقتصادية ألنه‬ ‫إحدى نفقات اإلنتاج واحملدد الرئيس لدخل العامل‪ ،‬لكن‬ ‫املهم أكثر من ذلك فيما يتعلق باقتصاد العمل أن األجر له‬ ‫أثر يف املعروض من العمل ويف الطلب عليه‪.‬‬ ‫أ ـ تأثري األجر يف عرض العمل‪ :‬لألجور أثر بارز يف زيادة‬ ‫املعروض من قوة العمل أو تناقصه‪ ،‬ألنه كلما زادت األجور زاد‬ ‫املعروض من قوة العمل‪ ،‬وكلما تناقصت تناقص املعروض‬ ‫منها‪ ،‬ولذلك فإنه ً‬ ‫تبعا ّ‬ ‫ملعدل األجور يف كل قطاع اقتصادي‬ ‫ُ‬ ‫وطالب العمل‬ ‫يزداد أو ينقص املعروض من العمل يف القطاع‪.‬‬ ‫يوازن يف العادة بني املنفعة اليت ميكن أن حيصل عليها من‬ ‫العمل َمقاسة باألجر واجلهد الذي سوف يبذله يف أثناء العمل‪،‬‬ ‫ويتحدد على أساس ذلك إقدامه على العمل أو عزوفه عنه‪.‬‬ ‫وخيتلف تأثري األجـور إذا كانت عامة على كل القطاعات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬أو خاصة يف قطاع معني أو صناعة معينة‪ ،‬فإذا‬ ‫كان تغري األجور ً‬ ‫عاما يف كل القطاعات االقتصادية فليس‬ ‫هناك فائدة بالتحول من قطاع اقتصادي إىل آخر أو من صناعة‬ ‫ً‬ ‫اخنفاضا‪ ،‬يشمل كل‬ ‫إىل أخرى‪ ،‬ألن التغري‪ ،‬إذا كان‬

‫ً‬ ‫ارتفاعا فاألمر كذلك‪ .‬ويكون أمام‬ ‫القطاعات وإذا كان‬

‫العامل خيار واحد‪ ،‬إما أن يقبل العمل‪ ،‬وإما أن يرتكه على‬ ‫أساس املنفعة الكلية اليت ميكن أن جينيها واألمل الكلي‬ ‫ً‬ ‫خاصا يف‬ ‫الذي ميكن أن يتحمله‪ .‬أما إذا كان تغري األجور‬


‫بعض القطاعات أو بعض الصناعات فقط فإن املعروض من‬

‫هذه البضاعة وهكذا‪.‬‬

‫قوة العمل سوف يزداد أمام القطاعات أو الصناعات اليت زاد‬

‫‪ 2‬ـ تطور اإلنتاجية‪ :‬كلما زادت اإلنتاجية قل الطلب على‬

‫فيها األجر ويقل أمام القطاعات أو الصناعات اليت يقل فيها‬

‫العمل‪ ،‬ولذلك جند أن القطاعات اليت تزداد فيها إنتاجية‬

‫األجر‪ .‬ويزداد املعروض أمام قطاعات األجر املرتفع إما لزيادة‬

‫العمل يقل فيها الطلب على العمل‪ ،‬كما أن الطلب على‬ ‫ً‬ ‫كبريا يف القطاعات ذات اإلنتاجية الضعيفة‬ ‫العمل يكون‬

‫املتقدمني ممن كانوا خارج قطاع العمل وإما لتحول العمال‬ ‫من القطاعات ذات األجر املنخفض إىل القطاعات ذات األجر‬

‫ً‬ ‫قليال ويقل باستمرار‬ ‫كالزراعة واخلدمات‪ ،‬يف حني يكون‬

‫املرتفع‪.‬‬

‫مع تطور اإلنتاجية يف القطاعات االقتصادية احلديثة‪.‬‬

‫وتتوقف مرونة انتقال العمال من قطاع اقتصادي ما وإليه‬

‫‪ 3‬ـ استخدام اآللة‪ :‬كلما كان إدخال اآللة يف النشاط‬

‫على طبيعة العمل يف هذا القطاع وعلى مستوى تأهيل‬

‫االقتصادي أكرب قل الطلب على العمل‪ .‬ويعود السبب يف‬

‫العمال وعلى القوانني والتشريعات العمالية السائدة‪ .‬لذلك‬

‫إحالل اآللة حمل العامل إما لرخصها نسبة إىل أجر العامل وإما‬

‫متكن االستفادة من حتريك األجور يف بعض القطاعات‬

‫ألسباب فنية‪ .‬وال شك أن اخنفاض أجور العمال ال يشجع على‬

‫املهمة لالقتصاد الوطين من أجل حتريك القوة العاملة باجتاه‬

‫استخدام اآللة وإحالهلا حمل العامل‪ ،‬فقد أخذت اآللة حتل‬

‫تلك القطاعات‪.‬‬

‫حمل العامل يف الدول اليت ترتفع فيها األجور‪ ،‬يف حني ما تزال‬ ‫ً‬ ‫نسبيا تعتمد على قوة العمل‬ ‫الدول اليت تنخفض فيها األجور‬

‫ب ـ تأثري األجر يف الطلب على العمل‪ :‬كانت النظرية‬ ‫التقليدية ّ‬ ‫تعد العمل سلعة مثل باقي السلع يزداد طلب‬

‫البشري‪ .‬ويالحظ ّ‬ ‫تركز الصناعات اليت حتتاج إىل أيد عاملة‬

‫الرأمساليني عليها باخنفاض سعرها ويقل طلبهم عليها‬

‫كثرية يف الدول اليت تنخفض فيها األجور كما يف قارة‬

‫بارتفاع سعرها‪ ،‬ومل تدرك النظرية الكالسيكية آنذاك‬

‫آسيا‪ ،‬يف حني ترتكز الصناعات اليت ال حتتاج إىل كثافة‬

‫أن الطلب على العمل مرتبط بالطلب على السلع اليت ينتجها‬

‫يف األيدي العاملة يف الدول اليت ترتفع فيها األجور كما يف‬

‫ذلك العمل‪ ،‬ولذلك فإن اخنفاض أجور العمال ال يزيد من‬

‫أوروبا‪.‬‬

‫الطلب عليهم إذا مل ترافق ذلك زيادة يف الطلب على السلع‬

‫ً‬ ‫أن العمل أصبح اليوم ّ‬ ‫وواجبا عليه‪ ،‬كباقي‬ ‫حق ًا لإلنسان‬

‫اليت ينتجونها‪.‬‬

‫حقوقه وواجباته يف احلياة‪ ،‬وذلك ألن العمل ضرورة‬

‫وجتدر االشارة ّ‬ ‫أن طلب أرباب العمل على عمل العمال‬ ‫ال يتوقف على اخنفاض أجورهم أو ارتفاعها‪ ،‬وإمنا على‬ ‫اخنفاض الطلب على السلع اليت ينتجها هؤالء العمال أو‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من األيدي العاملة‬ ‫ارتفاعه‪ ،‬وأن أرباب العمل يطلبون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتصريفا أسرع للبضائع اليت ينتجها‬ ‫طلبا أكرب‬ ‫إذا توقعوا‬

‫هؤالء العمال‪ .‬ولذلك فإن الطلب على العمال الذين ينتجون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رواجا يف السوق سوف يزداد وإن مل تنخفض‬ ‫سلعا تلقى‬

‫لضمان عيشه وعيش من يعيلهم‪ ،‬وألنه ضرورة لبقاء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تبعا‬ ‫سابقا‬ ‫اجملتمع وتقدمه‪ .‬لقد كان العمل يستغل‬ ‫لطبيعة كل تشكيلة اقتصادية اجتماعية وبناء‬ ‫على مصلحة الطبقة املهيمنة على هذه التشكيلة اليت‬ ‫تضمن كذلك العمل للعمال ولكن اليوم كل دول‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تتبنى مكاتب متخصصة لتأمني عمل‬ ‫تقريبا‬ ‫العامل‬ ‫للعمال وتشجيع حقيقي لالستثمارات اليت ختلق فرص‬ ‫ً‬ ‫سعيا إىل الوصول للعمالة الكلية أو‬ ‫عمل هلم‪ ،‬وذلك‬

‫أجورهم‪ .‬والعكس صحيح‪ ،‬فإن الطلب على العمال الذين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طلبا يف السوق سوف يقل وإن اخنفضت‬ ‫سلعا ال جتد‬ ‫ينتجون‬

‫الكاملة‪ ،‬والسيما أن هناك قناعة يف وجود رابطة بني‬

‫أجورهم‪ .‬وعلى هذا األساس فإن الطلب على العمل يتأثر بعدة‬

‫العمالة الكاملة ومستوى اإلنتاج املالئم‪ .‬إن حجم اإلنتاج‬

‫عوامل أهمها‪:‬‬

‫يتناسب مع العمالة إضافة إىل كونه مصدر دخل اجملتمع‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ تطور اإلنتاج‪ :‬وذلك نتيجة لزيادة الطلب‪ ،‬إذ يزداد الطلب‬

‫وهكذا فإن العمل واجب على اإلنسان من أجل احلصول‬

‫على العمل بازدياد اإلنتاج‪ ،‬وينشأ طلب جديد على العمل‬

‫على حاجاته املعيشية وخدمة اجملتمع احمليط به‪ ،‬أي خدمة‬

‫عندما يكون هناك إنتاج بضاعة جديدة أو ّ‬ ‫حتول يف اإلنتاج‬

‫نفسه وخدمة اآلخرين غري القادرين على العمل‪ ،‬وتوفري‬

‫من بضاعة إىل أخرى‪ .‬وتؤدي يف العادة زيادة إنتاج بضاعة‬

‫الشروط املعيشية املالئمة هلم مبا ميلك ذلك اإلنسان من‬

‫ما إىل ختفيض أسعار هذه البضاعة وإىل زيادة الطلب عليها‬

‫فائض عمل ومن خالل الوسائل القانونية واألخالقية‬

‫ويؤدي ذلك إىل زيادة الطلب على األيدي العاملة اليت تنتج‬

‫واالجتماعية اليت ينظمها اجملتمع‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫تكامل االقتصاد‬ ‫العربي وأسباب‬ ‫الفشل‬ ‫قد يكون من السهل احلديث عن «العامل العربي»‬ ‫ككيان ثقايف‪ ،‬ولكن احلديث عن «إقتصاد عربي» هو‬ ‫من قبيل اجملاز أو التمين‪ .‬فاالقتصاديات العربية جمزأة‪ ،‬وهى‬ ‫قليلة الرتابط االقتصادي فيما بينها‪ ،‬حيث ترتبط كل‬ ‫دولة بالعامل اخلارجي‪ ،‬أكثر مما ترتبط باملنطقة‪ .‬وحتى‬ ‫فى األحوال التى تزيد فيها العالقات االقتصادية البينية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثريا ما ترتبط بأوضاع عارضة أو غري مستقرة‪.‬‬ ‫فإنها‬ ‫فالواقع العربي‪ ،‬قد ميثل حقيقة تارخيية‪ ،‬أو جغرافية‪ ،‬أو‬

‫– ‪ 1989‬إىل ما يقرب من الصفر فى الفرتة ‪ ،2000 - 90‬واخنفض‬

‫لغوية‪ ،‬أو حضارية أو غري ذلك‪ ،‬لكن بالقطع ال يرقى إىل‬

‫معدل الواردات البينية من ‪ %14‬إىل ‪ %7‬بني الفرتتني املشار إليهما‪.‬‬

‫مستوى «احلقيقة االقتصادية»‪ ،‬وإن كان ذلك ال مينع من‬

‫وإذا كانت التجارة العربية البينية ما تزال حمدودة‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫ضعفا فى الرتابط االقتصادي العربي‪ ،‬فإن احلقيقة‬ ‫يعكس‬

‫املناسبة له‪.‬‬

‫أن هذه الصورة هى نتيجة لدخول جتارة النفط فى املعامالت‪،‬‬

‫رغم كثرة احلديث عن التعاون االقتصادي العربي‪ ،‬أو‬

‫واملعروف أن صادرات النفط تتجه فى الغالب إىل العامل اخلارجي‪.‬‬

‫التكامل أو حتى االندماج‪ ،‬فال تزال العالقات االقتصادية‬

‫ولذلك فإنه إذا إستبعدنا النفط من احلساب‪ ،‬فإن الصور تصبح‬ ‫ً‬ ‫إشراقا‪ ،‬وخاصة بالنسبة لبعض دول املنطقة فصادرات‬ ‫أكثر‬

‫فى ‪ 1945‬ثم اجمللس االقتصادي واالجتماعي فى ‪،1953‬‬

‫األردن ً‬ ‫مثال للمنطقة – بدون النفط – متثل ‪ ،%47‬وسوريا ‪،%20‬‬

‫وجملس الوحدة االقتصادية العربية ‪ ،1957‬ورغم العديد من‬

‫وهكذا فإن دخول النفط فى التجارة اخلارجية للدول العربية‪،‬‬

‫االتفاقات االقتصادية العربية‪ ،‬ال تزال التجارة البينية العربية‬

‫ساعد على مزيد من اإلندماج فى السوق العاملية على حساب‬

‫أقل من ‪ %10‬من حجم التجارة اخلارجية للدول العربية‪ ،‬فى حني‬

‫االرتباط بالسوق العربية‪ .‬ورغم كل ذلك فما تزال التجارة‬

‫أنها تبلغ حواىل ‪ %40‬فى جمموعة الدول األسيوية وأكثر من‬ ‫ً‬ ‫فضال عن السوق األوروبية‬ ‫‪ %20‬فى دول أمريكا الالتينية‪،‬‬

‫العربية البينية حمدودة‪ ،‬وال تربر احلديث عن منطقة إقتصادية‬ ‫أو حقيقة إقتصادية مؤثرة‪.‬‬

‫التى تزيد فيها التجارة البينية عن ‪ .%60‬وال يقتصر األمر على‬

‫وإذا كان هذا هو حال التجارة‪ ،‬فإن األمر خيتلف بالنسبة‬

‫ضآلة حجم التجارة العربية البينية‪ ،‬بل أن معدل منوها شهد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تزايدا‪ .‬فقد اخنفض معدل‬ ‫تناقصا وليس‬ ‫فى التسعينيات‬

‫النتقاالت عناصر اإلنتاج‪ :‬العمل ورأس املال‪ ،‬إذ عرفت املنطقة‬

‫إمكانية حتوله إىل مثل هذه احلقيقة إذا توفرت الظروف‬

‫العربية ‪ -‬العربية حمدودة‪ .‬فمنذ إنشاء جامعة الدول العربية‬

‫ً‬ ‫سنويا فى الفرتة ‪86‬‬ ‫منو الصادرات البينية من حواىل ‪%13‬‬

‫‪28‬‬

‫إنتقاالت هامة لعناصر اإلنتاج‪ ،‬وخاصة العمل‪ ،‬خالل احلقبة‬ ‫النفطية‪ .‬ومع ثورة النفط وما تطلبه من حركة بناء وتوسيع‪،‬‬


‫اليت تسهم يف حتسني أجواء ومناخ االستثمار؛ مثل املؤسسة‬ ‫العربية لضمان االستثمار والعديد من املصارف العربية‪.‬‬ ‫يتضح مما تقدم أنه على حني أن التجارة العربية البينية ما‬ ‫تزال ضئيلة‪ ،‬فان انتقاالت عناصر اإلنتاج – وخاصة العمل –‬ ‫فيما بني الدول العربية ميثل أهمية كبرية يف االقتصاديات‬ ‫العربية‪ .‬ويثري التساؤل هنا‪ ،‬أال تعترب انتقاالت عناصر اإلنتاج‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مظهرا للتكامل االقتصادي‪ ،‬مما يربر احلديث عن اقتصاد‬ ‫عربي؟‬ ‫احلقيقة أن انتقاالت عناصر اإلنتاج فيما بني الدول العربية‬ ‫ً‬ ‫فضال عن‬ ‫كانت هلا آثار بعيدة على اهلياكل االقتصادية‪،‬‬ ‫اآلثار االجتماعية الناشئة عن املعايشة بني أفراد األمة العربية‪.‬‬ ‫ومع ذلك فان انتقاالت عناصر اإلنتاج‪ ،‬وعلى خالف التجارة‬ ‫ختضع العتبارات خاصة‪ ،‬قد ال جتعلها كافية إلنشاء كيان‬ ‫اقتصادي متكامل‪ ،‬فانتقاالت عناصر اإلنتاج ال تصلح وحدها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دائما للتعاون االقتصادي اإلقليمي‪ .‬فمن‬ ‫أساسا‬ ‫ألن تكون‬ ‫ناحية ميكن أن تتأثر هذه االنتقاالت باالعتبارات السياسية‪،‬‬ ‫كما حدث يف معظم دول اخلليج إثر حرب اخلليج الثانية‪ ،‬أو‬ ‫االعتبارات االقتصادية كما حدث يف معظم هذه الدول مع‬ ‫فقد كان من الضرورى استقدام أيد عاملة من الدول اجملاورة‪.‬‬

‫اخنفاض أسعار النفط وظهور الركود االقتصادي بها‪ .‬وما‬

‫وهكذا عرفت احلقبة النفطية وخاصة منذ السبعينات‬

‫حدث بعد األزمة املالية العاملية األخرية‪ ،‬وتداعياتها الكبرية‬

‫انتقاالت هامة لأليدى العاملة – وخاصة من الدول العربية‬

‫على االقتصاد العاملي والعربي‪ .‬ويرجع ذلك إلي أن وجود‬ ‫ً‬ ‫كثريا ما يثري حساسيات سياسية واجتماعية‬ ‫عمالة وافدة‪،‬‬

‫للعمالة حركة حتويالت هامة من العاملني فى هذه الدول إىل‬

‫يصعب السيطرة عليها مما يساعد على ظهور انتفاضات‬

‫بلدانهم األصلية حتى أصبحت حتويالت العاملني – فى بعض‬

‫بني احلني واآلخر‪ .‬وكذلك ال ينبغي أن ننسى أن حاجة الدول‬

‫األحيان – أهم مصدر للعملة األجنبية لعدد من الدول العربية‬

‫اخلليجية للعمالة الوافدة اجتهت إىل االخنفاض التدرجيي‪،‬‬

‫غري النفطية – مصر‪ ،‬اليمن‪ ،‬األردن‪ ،‬السودان باإلضافة إىل دول‬

‫نتيجة انتهاء فرتة البناء والتشييد الواسعة من ناحية‪ ،‬وظهور‬

‫املغرب العربي‪ .‬ومع ذلك ينبغي أن نشري إىل أن اجتاه انتقال‬

‫أيد عاملة وطنية مدربة من ناحية أخرى‪ .‬أما قيام التجارة‬

‫العمالة إىل الدول النفطية‪ ،‬قد بدأ فى اإلخنفاض فيما بني‬

‫البينية بني األطراف املتعاملة يف منطقة معينة فانه يعين أن‬

‫الدول العربية‪.‬‬ ‫وإىل جانب إنتقاالت العمالة‪ ،‬فقد ساعدت احلقبة النفطية‪،‬‬

‫يتشكل االقتصاد ويتحدد التخصص الدولي أو اإلقليمي يف‬ ‫ً‬ ‫استقرارا ومع مراعاة االحتياجات‬ ‫كل منها على حنو أكثر‬

‫على قيام تيار من املعونات العربية من الدول النفطية إىل الدول‬

‫املتبادلة يف هذه األسواق‪ .‬فالتجارة البينية تؤثر يف تشكيل‬

‫العربية األخرى‪ .‬وقد نشأت هلذا الغرض عدة مؤسسات مالية‬

‫هياكل اإلنتاج يف الدول املعينة بشكل متكامل فيما‬ ‫ً‬ ‫أنواعا من الرتابط اإلنتاجي مع ما يرتتب عليه‬ ‫بينها حبيث ختلق‬

‫العربية؛ مثل الصندوق الكوييت للتنمية‪ ،‬الصندوق العربي‬

‫من آثار على ختصيص املوارد بني الصناعات املختلفة وإنشاء‬

‫لإلمناء‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬صندوق أبو ظيب للتنمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضال عن إنشاء عدد من املؤسسات‬ ‫الصندوق السعودي للتنمية‪.‬‬

‫شبكات من العالقات التجارية املستمرة‪ ،‬وبالتالي التأثري يف‬

‫اجملاورة – إىل الدول اخلليجية‪ .‬وقد صاحب هذه اإلنتقاالت‬

‫عربية – وطنية أو مجاعية – لتشجيع متويل املشروعات‬

‫شكل املعيشة على حنو يومي ومستقر‪ .‬أما انتقاالت عناصر‬

‫‪29‬‬


‫اإلنتاج فإنها ال تعدو أن تؤدي إىل حتويالت مالية متقطعة‬ ‫وغري منتظمة مع بقاء اهلياكل اإلنتاجية يف كل دولة‬ ‫ً‬ ‫وأخريا‪ ،‬فان قيام تيار من التجارة‬ ‫منفصلة عن الدول املتجاورة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضا إىل تشجيع‬ ‫كثريا ما يؤدي‬ ‫البينية بني دول املنطقة‬ ‫االستثمارات املتبادلة‪.‬‬ ‫وال ينبغي أن نعتقد أن وضع الدول العربية من حيث انتمائها‬ ‫القومي والثقايف وتفككها االقتصادي والسياسي أمر‬ ‫غريب‪ ،‬فحتى نهاية احلرب العاملية الثانية‪ ،‬كانت أوروبا‬ ‫– ورغم تارخيها احلضاري وقيمتها الثقافية املشرتكة‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا؛ إجنلرتا ترتبط مبستعمراتها وكذا‬ ‫– جمزأة‬ ‫احلال بالنسبة إلي فرنسا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬أما أملانيا فإنها تتعامل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حبثا عن جماهلا احليوي‪ .‬ولذلك‬ ‫أساسا مع وسط أوروبا‬ ‫فوحدة أوروبا االقتصادية حديثة وليست قدمية‪ ،‬وهى‬ ‫«مصنوعة» ليست «طبيعية» حتى أن جان مونيه – ‪Jean‬‬ ‫‪ – Monet‬أبو أوروبا احلديثة – كان يقول «أن أوروبا‬ ‫مل توجد بعد والبد من خلقها» وقد سبقه يف هذه املقولة‬ ‫بسمارك الذي رأى – يف سبعينات القرن التاسع عشر –‬ ‫يف أوروبا جمرد حقيقة جغرافية‪ ،‬وقد يكون من املفيد‬ ‫أن نشري هنا إىل عالقة التطورات اإلقليمية بالتطورات‬ ‫العاملية‪ .‬فالعوملة يف أوروبا هي مزيد من االندماج االوروبي‬ ‫ً‬ ‫صحيحا أن االجتاه العام يف‬ ‫وليس االندماج العاملي‪ .‬فليس‬ ‫ً‬ ‫دائما حنو مزيد من االندماج العاملي‪ ،‬فاإلقليمية‬ ‫الدول هو‬ ‫ً‬ ‫جسرا للعاملية‪ ،‬األمر الذي مل حيدث يف املنطقة‬ ‫كانت‬

‫يعترب مؤلف جاكوب فاينر عن «االحتادات اجلمركية»‪،‬هو‬ ‫األساس النظري لقضايا االحتادات اإلقليمية‪ .‬ومييز فاينر يف‬ ‫حتديد الداللة االقتصادية ملثل هذه االحتادات اإلقليمية‪ ،‬وما‬ ‫توفره من تفضيالت على اجتاه التخصص والتجارة‪ ،‬فيميز بني‬

‫العربية‪.‬‬

‫ما يطلق عليه أثر إنشاء أو خلق التجارة ‪Trade Creation‬‬

‫لماذا لم ينجح التكامل االقتصادي العربي ؟‬

‫‪ Effect‬واثر حتويل التجارة ‪ .Trade Diversion Effect‬يف‬

‫السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ملاذا مل يتحقق التكامل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سابقا يطرح نفسه‪ ،‬هل‬ ‫سؤاال‬ ‫االقتصادي العربي؟ بل لعل‬ ‫ً‬ ‫حقا التعاون االقتصادي اإلقليمي مطلوب‪ ،‬أم أن االندماج‬ ‫يف االقتصاد العاملي كاف‪ ،‬وبالتالي فانه ال حمل – مع‬ ‫اجتاهات العوملة واالنفتاح على العامل – لتعاون إقليمي؟‬ ‫وهل التكامل اإلقليمي خطوة أم على العكس عقبة‬ ‫أمام االنفتاح على االقتصاد العاملي؟ وإذا كانت اإلجابة‬ ‫بأن اإلقليمية خطوة مدعمة للتعامل مع االقتصاد العاملي‬ ‫وهلا فوائدها للدول املتجاورة‪ ،‬فلماذا مل تتحقق رغم ما فيها‬

‫‪30‬‬

‫هذه أسئلة حتتاج إلي إجابات‪ ،‬أو على األقل‪ ،‬إىل عناصر لإلجابة‪.‬‬

‫من فوائد؟‬

‫احلالة األوىل تؤدي املزايا والتفضيالت اإلقليمية إىل خلق‬ ‫فرص جديدة لإلنتاج‪ ،‬وبالتالي التجارة تتمتع مبزايا نسبية‬ ‫نتيجة اتساع السوق وزوال العقبات بني أعضاء التكتل‬ ‫اإلقليمي‪ .‬أما يف احلالة الثانية فان زيادة التجارة بني أعضاء‬ ‫االحتاد‪ ،‬ال تكون نتيجة لفرص جديدة بقدر ما هي نتيجة‬ ‫للمعاملة التفضيلية بني دول االحتاد على حساب التجارة‬ ‫األكثر كفاءة مع بقية العامل اخلارجي‪ .‬وهكذا فان‬ ‫«االحتاد اإلقليمي» – يف رأى فاينر – يزيد من الكفاءة‬ ‫االقتصادية عندما يؤدى هذا الرتتيب اإلقليمي إىل خلق فرص‬ ‫جديدة للتجارة‪ ،‬وال يكون كذلك إذا مل يرتتب عليه سوى‬


‫وراء جناح االقتصاد األمريكي هو سعة السوق‪ ،‬فهي قا ّرة‬ ‫دون حواجز أو عقبات‪ .‬فاحلجم يف ذاته هو إحدى املزايا النسبية‬ ‫لإلنتاج وحرمان املنطقة العربية من مزايا احلجم هو حرمانها‬ ‫من إحدى املزايا النسبية لإلنتاج املعاصر‪ .‬ولعل أخطر ما يهدد‬ ‫مستقبل الصناعة يف املنطقة العربية هو عدم توافر سوق‬ ‫مناسبة‪ ،‬فمعظم الدول العربية دول صغرية مبعثرة‪ .‬وهكذا‬ ‫فان التعاون االقتصادي العربي هو يف األساس العمل على‬ ‫توفري سوق اقتصادية واسعة‪ .‬ولعل املنطقة العربية يف هذا‬ ‫الصدد أقرب إىل منوذج آدم مسيث للتجارة منها إلي منـوذج‬ ‫ريكـاردو‪ .‬فاألول كان يرى أن أساس التقدم هو توافر‬ ‫األسـواق الكبرية واليت تتيـح مزايا التخصص وتقسيم العمل‬ ‫وتوفري اقتصاديات النطاق ‪ ،Economies of Scale‬يف حني‬ ‫أن الثاني – ريكاردو – اقتصر على آثار اختالف التكاليف‬ ‫النسبية بافرتاض وجود سوق كافية لكل اقتصاد‪ .‬وإذا‬ ‫أخذنا يف االعتبار مدى توافر اإلمكانيات املالية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫القدرة على االستثمار‪ ،‬يف معظم دول اخلليج واليت تعاني من‬ ‫نقص وقصور األسواق احمللية‪ ،‬فإننا ندرك إلي أية درجة حيول‬

‫حتويل التجارة نتيجة هلذه احلماية والتفضيالت اإلقليمية‪.‬‬ ‫وقد يؤخذ على حتليل فاينر أنه من ناحية‪ ،‬حتليل استاتيكي‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى «اقتصادي» ‪ Economistic‬حبيث ال يأخذ‬ ‫يف االعتبار سوى اآلثار االقتصادية باملعنى الضيق‪ ،‬يف حني‬ ‫أن االندماج أو التكامل اإلقليمي قد تكون له آثار بعيدة‬

‫عدم توافر احلجم االقتصادي املناسب من االستفادة القصوى‬ ‫ً‬ ‫حمليا من املوارد املتاحة (الفوائض املالية)‪ .‬وفى نفس الوقت فإن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‬ ‫عددا من الدول العربية األخرى ذات األسواق الكبرية‬ ‫يعاني من قصور يف اإلمكانات املالية‪ .‬وبذلك فانه يبدو أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فرصا لألموال‬ ‫مزيدا من التكامل اإلقليمي ميكن أن يوفر‬ ‫اخلليجية لالستثمار احلقيقي يف املنطقة العربية‪ً ،‬‬ ‫بدال من‬

‫على شكل املؤسسات السياسية واالقتصادية واليت تؤثر‬

‫التوظيف املالي يف األسواق املالية العاملية‪ .‬وقد سبق يف دراسـة‬

‫بدورها على األداء االقتصادي على املدى الطويل‪ .‬ففي حالة‬ ‫الوحدة األوروبية ً‬ ‫مثال مل تقتصر أهم نتائج التعاون االقتصادي‬

‫مستقلـة أن أوضح الكاتب مدى خطورة التوظيف املالي‬ ‫‪ Financial Placement‬باملقارنة باالستثمـار احلقيقي‬

‫اإلقليمي بني دول اجملموعة األوروبية على املؤشرات‬

‫‪ Real Investment‬بالنسبـة لـدول الفائض من اخلليج فيما‬

‫االقتصادية وحدها بقدر ما برزت يف محاية التقاليد األوروبية‬

‫يتعلق حبماية القيمة احلقيقية هلذه التوظيفات‪ .‬فالتوظيف‬ ‫ً‬ ‫غالبا دون أن يرتتب على‬ ‫املالي هو توظيف يف أصول مالية‬

‫وإذا نظرنا إلي اجملموعة العربية فإننا جند أن معظم الدول‬

‫ذلك بالضرورة زيادة يف االستثمارات احلقيقية‪ ،‬أما االستثمار‬

‫العربية ال تتمتع إال بأسواق حملية حمدودة مما حيول دون‬

‫احلقيقي وهو ما يتحقق عند االستثمار عادة يف الدول‬

‫الوصول إىل الكفاءة االقتصادية يف معظم الفروع اإلنتاجية‬

‫النامية مما يؤدي إىل زيادة حقيقية يف حجم االستثمارات‬

‫الصناعية‪ .‬فالصناعة احلديثة هي بطبيعتها صناعة لألسواق‬

‫العينية على مستوى العامل‪ .‬وقد أوضح التحليل املتقدم أن‬

‫الكبرية‪ ،‬وبالتالي فان استمرار التجزئة يف األسواق العربية‬

‫االستثمارات احلقيقية هي اليت تضمن محاية القيمة الفعلية‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تتآكل قيمته مع‬ ‫بعكس التوظيف املالي الذي‬

‫يف نتائج اقتصادية مباشرة نتيجة لتوافر سوق واسعة‪.‬‬

‫يعنى حرمان املنطقة من أية صناعة واعدة‪ .‬وأحد األسباب‬

‫‪31‬‬


‫مرور الزمن‪ .‬وال خيفى أن حتقيق مثل هذا اهلدف ال ميكن‬

‫هناك تداخل يف كثري من األحيان بني العقبات املادية‬

‫دون إجراء إصالحات إقتصادية وتشريعية ومؤسسية يف‬ ‫ً‬ ‫مناخا‬ ‫الدول العربية املستقبلة لإلستثمارات‪ ،‬مبا حيقق‬

‫واملؤسسية‪ .‬فمن بني العقبات املادية حنو منو التجارة‪ ،‬ضعف‬

‫ً‬ ‫إستثماريا ومحاية ّ‬ ‫فعالة حلقوق املستثمرين‪.‬‬ ‫كذلك ال ينبغي أن ننسى أن معظم الدول النامية تواجه‬ ‫ً‬ ‫حتديا حنو فتح أسواقها أمام السوق العاملية دون متييز‪،‬‬ ‫اآلن‬

‫انسياب التجارة بني الدول‪ .‬فإذا كانت شبكة الطرق بني‬ ‫ً‬ ‫مثال‬ ‫خمتلف الدول غري كافية – على عكس الوضع‬

‫األمر الذي يفرض عليها أعباء غري قليلة للتأقلم مع هذه‬

‫بالنسبة للدول األوروبية – فان إجراءات احلدود والتخليص‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا مما يؤدي إىل رفع‬ ‫كثريا ما تزيد األمور‬ ‫اجلمركي‬

‫معقولة وبدرجة من التدرج تسمح لصناعاتها باالستعداد‬

‫تكلفة النقل‪ .‬أضف إىل ذلك أن هناك عالقة تبادلية خيتلط‬

‫هلذه املنافسة القادمة‪ .‬وال خيفى أن الرتتيبات اإلقليمية مبا‬

‫فيها السبب بالنتيجة يف العالقة بني نقص حجم التجارة‬

‫تتضمنه من مزايا متبادلة لدول اجلوار ومبا يسمح بتقوية‬

‫العربية البينية‪ ،‬ونقص خطوط املالحة البحرية بني خمتلف‬

‫اقتصادياتها يف جو من املنافسة املقبولة‪ ،‬أمر يساعد هذه‬

‫املواني العربية‪ .‬فنتيجة لصغر حجم التجارة العربية البينية‬

‫الدول على الدخول يف الرتتيبات العامة على حنو أكثر‬

‫بني الدول العربية‪ ،‬ال توجد خطوط مالحية كافية ودائمة‬

‫قدرة وبشروط أفضل للمساومة‪ .‬ويظهر األمر بشكل‬

‫وبالتالي ترتفع تكلفة النقل بني هذه الدول‪ .‬وباملقابل‪ ،‬فانه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فرصا‬ ‫نظرا لعدم توافر اخلدمات املالحية بشكل كاف‪ ،‬فان‬

‫األوضاع اجلديدة‪ ،‬وهي أمور حتتاج ألن يتم ذلك على فرتات‬

‫واضح وحمدد يف حالة الدخول يف ترتيبات مع اجملموعة‬ ‫األوروبية اليت تواجه الدول العربية منفردة ً‬ ‫بدال من التعامل‬ ‫معها كمجموعة إقليمية‪ .‬وهكذا تعترب «اإلقليمية»‬

‫للتجارة تضيع‪ .‬وهكذا‪ ،‬تتداخل األسباب مع النتائج‪ ،‬وتصبح‬ ‫ً‬ ‫سببا لنقص التجارة ونتيجة يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫هذه العقبة‬

‫خطوة على مسار «العاملية»‪ .‬وقد كانت هذه أي على‬

‫وميكن القول بأن تضاؤل النتائج املتحققة يف ميدان‬

‫األحوال حمصلة جتربة أوروبا‪ .‬فاالندماج االوروبي يف العوملة‬

‫التعاون االقتصادي العربي يطرح قضية منطقية بالنسبة‬

‫إمنا قد جاء من خالل مزيد من االندماج االقتصادي االوروبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأخريا فانه مع اجتاهات العوملة وغلبة االيدولوجية‬

‫ملدى عقالنية العمل العربي‪ .‬وهل يعمل «النظام العربي»‬

‫الليربالية‪ ،‬فان جتزئة وانفصال العالقات بني الدول العربية‬ ‫يساعد على استمرار األمناط القائمة يف أشكال التنظيم‬

‫ملصلحته أم ضد مصلحته؟‬

‫التكامل االقتصادي «سلعة عامة»‪:‬‬

‫السياسي واالقتصادي وبالتالي اإلنعزال عن التيار العاملي‬

‫يعرف االقتصاديون «السلعة» بأنها كل شئ نافع من ناحية‪،‬‬

‫السائد‪ ،‬يف حني أن فتح األبواب وإتاحة حرية التجارة والعمل‬

‫وأن توفريها يتطلب تكلفة أو تضحية من ناحية أخرى‪.‬‬

‫وامللكية ألبناء األمة العربية من خمتلف األقطار من شأنه‬

‫فالسلعة جيب أن تكون نافعة وهي ليست جمانية‪ .‬واألصل‬

‫أن يساعد على إدخال األفكار اجلديدة للتحرير وتوسيع‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من التقارب والتعاون االقتصادي‬ ‫انتشارها‪ .‬وبذلك فان‬

‫أن عالقة املنفعة والتكلفة حتدد ما ينتج من سلع‪ ،‬فطاملا أن‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مساعدا‬ ‫عامال‬ ‫العربي يف إطار من الليربالية قد يكون‬ ‫لتدعيم قوى احلرية والدميقراطية يف املنطقة العربية‪.‬‬

‫املنافع تزيد على التكاليف‪ ،‬فان اجملتمعات تتجه إىل توفري‬ ‫هذه السلع حيث أن ما حتققه من ورائها من منافع يزيد على‬

‫ورغم هذه املنافع اليت يتفق عليها االقتصاديون فقد ظل‬

‫ما تتحمله من تكاليف وأعباء‪ .‬وتقوم عادة السوق بتوفري‬ ‫ً‬ ‫دائما حيث أن هناك‬ ‫هذه السلع‪ .‬ولكن هذا األمر ال يتحقق‬

‫عقدت عليه‪ .‬ويعرتف معظم االقتصاديني بوجود عدد‬

‫من السلع اليت ال شك يف منافعها واليت تزيد فيه هذه املنافع‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا يف السوق‪.‬‬ ‫على تكاليفها‪ ،‬ورغم ذلك فإنها ال تتوافر‬

‫التكامل االقتصادي العربي دون مستوى اآلمال اليت‬ ‫من العقبات املادية أو املؤسسية اليت أعاقت منو العالقات‬ ‫االقتصادية العربية على النحو املأمول به‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫شبكة املواصالت من طرق وخطوط مالحة وخدمات مرتبطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فكثريا ما تزيد اإلجراءات املتبعة من أسباب عرقلة‬ ‫ومع ذلك‬

‫وهذا يقتضي التفرقة بني ما يعرف بـ السلع اخلاصة ‪private‬‬


‫‪ goods‬والسلع العامة ‪.public goods‬‬

‫طريق نوع من التوافق العام كما يف العديد من األعمال‬

‫ويشرتك النوعان يف أن توفريهما يتطلب تكاليف وأعباء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منحا جمانية‪ ،‬ولكنهما خيتلفان يف‬ ‫وبالتالي فإنها ليست‬

‫اخلريية‪ .‬ومن هنا فانه رغم االعرتاف بأهمية وضرورة السلع‬ ‫ً‬ ‫دائما مشكلة مدى توفري هذه السلع‪ .‬وختتلف‬ ‫العامة‪ ،‬تقوم‬

‫نوع املنفعة اليت ترتتب عليهما ومدى إمكان االستئثار أو‬

‫اجملتمعات يف مدى قدرتها على توفري مثل هذه اخلدمات‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملدى توافر نظم سياسية واجتماعية قادرة على اقتطاع‬

‫أو مؤسسات بعينها‪ .‬وما مل يكن هؤالء األفراد واملؤسسات‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫اتفاقا وختصيص هذه املوارد لتوفري هذه السلع‬ ‫جربا أو‬ ‫املوارد‬ ‫ً‬ ‫وكثريا ما تفشل‬ ‫العامة وتوزيعها على األولويات املختلفة‪.‬‬

‫ميكن توفريها مما بلغت منافعها‪ .‬ولذلك فان توفري أي سلعة‬

‫اجملتمعات يف توفري هذه السلع أو توفريها بشكل مناسب‬

‫إمنا هو رهن مبدى توافر االستعداد لتحمل تكاليف وأعباء‬

‫نتيجة لطبيعة النظام السياسي واالجتماعي ومدى قدرته‬

‫توفريها‪ ،‬فإذا مل يوجد هذا االستعداد فلن تنتج هذه السلع وإن‬

‫على استخدام القهر املشروع أو التوافق العام لتوفري هذه‬

‫طال احلديث عن أهميتها‪ .‬وبطبيعة األحوال فان االستعداد‬

‫السلع واخلدمات العامة‪ .‬ومن هنا فإننا ال جند أي تناقض يف‬

‫االختياري لتحمل تكاليف وأعباء توفري السلعة‪ ،‬إمنا‬

‫التأكيد على أهمية ومنفعة سلعة أو خدمة من ناحية وعدم‬

‫يرتبط مبدى تقدير املنفعة العائدة من هذه السلعة ومقارنة‬

‫إمكان توفريها من ناحية أخرى‪ .‬فاالعرتاف مبنفعة السلعة‬ ‫ً‬ ‫منطقيا قبول حتمل أعباء وتكاليف‬ ‫أو اخلدمة ال يعنى‪،‬‬

‫والتكلفة العائدة ملن يتحمل التكلفة‪ ،‬أما ما يعود على‬

‫إنتاجها وتوفريها‪ .‬فقد ترتكز التكاليف واألعباء على‬

‫الغري فانه ال يدخل يف احلساب‪ .‬ولذلك فمن الضروري أن‬

‫فئة يف حني أن املنفعة تكون شائعة وموزعة على آخرين‪.‬‬

‫تكون هذه املنافع قابلة لالستئثار وليست شائعة‪ .‬وهنا‬

‫وبالتالي نكون بصدد سلعة أو خدمة عامة حبيث ال يكون‬ ‫ً‬ ‫مستعدا لتحمل أعباء توفريها‪.‬‬ ‫أحد‬

‫املنافع املرتتبة عليهـا‪ .‬وهـذا هو أسـاس التفرقة بني « السلع‬

‫ولذلك فانه من املتفق عليه أن السلع واخلدمات العامة ال‬ ‫ً‬ ‫اختيارا – رغم أهميتها – وأنه البد من تدخل‬ ‫ميكن توفريها‬

‫‪ principle of exclusion‬مبعنـى أن املستخـدم للسلعة‬

‫سلطة عليا أو الوصول إلي اتفاق بني املتعاملني على كيفية‬

‫يفيد منها – بشكل عام – وحده دون مشاركة اآلخرين‪،‬‬

‫توفريها وتوزيع أعباء إنتاجها عليهم‪.‬‬

‫وبالتالي فانه يكون عادة على استعداد لتحمل تكاليفها‪.‬‬

‫لذلك ميكن القول أن التعاون أو االندماج االقتصادي العربي‬

‫وتنجح السوق بالتالي يف توفريها‪ .‬أما «السلع العامة» فان‬

‫هو نوع من السلعة أو اخلدمة العامة اإلقليمية اليت تعود‬

‫منافعها تكون عادة شائعة‪ .‬ومن هنا فان السلع العامة تثري‬

‫بالنفع على اجلميع‪ ،‬ولكن هذا النفع شائع متى حتقق أفاد‬

‫عادة مشكلة كربى يف توفريها‪ .‬فهي ليست أقل أهمية أو‬

‫منه اجلميع وال ميكن حرمان أحد منه‪ .‬وعندما نتحدث عن‬

‫فائدة من «السلع اخلاصة»‪ ،‬بل قد تكون أكثر أهمية‪ ،‬مثل‬

‫اجلميع فإننا نشري إىل األفراد واملشروعات سواء منها القائمة‬

‫توفري األمن واالستقرار والعدالة ونظام نقدي مستقر ومرافق‬

‫أو احملتملة اإلنشاء‪ ،‬وسواء منها الوطين أو األجنيب فاجلميع‬

‫عامة‪ .‬ولذلك رغم إدراك كل فرد بأهمية السلع واخلدمات‬ ‫ً‬ ‫اختياريا‪ ،‬واألصل أن تتوافر‬ ‫العامة‪ ،‬فعادة ال ميكن توفريها‬

‫يشمل كافة الوحدات االقتصادية يف احلاضر واملستقبل‬

‫شيوع االنتفاع بها‪ .‬أما التكاليف فالبد وأن يتحملها أفراد‬

‫على استعداد لتحمل تكاليف إنتاج السلعة‪ ،‬فانه ال‬

‫هذه املنفعة بالتكاليف املطلوبة‪ .‬والعربة هنا هو باملنفعة‬

‫جند أن السلع ختتلف فيما بينها من حيث شيوع أو استئثار‬

‫اخلاصة « و» السلع العامة «‪ .‬فاألولـى تعـرف مبدأ االستئثار‬

‫عن طريق تدخل وقهر السلطة‪ ،‬اليت تقتطع الضرائب ً‬ ‫جربا من‬ ‫األفراد وتوفر اخلدمات العامة حبصيلة هذه الضرائب أو عن‬

‫اليت تتعامل مع االقتصاد‪ .‬وباملقابل فان توفري هذه السلعة أو‬ ‫اخلدمة ليس ً‬ ‫ً‬ ‫جمانيا‪ ،‬بل يرتتب عليه أعباء وتكاليف‪.‬‬ ‫أمرا‬ ‫وإذا كانت منافع التعاون االقتصادي تعود على اجلميع‬

‫‪33‬‬


‫بهذا املعنى‪ ،‬فان القرار يف شأنها هو من شأن السلطات‬ ‫السياسية اليت تضع القيود على سيادتها ومدى احلواجز‬ ‫بني الصناعات القائمة بها وبني اخلارج‪ .‬ففى حالة التعاون‬

‫النهاية هي باملقارنة بني حجم ووزن املنافع من ناحية وحجم‬ ‫ً‬ ‫متعلقا‬ ‫ووزن األضرار من ناحية أخرى‪ .‬ومع ذلك فإن األمر ليس‬

‫االقتصادي العربي‪ ،‬فإننا جند أنفسنا بصدد وضع لدول‬

‫ً‬ ‫كثريا ما يتعلق‬ ‫فقط باحلجم املطلق لكل منهما‪ ،‬بل‬

‫مستقلة عليها أن تقدر املنافع واألعباء اليت تعود عليها –‬

‫بالصوت العالي ‪ .Voice‬فهناك بعض املصاحل القادرة على‬

‫كدول أو نظم سياسية – من هذا التعاون وما يرتتب على‬

‫التعبري عن نفسها بقوة رغم أنها قد ال تكون كبرية‪ ،‬يف‬

‫ذلك من تأثري على نشاطها االقتصادي‪ .‬فإذا كانت األعباء‬

‫حني أن مصاحل أخرى كبرية قد ال تنجح يف التعبري عن‬

‫اليت تفرض على هذه الدول – كنظم سياسية أو قطاعات‬

‫نفسها بنفس القوة رغم أهميتها‪.‬‬

‫اقتصادية – جتاوز املنافع اليت تعود عليها مباشرة فال أمل‬

‫جيب اإلعرتاف بأن هناك إعرتاضات متثل معارضة مشروعة‬

‫يف أن تقبل مثل هذا التعاون‪ .‬وال يتناقض هذا السلوك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انصياعا‬ ‫إطالقا مع الرشادة االقتصادية‪ ،‬بل أنه يعترب‬

‫للحماية من املنافسة «غري العادلة» من الدول الشقيقة‪.‬‬ ‫فمنتجات بعض الدول تتمتع مبيزة تنافسية جتاه أسعار الدول‬

‫هلا‪ .‬فليست الرشادة هي يف املقارنة بني املنافع اإلمجالية‬

‫األخرى الشقيقة املنافسة ليس بسبب كفاءة إنتاجية وإمنا‬

‫والتكاليف اإلمجالية‪ ،‬وإمنا هي يف املقارنة بني املنافع‬

‫بسبب مزايا تتمتع بها يف دوهلا يف شكل إعانات صرحية‬

‫العائدة إلي متخذ القرار السياسي بالتكامل االقتصادي‬

‫أو ضمنية‪ .‬وقد اعرتفت اتفاقات منظمة التجارة العاملية حبق‬

‫والتكاليف اليت يتحملها‪.‬‬

‫الدول املنضمة إىل االتفاقية باختاذ إجراءات ملواجهة «اإلغراق»‬

‫قضية التعاون االقتصادي العربي‪ ،‬هي قضية تعنى‬

‫أو اإلعانات حلماية الصناعة احمللية يف مواجهة منافسة‬ ‫ً‬ ‫نوعا من هذه اإلجراءات البد وأن‬ ‫الدول األخرى‪ .‬وال شك أن‬

‫التكامل االقتصادي‪ّ ،‬‬ ‫وان املنطق وراءها هو مدى ما يتحقق‬

‫يراعى يف حترير التجارة ضمن أشكال التعاون االقتصادي‬

‫ملتخذي هذه القرارات من منافع أو تكاليف تعود عليها‬

‫العربي‪ .‬ولذلك فقد يكون من الواقعية االعرتاف مبشروعية‬

‫مباشرة نتيجة ملثل هذه القرارات‪.‬‬

‫جزء من هذه املخاطر اليت تتعرض هلا بعض القطاعات من‬

‫فالصناعة يف معظم الدول العربية‪ ،‬قامت على أساس إحالل‬

‫جراء فتح األبواب بني الدول العربية‪ ،‬والعمل على وضع آلية‬

‫الواردات ووجود سوق حملية حتظى حبماية مجركية‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‪ .‬ولذلك فان هذه الصناعات ترى بشكل عام‬ ‫عالية‬

‫«لتعويضها» عن هذه املخاطر‪.‬‬

‫بالعالقة بني قرارات سياسية‪ ،‬تتخذ إلزالة العقبات أمام‬

‫‪34‬‬

‫ً‬ ‫أيضا املتضررين‪ ،‬والعربة يف‬ ‫املستفيدون منه‪ .‬كما أن هناك‬

‫من هنا قد يكون من املناسب أن تتضمن برامج التكامل‬ ‫االقتصادي االتفاق على ختصيص ميزانية وموارد مالية‬

‫يف حترير التجارة مع العامل اخلارجي أو من خالل تعاون‬ ‫ً‬ ‫اضعافا ملركزها التنافسي يف الداخل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫إقليمي‬

‫مناسبة لتعويض األطراف املتضررة من زيادة حجم التكامل‬

‫مهددة ألرباحها‪ .‬وهكذا فان مثل هذه الصناعات تعرب‬

‫االقتصادي العربي‪ ،‬والعمل يف نفس الوقت على اإلزالة‬

‫عادة عن نوع من املقاومة ألية إجراءات يرتتب عليها أضعاف‬

‫التدرجيية ألسباب هذه األضرار‪ .‬وقد عملت السوق األوروبية‬

‫ما تتمتع به من محاية للسوق احمللي‪ .‬ومن هنا موقفها‬

‫منذ البداية على االعرتاف بأن بعض القطاعات وخاصة‬

‫املناوىء يف كثري من األحيان إلجراءات التعاون االقتصادي‬

‫يف الزراعة يف بعض الدول مثل فرنسا – ميكن أن تضار‬

‫اإلقليمي فيما يتضمنه من ختفيف أو إزالة ما تتمتع به‬

‫أكثر من غريها من مزيد من التكامل االقتصادي االوروبي‪،‬‬

‫هذه الصناعات من مركز متميز يف أسواقها احمللية‪.‬‬

‫فكفلت اتفاقات التعاون االقتصادي االوروبي توفري آلية‬

‫والتعاون االقتصادي اإلقليمي‪ ،‬شأنه شأن كل قرار‬

‫لتعويض هذه القطاعات‪ .‬ومن هنا ينبغي النظر إىل التكامل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا له منافع كما‬ ‫مشروعا‬ ‫االقتصادي العربي باعتباره‬

‫اقتصادي‪ ،‬يؤدي إىل منافع وأضرار‪ ،‬عوائد وأعباء‪ .‬فهناك‬


‫أن له تكاليف‪ ،‬وهذه وتلك هلا نتائج مالية جيب أن تتحملها‬

‫خيوط السلطة سياسية كانت أو اقتصادية‪ .‬وإذا كانت‬

‫الدول‪ .‬فالتكامل االقتصادي العربي‪ ،‬مثل أي مشروع هام‬

‫بعض هذه الدول قد اضطرت إىل توسيع دور القطاع اخلاص‬

‫ولكنه ليس هبة بال تكلفة‪ ،‬ولكن فوائده أكرب‪.‬‬

‫حتت ضغط األعباء االقتصادية املتزايدة – الديون اخلارجية‬

‫الخالصـــة‪:‬‬ ‫أن التعاون االقتصادي العربي مل يتحقق يف الواقع ألن‬ ‫ً‬ ‫أسبابا منطقية تربر جتاهل املنافع االقتصادية حيث‬ ‫هناك‬ ‫أن هناك تكاليف وأعباء أكثر أهمية وخطورة من هذه‬ ‫املنافع بالنسبة ملتخذي القرار‪ ،‬وهو عادة قرار ذو طابع‬ ‫سياسي حيث يتعلق بعالقة الدولة باخلارج ومدى حدود‬ ‫سلطاتها وسيادتها‪ .‬هناك ً‬ ‫أوال جمموعة من العقبات الراجعة‬ ‫لقصور أو نقص يف البنية األساسية املادية مثل املواني‬ ‫وخطوط املالحة والطرق والسكك احلديدية‪ .‬ولكن‬ ‫هناك عقبات أشد قسوة يف البنية األساسية املؤسسية‬ ‫مثل إجراءات التخليص اجلمركي والعبور عرب احلدود‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا نظم التحويالت النقدية واملصرفية‪ ،‬وضعف‬ ‫التسويق وتوافر املعلومات عن مصادر التوريد واحتياجات‬ ‫األسواق‪ .‬والقائمة طويلة‪ .‬وينبغي االعرتاف أن هناك‬ ‫ً‬ ‫حتسنا يف هذا امليدان‪ ،‬وفى مجيع األحوال فان هذه األنواع‬ ‫من القصور والنقص تؤثر يف قدرة الدولة التصديرية سواء‬ ‫يف إطار التعاون االقتصادي العربي أو يف التعامل مع العامل‬ ‫اخلارجي بوجه عام‪.‬‬ ‫ولكن إىل جانب هذه العقبات املادية واملؤسسية‪ ،‬فهناك‬ ‫أسباب سياسية– موروثة أو قائمة – جتعل التكلفة‬ ‫السياسية أو االقتصادية ملتخذي قرارات إزالة احلواجز‬ ‫أكثر من العائد االقتصادي املباشر عليهم‪ ،‬رغم أن املنافع‬ ‫االقتصادية اإلمجالية العائدة على اجملتمع قد تكون‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من‬ ‫أكرب من هذه التكلفة املباشرة‪ .‬كذلك فان‬ ‫االنفتاح االقتصادي‪ ،‬وخاصة لعناصر غري حملية‪ ،‬من شأنه‬ ‫أن يضعف سلطات احلاكم شبه املطلقة يف معظم الدول‬ ‫العربية‪ .‬ومن هنا رأينا أن االجتاه يف عديد من الدول العربية‬

‫– وبتأثري املؤسسات الدولية‪ ،‬فالزال القطاع اخلاص احمللي‬ ‫أكثر ليونة وإنصياع من القطاع اخلاص اخلارجي‪ ،‬ولذلك‬ ‫ً‬ ‫فإن القطاع اخلاص احمللي يكون عادة أكثر قبوآل‬ ‫ألشكال احلكم املطلق من القطاع اخلاص اخلارجي‪.‬‬ ‫ولكل ذلك فان منطق التعاون االقتصادي اإلقليمي ال‬ ‫يزدهر إال يف إطار من الدميقراطية‪ .‬فالنظم الدميقراطية‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أنها‬ ‫ليست – بطبيعتها – عدائية أو تآمرية‪،‬‬ ‫بتداول السلطة‪ ،‬فإنها ال تسمح بقيام السلطة املطلقة‬ ‫للحكومات واليت تقاوم أية مشاركة يف هذه السلطة‪،‬‬ ‫سواء من الداخل أو من اخلارج‪ .‬وقد يكون من املفيد هنا أن‬ ‫نتذكر أن من أسباب جناح التعاون االقتصادي االوروبي‪،‬‬ ‫هو أن القائمني على إنشاء السوق األوروبية املشرتكة‬ ‫قد عمدوا منذ البداية يف اتفاقية روما بإنشاء السوق عام‬ ‫‪ 1957‬على التأكيد على أن املشاركة يف عضوية هذه‬ ‫السوق سوف يقتصر فقط على الدول األوروبية اليت متارس‬ ‫الدميقراطية وتشرتك يف املبادئ والقيم العامة الحرتام‬ ‫حقوق االنسان‪ .‬فمع شيوع الدميقراطية واحرتام حقوق‬ ‫االنسان تتضاءل إلي حد بعيد املزايا السياسية لالستئثار‬ ‫باحلكم والسيطرة على مجيع املقررات السياسية‬ ‫واالقتصادية للبالد‪ .‬وبذلك ال ترى السلطة السياسية‬ ‫ً‬ ‫انتقاصا‬ ‫القائمة يف زيادة التعاون االقتصادي اإلقليمي‬ ‫لسلطتها السياسية‪ .‬وعلى العكس فان هذه احلكومات‬ ‫الدميقراطية ترى – مع التأكد الشعيب جلهود الوحدة ‪-‬‬ ‫أن اإلسراع بإجراءات التكامل االقتصادي مع شركائهم‬ ‫مما يدعم التأييد الشعيب هلم وبالتالي يزيد من سلطتهم‬ ‫ا لسيا سية‬ ‫ً‬ ‫وأخريا جيب أال تقتصر جهود العمل على التكامل‬ ‫االقتصادي العربي على املطالبة بإزالة احلواجز‪ ،‬وإمنا‬ ‫االعرتاف بأن التعاون أو التكامل االقتصادي العربي هو‬

‫حنو اإلصالح االقتصادي وفتح الباب للقطاع اخلاص كان‬ ‫ً‬ ‫مرتددا بالنظر إلي ما يرتتب على اتساع دور القطاع اخلاص‬

‫مشروع له تكلفة كما أن له منافع‪ ،‬وبالتالي ضرورة‬

‫من وضع القيود على حرية حركة السلطة السياسية اليت‬

‫توفري «ميزانية عربية» هلذا املشروع وجتربته ما يفيد‬

‫تعودت يف كثري من الدول العربية‪ ،‬على اإلمساك بكافة‬

‫الوطن العربي ويساعد على ترابطه‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫اآلثار احملتملة للتعديل احلاصل على قانون‬ ‫العقوبات مبوضوع إعطاء شيكات دون رصيد‬ ‫أدخل التعديل احلاصل للمادتني ‪666‬و‪ 667‬عقوبات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جوهريا‬ ‫تغيريا‬ ‫مبوجب القانون رقم ‪ 87‬تاريخ ‪2010/3/6‬‬

‫من حيكم عليه بإحداها أي من النتائج احملددة يف تلك‬

‫يف طبيعة جرم إعطاء الشيكات دون رصيد عندما‬

‫القوانني واليت ترتتب على من حيكم عليه جبرم شائن‪».‬‬

‫نص أن اسقاط احلقوق الشخصية يؤدي إىل سقوط‬

‫أما املادة ‪ « :667‬يعاقب بعقوبات التدخل يف اجلرم املعني‬

‫دعوى احلق العام وعندما أخرج هذا اجلرم من نطاق‬

‫اعاله من أقدم عن معرفة على استالم شك دون مؤونة‪.‬‬

‫اجلرائم الشائنة مع ما يستتبع هذا االمر من عدم ترتيب‬

‫تضاعف هذه العقوبات إذا كان حامل الشك قد استحصل‬ ‫ً‬ ‫متدخال‪.‬‬ ‫عليه لتغطية قرض بالربا حتى ولو مل يكن‬

‫عليه جبرم شائن‪.‬‬

‫باستثناء حالة االستحصال على شيك لتغطية قرض بالربا ‪،‬‬

‫وهكذا أصبح نص املادتني بعد التعديل على‬

‫إن إسقاط احلقوق الشخصية يؤدي إىل سقوط دعوى احلق‬

‫الشكل التالي‪:‬‬

‫العام‪».‬‬

‫املادة ‪- « :666‬كل من أقدم على سحب شك دون مؤونة‬

‫إن احملور االساسي واجلوهري يف املادتني املذكورتني هو‬

‫سابقة ومعدة للدفع أو مبؤونة غري كافية‪.‬‬

‫انزال العقاب بكل من الساحب أو املتدخل يف قبول شيك‬

‫‪ -‬كل من اسرتجع كل املؤونة أو بعضها بعد سحب‬

‫دون مؤونة عن علم سابق أو من يستحصل على الشيك‬

‫الشك‪.‬‬

‫لتغطية قرض بالربا ‪.‬‬

‫‪ -‬كل من أصدر منعا عن الدفع للمسحوب عليه يف‬

‫ً‬ ‫أيضا الساحب الذي يسرتجع كل أو‬ ‫كما أن العقاب يطال‬

‫غري احلاالت املنصوص عليها يف املادة ‪ 428‬من قانون‬

‫بعض هذه املؤونة بعد سحبه للشيك والساحب الذي يصدر‬ ‫ً‬ ‫منعا عن الدفع يف غري احلالتني املنصوص عليهما يف املادة‬

‫يعاقب باحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات‬

‫‪ 428‬جتارة وهما حالة فقدان الشيك أو حالة إفالس حامله ‪.‬‬

‫وبالغرامة من مليون لرية إىل أربعة ماليني لرية‬ ‫ً‬ ‫مضافا اليه‬ ‫وحيكم عليه بدفع قيمة الشك‬

‫فالغاية واهلدف منهما محاية الشيك كوسيلة دفع محاية‬

‫اي من النتائج احملددة يف القوانني على من حيكم‬

‫التجارة‪.‬‬

‫بدل العطل والضرر إذا اقتضى االمر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ايضا باالضافة إىل عقوبات‬ ‫ويف حال التكرار تطبق‬ ‫التكرار أحكام املادتني ‪66‬و‪.68‬‬

‫‪36‬‬

‫املستعمل يف سائر القوانني املرعية االجراء وال ترتتب على‬

‫كافية وجازمة ومعاقبة كل من ميس بهذه القاعدة‬ ‫اجلوهرية ‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس إذا أصدر الساحب الشيك دون أن تكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تارخيا‬ ‫تارخيا أو أعطاه‬ ‫له مؤونة وقت سحبه ومل يعطه‬

‫إن إسقاط احلقوق الشخصية يف اجلرائم املذكورة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا فإنه يكون قد ارتكب اجلرم‬ ‫أوتارخيا‬ ‫مسبقا‬

‫يؤدي إىل سقوط دعوى احلق العام‪.‬‬

‫املنصوص عليه يف املادة ‪ 666‬عقوبات ‪.‬‬

‫ال ينطبق على هذه اجلرائم وصف اجلرم الشائن‬

‫فالعقاب هنا هو عقاب مبدئي يتوافر مبجرد االقدام على‬


‫المحامي زياد درنيقة‬ ‫دبلوم دراسات عليا‬ ‫اختصاص جتارة دولية‬ ‫(جامعة دجيون – فرنسا)‬

‫سحب مثل هذا الشيك ‪.‬‬

‫يف املعامالت املالية والتجارية واملصرفية‪.‬‬

‫كما أن جرم املادة ‪ 667‬عقوبات يستوجب لقيامه عنصرين‪:‬‬

‫لذلك كان من املتوقع البحث عن وسائل عالجية لتلك‬

‫‪ -1‬استالم الشيك دون مؤونة (الفعل املادي) ‪.‬‬

‫الظاهرة تعتمد اجراءات عديدة من بينها التشدد يف مسألة‬

‫‪ -2‬معرفة املستفيد بأن الشيك هو دون مؤونة (العنصر‬

‫تسليم دفاتر الشيكات يف مقابل تشديد العقوبات‬

‫املعنوي) ‪.‬‬

‫القانونية وزيادة الغرامات والتسريع يف بت قضايا‬

‫أي أنه لقيام هذا اجلرم جيب توافر النية اجلرمية لدى مستلم‬

‫الشيكات دون رصيد امام احملاكم‪.‬‬

‫الشيك دون مؤونة وهي تتمثل يف العلم الذي يثبت االرادة‬

‫فالشيك الذي هو وسيلة دفع مرنة حباجة إىل توفري الوسائل‬

‫الرتكاب اجلرم ‪.‬‬

‫الالزمة حلمايتها ومحاية املتعاملني بها من التالعب وسوء‬

‫وإذا كان هلذا التعديل من جانب إجيابي يف أسبابه املوجبة‬

‫االستخدام‪.‬‬

‫الرامية إىل التعاطي مع كثرة حاالت إعطاء شيكات دون‬

‫فاالمر بغاية اخلطورة إذ ان كثرة الشيكات املرجتعة‬

‫رصيد يف ظل االزمة االقتصادية فانه ال بد من لفت النظر‬

‫تعرقل حركة النشاط االقتصادي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونظرا لالستخدامات املتعددة للشيك واتساع قاعدة‬

‫ما ميكن أن يرافقها من تأثريات سلبية على جوانب احلياة‬

‫املتعاملني به فان املطلوب تشجيع التعامل به ملا له من‬

‫االقتصادية واملصرفية‪.‬‬

‫ميزات يف تسهيل املدفوعات بني االفراد باعتباره اداة وفاء‬

‫فالشيك كورقة جتارية على خالف االوراق التجارية االخرى‬ ‫املتداولة تؤدي وظيفيت الوفاء واالئتمان ً‬ ‫معا على الرغم من‬

‫حتل حمل النقود‪.‬‬ ‫لقد شاع يف احلياة التجارية واملصرفية مبدأ التعامل‬

‫ً‬ ‫أصال هي أداة وفاء لسحب النقود‬ ‫ان وظيفتها االساسية‬

‫بالشيك مؤجل الدفع وذلك بأن يتفق الساحب واملستفيد‬

‫املودعة يف البنوك ‪.‬‬

‫على إرجاء استحقاق الشيك إىل موعد الحق‪ ،‬األمر الذي‬

‫لكن ظاهرة انتشار الشيكات املؤجلة الدفع بشكل‬

‫جيعل منه أداة ائتمان وخيرجه عن إطاره الصحيح كأداة‬ ‫وفاء واجبة الدفع ً‬ ‫فورا حبكم القانون ‪.‬‬

‫احلقيقي وأدى إىل زعزعة الثقة فيه‪،‬‬ ‫وقد حدث هذا االمر يف ظل تدهور يف احلياة االقتصادية‬

‫ً‬ ‫شيكا فيجب على املسحوب عليه‬ ‫فإذا ما اصدر الساحب‬ ‫ً‬ ‫فورا بصرف النظر عن‬ ‫(املصرف) الوفاء بقيمته للمستفيد‬

‫والتجارية واضطرابها‪.‬‬

‫التاريخ ّ‬ ‫املدون عليه باعتبار أن وجود أي شرط خيالف ذلك‬

‫إن سوء اسخدام الشيك اصبح يشكل ظاهرة حقيقية‬

‫جيب النظر إليه كأنه مل يكن ‪.‬‬

‫متثلت يف ضخامة عدد وحجم الشيكات املرجتعة مما يهدد‬

‫وقد ترتب على ذلك بعض النتائج السلبية املتمثلة يف ابعاد‬

‫سبل التعامل بها وحيد من استخدامها كأداة دفع رئيسية‬

‫الشيك عن وظيفته االساسية كأداة وفاء جيب دفع قيمته‬

‫إىل أن هذا التعديل قد يساهم يف تعاظم هذه الظاهرة مع‬

‫كبري أدى إىلإضعاف اهمية الشيك وحرفه عن مساره‬

‫‪37‬‬


‫دون النظر إىل تارخيه املؤجل‪.‬‬

‫من تاريخ إبالغه بذلك‪.‬‬

‫وقد يعمد املستفيد إىل طلب االستحصال على الشيك‬ ‫ً‬ ‫الحقا كأداة تهويل مع علمه املسبق بواقع‬ ‫الستعماله‬ ‫انتفاء املؤونة لكنه يصر على استصدار الشيك ً‬ ‫ظنا‬

‫• عدم تسليم العمالء املدرجة أمساؤهم على الئحة‬ ‫• قيام املصارف باحلصول على املوافقة املسبقة من‬

‫منه انه يف ذلك ضمانة اكيدة متكنه من حتصيل‬

‫العميل بالتنازل عن السرية املصرفية يف حالة رجوع‬

‫حقوقه‪.‬‬

‫أحد الشيكات املسحوبة من قبله‪.‬‬

‫يف هذه احلالة يكون قد ساهم يف ارتكاب اجلرم‬ ‫ً‬ ‫حمرضا وال ميكن بعد ذلك اعتباره‬ ‫ويعترب بالتالي‬ ‫ً‬ ‫متضررا وحيرم بالتالي من سلوك طريق القضاء‬

‫وبالعودة إىل التعديل احلاصل للقانون املشار اليه أعاله‬

‫دون رصيد وإىل تفاقم حدتها‪.‬‬

‫للمطالبة حبقوقه ومينع من االستفادة من الشيك‬

‫ذلك أن التعديل املشار اليه سوف يؤدي إىل تشجيع‬

‫باعتباره أضحى وسيلة غري مشروعة ال جيوز توسلها‬ ‫ً‬ ‫عمال بالقاعدة اليت تعود إىل‬ ‫الثبات احلق واملطالبة به‬

‫املتالعبني يف الشيك لالستفادة من حالة التأخري يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال ومن ثم االفالت‬ ‫وقتا‬ ‫البت يف القضايا واستغراقها‬

‫القانون الروماني واليت تنص على أنه « ال يسمع املرء‬

‫ً‬ ‫وفقا ملا أدخله‬ ‫من العقاب بسقوط الدعوى العامة‬

‫أمام القضاء إذا تذرع خبسته أو عمله الشائن»‪.‬‬

‫التعديل ! !‬

‫ذلك أن فعل كل من الساحب واملستفيد مرتابطان‬

‫فالساحب سيئ النية سوف يستغل التعديل لتحويل‬

‫وال ميكن تصور حصول جرم سحب شيك دون رصيد‬

‫الشيك من آداة دفع إىل أداة تأجيل لإلستحقاق‪،‬‬

‫إال مبساهمة الفاعل وهو الساحب الذي يقوم بتسليم‬

‫واملستفيد الذي يقبل بتسلم الشيك وهو على معرفة‬

‫الشيك واملستفيد الذي يتلقاه فيكون قد عاون‬

‫مسبقة بأنه دون رصيد سوف جيد فيه ضمانة اكراهية‬

‫الساحب على وضع الشيك قيد التداول‪ ،‬ومتى كان‬ ‫املستفيد ً‬ ‫عاملا بأن الشيك هو دون مؤونة وقبل بالرغم من‬

‫حلقوقه يالحق الساحب بها دون ان خياف من العقوبة‬ ‫اليت يراهن أنها لن تلحق به بنتيجة التعديل احلاصل‪.‬‬

‫ذلك بوضعه قيد التداول عن طريق استالمه من الساحب‬

‫لذلك كان من األفضل أن يلغى الطابع اجلزائي ملسألة‬

‫فيكون قد ساعد وسهل ارتكاب اجلرم مما يربر انزال‬

‫الشيكات بدون رصيد بصورة كلية مع زيادة‬

‫العقوبة باملستفيد من الشيك الذي يستلمه وهو على‬

‫الضوابط يف إجراءات تسليم املصارف لدفاتر الشيكات‬

‫معرفة أنه دون رصيد‪.‬‬

‫للعمالء والعناية بنوعية العمالء الذين يتم تسليمهم‬

‫وملعاجلة هذه الظاهرة اختذ مصرف لبنان إجراءات‬

‫دفاتر شيكات ووضع ضوابط حمكمة على عمليات‬

‫عديدة منها‪:‬‬

‫منح العمالء دفاتر شيكات مع التوسع يف استخدام‬

‫• عدم فتح حسابات شيكات للعمالء إال بعد‬

‫وسائل الدفع االلكرتونية واآللية بشكل أكثر‬ ‫ً‬ ‫انتشارا وفعالية‪.‬‬

‫• إدراج إسم العميل املتخلف عن سداد الشيك‬

‫وإال اإلبقاء على احكام املادتني ‪666‬و‪ 667‬عقوبات‬

‫املرجتع لدى مصلحة مركزية العمالء املتخلفني يف‬ ‫ً‬ ‫يوما‬ ‫مصرف لبنان بعد إعطائه مهلة مخسة عشر‬

‫وتفعيل تطبيق اجلزاءات املفروضة وتسهيل االجراءات‬

‫احلصول على استعالم خطي عن العميل‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫املتخلفني دفاتر شيكات جديدة‪.‬‬

‫فانه خيشى أن يؤدي إىل استمرار ظاهرة الشيكات‬

‫القضائية وتسريع العمل بها‪.‬‬


39


‫اإلعالم اإللكرتوني‬ ‫آفاق وحتديات‬

‫لينا ‪ -‬يامسني طرابلسي‬

‫حيثيات خمتلفة‪ ،‬كالفكر والثقافة واالنفتاح على‬ ‫الثقافات املختلفة‪ ،‬يف زمن قياسي‪ ،‬مل يعهده العامل من ْ‬ ‫قبل ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعندما نناقش مسألة الثورة الرقمية املعلوماتية‪ ،‬اليت‬

‫بكالوريوس يف العلوم التجارية الدولية‬

‫جتتاح العامل اليوم‪ ،‬ال بد من االشارة إىل أن اإلعالم مل يكن‬

‫فيالدلفيا ‪ -‬بنسلفينيا‬

‫ّ‬ ‫يعد اإلعالم مبختلف أساليبه ووسائله‪ ،‬من أبرز‬ ‫ّ‬ ‫مكونات العامل املعاصر‪ ،‬يف كل معطياته الثقافية‬ ‫والفكرية واأليدلوجية‪ ،‬وتتضح أهميته من خالل ما‬

‫وكاالت‬ ‫طاغ لإلعالم اإللكرتوني‪ ،‬من خالل‬ ‫حبضور‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫األنباء واملواقع اإللكرتونية املنتشرة عرب الشبكة‬ ‫ً‬ ‫سياسية كانت أو ثقافية أو اجتماعية أو‬ ‫العنكبوتية‪،‬‬

‫يطرحه من قضايا متنوعة قادرة على التأثري يف املتلقي‪،‬‬

‫اقتصادية‪ ،‬واليت ّ‬ ‫أدت بشكل أو بآخر إىل تنويع املسألة‬

‫وإحداث تغيريات جذرية يف أفكاره ومعتقداته‪ ،‬ال‬

‫اإلعالمية‪ ،‬وإظهار صورة أخرى تنافس اإلعالم التقليدي‬

‫سيما يف الوقت الراهن الذي يشهد سيطرة الوسائل‬

‫«الكالسيكي» إذا جاز التعبري‪،‬‬

‫متمثلة باإلعالم‬

‫التكنولوجية على كامل معطيات احلياة البشرية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حبيث صار بإمكان اإلنسان ً‬ ‫وأيا‬ ‫أيا كان توجهه‪،‬‬

‫اإللكرتوني الذي هيأ الفرصة وأعطاها ألشخاص جدد مل‬ ‫يكن هلم دو ٌر يف اإلعالم التقليدي‪ ،‬وأظهر أنهم ميتلكون‬

‫ً‬ ‫قادرا على التواصل مع اآلخرين‬ ‫كان مكان إقامته‪،‬‬

‫القدرة الكبرية على إدارة وخوض التجربة اإلعالمية‪،‬‬

‫بثوان قليلة‪ ،‬دون أي حواجز أو عوائق‪.‬‬

‫مبعزل عن الضغوطات الروتينية‪ ،‬اليت متارس عليهم يف‬

‫فمع التطور العلمي الغري مسبوق‪ ،‬بتنا نعيش اليوم‬ ‫يف عصر الثورة املعلوماتية ُ‬ ‫الكربى‪ ،‬اليت جتتاح العامل‪،‬‬

‫مؤسسات اإلعالم الكالسيكية‪ ،‬حبيث تهيأ لكل‬

‫واليت كان هلا دو ٌر كبري يف تغيري مسارات عدة‪ ،‬من‬

‫‪40‬‬

‫مبنأى عن مثل هذه التطورات‪ ،‬بل قد أصابته تطورات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العامل‬ ‫فتأثر‬ ‫هائلة‪ ،‬وتغريات كثرية يف كل مستوياته‪،‬‬

‫منهم أن خيوض جتربة خاصة‪ ،‬يبين من خالهلا مشاريعه‬ ‫اإلعالمية حبسب اهتماماته وميوله‪.‬‬


‫تعريف‬ ‫االعالم اإللكرتوني أو ‪ ،Electronic media‬هو اإلعالم‬ ‫الذي يتم عرب الطرق االلكرتونية وعلى رأسها اإلنرتنت‪،‬‬ ‫وحيظى هذا النوع حبصة متنامية يف سوق اإلعالم‪ ،‬وذلك‬ ‫نتيجة لسهولة الوصول إليه‪ ،‬وسرعة إنتاجه وتطويره‬ ‫ّ‬ ‫يتمتع مبساحة كبرية من احلرية‬ ‫وحتديثه‪ ،‬كما‬ ‫الفكرية‪ .‬تعد التسجيالت الصوتية واملرئية والوسائط‬ ‫املتعددة واألقراص املدجمة واإلنرتنت أهم أشكال اإلعالم‬ ‫االكرتوني احلديث‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واضحا أن نشأة أي وسيلة إعالمية جديدة ال تلغي ما‬ ‫غدا‬ ‫سبقها من وسائل‪ ،‬ولكن املالحظ أن كل طرق اإلعالم‬ ‫املستحدثة‪ ،‬حتسم الكثري من مجهور الطرق القدمية‪ ،‬وتغري‬ ‫ً‬ ‫وفقا إلمكانيات الوسيلة اجلديدة‪.‬‬ ‫أمناط استخدامها‬ ‫لقد فرض ظهور اإلنرتنت ومن بعده اإلعالم اإللكرتوني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تطويرا فقط لوسائل‬ ‫متاما ‪ ،‬إذ أنه ال يعد‬ ‫خمتلفا‬ ‫واقعا‬ ‫اإلعالم السابقة‪ ،‬وإمنا وسيلة احتوت كل ما سبقها من‬

‫العملية اإلعالمية املكونة من مرسل ومستقبل ووسيلة‬ ‫ً‬ ‫متاما عناصر هذه العملية‪،‬‬ ‫ورسالة ورجع صدى‪ ،‬إذ تغريت‬

‫وسائل‪ ،‬فأصبح هناك الصحافة اإللكرتونية املكتوبة‪،‬‬

‫يف ظل ثورة اإلعالم اإللكرتوني وصار بينها نوع من‬

‫وكذلك اإلعالم اإللكرتوني املرئي واملسموع‪ ،‬والدمج‬

‫التداخل والتطور النوعي ّ‬ ‫أهمه اختفاء احلدود بني املرسل‬

‫بني كل هذه األمناط والتداخل بينها أفرز قوالب‬

‫واملستقبل فأصبح اجلمهور هو صانع الرسالة اإلعالمية‪.‬‬

‫إعالمية متنوعة ومتعددة‪ ،‬مبا ال ميكن حصره أو التنبؤ‬

‫كل ما سبق وغريه مما يصعب حصره من األسباب تؤكد‬

‫بإمكانياته‪.‬‬

‫أن اإلعالم اإللكرتوني هو إعالم املستقبل‪ ،‬وال بد من‬

‫وجتدر االشارة أن عدد مستخدمي اإلنرتنت يف الشرق‬ ‫ً‬ ‫مستخدما ميثلون ‪%13‬‬ ‫األوسط وحده بلغ ‪45,861,346‬‬

‫االهتمام به وآدائه بالشكل األمثل‪ ،‬والدليل على ذلك‬ ‫ً‬ ‫حتديدا‪ ،‬إىل‬ ‫اجتاه كثري من الصحف الغربية واألمريكية‬

‫من تعداد السكان‪ ،‬ونسبة ‪ % 8.8‬من املستخدمني يف‬

‫التحول من الشكل التقليدي إىل اإلعالم اإللكرتوني‪،‬‬

‫العامل‪ ،‬وبنسبة تضاعف بلغت ‪ % 1,296.2‬خالل السنوات‬ ‫الثماني املاضية (‪ )2008-2000‬و ‪ %491.4‬يف العام األخري فقط‪،‬‬

‫وخاصة يف ظل األزمة املالية اليت عصفت بالعامل عامي ‪2008‬‬ ‫و‪ 2009‬واليت ّ‬ ‫ولدت أزمات مالية لكثري من جوانب االقتصاد‪،‬‬

‫يتضاعف هذا الرقم يف ظل ثورة اإلنفوميديا واليت تتجسد‬

‫مبا فيها املؤسسات الصحفية‪ ،‬اليت تعمل على أنها مؤسسة‬

‫يف الدمج بني وسائل اإلعالم واالتصال فقد بثت القنوات‬

‫رحبية تصرف من مداخيلها‪ .‬أثبت اإلعالم اإللكرتوني يف‬

‫التلفزيونية على اهلاتف احملمول‪ ،‬وكذلك تطوير‬

‫سنوات عمره القليلة ‪،‬أنه أكثر جدوى يف الوصول إىل‬ ‫ً‬ ‫وكثريا ما يليب احتياجات‬ ‫اجلمهور من الصحف التقليدية‪،‬‬

‫عرب اهلاتف احملمول بسرعة وجودة توازي التصفح على‬

‫قراء الصحف ومشاهدي التلفزيون ومستمعي اإلذاعة يف‬

‫الكمبيوتر‪ ،‬حيث بلغ عدد مستخدمي اهلواتف احملمولة‬

‫آن واحد‪ ،‬كما تعد هذه الوسيلة اإلعالمية ثورة يف جمال‬

‫على مستوى العامل ما يفوق أربع مليارات مستخدم‪ ،‬مل‬

‫التفاعل مع اجلمهور‪ ،‬إذ أثبتت قدرة هائلة على تقديم‬ ‫ً‬ ‫مثيال هلا‪ ،‬حتى يف‬ ‫مواد تفاعلية‪ ،‬مل يسبق أن قدم التاريخ‬

‫اجلمهور‪ ،‬وإمنا تعداه لطبيعة هذا اجلمهور وموقعه من‬

‫التواصل املباشر بني األشخاص‪.‬‬

‫شبكات احملمول واإلنرتنت ثم تصفح املواقع اإللكرتونية‬

‫يتوقف التغيري على الوسيلة اإلعالمية فقط‪ ،‬أو كم‬

‫‪41‬‬


‫ايجابيات االعالم االلكتروني‬ ‫ ساهم اإلعالم اإللكرتوني يف نشر الفكر والثقافة‬‫يف العامل وإظهار الرأي والرأي اآلخر الذي كان يف‬ ‫الغالب ‪ -‬ضمن حدود اإلعالم التقليدي ‪ -‬ال يأخذ إال‬ ‫َ‬ ‫أصبح باإلمكان إبداء وجهة النظر‬ ‫وجهة نظر واحدة‬ ‫موضوع كان؛ حبرية وجرأة وبدون قيود أو‬ ‫والرأي ألي‬ ‫ٍ‬ ‫حدود ولفرتة جيدة من الزمن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫صورة جديدة‬ ‫خلق‬ ‫ٍ‬ ‫ ساهم اإلعالم اإللكرتوني يف ِ‬‫للحرب الدائرة يف العامل اليوم‪ ،‬بصرف النظر عن‬ ‫مكونات تلك احلرب أو احلروب‪ ،‬من خالل الوسيلة‬ ‫ِ‬ ‫األسرع يف العامل واليت ال ترتبط حبدود‪.‬‬ ‫ عدد املتلقني و مقدار االنتشار أصبح أكرب بكثري‬‫من اإلعالم الورقي‪ ،‬والكلفة أقل بكثري فهي شبه‬ ‫جمانية ‪ ,‬وحقق سهولة الوصول للمتلقي‪.‬‬ ‫ سرعة وصول الباحث للمعلومات اليت يريدها‪ ،‬اذ‬‫يتفوق اإلعالم اإللكرتوني بشكل كبري على‬ ‫االعالم التقليدي يف سرعة وصول املعلومات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل األستار واحلجب‪ ،‬وال‬ ‫ اإلعالم اإللكرتوني أزاح‬‫نقول ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحملرمات‪ ،‬بل جعلها يف متناول‬ ‫قلص املمنوعات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سهال‪ّ ،‬‬ ‫وتقلص‬ ‫شيئا‬ ‫اليد‪ ،‬ومل يعد احلفاظ على األسرار‬ ‫مفهوم الرقابة إىل أقصى ّ‬ ‫حد‪.‬‬ ‫‪ -‬ختطى اإلعالم اإللكرتوني كل احلواجز اجلغرافية‬

‫اإللكرتوني ‪ ،‬إىل جانب السهولة اليت ميكن أن تتعامل بها‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أنها جعلت عمل الصحفيني‬ ‫األقسام الفنية‪ .‬هذا‬ ‫ً‬ ‫سهال‪ ،‬كونهم استطاعوا من خالله إرسال‬ ‫ومندوبي األخبار‬ ‫أخبارهم إىل صحفهم عن طريق خدمة الربيد االلكرتوني‪.‬‬ ‫ ساهم تشكيل شبكة االتصاالت والتواصل يف تنمية‬‫احلوار اهلادف‪ ،‬وتقبل اآلخر مهما اختلفت وجهات النظر وعدم‬ ‫احلكم على اآلخرين من خالل أفكارهم وانسجامها مع‬ ‫واقعنا بصرف النظر عن اجلنسية أو الديانة‪.‬‬

‫والثقافية والعقائدية اليت حالت منذ فجر التاريخ دون‬

‫سلبيات اإلعالم اإللكتروني‬

‫انتشار األفكار وامتزاج الناس‪ ،‬وتبادل املعارف‪ .‬فاليوم‬

‫أسئلة كثرية تطرح‪،‬هل نضجت جتربة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مسؤوال أم إنه ما زال‬ ‫إعالما‬ ‫االلكرتوني‪ ،‬وهل أصبح‬

‫شكل إشارات إلكرتونية ال يقف يف وجهها شيء‪.‬‬

‫وسيلة للنشر‪ ،‬هدفه األول واألخري جذب االعالنات؟‬ ‫ً‬ ‫بالرغم من اجيابياته الكثرية‪ّ ،‬‬ ‫حماطا بالكثري‬ ‫اال أنه‬

‫متر مقادير هائلة من املعلومات عرب هذه احلدود على‬ ‫ أضاف النشر اإللكرتوني الكثري للسلطة الرابعة‪،‬‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسريعا‪ ،‬وإذا حترينا الدقة فأن‬ ‫سهال‬ ‫وجعل عملها‬ ‫معظم الصحف غري قادرة على إصدار مطبوعاتها من‬

‫‪42‬‬

‫ً‬ ‫اعتمادا على ما توفره شبكة اإلنرتنت واإلعالم‬ ‫الصفحات‬

‫االعالم‬

‫من احملاذير والسلبيات نذكر منها‪:‬‬ ‫ غياب األطر القانونية الواضحة اليت حتكمه‪ ،‬وغياب‬‫ً‬ ‫فضال عن الكفاءات‬ ‫املرجعيات املهنية اليت تشرف عليه‪،‬‬

‫دون االستعانة بالشبكة اإللكرتونية‪ ،‬وهذا السبب‬ ‫يعد خدمة كبرية ً‬ ‫جدا للصحافة بشكل عام‪ ،‬وذلك‬

‫اليت تديره‪ ،‬حيث أساءت بعض املواقع االلكرتونية لواقع‬

‫مبا توفره من معلومات حتتاجها الصحافة‪ ،‬إذ تستطيع‬

‫هذا النمط االعالمي اجلديد‪ ،‬لناحية االقتدار واملهنية‬

‫إدارة التحرير يف أية صحيفة إعداد العشرات من‬

‫و ا لثقة ‪.‬‬


‫جيوز حتت أي شعار أن تقدم األشياء للمتلقي عرب‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أذا كان من‬ ‫وسائل االعالم يف شكلها األولي‬ ‫ً‬ ‫تضليال ‪.‬‏‬ ‫املمكن أن حتوي‬ ‫ ال بد من االختزال وحسن االنتقاء والتقديم‪ ،‬وال بد من‬‫االلتزام مبعايري النشر‪ ،‬وال بد ألي ناشر من أن تكون‬ ‫له أدواته يف ممارسة الرقابة املسبقة والالحقة ليس من‬ ‫باب التضييق واملنع بل من منطلق احلرص على احلقيقة‬ ‫واالضطالع باملسؤولية ‪.‬‏‬

‫مقترحات و قواعد ال بد من االلتزام بها كمعايير‬ ‫عامة‬ ‫تطبيقية وضوابط ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا فينبغي‬ ‫إعالما‬ ‫ إذا كان االعالم االلكرتوني‬‫أن خيضع لالعتبارات القانونية واملهنية اليت تطبق على‬ ‫ً‬ ‫ ّ‬‫وحتديدا احمللية ‪-‬‬ ‫ان املعلومات واألرقام والتحليالت ‪-‬‬ ‫رمبا تكون املادة األخطر اليت يقدمها‪ ،‬خاصة اذا كانت‬ ‫ً‬ ‫جزءا من‬ ‫خاطئة أو جمتزأة‪ ،‬ألن جمرد نشرها سيجعلها‬ ‫بنك املعلومات الذي جيري مجعه وختزينه بسرعات‬ ‫قياسية‪ ،‬عرب حمركات البحث العاملية لتصبح املعلومة‬ ‫ً‬ ‫ملكا للجميع‪ ،‬ويكون أمر‬ ‫والرقم بعد حنو ساعات‬ ‫تصحيحها يف غاية الصعوبة والتعقيد‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫ً‬ ‫حتما اىل التضليل‪.‬‬ ‫سيقود‬ ‫ التأثري الكبري لالنرتنت على عمل الصحفيني‪ ،‬فمن‬‫خالل دراسة قام بها معهد الصحافة الدولية يف جامعة‬ ‫دورمتوند األملانية‪ ،‬أظهرت ّ‬ ‫أن الصحفيني أصبحوا‬ ‫يعتمدون بشكل متزايد على شبكة اإلنرتنت يف‬ ‫احلصول على املعلومات وهذا االعتماد له جانب سليب‪،‬‬ ‫وهو إهمال القيام جبهد استقصائي‪ ،‬أدى يف بعض‬ ‫األحيان إىل اخنفاض جودة املوضوعات الصحفية‪.‬‬ ‫ (احلجب) الذي أقرت شرعيته يف بعض الدول عندما‬‫يتعلق األمر مبحتوى يتنافى مع الدين أو حمتوى إباحي‬ ‫أو حمتوى يهدد األمن الوطين‪.‬‬ ‫ «ليس كل ما يكتب ينشر» ‪ ..‬هذه قاعدة ال ميكن‬‫القفز من فوقها وهي قاعدة تسود كل العامل‪ ،‬وال‬

‫وسائل االعالم األخرى‪ ،‬وإذا كان املهنيون القائمون‬ ‫عليه يريدون إجناح جتربته وإكسابه املصداقية‬ ‫فيجب عليهم ً‬ ‫أوال أن يتخلوا عن مبدأ َّ‬ ‫أن كل ما يكتب‬ ‫ينشر ‪.‬‏‬ ‫ ال ّ‬‫بد أن تولي بعض الدول وخاصة يف العامل العربي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا اإلعالم‬ ‫اهتماما أكرب «بالعامل الرقمي»‬ ‫اإللكرتوني كونه يتحمل اآلن املسؤولية الكربى‪ ،‬يف‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا‬ ‫إحداث التغيري على طبيعة تعاطي اجملتمع‪،‬‬ ‫الشباب مع متغريات العصر‪.‬‬ ‫ هناك مسؤوليات كبرية وحتديات جديرة باالهتمام‪،‬‬‫ّ‬ ‫خضم الثورة املعلوماتية الكربى‪،‬‬ ‫تواجه الشباب اليوم يف‬ ‫وهي كيفية التعاطي مع مقتضيات العصر الراهن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا مبا يتعلق بالفكر واالنفتاح اإلجيابي على‬ ‫اآلخر‪ ،‬الذي جاء من خالل الثورة املعلوماتية الكربى اليت‬ ‫جتتاح العامل اليوم‪.‬‬ ‫ الدعوة اىل التنظيم و وضع ضوابط ومعايري مهنية‬‫ً‬ ‫جتنبا الوقوع يف اخلطأ ومحاية من املساءلة‪،‬‬ ‫وقانونية‪،‬‬ ‫وقبل هذا وذاك تسهم يف إنضاج التجربة‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫لن يكون موضع خالف أن جيري ذلك يف اطار‬ ‫قانون املطبوعات أو يف اطار تشريع خاص باالعالم‬ ‫االلكرتوني ‪.‬‏‬

‫‪43‬‬


‫اسرتاتيجية‬ ‫التخطيط‬ ‫واالدارة‬ ‫الناجحة‬

‫إال أنها ليست نشاط يتعني أدائه مبعزل عن باقي الوظائف‬ ‫اإلدارية األخرى‪ ،‬كالتنظيم والتوجيه والرقابة‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما تؤدى هذه الوظائف مع بعضها البعض‪.‬‬

‫أهمية التخطيط و خصائصه‬ ‫التخطيط له أهمية بالغة يف اجملال االقتصادي واإلداري‪،‬‬ ‫فالطبيعة املتقلبة لألحداث املستقبلية‪ ،‬تتطلب اإلعداد‬ ‫املتقدم ملواجهتها‪ ،‬ويستخدم التخطيط يف اجملال االقتصادي‪،‬‬ ‫للتأثري والتوجيه لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية‬ ‫معينة‪ .‬أما يف اجملال اإلداري‪ ،‬فالتخطيط يشري إىل الوظيفة‬ ‫اليت مبقتضاها يتم حتديد الطريق اليت تسلكه املنظمة‬ ‫يف املستقبل ‪،‬والقرارات اإلدارية بدون ختطيط تصبح‬

‫تتناول « اجملتمع واألعمال» يف اطار التنمية البشرية‬

‫قرارات عشوائية‪ ،‬لذلك توجد أسباب رئيسية توضح أهمية‬

‫اسرتاتيجية التخطيط يف االدارة‪ ،‬باعتبارها الوظيفة‬

‫التخطيط وهي ‪:‬‬

‫األوىل يف املؤسسة‪ ،‬واليت تسبق ما عداها من الوظائف‬

‫‪ .1‬مواجهة حالة عدم التأكد والتغيري‪ :‬أصبح التخطيط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضروريا ملواجهة التغيري‪ ،‬وعدم التأكد الذي ينطوي‬ ‫أمرا‬

‫وبصفة عامة ال تتم الوظائف اإلدارية األخرى إال يف‬ ‫وجود التخطيط‪.‬‬ ‫ماذا يعين التخطيط‪ ،‬وكيف نقوم به ومن يقوم به‪،‬‬ ‫وما هي أهميته يف االدارة احلديثة‪ ،‬أسئلة كثرية‬

‫عليه املستقبل‪ ،‬اذ ال نستطيع وضع أهداف فقط‪ ،‬وإمنا‬ ‫علينا أن نعرف طبيعة الظروف املستقبلية‪ ،‬والتغريات‬ ‫احملتملة والنتائج املتوقعة لعالقة ذلك باألهداف‪ ،‬ويتطلب‬ ‫هذا ضرورة معرفة ( اإلداري ) بالتكاليف املتوقعة ‪ ،‬الطاقة‬

‫سنحاول االجابة عليها من خالل هذا البحث‪ ،‬وأن نضيء‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما يكون السبب األول يف جناح‬ ‫على جانب‬

‫املتغريات‪ ،‬وكلما زادت حالة عدم التأكد من نتائج القرار‪،‬‬

‫االدارات واملؤسسات‪.‬‬

‫وحتى مع زيادة درجة التأكد‪ ،‬فالتخطيط ضروري لعدة‬

‫طبيعة التخطيط‬ ‫إن التخطيط هو الوظيفة األوىل للمدير‪ ،‬وهي تسبق‬ ‫ماعداها من الوظائف األخرى‪ ،‬كالتنظيم والتوجيه‬ ‫والتنسيق والرقابة‪.‬‬ ‫والتخطيط كوظيفة إدارية تتم يف مجيع مستويات‬ ‫ً‬ ‫حكرا على‬ ‫اهليكل التنظيمي للمؤسسة‪ ،‬فهو ليس‬ ‫مستوى دون آخر‪ ،‬غري أن اختالف الظروف واختالف‬ ‫نوع النشاط ميكن أن يؤدي إىل اختالف يف أبعاد‬ ‫اخلطط‪ ،‬ويف درجة مشوهلا‪ ،‬والفرتات اليت تغطيها‪،‬‬ ‫وميكن القول بصفة عامة أن أهمية التخطيط تتزايد‬ ‫يف املستويات العليا للهيكل التنظيمي‪ ،‬وتتسع يف‬ ‫درجة مشوهلا‪ ،‬وتنخفض هذه األهمية كلما اجتهنا‬

‫‪44‬‬

‫التخطيط هي عملية ذهنية وإجرائية منفصلة عن التنفيذ‪،‬‬

‫إىل املستويات الدنيا للهيكل التنظيمي‪ ،‬وتصبح‬ ‫ً‬ ‫حتديدا يف مكوناتها ‪ ،‬وبالرغم من أن وظيفة‬ ‫أكثر‬

‫اإلنتاجية ‪ ،‬حجم اإلنتاج‪ ،‬مستوى النقدية وغريها من‬

‫أسباب نذكر منها – أننا ال زلنا يف حاجة إىل اختيار البديل‬ ‫املناسب من بني البدائل املتاحة‪ ،‬وحتديد أفضل وسيلة أو‬ ‫أسلوب لتحقيق اهلدف‪ ،‬ففي ظروف التأكد تصبح عملية‬ ‫ً‬ ‫أيضا بعدما يتحدد اإلجراء املناسب فان‬ ‫التخطيط أسهل‪ ،‬و‬ ‫األمر يتطلب وضع خطط فرعية متناسقة إلتاحة الفرصة‬ ‫أمام اإلدارات واألقسام للمشاركة يف أداء النشاط ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الرتكيز على األهداف ‪ :‬تسعى املنظمات وكل إدارة‬ ‫فيها‪ ،‬للوصول إىل أهداف حمددة‪ ،‬ولكن البدائل اليت‬ ‫يتضمنها التخطيط‪ ،‬تؤدي بطرق خمتلفة إىل هذه األهداف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يرتكزاالهتمام على اخلطط‬ ‫وجمرد القيام بالتخطيط‬ ‫الشاملة ما خيلق الوحدة والتعاون ويقضي على التضارب‬ ‫بني اإلدارات‪ ،‬واملدير الذي يستغرق كل وقته يف املشاكل‬ ‫اليومية امللحة ‪ ،‬ميكنه أن يلجأ إىل التخطيط ملساعدته‬ ‫على التطلع إىل املستقبل وسوف يدرك احلاجة إىل الفحص‬ ‫الدوري‪ ،‬وتعديل اخلطط مسرتشدا يف ذلك باألهداف احملددة‬


‫‪ .3‬الرشد‪ :‬يقصد بالرشد‪ ،‬االقتصاد يف األداء‪ ،‬ويساعد‬ ‫التخطيط على حتقيق الرشد برتكيزه على كفاءة‬ ‫العمل‪ ،‬والتوافق يف اجلهد‪ ،‬فهو يستبدل اجلهود املشرتكة‬ ‫املخططة باجلهود الغري متعاونة واملنفصلة‪ ،‬والتدفق املتعادل‬ ‫للعمل بدال من غري املتعادل‪ ،‬والقرارات املدروسة بدال من‬ ‫القرارات احلكيمة اليت متليها الضرورة‬ ‫‪ -4‬تسهيل الرقابة‪ :‬تعين الرقابة التحقق من الوصول إىل‬ ‫األهداف‪ ،‬والتخطيط يساعد على القيام بعملية الرقابة ‪،‬‬ ‫ألن املدير ال ميكن أن يتأكد من اجنازات املرؤوسني دون‬ ‫أن تكون لديه أهداف خمططة لالسرتشاد بها يف احلكم‬ ‫على األداء‪ ،‬فالرقابة ال ميكن أن تتم دون معايري واملعايري‬ ‫هي اليت حتددها اخلطط‪.‬‬

‫خطوات التخطيط‪:‬‬ ‫رغم اختالف اخلطط يف املدى الزمين الذي تغطيه أو املدى‬ ‫ً‬ ‫عددا من‬ ‫النوعي أو التنظيمي فإن املخطط عليه إتباع‬ ‫اخلطوات وهي‪:‬‬ ‫‪ .1‬االعرتاف بوجود الفرصة‪ :‬إن االعرتاف بوجود فرصة‬ ‫ميكن استغالهلا هي اخلطوة املبدئية يف عملية‬ ‫التخطيط ‪،‬وهي تعين التطلع إىل املستقبل‪ ،‬وربط‬ ‫املستقبل باألماني والرغبات املطلوبة‪ ،‬والفرصة قد‬ ‫تكون تقديم سلعة جديدة أو تعديل يف السلعة‬ ‫القائمة‪ ،‬أو الوصول إىل أسواق جديدة أو استخدام طريقة‬ ‫جديدة أو إنشاء وحدة جديدة‪ ،‬وبعد االعرتاف بوجود‬ ‫هذه الفرصة جيب دراستها بوضوح ومن كل جوانبها‪،‬‬ ‫ويتطلب ذلك حتليل وتقييم املوقف احلالي للمؤسسة‪،‬‬ ‫وحتديد نقاط القوة ونقاط الضعف فيها‪ ،‬ودرجة اليقني‬ ‫يف الوصول إليها حبيث يتبني ما ميكن أن حنصل عليه‬ ‫وما ميكن التضحية به‪ ،‬وإذا مت االعرتاف الكامل بهذه‬ ‫الفرصة وبأبعادها ميكن وضع األهداف الواقعة للوصول‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫‪ .2‬وضع أو حتديد األهداف‪ :‬يعترب حتديد األهداف اخلطوة‬ ‫األوىل يف عملية التخطيط ‪ ،‬ويتم حتديد األهداف‬ ‫للمؤسسة ككل‪ ،‬ثم لكل وحدة من وحداتها‪،‬‬ ‫واألهداف اليت تعكس النتائج املتوقعة‪ ،‬الغايات اليت‬ ‫يهدف إليها النشاط‪ ،‬كما تبني املراحل اليت جيب الرتكيز‬ ‫عليها‪ ،‬وما جيب أن تتضمنه اإلسرتاتيجية والسياسات‬

‫واإلجراءات والقواعد وامليزانيات والربامج‪ ،‬وجيب أن‬ ‫توضح األهداف املوضوعة اجتاهات اخلطط األخرى‪ ،‬وتبيني‬ ‫األهداف املشتقة لإلدارات األخرى‪ ،‬وكلما تزايدت درجة‬ ‫الوضوح والواقعية يف األهداف الرئيسية ‪ ،‬كلما كانت‬ ‫ً‬ ‫وضوحا وأسهل حتديد وقابلة‬ ‫األهداف املشتقة أكثر‬ ‫للتنفيذ‪ .‬وحتديد األهداف الرئيسية واملشتقة يساعد‬ ‫على توجيه اجلهود اجلماعية‪ ،‬ولذلك جيب التنسيق بني‬ ‫األهداف الفرعية‪ ،‬وختليصها من التضارب والتعارض‪،‬‬ ‫حبيث يتحقق التكامل والتوحيد والتوافق يف تصرفات‬ ‫املؤسسة ككل‪.‬‬ ‫‪ .3‬وضع املقدمات االفرتاضية‪ :‬إن اخلطوة التالية من‬ ‫خطوات التخطيط هي االتفاق على حتديد واستخدام‬ ‫املقدمات التخطيطية‪ ،‬وهي تعتمد على املعلومات‬ ‫والظروف اليت تواجهها‪ ،‬وعلى السياسات الرئيسية اليت‬ ‫ميكن تطبيقها‪ ،‬وعلى إمكانيات اخلطط املستخدمة‬ ‫والوقت احلاضر‪ ،‬واملقدمات هي افرتاضات أولية على‬ ‫البيئة اليت تستعمل فيها اخلطط‪ ،‬وكلــــما تزايد عدد‬ ‫األفـــراد الــمــشاركني فـــي التخـطــيط وتزايـد‬ ‫اتفاقـهم على استـخدام مقدمـات افرتاضـية موحـدة‪،‬‬ ‫كلما تزايـد التنسـيق يف وضـع اخلـطط‪ .‬واملقدمات من‬ ‫األمور الضرورية للتنبؤ ألنها جتيب على التساؤالت بشأن‬ ‫مكان األسواق وأنواع املنتجات وحجم املبيعات املتوقعة‬ ‫والتكاليف اليت تتحملها املنشأة ومصادر األموال اليت‬ ‫تلجأ إليها‪.‬‬ ‫‪ .4‬حتديد البدائل‪ :‬إن اخلطوة التالية يف عملية التخطيط‬ ‫هي البحث واختيار البدائل من التصرفات وخاصة اليت ال‬ ‫تظهر مباشرة‪ ،‬فال يوجد خطة ميكن الوصول إليها‬ ‫بطريقة واحدة بل هناك بدائل خمتلفة للوصول إليها‪،‬‬ ‫واألكثر من ذلك أن بعض البدائل غري واضحة أو ظاهرة‬ ‫قد تكون أحسن البدائل لتحقيق األهداف واملشكلة‬ ‫الرئيسية ليست هي إجياد البدائل ولكن يف ختفيض‬ ‫عددها أي حصر أهم الطرق املتاحة للوصول إىل األهداف‬ ‫وذلك متهيدا لتقوميها واختيار أنيسها ومن ثم املفاضلة‬ ‫مع مراعاة الظروف احمليطية‪.‬‬ ‫‪ .5‬تقييم البدائل‪ :‬بعد أن يتم حتديد البدائل فإن اخلطوة‬

‫‪45‬‬


‫التالية هي تقييم هذه البدائل‪ ،‬فليست كل البدائل‬

‫املستقبل الكتشاف الفرص ومواجهة مشاكل استغالهلا‪.‬‬

‫هلا نفس مستوى اجلاذبية‪ ،‬وإمنا ختتلف كل منها يف‬

‫فهو جيرب اإلدارة على التنبؤ ووضع مقدمات االفرتاضات ملا‬

‫مزاياها وعيوبها‪ ،‬ففي هذه اخلطوة يتم تقييم كل‬

‫ميكن أن يواجه املنظمة من العقبات وبالتالي يساعد على‬

‫بديل على ضوء األهداف واملقدمات‪.‬‬ ‫‪ .6‬اختيار البديل‪ :‬إن اخلطوة التالية يف عملية‬

‫مواجهة التغيري وجيعلها على استعداد ملواجهته‪ .‬قبل أن‬ ‫ً‬ ‫متأخرا‪.‬‬ ‫يصبح الوقت‬

‫التخطيط هي االختيار‪ ،‬فهذه املرحلة هي يف الواقع‬

‫ً‬ ‫‪ .3‬حشد املوارد‪ :‬يتوافر لكل منظمة ً‬ ‫حمدودا من املوارد‬ ‫قدرا‬

‫جاذبية عدة بدائل‪ ،‬وعلى اإلدارة أن ختتار من بينها‬

‫النادرة جيب استغالهلا بفاعلية‪ ،‬ويعمل التخطيط على‬ ‫ً‬ ‫سواءا كانت مالية أو‬ ‫حشد هذه املوارد واإلمكانيات املتاحة‬

‫مرحلة اختاذ القرار‪ ،‬وقد يظهر التحليل والتقييم‬ ‫فقد تقرر اإلدارة اختيار بديل أو أكثر من البدائل‬ ‫املعروضة‪.‬‬

‫ً‬ ‫استغالال يؤدي إىل بلوغ األهداف وبذلك‬ ‫بشرية واستغالهلا‬

‫يساعد على حتقيق الفعالية عن طريق تركيز اجلهود على‬

‫‪ .7‬صياغة اخلطط الفرعية‪ :‬ال تقف عملية التخطيط‬ ‫على اختيار البديل أو البدائل ألن اخلطة املختارة البد‬ ‫من مساندتها خبطط تكميلية أو فرعية أو مساندة‪،‬‬

‫األنشطة اهلادفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما‬ ‫اطارا‬ ‫‪ .4‬املساعدة يف اختاذ القرارات‪ :‬يوفر التخطيط‬

‫تساعد هذه اخلطط املؤسسة على سد الثغرة بني ما‬

‫الختاذ القرارات يف كل أحناء املؤسسة‪ ،‬فاختاذ القرارات يف‬

‫تريده من جهة وما هي عليه من جهة أخرى أي مساندة‬

‫غياب التخطيط يؤدي إىل نتائج غري مثالية باإلضافة اىل‬

‫اخلطة الرئيسية‪.‬‬

‫ذلك فإن التخطيط يساعد على اختبار القدرات الفكرية‬ ‫لإلداريني يف كل مستويات املنظمة ويقودهم إىل اختاذ‬

‫‪ .8‬ترمجة اخلطط إىل تقديرات كمية‪ :‬تعترب هذه‬

‫قرارات أفضل من تلك اليت قد يتخذونها يف غياب التخطيط‪.‬‬

‫اخلطوة األخرية شديدة األهمية‪ ،‬ألنها تعين ترمجة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موضوعيا‬ ‫أساسا‬ ‫اخلطط إىل أرقام‪ ،‬فهي تشكل‬

‫‪ .5‬املساعدة يف االتصال‪ :‬يساعد التخطيط على زيادة‬

‫لعمليات املتابعة والقياس وبالتالي الرقابة‪.‬‬

‫فعالية االتصال الن التخطيط يعتمد على االنسياب املنتظم‬

‫مزايا التخطيط‪:‬‬ ‫إن املزايا الرئيسية للتخطيط هي املساعدة على توحيد‬ ‫اجلهود اجلماعية ومواجهة التغيريات وحشد املوارد واختاذ‬ ‫القرارات واالتصال والتنظيم والرقابة وسوف نتعرض هلذه‬ ‫املزايا كما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬توحيد اجلهود‪ :‬حيدد التخطيط األنشطة الالزمة لبلوغ‬ ‫األهداف وهو بذلك يساعد كل فرد أو مجاعة باملنظمة‬ ‫على معرفة ما تسعى إليه‪ .‬كما أن وضع السياسات‬ ‫املختلفة والقواعد يوحد اجلهود ويرشد الختاذ القرارات‪.‬‬ ‫وإذا مت التخطيط بطريقة دميقراطية فإنه يضمن خلق‬ ‫روح التعاون بني األفراد‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪ .2‬االستعداد ملواجهة التغيري‪ :‬يتطلب التخطيط النظر إىل‬

‫للمعلومات من خارج املؤسسة يف داخلها وبذلك يعمل على‬ ‫إجياد القنوات االتصالية املتعددة يف كل االجتاهات‪.‬‬ ‫‪ .6‬املساعدة يف التنظيم‪ :‬يساعد التخطيط على بناء‬ ‫اهليكل التنظيمي ألن التخطيط يقوم بتحديد األهداف‬ ‫املتوقعة و يبني اإلمكانيات الالزمة لبلوغها كما أن حتديد‬ ‫واجبات كل إدارة وكل مركز يف تنفيذ اخلطة يساعد‬ ‫على حتديد املسؤوليات عن االحنراف حتى ميكن حماسبة‬ ‫املسؤولني عنها‪.‬‬ ‫‪ .7‬املساعدة يف الرقابة ‪ :‬يساعد التخطيط على القيام بالرقابة‬ ‫بطريقة فعالة الن التخطيط يؤدي إىل حتديد األهداف‬ ‫واملعايري‪ ،‬وهذا التحديد إىل جانب االلتزام بكيف ومتى وأين‬ ‫ومن يقوم بتحقيق هذه األهداف وهو الدعامة الالزمة لتقييم‬ ‫األداء ‪.‬‬


47


‫مصنع ‪API‬‬ ‫لصناعة القساطل واملضخات‬ ‫يقول السيد شربل شديد‪ :‬تأسست شركة «‬ ‫‪ »advanced plastique industries‬ش‪.‬م‪.‬ل‬

‫السيد شربل شديد‬

‫(‪ )API‬عام ‪ 1994‬يف لبنان وهي تقوم بتصنيع‬ ‫أنابيب البولي بروبيلني املستعملة يف التمديدات‬ ‫الصحية والتدفئة املركزية يف املباني السكنية‬ ‫والفنادق واملستشفيات‪ ،‬أما املنتج الثاني اليت‬ ‫تقوم الشركة بتصنيعه هو أنابيب البولي اتيلني‬ ‫املستعملة يف شبكات مياه الشفة والري‪ ،‬وشركة‬ ‫‪ API‬متلك وكالة حصرية ملنتجات سويسرية‪ ،‬من‬ ‫ً‬ ‫عامليا‬ ‫ماركة جورج فيشر‪ ،‬وهي من أهم الصناعات‬ ‫لقطع ولوازم األنابيب‪.‬‬

‫ما هي مواصفات هذه الصناعة في لبنان ؟‬ ‫ومن تنافسون اليوم ؟‬ ‫ان هذه الصناعة هي من الصناعات احلديثة واملتقدمة‬ ‫ومعتمدة يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬أ ّما يف لبنان فمستقبلها‬ ‫ً‬ ‫التقد م التقين والفنيّ‬ ‫ّ‬ ‫زاهرا اذا ما متاشينا مع‬ ‫سيكون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاصة وأن الدول األوروبية‬ ‫العامليني يف هذا اجملال‬ ‫بأكملها تستعمل هذه األنابيب يف جماالت استعماهلا‬ ‫ً‬ ‫نظرا ملا ّ‬ ‫توفره من سهولة يف الرتكيب واملتانة‪،‬‬ ‫الواسع‬ ‫ّ‬ ‫الصحي‬ ‫واألهم هو يف مالئمة هذه األنابيب مع االستعمال‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل يف أحدث‬ ‫للمياه‪ .‬وأوىل اجيابيات هذه الصناعة‬ ‫ما ّ‬ ‫توصلت اليه الصناعة البالستيكية يف جمال نظافة‬ ‫ّ‬ ‫صحية لالنسان‪ .‬أ ّما سلبياتها‬ ‫املياه واستعماهلا بصورة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تصنع حسب‬ ‫تتمثل يف األضرار اليت تسببها اذا مل‬ ‫فهي‬ ‫ً‬ ‫املواصفات العالية والصحية املتبعة عامليا ‪ ،‬وهنا تكمن‬ ‫مشكلة املستهلك بالتمييز‪ .‬أما بالنسبة للبنان فنحن‬ ‫نعترب الشركة الوحيدة اليت تقوم بهذه الصناعة‪ ،‬وحنن‬ ‫ّ‬ ‫نصنع مبواصفات عالية اجلودة ومبعايري أوروبية‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫ما هي أهم المشاريع التي قمتم بها؟‬ ‫هناك الكثري من املشاريع ونذكر منها‪ :‬سد شربوح – مرفأ‬ ‫ومطار بريوت ‪ -‬شبكة مياه بعلبك ‪ -‬شبكات لعدة قرى‬ ‫مشالية وجنوبية‪.‬‬

‫ما هي عوائق الصناعة في لبنان؟ وما‬ ‫هي الحلول برأيكم؟‬ ‫ال يوجد محاية من الدولة للصناعيني‪ ،‬فالقوانني اذا وجدت‬ ‫ليس هناك من يطبقها أو يسهر على ذلك‪ ،‬كما أننا نفتقد‬ ‫اىل عدم وجود خمتربات حديثة لفحص املنتجات‪ ،‬ان من‬ ‫ناحية اجلودة‪ ،‬أو من ناحية املالءمة الصحية لألنابيب‪ ،‬واحلل‬ ‫يكون‪:‬‬ ‫ اصدار قانون محاية للصناعة الوطنية‪ ،‬كوضع رسوم‬‫مجركية أعلى على املنتجات املستوردة مع التدقيق مبستوى‬ ‫جودتها ومالءمتها الصحية لالستعمال االنساني‪.‬‬ ‫ تأمني الطاقة من كهرباء وغريها بأسعار مشجعة للصناعي‪.‬‬‫ ختفيض بعض الرسوم على املواد األولية يساعد على تدني‬‫كلفة االنتاج‪.‬‬


‫مصنع قرطاس‬

‫للمعلبات والتبريد‬

‫تقول السيدة ليلى قرطاس‪ :‬بدأنا سنة ‪ ،1930‬مع ّ‬ ‫جد ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأو ل منتجاتنا كانت املربيات‪ ،‬وكانت الفكرة األوىل‬

‫السيدة ليلى قرطاس‬

‫حتويل اهلواية اىل عمل وهكذا كان‪ .‬االبتكار يف‬ ‫مصنع قرطاس كان وما زال صفة مالزمة له‪ ،‬فنحن ّ‬ ‫أو ل‬ ‫من ّ‬ ‫وأو ل من ّ‬ ‫واحلمص بطحينة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صد ره اىل‬ ‫احلمص‬ ‫علب‬ ‫اخلارج سنة ‪ ،1964‬ونعتمد على املكونات الطبيعية‬ ‫فقط‪ ،‬دون استعمال اي مواد حافظة يف اي منتج لنا‪،‬‬ ‫ونقوم بتصنيع اخلضار والفواكه حبسب املوسم وما‬ ‫ً‬ ‫دائما ملواكبة السوق‬ ‫زلنا نسري يف نفس االجتاه‪ ،‬نسعى‬ ‫والتطور الغذائي‪ ،‬مع احملافظة على األصالة اليت عهدنا‬ ‫بها‪ ،‬نسعى لالبتكار الدائم يف األصناف‪ ،‬وحنمد اهلل‬ ‫ً‬ ‫دائما يف املراتب األوىل‬ ‫أننا‬

‫ماذا يص ّنع قرطاس اليوم؟ وماذا عن انتاجه؟‬ ‫ّ‬ ‫نصنع مبعايري عالية اجلودة ومبواصفات عاملية‪ ،‬ومن‬ ‫حنن‬ ‫منتجاتنا املربيات بأنواعها‪ ،‬واملخلالت‪ ،‬وتعليب احلبوب‬ ‫واخلضار والفواكه‪ ،‬وانتاج ماء الورد والزهر ودبس ّ‬ ‫الرمان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا معمل للطحينة ومنلك عليه شهادة‬ ‫وقد استحدثنا‬ ‫ال‪ ،ISO‬ونصنع أنواع جديدة من احلالوة منها‪ :‬الدايت ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫وقريبا سوف نبدأ تصنيع املربيات‬ ‫الشوكوال – الفستق‪،‬‬

‫( أمريكا‪ -‬اوروبا‪ -‬اسرتاليا – الصني –الدول العربية) على‬ ‫صعيد السوق احمللي‪ ،‬لقد عانينا فيه بعض الصعوبات يف‬ ‫فرتة احلرب‪ ،‬ولكننا نعتمد سياسة جديدة الستيعابه‪،‬‬ ‫بشكل عام السوق اللبناني فيه منافسة كبرية‪ ،‬كون‬ ‫بعض الشركات تعتمد السياسة االعالنية والرتوجيية‬ ‫بشكل كبري‪ ،‬وحنن كقرطاس ّ‬ ‫نفضل وضع ميزانية‬ ‫االعالنات يف زيادة جودة االنتاج‪.‬‬

‫ما‬

‫كصناعيين لبنانيين اليوم؟‬

‫الدايت‪ .‬لدينا خمترب خاص بقرطاس لفحص منتجاتنا قبل‬ ‫خروجها من املصنع‪ ،‬وقبل اختبارها يف الفنار‪.‬‬

‫ماذا عن المواد األولية وأسواق التصريف؟‬

‫هي‬

‫المعوقات‬

‫التي‬

‫تواجهونها‬

‫ال يوجد أي صناعي يف لبنان ال يعاني من مشاكل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأو هلا ارتفاع أسعار الطاقة (الكهرباء واحملروقات)‬ ‫اضافة اىل عدم محاية الصناعات اللبنانية‪ ،‬جيب‬

‫موادنا األولية هي يف الغالب لبنانية من سهل البقاع‪،‬‬ ‫وخاصة اخلضار والفواكه‪ّ ،‬أما احلبوب قد نستوردها‬ ‫ً‬ ‫أحيانا من اخلارج‪ .‬بالنسبة ألسواق التصريف‪ ،‬حنن نعتمد‬

‫املستوردة الشبيهة‪ ،‬للمحافظة على هذه الصناعات‬ ‫ومحايتها‪ .‬كما نطالب بنقابة ّ‬ ‫جد ية حلماية حقوق‬

‫بشكل كبري على التصدير وأسواقنا اخلارجية ممتازة‪،‬‬

‫ا لصنا عيني‬

‫القيام‬

‫بفرض‬

‫تعرفة‬

‫مجركية‬

‫على‬

‫البضائع‬

‫‪49‬‬


‫بلدية كفرعبيدا‬ ‫اتحاد بلديات البترون‬

‫الرئيس‪ :‬د‪ .‬حسن غصن‬

‫الرئيس‪ :‬طنوس فغالي‬

‫ما هي مشاريع بلدية برجا؟‬

‫ما هي مشاريع االتحاد الجديدة؟‬

‫بلدية برجا‬

‫نقوم بعدد من املشاريع منها‪ :‬انشاء مبنى بلدي جديد‪ ،‬وشق‬

‫هناك الكثري من املشاريع وحنن يف صدد التنفيذ منها‪:‬‬

‫طرقات داخلية جديدة‪ ،‬واقامة جدران دعم‪ ،‬وتوسيع ساحة برجا‬ ‫ً‬ ‫حاليا نقوم باستكمال أعمال‬ ‫الرئيسية‪ ،‬ووضع اشارات سري‪،‬‬

‫ّ‬ ‫الصحي‪ ،‬ومشروع معاجلة النفايات‪ ،‬وتوسيع‬ ‫مشروع الصرف‬

‫االنارة‪ ،‬وجتهيز األحياء مبستوعبات مقفلة للنفايات‪ ،‬لننقلها‬

‫الطرقات الداخلية الفرعية‪ ،‬والطرق الرئيسية‪ ،‬يف قرى االحتاد‪،‬‬

‫بواسطة شاحنة عن طريق عقد مشرتك مع وزارة البيئة‪،‬‬

‫وهناك مشروع تنفذه الدولة‪ ،‬ويهتم به الوزير باسيل وهو انشاء‬ ‫ّ‬ ‫حمطة تكرير للمياه املبتذلة‪ ،‬يتم فيه فرز األمسدة‪ ،‬عن املياه‪،‬‬

‫لنحافظ على الصورة اجلميلة لربجا‪.‬‬

‫وستستفيد منه كل بلدات االحتاد‪ ،‬بالنسبة لكفرعبيدا‬ ‫حنن نقوم اليوم بتوسيع الطرقات‪ ،‬وانشاء حديقة عامة للبلدة‪،‬‬ ‫اضافة اىل دعم اجلدران باحلجر الصخري‪ ،‬وتشجيري الطرقات‪،‬‬ ‫اما مشروع الصرف الصحي فهو مل يبت بعد وما زالت البلدة على‬ ‫اجلور الصحية‪ .‬بالنسبة ملياه الشفة فهي تصل اىل كل املنازل‪.‬‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬

‫ما هي مشاكل البنى التحتية لديكم؟‬ ‫ّ‬ ‫الصحي‪ ،‬الشبكة‬ ‫لدينا مشكلة يف مشروع الصرف‬ ‫ّ‬ ‫ولكنها ال تغطي كل البلدة‪ ،‬اضافة اىل أن وضع‬ ‫موجودة‬ ‫الصحي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معلق‪ ،‬فبناؤها قائم منذ‬ ‫حمطة معاجلة مياه الصرف‬ ‫ّ‬ ‫لكننا يف انتظار وضعها يف اخلدمة‪.‬‬ ‫سنوات‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬

‫بلدية كفرعبيدا تدعم كل النشاطات اليت تقوم بها‬

‫ّ‬ ‫جممع رياضي جيمع الشباب‪ ،‬وقد‬ ‫تفتقر برجا اىل‬ ‫ّ‬ ‫لكنهما باءتا‬ ‫كان هناك حماولتني القامة هذا املشروع‬

‫اجلمعيات األهلية يف البلدة‪ ،‬ومنها الندوات واحملاضرات‬

‫بالفشل ولكننا نسعى اىل انشائه بكل االمكانات‪،‬‬

‫الثقافية والعلمية والنشاطات الرتفيهية‪.‬‬

‫ويوجد لدينا قاعة ثقافية‪ ،‬ومكتبة للمطالعة أنشأناها‬

‫ما هو حلمك لالتحاد ولبلدية كفرعبيدا؟‬

‫بالتعاون مع وزارة الثقافة‪ ،‬وعدد من أجهزة الكمبيوتر‬ ‫ّ‬ ‫الطال ب يف أحباثهم‪ ،‬أ ّما بالنسبة لثانوية البلدة‬ ‫ملساعدة‬

‫أن نقوم بتنفيذ كل مشاريع االحتاد حسب امليزانية‪،‬‬ ‫وبالنسبة لبلدتي كفرعبيدا أمتنى أن تكون هذه‬

‫فنحن حباجة الستكمال التجهيز فيها‪.‬‬

‫ما هو حلمك لبلدة برجا؟‬

‫البلدة األوىل من حيث املشاريع ‪ ،‬وحنن نسعى الجناز‬

‫أن أقوم بواجيب جتاه بلدتي وأهلي‪ ،‬وأسعى لتحقيق‬

‫كل مشاريع البنى التحتية فيها من طرقات وصرف صحي‬ ‫ً‬ ‫وكهرباء لتأمني راحة الناس‪ ،‬وكاحتاد لن ّ‬ ‫جهدا‬ ‫ند خر‬

‫التكامل والتضامن عن طريق تأمني كل ما حتتاج اليه‬ ‫البلدة من مواصالت ‪ -‬مياه ‪ -‬صرف ّ‬ ‫صحي – كهرباء –‬

‫المناء قرى وبلدات البرتون بكل ما أوتينا من جهد‪.‬‬

‫اتصاالت‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫بلدية دوما – قضاء البترون‬ ‫الرئيس‪ :‬جوزيف خير اهلل معلوف‬

‫بلدية مزيارة‬ ‫الرئيس‪ :‬ريمون شدياق‬

‫ما هي مشاريعك لبلدة دوما؟‬

‫ما هي مشاريعك لبلدة مزيارة؟‬

‫لدينا العديد من املشاريع منها انشاء مدخلني للبلدة‪ :‬طريق‬ ‫ً‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫عمشيت‪ -‬دوما‪ ،‬والبرتون – دوما‪ ،‬وهما ضروريني‬

‫مزيارة بلدة متلك ّ‬ ‫خمطط توجيهي منذ عام ‪ ،1973‬لذا كل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخاصة‬ ‫املخطط‪،‬‬ ‫املشاريع االمنائية ملزيارة تدخل ضمن هذا‬

‫كما نقوم باستكمال طريق املشاة وفق خارطة معينة‪،‬‬

‫ً‬ ‫وحاليا خنتتم املراحل النهائية من مشروع شق‬ ‫الطرقات‪،‬‬

‫لتشجيع السياحة البيئية‪ ،‬اضافة اىل العناية بغابة األرز‬ ‫اليت حتتوي على ‪ 1000‬شجرة‪ ،‬وتوسيع الطرقات الرئيسية‬ ‫والزراعية‪ ،‬لتسهيل مرور السيارات والرتاكتورات‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫قدمت البلدية قطعة أرض لوزارة الداخلية والبلديات لبناء‬ ‫ً‬ ‫وأيضا نستكمل دراسة لتنفيذ املدافن‬ ‫سراي حكومي‪،‬‬ ‫بشكل عصري‪ ،‬اضافة اىل احلمالت الصحية السنوية‬ ‫اجملانية واحملاضرات الطبية‪.‬‬

‫الطرقات اجلديدة‪ .‬اضافة اىل توسيع ساحة البلدة بالتعاون مع‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‬ ‫بعض اللبنانيني املغرتبني والداعمني ملزيارة‪ ،‬وقد بدأنا‬ ‫تنفيذ مشروع ّ‬ ‫حمطة تكرير سوف ينتهي العمل به يف أوائل‬ ‫الصيف وذلك لتحويل املياه املبتذلة اىل مياه للري‪.‬‬

‫ما هي مشاكل البنى التحتية لديكم؟‬ ‫ّ‬ ‫الصحي ال تغطي كامل البلدة‪ ،‬ما خيلق‬ ‫شبكة الصرف‬

‫ماذا عن البنى التحتية؟‬

‫مشاكل كثرية للجزء الذي ما زال على اجلور الصحية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫الصحي‪ ،‬وانشاء شبكة‬ ‫نقوم بتنفيذ مشروع الصرف‬ ‫ّ‬ ‫تشكل ‪ ،%70‬ومد الطرق‬ ‫على الطريق الرئيسي اليت‬ ‫ّ‬ ‫وتشكل حوالي ‪ ،%30‬اضافة اىل تأهيل شبكة‬ ‫الفرعية‬

‫ّ‬ ‫وخاصة التلوث الذي حيدث من جراء تداخل مياه الشفة باملياه‬ ‫املبتذلة‪ .‬بالنسبة لالنارة يوجد ّ‬ ‫مولدات تعطي األهالي وتنري‬

‫مياه الشفة‪.‬‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬

‫البلدة‪ ،‬ولكن حنن حباجة اىل زيادة الطاقة الكهربائية‪ ،‬وقد‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا من وزارة الطاقة تقوية ّ‬ ‫حمطة عرجس‪ ،‬كبديل‬ ‫طلبنا‬ ‫عن ّ‬ ‫حمطة بلوزة يف قضاء بشري‪ ،‬ولكن ما زلنا ننتظر‪.‬‬

‫حنن نقوم بنشاطات متنوعة لتوعية الشباب‪ ،‬حماضرات‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب‪ ،‬وتثقيفهم؟‬

‫ونشاطات ثقافية وترفيهية‪ ،‬خميمات سنوية‪ ،‬تكريم‬

‫يوجد يف مزيارة نادي ثقايف واجتماعي ورياضي‪ ،‬وتدعم‬

‫املتفوقني يف الشهادات الرمسية‪ ،‬اضافة اىل دعم مجعية التوأم‬

‫البلدية كافة النشاطات اليت تقوم بها الفعاليات االجتماعية‬

‫الدومانية الفرنسية اليت تضم نشاط تبادل التالميذ بني بلدة‬

‫واهليئات احمللية يف البلدة‪ ،‬كما يبقى مبنى البلدية‬ ‫ّ‬ ‫للطالب وهو جم ّه ً‬ ‫ً‬ ‫زا مبكتبة للمطالعة وقاعة انرتنت‬ ‫مفتوحا‬

‫اىل تنظيم مهرجانات اللجنة الوطنية واملعارض القروية اليت‬

‫ملساعدتهم يف األحباث الدراسية‪.‬‬

‫دوما اللبنانية و‪ Dignes les bains‬الفرنسية‪ ،‬هذا باالضافة‬ ‫تضم صناعات وحرف وأعمال فنية ومأكوالت ومؤن‪.‬‬

‫ما هو حلمك لبلدية دوما؟‬

‫ما هو حلمك لبلدة مزيارة؟‬

‫انشاء معامل للنفايات ّ‬ ‫ألنها من املشاكل الكبرية اليت‬

‫اجناز كل املشاريع االمنائية لبلدة دوما‪ ،‬ونطلب‬

‫تعاني منها كل بلديات لبنان‪ ،‬فاملكبّات املوجودة يف بعض‬ ‫األماكن مزعجة ً‬ ‫جدا للسكان القريبني منها‪ ،‬لذا يقوم‬

‫من املسؤولني مساعدتنا يف ذلك‪.‬‬

‫االحتاد اليوم بدراسة واقع املشكلة والعمل على حل جزء منها‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫بلدية رشعين‬

‫بلدية المنية‬

‫الرئيس‪ :‬باخوس فايز راضي‬

‫الرئيس‪ :‬مصطفى عقل‬

‫ما هي مشاريع بلدية رشعين؟‬

‫ما هي مشاريعك لبلدية المنية؟‬

‫نقوم بعدد من املشاريع منها‪ :‬مشروع للري باستعمال مياه‬

‫بعد االستحقاق البلدي قمنا بالرتكيز على املشاريع التنموية‬

‫نهر رشعني‪ ،‬وهو قيد التنفيذ‪ ،‬وتوسيع الطرقات الداخلية‬

‫ّ‬ ‫احمللية‪ .‬من املشاريع‪:‬‬ ‫بالتعاون مع األهالي واجلمعيات األهلية‬

‫للبلدة وانشاء األرصفة‪ ،‬وترقيم الشوارع واألبنية ودعم‬ ‫اجلدران‪ ،‬وتشجيري ‪ 60‬شجرة من صندوق البلدية واالتحّ اد‪،‬‬

‫مشروع زيت الزيتون من احلقل اىل املعصرة‪ ،‬مبساعدة بعض‬ ‫اجلمعيات‪ ،‬ووحدة تسويق وتعليب اخلضار املقرتحة من‬

‫بالنسبة لزمحة السري داخل البلدة‪ ،‬نقوم بدراسة مشروع‬

‫مجعية التعاونية الزراعية االمنائية يف الضنية‪ ،‬ونقوم بدرس‬

‫شق طريق جديد اىل جانب البلدة‪.‬‬

‫مشروع مستوصفات كلفته حوالي ‪ 250‬ألف دوالر‪.‬‬

‫ما هي مشاكل البنى التحت ّية لديكم؟‬ ‫ّ‬ ‫الصحي سيئة للغاية‪ ،‬وحتتاج‬ ‫شبكة الصرف‬ ‫اىل اعادة تأهيل‪ ،‬وهي ال تكفي العدد املتزايد‬ ‫ّ‬ ‫للسكان‪ ،‬وصيانة الشبكة بشكل سنوي يأخذ‬ ‫‪ %40‬من الصندوق البلدي‪ .‬بالنسبة لإلنارة هي على‬ ‫عاتق البلدية‪ ،‬وندرس اليوم مشروع مولدات كهرباء‬ ‫ّ‬ ‫باالتفاق مع األهالي لتخطي مشكلة انقطاع ّ‬ ‫التيار‬ ‫الكهربائي الدائم‪.‬‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬ ‫حنن كبلدية نقوم بعدد من النشاطات الثقافية‬ ‫واالجتماعية بالتعاون مع األهالي وندرس مشروع مكتبة‬ ‫وقاعة حماضرات‪ ،‬وندعم كشافة البلدة مبختلف‬ ‫النشاطات اليت يقومون بها‪.‬‬

‫نقوم اليوم مبشروع ربط شبكة اجملارير يف املنية‬ ‫ّ‬ ‫مبحطة التكرير يف منطقة نهر أبو علي يف طرابلس‪،‬‬ ‫بتمويل من الدولة األملانية‪ ،‬ومشروع تعبيد واصالح‬ ‫الطرقات جيري تنفيذه بتمويل من البنك الدولي‪،‬‬ ‫ودعم اجلدران باحلجر والباطون وتشجيري الطرقات‬ ‫بالتعاون مع وزارة الزراعة والبيئة‪.‬‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬ ‫لدينا عدد من املشاريع منها مشروع مركز كبري‬ ‫لرعاية األطفال واملسنيني‪ ،‬ضمن مركز املنية‬ ‫للتنمية‬ ‫من‬

‫االجتماعية‬

‫الصندوق‬

‫واالقتصادية‪،‬‬

‫الكوييت‪،‬‬

‫ويضم‬

‫ّ‬ ‫جممع‬

‫بتمويل‬ ‫مالهي‬

‫وكافيترييا وحدائق ومالعب‪ .‬ونعمل على انشاء‬

‫ما هو حلمك لبلدة رشعين؟‬

‫دار حضانة بالتعاون مع مجعية العزم والسعادة‪،‬‬

‫انشاء مركز بلدي ّ‬ ‫مؤلف من ‪ 8‬طبقات فيه قاعة‬

‫ّ‬ ‫عامة للمناسبات مع حركة الشبيبة‬ ‫وجتهيز قاعة‬

‫حماضرات‪،‬‬

‫‪52‬‬

‫ماذا عن البنى التحتية؟‬

‫مكتبة‪،‬‬

‫مركز‬

‫انرتنيت‪،‬‬

‫وصالة‬

‫ا ال ر ثو ذ و كسية ‪.‬‬

‫ما هوحلمك لبلدية المنية؟‬

‫اجتماعات‪ ،‬وحديقة عا ّمة وملعب‪ ،‬وتكلفة هذا‬ ‫املشروع تقدر ب ‪130‬ألف دوالر‪ّ ،‬‬ ‫قد م لنا بنك التنمية‬

‫انشاء مدينة رياضية جتمع الشباب‪ ،‬لدينا األرض‬

‫منه ‪ 90‬ألف دوالر والباقي نعمل على مجعه‪.‬‬

‫ولكننا حباجة اىل التمويل‪.‬‬


53


‫اغــفــر لــي ‪...‬‬

‫هل شاهدت النهر يعود إىل الوراء‪ ،‬ومغيب الشمس يسبق الفجر؟ هل مشت املواكب إال إىل األمام؟‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والطيور ّ‬ ‫التعلق‬ ‫تتطلع إىل األسفل؟ من كان احللم الكبري طموحه فما يفيده‬ ‫علوا دون أن‬ ‫حتلق‬ ‫بأهداب اخلوف؟ احلياة تناضل من أجل التغيري والبعض يناضل من أجل البقاء يف الظالم! ّإنه‬ ‫اإلعصار ينادي الكون‪ّ ،‬إنه زمن التغيري‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتنسم طالئع‬ ‫فلم ختافون اآلتي؟ هو املخنوق وقد بدا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تتمردون مستميتني لتبقوا أسرى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سجانكم!‬ ‫احلرية وأنتم‬ ‫تائقا لنسمة‬ ‫يتمرد‬ ‫النسيم! هو‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تشر ع نوافذها للضوء‪،‬‬ ‫دائما أبوابها للغد‪،‬‬ ‫احلياة ال تعيش يف دهاليز األمس‪ ،‬احلياة تفتح‬ ‫ً‬ ‫الضيقة‪ ،‬وترتك لريح ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهب من إرادة مقهور وظمأ تائق لكرامة‬ ‫الثغرات‬ ‫مطمئنا‬ ‫ترتكه يعرب‬ ‫ِ‬ ‫وكربياء أن ّ‬ ‫توسع هذه الثغرات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أج ّنة حتلم‬ ‫إنه نشيد الشعوب اليت كاد الصدأ أن ميل أنينها‪ .‬إنها تلك الرعشات القادمة من ِ‬ ‫بصباح جديد‪ .‬رياح ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتأصل على العروش‬ ‫تهب يف أرجاء الوطن الكبري تدعو القتالع العفن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطنا‪ ،‬وتذحبون أخوة ليبقى الزمان كما هو‪.‬‬ ‫وتدمرون‬ ‫الدهرية‪ ،‬وأنتم‪ ...‬أنتم تتقاتلون‬

‫أن ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫غريب هذا ّ‬ ‫أن الغريب حاضر ليمسك يده‪ ،‬وينسى ّ‬ ‫معتقدا ّ‬ ‫دائما ّ‬ ‫ّ‬ ‫يدا‬ ‫ميد يده لغريب‬ ‫بناني!‬ ‫الل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفريا‪ّ .‬إنها لعنة « فخر الدين «‬ ‫زرعا‬ ‫يد‪ ،‬تسعيان يف حقل واحد تنجزان‬ ‫أقرب تنتظره‪ .‬يدان بدل ٍ‬

‫ً‬ ‫مد ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫اسفينا يف عرش ّأمة‪ّ ،‬‬ ‫وطنا!‬ ‫عيا ّأنه بنى‬ ‫ليدك‬ ‫ساعة استنجد بالغرب‬ ‫ّإنهم ّ‬ ‫بأمة الضاد‪ّ ،‬‬ ‫اللبنانيون حيلمون ّ‬ ‫ولبنانيون حيلمون بوطن آخر لونه لون جبل يف لبنان‪ .‬وغريب هذا‬

‫عصي على أمم األرض‪ ،‬تتقهقر تقهقر العبابيد‪ .‬يف عتم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الليل تنسحب إىل‬ ‫عصي على الكون‪،‬‬ ‫ال لبنان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحققوا قيامته من رحم املوت‪.‬‬ ‫ما وراء السياج مهزومة أمام إرادة أبناء األرض احلقيقيني الذين حلموا بوطن‬

‫كل هؤالء ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللبنانيون يعتقدون بوطن لونه لونهم يشبههم‪ ،‬بدل أن يتشبّهوا هم بلون األرض‪ .‬خيتلفون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتفجر من‬ ‫يستعينون بالغرباء‪ ،‬والغريب غريب‪ ،.‬ومتى كان الغريب يسمع صوت األنني وصوت احلب‬ ‫بني القلوب؟‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األرض لنا وحنن الطريق‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫حنب لشريكنا يف األرض واملكان والزمان ما‬ ‫فلم نتقاتل إذا ؟ مل ال‬ ‫حنلم به ألنفسنا؟ بدل سعينا ألن يلغي أحدنا أالخر؟ ولن يستطيع ٌ‬ ‫أحد أن يلغي اآلخر‪ ،‬ألننا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلق ! فهل‬ ‫احلق باحلياة أعطاني هذا‬ ‫ال نسمح ألحد بأن يغتالنا وميحو وجودنا‪ ،‬من اعطاك‬ ‫تعتقد نفسك أجدر منيّ بهذه احلياة؟ خمطئ أنت وخمطئ من يذهب مذهبك! وهل تعتقد ّأنك‬ ‫مما ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتب أرضك أكثر ّ‬ ‫أحب أرضي؟ خمطئ أنت؟‬ ‫مرة ال رجوع فيها‪ّ ،‬‬ ‫نتعلم من أخطاء التاريخ ّالذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدسوا أرضكم ولتكن ّ‬ ‫مل تكرار ذاته‪ ،‬دماء ودمار‬ ‫اشالء وأسالك‪ ،‬خنسر ذاتنا ‪ ،‬خنسر مالنا‪ ،‬وحني نستفيق‪ ،‬نعود من حيث بدأنا‪ ،‬ال بديل عن ارتباط‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ذنوبا ارتكبتها يف ّ‬ ‫اعتقدت‬ ‫حقك يوم‬ ‫واحدنا باآلخر وإال فأنا وأنت أشالء على أرض الوطن‪ .‬اغفر لي‬ ‫ّأنين ّ‬ ‫أحب وطنيّ أكثر منك‪ ،‬فخنتك وسعيت لقتلك! اغفر لي وهل أمجل من الغفران إال حمبّة جتمعنا؟‬

‫‪54‬‬


55


‫مؤمتر حول معرض «‪»Autopromotec‬‬ ‫برعاية سفري ايطاليا يف لبنان‬ ‫ّ‬ ‫نظمت البعثة التجارية االيطالية (ايتشيه) قسم تنمية‬ ‫التبادل التجاري يف السفارة االيطالية يف بريوت وبالتعاون‬ ‫مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة يف بريوت وجبل لبنان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحفيا‪،‬‬ ‫مؤمترا‬ ‫ومجعية مستوردي السيارات يف لبنان‬ ‫عرض فيه مدير التسويق يف شركة أوتوبروموتيك املهندس‬ ‫إميانويلي فيشينتيين فعاليات معرض أوتوبروموتيك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق خبدمات ما‬ ‫املتخصص يف كافة ما‬ ‫(املعرض الدولي‬ ‫بعد البيع للسيارات)‪ .‬واملعرض هو حدث رائد على املستوى‬

‫من اليمين السادة فيشينتيني‪ ،‬السفير االيطالي مورابيتو‪ ،‬تامر ودلمونته‬

‫ّ‬ ‫وخاصة‬ ‫العاملي يف العديد من قطاعات صناعة السيارات‬ ‫خدمات ما بعد البيع مثل املعدات واألدوات ّ‬ ‫الالزمة إلصالح‬ ‫ّ‬ ‫ومعدات غسيل‬ ‫اهليكل وأجهزة السكانر واالطارات‬ ‫السيارات وخالفه‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫مت خالل املؤمتر التعريف بنشاطات اجلمعية االيطالية‬ ‫ملصنعي معدات تصليح السيارات املنظمة للمعرض‪ ،‬وهذا‬ ‫املؤمتر الذي ينعقد يف لبنان هو واحد من سلسلة مؤمترات‬ ‫صحفية تنظمها البعثة التجارية االيطالية بالتعاون مع‬ ‫أوتوبروموتيك يف ّ‬ ‫عدة بلدان يف منطقة البحر املتوسط‬

‫جانب من الحضور‬

‫للتعريف بهذا املعرض الذي سيقام يف مركز املعارض يف‬ ‫مدينة بولونيا يف وسط ايطاليا من ‪ 25‬اىل ‪ 29‬أيار ‪ -‬مايو ‪2011‬‬ ‫وعقد هذا املؤمتر برعاية سفري ايطاليا يف لبنان جيوسييب‬ ‫مورابيتو ومشاركة نائب رئيس غرفة جنارة بريوت السيد‬ ‫غابي تامر ورئيس مجعية مستوردي السيارات يف لبنان‬ ‫السيد مسري محصي‪ ،‬وقدم له السيد سباستيانو دملونته‬ ‫رئيس البعثة التجارية االيطالية يف بريوت‪ ،‬وحضر املؤمتر‬ ‫ً‬ ‫مندوبا عن الشركات اللبنانية الناشطة يف‬ ‫أكثر من ‪60‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫جماالت بيع السيارات وقطع الغيار واالطارات وكذلك‬ ‫مسؤولي مراكز الصيانة والتصليح وحمطات اخلدمة‪.‬‬ ‫وخالل املؤمتر عرضت البعثة التجارية والسفارة االيطالية‬ ‫تقديم كل مساعدة ممكنة لرجال األعمال املهتمني‬ ‫بزيارة املعرض مبا يف ذلك اصدار تأشرية الدخول اىل ايطاليا‪،‬‬ ‫وسيتم دعوة جمموعة من رجال األعمال والصحفيني‬ ‫املتخصصني اىل ايطاليا لزيارة املعرض على نفقة اجلهة‬ ‫املنظمة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫من اليمين السادة أديب مينا‪ ،‬سيباستيانو دلمونته‪ ،‬والسفير االيطالي مورابيتو وغابي تامر‬


‫رئيس مجعية الصناعيني‬ ‫« نعمت افرام» يف طرابلس‬

‫جانب من الحضور‬

‫من اليمين السادة اديب مينا‪ ،‬جان شلهوب‪ ،‬نديم ملك‪ ،‬نزيه مقدم‪ ،‬توفيق‬ ‫دبوسي‪ ،‬عامر صافي‪ ،‬ابراهيم باز‪ ،‬ربيع اسطى‪ ،‬ايلي فرحات‬

‫أعلن رئيس مجعية الصناعيني اللبنانيني نعمة إفرام‬ ‫أن حجم صادرات الصناعة اللبنانية بلغ يف العام ‪2010‬‬ ‫أكثر من ‪ 3،5‬مليارات دوالر أي ما نسبته ‪ %13‬من الناتج‬ ‫ً‬ ‫الفتا اىل ان الطموحات خالل السنوات العشر‬ ‫احمللي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا ان لبنان‬ ‫املقبلة‪ ،‬أن تصل هذه النسبة اىل ‪،%20‬‬ ‫بات ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صناعيا ّ‬ ‫منوها‬ ‫وأن كل صناعي فيه هو مقاوم‪،‬‬ ‫بلدا‬ ‫بصناعات طرابلس الرتاثية‪ ،‬كالم إفرام جاء خالل‬ ‫زيارته خان الصابون‪ ،‬وذلك ضمن جولة قام بها يف منطقة‬ ‫ً‬ ‫عددا من املصانع‪.‬‬ ‫الشمال تفقد خالهلا‬ ‫رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمة إفرام‬

‫غرفة التجارة‬

‫الصناعية املستوردة يف العام ‪ 2010‬الـ‪ 220‬مليون دوال‪،‬ر وهذا‬ ‫مبلغ كبري ً‬ ‫ً‬ ‫عمليا على زيادة قدرة القطاع‬ ‫جدا سينعكس‬

‫بعد ذلك انتقل اجلميع اىل غرفة التجارة والصناعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موسعا مبشاركة‬ ‫صناعيا‬ ‫والزراعة‪ ،‬حيث ترأس إفرام لقاء‬

‫االنتاجية والتنافسية‪ ،‬وإثبات موقع الصناعة يف السوق‬

‫نائيب رئيس الغرفة ميشال بيطار ومرسال شبطيين وأمني‬

‫احمللية واألسواق العاملية‪.‬‬

‫املال توفيق دبوسي‪ ،‬رئيس بلدية امليناء السفري حممد‬

‫وعدد إفرام أولويات مجعية الصناعيني اللبنانيني جلهة‬

‫عيسى‪ ،‬نائب رئيس بلدية طرابلس جورج جالد‪ ،‬وحشد من‬

‫إعفاء الصادرات اللبنانية من ضريبة الدخل‪ ،‬دعم القروض‬

‫الصناعيني ورجال األعمال‪.‬‬

‫على الصادرات الصناعية‪ ،‬دمج املصانع واحلوافز الضريبية‬

‫كانت البداية بالنشيد الوطين اللبناني‪ ،‬فرتحيب من‬

‫والتمويلية‪ ،‬إنشاء املدن الصناعية‪ ،‬االبقاء على املادة ‪ 59‬من‬

‫أمني املال يف الغرفة توفيق دبوسي الذي أشار اىل أن هذه‬

‫قانون الضريبة على القيمة املضافة واليت تقضي باسرتداد‬

‫الزيارة تؤكد إميان رئيس مجعية الصناعيني اللبنانيني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشددا على‬ ‫وزمالئه جبغرافية لبنان ورمزيته وأصالته‪،‬‬

‫هذه الضريبة املدفوعة على املواد األولية املستوردة‪ ،‬وضع‬ ‫ضريبة على تصدير املواد اخلام للتدوير‪ ،‬تعديل النظام‬

‫ضرورة التعاون من أجل تطوير الصناعة اللبنانية عامة‪.‬‬

‫الضرييب حبيث تزاد الضرائب على الكماليات وختفض عن‬

‫وقال افرام‪ :‬لقد شجعت أرقام الصادرات الصناعية على‬

‫الصناعة‪ ،‬توليد وبيع الطاقة الكهربائية للشبكة العامة‬

‫مزيد من االستثمار يف هذا القطاع‪ ،‬وجتاوزت قيمة اآلالت‬

‫ودعم أعمال البحوث والتطوير يف اجملال الصناعي‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫ممثلو ‪ 60‬دولة يف‬ ‫مؤمتر‬ ‫«معايشة الرتاث»‬ ‫برعاية احلريري‬ ‫نظم احتاد املهندسني اللبنانيني‪ ،‬املؤمتر العاملي لالحتاد‬

‫العمرانية اليت يشهدها العامل العربي»‪.‬‬

‫الدولي للمعماريني ‪ UIA‬حتت عنوان «معايشة الرتاث»‬

‫واعترب ممثل نقيب املهندسني انطوان كويس «أن التجمعات‬

‫‪ ،PATRIMOINE LE VIVRE‬برعاية رئيس حكومة‬

‫املدنية هي تعبري حي عن تنوع اجملتمعات عرب التاريخ‪ ،‬لذلك‪،‬‬

‫تصريف االعمال سعد احلريري ممثال برئيس جلنة األشغال‬

‫ميكننا أن نؤكد أن األحياء الرتاثية ليست سوى شاهد‬

‫النائب حممد قباني‪ ،‬ومبشاركة ممثلني ل‪ 60‬دولة عربية‬

‫على التاريخ‪ ،‬فهي متثل قيم الثقافة املدنية التقليدية‪ .‬وإن‬

‫وأجنبية وأكادمييني ومعماريني ورؤساء جامعات‪ ،‬وعمداء‬

‫اهلندسة املعمارية عرب العقود تبقى ذاكرة مهمة لفهم تطور‬

‫فروع العمارة يف الكليات اللبنانية والعربية واألجنبية‪،‬‬

‫اجملتمعات االنسانية‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬يكون الرتاث املعماري‬

‫وحشد من املهندسني وطالب العمارة يف لبنان‪.‬‬

‫مهما للعامل والشعوب لفهم من أين نأتي ورؤية إىل أين نذهب»‪.‬‬

‫حضر املؤمتر نائب رئيس احتاد املهندسني اللبنانيني انطوان‬

‫وأضاف‪« :‬شعب بال ماض هو شعب من دون مستقبل‪ .‬ويف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا من األحياء الرتاثية مهدد‪،‬‬ ‫عددا‬ ‫وقتنا احلاضر جند أن‬

‫كويس‪ ،‬ممثال النقيب بالل العاليلي‪ ،‬وعضو املكتب‬

‫‪58‬‬

‫التنفيذي لالحتاد الدولي للمعماريني ميشال الربمكي‪،‬‬

‫ً‬ ‫نظرا للتوسع العمراني املديين‪ ،‬وهو نتيجة مباشرة للتحول حنو‬

‫رئيس هيئة املعماريني العرب هيامي الراعي‪ ،‬ونقباء املهندسني‬

‫اجملتمعات التجارية والصناعية وهذا التفتيت السريع للرتاث‬

‫السابقون جورج مارون والياس النمار وعاصم سالم‪ ،‬األمني‬

‫املعماري اللبناني جيلب خسارة ثقافية اجتماعية‪ ،‬وأحيانا‬

‫العام املساعد الحتاد املهندسني العرب حممد سعيد فتحة‪،‬‬

‫اقتصادية‪ ،‬وهذه اخلسارة ال تعوض‪ .‬جيب أن تكون هناك‬

‫رئيسة إحتاد املعماريني االوروبيني سلمى هرينغتون‪ ،‬رئيس‬

‫سياسة حلماية املدن والرتاث املدني واملواقع األثرية املهمة‪،‬‬

‫احتاد املعماريني يف البحر املتوسط عمر فرخاني‪ ،‬رئيس احتاد‬

‫وجيب أن تنخرط ضمن سياسة منسجمة للتطور االجتماعي‬

‫املعماريني لدول آسيا جورج كونيهرو‪ ،‬ومندوب االونيسكو‬

‫واالقتصادي وتكون مرافقة لسياسة تنظيم مدني حملي‬

‫يف باريس فرنشسكو باندران‪.‬‬

‫على املستويات كافة‪ .‬كما جيب اعادة النظر يف التوجيه‬

‫والقى رئيس فرع املهندسني املعماريني االستشاريني يف‬

‫واعادة هيكلة النظام السياسي والبلدي‪ ،‬ألن هذا األمر يسمح‬

‫نقابة املهندسني يف بريوت اندريه خبعازي كلمة حتدث‬

‫حبماية الرتاث الثقايف‪ ،‬االجتماعي واملعماري»‪.‬‬

‫فيها عن اهمية املؤمتر الذي ينعقد يف بريوت يف هذه الظروف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا ً‬ ‫أن العمارة هي تراث وحضارة وهي رؤية مستقبلية‪.‬‬

‫من جهته‪ ،‬قال قباني‪« :‬لوال الظرف السياسي لكان رئيس‬ ‫جملس الوزراء بيننا‪ ،‬فنحن نشكر االحتاد الدولي للمعماريني‬

‫ثم ألقى الربمكي كلمة قال فيها‪« :‬إن أهمية اجتماع‬

‫على اختياره بريوت مكانا إلقامة هذه الندوة املهمة‪ .‬كلنا‬

‫املكتب التنفيذي ومؤمتر الرتاث يف بريوت انه يأتي للمرة‬

‫نفهم أن الرتاث يشمل األدب ومن ضمنه النثر والشعر والفنون‬

‫االوىل يف بلد عربي‪ ،‬مما يعرب عن األفق الرتاثية والثقافية‬

‫التشكيلية وأنواع أخرى‪ .‬وإن الرتاث أيضا هو منط حياة‬

‫وموقع لبنان املميز يف هذين اجملالني‪ .‬شارك يف املؤمتر أكثر‬ ‫من ‪ً 60‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأجنبيا وقادة املعماريني يف العامل‪ ،‬مما‬ ‫عربيا‬ ‫بلدا‬

‫يصبح متوارثا‪ ،‬وحتى اللغة والطعام واللباس هي تراث»‪.‬‬

‫ً‬ ‫فضال‬ ‫أغنى املؤمتر بندوات تقنية وفنية وإبداعية معمارية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منطلقا ملواكبة التطورات‬ ‫عن االغناء الرتاثي حيث سيكون‬

‫وبعد االنتهاء من أعمال املؤمتر زار وفد املعماريني الدوليني الرئيس‬ ‫سعد احلريري وأطلعه على أجواء املؤمتر الذي عقد يف نقابة‬ ‫املهندسني يف بريوت مبشاركة ممثلني عن أكثر من ستني دولة‪.‬‬


‫افتتاح مهرجان بريوت‬ ‫السينمائي ‪ 2011‬حلقوق االنسان‬ ‫إفتتحت يف سينما «مرتوبوليس امبري» يف االشرفية‪ ،‬أعمال‬ ‫املهرجان السنيمائي لألفالم الوثائقية واألفالم القصرية‬ ‫حول حقوق اإلنسان يف لبنان‪ ،‬يف حضور الرائد زياد قائد‬ ‫ً‬ ‫ممثال راعي املهرجان وزير الداخلية‪ ،‬يف حكومة‬ ‫بيه‬ ‫تصريف األعمال زياد بارود‪ ،‬والعميد محدان ممثال مدير‬

‫الفوتوغرايف‪ ،‬إضافة إىل احلفالت املوسيقية واألعمال‬

‫عام قوى األمن الداخلي‪ ،‬واملمثل اإلقليمي للمفوضية‬

‫املسرحية‪ .‬وكان هذا احلدث الثقايف الواسع واجملاني‬

‫السامية حلقوق اإلنسان فاتح عزام‪ ،‬وسفراء الدامنارك‬

‫بالكامل فرصة‪ ،‬للحديث عن حقوق اإلنسان من خالل‬

‫يان توب كريستنسان‪ ،‬تشيكيا يان سيزاك‪ ،‬اسبانيا‬

‫أربعة موضوعات خمتلفة‪ :‬حقوق املرأة والالجئني واملهاجرين‬

‫خوان كارلوس غافو‪ ،‬فرنسا دوني بييتون‪ ،‬هولندا هارو‬

‫والسجناء‪ .‬نظم املهرجان اجلمعية اإليطالية غري احلكومية‬

‫دوبوار‪ ،‬بريطانية فرنسيس غاي‪ ،‬ورئيسة بعثة املفوضية‬

‫«جلنة منظمات اخلدمة التطوعية» (‪ ،)COSV‬باالشرتاك مع‬

‫االوروبية يف لبنان السفرية اجنلينا اخيهورست‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فيلما و‪ 4‬معارض للتصوير‬ ‫تتضمن املهرجان أكثر من ‪30‬‬

‫منظمة «كفى عنف واستغالل»‪ ،‬و»حركة السالم الدائم»‬ ‫(‪ )PPM‬و»املركز اللبناني حلقوق اإلنسان» (‪.)CLDH‬‬

‫أعمال «موسم الشتاء‬ ‫الثقايف» لـ الياس خالط‬ ‫« ‪» BAO + goes north‬‬ ‫يف اطار أعمال «موسم الشتاء الثقايف» الذي أطلقه الياس خالط‪،‬‬ ‫برعاية رئيس بلدية طرابلس نادر غزال‪ ،‬والذي يشمل سلسلة‬ ‫من النشاطات الثقافية والفنية‪ ،‬على مدى ثالثة أشهر‪ ،‬مشلت‬ ‫روزنامة معارض مهمة منها‪ :‬رسم وتصوير‪ ،‬وحرف وندوات أدبية‬ ‫وتوقيع كتب باللغتني العربية والفرنسية‪ ،‬وعروض سينمائية‬ ‫وموسيقية لفنانني وكتاب لبنانيني حمرتفني وهواة‪ ،‬من‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا عرض موسيقي يف مركز رشيد‬ ‫طرابلس ومن بريوت‪ ،‬أقيم‬ ‫كرامي الثقايف البلدي ( قصر نوفل)‪ ،‬ملازن كرباج وشربل هرب‬ ‫وطوني عاليه وشربل سحناوي‪ ،‬ويقول الباحث الياس خالط ‪ :‬منذ‬ ‫أكثر من ‪ً 40‬‬ ‫عاما تأسس املركز الثقايف البلدي وقد مر بفرتات‬ ‫من العز يف زمن صعب وأقصد احلرب األهلية ‪ ،‬وذلك بفضل وعي‬ ‫خنبة من أبناء املدينة ناضلوا من أجل أن يبقى هلذه املدينة اشراقة‬ ‫ثقافية مشرفة ‪ .‬من هنا ولدت فكرة اطالق جمموعة ( أصدقاء‬ ‫قصر نوفل ) اليت نظمت هذا املوسم الثقايف وكلنا أمل أن نعيد‬ ‫احياء تراث طرابلس‪ ،‬وأن نعمل جاهدين للحفاظ عليه ‪.‬‬

‫‪59‬‬


60


cancel or at least attenuate the stressor, which is deemed as aggressive and, hence, harmful, irrespective of the fact whether it is really so. In fact, cognitive evaluation and emotional activation errors may always occur. Many distressful events can occur due to similar errors or even perception and personality inadequacies. 2 – Flight: Its basic purpose is to escape stress generating aggression by avoidance (often implemented, at least in the very first moments, by instinctively defensive automatisms) and by remotisation, which keeps the origin of the aggression at a distance. Like fight, flight too involves highly stressful behavior, which is often defined by mutual volumetric relations; this means that usually either an object or living being that is larger than the «target» of the stressful impact seems potentially dangerous and aggressive to the same. This is why the smaller animal faced by a larger animal, or a «larger» object, and man himself faced by a larger man habitually chooses flight as a selfprotective measure. 3 - Adaptation It is the most frequent form of behavior towards stressful stimuli. Adaptation is a rather habitual way of «facing» (coping with) stressful situations because it enables one to best adjust to needs associated with a certain existential situation. We can avoid a rather frequent misunderstanding by specifying that with the term «adaptation» (at least referred to «stress») we do not necessarily speak of a «positive» adjustment and a favorable solution to sudden existential conditions. In fact, the intervention and mutual influence of an infinite number of subjective and objective factors can

61

lead to thousands of possible positive and negative adaptations. Hence, we can have: - Adaptation in the real sense of the word, configured in complete «eustress», when the subject is neither mentally nor physically harmed by the impact with the stress-generating situation; - Non adaptation in the most complete sense of the word, concretised in total and even «catastrophic» dis-stress, which is necessarily pathogenic and causes both psychic and somatic lesions, damage and pain in various degrees; - Dis-adaptation situated between the two aforementioned extremes. It is, in a certain sense, a «hazy» picture (either small or large) of all existential inconveniences and strain that characterize (unfortunately on a habitual basis) developments in the life of almost all human beings.


aware of the extent of the positive or negative influence of solitude, crowds, lakes, the sea, mountains and home, as opposed to a prison cell, and so on). c - The Stressed Individual He is the «target» of stress-generating information that is intrinsically charged with either harmless or harmful traits. But the stressful result of the impact between the stressor and the individual depends both on these characteristics and on the sensitivity and reactivity (both psycho-somatic and somatopsychic) each subject presents towards that specific stressful stimulus. As we can understand, these relations create a large number of «variables», since two types of factors are involved, specifically: - The individual›s personality, which, in turn, is the result of many components (temperament, character, culture, education, poposition, etc.); - The psycho-physical condition, health, disease and disablement that induce a condition of either wellbeing or unease. The above conditions highlight two basic characteristics of stress: 1 - Stress is a strictly individual phenomenon because it depends on the type and form of reaction, which is generated from time to time by mutual relations between the stressor with its attributes and the stimulated subject with his sensitivity and reactivity (i.e. from the intricate summation of all that concerns the two co-protagonists); 2 - Stress concretises simultaneously and consistently in two human «global» frameworks: - Psychic framework «psycho-stress» component that demands alertness and is conditioned by awareness of the stimulating information (the stressor), which activates bothmental spheres that are essential to achieve complete

- The intellectual sphere, which performs the «cognitive evaluation» of the stress-generating input›s characteristics. awareness, specifically: - The intellectual sphere, which performs the «cognitive evaluation» of the stressgenerating input›s characteristics.

4 - Stress-Related Conduct: An impression given by enlarging on stress-related conduct is that of presenting topics to back the recent trend that privileges psycho-stress to such an extent as to lead one to forget that the stress reaction always and anyhow involves considerable somatic and psychic phenomena both simultaneously and jointly. Somatic phenomena are always mirrored in the psychic framework as somato-psychic influences. In fact, behavior is clearly a highly psychic expression because it can occur after the individual has made certain mental «choices» and adopted certain «decisions» that influence the fact «if», «how» and «when» he will express his reactive response to the stress-generating input by implementing certain types of relations both with himself and with his surrounding environment (people and objects). But it is clear that these relations can never be solely psychic save the case in which one chooses and decides «not» to act - but also somatic, as it obliges the body to «enter into action» to establish interpersonal and inter environmental relations and to provide the physical support required for the behavior to be expressed. The three possible reactive stress-related behavioral patterns are described below. 1- Fighting: Through the «fight», which is per se highly stressful, this behavior tends to

62


Medecine

Stress (part 2) The magical word that does not always apply to all seasons. «Adaptability is probably the most remarkable characteristic of living beings. None of the great forces of matter is as efficient in maintaining every individual›s independence and individuality as the defence and adaptability adopted to face the changes we designate as life, whose loss represents death. In practice there could also be a certain parallelism between degrees of vitality and the measure of every animal and every man›s adaptability.» From the preface to the book Hans Selye: STRESS - The Physiology and Pathology of Exposure to Stress (1950 -Acta Med Publ - Montreal)

3 - The Characteristics of Stress: Stress is a reaction that issues from the interaction between three co-protagonists: the stressor,the environment and the stressed individual.

DR.Ariela Benigni

63

a - The Stressful Stimulus (stressor) As all stimulations, it has certain traits: type, force (intensity, velocity. duration, frequency), reiteration, rhythm, origin, associations, etc. Hence, the stressor has all the qualitative and quantitative characteristics typical of what is defined as»information» (either exogenous or endogenous), of which the person becomes aware when the perception phenomenon is activated. It is clear that, if the aforementioned characteristics of the stressor are absolutely disproportionate (basically excessive), compared to the individual›s common ability and perception, in a broad sense, the consequences can only be harmful and necessarily cause «dis-stress». b - The Environment It characterises both the origin of the stress-generating input (i.e. even the feeble light of a bulb can be disturbing, hence dis-stressing, if a subject either is in a dark place or comes from one) and of the individual›s surrounding context at the time of the impact with the stressful stimulus. In fact, the favourable or hostile environment plays a decisive role on the type of stress that occurs, by influencing both the stressor›s traits (i.e. the same type of flower›s scent generates highly different stress reactions depending on whether it is perceived while the person is in his wedding room, in a hospital bed, in a supermarket at the peak hour, or even in a mortuary chapel), and on the conditions of the subject who is struck by the input (in fact, all are


Phone

visual information enabling surfaces, walls and physical objects around us to be used as interfaces; while the camera recognizes and tracks user’s hand gestures and physical objects using computer-vision based techniques. The software program processes the video stream data captured by the camera and tracks the locations of the colored markers (visual tracking fiducials) at the tip of the user’s fingers using simple computer-vision techniques. The movements and arrangements of these fiducials are interpreted into gestures that act as interaction instructions for the projected application interfaces. The maximum number of tracked fingers is only constrained by the number of unique fiducials, thus SixthSense also supports multi-touch and multi-user interaction. The SixthSense prototype implements several applications that demonstrate the usefulness, viability and flexibility of the system. The map application lets the user navigate a map displayed on a nearby surface using hand gestures, similar to gestures supported by Multi-Touch based systems, letting the user zoom in, zoom out or pan using intuitive hand movements. The drawing application lets the user draw on any surface by tracking the fingertip movements

of the user’s index finger. SixthSense also recognizes user’s freehand gestures (postures). For example, the SixthSense system implements a gestural camera that takes photos of the scene the user is looking at by detecting the ‘framing’ gesture. The user can stop by any surface or wall and flick through the photos he/she has taken. SixthSense also lets the user draw icons or symbols in the air using the movement of the index finger and recognizes those symbols as interaction instructions. For example, drawing a magnifying glass symbol takes the user to the map application or drawing an ‘@’ symbol lets the user check his mail. The SixthSense system also augments physical objects the user is interacting with by projecting more information about these objects projected on them. For example, a newspaper can show live video news or dynamic information can be provided on a regular piece of paper. The gesture of drawing a circle on the user’s wrist projects an analog watch.

64


Technology Sixth Sense Technology May Change How We Look at the World Forever SixthSense is a wearable gestural interface that augments the physical world around us with digital information and lets us use natural hand gestures to interact with that information. We’ve evolved over millions of years to sense the world around us. When we encounter something, someone or some place, we use our five natural senses to perceive information about it; that information helps us make decisions and chose the right actions to take. But arguably the most useful information that can help us make the right decision is not naturally perceivable with our five senses, namely the data, information and knowledge that mankind has accumulated about everything and which is increasingly all available online. Although the miniaturization of computing devices allows us to carry computers in our pockets, keeping us continually connected to the digital world, there is no link between our digital devices and our interactions with the physical world. Information is confined traditionally on paper or digitally on a screen. SixthSense bridges this gap, bringing intangible, digital information out into the tangible world, and allowing us to interact with this information via natural hand gestures. ‘SixthSense’ frees information from its confines by seamlessly integrating it with reality, and thus making the entire world your computer. The SixthSense prototype is comprised of a pocket projector, a mirror and a camera. The hardware components are coupled in a pendant like mobile wearable device. Both the projector and the camera are connected to the mobile computing device in the user’s pocket. The projector projects

65


‫«ارحموا من في األرض‪،‬‬ ‫يرحمكم من في السماء»‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من رحم النظام‪ ،‬فالرئيس بالوكالة‪،‬‬ ‫انتهى األمر يف تونس‪ ،‬وبدأت ورشة التغيري‬ ‫هو رئيس جملس ّ‬ ‫النواب الذي انتخب يف ظل العهد السابق‪ ،‬ورئيس الوزراء هو نفسه رئيس‬ ‫تتوقف ّ‬ ‫لكن ورشة االصالح حتولت اليوم اىل « حمدلة» لن ّ‬ ‫ّ‬ ‫اال‬ ‫وزراء زين العابدين بن علي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفقا‬ ‫نهائيا يف غضون أشهر قليلة‪ ،‬حبيث جتري إنتخابات رئاسية وبرملانية‬ ‫بعد إجنازها‬ ‫لنصوص دستورية جديدة‪ ،‬تعود بعدها مجيع األمور اىل نصابها‪.‬‬ ‫ّأما يف مصر‪ ،‬وبالرغم من التصادمات اليت حصلت قبل أيام‪ ،‬بني معارضي ومناصري النظام‪،‬‬ ‫فان األمور لن تستقيم ّ‬ ‫ّ‬ ‫إال عرب خروج سلطة انتقالية جديدة‪ .‬وقد أثبت الشعب املصري ّأنه‬ ‫شعب حضاري بالفعل‪ّ ،‬‬ ‫ألن املتظاهرين حرصوا طوال األيام التسعة األوىل من حتركاتهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتشكل‬ ‫املتوقع أن‬ ‫التحرك السلمي البعيد عن الفوضى العارمة‪ .‬ومن‬ ‫على احلفاظ على‬ ‫سلطة إنتقالية أو مؤقتة‪ ،‬تشرف على إجراء تعديالت دستورية‪ ،‬وإنتخابات رئاسية وبرملانية‬ ‫نزيهة‪ ،‬األمر الذي يؤدي اىل عودة عجلة النظام العام اىل العمل‪.‬‬ ‫أن املقولة السابقة‪ّ ،‬‬ ‫أن ما جتدر اإلشارة اليه هو ّ‬ ‫غري ّ‬ ‫بأن الشعوب العربية‪ ،‬هي شعوب خانعة‬ ‫ومستسلمة قد «قربت حتت تاسع أرض» ّ‬ ‫ألن هذه الشعوب أظهرت روحها الثورية‪ ،‬وانتفاضتها‬ ‫حية متهل وال تهمل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكدت أنها شعوب ّ‬ ‫وأن لصربها حدود‪.‬‬ ‫ضد الظلم والطغيان والفساد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يرتدد فقط يف أرض الكنانة‪ ،‬ووادي النيل فحسب‪ ،‬بل‬ ‫وصدى االنتفاضة التونسية‪ ،‬مل‬ ‫ّ‬ ‫توسع اىل عدد من الدول االخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املكلف تشكيل احلكومة‪ ،‬جنيب‬ ‫ويف لبنان‪ ،‬هناك اليوم أمل متصاعد يف جناح الرئيس‬ ‫ّ‬ ‫تضم معظم الشرائح السياسية يف البالد‪ ،‬وتكون‬ ‫ميقاتي‪ ،‬يف تشكيل وزارة انقاذ وطين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قادرة على إخراج البلد من حال اإلنقسام الرهيب الذي يعاني منه‪ ،‬غري ّ‬ ‫يتطلب بعض‬ ‫أن هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪،‬‬ ‫الرتوي واهلدوء‪ ،‬ويستوجب اتفاق الفرقاء على احلد األدنى من املسلمات الوطنية‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أحدا يف لبنان ‪ ،‬وأن الساحة السياسية تتسع للجميع‪.‬‬ ‫ألنه ال ميكن ألحد أن يلغي‬ ‫واذا كان لنا من مناشدة نوجهها اليوم اىل السياسيني يف لبنان والعامل العربي فهي « ارمحوا‬ ‫من يف األرض يرمحكم من يف السماء»‬

‫جوزيف حرب‬

‫‪66‬‬


67



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.