Mojmal10

Page 1




5


‫ليكن ابتكارًا‪...‬‬ ‫ً‬ ‫حسنا فعل‪ ..‬فقد أرسى يف أذهان عدد ال بأس به من اللبنانيني وجود مرفق‬ ‫أساسي يف طرابلس وهو معرض «رشيد كرامي الدولي»‪ .‬لقد كان يف زيارة‬ ‫الرئيس احلريري فوائد مل تكن يف احلسبان فإقامة مهرجان سياسي يف معرض‬ ‫رشيد كرامي الدولي‪ّ ،‬‬ ‫أدى إىل حضور حشود مل حتشدها كل املعارض الدولية‬ ‫واإلسالمية اليت أقيمت على أرض هذا املعرض‪.‬‬ ‫السؤال هنا يطرح نفسه ملاذا ال ّ‬ ‫حنول حرم املعرض إىل (‪ )Hyde park‬على الطريقة‬ ‫اللندنية فنستفيد من يوم مشمس يف رحاب الطبيعة‪ ،‬ويف اإلستماع إىل خطابات‬ ‫وآراء الناس ونعيد بذلك احلركة أو نؤسس هلا يف ربوع هذا الصرح املهجور منذ‬ ‫سنني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فكروا معنا ماذا ميكن أن نفعل يف حرم املعرض‪:‬‬ ‫ إقامة املهرجانات واحلفالت واألمسيات واحملاضرات واملؤمترات والندوات وكل ما‬‫ينتمي بالقرابة اىل الكلمة‪.‬‬ ‫ ميكننا إستعماله كمساحة صالة وعبادة ورفع التضرعات إىل اهلل إلزالة‬‫اللعنة عنه‪.‬‬ ‫ حتويل جزء من مساحته إىل مقامات وأضرحة ّ‬‫مقدسة ألولي األمر والنهي يف‬ ‫ّ‬ ‫وكأنهم خشب ّ‬ ‫مسندة‪.‬‬ ‫طرابلس الذين مل يبادروا حتى اليوم اىل تفعيل هذا املرفق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متاما‬ ‫ ميكننا حتويله اىل حمطة تسفري للباصات الداخلة واخلارجة من طرابلس‬‫على طريقة بعض الزعماء السياسيني‪.‬‬ ‫ استحداث نادي ألبناء املدينة العاطلني عن العمل والذين سينتسبون بال شك اىل‬‫عضويته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستقبال اىل ثكنة عسكرية تستوطنها قوى فصل اخلالف على‬ ‫ أوحتويله‬‫جنس املالئكة بني اللبنانيني كما كان يف أواسط الثمانينات‪.‬‬ ‫وميكننا بكل بساطة أن نتناسى أمر وجوده‪ ،‬ونكف احلسرة عنه وندع أشباح‬ ‫ً‬ ‫خريا من أحيائها ‪ .‬فهذا املعرض يبدو ّأنه يصلح لكل شيء ّ‬ ‫إال‬ ‫املدينة تلعب به‬ ‫إلعتباره أهم أرض للمعارض على احلوض الشرقي للمتوسط‪.‬‬

‫أديب مينا‬

‫‪6‬‬


‫تداعيات الثورات العربية تفرض‬ ‫واقعاً إقتصادياً جديداً يف‬ ‫املنطقة والعامل‬ ‫ّ‬ ‫وحتدثت الصحيفة عن خماطر جيوسياسية أكرب يف‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق باإلقتصاد العاملي‪،‬‬ ‫منطقة بالغة اخلطورة‪ ،‬يف ما‬ ‫بسبب ما جيري يف البحرين من صراع سياسي‪ ،‬ويف ظل‬ ‫حماولة عدد من الدول األخرى التأثري يف جمرى تلك األحداث‪.‬‬ ‫وأكدت أن األحداث اجلارية يف املنطقة سوف ّ‬ ‫ّ‬ ‫تؤثر يف‬ ‫اإلقتصاد العاملي على مستويات خمتلفة‪ ،‬إذ ّ‬ ‫أن أسعار‬ ‫النفط سرتتفع وسرتفع بدورها تكاليف اإلنتاج وضرائب‬ ‫اإلستهالك‪ ،‬األمر الذي سيزيد الضغط على أسعار السلع‬ ‫ّ‬ ‫وحيد من تدفق صادرات دول أخرى اىل املنطقة‪.‬‬ ‫عا ّمة‪،‬‬ ‫إىل ذلك أوضح اإلقتصادي األمرييكي « نورييل روبيين»‬ ‫ّ‬ ‫أن ما حدث يف تونس ومصر‪ ،‬وما حيدث يف دول أخرى‬ ‫مثل اليمن والبحرين وليبيا واجلزائر وإيران‪ ،‬ستكون له‬ ‫انعكاسات إقتصادية ومالية كبرية يف العامل‪ .‬وأضاف‬ ‫ّ‬ ‫أن منطقة الشرق األوسط حتوي ثلثي احتياطات العامل من‬ ‫النفط ونصف احتياطاته من الغاز‪ ،‬ولذلك هناك خطورة‬ ‫ً‬ ‫سببا يف زيادة أسعار‬ ‫جيوسياسية يف املنطقة‪ ،‬ستكون‬ ‫مل حتصل ّ‬ ‫هزات قوية يف األسواق العاملية‪ ،‬حني وقعت‬

‫النفط يكون هلا آثار عاملية‪.‬‬

‫الثورة يف تونس‪ ،‬وبعدها مباشرة يف مصر‪ .‬لكن ّ‬ ‫توسع‬ ‫ّ‬ ‫واألردن واجلزائر‪،‬‬ ‫نطاق الثورات اىل اليمن والبحرين‬ ‫ً‬ ‫وصوال اىل ليبيا‪ ،‬ودول أخرى يف الشرقني األدنى واألقصى‪،‬‬

‫وأشار «روبيين» أستاذ اإلقتصاد يف جامعة نيويورك‪،‬‬ ‫إىل ّ‬ ‫أن مخس مراحل للركود يف العامل جاءت بعد أزمات‬

‫ّ‬ ‫يؤثر مباشرة على اإلقتصادين اإلقليمي والعاملي‪ ،‬سواء‬ ‫ّ‬ ‫تعلق األمر بالنفط أو بالسلع أو باخلدمات‪.‬‬

‫صحيفة «فايننشال تاميز» قالت ّ‬ ‫أن إنتقال الثورة إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصدرة للنفط‪،‬‬ ‫وكلها دول‬ ‫ليبيا واجلزائر والبحرين‪،‬‬ ‫وإندالع احتجاجات يف دول أخرى بالشرق األوسط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪،‬‬ ‫هلما تداعيات قوية على األوضاع اإلقتصادية‬ ‫ولن يكون مبقدور الدول الغربية فعل الكثري لدرء‬ ‫ّ‬ ‫التضخمية يف املدى القصري‪.‬‬ ‫اإلنعكاسات‬

‫‪7‬‬

‫جيوسياسية يف الشرق األوسط‪ّ ،‬‬ ‫وأدت اىل زيادة يف أسعار‬ ‫النفط‪ ،‬واستشهد حبرب عام ‪ 1973‬بني العرب واسرائيل‪،‬‬ ‫وبالثورة اإليرانية عام ‪ ،1979‬والغزو العراقي للكويت عام‬ ‫‪ ،1990‬واإلنتفاضة الفلسطينية عام ‪ .1987‬وأضاف ّ‬ ‫أن إرتفاع‬ ‫سعر برميل النفط اىل ‪ 148‬دوالر يف صيف ‪ 2008‬كان له‬ ‫أثر سليب على التجارة بالنسبة للواليات ّ‬ ‫املتحدة واليابان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشريا إىل ّ‬ ‫فضال‬ ‫أن إرتفاع سعر النفط‬ ‫والصني وأوروبا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عن إرتفاع أسعار السلع األخرى‪ ،‬يزيد من ّ‬ ‫التضخم‬ ‫معدل‬ ‫ً‬ ‫خصوصا يف اإلقتصادات الناشئة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ميثل النفط وأسعار‬


‫كم ستأخذ من الوقت‪ ،‬سواء أشهر أو سنوات‪ ،‬لكن خالل‬ ‫تلك املرحلة‪ ،‬جيب أن ّ‬ ‫نتوقع ّ‬ ‫معدالت منو أقل إن مل تكن‬ ‫ً‬ ‫سلبية» وأوضح ّ‬ ‫تأثرا ستكون‬ ‫عزام أن أكثر القطاعات‬ ‫قطاعات السياحة والتجارة والتمويل والعقارات‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫وسيؤثر ذلك‬ ‫سترتاجع أحجام حتويالت العاملني يف اخلارج‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخارجيا‪ ،‬وعلى أسواق األسهم‬ ‫حمليا‬ ‫سلبا على املستثمرين‬ ‫والسندات والعمالت‪ ،‬وأضاف ّ‬ ‫«إن ّ‬ ‫جمرد إغالق بورصة مصر‬

‫ً‬ ‫لفرتة ّ‬ ‫عامال من عوامل عدم اليقني‪،‬‬ ‫تعدت الشهر‪ ،‬يعترب‬ ‫ّ‬ ‫وسيؤدي اىل تكثيف بيع األسهم‪ ،‬بعد عودة البورصة‬ ‫ّ‬ ‫اىل العمل‪ّ ،‬‬ ‫سيؤثر على سعر صرف اجلنيه املصري‪.‬‬ ‫مما‬ ‫وهناك دول أخرى ّ‬ ‫تأثرت بصورة غري مباشرة‪ ،‬إذ هبط املؤشر‬

‫السعودي حنو ‪ %16‬واملؤشر الكوييت حوالي ‪ ،%10‬خالل‬ ‫ً‬ ‫قائال‪ّ :‬‬ ‫«إن توقعاتي ألسعار‬ ‫اإلضطرابات يف مصر» وأردف‬ ‫األسهم يف دول املنطقة هي ّأنه لن يكون هناك إستقرار‬ ‫نتحدث عنها‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫أتوقع خروج‬ ‫خالل املرحلة اإلنتقالية اليت‬ ‫احملافظ اإلستثمارية من أسواق األسهم من دول املنطقة‬ ‫ككل‪ ..‬بعدما كانت األسواق الناشئة هي اليت تقود‬ ‫ّ‬ ‫وتوجه املستثمرون‬ ‫اإلقتصاد العاملي‪ ،‬لكن حدث تغيري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤشر داو جونز ‪،%6‬‬ ‫مرة أخرى لألسواق العاملية‪ ،‬فارتفع‬ ‫فيما تراجع مؤشر األسواق الناشئة ‪ . %5‬وستكون هناك‬ ‫ّ‬ ‫ثلثي سلة اإلستهالك‪.‬‬ ‫الغذاء‬ ‫إىل ذلك أمجع عدد من خرباء القطاع املالي واإلقتصادي‬ ‫على ّ‬ ‫أن اإلضطرابات غري املسبوقة اليت تشهدها بعض دول‬

‫املنطقة‪ ،‬واليت ّأثرت بشكل غري مباشر على دول أخرى‪،‬‬ ‫تفرض تبنيّ منوذج إقتصادي جديد‪ ،‬يقوم على املشاركة‬ ‫ّ‬ ‫تتطلب اإلسراع بوترية اإلصالحات‪،‬‬ ‫الشعبية‪ ،‬اليت‬ ‫واإلهتمام مبتطلبات الشباب‪ .‬وقال اخلرباء خالل امللتقى‬ ‫اإلقتصادي السعودي الذي اختتم أعماله يف الرياض‬ ‫مؤخ ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫را‪ّ ،‬‬ ‫سلبا على‬ ‫أن اإلضطرابات اإلقليمية اجلارية ّأثرت‬ ‫ّ‬ ‫بعض إقتصادات املنطقة‪ّ ،‬‬ ‫املتوقع أن تستمر تلك‬ ‫وأنه من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ستحقق‬ ‫لكنها‬ ‫التأثريات على املدى القصري إىل املتوسط‬

‫عمليات أكثر انتقالية لألسواق‪ ،‬وسيجري الرتكيز‬ ‫تتمتع بعوامل خماطر ّ‬ ‫ّ‬ ‫أقل‪ ،‬مثل تركيا‬ ‫على الدول اليت‬ ‫والربازيل‪ ،‬واالبتعاد عن الدول اليت تشهد عدم استقرار»‪.‬‬ ‫واملثري يف األمر هو ّ‬ ‫أن الدول اليت شهدت احتجاجات ّ‬ ‫قوية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قويا بلغ ‪ %5،2‬يف مصر‪،‬‬ ‫إقتصاديا‬ ‫منوا‬ ‫تسجل‬ ‫كانت‬ ‫و‪ %4،6‬يف تونس‪ ،‬لكن اإلستفادة من هذا النمو مل تصل‬ ‫يتطلب ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اذا احلديث‬ ‫كافة طبقات الشعب‪ .‬وهذا الوضع‬ ‫اىل‬ ‫عن منوذج اقتصادي جديد جيمع بني فعالية إقتصاد‬ ‫السوق وحتديد دور أكرب من العدالة اإلجتماعية‪ .‬وجيب‬ ‫ّ‬ ‫أال يكون الرتكيز على حتقيق الرحبية بل على تعظيم‬ ‫ّ‬ ‫للعمال واجملتمع‪ ،‬أي ما يعرف باسم‬ ‫املنفعة املشرتكة‬

‫ً‬ ‫آثارا إجيابية على املدى الطويل‪.‬‬ ‫ومعلوم ّ‬ ‫أن دول املنطقة تشهد إنتفاضات وإحتجاجات‬

‫«بناء القيم املشرتكة» من جهة ثانية‪ ،‬ذكرت مصادر‬ ‫«باركليز كابيتال» ّ‬ ‫أن املستثمرين يرتقبون تطورات‬

‫شعبية غري مسبوقة ضد الفقر والفساد والبطالة‪ ،‬وتطالب‬

‫األسواق العربية وسط هذه اإلضطرابات‪ ،‬ويقولون ّ‬ ‫أن الوقت‬ ‫هو وقت املتغريات السريعة‪ ،‬ويرون ّ‬ ‫أن األمور تتغيرّ كل‬

‫بإصالحات إقتصادية وسياسية وإجتماعية‪.‬‬ ‫وقال « هنري ّ‬ ‫عزام» رئيس قسم الشرق األوسط ومشال‬ ‫افريقيا لدى « دوتشيه بنك» األملاني‪ّ :‬‬ ‫«إن الدول اليت حتدث‬ ‫فيها إنتفاضات متر مبرحلة إنتقالية‪ ،‬من الصعب حتديد‬

‫يوم حسب التطورات السياسية‪ ،‬واملستثمرون يتساءلون‬ ‫من سيكون التالي؟ وهل مجيع البلدان متشابهة؟ وهل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫علما ّ‬ ‫جيدا ّ‬ ‫أن هذه املنطقة‬ ‫بأنهم يعرفون‬ ‫جيب أن ننسحب؟‬

‫‪8‬‬


‫فقط‪ ،‬بل ّ‬ ‫تعدتهما اىل مستثمرين سعوديني ميلكون ‪%50‬‬ ‫من الفنادق املصرية‪ ،‬اليت خرج منها حوالي ‪ 120‬ألف سائح‬ ‫أجنيب‪ .‬وقد أظهر تقرير املنظمة العربية للسياحة‪ّ ،‬‬ ‫تأثر عدد‬ ‫من الدول العربية من اإلضطرابات بشكل مباشر أو غري‬ ‫مباشر‪ ،‬وتكبدها خسائر يف قطاع السياحة ّ‬ ‫قدرت مببلغ‬ ‫‪ 590‬مليون دوالر باإلضافة إىل خسائر كبرية تكبدتها‬ ‫الشركات السياحية العاملية يف أوروبا وأمريكا وآسيا‬ ‫ّ‬ ‫جراء إلغاء عشرات اآلالف من احلجوزات الفندقية وتذاكر‬ ‫السفر بسبب األوضاع الغري مستقرة يف بعض الدول‬ ‫العربية‪ .‬ومن أهم الدول العربية اليت ّ‬ ‫تأثرت بالظروف الراهنة‬ ‫ّ‬ ‫متثل أكرب نسبة موارد للنفط والغاز‪ ،‬وضرورية‬ ‫إلستقرار اإلقتصاد العاملي‪ّ ،‬‬ ‫وأن هذه التوترات ستكون‬ ‫ّ‬ ‫للعمال‬ ‫هلا انعكاسات شديدة على املستوى املعيشي‬ ‫الذين ينزحون من مناطق اإلضطرابات واألزمات‪.‬‬ ‫ومن الواضح ّ‬ ‫أن احلديث عن اقتصادات املنطقة ومستقبلها‬ ‫قد تغيرّ بشكل كبري بعد ثورة الشباب يف مصر ّ‬ ‫وأن‬ ‫ً‬ ‫أيضا يف الوطن العربي‪ ،‬إىل كل الدول بال‬ ‫التغيرّ امتد‬ ‫إستثناء‪ ،‬بعضها بشكل مباشر‪ ،‬وبعضها بشكل غري‬ ‫مباشر‪ ،‬وهذا يعين ّ‬ ‫أن األشهر القليلة القادمة ستشهد‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ونزوحا لرؤوس‬ ‫سلبيا على إقتصادات املنطقة‪،‬‬ ‫تأثريا‬ ‫ً‬ ‫ومجودا لإلستثمارات احمللية‪ ،‬وتغيرّ ًا للالعبني‬ ‫األموال‪،‬‬ ‫الرئيسيني يف السوق وظهور وجوه جديدة‪ ،‬ودور أكرب‬ ‫للحكومات يف اإلقتصاد احمللي‪.‬‬ ‫وهناك من يأمل يف ّ‬ ‫أن اآلثار البعيدة للثورات العربية‪،‬‬ ‫ستكون إجيابية ومن ّ‬ ‫أهمها خروج الفاسدين وزيادة‬

‫الشفافية والرقابة‪ّ ،‬‬ ‫مما سيؤدي اىل زيادة النمو‬ ‫اإلقتصادي والعدالة يف توزيع الثروة‪ .‬واجلدير ذكره ّ‬ ‫أن‬

‫املعتمرين يف مصر وتونس وبعض الدول العربية األخرى‪،‬‬ ‫ألداء مناسك العمرة‪ّ ،‬أثر على ايرادات شركات العمرة‬ ‫والطريان والفنادق يف السعودية‪ ،‬وهو تأثري غري مباشر‪.‬‬ ‫اىل ذلك إخنفضت القيمة السوقية اإلمجالية لألسواق‬ ‫املالية العربية بشكل كبري‪ ،‬حيث خسرت هذه األسواق‬ ‫حنو ‪ 49‬مليار دوالر خالل الفرتة نفسها‪ ،‬وبنسبة إخنفاض‬ ‫بلغت ‪ %5‬لتصل اىل ‪ 942‬مليار دوالر يف آخر كانون الثاني‬ ‫(يناير) ‪ .2011‬وأرجع اخلرباء سبب ذلك اىل هروب رؤوس‬ ‫األموال احمللية واألجنبية خالل عمليات البيع العشوائية‪،‬‬ ‫واىل ختفيض وكاالت التصنيف العاملية‪.‬‬ ‫هذا وقد ّ‬ ‫حذر عدد من اخلرباء اإلقتصاديني من تأثري زيادة‬ ‫ّ‬ ‫حدة املواجهات اجلارية يف ليبيا على ارتفاع أسعار البرتول‬ ‫ً‬ ‫مما ّ‬ ‫عامليا‪ّ ،‬‬ ‫يؤدي اىل شهود األسواق موجة جديدة من ارتفاع‬ ‫األسعار‪ ،‬مشريين اىل التأثري السليب على أسعار العديد‬ ‫ً‬ ‫خصوصا الغذائية‪ ،‬واليت وصل معها سعر طن‬ ‫من السلع‪،‬‬ ‫القمح اىل ‪ 400‬دوالر‪ ،‬وهذا ما ستكون له تأثريات سلبية‬

‫الدول العربية اليت ّ‬ ‫متثل نسبة كبرية من ّ‬ ‫حصة السياحة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهما‪ ،‬قد منيت‬ ‫عامليا‬ ‫سياحيا‬ ‫مقصدا‬ ‫العربية‪ ،‬وتعترب‬

‫عن خشيتهم من انفالت األمور من السيطرة إذا امتدت‬

‫خبسائر وصلت اىل ‪ 2،2‬مليار دوالر خالل فرتة الثورات‬

‫اإلضطرابات من البحرين واليمن وسلطنة عمان اىل‬

‫األخرية‪ .‬وبلغ حجم خسائر تونس اليت متلك حنو ‪ %15‬من‬

‫اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫حصة السياحة يف افريقيا‪ ،‬خالل الفرتة املاضية حنو ‪450‬‬ ‫ّ‬ ‫مبعدل خسائر شهرية بلغ ‪ 231‬مليون‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬أي‬

‫من جهة أخرى رأى «جهاد أزعور» وزير املالية اللبناني‬ ‫السابق‪ ،‬واملستشار التنفيذي لدى شركة «بوز اندكو» ّ‬ ‫أن‬

‫دوالر‪ ،‬يف حني بلغ حجم اخلسائر عن الفرتة املاضية يف‬

‫التغيرّ ات السياسية اليت تشهدها املنطقة معروفة منذ أكثر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتجمع‬ ‫يتصور أن‬ ‫أحدا مل يكن‬ ‫من عقد من الزمن‪ ،‬لكن‬

‫مصر اليت متلك ‪ %23‬من ّ‬ ‫حصة السياحة يف الشرق األوسط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مبعدل‪ 862‬مليون دوالر خسائر‬ ‫حنو ‪1،160‬مليار دوالر‪ ،‬أي‬ ‫شهرية‪.‬‬ ‫ومل تقتصر اخلسائر السياحية على هذين البلدين‬

‫‪9‬‬

‫يف املنطقة‪ ،‬لبنان واالردن وسوريا‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن عدم سفر‬

‫على اإلقتصاد العاملي والعربي بشكل خاص‪ .‬وأعربوا‬

‫هذه األسباب وحتدث مثل ذلك التغيري الكبري‪ .‬ومن أجل‬ ‫قيادة عملية التغيري جيب أن يأخذ اإلقتصاد يف اإلعتبار أن‬ ‫ً‬ ‫حتسنا أكرب يف الوضع اإلنساني واملعيشي‬ ‫يعكس النمو‬


‫يف الدول العربية‪.‬‬ ‫وإقرتح «أزعور» تبنيّ اسرتاتيجية قصرية املدى تشمل‬ ‫حتقيق اإلستقرار يف املرحلة اإلنتقالية وإعطاء إشارة ّ‬ ‫بأن‬ ‫هذه املتغريات أخذت بعني اإلعتبار‪ ،‬تنفيذ إصالحات بنيوية‪،‬‬ ‫وتبنيّ جمموعة من األولويات اإلقتصادية واإلجتماعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تركز حول إجياد فرص عمل ودعم املؤسسات الصغرية‬ ‫موف ً‬ ‫ً‬ ‫واملتوسطة بصفتها ّ‬ ‫رئيسيا لفرص العمل‪ .‬وإعادة‬ ‫را‬ ‫النظر بآليات الدعم لكي تكون جاذبة أكثر للشرائح‬ ‫ً‬ ‫ضعفا‪ .‬وأضاف ّأنه اىل جانب ذلك‪ ،‬جيب استكمال‬ ‫األكثر‬ ‫هذه اإلجراءات بأجندة اقتصادية متوسطة املدى تشمل‬ ‫جمموعة من اإلجراءات اهلادفة لإلصالح‪ ،‬من ّ‬ ‫أهمها تعزيز‬ ‫احلوكمة والشفافية واإلفصاح وخلق فرص عمل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق مبصر‪ ،‬أكرب دولة عربية من حيث عدد‬ ‫وفيما‬ ‫فإن هناك من يرى ّ‬ ‫السكان‪ّ ،‬‬ ‫أن تراجع قيمة العملة املصرية‬ ‫وتهاويها بنسبة ‪ %25‬وتراجع السوق املالي بنسبة مماثلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يوميا‪ّ ،‬‬ ‫قدرت‬ ‫يكلفان اإلقتصاد املصري ماليني الدوالرات‬ ‫بأكثر من ‪ 310‬ماليني دوالر على األقل‪ ،‬بينما يرى البعض‬ ‫أن الرقم أكرب من ذلك‪ ،‬يف الوقت الذي ّ‬ ‫اآلخر ّ‬ ‫توقفت فيه‬ ‫التحويالت األجنبية وبدأ الكبار بتهريب رؤوس أمواهلم اىل‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪ .‬ناهيك‬ ‫اخلارج‪ ،‬حبيث يصل اىل حوالي نصف مليار دوالر‬ ‫عن األضرار األخرى النامجة عن ّ‬ ‫توقف القطاعات احلكومية‬ ‫واملؤسسات والشركات اخلاصة عن العمل واإلنتاج‪ ،‬واليت‬ ‫ّ‬ ‫تشكل مجيعها ضربة قاضية لإلقتصاد املصري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معلوما أن مثل هذه اإلنتفاضات والثورات هلا من‬ ‫وإذا كان‬ ‫التداعيات اإلجيابية والسلبية على حياة الشعوب والدول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فإن مصر ّ‬ ‫متعددة‪،‬‬ ‫بقوتها البشرية‪ ،‬ومبا متتلكه من خربات‬ ‫تستطيع حتقيق املزيد من اإلجيابيات إلقتصادها يف السنوات‬ ‫ً‬ ‫خصوصا إذا ّ‬ ‫توقف الفساد يف ظل النظام اجلديد‪.‬‬ ‫املقبلة‪،‬‬ ‫وبالتالي سيكون هناك املزيد من الفرص إلستخدام األموال‬ ‫احلكومية واخلاصة يف بناء جمتمع مصري جديد‪.‬‬ ‫وما تشري اليه التقديرات اليوم ّ‬ ‫بأن خسائر اإلقتصاد املصري‬ ‫من الثورة ستكون ضئيلة يف املستقبل إذا ما قورن حبجم‬ ‫الفساد الراهن الذي كان يلتهم ما يعادل ‪ %40‬من الدخل‬ ‫القومي للبالد‪ .‬فاإلحتياطات النقدية الرمسية ملصر ّ‬ ‫تقدر‬ ‫بنحو ‪ 36‬مليار دوالر‪ ،‬فيما تصل أصول البنك املركزي‬ ‫املصري لدى املصارف التجارية يف اخلارج اىل حدود ‪21‬‬ ‫ّ‬ ‫تتحدث عنها‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬ناهيك عن مليارات الدوالرات اليت‬

‫‪10‬‬


‫حلظة تارخيية تشهد والدة أقطاب دولية جديدة‪ ،‬وشريكة‬ ‫ً‬ ‫للقطب األمريكي‪ ،‬وهي بالتالي تعترب ّ‬ ‫إضافيا يف‬ ‫حتو ًال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل يف انتهاء أو إقرتاب‬ ‫التحوالت العاملية‪ ،‬واليت‬ ‫مسار‬ ‫نهاية دور القطب األمريكي األوحد‪ ،‬وإحداث ّ‬ ‫حتول جذري‬ ‫يف مسات العوملة لصاحل خلق شروط أكثر إنسانية هلا‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫الثورات واإلنتفاضات العربية لن تقف تداعياتها وإرتداداتها‬ ‫عند حدود العامل العربي‪ ،‬أو عند حدود الزلزالني الكبريين‬ ‫يف تونس ومصر‪ ،‬وإرتداداتهما يف اليمن والبحرين وعمان‬ ‫واألردن واجلزائر‪ ،‬بل ستشمل ً‬ ‫دوال عديدة يف العامل الثالث‪،‬‬ ‫ومنها ما نشهده اآلن يف مجهورية إيران اإلسالمية‪ ،‬ويف‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل الصني‪.‬‬ ‫املغرب والسعودية‬ ‫هذا وأعلنت روسيا اإلحتادية‪ ،‬مطلع شهر آذار(مارس) ‪،2011‬‬ ‫ّأنها قد ختسر ما يزيد عن عشرة مليارات دوالر إذا إنهارت‬ ‫صفقات أسلحة مربمة مع دول عربية شهدت أو تشهد ثورات‬ ‫أو إنتفاضات شعبية على أنظمتها القائمة‪ .‬ونقلت وسائل‬ ‫اإلعالم عن مسؤول بارز يف قطاع التصنيع العسكري‪،‬‬ ‫رفض الكشف عن امسه‪ ،‬قوله ّ‬ ‫إن اخلسائر احملتملة‬ ‫تعادل قيمة مبيعات األسلحة الروسية طيلة العام املاضي‪.‬‬ ‫وأضاف ّ‬ ‫أن تكبّد تلك اخلسائر احملتملة سيكون مبثابة‬ ‫انتكاسة ملساعي موسكو لإلبقاء على العمالء الذين‬ ‫دأبوا على شراء األسلحة منها منذ عهد اإلحتاد السوفيييت‪،‬‬ ‫ويف مقدمتهم ليبيا ومصر واليمن واجلزائر والسودان‪.‬‬

‫وسائل اإلعالم اليت ّ‬ ‫مت اختالسها من اإلقتصاد املصري‬ ‫من قبل كبار املسؤولني السياسيني يف مصر خالل‬ ‫العقود الثالثة املاضية‪ .‬وإذا جنحت املؤسسات القضائية‬ ‫والثانوية يف اسرتجاع جزء من تلك املبالغ املنهوبة‪ّ ،‬‬ ‫فإنها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫دعما ّ‬ ‫وقوة اقتصادية واجتماعية للدولة‬ ‫تشكل‬ ‫سوف‬ ‫واجملتمع‪ ،‬يف حني ّ‬ ‫أن قيام نظام دميوقراطي نظيف سوف‬ ‫ّ‬ ‫ويعجل‬ ‫يساهم يف تعويض التداعيات اإلقتصادية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويعزز آداء اإلقتصاد‬ ‫يف توفري املزيد من فرص العمل‪،‬‬

‫‪11‬‬

‫كذلك أبدى الرئيس الروسي «دميرتي ميدفيديف» قلقه‬ ‫من ّ‬ ‫تأثر بالده‪ ،‬وبشكل مباشر باألحداث اجلارية يف الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وذلك يف ظل ما تشهده منطقة مشال القوقاز‬ ‫الروسية من تصاعد غري مسبوق يف أعمال العنف‪ .‬وقال‬ ‫خالل اجتماع طارئ للجنة مكافحة اإلرهاب ّ‬ ‫إن سلسلة‬ ‫األحداث اليت تشهدها منطقة الشرق األوسط سيكون هلا‬ ‫تأثري مباشر على الوضع يف روسيا‪ .‬وأضاف ّ‬ ‫أن هذه األحداث‬ ‫ّ‬ ‫قد ّ‬ ‫تفكك دول الشرق األوسط اىل دويالت‬ ‫تؤدي اىل‬ ‫ً‬ ‫حاليا يف ليبيا‪.‬‬ ‫صغرية‪ ،‬وخري مثال على ذلك ما جيري‬ ‫ّ‬ ‫وتوقع مدفيديف وقوع أحداث صعبة يف املنطقة مبا يف‬

‫ّ‬ ‫الكلي للدولة‪ ،‬وجيذب املزيد من اإلستثمارات النظيفة‪.‬‬ ‫وهذا املشهد الثوري العربي غنيّ بالعرب والدروس ليس‬

‫ً‬ ‫مشريا اىل ّ‬ ‫ذلك وصول من ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫متطرفني اىل السلطة‪،‬‬ ‫مساهم‬ ‫ً‬ ‫مسبقا‪ّ ،‬‬ ‫هؤالء املتطرفني ّ‬ ‫وأنهم‬ ‫أعدوا مثل هذا السيناريو‬

‫ّ‬ ‫يتضمن دالالت‬ ‫فقط على مستوى الساحة العربية‪ ،‬بل‬

‫سيحاولون تنفيذه‪.‬‬

‫ذات أبعاد عاملية‪ ،‬ستكون هلا انعكاسات على مسار‬

‫وبإختصار ميكن القول إن «تسونامي» الثورات اهلائل الذي‬

‫العوملة‪ .‬فثورات العرب هذه األيام تأتي للخروج من نفق‬ ‫العوملة البائسة وغري اإلنسانية‪ .‬كما ّأنها حتصل يف‬

‫يعصف اآلن باملنطقة العربية‪ ،‬والشرق أوسطية ستكون‬ ‫له تداعياته ونتائجه يف تغيري هوية املنطقة السياسية اليت‬


‫ستشهد زوال األنظمة التقليدية املستبدة واملهيمنة على‬

‫النواب اليساريني‪ّ :‬‬ ‫وقال أحد ّ‬ ‫«إن الثورات يف العامل العربي‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل‬ ‫هي بالنسبة لنا بارقة أمل يف تعزيز قيم غالية لدينا‬

‫السلطة منذ عقود طويلة‪ ،‬وظهور أنظمة حكم دميوقراطية‬

‫يف احلرية والعدالة والتضامن‪ ،‬وتعمل على إبطال النظرية‬ ‫القائلة ّ‬ ‫بأن الدميقراطية يف هذه البلدان‪ ،‬ال ميكن أن‬

‫ثـمانينات القرن املاضي وأوروبا الشرقية بعد انهيار جدار‬ ‫ّ‬ ‫وتفكك اإلحتاد السوفيييت عام ‪.1989‬‬ ‫برلني‬

‫تتعايش مع اإلسالم‪ ،‬وهو ما يلغي تلك النظرية العنصرية‬

‫جديدة‪ ،‬وهو وضع شبيه مبا حصل يف أمريكا الالتينية يف‬

‫واجلدير ذكره هو ّأنه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أوروبيا‬ ‫ذهوال‬ ‫نشهد‬

‫أمام تتالي سقوط األنظمة العربية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وروسيا من كيفية‬ ‫وأمرييكيا‬

‫تساقطها‪ ،‬إذ أمجعت هذه الدول على أن الثورات العربية‬

‫اليت انتشرت بكثرة يف السنوات األخرية جتاه رجال ونساء‬ ‫العامل العربي»‪.‬‬ ‫صحيفة «فايننشال تاميز» قالت ّإنه حني وقعت الثورة يف‬ ‫ثم مصر‪ ،‬مل حتصل ّ‬ ‫تونس‪ ،‬ومن ّ‬ ‫هزات قوية يف األسواق‬

‫تقلقها وتزيد من خماوفها خللقها أزمة إقتصادية (إرتفاع‬ ‫أسعار النفط) من شعوب مل تقم هلا ً‬ ‫وزنا يف السابق‪ .‬وأصبح‬

‫العاملية‪ ،‬لكن ّ‬ ‫توسع نطاق الثورة الليبية ودول أخرى يف‬ ‫الشرق األوسط ّ‬ ‫يؤثر مباشرة على اإلقتصاد العاملي سواء‬

‫السؤال اآلن‪ :‬كيف تنقذ هذه الدول أسواقها من الركود ومن‬ ‫ّ‬ ‫مرتدة على شعوبها؟‬ ‫ثورة‬

‫ّ‬ ‫تعلق األمر بالنفط أو بالسلع‪.‬‬

‫فصناعة األسلحة األمريكية ستكون أكرب املتضررين‬ ‫ّ‬ ‫تصدر أسلحتها إىل‬ ‫من هذه الثورات العربية‪ .‬بعد أن كانت‬

‫وحتت عنوان‪« :‬اإلستعداد لصدمة من الشرق األوسط» قالت‬ ‫الصحيفة‪ ،‬أن الدول الغربية لن تستطيع فعل الكثري‬ ‫حلماية أنفسها من اإلنعكاسات التضخمية على املدى‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املستبدة‪ .‬وهناك خماوف كثرية داخل الدول‬ ‫حكم األنظمة‬

‫القصري‪ .‬هذا ناهيك عن تأثري األحداث اجلارية يف املنطقة‬

‫العظمى من أن تسفر ثورات الشعوب العربية على شد اخلناق‬

‫يف االقتصاد العاملي‪ ،‬على سنوات خمتلفة لعوامل حمددة‪.‬‬

‫النفطي على أعناقها‪ .‬وخوف روسيا ناجم عن إمكانية إمتداد‬

‫فأسعار النفط سرتتفع‪ ،‬وسرتفع معها تكاليف اإلنتاج‬

‫العدوى الثورية اىل حدودها حبيث يشمل والياتها السوفييتية‬

‫وضرائب اإلستهالك‪ ،‬مما سيزيد الضغوط على‬ ‫ّ‬ ‫ويقلص من أحجام صادرات دول‬ ‫أسعار السلع عامة‪،‬‬

‫القدمية يف القوقاز وغريها‪ .‬أ ّما خوف أمريكا فينبع من متدين‬ ‫هذه الثورات ً‬ ‫بدال من ّ‬ ‫متدنها وعلمنتها وخوف إسرائيل من قيام‬ ‫ً‬ ‫قربانا لتكسب الثورات العربية‪.‬‬ ‫أمريكا بتقدميها (هي)‬ ‫ّ‬ ‫ولعل خري مثال على تداعيات هذه الثورات العربية الشعبية‪،‬‬

‫عدة اىل املنطقة العربية‪.‬‬ ‫هذا وقد تساءل الكاتب االمريكي «جيم أونيل» ما إذا‬

‫ما جرى من نقاش داخل الربملان الكونفدرالي السويسري‬ ‫يف اجللسة اليت ّ‬ ‫خصصها ملناقشة الثورات اجلارية يف عدد‬ ‫من البلدان العربية وتداعياتها على سويسرا وأوروبا وحتى‬ ‫ً‬ ‫العامل‪ .‬وقد شهد النقاش ّ‬ ‫نائبا‪ ،‬أمجعوا‬ ‫تدخل أكثر من ‪30‬‬ ‫ّ‬ ‫كلهم على توجيه التحية هلذه الثورات‪ .‬لكن الطريقة اليت‬ ‫اختارها كل طرف لتشجيعها كانت خمتلفة‪.‬‬ ‫فمن جهة‪ ،‬طالب اليساريون بوقف تصدير األسلحة‬ ‫ّ‬ ‫احلكام‬ ‫السويسرية اىل هذه البلدان‪ ،‬وبعدم استقبال أموال‬ ‫املستبدين‪ ،‬وبتسخري سياسة اللجوء التقليدية إلستقبال‬ ‫موجات حمتملة إلستقبال املهاجرين وطاليب اللجوء‪.‬‬ ‫النواب اليمينيون ّ‬ ‫ومن جهة أخرى رأى ّ‬ ‫أن على السلطات‬ ‫السويسرية إتخّ اذ اإلجراءات الالزمة ملواجهة إحتمال توافد‬ ‫عدد كبري من الالجئني واملهاجرين اإلقتصاديني‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫رحبوا بإجراءات احلكومة لناحية جتميد أموال بن‬ ‫ّ‬ ‫والقذايف وبعض أفراد عائالتهم واملقربني منهم‪.‬‬ ‫علي ومبارك‬

‫‪12‬‬


‫كان العامل العربي سيصبح ّ‬ ‫قوة إقتصادية ناشئة‬ ‫مؤكد ًا ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن الثورات‬ ‫تلتحق بالقوى الصاعدة األخرى‪،‬‬

‫فإن مصادر أخرى ّ‬ ‫عائلة لبنانية هناك‪ّ ،‬‬ ‫مطلعة‪ ،‬تعترب‬ ‫ّ‬ ‫أن العدد يفوق ‪ 50‬ألف مواطن لبناني‪ .‬والسبب الثاني هو‬

‫الشعبية العربية املنتصرة قد يكون من شأنها التأثري‬

‫وجود عالقات قدمية ً‬ ‫جدا بني البلدين‪ ،‬وإعتبار مصر أحد‬

‫يف اإلقتصادات األوروبية واألمرييكية‪.‬‬ ‫وأضاف ّ‬ ‫أن أثر الثورات العربية على اإلقتصاد األوروبي‬ ‫يتمثل يف مدى ّ‬ ‫تأثر أسعار النفط مبا جيري يف الساحة‬

‫الشركاء التجاريني العرب الرئيسيني للبنان‪ ،‬بدليل‬ ‫وصول قيمة املبادالت التجارية السنة املاضية ‪ 2010‬اىل‬ ‫حوالي ‪ 631‬مليون دوالر‪ ،‬مع اإلشارة إىل حجم الصادرات‬

‫ً‬ ‫العربية األمر الذي قد ّ‬ ‫خصوصا‪ ،‬ويصيب‬ ‫يهز أوروبا‬

‫اللبنانية إىل بالد الكنانة بلغ ‪ 200‬مليون دوالر يف ‪،2010‬‬

‫إقتصادها بالصدمة على غرار ما حدث يف سبعينات‬

‫أي بإرتفاع نسبته ‪ّ %16،9‬‬ ‫عما كان عليه يف العام ‪.2009‬‬

‫القرن املاضي‪.‬‬

‫ويف اجملال الزراعي‪ ،‬وصل حجم صادرات لبنان من التفاح‬

‫اإلقتصاد اللبناني يتأثر بضربات الثورات العربية‬

‫وحده اىل ‪ 13‬مليون دوالر‪ ،‬أي ما يوازي ‪ %74‬من اإلنتاج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتوقع أن يتكبّد املزارعون هذا العام خسائر‬ ‫احمللي‪ .‬ومن‬

‫عقد العديد من خرباء املال واإلقتصاد اللبنانيني اآلمال‬ ‫العريضة‪ ،‬على ما أمسوه « اإلقتصاد اخلارجي» للبنان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرتنح حتت‬ ‫احمللي من‬ ‫يف الوقت الذي يعاني اإلقتصاد‬ ‫تأثري الديون املرتاكمة ‪ ،‬والعجز املتمادي يف املوازنات‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪ ،‬وشلل اإلدارات واملؤسسات العا ّمة بسبب األزمات‬ ‫السياسية املزمنة‪ .‬لكن ما حدث وحيدث اليوم يف العامل‬ ‫العربي‪ ،‬من ثورات وإنتفاضات ّ‬ ‫متنقلة‪ ،‬بات ّ‬ ‫يهدد «الثروة‬ ‫اللبنانية اخلارجية» مع ما ميكن أن يستتبع ذلك من‬ ‫إنعكاسات سلبية على «إقتصاد الداخل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويقول خرباء ّ‬ ‫املتنقلة بني الشرق‬ ‫أن تأثري الثورات العربية‬ ‫األوسط ومشال إفريقيا‪ ،‬واملغرب العربي وإيران سيصل‬ ‫اىل فرص عمل اللبنانيني العاملني يف هذه الدول‪ ،‬واىل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ركنا‬ ‫تشكل‬ ‫حتويالتهم املالية اىل الداخل‪ ،‬واليت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احمللي‪ ،‬ويف احلفاظ على‬ ‫أساسي ًا يف بناء اإلقتصاد‬ ‫متاسكه وإستمراريته‪ .‬كما سيطاول اإلستثمارات‬

‫إىل ذلك إرتفعت اإلستثمارات اللبنانية يف مصر يف العام املاضي‬ ‫ّ‬ ‫وترتكز‬ ‫حبوالي الضعفني‪ ،‬وأصبحت يف حدود املليار دوالر‪.‬‬

‫اللبنانية يف الدول املضطربة‪ ،‬واملبادالت التجارية‬

‫هذه اإلستثمارات يف القطاع الصناعي والنسيج والكرتون‬ ‫واألغذية الزراعية‪ ،‬إضافة اىل القطاع املصريف‪ .‬وباملقابل ّ‬ ‫فإن‬

‫القطاعات اإلنتاجية يف الداخل‪.‬‬ ‫والظاهرة املتمثلة يف ّ‬ ‫أن الدول العربية اليت شهدت‬

‫اإلستثمارات املصرية يف لبنان ليست ذات شأن كبري بإستثناء‬

‫الثنائية‪ ،‬مع ما يعكسه كل ذلك‪ ،‬من سلبيات على‬

‫ثورات وإحتجاجات وإضطرابات‪ ،‬تستضيف الكثري من‬ ‫اللبنانيني العاملني فيها منذ فرتات غري قصرية‪ ،‬ومنهم‬ ‫ّ‬ ‫وموظفون‪.‬‬ ‫أصحاب مؤسسات ومصانع‪ ،‬ورجال أعمال‪،‬‬

‫بعض املشاريع العقارية‪ .‬وبنك مصر التابع للدولة املصرية‪.‬‬ ‫وإذا كان «اإلقتصاد اخلارجي اللبناني» يف تونس واليمن‬ ‫قويا ً‬ ‫ً‬ ‫جدا بسبب احلضور اللبناني‬ ‫وليبيا والسودان‪ ،‬ليس‬

‫وهذه الظاهرة تكاد تكون القاسم املشرتك بني‬

‫احملدود يف هذه الدول‪ّ ،‬‬ ‫فإن هذا اإلقتصاد يعتمد يف املقام‬ ‫ّ‬ ‫األول على دول اخلليج‪ ،‬حيث الوجود اللبناني كثيف‬ ‫ً‬ ‫جدا يف الوقت الراهن‪ .‬وهذا ما ّ‬ ‫يربر املخاوف اللبنانية يف‬

‫اليمن والسودان واألردن‪ .‬ولكن قد تكون مصر هي‬ ‫األكثر خطورة ّ‬ ‫لعدة أسباب ّ‬ ‫أوهلا وجود «جمتمع لبناني‬

‫امتداد عدوى اإلحتجاجات والثورات إىل دول مثل السعودية‬ ‫ّ‬ ‫تشكل‬ ‫واإلمارات العربية املتحدة والكويت وقطر‪ ،‬واليت‬

‫حقيقي» يف أرض النيل‪.‬‬

‫املصدر األكرب لتحويالت اللبنانيني العاملني واملقيمني يف‬

‫وإذا كانت األرقام الرمسية مل تذكر سوى ‪ 3‬آالف‬

‫خارج وطنهم‪.‬‬

‫مصر والبحرين وتونس واجلزائر وليبيا‪ ،‬وحتى يف‬

‫‪13‬‬

‫فادحة إذا ما بقيت أسواق مصر حتت تأثري إنعدام الوزن‪ ،‬ومل‬ ‫ّ‬ ‫تتمكن الدولة من إجياد أسواق بديلة‪.‬‬


14


‫السفري اإليطالي يف لبنان‬

‫جوسيبه مورابيتو‪:‬‬

‫لبنان أرض الفرص‬ ‫ولكن ال بد من‬ ‫إستقرار سياسي‬ ‫لسنوات خلت كانت إيطاليا الشريك األوروبي‬ ‫اإلقتصادي األول للبنان‪ ،‬حيث ضربت الصادرات االيطالية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قياسيا عام ‪ 2010‬بلغ مليار و‪ 390‬مليون دوالر‪ ،‬على‬ ‫رقما‬ ‫رغم الصعاب األمنية والسياسية اليت سادت وما تزال‬ ‫الساحة اللبنانية‪ .‬ويف هذه املرحلة يبدو ّ‬ ‫أن إيطاليا‬ ‫تفهم وبشكل عميق دقة وصعوبة املرحلة السياسية‬ ‫ً‬ ‫داخليا‪ ،‬والذي حياول جبهد ّ‬ ‫تلقف‬ ‫اليت يعيشها لبنان‬ ‫ّ‬ ‫املتغريات اإلقليمية دون التأثر بتداعياتها‪.‬‬ ‫إيطاليا كانت الالعب الرئيسي يف صدور القرار ‪1701‬‬ ‫وتعترب ّ‬ ‫قواتها البالغة اكثر من ‪ 1700‬جندي‪ ،‬األوىل من ناحية‬ ‫العديد‪ ،‬يف ّ‬ ‫قوات حفظ السالم العاملة يف اجلنوب اللبناني‬ ‫‪ ،Unifil‬وال يقتصر وجودها على لسان السفري االيطالي‬ ‫يف لبنان جوسيبه مورابيتو‪ ،‬على العمل العسكري‬ ‫ّ‬ ‫تتعداه اىل التواصل االجتماعي‬ ‫والسياسي فحسب بل‬ ‫والثقايف واالنساني‪ ،‬مع احمليط والناس وبأوجه عديدة‪.‬‬ ‫وهذا التواصل يستكمل بدور ّ‬ ‫املنظمات االيطالية الغري‬ ‫رمسية يف بناء الكفاءات البشرية اللبنانية عرب عدد‬ ‫املمولة من هذه ّ‬ ‫كبري من املشاريع ّ‬ ‫املنظمات‪.‬‬ ‫«لبنان أرض الفرص ولكن ال بد من وجود االستقرار‬ ‫السياسي‪ ،‬الذي حيفز بالدرجة األوىل على استقطاب روؤس‬

‫كيف تنظرون الى الوضع في لبنان في هذه‬ ‫المرحلة؟‬ ‫ّ‬ ‫إن لبنان يعيش مرحلة سياسية صعبة‪ ،‬ويزيد من سوئها‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬والتغيريات اليت تشهدها‪،‬‬ ‫وضع املنطقة العربية‬ ‫ً‬ ‫مضيفا ّأنه جيب أن ننظر اىل األحداث يف املنطقة حبيث‬ ‫من املمكن أن يكون هلا صدى اجيابي يف لبنان من خالل‬ ‫ّ‬ ‫تدفق رؤوس األموال العربية اليه‪ .‬فخالل األزمات األخرية‬ ‫ّ‬ ‫حمطة أساسية‬ ‫اليت شهدها الشرق األوسط شكل لبنان‬ ‫هلروب رؤوس األموال العربية‪ .‬ويرى ّ‬ ‫أن على السياسيني‬ ‫أن يفهموا ّأنه يف ظل حالة اجلمود السياسي والوضع‬ ‫املضطرب للبلد لن يستطيع لبنان استقطاب اإلستثمارات‬

‫األموال العربية واالجنبية على االستثمار يف لبنان» هذا‬

‫األجنبية‪ .‬فاإلستقرار السياسي يعيد اىل لبنان دوره يف‬

‫الكالم جاء على لسان السفري االيطالي يف لبنان جيوسيبه‬

‫السوق الشرق ‪ -‬أوسطي‪ ،‬ونذكر على سبيل املثال حني‬ ‫ّ‬ ‫توقفت احلكومة‪ ،‬وأقفل الربملان كانت النتيجة هروب‬

‫مورابيتو يف حديث خاص مع «اجملتمع واألعمال»‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫السفير االيطالي في لبنان جيوسيبه مورابيتو‬


‫اإلستثمارات والشركات األجنبية الكبرية اىل دول أخرى‬

‫وتنوع وهو فعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقدم وبناء وحضارة‪ .‬فعدم‬ ‫ّأنه اختالف‬ ‫ّ‬ ‫والتأزم الداخلي يدفع املسيحيني اىل اخلروج من‬ ‫اإلستقرار‬

‫لذلك جيب أن يكون لبنان نقطة آمنة للمستثمر األجنيب‬

‫مما ّ‬ ‫لبنان ّ‬ ‫يهدد التوازن الطائفي والرتكيبة البنيوية‪ ،‬لذا‬ ‫ال بد من اإلهتمام بهذا األمر‪ ،‬ورعاية الدول األوروبية له ّ‬ ‫ألنه‬

‫اإليطالية مع رئيس البعثة التجارية االيطالية (ايتشه)‬

‫تركيبة فريدة يف الشرق األوسط‪.‬‬

‫كدبي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعمان‪.‬‬ ‫واإليطالي على السواء‪ .‬ويف هذا اإلطار تعمل السفارة‬ ‫الدكتور دملونتيه‪ ،‬على حث املستثمرين اإليطاليني‬ ‫وتوجيههم إىل لبنان‪ ،‬حيث هناك فرص يف جماالت عديدة‬ ‫كالتصدير واإلستثمار السياحي‪ ،‬وفرص لتموضع‬ ‫ّ‬ ‫وأمتنى أن يكون هناك‬ ‫الشركات اإليطالية يف لبنان‪،‬‬ ‫حكومة يف لبنان‪ ،‬قادرة على احلكم بشكل فاعل‪ ،‬ألن‬

‫كيف ترون مستقبل التعاون بين الحكومة‬ ‫اإليطالية والحكومة اللبنانية الجديدة؟‬ ‫ّ‬ ‫إن احلكومات الدميوقراطية تنتخب من الربملانات‪ ،‬وايطاليا‬ ‫ال ّ‬ ‫تتدخل باألمور الداخلية للبلد وهي حترتم اختيار الشعب‬

‫يف هذا األمر ضمانة لإلستثمار األجنيب وللسوق الداخلية‬

‫اللبناني وحتكم على احلكومة القادمة أو ّأية حكومة‬

‫اللبنانية‪.‬‬

‫أخرى من خالل األفعال‪ ،‬وتنتظر إيطاليا من احلكومة‬ ‫اجلديدة أن حترتم ّ‬ ‫اإلتفاقات الدولية‪ ،‬وقرارات االمم ّ‬ ‫املتحدة‬

‫هل تعتقدون ّ‬ ‫أن هناك مخاطر على لبنان في ظل‬ ‫ما يجري من متغيرات في المنطقة أم ّ‬ ‫ان هذه‬ ‫المتغيرات تساهم في تهدئة الوضع اللبناني؟‬

‫وال ّسيما القرار ‪1701‬اخلاص ّ‬ ‫بقوات حفظ السالم ‪،Unifil‬‬ ‫مذك ً‬ ‫ّ‬ ‫را اللبنانيني ّ‬ ‫أن إيطاليا كانت الالعب‬ ‫ويضيف‬ ‫ّ‬ ‫ويؤكد ّ‬ ‫ان احلضور اإليطالي‬ ‫األكرب بصدور القرار ‪،1701‬‬

‫ً‬ ‫خطرا على لبنان‪،‬‬ ‫إن هذه التحوالت ميكن أن تكون‬

‫يف ‪ Unifil‬هو األكرب‪ ،‬كما ّ‬ ‫أكد هذا األمر رئيس أركان‬

‫فالتغيريات اليت ضربت مصر وليبيا وتونس قد تكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فعليا ليست كذلك فلبنان ليس‬ ‫جغرافيا بعيدة‪ ،‬لكنها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مهيأ إلجياد فرص يف ظل هذه األزمات املتالحقة يف املنطقة‪،‬‬

‫الدفاع االيطالي اجلنرال «بياجو أبراتي» منتصف شهر‬ ‫ً‬ ‫التزاما‬ ‫شباط‪ .‬ويكمل ان الدور االيطالي يف اجلنوب ليس‬

‫ويتابع إن لبنان بلد دميوقراطي وهو خيتلف عن بقية دول‬ ‫املنطقة ّ‬ ‫بتنوعه وإختالف قواه اإلجتماعية املوجودة‪ ،‬ورغم‬ ‫ً‬ ‫نسبيا وأقل دراماتيكية‬ ‫ذلك يعترب لبنان قليل املشاكل‬ ‫من باقي دول املنطقة‪ ،‬وهذا األمر يعود اىل ضخ رؤوس األموال‬ ‫أن هذه األموال ّ‬ ‫من اللبنانيني املهاجرين وتشري األرقام ّ‬ ‫تغذي‬ ‫اإلقتصاد اللبناني من ‪ 20‬اىل ‪% 25‬من الدخل القومي وهو رقم‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‪.‬‬ ‫كبري‬

‫هل تعتقدون أن أوروبا تقوم بكل ما‬ ‫تستطيع لمساعدة لبنان أم ّ‬ ‫أن الظروف‬ ‫تمنعها من تقديم مساعدة أكبر؟‬

‫ً‬ ‫عسكريا فحسب وإنمّ ا هو اهتمام مدني باملدارس والناس‬ ‫والتنمية‪ .‬فالعالقات مع اللبنانيني هي عالقات انسانية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لنتعلم ولنقيم عالقات مع ابناء‬ ‫لنعلم بل‬ ‫وحنن لسنا هنا‬ ‫املنطقة والناس‪.‬‬

‫تلعب ايطاليا دورًا مهمًا في لبنان‪ ،‬وعلى‬ ‫مختلف المستويات‪ ،‬هل ترون ان بامكانها‬ ‫المساهمة أكثر في تطوير العالقات‬ ‫الثقافية واالجتماعية؟‬ ‫يعتقد البعض ّ‬ ‫ان العالقات الثقافية واالجتماعية ثانوية‬ ‫بالنسبة لتلك السياسية‪ ،‬ولكن لبنان بلد فيه ّ‬ ‫تنو ع‬ ‫ّ‬ ‫تطو رت مع التاريخ لذا األمر خمتلف‪.‬‬ ‫ثقايف وحضارة‬ ‫فالعالقات الثقافية أساسية لكن لألسف لدينا قلة يف‬ ‫الوسائل‪ .‬ومع ذلك فإني أدعو اىل حتسني هذه العالقات‬

‫بالتأكيد ايطاليا ال تنس لبنان‪ ،‬وإيطاليا كبلد أوروبي‬ ‫تعرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويهمها‬ ‫أن هناك مشكلة لبنانية وجيب أن حتل‪،‬‬ ‫اإلستقرار يف لبنان وبالتالي يف الشرق األوسط‪ ،‬وتنظر‬ ‫ً‬ ‫ايضا بإجيابية اىل التعايش اإلسالمي – املسيحي على‬

‫وتطويرها على اساس املنفعة للشعب اللبناني مع التنويه‬ ‫واالشارة اىل العالقات املتبادلة بني املستشفيات والزيارات‬ ‫ّ‬ ‫كلها‬ ‫الثقافية بني البلدين واملشاركة يف املؤمترات هذه‬ ‫من أشكال التبادل الثقايف‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫هل هناك رؤية الى زيادة وتطوير حجم‬ ‫التبادل التجاري بين لبنان وايطاليا؟‬ ‫ايطاليا بلد اقتصادي حر‪ ،‬مبعنى ّأننا ال نستطيع أن جنرب‬ ‫ّ‬ ‫لكننا نس ّهل التدابري‬ ‫الشركات على اجمليء اىل لبنان‪،‬‬ ‫ونقوم بالتوجيهات ونعطي الثقة بهذا البلد‪ ،‬على الرغم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونشجع‬ ‫مستقر ة‪ّ .‬إننا ندعم‬ ‫من األوضاع السياسية الغري‬ ‫الشركات اإليطالية على العمل واإلستثمار يف لبنان‬ ‫ونعمل على تبادل الوفود وسيكون لنا يف حزيران‬ ‫القادم حضور مهم ألكثر من ‪ 60‬شركة ايطالية يف‬ ‫معرض «‪ ،»project Lebanon 2011‬الذي يتم تنظيمه‬ ‫بالتعاون مع البعثة التجارية االيطالية وحنن يف هذا‬ ‫الصدد نعمل على متابعة العالقات بني الشركات‬ ‫اإليطالية واللبنانية‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر ّ‬ ‫أن لبنان ليس فقط لبنان املقيم وانمّ ا هو‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يتحكم مبواقع اقتصادية ّ‬ ‫مهمة‬ ‫أيضا لبنان املهاجر الذي‬ ‫ممث ً‬ ‫ّ‬ ‫ال باملصارف اللبنانية‬ ‫كافريقيا والشرق األوسط‬ ‫املنتشرة يف العراق واالردن ومصر لذلك ّ‬ ‫إن اعتبار لبنان‬ ‫أحد املفاتيح إذا مل يكن املفتاح الوحيد لدخول هذه‬ ‫األسواق‪ ،‬وهذا أمر سهل كون الشعب اللبناني شعب‬ ‫منفتح‪ ،‬ومن السهل انشاء عالقات عمل معه‪ ،‬ونشهد أن‬

‫بحضور رئيس البعثة التجارية في السفارة «ايتشه» سيبستيانو دلمونته‬

‫غرفة جتارة بريوت برئاسة ّ‬ ‫حممد شقري تقوم بعمل رائع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نتعلم منهم‪ .‬فاحلفاوة لديهم جتاه‬ ‫وحنن كإيطاليني‬

‫وعلى احلكومة اللبنانية أن تأخذ بأهمية موضوع البيئة‪،‬‬

‫األجنيب هي استثمار قوي حبد ذاته للعالقات‪.‬‬

‫وأن تعمل على حتسينه وحتسني ظروفه‪ .‬وايطاليا كبلد‬ ‫ّ‬ ‫مستعدة للدخول يف مناقصات لدعم هذا القطاع‪.‬‬ ‫صناعي‬

‫في ظل أزمة الكهرباء التي يعيشها‬ ‫لبنان هل هناك افكار محددة لدى ايطاليا‬ ‫لمساعدة لبنان في هذا الخصوص؟‬

‫ّ‬ ‫املستجدات ونتمنى يف نهاية األمر أن‬ ‫وشركاتنا تعلم بكل‬

‫الطاقة الكهربائية عنصر فاعل ومهم‪ ،‬ولبنان ينتج طاقة‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا من‬ ‫كهربائية بكلفة مرتفعة‪ ،‬وحتى أكثر‬ ‫ايطاليا‪ .‬ايطاليا تنتج بكلفة كبرية كونها ال متلك‬ ‫ّ‬ ‫حمطات نووية لذا تستعمل الغاز‪ .‬يف لبنان يستعمل‬

‫‪17‬‬

‫السفير االيطالي في حديثه مع مدير عام المجتمع واالعمال أديب مينا‬

‫يكون هناك مشاركة ايطالية فاعلة به‪.‬‬

‫ّ‬ ‫مؤخرًا الدفعة األولى من الهبة‬ ‫أطلقتم‬ ‫االيطالية لترميم مخيم نهر البارد‪ ،‬تحت أي‬ ‫عنوان تأتي هذه المساعدات؟‬

‫ّ‬ ‫يرتتب جراء ذلك من‬ ‫املازوت النتاج الكهرباء‪ ،‬وعلى ما‬

‫إن ايطاليا تقف اىل جانب الشعب الفلسطيين يف معاناته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قدمت يف نهر البارد ّ‬ ‫وما املساعدة اليت ّ‬ ‫تأكيدا على رغبة‬ ‫اال‬

‫ّ‬ ‫وتلوث للبيئة‪ ،‬وهذه مشكلة ال ينبغي‬ ‫كلفة عالية‬

‫ايطاليا يف حتسني الوضع االنساني واملعيشي لالجئني‬

‫أن يغض النظر عنها ألن الشركات األجنبية اليت تنوي‬

‫الفلسطنيني يف لبنان‪ ،‬وايطاليا مسرورة مبشاركتها يف‬

‫اإلستثمار يف لبنان تنظر اىل نوعية احلياة والبيئة‪.‬‬

‫اعمار املخيم ‪.‬‬


18


‫الغرفة التجارية‬ ‫العربية اإليطالية‬ ‫ّ‬ ‫تأسست الغرفة التجارية العربية – اإليطالية سنة‬

‫حملة عن الشركة إلرساهلا اىل الشركات اإليطالية‪.‬‬

‫‪ 1973‬بهدف تنمية العالقات اإلقتصادية بني إيطاليا‬

‫وتقوم الغرفة باإلعتماد يف هذه الطلبات على بنك‬

‫وجامعة الدول العربية‪ .‬وهي تعترب جزء من نظام غرف‬ ‫التجارة العربية – األوروبية املختلطة‪ .‬وتشارك الغرفة‬ ‫يف جمموعة الغرف العربية الفيدرالية وغرف التجارة‬ ‫الرئيسية يف الدول العربية‪ .‬ويبلغ عدد الدول العربية‬ ‫املشاركة يف جملس إدارتها حنو ‪ 16‬دولة‪ ،‬تقوم اإلدارة‬ ‫على جانبني‪ ،‬اجلانب العربي مبشاركة ‪ 16‬دولة‪ ،‬يف‬ ‫مقابل ‪ 16‬عضو إيطالي‪ ،‬والشركاء اإليطاليني هم‬ ‫ممثلني وأعضاء من غرف جتارة إيطالية وهيئات‬ ‫وإدارات رمسية الذين يتولون حتريك الشركات‬ ‫واملنظمات ورجال األعمال واملصارف على املستوى‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫خدمات الغرفة‬

‫واملعارض والشركات العربية املستوردة‪ ،‬كما تعتمد‬ ‫على مصادر خارجية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خاصة‪ ،‬تعطى‬ ‫اىل جانب اخلدمات الثابتة‪ ،‬يوجد خدمات‬ ‫لرجال األعمال العرب واإليطاليني‪ ،‬وتكون كإتفاقات‬ ‫تقوم بني شركات إيطالية وعربية وبنا ًء على هذه‬ ‫اإلتفاقات يتم دفع بدل رسوم وتكاليف وعموالت للغرفة‪.‬‬ ‫كما تقوم الغرفة بتصديق أوراق الشحن والبضائع بني‬ ‫إيطاليا والدول العربية‪.‬‬ ‫ومن اخلدمات‪ :‬املساعدة على إنشاء شركات وشركات‬ ‫دمج‪ ،‬املساعدة على دخول السوق‪ ،‬تنظيم وفود بني‬

‫ّ‬ ‫تقد م الغرفة العربية – اإليطالية لرجال األعمال‬

‫إيطاليا والدول العربية‪ ،‬تنظيم مواعيد ولقاءات عمل‬ ‫ّ‬ ‫منظمة‪ .‬الغرفة قادرة على‬ ‫فردية ومجاعية ومعارض‬

‫اإليطاليني املنتسبني خدمات ثابتة بواسطة املوقع‬

‫توفري خدمات تنظيمية للدول العربية اليت ترغب يف‬

‫اخلاص بالغرفة ‪www.cameraitaloaraba.org‬‬ ‫ّ‬ ‫جملة الدول العربية» الدليل» وهي‬ ‫وعن طريق‬

‫التصدير أو التسويق السياحي عن طريق تنظيم محالت‬ ‫ً‬ ‫وأيضا ّ‬ ‫توفر خدمة اإلعالن التجاري‬ ‫إعالنية يف إيطاليا‬

‫شهرية ّ‬ ‫تقد م أخبار عن النمو اإلقتصادي يف الدول‬

‫لطاعات منتجة أو جمموعات أو شركات فردية‪.‬‬

‫العربية‪ ،‬واملشاريع احلالية يف هذه الدول‪ ،‬وجديد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫جملة‬ ‫أيضا‬ ‫القوانني والقروض الدولية‪ .‬وهناك‬

‫الغرفة تتابع وتنشر ّ‬ ‫منو التبادل التجاري بني إيطاليا‬

‫أسبوعية « أسواق عربية» حتوي كل العطاءات‬ ‫واملزادات الرمسية اليت حتصل يف الدول العربية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفرصا جتارية استثمارية‬ ‫عروضا‬ ‫كما حتوي‬ ‫يف هذه الدول‪ ،‬ومعلومات عن اجلمارك والقوانني‬

‫‪19‬‬

‫املعلومات الذي متلكه حول رجال األعمال اإليطاليني‬

‫والدول العربية باإلستناد اىل اإلحصاءات اإليطالية الدولية‬ ‫والعربية‪ ،‬واهلدف إعالم العاملني يف هذه القطاعات من‬ ‫ً‬ ‫وأيضا فرص‬ ‫كال الطرفني عن الفرص التجارية املوجودة‬ ‫اإلستثمارات اجلديدة‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة ّ‬ ‫أن الغرفة العربية – اإليطالية تقوم بورشات‬

‫املتعلقة باجلودة والنوعية‪ ،‬وقوانني الشركات‬

‫عمل للبحث عن فرص إستثمار للشركات اإليطالية يف‬

‫واإلستثمارات‪.‬‬

‫الدول العربية وتقوم بإعطاء الشركات كل املعلومات‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عادة‬ ‫أما بالنسبة لرجال األعمال العرب فيطلبون‬

‫واألخبار حول فوائد اإلستثمار والقوانني املطلوبة‪ .‬وكما‬

‫لوائح عن الشركات اإليطالية ضمن حقول حمددة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أحيانا‬ ‫وخمتصة أو معلومات عن معارض‪ ،‬ويرسلون‬

‫هو واضح أن التبادل التجاري بني ايطاليا والدول العربية‬ ‫يف إرتفاع مستمر بلغ ‪ 50‬مليار يورو سنة ‪2009‬‬


‫طلب االنتساب الى الغرفة التجارية العربية االيطالية‬

‫‪20‬‬


‫جاك صرّاف‪ :‬صورة رماد ّية‬ ‫تلف العامل العربي‬

‫للثورات العربية‬ ‫تداعيات خطرية‬ ‫على اإلقتصاد‬ ‫اللبناني‬ ‫ختتلف وجهات نظر رجاالت األعمال يف لبنان‪ ،‬حول‬ ‫الواقع اإلقتصادي فمنهم املتفائل‪ ،‬ومنهم من هو دون‬ ‫ذلك‪ .‬غري ّ‬ ‫أن ما حيدث يف احمليط اإلقليمي‪ ،‬يلتقي‬ ‫عليه اجلميع بأنه سيكون له تداعيات على الساحة‬ ‫اللبنانية يف السياسة واالقتصاد‪ .‬حيث ّ‬ ‫أن الصناعة‬ ‫ً‬ ‫اللبنانية ّ‬ ‫أسواقا هلا يف البلدان العربية‪ ،‬اليت‬ ‫تتخذ‬ ‫ّ‬ ‫مما يعين ّ‬ ‫املنظمة‪ّ ،‬‬ ‫أن هذه‬ ‫تعاني اليوم من الثورات‬ ‫األسواق ستكون مقفلة يف وجه التصدير اللبناني‬ ‫على املدى املنظور‪ّ ،‬‬ ‫مما يضيف أزمة خارجية اىل‬ ‫جمموعة األزمات الداخلية اللبنانية‪ ،‬املتمثلة بالتأليف‬

‫صراف الواقع الصناعي اللبناني‬ ‫كيف يقرأ جاك ّ‬ ‫في ظل األوضاع القائمة الداخلية والخارجية؟‬ ‫الصناعة ليست جزيرة يف لبنان‪ ،‬فهي كما كل القطاعات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وإقليميا‪ .‬اليوم يشهد العامل العربي‬ ‫حمليا‬ ‫تتأثر بالوضع العام‬ ‫ثورات تغيريية كبرية‪ .‬األمر الذي ّ‬ ‫يؤثر بشكل مباشر‬

‫احلكومي‪ ،‬وبسلسلة األزمات املعيشية واإلجتماعية‬

‫على الصناعة يف لبنان‪ ،‬حيث أن الصناعة اللبنانية تعتمد‬

‫اليومية عند اللبنانيني‪.‬‬

‫على التصدير اىل األسواق العربية بالدرجة األوىل‪ ،‬وال أخفي‬

‫ّ‬ ‫صر اف‬ ‫عميد الصناعيني يف لبنان‪ ،‬السيد جاك‬

‫صراحة خويف يف هذه الظروف بالذات‪ ،‬فإنعدام اإلستقرار على‬

‫يف حديث مع « اجملتمع واألعمال»‪ ،‬كيف ينظر‬

‫الساحة العربية‪ ،‬له تداعياته على لبنان وأمنه وإستقراره‪.‬‬

‫اىل الواقع اللبناني من وجهة نظره كرجل أعمال‬ ‫واقتصاد‪ ،‬على الساحتني احمللية واإلقليمية بد ًء من‬ ‫ً‬ ‫مرورا باحلكومة وأزمة الكهرباء‬ ‫الثورات العربية‪،‬‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وغريها من املواضيع ذات التأثري املباشر على‬ ‫اإلقتصاد ودورته‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫عميد الصناعيين في لبنان السيد جاك صرّ اف‬

‫كيف ّ‬ ‫تؤثر هذه الثورات برأيكم؟‬ ‫ّ‬ ‫إن بناء السوق اخلارجية يتم على مرتكزات آمنة‪ ،‬وعلى‬ ‫شريك آمن ومستقر‪ ،‬فمتى تزعزع هذا الشريك يصبح‬ ‫دا‪ ،‬واملقلق ً‬ ‫مهد ً‬ ‫الشريك اآلخر ّ‬ ‫فعال هو ّأننا ال ندري كم ستأخذ‬


‫هذه األحداث من الوقت‪ .‬فاألمور يف املنطقة العربية بصغريها‬ ‫ّ‬ ‫حبكامها منذ سنوات طويلة‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫وكبريها مرتبطة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا‬ ‫تاركا باب التحليل‬ ‫املشهد قد تغيرّ خالل ‪ 24‬ساعة‪،‬‬ ‫على كثري من اإلحتماالت‪ ،‬وباحلد األدنى ّ‬ ‫إن أصغر هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بنيويا‪ ،‬تستمر تداعياته أكثر من‬ ‫خلال‬ ‫ستشكل‬ ‫األحداث‬

‫إقتصاديًا ماذا حل بمشروع المعرض‬ ‫الصيني الدائم في معرض رشيد كرامي‬ ‫الدولي في طرابلس؟‬ ‫لقد ّ‬ ‫توقف املشروع ألسباب عديدة‪ ،‬أمنية بالدرجة األوىل بعد‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال‪ ،‬وهنا‬ ‫وقتا‬ ‫فعملية إعادة اإلستقرار والبناء تأخذ‬

‫حرب متوز ‪ 2006‬والصورة اليت ّ‬ ‫شوهت فيها طرابلس بعد أحداث‬ ‫فتح اإلسالم‪ّ ،‬أثرت بشكل كبري عليه‪ ،‬ما دفع الصينيني اىل‬

‫أسوق مثال قدوم الرئيس الشهيد رفيق احلريري إىل احلكم‬

‫اخلوف من اجمليء بثالثة آالف شركة صينية‪ ،‬ما يعين القدوم‬

‫عام ‪ ،1992‬بعد إتفاق الطائف ومل يستطع إرساء أسس إعادة‬ ‫فعال ّ‬ ‫العمران بشكل ّ‬ ‫إال بعد عقد من الزمن‪ .‬ورمبا جند يف‬

‫بثالثة آالف عائلة‪ ،‬لقد قمنا بكل ما يلزم من حتضريات هلذا‬

‫ثالث سنوات‪.‬‬

‫املشروع‪ ،‬لكن كان للحكومة الصينية حينها أسباب قوية‬ ‫يف ايقافه واخلوف منه والتوقف عن متابعته‪.‬‬

‫الواقع اللبناني الذي اعتدناه مناعة وصالبة ضد األزمات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عضويا مبحيطنا العربي‪،‬‬ ‫ولكنين أؤكد أننا نرتبط‬

‫كثر احلديث حينها عن أن هذا املعرض سيغرق األسواق‬

‫فلدينا عدد كبري من شبابنا يف اخلليج العربي ّ‬ ‫مما جيعلنا‬ ‫ً‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫قلقني‬

‫اللبنانية بالبضائع الصينية‪ ،‬وهذا أمر غري صحيح‪ ،‬فاملعرض‬ ‫خمص ً‬ ‫كان ّ‬ ‫صا لعرض السلع الصينية وليس لبيعها‪ ،‬وكان‬

‫على الهامش ما هو المراد من هذه الثورات؟‬ ‫ألول ّ‬ ‫مرة أقوهلا يف اإلعالم أن لدينا مشكلة كبرية يف‬ ‫حميطنا وحنن مبحيط إسرائيل‪ ،‬املطلوب أن تكون اسرائيل‬ ‫مستقرة وحنن غري مستقرين‪.‬‬

‫داخليًا ما هو المطلوب لتحصين الساحة‬

‫املراد أن تعرض الشركات واملصانع الصينية بضائعها يف‬ ‫طرابلس ومن ثم نأتي حنن برجال األعمال اللبنانيني والعرب‬ ‫ً‬ ‫عوضا عن‬ ‫على هيئة وفود لإلضطالع على هذه املنتجات‬ ‫سفرهم إىل الصني‪ .‬بهذه الطريقة نكون قد أتينا بصورة‬ ‫ّ‬ ‫مصغرة للصناعات الصينية اىل لبنان األمر الذي يستفيد‬ ‫منه التاجر اللبناني والعربي على السواء‪ ،‬هنا أقول ّ‬ ‫أن بعض‬ ‫التجار صغار النفوس ّ‬ ‫شنوا محلة بهدف إبقاء السوق مغلقة‬

‫اللبنانية بكل تفرعاتها وطاقاتها اإلنتاجية؟‬

‫ملزيد من اإلحتكار واألرباح‪ .‬يف رأيي ّأنه لو مت هذا املشروع‬

‫أن تتألف حكومة جديدة بالدرجة االوىل‪ ،‬فنحن ال نريد بناء‬

‫كان لصاحل وخري لبنان بال أدنى شك‪ ،‬ولصاحل طرابلس‬ ‫ولكانت خطوة مهمة ً‬ ‫جدا لتحريك اإلقتصاد والسياحة‪ .‬إني‬

‫مرتكزات على الوهم‪ ،‬ولن تصلح عملية تأسيس حكومة‬ ‫برتكيبة متنافرة‪ ،‬ألنها لن ختدم البلد‪ ،‬وفيما لو تابعنا السري‬ ‫يف هذا اإلجتاه فمعناه أننا يف اإلجتاه اخلاطئ‪ .‬أنا مؤمن ّأنه‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للحكومة يعين ّأنه استحق التكليف‪،‬‬ ‫حني خنتار‬ ‫وال حيق ألحد مهما عال شأنه‪ ،‬أن يفرض عليه قراراته‪ .‬حنن‬

‫آلسف للواقع الطرابلسي التجاري لكأن العاصمة الثانية‬ ‫غري موجودة على اخلارطة اللبنانية وكأن لعنة ما تطارد‬ ‫ً‬ ‫وحتديدا معرض رشيد كرامي الدولي‬ ‫مرافقها احليوية‬ ‫وهذه اللعنة بيد الطرابلسيني وحدهم إزالتها‪.‬‬

‫اليوم ال نستطيع القول أننا إذا مل نكن مع هذا الفريق أو‬

‫أليس من مسؤولية جمعية الصناعيين طرح‬ ‫جدي؟‬ ‫مسألة الكهرباء بشكل ّ‬

‫سوا ًء كان سعد احلريري أم جنيب ميقاتي مع حفظ األلقاب‪،‬‬

‫يف العام ‪ 2000‬كان لدى الوزير الراحل الياس حبيقة ّ‬ ‫خطة‬

‫ذاك‪ ،‬جيب أن نعمل على تفشيله‪ ،‬هذا منطق مرفوض ألننا‬ ‫كلنا ندفع الثمن بذلك‪ ،‬فعملية تفشيل رئيس احلكومة‬ ‫معناه تفشيل للبنان وللشعب اللبناني‪.‬‬

‫كاملة حبيث تنتهي مشكلة الكهرباء بعد عام ‪.2000‬‬

‫أين سلطة رئيس احلكومة يف تأليف حكومة ّ‬ ‫ممن يشاء؟‬

‫لقد بدأت مشكلة الكهرباء ّ‬ ‫ترتدى بعد استقالة الرئيس‬

‫كفانا ّ‬ ‫إدعا ًء للدميقراطية‪ ،‬ولنؤسس ديكتاتورية وندع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا يقرر‪ .‬وما اخلوف اليوم ّ‬ ‫اال من جميء حكومة‬ ‫طرفا‬

‫احلريري‪ ،‬ومن العام ‪2000‬اىل ‪ 2003‬كان الرئيس احلريري يضع‬ ‫ّ‬ ‫لكنها أوقفت بعد مواجهتها لصعوبات‬ ‫خطة كهربائية مهمة‬

‫ً‬ ‫شيئا‪.‬‬ ‫شكلية ال تغيرّ يف الواقع‬

‫يف التنفيذ‪ ،‬وبعد استشهاد الرئيس احلريري يف ‪ّ 2005‬‬ ‫توقف‬

‫‪22‬‬


‫كل شيء يف لبنان وال يزال الوضع من حينها على حاله‪.‬‬ ‫مجعية الصناعيني هي جزء من اللبنانيني وهذه املشكلة‬ ‫ليست فقط مشكلة الصناعي ّإنها مشكلة وطنية‬ ‫ّ‬ ‫واملتضرر منها هو املواطن اللبناني بالدرجة األوىل‪،‬‬ ‫جامعة‪،‬‬ ‫من املعيب يف بلد كلبنان ان نكون عاجزين حتى اليوم‬ ‫من تأمني الكهرباء‪ ،‬فأنا كرجل أعمال أنتج الكهرباء‬ ‫بنفسي باإلعتماد على املولدات كون الدولة غري قادرة‬ ‫على ذلك نعم هو أمر خميف‪ .‬أين الشعب اللبناني؟ هذا‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ ،‬أين الشعب من التحرك على هذه‬ ‫سؤال كبري‬ ‫ً‬ ‫مثاال أذكر‬ ‫العشوائيات اليت متارس عليه‪ ،‬وأسوق هنا‬ ‫يف سنة ‪ 1993‬طلبت من الوزير حبيقة ختفيض تعرفة‬

‫كيف للبنان أن يستفيد من التطور االقتصادي‬

‫الكهرباء حينها أو أدعي مجيع الصناعيني اىل عدم دفع‬ ‫فواتري الكهرباء وهذا ما حصل‪ .‬ما حدث حينها ّأنه ّ‬ ‫مت‬

‫الكبير الحاصل في عدد من الدول الصديقة‬

‫الرجوع اىل مطالبنا ّ‬ ‫وخفضت التعرفة من ‪ 200‬اىل ‪140‬ل ومن‬ ‫‪ 140‬اىل ‪112‬ل للكيلوات الواحد‪.‬‬

‫الشعب اللبناني إذا لم ينتفض لن يغ ّير‬ ‫شيئًا من واقعه‪ ،‬وما اإلنتفاضات والثورات‬ ‫التي نشهدها اليوم عربيًا إ ّ‬ ‫ال إلعادة الحق‬ ‫الى الوطن والمواطن بعد ثبات طويل‪.‬‬ ‫ما يحدث في لبنان بملف الكهرباء لم‬ ‫وشقاء ‪.‬‬ ‫أره في دول أفريقيا األشد بؤسًا‬ ‫ً‬

‫حاكم مصرف لبنان رياض سالمة توقع‬ ‫نموًا يفوق الـ ‪ 7‬في المئة خالل العام ‪.2011‬‬ ‫هل سيستطيع لبنان تحقيق هذه النسبة‬ ‫رغم الظروف االقتصادية؟‬

‫نفعل اإلتفاقات التجارية؟‬ ‫كتركيا وايران؟ وكيف ّ‬ ‫تفعيل االتفاقيات متثل «خارطة طريق» وضعها الرئيس‬ ‫الشهيد رفيق احلريري يف العام ‪ 1997‬عن طريق دخول‬ ‫ً‬ ‫مرورا بالشراكة األوروبية‬ ‫الشراكة العربية عام ‪،1998‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال اىل منظمة التجارة العاملية ‪ w.t.o‬عام‬ ‫عام ‪،2003‬‬ ‫‪ .2011‬ولوال خارطة الطريق ملا كان باستطاعتنا التصدير‪.‬‬ ‫ّأما بالنسبة لإلتفاقات التجارية مع تركيا فأنا يف جلنة‬ ‫رجال األعمال (اللبنانية ‪ -‬الرتكية) وأحضر كل‬ ‫اإلجتماعات اليت حتصل‪ ،‬وحنن كلبنانيني األقرب اىل‬ ‫ً‬ ‫تارخييا‪ ،‬فنحن الشركاء الفاعليني مع األتراك‬ ‫تركيا‬ ‫وعن اإلتفاق الرباعي أقول أن سوريا واالردن مل ميض على‬ ‫شراكتهما مع تركيا وقت طويل‪ ،‬وحنن من أنشأ العالقة‬ ‫التجارية الوثيقة مع األتراك‪.‬‬ ‫فالقوة السياسية املوجودة يف تركيا اليوم واملتمثلة برئيس‬ ‫حكومتها فيها ذكاء وقوة ودهاء سياسي ترتجم يف خدمة‬ ‫تركيا والدول الصديقة احمليطة بها‪.‬‬

‫هذا التوقع هو من القائد املالي األول يف لبنان‪ ،‬وكلنا‬ ‫نضعه نصب أعيننا ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا للبنان وهو هدف جيب أن‬ ‫أمال‬

‫ّأما بالنسبة اىل إيران فقد كنت يف أول وفد طلب العالقات‬

‫نصل إليه‪ ،‬أنا ليس لدي املعطيات اليت استند اليها سعادة‬

‫اإلقتصادية مع إيران سنة ‪ 1997‬بتكليف من الرئيس‬

‫احلاكم‪ ،‬ولكن هذا األمر مرتبط بنا‪ ،‬وبعدم بكائنا‬

‫الشهيد رفيق احلريري‪ ،‬وال نزال حتى اليوم على عالقات‬ ‫ّ‬ ‫نتمتع‬ ‫جتارية متبادلة‪ ،‬بالنسبة اىل املعاملة باملثل‪ ،‬فنحن‬ ‫ّ‬ ‫يتحفظ على‬ ‫بنظام إقتصادي حر أما ايران فال‪ ،‬مع العلم ّأنه‬

‫نستطيع الوصول إليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نتحمل املسؤولية وعلى‬ ‫من أين علينا البدء؟ جيب أن‬

‫تعاملنا مع إيران من اجلانب األمرييكي يف حني أن روسيا‬ ‫ّ‬ ‫تصدر بضائع إىل إيران وكذلك اهلند ودبي وبعض دول‬

‫رئيس احلكومة واحلكومة أن تعمل لوضع خطة إنقاذ‬

‫أوروبا‪ .‬ولكن يف كل األحوال علينا اإلستفادة من هذه‬

‫وأن يتحمل كل واحد منا مسؤولياته جتاه هذا البلد‪.‬‬

‫العالقات وعلى خمتلف األصعدة‪.‬‬

‫على األطالل والسعي جبهد لتحقيق هذا اهلدف وعلى‬ ‫الدولة الغائبة أن تضع اخلطط التنفيذية هلذا اهلدف كي‬

‫‪23‬‬

‫مدير عام المجتمع واالعمال السيد اديب مينا في حوار مع السيد جاك صرّ اف‬


24


‫إرتفاع أسعار احملروقات يف لبنان‬ ‫بني ارتفاع أسعار النفط وغياب املعاجلات اجلذري‬ ‫منذ كانون الثاني ‪ 2009‬شهدت أسعار احملروقات‬ ‫يف لبنان تقلبات عديدة‪ ،‬وإرتفع سعر صفيحة‬ ‫ألفا و‪ 300‬لرية‪ ،‬إىل‪ً 32‬‬ ‫أوكتانا من ‪ً 23‬‬ ‫ً‬ ‫ألفا‬ ‫البنزين ‪95‬‬ ‫يف كانون الثاني ‪ ،2010‬أي بنسبة ‪ 3،33‬يف املئة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصفيحة املازوت من ‪ً 13‬‬ ‫‪19،8‬ألفا‪،‬‬ ‫ألفا و‪ 800‬لرية إىل‬

‫أي بنسبة ‪ 36،55‬يف املئة ‪ ،‬وقارورة الغاز من ‪ً 15‬‬ ‫ألفا‬ ‫إىل ‪ً 21،3‬‬ ‫ألفا‪ ،‬أي بنسبة ‪ 42‬يف املئة‪ ،‬وإرتفعت أسعار‬ ‫ً‬ ‫كثريا‪ ،‬بسبب ارتفاع‬ ‫احملروقات خالل العام ‪2010‬‬ ‫ً‬ ‫عامليا‪ ،‬وتواصل هذا االرتفاع يف العام‬ ‫أسعار النفط‬

‫ً‬ ‫دوالرا بالتزامن‬ ‫‪ 2011‬مع بلوغ سعر برميل النفط ‪115‬‬ ‫مع اإلضطرابات يف املنطقة العربية‪ ،‬وخاصة الدول‬ ‫العربية املصدرة للنفط‪ ،‬وباألخص ليبيا العضو يف‬ ‫منظمة أوبك‪ ،‬وإرتفاع سعر صفيحة البنزين ‪95‬‬ ‫ً‬ ‫أوكتانا من‪ 32‬ألف لرية يف كانون الثاني ‪2010‬‬

‫ً‬ ‫‪35،2‬ألفا يف كانون الثاني ‪ 2011‬أي بنسبة ‪10‬‬ ‫اىل‬ ‫ألفا اىل ‪ً 23،9‬‬ ‫يف املئة‪ ،‬واملازوت من ‪ً 17‬‬ ‫ألفا وقارورة‬

‫‪19،300‬ألفا إىل ‪ً 22،4‬‬ ‫ً‬ ‫ألفا‪،‬‬ ‫الغاز وزن ‪ 12،5‬كلغ من‬ ‫وعلى الرغم من خفض رسم االستهالك الداخلي‬ ‫على سعر صفيحة البنزين ب‪5500‬ل‪.‬ل‪ ،‬واصل سعر‬ ‫صفيحة البنزين إرتفاعه‪ ،‬األمر الذي يؤدي اىل‬ ‫إمتصاص هذا االخنفاض‪ ،‬وهذا االرتفاع يف أسعار‬ ‫خمتلف املشتقات النفطية يف السوق احمللية مرشح‬ ‫لالستمرار مع استمرار االضطرابات يف بعض الدول‬ ‫العربية املنتجة للنفط‪ ،‬اليت ستؤدي إىل مزيد من‬ ‫اإلرتفاع يف سعر برميل النفط العاملي وغياب‬ ‫السياسة النفطية املتكاملة‪ ،‬وغياب اجلهود‬ ‫الرامية إىل تثبيت سعر البنزين وعدم إعتماد طاقة‬ ‫بديلة يف ظل إستمرار األزمة السياسية وتأخري‬ ‫تأليف احلكومة‪ ،‬األمر الذي ّ‬ ‫ً‬ ‫سلبا يف الوضع‬ ‫يؤثر‬ ‫املعيشي واإلقتصادي يف البلد‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫خفض رسوم المحروقات‬ ‫مل ينجح قرار وزارة الطاقة واملياة خفض الرسوم املفروضة‬ ‫على صفيحة البنزين ‪5500‬ل‪.‬ل‪ .‬يف ختفيف العبء الناتج‬ ‫من إرتفاع سعر هذه املادة عن املواطنني وقطاع النقل‬ ‫العام‪ .‬مع العلم بأن هذا القرار جاء بعد أخذ ورد وجدال‬ ‫مل خيل من التسييس بني وزارة املال ووزارة الطاقة‪ ،‬حول‬ ‫صالحية األخرية يف طلب خفض الرسوم من اجمللس األعلى‬ ‫للجمارك‪ ،‬فبعد أسبوعني من بدء تنفيذ قرار التخفيض‪،‬‬ ‫وصل سعر صفيحة البنزين ‪ 95‬أوكتان اىل ‪ 32400‬لرية‪،‬‬ ‫وصفيحة البنزين ‪ 98‬أوكتان إىل ‪ 33100‬لرية بإرتفاع‬ ‫قدره ‪ 700‬لرية‪ ،‬وحتى ان ألغيت الرسوم كلها‪ ،‬لن يتوقف‬ ‫ارتفاع سعر صفحة البنزين طاملا إستمر إرتفاع أسعار‬ ‫ً‬ ‫عامليا ‪ ،‬ويقول رئيس جتمع الشركات املستوردة‬ ‫النفط‬ ‫للنفط يف لبنان‪« APIC‬مارون مشاس» ّ‬ ‫إن بقاء سعر‬ ‫ً‬ ‫دوالرا على مدى األسابيع‬ ‫برميل النفط على مستوى‪120‬‬ ‫األربعة املقبلة‪ ،‬يعين أن خفض سعر الصفيحة سيتآكل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جمددا سعر ‪ً 36‬‬ ‫ألفا يف األيام األخرية من شهر آذار‬ ‫ويطرق‬


‫سيؤدي إىل تراجع إيرادات اخلزينة االمجالية ‪ 387‬مليون‬ ‫ً‬ ‫طبقا‬ ‫دوالر‪ ،‬أو بنسبة ‪ 3،9‬إىل ‪ 8،08‬مليارات دوالر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املسجلة يف عام ‪(2010‬التقرير ال حيتسب‬ ‫لألرقام نفسها‬ ‫ايرادات وزارة اإلتصاالت احملجوزة يف حساب اخلزينة لدى‬ ‫مصرف لبنان لتسديد ديون البلديات والبالغة حنو مليار‬ ‫دوالر)‪ .‬وسريتفع العجز االمجالي بنسبة ‪ %11،3‬اىل ‪3،22‬‬ ‫مليارات دوالر‪ .‬ولكن يف املقابل تطرح أمور إجيابية‬ ‫خلفض الرسوم أو الغائها عن سعر صفيحة البنزين أهمها‬ ‫ّ‬ ‫أن التوفري الذي سيولده اخلفض ملصلحة املستهلكني‬ ‫سيدفع هؤالء إىل اإلنفاق عرب قنوات أخرى‪ ،‬وبالتالي إفادة‬ ‫اخلزينة على أكثر من صعيد‪ .‬وحسب التقرير نفسه‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬يقد ر أن تغطي اإليرادات ملصلحة اخلزينة من ّ‬ ‫جر اء إنفاق‬ ‫املستهلكني يف قنوات أخرى‪ ،‬نسبة ترتاوح بني‪%25‬و‪%30‬‬ ‫من النقص يف اإليرادات من ّ‬ ‫جر اء خفض الرسوم‪.‬‬ ‫ويعين ذلك ّ‬ ‫أن إرتفاع اإلنفاق اإلستهالكي سيزيد‬ ‫اإليرادات احلكومية عرب القيمة املضافة وضرائب‬ ‫الدخل‪ .‬كما ّ‬ ‫أن خفض أسعار البنزين يؤدي إىل تراجع‬ ‫أكالف اإلنتاج والنقل‪ ،‬وهذا األمر يؤدي إىل زيادة‬ ‫نشاط األعمال‪ ،‬وبالتالي إرتفاع إيرادات ضريبة الدخل‬ ‫ً‬ ‫سنويا حنو مليون و‪ 500‬ألف طن من مادة‬ ‫ويستهلك لبنان‬

‫وإرتفاع إيرادات الرسوم اجلمركية‪ .‬ويشري التقرير إىل‬ ‫ّ‬ ‫أن إيرادات احلكومة من الضريبة على القيمة املضافة‬

‫ويطرح موضوع تثبيت سعر البنزين عند سقف معني‬ ‫ً‬ ‫عامليا ‪ ،‬ويقول وزير‬ ‫ملواجهة مشكلة إرتفاع أسعار النفط‬ ‫الطاقة واملياه «جربان باسيل» ّ‬ ‫أن هذا املوضوع حيتاج إىل‬

‫بلغت ‪ 2،2‬مليار دوالر ممثلة ‪ %25،2‬من اإليرادات اإلمجالية‪،‬‬

‫البنزين‪ ،‬ومليون و ‪200‬ألف طن من مادة املازوت‪.‬‬

‫حترير سوق احملروقات والغاء ال‪ TVA‬ورفعها عن رسم‬

‫وهي األعلى بني مجيع اإليرادات احلكومية‪ ،‬كذلك‬ ‫بلغت إيرادات ضرائب الدخل ‪1،36‬مليار دوالر‪ ،‬ممثلة‬ ‫‪ %20،5‬من إمجالي إيرادات احلكومة‪ ،‬فيما ّ‬ ‫مثلت إيرادات‬

‫اإلستهالك‪ ،‬ويقرتح إحتاد نقابات سائقي السيارات‬

‫الرسوم اجلمركية (بإستثناء الرسوم املفروضة على‬

‫العمومية للنقل الربي يف لبنان‪ ،‬تثبيت سعر صفيحة‬

‫احملروقات)‪ % 13،89‬من اإليرادات اإلمجالية‪ ،‬حيث بلغت‬

‫البنزين عند سقف ال يتجاوز ال‪ 20‬الف لرية «كون حركة‬ ‫ً‬ ‫كافة وتستغل من قبل‬ ‫سعرها تدخل يف تسعري السلع‬

‫‪1،16‬مليار دوالر‪ .‬ويف إطار اإلجراءات اآليلة إىل ختفيض‬ ‫سعر البنزين ّ‬ ‫حتد ث الوزير «جربان باسيل»عن اإلنتهاء من‬

‫ً‬ ‫كافة الذين‬ ‫أصحاب شركات احملروقات واحملتكرين‬

‫دفاتر الشروط لتأهيل ّ‬ ‫خز انات البنزين وزيادة سعتها يف‬

‫يتوزعون على السلع» ويثري طرح هذا املوضوع مسألة‬

‫مشروع كلفتة ‪ 55‬مليون دوالر‪ ،‬وسيحقق املشروع قدرة‬

‫مدى إنعكاس خفض الرسوم أو إلغائها عن سعر صفيحة‬

‫ختزينية حتت تصرف الدولة‪ ،‬تسمح مبواجهة احلاالت‬

‫البنزين على اخلزينة وإمكان إرتفاع نسبة العجز‪ ،‬األمر‬

‫الطارئة‪ ،‬وبالتأثري يف السعر احمللي‪ ،‬إذ أن االجتاه هو حنو‬

‫الذي يضطر الدولة اىل اإلقرتاض وزيادة الدين العام‪.‬‬ ‫ويوضح تقرير ّ‬ ‫أعد ه قسم األحباث يف بنك لبنان واملهجر‬

‫إرساء املنافسة بني الشركات خلفض األسعار إىل أدنى‬

‫ّ‬ ‫أن اخلفض الذي حتقق على الرسم بلغ ‪ 5‬آالف لرية (دون‬ ‫إحتساب ‪500‬لرية) ليصبح الرسم ‪ 4530‬لرية على الصفيحة‪،‬‬

‫مستوى ممكن‪ ،‬ولكن هذا املشروع ال يستجيب للتحدي‬ ‫ً‬ ‫نهائيا‬ ‫املاثل اآلن‪ ،‬فاألسعار تواصل إرتفاعها‪ ،‬وقد تقضي‬ ‫على اخلفض احملقق يف قيمة الرسوم اليت جتبيها الدولة‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫نطالب بأن يكون سقف سعر صفيحة البنزين ‪25000‬ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫وحنن نعمل على هذا املطلب‪ ،‬ولدينا مطلب مزمن وهو‬ ‫تشغيل مصفاتي طرابلس والزهراني‪ّ ،‬‬ ‫مما حيسن أسعار‬ ‫البنزين واملازوت‪ ،‬ونعمل على مطلب السيارات على‬ ‫الغاز أو املازوت األخضر أو حمرك يورو الذي (يعمل يف‬ ‫أوروبا)‪ ،‬وضرر الغاز على البيئة أقل‪ ،‬وال يوجد يف لبنان‬ ‫قانون يسمح أو مينع حمركات الغاز‪ ،‬فيما القانون مينع‬ ‫املازوت للسيارات الصغرية‪ ،‬وجيب أن ال تكون احملروقات‬ ‫ً‬ ‫حكرا لشركات حمسوبة على بعض السياسيني يف‬ ‫لبنان‪ ،‬وهناك موضوع إستخراج النفط والغاز‪ ،‬وجيب أن‬ ‫يكون أول البنود على جدول أعمال احلكومة اجلديدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واملزو رة اليت تعمل خمالفة‬ ‫وهناك السيارات اخلصوصية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا وأمنيأ وإذا أوقفت‬ ‫للقانون‪ ،‬ولكنها مغطاة‬ ‫ً‬ ‫معيشيا ‪ ،‬وأصدر وزير الداخلية ّ‬ ‫عد ة مذكرات حول‬ ‫نرتاح‬ ‫ً‬ ‫حربا على ورق»‪.‬‬ ‫هذا املوضوع ولكنها بقيت‬

‫أضاف‪« :‬إذا وضع سقف على أسعار احملروقات‪ ،‬ال يتأثر‬ ‫ً‬ ‫عامليا ‪ ،‬وقد بدأ الرئيس‬ ‫السعر بإرتفاع أسعار النفط‬ ‫الشهيد رفيق احلريري بهذا املشروع قبل رحيله‪ ،‬وطرحناه‬ ‫على الرئيس سعد احلريري‪ ،‬وإجتمعنا مع الرئيس‬ ‫ً‬ ‫سقفا للبنزين‪،‬‬ ‫املكلف جنيب ميقاتي‪ ،‬وإقرتحنا عليه‬

‫تأثير إرتفاع أسعار المحروقات‬ ‫إرتفاع أسعار احملروقات يؤدي إىل إرتفاع أسعار املواد‬ ‫ً‬ ‫سلبا يف‬ ‫الغذائية واإلستهالكية والصناعية ويؤثر‬ ‫قطاع النقل العام والقطاعات اإلقتصادية الصناعية‬

‫أسعار احملروقات‪ ،‬وطلب الرئيس ميقاتي منا دراسات‬ ‫حول هذا االقرتاح‪ ،‬وج ّهزنا ملف هذه الدراسة ولكن األمور‬ ‫معلقة على تأليف احلكومة ولدينا جتربة مع الرئيس‬ ‫ميقاتي عندما كان وزير للنقل ‪.‬وال مربر ملعارضة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خطرا‬ ‫أمنا وأقل‬ ‫مشروع سيارات الغاز ألن الغاز أكثر‬

‫والزراعية والتجارية والسياحة واخلدمات‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫سلبا على مدخول املواطن ووضعه املعيشي‬ ‫ينعكس‬

‫على البيئة من البنزين‪ ،‬وأسعاره أرخص‪ ،‬ولكن ضريبة‬

‫يف ظل احلد األدنى لألجور البالغ ‪500،000‬ل‪.‬ل ‪،‬والذي‬

‫البنزين أربح للدولة من الغاز‪ ،‬وقانون السيارات العاملة‬

‫يطالب اإلحتاد العمالي العام برفعة إىل ‪ 900،000‬ل‪.‬ل‪،‬‬

‫على الغاز عالق يف أدراج جلنة األشغال العامة والنقل‬

‫ألن إرتفاع األسعار ميتص الرواتب واألجور‪ .‬وهذه‬

‫والطاقة واملياة النيابية ‪ .‬وإذا تألفت احلكومة نعطيها‬

‫املشكلة تتفاقم يف الوقت الذي أصبحت فيه األمور‬

‫مهلة شهرين أو ثالثة‪ ،‬فاذا جتاوبوا معنا نكون إجيابني‪،‬‬

‫السياسية العالقة هي األولوية املطلقة والشغل‬

‫وإذا مل يتجاوبوا فلدينا خطوات دميقراطية مثل التحرك‬

‫الشاغل لدى املسؤولني والسياسني يف لبنان‪ ،‬ويف ظل‬

‫واإلعتصام والتظاهر»‪.‬‬

‫تسييس املطالب املعيشية واإلجتماعية وتأخر تأليف‬

‫على صعيد قطاع الكهرباء سيؤثر إرتفاع أسعار النفط‬ ‫ً‬ ‫عامليا يف مؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬اليت سيفوق عجزها هذا‬

‫على صعيد قطاع النقل العام يقول رئيس نقابة‬

‫العام ‪2750‬مليار لرية‪ ،‬على إعتبار ّ‬ ‫أن كل زيادة يف سعر‬

‫سائقي السيارات العمومية يف الشمال ونائب رئيس‬

‫برميل النفط مبعدل دوالر واحد يصيب كهرباء لبنان‬

‫اإلحتاد اللبناني لنقابات سائقي السيارات العمومية‬

‫بعجز اضايف يقارب ال‪ 15‬مليون دوالر حسب تقديرات‬

‫ومصاحل النقل يف لبنان أمحد خضور زبيدي‪«:‬حنن‬

‫موازنات الكهرباء‪ ،‬اليت تضع تعرفتها على أساس سعر‬

‫احلكومة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫ً‬ ‫متجاوبا مع هذا اإلقرتاح الذي يؤدي إىل تثبيت‬ ‫وكان‬


‫‪ 25‬دوالر لربميل النفط‪.‬‬ ‫على صعيد القطاعات اإلنتاجية سينعكس إرتفاع‬ ‫املازوت والفيول أويل على أسعار السلع املستوردة‬ ‫ً‬ ‫حمليا وسط تراجع القدرة الشرائية لألسرة‪ ،‬يف‬ ‫واملنتجة‬ ‫ظل تراجع حركة التوظيفات وتزايد البطالة والدخل‬ ‫احملدود‪ .‬وسينعكس اإلرتفاع املطرد ألسعار احملروقات‬ ‫على النمو الذي حتققه بعض القطاعات الصناعية‪،‬‬ ‫وسيؤدي إىل إرتفاع أكالف االنتاج‪ ،‬وهذا األمر ّ‬ ‫يهد د‬ ‫القطاعات اإلنتاجية الصناعية خبسائر كبرية يف ظل‬ ‫منافسة قوية تتعرض هلا الصناعة احمللية يف األسواق‬ ‫الداخلية واخلارجية‪ .‬وسيؤدي إىل إرتفاع أسعار املنتجات‬ ‫الصناعية‪ ،‬ولكن التنافس بني املصانع يف لبنان يؤدي‬ ‫إىل إبطاء عملية إرتفاع األسعار دون أن يلغيها‪.‬‬ ‫على صعيد القطاع التجاري يؤدي إرتفاع أسعار‬ ‫احملروقات إىل إرتفاع التكاليف التشغيلية للمؤسسات‬ ‫التجارية‪ ،‬خاصة يف ظل اجلمود اإلقتصادي الذي يعانيه‬ ‫البلد‪ .‬ويف هذا اإلطار أطلقت مجعية جتار بريوت مشروع‬ ‫وفورات البنزين من خالل اإلتفاق الذي وقعته مع شركة‬ ‫‪ Edenred‬لتقديم تسهيالت وحسومات على احملروقات‬ ‫للتجار‪ ،‬على أن حتذو حذوها ّ‬ ‫بقية مجعيات التجار يف‬ ‫املناطق اللبنانية كافة ‪.‬‬

‫واإلخنفاض الكبري يف حركة الركاب يف لبنان‬ ‫ً‬ ‫نظرا للظروف السياسية الراهنة‪ .‬وأضح رئيس‬ ‫واملنطقة ‪،‬‬

‫على صعيد القطاع الزراعي‪ ،‬يؤثر إرتفاع أسعار املازوت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مباشرا يف وضع املزارعني الذين يعيشون مبعظمهم‬ ‫تأثريا‬

‫نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة يف لبنان «جان‬

‫يف األرياف‪ ،‬حبيث ال ميكنهم تأمني مازوت التدفئة من‬

‫عبود» أن أسعار التذاكر اإلماراتية والقطرية إرتفعت‬

‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى هم غري قادرين على تكوين أي‬ ‫ً‬ ‫تضررا من إرتفاع أسعار احملروقات‬ ‫خمزون للري‪ ،‬واألكثر‬

‫من ‪ 5‬اىل ‪ 10‬يف املئة ‪ ،‬بسبب الزيادة يف أسعار النفط ‪،‬‬ ‫وحتى اليوم مل ترفع الشركة الوطنية أسعار تذاكرها‪،‬‬

‫هم املزارعون يف سهل البقاع‪ ،‬ويف اجلبال حيث تعتمد‬

‫وما زالت على حاهلا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وأكد ّ‬ ‫سلبا يف حركة‬ ‫يؤثر‬ ‫أن إرتفاع أسعار التذاكر‬

‫بطريقة دورية‪ ،‬وإذا استمرت أسعار احملروقات يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا يف نيسان‬ ‫إرتفاعا‬ ‫اإلرتفاع‪ ،‬فستشهد املزروعات‬

‫السفر‪ ،‬وبالتالي على القطاعات السياحية‪ .‬وتبلغ‬

‫زراعاتهم على اآلالت الزراعية اليت حتتاج إىل املازوت‬

‫مع بدء موسم الري حبيث سرتتفع أكالف اإلنتاج الزراعي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبريا ‪.‬‬ ‫ارتفاعا‬

‫عائدات طريان الشرق األوسط (‪ )MEA‬من قيمة املبيعات‬ ‫ً‬ ‫سنويا ‪ 40‬يف املئة ‪ ،‬وتذهب ال‪60‬‬ ‫اإلمجالية لتذاكر السفر‬ ‫يف املئة لبقية الشركات‪ .‬ويضر إرتفاع أسعار النفط‬ ‫بأرباح شركات الطريان العاملة يف منطقة الشرق‬

‫على صعيد قطاع السياحة والسفر‪،‬إذا إستمر إرتفاع‬ ‫ً‬ ‫عامليا ‪ ،‬سرتتفع أسعار تذاكر شركات‬ ‫أسعار النفط‬

‫األوسط ومشالي أفريقيا‪.‬‬

‫الطريان العربية والعاملية‪ ،‬وكان قد زاد سعر التذكرة‬

‫ويشري املدير العام لالحتاد الدولي للنقل اجلوي (‪)IATA‬‬

‫‪ 5‬اىل ‪ 10‬يف املئة‪ ،‬ولكن شركة طريان الشرق االوسط‬ ‫ً‬ ‫(‪ّ )MEA‬‬ ‫حاليا ‪،‬‬ ‫أكدت ّأنها ليست بوارد رفع األسعار‬

‫جيوفاني بسينياني يف تصريح إىل أن إرتفاع أسعار‬ ‫ً‬ ‫حتديا‬ ‫النفط نتيجة إضطرابات الشرق األوسط ميثل‬ ‫ً‬ ‫كبريا لشركات الطريان ويتوقع أن ميثل الوقود ‪ 29‬يف‬

‫رغم اخلسائر اليت بدأت تتكبدها من ّ‬ ‫جر اء إرتفاع أسعار‬ ‫النفط إىل ما تزيد نسبته ‪ 40‬يف املئة عن السنة املاضية‪،‬‬

‫ً‬ ‫تقريبا من إمجالي تكاليف التشغيل ‪.‬‬ ‫املئة‬

‫‪28‬‬


‫مشاريع بعيدة المدى‬

‫املوظفني أو بعض املستشارين الذين خرجوا من الوزارة‬ ‫أخذوا هذه الدراسات كأنها أمالك شخصية هلم‪ ،‬لذلك‬

‫يف مواجهة إرتفاع أسعار احملروقات يف لبنان وصعوبة‬

‫طلبنا من وزارة الطاقة مراسلة الشركات اليت أعدت هذه‬ ‫ً‬ ‫عاما ‪.‬‬ ‫الدراسات اجليوفيزائية قبل أربعني أو مخسني‬

‫صفيحة البنزين‪ ،‬من ّ‬ ‫جر اء حماذير هذا اإلجراء على‬

‫ويبدو أن بعضها مازال على عالقة بلبنان‪ ،‬ويأخذ‬ ‫ً‬ ‫دراسات من وزارة الطاقة إلستخراج ما ّ‬ ‫سابقا واإلفادة‬ ‫مت‬

‫املدى‪ ،‬منها ما حيتاج إىل قانون ومنها ما حيتاج اىل‬

‫منه ومت حفر اآلبار األوىل واألخرية يف لبنان بني أواسط‬

‫دراسات وآلية تنفيذية ‪ ،‬ومن هذه املشاريع ‪:‬مشروع‬

‫األربعينيات والعام ‪ .1995‬ووفق دراسة موسعة أجراها‬

‫قانون السيارات على الغاز الذي تعرتض عليه جلنة‬

‫العامل اللبناني «زياد بيضون» يف عام ‪ 1979‬دلت املؤشرات‬

‫األشغال العامة والنقل والطاقة واملياه النيابية‪ ،‬ألنها‬ ‫ً‬ ‫خطرا على السالمة‬ ‫تعترب إستعمال الغاز بالسيارات‬

‫على وجود النفط على مستوى ‪ 3‬كيلوامرتات حتت البحر‬

‫إلغاء الضريبة وضريبة القيمة املضافة على سعر‬ ‫إيرادات اخلزينة‪ ،‬تطرح إجراءات ومشاريع بعيدة‬

‫العامة‪ ،‬فيما يعترب وزير الطاقة واملياه «جربان باسيل»‬ ‫تلو ً‬ ‫أن الغاز أكثر ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أمنا وأقل ّ‬ ‫إضافة‬ ‫ثا من البنزين‪،‬‬ ‫اىل ّ‬ ‫أن اإلنتشار العاملي للغاز أكرب وسعره أرخص‪.‬‬

‫املسح الزلزاني للمنطقة الساحلية املمتدة من طرابلس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مشاال إحتمال وجود‬ ‫جنوبا حتى احلدود اللبنانية السورية‬ ‫مادتي الغاز والنفط على مقربة من الشواطىء اللبنانية‪.‬‬

‫ومشروع تشغيل مصفاتي الزهراني وطرابلس الذي‬

‫فيما حددت الدراسات األخرية منطقتني يف لبنان للتنقيب‬ ‫ً‬ ‫حبرا ‪،‬‬ ‫األوىل من منتصف عكار طرابلس حتى البرتون‬ ‫ً‬ ‫ونظرا ألهمية‬ ‫والثانية من العاصمة بريوت حتى صيدا‪،‬‬

‫بري» أن ملف التنقيب عن النفط هو من ضحايا الفراغ‬ ‫احلكومي‪ ،‬يف حني ّ‬ ‫أن سوريا بدأت بإجراء املناقصات‬

‫هذا املشروع الذي سيؤدي اذا حتقق اىل زيادة إيرادات‬ ‫الدولة وحل مشكلة الدين العام وسيصبح للدولة طاقة‬

‫الالزمة حلماية حقوقها‪ ،‬وإسرائيل أجنزت إتفاقها‬

‫حملية‪ ،‬وسيوفر على خزينة الدولة واملستهلك وسيؤدي‬

‫مع قربص‪ ،‬وشدد على أهمية أن نطلق يف لبنان آلية‬

‫إىل ختفيض أسعار احملروقات اليت متثل حوالي ‪ %10‬من‬

‫إجراء املناقصات إلستدراك ما فاتنا حتى اآلن‪ .‬وكان‬

‫إنفاق األسرة‪ ،‬جيب اإلسراع يف إصدار املراسيم التطبيقية‬

‫مشروع التنقيب عن النفط والغاز يف لبنان قد دخل‬

‫لقانون النفط الذي أقره جملس النواب ‪ ،‬وترسيم حدود‬

‫حيز اإلهتمام الرمسي بعد إعالن الكيان اإلسرائيلي‬

‫لبنان البحرية مع فلسطني احملتلة‪ ،‬والتدقيق يف االتفاق‬

‫أن نتائج التنقيب عن الغاز يف حقل «لفيتان» الواقع‬

‫البحري بني قربص واسرائيل للتأكد من عدم املساس‬

‫مشالي غربي حيفا‪ ،‬يف منطقة حماذية للحدود‬

‫باحلقوق اللبنانية‪ ،‬وإطالق عمليات املناقصة وتكليف‬

‫البحرية اللبنانية ورمبا متشابكة معها ‪ ،‬أظهرت أن‬

‫الشركات املختصة مبباشرة العمل يف التنقيب عن‬

‫احلقل حيوي ‪ 16‬ترليون قدم مكعب ‪ ،‬وهو رقم أكرب‬

‫النفط والغاز يف املياه اللبنانية‪ ،‬وقبل ذلك تعيني هيئة‬

‫حبوالي ‪ %80‬من رقم الغاز املكتشف يف حقل «متار»‬ ‫ً‬ ‫كيلومرتا منه حنو اجلنوب‬ ‫الذي يقع على مسافة ‪47‬‬

‫إدارة قطاع النفط اليت نص عليها القانون الذي أقره اجمللس‬

‫حيتاج اىل متويل‪ .‬ومشروع التنقيب عن النفط والغاز‬ ‫الذي حيتاج إىل مراسيم تطبيقية ورأي الرئيس «نبيه‬

‫الشرقي‪ ،‬يف حني أفادت تقديرات املعهد اجليولوجي‬ ‫ً‬ ‫أيضا اىل جانب‬ ‫األمريكي أن لبنان وقربص ميلكان‬ ‫إسرائيل‪ ،‬خمزونات غاز هائلة‪ّ ،‬‬ ‫وأن الدولة األوىل اليت‬ ‫تطور حقوهلا هي اليت ستتمكن من بيع غازها ألوروبا‪.‬‬ ‫مع العلم بأن الدولة اللبنانية عرب وزارة الطاقة أعدت‬

‫‪29‬‬

‫اللبناني‪ ،‬و‪ 6‬كلم حتت منخفضات سهل البقاع‪ ،‬وأثبت‬

‫النيابي يف آب ‪ .2010‬ويف هذا اإلطار أوضح الوزير «جربان‬ ‫باسيل» أن وزارة الطاقة واملياه يف صدد إغناء الدولة‬ ‫اللبنانية باملسوحات الزلزالية‪ ،‬ما يعزز جمال املعطيات‬ ‫العائدة للطبقات اجليولوجية يف البحر‪ ،‬وكذلك يوفر‬ ‫ً‬ ‫استقطابا أكرب للشركات العاملية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اذا ‪ ،‬السياسة النفطية املتكاملة هي الكفيلة حبل‬

‫دراسات حول موضوع التنقيب عن النفط والغاز خالل‬

‫مشكلة إرتفاع أسعار احملروقات اليت تزيد األعباء على‬

‫مخسني سنة‪ ،‬ويقول رئيس جلنة األشغال العامة‬ ‫والنقل والطاقة واملياة النائب «حممد قباني» ّ‬ ‫أن‬

‫املواطنني وتعوق النمو اإلقتصادي يف لبنان يف ظل الدين‬ ‫العام والعجز والركود وإخنفاض مستوى الدخل الفردي‬

‫معظم هذة الدراسات «قد سرقه أهل البيت»‪ ،‬أي بعض‬

‫واألسري وقلة فرص العمل‪.‬‬


30


‫العمل النقابي‬ ‫يف لبنان‬ ‫بني املاضي‬ ‫واحلاضر‪...‬‬ ‫أقرت معظم التشريعات يف العامل حبق إنشاء النقابات‬ ‫العمالية ألنها من األمور اجلوهرية يف حتول احلركة‬ ‫العمالية‪ .‬وأخذت هذه اهليئات موقعها يف تركيب‬ ‫بنية الدولة من الوجهة االقتصادية وحتى السياسية‪.‬‬ ‫ومل يكن موقف أصحاب العمل أقل قناعة حبتمية‬ ‫إنشاء النقابات يف إطار من التعاون والتنسيق والثقة‬ ‫املتبادلة‪ ،‬ال بل عمد بعض هؤالء على تشجيع إنتاج‬ ‫ً‬ ‫إميانا منهم باالرتداد اإلجيابي‬ ‫النقابة يف مواقع عملهم‬ ‫لذلك على سقف اإلنتاج والعالقة بني طرفيه‪.‬‬ ‫ولكن لألسف تعاني احلركة النقابية العمالية‬ ‫يف لبنان اليوم من ضعف وانقسامات يف تكوينها‬ ‫ً‬ ‫سلبا على مجيع‬ ‫ونشاطها‪ .‬لقد ّأثرت احلرب األهلية‬

‫ً‬ ‫انهيارا‬ ‫قطاعاتها‪ ،‬وانعكس االنهيار البنيوي اللبناني‬ ‫ً‬ ‫مماثال يف بنيتها‪ ،‬وهو ينعكس على دورها اهلامشي‬

‫يف مواجهة املعضالت االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والسياسية اليت يقف أمامها لبنان اليوم‪.‬‬ ‫ولكن هذا الوصف ال ينطبق على مسار احلركة‬ ‫النقابية اللبنانية التارخيي‪ ،‬فهذا التاريخ‪ ،‬القديم‬ ‫واحلديث‪ ،‬مليء بالصفحات املشرقة والنضاالت منذ‬ ‫التأسيس حتى سنوات خلت‪ .‬ومن املفيد رصد مسار هذه‬ ‫احلركات عرب حمطات أربع أساسية و هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪31‬‬

‫محطة التأسيس في العشرينات وصو ً‬ ‫ال إلى‬ ‫االستقالل‬ ‫تأسست احلركة النقابية اللبنانية مطلع عشرينات القرن‬ ‫املاضي‪ ،‬وكانت والدتها األوىل مرتبطة بتأسيس حزب‬ ‫ً‬ ‫مستندا إىل عدد‬ ‫العمال العام يف لبنان الكبري عام ‪،1921‬‬ ‫من النقابات‪ :‬تعاونية الرجيي يف بكفيا‪ ،‬نقابة عمال‬ ‫املطابع‪ ،‬نقابة عمال سكة احلديد‪ ،‬نقابة الطهاة‪ ،‬مجعييت‬ ‫النجارين واحلالقني‪ ،‬نقابة عمال زحلة‪ ،‬وغريها‪ .‬اتسمت‬ ‫هذه املرحلة بازدواج العمل النقابي املطليب الساعي إىل حق‬ ‫العمال يف تأسيس نقاباتهم املهنية وتنظيم أنفسهم‪ ،‬ويف‬ ‫ً‬ ‫أيضا من أجل حتقيق االستقالل الوطين عن االنتداب‬ ‫النضال‬ ‫ً‬ ‫ضغوطا من‬ ‫الفرنسي‪ .‬واجهت النقابات خالل هذه الفرتة‬ ‫ّ‬ ‫تكونها ونضاالتها‪.‬‬ ‫سلطات االنتداب وحماوالت إلجهاض‬

‫من االستقالل حتى عشية الحرب األهلية‬ ‫ميكن اعتبار هذه املرحلة املمتدة على ثالثة عقود بأنها‬ ‫العصر الذهيب للحركة النقابية العمالية يف لبنان‪ .‬فهي‬ ‫اتسمت باالتساع واالنتشار يف كل املناطق‪ ،‬ويف قوة‬ ‫التنظيم‪ ،‬ويف عدد املنتسبني إليها‪ ،‬وبالتالي إىل الدور الوطين‬ ‫العام يف احلياة السياسية واملطلبية‪.‬‬ ‫أوىل احملطات األساسية واملفصلية جاءت مباشرة يف أعقاب‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫شرسا من‬ ‫نضاال‬ ‫االستقالل‪ ،‬حيث قادت احلركة النقابية‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا‬ ‫دورا‬ ‫النقابات العمالية‪ .‬فقد لعب هذا اإلحتاد‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل تأسيس‬ ‫يف دفع وتطوير احلركة النقابية‬

‫وعلى امتداد سنوات‪ ،‬تعرضت احلركة إىل القمع‬

‫اإلحتاد العمالي العام يف لبنان يف ‪ 25‬نيسان ‪ ،1970‬والذي‬

‫واالضطهاد من السلطتني الفرنسية واللبنانية‪ّ ،‬‬ ‫توج ذلك‬ ‫ً‬ ‫أخريا بانتصار احلركة النقابية عام ‪ 1946‬عرب احلصول‬

‫يعترب حبق أهم إجناز يف تاريخ احلركة العمالية خالل‬

‫أجل سن قانون العمل اللبناني‪.‬‬

‫السبعينات والثمانينات من القرن العشرين‪.‬‬

‫على قانون العمل الذي ينظم عالقة العمال بأرباب العمل‬ ‫ويضمن حقوقهم‪ُ .‬‬ ‫في َن ِّظم قانون العمل اللبناني الصادر عام‬

‫واسعة مشلت كل قطاعات اإلنتاج‪ .‬كانت معركة‬

‫‪ ١٩٤٦‬طريقة وشروط تأسيس نقابة يف لبنان‪ .‬تعطي املادة‬

‫حتقيق قانون الضمان االجتماعي يف أيار ‪ 1965‬أهمها‬

‫‪ ٨٣‬من هذا القانون احلق ألرباب العمل ولألجراء يف كل فئة‬

‫من الناحية املطلبية‪ ،‬بعد عشرين سنة من النضال‪.‬‬

‫من فئات املهن أن يؤلف كل منهم نقابة خاصة يكون هلا‬

‫كما خاضت احلركة إضرابات يف قطاعات الكهرباء‬

‫الشخصية املعنوية وحق التقاضي‪.‬‬

‫وعمال بلدية بريوت‪ ،‬واملياه‪ ،‬والفنادق‪ ،‬ودعمت حركة‬

‫فاملادة ‪ ٨٤‬من هذا القانون حتصر غاية النقابة يف األمور اليت‬

‫املستأجرين من أجل قانون عادل لإلجيار‪ ،‬كما ساندت‬

‫من شأنها محاية املهنة وتشجيعها ورفع مستواها والدفاع عن‬

‫احلركة التعليمية وإضراب املعلمني وأساتذة اجلامعة‪.‬‬

‫مصاحلها والعمل على تقدمها من مجيع الوجوه االقتصادية‬

‫وخاضت نضاالت من أجل ختفيض أسعار األدوية‪ ،‬وحققت‬

‫والصناعية والتجارية‪ .‬وحتظر على النقابات االشتغال‬

‫مطلب تطبيق فرع الضمان الصحي عام ‪.1971‬‬

‫بالسياسة واالشرتاك يف اجتماعات وتظاهرات هلا صبغة‬

‫ومل تكن احلركة النقابية يف تلك املرحلة التارخيية‬

‫سياسية‪.‬‬

‫مبنأى عن التدخالت اخلارجية وعن حماوالت السلطة‬

‫فتفر ُ‬ ‫أما املادة ‪َ ٨٥‬‬ ‫ض على النقابة املراد تأسيسها أن جتمع‬ ‫ِ‬ ‫مهنة واحدة أو ً‬ ‫ً‬ ‫عماال ميارسون ً‬ ‫مهنا متشابهة‪ .‬املادة ‪ ٨٦‬تعترب‬

‫احلثيثة إلضعافها وبعثرة صفوفها‪ ،‬فدخل العديد من‬ ‫قادتها األفذاذ السجون بتهمة العمل إلسقاط األنظمة‬

‫أن إنشاء النقابة ال يتم إال بعد الرتخيص هلا من قبل وزير‬

‫بالقوة‪ .‬إال ان تلك املالحظات الظاملة مل تثن أولئك‬

‫العمل‪.‬‬

‫النقابيني األبطال من متابعة النضال يف أطر دميوقراطية‬

‫فتفر ُ‬ ‫املادة ‪َ ٨٧‬‬ ‫ض أن يقدم طلب الرتخيص إىل وزارة العمل‪-‬‬ ‫ِ‬

‫متقدمة‪ ،‬ويف نقل الصراع من األطر التقليدية املتخلفة‬

‫مصلحة النقابات‪ ،‬فتستطلع الوزارة رأي وزارة الداخلية بشأن‬

‫اىل أطر اجتماعية تهدف اىل حتسني أوضاع األكثرية‬

‫الطلب وتتخذ قرارها بالرفض أو بالقبول‪ .‬كما أن النقابة ال‬

‫الساحقة من اللبنانيني وتغليب االنتماء املهين على سائر‬ ‫ً‬ ‫سهال يف ظل أنظمة‬ ‫االنتماءات‪ .‬ومل يكن ذلك النضال‬

‫خالل هذه الفرتة‪ ،‬خاضت احلركة النقابية نضاالت‬

‫تعترب شرعية إال بعد نشر القرار يف اجلريدة الرمسية‪.‬‬ ‫املادة ‪ ٨٨‬من هذا القانون‪ ،‬توجب أن ُيقدم طلب الرتخيص‬ ‫على ثالث نسخ وأن ُي َ‬ ‫رفق بثالث نسخ عن النظام الداخلي‬

‫حكم عربية مرتكزة على القمع والتسلط والفساد‬ ‫ّ‬ ‫وكم األفواه واهللع من ظهور حركات اجتماعية تهدف‬

‫وبورقة السجل العدلي لكل من األعضاء املؤسسني‪ُ .‬‬ ‫فتلصق‬

‫اىل بث الوعي يف نفوس املواطنني‪ ،‬والعمل من أجل حتقيق‬

‫الطوابع على النسخة األوىل اليت تعاد للمستدعني مع قرار‬

‫أمنياتهم يف العدالة واملساواة والتعبري ّ‬ ‫احلر‪ .‬إن القمع الذي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حمليا‬ ‫قرارا‬ ‫الذي تعرضت له احلركة النقابية مل يكن‬

‫وزارة العمل‪ .‬من واجبات كل نقابة‪ ،‬حبسب املادة ‪ ،٨٩‬أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصدقا عليه من اهليئة العامة بأكثرية‬ ‫داخليا‬ ‫نظاما‬ ‫تضع‬

‫بل حمصلة إلرادات إقليمية ودولية همها احلفاظ على‬

‫التصديق‪ .‬والثانية تبقى لدى وزارة الداخلية والثالثة لدى‬

‫ً‬ ‫نافذا إال بعد املصادقة عليه من‬ ‫ثلثي أعضائها وال يكون‬

‫األنظمة الفاسدة يف هذه املنطقة واحليلولة دون التمثل‬ ‫بالنموذج اللبناني يف النضال النقابي‪.‬‬

‫وزارة العمل‪ .‬وعلى رغم الثغرات اليت كانت تسم القانون‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحقا لتطوير‬ ‫إال أنه شكل أهم مفصل يف تارخيها وأسس‬

‫تربز بعض الثوابت اليت ّ‬ ‫ميزت احلركة النقابية اللبنانية‬

‫وتنظيم االحتادات العمالية‪.‬‬

‫وأوهلا دعم النظام الدميوقراطي الربملاني ألنه اإلطار األفضل‬

‫حمطة ثانية مهمة جتلت يف انتزاع الرتخيص لالحتاد‬

‫للعمل من أجل حتسني أوضاع العمال واملستخدمني‪.‬‬

‫الوطين لنقابات العمال واملستخدمني عام ‪ ،1966‬والذي ضم‬

‫أما ثاني تلك الثوابت فكان املوقف املعادي لاليديولوجيات‬

‫ومن خالل املمارسة النقابية اليومية واألدبيات العمالية‪،‬‬

‫‪32‬‬


‫القومية املتطرفة‪ ،‬وال سيما الفاشية والنازية ألن من أهم‬ ‫أهدافها القضاء على احلركة النقابية وإقامة أنظمة‬ ‫توتاليتارية قمعية تنفي احلريات العامة واخلاصة وختدم‬ ‫ً‬ ‫عمليا أصحاب الرأمسال والنزعات الشعبية اخلادعة‪.‬‬ ‫الثابتة الثالثة هي رفض الطائفية بأشكاهلا املتنوعة‬ ‫والدعوة اىل بناء جمتمع مواطين‪ .‬ومل يقتصر هذا املوقف‬ ‫ً‬ ‫عمليا‬ ‫على خطاب سياسي فارغ املضمون بل تكرس‬ ‫من خالل املمارسة‪ .‬ففي مرحلة ما قبل احلرب العاملية‬ ‫الثانية كان ‪ 90‬باملئة من عمال املطابع مسيحيني ولكن‬ ‫ً‬ ‫رئيسا‬ ‫هذا الواقع مل حيل دون انتخاب مصطفى العريس‬ ‫ً‬ ‫رئيسا لالحتاد العام لنقابات‬ ‫لنقابة عمال املطابع ثم‬ ‫العمال واملستخدمني‪.‬‬ ‫أما الثابتة الرابعة اليت ّ‬ ‫ميزت العمل النقابي يف لبنان فهي‬ ‫رفض العنف واإلصرار على النضال الدميوقراطي املرتكز‬ ‫على اإلضراب والتظاهر واالعتصام واالحتجاج ومل حتد‬ ‫احلركة النقابية عن هذا املوقف رغم ما تعرضت له من‬ ‫قمع واستفزاز‪.‬‬ ‫الثابتة اخلامسة هي التأكيد على استقالل لبنان‬ ‫وسيادته وعدم التدخل يف شؤونه مع إقامة عالقات تعاون‬ ‫وتضامن مع البلدان العربية اجملاورة‪ ،‬وااللتزام بالقضية‬ ‫الفلسطينية وضرورة إجياد احلل الضامن حلق الشعب‬ ‫الفلسطيين يف إقامة دولته املستقلة‪.‬‬ ‫هذه هي باختصار شديد نقاط االرتكاز اليت طبعت‬ ‫ً‬ ‫منوذجا‬ ‫مسرية العمل النقابي يف لبنان وجعلت منه‬ ‫حيتذى به يف بلدان هذه املنطقة‪.‬‬

‫الحركة العمالية خالل الحرب األهلية وصو ً‬ ‫ال‬

‫ احملور الثالث تركز على التحرك ملكافحة غالء املعيشة‬‫وحتسني أوضاع العمال‪ .‬يف هذه املرحلة باتت مطالب احلركة‬ ‫النقابية متجاوزة للطبقة العاملة‪ ،‬حبيث باتت مطالب كافة‬ ‫فئات الشعب اللبناني من دون استثناء‪.‬‬ ‫ احملور الرابع تركز على النضال من أجل استمرار تقدميات‬‫الضمان االجتماعي يف فروعه املتعددة‪.‬‬ ‫كان على احلركة النقابية يف هذه املرحلة أن تواجه‬

‫إلى اتفاق الطائف ‪1989‬‬

‫السلطة الرمسية وسلطات األمر الواقع املتمثلة بسيطرة‬

‫تتسم هذه املرحلة بتلقي اآلثار السلبية للحرب األهلية‬

‫امليليشيات الطائفية يف عدد من املناطق اللبنانية‪ .‬خاضت‬

‫على احلركة النقابية‪ .‬فاالنقسام الطائفي واالقتتال‬ ‫األهلي أصابها يف الصميم ّ‬ ‫وقلص من دورها وفاعليتها‬

‫معارك شرسة من أجل احلفاظ على وحدتها‪ ،‬وحتدت هذه‬ ‫ً‬ ‫عماال ومواطنني‬ ‫السلطات بتنظيم تظاهرات عام ‪ 1988‬مشلت‬

‫ّ‬ ‫تركزت نضاالت احلركة‬ ‫بشكل واضح وملموس‪.‬‬

‫من املناطق كافة وجتاوزت خطوط التقسيم املفروضة بني‬

‫خالل هذه املرحلة على عدة حماور‪.‬‬

‫شطري بريوت آنذاك‪.‬‬

‫‪ -‬احملور األول‪ :‬السعي إىل احلفاظ على وحدتها ومنع تفاقم‬

‫فالعوامل اليت أدت اىل اندالع احلرب عام ‪ 1975‬عديدة ويف‬

‫االنقسام األهلي يف بنيتها‪ ،‬واإلبقاء على التواصل بني‬

‫طليعتها القضاء على خصوصية هذا البلد املتمثلة يف حرية‬ ‫ً‬ ‫متاما‬ ‫الرأي ويف النظام الدميقراطي الربملاني وهذا ما يتناقض‬

‫‪ -‬احملور الثاني‪ :‬السعي إىل الوقوف يف وجه حركة تسريح‬

‫مع أجواء االستبداد املهيمنة على هذه املنطقة من العامل‪.‬‬

‫العمال واملوظفني وإقفال املؤسسات الصناعية واملهنية يف‬

‫وليس من قبيل الصدف أن تستهدف بالدرجة االوىل املؤسسات‬

‫أعقاب االنهيار الذي أصاب البلد يف قطاعاته االقتصادية‬

‫العامة واخلاصة ويف طليعتها القطاعات التعليمية ومنها‬

‫قادتها‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫واالجتماعية واملالية‪.‬‬


‫اجلامعة اللبنانية واملؤسسات النقابية وعلى رأسها االحتاد‬ ‫العمالي العام‪ .‬وبالرغم من أساليب الرتهيب والقمع استطاع‬ ‫االحتاد العمالي العام ان يقود محلة واسعة ضد احلرب‬ ‫وضد الداعني واملروجني هلا داعيا اىل تظاهرات شارك فيها‬ ‫عشرات األالف من املناطق اللبنانية كافة‪ .‬وتعرضت تلك‬ ‫التحركات الشعبية اىل قصف مدفعي مشرتك من قوى‬ ‫األمر الواقع‪ .‬وبالرغم من االجواء القائمة استطاعت احلركة‬ ‫النقابية ان ختطو خطوات كبرية على صعيد وحدة العمل‬ ‫ال سيما من خالل هيئة التنسيق النقابية اليت ضمت االحتاد‬ ‫العمالي العام وروابط األساتذة واملعلمني ورابطة قدامى‬ ‫موظفي القطاع العام واهليئات النقابية واملدنية وان حتقق‬ ‫الكثري من اإلجنازات كرفع األجور وحتسني احلماية‬ ‫الصحية واالجتماعية إال ان قوى السلطة مدعومة من دولة‬ ‫الوصاية استمرت يف سياسة بعثرة العمل النقابي ووضع‬ ‫اليد على مؤسسة االحتاد العمالي فعمدت خالفا للقوانني‬ ‫ً‬ ‫أحدا بغية‬ ‫اىل الرتخيص الحتادات نقابية وهمية ال متثل‬ ‫اإلمساك بالقرار النقابي وإبعاد القوى العمالية الفاعلة‬ ‫ً‬ ‫فعال لتحسني أوضاع العمال واملستخدمني‪ .‬وأدت‬ ‫العاملة‬ ‫تلك السياسة الرعناء اىل تعطيل دور االحتاد العمالي‬ ‫واىل إشاعة اليأس يف النفوس حبيث فقد االحتاد فاعليته‬ ‫وديناميته وقدرته على قيادة احلركة املطلبية وعلى‬ ‫تغليب االنتماء املهين واالجتماعي وختطي االنتماءات‬ ‫الطائفية واملذهبية واملناطقية‪.‬‬

‫مرحلة ما بعد اتفاق الطائف‬

‫يف اجلنوب‪.‬‬ ‫‪ .7‬اإلحتاد الوطين لنقابات العمال واملستخدمني يف اجلنوب‪.‬‬ ‫‪ .8‬اإلحتاد العمالي اللبناني لنقابات التعدين ـ امليكانيك‪.‬‬ ‫‪ .9‬اإلحتاد العام لنقابات العمال يف جبل لبنان‪.‬‬ ‫‪ .10‬اإلحتاد العام لنقابات املزارعني يف لبنان‪.‬‬ ‫وكان من الطبيعي أن تكون والدة اإلحتادات العمالية‬ ‫اجلديدة مسبوقة بقرارات تأسيس نقابات هلا‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫نقابات مل تنتسب مجيعها إىل احتادات عمالية‪.‬‬ ‫هنا يربز رقم مذهل لعدد النقابات اليت َّ‬ ‫تأسست خالل ‪3‬‬ ‫سنوات برتاخيص من وزارة العمل‪ ،‬إذ بلغ العدد ‪ 84‬نقابة من‬ ‫ً‬ ‫فعال منذ االستقالل‪ ،‬وبالتحديد منذ‬ ‫أصل ‪ 269‬نقابة قائمة‬ ‫صدور قانون العمل اللبناني يف ‪.1946 /9 / 23‬‬ ‫ِّ‬ ‫مسوغات‬ ‫هذا لناحية النقابات اجلديدة وتراخيصها‪ .‬أما‬ ‫التأسيس والرتخيص هلذا العدد اهلائل منها‪ ،‬فهي قطعاً‬ ‫ّ‬ ‫املسوغ الوحيد‪ ،‬عدم الرغبة يف‬ ‫غري موجودة‪ ،‬وقد يكون‬ ‫أن تكون هناك مهن ال نقابات هلا‪ .‬ويف مطلق األحوال‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫مسوغ هلذا الكم اهلائل من النقابات‪.‬‬ ‫ولقد تعارضت سياسة “تفريخ” النقابات مع وجوب تعديل‬ ‫اهليكلية النقابية‪ ،‬إذ أن أي قانون جديد للهيكلية‬ ‫ً‬ ‫حتما إىل إعادة تأسيس احلركة النقابية‪،‬‬ ‫النقابية سيؤول‬

‫ً‬ ‫بدءا من جلنة َّ‬ ‫العمال على مستوى املنشأة الواحدة أو املصنع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مرورا بنقابة َّ‬ ‫عمال املهنة الواحدة‪ ،‬فاإلحتاد القطاعي ثم‬

‫ً‬ ‫وصوال إىل اإلحتاد العمالي العام‪.‬‬ ‫احتاد احملافظة‪،‬‬

‫إن ازدواجية املعايري اليت اتبعتها الوزارة يف تلك املرحلة‪ ،‬مل‬ ‫ً‬ ‫أساسا عن اخلطة اليت رمستها‬ ‫تكن عسرية الفهم‪ ،‬ومل خترج‬ ‫السلطة ملصادرة دور اإلحتاد العمالي‪ ،‬أو اإلحتاد نفسه‪،‬‬

‫ّ‬ ‫شكلت الفرتة الواقعة بني أيار ‪ 1991‬وأيار ‪ ،1995‬ذروة‬

‫واإلتيان بقيادة غري فاعلة‪ .‬وأصال ً‪ ،‬ال يوجد أي خالف داخل‬

‫اإلعالن عن والدة نقابات عمال واحتادات نقابية جديدة‬

‫اإلحتاد العمالي العام واحلركة النقابية ككل‪ ،‬وال بني‬

‫شكل موضوع انتسابها إىل اإلحتاد العمالي العام مشكلة‬

‫احلركة النقابية ووزارة العمل‪ ،‬حول ضرورة تعديل قانون‬

‫كبرية يف ‪ 24‬نيسان ‪ .1997‬وقد صدرت ‪ 8‬تراخيص بتأسيس‬

‫اهليكلية النقابية‪.‬‬

‫احتادات‪ ،‬هي‪:‬‬

‫إن املسألة اخلالفية احملورية بني وزارة العمل واإلحتاد‬

‫‪ .1‬اإلحتاد اللبناني لنقابات السيارات العمومية ومصاحل‬

‫العمالي العام‪ ،‬وال ّ‬ ‫سيما فريق القيادة يف اإلحتاد‪ ،‬مل تكن‬

‫النقل يف لبنان‪.‬‬ ‫‪ .2‬إحتاد نقابات العمال واملستخدمني يف اجلنوب‪.‬‬

‫حول طبيعة تنظيم النقابات واإلحتادات العمالية‪ ،‬وال‬ ‫حول تركيبة احلركة النقابية ح َر ً‬ ‫فيا‪ ،‬بقدر ما كانت‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫حول حدود ّ‬ ‫ممثلة بوزارة العمل‪ ،‬يف الشأن‬ ‫تدخل السلطة‪،‬‬

‫‪ .4‬إحتاد عمل النقابات الوطنية يف الشمال‪.‬‬

‫النقابي الداخلي‪ ،‬وال ّ‬ ‫سيما يف تأسيس النقابات واإلحتادات‬

‫‪ .5‬إحتاد نقابات عمال ومستخدمي الصناعات الورقية يف‬

‫العمالية وانتخاباتها‪ ،‬والتصديق على اإلنتخابات أو عدم‬

‫لبنان‪.‬‬

‫التصديق عليها‪ ،‬واالطالع على كشوفات النقابات‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل إلغاء اهليئات‬ ‫واإلحتادات الداخلية وسجالتها‪،‬‬

‫‪ .3‬إحتاد جبل عامل لنقابات العمال الزراعيني‪.‬‬

‫‪ .6‬إحتاد نقابات عمال ومستخدمي صناعة الصلب احلديد‬

‫‪34‬‬


‫النقابية‪ ،‬وغري ذلك الكثري من الشؤون اهليكلية‪.‬‬

‫ميثله أيضا مندوبان‪.‬‬

‫فيمكن وصف هذه املرحلة بأنها مرحلة التفكك‬

‫“وأصبح كل حزب يف لبنان اليوم يطالب حبصته من‬

‫والضعف واالنهيار واإلحلاق‪ .‬اتسمت سياسة احلكم بعد‬

‫األعضاء داخل االحتاد العمالي العام وصار الدخول للنقابات‬

‫الطائف بهدف رئيسي هو إلقاء القبض على احلركة‬

‫يتم العتبارات سياسية وطائفية وليس عمالية وهم ينفذون‬

‫النقابية وتطويعها وإحلاقها بالقيادات الطائفية وشل‬

‫توجيهات أحزابهم من دون التطلع إىل مطالب العمال“‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أخريا ‪ ،‬يف ظل هذه الظروف اخلانقة ‪ ،‬نتطلع اىل دور ّ‬ ‫مميز‬

‫عرب تفريخ وإدخال نقابات واحتادات جديدة أساسها‬

‫للحركة النقابية بغية حترير اإلنسان اللبناني من‬

‫طائفي وال حتوي يف عدادها منتسبني من العمال‪ .‬تدخلت‬

‫ايديولوجيات الذل واخلضوع ومن اخلرافات وما أكثرها!‬

‫يف انتخابات االحتاد العام‪ ،‬وحاولت فرض مرشحيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تقييدا على نضاالت احلركة العمالية وقمعت‬ ‫مارست‬

‫وحده النضال النقابي قاد إىل االسهام يف بناء جمتمع‬ ‫متقدم يغرف من ثقافات الشرق والغرب ويعمل على‬

‫حرية حتركها‪.‬‬

‫اخلروج من دائرة اخلوف واالستسالم ويستلهم قيم‬

‫فعاليتها‪ .‬مارست السلطة سياسة منتظمة يف هذا اجملال‬

‫شكلت معركة احلريات النقابية واحلفاظ على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مركزيا خالل هذه‬ ‫عنوانا‬ ‫استقاللية احلركة النقابية‬

‫واملساواة بني املواطنني‪.‬‬

‫املرحلة‪ .‬وكانت التداعيات العامة جلهة تفاقم األزمة‬

‫إن لبنان ينوء حتت وطأة التناقضات يف ظل طبقة‬

‫االقتصادية واملعيشية‪ ،‬واهليمنة الكاملة للطوائف‬

‫سياسية خنرها الفساد وفقدت أبسط شروط القيادة‪،‬‬

‫وسيادة شعاراتها‪ ،‬وتشدد السلطة احلاكمة يف منع‬

‫طبقة تنفذ ما يطلب منها حبيث أصبح الوطن مرهونا‬

‫التحرك‪ ،‬وإصرارها على إلغاء دور احلركة النقابية‪،‬‬

‫للخارج ومقيد اإلرادة‪ .‬وتعمل هذه الفئة عن طريق املال‬

‫إضافة إىل ترهل القيادات النقابية وتفريغ النقابات من‬

‫والتسلط واالعالم اخلرايف على حتويل أنظار اللبنانيني‬

‫العمال املنتسبني إليها‪ ،‬وكلها عوامل تضافرت لتجعل‬

‫عن قضاياهم اليومية امللحة‪ :‬توحد القوة الشرائية‪،‬‬

‫من احلركة النقابية اليوم حركة ضعيفة منقسمة‬

‫تعليم االوالد يف مؤسسات تربوية صاحلة‪ ،‬تأمني‬

‫على نفسها غري قادرة على النهوض وجتاوز االنقسامات‬ ‫ً‬ ‫راهنا‪.‬‬ ‫الطائفية واألهلية اليت تعصف بالبلد‬

‫السكن الالئق‪ ،‬توفري الضمانات الصحية واالجتماعية‬ ‫ليصبح اهلم االول واالخري كيف تتم عملية احملاصصة‬

‫نقابة‪ .‬وقد أدى هذا االنقسام يف احلركة العمالية إىل‬

‫وأين حقوق هذه الطائفة أو تلك‪ ،‬وتلعب بعض وسائل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سلبيا يف هذا االطار إذ انها تشدد على‬ ‫دورا‬ ‫االعالم‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫عماليا يضم ما يزيد عن ‪500‬‬ ‫احتادا‬ ‫ففي لبنان‪ ،‬يوجد ‪52‬‬

‫‪35‬‬

‫العليا‬

‫اإلنسانية‬

‫بالدميقراطية‬

‫املتمثلة‬

‫والعدالة‬

‫ضعف قدرتها على التعبري عن مطالب أعضائها‪.‬‬

‫التناقضات اهلشة بني أركان السلطة يف حني تسدل‬

‫ولكن وصول األحزاب السياسية والطائفية إىل سلطة‬

‫الستار على املشاكل احلقيقية للمجتمع اللبناني‪.‬‬

‫القرار يف االحتاد العمالي العام جعله أداة سياسية‬

‫أمام هذا الرتدي املستمر ال بد من التساؤل حول وسائل‬

‫تتحرك خلدمة أهداف بعض األحزاب‪.‬‬

‫اخلروج من املأزق الستعادة حياة اجتماعية سليمة‬

‫وجييز قانون اجلمعيات اللبناني لكل ثالث نقابات وما‬ ‫ً‬ ‫احتادا‪ .‬هذا األمر فتح الباب أمام والدات‬ ‫فوق أن تشكل‬

‫وإلنقاذ لبنان قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫اجلو ا ب هو يف إ عاد ة بنا ء حر كة نقابية فاعلة‬

‫عشوائية للنقابات واالحتادات جعلت يف القطاع الواحد‪،‬‬

‫و مستقلة و يف استعا د ة قو ى ا جملتمع املدني لدورها‬

‫كقطاع النقل الربي‪ ،‬ثالثة احتادات لكل منها اجتاه‬

‫ا لتا رخيي الغا ئب‪.‬‬

‫سياسي‪.‬‬

‫إ ن ا لشعب ا للبناني مد عو لو عي خطورة ا ألزمة‬

‫كما يتيح القانون لكل احتاد عمالي مندوبني اثنني‬

‫ا ليت جيتازها‪ ،‬للتحرر و و طأ ة ا لتفسريات الوهمية ‪،‬‬

‫داخل اجمللس التنفيذي لالحتاد العمالي العام بغض‬

‫للعمل على بنا ء و طن جدير باحليا ة واالستمرار‪.‬‬

‫النظر عن عدد أعضاء االحتاد‪.‬‬

‫فا لنز ا عا ت اليت نشهد ها اليو م هي ليست إال ملصاحل‬

‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬احتاد نقابات عمال الصناعات‬

‫فئوية‬

‫الورقية الذي يضم ‪ 142‬عضوا ميثله مندوبان ويف الوقت‬

‫و تنمية‬

‫نفسه احتاد املصارف الذي يضم أكثر من ‪ 10‬آالف عضو‬

‫إ قتصا د ه ‪.‬‬

‫وأيديولوجية‬ ‫و طنه‬

‫أل جل‬

‫ال‬

‫تر ا عي‬ ‫حتقيق‬

‫حقوق‬ ‫ر فا هيته‬

‫املواطن‬ ‫وإزدهار‬


‫‪ISTITUTO MEDITERRRANO DI CERTIFICAZONE‬‬

‫‪ IMC‬أو «معهد املتوسط للمصادقة» هي شركة تفتيش‬ ‫على املنتجات الزراعية والتصنيع الغذائي‪ ،‬لضمان النوعية‬ ‫وفق نظام للجودة‪ IMC .‬شركة عاملية مركزها الرئيسي‬ ‫يف إيطاليا ولديها فروع يف كل حوض املتوسط‪ .‬من‬ ‫نشاطاتها‪ :‬مراقبة اجلودة‪ ،‬تصدير شهادة ال‪ ،ISO‬والزراعة‬ ‫العضوية‪ ،‬والتصنيع الغذائي وغريها‪.‬‬ ‫يقول السيد يوسف خوري‪ :‬بدأت الشركة نشاطها يف لبنان‬

‫شروط اإلنتساب للحصول على شهادة الزراعة‬ ‫العضوية‬

‫لتصنف األرض ّ‬ ‫بأنها تزرع زراعة عضوية على املزارع أن ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يصرح عن املساحات اليت يزرعها (ضمن نطاق املراقبة)‪.‬‬‫وهذه املساحة علينا أن ندرس تارخيها وزراعاتها‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫أرض بكر مل تزرع ً‬ ‫قبال‪ ،‬تبدأ مباشرة بالزراعة العضوية‪،‬‬

‫سنة ‪ 2003‬مع شركة ‪ ،compagna‬وهي عبارة عن جمموعة‬

‫وإذا كانت أرض زراعية واستعملت فيها األمسدة‪ ،‬علينا‬ ‫ً‬ ‫وطبعا حتت‬ ‫إعدادها بفرتة تأهيل ليتم بعد ذلك استعماهلا‬

‫‪ ،compagna‬متوزعني يف خمتلف املناطق اللبنانية من‬

‫إشراف الشركة‪ ،‬حتت طائلة احلرمان من شهادة ‪ ،IMC‬وذلك‬

‫الشمال اىل اجلنوب‪ ،‬ولديهم مراكز توضيب ويقومون‬

‫لتنظيفها من الرتسبات الكيميائية واملبيدات‪ ،‬ودورنا هو‬

‫بتدريب املزارعني على الزراعة العضوية‪.‬‬

‫التفتيش واملراقبة عرب فحوصات خمربية‪.‬‬

‫من املزارعني يرتاوح عددهم بني ‪ 150‬و‪ 160‬مزارع حتت شعار‬

‫ما هي الزراعة العضوية وشروطها بحسب ‪IMC‬؟‬

‫‪ -‬حتليل العينات من األرض‪.‬‬

‫ّ‬ ‫عامة على املدخالت الزراعية‪ ،‬أي األمسدة‬ ‫تقوم الزراعة‬

‫‪ -‬زيارة تفتيشية مرتني يف السنة على األرض‪ ،‬وعلى‬

‫واملبيدات إلنتاج املزروعات‪ ،‬ومع الزمن وكثرة استعمال‬

‫املزارع أن ّ‬ ‫يدون كل التفاصيل اليت مرت معه‪ ،‬واألدوية اليت‬

‫األمسدة الصناعية واملواد الكيميائية‪ ،‬أصبحت هذه املواد‬

‫استعملها وفواتريها والوقت والتاريخ‪ .‬ما يعين مراقبة دقيقة‬ ‫ً‬ ‫جدا ألدق التفاصيل حتت طائلة حرمانه من ‪ logo‬الشركة‪.‬‬

‫ترتك ترسبات يف املنتج بشكل كبري‪ ،‬ما جعل األمراض‬ ‫تتكاثر والفريوسات تتطور بشكل كبري‪،‬‬

‫نتيجة‬

‫التلوث الزراعي احلاصل يف كل املزروعات‪ ،‬وجتدر اإلشارة‬ ‫ّ‬ ‫تضر املزروعات‬ ‫إىل أن املبيدات واألمسدة الكيميائية ال‬ ‫ً‬ ‫أيضا الرتبة وخصوبتها ّ‬ ‫وتنوعها‬ ‫واإلنسان فقط‪ ،‬وإنمّ ا تضر‬

‫ مراقبة غرفة األدوية لديه‪.‬‬‫جتدر اإلشارة إىل أن كل شركات املراقبة الزراعية‬ ‫ً‬ ‫أيضا من‬ ‫معتمدة من قبل وزارة الزراعة‪ ،‬وحنن معتمدين‬ ‫قبل اإلحتاد األوروبي‪.‬‬

‫ماذا يستفيد المزارع؟‬

‫البيولوجي‪ ،‬فهناك الكثري من احلشرات النافعة اليت تقضي‬ ‫ّ‬ ‫يعطل املنظومة البيولوجية‬ ‫عليها املبيدات املستعملة‪ ،‬ما‬

‫‪ -‬إرتفاع أسعار املنتجات‪.‬‬

‫بني اإلنسان والنبات والرتبة‪.‬‬

‫‪ -‬صحية املنتجات وزيادة الطلب عليها‪.‬‬

‫ترتكز الزراعة العضوية على إستعمال الروث احليواني‪،‬‬

‫‪ -‬ليست زراعة تقليدية‪.‬‬

‫بدل األمسدة الكيميائية‪ ،‬وعلى الدورات الزراعية بتنويع‬

‫‪ -‬تسويق جديد‬

‫الزراعات يف األرض‪ ،‬لقطع دورة األمراض نتيجة ّ‬ ‫تعودها على‬

‫‪ -‬إفادة األرض والبيئة واإلنسان‪.‬‬

‫نوع ّ‬ ‫حمدد يف الزراعة ( ضمن األرض الواحدة) وحتى األدوية‬

‫والزراعة العضوية تشمل الزراعة واإلنتاج والتحويل مبعنى‪،‬‬

‫املستعملة جيب أن تكون معتمدة من قبل الشركة‬ ‫ومصرح بإستعماهلا‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫مثال بعض األدوية املستعملة تكون‬

‫لكي تصنع وتنتج بدون مواد حافظة وكيميائية جيب‬ ‫أن تكون الزراعة عضوية لتستكمل العملية ما يرفع‬

‫مستخرجة من األعشاب‪.‬‬

‫بالطبع سعر املنتج ‪ %30‬أكثر‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫التحكيم املطلق ‪ .......‬ليس مطلقاً !!‬ ‫من املعروف لدى العامة أن التحكيم هو إتفاق بني‬

‫ً‬ ‫وفقا لقواعد العدل واالنصاف حسبما‬ ‫على أن احلكم‬

‫فريقني متخاصمني أن يفضا نزاعهما بغري طرق‬

‫يستفاد من الفقرة االوىل من املادة ‪ 777‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬اليؤدي‬

‫التقاضي العادية عرب احملاكم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا يف أساسه التحكيم تعبري عن إرادة اخلصوم‬ ‫ً‬ ‫بعيدا‬ ‫يف سلوك طريق استثنائي حلل خالفهما‬

‫إىل إلغاء القانون أو إىل إستباحاته أو حتى اىل إستبعاد‬ ‫معها وعلى األخص تلك اليت ال ميكن للفرقاء التنازل‬

‫ً‬ ‫عن احملاكم ً‬ ‫إختصارا للوقت‬ ‫ظنا منهم أن يف ذلك‬

‫عنها أو االعفاء منها‪.‬‬

‫يف أغلب االحيان‪ .‬لكن االمر يف احلقيقة ليس‬ ‫ً‬ ‫متاما ‪ .‬فالقانون هو الذي ينظم التحكيم‬ ‫كذلك‬

‫ونقرأ يف هذا اجملال‪:‬‬ ‫«على أنه ينبغي ان يراعى أن سلطة احملكم بالصلح‬

‫والقضاء يراقبه واليتوان عن اعالن بطالنه يف حال‬

‫يف اخلروج علىأحكام القانون تنحسر عن قواعده‬

‫ّ‬ ‫سجل خمالفة للقواعد اليت فرضها القانون‪.‬‬

‫اآلمرة اليت ال ميلك الطرفان اخلروج عليها‪ ،‬أو النزول عن‬

‫وتربز الرقابة القضائية يف مرحلتني‪:‬‬

‫احلقوق املقررة هلم مبقتضاها‪ ،‬مراعاة ملقتضيات النظام‬

‫االوىل يف مناسبة طعن يقدمه الفريق الذي مل ترق‬

‫العام‪ ،‬اذ هو يستمد سلطته يف هذا اخلروج من إرادة طريف‬

‫له نتيجة التحكيم‪ ،‬والثانية يف مناسبة إعطاء‬

‫النزاع‪ ،‬تتحدد هذه السلطة باحلدود املقررة لسلطان‬

‫الصيغة التنفيذية للقرارات التحكيمية‪ ،‬هذه‬

‫هذه االرادة‪ .‬ومن ثم فكلما تعلق االمر بقاعدة آمرة‬

‫الصيغة اليت من دونها يفقد القرار التحكيمي‬

‫من القواعد املقررة للمصلحة لعامة‪ ،‬فال ميلك احملكم‬

‫أية قيمة عملية له‪ .‬ولطاملا أصبغ الفرقاء يف بداية‬

‫اخلروج عليها الن الطرفني ال ميلكان االتفاق على‬

‫اتفاقهما على حتكيمهم الصفة املطلقة لتفادي‬

‫خالفها او النزول عن احلقوق اليت ختوهلا هلما «(مصطفى‬

‫ما يظنونه عوائق القانون وأصول احملاكمات‬

‫اجلمال وعكاشة عبد العال‪ :‬التحكيم يف العالقات‬

‫املعمول بها لدى احملاكم وللجوء اىل قواعد العدل‬

‫اخلاصة الدولية والداخلية طبعة ‪ ،1998‬الصفحة ‪)111‬‬ ‫ً‬ ‫باطال وكأنه مل يكن إذا‬ ‫ويعترب القرار التحكيمي‬

‫ً‬ ‫خالفا ملا هم يظنونه فان التحكيم املطلق‬ ‫لكن‬ ‫ً‬ ‫متفلتا من أية قيود بل يبقى بالتأكيد‬ ‫ليس‬

‫حتققت إحدى احلاالت املنصوص عليها يف املادة ‪ 800‬من‬ ‫قانون أصول احملاكمات املدنية وهي التالية‪:‬‬

‫ً‬ ‫حمكوما مبراعاة قواعد ومبادئ أساسية‪.‬‬

‫ً‬ ‫أصوال ‪.‬‬ ‫‪ -1‬صدور القرار عن حمكمني غري معينني‬

‫فاذا كان من اجلائز واملربر يف جمال التحكيم‬

‫‪ -2‬خروج القرار عن حدود املهمة‪.‬‬

‫املطلق جتاوز بعض القواعد واألصول فان ذلك‬

‫‪ -3‬عدم مراعاة حق الدفاع‪.‬‬

‫ال يعين بأن صالحيات احملكم املطلق قد باتت‬

‫‪ -4‬عدم استعمال القرار كافة البيانات االلزامية‪.‬‬

‫مطلقة وبدون أية ضوابط أو قيود مع الرتكيز‬

‫‪ -5‬خمالفة النظام العام‪.‬‬

‫واالنصاف‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫قواعده السيما منها االلزامية واآلمرة وال اىل التعارض‬


‫المحامي زياد درنيقة‬ ‫دبلوم دراسات عليا‬ ‫اختصاص جتارة دولية‬ ‫(جامعة دجيون – فرنسا)‬

‫فمن شروط صحة التحكيم ان يكون اتفاق التحكيم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكافيا‬ ‫واضحا‬ ‫خطيا حتت طائلة البطالن وان يكون‬

‫القضائي من سلطته الرقابية كما انه ال ميكن الفرقاء‬

‫لتعيني احملكم أو احملكمني وأن يشتمل على حتديد‬

‫من معرفة االسباب املؤدية اليه مما يعرض بالتالي القرار‬

‫موضوع النزاع املتفق على حله بالتحكيم وأن يكون‬ ‫ً‬ ‫قابال للصلح أي جائز التحكيم فيه‪.‬‬ ‫هذا املوضوع‬

‫التحكيمي لالبطال‪.‬‬ ‫واليكفي يف هذا اجملال االستناد اىل فكرة االنصاف‬

‫ً‬ ‫ايضا موافقة احملكم وقبوله املهمة‬ ‫ومن شروط الصحة‬ ‫ً‬ ‫وترا وان يكون احملكم‬ ‫وان يكون عدد احملكمني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متمتعا باالهلية ‪.‬‬ ‫طبيعيا‬ ‫شخصا‬

‫االنصاف املراد اعتمادها كسبب للقرار‪.‬‬

‫وان موجب تعليل االحكام الذي يشكل قاعدة اساسية‬

‫كما ان مطالب اخلصوم واالسباب و الوسائل املؤيدة‬

‫كرستها املادة ‪ 537‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬السيما البند الثاني عشر منها‬ ‫ً‬ ‫ايضا وبالتشدد ذاته على القرار التحكيمي‬ ‫تسري‬

‫هلا هي من البيانات االلزامية اليت جيب ان تشمل عليها‬

‫أو أي تعبري آخر معادل له بل جيب ان تبني العناصر‬ ‫املتوافرة يف وقائع وظروف القضية واليت تربز فكرة‬

‫القرار التحكيمي حتت طائلة البطالن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ايضا لصحة القرار التحكيمي‬ ‫ومن الشروط االلزامية‬

‫حيث فرضت املادة ‪ 790‬من القانون ذاته ان يكون القرار‬ ‫ً‬ ‫مشتمال على االسباب اليت ارتكز اليها اي‬ ‫التحكيمي‬ ‫ً‬ ‫معلال كما ينبغي‪.‬‬ ‫ان يكون‬

‫قبول مطالب دون وضعها قيد املناقشة العلنية كما ال‬

‫مع االشارة اىل ان املادة ‪ 800‬من هذا القانون عينه تعترب‬

‫ميكن للمحكني اخلروج عن اطار املهمة املعطاة هلم‬

‫يف بندها اخلامس ان اسباب القرار التحكيمي هي من‬

‫من قبل املعنيني باحملكمة التحكيمية وال ميكنهم‬ ‫ً‬ ‫ايضا جتاوز املهلة املقررة هلم الصدار قرارهم‪.‬‬

‫ضرورة مراعاة مبدأ الوجاهية وحقوق الدفاع فال ميكن‬

‫بياناته االلزامية حبيث أدرجت عدم حلظها فيه أو عدم‬ ‫ً‬ ‫لزاما اىل ابطاله‪.‬‬ ‫اشتماله عليها من االسباب اليت تؤدي‬ ‫ً‬ ‫فتبعا هلذه املرتبة اليت هو فيها موجب التعليل ‪ ،‬وباالخص‬

‫احملكم من تطبيق قواعد القانون واصول احملاكمة‬

‫ملا هو عليه من أهمية بالغة تشدد الفقه و االجتهاد يف‬

‫العادية‪ ،‬مكتفني مببادئ االنصاف و العدالة و النظام‬

‫التأكيد على موقفهما القاطع واجلازم يف هذا السبيل‬

‫العام‪ ،‬خاصة جلهة حق الدفاع وتعليل احلكم واحرتام‬

‫عرب التدقيق و التمحيص املفروض توافرهما يف ثنايا‬

‫قواعد التحكيم اخلاصة‪ ،‬وقد يتفق على اعفاء‬

‫االحكام والقرارات وبني حيثياتها حيث اشرتطا ان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومالئما ويؤدي‬ ‫وكافيا‬ ‫واضحا‬ ‫يكون هذا التعليل‬

‫احملكم من تطبيق قواعد اصول احملاكمة على ان‬ ‫يلتزم احملكم بقواعد القانون وذلك باستثناء االصول‬

‫بشكل منطقي وانسيابي اىل النتيجة املقررة‪ ،‬وان‬

‫املتعلقة بالنظام العام واملبادئ املنصوص عليها يف املواد‬

‫اي عيب او نقص وباالخص تناقض يف هذا السبيل‬

‫‪ 365‬اىل ‪ 368‬م‪.‬م‪ .‬و ‪ 371‬اىل ‪ 373‬م‪.‬م‪(« .‬مروان كركيب‪:‬‬

‫هو كانعدامه او انتفائه النه يؤدي اىل حرمان املرجع‬

‫اصول احملاكمات املدنية والتحكيم‪ ،‬اجمللد الثاني ‪،‬‬

‫« التحكيم املطلق هو عندما يتفق اخلصوم على اعفاء‬

‫‪38‬‬


‫الصفحة ‪.)348‬‬ ‫ً‬ ‫مطلقا ال‬ ‫للك رأي البعض إن التحكيم ولو كان‬ ‫ميكن وصفه بالقضاء الرديف بل هو أقرب اىل اجراء‬ ‫من اجراءات احملاكمة‪ .‬وهلذا وصف التحكيم بأنه‬ ‫قضاء خاص جوهره اتفاقي‪.‬‬ ‫فاذا كان العنصر االتفاقي يظهر من خالل استقالل‬ ‫ارادة الفرقاء املعرب عنها يف البند التحكيمي فان‬ ‫العنصر القضائي يظهر بوضوح من خالل حجية‬ ‫القضية احملكوم بها وصالحية احملكم بالفصل يف‬ ‫النزاع الذي يقوم حول مبدأ ومدى واليته يف النظر يف‬ ‫القضية املعروضة عليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا خيتاره‬ ‫قانونيا‬ ‫نظاما‬ ‫ولذلك فان التحكيم يعد‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من حرية الفرقاء و ارادتهم يف‬ ‫الفرقاء بارادتهم‪ ،‬و‬ ‫حتديد مسار احملاكمة اجراءاتها حرص املشرتع على‬ ‫التدخل واالهتمام بوضع النصوص لتنظيم التحكيم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تبعا للمعيار املعتمد‬ ‫فتعددت انواع التحكيم‬ ‫يف التفرقة بينها‪ ،‬فمن حيث مدى وجود منظمة او‬ ‫مؤسسة او مراكز حتكيمية تشرف على ادارة‬ ‫التحكيم ينقسم التحكيم اىل التحكيم احلر‬ ‫أو حتكيم احلاالت اخلاصة ‪ Ad hoc‬والتحكيم‬ ‫املؤسساتي أو حتكيم املؤسسات أو املنظمات‬ ‫التحكيمية الدائمة‪،‬‬ ‫وينقسم التحكيم باالستناد اىل مدى سلطة احملكم‬ ‫يف تطبيق القانون اىل حتكيم عادي وحتكيم‬ ‫مطلق‪ ،‬كما ينقسم التحكيم اىل حتكيم داخلي‬ ‫وحتكيم دولي‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫من هنا ضرورة االهتمام مبواصفات وخصال احملكم‪.‬‬

‫وإذا كان من مزايا للجوء اىل التحكيم فان هذه املزايا‬

‫فاحملكم جيب ان يتمتع بالعلم و اخلربة يف‬

‫تتالشى وتنقلب اىل ضدها إذا توىل التحكيم اشخاص‬

‫التحكيم وباملوضوع املطروح إضافة بالطبع اىل‬

‫قليلو اخلربة أو مشكوك يف نزاهتهم ‪.‬‬

‫النزاهة و التجرد‪.‬‬

‫لذلك وجب التبصر قبل توقيع اتفاقية التحكيم لتأمني‬

‫فعمل احملكم الذي هو قاض خاص وموقت جيب ان‬ ‫ً‬ ‫حدودا ال‬ ‫حيرتم ما يفرضه القانون الذي يرسم له‬

‫تسمية حمكم يتمتع بالكفاءة العلمية واالخالقية‬ ‫الالزمة الصدار قرار يؤمن ما يصبو اليه االطراف الذين‬

‫ميكنه ختطيها‪.‬‬

‫خيتارون التحكيم وسيلة ارادية حلل نزاعاتهم‪.‬‬


‫احضنوا أوالدكم‬

‫ّ‬ ‫العبثية‪ ،‬الثورات اجلاحنة حنو الفوضى حنو اجملهول‪ ،‬حنو آفاق سعيدة‬ ‫ّإنه ضجيج الثورات‬ ‫ّ‬ ‫ولكننا ال نعلم السبل والطرق املؤدية إليها‪ّ .‬إنه زمن الضجيج اخلالق ّالذي يساهم‬ ‫حنلم بها‪،‬‬ ‫يف إشعال نار الفنت بني أبناء األرض الواحدة‪ ،‬واملدينة الواحدة‪ ،‬والشارع الواحد ّ‬ ‫وحتى البيت‬ ‫الواحد‪ ،‬ال لشيء بل لعبث أطفال يفرحون حبمل السالح‪.‬‬ ‫وسط هذا الضجيج آالف الناس ميوتون وهم حيلمون باخلبز والرغيف والثوب النظيف‪ ،‬وبألوان‬ ‫ّ‬ ‫يكرر نفسه دون أسف‪،‬‬ ‫العيد والقلم واملمحاة‪ .‬أحالمهم تداس على أرصفة التاريخ ّالذي‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يسخر من الوجوه‪،‬‬ ‫مزروعا يف أعماقها‪ .‬وعلى أرصفة‬ ‫كل الوجوه الصفراء من حقد ارتضته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحلب واالطمئنان وال جواب قريب!‬ ‫األيام ناس حيلمون باألمان‬

‫وسط هذا الضجيج وجوه تكرب‪ ،‬متتطي مراكب العمر الراحلة حنو الغد‪ ،‬ال مرافئ تقف‬ ‫عندها بل حميطات متخرها حنو الالرجوع‪ .‬وجوه حنبّها تكرب‪ ،‬تركض يف ّ‬ ‫أزقة ّ‬ ‫األيام‪.‬‬ ‫تفر ّ‬ ‫نشتاق إىل أن ّ‬ ‫نشم عبريها‪ ،‬عطرها رائحتها‪ ،‬وهي ّ‬ ‫منا بفرح كبري‪ّ .‬إنه الغد خيطف‬ ‫طفولة من ّ‬ ‫حنب‪.‬‬ ‫هذه الطفولة الراكضة وسط ضجيج ّ‬ ‫األيام ال تعرف غدها‪ .‬بسرعة تنسى أمسها‪ ،‬حتلم‬ ‫ّ‬ ‫وترتكنا أسرى صورها املوضوعة داخل إطارات ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتمنى‬ ‫نضمها إىل صدورنا‪.‬‬ ‫األيام‪ ،‬حنلم بأن‬ ‫ّ‬ ‫ولكنها ابتسامات آفلة تتسابق حنو الغد‪ .‬الطفولة حلم جيري‬ ‫أن نغرق فيها أن تغرق فينا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سريعا حنو الغد وتصري ابتسامة داخل إطار‪.‬‬ ‫كل آالمها وفرحها ترحل‬ ‫سريعا مع‬

‫ً‬ ‫يفرون ّ‬ ‫منا ّ‬ ‫أطفالنا يكربون‪ّ ،‬‬ ‫أطفاال و حبّهم صار أزل‬ ‫حبب‪ .‬يف الغد القريب لن يعودوا‬ ‫األزل يف الصدور‪ ،‬يرت ّبعون داخل الضلوع‪ .‬أطفالي أشتاق إليهم ولكنيّ ال أستطيع أن أوقف‬ ‫عجالت الزمن‪ ،‬وال أريدها أن تقف‪ .‬أريدهم مشس الغد الذهيب‪ ،‬وسط ضجيج احلاضر احلزين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املشردين‪ ،‬وسط حنني املستضعفني إىل عدالة غري موجودة‪.‬‬ ‫وسط آالم‬ ‫أطفالي أطفالكم احضنوهم اآلن ّ‬ ‫حبب‪ ،‬اجعلوا نور احلياة ّالذي زرعتموه يف أطفالكم‬ ‫ّ‬ ‫قبل أن يصلوا إىل دروب العمر‪ ،‬اجعلوا هذا النور منارة ّ‬ ‫كل‬ ‫حب‪ ،‬ال غابات حقد وانتقام يف‬ ‫الساحات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل ساحة من ساحات الوطن لكم أشواك بغض وانتقام‪ ،‬واألطفال يكربون‪ ،‬يرحلون‬ ‫يف‬ ‫صوب الغد‪ ،‬ال ترتكوهم أسرى أحقادكم‪ّ .‬‬ ‫حرروهم من أنانياتكم ‪،‬من سوداويتكم ومن‬ ‫خناجركم‪.‬‬ ‫حبب اسقوا حقوهلم ً‬ ‫ً‬ ‫وبنفسجا ويامسينا ليكونوا للوطن صرح حضارة ّ‬ ‫حبب ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتألق حنو‬ ‫وردا‬ ‫ً‬ ‫شاخما‪.‬‬ ‫الشمس‬

‫‪40‬‬


‫إسرتاتيجية بناء‬ ‫فريق العمل‬

‫ساهم التطور اإلداري من منتصف القرن املاضي اىل‬

‫جممل نشاط املؤسسات يف العصر احلالي يف القطاعني‬ ‫ً‬ ‫إنطالقا من ضرورة‬ ‫العام واخلاص على حد سواء وذلك‬ ‫ً‬ ‫وصوال‬ ‫التوافق مع البيئة احمليطة لضمان اإلستقرار والنمو‬

‫واملتغريات العديدة يف البيئة احمليطة باملؤسسات‬

‫اىل حتقيق رضى العمالء واجملتمع الذي متارس فيه هذه‬

‫إىل ظهور عدد من األعراض واملشكالت اليت حتتم‬

‫املنظمات نشاطها ‪ ،‬ولعل مصدر ذلك كله‪ ،‬التغريات‬

‫االهتمام بالعنصر البشري والرتكيز على تنميته‬

‫السريعة اليت جتتاح العامل وتتأثر به كافة منظمات‬

‫واالهتمام بنظم احلوافز املادية واملعنوية خللق بيئة‬ ‫ً‬ ‫سعيا لتحقيق رضى‬ ‫ومناخ مالئم لإلبداع والتطوير‪.‬‬

‫اجملتمع‪ .‬من هنا سعت املنظمات يف السنوات األخرية اىل‬ ‫بناء فرق عمل ّ‬ ‫مكونة من العمالء ‪ ،‬واملوردين والعاملني‬

‫الرتكيز على العنصر البشري ودوره يف حتقيق‬ ‫النجاح والنمو للمؤسسات‪ ،‬وأدت التطورات التقنية‬

‫العمالء واملستهلكني من أفراد‪ ،‬وجمتمعات ومن هنا‬

‫ً‬ ‫إنطالقا من مبادئ ومفاهيم إدارة اجلودة الشاملة‬ ‫باملنظمة‬

‫سعت العديد من املنظمات يف خمتلف دول العامل اىل‬

‫حتى يتسنى هلا التأكد من جناح جهودها يف تقديم‬

‫األخذ مبنهجية فرق العمل من خالل دمج القدرات‬

‫اخلدمات واملنتجات اليت حتقق رضى العمالء ومتكنها من‬

‫واإلمكانات الفردية يف أنشطة وأعمال تعاونية‬

‫حتقيق ميزة تنافسية نسبية جتعلها يف وضعية أفضل يف‬

‫لتحريك هذه املواهب واإلمكانات وتوظيفها لتحسني‬

‫الصناعة اليت تعمل بها ‪.‬‬

‫اإلنتاجية واجلودة وبشكل مستمر‪ ،‬مما ترتب عليه‬ ‫أحداث التغيري يف األدوار القيادية واإلدارية لقادة‬

‫مفهوم فريق العمل ‪:‬‬

‫ومدراء املنظمات وانتقاهلا من السيطرة إىل التفويض‬

‫‪41‬‬

‫ونقل السلطة للعاملني‪ ،‬وتغيري اهلياكل التنظيمية‬

‫تعرف عملية بناء فرق العمل بأنها خليط من التغذية‬

‫من رأسية إىل أفقية‪.‬‬

‫العكسية ومدخل االستشارات اإلجرائية الذي يهدف إىل‬

‫هذا التنوع للمفاهيم اإلدارية املختلفة أضحى يغطي‬

‫حتسني فاعلية عمل اجلماعة اإلنتاجي والسلوكي من‬


‫خالل الرتكيز على أساليب وإجراءات العمل والعالقات‬ ‫ً‬ ‫أيضا على أنها سلسلة من النشاطات‬ ‫الشخصية‪ ،‬وتعرف‬ ‫املصممة بهدف حتسني أداء األفراد‪.‬‬ ‫وينظر إىل أنشطة بناء فرق العمل على أنها طريقة للتأثري‬ ‫اإلجيابي يف العالقات بني األفراد بهدف رفع أداؤهم حنو‬ ‫األفضل وتوحيد جهودهم حنو املهام املوكلة إليهم للوصول‬ ‫إىل أهداف املنظمة بأفضل الطرق والسبل املمكنة‪.‬‬ ‫وتعترب عملية بناء فرق العمل حدث خمطط له بعناية‬ ‫جملموعة من األفراد الذين يرتبطون ً‬ ‫معا بنوع من األهداف‬ ‫داخل املنظمة وذلك بهدف حتسني الطرق واألساليب اليت‬ ‫يتم بها أداء العمل‪.‬‬ ‫لذلك فاهلدف من األخذ باملنهجية اجليدة لبناء فرق العمل‬ ‫جتعل من اجلماعة وحدة متماسكة ومتجانسة متتاز‬ ‫بالفاعلية والتفاعل املثمر بني األعضاء لتكون يف‬ ‫النهاية مجاعة مندجمة ملتزمة بالعمل على حتقيق‬ ‫أهداف حمددة‪.‬‬

‫أهداف بناء فرق العمل‪:‬‬

‫أنواع فرق العمل‪:‬‬

‫أهداف بناء فرق العمل تتمثل يف اآلتي‪:‬‬

‫ً‬ ‫تبعا ألهدافها اليت‬ ‫تتعدد أنواع فرق العمل وتصنيفاتها‬

‫‪ -1‬بناء روح الثقة والتعاون بني األفراد‪.‬‬

‫تتكون من أجل حتقيقها ومنها‪:‬‬

‫‪ -2‬تنمية مهارات األفراد‪ ،‬وزيادة مداركهم‪.‬‬

‫‪ -1‬فرق عمل اإلدارة العليا‪:‬‬

‫‪ -3‬تنمية مهارات املديرين يف حتسني العالقات داخل املنظمة‬

‫يعترب هذا النوع من الفرق الدائمة واليت تشكل من‬

‫بني الرؤساء واملرؤوسني‪.‬‬

‫مديري اإلدارة العليا‪ ،‬وتقوم بدور حلقة الوصل بني‬

‫‪ -4‬تنمية مهارات حل الصراعات واملنازعات بني األفراد‬

‫املنظمة‪ ،‬والبيئة اخلارجية‪ ،‬ويؤثر أداء هذه الفرق على‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألن األعضاء يف هذه الفرق يرون‬ ‫فاعلية املنظمة‬

‫‪ -5‬توفري االتصال املفتوح بني أجزاء املنظمة ومبا يؤدي‬

‫أنفسهم ممثلني لدوائرهم أكثر من اعتبار أنفسهم‬ ‫أعضا ًء يف الفريق ومن املهام املناطة بهذه الفرق‪:‬‬

‫واملشكالت‪.‬‬

‫‪ -1‬حتديد رؤية ورسالة املنظمة‪.‬‬

‫‪ -6‬إعطاء مزيد من الوقت للمدراء للرتكيز على فعالية‬

‫‪ -2‬اختاذ القرارات االسرتاتيجية ووضع االسرتاتيجيات‪.‬‬

‫املنظمة يف جماالت التخطيط ووضع األهداف‪.‬‬

‫‪ -3‬تطوير فلسفة املؤسسة والسياسات والتوجهات‬

‫‪ -7‬زيادة تدفق املعلومات بني أجزاء املنظمة‪.‬‬

‫ا لعا مة ‪.‬‬

‫‪ -8‬االستخدام األمثل للموارد واإلمكانات املتاحة ومبا‬

‫‪ -4‬حتديد أهداف وواجبات قطاعات املنظمة املختلفة‪،‬‬

‫حيقق كفاءة األداء‪.‬‬

‫ملعاجلة التداخل بني هذه الوحدات من جهة والقضاء‬

‫‪ -9‬تهيئة البيئة املناسبة لتحسني اخلدمات واملنتجات اليت‬

‫على تعارض األهداف من جهة أخرى‪.‬‬

‫تقدمها املنظمة‪.‬‬

‫‪ -2‬فرق العمل الوظيفية‪:‬‬

‫واجملموعات‪.‬‬ ‫إىل مزيد من الشفافية والوضوح يف مواجهة القضايا‬

‫‪42‬‬


‫وهو الذي يتألف أعضاؤه من نفس الوحدة الوظيفية‬ ‫ً‬ ‫معينا بشكل رمسي يف‬ ‫أو القسم‪ ،‬ويكون القائد‬ ‫يف املنظمات ذات الصفة اهليكلية التقليدية‪.‬‬ ‫‪ -3‬فرق العمل متعددة الوظائف‪:‬‬ ‫وهم جمموعة من األفراد ممن ميتلكون املهارات‬ ‫واخلربات يتم سحبهم من الدوائر املختلفة بهدف‬ ‫تطوير منتج أو حل مشكلة‪ ،‬أو تقدير الفرص‬ ‫ويعملون حتت إشراف مدير واحد‪،‬‬

‫وعادة ما‬

‫يستخدم هذا النوع من الفرق يف املنظمات اليت تعمل‬ ‫يف بيئة ذات تغري سريع كشركات االتصاالت‪،‬‬ ‫والكمبيوتر وذلك لتحقيق السرعة يف االستجابة‬ ‫ملتطلبات السوق‪ ،‬واحتياجات العمالء‪.‬‬ ‫‪ -4‬فرق دوائر اجلودة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا مسمى دوائر مراقبة اجلودة‬ ‫ويطلق عليها‬

‫قبل البدء باملهمة‪ ،‬وتكون القيادة دورية بني أعضاء‬

‫( ‪ )Quality circle‬وهي عبارة عن جمموعة من‬

‫الفريق وتتخذ القرارات باملشاركة ويستخدم عادة يف‬

‫العاملني تشكل من الوحدة اإلنتاجية أو الوظيفية‬ ‫نفسها بنا ًء على موافقة اإلدارة‪ ،‬ويكون العمل‬ ‫ً‬ ‫تطوعيا وليس هلا سلطة‪ ،‬وجيتمع أعضاء هذه‬ ‫فيها‬

‫املنظمات اليت تتبنى مشاركة املرؤوسني بدرجة عالية‪.‬‬ ‫العديد من املزايا يذكر منها‪ :‬إمكانية ختفيض‬

‫الفرق بشكل منتظم ودوري ملناقشة املشكالت‬

‫عناصر التكاليف املختلفة‪ ،‬واالرتقاء مبستوى اجلودة‬

‫ووضع احللول اخلاصة بقضايا اجلودة واإلنتاج‬

‫يف املنتجات‪ ،‬وحتسني مستوى اخلدمة املقدمة للعمالء‪،‬‬

‫اليت تؤثر على عملهم‪ ،‬ومن ثم يقومون بتقديم‬

‫وتوفري قدر عال من املرونة يف بيئة العمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ذاتيا ‪:‬‬ ‫‪ -6‬فرق العمل املدارة‬

‫ا ملقد مة ‪.‬‬

‫وهو جمموعة من األفراد لديهم مهارات وختصصات‬

‫وقد نشأت هذه اجلماعات يف اليابان حيث جيتمع‬ ‫كل من املشرفني والعاملني ً‬ ‫معا لتحليل املشكالت‬

‫متنوعة‪ ،‬ويتمتع الفريق بدرجة كبرية من التمكني‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما‬ ‫فتتعلم هذه الفرق وتشارك يف الوظائف اليت‬

‫التوصيات املطلوبة لتحسني جودة املنتج أو اخلدمة‬

‫ويتحقق من خالل البناء السليم هلذا النوع من الفرق‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهما يف خلق‬ ‫دورا‬ ‫ووضع احللول وأدت هذه الفرق‬

‫يؤديها املديرون وتكون اجتماعاتها أسبوعية‪.‬‬

‫القدرة التنافسية للشركات اليابانية مما ساهم‬

‫وتتمتع باحلرية يف اختاذ القرارات يف اجملاالت التالية‪:‬‬

‫يف انتشار استخدام هذا النوع من فرق العمل بني‬

‫• حتديد مستويات األداء‪.‬‬

‫الشركات الصناعية يف أحناء العامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ذاتيا ‪:‬‬ ‫املوجهة‬ ‫‪ -5‬فرق العمل‬

‫• وضع جداول العمل‪.‬‬ ‫• حتديد املوازنات املطلوبة‪.‬‬

‫عبارة عن جمموعة من األفراد الذين لديهم القدرة‬

‫• حل املشكالت اليت تواجهها أثناء التنفيذ‪.‬‬

‫على إدارة وتوجيه نشاطاتهم وأعماهلم حنو حتقيق‬

‫• تدريب العاملني على املهارات‪.‬‬

‫األهداف‬

‫املطلوبة‬

‫باالعتماد‬

‫الذاتي‬

‫ويتشكل‬

‫• اختيار األعضاء اجلدد‪.‬‬

‫األعضاء من وحدة وظيفية واحدة ويكونون‬

‫• الرقابة على اجلودة وتقييم األداء‪.‬‬

‫مسؤولني عن عملية متكاملة وتتوفر لديهم‬

‫والغرض األساسي من استخدام هذا النوع من الفرق‬

‫املهارات الفنية والعلمية واإلنسانية واملواد الالزمة‬

‫يكون لتحقيق االبتكار‪ ،‬والسرعة‪ ،‬واجلودة وخفض‬

‫لتحقيق النجاح‪.‬‬

‫التكلفة وإشباع حاجات تقدير الذات والنمو واحلاجات‬

‫يتوىل‬

‫‪43‬‬

‫لألعضاء ثم يتم تدريبهم على املهارات الالزمة للعمل‬

‫الفريق‬

‫حتديد‬

‫االحتياجات‬

‫التدريبية‬

‫االجتماعية لدى العاملني‪ ،‬ويؤثر استخدام هذا النوع‬


‫ً‬ ‫غالبا ما يتم‬ ‫من الفرق على اهليكل التنظيمي‪ .‬إذ‬ ‫ً‬ ‫كثريا من‬ ‫االستغناء عن الصف اإلشرايف األول حيث أن‬

‫يبدأ األفراد االستجابة للبيئة اليت أوجدها باني الفريق‪،‬‬

‫أعمال هذا املستوى يتم إعادة ختصيصها لفرق العمل‪،‬‬

‫وتظهر عالمات قبول االنضمام إىل الفريق لتحقيق‬

‫وكانت بداية ظهور هذه الفرق يف صناعة السيارات‬

‫األهداف ويظهر االلتزام والعزم على املشاركة بكل‬

‫بالسويد (فولفو)‪ ،‬فقد أعيد إنتاج تنظيم خط التجميع‬ ‫ً‬ ‫ذاتيا ‪ ،‬ثم انتقل إىل‬ ‫حبيث يؤدى بواسطة الفرق املدارة‬

‫قوة‪ ،‬لذلك فإن سلوك األعضاء يف هذه املرحلة يتجه‬ ‫حنو تسوية اخلالفات والصراعات والبدء ببناء عالقات‬

‫قطاعات أخرى صناعية وخدمية‪.‬‬

‫شخصية‪ ،‬وتعتمد يف هذه املرحلة املعايري والقيم‬

‫منهجية بناء فرق العمل‬

‫‪ -3‬مرحلة التعاون‪:‬‬

‫التنظيمية للفريق‪.‬‬ ‫‪ -4‬مرحلة األداء‪:‬‬ ‫يبدأ التزام األفراد مبعايري وقيم الفريق وتتسم املرحلة‬

‫على عكس التصور الشائع من أن عملية بناء فريق‬

‫باجلدية واحليوية‪ ،‬والرضا عن النفس‪ ،‬والثقة باآلخرين‪.‬‬

‫العمل عبارة عن جتميع عدد من الناس‪ ،‬وجعلهم يعملون‬

‫مما تقدم يتضح أن عملية بناء وتطوير الفريق مت مبراحل‬

‫مع بعضهم البعض‪ ،‬متر عملية بناء الفريق بعدة مراحل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال إىل مرحلة التكامل‪،‬‬ ‫حيدث فيها النمو والنضج‬

‫متعددة من النضج والنمو‪ ،‬وكذلك من حيث التكوين‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا ‪ ،‬وبالتالي يلزم الفهم‬ ‫وال حتدث عمليات البناء‬

‫لذلك هي تتطور عرب مراحل تأخذ فرتة من الزمن وهذه‬

‫التام‪ ،‬وااللتزام بالتدرج العملي السليم‪ ،‬وإتقان العديد‬

‫املراحل‪:‬‬

‫من املهارات الالزمة هلذه العملية وميكن إيضاح املنهجية‬

‫‪ -1‬التشكيل‪:‬‬

‫الصحيحة لبناء فريق العمل على النحو التالي‪:‬‬

‫ويسود هذه املرحلة االرتباك‪ ،‬ألن األفراد يكونون‬

‫‪ -1‬حتديد احلاجة للفريق‪.‬‬

‫يف مواقف جديدة غري مألوفة هلم‪ ،‬وتتصف العالقات‬

‫‪ -2‬تعيني قائد للفريق‪.‬‬

‫بالرمسية وينصب اهتمام األفراد على أنفسهم‪ ،‬ويسعون‬

‫‪ -3‬توضيح املهمة‪ ،‬والتوقعات‪.‬‬

‫لتلبية حاجات األمان لديهم‪ ،‬كما ويظهر التذمر من‬

‫‪ -4‬تشكيل الفريق‪.‬‬

‫العمل مع الفريق‪ ،‬والدخول يف مناقشات غري مثمرة‪.‬‬

‫‪ -5‬املشاركة يف صياغة الرؤية واألهداف‪.‬‬

‫مرحلة التشكيل مرحلة مهمة وتتطلب من قائد الفريق‬

‫‪ -6‬تصميم خطوات العمل ووضع معايري األداء‪.‬‬

‫(باني الفريق) العمل على التأكيد على السلوكيات‬

‫‪ -7‬توزيع املهام وحتديد األدوار‪.‬‬

‫اليت حتقق النجاح وعدم النظر لألمور مبنظور شخصي‬ ‫ً‬ ‫نظرا حلقيقه االختالفات البشرية الفردية‪.‬‬

‫‪ -8‬احملافظة على األداء ّ‬ ‫الفعال‪.‬‬ ‫‪ -9‬اإلنهاء واالحتفال‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة العصف (الصراع)‪:‬‬

‫ً‬ ‫وفقا ملفاهيم‬ ‫إن من أهم التحديات اليت تواجه املنظمات‬

‫يغلب على األفراد يف هذه املرحلة الشعور باالختالف‬

‫فرق العمل يتمثل يف حتدي ردم الفجوة بني متطلبات‬

‫يف اآلراء ووجهات النظر‪ ،‬ويقوم السلوك على اجلدل‬

‫املنظمة ومهارات العاملني ‪ ،‬واالستخدام األمثل للتقنيات‬

‫والتنافس والصراع‪ ،‬وكذلك الدفاع عن وجهات النظر‬

‫املتطورة واحلرص على الكفاءات الوظيفية املتميزة‬

‫الشخصية‪ ،‬ومن مظاهر هذه املرحلة ظهور مجاعات عمل‬

‫اليت حتقق أهداف املنظمة ‪ ،‬ففي املنظمات الناجحة تعترب‬

‫فرعية‪ ،‬وعدم اإلحساس باهلدف من الدور املطلوب القيام‬

‫العالقة بني الرؤساء واملرؤوسني هي حجر األساس لنجاح‬

‫به‪ ،‬وقد يلجأ البعض إىل عدم تشجيع أفكار القائد‬

‫فرق العمل املختلفة ويلعب القائد أو املدير دور مهم يف‬

‫والسعي إىل تفويض سلطته‪.‬‬

‫تطوير هذه العالقة يف مناخ من الثقة املتبادلة واالحرتام‬

‫من هنا ينصح القائد أو باني الفريق بالعمل على‬

‫والفهم الشامل الحتياجات كل من املنظمة والفرد وذلك‬

‫تكوين رؤية مشرتكة واحلرص على خلق بيئة عمل‬

‫خللق بيئة مالئمة لتحقيق أهداف وتوجهات اإلدارة العليا‬

‫إجيابية تتحدد من خالهلا معامل األهداف واألدوار املطلوبة‬

‫للمنظمة ويف نفس اللحظة يتم حتقيق أهداف وتطلعات‬

‫القيام بها‪.‬‬

‫العاملني‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫مصنع‬ ‫‪Alltek Lebanon‬‬ ‫السيد مروان عيسى‬

‫يقول السيد مروان عيسى مدير عام شركة ‪Alltek :‬‬ ‫‪ Lebanon‬شركة ‪ alltek‬شركة مساهمة لبنانية‪،‬‬ ‫أنشأت مبوجب ترخيص من شركة ‪ Alltek‬السويد‪،‬‬ ‫وهي اإلسم التجاري جملموعة من املركبات املتقدمة‪،‬‬ ‫واحلائزة على براءة إخرتاع يف السويد وعدد من البلدان‬ ‫األخرى‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫متطورة‬ ‫قدم نظام الطالء ‪ Alltek‬أساليب‬ ‫ّ‬ ‫متخصصة مبا يسمى «املعجونة‬ ‫وإقتصادية‪ ،‬وهي‬ ‫اجلاهزة»‪ ،‬وقد بدأنا يف لبنان سنة ‪ ،1997‬وواجهنا‬ ‫صعوبات كثرية يف البداية لتسويق هذا املنتج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حيث مل تكن هذه املواد ّ‬ ‫سابقا وكانت‬ ‫تصنع يف لبنان‬ ‫تستورد من اخلارج‪ .‬ولقد بدأنا اليوم بتطوير إنتاجاتنا‪،‬‬ ‫لتضاهي املنتجات األوروبية‪ ،‬لننال ثقة املستهلك بالدرجة‬ ‫األوىل‪ ،‬وللحفاظ على معايري عالية يف التصنيع»‪.‬‬

‫المنتجات‪:‬‬ ‫نصنع اضافة جلميع انواع املعجونة‬ ‫حنن‬ ‫ً‬ ‫اجلاهزة ومن اكثرها تطورا املعجونة ذات‬ ‫الليونة العالية وقوة االلتصاق وهي لالستعمال‬ ‫ً‬ ‫وايضا‬ ‫اخلارجي واللواح ‪Cement Boards‬‬ ‫حلل مشاكل التفسخ والتشقق عند فواصل‬ ‫ً‬ ‫ايضا عموم انواع‬ ‫‪ ،Gypsum boards‬ننتج‬ ‫الدهانات‪ ،‬مواد منع النش‪ ،‬مواد الديكور‪،‬‬ ‫ومواد هامة غري مرئية او ملاعة حلفظ احلجر‬ ‫اخلارجي من العوامل الطبيعية‪.‬‬ ‫شعارنا «جدران رائعة بدون عيوب او اعوجاج‬ ‫او تشقق او تشوه‪ .‬حنن اليوم حنققها بأقل وقت‬ ‫و تكلفة ‪» .‬‬

‫‪45‬‬

‫ما هي مشاكل التصنيع في لبنان؟‬ ‫املشكلة‬

‫تكمن‬

‫يف‬

‫ارتفاع‬

‫كلفة‬

‫اإلنتاج‬

‫وأسعار الطاقة والكهرباء‪ ،‬باالضافة اىل عدم‬ ‫ّ‬ ‫تصنع دون ترخيص ورقابة‬ ‫ضبط املصانع اليت‬ ‫الدولة‪ .‬واليت ينتج عنها منافسة غري شرعية ملواد‬ ‫مصنعة دون املواصفات املطلوبة‪ ،‬واكثر من ذلك‬ ‫انه ميكن للمصنع ان يدون املواصفات اليت يريدها‬ ‫ً‬ ‫ايضا يلحق باملستهلك‬ ‫على منتجه‪ .‬والضرر هنا‬ ‫بصورة كبرية‪ ،‬فهو غري قادر على متييز املنتجات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حنن كمصنع ّ‬ ‫دائما للمهندسني واملقاولني‬ ‫نو ضح‬ ‫عن ميزات منتجاتنا ذات املعايري العالية اجلودة‪،‬‬ ‫واخلاضعة لرقابة املصنع األم واملختربات احمللية ‪.‬‬ ‫حنن نعترب ان السوق اللبناني هو من اولوياتنا‬ ‫باالضافة اىل االسواق االخرى اليت تصدر هلا‬ ‫منتجا تنا ‪.‬‬


‫مصنع ‪Bmacom‬‬ ‫لصناعة املغلفات الورقية‬

‫السيد ريمون صفير‬

‫يقول السيد رميون صفري صاحب مصنع ‪ :Bmacom‬أسست‬ ‫شركة ‪ Bmacom‬يف فرنسا يف أواخر السبعينات‪ ،‬بعدما‬ ‫ّ‬ ‫متخصصة‬ ‫أنهيت دراسيت اجلامعية هناك‪ ،‬وهي شركة‬ ‫بصناعة املغلفات‪ ،‬وكان للشركة قدرة إنتاجية مهمة‪،‬‬ ‫حيث كانت ّ‬ ‫تغطي ‪ %42‬من السوق الفرنسية للمغلفات‪ ،‬وقد‬ ‫تصدرنا فرنسا يف هذه الصناعة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫واحتل مصنعنا املركز الثاني‬ ‫على صعيد أوروبا‪ّ .‬‬ ‫ثم بعت هذه اجملموعة اىل البنك الدولي سنة‬ ‫ً‬ ‫أيضا باملغلفات‬ ‫‪ ،2003‬وعدت وأسست معمل آخر متخصص‬ ‫ّ‬ ‫وكنا منلك حصرية بذلك‪.‬‬ ‫املصنوعة من مواد «التايفاك»‬

‫التصنيع كاملة‪ .‬املواد األولية نستوردها من اخلارج كالورق‬

‫الصناعة هلا ثقافة ومبادئ‪ ،‬جيب أن تكون موجودة عند‬

‫والكرتون من فنلندا والسويد‪ .‬أما بالنسبة للمنافسة فهي‬

‫اإلنسان ليؤمن بأهمية العمل الذي يقوم به‪ ،‬وليستحق اسم‬ ‫صناعي‪ .‬ثم أتيت اىل لبنان‪ ،‬وأسسنا هذا املصنع منذ حوالي‬ ‫الست سنوات‪ ،‬واليوم حنن الشركة الوحيدة يف الشرق األوسط‬ ‫اليت متلك ال ‪ 9001 ISO‬باملغلفات املمتازة‪.‬‬ ‫مهمة‪ّ ،‬‬ ‫إال ّ‬ ‫ّ‬ ‫تكون وحدة إقتصادية ّ‬ ‫أن التقلبات‬ ‫السوق العربية‬ ‫واملشاكل السياسية حتول دون ذلك وهذا من سوء احلظ كون‬ ‫ّ‬ ‫يصدر اىل هذه البلدان‪ ،‬وقد كان من‬ ‫اإلنتاج الصناعي اللبناني‬

‫ضئيلة كونه ال يوجد يف لبنان اال مصنعني هلذه الصناعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ونصدر اىل بعض األسواق‬ ‫حنن نعتمد على السوق احمللي‬ ‫العربية كسوريا واألردن والعراق وحتى اىل فرنسا‪.‬‬ ‫ما هي المشاكل التي تواجه الصناعي في لبنان اليوم؟‬

‫عدة مشاكل هناك تواجه املستثمر أو الصناعي‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫ عدم وجود دليل لتقين الصناعة من ( صناعيني ‪ -‬كهربائيني ‪-‬‬‫بنائيني)‪.‬‬

‫املمكن إنشاء وحدة عربية منذ سنني ما يطور الصناعة يف‬

‫ عدم وجود شبكة لألجور معرتف بها تسمح بتقديراالجرة‬‫ّ‬ ‫املستحقة حسب مستوى األجري‪.‬‬

‫اجلميع‪.‬‬

‫ رفع األجور بطريقة اعتباطية دون األخذ بعني اإلعتبار مساوئ‬‫ً‬ ‫حتديدا‪.‬‬ ‫القرارات العشوائية يف قطاع الصناعة‬

‫كل هذه البلدان‪ ،‬وخيفف األعباء والرسوم والنفقات على‬ ‫ماذا ينتج مصنع ‪ Bmacom‬اليوم؟ وماذا عن‬ ‫المواد األولية وأسواق التصريف؟‬ ‫حنن نصنع املغلفات ونطبع الكرتون ونعلبه‪ ،‬ونقوم خبطوات‬

‫ صعوبة معامالت التصدير اىل البالد اجملاورة‬‫ ّ‬‫ّ‬ ‫فعالية التعليم التقين واعطائه مكانة مرموقة يف دوافع‬ ‫قلة‬ ‫ّ‬ ‫التقدم الصناعي‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫بلدية رحبة – ّ‬ ‫عكار‬

‫بلدية كور – قضاء البترون‬

‫الرئيس‪ :‬د‪ .‬جان ف ّياض‬

‫الرئيس‪ :‬لحود ميشال موسى‬

‫ما هي مشاريعكم لبلدة رحبة؟‬

‫ما هي مشاريع البلدية؟‬

‫أجنزنا بعض املشاريع منها‪ :‬قصر بلدي جديد مبساعدة‬

‫لقد قمنا بعدد من املشاريع منها‪ :‬توسيع مدخل البلدة ‪250‬م‪،‬‬

‫الرئيس عصام فارس وقاعة حماضرات تتسع ل ‪ 400‬شخص‬

‫ودعم اجلدران قسم منها بالباطون والقسم اآلخر باحلجر‪،‬‬

‫وتقام فيها اليوم العديد من الندوات الطبية والثقافية‪ ،‬كما‬

‫وذلك على نفقة البلدية‪ ،‬وقمنا بشق عدد من الطرقات‬

‫ّ‬ ‫أهلنا الطرقات الزراعية لتسهيل وصول الناس اىل أراضيهم‬ ‫ّ‬ ‫ووسعنا مدخل البلدة بالتعاون مع جملس اإلمناء واإلعمار‪،‬‬ ‫وقمنا بتزفييت الطرقات‪ ،‬ودعم اجلدران بالباطون واحلجر‪.‬‬ ‫وهناك مشروع تشجيري مع وزارة البيئة وهو قيد الدرس‪ ،‬حنن‬

‫الداخلية‪ .‬واليوم حنن ندرس مشروع شق ‪ 3‬طرقات مع تأهيل‬ ‫وتزفييت املخرج الشمالي لكنيسة الرعاية‪ ،‬والطريق اىل‬ ‫كنيسة مار جرجس‪ ،‬ألن الناس تأتي من كل لبنان اليها‬ ‫ً‬ ‫طلبا للسياحة الدينية واقامة املخيمات الكشفية‪.‬‬

‫بصدد انشاء مركز صحي يدعمه الصندوق الكوييت‪،‬‬ ‫ومدرسة مبساعدة من الرئيس سعد احلريري‪.‬‬

‫ماذا عن البنى التحتية؟‬

‫ما هي مشاكل البنى التحتية لديكم؟‬

‫ما زلنا على اجلور الصحية ولدينا دراسة مشروع صرف‬

‫ما زلنا على اجلور الصحية‪ ،‬وقد قمنا بدراسة شبكة صرف‬

‫صحي مع حمطة تكرير مع البلديات اجملاورة لكن‬

‫صحي جديدة مع حمطة تكرير‪ ،‬لكنها مل تبصر النور بعد‪.‬‬

‫ينقصنا التمويل‪ .‬وقد طلبنا من الناس تأهيل بعض اجلور‬

‫أما مياه الشفة فنأخذها من العيون عرب شبكة مياه‪.‬‬

‫باملواصفات القانونية ‪ .‬اما بالنسبة ملياه الشفة فالشبكة‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب من لبنواحي‬

‫مهرتئة ونسعى بالتعاون مع مصلحة مياه البرتون اىل وضع‬

‫اإلجتماعية والرياضية والثقافية؟‬ ‫لدينا نادي جم ّهز ونقوم بتجهيز ملعب مساحته ‪5000‬م بكل‬ ‫حضرنا مهرجانات ناجحة ً‬ ‫مستلزماته‪ ،‬كما اننا ّ‬ ‫جدا اشرتك‬ ‫فيها عدد من املؤسسات واملعارض احلرفية وهذه املشاريع‬ ‫ّ‬ ‫متوهلا البلدية بنسبة ‪ ،%80‬ولدينا مكتبة للمطالعة وأجهزة‬ ‫كمبيوتر وانرتنيت‪.‬‬

‫ما هو حلمك للمستقبل؟‬ ‫إنهاء شبكة الصرف الصحي واستحداث مركز للدفاع‬

‫‪47‬‬

‫شبكة يف ‪ 3‬أحياء‪.‬‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬ ‫يوجد لدينا نادي تقام فيه النشاطات الرياضية‬ ‫واإلجتماعية بدعم من البلدية وندعم األخويات والفرسان‬ ‫يف مجيع النشاطات وبالتنسيق مع املركز الثقايف‬ ‫الفرنسي يف طرابلس‪.‬‬

‫ما هو حلمك للبلدة؟‬

‫املدني وخمفر درك ومجع األهالي على احملبة والتعاون‬

‫حتقيق الالمركزية اإلدارية وانشاء مبنى بلدي يتضمن‬

‫والنشاطات البناءة ملا فيها صاحل البلدة‪.‬‬

‫قاعة حماضرات ومكتبة‪.‬‬


‫بلدية سير الضن ّية‬

‫بلدية الحميرة – ّ‬ ‫عكار‬

‫الرئيس‪ :‬أحمد محمود العلم‬

‫الرئيس‪ :‬المهندس إلياس‬

‫ماذا أنجزتم من مشاريع حتى اآلن؟‬

‫ماذا أنجزتم من مشاريع في بلدية‬

‫لقد قمنا بتوسيع الطرقات الداخلية للبلدة وتزفيتها مع‬

‫ا لحمير ة ؟‬

‫مداخل احلواري‪ ،‬وأنشأنا طريق املشاة مقابل قصر اآلغا‬ ‫على مسافة ‪200‬م‪ّ ،‬‬ ‫وأهلنا الدرج وسقفناه بالقرميد‪ ،‬ودعمنا‬

‫لقد قمنا بعدد مهم من املشاريع منها شق الطرقات‬

‫اجلدران باحلجر‪ ،‬وأعدنا الطابع القروي للبلدة‪ّ ،‬‬ ‫وأهلنا مقربة‬ ‫مجال عبد الناصر يف الساحة وأعدنا تأهيل طريق القطني‬ ‫مع تشجريها ودعم جدرانها وإنارتها‪ ،‬ونعمل اليوم على إنشاء‬ ‫مكب للنفايات بالتعاون مع اإلتحّ اد‪.‬‬

‫ما هي مشاكل البنى التحتية لديكم؟‬ ‫نقوم بدراسة مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي املوجودة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وتسرب املياه املبتذلة يف كثري من‬ ‫نظرا لقدمها‪،‬‬ ‫يف البلدة‬

‫الداخلية‪ ،‬وصب بعض الطرقات الزراعية بالباطون‬ ‫لربط القرى بعضها بالبعض اآلخر‪ ،‬وذلك بالتعاون‬ ‫مع وكالة التنمية األمرييكية ‪ ،usaid‬وحولنا‬ ‫طريق جمدال – احلمرية ‪ 2‬كلم مبساعدة الرئيس‬ ‫عصام فارس ووزارة األشغال‪ ،‬كما قمنا بدعم‬ ‫اجلدران حبجر الزينة عند مدخل البلدة‪ .‬بالنسبة‬ ‫لشبكة الصرف الصحي فقد ّ‬ ‫نفذنا املشروع مع‬ ‫حمطة تكرير طوهلا ‪ 6‬كلم بالتعاون مع مؤسسة‬ ‫عصام فارس وبعض ّ‬ ‫نو اب املنطقة‪ .‬واليوم حنن‬

‫األحيان اىل مياه الشفة‪ .‬اإلنارة العامة هي على عاتق البلدية‬ ‫ّ‬ ‫تتغذى اإلنارة من بعض‬ ‫وعند إنقطاع التيار الكهربائي‬

‫بصدد دراسة مشروع تشجيري ونتمنى من وزارة‬

‫مولدات الكهرباء اخلاصة‪.‬‬

‫البيئة مساعدتنا يف ذلك‪.‬‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬

‫نقوم بندوات وحماضرات حول املخدرات ومسؤولية قيادة‬

‫يوجد يف البلدة مركز معلوماتية ّ‬ ‫مقد م من ‪،U.N.D.P‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد مت البلدية قطعة أرض مبساهمة الرئيس عصام‬

‫ونقوم اليوم بدراسة مشروع ملعب ونادي رياضي مع تنظيم‬

‫فارس ونناشد اليوم وزارة الشباب والرياضة إنشاء‬ ‫ّ‬ ‫لكنه مل‬ ‫ملعب عليها‪ ،‬وقد صدر املرسوم منذ عام ‪2000‬‬ ‫ّ‬ ‫ينفذ حتى اآلن‪.‬‬

‫عمل للشباب‪.‬‬

‫لدينا قاعة للمحاضرات تقوم عادة بعض اجلمعيات‬

‫السيارات‪ .‬لدينا مكتبة للمطالعة تقدمت بها وزارة التعليم‪،‬‬ ‫بطوالت‪ ،‬وندعم مسرحيات األطفال واملخيمات الكشفية‪.‬‬ ‫كما أنه لدينا العديد من املطاعم والفنادق ما خيلق فرص‬

‫ما هي رؤيتك المستقبلية للبلدة؟‬

‫بندوات توعية للشباب ونشاطات ثقافية واجتماعية‪،‬‬ ‫وحنن ندعم كل النشاطات بالتعاون مع احلركة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الضنية بلدة منوذجية‪ ،‬جتمع أهلها‬ ‫أمتنى أن تصبح سري‬

‫األرثوذوكسية ونساعد األهالي يف الطبابة‪ ،‬وطالب‬

‫باحملبة والتعاون‪ ،‬وأن تعود اليها حياة السهر كما كانت يف‬

‫املدارس يف الكتب والرسوم وندعم خميمات األطفال‬

‫السابق‪.‬‬

‫ا إل ستكشا فية ‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫بلدية البربارة – جبيل‬

‫بلدية شيخ محمد‬

‫مفرج‬ ‫الرئيس‪ :‬فادي‬ ‫ّ‬

‫الرئيس‪ :‬طالل الخوري‬

‫لقد أجنزنا العديد من املشاريع‪ ،‬منها دعم اجلدران‬

‫ماذا ّ‬ ‫نفذتم من مشاريع حتى اآلن؟‬

‫وتلبيس الباطون باحلجر‪،‬كما ّ‬ ‫وسعنا مدخل الرببارة‪،‬‬

‫نفذنا صيانة عامة للطرقات ومشروع نظافة بالتعاون مع‬

‫ونقوم بدراسة مشروع مبنى بلدي مؤلف من ‪ 3‬طوابق‪،‬‬ ‫فيه قاعة إجتماعات مع خمزن ومكتب ّللجان وآخر‬

‫الشباب‪ ،‬وقمنا بدعم اجلدران بالباطون وأنشأنا قنوات ملنع‬ ‫تسرب املياه‪ ،‬ومشروع مركز بلدي عرب خمطط توجيهي‬

‫لإلستقبال‪ ،‬ومبنى آخر فيه مستوصف ومركز دفاع‬

‫للبلدة بالتعاون مع التنظيم املدني‪ .‬واستبدلنا شبكة‬

‫مدني‪ .‬وتتميز الرببارة بزراعة التني وأشجار السنديان‪.‬‬

‫بأخرى جديدة‪ ،‬وأخذنا قروض من‬

‫ماذا عن البنى التحتية؟‬ ‫ما زلنا على اجلور الصحية‪ ،‬ولكننا بصدد دراسة‬ ‫مشروع شبكة جديدة بالتعاون مع الوزير جربان‬

‫الكهرباء القدمية‬

‫املؤسسات بفوائد رمزية للمشاريع الصغرية ( كالزراعة‬ ‫ً‬ ‫والبناء)‪ .‬وقد ّ‬ ‫مؤخرا عقد مع وزارة البيئة لتشجيري‬ ‫وقعنا‬ ‫‪ 2800‬شجرة يف البلدة‪.‬‬

‫ما هي مشاكل البنى التحتية لديكم؟‬

‫باسيل‪ ،‬بالنسبة لشبكة مياه الشفة فهي مهرتئة‪،‬‬

‫شبكة الصرف الصحي يلزمها تأهيل‪ ،‬وحنن حباجة‬

‫ّ‬ ‫تتحمل إنشاء بئر إرتوازي للبلدة‪ .‬ولكننا حباجة‬ ‫وال‬

‫اىل حمطة تكرير‪ ،‬بالنسبة ملياه الشفة تصلنا عرب بئر‬

‫لتغيري هذه الشبكة وحل مشكلة املياه‪.‬‬

‫ارتوازي موجود يف البلدة ومن مياه عني يعقوب املوجودة‬

‫كما وضعنا بعض املستوعبات املغلقة لتبقى البلدة‬

‫يف جديدة اجلومة‪.‬‬

‫نظيفة ومرتبة‪ ،‬ونسعى لرصف الطرقات الداخلية‬

‫ما هي مشاريع التوعية التي تقومون بها؟‬

‫والساحة الرئيسية باحلجارة‪ ،‬بالنسبة لإلنارة العامة‬

‫نقوم بعدد من احملاضرات الثقافية والندوات الصحية‬

‫هي على عاتق البلدية‪.‬‬

‫للشباب‪ ،‬ولدينا مكتبة للمطالعة تضم جمموعة كتب‬ ‫لكل األعمار واملستويات‪ ،‬وقد ّ‬ ‫كر منا األم بعيدها برحلة‬

‫كيف تقومون بتوعية الشباب؟‬ ‫لدينا نادي رياضي ثقايف للمشاريع اليت تقوم بها جلنة‬ ‫التنسيق يف البلدية بالتعاون مع اجلمعيات األهلية‪،‬‬ ‫كما نقوم مبخيمات كشفية للصغار برعاية البلدية‪.‬‬

‫ما هو حلمك في بلدية البربارة؟‬

‫‪49‬‬

‫للمناطق األثرية يف لبنان‪ .‬ونقوم بنشاطات عدة يف‬ ‫املناسبات الدينية واألعياد ونكرم الطالب يف الشهادات‬ ‫الرمسية بتقديم دروع هلم باسم البلدية‪ ،‬إضافة اىل اقامة‬ ‫املهرجان القروي الرتاثي السنوي مع معرض للحرف اليدوية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا امللعب يف البلدة مبنحة من ‪Relif‬‬ ‫وقد استكملنا‬ ‫بقيمة ‪20‬ألف دوالر‪.‬‬

‫ما هو حلمك للبلدية؟‬

‫أن تكون البلدة منوذجية‪ ،‬وجيب أن نرتقي بها اىل هذا‬

‫إنشاء شبكة صرف صحي جديدة وحمطة تكرير وحفر‬

‫املستوى احلضاري واملتطور ‪.‬‬

‫بئر ارتوازي لتغذية البلدة‪.‬‬


50


‫افتتاح «معرض الضيافة ‪»2011 Horeca -‬‬ ‫يف جممع البيال وتوقيع إعالن «بريوت عاصمة الذوق»‬

‫إفتتح وزير السياحة يف حكومة تصريف األعمال فادي‬

‫مطاعمه وأطباقه‪ ،‬يضاف إليها جهاز بشري حمرتف يدرك‬ ‫ً‬ ‫رائدا يف‬ ‫تنافسية عامل الضيافة ويصر على جعل لبنان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هذا اجملال‪ .‬كل ذلك‪ّ ،‬‬ ‫حقيقيا ملا يعرف‬ ‫مقصدا‬ ‫حول لبنان‬

‫ورئيس مجعية الصناعيني اللبنانيني نعمة افرام ورئيس‬

‫بسياحة املطبخ‪ ،‬مينح زائريه رحلة سحرية اىل عامل الذوق‬

‫نقابة أصحاب املطاعم واملالهي بول عريس ورئيس نقابة‬

‫واأللوان والنكهات املتعددة»‪.‬‬

‫الصناعات الغذائية جورج نصراوي‪ ،‬وعدد كبري من‬

‫ويشارك يف املعرض الذي تنظمه شركة ‪Hospitality‬‬

‫السفراء والنقابات السياحية‪ .‬ووقع عبود إعالن «بريوت‬

‫‪services‬أكثر من ‪ 250‬شركة من ‪ 11‬دولة هي األردن‬

‫عاصمة الذوق» مع رئيس مجعية الصناعيني ونقابة‬

‫ولبنان وإيطاليا واململكة العربية السعودية‪ ،‬ومصر‬

‫أصحاب املطاعم واملالهي ورئيس نقابة الصناعات الغذائية‬

‫واإلمارات العربية وسوريا والكويت وسريالنكا‪،‬‬

‫ورئيس احتاد املؤسسسات السياحية واملديرة العامة ملؤسسة‬

‫باإلضافة إىل مشاركة رمسية من عدة بلدان هي تركيا‪،‬‬

‫‪ Hospitality services‬جومانا داموس سالمة‪.‬‬

‫إيران‪ ،‬وبولندا‪ ،‬وفرنسا‪.‬‬

‫وأثنى عبود خالل إفتتاحه املعرض على شجاعة وتصميم‬

‫ويضم املعرض الذي تستمر أعماله ملدة ‪ 3‬ايام‪ ،‬ثالثة معارض‬

‫وتفاني املنظمني الذين جنحوا يف خلق بصمة يف عامل‬

‫متخصصة هي معرض التجهيزات واملعدات‪ ،‬خدمات الفنادق‬

‫املعارض‪ ،‬وجنحوا يف حتويل هذا املعرض إىل حدث سنوي‬

‫واملطاعم واملؤسسات املشابهة‪ ،‬كما يتضمن املعرض هذا‬

‫ينتظره الكثريون يف مناسبة فريدة للتالقي وتبادل‬ ‫اخلربات‪ .‬وأشار إىل ّ‬ ‫أن املعرض حيمل هذا العام نكهة‬

‫العام جناح التصميم‪ ،‬جناح التكنولوجيا ‪ ،‬جناح املدارس‬

‫عبود «معرض الضيافة ‪ »2011 Horeca -‬يف جممع البيال‪،‬‬ ‫حبضور رئيس إحتاد املؤسسات السياحية بيار االشقر‬

‫فريدة تتمثل يف إعالن «بريوت عاصمة الذوق»‪ ،‬هذه‬

‫‪51‬‬

‫واجلامعات ومعرض املواد الغذائية ومعرض املشروبات كما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا باملخابز واحللويات والتغليف‪.‬‬ ‫جديدا‬ ‫جناحا‬ ‫يضم‬

‫العاصمة اليت جنحت يف إستقطاب أعظم الطهاة وباتت‬

‫ويف جولة لـ»اجملتمع واالعمال» يف أرجاء املعرض‪ ،‬أثنى‬

‫حتتوي على جمموعة متميزة من املطاعم واملطابخ‬

‫املشاركون على أهميته يف تأمني التواصل مع زبائنهم‬

‫العاملية واللبنانية‪ .‬وأضاف‪«:‬يستحق لبنان هذا اللقب‪،‬‬

‫القدامى وتعريفهم على زبائن جدد مل يتسنى هلم حتى اآلن‬

‫فمن حضارته املفعمة باألطباق التقليدية اليت غزت‬

‫تذوق منتوجاتهم وتعريفهم عليها‪ ،‬واصفني املعرض بأنه‬

‫العامل‪ ،‬إىل حسن ضيافة شعبه املعروفة‪ ،‬إىل تطويره‬

‫فرصة للصناعيني املشاركني ليلتقوا ويتبادلوا األفكار‬

‫امللحوظ لصناعاته الغذائية املتميزة‪ ،‬اىل تنوع فريد يف‬

‫ويكتشفوا جديد األسواق ُ‬ ‫ويطلقوا العنان البتكاراتهم‪.‬‬


‫زيارة سفرية بريطانيا‬ ‫اىل غرفة بريوت‬

‫عام الغرفة السيد ربيع صربا‪ .‬وأكد شقري خالل اللقاء‬ ‫األهمية اليت يوليها القطاع اخلاص اللبناني لتعزيز التعاون‬ ‫االقتصادي مع بريطانيا على املستويات كافة‪ ،‬ملوقعها اهلام‬ ‫ودورها الريادي على مستوى االقتصاد العاملي‪.‬‬ ‫وقال شقري «رغم بلوغ أرقام التبادل التجاري بني البلدين‬ ‫مستويات مقبولة‪ّ ،‬‬ ‫إال أن هناك جماالت كثرية ميكن‬ ‫ً‬ ‫مشددا يف‬ ‫العمل عليها لتنمية التبادل يف االجتاهني»‪،‬‬ ‫هذا اإلطار على ضرورة إختاذ اخلطوات اليت من شأنها إجياد‬ ‫شركاء جتاريني للصناعيني اللبنانيني يف بريطانيا‬ ‫لتسويق منتجاتنا اليت تتمتع مبواصفات عالية يف أسواق‬ ‫هذا البلد‪ ،‬وكذلك تعريف التجار اللبنانيني على‬ ‫ً‬ ‫عامليا واليت مل تدخل حتى‬ ‫املاركات الربيطانية املشهورة‬

‫حبث رئيس احتاد غرف التجارة والصناعة والزراعة يف‬

‫اآلن بقوة اىل السوق اللبنانية»‪.‬‬

‫لبنان رئيس غرفة بريوت وجبل لبنان السيد حممد شقري‬

‫من جهتها‪ ،‬أكدت السفرية الربيطانية االهمية اليت توليها‬ ‫ً‬ ‫خصوصا على املستوى‬ ‫بالدها لتطوير عالقاتها مع لبنان‬

‫تطوير العالقات االقتصادية وتنمية التبادل التجاري بني‬

‫اإلقتصادي‪ ،‬مشيدة بقدرة وإرادة اللبنانيني على النهوض‪.‬‬

‫البلدين‪ ،‬حبضور نائب رئيس الغرفة السيد حممد ملع‪ ،‬ورئيس‬

‫ونوهت بأهمية االفكار اليت طرحت خالل اإلجتماع لتعزيز‬

‫جمموعة العالقات الدولية للتجارة واالستثمار لدائرة الشرق‬

‫العالقات االقتصادية الثنائية‪ ،‬وأبدت السفرية استعدادها‬

‫األوسط يف بريطانيا السيد بول تايلور‪ ،‬ورئيس قسم التجارة‬

‫لبذل كل االمكانيات املتاحة لتحقيق األهداف املرجوة‬

‫واإلستثمار يف السفارة الربيطانية السيد بول خواجة‪ ،‬ومدير‬

‫مبا خيدم إقتصاد البلدين وشعبيهما‪.‬‬

‫مع سفرية بريطانيا يف لبنان السيدة فرانسيس غاي‪ ،‬سبل‬

‫مؤمتر «إنرتسيم»‬ ‫لصناعـة اإلمسنت‬

‫وزارة الصناعة اىل جانب دعمها ورعايتها للصناعة الوطنية‬ ‫مبختلف قطاعاتها‪ ،‬تأمني االنتاج االفضل واملتالئم مع القدرة‬ ‫ً‬ ‫بعيدا من االحتكار او عدم‬ ‫الشرائية للمستهلك اللبناني‪،‬‬ ‫الكفاية االنتاجية‪»..‬‬

‫افتتح وزير الصناعة يف حكومة تصريف األعمال ابراهام دده‬

‫ً‬ ‫وقال الروسان‪ :‬أخذت صناعة اإلمسنت ً‬ ‫كبريا وأصبحت‬ ‫بعدا‬

‫يان مؤمتر «إنرتسيم» لصناعة اإلمسنت وتسويقه يف الشرق‬

‫تشكل نسبة كبرية يف اإلنتاج وما زالت تتوسع وتزيد‪.‬‬

‫األوسط‪ ،‬يف فندق «حبتور» – سن الفيل‪ ،‬يف حضور وزير‬

‫وبعد عامني أتوقع ان يصل اإلنتاج يف منطقتنا اىل ‪ 300‬مليون‬ ‫ً‬ ‫سنويا على رغم أننا نعيش يف ظروف صعبة لكنها‬ ‫طن‬

‫لإلحتاد العربي لإلمسنت ومواد البناء أمحد الروسان‪ ،‬وأصحاب‬

‫متحركة‪ .‬وأمل يف أن تعطي هذه احلركة ثـمارها وان‬ ‫تشكل ً‬ ‫دفعا اىل األمام‪.‬‬

‫العربية واالقليمية واآلسيوية واألوروبية‪.‬‬

‫معد ً‬ ‫وتناول الوزير عبود الوضع العام لإلقتصاد يف لبنان‪ّ ،‬‬ ‫دا‬

‫السياحة يف حكومة تصريف األعمال فادي عبود‪ ،‬األمني العام‬ ‫وممثلي شركات الرتابة ومواد البناء يف لبنان وعدد من الدول‬ ‫ً‬ ‫خافيا على‬ ‫وألقى دده يان كلمة اشار فيها اىل انه «ليس‬

‫النقاط اإلجيابية اليت يتمتع بها‪ ،‬مثل‪ :‬الصمود يف االزمات‪،‬‬

‫أحد ان صناعة الرتابة يف لبنان والعامل تواجه حتديات كربى‬

‫حيوية القطاع اخلاص وفعاليته‪ ،‬أهمية القطاع املصريف‪ ،‬حوافز‬

‫أهمها االنتاج الصناعي ومحاية البيئة‪ ،‬وأضاف‪« :‬من أوىل مهام‬

‫املستثمرين‪ ،‬مهارة اليد العاملة‪ ،‬فرص اإلستثمار املتعددة‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫سالمة رعى منتدى املال واالعمال‬ ‫«بني الفرص الفائتة والفرص الساحنة»‬ ‫تعيشها بعض الدول العربية وذلك يف ما خيص النفط»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دوليا‬ ‫وقال‪« :‬ال ميكننا مواجهة ارتفاع أسعار املواد األولية‬ ‫ولكننا سنحاول احلد من اآلثار السلبية الداخلية على مستوى‬ ‫التضخم العام وذلك من خالل التحكم بالسيولة واحملافظة‬ ‫على استقرار سعر صرف اللرية اللبنانية‪( .‬نسبة التضخم حاليا‬ ‫‪ 4,5‬و‪ %5‬وفقا إلحصاءات ‪ -2010‬مل يصدر اإلحصاء املركزي أي‬ ‫رقم عن العام ‪ .)2011‬كما نكرر حاجة لبنان إىل إصالحات‬ ‫من اليمين‪ :‬رئيس مجلس ادارة شركة «كونفكس» رفيق زنتوت‪ ،‬حاكم‬ ‫مصرف لبنان رياض سالمة‪ ،‬رئيس لجنة االقتصاد الوطني والتجارة‬ ‫والصناعة والتخطيط في مجلس النواب النائب نبيل دي فريج‪ ،‬رئيس‬ ‫الجمعية اللبنانية للجودة ‪ LSQ‬فادي صعب‬

‫‪53‬‬

‫حتد من العجز يف املوازنة وتوجه إمكانيات أكرب إىل القطاع‬ ‫االجتماعي»‪ .‬وإعترب رئيس اجلمعية اللبنانية للجودة فادي‬ ‫صعب ان التحاليل وتضارب املواقف تكثر عن تصنيف لبنان‬ ‫ً‬ ‫فرصا استثمارية‬ ‫كبلد يتمتع بنظام اقتصادي حر خيلق‬

‫رعى حاكم مصرف لبنان رياض سالمة «منتدى املال‬

‫جمدية أو يشكو من سياسات إجرائية تعرقل حركة األعمال‬

‫واألعمال» الذي نظمته شركة «كونفكس» حتت‬

‫الناجحة‪ ،‬إال أن احلقيقة تبقى بأن لبنان يتأرجح بني كونه‬

‫عنوان «بني الفرص الفائتة والفرص الساحنة» يف فندق‬

‫بلد الفرص الساحنة وبلد الفرص الفائتة»‪.‬‬

‫موفنبيك‪ .‬وشارك يف املنتدى‪ ،‬عدد كبري من ذوي اخلربة‬

‫والقى رئيس جلنة االقتصاد الوطين والتجارة والصناعة‬

‫وصناع القرار‪ ،‬وخنبة من املسؤولني وأصحاب االختصاص‬

‫والتخطيط يف جملس النواب النائب نبيل دو فريج كلمة‬

‫من القطاعني العام واخلاص‪ ،‬وكربى الشركات اللبنانية‬

‫استهلها بالقول‪« :‬جنتمع اليوم يف ظل ظروف حملية وإقليمية‬

‫واملؤسسات املالية‪ ،‬وجمموعة من املصرفيني املتخصصني‪.‬‬ ‫ورأى سالمة يف الكلمة اليت ألقاها « إن اهلدف األهم للبنان‬

‫وعاملية ضاغطة وخطرية سواء على الصعيد االقتصادي أم‬ ‫ً‬ ‫موضحا ان «التجربة قد علمتنا أن‬ ‫على الصعيد السياسي‪».‬‬

‫خالل العام ‪ 2011‬هو اإلبقاء على نسب منو حقيقي مرتفع‬

‫التغريات اإلقليمية أو الدولية ميكن أن تشكل للبنان فرصة‬

‫يف إقتصاده‪ .‬فالنمو يولد القدرة الشرائية وفرص العمل‬

‫وحتديا يف الوقت ذاته‪ .‬املهم يف هذا اإلطار هو كيفية التعامل‬

‫وهو عامل خمفض لنسبة املديونية إىل الناتج احمللي‪ .‬ولفت‬

‫والتكيف مع هذه التطورات‪ ،‬فنحول التحدي إىل فرصة أو على‬

‫اىل وجود هدف آخر ال يقل أهمية عن االول‪ ،‬ويكمن يف‬

‫األقل نستفيد من الفرصة الساحنة ‪».‬‬

‫احملافظة على مستوى الفوائد اليت وصلنا إليها بقوى السوق‬ ‫ً‬ ‫معتربا ان‬ ‫وهي فوائد مقبولة نسبة إىل تصنيف لبنان‪،‬‬

‫كما كانت كلمة لرئيس جملس إدارة شركة‬ ‫«كونفكس» رفيق زنتوت اشار فيها اىل اننا نعيش يف عاملنا‬

‫حتقيق هذين اهلدفني‪ ،‬مرتبط بقدرة لبنان على متابعة‬

‫العربي مرحلة تارخيية ومصريية سوف تغري مفاهيم كثرية يف‬

‫استقطاب الرساميل إىل قطاعه املصريف لكي يبقى هذا‬ ‫ً‬ ‫قادرا على متابعة عملية التسليف إىل القطاع العام‬ ‫األخري‬

‫التبادل اإلقتصادي والتجاري والصناعي واإلجتماعي‪ ،‬وتتزامن‬ ‫ً‬ ‫مشددا على أهمية‬ ‫مع تطورات اقتصادية عاملية غري مستقرة‪،‬‬

‫والقطاع اخلاص بالفوائد املعمول بها حاليا»‪.‬‬

‫دور لبنان يف هذه املرحلة واإلستفادة من الوضع احلالي ليتبوأ‬

‫وأشاراىل ان «السياسات التوسعية لدى الدول الكربى‬

‫لبنان جمددا الدور الرائد يف املنطقة كمالذ آمن لالستثمار‬

‫ومصارفها املركزية ّأدت إىل إجياد حالة من الفائض‬

‫وكمركز مالي كما كان عليه قبل فرتة احلرب اللبنانية‬

‫بالسيولة ترمجت بارتفاع أسعار املواد األولية ومنها املعادن‬

‫املشؤومة يف أواسط السبعينات والنهوض بلبنان اىل املركز‬

‫والغذاء والنفط وقد أجج ذلك حالة عدم االستقرار اليت‬

‫العاملي الذي يستحقه»‪.‬‬


‫بريوت استضافت قمة «عرب‬ ‫نت ‪»2011‬‬ ‫ً‬ ‫ممثال بوزير االتصاالت‬ ‫رعى رئيس اجلمهورية ميشال سليمان‬ ‫يف حكومة تصريف االعمال شربل حناس افتتاح قمة «عرب‬ ‫نت ‪ »2011‬اليت نظمتها اجملموعة الدولية املتحدة لألعمال‪،‬‬ ‫بالتعاون مع مصرف لبنان املركزي‪ .‬وتعترب القمة ‪ ،‬أكرب‬ ‫مؤمتر لتطوير األعمال يف جمال اإلنرتنت واملوبايل يف العامل‬ ‫العربي‪ ،‬اذ ضمت حنو ‪ 1000‬من مديري األعمال واملستثمرين‬ ‫واملطورين ورواد األعمال الشباب‪ ،‬من عدد كبري من الدول‬ ‫العربية‪ ،‬وحتدث فيها أكثر من ‪ 100‬من القياديني يف جمال‬ ‫صناعات اإلنرتنت واهلواتف النقالة‪.‬‬ ‫لفت ّ‬ ‫حناس يف كلمته أن «النظام الرقمي أحدث ثورة‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا يف اجياد مساحات‬ ‫تكنولوجية واجتماعية اسهمت‬ ‫ّ‬ ‫وشكلت رافعات استثنائية لالقتصاد‬ ‫تنموية مبتكرة‬ ‫العاملي وللمجتمعات يف دول العامل الثالث‪ ،‬اذ قلصت بنسب‬ ‫معقولة الفجوة الرقمية اهلائلة بني هذه اجملتمعات والدول‬

‫وأكد أن «رؤية مصرف لبنان ال تقتصر على الشبكة‬

‫الصناعية»‪.‬‬

‫اإللكرتونية واهلاتف اخللوي بل تتجاوزهما لتدعم جهود‬

‫وقال «يف لبنان‪ ،‬عملنا على مدى عام ونصف عام على زيادة‬

‫القطاعني العام واخلاص ولتحويل لبنان إىل مركز للصناعات‬ ‫ً‬ ‫مشريا اىل أن «شباب لبنان الذين يتمتعون‬ ‫االبتكارية»‪،‬‬

‫تنفيذ شبكة االلياف البصرية وتوسيع السعات الدولية‬

‫مبستوى تعليمي رفيع مت حتصيله يف جامعات مرموقة بفضل‬

‫وادخال تقنية اجليل الثالث ‪ 3G‬يف شبكات اهلاتف اخلليوي‪.‬‬

‫بيئة متنوعة ومنفتحة‪ ،‬ينعمون مبزايا تنافسية يف قطاعات‬

‫وحققنا خطوات ملموسة على هذه املستويات‪ ،‬على أن تنجز‬ ‫ً‬ ‫تباعا املشاريع الثالثة يف غضون اشهر قليلة‪ ،‬لتبدأ يف ضوئها‬

‫مثل تطوير وتصميم الشبكة اإللكرتونية والتطبيقات‬

‫كبرية وغري مسبوقة يف قدرات نقل املعلومات من خالل بدء‬

‫اخللوية واأللعاب والرسم»‪ .‬ورأى أن «هذه القطاعات اخلدماتية‬

‫ً‬ ‫فعال ثورة على مستوى قطاع االتصاالت‬ ‫مرحلة جديدة هي‬

‫تؤمن للشباب اللبناني وظائف بأجور عالية وقيمة مضافة‪،‬‬

‫ملا ستحققه للبنان واللبنانيني من امكانات غري مسبوقة‬

‫مما يسهم يف عكس هجرة االدمغة اليت ّ‬ ‫جترهم حنو اخلارج‬

‫تضعهم يف مصاف نظرائهم يف الدول املتقدمة‪ ،‬فننتقل من‬

‫حبثا عن فرص عمل»‪.‬‬

‫اقتصاد الندرة اىل اقتصاد الوفرة مع ما يتطلب ذلك من نهوض‬

‫وشدد رئيس اهليئة املنظمة لالتصاالت باإلنابة الدكتور‬ ‫َ‬ ‫عماد حب اهلل على ّ‬ ‫«لبنان َ‬ ‫أمام نقطة حتول مهمة‪ ،‬فإما‬ ‫أن‬

‫واملهنية»‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫حمرك‬ ‫وتقنية املعلومات إىل‬ ‫أن يتحول قطاع االتصاالت‬ ‫َ‬ ‫يلحق لبنان بركب ُّ‬ ‫الدول‬ ‫للقطاعات االقتصادية األخرى وأن‬

‫شامل على املستويات املعرفية والثقافية واالكادميية‬ ‫من جهته أوضح حاكم مصرف لبنان رياض سالمة أن «مصرف‬ ‫لبنان ّ‬ ‫يعول أكثر فأكثر على التواصل اإللكرتوني اآلني‬ ‫ً‬ ‫خدمة لالقتصاد»‪.‬‬ ‫مع القطاع املصريف‪ ،‬مما يعزز الفاعلية‬ ‫واضاف «يف هذا اإلطار‪ ،‬أصدر مصرف لبنان منذ مدة طويلة‬ ‫تعميما ّ‬ ‫ينظم العمل املصريف اإللكرتوني‪ .‬وقد قامت مصارف‬ ‫عدة‪ ،‬بناء على هذا التعميم‪ ،‬باستحداث منصة للتواصل مع‬ ‫زبائنها يف شتى اجملاالت»‪.‬‬

‫صعيد اخلدمات‬ ‫اإلقليمية ويتخطى الرتاجع املوجود على‬ ‫ِ‬ ‫املستويني‬ ‫والسعات على‬ ‫اإللكرتونية‪ ،‬والبنية التحتية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونتخلف عن‬ ‫احمللي والدولي‪ ،‬أو أن يبقى الوضع على حاله‬ ‫َّ‬ ‫تقنيات املعرفة واحملتوى واالتصاالت واخلدمات‬ ‫الثورات يف‬ ‫ُ‬ ‫التنافسية وتزداد‬ ‫مكانة لبنان‬ ‫اإللكرتونية وترتاجع‬ ‫ِ‬ ‫واالجتماعية»‪.‬‬ ‫الفوارق االقتصادية‬ ‫ِ‬

‫‪54‬‬


‫وفد عراقي يف طرابلس‬ ‫بدعوة من ملتقى التضامن‬ ‫اإلقتصادي‬ ‫بدعوة من ملتقى التضامن اإلقتصادي‪ ،‬زار وفد إقتصادي‬ ‫عراقي برئاسة عضو جملس حمافظة بغداد‪ ،‬ورئيسة‬ ‫مركز سيدات األعمال يف غرفة جتارة بغداد الدكتورة‬ ‫صباح التميمي مدينة طرابلس‪ ،‬لتبادل وجهات النظر‪،‬‬ ‫وسبل تعزيز العالقات التجارية واإلقتصادية والثقافية‬ ‫بني طرابلس والشمال من جهة ومدينة بغداد من جهة‬ ‫أخرى‪ .‬وكانت احملطة األوىل يف مركز امللتقى يف‬ ‫طرابلس وتلتها دعوة على الغداء يف منزل أمني املال يف‬ ‫غرفة طرابلس والشمال ورئيس إدارة صندوق التعاضد‬ ‫ألعضاء غرف التجارة يف لبنان السيد توفيق دبوسي‪،‬‬ ‫حبضور حمافظ طرابلس وبريوت ناصيف قالوش‪ ،‬ورئيس‬ ‫ملتقى التضامن اإلقتصادي عامر أرسالن‪ ،‬ومدير عام‬ ‫جملة اجملتمع واألعمال السيد أديب مينا‪ ،‬ورئيسة ّ‬ ‫جتمع‬ ‫سيدات األعمال اللبنانيات السيدة ليلى كرامي‪ ،‬ومدير‬ ‫عام مؤسسة فارس العميد وليم جملي‪ ،‬واملفتش العام‬ ‫األستاذ فوزي نعمة‪ ،‬والعميد صباح حيدر‪ ،‬ومدير بنك‬ ‫لبنان واخلليج يف طرابلس جاكسون حالل وعدد من‬ ‫الشخصيات‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫مت التأكيد يف هذا اللقاء على عدم اإلكتفاء‬ ‫النظري‪ ،‬واحلاجة إىل ضرورة تفعيل هذا التعاون‬ ‫خبطوات جدية‪ ،‬ووضع خطة عمل تقوم على دراسة‬ ‫حاجات رجال األعمال وفرص اإلستثمار يف البلدين‪ ،‬وبنا ًء‬ ‫على ذلك يتم تبادل الوفود التجارية املؤلفة من رجال‬ ‫األعمال واإلقتصادين‪ّ .‬‬ ‫وأكد السيد أرسالن ّ‬ ‫أن امللتقى‬ ‫ّ‬ ‫يعلق أهمية خاصة على ضرورة اإلنفتاح والتكامل‬ ‫اإلقتصادي مع الدول العربية‪ ،‬وأضاف لقد قمنا بتوجيه‬ ‫الدعوة اىل الوفد العراقي لزيارة طرابلس لفتح صفحة‬ ‫جديدة يف العالقات اإلقتصادية مع دولة العراق‬ ‫الشقيقة‪ ،‬وقد مت اإلتفاق على تأليف جلنة مشرتكة‪،‬‬ ‫مهمتها وضع خطة عمل‪ ،‬تشمل رؤى إقتصادية شاملة‬ ‫لتعزيز العالقات وزيادة حجم األعمال واإلستثمار بني‬ ‫لبنان والعراق‪ ،‬والتحضري لتوقيع بروتوكول تعاون بني‬ ‫امللتقى ومركز سيدات األعمال يف بغداد‪ ،‬للمحافظة‬ ‫على استمرارية احلوار الثنائي اإلقتصادي الفعال خاصة‬ ‫على مستوى صانعي القرار‪ ،‬لذلك مت اإلتفاق على أن يقوم‬ ‫ً‬ ‫قريبا وفد إقتصادي لبناني بزيارة بغداد لتنفيذ ما اتفق‬

‫‪55‬‬

‫من اليمين السادة أديب مينا‪ ،‬جاكسون الحالل‪ ،‬عامر ارسالن‪ ،‬محافظ طرابلس ناصيف‬ ‫قالوش‪ ،‬د‪ .‬صباح التميمي‪ ،‬همسة الدليمي‪ ،‬توفيق دبوسي‪ ،‬العميد صباح حيدر‬

‫السيد أديب مينا مع الدكتور مصطفى العمارة‬

‫رئيس ملتقى التضامن االقتصادي‬ ‫عامر ارسالن‬

‫الدكتورة صباح التميمي‬

‫ّ‬ ‫وللتعرف على حاجات العراق‪ ،‬واملساهمة يف عملية‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫النهوض يف خمتلف اجملاالت‪ .‬بدورها أوضحت الدكتورة‬ ‫صباح التميمي حبديث خاص «للمجتمع واألعمال» أن هناك‬ ‫إمكانية لفتح قنوات إستثمارية بني لبنان والعراق سيما ّ‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫تكامال بني البلدين‪ ،‬وأشارت إىل أنه من الضروري رسم‬ ‫هناك‬ ‫إسرتاتيجية إقتصادية بني البلدين تبنى على أساس حاجة‬ ‫األسواق يف شتى اجملاالت التجارية واإلستثمارية‪ ،‬وخاصة‬ ‫يف جمال اخلدمات اليت يتميز بها اللبنانيون‪ ،‬ويتفوقون على‬ ‫غريهم من البلدان العربية‪ ،‬كما ّ‬ ‫أكدت التميمي عن رغبة‬ ‫حقيقية لدى رجال األعمال يف العراق عن إستعدادهم يف‬ ‫الدخول يف مشاريع استثمارية مشرتكة يف لبنان‪.‬‬


‫انعقاد الدورة ال ‪ 35‬العادية‬ ‫جمللس وزراء الصحة العرب يف‬ ‫بريوت‬ ‫افتتح وزير الصحة يف حكومة تصريف األعمال‬ ‫ً‬ ‫ممثال رئيس اجلمهورية العماد‬ ‫حممد جواد خليفة‬ ‫ميشال سليمان الدورة العادية الـ ‪ 35‬جمللس وزراء‬ ‫الصحة العرب اليت انعقدت على مدى يومني يف‬

‫من اليمين‪ :‬نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب وزير‬ ‫الصحة القطري عبد اهلل بن خالد القحطاني‪ ،‬رئيس الدورة الوزير محمد‬ ‫جواد خليفة‪ ،‬األمين العام المساعد ورئيسة قطاع الشؤون االجتماعية‬ ‫بجامعة الدول العربية الدكتورة سيما بحوث‪.‬‬

‫فندق احلبتور ‪ -‬سن الفيل‪ .‬وألقى خليفة كلمة رأى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيها ّ‬ ‫وفنيا‬ ‫ماديا‬ ‫أنه رغم أن اإلمكانات املتوافرة‬ ‫واملتفاوتة بني الدول العربية وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للنجاحات احملققة وهي ليست كلها بالضرورة‬ ‫مرتبطة بالعسر أو اليسر هلذا اجملتمع أو ذلك إال أننا‬ ‫كلنا نتحمل املسؤولية يف تطوير قدراتنا ومساعدة‬ ‫البعض حيث احلاجات ال تزال كبرية‪.‬‬ ‫وأردف‪:‬‬

‫«إن‬

‫تضامننا‬

‫وتعاوننا‬

‫وشراكتنا‬

‫يف‬

‫املسؤولية هي اليت تعطي للعروبة مضمونها القومي‬

‫جانب من الحضور‬

‫والوطين واحلضاري وكل منا يتحمل مسؤولية‬ ‫ّ‬ ‫مقو ماتها ومتطلباتها»‬ ‫إدارة الصحة العامة بكل‬ ‫من‬

‫جهته‬

‫اشار‬

‫نائب‬

‫رئيس‬

‫املكتب‬

‫التنفيذي‬

‫جمللس وزراء الصحة العرب وزير الصحة القطري‬ ‫عبد اهلل بن خالد القحطاني اىل أن الفرتة الواقعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعاونا‬ ‫ملحوظا‬ ‫نشاطا‬ ‫بني دورتي اجمللس شهدت‬ ‫وتنسيقا بناء من قبل وزراء الصحة العرب يف خمتلف‬ ‫القضايا الصحية ومت الرتكيز على تلك القضايا‬ ‫اليت تعكس األوضاع الصحية امللحة يف مجيع دول‬ ‫املنطقة العربية وعلى إعداد املشروعات واخلطط‬

‫خليفة يلقي كلمة رئيس الجمهورية‬

‫القحطاني يلقي كلمته‬

‫الالزمة ووضع الربامج الزمنية لتنفيذها‪ ،‬متنمنيا‬ ‫أن يستمر هذا التعاون والتواصل والعمل الدؤوب‬

‫ً‬ ‫خصوصا مع وجود الكثري من املواطنني احملاصرين‬

‫من أجل االرتقاء مبستويات اخلدمات الصحية يف‬

‫دون مأوى أو غذاء أو سبل إصحاح أو خدمات رعائية‪.‬‬

‫البالد العربية‪.‬‬

‫ورأت أن هناك حاجة ماسة وملحة وأهمية قصوى‬

‫ولفتت األمني العام املساعد ورئيسة قطاع الشؤون‬

‫إىل الدعوة العاجلة لعقد اللجنة العربية الصحية‬

‫الدكتورة سيما‬

‫للطوارىء لوضع خطة للتعامل مع االرتفاع اخلطري‬

‫االجتماعية جبامعة الدول العربية‬ ‫حبوث إىل ّ‬ ‫أن اجلهود اإلنسانية املبذولة على احلدود‬

‫يف معدالت املصابني‪.‬‬

‫التونسية – الليبية تتصاعد بشكل خاص حيث أن‬

‫وقرر عقد الدورة العادية املقبلة يف االردن يف ‪22‬‬

‫هناك حتديات لوجستية كربى من كال اجلانبني‬

‫آذار ‪.2012‬‬

‫‪56‬‬


outcomes. A lot depends on how familiar your senior managers are with e-learning technologies and pedagogies and whether they are promoting it, indifferent or actively against the ideas. If they are lacking in knowledge, one of your jobs is to educate them and the best way of doing this is to do some small scale stuff (such as the things suggested above) and show them the results. Make a clear, simple but well produced slide presentation explaining what you want to do and the benefits it will bring. Don’t send it to them as an email attachment – upload it to Slideshare and send them the link. In this way you are ‘training’ your managers in the use of e-learning - don’t miss an opportunity! If you do need extra resources, set out a clear proposal showing what is capital cost (such as hardware) and what is recurring revenue cost (such as broadband connection). Make sure you cost in EVERYTHING (see list above) – there is nothing designed to infuriate senior management as much as a proposal that is deliberately under-costed to increase its chances of approval then to find out after implementation has started there are extra costs which, if not met, waste the rest of the investment. Of course, this is true of any proposal but investment in e-learning seems particularly prone to escalating and ‘hidden’ costs. When it comes to dealing with the people below you, the same rules apply as those set out for senior managers. To these we would add one or two specific ideas. • Begin with a grass roots approach • Start where you have most chance of success. – Find out who in your section or department is interested in e-learning or is confident about using ICT. Encourage and ‘grow’ these

people and make sure you reward them in some way. This could be a few hours non-contact time to develop some e-learning materials or chance to go to a training course, conference or visit. • Talk about the successes at staff meetings. Most people will see e-learning as yet more work for which there is no payback – you have to motivate them in some way. • Find a vocal group of beta testers • Don’t set strict rules – encourage exploration and experiment • Create opportunities for staff to look at e-learning being used effectively. This could be visits to other VET schools or training centres, (real or on-line), YouTube videos or practical training sessions – the best are those where they leave with e-learning ideas or materials or other products that they can use immediately in their classroom or work place. • Encourage staff to join in on-line forums or open meetings about e-learning. If they are not confident to start with, it is perfectly OK to ‘lurk’ in the background occasionally. www. pontydysgu.org is a good site for finding out about on-line events for trainers • Communicate the stories behind e-learning e.g How did social software start? What made Twitter happen? Will Facebook survive? (to be continued)

57


support from managers. Management and leadership style and behavior are more important than policy and sophisticated implementation processes and. Employees need to be able to trust the organization. • Lead by example – set up a Facebook group as part of the consultation process, use a page on the organization website to keep people up to date with planned changes, use different media to communicate with staff, make a podcast of your key messages and publish it on YouTube John Kotter, a professor at Harvard Business School has designed the following eight step model, which we think is really useful so we have included it in full. • Increase urgency – inspire people to move, make objectives real and relevant. • Build the guiding team – get the right people in place with the right emotional commitment, and the right mix of skills and levels. • Get the vision right – get the team to establish a simple vision and strategy, focus on emotional and creative aspects necessary to drive service and efficiency. • Communicate for buy-in – Involve as many people as possible, communicate the essentials, simply, and to appeal and respond to people’s needs. De-clutter communications – make technology work for you rather than against. • Empower action – Remove obstacles, enable constructive feedback and lots of support from leaders – reward and recognize progress and achievements. • Create short-term wins – Set aims that are easy to achieve – in bite-size chunks. Manageable numbers of initiatives. Finish current stages before starting new ones. • Don’t let up – Foster and encourage

58

determination and persistence – ongoing change – encourage ongoing progress reporting – highlight achieved and future milestones. • Make change stick – Reinforce the value of successful change via recruitment, promotion, new change leaders. Weave change into culture.

Getting started As a middle manager, in some ways you are in the most difficult position if you want to introduce e-learning methods in your classrooms or workplace as you have to convince both those above you and below you. Convincing senior managers is usually fairly easy to start with if you present them with some concrete benefits of using e-learning in a specific context and tell them that in the first instance it will not cost anything. For example, telling management that you are going to get your first year building apprentices to set up a wiki around new materials or record their work experience on a blog and that there are no cost implications is very unthreatening whereas announcing that you are going to introduce e-learning across your department is going to raise all sorts of concerns. The important thing is that once you have done something, share the success stories with your senior managers – get them to listen to the podcast your apprentices made or invite then to join your engineering students’ Facebook group. This reassures them they made the right decision in allowing you to get on with it and actively engages them in the process. It is then much easier asking for extra money for a vid cam to improve on the audio podcasting than it would have been without any concrete


perspective of each group and ask yourself how they are likely to react. For example, older staff may feel threatened and have no interest in adopting new technologies. The staff who teach IT often consider that e-learning is really under their remit and resent the involvement of other staff in their ‘territory’. Another very sensitive group will be your IT technicians. They can make or break your plans by claiming they ‘cannot support’ this or that and raising all sorts of security issues and other obstacles. • Although you may be enthusiastic about e-learning try not to be too zealous – this is not sustainable in the long term. The idea is to convey your enthusiasm and stimulate theirs rather than hard selling e-learning. If you do, people will nod their acceptance then completely disregard it thinking this is yet another of those initiatives that will go away in time. Change is usually unsettling, so the manager, logically, needs to be a settling influence not someone who wants to fire people up with his own passion thinking this will motivate them. • Think carefully about the time frame. If you think that you need to introduce e-learning quickly, probe the reasons – is the urgency real? Will the effects of agreeing a more sensible time-frame really be more disastrous than presiding over a disastrous change? Quick change prevents proper consultation and involvement, which leads to difficulties that take time to resolve. • Think about the scale. Are you going for a top down approach which may be standard across the institution and include a Learning Management System and a Learning Content Management System? Or are you going to stimulate small scale explorations in the classroom with a few interested teachers and try to grow e-learning

organically? • Avoid expressions like ‘mindset change’, and ‘changing people’s mindsets’ or ‘changing attitudes’, because this language often indicates a tendency towards imposed or enforced change and it implies strongly that the organization believes that its people currently have the ‘wrong’ mindset. • Workshops, rather than mass presentations, are very useful processes to develop collective understanding, approaches, policies, methods, systems, ideas, etc. • Staff surveys are a helpful way to repair damage and mistrust among staff – provided you allow people to complete them anonymously, and provided you publish and act on the findings. • You cannot easily impose change – people and teams need to be empowered to find their own solutions and responses, with facilitation and

59


e-learning

Introducing e-learning The introduction of technology Enhanced Learning into institutions or the workplace implies change. This can be difficult to manage. senior and middle managers complain of resistance by staff to change. Many teachers I talk to would like to use more technology for teaching and learning, but are frustrated by what they see as organizational inertia or the lack of management backing for change. My colleague Jenny Hughes, has recently written a chapter called ‘Introducing e-Learning – getting started’ to be published in a forthcoming e-book series. The chapter looks at practical steps to introducing e-learning from the position of a senior manager, a junior manager and classroom teacher. As ever we would be grateful for your feedback on this first draft. Does it make sense to you?.

Getting started If you want to introduce e-learning methods into your organization the way you go about it will be largely determined by the position you hold. We have considered how you may approach

it firstly as a senior manager (e.g Head of HRD or a VET school principal) then as a middle manager (e.g a training officer or section leader) and finally as a classroom teacher or trainer.

Senior manager Before you even consider introducing e-learning, ask yourself why you are doing it – what problem are you trying to solve with it and what do you want to achieve? Just as important, how will you know that it has been achieved? What are your targets? Over what time period? Change needs to be measurable. ‘Introducing e-learning’ is just not specific enough! Do you want to install a complete learning management system including computerized student/ trainee tracking, a repository of materials and course content or would you be happy if a handful of creative teachers or trainers

60

got together and started experimenting with social software tools? • Consult early and consult often – if you force change on people, problems normally arise. You need to ask yourself which groups of people will be affected by your planned changes and involve them as early as possible. Check that these people agree with it, or at least understand the need for change and have a chance to decide how the change will be managed and to be involved in the planning and implementation. Use face-to-face communications wherever possible. • Try to see the picture from the


lymphocytes as an expression of immunomediated Mimmunity. In this case, however, lymphocytes have to be previously activated by some other circulating molecules, normally antigens or endotoxic lipopolysaccarides. In this case both moncytes and lymphocytes express a re-ceptor named Chemokine receptor III ( CCR3). All the different cytokinesbeing an expression of inflammatory mechanisim (interleukin 1 -10-9 -7 -6 -2 18-11, alpha TNF, Gamma Interferon and etc.) represent real markers of arterio schlerosis). Their possible increase must be interpreted as a negative of the atheroma. However, we must point out that the increase of inflammatory cytokines could not be a cause but an effect of atheromatosis, representing, then, a stimulation of the liver to produce reaction to the release of molecules coming from areas of arteriosclerotic activation. Chemokines have, instead chemotactic power for leukocytes which, under their action, can adhere to the endothelium and eventually enter the subendothellium. IL-8 MCP1 and Eotaxine 12 - belong to the chemokine family.

F - Lipo-proteins Fat metabolism, through intestinal absorption, determines in the bloodthe formation of lipo-proteins which when RFs are present- become one of the main responsible elements for the formation of atheroma. Since blood lipo-proteinsper se and in the native status- do not have inflammatory or immune properties, it is important that some kinds of mechanism will transform them and then make them become «inflammatory and immunogenic» in order to have atherogenic activities.

Since the atherogenic process is a very complicated phenomenon and it could require a simultaneous discussion on its «first steps», it is clear that some specific RFs cosidchange the activity of endothelium , causing the well known endothelial dysfunction (see later). The atherogenic power of lipo-proteins can become evident through: a endothelial dysfunction whichthanks to a complicated biochemical phenomenon allows the endothelium to affect lipoproteins, causing a modification of their structure in the sense of a smaller amount of esterified cholesterol and a greater amount of triglycerides. This biochemical phenomenon makes LDLs more «compact» and smaller so that they can enter the space between endothelial cells. This movement allows LDLs not only to go beyond the endothelial barrier, but also to reach the endothelial space and, more precisely, the are situated immediately under the basilar lamina where endothelial cells lean on and also link together. b.In the micro sub intimal environmentanother deep modification of LDLs takes place, namely with the complicity of endothelial cells, lipoprotein lipase (lLPLs), but also and mainly the oxidative stress and proteic fractions takes place, in other words, another major and severe structural change occurs. It makes LDLs smaller and transforms them into different and more dense molecules. It transforms them into: - Molecules capable of producing a sustained oxidative stress; - Immunogenic molecules capable of causing the formation of autoantibodies: - Molecules capable of being recognized by the macrophagic scavengers receptors. - Chemotactic molecules for circulating monocytes (to be continued)

61


Proteic hormone biosynthesized by the fat tissue which decreases in the plasma of patients with evolving cardiovascular disease. It is a molecule that accumulates in the subendothelium where, with the linkage to the extracellular matrix, namely the fibrous capsule of the plaque, it shows a metabolism (and thus directly active on lipoproteins) which play a major role in any atherogenic process; 2.NF- kB (nuclear factor Kb) It is strongly activated both by oxidative stress (namely by an overproduction of oxygen free radicals see below), and by alpha TNF; it is to be considered a typical factor of pro-inflammatory transactiona sort of bridge capable of transmitting to the target genes, present in the DNA of the nucleus, stimuli uptaken by receptor on the cell membrane. NFKB, through a very complicated mechanism of transmission of these stimuli via cell cytoplasm, can ÂŤsendÂť to the DNA all the messages directly involved in the atherogenic process. In order to send these messages, it is nearly always necessary the presence of inflammatory phenomena.

D – Adiponectine Proteic hormone ( biosynthesized by the fat tissue) which decreases in the plasma of patients with evolving cardiovascular disease. It is a molecule that accumulates in the subendothelium where, with the linkage to the extra-

62

local and discrete antiatherogenic action. In fact, it inhibits the activity of many atherogenic substances like the oxidated lipoproteins, cytokines, CAMs etc. through the antagonism both with NFKb and TIMP and, also, with receptors present on macrophages and capable of englobing the lipoproteins (so called scavanger receptors) which become responsible for the transformation into foamy cells.

E - Cytokines and chemokines They form a heterogenous group of proteins, mainly made up by Glyco proteins. The same cell can produce different cytokines, which, in term, can act on different kinds of cells. Generally, they stimulate maturation, growth or even cell differentiation, but they can also stimulate the production of other cytokines ( self strengthening phenomena) or take part in the immune mechanisms. They are also called monokynes when produced By Monocytes as an expression of natural immunity, or lymphokines when produced by


and proliferation) and sometimes mobilization of cells on which they exert their specific action (target cells). 2.Chemotactic Factors (CAMs) They also are biosynthesized and expressed on the membrane by many cells involved in the pathogenesis of atherosclerosis. They provoke attraction and fixation of the target cells onto those which show CAM. Very typical, in this sense, is the production of CAMs by the endothelium and - by this latter one - the anchorage of the leukocytes on the arterial wall. 3.Colonizing FactorsG FACTORS (CSFs) They are peculiar GFs, specifically made to develop colonies of some kinds of cells. 4.Tissue factor ( TF) This is a transmembrane Glycoprotein representing the basic hemostatic artifact which realizes the coagulation cascade and thrombogenesis. The extra cellular side of TF represents the specific receptor for factor VII of the caugulation. In fact, TF, joining factor VII (produced by the liver) activates it to factor VIIa; this newly made macromolecular complex (TF + Factor VII) represents the promoting event of the extrinsic pathway of the coagulative cascade. In case of the so called» vulnerable plaque», TF plays a major role in the thrombogenesis, namely the series of processes responsible for worsening events in the evolution of the arteriosclerotic plaque. If, instead, there are physiological conditions, aggregation between TF and factor VII does not cause thrombo Phylia because, in order to inhibite any form of aggregation TFPI (Tissue Factor Pathway Inhibitor), is always present. During pathological situationsespecially when endothelium disfunction and interruption of the intima layer work together, namely during atheromatosis), the over production of TF and the underproduction of TFPI create a typical

thrombophilic condition. It is important to point out that – especially in genetically thrombophilic patients TF : is over produced and expressed not only by endothelial cells but also by vessel monocytes also acts, on a distance, since it can circulate in the blood as such, inside thrombogenic microparticules, made up by lipids and membrane debris which come from the destruction of atheroma.

C - Nuclear factors These are factors present in the nucleus of cells involved in the development of arteriosclerosis, some of which are very important in the biosynthesis (and thus in the involvement of cell genes) of the several above mentioned factors. 1. Peroxisome proliferator activated receptos (PPARs) They are 3 factors alpha, beta and gamma mainly involved in the lipidic

63


Medecine

Recent concepts on atherosclerosis Modern orientative review on etiopathogenesis of atheromatosis (PART 2) 4- Some general considerations We must define some general important concepts about the etiopathogenesis of atherosclerosi in order to avoid some misunderstandings.

A - The importance of the immune system involvement

LIVIO MECIANI

Arterio-atherosclerosis is obviously not just strictly an immune related phenomenon, even if several immunogenic factors are involved in the development of the atheroma. 1- Involvement of inflammatory cells: The typical arteriosclerotic lesion is represented by the plaque made, also, by monocytes and Tlymphocytes, namely two kinds of typical inflammatory cells-whose recruitment and activation mainly depend on the endothelial disfunction (see below) 2- Exposure of membrane receptors It is important to remember that several motions , typical of the formation Mof arteriosclerotic lesion, are generally determined by the biosynthesis and later by the positioning on the cell membraneof some receptors responsible for the genesis of immune or immune-like reactions (linkage between the ÂŤligandÂť and its receptor). In this phenomenon actually all the cells involved in atherogenic process take part 3.- Involvement of Infectious germs: This process implies the nonrare participation of bacteria and viruses in the genesis of atheroma; they cause the arterioschlerotic damage through immune mechanisims ( see below).

B-Stimulating and inhibiting factors B-Stimulating and inhibiting factors All the cells involved in atherosclerosis produce factors, mainly stimulating but sometimes even inhibiting ones on which the genesis and evolution atheroma depends, both as location of the plaque and as a more wide spread phenomena. 1.GFs They are bio-synthezide throught

64

the DNA and then expressed on the membrane and later excreted by all the cells involved in the pathogenesis of atheroma as soon as these cells are activated by any possible athorogenic stimulous ( see below). They are molecules capable of causing the growth ( development


D ew We a r a b l e M o b i l e D evi ce C o n ce pt Pr ovi d e s G r e at Fu n c t i o n a l i t i e s W i t h S i m p l e A n d St yl i s h A p p ea r a n ce The futuristic watches or wearable gadgets that we usually watch in sci-fi movies lack one important thing, which is simplicity. Who told that future devices always have to be weird and complicated when Dew wearable mobile device is being so simple in design and can do all the required things of our everyday life in style and convenience. Even thought it can’t launch a missile to the enemies, the simplistic design with one ball shaped operating button on the surface can surely make your life easier. With Due’s unique functionality, you will also be able to enjoy 3D hologram of different functions and options of the stylish and lightweight wearable phone.

Kl i p p Fu t u r e Ca m e r a Fu n a m i zu Mac Funamizu is back with a new concept. Highly inspired by the WVIL concept camera demonstrated is CES 2011, Mac conceived of a similar device that looks smaller and thinner. Klipp, the future camera concept by Mac Funamizu is totally idyllic. The idea is pretty clear. The lens has a clip behind it so that you can place it over various places. The lens system is literally self-contained with all the necessary things required to take SLR high-quality photos. Regardless of where you clip it, the lens system sends the pictures to a hub device – a transparent screen, wirelessly.

65


Technology Designer Mac Funamizu Minimalist Zimmer Mobile Phone For those of you, who are looking for a yet another mobile phone concept, check out the new mobile phone by designer Mac Funamizu, Zimmer. You will be amazed at how slim the phone looks and offers great ease in handling. Dig a little deeper and explore an assortment of intuitive features the phone has. We must not miss out its admirable interface, which makes it easy to operate. Well, it looks like a mini iPad, but its design and technological implementation wins over the other models.

Universal Remote Controller Freelance designer, Mac Funamizu has unveiled his yet another transparent and sleek device, which is capable of controlling the household gadgets. You can change the TV’s volume or reduce the brightness of the light without moving from your comfortable chair. Be it lamp, stereo, TV or air conditioner just point at it over the transparent screen and choose the menu item you wish to make a change. This multi-purpose device is available along with a magnetic charging stand. You can as well use it for an internet TV. Such a brilliant concept by the designer is worth appreciating.

66


‫بين العدالة واالقتصاد صلة نسب‬ ‫ً‬ ‫عندما يزدهر وطن من األوطان ويشهد إقتصاده ً‬ ‫مطردا ‪ ,‬وجيد فيه املستثمر واحة ينام‬ ‫منوا‬ ‫ً‬ ‫مرتاحا اىل ماله ‪ ,‬فأعلم وبشكل ال يدعو اىل الشك أن العدالة يف هذا البلد بألف‬ ‫يف أفيائها‬ ‫ً‬ ‫عدال ويعطي ً‬ ‫ً‬ ‫حتما قضاء مستقل يفصل يف النزاعات‬ ‫حقا‪ ,‬وهو‬ ‫خري وأن القضاء فيه يوزع‬ ‫بصورة سريعة تأتلف مع الدورة االقتصادية اليت تشكل الدم الفوار يف عروق اي بلد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبعيدا عن التمويه وأخفاء‬ ‫وجديا‬ ‫دقيقا‬ ‫واذا أردنا أن نصف حالة العدالة يف لبنان وأن يأتي وصفنا‬ ‫احلقيقة ملا توانينا عن القول ‪ ,‬اننا يف هذه االيام بالذات هذه االيام الصعبة تشهد العدالة ً‬ ‫اياما حزينة‬ ‫هي مرآة ملشهد حزين يلف البلد من اقصاه اىل اقصاه ‪ ,‬مشهد حزين هو وليد الفرقه والشحن املذهيب‬ ‫ً‬ ‫واخلالف الطائفي‪ ,‬الذي أجنب العديد من املآسي ّ‬ ‫فتكا الفساد‪.‬‬ ‫أقلها مأساة احملاصصة وأشدها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مرتعدا‬ ‫متهالكا‬ ‫هرما‬ ‫شخصا‬ ‫إذا أردنا أن نرسم باأللوان صورة للعدالة ‪ ,‬لرمسنا العدالة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خمتنقا من كثرة ما محل من‬ ‫مرتعبا‪ ,‬يتنفس بصعوبة‪ ،‬وتتشابه االمراض اليت جتعله‬ ‫ً‬ ‫معقدا ومسجونا‬ ‫أثقال تنوء عن محلها اجلبال‪ .‬ولرمسنا شخصا مع كل العلل اليت ذكرت‪،‬‬ ‫يف سجون هي اقرب للزرائب منها للسجون‪ ،‬وقد ساهم التوقيف االحتياطي الغري مربر يف‬ ‫الوضع املأساوي للسجون وإلطالة أمد الدعاوي من كثرة االهمال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأفضل أن تكون مشالية‪ ،‬لوضعت القارئ يف احملنة القضائية‬ ‫واذا ما أردت أن أضرب األمثال‬ ‫املؤملة اليت نراها يف عكار‪ ,‬تلك احملافظة القارة بالنسبة لباقي املناطق ‪ ,‬تلك احملافظة اليت‬ ‫يبلغ عدد سكانها مئات اآلالف‪ ،‬واليت حيمل ميزان العدالة فيها قاضيان أحدهما للقضايا‬ ‫ً‬ ‫ارقاما‬ ‫اجلزائية واآلخر للقضايا املدنية‪ ،‬فاذا ما عرفنا حجم الدعاوي والنزاعات اليت بلغت‬ ‫فلكية تعرف كيف ال يقدم أي مستثمر على توظيف أمواله يف قطاع الزراعة يف هذه‬ ‫احملافظة اليت ميكن أن يكون مردود اإلستثمار الزراعي فيها ال يضاهى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ايضا على قضاء املنية الضنية‪ ،‬اليت وصلت فيها‬ ‫وما يصح على عكار ينسحب صحة‬ ‫أعداد الدعاوي ً‬ ‫ً‬ ‫عصيا على التصديق‪ ،‬مما جيعلنا نعتقد أن قضاة هذه املناطق ليسوا‬ ‫حدا‬ ‫من البشر بل من األولياء الصاحلني والقديسني املرتفعني‪ ،‬فأنا متأكد ّ‬ ‫أن أي قاضي من هؤالء‬ ‫ً‬ ‫ال جيد ً‬ ‫طفال له أو يهتم بعائلة حباجة لبعض وقته‪.‬‬ ‫وقتا يسمح له أن يداعب‬ ‫هي أمثلة أوردتها ألقول أن الشمال الذي يعاني من ضائقة ّ‬ ‫قل نظريها‪ ،‬ومن حالة إقتصادية‬ ‫سيئة وغري مسبوقة من أهم أسبابها اإلختناق القضائي‪ ،‬ألن املستثمر ال ميكن أن يوظف‬ ‫أمواله يف بلد ال ميكن أن يصل فيه اىل حقه اال بعد سنوات طوال وجهد وتعب ومصاريف‪.‬‬ ‫هي احلقيقة املؤملة‪ ,‬هي احلقيقة اليت جيب أن تعلمها السلطة اذا أرادت ان تنهض مبنطقة‬ ‫صنفت كأفقر منطقة على البحر االبيض املتوسط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعمال جتهد‬ ‫أجل جيب أن تعلم سلطتنا العلية‪ ،‬أن بني العدالة واإلقتصاد صلة نسب‬ ‫ً‬ ‫عبثا عندما حتاول أن تعتمد إمناء الشمال بدون ثقافة جدية لتعزيز وضع‬ ‫السلطة بل‬ ‫القضاء ليوزع العدالة اجلالبة لالستثمار‪.‬‬

‫المحامي حسن خلدون نجا‬ ‫ماجيستير عقود دولية‬

‫‪67‬‬


68



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.