Islamic times issue 100

Page 1

‫العصــــــــــــــر‬ ‫عب عن الفكر اإلسالمي وأنشطة اجملمع اإلسالمي الثقايف‬ ‫ُت رِّ‬

‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫الذرة ‪ -‬انكماش‬ ‫أطوار اجلنني ‪ -‬األصغر من من ّ‬ ‫األرض ‪ -‬وسائل النقل احلديثة ‪ -‬القمر مرآة‬ ‫الشمس ‪ -‬اجتماع الشمس والقمر ‪ -‬الطريان‬ ‫والصعود إىل الفضاء ‪ -‬غزو الفضاء والقمر ‪-‬‬ ‫متدد الكون‬ ‫الغبار الذري والتفجري النووي ‪ُّ -‬‬ ‫ موت الشموس والنجوم ‪ -‬مادة الكون‬‫األوىل ‪ -‬االختـناق يف أعلى الفضاء ‪ -‬كروية‬ ‫األرض ‪ -‬مواقع النجوم ‪ -‬بصمات األصابع‬ ‫ اجلبال وتوازن حركة األرض ‪ -‬خملوقات‬‫حية يف السماء وإمكان اجتماع اإلنسان بها‬

‫‪www.IIokonline.org‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫‪�ãi@—Ó�‹€a@áj«@ÑÓì€a@ÈÓ‘–€a@@Úfl˝»€a‬‬

‫‪www.iiokonline.org‬‬

‫‪www.iiokonline.org‬‬

‫§‹‪Ôi㻀a@ã»ì€a@pbÓ‬‬

‫فِي كُ ل� ق َِصيدَ ٍة عَ َثر ُْت عَ َليْهَ ا‪ ،‬منتقي ًا ِمنْهَ ا مَا ا�عْ َتقِدُ �ا �ن ُه شِ ْع ٌر مُمَ �يزٌ‪ ،‬وعَ �لق ُْت‬ ‫عَ لَى َبع ِْض ِه مُشِ ير ًا إلَى مَكَ ا ِم ِن ِه ا ْل َفلْسَ ِف �ي ِة وإشَ ارَا ِت ِه ال �ر ْم ِز �يةِ‪ ،‬و َمعَانِي ِه الْمُ سْ َت ْنبَطَ ِة‬ ‫ِم ْنهُ‪ ،‬قَدْ َر ا��ٕمْكَ انِ ‪َ ...‬وقَدْ آثرنا تأييدَ ما ل ُه مضمونٌ أخ��قي� كالد� عْ و ِة إلَى‬ ‫الحُ �ب َ‬ ‫َتناسب مَعَ ا��ٔخ��قِ ‪،‬‬ ‫والخ ْي ِر َ‬ ‫والجمَ الِ والف َِضي َلةِ‪ ،‬والت�حف َ�ظ إزا َء ما �� ي ُ‬ ‫َات‬ ‫َص يُمَ ج� ـدُ الش� �ر وال �رذِي َل َة والْمُ حَ �رم ِ‬ ‫ِلل َْحد� مِنْ َصدَ ى ال �ت ْٔاثِي ِر الس� ْلبِي� ��ِٔي� ن �‬ ‫ا �لتِي حَ �رمَهَ ا الل ُه َتعَالَى‪ ،‬ويُشَ ج� عُ عَ َليْهَ ا‪ ،‬و َردَدْ نَا عَ لَى مَا ا�دْ رَجْ نَا ُه ِم ْن ُه فِي هَ ذَ ا‬ ‫َاج الْكَ ثِي ِر ِم ْنهُ‪ْ �ِ � ،‬ل ِتزَا ِمنَا بِالْمَ نْهَ جِ ا ْل ُق ْرآنِي� وال �ن َبوِي�‬ ‫الْكِ ت ِ‬ ‫َاب‪ ،‬وقَدْ تَجَ �ن ْبنَا إدْ ر َ‬ ‫�ات‪ ،‬ويَـ ُر �د عَ َليْهَ ا ُمنَد� د ًا بِهَ ا إذا استعرضها وذكرها‪ ،‬ويَذْ كُ ُر‬ ‫ال�ذِ ي ُي َقب�حُ الس� ْل ِبي ِ‬ ‫اض ًا عَ َليْهَ ا‪ ،‬وهُ َو تَدَ خ� لٌ �� َيتَسَ ر ُ�ب إلَى دَاخِ لِ الن ��ص‪،‬‬ ‫�ات ويَمْ دَ حُ هَ ا حَ ّ‬ ‫ٕيجا ِبي ِ‬ ‫ا�� َ‬ ‫بَلْ يُحِ ُ‬ ‫َب‬ ‫يط ِب ِه و ُي َقي�مُ َم ْعنَا ُه من الخارج‪ .‬وهَ ذِ ِه هِيَ رِسَ الَـ ُتنَا فِي فَهْ مِ ا� ��د ِ‬ ‫يب ا�خْ ��قِهَ ا‪ ،‬و َت ْقرِيبِهَ ا مِنْ قِيَمِ الْحُ �ب والْخَ ي ِر‬ ‫و َد ْو ِر ِه فِي ال �رقِـي� بِالش� ع ِ‬ ‫ُوب‪ ،‬وتَهْ ذِ ِ‬ ‫والْجَ مَ الِ ا���سْ مَ ى‪ ،‬والْكَ مَ الِ ا���عْ لَى الْمُ طْ لَقِ الْمُ تَمَ ث�لِ فِي الل ِه عَ �ز وجَ ل� ‪ ...‬إذْ‬ ‫كُ ل� مَـا َيت ِ�صلُ ب َِجمَ ا ِل ِه وكَ مَ ا ِل ِه َتعَالَى‪ ،‬هُ َو جَ مِ يلٌ ‪ ،‬وعَ مَ لٌ َفن�ي� مُمَ �يزٌ‪.‬‬

‫الع���مة الفقيه الشيخ عبد اللطيف برّي‬

‫طبعة تجريبية قيد التصحيح‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬ ‫√‪ª^œn÷]<Í⁄¯â˝]<ƒ€.]<Ì�éfi_Ê<Í⁄¯â˝]<Ü”À÷]<‡¬<2‬‬ ‫�‪� i‬‬

‫]÷√‪s‚<1433<›Ü¶<5<I<›<2012<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<19<H95<ÅÇ‬‬ ‫�‬

‫ٔا‬

‫‪¿b‘r€a@Ôfl˝é�a@…‡1a@paäÏì‰fl‬‬

‫ح‬ ‫‪١٤‬‬

‫تفسير القرآن الكريم الموضوعي التحليلي المقارن‬

‫‪١٤‬‬

‫حرف الحاء‬ ‫)ا��ٕحسان ‪ -‬حمأ(‬ ‫‪paäÏì‰fl‬‬ ‫‪¿b‘r€a@Ôfl˝é�a@…‡1a‬‬

‫طبعة تجريبية قيد التصحيح‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫√‪ª^œn÷]<Í⁄¯â˝]<ƒ€.]<Ì�éfi_Ê<Í⁄¯â˝]<Ü”À÷]<‡¬<2‬‬ ‫�‪� i‬‬

‫]÷√‪s‚<1433<ÜÀë<11<I<›<2012<ŸÊ˘]<·Áfi^“<24<H96<ÅÇ‬‬

‫مختارات‬ ‫للخطباء وا��ٔدباء والمفكرين‬ ‫مصنفة موضوعي ًا حسب الترتيب ا��ٔلفبائي‬ ‫المجلّد ا��ٔول‬

‫‪Q‬‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫الفقيه الع���مة الشيخ عبد اللطيف برّي‬

‫ﺍﻻﺳﻼﻣــــﻲ‬

‫ﺍﻻﺳﻼﻣــــﻲ‬

‫ﺍﻻﺳﻼﻣــــﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٣‬ﺁﺏ ‪ ٢٠١١‬ﻡ ‪ /‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ ١٤٣٢‬ﻫﺞ‬

‫‪@pbÓ‹vÄm‬‬ ‫‪www.iiokonline.org‬‬ ‫‪Ôi㻀a@ã»ì€a‬‬ ‫قاموس المفاهيم القرآنية‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٣‬ﺁﺏ ‪ ٢٠١١‬ﻡ ‪ /‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ ١٤٣٢‬ﻫﺞ‬ ‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬ ‫ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﺍﻷﻏﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﻭﺗﻨﺼﻴﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ )ﻉ(‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٣‬ﺁﺏ ‪ ٢٠١١‬ﻡ ‪ /‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ ١٤٣٢‬ﻫﺞ‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫‪lbnÿ€a@Úflá‘fl@Âfl‬‬ ‫َات ا ْلعَا ِد �ي َة‬ ‫اخْ َتر ُْت مِنَ ا ْلق َ​َصائِدِ والش� ْع ِر ما ه َو مُمي�ز‪ ،‬فِي نَظَ رِي‪ُ ،‬متَجَ اوِز ًا ا� �� ْبي َ‬

‫@‪ÈÓ‘–€a@Úfl˝»€a‬‬ ‫‪ëÏflb‘€a@aâÁ@òˆbóÇ‬‬ ‫‪ãi@—Ó�‹€a@áj«@ÑÓì€a‬‬

‫ يُسه�ل تناول المفاهيم ا��ٕس��مية بإدراجها في ا��ٔحرف الهجائية‪.‬‬‫ يُفس� ر ا��ٓيات القرآنية مجتمعة بحسب وحدة مواضيعها‪.‬‬‫ يدرس أهم المفاهيم القرآنية المباشرة وغير المباشرة )المنصوصة والكامنة(‪.‬‬‫ يُحد� د م��مح المفاهيم الفكرية المرتبطة بالحياة العصرية‪.‬‬‫ يُفس� ر مفاهيم ا��ٔلفاظ اللغوية ود����تها أو مستلزماتها‪.‬‬‫ يدرس أسماء ا��ٔع��م‪ ،‬والتصو�رات والمفاهيم القرآنية المعطاة عنها‪.‬‬‫ يذكر أهم ا��ٓيات الواردة في كل مفهوم‪.‬‬‫ يشير إلى أهم التفاسير حول ا��ٓيات‪.‬‬‫ يذكر أهم ا��ٔحاديث الواردة عن الرسول ا��ٔعظم محمد )ص( في العديد من المفاهيم‪.‬‬‫ يُدرج روائع الحِ كَ م والكلمات المأثورة عن ا��ٕمام علي )ع( حول بعض المفاهيم‪.‬‬‫ يستعرض أهم ا��ٔخبار الواردة عن أهل البيت )ع(‪.‬‬‫ يذكر بعض كلمات القادة والمفكرين المشهورين في التاريخ ا��ٕس��مي‪.‬‬‫ يورد نصوص ًا ��ٔهل الحكمة والفلسفة والتصو�ف من المسلمين‪.‬‬‫ يُلم� ح الى روائع الحِ كم العالمية المتصلة بالمفاهيم ا��ٕس��مية‪.‬‬‫ يستشهد بروائع الشعر العربي المشهور‪.‬‬‫ يسرد بعض القصص التاريخية من سير ا��ٔنبياء وا��ٔوصياء والصد� يقين والمصلحين‪.‬‬‫ يُحل�ل المفاهيم الفقهية المتصلة با��ٓيات حسب المدارس ا��ٕس��مية عند الحاجة‪.‬‬‫ يشير الى أشهر أو أظهر ا��ٔحكام وا��تجاهات الفقهية وفق مدرسة أهل البيت )ع(‬‫وعلمائها ا��ٔع��م‪.‬‬ ‫ يذكر أهم ا��ٔحكام الفقهية المُ ت�فق عليها بين المذاهب ا��ٕس��مية وهي الثوابت الفقهية‪.‬‬‫ يُقارن أحيان ًا بين المفهوم القرآني ومفاهيم في ا��ٔديان الحي�ة‪.‬‬‫ يشير إلى أهم ا��تجاهات الفلسفية في القديم والحديث حين يقتضي ا��ٔمر‪.‬‬‫ يقد� م رؤية نسيجية كلّية متكاملة من خ��ل أدق� المفردات لفهم ا��ٕس��م للوجود والكون‬‫والحياة والمصير‪.‬‬

‫ﻗﺎﻣﻮﺱ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ‬

‫√‪ª^œn÷]<Í⁄¯â˝]<ƒ€.]<Ì�éfi_Ê<Í⁄¯â˝]<Ü”À÷]<‡¬<2‬‬ ‫�‪� i‬‬

‫‪wwwJiiokonlineJorg‬‬

‫]÷√‪s‚<1433<ŸÊ˘]<ƒÈeÖ<20<I<›<2013<Ω^fç<1<H97<ÅÇ‬‬

‫‪wwwJiiokonlineJorg‬‬

‫‪wwwJiiokonlineJorg‬‬

‫ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬ ‫‪ 6.30‬ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﻋﺰﺍﺀ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ‪ 8 /‬ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﻋﺰﺍﺀ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ‬

‫‪l]4⁄^”÷^e<ÿ€√÷]<ÌfŒ]Ü⁄‬‬

‫]÷‪DîE<9fl÷]<kÈe<ÿ‚_<Ì€Ò`e<’2� j‬‬ ‫]÷‪¯eÜ“<h]Üi<‡⁄<îÜŒ<Ó◊¬<ÅÁrä‬‬ ‫�‬ ‫ˇ‬ ‫‪� π]<±]<ÓiÁπ]<ÿœfi‬‬ ‫‪Ì Üéπ]<Ç‚^é‬‬

‫‪12‬‬

‫ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻔﻴﻒ‪ ..‬ﻭﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ‬ ‫ﺳﺒﺐ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﻭﺳﻌﺔ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ‬ ‫‪09‬‬

‫ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫‪^‚Ü√ç<Ì€◊äπ]<Ãé“<I‬‬

‫‪^‚Ü„⁄<‡¬<Ÿá^fl{j{j÷<Í«f÷]<ÌqÊà÷]<ÌœË^ñ⁄<I‬‬

‫‪ÇiÜπ]<t]Êá<Ä^äÀfi]<ÿÈ÷Å‬‬ ‫�‬

‫‪^äfl÷]<·Áâ3ÀË<·ÊÉÁ√é⁄Ê<·Á÷^qÅ<I‬‬

‫�‬ ‫‪JÍâÖ^ <›^âÖ<ÌéËÜe<¯eÜ“<Ì“Ü√⁄<ÿnµ<‹âÖ‬‬

‫‪==‡ä£]<Çrä⁄<›^⁄]<Ÿ^€¢]<l^”◊⁄‬‬

‫‪9fiÉ<‡¬<ÜÀ“˘<Üvjfi_<I‬‬

‫‪·Á Ü�j⁄<·Á€◊ä⁄<›_<Õ‬‬ ‫‪Ü�j⁄<›¯âc<I‬‬ ‫�‬ ‫�‬

‫‪]ÖÁç^¬<›Áë‬‬

‫‪Ü€§]<hÖ^ç<Ìä÷^•<I‬‬

‫_‪[ÌÈ√Èf�÷]<pÖ]Á”÷]<ƒ⁄<ÌÈ7˝]<Ì∑Ü÷]<‡Ë‬‬ ‫‪‰i]Å^√⁄<Ê_<D≈E<Í◊¬<›^⁄˝]<‰È÷`i‬‬ ‫]÷‪ÏÁ„œ÷]<·^rflÀe<4ífj‬‬

‫‪18‬‬

‫‪22‬‬

‫‪<ÌÈ‚]Ü”÷]<‹◊È ‬‬

‫‪<Ü ^äπ]<ÌíŒ‬‬

‫‪ÌÀä◊ ‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬ ‫]÷‪ÏÁffl‬‬

‫‪ÜÚe<ª‬‬

‫]÷‪ÖÇœ‬‬

‫]÷‪ÖÇí÷]<ÓâÁ⁄<ÇÈä‬‬

‫ﺍﻻﺳﻼﻣــــﻲ‬

‫‪<±c<Ï^â˝]Ê‬‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٣‬ﺁﺏ ‪ ٢٠١١‬ﻡ ‪ /‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ ١٤٣٢‬ﻫﺞ‬

‫]÷‪ºœâ<ÎÑ‬‬

‫‪l^œ÷]<l^ffi<‹”u<I‬‬

‫ﻭﻓﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ‬

‫‪<^À}˝<34<ÔÜ“Ñ÷]<^Èuc‬‬

‫÷‪Ì◊È‬‬

‫‪‡À”÷]<Ó◊¬<‡çÁ¢]<^¬Å<I‬‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬ ‫ﺍﻻﺳﻼﻣــــﻲ‬

‫‪www.iiokonline.org‬‬

‫ﺍﻻﺳﻼﻣــــﻲ‬

‫‪www.iiokonline.org‬‬

‫]˝‪Ìu^5<gÈ«π]<›^⁄‬‬

‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫√‪ª^œn÷]<Í⁄¯â˝]<ƒ€.]<Ì�éfi_Ê<Í⁄¯â˝]<Ü”À÷]<‡¬<2‬‬ ‫�‪� i‬‬

‫]÷√‪s‚<1433<ÏÇ√œ÷]<ÊÉ<I<Ÿ]Áç<I<›<2012<ŸÊ˘]<‡ËÜéi<I<ha<H92<ÅÇ‬‬ ‫�‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٣‬ﺁﺏ ‪ ٢٠١١‬ﻡ ‪ /‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ ١٤٣٢‬ﻫﺞ‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٣‬ﺁﺏ ‪ ٢٠١١‬ﻡ ‪ /‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ ١٤٣٢‬ﻫﺞ‬

‫‪www.iiokonline.org‬‬

‫ﺍﻟﻌﺻــــــــــــــﺭ‬

‫√‪ª^œn÷]<Í⁄¯â˝]<ƒ€.]<Ì�éfi_Ê<Í⁄¯â˝]<Ü”À÷]<‡¬<2‬‬ ‫�‪� i‬‬

‫‪wwwJiiokonlineJorg‬‬

‫√‪ª^œn÷]<Í⁄¯â˝]<ƒ€.]<Ì�éfi_Ê<Í⁄¯â˝]<Ü”À÷]<‡¬<2‬‬ ‫�‪� i‬‬

‫]÷√‪s‚<1433<Ìr£]<ÊÉ<18<I<›<2012<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<3<H94<ÅÇ‬‬

‫]÷√‪s‚<1433<Ìr£]<ÊÉ<2<I<›<2012<ŸÊ˘]<‡ËÜéi<18<H93<ÅÇ‬‬

‫‪wwwJiiokonlineJorg‬‬

‫‪8‬‬

‫‪02‬‬

‫]‪Í÷Áv“<ÿÒ^äe<Ìñ€ñπ‬‬

‫‪06‬‬

‫‪17‬‬

‫‪D≈E<ÎÇ„π]<›^⁄˝]<ÏÇ‚^é⁄‬‬

‫]÷‪ÿÈ€“<^¬ÅÊ<!]<ÿñ <ÇÈä‬‬ ‫�‬

‫]÷«�‪›Áí÷]<ª<^π]<k†<ã‬‬ ‫�‬ ‫<‪k�œâ‬‬ ‫‪Ì◊€√e<ÎÜ‬‬ ‫ˇ‪„� ⁄‬‬ ‫�‬

‫‪ºœ <^flœfi^√iÊ<^flËÜ√i‬‬ ‫�‬ ‫]÷‪ÌnËÇ£]<ÿœfl÷]<ÿÒ^âÊÊ<·aÜœ‬‬ ‫‪ÿqÜ÷]<Çfl¬<ÿäfl÷]<ÿfu<ƒ�Œ‬‬

‫‪[Ü� _<Ój€ <ã€é÷]<ƒ⁄<ÏÜÒ^�÷^e<ÎÜÀâ‬‬ ‫‚‪’Üé÷]<‡⁄<]�ÖÑu<ÌuÜï˘]<›Ç‬‬ ‫‪‹Ò^í÷]<Ãfi_<ª<]ÊÅ‬‬

‫‪07‬‬ ‫‪09‬‬

‫]÷√◊‪ÌÈ⁄¯â˝]<ÌÈfi^€‬‬

‫‪<̬^€¢]<›^⁄c<ΩÊÜç‬‬

‫]÷‪∞ Ájπ]<^È÷Ê˘]<‡⁄<g◊�÷]<^¬ÅÊ<’Üé‬‬

‫‪ΩÊÜé÷]<ò√f÷<̬^€¢]<›^⁄c<·]Çœ ‬‬

‫‚‪[ÏÜÒ^�÷]<ªÜ ^äπ]<‡¬<ϯí÷]<ºœäi<ÿ‬‬

‫‪==ÿqÊ<à¬<!]<gäË<ÎÑ÷]<‹◊äπ]<‹”u‬‬

‫“‪[ÓiÁ⁄<^„◊‚_Ê<ÖÁfœ÷]<·Á¬Çi<ÃÈ‬‬

‫‪16‬‬

‫]‪ÇȬÊ<Ì√∂<≈^€jq‬‬

‫]÷‪==ÌuÜï˘]<±c<ÅÁrä‬‬

‫¬¯‪^À◊§^e<D≈E<Í◊¬<›^⁄˝]<ÌŒ‬‬ ‫ˇ‬ ‫‪<Ó◊¬<^�eÜu<‡éi<Ì÷ÊÅ<‡⁄<∞flõ]Á⁄<Üâ‬‬ ‫_ �‬ ‫]‪[∞€◊äπ‬‬

‫]‪<Ìflä÷]<ãÀfi<ª<∞í~é÷<Íe^Èfl÷]<s£‬‬

‫‪∞€◊ä⁄<4∆Ê<·Á€◊ä⁄<‰e^vë_<‹√�⁄‬‬

‫اإلدارة والتحرير‪:‬‬

‫اجملمع اإلسالمي الثقايف‪ ،‬مدينة ديربورن‪،‬‬ ‫ميشيغان‪ ،‬الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫‪Schaefer, Dearborn 6345‬‬ ‫‪Michigan 48126 - U.S.A‬‬

‫للمراسالت وطلبات االشرتاك واإلعالن‪:‬‬ ‫االتصال بـ اجملمع اإلسالمي الثقايف‬ ‫على الرقم التالي‪)313( 584-2570 :‬‬ ‫فاكس‪)313( 584-3430 :‬‬ ‫أسئلة حول اإلسالم‪www.imamberry.org :‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫متدد الكون‬ ‫ُّ‬

‫اجملرات (اجملموعات‬ ‫تقول نظريات العلم إن‬ ‫ّ‬

‫الشمسية الكربى) تتباعد‪ ،‬وإن الكون يتمدد ويتسع‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اها ِبأ ْي ٍد َوِإ ّنا‬ ‫الس َماء َب َن ْي َن َ‬ ‫باستمرار‪ .‬قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫(و َّ‬ ‫لمَ ُ ِ‬ ‫ون) الذاريات ‪.47 /51‬‬ ‫وس ُع َ‬

‫االختـناق يف أعلى الفضاء‬

‫إذا ارتفع اإلنسان يف اجلو ّ‬ ‫قل األوكسجني وضاق‬ ‫الصدر حتى االختـناق‪ .‬وال نكاد نعرف هذه احلقيقة‬

‫َّ‬ ‫ودقت حلظة‬ ‫حوهلا باستمرار‪ .‬فإذا جاء أمر اهلل‬ ‫النهاية‪ ،‬كان نصف األرض لي ًال ونصفها نهارًا‪.‬‬ ‫ت الأْ َ ْر ُ‬ ‫(ح َّتى ِإ َذا َأ َخ َذ ِ‬ ‫از َّي َن ْت‬ ‫ض ُز ْخُر َف َها َو َّ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َظ َّن َأ ْهُل َها َأ َّن ُه ْم َق ِ‬ ‫اها أ ْمُر َنا َل ْي ًال أ ْو‬ ‫ون َعَل ْي َها أ َت َ‬ ‫اد ُر َ‬ ‫يصح لو قال لي ًال فقط‪،‬‬ ‫َن َهارًا) يونس ‪ .24 /10‬فال ّ‬ ‫يصح لو قال نهارًا فقط‪.‬‬ ‫كما ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬أفأ ِم َن أ ْه ُل ْ‬ ‫س َنا‬ ‫القَرى أ ْن َيأ ِت َي ُه ْم َبأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َب َي ًاتا َو ُه ْم َن ِ‬ ‫ون أو ِ‬ ‫يأتي ُه ْم‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫الق‬ ‫أهل‬ ‫أم َن‬ ‫ائ ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بأس َنا ضحى َو ُه ْم َيْل َعبون؟) األعراف ‪.97 /7‬‬ ‫ُ‬

‫إال بعد الصعود اىل الفضاء يف العصر احلديث‪.‬‬ ‫ص ْد َر ُه َ‬ ‫ض ِّي ًقا َحَر ًجا َكَأ مَّ َ‬ ‫ص َّع ُد‬ ‫نا َي َّ‬ ‫(ي َع ْل َ‬ ‫قال تعاىل‪ :‬جَ ْ‬ ‫الس َم ِاء) اإلنعام ‪.125 /6‬‬ ‫َّ‬ ‫فيِ‬

‫أثبت العلم كروية األرض وعلى أساس ذلك يستولي‬

‫الليل والنهار يتـنصافان الكرة األرضية ويدوران‬

‫الن َه َار َعَلى َّ‬ ‫الن َه ِار َو ُي َكِّو ُر َّ‬ ‫َعَلى َّ‬ ‫الل ْي ِل) الزمر ‪.5 /39‬‬

‫الليل والنهار يتـنصافان الكرة األرضية‬

‫كروية األرض‬

‫الليل على النهار‪ ،‬والنهار على الليل بشكل دائري‬ ‫(ي َكِّو ُر َّ‬ ‫الل ْي َل‬ ‫يطوف حول تلك الكرة‪ .‬قال تعاىل‪ُ :‬‬

‫كور (العمامة وحنوها على رأسه ّ‬ ‫لفها‬ ‫يف املنجد‪ّ :‬‬

‫وأدارها)‪.‬‬

‫وعلى أساس كروية األرض فإن الشمس ستكون‬

‫يف شروق وغروب مستمر عرب بقاع األرض وأجزائها‪،‬‬

‫ألن مشرق الشمس مغربها يف مكان آخر‪ ..‬وعلى‬

‫ذلك فإن هلا مشارق ومغارب عديدة‪.‬‬ ‫قال تعاىل‪ُ َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ب)‬ ‫ب المْ َ َش ِار ِق َوالمْ َغ ِار ِ‬ ‫(فال أ ْق ِس ُم ِبَر ِّ‬ ‫املعارج ‪.40 /70‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن القول بكروية األرض كان شائعا عند علماء‬ ‫اليونان ويف زمن أرسطو بالذات‪ ،‬أما العلم احلديث‬ ‫فقد َّ‬ ‫دلل عليه وأكده بشكل قاطع‪ ،‬أما القرآن فإن‬

‫له فضل اختيار هذا القول دون غريه‪.‬‬

‫بصمات األصابع‬

‫حيمل كل إنسان شيفرته اخلاصة يف بصمات‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫بنانه‬

‫متيزه‬ ‫ِّ‬

‫عن‬

‫اآلخرين‪،‬‬

‫اجتماع الشمس والقمر‬

‫وميكن‬

‫ّ‬ ‫وتضمحل‬ ‫قبل أن تذوي الشمس‬

‫التعرف عليه من خطوط وتقاطيع‬

‫بصماته‪ ..‬هذا ما كشفه العلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ان َأ َّل ْن‬ ‫قال تعاىل‪( :‬أيحَ ْ َس ُب الإْ ِ ْن َس ُ‬ ‫جَ ْ‬ ‫امُه * َبَلى َق ِ‬ ‫ين َعَلى َأ ْن‬ ‫اد ِر َ‬ ‫ن َم َع ِع َظ َ‬ ‫َ‬ ‫ُن َسِّو َي َب َنانُه) القيامة ‪.4 /75‬‬ ‫والبنان يف املنجد‪ :‬العقدة العليا من‬

‫ستتمدد‪ ...‬وسيزداد جذبها لكواكب‬ ‫جمموعتها بفعل التمدد‪ ،‬ورمبا انضم‬

‫اليها القمر‪ ...‬هذا ما قاله العلم‪...‬‬ ‫َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫(فِإ َذا َبِر َق ْ‬ ‫صُر * َو َخ َسف‬ ‫الَب َ‬ ‫س َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال َق َمُر * َي ُق ُ‬ ‫ال َق َمُر * َوجمُ ِ َع َّ‬ ‫ول‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لمْ‬ ‫ان َيْو َم ِئ ٍذ أ ْي َن ا فُّر) القيامة ‪/75‬‬ ‫الإْ ِ ْن َس ُ‬ ‫‪.10 - 7‬‬ ‫َ‬ ‫(و َّ‬ ‫الن ْج ِم ِإذا َه َوى) النجم‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬

‫اإلصبع‪.‬‬

‫أطوار اجلنني‬

‫بعد اخرتاع املجَ اهر واملختربات وأجهزة‬

‫‪.1 /53‬‬

‫ض َوالجْ ِ َب ُ‬ ‫حَل ِت الأْ َ ْر ُ‬ ‫(و مُ ِ‬ ‫ال‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬ ‫َفُد َّك َتا َد َّكًة َو ِ‬ ‫اح َد ًة‪ )..‬احلاقة ‪.14 /69‬‬

‫وتطور علوم‬ ‫الفحص واكتشاف األشعة‬ ‫ّ‬

‫الطب والتشريح واألجنة‪ّ ...‬‬ ‫مت التعرف‬

‫على األطوار اليت مير بها اجلنني يف‬

‫فهل هي عملية اصطدام جبرم الشمس‬ ‫ّ‬ ‫تدك األرض واجلبال أو هي شيء‬

‫الرحم وترتيـبها بشكل دقيق مما ال‬

‫خيتلف وفحوى هذه اآلية الكرمية‪:‬‬

‫س َ‬ ‫اللٍة ِم ْن‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِم ْن ُ‬ ‫(و َل َق ْد َخَل ْق َنا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ار‬ ‫ِط ٍ‬ ‫قَر ٍ‬ ‫ني * ث َّم َج َعل َن ُاه نطفة فيِ‬ ‫ني * ُث َّم َخَل ْق َنا ُّ‬ ‫الن ْط َفَة َعَل َقًة َف َخَل ْق َنا‬ ‫َم ِك ٍ‬

‫ض َغَة ِع َظامًا َف َك َسْو َنا ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض َغًة َف َخَل ْق َنا المْ ُ ْ‬ ‫ال َعَل َقَة ُم ْ‬ ‫ام‬ ‫ال ِع َظ َ‬ ‫لحَ ْ مًا‪ )...‬املؤمنون ‪.14 - 12 /23‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ون أ َّم َهاتك ْم خلقا ِم ْن‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬يخَ ْ ُل ُق ُك ْم فيِ ُب ُط ِ‬ ‫ات َث ٍ‬ ‫ُظُل َم ٍ‬ ‫الث) الزمر ‪ .6 /39‬فهل هذه‬

‫َب ْع ِد َخْل ٍق فيِ‬ ‫املنبارية‬ ‫الصماء‪:‬‬ ‫األغشية‬ ‫الظلمات الثالث هي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألمنيونية واخلوربونية اليت ال ينفذ منها املاء‬ ‫واحلرارة والضوء كما أثبتها العلم احلديث أو هي‬ ‫شيء آخر؟!‬

‫آخر؟!‬

‫األوىل هي غاز االيدروجني ممزوجًا بالسديم وهو‬

‫الغبار الكوني‪ ..‬ومنهما ختلقت األجرام والكواكب‬

‫وعب عنه‬ ‫والنجوم‪ ..‬فهل كشف القرآن عن ذلك‬ ‫رَّ‬ ‫ُ‬ ‫بالدخان قبل أربعة عشر قرنًا؟! قال تعاىل‪( :‬ث َّم‬ ‫أَْ‬ ‫ان َف َق َ‬ ‫اس َت َوى ِإلىَ‬ ‫ض‬ ‫الس َماء َو ِه َي ُد َخ ٌ‬ ‫ال لهَ َ ا َو ِلل ْر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اْ‬ ‫ِئ ِت َيا طْوعا أ ْو كْرها قال َتا أ َت ْي َنا ط ِ‬ ‫فصلت‬ ‫ني)‬ ‫ائ ِع َ‬ ‫ّ‬ ‫‪.11 /41‬‬

‫موت الشموس والنجوم‬

‫غزو الفضاء والقمر‬

‫غزا اإلنسان الفضاء ووصل اىل‬ ‫َ‬ ‫مراحل‬ ‫القمر‪ ...‬وارتفع يف طبقات السماء متجاوزًا‬ ‫عديدة ومنتق ًال من حال الوزن اىل حال انعدام‬

‫الوزن‪ ..‬هل ذلك هو ما تقصده اآلية اآلتية؟ وهل‬

‫يصعب غزو القمر إال حني اكتماله واتساقه؟‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫‏* َو َّ‬ ‫(ف َال ُأ ْق ِس ُم ِب َّ‬ ‫الل ْي ِل َو َما‬ ‫الش َف ِق ‏‬ ‫س َق * َو ْ‬ ‫ال َق َمِر ِإ َذا َّ‬ ‫ب َطَبقًا َعن َطَب ٍق)‬ ‫ات َس َق‏ ‏‬ ‫* َلترَ ْ َك نُ َّ‬ ‫َو َ‬ ‫االنشقاق ‪.19 - 16 /84‬‬

‫يؤكد العلم أن الشمس حترتق كالشمعة وسيأتي‬

‫جاء يف (لسان العرب) يف تفسري هذه اآلية عن أبي‬ ‫مسعود قال‪( :‬لرتكنب السماء حا ً‬ ‫ال بعد حال)‪.‬‬

‫تتـناقص األرض يومًا بعد يوم وتـنكمش على‬

‫وسلسلة التفاعالت التفجريية الذرية يف باطنها‪...‬‬

‫االنسان اىل عنان السماء بدون معجزة‪ ،‬فأوردوا‬

‫تربد‪ ..‬وهكذا تشققت قشرتها فأخرجت احلمم‬

‫وتنتثر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫س ُكِّو َر ْت * َوِإ َذا ُّ‬ ‫وم‬ ‫م‬ ‫الش‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ْ‬ ‫الن ُج ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ان َك َد َر ْت) التكوير ‪.2 - 1 /81‬‬

‫انكماش األرض‬

‫نفسها بعد أن انفصلت عن الشمس وأخذت‬

‫والرباكني والغازات‪ .‬ويساعد الضغط اجلوي‬ ‫األرضية وضغط اإلنكماش املستمر‬ ‫واجلاذبية‬ ‫ّ‬

‫على تضاؤل حجمها‪...‬‬ ‫َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لأْ‬ ‫ُ‬ ‫(أ َو مَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ص َها‬ ‫ل َيَر ْوا أنا نأتي ا ْرض نْنق ُ‬ ‫اف َها َو هَّ ُ‬ ‫ِم ْن َأ ْطَر ِ‬ ‫سِريع‬ ‫الل يحَ ْ ُك ُم لاَ ُم َع ِّق َب لحِ ُ ْك ِم ِه َو ُهَو َ‬ ‫ِ‬ ‫احل َساب) الرعد ‪.41 /13‬‬

‫مادة الكون األوىل‬

‫تفيد نظريات العلم احلديث أن مادة الكون‬

‫تبدد شعاعها‬ ‫يوم تذوي فيه وتقل حرارتها بفعل ُّ‬

‫فتموت كما متوت بقية الشموس والنجوم وتتساقط‬

‫والتكوير‪ :‬إنطواء الشمس على نفسها‪ ،‬فيخبو ضؤها‬

‫ومل يكن يرد يف أذهان األقدمني إمكان صعود‬

‫تفسري اآلية حسب ما فهموه من الرسول (ص)‬ ‫فهمًا غائمًا مبا فيه التأكيد على السماء‪ ..‬بشكل‬

‫مبهم غامض‪ ...‬وإال فما معنى إقحام السماء يف‬ ‫تفسري الطبق دون مناسبة أو مؤدى منطقي‪ ،‬إن مل‬

‫يكن املعنى‪ :‬الصعود اىل عنان السماء وغزو القمر‬ ‫وأمثاله مما مل يكن متوقعًا يف ذلك العصر؟‬

‫وتقل حرارتها وتضمحل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولف كما‬ ‫كورت الشمس جمُ ع ضؤها‬ ‫ويف املنجد‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫تلف العمامة‪.‬‬

‫ال شيء أصغر من الذرة‪ ...‬الذرة أصغر األشياء‬

‫وقال تعاىل‪( :‬وإذا الكواكب انتثرت) االنفطار ‪/82‬‬

‫منذ فالسفة اليونان حتى وقت قريب‪ .‬ويف العصر‬

‫وانكدرت‪ :‬انطمست‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الذرة‬ ‫األصغر من من‬ ‫ّ‬

‫على اإلطالق‪ ...‬هذه هي العقيدة اليت كانت سائدة‬ ‫احلديث استطاع العلم أن يفلق الذرة فيعرف أن‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫هناك ما هو أصغر منها‪ ،‬وينطوي‬

‫داخلها‪،‬‬

‫كالربوتون‬

‫واإللكرتون‬

‫إن‬

‫مواقع النجوم‬

‫مواقع‬

‫الكواكب‬

‫والنجوم‬

‫والبوزيرتون‪.‬‬ ‫(عال ْ‬ ‫ال َغ ْي ِب لاَ َي ْعُز ُب‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫مِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ات َولاَ‬ ‫َعْنُه ِم ْث َق ُ‬ ‫او ِ‬ ‫الس َم َ‬ ‫َّ‬ ‫ال ذ َّر ٍة فيِ‬ ‫َ‬ ‫لأْ َ‬ ‫ص َغُر ِم ْن َذ ِل َك َولاَ‬ ‫ض َولاَ أ ْ‬ ‫فيِ ا ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫ني) سبأ ‪/34‬‬ ‫أ ْكرَُب ِإاَّل فيِ ِك َت ٍ‬ ‫اب ُمِب ٍ‬ ‫‪.3‬‬

‫والتوازن الكوني الدقيق‪ ،‬ولكل‬

‫اجلبال وتوازن حركة األرض‬

‫شيء حبسبان‪ ،‬وإن أي تغيري‬

‫من الدقة حبيث استقام معها‬ ‫هذا النظام الكوني البديع‪.‬‬ ‫وهذه النجوم وإن حتركت إلاّ‬

‫أن حركتها تبقى ضمن مسارها‬ ‫املقرر‬

‫حركة حساباتها وموازينها‪ ..‬وكل‬

‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ن َع ِل َ‬ ‫(أ مَ ْ‬ ‫األ ْر َ‬ ‫ل جَ ْ‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ادا * َوالجْ ِ َب َ‬ ‫ادا) النبأ ‪/78‬‬ ‫ال أ ْو َت ً‬ ‫ِم َه ً‬

‫‪.7 - 6‬‬ ‫لأْ َ‬ ‫ض‬ ‫وقال أيضًا‪َ :‬‬ ‫(و َج َعْل َنا فيِ ا ْر ِ‬ ‫رو ِ َ‬ ‫يد ِب ِه ْم) األنبياء ‪.31 /21‬‬ ‫اس َي أن تمَ ِ َ‬ ‫َ​َ‬

‫الرواسي اجلبال الراسية‪.‬‬

‫لو مل تكن األرض كروية متحركة ملا احتاجت إىل‬ ‫اجلبال لتمنع اختالل توازنها‪..‬فاجلبال حتافظ على‬

‫التوازن وتثبيت الدوران على نسق واحد فال متيد‬ ‫األرض وال تتزعزع‪ .‬إن هذه اجلبال مبثابة كتل‬ ‫الرصاص اليت ُتثبت يف دوالب السيارة حني خيتل‪،‬‬ ‫لتحفظ توازنه عندما يدور‪.‬‬

‫القمر مرآة الشمس‬

‫الشمس هي مصدر النور‪ ،‬والقمر مرآتها‪ .‬فهي‬

‫كالسراج‪ ،‬وهو كالعاكس لنور السراج‪..‬هذا ما‬ ‫كشفه العلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ورا َو َج َع َل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫(و‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اجا) نوح ‪.18 /71‬‬ ‫سَر ً‬

‫العروج من النافذة إىل الفضاء اخلارجي‬

‫ُّ‬ ‫يهدد كل من خيرتقه‬ ‫حزام َخ ِطر‬ ‫جو األرض‬ ‫ِّ‬ ‫يلف َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫علمية‬ ‫باحلرق واملوت‪ ...‬واكتشف العلماء طريقة‬ ‫ّ‬

‫الرواد إىل الفضاء‬ ‫يستطيع أن ينفذ بواسطتها‬ ‫َّ‬ ‫اخلارجي‪ ..‬واملعروف أن سفن الفضاء ال تـنطلق‬

‫خبط مستقيم حنو اهلدف بل تتجه عرب مسارات‬ ‫متعرجة حتى تصل إليه‪ .‬فهل اكتشاف تلك‬ ‫منحنية‬ ‫ّ‬

‫الطريقة العلمية للوصول إىل الفضاء اخلارجي هو ما‬

‫حتدثت عنه اآلية الكرمية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الس َم ِاء َف َظُّلوا ِف ِ‬ ‫يه‬ ‫(و َلْو َف َت ْح َنا َعَل ْي ِه ْم َبابًا ِم َن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نحَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُارنا َبل ْ ُن قْو ٌم‬ ‫َي ْعُر ُج َ‬ ‫س ِكَر ْت أ ْب َ‬ ‫ون * لقالوا ِإ مّنا ُ‬

‫هلا‬

‫وموقعها‬

‫اخلاص‬

‫فوضوي يف مواقع هذه النجوم‬

‫عرض نظام الكون لالنهيار‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫سي ِّ‬ ‫هذه حقيقة كانت جمهولة يف‬

‫ون) احلجر ‪.15 - 14 /15‬‬ ‫ور َ‬ ‫َم ْس ُح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َو َما يخَ ْ ُر ُج‬ ‫(ي ْعل ُم َما َيِل ُج فيِ األ ْر ِ‬ ‫ويقول تعاىل‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫يها‪ )...‬سبأ‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫نز ُل ِم َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫ِمْن َها َو َما َي ِ‬ ‫‪.2 /34‬‬

‫وسائل النقل احلديثة‬

‫هل تشري هذه اآلية إىل وسائل النقل احلديثة؟‬ ‫الِب َغ َ‬ ‫(والخْ َ ْي َل َو ْ‬ ‫وها‬ ‫ري ِلترَ ْ َكُب َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ال َوالحْ َ ِم َ‬ ‫ينًة َويخَ ْ ُل ُق َما َ‬ ‫َو ِز َ‬ ‫ون) النحل ‪.8 /16‬وقوله‬ ‫ال َت ْعَل ُم َ‬ ‫يل َو ِمْن َها َج ِ‬ ‫(و َعَلى هَّ ِ‬ ‫آئٌر) النحل‬ ‫السِب ِ‬ ‫الل َق ْ‬ ‫تعاىل‪َ :‬‬ ‫ص ُد َّ‬ ‫‪ .9 /16‬و(قصد السبيل) قد يعين اختصار املسافة‬ ‫ان َعَر ً‬ ‫س َفًرا َق ِ‬ ‫كقوله تعاىل‪:‬‬ ‫اص ًدا‬ ‫(ولو َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ضا َقِريًبا َو َ‬

‫لاَ َّتَب ُع َ‬ ‫وك) التوبة ‪( .42 /9‬ومنها جائر) قد تعين أن‬ ‫ً‬ ‫من وسائل النقل ما جيأر جؤارا فهو جائر أي صارخ‬

‫كهدير الطائرة اليت ختتصر املسافات‪.‬‬

‫الطريان والصعود إىل الفضاء‬

‫هل هذه اآلية تتـنبأ بالصعود اىل الفضاء؟‬ ‫َ‬ ‫لأْ َ‬ ‫لاَ‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫(و َما أ ْن ُت ْم بمِ ُ ْع ِجِز َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ين فيِ ا ْر ِ َ فيِ‬ ‫لاَ‬ ‫ون اللهَّ ِ ِم ْن َو ِلي َو َن ِ‬ ‫ري)‬ ‫الس َم ِاء َو َما َل ُك ْم ِم ْن ُد ِ‬ ‫صٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍّ‬ ‫العنكبوت ‪.22 /29‬‬ ‫ّ‬ ‫تسلح بالقوة والعلم‬ ‫هل تعين أن إالنسان مهما‬ ‫عجز اهلل يف األرض وال‬ ‫واإلمكانات فسوف لن ُي ِ‬

‫بعد الصعود اىل الفضاء‪ ،‬وأن ذلك ال يتم بدون‬ ‫َّ‬ ‫وفرها اهلل‬ ‫اإلمكانات والقوانني الطبيعية اليت‬ ‫لإلنسان فاستثمرها؟‬

‫السابق‪ ،‬ولكنه تعاىل يقول‪( :‬ال‬ ‫س ُم بمِ َ َو ِ‬ ‫ُأ ْق ِ‬ ‫اق ِع ُّ‬ ‫س ٌم‬ ‫وم َوِإ َّنُه َل َق َ‬ ‫الن ُج ِ‬

‫‪.76 - 75‬‬

‫يم) الواقعة ‪/56‬‬ ‫َلْو َت ْعَل ُم َ‬ ‫ون َع ِظ ٌ‬

‫الغبار الذري والتفجري النووي‬

‫هل تومئ هذه اآلية إىل الغبار الذري والتفجري‬ ‫النووي؟ قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫(فَل َّما َرَأ ْو ُه َع ِارضًا ُّم ْس َت ْقِب َل‬ ‫َأ ْو ِد َي ِت ِه ْم َق ُالوا َه َذا َع ِار ٌ‬ ‫م ِطُر َنا َب ْل ُه َو َما‬ ‫ض ُمّ ْ‬

‫اب أليم‪ُ .‬ت َد ِّمُر ُك َّل َ‬ ‫ش ْي ٍء‬ ‫يح ِف َ‬ ‫اس َت ْع َجْل ُتم ِب ِه ِر ٌ‬ ‫ْ‬ ‫يها َع َذ ٌ‬ ‫بَأمر ربها َفَ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫اّ‬ ‫س ِ‬ ‫اكُن ُه ْم َك َذ ِل َك‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ِ َ ِّ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َُ ِ َ َ‬

‫نِزي ْ‬ ‫جَ ْ‬ ‫ني) األحقاف ‪.25 - 24 /46‬‬ ‫ال َقْو َم المْجُ ْ ِر ِم َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ون‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫(ب‬ ‫‪:‬‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫وقال‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ فيِ‬ ‫ٍّ َ َ ُ َ *‬ ‫ني * َي ْغ َ‬ ‫شى‬ ‫َف ْار َت ِق ْب َيْو َم َتْأ ِتي‬ ‫ان ُمِب ٍ‬ ‫الس َم ُاء ِب ُد َخ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫يم) الدخان ‪.11 - 9 /44‬‬ ‫الن َ‬ ‫اب أ ِل ٌ‬ ‫اس َه َذا َع َذ ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سِ‬ ‫اقطا‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬ ‫الس َم ِاء َ‬ ‫(وِإن َيَر ْوا ِك ْسفا ِّم َن َّ‬ ‫ُ‬ ‫َي ُق ُ‬ ‫وم) الطور ‪.44 /52‬‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ولوا َ‬ ‫اب َّ ْ ٌ‬ ‫س َح ٌ‬

‫حية يف السماء وإمكان اجتماع اإلنسان بها‬ ‫خملوقات َّ‬

‫بعد بشأن وجود خملوقات يف‬ ‫بل إن العلم مل‬ ‫ّ‬ ‫يـبت ُ‬ ‫لكن‬ ‫اإلنسان!!‬ ‫بها‬ ‫سيجتمع‬ ‫وهل‬ ‫األخرى‬ ‫الكواكب‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫القرآن أكد وجودها وإمكان اجتماع اإلنسان بها!!‬ ‫َ‬ ‫الس َم َو ِ‬ ‫ض َو َما‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ات َواأل ْر ِ‬ ‫آي ِات ِه َخْل ُق َّ‬ ‫(و ِم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َب َّث ِف ِ‬ ‫ير)‬ ‫يه َما ِمن َد َّ‬ ‫ابٍة َو ُهَو َعلى جمَ ْ ِع ِه ْم ِإذا َي َش ُاء ق ِد ٌ‬

‫الشورى ‪.29 /42‬‬ ‫َ‬ ‫والدابة ّ‬ ‫(واللهَّ ُ َخل َق‬ ‫كل ما‬ ‫يدب وميشي‪ .‬قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ابٍة ِم ْن َم ٍاء َف ِمْن ُه ْم َم ْن يمَ ْ ِشي َعَلى َب ْط ِن ِه َو ِمْن ُه ْم‬ ‫د‬ ‫ُك َّل َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َم ْن يمَ ْ ِشي َعلى ِر ْجلينْ ِ َو ِمْن ُه ْم َم ْن يمَ ْ ِشي َعلى أ ْر َب ٍع‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫يخَ ْ ُل ُق اللهَّ ُ َما َي َش ُاء ِإ َّن اللهَّ َ َعَلى ُك ِّل‬ ‫َ‬ ‫ير) النور ‪.45 /24‬‬ ‫ش ْي ٍء َق ِد ٌ‬

‫تعارضه‪..‬فهل هناك آيات تعارض‬ ‫العلم احلديث حقًا؟ كل اآليات اليت‬

‫دواب‬ ‫نص القرآن على وجود‬ ‫ولـما‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ونص‬ ‫يف السماوات كما يف األرض‬ ‫َّ‬ ‫أن ّ‬ ‫دابة خلقها اهلل من ماء وجب‬ ‫كل َّ‬ ‫أن يكون هناك ماء يف بعض كواكب‬

‫معارضتها للحقائق العلمية القاطعة‪...‬‬

‫ماء يف بعض الكواكب‬

‫الدابة‪.‬‬ ‫السماء املسكونة باملخلوقات‬ ‫َّ‬ ‫***‬

‫إىل هنا وقد رأينا آيات القرآن تتفق‬

‫مع العلم احلديث أو على األقل ال‬

‫ُي ّدعى معارضتها للعلم احلديث أمكن‬ ‫اثبات موافقتها أو على األقل عدم‬ ‫بل هناك آيات كشف العلم يف ما بعد‬ ‫عن صحتها‪ ،‬وكانت تعترب يف ما مضى‬ ‫خمالفة للعلم كاآليات املتحدثة عن‬

‫حركة الشمس وغريها‪ ...‬حبيث ميكن‬

‫القول بأنه ال توجد آية ذات معنى‬ ‫قاطع تتعارض بشكل قطعي مع حقيقة‬ ‫علمية قاطعة غري ّ‬ ‫ظنية وال نظرية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تتطلع دائرة الشرطة يف‬ ‫مدينة‬

‫ديربون‬

‫ومساندة‬

‫إىل‬

‫شركائنا‬

‫السجن‬

‫دعم‬

‫املنزلية‪،‬‬

‫واملراقبة‬

‫مع العلم أن هذه العقوبات‬

‫يف‬

‫سوف تشمل األحداث الذين‬

‫اجلالية للوقوف بوجه ظاهرة‬

‫ارتكبوا هذه اجلرائم باإلضافة‬

‫إىل أهلهم يف حال ثبت ّ‬ ‫أنهم‬

‫اإلختالس والسرقة واألعمال‬

‫اجلرمية األخرى املنتشرة يف‬

‫قدموا ألوالدهم أي نوع من‬ ‫َّ‬

‫أرجاء املدينة حيث ارتفع عدد‬

‫أنواع‬

‫املخالفات اليت ّ‬ ‫مت إحصاؤها‬ ‫مؤخرًا إىل ‪ 700‬حالة‪ ،‬منها‬

‫التسهيل‬

‫واملساهمة‬

‫واملساعدة حسب ما ينص‬ ‫عليه قانون الوالية‪ .‬إن أي‬

‫‪ 100‬حالة مطلوبة فع ًال هلذه‬

‫متهور يتخذه أي من‬ ‫قرار‬ ‫ِّ‬

‫سوف تستمر مراقبة هذه‬

‫جدية‬ ‫عرضه إىل عقوبات‬ ‫ّ‬ ‫ُي ِّ‬ ‫وطويلة ويضع على مستقبله‬ ‫آثارًا سيئة وسلبية‪.‬‬

‫مساعدتكم ودعمكم الذي ال‬

‫جو آمن‬ ‫معنا من أجل إجياد ّ‬ ‫ومنيع من خالل رفع مستوى‬

‫األعمال اجلرمية‪.‬‬ ‫الظاهرة‬

‫السيئة‬

‫الشباب‬

‫اليت‬

‫تعصف باملدينة حتى يتم‬ ‫القضاء عليها وهذا يتطلب‬

‫نشكر مساندتكم وحضوركم‬

‫ميكن أن يأتي إال عن طريق‬ ‫تثقيف عنصر الشباب ملا‬

‫املدينة إىل املكانة املرموقة‬ ‫لنجعل منها حم ًال أفضل للحياة‬

‫ترتكه هذه األعمال من آثار‬ ‫تقدم مؤسسات‬ ‫سلبية على‬ ‫ُّ‬ ‫املدينة‬

‫واقتصادها‬

‫وملا‬

‫املعتدين‬

‫سوف‬

‫بالتعدي على ممتلكات اآلخرين‪.‬‬ ‫ّ‬

‫والتسوق ولتحصيل‬ ‫السليمة‬ ‫ّ‬ ‫العلم والثقافة‪.‬‬

‫ُتـنتجه هذه املخالفات من خلق صورة سيئة‬

‫لقد كانت العقوبات على هذه األعمال‬

‫لقد وضعنا خطة عمل بالتعاون مع حمكمة‬

‫ملدة حمدودة‪ ،‬لكن بعد‬ ‫بسيطة أو السجن ّ‬

‫ّ‬ ‫كلي ثقة بهذا الدعم والتجاوب الذي سوف‬ ‫يكون عام ًال أكيدًا يف تقليل وإضعاف هذه‬

‫تضافر اجلهود من أجل القضاء على هذه‬

‫أهلنا وطالبنا وزائرينا يف هذه املدينة إىل‬

‫ملدينتـنا العريقة‪.‬‬

‫املركزية (‪ )19‬اليت تضع عقوبات‬ ‫املدينة‬ ‫ّ‬ ‫صادقة على كل من ميارس هذه اجلرائم‬ ‫كاالختالس والتزوير وكل ما له عالقة‬

‫اجلرمية يف املاضي خفيفة‪ ،‬كدفع غرامة‬

‫النشاطات السيئة ّ‬ ‫مت وضع عقوبات أشد‪:‬‬ ‫رفع قيمة الكفالة والتغريم ومتديد مدة‬

‫النشاطات اجلرمية وأننا سويًا سوف نرفع‬ ‫املستوى الالئق والنبيل‪.‬‬

‫ترمجة‪ :‬جريدة العصر اإلسالمي‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫أقام اجملمع االسالمي الثقايف حفل تكريم لرئيس‬

‫البحر‪ ،‬ويعربون اخللجان واجلزر‪ ،‬ليصلوا إىل‬

‫مجع من وجوه‬ ‫نبيل أسعد فواز‪ ،‬وقد حضر احلفل‬ ‫ٌ‬ ‫قدم اجملمع‬ ‫اجلالية وشيوخها ومثقفيها‪ .‬وقد‬ ‫َّ‬ ‫كرم درعًا تقديرية جلهوده‬ ‫اإلسالمي الثقايف ُ‬ ‫للم َّ‬

‫ِ‬ ‫والقالع‬ ‫أن وصل العرب إىل اسبانيا وبنوا القصور‬ ‫واحلواضر قبل أن يخُ َرجوا منها‪ .‬لكن الواقع أن‬

‫بلدية تبنني ورئيس احتاد بلديات القلعة األستاذ‬

‫الكبرية يف الشأن العام‪.‬‬

‫كلمة مساحة املرجع الديين‬

‫وألقى مساحة العلاَّ مة املرجع الديين آية اهلل العظمى‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫الشيخ عبد اللطيف بري‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آمُنواْ‬ ‫ّ‬ ‫(يا أ ُّي َها ال ِذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫قال اهلل يف كتابه الكريم‪َ :‬‬ ‫اب ُطوْا َو َّ‬ ‫ات ُقوْا اهلل َل َعَّل ُك ْم‬ ‫ص ِابُروْا َو َر ِ‬ ‫اصرُِبوْا َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ون) آل عمران ‪( .200 /3‬اصربوا) كلنا يعرف‬ ‫ُت ْفِل ُح َ‬

‫ما هو الصرب‪ ،‬أما (صابروا) فهي إشارة إىل العض‬ ‫املتبادل على األصابع مع العدو‪ ،‬فهو يعض على‬ ‫ّ‬ ‫نعض على أصابعه‪ ،‬ومن يصرخ‬ ‫أصابعنا‪ ،‬وحنن‬

‫حتمل الصرب‬ ‫قبل اآلخر خيسر! فاملصابرة إذًا هي ُّ‬ ‫يف مواجهة العدو الذي يصرب أيضًا لنصرخ حنن!‬ ‫صر َخ‬ ‫جبل عامل مل يصرخ أبدًا أمام إسرائيل‪ ،‬بل‬ ‫َّ‬ ‫إسرائيل صراخًا شديدًا‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫عض جديد على األصابع‪ ،‬وال شك أن‬ ‫واآلن بدأ‬

‫شعبنا يف لبنان ويف اجلنوب اللبناني‪ ،‬يرابط بقوة‬ ‫ويتحمل هذا الرعب الذي ّ‬ ‫العدو اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫يـبثه‬ ‫ّ‬

‫الشرق األوسط‪ ،‬ويغرسوا القالع واحلصون‪ ،‬بعد‬

‫احلضارة حالة جدلية تفاعلية بني البشر‪ ،‬حالة‬ ‫عاملية تتشارك فيها األمم كافة‪.‬‬

‫فقد استطاع السيد نبيل فواز أن يأخذ مفاتيح‬

‫السيطرة ليس على بيوت وشوارع تبنني من خالل‬ ‫رئاسة بلديتها‪ ،‬بل حتى على قلعتها‪ ،‬ومن ميتلك‬ ‫مفاتيح القلعة يف الزمن املاضي ميتلك مفاتيح‬

‫املنطقة‪.‬‬

‫املتحدر من البيت‬ ‫وهكذا أمسك هذا الشاب‬ ‫ِّ‬ ‫األصيل بزمام القلعة التارخيية‪ ،‬فأصبح رئيس‬ ‫بلديات القلعة‪ ،‬ليكشف لنا أحد أسرار الصمود‬

‫األسطوري‬

‫لشعب‬

‫لبنان‬

‫الصغري‬

‫أمام‬

‫اآللة‬

‫العسكرية اإلسرائيلية الرهيـبة اليت أرعبت العامل‬

‫العربي حتى طار شعاع رعبها إىل العقل العربي‪،‬‬

‫حول بعض العرب‬ ‫فأنساه قضية فلسطني‪ ،‬بل ّ‬ ‫إىل حاقدين على الشعب اللبناني وشامتني‬

‫بآالمه ومصائبه‪ .‬وقد أخذ هوى إسرائيل بعض‬ ‫أولئك العرب‪ ،‬أخذ مبجامع قلوبهم حتى أنساهم‬ ‫هوى فلسطني بل وهوى لبنان‪ ،‬وهوى العروبة‬

‫واإلسالم وحق الشعوب باحلرية والكرامة‪.‬‬

‫لكنه أيضًا ميارس قوته وهيـبته يف مواجهة‬

‫حتدثنا عن القلعة اليت َعَرف السيد نبيل فواز كيف‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫قلت شعرا يف هذه‬ ‫ميتلك مفاتيح مقاليدها‪ ،‬وكم‬ ‫ُ‬

‫قبل ‪ 800‬سنة‪ ،‬أن األستاذ السيد نبيل أسعد‬ ‫فواز سيكون حاكمًا عليها‪ ،‬وأنه سيمتطي بساط‬ ‫ّ‬ ‫ليحط يف لوس‬ ‫الريح يعرب به البحار واحمليط‪،‬‬

‫فيها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ذروتها‬ ‫الطري‬ ‫ينال‬ ‫ال‬ ‫وقلعة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫كأن أحجارها قَّد ْت من الش ُه ِب‬ ‫َّ‬ ‫رأت‬ ‫إذا‬ ‫َ‬ ‫نظرت إليها يف السماء ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫القبب‬ ‫أركان من‬ ‫شامخ‬ ‫عيناك‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫العدو‪.‬‬

‫مل يدر يف َخَلد هيوسنت الذي بنى قلعة تبنني‬

‫أجنلوس ثم يف ديرتويت‪ .‬كان هيوسنت يظن أن‬ ‫األوروبيـني هم الوحيدون الذين ميتطون صهوة‬

‫ُ‬ ‫قلته‬ ‫القلعة املهيـبة اليت ُتـناطح السحاب‪ ،‬ومما‬

‫قت يف ليالي ُ‬ ‫َّ‬ ‫أجنمها‬ ‫األنس‬ ‫تأل ْ‬ ‫ُ‬

‫كالذهب‬ ‫اللم َاع‬ ‫ضوءها‬ ‫وأبرقت‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تبنني هلا َف َعل ْت‬ ‫تشاخمت أرض‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫والسحب‬ ‫الغيم‬ ‫فوق‬ ‫ود‬ ‫الط‬ ‫كاملارد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫سر اخللود هنا‬ ‫جارة‬ ‫يا‬ ‫ِ‬ ‫البدر ما ّ‬ ‫الدرة احلسناء ْ‬ ‫مل َت ِغ ِب‬ ‫ومشسك‬ ‫َّ‬ ‫أقاصيص ُ‬ ‫حفلت‬ ‫األىل‬ ‫قصي علينا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬

‫والعجب‬ ‫الس ْحر‬ ‫ِ‬ ‫أسرارهم خبفايا ِّ‬

‫وسافروا عرب هذا الكون وارحتلوا‬ ‫ُ‬ ‫واحلقب‬ ‫ضمري الدهِر‬ ‫وغ ِّيـبوا يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قصي علينا ففي أرض اجلنوب لنا‬ ‫ّ‬ ‫أخبار ِّ‬ ‫كل نيب!!‬ ‫أقداسه‬ ‫قدس‬ ‫من‬ ‫ُ‬

‫حرارة تبنني‬ ‫وحرارة اجلنوب‬

‫ُ‬ ‫حرارة تبنني‪ ،‬وحرارة‬ ‫هاجرت إلينا اليوم‬ ‫ها قد‬ ‫ْ‬

‫اجلنوب‪ ،‬عطر التفاح والسنديان والبلوط والشوح‬

‫اللبناني‬ ‫والرمان‪ ،‬وهاجر الَب َج ُع‬ ‫وأكواز التني‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫يسافر يف ِركاب هذا املوكب اجلميل الذي جتلى‬ ‫بضيوفنا وبكم‪ .‬وهذا َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بقصيدة كتبتها قبل‬ ‫ذكرني‬ ‫‪ 13‬سنة‪ ،‬قلت فيها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫إن َت ِف ِد‬ ‫حي‬ ‫الرفاق هناك ْ‬ ‫ِّ‬

‫ت مبوطين ِ‬ ‫اتئ ِد‬ ‫مر ْر َ‬ ‫وإذا َ‬

‫ِ‬ ‫تلعات قريتـنا‬ ‫واجلس على‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الولد‬ ‫واذكْر طفولة ذلك‬

‫ضحى‬ ‫العبري‬ ‫همس‬ ‫وإذا َسَرى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫عاد َن ِد ْي‬ ‫والطل يف األزهار َ‬ ‫ِ‬ ‫ضح َك ْت‬ ‫ومرابع األزهار قد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وبهجتها‬ ‫طفولتـنا‬ ‫فاذكْر‬

‫وانساب يف األحلان ُّ‬ ‫كل شدي‬ ‫َ‬ ‫األيام يف َبَلدي‬ ‫وروائع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقد‬ ‫املياه‬ ‫ينابيع‬ ‫واذكْر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سلكت‬ ‫الينابيع اليت‬ ‫تلك‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫بالبد‬ ‫ترش‬ ‫راحت‬ ‫السهل رَ​َ‬

‫ِ‬ ‫مراش َفها!!‬ ‫اهلل ما أحلى‬ ‫سْر ُوها طربًا‬ ‫وإذا متايل َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫عاطرة‬ ‫رش احلكايا وهي‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫األبد‬ ‫عامل‬ ‫قت يف‬ ‫وتدف ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـم ْـب َت ِ‬ ‫ـرد‬ ‫وأرق‬ ‫َ‬ ‫باردها ِل ُ‬

‫زار ُ‬ ‫َ‬ ‫غر ِد‬ ‫وش َدا َه ُ‬ ‫احل ِّب يف َ‬

‫هجَة َ‬ ‫َ‬ ‫الكِب ِد‬ ‫وأسال‪ ،‬شجوًا‪ُ ،‬م َ‬ ‫دنيا حياة ُ‬ ‫األنس يف وطين‬ ‫ونعيم دار ُ‬ ‫اخلْلد يف بلدي‬ ‫ُ‬

‫ِ‬ ‫األحد‬ ‫عودي إلينا ليلة‬

‫والر َ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِد‬ ‫اآلداب‬ ‫سهرة‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬

‫ُ‬ ‫األحبُة تلتقي ُز َمرًا‬ ‫حيث‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫ومـنـتـقد‬ ‫من شاعـٍر َف ٍّـذ‬

‫َّ‬ ‫مشاخيهم‬ ‫يتحلقون على‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وطرائف املاضي مجُ َل ِج ٌ‬ ‫لة‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫حاشدة‬ ‫اآليات‬ ‫وروائع‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وفلسفة‬ ‫علم‬ ‫ُ‬ ‫دنياهم ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وهيـبته‬ ‫رهبة الوادي‬ ‫يا‬ ‫ٍ‬ ‫والبدر َّ‬ ‫بأنسجة‬ ‫شح‬ ‫مت ٌ‬

‫الز َب ِد‬ ‫يف ُزبدة األفكار ال َّ‬ ‫يف مسمع الدنيا ويف َخَلدي‬ ‫َ‬ ‫وامل َد ِد‬ ‫واإلهلام‬ ‫بالفيض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الع َق ِد‬ ‫وبساطة ختلو من ُ‬

‫والس َّم ُار يف َح َش ِد‬ ‫يف الليل‬ ‫ُّ‬

‫ٌ‬ ‫سائرة‬ ‫تلهو الصبايا وهي‬

‫ِّ‬ ‫والب ِد‬ ‫األلوان‬ ‫فض َّيِة‬ ‫ِ‬ ‫رَُ‬

‫الص َد ِد‬ ‫احلي يف‬ ‫شباب‬ ‫وترى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬

‫الود يف ُل َغٍة‬ ‫يستعرضون‬ ‫ََّ‬

‫عن َّ‬ ‫ِ‬ ‫األحلاظ مل َتِز ِد‬ ‫رقِة‬

‫رمقت‬ ‫احلور كم‬ ‫العيون‬ ‫تلك‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الورد ِم ْن َخ َج ٍل‬ ‫الوجوه‬ ‫يعلو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫طاهرة‬ ‫دنيا من اآلداب‬ ‫المعة على َ‬ ‫ٌ‬ ‫شَر ٍ‬ ‫ف‬ ‫بيضاء‬ ‫ُ‬

‫ثم مل َت ِ‬ ‫ص ِد‬ ‫ُح َ‬ ‫لو املحُ ّيا َّ‬

‫اخلد فهو ندي‬ ‫حيمر منه‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬

‫ما َ‬ ‫أعصر َّ‬ ‫الن َك ِد‬ ‫شَّوهتها‬ ‫ُ‬ ‫والب ِد‬ ‫أنقى من الينبوع‬ ‫رَ​َ‬

‫***‬

‫ٌ‬ ‫ت ويف دمها‬ ‫مر ْ‬ ‫ومعارك َّ‬ ‫املر وهو ندي‬ ‫الصليل‬ ‫وقع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫لبنان واندثرت‬ ‫هزت ربى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واألبد‬ ‫الصمت‬ ‫وتغيـَب ْت يف‬ ‫َّ‬

‫دت‬ ‫ذابت مع األحجار واتحَّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫اجلسد‬ ‫يف الصخر مثل الروح يف‬ ‫يا روح ُفّلي الصخر وانبثقي‬ ‫وحتركي يف ِّ‬ ‫مت ِ‬ ‫كل ّ‬ ‫سد‬ ‫ّ‬

‫مدى‬ ‫ودعي َي َد َّي تطاوالن‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وامل َد ِد‬ ‫ال ينتهي يف العزم‬ ‫ً‬ ‫دافئة‬ ‫األسرار‬ ‫أملس‬ ‫كي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َن ِد‬ ‫على‬ ‫حقائقها‬ ‫وأرى‬ ‫َ‬ ‫ص الـ‬ ‫يا أيها‬ ‫األحجار ما َق َص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضمري ِ‬ ‫غد؟‬ ‫ـماضي؟ وماذا يف‬ ‫ِ‬ ‫تاريخ ُ‬ ‫َ‬ ‫األىل صعدوا‬ ‫قد َبَّز‬ ‫الشماء يف َح َش ِد‬ ‫ة‬ ‫للقم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫معاجِزهم‬ ‫(عامل) يف‬ ‫أبطال‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫األس ِد‬ ‫ة‬ ‫وم‬ ‫ح‬ ‫يف‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫الش‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫أساطري الورى َع َجبًا‬ ‫فاقوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص َمدي‬ ‫الفارس‬ ‫صمود‬ ‫وا‬ ‫ك‬ ‫وح‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سطوتها‬ ‫إلسرائيل‬ ‫دكوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والع َد ِد‬ ‫باجليش‬ ‫ارها‬ ‫خ‬ ‫وف‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫قوتك ْم؟!‬ ‫سر‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫أنتم؟ ما ُّ‬ ‫الز َر ِد؟‬ ‫يف‬ ‫الفوالذ‬ ‫أنتم‬ ‫هل‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الوهج يف ِ‬ ‫كم؟‬ ‫من أين هذا‬ ‫ُ‬ ‫دم ْ‬ ‫العْز ُم يف َ‬ ‫اجلَل َد‬ ‫هذا‬ ‫أين‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫كم‬ ‫سر اإلله‬ ‫ُّ‬ ‫يشد ّ‬ ‫قو َت ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الع ُ‬ ‫ض ِد‬ ‫يف‬ ‫واآلل‬ ‫واملصطفى‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫لبنان يف أجماده ِعرٌَ‬

‫تـب ِ‬ ‫ـد‬ ‫اء لـم ِ‬ ‫غـر ُ‬ ‫ومـآثر َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫زاوية‬ ‫(عامل)‪ ،‬يف كل‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫مـنه حـكايا شـاعـٍر َغـِر ِد‬ ‫ُ‬

‫ٍ‬ ‫عامل َعَل ٍم‬ ‫ناسك أو‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬

‫ً‬ ‫معجزة‬ ‫األبطال‬ ‫صاغوا من‬ ‫ِ‬

‫ِ‬ ‫مـجـته ِد‬ ‫الـقد ِر‬ ‫عـظيم‬ ‫فـذ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫التاريخ مل َيِل ِد‬ ‫يف مثلها‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومسكنهم‬ ‫أرض أحبابي‬ ‫يا‬

‫وم ْع َت َقدي‬ ‫روحي فدى أهلي ُ‬

‫الرتاب بها‬ ‫الذهب‬ ‫أغلى من‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫ته يدي‬ ‫مما قد َح َو ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وأعز ّ‬

‫حمر ً‬ ‫رة‬ ‫عودي إىل شعيب ّ‬ ‫ً‬ ‫س ّ‬ ‫كل َر ِدي‬ ‫رج‬ ‫من‬ ‫مغسولة‬ ‫ْ ِ‬ ‫يا ُ‬ ‫ليل طال فراق موطننا‬ ‫الزمان بنا ومل َي ُع ِد‬ ‫ومضى‬ ‫ُ‬

‫ترنو حكاياه لمِ َ ْق َد ِمنا‬ ‫وينوء صربًا بانتظار َغ ِد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عودتـنا‬ ‫رب حقق فيه‬ ‫يا ّ‬ ‫ِ‬ ‫لألبد‬ ‫واجعل ترابي فيه‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫كلمة احلاج موسى قدوح‬

‫وألقى األمني العام السابق للمجمع اإلسالمي الثقايف‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫احلاج موسى قدوح‬

‫اهليئات اإلجتماعية واإلعالمية أيها اإلخوة الكرام‬ ‫واألخوات الكرميات السالم عليكم مجيعًا ورمحة اهلل‬

‫وبركاته‪.‬‬ ‫رحبًا بكم مجيعًا‪،‬‬ ‫يشرفين ويسعدني اليوم أن أقف ُم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وبضيفنا الكبري رئيس بلدية تبنني ورئيس احتاد‬ ‫بلديات القلعة األستاذ نبيل أسعد فواز‪ ،‬وأشكر‬ ‫له‪ ،‬ولكم مجيعًا حضوركم وتلبيتكم هذه الدعوة‬

‫نكرم من خالهلا رج ًال عام ًال على‬ ‫التكرميية‪ ،‬واليت‬ ‫ِّ‬ ‫الصعيد اخلدماتي واإلمنائي يف منطقة تبنني‬ ‫وجوارها‪ ،‬ورجل أعمال ناجحًا نتمنى له التوفيق أبدًا‬

‫تيسر من‬ ‫الزمن وإىل سنابل ذكرياته‪ ،‬جنمع منها ما‬ ‫َّ‬ ‫الذكريات‪ ،‬نسري يف شوارع البلدة‪ ،‬ونأخذها بيتًا‬ ‫ّ‬ ‫ولعل املغرتب طافت‬ ‫بيتًا‪ ،‬نستذكر أهلها وأحبتـنا‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ودق أبوابها‪ ،‬لكن كثريًا‬ ‫به روحه يف أزقة البلدة‬ ‫مرحب به!‬ ‫من األبواب ما ُفتحت له‪ ،‬ليس ألنه غري َّ‬ ‫إما هجروا تلك الديار وهاجروا‬ ‫بل ألن ساكنيها‪ّ ،‬‬

‫وإما ُر ِّحلوا إىل عامل اآلخرة‪.‬‬ ‫إىل بالد اهلل الواسعة‪ّ ،‬‬ ‫فتتزاحم جمددًا الذكريات يف خميلته ويف رأسه‪،‬‬

‫ويعود إىل ذلك الزمن اجلميل إىل أيام الصفاء‬ ‫أيام كان الصغري حيرتم‬ ‫واهلناء‪ ،‬إىل أيام‬ ‫ّ‬ ‫العز‪ ،‬إىل ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وجيل الكبري‪ ،‬إىل أيام كان اجلار عونًا للجار‪ ،‬وكان‬

‫اإلنسان إذا وضع يده على شاربه كان قسمًا ال‬

‫تعهد بشيء‪ .‬تتزاحم الذكريات يف رأسه‪،‬‬ ‫رد إذا‬ ‫ُي ُّ‬ ‫ّ‬ ‫قدموا هلا‬ ‫فيستذكر رجاالت البلدة الكبار‪ ،‬والذين َّ‬ ‫خدمات َّ‬ ‫جلى‪ ،‬وهلم ٍ‬ ‫أياد بيضاء‪ ،‬يستذكر من رجاالتها‬

‫ودائمًا يف ّ‬ ‫حله وترحاله‪.‬‬ ‫فأه ًال وسه ًال بك بني أهلك وأحبتك يف وطنك الثاني‬ ‫ويف بلدك الثاني هنا يف ديرتويت‪ .‬أه ًال وسه ًال بك‬

‫النائب السابق املرحوم حممد علي أفندي غطيمي‪،‬‬

‫قلب كل مغرتب قصة وحكاية عنوانها حب الوطن‬

‫يتذكر املرحوم املغفور له (عم األستاذ نبيل فواز)‬

‫وأنت القادم إلينا من أرض الوطن‪ ،‬وللوطن يف‬

‫وناسه‪ ،‬والوطن هو القضية‪ ،‬وهو اهلوية واالنتماء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بكد‬ ‫ول َك ْم عاش املغرتب يف بالد اإلغرتاب يعمل‬ ‫ٍّ‬ ‫وجد من أجل أن يعود إىل وطنه‪ ،‬وأن يبين بيتًا‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ويقضي ما تبقى له من حياته يف َمسقط رأسه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بشغف كلما أشرق الصباح‪،‬‬ ‫يتابع أخبار الوطن‬

‫وحيمل هموم أهله يف ساعات النهار‪ ،‬حتى إذا أخلد‬

‫إىل النوم تراءت له مرابع طفولته ومالعب صباه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل روحه محلته مرات عديدة‪ ،‬وعرب األثري لريى‬

‫وأزقتها‪ ،‬وتتزاحم يف‬ ‫نفسه يسري يف شوارع البلدة ِ‬ ‫رأسه ذكريات أعمارنا؛ أعمارنا اهلاربة منا‪ ،‬نلهث‬ ‫وراءها دائمًا لكننا ال نستطيع أن نلحق بها‪ ،‬ألننا‬ ‫نعلم أنها ّ‬ ‫ولت إىل غري رجعة‪ .‬فنعود إىل بيادر‬

‫ويتذكر النائب املرحوم األستاذ عبد اهلل غطيمي‪،‬‬

‫ٍ‬ ‫أياد بيضاء كثرية‬ ‫األستاذ سعيد فواز‪ ،‬والذي له‬ ‫يف تبنني‪ ،‬وكم دعم الشباب من أجل أن يتعلموا‪،‬‬

‫مستقبل واعد هلم‪ ،‬وكان له ما أراد‪.‬‬ ‫ومن أجل‬ ‫ٍ‬ ‫واخللق هم عيال اهلل‪ ،‬وأحبكم إىل اهلل أنفعكم‬ ‫لعياله‪ ،‬نستذكر الوالد احلاج أبا غسان أطال اهلل‬ ‫يف عمره‪ ،‬والذي له دين كبري يف أعناقنا مجيعًا‪،‬‬

‫ويف أعناق الكثريين من تبنني ومن خارج تبنني‪،‬‬ ‫ألنه فع ًال كان دائمًا يتذكر الناس ويهتم بأمورهم‪،‬‬

‫وأفضل العطاء أن ُيعطي اإلنسان حني ال ُيسأل‪.‬‬ ‫نتذكر أيضًا املرحوم النائب األستاذ محيد دكروب‬

‫والد األستاذ مجال أخي وصديقي‪...‬‬

‫فيرتحم على‬ ‫وتعود الذكريات فتتزاحم يف رأسه‪،‬‬ ‫َّ‬

‫ما مضى وعلى من رحلوا‪ ،‬ويتذكر رجاالت البلدة‪،‬‬

‫املقدس املرحوم الشيخ‬ ‫يتذكر علماءها‪ ،‬يتذكر‬ ‫ّ‬ ‫موسى بري‪ ،‬والد املرجع الديين العالمة مساحة‬ ‫الشيخ عبد اللطيف بري‪ .‬يتذكر الرجال األوفياء‬

‫يتذكر ويتذكر‪ ...‬ويصل إىل دولة الرئيس األستاذ‬ ‫نبيه بري رجل املرحلة ورجل الوحدة الوطنية‬

‫والضرورة الوطنية يف لبنان‪.‬‬

‫يتذكر الرجال الكبار يف عائالت تبنني الكرمية وكل‬

‫عائالتها كرمية‪ ،‬وكل وجوهها هم من وجوه القوم‬ ‫واحلمد هلل ألن أكثرهم ‪ -‬نساء ورجا ً‬ ‫ال ‪ -‬مؤمنون‬

‫أخيار يعملون يف سبيل اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫(يا َأ ُّي َها َّ‬ ‫اس ِإنا‬ ‫الن ُ‬ ‫واآلية القرآنية الكرمية تقول‪َ :‬‬ ‫اك ْم ِم ْن َذ َكٍر َوُأ َ‬ ‫نثى َو َج َعْل َن ُ‬ ‫َخَل ْق َن ُ‬ ‫اك ْم ُ‬ ‫وبا َو َقَب ِ‬ ‫ائ َل‬ ‫ش ُع ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هّ‬ ‫هّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫يم‬ ‫ِل َت َع َار ُفوا ِإ َّن أكَر َمك ْم عْن َد الل أتقاك ْم ِإ َّن الل َعل ٌ‬ ‫ري) احلجرات ‪ .13 /49‬فالتقوى أن نتقي اهلل يف‬ ‫َخِب ٌ‬ ‫عباده‪.‬‬ ‫طيـبًا كرميًا‬ ‫لن‬ ‫األحبة‬ ‫أيها‬ ‫اليوم‬ ‫نلتقي‬ ‫ُ‬ ‫كرم منوذجًا ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو األستاذ نبيل أسعد فواز‪ ،‬نكرمك اليوم على‬ ‫جهودك الطيـبة‪ ،‬وخدماتك اإلمنائية واليت نعرف‬

‫كم تعطي يف تبنني ويف جوار تبنني‪ ،‬فكلها جهود‬ ‫نقدر كل العاملني‬ ‫نقدرك اليوم فإننا ِّ‬ ‫مقدرة‪ .‬وإن ّ‬

‫رحبوا‬ ‫واملخلصني يف الشأن العام‪ ...‬أيها األحبة‪ِّ ،‬‬ ‫معي حبضرة رئيس بلدية تبنني ورئيس بلديات‬

‫احتاد القلعة األستاذ نبيل أسعد فواز‪.‬‬

‫كلمة رئيس بلدية تبنني األستاذ نبيل أسعد فواز‬

‫مساحة املرجع الديين العلاَّ مة الشيخ عبد اللطيف‬

‫والقيمون على اجملمع‬ ‫بري‪ ،‬السادة العلماء‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي الثقايف‪ ،‬الدكتور قاسم شرارة أمني‬ ‫عام اجملمع اإلسالمي الثقايف‪ ،‬احلاج موسى قدوح‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫األمني العام السابق وملرات عديدة‪ ،‬السادة‬

‫وجهاء وأبناء اجلالية اللبنانية‪ ،‬احلضور الكرام‪،‬‬ ‫السالم عليكم مجيعًا ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫اجملتمع األمريكي‪ ،‬وكذلك اإلصرار الكبري من قبل‬

‫أصحاب اجلنسية اإليرلندية‪ ،‬الكاريـبية‪ ،‬اإليطالية‪،‬‬

‫وتطوره‪.‬‬ ‫على رفعه‬ ‫ّ‬

‫حياولون جاهدين القيام بعمل جيعل أوالدهم على‬

‫الطيـبة‪ ،‬واليت ختتصر الكثري مما كنت أود قوله‪.‬‬

‫أمامنا عمل كثري‪ ،‬وأننا لفاعلون‪ ،‬على الرغم مما‬

‫أحب أن أشكر احلاج موسى قدوح على كلمته‬

‫أنا سعيد أن أكون بينكم اليوم‪ ،‬وأود أن أقول‬ ‫لكم‪ :‬إن لبنان‪ ،‬هذا البلد الصغري الذي عانى‬ ‫الكثري‪ ،‬لديه سفراء كثريون ميثلونه‪ ،‬ولكن فعليًا‬ ‫كل واحد منكم سفري لبلده‪ .‬إن لبنان حباجة إليكم‪،‬‬

‫كما أن كل واحد منكم حباجة للبنان‪ ،‬هذا البلد‬ ‫الذي نريده أن يكون بلدًا للحرية وقبول اآلخر‪،‬‬ ‫وبلدًا لإلقتصاد والسياحة وبلدًا للعيش املشرتك‪،‬‬

‫بني املسلمني واملسيحيني‪ ،‬الذي يشكل أساسًا‬ ‫للبنان وحنن فخورون به‪ .‬كلنا مستعد للعمل لي ًال‬ ‫ونهارًا من أجل رفع اسم لبنان عاليًا والنهوض‬

‫به‪ ،‬وإن بعض التـناقضات اليت نشهدها هي من‬ ‫ميزتـنا الدميقراطية‪.‬‬

‫يرتبط شعبنا بعالقات قوية مع شعوب هذا البلد‬ ‫تعود إىل القرن التاسع عشرة‪ ،‬حيث بدأ املهاجرون‬

‫بالبحث عن فرص جديدة خارج بلدهم األم نتيجة‬

‫مير بها وطنهم آنذاك‪،‬‬ ‫الظروف احلرجة اليت كان ُّ‬ ‫فوجدوا يف الواليات املتحدة األمريكية ضالتهم‬

‫املنشودة‪ ،‬وعاشوا يف ربوعها بأمان واستقرار‪.‬‬

‫لقد أخلص اللبنانيون للبلد الذي احتضنهم‪ ،‬حيث‬

‫املتـنوع‪ ،‬وأغنوه‬ ‫تفاعلوا مع اجملتمع األمريكي‬ ‫ّ‬ ‫واغتـنوا به‪ ،‬وأصبحوا جزءًا ال يتجزأ من نسيجه من‬ ‫ّ‬ ‫يتخلوا عن تراثهم األصلي الغين‪ ،‬ودون‬ ‫دون أن‬

‫أن يقطعوا جذورهم العميقة مع وطنهم األم‪ ،‬وقد‬ ‫وصلوا إىل أرفع املناصب‪ ،‬وهذا إن ّ‬ ‫دل على‬ ‫ّ‬ ‫يدل على اإلنفتاح الكبري املوجود يف‬ ‫شيء فإمنا‬

‫هؤالء املهاجرين على بناء وطنهم اجلديد والعمل‬

‫اإلسبانية‪ ،‬الكولومبية‪ ...‬أالحظ أن مجيع هؤالء‬

‫أيها األعزاء‪ ،‬مهما عملنا يف حقل الوطن‪ ،‬يـبقى‬

‫ارتباط دائم بوطنهم األم‪ .‬حنن اليوم نستطيع‬

‫يواجهنا من عقبات وصعاب وعرقلة قام بتذليلها‬ ‫الرئيس نبيه بري‪ ،‬وقد واكبنا دائمًا للوصول‬

‫سجلوا أوالدهم‪ ،‬وهذه قضية مهمة‬ ‫الذين مل ُي ِّ‬

‫بر األمان‪ .‬إننا نولي الشؤون اإلجتماعية‪،‬‬ ‫إىل ِّ‬ ‫والرتبوية والصحية والبيئية وغريها من األمور‬ ‫متس حياة الناس مباشرة‪ ،‬نوليها كل اهتمام‬ ‫اليت‬ ‫ّ‬ ‫وكل جهد‪ ،‬يف حدود اإلمكانات املتاحة‪ .‬إنين اليوم‬ ‫موحدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫أؤكد على ضرورة أن تكون اجلالية َّ‬

‫التواصل مع الوطن األم واألقرباء واألخوة‪ ،‬لذلك‬ ‫ّ‬ ‫حلث اجليل اجلديد على أن يزور البلد‬ ‫أدعوكم‬ ‫الذي ُولد فيه آباؤه‪َ ،‬‬ ‫وق ِدم منه أجداده‪ ،‬أو رمبا‬

‫األجيال السابقة‪ ،‬ألن هذا التواصل هو الذي ميكن‬

‫أن حنصي مئات األشخاص يف هذه املنطقة من‬ ‫وأمر جد ضروري (تسجيل األوالد الذين ولدوا يف‬ ‫بالد اإلغرتاب يف الدوائر الرمسية اللبنانية)! ألنه‬ ‫جيب أن نعمل على أن يرتبط هذا اجليل اجلديد‬

‫بوجوده أكثر‪ ،‬وجنعله يعترب هذا الوجود مع أصله‬ ‫قوة له‪ ،‬وليس املقصود بهذا الوجود عدم نكران‬

‫األصل فقط‪ ،‬بل من أجل أن يـبقى ارتباط اجليل‬ ‫اجلديد من أبنائنا ارتباطًا وثيقًا باجلذور‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا اجليل أن ُي ِ‬ ‫ؤمن بأن ارتباطه ووجوده مع أصله‬

‫هو الضمانة له‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حييكم وأشكركم على حفاوة االستقبال‪،‬‬ ‫أخريًا أ ِّ‬

‫أن ُيـبقي على هذا االرتباط‪.‬‬ ‫إننا نفتخر باجلالية اللبنانية‪ ،‬ليس فقط لنجاحها‬ ‫ومتييزها‪ ،‬بل أيضًا لقدرتها على االندماج مع‬

‫العمل اجلاد للمحافظة على األجيال الشابة‪،‬‬

‫عن تقاليدها األصلية‪ ،‬أي أنها ال زالت موالية‬

‫القنصليات والسفارات‪ ،‬وحنن على استعداد‬

‫اجملتمع اجلديد الذي تعيش فيه دون أن تبتعد‬

‫لوطنها األصلي كما هو والؤها لوطنها احلالي‪،‬‬ ‫وهذا ما ْ‬ ‫س َب اجلالية يف أمريكا حمبة الشعب‪.‬‬ ‫أك َ‬

‫وأنقل إليكم السالم من أبناء وطنكم الذين‬ ‫أوكلوني نقل حتياتهم وحمبتهم‪ ،‬وأطلب منكم‬ ‫وجعلها‬

‫تواظب‬

‫على‬

‫تسجيل‬

‫نفوسها‬

‫لدى‬

‫للعمل وللمساعدة على ذلك يف الدوائر الرمسية‬ ‫كافة‪ ،‬وأنا شخصيًا على استعداد لتوفري أي خدمة‬

‫معينة وقضية مهمة كنت‬ ‫أريد أن أؤكد على نقطة‬ ‫ّ‬ ‫قد َّ‬ ‫تكلمت عنها صباح هذا اليوم‪ ،‬أال وهي قضية‬

‫أشكر مساحتكم‪ ،‬بامسي‪ ،‬وباسم الوالد‪ ،‬وأنقل‬

‫أن عليه االبتعاد‬ ‫كثري من شباب اجليل اجلديد يعترب َّ‬ ‫عن االرتباط باألهل وبالوطن الكبري‪ ،‬أو بالوطن‬

‫الذي زاره عندما كان هنا يف السبعينات‪،‬‬ ‫ولكن حقيقة‪ ،‬أنا متفاجىء مما رأيته صباحًا‪،‬‬

‫تسجيل أوالدكم يف الدوائر الرمسية اللبنانية‪.‬‬

‫الصغري (القرية)‪ .‬باملقابل‪ ،‬أنا أالحظ أن الكثري‬

‫من أصحاب اجلنسيات األخرى‪ ،‬هنا يف أمريكا مثل‬

‫تـتعلق بهذا املوضوع‪.‬‬ ‫لكم‬

‫سالمه‪،‬‬

‫وقد‬

‫أخربني‬

‫عن‬

‫هذا‬

‫الصرح‬

‫ومما أراه اآلن‪ .‬عافاكم اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬ ‫عشتم‪ ،‬وعاش لبنان‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫أقام اجملمع اإلسالمي الثقايف حفل تأبني للعلاَّ مة‬ ‫العَلم الشيخ حممد سعيد رمضان البوطي الذي‬ ‫َ‬

‫قضى يف تفجري إرهابي مبسجد اإلميان يف دمشق‪.‬‬ ‫وقد حضر احلفل خنبة من وجوه اجلالية ومشاخيها‬

‫ومثقفيها وإعالمييها‪.‬‬

‫افتتح احلفل احلاج طارق صبح بكلمة ترحيـبية قال‬

‫فيها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫لخْ‬ ‫ُ‬ ‫(و َما َج َعل َنا ِلَب َشٍر ِّمن قْبِلك ا ل َد أفِإن ِّم َّت‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ت َو َنْبُل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وكم ِب َّ‬ ‫َ‬ ‫س َذ ِ‬ ‫ائ َقُة المْ َ ْو ِ‬ ‫الشِّر‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫ون‬ ‫َف ُه ُم الخْ َ ِالُد َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ون) األنبياء ‪.35 - 34 /21‬‬ ‫َوالخْ َ يرْ ِ ِف ْت َنًة َوِإل ْي َنا ُتْر َج ُع َ‬

‫كان رئيس احتاد علماء بالد الشام الشيخ الدكتور‬ ‫حممد سعيد البوطي يتوقع مصريًا مشابهًا‪ .‬اعتلى‬ ‫منرب اجلامع األموي يف دمشق يف بداية األحداث يف‬ ‫ّ‬ ‫التطرف ومن املغاالة‬ ‫وحذر من‬ ‫آذار من العام ‪2011‬‬ ‫ّ‬ ‫يف الدين‪ ،‬مشجعًا املصلني على نبذ الطائفية وترك‬

‫مساحة بني السياسة والدين‪ ،‬تقارب والرئيس‬

‫األسد الذي وافق على كل طلباته‪ ،‬واليت مشلت‬ ‫تراجعًا عن القرار مبنع توظيف ذوات النقاب يف‬ ‫سلك الرتبية والتعليم واملوافقة على إلغاء اإلمتياز‬ ‫ُ‬ ‫افتتح على طريق املطار‬ ‫الوحيد لكازينو سوري‬

‫وإقرار تأسيس حمطة‬

‫فضائية لرتويج الفكر‬

‫الديين املعتدل واملتسامح‪ ،‬كان يشرف عليها‬

‫البوطي وسمُ يت (نور الشام)‪ .‬كثريون استغربوا‬ ‫ُ‬ ‫خيط فيها خطوة للوراء‪ ،‬وذلك‬ ‫هذه الوقفة اليت مل‬ ‫حتى استشهاده بانفجار انتحاري يف جامع اإلميان‬ ‫ّ‬ ‫انفض شيوخ كثريون وهاجروا‬ ‫بدمشق‪ ،‬يف وقت‬

‫إىل السعودية وقطر‪ ،‬ملتزمني خط العداء للنظام‪.‬‬ ‫مل يشغل البوطي يومًا منصبًا رمسيًا‪ ،‬لكنه ظل حتى‬ ‫السنوات األخرية ُيعترب رمز التيار الديين املعتدل‬ ‫وينسب له أتباعه وطريقه‪ ،‬وخالل‬ ‫يف سوريا‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫منكرًا‬ ‫العامني املاضيني وقف إىل جانب األسد‬

‫وجود ثورة‪ ،‬مناصرًا الدولة يف حربها على اإلرهاب‬

‫اإلسالم‪ .‬ها حنن اآلن نشهد وباسم اإلسالم جاهلية‬

‫يف احلادي والعشرين من العام اجلاري‪.‬‬

‫صوره‬ ‫األوىل‪ ،‬وهي تعطي صورة عن اإلسالم ُت ِّ‬

‫واجلهل‪ ،‬حتى قضى بنار اجلهل ذاتها يوم عيد األم‬

‫كلمة احلاج موسى قدوح‬ ‫األمني السابق للمجمع اإلسالمي الثقايف‬

‫وبعد تالوة مباركة آليات من الذكر احلكيم تالها‬ ‫فضيلة الشيخ حسن احلبحاب‪ ،‬ألقى األمني العام‬

‫السابق للمجمع االسالمي الثقايف احلاج موسى‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫قدوح‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ودمع ال ُي َك ْف َك ُف يا ِد َم ْش ُق‬ ‫رق‬ ‫أ‬ ‫دى‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫من‬ ‫سالم‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫نلتقي اليوم يف ذكرى أليمة يف ذكرى شهيد‬

‫احملراب‪ ،‬يف ذكرى رجل الفكر واحلوار واإلعتدال‪،‬‬ ‫يف ذكرى العالمة الشيخ حممد سعيد رمضان‬

‫البوطي‪ ،‬والذي استشهد يف تفجري إرهابي‪ ،‬وتفجري‬ ‫وحشي هو عمليًا نتيجة للتطرف الذي ساد يف الفرتة‬

‫سيجر‬ ‫األخرية؛ التطرف يف الفكر الديين‪ ،‬والذي‬ ‫ّ‬ ‫الويالت على املسلمني وعلى اإلسالم بشكل عام‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أهل جاهلية يغزون‬ ‫كان العرب يف زمن اجلاهلية‬ ‫بعضهم بعضًا‪ ،‬يعبدون األصنام‪ ،‬يأكل منهم القوي‬ ‫الضعيف‪ ،‬إىل أن بعث اهلل فيهم نبيًا منهم‪ ،‬أرسله‬ ‫رمحة للعاملني فأمرهم برتك عبادة األصنام وبعبادة‬

‫اهلل الواحد األحد وأمرهم حبج بيت اهلل احلرام‪،‬‬

‫ثانية‪ ،‬ستكون ارتداداتها أصعب بكثري من اجلاهلية‬ ‫مبظهر املتوحش وأنه يقتل األبرياء‪.‬‬ ‫(من‬ ‫إن‬ ‫بل‬ ‫أبرياء‬ ‫ال نعرف دينًا مساويًا أمر بقتل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لأْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض فكأ مَّ َ‬ ‫س َأ ْو َف َس ٍ‬ ‫نا‬ ‫اد فيِ ا ْر ِ‬ ‫َق َت َل َن ْف ًسا ِب َغيرْ ِ َن ْف ٍ‬ ‫َق َت َل َّ‬ ‫يعا) املائدة ‪.32 /5‬‬ ‫اس جمَ ِ ً‬ ‫الن َ‬ ‫ً‬ ‫أيها األحبة‪ ،‬مطلوب منا مجيعا مسلمني‪ ،‬سنة‬ ‫وشيعة‪ ،‬اإلعتدال واحلوار والكلمة الطيـبة‪ ،‬وإال فإن‬

‫اآلثار ستكون وخيمة على املسلمني وعلى األمة‬ ‫اإلسالمية مجيعًا‪.‬‬ ‫يف ذكرى فقيدنا العالمة الشيخ حممد سعيد رمضان‬

‫البوطي‪ ،‬والذي استشهد يف املسجد كما تعلمون‪،‬‬ ‫والذي حنتسبه عند اهلل جماهدًا يف سبيل اهلل‪ ،‬نسأل‬ ‫يتغمده بواسع برمحته وأن ُيسكنه‬ ‫اهلل تعاىل أن‬ ‫َّ‬ ‫فسيح جناته‪.‬‬

‫كلمة األستاذ طالل عباس‬ ‫ممثل (حركة أمل) يف أمريكا الشمالية‬

‫بعد ذلك ألقى ممثل حركة أمل يف أمريكا الشمالية‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫األستاذ طالل عباس‬ ‫أصحاب السماحة والفضيلة‪ ،‬سعادة القاضي األستاذ‬

‫سامل سالمة‪ ،‬األخوة ممثلي املنظمات واملؤسسات‬

‫الدينية واإلعالمية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬األهل‬ ‫واألحبة‪ ،‬السالم عليكم مجيعًا ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫وأمرهم بالصالة والزكاة وأمرهم حبسن اجلوار‪،‬‬ ‫فانتشر اإلسالم من خالل قيمه الكبرية‪ُ ،‬‬ ‫وفتحت‬

‫لروح الشيخ الشهيد حممد سعيد رمضان البوطي‬

‫إىل الصني‪ ،‬ووصل إىل اسبانيا‪ ،‬ودخل كثري من‬

‫الداعي إىل اهلل بالعلم واحلكمة واملوعظة احلسنة‪،‬‬

‫بالد كثرية‪ ،‬ووصل اإلسالم إىل اهلند‪ ،‬ووصل‬

‫تصرفات التجار املسلمني وصدقهم‬ ‫الناس نتيجة‬ ‫ُّ‬ ‫وتعاملهم‪ ،‬وانتشر اإلسالم نتيجة أخالق املسلمني‪،‬‬ ‫ونتيجة املبادىء الطيـبة الكرمية اليت دعا إليها‬

‫رمحه اهلل‪ ،‬ألف حتية وسالم‪ ،‬سالم للنهج املعتدل‬

‫وما ميثل الشريعة اإلسالمية السمحاء خري متثيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تشظى كرمى الدعوة إىل احملبة‬ ‫سالم للجسد الذي‬

‫والتسامح واحلوار ونبذ العنف والقتل والتفجري‪،‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫سالم‬

‫للروح اليت ستبقى مع كل أرواح األبرياء‬

‫منتصبة لتبقى سوريا عاصمة العروبة‪ ،‬وحامية‬ ‫املقاومة حيث يوجد احتالل‪.‬‬

‫أيها األخوة واألحبة‪ ،‬جنتمع اليوم لتأبني الشيخ‬

‫الشهيد حممد سعيد رمضان البوطي جراء انفجار‬ ‫إرهابي طاله وحشدًا من املصلني‪ .‬وامسحوا لي‬

‫حممد سعيد البوطي‪ ،‬مرورًا بكل الشهداء والعلماء‪،‬‬

‫األوىل‪ ،‬من أجل أن يـبقى هذا اجملمع‪ ،‬منارة‬

‫العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫للدين اإلسالمي احملمدي احلنيف‪ ،‬سائلني املوىل‬

‫من إيران‪ ،‬إىل العراق‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وفلسطني وكل‬

‫ِ‬ ‫املغيب القائد السيد‬ ‫تكفكم حياة مساحة إمامنا‬ ‫أمل‬ ‫َّ‬ ‫غيـبتموه قسرًا عن شعبه‬ ‫الذي‬ ‫الصدر؟‬ ‫موسى‬ ‫َّ‬

‫وأرضه وساحة جهاده منذ ما يقارب اخلمسة‬ ‫يرو ظمأكم الدائم للدم ما‬ ‫والثالثني عامًا؟ أمل‬ ‫ِ‬

‫عما جرت العادة عليه عند تأبني فقيد‬ ‫أن أخرج ّ‬ ‫أن نعتلي املنرب لنعدد إجنازاته ونفتخر مبسرية‬ ‫حياته‪ ،‬خاصة وإن كان هذا ُ‬ ‫ؤبن عاملًا وشيخًا‬ ‫امل َّ‬

‫تارة أخرى من جمازر‪ ،‬وقتل لألبرياء من أبناء أمتـنا‬

‫والشريعة والفلسفة وغريها‪ ...‬امسحوا لي أن ال‬

‫وكل دول العامل اإلسالمي؟!‬

‫جلي ًال وصاحب ما يزيد عن ستني مؤلفًا يف الدين‬

‫أغوص يف‬

‫امتداح مواقفه العروبية واإلسالمية‪.‬‬

‫فثمة سؤال واحد يطرح نفسه؛ سؤال يطرحه كل‬ ‫مسلم ومسلمة على امتداد هذا العامل اإلسالمي‪،‬‬ ‫سؤال كل مسلم ومسلمة فهموا اإلسالم وحقيقة‬

‫تضمنها هذا الدين احلنيف‪ :‬إىل أين‬ ‫املفاهيم اليت‬ ‫ّ‬ ‫إىل‬

‫أيها الصهاينة املستعربون واملستسلمون؟!‬ ‫نصبتم أنفسكم حكامًا وملوكًا وأمراء‬ ‫أين يا من َّ‬ ‫َّ‬ ‫وحتكمتم‬ ‫وخلفاء! وحكمتم شعوبكم باحلديد وبالنار‪،‬‬

‫وم َقَّد َراتها وحكمتموها بهذه‬ ‫بثروات هذه‬ ‫ّ‬ ‫األمة‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫بعدوة اهلل‬ ‫موا‬ ‫وتتحك‬ ‫حتكموا‬ ‫أن‬ ‫بدل‬ ‫املقدرات‪،‬‬ ‫َّ‬

‫والدين واإلنسانية‪ ..‬إسرائيل‪.‬‬

‫إىل أين؟ يا من تعهدمت محاية إسرائيل‪ ،‬هذا الكيان‬

‫الغاصب لفلسطني‪ ،‬ويف قلبها القدس الشريف‬

‫ثاني القبلتني وثالث احلرمني‪.‬‬

‫إىل أين؟ يا من التزمتم الدفاع عن مصاحل إسرائيل!‬

‫ٍ‬ ‫بأياد إسرائلية تارة‪ ،‬وتكفريية‬ ‫اقرتفته خمططاتكم‬ ‫يف لبنان‬

‫وفلسطني والعراق وسوريا والبحرين‪،‬‬

‫ولسوريا ولشعبها اخلروج من هذا النفق املظلم‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪ .‬وأمل بنصر‬

‫اهلل وعودة اإلمام الصدر ورفيقيه‪ ،‬والسالم عليكم‬

‫ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫كلمة األستاذ أسامة السبالني‬ ‫ناشر ورئيس حترير صحيفة (صدى الوطن)‬

‫وهل أخفيتم اإلمام القائد السيد موسى الصدر إال‬ ‫يتحرر إال‬ ‫ألنه قال يومًا بأن شرف القدس يأبى أن‬ ‫َّ‬

‫وهل قتلتم السيد حممد باقر الصدر إال ألنه‬ ‫هدد عروشكم‬ ‫كان مفكرًا اقتصاديًا وفيلسوفًا ُي ِّ‬

‫اللطيف بري واجملمع اإلسالمي الثقايف على هذه‬

‫على أيدي اجملاهدين الشرفاء؟!‬

‫وكراسيكم وممالككم!؟‬

‫وهل قتلتم الشيخ البوطي إال ألنه قال‪ :‬لقد تأملت‬ ‫يف وجوهكم‪ ،‬فوجدت أنكم ال تعرفون شيئًا امسه‬ ‫صالة!! وال تعرف جباهكم شيئًا امسه سجود!؟‬

‫لكننا سنبقى نردد بصوت سيدتـنا زينب (ع)‪( :‬يا‬

‫دعوني أو ً‬ ‫ال أشكر مساحة املرجع الديين الشيخ عبد‬

‫املبادرة يف تنظيم هذا احلفل‪ .‬وإن كان احلضور‬ ‫ً‬ ‫مقارنة باحلدث اجللل‪ .‬كنا حنب‬ ‫جيد ولكنه متواضع‬ ‫طبعًا أن يشاركنا هذا احلفل علماء من املذهب‬ ‫السين كي يكتمل املشهد التضامين‪ ،‬وحنن بالفعل‬

‫اتصلنا باألخوة العلماء‪ ،‬وطلبنا منهم احلضور من أجل‬ ‫املشاركة يف هذا التأبني‪ ،‬وكان عندهم مالحظات‬ ‫قدموها لي شخصيًا بأنهم ال يريدون حتويل التأبني‬ ‫َّ‬

‫واسع سعيك‪ ،‬فواهلل لن متحو‬ ‫يزيد‪ِ ،‬كد كيدك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ذكرنا ولن تمُ يت وحينا)‪.‬‬ ‫وعهدًا أننا سنبقى نؤمن باهلل ورسوله وكتابه‪ ،‬الذي‬ ‫قال تبارك وتعاىل فيه‪( :‬يْأبى اللهّ ُ إ َّ َ‬ ‫ور ُه‬ ‫َ َ‬ ‫ال أن ُي ِت َّم ُن َ‬ ‫ِ‬ ‫َو َلْو َكِر َه ْ‬ ‫ال َك ِ‬ ‫ون) التوبة ‪ .32 /9‬سائلني الرمحة‬ ‫افُر َ‬ ‫للشيخ البوطي ولكل الدماء الربيئة اليت تسيل يف‬

‫كان يقف عقبة أمام تسعري الصراع املذهيب احملتدم‬ ‫يف املنطقة لذلك ُقتل‪ ،‬فقالوا‪ :‬قتله النظام‪ ،‬فقلنا‬

‫للمجمع اإلسالمي الثقايف بشخص مرشده املرجع‬

‫أكان النظام أو املعارضة‪ ،‬فمن قتل العالمة الشيخ‬

‫بلد العروبة سوريا ويف العامل اإلسالمي‪ .‬شاكرين‬

‫باقر الصدر‪ ،‬املفكر اإلسالمي األول يف القرن‬

‫الديين آية اهلل العظمى الشيخ عبد اللطيف بري‪،‬‬

‫العشرين‪ ،‬ولن يكون آخرهم على ما يـبدو الشيخ‬

‫هلم السداد والتوفيق‪ ،‬وللشيخ البوطي الرمحة‪،‬‬

‫ثم ألقى األستاذ أسامة السبالني ناشر ورئيس‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫حترير صحيفة (صدى الوطن)‬

‫غال ونفيس يف سبيل بقائها؟!‬ ‫وبذل كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تكفكم دماء العلماء والفقهاء من أخيار هذه‬ ‫أمل‬ ‫األمة؟ الذين مل يكن أوهلم السيد الشهيد حممد‬

‫إلعالء كلمة اهلل‪ ،‬وإظهار الصورة احلقيقية الناصعة‬

‫وجملس األمناء‪ ،‬إحياء هذه الذكرى اليت مل تكن‬

‫إىل مظاهرة تأييد للنظام يف دمشق‪ ،‬فقلنا هلم‪ :‬إنه‬ ‫لن يكون هكذا‪ ،‬أو ً‬ ‫ال ألن هذا االستشهاد ليس له‬

‫من دالالت سوى أن هذا الرجل ُق ِتل يف مسجد ألنه‬

‫َّ‬ ‫ندد بالذي قتله‪ ،‬سواء‬ ‫تفضلوا وقولوا ذلك‪ ،‬فنحن ُن ِّ‬ ‫حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬هو جمرم‪ ،‬قاتل وسافل‪.‬‬

‫ومن هنا حنن ننطلق‪ ،‬وقلنا هلم بأننا لسنا حباجة‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫إىل منرب على دم الشهيد لنطلق مواقف مؤيدة‬

‫ِّ‬ ‫الرش على‬ ‫يف فضاء العامل العربي من مسوم هذا‬

‫تسعري الصراع املذهيب وحتضري املسرح املذهيب‬

‫خنجل بها‪ .‬فمنذ بداية الصراع العربي اإلسرائيلي ‪-‬‬ ‫أي قبل أن أولد أنا ‪ -‬كنا دائمًا مع املقاومة‪ ،‬عندما‬

‫تبث السموم املذهبية والطائفية‪ ،‬يف فضاء العامل‬

‫أنا أقول هذا الكالم حتى نكون حذرين وال نكون‬

‫للنظام يف سوريا‪ ،‬فنحن ال نستحي مبواقفنا وال‬

‫جاء مجال عبد الناصر هذا القائد العظيم‪ ،‬وقفنا‬ ‫وراءه‪ ،‬ومل نقف مع الشاه الشيعي الذي كان عمي ًال‬

‫لالستعمار الربيطاني! حنن وقفنا مع ياسر عرفات‬ ‫قائد (منظمة التحرير الفلسطينية)‪ ،‬وقاتلنا ُ‬ ‫وقتلنا‬

‫من أجل فلسطني‪ ،‬يف لبنان ويف كل مكان‪ ،‬وياسر‬ ‫عرفات ليس لبنانيًا وليس شيعيًا بل هو فلسطيين‬ ‫سنيِّ ‪ .‬حنن مل نقف يومًا إىل جانب املقاومة ألنها‬ ‫ُ‬

‫شيعية‪ ،‬بل وقفنا معها ألنها كانت تقاتل إسرائيل‪،‬‬ ‫حنن وقفنا إىل جانب محاس‪ ،‬وإىل جانب حركة أمل‪،‬‬

‫وإىل جانب كل حركات املقاومة‪ ،‬وإىل جانب كل من‬ ‫يقاتل إسرائيل‪ .‬حنن ال خنجل من مواقفنا‪ ،‬حنن مع‬ ‫األسد ألنه أسد يف وجه إسرائيل!‬

‫مدى أربع وعشرين ساعة من مئات القنوات‪ ،‬اليت‬

‫العربي واإلسالمي‪ ،‬ال يصلنا منه إال رذاذ قليل‪.‬‬

‫فما حيصل اليوم يف العامل العربي أيها األخوة‬ ‫واألخوات خطري‪ ،‬وخطري جدًا‪ .‬فهذه الفضائيات‬ ‫العربية ‪ -‬الناطقة باللغة العربية لكنها غالبًا قنوات‬

‫عربية ‪ -‬تستـنفر املتطرفني لتجنيدهم يف معركة‬

‫قادمة وطاحنة (ال مسح اهلل) لن يسلم منها من يقف‬ ‫وراء تلك القنوات‪ ،‬بل سيكونون الوقود هلا‪ ،‬وإذا‬

‫اشتعلت‪ ،‬فستأكل نريانها األخضر واليابس ولن‬ ‫ُيستثنى منها أحد‪.‬‬ ‫لقد مت التحضري هلذه الواقعة املرتقبة منذ عدة‬

‫سنوات‪ ،‬فهنالك أيها األخوة واألخوات مراكز‬ ‫مدمرة وحاقدة‬ ‫دراسات ممولة جيدًا‪ ،‬ولديها أدمغة‬ ‫ِّ‬ ‫وقديرة تكتب بل ترسم فصو ً‬ ‫ال ملسرحية‪ ،‬على‬

‫لكن هذا التأبني ليس من أجل إطالق املواقف‬

‫خشبة املسرح العربي واإلسالمي‪ ،‬ملعركة مذهبية‪،‬‬ ‫ستقضي علينا مجيعًا‪ .‬لقد ُب ِد َئ برتتيب هذا املسرح‬

‫َّ‬ ‫نتجنب االجنرار إىل اخلطاب‬ ‫وخطرية‪ ،‬وعلينا أن‬

‫ذلك الوقت كانت اإلدارة األمريكية واحلكومة‬

‫املؤيدة لسوريا‪ ،‬بل هو أكرب وأعمق بكثري من موقف‬ ‫مؤيد لسوريا وللمقاومة‪ .‬حنن نعيش حلظات حرجة‪،‬‬

‫املذهيب الذي جيري اآلن تسويقه على قدم وساق‬

‫بني املسلمني يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬ويف هذه البالد‬ ‫أيضًا! من هنا انطلقنا بأن يكون هذا املهرجان‬

‫التأبيين الذي دعا إليه اجملمع اإلسالمي الثقايف‪،‬‬ ‫أن يكون جامعًا‪ ..‬أن يكون هناك ّ‬ ‫سنة وشيعة‪ ،‬وكل‬ ‫نندد‬ ‫أطياف املسلمني والعرب يف هذه البالد‪ ،‬لكي ِّ‬

‫باإلرهاب وبالقتل وبالتمحور وباملذهبة‪.‬‬

‫أال تكفينا الفضائيات العربية اليت تـنقل مسومها‬ ‫ً‬ ‫قليلة مما يراه‬ ‫مناذج‬ ‫عرب الفضاء؟! فنحن نرى‬ ‫َ‬

‫العامل العربي‪ ،‬وأود أن أقول لكم بأن ما جيري‬

‫منذ احلرب اإليرانية العراقية يف الثمانينات‪ .‬يف‬ ‫الربيطانية وفرنسا يدعمون العراق من جهة بالتمويل‬ ‫من اخلليج العربي (كما حتصل الواقعة اآلن متامًا‬

‫ميدون إيران ببعض‬ ‫يف سوريا) ومن اجلهة األخرى ّ‬ ‫االستخبارات‪ ،‬منها السيء طبعًا ومنها اجليد‪ ،‬يف‬

‫حماولة الستمرار القتل والدمار‪ ،‬ألن شيطنة إيران‬ ‫(تصويرها شيطانًا) عملية ال ميكن أن تتم بني ليلة‬

‫ملعركة كربى‪.‬‬

‫عاطفيني ومنطلقني يف هذه العاطفة‪.‬‬ ‫لقد ُ‬ ‫ضِرب العراق حتضريًا إلنهاكه وارباكه‪ ،‬حتى‬

‫يأتي اليوم الذي سيتم فيه غزو العراق‪ ،‬والذي‬

‫ويكلف بول برمير بتمزيق‬ ‫مت بالفعل يف العام ‪ُ 2003‬‬

‫العراق ونهبه‪ ،‬وهذا ما حصل‪ .‬فنحن نشهد اليوم‬ ‫ومقسمًا وممذهبًا‪ ...‬هذه‬ ‫العراق بلدًا َو ِهنًا ممزقًا‪،‬‬ ‫ّ‬

‫هي اخلطة! كل هذا التحضري للمسرح‪ ،‬هو حتضري‬ ‫حلريق كبري؛ احلريق الذي ّ‬ ‫حذر منه مساحة السيد‬ ‫اجملاهد حسن نصراهلل‪ .‬ما نراه اليوم على الساحة‬ ‫ُ‬ ‫مسيه الفوضى اخللاّ قة‪،‬‬ ‫العربية من ربيع عربي أنا أ ِّ‬

‫وهذا هو االسم الفعلي له بعدما انفضح‪ .‬ففي‬ ‫العام ‪ُ 2005‬قتل الرئيس الشهيد رفيق احلريري يف‬ ‫هذا املخطط‪ ،‬من أجل تسعري الصراع املذهيب يف‬

‫املنطقة‪ُّ ،‬‬ ‫وات ِهمت به سوريا وحزب اهلل‪ ،‬وهذه هي‬ ‫َ‬ ‫اخلطة اليت تقضي بأن ُيقتل زعيم بهذا الشكل‪..‬‬

‫ومن ثم اتهام الشيعة بقتله!! هكذا ُرمست األدوار‬

‫هلذه املسرحية‪ ،‬وهكذا سار السيناريو لتدور عجلة‬ ‫فيقتل الناس‪،‬‬ ‫القتل‪ ،‬وليحتدم الصراع املذهيب‪ُ ،‬‬ ‫ويصبح الدم للركب‪ ،‬ال بل للرؤوس‪ .‬كان ال بد‬

‫من قتل رفيق احلريري يف العام ‪ 2005‬ومن ثم طرد‬ ‫اجليش السوري من لبنان‪ ،‬حملاصرة سوريا الحقًا‪،‬‬ ‫وبعدها جاءت حرب صيف ‪ 2006‬على لبنان‪ ،‬وعلى حزب‬

‫اهلل واملقاومة بالتحديد‪ .‬من أجل أن تتوضح الصورة‬ ‫ويصبح املشهد جليًا‪ ،‬فإن جزءًا من الشعب اللبناني‬

‫وضحاها‪ ،‬فيجب أن يكون هنالك ّ‬ ‫خطة مربجمة وطويلة‬ ‫جدًا من أجل شيطنة إيران يف املنطقة‪ ،‬وحتذير البحر‬

‫مل يعد يؤمن باملقاومة‪ ،‬وبالتالي رأينا ماذا حيصل‬

‫دخلت العراق إىل الكويت‪ ،‬كانت املرحلة الثانية يف‬

‫وحماولة نزع سالحها‪.‬‬

‫السين من هذا العمالق الشيعي‪ .‬وبالتالي عندما‬

‫اليوم يف لبنان من متحور يف حماصرة املقاومة‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫فما هو الدور املوكل إلينا يف هذه اللحظة التارخيية؟‬

‫ونقول بأن هذه اخلطة جهنمية‪ ،‬ال ميكن أن ختدم‬

‫نقف نقول ملمثلينا‪ ،‬وليس يف صاالتنا وقاعاتـنا‪،‬‬

‫عن رأيي يف املخطط احلاضر يف هذه اللحظة‬

‫ميص‬ ‫املنطقة‪ ،‬بل ختدم األخطبوط األمريكي الذي‬ ‫ُّ‬ ‫مقدمة الشعوب‪ ،‬ومن ثم‬ ‫دم الشعب األمريكي يف‬ ‫ّ‬

‫األمريكي‪ ،‬جيب أن نقول هلم يف اإلعالم األمريكي‪:‬‬

‫أين جيب أن نقف؟ ماذا علينا أن نفعل؟ وأين جيب‬ ‫أن نكون؟‬

‫الراهنة واملستقبلية‪ ،‬أنا أقول‪ :‬املرحلة اليوم مل‬

‫تعد مرحلة الصراع العربي ‪ -‬اإلسرائيلي! بل هي‬ ‫مرحلة الصراع العربي ‪ -‬العربي‪ ،‬والصراع العربي‬ ‫‪ -‬اإليراني‪ ،‬وصراع الشعوب ضد األنظمة‪ ،‬واألنظمة‬

‫ضد األنظمة‪ ،‬والشعوب ضد الشعوب‪.‬‬ ‫طبعًا يف هذه الصراعات املفتوحة ال وجود لصراعات‬ ‫إسرائيل كانت حماصرة بني‬

‫مع إسرائيل‪ ،‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫كماشة‪ :‬فمن الشمال املقاومة اللبنانية املمثلة‬ ‫فكي ّ‬ ‫بقوى لبنانية مسلمة‪ ،‬ومن اجلنوب حركة محاس‪،‬‬ ‫ولكن لألسف ّ‬ ‫مت نزع أنياب (محاس) وإعطاؤها هدية‬

‫الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وال مصاحل أمريكا يف‬

‫ميص دم الشعوب يف املنطقة العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل هذا من أجل النفط‪ ،‬ومن أجل محاية أمن‬

‫إسرائيل‪ ،‬وليحرتق برأيهم كل العامل العربي‬

‫واإلسالمي‪ ،‬وليتطاحن السنة والشيعة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حيصل يف سوريا‪ .‬فما الذي حيصل يف سوريا؟‬ ‫فال داعي ألن ُتسرع أمريكا يف حسم الوضع ألن‬

‫يصب يف مصلحتها‪ ،‬فالقاعدة‬ ‫استمرار هذه احلرب‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ضرب والنظام كذلك‪،‬‬ ‫ت‬ ‫أمريكا)‬ ‫(اليت هي عدو‬ ‫َ‬ ‫والذي ُيقتل يف سوريا هو عربي مسلم‪ ،‬فلم نسمع‬ ‫أن جنديًا أمريكيًا ُقتل‪.‬‬

‫لإلخوان املسلمني ليحكموا يف مصر‪ ،‬أو بشكل ّ‬ ‫أدق‬

‫الدم الذي ُيسفك يف سوريا هو دم الشعب السوري‪،‬‬ ‫دمر حضارة وشعبًا متهيدًا للتقسيم (طبعًا‬ ‫وسوريا ُت ََّ‬

‫إذن دول عربية متـناحرة‪ ،‬شعوب ضد شعوب‪،‬‬

‫والسوري والعراقي)‪.‬‬

‫بل يف مراكزهم ويف كونغرس الوالية والكونغرس‬ ‫حنن ضد القتل واإلرهاب!‬

‫ومن هذا املنطلق حنن َ‬ ‫نؤ ِّبن اليوم‪ ،‬ونقف ألداء‬ ‫ُ‬ ‫أاستشهد من أجل‬ ‫العَلم الذي‬ ‫حتية كربى هلذا‬ ‫العال َ‬ ‫مِ‬

‫املد املذهيب‪ ،‬والصراع املذهيب يف‬ ‫أن ُيوقف هذا‬ ‫ّ‬ ‫منطقتـنا العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫املطلوب اآلن هو الوعي حلجم املؤامرة اليت سوف‬

‫تطال كل املسلمني والعرب أينما كانوا‪ ،‬حتى يف‬ ‫هذه البالد‪.‬‬

‫قبل فرتة صدر خرب يف جريدة (الديار)‪ ،‬وقد قمت‬

‫بتكذيبه‪ ،‬وهذا اخلرب يقول بأن ‪ 300‬ألف شيعي‬ ‫هنا (طبعًا هذا رقم خيالي) قد اجتمعوا وقالوا‬ ‫بأنهم يؤيدون حزب اهلل والنظام السوري‪ ،‬وبأنهم‬ ‫َ‬ ‫جحافل إىل واشنطن لتأييد‬ ‫سينطلقون من هنا‬

‫ليديروا الفوضى يف مصر!! هذا هو القدر املسموح‬ ‫ُ‬ ‫ليحكموا يف مصر‪ ،‬وغري مسموح بأكثر من ذلك‪.‬‬

‫من بعد أن يكونوا قد قضوا على الشعب اللبناني‬

‫(الشعب السوري ضد الشعب السوري‪ ،‬املعارضة‬

‫حنن هنا يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬جيب أن‬

‫وحنن نريد السالم يف سوريا‪ ،‬وحنن نريد احلوار يف‬

‫أنا أطلب منكم‪ ،‬وأستحلفكم بكل الذين حتبونهم‪،‬‬

‫الشعوب العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫أتوجه إليكم فردًا فردًا بطليب‬ ‫أود أن‬ ‫يف النهاية ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫حملية‪،‬‬ ‫الثاني‪ ،‬فنحن اليوم على أبواب انتخابات‬

‫ضد النظام‪ ،‬الشعب اللبناني ضد الشعب اللبناني‪،‬‬ ‫‪ 14‬آذار ضد ‪ 8‬آذار‪ ،‬سنة العراق ضد شيعة العراق‪.‬‬

‫تفرغت لقتال بعضها البعض‪ ،‬وتركنا‬ ‫كل الناس‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وبهذا نسينا فلسطني والقدس‪.‬‬ ‫هذا هو املخطط اجلهنمي املكشوف‪ ،‬فالصغري‬

‫أصبح يعرف أن ما حيصل ما هو إال تنفيذ للمشروع‬ ‫األمريكي الصهيوني يف املنطقة‪.‬‬

‫نقف ضد هذا الشعار الذي يقول‪( :‬ال صوت يعلو‬

‫فوق صوت املذهبية)‪.‬‬

‫وبكل الذين تؤمنون بهم‪ ،‬أال تسمحوا للمذهبية أن‬ ‫َّ‬ ‫نددوا بكل الذين ينادون‬ ‫تشق طريقها إىل جاليتـنا! ِّ‬

‫ال خنجل من دعمنا للمقاومة‪ ،‬وخلط ونهج املقاومة‪،‬‬ ‫سوريا‪ ،‬وحنن نريد احملبة والوئام واإلخالص بني‬

‫ورمبا تكون هذه اإلنتخابات‪ ،‬ال بل إنها أهم من‬

‫ويحُ ِّرضون على املذهبية‪ ،‬سواء أكانوا منا أو من‬ ‫الطوائف الكرمية األخرى‪.‬‬

‫جملس بلدي يف مدينة ديربون وديربون هايتس‪،‬‬

‫جيب أن نكون أمريكيني إسالميني عروبيني‪ ،‬وأكثر‬

‫من إنتخابات الرئاسة األمريكية‪ ،‬ألن أصواتـنا يف‬

‫حنن ال خناف! حنن أمريكيون نعم! لكننا ضد هذا‬

‫غري مسموح يف هذه اجلالية أن نكون مذهبيني‪ ،‬بل‬

‫شبابنا يف العامل العربي واإلسالمي‪ .‬وجيب أن‬ ‫ال خنجل أبدًا‪ ،‬بأن نقف أمام الكونغرس األمريكي‬

‫وأهم من ذلك أن نكون إنسانيني‪ .‬جيب أن نقف مع‬

‫املخطط اجلهنمي‪ ،‬الذي يقضي على أهلنا وعلى‬

‫الرئيس بشار األسد وحزب اهلل‪ .‬وحنن نقول بأننا‬

‫الشعوب املقهورة املظلومة أينما كانت‪ ،‬وجيب أن‬

‫االنتخابات الرئاسية‪ ،‬فانتخاب رئيس بلدية وأعضاء‬ ‫وهامرتامك وديرتويت يف هذه اللحظات أهم بكثري‬ ‫اإلنتخابات الرئاسية حمدودة وإن كنا جيب أن‬

‫نشارك‪ ،‬أما مساهمتنا يف االنتخابات احمللية فهي‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫ضرورة وأكثر من ذلك‪ ،‬هلا نتائج مهمة جدًا‪ .‬فنحن‬ ‫ِّ‬ ‫نشكل ‪ % 45‬من عدد سكان مدينة ديربون‪ ،‬فهل‬

‫يصح أن ال يكون لدينا التمثيل الصحيح الذي حيمي‬ ‫مصاحلنا يف املدينة؟ فكيف لنا أن نطالب بتغيري‬

‫السياسة اخلارجية األمريكية ويف ذات الوقت حنن‬ ‫فحري‬ ‫ال نستطيع أن حنمي مصاحلنا هنا يف مدينتـنا‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ً‬ ‫غي السياسة البلدية اليت حنن عليها أوال‪.‬‬ ‫بنا أن ُن رِّ‬

‫مساحة اإلمام املرجع الديين آية اهلل العظمى الشيخ‬

‫أليس يف ذلك جرمية تتعارض وتعاليم ديننا احلنيف؟‬

‫واألخوات‪ .‬التقيت بسماحة اإلمام العالمة الشيخ‬ ‫عبد اللطيف‪ ،‬منذ ‪ 25‬عامًا‪ ،‬أحببت مساحته‪ ،‬علمه‪،‬‬

‫مسلمون‪ :‬ما الفرق بني جرمية (غولد شاين) يف‬

‫عبد اللطيف بري‪ ،‬أصحاب السماحة‪ ،‬أيها األخوة‬

‫طيـبه‪ ،‬أخالقه‪ ،‬كرمه‪ .‬زرته أول مرة مع األستاذ‬ ‫وليد املعلم وزير اخلارجية منذ ‪ 25‬عامًا يف املركز‬ ‫القديم‪ ،‬ودامت هذه احملبة إىل اآلن‪ ،‬أحببت هذا‬

‫وأخريًا أدعوكم إىل املساهمة واملشاركة يف دعم‬

‫املركز‪ ،‬وأحببت مجيع من فيه‪.‬‬

‫كفوء وحيمي مصاحلنا‪ ،‬فنحن معه‪ ،‬بالتصويت‪،‬‬

‫أن أعتذر عن أي مناسبة يف هذا املركز‪.‬‬

‫املرشحني الكفوئني‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون‬ ‫املرشح عربيًا‪ ،‬فإذا كان املرشح غري عربي لكنه‬ ‫والدعم يكون باملادة‪ ،‬ألن احلملة اإلنتخابية حتتاج‬ ‫ملبالغ كبرية من املال‪ ،‬وبالتالي أيضًا املشاركة‬ ‫يف اإلنتخابات‪ ،‬والتسجيل للتصويت‪ ،‬وملن هو غري‬ ‫سجل أقول‪ :‬التسجيل ال يتطلب سوى دقيقتني‬ ‫ُم َّ‬ ‫من الوقت فقط‪ .‬وحنن نطلب من اجملمع اإلسالمي‬ ‫الثقايف بقيادة املرجع الديين الشيخ عبد اللطيف‬ ‫بري واألمناء أن يفتحوا‪ ،‬على أقل تقدير‪ ،‬يومًا يف‬

‫األسبوع للجالية لالستفسار عن التسجيل وللتأكد‬ ‫من أن مجيع األمساء مسجلة‪ ،‬وملن يرغب يف تسجيل‬

‫امسه للتصويت من اجلالية الكرمية‪ .‬وسنحاول‬ ‫القيام بهذا األمر إن شاء اهلل‪ ،‬وهذا األمر ليس‬ ‫ضد القانون‪ ،‬بل هو من صلب القانون؛ أن تساهم‬

‫املؤسسات الدينية يف تطوير العملية اإلنتخابية‪،‬‬

‫وبالطبع دون االحنياز لفريق على حساب آخر‪.‬‬

‫كلمة األستاذ الدكتور زكريا خلف‬ ‫ممثل اجمللس السوري األمريكي‬

‫ثم ألقى األستاذ الدكتور زكريا خلف ّ‬ ‫ممثل اجمللس‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫السوري األمريكي‬

‫يدعون بأنهم علماء‬ ‫وسؤالنا هلؤالء املفتني ممن ّ‬

‫احلرم اإلبراهيمي حبق الفلسطينيني واملسلمني‪،‬‬ ‫واجلرمية يف حي املزرعة بدمشق (حيث ُقتل الشيخ‬ ‫ّ‬ ‫واملصلون يف املسجد)؟ أليس اهلدف‬ ‫البوطي‬ ‫واحدًا؟ أليس اهلدف هو قتل املسلمني ألهداف‬

‫وغايات ترويع املسلمني‪ ،‬وختويفهم وبث الرعب‬

‫علي الكثريون لعدم حضوري النشاطات‪،‬‬ ‫يعتب‬ ‫ّ‬ ‫بسبب انشغالي الدائم‪ ،‬ولكين مع ذلك ال أستطيع‬

‫فيهم؟ أمل يقصد غولد شاين من مذحبة احلرم‬

‫تكلمت مع مساحة الشهيد العالمة البوطي قبل أيام‬ ‫يكن إحرتامًا خاصًا‬ ‫من حادثة استشهاده‪ ،‬كان‬ ‫ُّ‬

‫الرعب يف نفوس السوريني وقتل علماء املسلمني‬

‫وحمبة هلذا اجملمع ولسماحة العالمة‪ ،‬كان يسأل‬ ‫دائمًا عن أحوال املسلمني يف هذا البلد‪ ،‬كان‬ ‫همه الوحيد وحدة اإلسالم وليس التفرقة‪ ،‬اإلسالم‬ ‫دين السماحة‪ ،‬أنا سنيّ ‪ ،‬وأحرص على حضور مجيع‬

‫املناسبات يف هذا اجملمع‪ .‬كان مساحة الشيخ‬ ‫البوطي يرسل السالم دائمًا إىل مساحة املرجع‪،‬‬ ‫لذلك أعترب مساحة املرجع مرجعًا لإلسالم بشكل عام‬

‫وليس للطائفة الشيعية‪.‬‬

‫خطري ما جيري يف عاملنا العربي‬ ‫أيها السادة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫واإلسالمي من استهداف للعلماء املسلمني ومن‬

‫اإلبراهيمي ترويع الفلسطينيني وتهجريهم عن أرض‬ ‫فلسطني؟ أليس اهلدف من تفجري مسجد اإلميان ّ‬ ‫بث‬ ‫وجتهيل املسلمني‪ ،‬وانتهاك حرمة املساجد‪ ،‬وترويع‬ ‫اآلمنني؟ أال يوجد قواسم مشرتكة يف التفكري‬ ‫اهلادف إىل ضرب وحدة املسلمني وفرط مشلهم‪،‬‬ ‫وضرب بنيان وحدتهم؟‬

‫يا أصحاب الشيخ اجلليل رمحه اهلل‪ ،‬يا أصدقاءه‪،‬‬ ‫ويا طالب علمه‪ ،‬وفكره وثقافته‪ ،‬يا تالميذ مدرسته‬

‫ال حتزنوا! فقد أصبحت رسالته اليوم أمانة يف‬

‫أعناقكم‪ ،‬مثل وطننا سوريا الذي كان أمانة يف قلبه‬ ‫وعقله‪ ،‬وعلمه وعمله‪ .‬إن األحداث يف سوريا ليس‬

‫يدعون‪ ،‬بل تدمري بلد‬ ‫اهلدف منها تغيري نظام كما ّ‬ ‫وضحى بالكثري من أجلها‪،‬‬ ‫ودعمها‬ ‫احتضن املقاومة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫تعرض للمساجد وارتكاب أعمال القتل داخل املساجد‬ ‫ّ‬ ‫وخارجها‪ ،‬وكما جرى مؤخرًا بتفجري استهداف الشيخ‬

‫سيشوهون‪.‬‬ ‫يستطيعوا تشويه اإلسالم‪ ،‬بل هم الذين ُ‬

‫من يفتون ويحُ ِّللون سفك دم املسلمني‪ ،‬وحيللون‬ ‫روجون َ‬ ‫للق َتلة يف لبنان‬ ‫وي ِّ‬ ‫القتل يف سوريا حتديدًا‪ُ ،‬‬

‫الذ ْكَر َوِإ َّنا َلُه لحَ َ ِ‬ ‫نحَ ْ ُن َنَّز ْل َنا ِّ‬ ‫ون) احلجر ‪.9 /15‬‬ ‫اف ُظ َ‬ ‫اإلسالم اآلن ينتشر يف أمريكا وأوروبا والعامل‪،‬‬

‫العالمة حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬وأكثر من ‪42‬‬ ‫مسلمًا داخل املسجد‪ ،‬وعشرات اجلرحى‪ ...‬وهناك‬

‫وفلسطني واليمن والعراق وليـبيا ويف األماكن كافة‪،‬‬

‫وإلن كان هناك حماولة لتشويه اإلسالم‪ ،‬فلن‬

‫شوهون صورة املسلم‪ ،‬أما اإلسالم‬ ‫إنهم اليوم ُي ِّ‬ ‫ّ‬ ‫تكفل حبفظه وحفظ كتابه حني قال‪ِ( :‬إ َّنا‬ ‫فإن اهلل‬ ‫وبكثرة‪ ،‬وبدأ الغربيون يستمعون إىل هذه القنوات‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫ويقولون‪ :‬إذا مل ينجح اإلسالم‬

‫صبا َبَردى َأ ًّ‬ ‫رق‬ ‫سالم من َ‬ ‫ٌ‬ ‫ودمع ال ُي َك ْف َك ُف يا ِد َم ْش ُق‬ ‫ٌ‬ ‫وكأن أملنا يف هذا اليوم‬

‫إىل روجيه غارودي‪ ،‬هذا اإلنسان‬ ‫حتول‬ ‫الذي كان يومًا ملحدًا‪ ،‬ثم ّ‬

‫ذاك الشاعر يف ذاك الوقت‪.‬‬

‫يف إخراج هؤالء من قتاهلم‬

‫لبعضهم البعض‪ ،‬فهل ينجح يف‬

‫وأعيننا تتوجه إىل ما تأمل به‬

‫إخراجنا مما حنن فيه؟ لذلك أعود‬

‫عندما نرى احلياة البشرية والدم‬

‫ُيسفك وكأنه ال قيمة له‪،‬‬ ‫وبينما أتأمل يف هذا املوضوع‪،‬‬

‫حتول‬ ‫إىل اإلميان املسيحي‪ ،‬ثم ّ‬ ‫التقيت‬ ‫إىل اإلسالم‪ ،‬فعندما‬ ‫ُ‬

‫وخاصة‬

‫كيف‬

‫أصبحت‬

‫اليوم‬

‫به سألته‪ :‬ما الذي هداك إىل‬ ‫اإلسالم؟ قال‪ :‬قرأت كتبًا ظننتها‬

‫دماء اإلنسان ال قيمة هلا‪ ،‬قلت‬

‫الشيخ األكرب حمي الدين بن‬ ‫عربي الذي ُمنح يومًا جائزة امللك‬

‫فالناس ينظرون إىل بعضهم‬

‫أو أربع سنوات إكتشفوا أن هذا‬

‫كخليقة واحدة‪ ،‬بل من منظار‬

‫قرآنًا!! كان يتكلم بالذات عن‬

‫يف نفسي إنه من العجب أننا‬ ‫ننظر أحيانًا باملسألة البشرية‪،‬‬

‫البعض‪ ،‬ال كما ينظر اهلل إلينا‬

‫فيصل لإلسالم‪ ،‬ولكن بعد ثالث‬

‫الطائفية‪ ،‬ومن منظار اإلنتماءات‬

‫املسلم يمُ ِّجد الفكر الصويف‪،‬‬ ‫فقاموا بسحب اجلائزة‬

‫السياسية‪ ،‬ومن منظار القومية‪،‬‬

‫من‬

‫حتى أن احلياة أصبحت وكأنه ال‬

‫وتصوروا أمر الغرب‪،‬‬ ‫الشيخ!!‬ ‫ّ‬ ‫فكيف سينظر إلينا هذا الغرب؟‬

‫أننا منحنا جائزة اإلسالم إلنسان‪،‬‬

‫ثم سحبناها منه! ألنه مل ُيوافق مذهبنا أو هوانا‪ .‬هذا‬

‫الذي يؤثر اليوم على الغرب‪ ،‬وإننا كسلمني‪ ،‬نذهب‬

‫إليهم فال نعطيهم صورة اإلسالم‪ .‬فأقول احلمد‬ ‫هلل أنهم عرفوا اإلسالم قبل أن يعرفوا املسلمني!!‬

‫فنحن ال نعطيهم صورة لإلسالم‪ ،‬بل نعطيهم صورة‬ ‫للمذهب الذي حنن عليه‪ ،‬لذلك يقولون‪ :‬الدولة‬

‫الشيعية‪ ،‬الدولة الوهابية‪ ،‬الدولة العلمانية‪ .‬لذلك‬

‫أقول‪ :‬ال أيها العلماء‪ ،‬ال أيها القادة! أبعدوا هذه‬

‫األلقاب عن دولكم‪ ،‬لتكن دولة إنسانية عادلة‪،‬‬ ‫لنعش يف مظلة اإلميان واإلسالم العادل‪ ،‬أو احلاكم‬

‫العادل‪ ،‬ثم لنعش حتت مظلة الشيعي والسين‬ ‫لنع ْ‬ ‫ِ‬ ‫ش حتت مظلة‬ ‫والصويف واملسيحي‪ ...‬اخل‪،‬‬

‫وجد لرمحة وهداية‬ ‫العدل واإلسالم العظيم الذي ِ‬ ‫عما ُيسعد‬ ‫اإلنسان‪ .‬فالدين عرب تارخيه دائمًا يبحث ّ‬

‫مذهبية!! ليقرؤا التاريخ!‬

‫وحتى هذه اللحظة‪ ،‬سيجدون أناسًا ُهدمت بيوتهم‪،‬‬

‫قيمة هلا‪.‬‬

‫صرت أحيانًا كثرية أشعر‬ ‫لألسف‬ ‫ُ‬ ‫أن اإلميان بدل أن جيعل من الناس أكثر انفتاحًا‬

‫فجلسوا يف بيوت ألخوة هلم من مذهب آخر‪ ،‬ومن‬ ‫شريعة أخرى‪ ،‬سيجدون كثرًا من املسلمني يسكنون‬

‫وما نراه حيدث يف شرقنا األوسطي‪ ،‬هو أن‬

‫أو كنيسة‪ .‬وطننا اختارته السماء الستقبال األنبياء‬ ‫وحلمل الرساالت‪ ،‬وليكون ممرًا للحضارات ولصهرها‬

‫أي دين هذا؟ فالوصية األوىل والوصية العظمى‬

‫املساجد والكنائس‪ ،‬دون أن ينتبهوا أن هذا مسجد‬

‫ولتصديرها إىل العامل كله‪ ،‬لذلك أنا ال أعتقد أن‬

‫احلرب الطائفية أو املذهبية ستستمر يف سوريا‪،‬‬ ‫وإن ّ‬ ‫ركز اإلعالم كثريًا عليها‪ ،‬وإن وقع بعض‬

‫أبنائنا يف هذا اخلطأ‪ ،‬أقول هلم‪ :‬اخرجوا من هذا‬ ‫املستنقع كي ال تقضوا على أنفسكم وعلى مستقبل‬

‫أوالدكم!!‬ ‫حرب ُ‬ ‫شَّنت عليها‬ ‫وأخريًا أقول‪ :‬تتعرض سوريا إىل‬ ‫ٍ‬

‫وحمبة لآلخر‪ ،‬دفعهم أكثر حنو التعصب والقوقعة!‬ ‫الدين أصبح غشاء ملا خيفونه من أهداف سياسية‬ ‫وحتزبية‪ ،‬فباسم الدين جعلوا القتل حمل ًال!! ولكن‬ ‫تقول‪ :‬ال تقتل!‬

‫الفلك‬

‫ننس أن احلضارة والعلم‪ ،‬وعلم‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫والرياضيات وغري ذلك من العلوم‪ ،‬إمنا أتى من‬ ‫اجملتمع العربي ومن الفكر العربي‪ .‬وأنا أؤمن أننا‬ ‫أتينا إىل هذه البالد لكي نكمل املسرية‪ ،‬فما قد‬ ‫بدأه أجدادنا علينا أن نكمله معًا‪ ،‬وأن نبين ونرفع‬

‫القيم اإلنسانية أو ً‬ ‫ٌّ‬ ‫ال‪ٌّ ،‬‬ ‫وكل بدينه‪.‬‬ ‫كل بانتمائه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أنا دائمًا أقول هذا الكالم‪ ،‬ودائما يقولون لي إنين‬

‫من العامل‪ ،‬ومن أعداء احلرية واإلسالم‪ .‬وأشهد باهلل‬ ‫إن سقطت سوريا‪ ..‬سقطنا مجيعًا‪.‬‬

‫خوري شيعي!! وأنا أقول‪ :‬أفتخر ان أكون جزءًا‬

‫إخواني‪ ،‬إنهم حياولون الدخول من خالل الطائفية‪،‬‬

‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫ثم ألقى األب راني عبد املسيح‬

‫أكنا مسيحيني أو مسلمني‪ .‬أخريًا نرفع صلواتـنا‬

‫حرب طائفية‪ ،‬أو‬ ‫السنني‪ ،‬ومل جتِر فيها مرة واحدة‬ ‫ٌ‬

‫الشاعر اليت تقول‪:‬‬

‫اإلنسان‪ِ( ،‬إ َّن َّ‬ ‫الصالحِ َ ِ‬ ‫س َي ْج َع ُل‬ ‫ال ِذ َ‬ ‫آمُنوا َو َع ِمُلوا َّ‬ ‫ين َ‬ ‫ات َ‬ ‫ح ُن ُو ًّدا) مريم ‪ .96 /19‬أي سيكون الوداد‬ ‫الر مْ َ‬ ‫لهَ ُ ُم َّ‬

‫بينهم‪ ،‬وبني بعضهم البعض‪.‬‬

‫وال أعتقد أنهم سينجحون‪ .‬إن سوريا عمرها آالف‬

‫كلمة األب راني عبد املسيح‬

‫بينما أتفكر خاصة مبا يؤملنا أمجعني أتذكر كلمات‬

‫من هذه العائلة‪ ،‬فأنا أؤمن أننا كلنا خليقة واحدة‬ ‫هلل‪ ،‬ويا ليتـنا نوصل الرسالة ألهلنا يدًا بيد‪ ،‬سواء‬ ‫من أجل عائالت الضحايا راجني اهلل أن مينح الرمحة‬ ‫للذين ُقتلوا من دون ذنب أو سبب‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫اس َفَآ َو ُ‬ ‫َّ‬ ‫اك ْم‬ ‫َأ ْن َي َت َخ َّط َف ُك ُم‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫صِر ِه َو َر َز َق ُك ْم ِم َن‬ ‫َوأ َّي َد ُك ْم ِب َن ْ‬ ‫َّ‬ ‫الط ِّيَب ِ‬ ‫ون)‬ ‫َل َعَّل ُك ْم‬ ‫ات‬ ‫َت ْش ُكُر َ‬

‫كلمة الشيخ هشام احلسيين‬

‫بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال‬ ‫هشام احلسيين‬

‫األنفال ‪.26 - 24 /8‬‬

‫فيها‪:‬‬

‫هذه اآليات تشري إىل مطالب‬

‫ضحى‬ ‫سالم على شهيدنا الذي‬ ‫َّ‬ ‫بنفسه وبدمه وهو واقف يف‬

‫عديدة‪ ،‬أهمها أنها تركز على‬

‫عليك أيها البوطي يوم ولدت‪،‬‬

‫اإلسالم ويف القرآن‪ ،‬بعد اهلل‬

‫أعلى قيمة يف األديان ويف‬

‫بيت اهلل وبني يدي اهلل‪ ،‬فسالم‬

‫ويوم استشهدت ويوم تبعث‬ ‫حيًا مع قائم آل بيت حممد‬ ‫ّ‬

‫تعاىل‬

‫ورسله‪،‬‬

‫علينا‬

‫ويقول‪:‬‬

‫وهي‬

‫قيمة‬

‫احلياة‪ ،‬حتى أن اهلل يشرتط‬

‫(ص) ليمأل األرض عدال وقسطًا‬ ‫بعد أن ُملئت ظلمًا وجورًا‪.‬‬

‫هلل‪ ،‬وللرسول إذا دعاكم ملا‬

‫ألؤبن هذا الشهيد العامل‬ ‫أقف‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫اجلليل‪ ،‬مبتدئا بهذه اآلية‬

‫إن الرسول (ص) ال يدعو إال ملا‬ ‫حييينا ومع ذلك ُذ ِكرت احلياة‬

‫يف‬

‫هذه‬

‫الدقائق‬

‫حيييكم)‪.‬‬

‫القليلة‪،‬‬

‫املباركة الكرمية من القرآن‬ ‫(و َك َذ ِل َك َج َعْل َن ُ‬ ‫اك ْم ُأ َّمًة‬ ‫الكريم‪َ :‬‬ ‫ونوْا ُ‬ ‫سطًا ِّل َت ُك ُ‬ ‫ش َه َداء َعَلى‬ ‫َو َ‬ ‫َّ‬ ‫اس) البقرة ‪.143 /2‬‬ ‫الن ِ‬

‫وسأحتدث يف ثالث نقاط موجزة‪ .‬النقطة األوىل هي‬ ‫أن هذا الشهيد يقف شهيدًا وشاهدًا؛ شاهدّا على‬

‫األمة‪ ،‬شاهدًا بعدله‪ ،‬شاهدًا بقوله‪ ،‬شاهدًا بفعله‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خمضبًا بني يدي اهلل تبارك‬ ‫شاهدًا بدمه‪ ،‬وشهيدًا‬

‫وتعاىل‪ ،‬يف سبيل احلق‪ ،‬يف سبيل العدالة‪ ،‬يف‬

‫سبيل اإلستقامة‪ ،‬يف سبيل اإلسالم‪ ،‬ويف سبيل‬

‫املواطنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫النقطة الثانية أنه كان شاهدا على وسطية هذه‬ ‫األمة اليت أوصاها رسول اهلل (ص) أن تقف عند‬

‫احلق وعند العدل وال تتطرف‪ ،‬أن تكون يف وسط‬ ‫احلق‪ ،‬أن تكون يف وسط العدالة‪ ،‬قرب اهلل تبارك‬ ‫وتعاىل على الصراط املستقيم‪ ،‬وعلى سنة رسوله‬

‫تطرفت‪ ،‬فخرجت عن السنة‪،‬‬ ‫(ص)‪ .‬هذه األمة اليت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخرجت عن اإلسالم‪ ،‬فأصبح قوهلا قوال صهيونيا‪،‬‬ ‫تطرفت هذ األمة‪ ،‬خصوصًا يف خليجيتها‪ ،‬ويف‬ ‫هكذا ّ‬ ‫تركيتها‪ ،‬هذه األمة اليت حيزن عليها رسول اهلل‬ ‫ّ‬

‫(ص) هذا اليوم‪ ،‬فأصبحت غثاء كغثاء السيل‪.‬‬

‫النقطة الثالثة‪ ،‬حنن نشهد احنراف العامل عن‬ ‫إنسانيته‪ ،‬عن كتبه السماوية‪ ،‬وعن مسرية األنبياء‪،‬‬

‫لذلك نشهد هذه اإلزدواجية اليت تتجسد بأمقت‬ ‫صورها حبيث نرى اجليوش األوروبية يف مالي‬

‫(استجيـبوا‬

‫هنا كشرط اسرتاتيجي مهم‪.‬‬ ‫وهذه اآلية هي من آيات القيم‬

‫تقاتل املتطرفني‪ ،‬وتساند الشرعية احلكومية‪ ،‬بينما‬ ‫هي يف سوريا تساند اإلرهابيني وتقاتل الشرعية!!‬

‫فما هذه املهزلة؟ وما هذه اإلزدواجية املقيتة؟‬

‫شهادتك يا بوطي‪ ،‬دليل على أنك مل تكن شيعيًا‬ ‫ومل تكن سنيًا‪ ،‬وإمنا كنت مسلمًا حنيفًا على صراط‬ ‫نبيك حممد (ص) ودليل على أن اإلبداع والعلم‬ ‫واحلق ليس شيعيًا وليس سنيًا بل هو إسالمي‪.‬‬ ‫وأنا قادم إىل هذا اجملمع املبارك‪ ،‬رأيت السماء‬

‫متطر فحضرني هذا البيت اليتيم‪:‬‬

‫ِ‬ ‫أوراد‬ ‫مت‬ ‫السما‬ ‫وتبس ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫بكت َّ‬ ‫ّ‬ ‫جهاد‬ ‫اجلنان‬ ‫إىل‬ ‫الشهيد‬ ‫زف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سالم عليك أيها البوطي‪.‬‬

‫كلمة مساحة املرجع الديين‬

‫ويف اخلتام ألقى مساحة املرجع الديين آية اهلل‬ ‫ً‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫العظمى الشيخ عبد اللطيف بري‬ ‫قال اهلل تعاىل يف كتابه الكريم‪( :‬يا َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اك ْم لمِ َ ا يحُ ْ ِي ُ‬ ‫ول ِإ َذا َد َع ُ‬ ‫يك ْم‬ ‫س ِ‬ ‫آ َمُنوا ْ‬ ‫لر ُ‬ ‫اس َت ِج ُ‬ ‫يـبوا للِهَّ ِ َو ِل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اعَل ُموا أ َّن اللهَّ َ يحَ ُ ُ‬ ‫ول َبينْ َ المْ َ ْر ِء َو َقْلِب ِه َوأ َّنُه ِإ َل ْي ِه‬ ‫َو ْ‬ ‫يب َّ‬ ‫ون * َو َّ‬ ‫ات ُقوا ِف ْت َنًة لاَ ُت ِ‬ ‫ين َظَل ُموا ِمْن ُك ْم‬ ‫تحُ ْ َشُر َ‬ ‫ال ِذ َ‬ ‫ص نَ َّ‬ ‫َخاصًة واعَلموا َ‬ ‫َ‬ ‫اب * َو ْ‬ ‫يد ْ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اذ ُكُروا‬ ‫د‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ال ِع َق ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫لأْ َ‬ ‫ض تخَ َ ُ‬ ‫يل ُم ْس َت ْ‬ ‫ِإ ْذ َأ ْن ُت ْم َقِل ٌ‬ ‫ون‬ ‫اف َ‬ ‫ض َع ُف َ‬ ‫ا ْر ِ‬ ‫ون فيِ‬

‫العليا يف القرآن الكريم‪.‬‬

‫اعَل ُموا َأ َّن‬ ‫(و ْ‬ ‫ثم تقول اآلية‪َ :‬‬ ‫اللهَّ َ يحَ ُ ُ‬ ‫ول َبينْ َ المْ َ ْر ِء َو َقْلِب ِه)‪ .‬نفهم من اآلية ان‬ ‫اهلل حيول بني املرء وبني أهوائه‪ ،‬بني املرء وبني‬ ‫انفعاالته ونزواته السلبية‪ ،‬وذلك من خالل التشريع‬

‫اإلسالمي‪ ،‬ألن التشريع تشريع العدالة‪ ،‬والعدالة‬

‫والتحيز‬ ‫ضد األهواء والنزعات السلبية‬ ‫تقف‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫األعمى الظامل وذلك ملصلحة احلق وحقوق االنسان‬ ‫َّ‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫عز‬ ‫واالنسانية وحق اهلل َّ‬ ‫أن اللهَّ َ يحَ ُ ُ‬ ‫ول َبينْ َ المْ َ ْر ِء َو َقْلِب ِه َوَأ َّنُه ِإ َل ْي ِه‬ ‫(و ْ‬ ‫اعَل ُموا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫ُ‬ ‫يب َّ‬ ‫ون * َو َّ‬ ‫ُت ِ‬ ‫ين ظل ُموا‬ ‫اتقوا ِف ْت َنًة‬ ‫تحُ ْ َشُر َ‬ ‫ال ِذ َ‬ ‫ص نَ َّ‬ ‫اصًة)‪ .‬يف القرآن الكريم إشارات لقوانني‬ ‫ِمْن ُك ْم َخ َّ‬

‫وسنن ونواميس‪ ،‬تارخيية اجتماعية مهمة‪ ،‬منها‬

‫هذا القانون وهي أن يتقي الكل ويتجنبوا فتـنة ال‬ ‫تقتصر على الظاملني‪ ،‬وإمنا تشمل األبرياء أيضًا‪،‬‬ ‫فتحرق األخضر واليابس‪ ،‬وهذا ما حصل يف سوريا‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫إبادة للشعب‬ ‫تشكل‬ ‫يف سوريا فتنة بتمام املعنى‬

‫السوري‪ ،‬وتشريدًا ونزوحًا‪ ،‬وتؤجج املنطقة‪ ،‬كل‬ ‫املنطقة‪ ،‬فهي فتـنة بكل معنى الكلمة واهلل تبارك‬ ‫نتجنبها‪ ،‬ثم ُي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وجل بأنه‬ ‫عز‬ ‫وتعاىل يأمرنا أن‬ ‫ذكرنا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اعل ُموا أ َّن اللهَّ َ‬ ‫يد‬ ‫ش ِد ُ‬ ‫(و ْ‬ ‫شديد العقاب ملن خيالف‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫اب)‪.‬‬ ‫ال ِع َق ِ‬

‫بالطبع ال أحد يف العامل ينكر على الشعب السوري‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫مطالبته بالعدالة واإلصالح‪ ،‬ومتام‬

‫إال بسنة رسول اهلل‪ ،‬وحينما ُيثبت‬

‫وهي‬

‫الشيعية هي من ّ‬ ‫سنة رسوله (ص)‪.‬‬

‫حقوقه‪ ،‬حتى احلكومة السورية‬

‫ويعلن‬ ‫ُ‬

‫أقرت بذلك‪ ،‬وأكدته‬ ‫ّ‬ ‫تطالب باحلوار‪ .‬لكننا ُننكر سفك‬ ‫الدم ظلمًا وعدوانًا من أي جهة‬

‫ّ‬ ‫السنية والشيعية‪،‬‬ ‫وهكذا تلتقي‬ ‫وهكذا تلتقي املذاهب اإلسالمية‬ ‫اليت هي ُأ ُطر فقهية اجتهادية‪،‬‬

‫جاء!! ننكر سفك الدماء وتشريد‬

‫الشعب‬

‫السوري‪،‬‬

‫ننكر‬

‫الشيعي‬

‫شيعيته‬

‫فإن‬

‫وليست أصنامًا‪ ،‬وليست أديانًا‪،‬‬

‫تدفق‬

‫أنهار البرتول العربي يف ميادين‬

‫حنوهلا إىل خناجر وسكاكني‬ ‫فلماذا ِّ‬ ‫ً‬ ‫يذبح بعضنا بعضا بامسها؟!‬

‫سوريا املشتعلة بالرباكني والقتل‬ ‫والذبح وتشريد الشعب السوري‬

‫ال شك أن حتويل املذاهب إىل خناجر‬

‫الذي دافع عن القضية العربية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وثَب َت عشرات السنني يف الدفاع‬

‫وهرطقة يف الدين‪ .‬ولكننا حينما‬

‫واستكانوا وختلوا عن القضية‬

‫تصب يف التكامل‬ ‫املذاهب جند أنها‬ ‫ُّ‬

‫وسكاكني عملية حتريفية خطرية‬

‫عن فلسطني‪ ،‬وقت ضعف العرب‬

‫نرجع إىل جوهر هذه األديان وهذه‬

‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫(و ْ‬ ‫يل ُم ْس َت ْ‬ ‫اذ ُكُروا ِإ ْذ َأ ْن ُت ْم َقِل ٌ‬ ‫ون‬ ‫ض َع ُف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لأْ‬ ‫ض) أكثر العامل كان ضد‬ ‫فيِ ا ْر ِ‬

‫ومميزات بل‬ ‫يـبقى هناك خصائص‬ ‫ّ‬ ‫حتى مفارقات من صنع أشخاص‬

‫ُتعترب مقاومة شيعية فقط‪ ،‬بل‬

‫وتعاىل اهلل!! ولكل إنسان قناعاته‬

‫والتوافق وخري البشرية‪ .‬بالطبع‪،‬‬

‫العرب‪ ،‬وقامت املقاومة اليت ال‬ ‫هي‬

‫سنية‬

‫مقاومة‬

‫مسيحية‬

‫إسالمية‪،‬‬

‫درزية‪،‬‬

‫وبشر وليس من صنع اهلل‪ ،‬تبارك‬

‫شيعية‬

‫يف مميزاته وخصائصه‪ ،‬فمنهم من‬

‫لبنانية‬

‫يعبد اهلل يف الكنيسة‪ ،‬ومنهم من‬

‫شاملة‪ ،‬ألن سراياها تضم كل‬ ‫الفئات اللبنانية‪.‬‬ ‫ملاذا‬

‫يريد‬

‫بعض‬

‫العرب‬

‫يعبد اهلل يف الكنيس‪ ،‬ومنهم من‬

‫ولكل قناعاته‬ ‫يعبد اهلل يف املسجد‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫بينه وبني اهلل‪ ،‬وحساب الكل على‬

‫أن‬

‫ينسفوا قوة النصر اليت حققها‬

‫اهلل يوم القيامة‪.‬‬

‫لكن علينا أن ُننشىء مواطنية‬ ‫ّ‬ ‫للكل‪ .‬ولذلك أقول‬ ‫صاحلة جامعة‬

‫يصر‬ ‫الشعب اللبناني؟ وملاذا‬ ‫ُّ‬ ‫بعض العرب ‪ -‬مع األسف ‪ -‬على‬ ‫أن ينسفوا قوة املمانعة اليت‬

‫محلت رايتها سوريا‪ ،‬ودفع مثنها‬ ‫ً‬ ‫حقيقة هذا شيء يثري الدهشة!!‬ ‫الشعب السوري؟‬

‫وقد جاء استشهاد الشيخ البوطي يف سياق هذه‬

‫الفتـنة!‬ ‫ً‬ ‫مل حيصل يف تارخينا عادة أن ُيقتل العلماء‪ .‬األمم‬ ‫وتطورها وحضارتها‬ ‫تقدمها‬ ‫تستجلب العلماء لتبين ُّ‬ ‫ُّ‬

‫وقوتها‪ ،‬أما حني ُيصار إىل نشر فلسفة قتل‬ ‫العلماء!! ويف بيوت اهلل!! ويف مساجد اهلل!!‬ ‫فإىل أي منحدر وصل هذا الفكر التفتييت التمزيقي‬

‫التعصيب اإلرهابي يف عاملنا العربي؟!!‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لذلك حنن نرفض رفضا باتا الفتـنة الطائفية‪ ،‬وأنا‬ ‫أقول‪ :‬نرفض الفتـنة املذهبية! فأنا الشيخ املسلم‪،‬‬

‫يهودي يف اإلميان مبوسى (ع) ومبا نزل على نيب‬ ‫اهلل موسى (ع)‪ ،‬ومسيحي يف اإلميان بعيسى (ع)‬

‫ومبا نزل على نيب اهلل عيسى (ع) وحممدي ومسلم‬

‫يف اإلميان مبا نزل على خامت األنبياء حممد (ص)‪...‬‬ ‫هذا ما أمرنا به اإلسالم‪ ،‬فال ميكن أن تكون مسلمًا‬ ‫إن مل تؤمن باملسيحية اليت أنزهلا اهلل على عيسى‬ ‫(ع) وال ميكن أن تكون مسلمًا إن مل تؤمن باليهودية‬

‫اليت أنزهلا اهلل على موسى (ع)‪ ،‬وال ميكن أن تكون‬ ‫مسلمًا إن مل تؤمن بكل أنبياء اهلل ورسله (ع)‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن اإلسالم ُي ِّ‬ ‫شكل اإلطار اجلامع لألديان‪،‬‬ ‫فكيف ال ُي ّ‬ ‫شكل اإلطار اجلامع للمذاهب اإلسالمية؟!!‬

‫حينما يعلن السين سنيته فإن الشيعية مل تثبت‬

‫مع الشاعر يف ِّ‬ ‫حق الذات اإلهلية‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عباراتـنا َّ‬ ‫واحد‬ ‫شتى وحسنك‬ ‫ٌ‬

‫ٌّ‬ ‫يشري‬ ‫وكل إىل ذاك اجلمال‬ ‫ُ‬

‫العَلم الدكتور الشيخ حممد‬ ‫رحم اهلل الشهيد العامل َ‬

‫سعيد رمضان البوطي صديقنا‪ ،‬وعزيزنا الذي‬

‫شاركنا يف املؤمتر العاملي الضخم الذي أقامه‬ ‫اجملمع اإلسالمي الثقايف سنة ‪ ،1991‬مبناسبة مرور‬ ‫متام القرن الرابع عشر اهلجري على والدة الرسول‬

‫األكرم النيب حممد (ص)‪ .‬رحم اهلل الشيخ الدكتور‬ ‫حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ورحم اهلل علماءنا‬

‫الكرام األفذاذ الذين حافظوا على وحدة اإلسالم‪،‬‬

‫ووحدة املسلمني وقيم اإلميان واإلسالم‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫بقلم الشاعر األديب مصطفى السيد حممد فضل اهلل‬

‫مكسور‬ ‫يئن وجاحني‬ ‫قليب ُّ‬ ‫ُ‬

‫فخور‬ ‫بدم الشهيد‬ ‫لكنين ِ‬ ‫ُ‬

‫ٌ‬ ‫النار بني جواحني‬ ‫أمل كجمِر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مرير‬ ‫والفراق‬ ‫حتر ُق‬ ‫َّ‬ ‫شب ْت َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حبسرة‬ ‫أرنو إىل األفق البعيد‬ ‫الدور‬ ‫لناظري‬ ‫حتى تلوح‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وبلهفة املشتاق رغم مواجعي‬

‫يطري‬ ‫الكفاح‬ ‫قليب إىل شام‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫بالدما‬ ‫املضرج‬ ‫قبل الترُ ْ ب‬ ‫ِّ‬ ‫أل ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫أسري‬ ‫الصالة‬ ‫حماريب‬ ‫وإىل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وكنائس وقبابها‬ ‫جبوامع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫شع ُّ‬ ‫ور‬ ‫ومقام‬ ‫زينب حيث َّ‬ ‫َ‬ ‫الن ُ‬ ‫طاب مقامكم‬ ‫يا أيها الشهداء‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫سرير‬ ‫العلي‬ ‫الصدق‬ ‫مقعد‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫بايعتم َ‬ ‫العلي من اشرتى‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫التطهري‬ ‫منكم نفوسا زانها‬ ‫ُ‬ ‫شهداء َّ‬ ‫جنيعكم‬ ‫خط على الرتاب‬ ‫ُ‬ ‫عاشور‬ ‫دت‬ ‫اهلل أكرب ُج ِّد ْ‬ ‫ُ‬ ‫جبنوبنا وبقاعنا وبشامنا‬ ‫فخور‬ ‫فيهم أمري املؤمنني‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أنتم مدارس للعلوم َّ‬ ‫جبل ٍق‬ ‫ْ‬ ‫دور‬ ‫وعلى املساجد يف الظالم ُب ُ‬ ‫ُ‬ ‫خالق‬ ‫نعمة‬ ‫فالعلم والعلماء‬ ‫ٍ‬ ‫اضة مهما َ‬ ‫في ٌ‬ ‫جيور‬ ‫فور‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الك ُ‬ ‫أعيانهم مفقودة طول املدى‬ ‫دهور‬ ‫باقون ما بقيت عليه‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫رسالة‬ ‫اب َن‬ ‫سيدي‬ ‫البوطي يا ْ‬ ‫يا ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫التبشري‬ ‫تفجر‬ ‫أصغريك‬ ‫من‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫بالدين رمحة ربنا لعباده‬ ‫وحبور‬ ‫هدى‬ ‫رحيان‬ ‫بالعلم‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫رسالة‬ ‫جاهدمت بالعلم وهو‬ ‫نذور‬ ‫وبنيتم األجيال وهي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫لعزة‬ ‫للحق املبني‬ ‫لألرض‬ ‫تسري‬ ‫وعلى الصراط املستقيم‬ ‫ُ‬

‫ٍ‬ ‫بعقيدة أركانها علماؤها‬

‫والتفسري‬ ‫القرآن‬ ‫وكتابها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حيوطهم‬ ‫سد العرين‬ ‫ْ‬ ‫ومحاتها أ ْ‬ ‫ٌّ‬ ‫وصبور‬ ‫صامد‬ ‫ويف‬ ‫شعب‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫األس َد ُ‬ ‫لن يهزم ُ‬ ‫األ َ‬ ‫أعارب‬ ‫باة‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫والتكفري‬ ‫كال وال األرهاب‬ ‫ُ‬ ‫اإلسالم عن أهدافه‬ ‫حرفوا‬ ‫َ‬ ‫قد َّ‬ ‫وكفور‬ ‫جمرم‬ ‫أعراب منهم‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫اإلله املؤمنني بنصرهم‬ ‫َو َع َد‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫التحرير‬ ‫وإىل الصالة ُيؤذن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫السما‬ ‫يا سيد الكونني يا‬ ‫عدل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ونذير‬ ‫مبشٌر‬ ‫األمني‬ ‫أنت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بآية‬ ‫دت بني املسلمني‬ ‫وح َ‬ ‫َّ‬ ‫والتقدير‬ ‫بيان اهلل‬ ‫فيها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مجيعهم‬ ‫ال فرق بني املسلمني‬ ‫ْ‬ ‫الكتاب‪ ،‬ويف الكتاب ُّ‬ ‫ور‬ ‫نص‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫فإذا أقمتم للصالة تذكروا‬ ‫التكبري‬ ‫التشه َد نوره‬ ‫أن‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جتمعوا‬ ‫ش َّذاذ آفاق الوجود َّ‬ ‫ونفور‬ ‫ختاصم‬ ‫واملسلمون‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عار على األمراء أن يتصهينوا‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫والتحقري‬ ‫إذالل‬ ‫يكفهم‬ ‫مل‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫جبنة‬ ‫طب َت‬ ‫َ‬ ‫أشهيد ِ‬ ‫علم اهلل ْ‬ ‫احلور‬ ‫الرسول‬ ‫حوض‬ ‫تسقيك من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫منارة‬ ‫سيظل فقهك يا شهيد‬ ‫ِ‬ ‫نري‬ ‫ومداده َ‬ ‫عتم السبيل ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مرجع ٍ‬ ‫غربة‬ ‫أمة يف‬ ‫ينعاك‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫قدير‬ ‫اجمللي يف العلوم‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫اللطف فيه َّ‬ ‫مؤث ٌل‬ ‫عبد اللطيف‬ ‫غدير‬ ‫يف جممع اإلسالم وهو‬ ‫ُ‬ ‫وتركت ذكرًا عاطرًا يف ْ‬ ‫أف ِ‬ ‫قه‬ ‫ِ‬ ‫ميور‬ ‫املؤمنني‬ ‫شفاه‬ ‫وعلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫زرت َّ‬ ‫حيها‬ ‫يا ملهمي إن‬ ‫َ‬ ‫جلق ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫طهور‬ ‫فالرتاب‬ ‫جبينك‬ ‫عفْر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫ً‬ ‫قصة تؤكد أن موقف اإلسالم كان دومًا‬ ‫سأروي‬ ‫التعصب‬ ‫مع احلق ومع العدل‪ ،‬وأن اإلسالم ال يقبل‬ ‫ُّ‬

‫وال مييل إىل من خيون حتى لو كان هذا اخلائن‬ ‫مسلمًا! وحتى لو كانت اخليانة يف مواجهة إنسان‬

‫غري مسلم!!‬

‫سأروي خالصة القصة كما وردت كتفسري لآليات اليت‬

‫سأقرأها‪ .‬يف زمن النيب (ص) أضاع أحد املسلمني‬

‫سرقت منه‪ ،‬ودارت شكوك حول‬ ‫درعه أو باألحرى ُ‬ ‫ُ‬ ‫شخص من قبيلة األ َبيرْ ق‪ ،‬وحينما علم هذا الشخص‬ ‫ٍ‬ ‫سرًا وألقاها‬ ‫الدرع‬ ‫محل‬ ‫حوله؛‬ ‫دارت‬ ‫الشكوك‬ ‫بأن‬ ‫ّ‬

‫يهودي (كان اليهود يسكنون يف‬ ‫يف بيت شخص‬ ‫ّ‬ ‫املدينة حينما جاء الرسول إىل املدينة)‪ ،‬ثم ذهب‬ ‫إىل أقاربه من آل ُأ ًبيرْ ِ ق ّ‬ ‫حيثهم على الشهادة معه‬ ‫يدي رسول اهلل (ص) كـ(شهود زور)! وحنن‬ ‫بني‬ ‫ّ‬ ‫التعصبية القبلية العائلية؛ فذهبوا‬ ‫العقلية‬ ‫نعرف‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫معه إىل النيب (ص) وشهدوا لصاحل ابن قبيلتهم‬

‫بأنه مل يسرق وأن الدرع املسروقة عند يهودي!‬

‫فقهية‪ ،‬فهل يقضي‬ ‫هكذا قضية تثري عندنا مشكلة‬ ‫ّ‬ ‫القاضي حبسب الشهود وحسب املشاهدات احلسية‬

‫أم يقضي حبسب الغيب احلقيقي والعلم احلقيقي‬

‫الواقعي؟ فلو شاهد القاضي بنفسه جرمية قتل بأم‬ ‫عينه‪ ،‬وذهبت القضية للمحكمة ولكن الشهود أكدوا‬

‫شهادة خمتلفة بأن شخص آخر قام بهذه اجلرمية‪،‬‬ ‫فبماذا يقضي هذا القاضي؟ هل حيكم مبا رأى أم‬

‫حيكم مبا قاله الشهود؟ هذه قضية مطروحة أمام‬ ‫الفقه القضائي‪ .‬فلما جاؤوا عند النيب شهدوا لصاحل‬

‫ابن قبيلتهم واتهموا اليهودي بسرقة الدرع‪ ،‬وشهد‬ ‫آل أبريق برباءة ابن قبيلتهم وبأن الدرع عند يهودي؛‬

‫وجيء باليهودي وبالطبع نفى قيامه بالسرقة‪ ،‬والبينات‬ ‫ّ‬ ‫واألدلة تدينه (أداة حسية‪ :‬الدرع موجودة‬ ‫كلها‬ ‫يف داره) وهو ينفي ويؤكد أنه مل يسرق الدرع‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬فلنقرأ اآليات لنرى كيف أن على املؤمن‬

‫التعصب لألقارب‬ ‫واملؤمنة الدفاع عن احلق وليس‬ ‫ّ‬ ‫وعليهما االبتعاد عن احلزبية والقبلية والبلدية وما‬ ‫إىل ذلك‪ ...‬هذا أو ً‬ ‫ال‪ ،‬وثانيًا كيف أن اإلسالم مع‬

‫ضد املسلم‪ ،‬وكيف أن‬ ‫احلق حتى مع اليهودي‬ ‫ّ‬ ‫التعصب‪ ،‬وكيف‬ ‫اإلسالم دين احلق وليس دين‬ ‫ّ‬

‫انه حرام على احملامي أن يستلم قضية باطلة عندما‬ ‫يعرف أنها باطلة فع ًال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لحْ‬ ‫اب ِبا ِّق ِل َت ْحك َم‬ ‫قال تعاىل‪ِ( :‬إ َّنا أ َ‬ ‫نز ْل َنا ِإل ْيك ال ِك َت َ‬ ‫اك اللهّ ُ َو َ‬ ‫اس بمِ َ ا َأ َر َ‬ ‫ال َت ُكن ِّلْل َخ ِ‬ ‫ني َخ ِ‬ ‫َبينْ َ َّ‬ ‫آئ ِن َ‬ ‫الن ِ‬ ‫صيمًا *‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫للهّ‬ ‫للهّ‬ ‫ان غفورا َّر ِحيما * َوال تجُ َ ِ‬ ‫ادل‬ ‫َاس َت ْغ ِفِر ا ِإ َّن ا ك َ‬ ‫ْ‬ ‫نف َس ُه ْم ِإ َّن اللهّ َ َ‬ ‫ون َأ ُ‬ ‫َع ِن َّ‬ ‫ان‬ ‫ال يحُ ِ ُّب َمن َك َ‬ ‫ين يخَ ْ َت ُان َ‬ ‫ال ِذ َ‬ ‫َ‬ ‫اس َو َ‬ ‫ون ِم َن َّ‬ ‫ون‬ ‫ال َي ْس َت ْخ ُف َ‬ ‫َخَّوانًا أ ِثيمًا * َي ْس َت ْخ ُف َ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون َما َ‬ ‫ضى ِم َن ْ‬ ‫ال َيْر َ‬ ‫ال َقْو ِل‬ ‫ِم َن اللهّ ِ َو ُه َو َم َع ُه ْم ِإ ْذ ُيَب ِّي ُت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نت ْم َهـؤ ِ‬ ‫ون محُ ِ يطًا * َها أ ُ‬ ‫ادل ُت ْم‬ ‫الء َج َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ان اللهّ ُ بمِ َ ا َي ْع َمُل َ‬ ‫يِ‬ ‫اد ُل اللهّ َ َعْن ُه ْم َيْو َم‬ ‫َعْن ُه ْم فيِ الحْ َ َي ِاة ُّ‬ ‫الد ْن َيا َف َمن جُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ون َعل ْي ِه ْم َو ِكيال * َو َمن َي ْع َم ْل‬ ‫امِة أم َّمن َي ُك ُ‬ ‫ال ِق َي َ‬ ‫َ‬ ‫ي ِد اللهّ َ َغ ُفورًا‬ ‫سوءًا أ ْو َي ْظِل ْم َن ْف َسُه ُث َّم َي ْس َت ْغ ِفِر اللهّ َ جَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّر ِحيمًا) النساء ‪.110 - 105 /4‬‬ ‫َ‬ ‫نز ْل َنا ِإ َل ْي َك ْ‬ ‫َّ‬ ‫اس‬ ‫(ِإ َّنا أ َ‬ ‫اب ِبالحْ َ ِّق ِل َت ْح ُك َم َبينْ َ‬ ‫ال ِك َت َ‬ ‫الن ِ‬ ‫بمِ َ ا َأ َر َ‬ ‫اك اللهّ ُ )‪ ،‬هذا تنبيه سلفًا للنيب (ص)‪ .‬بالطبع‬

‫عن صاحبهم‪ .‬قد يكونون معذورين بالشكل ألنهم مل‬ ‫يشاهدوا صاحبهم سرق‪ ،‬لكن اهلل يعطينا درسًا لكل‬

‫األجيال ولكل األمم عن كيفية احملافظة على العدالة‬ ‫وعلى احلق مهما ّ‬ ‫كلف األمر حتى مع اليهود وحتى‬ ‫مع امللحدين‪ ،‬مع املسلمني ومع غري املسلمني‪...‬‬ ‫إنها آية رائعة تؤكد بأن هذا الكتاب من اهلل وليس‬

‫كتاب تعصب‪.‬‬ ‫نت ْم َه ُـؤ ِ‬ ‫(ها َأ ُ‬ ‫الد ْن َيا َف َمن‬ ‫الء َج َ‬ ‫اد ْل ُت ْم َعْن ُه ْم فيِ الحْ َ َي ِاة ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اد ُل اللهّ َعْن ُه ْم َيْو َم ْ‬ ‫يِ‬ ‫ون َعل ْي ِه ْم‬ ‫امِة أم َّمن َيك ُ‬ ‫جُ َ‬ ‫ال ِق َي َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫حمام سيكون وكي ًال عنهم يوم القيامة؟‬ ‫أي‬ ‫)؛‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫َو‬ ‫ٍ‬

‫فلو وجد صاحب الباطل يف الدنيا وكي ًال يدافع عنه‬

‫فأين جيد مثل هذا الوكيل يف اآلخرة؟‬ ‫َ‬ ‫ي ِد‬ ‫سوءًا َأ ْو َي ْظِل ْم َن ْف َسُه ُث َّم َي ْس َت ْغ ِفِر اللهّ جَ ِ‬ ‫َ‬ ‫(و َمن َي ْع َم ْل ُ‬ ‫اللهّ َ َغ ُفورًا َّر ِحيمًا)؛ هنا إشارة رائعة‪ ،‬فقد يقع املرء‬ ‫باخليانة مرة واحدة بالغلط أو االنفعال أو السهو‬

‫النيب (ص) معصوم‪ ،‬لكن اهلل يراقب النيب (ص)‬

‫صحح وال شك‬ ‫وي ِّ‬ ‫ولكنه يستغفر ربه ويندم ويتوب ُ‬ ‫أن اهلل غفور رحيم؛ وآخر حيرتف اخليانة والكذب‬

‫وجهه‪.‬‬ ‫اإلهلي والتسديد‬ ‫الغيـبـي ُي ِّ‬ ‫ّ‬ ‫(َ‬ ‫ال َت ُكن ِّلْل َخ ِ‬ ‫ني َخ ِ‬ ‫صيمًا) أي إياك أن تدافع عن‬ ‫آئ ِن َ‬ ‫ً‬ ‫اخلائن فذاك املسلم كان خائنا للعدالة‪.‬‬ ‫ان َغ ُفورًا َّر ِحيمًا)‪ ،‬على املسلم‬ ‫اس َت ْغ ِفِر اللهّ َ ِإ َّن اللهّ َ َك َ‬ ‫َ‬ ‫(و ْ‬ ‫ً‬ ‫أن يستغفر اهلل دائما حتى وإن مل خيطئ ليـبقى‬

‫فهذا وضعه خطري‪ .‬هذا هو دين اإلسالم‪ ،‬دين‬ ‫احلق‪ ،‬دين العدالة‪ ،‬وأيضًا دين املغفرة اإلهلية‬

‫واملعصوم فإذا ضاعت األمور على النيب (ص) ‪-‬‬ ‫ال مسح اهلل ‪ -‬فالوحي يوجهه‪ ،‬أما اإلمام فاإلهلام‬

‫هناك ترابط روحي بينه وبني اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫نف َس ُه ْم ِإ َّن اللهّ َ َ‬ ‫(و َ‬ ‫ون َأ ُ‬ ‫اد ْل َع ِن َّ‬ ‫ال تجُ َ ِ‬ ‫ال‬ ‫ين يخَ ْ َت ُان َ‬ ‫ال ِذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان َخَّوانًا أ ِثيمًا) ال تجُ ادل عنهم‪ ،‬أي ال‬ ‫يحُ ِ ُّب َمن َك َ‬ ‫وجه إىل كل مسلم‪...‬‬ ‫تدافع عن اخلونة‪ ،‬والكالم ُم َّ‬ ‫اس َو َ‬ ‫ون ِم َن َّ‬ ‫ون ِم َن اللهّ ِ َو ُه َو‬ ‫ال َي ْس َت ْخ ُف َ‬ ‫(ي ْس َت ْخ ُف َ‬ ‫الن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ون َما ال َيْر َ‬ ‫ان‬ ‫ضى ِم َن القْو ِل َوك َ‬ ‫َم َع ُه ْم ِإ ْذ ُيَب ِّي ُت َ‬ ‫ون محُ ِ يطًا)‪ ،‬أي أنهم خيططون سرًا‬ ‫اللهّ ُ بمِ َ ا َي ْع َمُل َ‬ ‫للمؤامرات واخليانات احملرمة خمتبئني عن عيون‬ ‫الناس خوفًا من الفضائح ولكن اهلل يراهم‪ ،‬وألنهم‬

‫خيافون االنكشاف هم يسرتون على أنفسهم وبالسر‬

‫يفعلون كل احملرمات لكن اهلل يعلمها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نت ْم َه ُـؤ ِ‬ ‫(ها َأ ُ‬ ‫الد ْن َيا ف َمن‬ ‫الء َج َ‬ ‫اد ْل ُت ْم َعْن ُه ْم فيِ الحْ َ َي ِاة ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫للهّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ون َعَل ْي ِه ْم‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫اد‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫جُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َْ َ‬ ‫َو ِكي ًال)؛ اهلل خياطب قبيلة األبريق الذين يدافعون‬

‫اخلوان‪،‬‬ ‫تـتحدث عن‬ ‫واألالعيب واخلزعبالت‪ ،‬واآليات‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬

‫غفور‬ ‫وي ُت ْب فإن اهلل سبحانه وتعاىل‬ ‫فمن ُي ِّ‬ ‫صح ْح َ‬ ‫ٌ‬ ‫رحيم شرط إعادة احلق إىل أصحابه‪ .‬وهكذا يكون‬ ‫اإلسالم‪ ،‬دين البشرية‪ ،‬دين احلياة‪ ،‬دين اهلل‪ .‬من‬

‫هنا نكتشف عظمة اإلسالم‪ ،‬وعظمة القرآن‪ ،‬وكيف‬ ‫يِر َمَّن ُك ْم‬ ‫(وال جَ ْ‬ ‫ال! والقرآن يشري إىل أهمية العدالة‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اع ِد ُلوا ُهَو َأ ْقَر ُب ِل َّ‬ ‫لت ْق َوى‬ ‫آن َقْو ٍم َعَلى أاَّل َت ْع ِد ُلوا ْ‬ ‫ش َن ُ‬ ‫الل ِإ َّن هَّ َ‬ ‫ات ُقوا هَّ َ‬ ‫َو َّ‬ ‫ون) املائدة ‪/5‬‬ ‫ري بمِ َ ا َت ْع َمُل َ‬ ‫الل َخِب ٌ‬ ‫ضدهم‬ ‫‪8‬؛ أي ال يدفعكم كره قوم ألن تـتعصبوا‬ ‫َّ‬

‫وتسريوا على غري العدل‪ ،‬فكونوا عادلني حتى مع‬ ‫من تبغضونهم وحتى مع من تعادونهم‪ .‬هكذا جند‬

‫أن البشرية كلها حباجة إىل اإلسالم وحباجة إىل‬ ‫قيم اإلسالم؛ وما مل تتوجه البشرية لتستفيد من‬ ‫اإلسالم ولتأخذ اإلسالم وتطبقه؛ ستبقى احلروب‬

‫مستمرة‪،‬‬ ‫واآلالم والظلم واالعتداءات على الشعوب‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫رمحة للعاملني وأرسل‬ ‫ولذلك أنزل اهلل هذا الدين‬ ‫حممدًا (ص) رمحة للعاملني وليس فقط للمسلمني‪،‬‬

‫أو للعرب أو للشرق األوسط‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫الكلمات اجلميالت احلسناء اليت استمعنا إليها‪،‬‬ ‫وخصوصًا حينما يتشبث الطفل بثياب أمه َوكأنه‬

‫املشايخ ‪ -‬على األم باستمرار ال يعين نسياننا‬

‫اللحظة اليت يندفع فيها الطفل وراء أمه يتمسك‬ ‫بها‪ ،‬كأنه فع ًال يتمسك حببل وجوده وكينونته‪،‬‬

‫له!! كال فرتكيز احلديث النبوي على األم ثالث‬

‫ومن ال يعرف سحر تلك‬ ‫يتشبث بالدنيا كلها‪َ .‬‬ ‫فما أروع أن يصف اإلنسان هذه اللحظة يف‬

‫حمبة أمه‪ ،‬فإذا كانت بركات األم وحنان األم‬ ‫تشع حتى من ثيابها فإذا بثيابها‬ ‫وعاطفتها‬ ‫ُّ‬ ‫مقدسة عند الطفل‪ ،‬وليس فقط قلبها‬ ‫تصبح‬ ‫ّ‬

‫وذاتها وشخصيتها‬

‫فكيف ال ميتد هذا احلب‬

‫الروحي العظيم من األم إىل الولد؟ ومن األم‬

‫إىل كل أشيائها اليت يف املنزل‪ ،‬وإىل كل‬ ‫املطارح اليت سكنتها األم‪ ،‬إىل كل األزمنة اليت‬ ‫وحتركت وهاجرت فيها يف أقاليم‬ ‫سافرت فيها‬ ‫ّ‬ ‫الليل والنهار‪ّ .‬‬ ‫كلها تصبح مباركة‪ ،‬فكيف ال‬ ‫يتقدس الوقت الذي عاشت فيه األم؟ وتتقدس‬

‫الثياب اليت لبستها األم؟ وتتقدس املطارح‬

‫واألماكن اليت سكنتها األم؟ هلذا فإن بعض‬ ‫الشعراء رأوا يف األم رمزًا لإلنسانية وللحرية‬ ‫ولألرض‪ .‬وأخذ الشعراء يستعملون هذا الرمز‬ ‫عبوا عن مكنون ولواعج شجونهم يف معنى‬ ‫لي رِّ‬ ‫ُ‬

‫اإلهلام‪ ،‬ومعنى الشعر‪ ،‬ومعنى األدب‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ألومنك يا أستاذ عدنان على متسكك‬ ‫فال‬ ‫َّ‬ ‫وتقديسك لثياب أمك وقد ذكرت أنت باحلديث‬

‫الوارد عن النيب (ص) أن اجلنة حتت أقدام‬ ‫َ‬ ‫رجلي‬ ‫قبل‬ ‫األمهات‪ ،‬ولذلك كان بعض العلماء ُي ِّ‬ ‫أقبل اجلنة اليت‬ ‫أقبل رجليها ّ‬ ‫أمه ويقول‪ :‬حينما ّ‬ ‫جعلها اهلل حتت أقدام األمهات‪ .‬وال شك أن‬

‫هذه القيمة العظيمة لألم اليت رمسها اإلسالم‬ ‫َّ‬ ‫وأكدتها اآليات‬ ‫وحفرتها األحاديث النبوية‬ ‫اإلهلية يف كتاب اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬تؤكد عظمة‬

‫األم‪ ،‬وقدسيتها‪ ،‬وكرامتها‪ ،‬وتركيزنا ‪ -‬حنن‬ ‫يظن أن هذا التأكيد الشديد‬ ‫لألب‪ ،‬إذ البعض‬ ‫ّ‬ ‫على األم معناه أن األب ال قيمة وال أهمية‬

‫مرات‪ ،‬ثم مرة واحدة على األب‪ ،‬يعين أن على‬ ‫األوالد أن يعطوا لألم إهتمامًا مضاعفًا دون أن‬

‫وبره واإلهتمام‬ ‫ينسوا األب يف حمبته ورعايته‬ ‫ّ‬ ‫وقدس‬ ‫قدس األم‬ ‫ّ‬ ‫به‪ ،‬وهكذا جند أن اإلسالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫وركز على هذه القضية‪ .‬ألننا نشاهد‬ ‫األب‪،‬‬ ‫يهتمان‬ ‫يف حياتـنا العملية كيف أن الوالدين‬ ‫ّ‬

‫بأوالدهما إىل أبعد احلدود‪ ،‬وكيف أن بعض‬ ‫ّ‬ ‫ويهملونهم‪.‬‬ ‫األوالد‬ ‫يعقون أهلهم ووالديهم ُ‬

‫يحُ كى يف خالصة قصة أن رج ًال جاء إىل اإلمام‬ ‫(ع) فسأله‪ :‬يا ابن رسول اهلل (ص) ملاذا نرى‬

‫أشد من‬ ‫أن حنان األم والوالدين على الولد‬ ‫ّ‬ ‫حنان الولد على األم؟ يا ابن رسول اهلل ملاذا‬ ‫حتبين أكثر مما أحبها؟ قال‪ :‬ألنك‬ ‫أرى والدتي ُّ‬ ‫منها وهي ليست منك‪ ،‬ألنك فلذة كبدها فكيف‬

‫ال تتأمل على فلذة كبدها؟ فإذا مل يأخذ اإلنسان‬

‫قيم اهلل تبارك وتعاىل وتعاليم اهلل بعني اإلعتبار‬ ‫يتصرف بطريقة ّ‬ ‫عاقة‬ ‫وبقي هكذا على جهله‪ ،‬قد‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫فظة‬

‫لوالديه‪ ،‬وال يهتم بهما‪ ،‬نعم يكتشفهما‬

‫ويهتم بهما عندما يكرب وينجب األوالد ويعرف‬

‫قيمة ال ّرب من أوالده به‪ ،‬فيعرف قيمة األهل‬ ‫ويقدس قيمة األهل أكثر وأكثر‪ ،‬لكن متأخرًا‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫فلماذا ينتظر اإلنسان حتى يكرب؟ وحتى ينجب؟‬

‫ليكتشف هذه احلقيقة الرائعة‪ .‬اهلل تبارك وتعاىل‬

‫واإلسالم والقيم األخالقية تشرح لنا احلقيقة‬

‫وتغرسها يف قلوبنا وأفئدتـنا‪ .‬إن الشباب‬

‫املؤمن والشابات املؤمنات ال شك حيبون أهلهم‬

‫ووالديهم ويقدسونهم‪ ،‬وقد يـبذلون حياتهم‬ ‫يف سبيل الوالدين ألنهم يلتزمون بتعاليم اهلل‬ ‫ّ‬ ‫وجل بربِّ الوالدين‪ ،‬أما األوالد غري املتدينني‬ ‫عز‬

‫والذين ال يهتمون باإللتزام وال بالدين‪ ،‬وال‬ ‫باآلخرة‪ ،‬فال يهتمون وال يـبالون بأهلهم غالبًا‪،‬‬ ‫فواحدهم قد يعلم بوجود والديه يف املستشفى‬ ‫ِّ‬ ‫مفض ًال لعبة من‬ ‫حيرك هذا عنده ساكنًا‬ ‫وال‬ ‫ّ‬

‫ألعاب التسلية واللهو على لزوم والديه يف‬

‫املستشفى واالطمئنان عنهما ورعايتهما!! بينما‬ ‫واملتدينة يهيمون عشقًا وحمبة‬ ‫املتدين‬ ‫نرى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بوالديهما ورعاية هلما‪.‬‬

‫الدين حصانة‬

‫فإذا أردنا ألوالدنا أن يكونوا فع ًال أطهارًا وأبرارًا‬ ‫فيجب علينا أن ُن ِّ‬ ‫علمهم اإلسالم وتعاليم اإلسالم‬

‫وبر الوالدين واحرتامهما‪،‬‬ ‫من صالة وصوم‬ ‫ّ‬ ‫ون ِّ‬ ‫علينا أن نعلمهم هذه التعاليم ُ‬ ‫علمهم القرآن‬ ‫وسرية النيب (ص) وأهل بيته (ع) من الصغر‪،‬‬

‫وأن ال ننتظر حتى يكرب أوالدنا ويصبح من‬ ‫وتقبلها‪.‬‬ ‫الصعب عليهم فهم هذه التعاليم‬ ‫ُّ‬ ‫وبطبيعة احلال علينا أن ن ّرب بوالدينا حتى يأخذ‬ ‫أوالدنا العربة ّ‬ ‫منا ويـ ّربوا بنا‪.‬‬

‫أب ابنه الصغري وهو‬ ‫يقال إنه ذات مرة رأى ٌ‬ ‫نجر قطعة من اخلشب‪ ،‬وحينما سأله‬ ‫حياول أن ُي ِّ‬ ‫عما حياول صنعه؟ وملاذا؟ أجابه الولد‪ :‬أنا‬ ‫األب ّ‬

‫وجلدتي (ألبيك وألمك)‬ ‫رأيتك تستعمل جلدي‬ ‫ّ‬ ‫صحنًا من اخلشب وأنا أحضر لك واحدًا مثله‪،‬‬ ‫ألطعمك به عندما تكرب كما رأيتك تصنع مع‬

‫جدتي وجدي!!‬

‫كما ُتدين ُتدان‪ .‬فمهما كان األهل أشداء مع‬

‫أوالدهم‪ ،‬فالدين واإلميان مينع أوالدهم من‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫ختطي احلدود مع األهل‪ ،‬تنفيذًا ألوامر اهلل تبارك‬

‫وتعاىل (يا رضا اهلل ورضا الوالدين)‪ .‬أنا أذكر‬ ‫أنه يف ما مضى يف بالدنا قد تغضب األم من‬

‫ابنها‪ ،‬فتصفعه أمام الناس‪ ،‬على الرغم من‬ ‫ّ‬ ‫أحث على‬ ‫مكانته اإلجتماعية املهمة (أنا طبعًا ال‬ ‫ولكنا نراه ُيطأطئ رأسه إجالالً‬ ‫َّ‬ ‫ضرب األوالد)‬ ‫ألمه‪ ،‬وكان الناس ُيشيدون بذلك الولد‬ ‫واحرتامًا ّ‬ ‫الذي خفض جناحه لوالدته‪ .‬يف عصرنا هذا‪،‬‬

‫الشباب املؤمنون والشابات املؤمنات هم فقط‬ ‫يقدرون هذه القيم الروحية فيحرتمون‬ ‫غالبًا من‬ ‫ِّ‬

‫(و ْ‬ ‫اخ ِف ْ‬ ‫ض‬ ‫الوالدين ويربون بهما‪ .‬قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫اح ُّ‬ ‫ح ُه َما ك َما‬ ‫حِة َو ُق ْل َر ِّ‬ ‫الر مْ َ‬ ‫ار مَ ْ‬ ‫لهَ ُ َما َج َن َ‬ ‫ب ْ‬ ‫الذ ِّل ِم َن َّ‬

‫َر َّب َي ِ‬ ‫ريا) اإلسراء ‪.24 /17‬‬ ‫اني َ‬ ‫ص ِغ ً‬ ‫(وِإ ْن‬ ‫وأكثر من ذلك يقول اهلل تبارك وتعاىل‪َ :‬‬

‫شِر َ‬ ‫اه َد َ‬ ‫اك َعَلى َأ ْن ُت ْ‬ ‫س َل َك ِب ِه ِعْل ٌم‬ ‫َج َ‬ ‫ك ِبي َما َل ْي َ‬ ‫ً‬ ‫الد ْن َيا َم ْعُروفا َو َّ‬ ‫صِ‬ ‫اتِبع‬ ‫ُّ‬ ‫َفلاَ ُت ِط ْع ُه َما َو َ‬ ‫احْب ُه َما فيِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سِب َ‬ ‫اب ِإ َل َّي ُث َّم ِإ َل َّي َمْر ِج ُع ُك ْم َفأ َنِّب ُئ ُك ْم بمِ َ ا‬ ‫َ‬ ‫يل َم ْن أ َن َ‬

‫ون) لقمان ‪.15 /31‬‬ ‫ُكْن ُت ْم َت ْع َمُل َ‬ ‫معنى هذه اآلية أنه إذا آمن أحد من األوالد‪،‬‬ ‫بينما الوالدان مل يؤمنا باهلل تبارك وتعاىل وبقيا‬

‫وأعداء هلل تبارك وتعاىل ولإلسالم‪،‬‬ ‫ملحدين‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وضربا هذا الولد ألنه آمن‪ ،‬وجياهدانه حتى‬ ‫يكفر‪ ،‬يقول تبارك وتعاىل هلذا املؤمن الشاب‬ ‫حتى إذا ضرباك من أجل أن تكفر بي‪ ،‬فال‬ ‫تكفر بي وال تطعهما ِّ‬ ‫باتباع اخلطأ‪ ،‬ولكن عاملهما‬

‫البشرية لإلسالم وما أحوج اإلنسانية لإلسالم‪،‬‬

‫التعصب‬ ‫حيث ُينفخ يف هذا العصر يف كري‬ ‫ّ‬ ‫ويف كري اخلبث ويف كري األحقاد بني الناس‪،‬‬

‫وينفخ يف هذا كله باسم األديان خللق عداء‬ ‫ُ‬

‫بني البشرية وخللق حروب ونزاعات ظاملة بني‬ ‫البشرية!! فما أحوج البشرية إىل الرجوع إىل‬ ‫حقيقة اإلسالم وحقيقة القرآن وروائع هذه‬

‫القيم الروحية يف اإلسالم‪.‬‬

‫(*) كلمة ألقاها مساحة املرجع الديين الشيخ عبد‬

‫اللطيف بري يف ذكرى أسبوع املرحومة السيدة‬

‫باملعروف‪ ،‬وصاحبهما باملعروف!! إىل هذا احلد‬

‫رؤوفة السيد حممود مجعة (أم غسان) واملرحوم‬

‫ويشِركان به!! فما أحوج‬ ‫كانا ُيعارضان اهلل ُ‬

‫احلاجة (أم وجدي شرارة)‪.‬‬

‫أعطى اهلل تبارك وتعاىل قدسية للوالدين وإن‬

‫السيد عارف السيد أمحد مجعة (أبي حممد) واملرحومة‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫مساحة املرجع الديين العالمة الشيخ عبد اللطيف‬

‫الطيـبة‬ ‫العضال من اجلسد فأرداه‪ ،‬فإن روحك‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتلق يف فضاء حياتـنا‪ ،‬وإن ذكراك‬ ‫ستبقى‬ ‫ُّ‬ ‫تظل تضيء قلوبنا بزيت التضحية‬ ‫العطرة سوف‬

‫فقيدين غاليني اختارهما اهلل إىل جواره‪ :‬الوالدة‬

‫االنسكاب حتى آخر دمعة من خمزونه املبارك‪،‬‬ ‫يف ذكراك اليوم نستغيب كل ومضة أمل ّ‬ ‫بثتها‬

‫بري‪ ،‬أصحاب الفضيلة املشايخ‪ ،‬أيتها األخوات‬

‫الكرميات‪ ،‬أيها األخوة األكارم‪ ،‬السالم عليكم‬ ‫ورمحة اهلل وبركاته‪ .‬نحُ يي اليوم ذكرى أربعني‬ ‫املرحومة رؤوفة السيد حممود مجعة (أم غسان)‬ ‫وابن العم املرحوم السيد عارف السيد أمحد‬

‫مجعة (أبو حممد)؛ فإىل والدتي الرؤوفة اليت‬ ‫فارقتـنا بعد رحلة مضنية من اآلالم أرفع‬

‫يف ذكراها اليوم بعض شذرات من خاطري‬

‫املكلوم‪:‬‬

‫بوسع األيام والشهور والسنوات أن ُت ِّ‬ ‫لطف‬ ‫من حرقة فراق األم غري أنها ال يسعها أن‬

‫ونكران الذات الذي نضح به عمرك وما ّ‬ ‫كف عن‬

‫عيناك يف نفوسنا‪ ،‬ونستغيب كل حلظة أمان‬

‫حقنتها يف شرايني خوفنا من غدر الظروف‬ ‫ِ‬ ‫وغيرَ الزمان‪ ،‬يف ذكراك أستحضر صورة ذلك‬ ‫املتشبث يف تالبيب ثوبك لكأنه يمُ سك‬ ‫الطفل‬ ‫ّ‬

‫أحتسس ذلك الدفء الساحر الذي‬ ‫بكل الدنيا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫استعبار‬ ‫وقفة‬ ‫أقف‬ ‫الليالي‪،‬‬ ‫صقيع‬ ‫وقانا من‬ ‫ٍ‬ ‫أمام رهبة غيابك‪ ،‬أكابد احلروف والكلمات‬

‫غيابه مرارة ولوعة يف قلوب العائلة واألصدقاء‬

‫ملا اشتملت عليه سريته من حماسن اخللق ونقاء‬ ‫الطوية‪ُ ،‬‬ ‫القلب وصفاء ّ‬ ‫وأنس املعشر‪.‬‬ ‫املرحوم أبو حممد عرفه كل أهل بلدته وحميطها‬ ‫إنسانًا ودودًا صادقًا وصاحب خنوة وإيثار‪.‬‬

‫يف هذه املناسبة وجدت أن أفضل ما ُيقال يف‬ ‫ذكراه هو ما كتبه ولده أمحد على صفحته على‬ ‫(الفيس بوك)‪ ،‬وهو خري تعبري عن فاجعة غياب‬

‫األب‪ ،‬يقول الشاب اليافع‪:‬‬

‫دراسي دخلت املنزل‬ ‫كعادتي بعد كل أسبوع‬ ‫ّ‬ ‫مشتاقًا‪ ،‬منتظرًا بلهفة رؤية عينيك حتى أرسو‬

‫على شاطىء حبرهما‪ ،‬رحت أحبث عن ثغرك‬ ‫استمد منهما ما ينقصين من أمل‪،‬‬ ‫الباسم‬ ‫ّ‬ ‫َن َدهتك ّ‬ ‫علين أمسع ذلك الصوت العذب الذي‬

‫ّ‬ ‫املتقدة حتت رماد الزمن‪،‬‬ ‫ُتطفئ تلك اجلمرة‬ ‫ّ‬ ‫هبت رياح الشوق إىل حضورك أو َع َت ْت‬ ‫فكلما ّ‬

‫ألقطف لك من ورودها باقة تليق بالذكرى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫زين بها حيب فال أعثر على ما يليق بسمو‬ ‫وأل ِّ‬ ‫مقامك ِ‬ ‫وع َظم حنانك وعطائك‪ ،‬أفضل وأمجل من‬

‫مل أمسع جوابك أدركت وللمرة األوىل أنك على‬

‫الدافىء يرتدد صداه يف قلوبنا‪ ،‬ما بني اليقظة‬ ‫ُّ‬ ‫ينفك حيفر جمراه‬ ‫والغفلة‪ ،‬ونهر حبك وحنانك ال‬

‫األمهات‪.‬‬

‫طاهر‪ ،‬حتبينه وحيبك‪ ،‬كنت أحبث لنفسي عما‬

‫عواصف الدهر على أيامنا‪ ،‬يرتاءى أمامنا طيفك‬ ‫ليسلي أمالنا وميسح احلزن عن قلوبنا‪ .‬صوتك‬ ‫ُ‬

‫يف أعماق الوجدان يف خالل الشغاف‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعانيت بصرب‪ ،‬لكن اليأس‬ ‫تأملت بصمت‪،‬‬ ‫أماه‬ ‫ّ‬ ‫مل يعرف إىل نفسك سبي ًال ومل يزعزع يف قلبك‬ ‫وإلن نال املرض‬ ‫ذرة إميان باهلل وقضائه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬

‫وعد رسولنا األكرم (ص)‪ ،‬اجلنة حتت أقدام‬ ‫ففي ِجنان اخللد أيتها احلبيبة‪.‬‬ ‫نحُ يي اليوم أيضًا ذكرى مرور أربعني يومًا‬

‫على رحيل الفقيد الغالي املأسوف على عمره‬

‫املضيء املرحوم السيد عارف السيد أمحد مجعة‬ ‫ّ‬ ‫فخلف‬ ‫الذي اختطفه املوت وهو يف ذروة عطائه‬

‫(الغارديان)‪ :‬السالح بدل االغطية‬

‫طاملا طربت له أذناي وأنست به روحي‪ ،‬وعندما‬ ‫ذاك الطرف من بنت جبيل يغمرك برفق تراب‬

‫أقتات به‪ ،‬فلم أجد سوى الذكريات أعصرها‬

‫وأمأل منها خوابي العطاء واحلب واألمل لكي‬ ‫حية وتالزمين صبح مساء‪ ،‬أبًا معطاء‪ ،‬وأخًا‬ ‫تبقى ّ‬ ‫رؤوفًا وصديقًا صدوقًا ومشكاة ُتـنري حياتي ما‬ ‫حيًا‪.‬‬ ‫بقيت ّ‬

‫(املوند)‪ 3 :‬ماليني الجئ‬

‫كتب األسقف ديزموند توتو‪( :‬يقف اجملتمع‬ ‫الدولي مكتوفًا أمام اجملزرة الدائرة يف سوريا‪.‬‬

‫االنسانية يف سوريا اهم ازمة يشهدها‬

‫السوريني العالقني يف هذا البلد‪ ،‬يضاهي عدم‬

‫الدولي عن اجياد حل هلا‪ .‬وجاء يف التقرير‬

‫كتب‬

‫ويتعني علينا أن ندرك انه بالنسبة اىل ماليني‬

‫سلمان‬

‫الشيخ‪:‬‬

‫(تشكل‬

‫املأساة‬

‫عاملنا اليوم‪ ،‬وعلى رغم ذلك يعجز اجملتمع‬

‫تقديم املساعدة االنسانية يف وحشيته احلرب‬

‫األخري الصادر عن اليونيسيف عن نتائج‬

‫يف ذاتها‪ .‬ووقت تتساقط القنابل والصواريخ‬ ‫وتدمر املنازل ويتجاوز عدد القتلى ‪ 70‬الفًا‪،‬‬

‫النزاع يف سوريا على االطفال أن هناك حنو‬ ‫مليوني ولد بني جريح ويتيم وممن يشكون‬

‫يتدفق السالح ال االغطية على سوريا‪ .‬عندما‬ ‫سألت الـ(بي بي سي) طف ًال سوريًا هل يشتاق‬

‫سيحمل آثار هذه احلرب طوال حياته‪ .‬هناك‬

‫ونتساءل أين املالجىء والغذاء؟ أكثر من مليون‬

‫واألردن‪ ،‬ومن املنتظر أن يصل هذا العدد‬

‫من سوء التغذية‪ ،‬اىل جانب جيل كامل‬

‫اىل اللعب مع رفاقه اجاب‪ :‬لقد ماتوا كلهم‪.‬‬ ‫سوري غادروا بلدهم نصفهم من االوالد‪ ...‬علينا‬

‫تقديم املساعدات اىل كل من حيتاج اليها داخل‬

‫سوريا‪ ،‬ومن املؤسف ان املنظمات القليلة اليت تقدم‬ ‫املساعدات مضطرة اىل ان تفعل ذلك يف اخلفاء لئال‬

‫حنو مليون الجىء سوري يف تركيا ولبنان‬

‫تتعرض للمضايقات‪ ...‬ويف ظل عدم وجود حل سياسي‪،‬‬ ‫ليس مثة ما يربر عدم تقديم‬

‫املساعدات االنسانية‬

‫املكثفة اىل ماليني احملتاجني اليها يف سوريا)‪.‬‬

‫اىل ثالثة ماليني يف نهاية هذه السنة‪ ،‬مما‬

‫يشكل قنبلة موقوتة وال سيما بالنسبة اىل‬

‫اجملتمعات اليت تعاني هشاشة التوازن االجتماعي‬ ‫والطائفي)‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫لأْ َ‬ ‫ض‬ ‫يل اللهَّ ِ جَ ِ‬ ‫(و َم ْن ُي َه ِ‬ ‫سِب ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ْد فيِ ا ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫اجْر فيِ‬ ‫ُمَر َ‬ ‫اجًرا‬ ‫س َعًة َو َم ْن يخَ ْ ُر ْج ِم ْن َب ْي ِت ِه ُم َه ِ‬ ‫ريا َو َ‬ ‫اغ ًما َك ِث ً‬ ‫س ِ‬ ‫ول ِه ُث َّم ُي ْد ِر ْكُه المْ َ ْو ُت َف َق ْد َو َق َع‬ ‫ِإلىَ اللهَّ ِ َو َر ُ‬ ‫َ‬ ‫يما) النساء‬ ‫أ ْجُر ُه َعَلى اللهَّ ِ َو َك َ‬ ‫ورا َر ِح ً‬ ‫ان اللهَّ ُ َغ ُف ً‬ ‫‪.100 /4‬‬ ‫ُم َ‬ ‫راغمًا أي أماكن يقوى فيها دين ذلك املؤمن‬ ‫والظاملني‬

‫الذين‬

‫فيرُ غم أنوف الضالني‬ ‫ّ‬ ‫وحقه وحريته ويظلمونه‬ ‫يستلبون كرامته‬ ‫ْ‬

‫ويستلبون إميانه ودينه! فإذا هاجر يف سبيل‬ ‫جند‬ ‫اهلل جيد يف األرض ُمراغمًا كثرية‪ .‬حنن‬ ‫ُ‬ ‫تتم يف سبيل املال وليست‬ ‫اليوم أن اهلجرة ّ‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وطبعا ال حيرم‬ ‫يف سبيل اهلل‬ ‫ٍ‬

‫السفر يف سبيل حتصيل املعيشة والرزق‪.‬‬

‫ولكن اهلجرة األساسية اليت دعا إليها القرآن‬

‫حتول عن‬ ‫يصوم؟ بل ان قسمًا من املسلمني َّ‬

‫فر‬ ‫حيث ورد عن النيب (ص) أنه قال‪( :‬من ّ‬ ‫أرض إىل أرض وإن كان شربًا من‬ ‫بدينه من‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنة)‪ .‬أفهم من هذا أنه‬ ‫األرض استوجبت له‬

‫دينه‪ .‬فإذا هاجر للمحافظة على دينه فإن‬

‫سيئة من املنكرات واحملرمات‪ ،‬والناس الذين‬

‫دينه وضاع! وهذا أمر خيتلف عن اهلجرة اليت‬ ‫يضعف دين‬ ‫حتدث عنها القرآن الكريم حيث‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬

‫اإلنسان يف مكان؛ فيهاجر للمحافظة على‬

‫إىل شارع آخر أو منطقة أخرى بعيدة عن‬

‫الظروف ال األمكنة!‬

‫ورد عن اإلمام علي (ع) أنه قال‪( :‬ويقول‬

‫إىل مناطق اإلميان فقط‪ ،‬كأن يهاجر جبسده‬ ‫املادي فيأخذ عائلته وينتقل فيزيائيًا وجسديًا‬ ‫ّ‬

‫الروحية‬ ‫السيئات فقد مارس اهلجرة الباطنية‬ ‫ّ‬

‫يهاجر اإلنسان من مناطق املعصية واحلرام‬

‫تتسع لدينه والتزامه وإميانه وأعماله الصاحلة‪.‬‬

‫إىل مكان آخر وانتهى األمر! لكن اهلجرة‬

‫دين اإلنسان‪ ،‬اي االنتقال من الظلمات‬ ‫والفساد واالحنراف إىل ظروف الطهارة واخلري‬ ‫والعمل الصاحل‪ ،‬حبيث إنه هو وأوالده يـبدأون‬

‫بع ْيش حالة اإلميان يف سلوكهم وتصرفاتهم‬ ‫َ‬ ‫وعملهم‪ .‬هذه هي اهلجرة املطلوبة‪ ،‬فهي‬

‫نعم‪ ،‬ال مينع أن ُيهاجر اإلنسان يف سبيل اهلل‬ ‫الدينية‪،‬‬ ‫رزق أكثر ليقوم بواجباته‬ ‫ليحصل على ٍ‬ ‫ّ‬ ‫فأيضًا هذه هجرة يف سبيل اهلل‪ .‬لكن درجت‬

‫ليست هجرة جسدية فقط‪ ،‬وإمنا هي هجرة‬

‫هاجروا فضاع نسبهم‪ ،‬وضاع أوالدهم‪ ،‬فال‬

‫واملعصية‬ ‫من الظلمات والسيئات والفساد‬ ‫ّ‬

‫كثري من الناس أن يهاجروا إىل‬ ‫العادة عند‬ ‫ٍ‬ ‫أماكن يضيع فيها دينهم‪ .‬نسمع عن أناس‬ ‫يعرف األوالد ما هو دينهم؟ بل هم أنفسهم‬ ‫ّ‬ ‫وضلوا الطريق وأصبحوا‬ ‫الذين هاجروا ضاعوا‬

‫ال يعرفون دينهم إال باالسم! يقول الواحد‬ ‫عن نفسه إنه مسلم‪ ،‬ولكنه ال يعرف ما هو‬ ‫اإلسالم؟ وال يعرف كيف ُي ّ‬ ‫صلي وال كيف‬

‫ٌ‬ ‫هجرة‪.‬‬ ‫هذه املوبقات واحملرمات‪ ...‬فهذه‬

‫البعض يظن أن اهلجرة يف سبيل اهلل هي أن‬

‫إىل النور‪ ،‬ومن ظروف املعصية والسيئات‬

‫يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫واألوالد يذهبون معهم وما إىل ذلك؛ فينتقل‬

‫الرجل هاجرت ومل يهاجر‪ ،‬إمنا املهاجرون الذين‬

‫املطلوبة هي اإلنتقال إىل ظروف يقوى فيها‬

‫هذا أساس اهلجرة يف اإلسالم وهي اهلجرة‬

‫حول هذه الدار واجلريان يفعلون املنكرات‪،‬‬

‫تعاىل‪(:‬و َمن‬ ‫اهلل يرزقه دينه ودنياه‪ ،‬لقوله‬ ‫َ‬ ‫ي َعل َّلُه مخَ ْ َر ًجا َو َيْر ُز ْقُه ِم ْن َح ْي ُث لاَ‬ ‫َي َّت ِق هَّ َ‬ ‫الل جَ ْ‬ ‫يحَ ْ َت ِس ُب) الطالق ‪.2 /65‬‬

‫يفر اإلنسان من الظروف‬ ‫الكريم هي أن‬ ‫ّ‬ ‫الضاغطة والظاملة اليت ُت ِ‬ ‫ضل اإلنسان وتفسد‬ ‫ٍ‬ ‫ظروف‬ ‫دينه ويرتك تلك الظروف ليدخل يف‬

‫لو كان اإلنسان يف دار وهذه الدار يف بيئة‬

‫يهجرون السيئات وال يأتون بها)‪ .‬فمن يهجر‬ ‫الداخلية يف تطهري ذاته وكينونته؛ ففلسفة‬ ‫ّ‬ ‫العقلية والفلسفية‬ ‫التحوالت‬ ‫هي‬ ‫اهلجرة‬ ‫ّ‬

‫والسيكولوجية‪ ..‬هذه‬ ‫واإلجتماعية‬ ‫والروحية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هي فلسفة اهلجرة أساسًا‪ .‬وإذا حتققت‬ ‫التحوالت الروحية بانتقال اإلنسان إىل مكان‬

‫آخر أو مكانة أفضل‪ ...‬فقد حتققت اهلجرة‪.‬‬ ‫لذلك كتبنا قبل أربعني سنة كتابًا عن‬

‫الروحية‬ ‫مسيناه (الصوم والتحوالت‬ ‫الصوم َّ‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعية)‪ .‬فالصوم يحُ دث هذه التحوالت‪.‬‬

‫وهكذا اهلجرة يف ذاتها ويف معناها العميق‬

‫داخلية من األساس! يعين أن‬ ‫روحية باطنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان تعتمر يف داخله الرغبة إىل اخلروج‬

‫هلا‪ ،‬فهي األساس وهي اجلوهر؛ فمن حتققت‬

‫والكفر إىل اإلميان والدين والعمل الصاحل‬

‫يف حياته حنو اإلميان والعمل الصاحل‪ ،‬وهكذا‬

‫اجلسدية‪ .‬واذا‬ ‫فيتحرك باجتاه اهلجرة اخلارجية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلسدية‬ ‫اخلارجية‬ ‫اهلجرة‬ ‫يهاجر‬ ‫أن‬ ‫يستطع‬ ‫مل‬ ‫ّ‬ ‫فيستطيع أن يهاجر اهلجرة الداخلية الروحية‬ ‫املعنوية؛ هذه هجرة باملعنى العميق للهجرة‪،‬‬

‫هي إتاحة الفرصة هلذه التحوالت وإحداث‬ ‫يف ذاته هذه التحوالت فقد حتققت اهلجرة‬

‫تتحقق اهلجرة احلقيقية يف ذات اإلنسان‬

‫وتكوينه وروحه‪ ،‬وهذه اهلجرة احلقيقية يف‬

‫النفسي‬ ‫الروحي‬ ‫العقلي‬ ‫الفلسفي‬ ‫أساسها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتصل بتقوى اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫أود يف هذا اليوم التعليق على أحداث جرت يف هذا‬

‫الطريقة املتقدمة‪ .‬وصفه الزركلي يف كتابه (األعالم)‬ ‫بأنه (فيلسوف كان رأسًا يف العلوم العقلية‪ ،‬عالمة‬

‫الناس األبرياء األطياب‪ .‬احلدث الثاني هو التفجري‬ ‫الذي حصل يف سوريا وقتل عاملًا من علمائنا الكبار‪،‬‬

‫هوالكو فكان يطيعه فيما يشري به عليه)‪ .‬والشيخ‬

‫األسبوع‪ :‬احلدث األول هو التفجريات اليت حصلت يف‬

‫العراق‪ ،‬وراح ضحيتها عشرات القتلى واجلرحى من‬

‫وهو الدكتور الشيخ حممد سعيد رمضان‬

‫البوطي‬

‫(رمحه اهلل)‪ .‬احلدث الثالث هو حادث اإلعتداء على‬ ‫الشيخني اجلليلني يف بريوت‪.‬‬

‫نبدأ باحلادث األول‪ ،‬حادث التفجريات يف العراق‪ ،‬هذا‬

‫احلادث يدفعنا إىل التشديد أكثر فأكثر على املطالبة‬ ‫بالتحقيق ومالحقة اإلرهابيني‪ ،‬واملشتبه بهم من أجل‬ ‫احليلولة دون مزيد من التفجريات يف املستقبل‪.‬‬

‫فقانون املساءلة‪ ،‬وقانون البحث عن اجملرمني‪،‬‬

‫وقانون مالحقة املشتبه بهم‪ ،‬هذه القوانني حتمي‬

‫الشعب من القتل ومن احلوادث واإلجرام‪ .‬فاملطالب‬ ‫اليت نسمعها من بعض الناس يف العراق‪ ،‬بعضها‬ ‫صحيح ومطلوب‪ ،‬ذلك أن الناس تريد أن تسري‬

‫متطلبات حياتها بشكل طبيعي‪ ،‬لكن بعضها اآلخر‬ ‫غري صحيح مثل أن ُيطلب من الدولة إزالة قوانني‬ ‫تتبع اجملرمني واملشتبه بهم!! فهذا‬ ‫اإلرهاب وعدم ُّ‬ ‫مطلب ملغوم وخطري جدًا!!‬

‫وخبصوص احلادث الثاني وهو مقتل الدكتور العالمة‬

‫الشيخ حممد سعيد رمضان البوطي (رمحه اهلل)‪ ،‬فنحن‬ ‫نتذكر أننا أقمنا يف العام ‪ 1991‬مؤمترًا كبريًا هنا يف‬ ‫ديربورن‪ ،‬يف فندق (احلياة رجيينسي)‪ ،‬وذلك مبناسبة‬ ‫مرور ‪ 14‬قرنًا هجريًا على والدة الرسول األكرم النيب‬

‫حممد (ص)‪ .‬وقد دعونا يومها إىل ذاك املؤمتر كبار‬ ‫الشخصيات من أحناء العامل اإلسالمي العربي‪ ،‬ودعونا‬

‫يومذاك من سوريا مساحة العالمة الدكتور حممد سعيد‬

‫رمضان البوطي‪ ،‬وأنا أعرف كتبه‪ ،‬وقد قرأت العديد‬ ‫منها‪ ،‬ورأيت فيه عاملًا جلي ًال حمرتمًا منطقيًا مهمًا‪.‬‬

‫قبل أيام دخل شخص انتحاري املسجد الذي يصلي‬ ‫فيه الشيخ البوطي ويعطي فيه الدروس للطالب‪ ،‬دخل‬ ‫وفجر نفسه‪ُ ،‬‬ ‫وجرح العشرات‬ ‫ذلك اإلنتحاري‬ ‫َّ‬ ‫فق ِتل ُ‬

‫يف ذلك التفجري واستشهد مساحة الشيخ!! وهذا أمر‬

‫مستغرب يف تاريخ اإلسالم؛ أن ُيقتل العلماء‪.‬‬

‫املغول والشيخ نصري الطوسي‬

‫لقد دأب العامل اإلسالمي على احرتام العلماء واالهتمام‬

‫بهم‪ ،‬بل دأبت األمم على استقدام العلماء من أحناء‬ ‫وتقدمها‬ ‫العامل ليشاركوا يف مسرية تطور األمم‬ ‫ّ‬ ‫وقوتها‪ .‬انظروا كيف تعامل املغول مع الشيخ نصري‬ ‫ّ‬ ‫(مراغة) وهو أول‬ ‫الدين الطوسي صاحب مرصد ُ‬

‫مرصد يف تاريخ العامل لرصد النجوم والكواكب بهذه‬

‫باألرصاد واجملسطي والرياضيات‪ ،‬علت منزلته عند‬ ‫نصري الدين الطوسي هو غري الشيخ الطوسي الذي‬

‫أنشأ حوزة النجف األشرف‪ .‬الشيخ نصري الدين‬

‫الطوسي املشهور عنه أبياته الشعرية اآلتية‪:‬‬ ‫أن عبدًا أتى بالصاحلات غدًا‬ ‫لو ّ‬

‫وود ّ‬ ‫كل نيب مرسل وولي‬ ‫ّ‬

‫صوامًا بال ضجٍر‬ ‫صام‬ ‫وصام ما‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قوامًا بال َمَل ِل‬ ‫وقام ما قام ّ‬ ‫سنن‬ ‫فرض ومن‬ ‫حج من‬ ‫وحج ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حاف غري منتعل‬ ‫وطاف ما طاف‬

‫ٍ‬ ‫أحــد‬ ‫وطار يف اجلو ال يأوي إىل‬ ‫البلل‬ ‫وغاص يف البحر مأمونًا من‬ ‫ِ‬ ‫يكسو اليتامى من الديـباج ّ‬ ‫كلهـم‬ ‫بالعسل‬ ‫الب َّـر‬ ‫ِ‬ ‫ويطعم اجلائعني ُ‬ ‫وعاش يف الناس آالفًا ّ‬ ‫مؤل ً‬ ‫فــة‬ ‫الزلل‬ ‫عار من الذنب معصومًا من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ما كان يف احلشر عند اهلل منتفعًا‬

‫ّ‬ ‫حبب أمري املؤمنني علي‬ ‫إال‬ ‫ّ‬ ‫أنشأ هذا الشيخ مرصدًا (أي مثل مرصد ناسا‬

‫األمريكي) قبل حواىل ‪ 800‬سنة‪ ،‬وكذلك شخص آخر‬ ‫مسلم عراقي أنشأ املخترب العظيم التجرييب الكيميائي‬

‫يف الكوفة‪ ...‬املهم‪ ،‬حينما جاء املغول وألقوا القبض‬

‫دمرون كل شيء‪،‬‬ ‫عليه كعامل دين مسلم‪ ،‬وكانوا ُي ِّ‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫الفاضلني يف بريوت‪ .‬صحيح أن املعتدين من الطائفة‬

‫عب عن لعبة عاملية ُأممية‬ ‫هذه املظاهر كلها كأنها ُت رِّ‬ ‫ُت ِّ‬ ‫صفق هلا إسرائيل إن مل تكن هي وراءها‪ ،‬لتفجري‬

‫تعد على كل الطوائف‪،‬‬ ‫على هذين الشيخني هو مبثابة ٍّ‬ ‫تعد على الشيعة أنفسهم وعلى قيم الشيعة‪.‬‬ ‫بل‬ ‫ٍّ‬

‫العاملية أن تسيطر عليهم‪ ،‬وأن تطوعهم كما تريد‪،‬‬

‫دمروا مكتبة بغداد العظمى‪،‬‬ ‫احلضارة واملكتبات‪ ،‬مث ًال َّ‬ ‫ومع ذلك جيء هلم بالشيخ الطوسي فلما علموا برباعته‬ ‫يف العلوم أبقوه حيًا‪.‬‬

‫الشيعية‪ ،‬إال أن كل القيادات الشيعية استنكرت هذا‬ ‫العمل ُ‬ ‫املدان واملرفوض‪ ،‬واعتربت أن هذا التعدي‬

‫رمضان البوطي‪ ،‬أحد أكرب علماء سوريا يف العصر‬

‫إنهما شيخان عاملان جليالن‪ ،‬وكانا يف طريقهما يف‬

‫واليوم ولألسف الشديد نسمع أنه يف سوريا ُيقتل‬ ‫عامل عمالق كسماحة الشيخ العالمة الدكتور حممد سعيد‬

‫ويعتدى على‬ ‫احلديث‪ ،‬يف الفقه وعلوم اإلسالم‪ُ ،‬يقتل ُ‬ ‫بيوت اهلل وعلى األبرياء!! إنه عمل قبيح ومستهجن‬ ‫يف تاريخ العرب وتاريخ املسلمني‪ .‬طبعًا ليس كل‬ ‫املسلمني والعرب مسؤولني عن هذا العمل‪ ،‬فالذين‬

‫قاموا بهذه اجلرمية الشنيعة يتبعون فلسفة قائمة على‬ ‫القتل‪ ،‬هم املسؤولون عن عملهم‪.‬‬ ‫كذلك‬

‫االعتداء‬

‫على‬

‫مساحة‬

‫الشيخني‬

‫الكرميني‬

‫أحد شوارع بريوت يف منطقة حمسوبة على الشيعة‪،‬‬

‫فقام بعض الشباب السفهاء (متأثرين بردود الفعل‬ ‫ضد الشيخ األسري الذي ميارس السباب والشتم)‬ ‫ّ‬

‫باالعتداء عليهما‪ ،‬وأثارت هذه القضية ضجة كبرية‬ ‫ّ‬ ‫والسنة معًا وعند املسلمني واملسيحيني‬ ‫عند الشيعة‬

‫أشد االستـنكار‪،‬‬ ‫معًا‪ ،‬وقد استنكر اجلميع هذا العمل‬ ‫ّ‬ ‫وحنن أيضًا استـنكرنا هذا العمل استنكارًا شديدًا‪.‬‬

‫بامسه تعاىل شأنه وله احلمد‬

‫اجمللـس الفقـهي‬ ‫يف اجملمع اإلسالمي الثقايف‬ ‫ّ‬ ‫{باللغة العربية}‬

‫بإشراف‬ ‫مساحة العلاّ مة املرجع الديين‬

‫بري‬ ‫آية اهلل العظمى الشيخ عبد اللطيف ّ‬ ‫يعلن اجملمع اإلسالمي الثقايف عن‬ ‫استمرار جلسات اجمللس الفقهي‬ ‫ومتابعة حبوثه ألصحاب السماحة‬ ‫املشايخ واملثقفني األفاضل‬ ‫اليـــوم‬ ‫اإلثنني‬ ‫الثالثاء‬ ‫األربعاء‬

‫الساعة‬ ‫مســــــاء‬ ‫‪9:30‬‬ ‫ً‬ ‫مســــــاء‬ ‫‪9:30‬‬ ‫ً‬ ‫مســــــاء‬ ‫‪9:30‬‬ ‫ً‬

‫اجملمع اإلسالمي الثقايف ‪ -‬شيفر رود ‪- 6345‬‬

‫ديربورن ‪ -‬هاتف ‪313 – 2570-584‬‬

‫الوضع بني املسلمني‪ .‬حيث مل تستطع بعض القوى‬

‫لذلك رأت أن أفضل طريقة هي إشعال نار الفتـنة‬ ‫املذهبية بينهم حتى يذبح املسلم أخاه املسلم‪ ،‬ويقتل‬ ‫ويتقرب إىل اهلل يف ذحبه!! أي‬ ‫العربي أخاه العربي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أنه يعتقد بأن ذحبه سيقوده إىل اجلنة!! وهذا أمر‬ ‫خطري جدًا وحتريف للقرآن‪ ،‬ويقتضي منا أن يكون‬

‫موقفنا منه واضحًا وحازمًا لوأد الفتـنة واملؤامرة‪.‬‬

‫(*) كلمة ألقاها مساحة املرجع الديين الشيخ عبد اللطيف‬

‫بري يف لقاء اجلالية األسبوعي بتاريخ ‪ 23‬آذار ‪.2013‬‬ ‫ّ‬

‫بامسه تعاىل شأنه وله احلمد‬ ‫دعوة عامة‬

‫لقاء اجلالية األسبوعي‬

‫يعلن مكتب املرجعية لسماحة العلاّ مة املرجع الديين آية اهلل العظمى‬ ‫الشيخ عبد ّ‬ ‫بري عن استمرار اللقاء األسبوعي معه‬ ‫اللطيف ّ‬ ‫لإلجابة عن األسئلة الشرعية ومعاجلة قضايا الساعة‪.‬‬ ‫مساء‬ ‫الزمان‪ :‬كل يوم سبت الساعة ‪9:30‬‬ ‫ً‬ ‫بداية الربنامج باللغة اإلنكليزية‬ ‫املكان‪ :‬اجملمع اإلسالمي الثقايف‪6345 ،‬‬ ‫شيفر‪،‬ديربورن‪،‬ميشيغن‬ ‫‪OFFICE OF IMAM BERRY‬‬ ‫‪CORDIALLY INVITES YOU TO ITS‬‬ ‫‪SATURDAY WEEKLY MEETING‬‬ ‫‪AT 8 : 00 PM‬‬ ‫‪Program Will Be In English and Arabic‬‬ ‫‪:with his Eminence‬‬ ‫‪Ayatullah Sheikh Abdul-Latif Berry‬‬ ‫‪Schaefer - Dearborn, MI 48126 6345‬‬ ‫‪Tel: (313) 584-2570‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫حوار‪ :‬غسان بري‬

‫يف حياة كل إنسان قصة‪ ،‬يسود فيها‬

‫ّ‬ ‫مصفحة فاختبأت بني العشب‪،‬‬ ‫ظهرت‬

‫املهاجر وما أعذب ذكرياتها! جتلس‬ ‫ِ‬ ‫ص ِف األحداث‪ ،‬من‬ ‫مستمعًا وتـنعم‬ ‫بدفء َو ْ‬

‫‪ -‬يف فلسطني خريات كثرية‪ ،‬عملت يف‬

‫‪ -‬وأين عملت يف فلسطني؟‬

‫بالد االغرتاب الواسعة‪ ..‬فيمضي الزمن‬

‫يدعى (جبل كنعان)قمنا ببناء مستشفى‬

‫األمل والفرح‪ .‬فما أمجل قصة اإلنسان‬

‫وهكذا جنوت‪.‬‬

‫حياة البلدة إىل املدينة‪ ،‬ومن األخرية إىل‬

‫حيفا ويف صفد‪ ،‬ويف األخرية يف مكان‬

‫حتس به ألنك مشدود األعصاب إىل‬ ‫وال‬ ‫ُّ‬ ‫سلسة أحداث املاضي‪ .‬ويف تلك الوقائع‬

‫حتت األرض‪.‬‬

‫(أمرون)‬ ‫وعملت يف اجلاعونة‪ ،‬يف معمل ّ‬ ‫وهو معمل ينتج جبسًا يف شكل ألواح‪،‬‬

‫تتعرف على حقبة تارخيية مل يعشها‬ ‫إال صاحبها‪ ،‬الذي تعب وجاهد وسهر‬

‫تغطي هذه األلواح حفرات عميقة‪ ،‬حنفرها‬

‫وجنح‪...‬‬

‫كي تسقط فيها الدبابات واملصفحات‬

‫ولد احلاج مجيل خليل بزي وامللقب‬

‫األملانية‪ ،‬حسب طلب اجليش اإلنكليزي‪،‬‬

‫‪ ،1926‬هناك ترعرع يف منزل قرب جامع‬

‫شاهدت طائرتني حربيتني أملانيتني‬ ‫مرة‬ ‫ُ‬

‫بـ(املري) يف بلدة بنت جبيل يف العام‬

‫البلدة‪ ،‬حبث عانقت روحه اإلميان منذ‬

‫مدرسه الشيخ أمحد‬ ‫نعومة أظافره‪ ،‬وزاده ّ‬ ‫علمًا يف اإلملام بالقراءة العربية والدينية‪ .‬ثم‬

‫وتوقعه للهجوم الربي األملاني‪ .‬وذات‬

‫والكبة وبقلة احلمص‬ ‫(اجملدرة) احلمراء‬ ‫ ما أطيب‬‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫والربغل واهلندبة والعكوب! كنا نتـناول طعامنا يف‬

‫انتقل إىل مدرسة بنت جبيل الرمسية اليت كان‬ ‫ّ‬ ‫وحل حمله‬ ‫مديرها األستاذ عزت اخلطيب آنذاك‪.‬‬ ‫األستاذ عبد اللطيف سعد مديرًا للمدرسة‪ .‬وبقي‬

‫الشتاء التمر والتني اليابس و(الدحروب)‪ .‬احلمد‬

‫من عمره‪.‬‬

‫النهار‪.‬‬

‫احلاج مجيل يف املدرسة حتى بلغ احلادية عشرة‬ ‫وبعدها بدأ يعمل يف قلع الصخور‪ ،‬وحتويلها‬ ‫أحجارًا ذات قياس هندسي متـناسق لتعطي البناء‬ ‫رونقًا ومجا ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫احلقل‪ ،‬ونشرب املاء من (كوز) ماء بارد والفواكه‬ ‫كانت من العنب والتني يف فصل الصيف‪ ،‬ويف‬ ‫هلل ال ينقصنا أي شيء ألننا كنا نعمل طوال‬

‫احلرب العاملية الثانية‬

‫‪ -‬وأثناء اندالع احلرب العاملية الثانية ماذا‬

‫عن تلك الطريقة يف تقطيع احلجارة قال احلاج‬

‫فعلتم؟‬

‫ كنا حنفر حول الصخور يف اجلبال والوهاد‬‫ونقتلعها‪ ،‬ومن ثم نقطعها أحجارًا متناسقة‬ ‫ومنحوتة حنتًا دقيقًا ُ‬ ‫لتعطي األشكال اخلالبة يف‬

‫عمال كثريون إىل هناك‪ .‬وعملت مع والدي يف‬ ‫العمل ذاته‪ .‬ويف تلك األثناء وضع اإلنكليز حاجزًا‬

‫مجيل‪:‬‬

‫‪ -‬ذهبت مع والدي إىل فلسطني‪ ،‬كما ذهب‬

‫من الشريط الشائك ممتدًا من الناقورة وحتى‬

‫بناء املدارس‪ .‬إنه عمل متعب وشاق‪ ،‬ولكن‬ ‫عزميتـنا كانت ُت ِّ‬ ‫ذلل وتكسر الصخور‪.‬‬

‫مخسة أمتار‪ .‬ولكن كانت هناك بوابة حيث كنا‬

‫إرتاح احلاج مجيل يف جلسته ليقول بعدها‪:‬‬

‫ويف إحدى املرات تسللت حتت الشريط وفجأة‬

‫‪ -‬وماذا كان طعامكم الذي يعطي هذه القوة؟‬

‫العرقوب‪ ،‬وعلو هذا احلاجز ثالثة أمتار وعرضه‬ ‫ندفع (كوشان) أي ضريـبة ليسمحوا لنا بالدخول‪.‬‬

‫تقصفان مواقع عدة يف فلسطني‪.‬‬

‫‪ -‬هل كانت املصانع وأدوات اإلنتاج يف‬

‫يد اليهود؟‬

‫ بالتأكيد هم أغنياء‪ ،‬وميلكون كل شيء‪ ،‬وبغية‬‫تأمني العمل الدائم‪َّ ،‬‬ ‫تعلمت العربية لغة األغنياء‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تعلم لغة قوم ِ‬ ‫أمن شرهم‪ ،‬حسب قول‬ ‫ومن‬

‫الرسول (ص)‪.‬‬

‫وكم كان منظر هبوب عاصفة احلرب مرعبًا‪ :‬دواب‬ ‫وخيول حتمل املدافع الرشاشة والذخائر‪ ،‬واجلنود‬ ‫يسريون استعدادًا ملعارك طاحنة‪ ،‬وهناك طنابر‬ ‫معبأة باملؤن واخليم‪.‬‬

‫وحنن العمال من جنوب لبنان مل نتوقف عن العمل‬ ‫إطالقًا‪.‬‬

‫اسرتاح احلاج مجيل قلي ًال‪ ،‬وراح يشرب الشاي‬

‫متر كاأليام مسرعة‪،‬‬ ‫الساخن‪ ،‬ويتأمل الغيوم اليت ّ‬ ‫ثم قال‪ :‬كان مثن السيارة ألف لرية ذهبية يف‬ ‫العام ‪ 1930‬ومثن الذهاب من بنت جبيل إىل‬ ‫بريوت نصف لرية ذهبية يتقاضاها سائق فورد‬ ‫(أبو دعسة)‪.‬‬

‫والعمال‬

‫من الرجال‬

‫والنساء‬

‫يف‬

‫فلسطني‪،‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫يقضون شهرين بعيدين عن عائالتهم‬ ‫وبعدها‬

‫يرجعون‬

‫حصيلة عملهم‪.‬‬

‫إىل‬

‫لبنان‬

‫إسالمية صاحلة‪ ،‬والسعادة يف القناعة‬

‫ومعهم‬

‫ويف اإلميان‪ .‬وأنا أصغر من احلاج خبمسة‬ ‫عشر سنة‪.‬‬

‫وأذكر أنين عملت يف طربيا والعديسية‪،‬‬

‫ضحك احلاج مجيل ومل تغب مالمح الغرية‬

‫بلد إىل بلد‪ .‬لقد حفرنا خنادق وبنينا‬ ‫بيوتًا من األحجار املنحوتة من الصخر‪.‬‬

‫‪ -‬إن العمر يقاس باألحساس وليس بعدد‬

‫ويف تـنقلنا كنا نسافر يف الطنابر من‬

‫عن وجهه‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫السنني‪ ،‬وإحساسي بأني شاب وصحيت‬ ‫َّ‬ ‫وملا أزل أتـناول‬ ‫قوية وذاكرتي قوية‪،‬‬

‫ وبعد انتهاء احلرب العاملية الثانية‪،‬‬‫ماذا فعلت؟‬

‫األطعمة اليت كنت أتـناوهلا يف مطلع‬

‫‪ -‬عملت يف كل األمكنة يف لبنان ويف‬

‫شبابي‪ ،‬إني أستمع إىل األخبار وأتابع‬

‫األردن‪ ،‬ويف سوريا احلبيـبة‪ ،‬هناك قالت‬ ‫لي فتاة مجيلة‪( :‬هنيئًا ملن ستكون‬

‫األحداث‪ .‬ويف أمريكا عملت يف فربكة‬

‫اللحم منذ عشر سنوات‪ ،‬وهكذا متكنت من‬

‫زوجتك!)‪ .‬تلك الليلة مل أستطع النوم‪،‬‬

‫شراء منزل وتأمني حياة الئقة للعائلة‪،‬‬

‫ألنين بقيت أفكر بتلك الفتاة! كلماتها‬

‫ناهيك أنين قد أحضرت معي من لبنان‬ ‫‪ 36‬لرية ذهبية‪ ،‬ولقد أعطاني اهلل تقديرًا‬

‫انسكبت يف روحي وقليب‪ .‬ويف صباح‬

‫اليوم التالي‪ ،‬كتبت رسالة لوالدي كي‬

‫ومكافأة جلهودي وعملي أمام عائليت‪.‬‬

‫يوافق على زواجي ممن أسرت فؤادي‪.‬‬

‫اإلميان باهلل‬

‫لكن التقاليد آنذاك جعلت والدي يقف‬

‫‪ -‬أنت متلك إميانًا قويًا يا حاج مجيل‪...‬‬

‫ضد زواجي‪.‬‬

‫‪ -‬أال تزال تذكرها منذ ‪ 67‬عامًا؟!‬

‫ إن إمياني قوي باهلل‪ ،‬وأقرأ القرآن‬‫يوميًا‪ ،‬وليس لإلنسان إال عمله‪ .‬حنن‬

‫‪ -‬كالم الفتاة أو املرأة هو السحر‬

‫فرحنا وسعدنا يف هذه الدنيا‪ ،‬واهلل ال‬

‫العابق الذي يأسر الرجل طوال حياته!‬

‫يرتكنا‪ ،‬العمر قصري واإلنسان ال حيب‬

‫ومرها‪ ...‬آه‪...‬‬ ‫هي احلياة يف حلوها‬ ‫ّ‬

‫املوت‪ ،‬ولكن ال حول وال قوة إال باهلل‪،‬‬

‫‪ -‬ويف أي عام تزوجت؟‬

‫واإلنسان يف طبعه ال حيب مفارقة احلياة‪،‬‬ ‫سواء إن كان غنيًا أو فقريًا‪ .‬سبحان من‬

‫ربيت‬ ‫‪ -‬تزوجت يف العام ‪ 1954‬ولقد َّ‬

‫عائليت‬

‫وإخوتي‬

‫وأخواتي‪...‬‬

‫ربيت‬ ‫َّ‬

‫العائلتني بإشراف والدي الذي كان‬

‫يساهم يف اإلنـتاج لإلنفاق‪ ،‬وبعد وفاته‬

‫تابعت ذات املسرية‪ ،‬من إنفاق ورعاية‪ ،‬ولقد‬ ‫ّ‬ ‫علمت إخوتي وأخواتي‪ ،‬وجنحوا يف حياتهم‪ ،‬واحلمد‬ ‫هلل‪.‬‬

‫أحب أن أذكر حملة صغرية عن حياتـنا اليت مل‬

‫تكن سهلة يف املاضي‪ ،‬فقد كنا نشرب من اآلبار‬

‫االرتوازية‪ ،‬ودوابنا تشرب من بركة احلوارة اليت‬ ‫أصبحت بركة بنت جبيل‪ ،‬كما نشرب من العني‬

‫الكبرية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأثناء احلروب مع إسرائيل ذقنا األ َمَّرين من‬ ‫نصبوا أنفسهم‬ ‫اإلسرائيليني والعمالء الذين‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫زعماء‪ ،‬ولكن األمر مل يدم هلم طويال‪ ،‬ويد اهلل فوق‬

‫اجلميع‪ ،‬فقد انتصرت املقاومة على اإلسرائيليني‬ ‫والعمالء وبذلك رجعنا مرفوعي الرأس إىل اجلنوب‪.‬‬

‫وباملناسبة الوزير املرحوم علي بزي من أقربائي‪.‬‬ ‫سقى اهلل تلك األيام‪ .‬فلقد كان (أبو هاني)‬

‫قهر عباده باملوت والفناء‪.‬‬

‫يساعد كل إنسان يطلب مساعدة أو خدمة‪ .‬ولقد‬

‫ نوم املسنني قليل! فهل تـنام جيدًا؟‬‫‪ -‬لقد قيل‪ :‬ليت الشباب يعود يومًا!! لكننا ال‬

‫على الظلم وأهله‪ .‬ونطلب من اهلل تعاىل إطالة عمر‬ ‫ّ‬ ‫احلق والعدالة والتسامح‬ ‫الرئيس نبيه بري ألنه‬

‫من الذكريات السلبية إىل اإلجيابية‪ ،‬وهذا عالج‬

‫كان آل األسعد يتعمدون ظلم عائلة بزي‪ ،‬حتى برز‬

‫الزعيم دولة الرئيس األستاذ نبيه بري‪ ،‬فقضى‬

‫والزعيم الوطين والعربي الكبري‪.‬‬

‫‪ 36‬لرية ذهبية‬

‫سألت احلاج مجيل عن املرحلة الثانية من حياته يف‬

‫ميشيغن‪ ،‬واحلاج حضر إىل أمريكا يف الثالث من‬ ‫آذار العام ‪1977‬؟ فأجابتـين احلاجة أم كايد بعدما‬

‫وضعت كؤوس الشاي أمامنا‪:‬‬

‫ أخي احلاج رياض بزي (أبو حسني) هو الذي‬‫أحضرني مع زوجي احلاج مجيل وأوالدي وبناتي‪،‬‬ ‫وحنن مسرورون جدًا يف حياتـنا‪ ،‬واحلمد هلل أوالدي‬ ‫ذرية‬ ‫وبناتي ناجحون يف حياتهم وميلكون مجيعهم ّ‬

‫نستطيع إيقاف الزمن أو فعل اي شيء‪ .‬أنا أهرب‬ ‫مفيد لكبار السن حينما يذهب فكرهم حنو الذكريات‬

‫املؤملة من أحداث ومواقف‪ .‬أتذكر الكروم اخلضراء‬ ‫من اللوز والتني والعنب يف بالدنا‪ ،‬أتذكر مالعب‬ ‫ّ‬ ‫الضيقة‪،‬‬ ‫األزقة والشوارع‬ ‫الطفولة وركضنا بني‬ ‫ّ‬

‫واتذكر مواقد احلطب ووقع املطر وسقوط الثلج‪.‬‬ ‫وأعذب وأمجل ذكرياتي ُ‬ ‫شربي من بئر النيب يوسف‬ ‫(ع) املوجودة يف وادي البقر‪ ،‬وهذا األخري يقع‬ ‫بالقرب من بلدة جنمة الصبح القريـبة من صفد‬

‫واجلاعونة‪.‬‬

‫خرجت من منزل احلاج مجيل بزي‪ ،‬مل يغب‬ ‫حينما‬ ‫ُ‬

‫عين شعاع حب احلياة يف عينيه‪ ،‬وال الدموع‬

‫املرتقرقة اليت مبعثها أمل الذكريات وفرحها‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫ألقى مساحة الع ّالمة املرجع الديين آية اهلل العظمى الشيخ‬

‫عبد اللطيف بري كلمة يف اجملمع االسالمي الثقايف‬ ‫َ​َ‬ ‫َو َ‬ ‫الد ْن َيا‬ ‫آثَر الحْ َ َي َاة ُّ‬ ‫بدأها بقوله تعاىل‪{ :‬فأ َّما َمن َط َغى *‬ ‫يم ِه َي المْ َ ْأ َوى} النازعات ‪.39 - 37 /79‬‬ ‫* َفِإ َّن الجْ َ ِح َ‬ ‫حمرم احلرام‪ ،‬وجمالس اإلمام احلسني‬ ‫يف حبر أيام‬ ‫ّ‬ ‫(ع) وتاريخ اإلسالم اهلادر بالنزاعات واآلالم واألحزان‬

‫والدماء‪ ،‬يتساءل اإلنسان‪ :‬ملاذا ال زالت األحقاد‬

‫تورث األموال؟ فقد أوردت األخبار أنهم‬ ‫ورث كما ّ‬ ‫ُت َّ‬ ‫يف باكستان دخلوا على جمالس اإلمام احلسني (ع)‬ ‫وفجروها‪ ،‬وقتلوا اكثر من عشرين شخصًا وجرحوا‬ ‫ّ‬

‫الكثريين!! يف كويتا يف الباكستان بني فرتة وأخرى‬ ‫يدخلون إىل جمالس التعزية ويفجرونها‪ ،‬فيقتلون‬

‫الناس الذين يتحدثون عن احلسني (ع) سبط النيب‬ ‫(ص)!! وكم من مرة قال النيب (ص) يف مضمون‬

‫ّ‬ ‫حيث على حب احلسن واحلسني‬ ‫حشود من األحاديث‬ ‫عليهما السالم‪ ،‬ويقول‪( :‬اني احبهما واحب من‬ ‫حيبهما)‪ .‬فهو حيث على حمبتهما‪ ،‬ويقول (ص) أيضًا‪:‬‬

‫(احلسن واحلسني إمامان قاما او قعدا)‪ .‬كل هذه‬

‫التوصيات النبوية باإلمامني احلسن واحلسني (ع)‪،‬‬

‫وبأهل البيت (ع) وذرية النيب اليت مألت اطناب‬

‫املتعصبني!!‬ ‫الكتب‪ ،‬كل هذه التوصيات مل ُتفلح مع‬ ‫ّ‬ ‫أيضًا آيات القرآن الكريم حتث على املودة يف القربى‬ ‫َ‬ ‫كما يف قوله تعاىل‪ُ :‬‬ ‫سَأ ُل ُك ْم َعَل ْي ِه َأ ْجًرا ِإ َّ‬ ‫ال‬ ‫{قل لاّ أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُقْر َبى} الشورى ‪.23 /42‬‬ ‫المْ َ َو َّد َة فيِ‬

‫أن ُعِر َ‬ ‫ض عليه ملك منطقة الري (يف إيران) إذا سار‬

‫لقتال احلسني (ع) فقال‪:‬‬

‫ِ‬ ‫قومه‬ ‫دعاني عبيداهلل من دون‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫خرجت حل ْيين!!‬ ‫إىل خطٍة فيها‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لواقف‬ ‫فواهلل ال أدري وإني‬

‫خطرين‬ ‫أفكر يف أمري على‬ ‫ِ‬ ‫أأترك ْ‬ ‫ٌ‬ ‫رغبة‬ ‫والري‬ ‫الري‬ ‫ملك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫حسني؟‬ ‫بقتل‬ ‫ارجع مذموما‬ ‫أم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ويف ْ‬ ‫قتله النار اليت ليس دونها‬

‫جمالس احلسني (ع)‪ ،‬وقد يبكون ويتأملون‪ ،‬لكن‬

‫حينما حتتك مصاحلهم األنانية باملبادىء اإلسالمية‪،‬‬ ‫يقدمون مصاحلهم األنانية على املبادئ‬ ‫غالبًا ما‬ ‫ِّ‬

‫اإلسالمية! يف املاضي‪ ،‬عمر بن سعد حينما َعَر َ‬ ‫ض‬ ‫عليه والي العراق عبيد اهلل بن زياد من قبل يزيد بن‬

‫معاوية ان يقاتل اإلمام احلسني (ع)‪ ،‬فكر وقال بعد‬

‫(ع) يف سوريا‪ ،‬والتفجريات يف العتبات املقدسة‬

‫يف العراق يف النجف االشرف وكربالء والكاظمية‬

‫وسامراء‪ ،‬واألمثلة كثرية يف تاريخ اإلسالم القديم‬ ‫ّ‬ ‫واحلديث على السواء‪ ،‬وطبعًا املسلم احلر ال يقبل‬

‫هذا املنطق يسود اليوم بني الكثري من الناس‪،‬‬ ‫(فَأ َّما َمن َط َغى * َو َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫الد ْن َيا *‬ ‫آثَر الحْ َ َي َاة ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لمْ‬ ‫يم ِه َي ا أ َوى)‪ ،‬الطغيان هو اإلغراق يف‬ ‫َفِإ َّن الجْ َ ِح َ‬

‫اجتاه معني سليب‪ ،‬يغرق فيطغى‪ .‬حديث عن النيب‬ ‫(ص) يقول‪( :‬حب الدنيا أصل كل معصية واول كل‬

‫السم‪ ،‬مع أن اإلسالم يريد الصالح والسالم والتوافق‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫ُ‬ ‫باملقاتل‬ ‫معارك اخرى مع اإلمام علي (ع) كان يأتي‬ ‫من اعدائه ويدفع له شيئًا من املال إذا كان فقريًا‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ومسو‬ ‫وحيلفه باهلل ان ال يرجع إىل املعركة!! أخالق‬ ‫ّ‬ ‫من دون أي حقد‪ .‬أخبار عن اإلمام احلسني (ع) تقول‬

‫ذنب)‪ .‬إذن هذا اول تفسري ألحداث تارخينا املليء‬ ‫برباكني الدم مع األسف‪ ،‬وايضًا قد يفكر اإلنسان‬

‫انه بكى ألعدائه يف كربالء ألنه ال يريدهم أن حيرقوا‬

‫بالعمل من اجل عائلته وبيته؟ كال هذا ليس من‬

‫يف التهلكة األبدية يف نار جهنم!! فاإلمام (ع) رحيم ال‬

‫هل من حب الدنيا ما ُيصلح؟ كأن يقوم اإلنسان‬

‫الدنيا املذمومة‪ ،‬هذا من الدنيا املمدوحة‪ .‬عن النيب‬

‫(ص) قال‪( :‬ليس من حب الدنيا طلب ما ُيصلحك)‪.‬‬ ‫سعالة‪ ،‬والسعالة‬ ‫اإلمام علي (ع) يصف الدنيا كأنها ُ‬

‫أهل البيت (ع) واخالقياتهم السامية الكرمية؟‬

‫ٌ‬ ‫بعض حيضرون‬ ‫ليس فقط يف املاضي‪ ،‬فاليوم مثة‬

‫زوار احلسني‬ ‫التفجريات يف باكستان‪ ،‬ومنها خطف ّ‬

‫اإلمام علي (ع) بعد معركة اجلمل عفى عن الناس‪ ،‬وامر‬ ‫فارًا (هاربًا)‪ .‬ويف‬ ‫جنوده ان اليقتلوا جرحيًا وال يتبعوا ّ‬

‫َ‬ ‫(احلينْ ‪ :‬اهلالك)‪.‬‬

‫ِ‬ ‫وافلت من حبائلك‪ ،‬واجتـنبت الذهاب يف‬ ‫خمالبك‪،‬‬ ‫من‬ ‫ُّ‬

‫يف هذا الصدد جند سببني كبريين‪:‬‬

‫(ص) وأهل البيت (ع) مستمرة حتى اآلن! ومنها‬

‫ْ‬ ‫قرة عيين!!‬ ‫وملك‬ ‫حجاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الري ّ‬

‫ملاذا يصنع اإلنسان كل هذا وهو يرى احلقائق‪،‬‬

‫السبب األول‪ :‬هو حب الدنيا‪ ،‬وهذا السبب اخلطري‬

‫ويقتلوا باقي املسلمني!! ولألسف األحقاد ضد النيب‬

‫بذلك‪ ،‬ولكن مع األسف ان الوهابية شاركت يف نفث‬

‫متوحش يلتهم البشر‬ ‫عند العرب كالغول كائن خرايف‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫(إليك‬ ‫يف ليالي الصحارى املوحشة‪ ،‬فيقول (ع)‪:‬‬

‫ويسمع القرآن ويقرأ األحاديث ويرى سلوك أئمة‬

‫الشرك الذين حاربوا‬ ‫اإلسالم وقتل عتاة وصناديد‬ ‫ْ‬ ‫النيب (ص) وقاتلوه وقتلوا مسلمني وارادوا ان يقتلوه‬

‫أنفسهم بنار جهنم بقتله‪ ،‬ال يريدهم أن ُيلقوا بأنفسهم‬

‫احد من أبنائها إىل نار جهنم! هذا‬ ‫يريد لألمة ان يذهب ٌ‬ ‫ّ‬ ‫األمة‪ ،‬بل لالنسانية كلها‪.‬‬ ‫لألمة كل َّ‬ ‫هو حب أهل البيت َّ‬

‫هذه هي مدرسة اهل البيت (ع) حنان وعطف على البشر‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد نسأل‪ :‬ماذا استفدنا من عاشوراء؟‬

‫هل أمضينا عاشوراء باحلزن فقط؟ ام امتلكنا مبادئ‬

‫ِ‬ ‫انسللت‬ ‫(طلقتك) قد‬ ‫عين يا دنيا‪ ،‬فحبلك على غاربك‬ ‫ُ‬

‫عظيمة وكرمية من أهل البيت (ع)؟ بالتأكيد امتألنا‬

‫مداحضك (املساقط)‪ .)...‬اذن الدنيا هي أحد أهم‬

‫اخلري وحمّبة كل املسلمني واحلرص على وحدة كلمتهم‬

‫السبب الثاني‪ :‬هو احلقد على أهل البيت (ع)‪ ،‬وهذا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مصلحة أقاربه على‬ ‫البعض‬ ‫قدم‬ ‫السبب‬ ‫تارخيي حيث َّ‬ ‫ّ‬

‫لكل االنسانية وألي مجاعة ال حتاربنا وال حتارب االسالم‬

‫األسباب للخطايا اليت يقع فيها اإلنسان‪.‬‬

‫رضى اهلل وعلى مصلحة اإلسالم واحكامه‪ ،‬فحارب‬ ‫اإلمام عليًا (ع) وأهل البيت (ع)!! اإلمام احلسني (ع)‬

‫عالم تقاتلونين؟ فقالوا له‪ :‬على‬ ‫يف كربالء قال هلم‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وحنني!! إنها عصبيات تارخيية!‬ ‫بدر ُ‬ ‫ما فعل ابوك يف ٍ‬

‫فهم يريدون الثأر من اإلمام علي (ع) الذي دافع عن‬

‫مببادئ العزة والكرامة واحرتام حياة الناس ومبادئ‬

‫والتقدم‬ ‫وكرامتهم وسعادتهم بل احلرص على اخلري‬ ‫ُّ‬ ‫وال تعتدي علينا‪ ،‬وتقديم رضى اهلل على األهواء السلبية‬

‫احملرمة‪ .‬هكذا تكون األخالق العالية‬ ‫والغرائز الدنيوية‬ ‫َّ‬ ‫واملبادئ السامية اليت تبحث عنها اإلنسانية؛ مبادئ‬

‫القرآن الكريم‪ ،‬وهكذا تستطيع اإلنسانية ان تـنفض‬ ‫السموم واألحقاد والغرائز السلبية عنها لتتحرر وحتقق‬ ‫احلرية الروحية‪ ،‬ألنها هي األساس يف احلياة االجتماعية‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫احلاج حممد يوسف بزي‬

‫هل تعلم أن العلماء املسلمني يف الشرق‬

‫القضايا واملواضيع بطريقة بديهية ألنه‬

‫ٍ‬ ‫حديد؟ إن‬ ‫بسكني‬ ‫احليوانات جيب أن ُتذبح‬ ‫ٍ‬ ‫هؤالء الذين ال يلتفتون إىل واقع القضية‬

‫ومسائل يف هذه الساحة‪ .‬وما يزيد هذا‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تـنقل مساحته‬ ‫ونضارة هو‬ ‫قوة‬ ‫املوضوع‬

‫األوسط ال زالوا يأخذون بالرأي القائل إن‬

‫يعيش حياة الناس وما يعرتيهم من قضايا‬

‫ال ُيعريون انتباههم لدفع ما جيهلون به!‬ ‫مضرة وهلا تأثرياتها‬ ‫لكنها يف الواقع ظاهرة‬ ‫َّ‬

‫نقاط عديدة من العامل‪ ،‬وهذا ما يعطي هذه‬

‫يعيشون يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ولعلك تسأل ألننا نذبح احليوانات بسكني‬

‫تعرتي املسلمني يف اجملتمع العربي‪.‬‬

‫السلبية‬

‫على‬

‫ماليني‬

‫املسلمني‬

‫يف كثري من الواليات األمريكية وسفره إىل‬

‫الذين‬

‫وقوتها وغناها العلمي‬ ‫املرجعية مصداقيتها‬ ‫َّ‬ ‫مبا جيعلها تستوعب كل هذه املسائل اليت‬

‫فوالذية مقاومة للصدأ يف الواليات املتحدة‪،‬‬

‫البهية هلذه املرجعية القيادية‬ ‫إن الصورة‬ ‫َّ‬ ‫الرشيدة املتمثلة بسماحة العالمة آية اهلل‬

‫وهذا ما جيعل الذبيحة غري شرعية إذا أخذنا‬

‫برأي بعض العلماء يف الشرق األوسط؟‬

‫العظمى الشيخ عبد اللطيف بري (دام‬ ‫ظله) تكمن يف أنها أنفقت حياتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫كلها‬

‫حري بنا أن َّ‬ ‫نتخذ‬ ‫ومن هذا املنطلق فإنه‬ ‫ٌّ‬ ‫ألنفسنا قيادة دينية وخنتار سلطة علمية‬ ‫فقهية ال تـنتمي فقط إىل املواطنية يف‬ ‫بلدنا بل ُي َ‬ ‫نظُر إليها كقناة فاعلة ونشطة‬

‫يف جمتمعنا تتابع شؤون الناس وجتد احللول‬

‫يف الدراسة والبحث والتأليف‪ ،‬فقد‬ ‫وصلت املؤلفات إىل ‪ 17‬موضوعًا خمتلفًا‬

‫وهذه موسوعة كبرية‪ ،‬فقد صدر لسماحته‬

‫والعطاء العلمي والرتبوي والتوجيهي من أن‬ ‫ّ‬ ‫يتطلعون إىل‬ ‫يثري انتباه الكثريين وجيعلهم‬

‫(قاموس املفاهيم القرآنية) وهو حيتوي‬ ‫على ‪ 55‬جملدًا‪ ،‬أي أنه أكرب جمموعة قرآنية يف‬

‫آية اهلل العظمى الشيخ عبد اللطيف بري‬

‫نوعية يف عملية اإلضاءة على كثري من األمور‬

‫البحوث الفقهية مع رجال الدين واملثقفني من‬

‫يهبوا‬ ‫أبناء اجلالية ‪-‬وال سيما جيل الشباب ‪ -‬أن ُّ‬

‫تتجاوز العام الواحد!‬

‫املناسبة للمشاكل اليومية‪.‬‬

‫تصدى مساحة العلاَّ مة‬ ‫وحبمد اهلل وبفضله فقد‬ ‫َّ‬

‫للمرجعية يف شهر آب من سنة ‪ 2010‬م‪ .‬وعلى‬

‫لتبنيّ‬

‫هذه القيادة وااللتزام بفتاواها وحلوهلا‬

‫العلمية باعتبار أنها السلطة الدينية الوحيدة‬

‫اليت تحُ ِّدد بشكل مباشر احتياجاتـنا كمواطنني‬

‫يف الواليات املتحدة‪.‬‬

‫يتوزع‬ ‫إن نشاط هذه املرجعية الرشيدة‬ ‫َّ‬ ‫على العديد من الزوايا كموقعها االلكرتوني‬

‫(‪ )IMAMBERRY.ORG‬باإلضافة إىل كتابة‬

‫الفقه باللغتني العربية واالنكليزية بعنوان‬

‫(قوانني العملية اإلسالمية)‪ ،‬والربنامج اإلذاعي‬

‫األسبوعي‪ ،‬باإلضافة إىل لقاء اجلالية كل ليلة‬

‫سبت من كل أسبوع يف اجملمع اإلسالمي‬ ‫َّ‬ ‫متكن مساحته بهذا الزخم‬ ‫الثقايف‪ ...‬وقد‬

‫االستـنارة بآرائه وبياناته مبا ُي ِّ‬ ‫شكل قفزة‬ ‫يف القرن الواحد والعشرين يف مدة قصرية ال‬ ‫ّ‬ ‫املتعلقة باملطاعم‬ ‫وقد تـناول مساحته القضايا‬

‫تدعي أنها تبيع‬ ‫وحمالت البقالة احمللية اليت َّ‬ ‫يدعون‬ ‫اللحم احلالل‪ ،‬أو أولئك الرجال الذين َّ‬

‫أنهم يعملون على إزالة األرواح الشريرة من‬

‫أساليب‬ ‫معهن‬ ‫أجساد النساء ويستعملون‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫حمر ً‬ ‫ً‬ ‫مة‪ ،‬باإلضافة إىل موضوع بيع حلم‬ ‫جنسية َّ‬ ‫اخلنزير إىل غري املسلمني‪ ،‬وقضية تدخني‬ ‫(األركيلة)‪ ،‬ورسم صور على اجلسم بطريقة‬ ‫ّ‬ ‫املتعلقة‬ ‫(الوشم)‪ ...‬باإلضافة إىل الفتاوى‬ ‫بأكل السوشي وبعض املواد الكحولية يف‬

‫األغذية واملشروبات املختلفة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ومطلع على ّ‬ ‫كل هذه‬ ‫ضليع‬ ‫حقيقة إن مساحته‬ ‫ٌ‬

‫تاريخ اإلسالم احلديث! ويقوم مساحته مبتابعة‬ ‫أبناء اجلالية‪.‬‬

‫إن مساحة املرجع جُي ِّسد ذروة األخالق والفضيلة‬ ‫الروحية والسلوك املثالي الثابت كما جٌي ِّسد‬ ‫تلك املعاني واملعايري الكبرية اليت وضعها‬

‫سي ُد األنام حممد (ص) وأهل بيته األطهار (ع)‬ ‫ّ‬ ‫وبالتالي فإن هذه الشخصية هي أمثولة كبرية‬

‫يف عامل العطاء يقتدي بها املسلمون‪.‬‬

‫حنمد اهلل تعاىل على إنعامه علينا بهذه‬

‫املشعة ومن قلب جاليتـنا اليت ال‬ ‫املنارة‬ ‫َّ‬ ‫تزال على وفائها وعطائها وخدمتها لإلسالم‬

‫واملسلمني‪.‬‬

‫نسأل اهلل تعاىل أن ُيطيل عمر مساحته وأن‬ ‫مينحه القوة ملواصلة هذا َ‬ ‫الكَرم الكبري يف خدمة‬ ‫اجلالية وهدايتـنا مجيعًا إىل الصراط املستقيم‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫قال اهلل تعاىل يف كتابه الكريم يصف نفسه وذاته‬ ‫املقدسة‪َّ :‬‬ ‫يـْبُل َو ُك ْم َأ ُّي ُك ْم‬ ‫(ال ِذي َخَل َق المْ َ ْو َ‬ ‫ّ‬ ‫ت َوالحْ َ َي َاة ِل َ‬ ‫يز ْ‬ ‫َأ ْح َس ُن َع َم ًال َو ُهَو ْ‬ ‫ال َغ ُفور) امللك ‪.2 /67‬‬ ‫ال َعِز ُ‬ ‫ال شك وال ريب أن املوت يف املفهوم اإلسالمي‬

‫والقرآني ويف احلقيقة القاطعة املؤكدة اليت أكدها‬ ‫ُ‬ ‫وتفرضه‬ ‫األنبياء والرسل‪ ،‬ويؤكدها العقل البشري‬ ‫كلية شاملة يصل إليها‬ ‫ضرورة قيام حمكمة‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان بعد احلياة الدنيا حتقق متام العدالة بعد‬

‫رحلة اإلنسان يف هذه يف األرض‪ ،‬وهو وجود يوم‬ ‫القيامة واحلياة بعد املوت‪ ،‬ولذلك وصف اهلل املوت‬ ‫يف هذه اآلية بأنه خملوق حيث قال تعاىل‪( :‬الذي‬ ‫خلق املوت واحلياة)‪ .‬فاملوت َخْل ٌق وليس عدمًا أو‬ ‫فناء‪ ،‬أما اآليات األخرى اليت تشري إىل أن ُ‬ ‫(ك ُّل َم ْن‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لجْ‬ ‫ام)‬ ‫فان * َو َي ْـبقى َو ْجُه َر ِّبك ذو ا‬ ‫ِ‬ ‫َعَل ْي َها ٍ‬ ‫الل َواإلكَر ِ‬

‫الرمحن ‪ 27 - 26 /55‬فاملسألة تتعلق بقوانني هذه‬ ‫الطبيعة وفنائها‪ ،‬وليس االنسان فانيًا مبعنى العدم‬ ‫ّ‬ ‫الكلي‪ ،‬كال! الفناء هنا مبعنى أن تتحطم قوانني‬

‫هذه الطبيعة يف تركيبته‪ ،‬فيخرج من قوانني هذه‬

‫الطبيعة ليدخل يف قوانني طبيعة أخرى هي عامل‬ ‫الغيب واآلخرة‪ ،‬طبيعة عامل الروح‪ ،‬وهكذا حتى‬

‫حلول يوم القيامة‪ ،‬فتوضع املوازين وتقام احملكمة‬

‫ليتحدد مصري اإلنسان‪ ،‬فإما‬ ‫الكلية العليا الكربى‪،‬‬ ‫َّ‬

‫األسباب األساسية اليت تؤدي إىل موت اإلنسان‬

‫فإذن ال بد أن نـتعامل مع املوت بهذه الرؤية عرب‬

‫هو أول األسباب اليت تؤدي إىل موت املاليني‬

‫إىل نعيم أو إىل عقاب حبسب ما جنته يداه‪.‬‬

‫التسليم لقضاء اهلل وقدره والذي يشبه التسليم‬ ‫ِّ‬ ‫يسلم الطبيب‬ ‫للطبيب املاهر احلاذق‪ ،‬فاإلنسان‬ ‫جسده‪ ،‬وأحيانًا يضع حياته بني يديه ألنه يثق به‪،‬‬ ‫وي ِّ‬ ‫وقع على استمارة من بني بنودها رفع املسؤولية‬ ‫ُ‬

‫عن الطبيب يف حال مات املريض!! والسبب هو‬ ‫هذه الثقة بالطبيب! فما بالنا حني ميوت أحبابنا‬ ‫فن ِّ‬ ‫سلم هلل الذي هو صاحب الثقة املطلقة والكلية‪،‬‬ ‫ُ‬

‫نسلم هلل ونعترب أنهم انتقلوا من حياة فانية إىل‬ ‫حياة باقية‪ ،‬وإن أعطى اهلل ألحبابنا عمرًا إضافيًا‬ ‫ّ‬ ‫نسلم هلل ونقبل بقدر اهلل تبارك وتعاىل يف إطالة‬ ‫العمر أو قصره‪.‬‬

‫متى يكون التدخني حرامًا؟‬

‫ال شك أن إشارة احلاج كامل خنافر يف كلمته إىل‬ ‫ّ‬ ‫فقل‬ ‫التدخني كسبب يف املوت هي إشارة مهمة‪،‬‬ ‫يقدم املالحظة على هذا املستوى من خالل ذاته‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫مت هنا قبل حوالي أسبوعني تقريراً‬ ‫قد ُ‬ ‫واحلقيقة انين َّ‬

‫ورد يف الكتب العلمية يف الواليات األمريكية عن‬

‫يف الواليات األمريكية وذكر التقرير أن التدخني‬ ‫يف العامل يف السنة!! وقبل أكثر من ثالثني سنة‬

‫استمعت إىل حديث من (إذاعة لندن) يقول إن عدد‬ ‫الذين ميوتون نتيجة التدخني سنويًا مئة ألف شخص‬

‫الذرية!!‬ ‫يف بريطانيا أي ما ال تستطيع فعله القنبلة‬ ‫ّ‬ ‫كان هذا شيئًا َمهو ً‬ ‫ال يف ذلك الوقت فلم يكن‬ ‫التدخني شائعًا جدًا!!‬ ‫وطبعًا قد يتساءل املرء‪ :‬ملاذا ال يحُ ِّرم الشرع‬ ‫التدخني ما دامت نتيجته هكذا! وحنن نقول إذا‬

‫اجلدي على الصحة‬ ‫وصل التدخني إىل حد الضرر‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫حينئذ‪ ،‬وليس فقط التدخني‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫حيرم‬

‫املثال ال احلصر أكل الدهن كما هو معروف ليس‬ ‫حرامًا‪ ،‬ولكن إذا وصلت كثرة أكله إىل مرحلة تؤدي‬

‫إىل خطر جدي على حياة اإلنسان فيصبح أكله‬ ‫حرامًا‪ ،‬أي أن احلرمة تبدأ من تلك املرحلة وهي‬

‫اجلدي اخلطري!! وكذلك التدخني حينما‬ ‫مرحلة الضرر‬ ‫ّ‬ ‫يصل باإلنسان إىل هذه املرحلة‪ ،‬حيرم شرعًا‪ ،‬لذلك‬ ‫َّ‬ ‫يتجنب التدخني حتى ال يقوده‬ ‫على املرء فع ًال أن‬

‫بعد ذلك إىل الوقوع يف اخلطر ويف احلرمة‪ ،‬فيكون‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫حينئذ مسؤو ً‬ ‫ٍ‬ ‫ال أمام اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫طبعًا لسنا اآلن يف صدد حماكمة املدخنني‪ ،‬لكن‬ ‫حنن يف صدد لفت النظر إىل خطورة التدخني‬ ‫يتعود اإلنسان على عادة من العادات وال‬ ‫فأحيانًا‬ ‫َّ‬ ‫يلتفت إىل خماطرها حينما يغرق يف داخلها‪ ،‬لذلك‬

‫كان الشاعر يقول مازحًا‪:‬‬

‫ولكن شيطان اهلموم بقلبنا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫فدخنا عليه ليخرجا!!‬ ‫مقيم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لقد استمعنا كيف أن املرحوم عانى ما عاناه من‬ ‫هموم احلياة والسفر والغربة‪ ،‬وقد عمل باحلدادة‬ ‫أمواج‬

‫ضمن‬

‫من‬

‫الدخان الناجم عن‬

‫هذا العمل‪ ،‬فدخان‬ ‫وهذا‬

‫يف دخان‬ ‫ً‬ ‫سيؤدي حتما إىل‬

‫خطر‬

‫وهذه‬

‫أكرب‪.‬‬

‫ضريـبة من ضرائب‬ ‫شعبنا‬

‫نضال‬

‫وأخوتـنا‬

‫وأوالدنا‬

‫وأخواتـنا يف لبنان؛‬ ‫هذا النضال الذي‬

‫وفرقنا يف‬ ‫شتـتـنا‬ ‫ّ‬ ‫أصقاع األرض إما‬ ‫للعمل وإما لألمن‬

‫وما إىل ذلك‪ ،‬ولكن‬ ‫محدًا هلل أننا هنا‬ ‫يف اجلالية ُن ِّ‬ ‫شكل‬ ‫ما‬

‫اللبنان‬

‫يشبه‬

‫لكي‬

‫الصغري‪،‬‬

‫جيتمع الكل وكأننا‬ ‫داخل‬ ‫يف‬ ‫فع ًال‬

‫لبنان‬

‫هلل‪،‬‬

‫هنا‬

‫بوجود‬

‫املراكز‬

‫واحلمد‬ ‫هذه‬

‫اإلسالمية‬

‫ووجود هذه النهضة‬

‫اإلسالمية والروح اإلسالمية يف اجلالية‪ ،‬وكأننا لسنا‬ ‫مهاجرين‪ .‬هذه حقًا نعمة كبرية من اهلل‪ ،‬علينا أن‬

‫نتذكرها وحنمده عليها باستمرار‪.‬‬

‫وصية اإلمام العسكري (ع)‬

‫نرجع إىل ما حنن فيه؛ فنحن يف هذه األيام يف‬

‫ذكرى والدة اإلمام احلسن العسكري (ع) والد‬ ‫اإلمام احلجة (عج)؛ وأنا أختصر وأقرأ لكم الوصية‬

‫الواردة عن اإلمام العسكري (ع) ألتباع أهل البيت‬ ‫الوصية‪( :‬أوصيكم بتقوى‬ ‫(ع) حيث يقول يف هذه‬ ‫ّ‬

‫اهلل‪ ،‬والورع يف دينكم واإلجتهاد هلل وصدق احلديث‬

‫وأداء األمانة إىل من ائتمنكم من ِبر أو فاجر‪ ،‬وطول‬ ‫ٍّ‬ ‫السجود‪ ،‬وحسن اجلوار فبهذا جاء حممد (ص)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صلوا يف عشائرهم واشهدوا جنائزهم (يقصد بقية‬

‫الطوائف اإلسالمية أو عامة الناس أي أن اإلمام (ع)‬ ‫ُّ‬ ‫حيثـنا على أن نتواصل مع عشائرهم وحنضر جنائزهم‬ ‫وأسابيعهم ومناسباتهم ونشاركهم آالمهم) عودوا‬

‫ورع‬ ‫مرضاهم ّ‬ ‫وأدوا حقوقهم فإن الرجل منكم إذا ِ‬

‫وحسن‬ ‫وأدى األمانة‬ ‫يف دينه وصدق يف حديثه‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فيسرني ذلك‪،‬‬ ‫ُخُلقه مع الناس‪ ،‬قيل هذا شيعي‬ ‫ّ‬

‫إتقوا اهلل‪ ،‬كونوا َز ْينًا وال تكونوا َ‬ ‫جروا إلينا‬ ‫ش ْينًا‪ّ ،‬‬ ‫مودة وادفعوا ّ‬ ‫عنا كل قبيح‪ ،‬فإنه ما قيل فينا‬ ‫كل ّ‬

‫من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما حنن‬ ‫ٌ‬ ‫كذلك‪ ،‬لنا ٌ‬ ‫وقرابة من رسوله‪،‬‬ ‫حق يف كتاب اهلل‪،‬‬ ‫يد هَّ ُ‬ ‫وتطهري من اهلل (يف آية التطهري (ِإ مَّ َ‬ ‫الل‬ ‫نا ُيِر ُ‬ ‫ِل ُي ْذ ِه َب َع ُ‬ ‫س َأ ْه َل ْ‬ ‫ريا)‬ ‫نك ُم الِّر ْج َ‬ ‫الَب ْي ِت َو ُي َط ِّهَر ُك ْم َت ْط ِه ً‬ ‫األحزاب ‪.)33 /33‬‬

‫(*) كلمة ألقاها مساحة املرجع الديين الشيخ عبد‬

‫اللطيف بري يف أسبوع املرحوم عبد احلسن خنافر‪.‬‬


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬

‫أبو هشام قدوح‬ ‫ليس من املغاالة أن نقول بأن اجملتمعات الزراعية‬ ‫ّ‬ ‫متخلفة‪،‬‬ ‫عد يف التحليل احلضاري العمومي‬ ‫اليت ُت ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقدم يف الواقع تعبريا حقيقيا حمددا عن مكانة املرأة‬ ‫ِّ‬ ‫على الرغم من شيوع ظاهرة سلطة الرجل يف الريف‪،‬‬

‫لكنها اكثر انسانية من بعض الظواهر االستعراضية‬ ‫عن حرية املرأة املتمثلة بصورة املرأة احلضارية‬

‫من حيث املظهر اخلارجي وغري الواقعي لوضعها‬ ‫االجتماعي‪ ،‬أو يف الصور اليت تزدحم بها اجملالت‬

‫واالفالم السينمائية‪ ،‬أو يف عامل االزياء‪ ،‬فاملرأة‬

‫وهن ايضًا الرتبة احلافظة اليت تـنبت فيها‬ ‫الروح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بذرة احلياة‪ ،‬واحلياتان تتصالن معًا حني يقتضي‬

‫بالعمل املنزلي واالجناب والرضاعة ورعاية االسرة‪.‬‬

‫منوهما باإلفرتاق حيث والدة احلياة من احلياة‪ .‬أفال‬ ‫يكفي النساء تيهًا وفخرًا أن ختتارهن ارادة اخلالق‬

‫الكادحة يف الريف تزرع وتسقي وتشارك يف أعباء‬

‫العمل اليومي اضافة اىل عملها التقليدي املتمثل‬ ‫سر اخلالق يف املخلوق زاد‬ ‫واحلقيقة أن النساء َّ‬ ‫هن ُّ‬ ‫يف إكرامهن مبهمة حفظ الروح وخلقه حلظة بدء‬ ‫املقدسة لرعاية‬ ‫ونشوء احلياة بإرادته‪ ،‬إنهن اآلنية‬ ‫ّ‬

‫مياه‬ ‫املمر الذي تسيل فيه‬ ‫وهن‬ ‫احلياة واحتضانها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬

‫منوهما بإرادة اخلالق‪ ،‬وكذلك تفرتقان حني يقتضي‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫صاحلة إلحتضان الروح ورعايتها وتغذيتها من‬ ‫آنية‬ ‫حلومهن وعظامهن ودمائهن‪ ،‬تكليفًا مقدسًا ومسواً‬ ‫صافيًا اىل مراقي الروح من اهلل ألنه انعم عليهن‬

‫بطونهن وديعة وأمانة‪،‬‬ ‫يتجسد يف‬ ‫بسر احلياة الذي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫امليزات! من أحشائهن خرج االنبياء‬ ‫بهذه‬ ‫وأكرمهن‬ ‫ّ‬ ‫واملصلحون‪ ،‬ومن أحشائهن ولد أعظم قادة الدنيا‬

‫يف كل العصور! تباركت وبوركت مثرة بطن كل‬

‫انثى محلت يف احشائها ما هو خري للناس‪ ،‬وتلك‬

‫هلن‬ ‫هي اقدس مهمة‪ ،‬هيهات ان يكون للرجل ما ّ‬ ‫يطالنب حبق االمتياز‬ ‫فعليهن ان‬ ‫من تكريم اخلالق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫هلن‪،‬‬ ‫املقدس‬ ‫التكليف‬ ‫زيادة‬ ‫حيث‬ ‫على الرجل من‬ ‫ّ‬

‫فإذا كان من الضروري ان تعمل خارج البيت بسبب‬

‫فز َن بالتكريم‬ ‫متطلبات املعيشة بذلك‬ ‫يكن قد ْ‬ ‫ّ‬ ‫مرتني‪ .‬ان هذه القدرات والطاقات متوفرة‬ ‫وموجودة عند كل النساء‪ ،‬ولكنها بارزة وظاهرة عند‬

‫شجع‬ ‫بعضهن‪ ،‬وخافية عند اآلخريات‪ ،‬واجبنا ان ُن ِّ‬ ‫هذه القدرات لتصبح بارزة وظاهرة ونفسح هلا‬

‫جمال الظهور من اجل تـنميتها واالستفادة منها قدر‬ ‫املستطاع للصاحل العام‪ ،‬وبذلك نعطي املرأة واقعًا‬ ‫ومضمونًا باملساواة احلقيقية مع الرجل من خالل‬

‫املمارسة الفعلية على ارض الواقع ضمن اجملتمع‬ ‫احمليط بها‪ ،‬كما ان االسالم رفع من شأن املرأة‬

‫وكرامتها ومستواها مع الرجل يف كل املستويات‬ ‫والواجبات واحلقوق ويف القصاص والعقوبات ايضًا‬ ‫ويف كل شيء إال يف ما تقتضيه الفوارق الطبيعية‬ ‫بني الرجل واملرأة بعد أن كانت مهدورة الكرامة ال‬

‫يقام هلا وزن وال احرتام قبل نزول هذه الرسالة‬

‫السماوية العادلة! لذلك نقول لكل النساء إن‬ ‫دوركن يف اجملتمع ضروري جدًا ومهم يف تكوين‬ ‫ّ‬ ‫عنكن وعن‬ ‫وتقدم اجملتمع‪ ،‬وال غنى‬ ‫االسرة الصاحلة‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫دوركن يف احلياة العامة‪ ،‬اما إذا كان االحنراف‬ ‫ّ‬ ‫باجتاه معاكس هلذا الدور والتكريم من اخلالق‬ ‫سبحانه وتعاىل فإن الضرر يكون كبريًا وفادحًا على‬

‫مستوى االسرة واجملتمع كله‪ ..‬فال بد من أخذ هذه‬ ‫القيمة واخلصوصية بعني االعتبار وحنن نريد أن‬

‫نقدمه‬ ‫نؤسس جملتمع مدني اسالمي متقدم معاصر ِّ‬

‫اىل العامل خلري البشرية مجعاء‪.‬‬


‫ هج‬1434 ‫ مجادى الثانية‬4 - ‫ م‬2013 ‫ نيسان‬15 ،100 ‫العدد‬

Allah says: “And even if We open unto them a gateway of the heaven, that they all the while may ascend into it. Certainly would they say: (it is) only (that) our eyes have been intoxicated rather we are a people bewitched (by some sorcery).” Alhijr. Verse 14-15. Allah also says: “He knows whatever that passes into the earth and whatever that comes out of it, and whatever that comes down from the heaven and whatever that goes up unto it.” As-saba. Verse 2.

Modern Means of Transportation

Does this following verse indicate modern means of transportation? It could mean reducing the distance as Allah says: “And (He made) horses and mules and donkey that you might ride upon them and as adornment; and He creates what you know not. And upon God rests the guidance unto the right way, and of them (The ways) are the deviating ones; and if He wills, He would certainly guide you all aright.” An-nahl. Verse 8-9. Allah says: “Had there been immediate gain and the journey easy, certainly would they have followed you.” AlTawba. Verse 42.

Aviation and Reaching Space

Does this verse predict aviation into space? Allah says: “And you shall frustrate not His power in the earth not in the heaven, and there is not for you other than Him, any protector, nor a helper.” Al-Ankabut. Verse 22.

Does it mean that the human, no matter how equipped he is with potentials, knowledge, and capabilities, he will frustrate God on Earth and after ascending into space, and this attempt does not happen without potentials and natural laws provided by God for man to use?

The Foundations of the Stars

The foundations of the planets and the stars are accurate in ways that stabilize the organization of the universe. And these stars, when in movement, remain within the scheduled track and position and their own delicate cosmic balance, and each movement has its own state and order. Everything is accounted for, and any chaotic change in positions of these stars will cause the universe to collapse.. This is a fact previously unknown, but Allah says: “But nay! I swear by the setting of the stars, And verily it is a great oath if you only knew it.” Al-Waqiah. Verse. 75-76.

Cosmic dust and Nuclear Explosion

Does this verse indicate the cosmic

dust and nuclear explosion? Allah says: “So when they saw (the punishment in the form of) a cloud advancing unto their valleys, they said: “This is a cloud which will give us rain,” Nay! It is (the calamity) what you sought to hasten on; a blast of a violent wind in which is a painful chastisement, Destroying everything by the command of its Lord; So became they not to be seen save their dwellings; Thus do We recompense the guilty people.” Al-Ahqaf. Verse 24-25. And Allah says: “Yet they are sporting in doubt. So await that the day when the heaven shall give out a smoke clearly visible, enveloping the people; this will be painful chastisement.” Ad-dukhan. Verse 9-11. And Allah says: “And if they see a portion of the heaven coming down, they would say: “They are clouds piled up.” Till here, we have seen the verses of the Quran compatible with modern science, or at least do not oppose it. Are there verses that oppose modern science? All the verses that are proclaimed as oppositions to modern science prove consent or at least they’re non-opposition to the unequivocal scientific facts. There are even verses that were later on proven truthfully by science, and which were considered before as against it as those verses indicating the movement of the sun and others ... So we can say that there is no verse that has a decisive meaning incompatible with conclusive scientific facts that are neither presumptive nor a theory.


‫ هج‬1434 ‫ مجادى الثانية‬4 - ‫ م‬2013 ‫ نيسان‬15 ،100 ‫العدد‬

Two, willing and reluctant.” Said the two: “We do come willingly.” Hamim. Verse 11.

Death of the Suns and Stars

Science confirms that the sun burns like a candle and a day will come where it will wither and its temperature will decrease by the dissipated rays and atomic explosive chain reactions in the interior ... So it will die as the rest of the suns and stars and it will fall and scatter. Allah: “When the sun is folded, and then the stars darken.” AlTakwir. Verse 1-2. Allah also says: “And when the starts disperse.” Al-Infitar. Verse 2.

The Collaboration of the Moon and the Sun

Before the sun withers and decays, it will expand…Its attraction to other planets will increase by stretching, and perhaps it would be joined by the moon; this is what science says. Allah states: “So when confounded shall be the eye, and when darkened shall be the moon, and shall be brought together the sun and the moon, man shall cry that day: “Where is place to flee to.” AlQiyamat. Verse 7-10. Allah also says: “By the star when it goes down.” Annajm. Verse 1. Allah also says: “And the earth and the mountains shall be borne away and crushed with a single crushing.” Alhaqqah. Verse 14. Is it the process of the collision of the sun and stars that pounds the lands and mountains or anything else?

and reached the moon… And he rose in sky layers, surpassing many stages and moving from having a weight to weightless. Is that what the following verse means? Is it difficult to invade the moon only until its completion and consistency? Allah says: “And I swear by the Glow of the sunset, And (by) the night and what it enshrouds, And (by) the moon when at her full, that you shall certainly march from state to state.” Al-inshiqaq. Verse 16-19. It was mentioned in “Lisan El Arab” the interpretation of this verse by Aby Masud: “ The sky will be built one by one.” And it was not thought of in the minds of the ancients that a person is capable to rise to the sky without a miracle, so they come up with the interpretation of this verse according to what they fully understood from the Prophet (PBUH) on the vague mysteries of the sky. Otherwise, in what sense to involve the sky with the interpretation of the stage without appropriate or logical implication. Wasn’t the meaning: Climbing to the space and the invasion of the moon and other similar planets were not foreseen in that era?

earth a wide expanse? And the mountains as bolts?” Annaba. Verse 6-7. Allah also says: “And We have made in the earth (lofty) mountains (standing firm) lest it should shake with them.” Alanbiya. Verse 31. If the Earth did not have a spherical shape and was not moving, it wouldn’t have needed the mountains that prevent its disruption of balance. Mountains maintain balance and install a single rotation so that Earth does not shake and move uncontrollably. These mountains serve as lead blocks that stabilize the wheel of the car to obtain its balance when turned on.

The Moon is the Mirror of the Sun

The sun is the source of light, and the moon is its mirror. For it is an illuminating light, and the moon reflects it. This is what science discovered. Allah says: “And made the moon, in it a light, and the sun as a lamp.” Nuh. Verse 16.

Ascension to outer space

Surrounding the Earth’s atmosphere is a dangerous belt which is a threat to those who cross it by burn and death ... The scientists discovered a scientific method that can be proven by astronauts in discovering the outer space .. It is known that spaceships do not proceed in a straight line towards the target, but by moving through the curved paths, zigzagging until they reach their destiMountains and the balance of the nation. Is the discovery of this scientific The Conquest of Spac movement of the Earth and Moon method to reach outer space mentioned The human being strived in outer space Allah says: “What! Made We not the in this following verse?


‫ هج‬1434 ‫ مجادى الثانية‬4 - ‫ م‬2013 ‫ نيسان‬15 ،100 ‫العدد‬

The scientific miracle in the holy Quraan By The Jurist Imam Abdul latif Berry Expansion of the Universe

Theories of science says that galaxies (major solar groups) diverge, and that the universe is expanding and extending continuously. Allah says: “And the heaven, we did raise it up with (our) might and verily we are the expanders (of it) expanse.” Azzaryat Verse 47.

Choking in Space

If a person goes higher up the atmosphere, the amount of oxygen would decrease and his chest would narrow, leading to suffocation. This fact was not known until only after boarding up to space in the modern era. Allah says: “Whomsoever wills God that He should guide him aright, he expands his breast for Islam, and whomsoever He intends to leave straying and narrow as though he is climbing into the very skies.” AlAn’am Verse 125.

Day and night

Nighttime and daytime orbit constantly around planet Earth . If God’s command were to come, indicating the moment of the end, half of the land would be nighttime and half would be daytime. Allah says: “ until when the earth puts on its golden raiment and gets garnished, and its people deem that they have power (of disposal) over it, ( but suddenly) comes Our command unto it, by night or by day.” Yunus Verse 24. Allah also says: “What! Do the people of the towns then feel secure from coming unto then Out torment by night, while they are asleep?” Al-Araf 97.

the Earth and on the basis of that seizes night to day and day to night in a circular motion, roaming around this planet. Allah says: “He has created the heavens and the earth with the truth; He causes the night to enter the day and the day to enter the night.” Az-zumur Verse 5. On the basis of the spherical shape of the Earth, the sun will be in Sunrise and Sunset continuously across different parts of the Earth , because the sunrise in one place is the sunset in another. Thus, it has different Eastern and Western sides. Allah says: “But no! I swear by the Lord of the Easts and the Wests.” As-Ma’arij. Verse 40. But talking about the spherical shape of the Earth was common to Greek scientists and at the time of Aristotle in particular, but modern science has demonstrated and inevitably confirmed it. The biggest favor and grace is given to the Qur’an, for stating this fact before anyone else.

Fingerprints

fully. A verse in the Holy Quran states: “And indeed We, created man, from an extract of clay. Then We made him sperm, in a firm resting place, Then We made the sperm a clot, then We made the clot a lump of flesh, then We made in the lump of flesh bones, then We clothed the bones with flesh.” Almu’minun. Verse 12-14. Allah says: “He creates you in the wombs of your mothers a creating after creation in triple darkness.” Az-zumur. Verse 6. Are these triple darkness muted membranes (Almenbaria), (Alomenyunah), and (Alkhorbunah) that are not implemented, including water, heat and light as it has been proven by modern science or something else?!

The Stable Condition of Earth

The land decreases day after day and controls itself after it separates from the sun and gets cold. Thus its land cracks, releasing lava and volcanic gases. The atmospheric pressure, gravity, and continuous deflation pressure on controlling its size. Allah says: “See they not that We come into their land and reduce its borders? Verily, God pronounces a doom; there is no reverser for His command and He is swift in reckoning.” Ar-rad. Verse 41.

Every person holds his private code in his fingerprints which distinguishes him from others and can be recognized from the lines and section marks. This is what science discovered. Allah says: “Yes! We can put in complete order even his very fingertips (with the prints thereon). Al The First Matter in the Universe –Qiyamat (The Resurrection). Verse 4. According to theories of modern science, the first matter in the universe is hydrogen Phases of the Fetus gas mixed with sodium, a cosmic dust. After the invention of microscopes, labo- These two matters created the solar sysratories, and test equipment and the dis- tem, planets and stars. Did Quran reveal covery of x-rays and the development of this and express it in “Addukhan” fourmedical science, anatomy, and embryos, teen centuries ago?! Allah says: “Then The Spherical Shape of the Earth phases and the arrangement of the fetus He applied Himself unto the heaven, Science has proven the spherical shape of in the womb have been identified care- which was yet only a smoke, so said He unto it and unto the Earth: “Come you


‫ هج‬1434 ‫ مجادى الثانية‬4 - ‫ م‬2013 ‫ نيسان‬15 ،100 ‫العدد‬

Why the West Needs a Religious Authority By Hajj Mohammed Youssef Bazzi Did you know that the majority of Islamic scholars in the Middle East maintain the opinion that animals must be slaughtered with a metal knife? Those ignorant of this fact may not pay it much heed, but in reality, it is a detrimental phenomenon that affects millions of Muslims living in the United States. Why you may ask? Because animals are slaughtered with stainless steel knives in the United States, so in essence it would be unlawful to eat meat if we were to follow the opinions of some of the scholars of the Middle East. Therefore, it behooves us to take it upon ourselves and choose a religious authority that not only is a citizen of our country, but someone who has been an active member, in attending to and working toward, solutions to our everyday problems. Through Allah’s grace and blessings, his eminence the Grand Ayatollah Alshaykh Abdul Latif Berry assumed the position of religious authority in August 2010. Our community and namely the youth, should embrace and adopt the verdicts and practical laws of his eminence’s re-

ligious authority because he is the only scholar that directly identifies our needs as citizens of the United States. By means such as his website imamberry.org, the Islamic Times monthly publication, his book of jurisprudence in English and Arabic, titled Islamic Practical Laws, his weekly radio show and his weekly Saturday Night meetings at the Islamic Institute of Knowledge, his eminence has managed to broaden the spectrum and raise the ire of enlightenment and concern as it relates to Islam in the twenty first century and beyond. Just in the last year, his eminence has addressed issues related to local restaurant and grocery stores that claim to serve and sell halal meat, men who claim to remove evil spirits from females by way of illegal sex, the selling of pork to non-Muslims, smoking hookah, tattoos and verdicts relating to eating sushi and certain types of alcohol in various foods and drinks. The fact that his eminence is familiar with such issues on a first hand basis, due to living in the community and traveling to other states and countries around the

world , gives credence to his religious authority and understanding of the assimilation of Muslims in the West. In regards to fulfilling the qualifications of the religious authority, Grand Ayatullah Alshaykh Abdul Latif Berry has spent his entire life studying and researching, authoring books (17 to be exact), namely an encyclopedia of Quranic commentary consisting of 55 volumes, the largest collection in the known history of Islam, and teaching seminary classes. His eminence embodies the peak of spiritual morality and virtue by way of his resolve and exemplary conduct. He embodies the mannerisms and standards set by the holy Prophet Muhammad and his purified household, and therefore fits the criteria for being emulated by fellow Muslims. We are truly blessed to have a beacon of light shed upon us in the form of a leader from our own community, who continues to serve Islam and Muslims. May the Almighty prolong his eminence’s life and grant him the strength to continue serving us and guiding us to the straight path.


‫العدد ‪ 15 ،100‬نيسان ‪ 2013‬م ‪ 4 -‬مجادى الثانية ‪ 1434‬هج‬


TIMeS

The Islamic

www.iiokonline.org

A PUBLICATION ( OF THE ISLAMIC INSTITUTE OF )KNOWLEDGE 15 April 2013 - Issue 100

The honorary gathering of Mr Nabil Fawaz the mayor of Tebnin at the Islamic institute of knowledge

The scientific miracle in the holy Quraan

- Expansion of the Universe - Choking in Space - Day and night - The Spherical Shape of the Earth Fingerprints

- Phases of the Fetus - The Stable Condition of Earth - The First Matter in the Universe - Death of the Suns and Stars - The Conquest of Spac and Moon.


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.