مجلة "أصدقاء ديونيزوس" العدد الثالث

Page 14

‫مل‬ ‫ف‬

‫الع‬

‫دد‬

‫أصدق اء ديونيزوس‬

‫‪ ،méditerranéenne‬فإني أستميحكم في أن أقرأ عليكم قبل ذلك بيتين قالتهما صابفو عن نفسهفا‪ ،‬بفلفغفتفه الفقفديفمفة‬ ‫دون ترجمة‪ ،‬علني أبلغكم بعض نبضه‪ ،‬إذ الشعر عند اليونان‪ ،‬كما عند العرب‪ ،‬كان دائما مسألة موسفيفقفى‪ ،‬ففالفيفونفان‬ ‫شعب تحدث بأحشائه ‪ les tripes‬وال لغة لألحشاء إال الموسيقى‪.‬‬ ‫… ‪…πάρθενον ἀδύφωνον‬‬ ‫‪... διὸ καὶ Σαπφὼ περὶ μὲν κάλλους αἴδουσα‬‬ ‫‪κάλλιεπής ἐστι καὶ ἡδεῖα...‬‬

‫أسفي عليك صغيرتي أن تحبي رجال‬ ‫إلى سيدنو‬

‫ولن يعرفوه‬ ‫تعالي إلي‪ ،‬إلى سابفو األنثى‬ ‫إلى التي تعرف‪ ،‬إلى التي تتوقد كالجمرة للقاك‬ ‫وانظري إلى هذه الزهرة في الشفتين‬ ‫إلى هذه الحمرة في الوجنتين‬ ‫إلى بشرة األنثى‬ ‫إلى حرير البياض‬ ‫أنظري‪ ،‬إلى عقدة هذه السرّة الصقيلة كمرآة‪،‬‬ ‫إلى هذا الخصر الذي يلتحف‬ ‫كزهرة تتفتح عند الصباح‬ ‫وديعتي تعالي‬ ‫فليست تلك األيدي اليابسة كقطعة الحطب‬ ‫من ستعرف سر األنثى‬ ‫تعالي بين يديّ العاشقتين‬ ‫التي ستعلمك كيف تعصر ورود الحلمات اللّطاف‬ ‫كيف يفعل بنهدين معطرين نافرين‬ ‫كتفاحة فتية لم تبلغ بعد أوان القطاف‪...‬‬

‫سيدنو الوديعة‬ ‫يا علّة أسفي وحسرتي وقهري‬ ‫سيدنو الرقيقة‬ ‫يا علة هذا الدمع الذي يهمي على نحري‬ ‫علك يا صغيرتي اآلن مستلقي َة في سرير عشيق‬ ‫علك اآلن يا ساذجتي‬ ‫يا نحلتي البرية التي رامت أن تترك الزهر المختوم‬ ‫والرحيق‬ ‫لتشرب من فرز النوابت واألعشاب اليابسات‬ ‫ما عساك تجدين عند الرجال؟‬ ‫ما عساك تحبين فيهم؟‬ ‫ما ترومين عند هؤالء القساة‬ ‫بأجسادهم التي ال تزينها استدارات‬ ‫وال تطرزها التواءات‬ ‫أشعرهم هذا الذي يكسو جلدهم المتشقق تحبين؟‬ ‫أسفي عليك صغيرتي أن تحبي رجال‬ ‫فالرجال ما عرفوا يوما الحب‬

‫(*) كاتب وباحث مغربي‬

‫‪14‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.