Alwatan alane n° 531

Page 1

‫عدد‬ ‫خا�ص �سحب‬ ‫منه ‪ 30‬أ�لف‬ ‫ن�سخة‬

‫‪www.alwatan-press.info‬‬

‫مدير النشر‪ :‬عبد الرحيم أريري ـ العدد‪531 :‬‬ ‫اخلميس ‪ 08‬غشت ‪ 2013‬ـ الثمن‪ 5 :‬دراهم‬

‫جرمية فرجوية‬ ‫ضد املغاربة‬ ‫في رمضان بـ ‪86‬‬ ‫مليون درهم‬

‫حركة التوحيد واإلصالح‬ ‫سوط «اإلخوان» على‬ ‫حكومة بنكيران‬

‫احلمداوي‬

‫قراءة من الداخل في تركيبة‬ ‫احلركة وارتباطاتها‬ ‫وهيمنتها على احلزب‬ ‫وبروفيالت قادتها‬ ‫بنكريان‬

‫الرئي�س امل�صري املعزول حممد مر�سي‬

‫الري�سوين‬

‫ملاذا فشل اإلسالميون‬ ‫املغرب‬ ‫في احلكم؟‬ ‫من االنقالب‬ ‫العسكري إلى‬ ‫سؤال يجيب عنه‬ ‫مفكرون عرب ومغاربة االنقالب اإلخواني‬


‫‪2‬‬

‫أ��صداء‬

‫اخلمي�س ‪ 08‬غ�شت ‪ 2013‬ـ العدد‪531 :‬‬

‫في الصميم‬ ‫املفاتيح األربعة لفتح أقفال حركة التوحيد واإلصالح‬

‫عبد الرحيم أ�ريري‬ ‫‪aririabderrahim@yahoo.fr‬‬

‫هي أربعة أسباب جعلتنا نخصص هذا العدد بالكامل تقريبا‬ ‫حلركة التوحيد واإلصالح‪:‬‬ ‫أوال‪ ،‬إن مركز القرار السياسي في حكومة ما بعد دستور ‪2011‬‬ ‫هو محمد احلمداوي رئيس حركة التوحيد واإلصالح وليس عبد‬ ‫اإلاله بنكيران رئيس احلكومة‪ .‬فرغم أن دستور ‪ 2011‬أطر العالقة‬ ‫بني السلط وارتقى مبؤسسة رئاسة احلكومة إلى درجة جعلها أحد‬ ‫األعمدة الرئيسية في الهندسة الدستورية‪ ،‬إال أن «الصندوقراطية»‬ ‫أفرزت حزب ًا أغلبي ًا ال تطبخ قراراته داخل هيآته الظاهرية‪ ،‬بل تصنع‬ ‫داخل حركة التوحيد واإلصالح‪ ،‬مما أفرغ الدستور من كل مضامينه‬ ‫التجديدية‪ .‬فحركة التوحيد و اإلصالح لم تكتف فقط بالتحرك بكل‬ ‫حرية في املجتمع املدني بعناوين دينية «إلنضاج الفاكهة االنتخابية»‬ ‫ألعضاء حزبها في اجلهات والبلديات واملجالس اإلقليمية واجلهوية‬ ‫والبرملانية‪ ،‬بل وكان لها احلسم في االختيارات الرئيسية ملسؤولي‬ ‫احلكومة (مثال أزمة مالي وأزمة مصر واجلهاد في سوريا) حتى لو‬ ‫كان ذلك على حساب املصالح اجليوستراجتية للمغرب‪ ،‬إذ انساقت‬ ‫احلكومة وراء موقف اإلخوان املسلمني في مصر أو كانت مترددة إزاء‬ ‫هذه امللفات‪ ،‬لكون املوقف الرسمي حلركة التوحيد واإلصالح كان‬ ‫موقفا ذيليا وتابعا للتنظيم العاملي لإلخوان املسلمني‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬هناك توزيع لألدوار بني حركة التوحيد واإلصالح وحزب‬ ‫العدالة وما يقال عن «الفصل والوصل» ليس سوى إجراء منهجي‬ ‫وعملي فقط‪ ،‬بالنظر إلى غياب أي فصل نهائي‪ ،‬بل هو تكييف قانوني‬ ‫ذكي لتبرير خرق قانون األحزاب الذي مينع تأسيس األحزاب على‬ ‫أساس ديني‪ ،‬وبالتالي مت االهتداء إلى اصطالح «الفصل والوصل»‬ ‫حتى يتسنى للمنتسب للحركة وللحزب استعمال القبعة املناسبة في‬ ‫املكان املناسب‪.‬‬ ‫ففي مجالس الوعظ وفي املجالس‬ ‫التربوية وفي املساجد تستعمل «قبعة‬ ‫احلركة»‪ .‬وفي «غزوة الصناديق االنتخابية»‬ ‫تستعمل القبعة احلزبية‪ .‬بدليل أن كل‬ ‫وزراء العدالة والتنمية هم أعضاء في حركة‬ ‫التوحيد واإلصالح‪ ،‬بل منهم ثالثة يتقلدون‬ ‫مهام قيادية إما في املكتب التنفيذي أو في‬ ‫مجلس الشورى‪ .‬كما أن مرشحي «البيجيدي»‬ ‫ال يحصلون على التزكية للمشاركة في‬ ‫االنتخابات إال إذا اجتازوا طقوس «التعميد»‬ ‫‪ BABTEME‬في حركة التوحيد واإلصالح‪.‬‬ ‫واحلجة على ذلك أن مجلس النواب احلالي‬ ‫يضم ‪ 107‬نواب «بيجيديني»‪ ،‬منهم ‪90‬‬ ‫أعضاء في حركة التوحيد واإلصالح (أي ما‬ ‫ميثل ‪ 84‬في املئة من املجموع) علما بأن نفس‬ ‫النسبة كانت تقريبا في الوالية التشريعية‬ ‫لعام ‪ ،2002/2007‬إذ من أصل ‪ 42‬نائبا‬ ‫بيجيديا كان هناك ‪ 37‬منهم قياديون في‬ ‫حركة التوحيد واإلصالح (‪ 88‬في املئة)‪.‬‬

‫«الوطن اآلن» في عطلة‬ ‫بعد أن مت اإلعالن خالل األسبوع املاضي عن دخول «الوطن اآلن» في عطلتها‬ ‫السنوية على امتداد شهر غشت‪ ،‬بدا بأن حرص اجلريدة على اإلخالص ملبدئها‬ ‫آخر ِ‬ ‫الدائم «مواكبة ِ‬ ‫بآخر» واملنخرط في مسؤوليات انشغالها بواجبها اإلعالمي‬ ‫جتاه قرائها كان له رأي آخر‪ .‬وبذلك‪ ،‬ارتأت أن تقتص من فترة إجازتها مقابل متديد‬ ‫تواصلها مع القراء ألسبوع إضافي بإصدار هذا العدد اخلاص‪ .‬وهي املناسبة التي‬ ‫يغتنمها الطاقم الصحافي والتقني واإلداري لـ «الوطن اآلن» من أجل تقدمي أصدق‬ ‫عبارات التهاني للشعب املغربي بحلول عيد الفطر‪ ،‬مع جتديد متمنيات قضاء‬ ‫عطلة مريحة جسديا ونفسيا‪ ،‬تتوج ب َن َفس أكثر حيوية وعطاء يجمع األسبوعية‬ ‫وأوفياؤها عند بداية شهر شتنبر املقبل باألكشاك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ترويج أطر احلركة ملقولة أن من عارض حكومة بنكيران‬ ‫فقد عارض الله! لدرجة أن معظم تدخالت عبد اإلله بنكيران ال‬ ‫تخلو من التشديد على أن الله اختار حزبه لقيادة البالد واختاره‬ ‫حلل أزمات املغرب‪ .‬ومعنى ذلك أن من «اختاره الله» ال ينبغي أن يتم‬ ‫انتقاده أو معارضته‪ .‬وهذا هو سر نرفزة بنكيران كلما تناهى إلى علمه‬ ‫خبر مظاهرة أمام البرملان أو احتجاج في قرية أو اعتصام مبعمل‪ ،‬ألن‬ ‫هؤالء في نظر عضو «مجلس شورى احلركة» يعاكسون إرادة الله‪ ،‬وال‬ ‫يعاكسون إرادة رجل حكومة منتخب على قاعدة املسؤولية واحملاسبة‬ ‫وال يعاكسون إرادة رجل سياسي قد يصيب وقد يخطئ‪..‬‬ ‫رابعا‪ :‬التنوع باملغرب أصبح مهددا بالنظر إلى أن حركة التوحيد‬ ‫واإلصالح «تسرطنت» في املجتمع‪ ،‬مستغلة الفراغ املدني واحلزبي‪.‬‬ ‫فاالحتاد االشتراكي مفكك ولم ينهض بعد من صدمة التمزق‬ ‫الداخلي‪ ،‬وحزب االستقالل خرج جريحا من مؤمتره األخير‪ ،‬والتجمع‬ ‫الوطني لألحرار منشغل بتبييض ملفات رئيسه وبالهرولة للدخول‬ ‫للحكومة امللتحية‪ ،‬واحلركة الشعبية باهتة احلضور‪ ،‬والشيوعيون‬ ‫استمرأوا املناصب السامية‪ ،‬والدستوريون يبحثون عن طهرانية‬ ‫جديدة‪ ،‬والنقابات ميتة‪ ،‬و«البام» حزب بقيادة هجومية لكن بدون‬ ‫قواعد مجتمعية متجذرة‪.‬‬ ‫وهنا اخلطر‪ ،‬إذ أصبح القصر وجها لوجه مع األصوليني‪ ،‬بل‬ ‫وأصبح هؤالء يتجرأون حتى على املؤسسة امللكية عبر خرجات‬ ‫مسمومة لقياديي احلركة إلميانهم بغياب قوة مجتمعية وسياسية‬ ‫مضادة بإمكانها أن تصد هيمنتهم وحتمي حقوق باقي األفراد‬ ‫واجلماعات‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫خا�ص‬

‫اخلمي�س ‪ 08‬غ�شت ‪ 2013‬ـ العدد‪531 :‬‬

‫الرئي�س امل�صري املعزول حممد مر�سي‬

‫ملاذا فشل اإلسالميون‬ ‫في احلكم؟‬ ‫�إعداد‪ :‬بوجمعة أ��شفري‬ ‫كان من النتائج املباشرة لالنتفاضات التي عرفها العالم العربي منذ‬ ‫حادثة محمد البوعزيزي في يناير ‪ 2011‬تسلم اإلسالميني دفة احلكم‬ ‫ليجدوا أنفسهم‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬في مواجهة مباشرة مع مسؤوليات التدبير‬ ‫احلكومي‪ .‬حدث هذا في تونس منذ تشريعيات أكتوبر ‪ 2011‬التي أفرزت‬ ‫حتالفا ثالثيا بقيادة حركة النهضة‪ ،‬وفي املغرب عقب تشريعيات نونبر‬ ‫‪ 2011‬التي فاز بأغلبيتها حزب العدالة والتنمية‪ .‬وهو نفس السيناريو‬ ‫الذي حصل بعد رئاسيات يونيو ‪ 2012‬التي قادت اإلخوان املسلمني إلى‬ ‫تسلم الرئاسة مصر‪.‬‬ ‫لقد متكنت حركة اإلسالم السياسي بفضل رياح «الربيع العربي» من‬ ‫استعادة اعتبارها بعد سنوات من الوجود التي مازجت فيها بني السرية‬ ‫والعلنية‪ ،‬وبني الدعوة والسياسة لتصل إلى صدارة املشهد السياسي‪ .‬قد‬ ‫نختلف أو نأتلف في تقييم هذا التاريخ املفارق للحركات اإلسالمية‪ ،‬لكن‬ ‫املؤكد أن حكم اإلسالميني من خالل التجارب الثالثة قد فشل في حتقيق‬ ‫«النهضة» املوعودة‪ ،‬وفي توحيد املجتمع وفي تنزيل الوعود االنتخابية‬ ‫إلى أرض الواقع‪ :‬سنة من احلكم في مصر انتهت بخروج الشارع املصري‬ ‫وعزل الرئيس‪ ،‬سنة وثمانية أشهر في تونس استمرت فيها ظاهرة االغتيال‬ ‫السياسي وتعثر فيها مشروع البناء الدستوري‪ ،‬وسنة وتسعة أشهر في املغرب‬ ‫تصدع فيها التحالف احلكومي مقابل سخط الشارع ودخول املغاربة قاعة‬ ‫انتظار باردة‪ .‬ولذلك ارتأينا أن نفتح هذا امللف لنستمزج آراء سياسيني‬ ‫ونشطاء وجامعيني لتحليل هذا املسار غير املكتمل‪ ،‬وللبحث في األسباب‬ ‫املوضوعية لهذا الفشل انطالقا من األسئلة التالية‪:‬‬ ‫‪ l‬هل يرتبط فشل اإلسالميني بطبيعة تصورهم للدميقراطية التي‬ ‫يرى البعض أنهم قد اختزلوها خالل ممارستهم للحكم كمعادل وحيد‬ ‫لصناديق االقتراع‪ ،‬حيث صارت الشرعية االنتخابية هي سندهم في‬ ‫احلكم كطريق لالستفراد‪ ،‬وإللغاء املعارضة في التفكير والتدبير‪ .‬ولذلك‬ ‫أصبح املشترك في خطاب اإلسالميني هو التصريح بأنهم إفراز لصناديق‬ ‫االقتراع‪ ،‬وبالتالي فأي طعن في احلاكمني وسياساتهم هو طعن في‬ ‫الدميوقراطية؟‬ ‫‪ l‬هل يعود ذلك إلى أن هذا التحصن بصناديق االقتراع يخفي‬ ‫إميانهم بأن العملية الدميوقراطية هي مجرد مرحلة انتقالية في نظرهم‬ ‫إلقامة اخلالفة اإلسالمية؟ وإلى أي حد تصدق في هذا السياق أطروحة‬ ‫«دميوقراطية املرة الواحدة» التي صارت تتردد بقوة في توصيف هذه‬ ‫التجربة؟‬ ‫‪ l‬أم أن األمر يتمثل في كون هذه احلركات لم تتخلص من عائق‬ ‫جوهري منغرس في تصورهم للسياسة‪ .‬نقصد أنهم يحكمون الدولة على‬ ‫أساس أنها احلزب أو اجلماعة اإلسالمية‪ ،‬وأن الرئيس والوزراء مسؤولون‬ ‫أمام اجلماعة‪ ،‬وحتديدا أمام «املرشد العام» وليس أمام الشعب ومؤسساته‬ ‫الدستورية؟‬ ‫هذه بعض األسئلة التي نقترحها للنقاش من أجل صياغة توصيف‬ ‫مشترك لسلوك اإلسالميني في احلكم‪ ،‬ولفهم أهم متظهرات فترة التحول‬ ‫التي تعبرها مجتمعاتنا في هذا التاريخ القصير لكن املكثف داخل لزمن‬ ‫امللتهب ملا يسمى «الربيع العربي» الذي لم جتن الشعوب ثماره بعد‪.‬‬

‫«اتركوا الغنوشي في سالم أيها التوانسة‪ ..‬اجلاحدون»!‬ ‫كمال العيادي‬ ‫ملاذا كل هذا الهجوم على راشد الغنوشي اآلن؟‪...‬‬ ‫وأي‬ ‫وأي ذنب حتاسبونه عليه؟ ّ‬ ‫وماذا فعل لكم الغنوشي؟ ّ‬ ‫جرم ارتكب في ّ‬ ‫حق الوطن حتى تطالبون برأسه؟‪ ...‬أليس‬ ‫ّ‬ ‫هو من عَ َّرف بتونس في كل احملافل الدّول ّية؟‪ ...‬أليس‬ ‫هو من حول بلدكم من مج ّرد‬ ‫ّ‬ ‫بوستر للدّعاية السياح ّية‬ ‫إلى صورة تبعث ال ّرعب في‬ ‫قلب السائح اجلبان؟‪ ...‬أليس‬ ‫الغنوشي من جعل تونس‬ ‫تتصدّر أخبار وسائل اإلعالم‬ ‫العامل ّية‪ ،‬حتى وصلت قناة‬ ‫محايدة جدا وبريئة مثل قناة‬ ‫«اجلزيرة» إلى تخصيص فقرة‬ ‫يومية كاملة عن تونس؟‪...‬‬ ‫أليس الغنوشي من عاد إليكم‬ ‫من لندن على عجل‪ ،‬يتع ّثر في‬ ‫ليتحمل املسكني‬ ‫حلافه وج ّبته‬ ‫ّ‬ ‫وحده مسؤولية ستر وجه‬ ‫تونس باحلجاب والنقاب‪،‬‬ ‫لتبدو وقورة ويزداد مهرها‬ ‫في بورصة الشيوخ العرب‬ ‫الفحول؟‪ ...‬أليس الغنوشي‬ ‫أول زعيم عربي ف ّذ‪ ،‬بادر‬ ‫هّ و ّ‬ ‫بإرسال بناتكم إلى سوريا الكافرة امللحدة التي تعادي‬ ‫إسرائيل‪ ،‬كي يجاهدن جهاد ال ّنكاح وميتلكن نصف دينهن‬ ‫السفلي أيضا‪ ،‬وهو ُم ٌ‬ ‫نس‪،‬‬ ‫لك لم يسبق إليه من‬ ‫ِ‬ ‫اإلنس ِإ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫هو الذي‬ ‫ال‪ ..‬وال من صنف اجلنّ جانْ ؟‪ ...‬أليس الغنوشي ّ‬ ‫غمز بإشارة ملهمة ومؤثرة لشباب السلفيني الطيبني‬ ‫اخلدومني املخلصني‪ ،‬حلرق الزوايا التي تدفنون فيها‬ ‫رفات أولياء وصحابة أغلبهم ساهم في اإلساءة ملفهوم‬ ‫اجلهاد وجترمي ذبح املسلم للمسلم منذ فجر اإلسالم‪..‬؟؟‬ ‫هو من باع لكم مؤسسات الدولة‬ ‫أليس الغنوشي ّ‬ ‫لتركيا ولقطر من أجل أن تنتعش سياحة الشيوخ‬ ‫و«الربوخ» في الستر‪ ..‬والله يا جهلة بالدين‪ ،‬أوصى‬ ‫بالستر عند املعصية؟؟‪ ...‬وماذا تريدون من الغنوشي‬

‫أكثر‪ ،‬وهو الذي يبكي ّ‬ ‫كل ليلة في صالته ألنه لم ينجز‬ ‫ّ‬ ‫كل ما وعد به‪ ،‬ولم ّ‬ ‫يركع أنف تونس في التراب‪ ،‬ولم‬ ‫ّ‬ ‫َي ُسمها كل أصناف العذاب والعقاب‪ ،‬وهي البلد الفاجرة‬ ‫الزنديقة التي تسمح لبناتها مبشاركة الصبيان في نفس‬ ‫فصل الدراسة‪ ،‬والعياذ بالله‪ ،‬بل تسمح أن يعمل الرجل‬ ‫ّ‬ ‫ليحل‬ ‫واملرأة في نفس املكتب‪ ،‬دون أن ترضعه من لبنها‬ ‫لها مشاركته خلوة املكتب؟؟‪...‬‬ ‫وماذا تريدون من الغنوشي‪،‬‬ ‫وهو الذي يعدكم بتونس‬ ‫سوداء في روعة سواد الليل‬ ‫البهيم الذي تغنى به شعراء‬ ‫فطاحل‪ ،‬مثل «قل للمليحة في‬ ‫اخلمار األسود»‪ ،‬وقصيدة‬ ‫«سوداء حبش ّية»‪ ،‬وووو‪...‬‬ ‫هو البطل الهُ مام‬ ‫أوليس‬ ‫ّ‬ ‫حولها إلى ّ‬ ‫أول ماخور‬ ‫الذي ّ‬ ‫حالل للشيوخ احملبني للعفاف‬ ‫واالحتشام والشرف‪...‬؟؟ أليس‬ ‫ّ‬ ‫أول من‬ ‫هو‬ ‫راشد الغنوشي ّ‬ ‫أطلق الرصاص على بلعيدكم‬ ‫وبراهمكم قبل اغتيالهما‬ ‫الفعلي بسنتني‪ ،‬وقال إن‬ ‫البوعزيزي ظلم نفسه‪ ،‬وطلب‬ ‫املغفرة له في العلن ولعنه‬ ‫في س ّره وبني جماعته وخ ّلص‬ ‫ضميره أمام ر ّبه الذي ال تعرفونه ولن تعرفوه‪ ،‬ألنه ال‬ ‫يتجلى سوى لألنقياء السبع من اجلماعة‪ ...‬كفاكم‬ ‫كذبا وتزويرا‪ ...‬واتركوا الغنوشي ُيتم مهمته املباركة‪،‬‬ ‫فتونس لم حتترق كاملة بعد كما تعتقدون‪ ...‬ومازال فيها‬ ‫لألسف نفس‪ ...‬ومازالت البذرة الوطنية الكريهة ضاربة‬ ‫في رحمها الولاّ د‪ ...‬دعوه بر ّبكم يكمل ما بدأ‪ ...‬ودعوه‬ ‫يكتم هذا الن َفس‪ ...‬لترتاحوا‪ ...‬ونك ّبرها ثالثا‪ ...‬باسمك‬ ‫الله ّم ذبحنا تونس‪ ...‬وباسمك الله ّم سنسحلها‪ ،‬ونشوى‬ ‫ما تبقى من مالمحها‪ ...‬‬ ‫اخلميس األسود ‪ 01‬يوليوز ‪2013‬‬

‫كاتب تون�سى مقيم بالقاهرة‬


‫خا�ص‬

‫اخلمي�س ‪ 08‬غ�شت ‪ 2013‬ـ العدد‪531 :‬‬

‫‪15‬‬

‫فساد الرؤية العامة لإلسالميني هو من أطاح بعرش حكمهم‬ ‫عندليب احل�سبان‬ ‫سقط اإلسالميون عن سدة احلكم في مصر سقوطا‬ ‫مدويا في سرعته وارتداد ضرباته على مشروعهم السياسي‬ ‫ُ‬ ‫ملف التحقيق‬ ‫املترنح في مناطق «الربيع العربي»‪ ...‬و ُفتح‬ ‫ٌّ‬ ‫في أسباب هذا السقوط على مصراعيه ليدلي كل بشهادته‬ ‫عن املتسبب في هذا احلادث التاريخي األليم‪ ،‬وعن هويته‬ ‫الداخلية واخلارجية واألطراف املشاركة‪ ،‬وعن إخفاقات‬ ‫احلكم اإلسالمي في إدارة الدولة اقتصاديا واجتماعيا‬ ‫وسياسيا‪ .‬أما أنا فسأشير هنا إلى طبيعة ومصادر البنية‬ ‫املعرفية لفكر اإلسالميني وأثرها على الرؤية العامة ملشروع‬ ‫احلكم اإلسالمي وارتباط هذا بفشل التجربة املُما َرسة‪...‬‬ ‫أنا ممن يؤمنون بفساد الرؤية العامة لإلسالميني‪ ،‬وأراها‬ ‫تتحمل عبء إخفاقهم وفشلهم‪ ..‬وال أرى اإلخفاقات االقتصادية‬ ‫والسياسية واالجتماعية التي ُسجلت بحق جتربتهم إال‬ ‫انعكاسا لفساد هذه الرؤية‪ ...‬أو لنقل إنها الدم الفاسد‬ ‫الذي ب ّثوه في برامجهم فسرى بأوصال املجتمع املؤسسية‬ ‫حتى أصابها باملرض‪ ..‬ألن رؤية‪ ،‬كرؤية اإلسالميني‪ ،‬تستند‬ ‫إلى مفاهيم القرن السابع أو العاشر امليالدي‪ ،‬حتما ستفقد‬ ‫حياتها وحيويتها بفعل الزمن وعوامله املؤكسدة‪ .‬فاملفاهيم‬ ‫التي تسكن العقل تكبر وتهرم وتشيخ ومتوت‪ ،‬وإن لم تك ّرم‬ ‫بدفنها تع ِّرض العقل للخ َرف‪ ،‬حالها كحال خاليا اجلسد حني‬ ‫يعتريها النضوب ويئني املوت ال تعود قادرة على بث احلياة‬ ‫واحلركة في األوصال‪ .‬وعوضا عن إكرام هذا َ‬ ‫اخل ِرف وفصله‬ ‫عن املمارسة السياسية‪ ،‬أصر اإلسالميون على اإلبقاء عليه‪،‬‬ ‫وتراءى لهم أن بث بعض مفاهيم احلداثة في خطابهم السلفي‬ ‫املاضوي من نوع املدنية‪ ،‬الدميقراطية‪ ،‬الشرعية الدستورية‪،‬‬ ‫سينجي حكمهم‪ ...‬ولكنهم ال يعرفون أن رش أفخر العطور‬ ‫الباريسية ال يستطيع أن مينع هبوب الرائحة الكريهة من‬

‫امليت‪ ..‬وهذا ما كان مع اإلخوان حني هبت روائح االستبداد‬ ‫واحلكم السلطوي من القصر الرئاسي املصري يوم نطق‬ ‫مرسي بإعالنه الدستوري‪ ،‬فاع ُت ِبر في منظومة الفكر املدني‬ ‫ّ‬ ‫وحق عليه حكم الردة‬ ‫احلديث ناطقا بالكفر الدميقراطي‪،‬‬ ‫الدميقراطية وهو العزل مبعزل عن اآللية وإشكاليتها إن‬ ‫كانت ثورة شعبية أو انقالبا عسكريا‪...‬‬ ‫تناقضات اخلطاب اإلسالمي هي التي هزت كرسي‬ ‫اإلسالميني‪ .‬فهو تارة خطاب فيزيقي ميارس السياسة‬ ‫في دور الرئاسة وتل أبيب‪ ،‬ويدير حتالفاتها وصراعاتها‬ ‫الشرسة الشريرة املنفلتة من عقال األخالق‪ ،‬ويخضع لقوانني‬ ‫التغير ويأمتر بالنسبية‪ ..‬وتارة أخرى هو ميتافيزيقي يح ّلق‬ ‫في عالم املثل ويأخذ مريديه إلى جنات السموات‪ ،‬ميارس‬ ‫اخلطابة في املساجد والشوارع وامليادين‪ ،‬و ُي ِ‬ ‫خضع املطلق‬ ‫والثابت والله لبرنامجه املعروض سياسيا‪ ..‬هو خطاب بدا‬ ‫قبل احلكم وأثناءه خطابا مدنيا حداثيا ابن املؤسسات‬ ‫والقانون كما سوقه القرضاوي‪ ...‬وهو بعد سقوط احلكم‬ ‫ظهر خطابا شرعيا مذهبيا ابن الفتاوى والنصوص كما‬ ‫سوقه القرضاوي ذاته‪ ..‬هو خطاب مرسي للمسلمني قبل‬ ‫احلكم عن اليهودي بأنه حفيد القردة واخلنازير‪ ...‬وهو‬ ‫خطاب مرسي ذاته عن إسرائيل‪ ،‬ولكن بعد أن صرح مرسي‬ ‫السياسي بأن إسرائيل اجلارة صديقة ولنا فيها صديق عزيز‬ ‫هو بيريز‪...‬‬ ‫ركب اإلسالميون حصان السلطة اجلامح بسرعة جنونية‬ ‫مدفوعة بشبق السلطة‪ ..‬وربطوا احلصان من خالف بعجلني‬ ‫من زمنني على خالف‪ ...‬عجل يجر احلصان إلى هناك‪ ،‬إلى‬ ‫اخلالفة‪ ...‬وعجل يركض هنا وراء األمم املتحدة‪ ...‬والفارق‬ ‫بني العجلني فارق حضاري هائل سقط اإلسالميون في جبه‪..‬‬ ‫فكان السقوط املدوي‪..‬‬

‫ال�سالميون ح�صان ال�سلطة اجلامح ب�سرعة‬ ‫ركب إ‬ ‫جنونية مدفوعة ب�شبق ال�سلطة‪ ..‬وربطوا احل�صان‬ ‫من خالف بعجلني من زمنني على خالف‪ ...‬عجل‬ ‫يجر احل�صان �إىل هناك‪� ،‬إىل اخلالفة‪ ...‬وعجل‬ ‫يرك�ض هنا وراء أ‬ ‫المم املتحدة‪ ...‬والفارق بني‬ ‫ال�سالميون يف‬ ‫العجلني فارق ح�ضاري هائل �سقط إ‬ ‫جبه‪ ..‬فكان ال�سقوط املدوي‪..‬‬

‫كاتبة وباحثة أ�نرثبولوجية أ�ردنية‬

‫العالم العربي يعوم على «بحر األديان» التي ال مرفأ لها‬ ‫خليل النعيمي‬ ‫ملاذا فشل اإلسالميون في احلكم؟ وملاذا ينجحون؟ العالم‬ ‫تغ ّير‪ .‬والعا َلم العربي اإلسالمي كذلك‪ .‬والتغ ُّير التاريخي‪ ،‬ال‬ ‫يشكل‪ ،‬في حد ذاته‪ ،‬حجة على ضرورة فشلهم‪ ،‬لكنه عامل‬ ‫احلالي‪ ،‬لم يعد مه ّيئ ًا‬ ‫أساسي‪« .‬وضع اإلنسانية» التاريخي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لقبول خضوع مطلق «لرقابة أديولوجية»‪ ،‬حتى ولو كانت‬ ‫«دينية»‪ .‬واإلسالميون ال يقترحون‪ ،‬على املستوى السياسي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬شيئ ًا آخر‪ .‬احلرية ال ُتخ َتزل بحرية الصالة‬ ‫والصوم‪ ،‬والتجارة‪ .‬حرية الشعوب اليوم عديدة‪ ،‬ومتحركة‪.‬‬ ‫وهم ال يعرضون أمام الشعوب إال حريات ساكنة‪ ،‬وبائتة‪.‬‬ ‫إنها نوع من النكوص املطلق الذي ال يفي بحاجة أحد من‬ ‫املواطنني‪« .‬احلريات احلديثة»‪ ،‬ويجب أن نصر على هذا‬ ‫التمييز‪ ،‬ال تشبه في شيء احلريات اإلنسانية العتيقة‪ ،‬التي‬ ‫تدافع عنها حركات اإلسالميني السياسية‪ .‬اليوم‪ ،‬حتتاج‬ ‫الشعوب إلى حرية املعتقد‪ .‬وحرية السفر‪ ،‬وحرية التعبير‪،‬‬ ‫وحرية التغيير‪ ،‬وحرية تشكيل األحزاب‪ ،‬والنقابات‪،‬‬ ‫والنوادي‪ .‬إنها‪« ،‬الشعوب»‪ ،‬بحاجة إلى حرية الفكر‪،‬‬ ‫وحرية اجلسد‪ .‬حرية املكان‪ ،‬وحرية الزمان‪ .‬واإلسالميون‬ ‫ال يعترفون بشيء من هذا‪ .‬وإن فعلوا‪ ،‬فال ضامن ملستقبل‪،‬‬ ‫وال نعرف ما هي حدودهم احلقيقية للحرية‪ .‬العا َلم العربي‪،‬‬ ‫وبخاصة في املشرق‪ ،‬متعدد األهواء‪ ،‬واإلثن ّيات‪ ،‬واألعراق‪،‬‬ ‫والسالالت‪ ،‬واألديان‪ ،‬واملذاهب‪ .‬إنه مجموعة من «امللل‬ ‫ّ‬ ‫تتح ّكم برقاب‬ ‫حق‬ ‫فبأي‬ ‫والنِ حل»‪ ،‬كما يقول األقدمون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫العباد املختلفني في كل شيء‪ ،‬وغير املتجانسني في مجال‬ ‫االعتقاد واملذهب‪ ،‬حركة سياسية ذات ُب ْعد واحد‪ ،‬متع ّنتة‪،‬‬ ‫وصلبة‪ ،‬بكل املقاييس اإلنسانية؟ إن ذلك على املستوى‬ ‫واألخالقي ضرب من الهوس واجلنون‪ .‬وعلى‬ ‫السياسي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ال�سالميون‬ ‫الدين � أش�ن‬ ‫�شخ�صي بحت‪ .‬فلماذا يريد إ‬ ‫ّ‬ ‫أ�ن ُي ِ ّعمموا ر�ؤيتهم اخلا�صة على الف�ضاء العام؟‬ ‫ومن أ�عطاهم هذا احلق يف الع�صر احلديث؟ ويف‬ ‫أ�ي دولة على وجه «الكرة املائية» يوجد اليوم َم َث ٌل‬ ‫لهذا الت�ص ُّور الديني العتيق لل�سيا�سة‪.‬هم ف�شلوا‪.‬‬ ‫و�سيف�شلون‪ .‬ألن ت�ص ُّورهم مناق�ض حلركة التاريخ‬

‫شعوب العالم العربي أن تقاوم هذا التس ّلط الالأخالقي بكل‬ ‫الوسائل واإلمكانيات التي متلكها‪ .‬ومن احملزن أن العالم‪،‬‬ ‫كله‪ ،‬دخل منذ عقود طويلة‪ ،‬مرحلة الدولة الوطنية املستقلة‪،‬‬ ‫بشكل أو بآخر‪ ،‬عن االرتباط املباشر بالدين‪ ،‬وما زال العالم‬ ‫العربي البائس يرزح حتت أغالل الدعاة اإلسالميني من‬ ‫أجل دولة دينية لم تعد تناسب الواقع احمللي‪ ،‬وال الواقع‬ ‫الكوني‪ ،‬من أي زاوية نظرنا إليها‪ .‬في املجتمعات العاملية‬ ‫ثمة دولة‪ ،‬لها حكومة‪ ،‬وللحكومة سلطة‪ ،‬مبرر وجودها‬ ‫االشتغال بالسياسة‪ ،‬ومهمتها احلفاظ على حقوق املواطن‬ ‫أيا كان دينه‪ ،‬أو مذهبه‪ ،‬أو عرقه‪ .‬وثمة دين‪ .‬والدين شأن‬ ‫شخصي بحت‪ .‬فلماذا يريد اإلسالميون أن ُي ِ ّعمموا رؤيتهم‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة على الفضاء العام؟ ومن أعطاهم هذا احلق في‬ ‫العصر احلديث؟ وفي أي دولة على وجه «الكرة املائية»‬ ‫يوجد اليوم َم َث ٌل لهذا‬ ‫التصور الديني العتيق للسياسة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫هذا ال وجود له على وجه األرض‪ .‬فلماذا ما زال العالم‬ ‫العربي يعوم على «بحر األديان» التي ال مرفأ لها؟ هم‬ ‫فشلوا‪ .‬وسيفشلون‪ .‬ألن‬ ‫تصورهم مناقض حلركة التاريخ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فال يكفي أن تكون الن ّية خالصة‪ ،‬لتنجح السياسة‪ .‬السياسة‬ ‫عمل يختص بالفضاء العام دون متييز‪ ،‬أو إقصاء‪ ،‬أو إلغاء‪.‬‬ ‫واإلنسانية ليست بيضة متجانسة‪ ،‬وال ميكن أن تحُ َكم إال‬ ‫على أساس التعدد واالختالف‪ .‬وال ميكن للتصور املذهبي‬ ‫الديني‪ ،‬مهما كان عميق ًا وخالص ًا‪ ،‬أن يفي بحاجة احلركة‬ ‫االجتماعية الالمتناهية األبعاد‪ ،‬واملصائر‪ ،‬واالختالفات‪.‬‬ ‫لنتع َّبد‪ ..‬ولنترك اآلخرين يعيشون بحرية‪ .‬والعدل أساس‬ ‫امللك‪ .‬وال عدل في املطلق‪ .‬وبخاصة في املطلق الديني احملدد‬ ‫الوجهة والصفة مسبق ًا‪.‬‬

‫طبيب جراح وروائي �سوري مقيم يف فرن�سا‬


‫‪16‬‬

‫خا�ص‬

‫اخلمي�س ‪ 08‬غ�شت ‪ 2013‬ـ العدد‪531 :‬‬

‫تروتسكية اآللهة‬ ‫�سهيلة بورزق‬ ‫هل ثمة ما ُينصف عروبتنا؟ هل ثمة عالقة بني ما يحدث اآلن من‬ ‫صراعات طائفية باسم الثورة وبني انحالل مدنية عروبتنا؟‬ ‫ما لم أفهمه هو محاولتنا تأكيد عنصر الذاتية في تشكيل الهوية‬ ‫باسم الدّين!‬ ‫من أين نأتي بهذه املفاهيم التي تعكس صراع التناقض‬ ‫بداخلنا؟‬ ‫نحن كغيرنا من األمم‪ ،‬نؤمن بفاعلية العقل‪ ،‬لكننا ال نستخدمه‬ ‫باملطلق‪ ..‬نحن متورطون أكثر في قيم العادات والتقاليد التي ورثناها‬ ‫عن أجيال سابقة‪ ،‬من دون حتديد لها إطار معني‪.‬‬ ‫يستطيع اإلنسان الثوري مثال استغالل عقله في الدّفاع عن شرعية‬ ‫ثورته‪ ،‬ال بالدّين‪ ..‬الدّين وال ّتدين حلقة حتتاج إلى تنمية منهجها‬ ‫بنفسها‪ ،‬أل ّنها مقرونة بكتاب مقدّس وال عالقة لها بالس ّياسة‪.‬‬ ‫وأنا هنا ال أنتقد الدّين كشكل أو كمضمون‪ ،‬لك ّنني أدعو إلى‬ ‫محبة ديانة اآلخر في تسيير شؤون البالد‪ .‬دعوني أر ّكز هنا على‬ ‫همجية املتأسلمني في إدارة ثورتهم ضد ال ّكفار الذين هم من ّ‬ ‫الشعب‬ ‫الواحد ومن البالد الواحدة ويخضعون إلى أساسيات واحدة غير‬ ‫متغ ّيرة‪ ،‬وأنا واحدة من ال ّكفار امللعون عليهم واملباحة أرواحهم!‬ ‫إنّ انتقاد اآلخر من غير رؤية واضحة يعني الدخول في صراع‬ ‫مع الذات وجتاهلها وهنا ننصب ألنفسنا فخ الفوضى بدل الثورة‬ ‫على فساد معينّ ‪.‬‬ ‫املتأسلمون يخرجون من ّ‬ ‫كل صوب بثوب التد ّين املتطرف‪،‬‬ ‫ويحاولون إغالق شرعيتهم على أنفسهم وحينها فقط تبدأ املعركة‬ ‫ضد مجهول!‬ ‫إ ّنهم يلغون العقل في محاصرتهم له وال قدرة لهم على تقدمي‬ ‫أي منوذج نظري كتجربة معرفية وعلمية لتفعيل االنفتاح في العالم‪،‬‬ ‫إ ّنهم يدخلون جنة ظالمية فارغة من أي أسس منطقية‪ ،‬واألدهى أ ّنهم‬ ‫يتعاطون مع تكنولوجية الكفار بإميان خالص‪ ،‬غير مدركني أنّ القوة‬ ‫في تنمية العقل وتنوير مداركه وليس في املتاجرة بالدّين‪.‬‬ ‫أعتقد أن األصل في الثورة ليس القتل والذبح باسم الله‪ ..‬الله‬ ‫ليس بحاجة إلينا في شيء لننصره بوحشية وغموض وجنون‪.‬‬ ‫ماذا بقي للثورة العربية بعد هذا ال ّتكالب املتط ّرف‪ ،‬والعودة إلى‬ ‫الظالمية بدل إنتاج فكر بديل ونظريات غير متداولة سابقا للخروج‬ ‫إلى ضوء الله احلقيقي‪.‬‬ ‫إنّ موقف التد ّين املتطرف انقالب في حد ذاته‪ ،‬ال ينظر للحياة‬ ‫كمنهج يحتاج إلى استمرارية في اخللق واإلبداع‪ ..‬إنّ التد ّين العنيف‬ ‫وليد االستبداد‪ ،‬وهو مج ّرد كتلة من التناقضات‪.‬‬ ‫السماح له بتلويث العقل‪ ..‬نحن‬ ‫لذلك ال يجب العبث به‪ ،‬وال يجب ّ‬ ‫نحتاج إلى سلسلة من االنفعاالت الذاتية لتطوير الواقع وليس إلى‬ ‫جتميده‪ .‬هناك من ال يعرف أ ّنني كنت أرتدي احلجاب في فترة من‬ ‫فترات حياتي‪ ،‬ودخلت املساجد‪ ،‬وكنت أحاضر لألخوات عن احليض‬ ‫واجلنس وكيفية معاملة ال ّزوج‪ ..‬لم تكن األخوات املؤمنات عليهن‬ ‫السالم‪ ،‬يعشقن أي حديث آخر خارج إطار أجسادهن وعالقتها‬ ‫ّ‬ ‫بال ّرجل‪ ،‬كنّ منفلتات وغاضبات ومعقدات إال من رحمها ر ّبها‪ ..‬كنت‬ ‫في سن املراهقة حينها‪ ،‬أحلم برب رحيم رؤوف ال ُيع ّذب أحدا‪ ..‬قرأت‬ ‫كتبا كثيرة عن الدين والله وعن جنتهم وعن نارنا‪ ..‬كنت أقترب إلى‬ ‫السماء أكثر من دون دخول املسجد واجللوس إلى بنات احليض‬ ‫ّ‬ ‫والهوت اجلنس واخلوف من عدم ال ّزواج‪.‬‬ ‫بعدها بفترة قررت االرتداد عن دينهم وتعريت متاما وأصبحت‬ ‫لي عادة شعرية بدل حيضهن!‬ ‫هؤالء هم دعاة من يريدون حكم البالد بسلطة قبحهم‪.‬‬ ‫ما يستوقفني هنا ليس عجز التد ّين املتطرف على االحتفاظ‬ ‫بجزء مضيء في رأسه‪ ،‬هناك األخطر‪ ..‬حني ال نؤمن مبا نكتب ونكذب‬ ‫على قارئ بسيط يبحث عن حريته بني سطورنا‪ ،‬سنشبه التاريخ‬ ‫الذي ال يسعه املكان وال الوقت لترسيخ ندبه‪ ،‬حينها سنصاب جميعا‬ ‫بالبالدة‪.‬‬ ‫أنا مواطنة بسيطة‪ ،‬ال دوافع سياسية وال مشكلة دينية لي‪ ،‬لك ّنني‬ ‫أفهم الثورة على خالف عروبتي‪ ،‬إ ّنها انفعال إيجابي ألجل التغيير‬ ‫السلمي‪ ،‬وعلى ال ّرب أن يقرر مشيئة رجاله على األرض‪.‬‬

‫كاتبة جزائرية مقيمة ب أ�مريكا‬

‫دعوين أ� ّ‬ ‫ركز هنا على همجية‬ ‫أ‬ ‫املت��سلمني يف �إدارة ثورتهم �ضد‬ ‫الكفار الذين هم من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعب الواحد‬ ‫ومن البالد الواحدة ويخ�ضعون �إىل‬ ‫متغية‪ ،‬و أ�نا‬ ‫أ��سا�سيات واحدة غري رّ‬ ‫واحدة من ّ‬ ‫الكفار امللعون عليهم‬ ‫واملباحة أ�رواحهم!‬

‫اإلسالميون لن ينجحوا حتى ولو حكموا ألف عام‬ ‫عادل حدجامي‬ ‫ملاذا فشلت جتربة اإلسالميني في احلكم؟ لست أشاطر‬ ‫مضمون هذا السؤال‪ ،‬إذ أن هناك مسلمات كثيرة فيه ال‬ ‫تبدو لي بديهية‪ .‬أولها وأهمها كونه يفترض ضمنا أن‬ ‫اإلسالميني كان ميكن أن ينجحوا‪ ،‬وهذا في منظوري غير‬ ‫وارد متاما وباملطلق‪ .‬فمهما كانت االعتبارات‪ ،‬وحتى وإن‬ ‫ظل اإلسالميون‪ ،‬والدينيون عموما‪ ،‬مائة ألف سنة في‬ ‫احلكم فلن ينجحوا‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ال يخاجلني فيه الشك نهائيا‪،‬‬ ‫بل أستغرب ملن ميكن أن يعتقد‬ ‫العكس إن كان مطلعا على‬ ‫شيء بسيط من دروس التاريخ‬ ‫وأبجديات السياسة‪.‬‬ ‫يبدو حكم مثل هذا قطعيا‪،‬‬ ‫لكم بيان مبرراته توضح أنه‬ ‫احلكم الوحيد املمكن‪.‬‬ ‫ملاذا ال ميكن ولم يكن من‬ ‫املمكن لإلسالميني أن ينجحوا؟‬ ‫ليس فقط للشواهد التاريخية‪،‬‬ ‫حيث ال وجود لدولة دينية واحدة‬ ‫في العالم استطاعت أن تنجح‪،‬‬ ‫من اخلالفة الراشدة (حيث مات‬ ‫جميع اخللفاء اغتياال وقتال‬ ‫ألسباب سياسية)‪ ،‬إلى أفغانستان طالبان وثورة الترابي‬ ‫في السودان التي انتهت إلى التقسيم واقتتال حلفاء‬ ‫األمس اإلسالميني على احلكم اليوم‪ ..‬على مدى التاريخ‬ ‫ال وجود لدولة دينية واحدة في العالم جنحت‪ ،‬وأحتدى‬ ‫من يعرض منوذجا واحدا على طول التاريخ وعرضه‪ .‬وال‬ ‫يناسب هنا أن يقدم بعض الس ّذج منوذج تركيا أو ماليزيا‪،‬‬ ‫إذ أن هذه دول علمانية خالصة ال عالقة لها بالدين‪ ،‬وقد‬ ‫قالها أردوغان نفسه عند زيارته ملصر بعيد تولي مرسي‬ ‫«ال حل إال بالعلمانية»‪ ،‬فأين هذا اجلانب الديني املزعوم في‬ ‫التجربة التركية أو املاليزية في سياسات هذه الدول؟ هذه‬ ‫دول علمانية خالصة‪ ،‬تدافع عن مصاحلها اإلستراتيجية‬ ‫بأسلحة اقتصادية وسياسية خالصة ال تعلق لها بالدين‬ ‫من أي وجه كان‪.‬‬ ‫لكن األمر يتجاوز ما هو «عملي» كما في النماذج التي‬ ‫قدمنا ليلحق مبا هو مبدئي‪ ،‬اإلسالميون لن ينجحوا‬ ‫لسبب بسيط جدا‪ ،‬وهو أن هناك تعارضا في املبدأ بني‬ ‫الدين والسياسة‪ ،‬وهذا ما بينه املفكرون السياسيون‪،‬‬ ‫قدماء ومحدثني‪ ،‬منذ أقدم العهود‪ .‬فالسياسة تقوم على‬

‫تدبير املمكن في العالقات اإلنسانية بني البشر بحسب ما‬ ‫هو متاح في هذا العالم‪ ،‬في حني أن الدين هو مجال تدبير‬ ‫املطلق في العالقات بني اإلنسان وآلهته فيما يتجاوز هذا‬ ‫العالم‪ .‬السياسة تهدف لتدبير شؤون احلياة‪ ،‬في حني أن‬ ‫الدين يسعى للجواب عن أسئلة املوت‪ .‬مجال السياسة هو‬ ‫املصلحة التي تقاس كميا واستراتيجيا و«فيزيقيا»‪ ،‬في‬ ‫حني أن مجال الدين هو األخالق والروحانيات التي تدرك‬ ‫واملجسد‪،‬‬ ‫«ميتافيزيقيا»‪ .‬السياسة مجال تدبير امللموس‬ ‫ّ‬ ‫في حني أن الدين مجال تدبير‬ ‫الغيبي واملج ّرد‪ ...‬لهذا فصل‬ ‫الفالسفة بني األمرين معتبرين أن‬ ‫الدين يدخل في إطار االختيارات‬ ‫الشخصية لألفراد‪ ،‬فلكل إنسان‬ ‫احلق في أن يعتقد في ما يشاء‬ ‫بحسب ما يرتضيه تفكيره‬ ‫ووجدانه‪ ،‬أما السياسة فتدخل‬ ‫في إطار العالقات املشتركة في‬ ‫املجال العام والتي تنظم عالقاتنا‬ ‫في السوق والشارع واإلدارة‪..‬‬ ‫وكل خلط بني املجالني يؤدي إلى‬ ‫كوارث وحروب ومصائب‪ ،‬بل إن‬ ‫إدخال الدين في السياسة يضر‬ ‫بالسياسة وبالدين معا‪ .‬وهذا ما‬ ‫نلحظه اليوم في إيران والسعودية‬ ‫مثال‪ ،‬حيث دفع التدين السياسي (في الظاهر دائما‪ ،‬ألن‬ ‫هذه الدول في الواقع ال تع ّلق لها بالدين األخالقية‪ ،‬بل هي‬ ‫دول حكم أسري وطبقي مصلحي خالص) دفع الناس إلى‬ ‫النفور من الدين‪ ،‬إذ هناك موجات إحلاد غير مسبوقة في‬ ‫هذه الدول اليوم‪ ،‬ويكفي أن تنظر في األنترنيت لترى بأن‬ ‫أغلب املواقع املناوئة للدين يسيرها مواطنون عاشوا قهر‬ ‫الدولة الدينية‪.‬‬ ‫اإلسالميون إذن ليس فقط لم ينجحوا بل لن ينجحوا‪،‬‬ ‫وأضرب لكم موعدا بعد ألف سنة لنتأكد‪ .‬طبعا هذه قناعتي‬ ‫أنا‪ ،‬وطبعا هناك أناس (وهم األغلبية) لن يقتنعوا بهذا‬ ‫الكالم وسيرغبون في إعادة «اختراع العجلة»‪ ..‬سيبدو هذا‬ ‫ملن هو مثلي مضيعة للوقت وإخالفا ملوعد تاريخي حاسم‪،‬‬ ‫بل سيبدو هذا تراجيديا ومحزنا ومؤسفا‪ .‬لكن التاريخ‬ ‫حزين ومؤسف بطبيعته‪ ،‬وإن كان هذا هو الثمن الواجب‬ ‫دفعه (عقود كثيرة ضائعة وضحايا مبئات اآلالف رمبا)‪..‬‬ ‫فلسنا منلك شيئا‪ ،‬فالعالم والتاريخ ال ميشيان وفق إرادتنا‬ ‫نحن‪.‬‬

‫كاتب وباحث جامعي مغربي‬


‫خا�ص‬

‫اخلمي�س ‪ 08‬غ�شت ‪ 2013‬ـ العدد‪531 :‬‬

‫‪17‬‬

‫نطمح إلى دولة مدنية يكون رجال الدين فيها داخل معابدهم فقط‬ ‫�سوزان �إبراهيم‬ ‫لنعترف أو ًال بأن العالم العربي لم يختبر جتربة‬ ‫دميقراطية حقيقية إال فيما ندر ولفترات زمنية قصيرة‬ ‫تكاد ال تشكل قاعدة انطالق للحديث عنها‪ .‬الثورة التي‬ ‫انطلقت من تونس وجدت في الناس صدور ًا نضجت‬ ‫بالغضب وحان قطاف صراخها‪ .‬دول مدنية ظاهري ًا‬ ‫عسكرية في العمق أحادية الرؤية‪ ،‬تكاد تتماهى قياداتها‬ ‫بالكرسي واحلكم‪.‬‬ ‫اإلقصاء الذي مورس‪ ،‬بكل أشكاله‪ ،‬على اخلصوم‬ ‫السياسيني وأصحاب الرؤى املختلفة‪ ،‬واملفكرين‬ ‫واليساريني والليبراليني واملطالبني بدميقراطيات ودول‬ ‫مؤسساتية‪ ،‬خلق فئة حاقدة راحت تتهيأ لساعة صفر‬ ‫حتملها الرياح املؤاتية ألحالم قدمية‪.‬‬ ‫بدأت الثورة من قلب الشعوب‪ ،‬من وجعهم وجوعهم‬ ‫وحرمانهم ونفاد صبرهم‪ ،‬تطالب بحقوق وكرامة وبعض‬ ‫شمس‪ ،‬لكن الفئات املتهيئة في الهامش الظليل لن توفر‬ ‫موجة عاتية وعالية كهذه‪ ،‬فركبتها‪.‬‬ ‫اللصوصية واالنتهازية بدت واضحة في سلوك‬ ‫اإلسالميني منذ البدايات املبكرة‪ .‬وحني وجدت الشعوب‬ ‫نفسها بني مطرقة اإلسالميني وسندان الديكتاتوريات‪،‬‬ ‫ُس في عسله س ُم احلرص على الوصول‬ ‫متسكت بحلم د َ‬ ‫إلى السلطة‪ .‬وحني تسنموا سدة احلكم‪ ،‬ويا للغرابة ويا‬ ‫للفاجعة‪ ،‬استخدموا نفس أساليب الديكتاتوريات من‬ ‫بخبث يرتدي لبوس الدين‪ /‬الزاد‬ ‫إقصاء وتهميش لكن‬ ‫ٍ‬ ‫املخدر للبسطاء املنتظرين رب ًا يعدل في معاملتهم‪ ..‬وكانت‬ ‫وقاحتهم غير مسبوقة في ذلك‪ .‬إذ لم يكد حبر كلمات‬ ‫خطاباتهم وشعاراتهم يجف حتى انقلبوا على كل شيء‬ ‫وحتولوا من قيمني على مصير شعب وأمة إلى مجموعة‬ ‫أو جماعة تقيس الناس بطول حلاهم وسبحاتهم‪ ،‬وتصدر‬

‫دولة اخلالفة التي ينادون بها كانت لزمن و أ�قوام وثقافة‬ ‫واقت�صاد در�ست مظاهرها وانتهت �صالحية موجبات‬ ‫قيامها‪ .‬الدين جوهر ثابت باملطلق‪ ،‬واحلياة كرة تدور‬ ‫وتدور‪ ،‬فتتبدل أ�قوام ومعطيات وعلوم واكت�شافات‬ ‫علمية‪ ...‬من احلمق تطبيق قواعد املا�ضي الثابت‬ ‫حي‬ ‫املنق�ضي على م�ستقبل متحرك ديناميكي ّ‬

‫«فرمانات» التحرمي والتحليل ناسفة عقود ًا من حياة تبدو‬ ‫قمة في املدنية والعلمانية والتواشج االجتماعي قياس ًا‬ ‫مبا سعوا إليه ونشره بني الناس‪.‬‬ ‫لم ولن يكون منطقي ًا احلديث عن دميقراطية إسالمية‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من أن جوهر وروح األديان كلها واحدة‪ ،‬إال‬ ‫أن رجاالتها وأوصياء الله على األرض (كما يدعون) ال‬ ‫يعترفون بآخر أبد ًا‪.‬‬ ‫دولة اخلالفة التي ينادون بها كانت لزمن وأقوام‬ ‫وثقافة واقتصاد درست مظاهرها وانتهت صالحية‬ ‫موجبات قيامها‪ .‬الدين جوهر ثابت باملطلق‪ ،‬واحلياة كرة‬ ‫تدور وتدور‪ ،‬فتتبدل أقوام ومعطيات وعلوم واكتشافات‬ ‫علمية‪ ...‬من احلمق تطبيق قواعد املاضي الثابت املنقضي‬ ‫حي‪.‬‬ ‫على مستقبل متحرك ديناميكي ّ‬ ‫أعتقد أن وصول اإلسالميني إلى مبتغاهم كان‬ ‫مرحلة ضرورية‪ ،‬لنكشف ضحالة مشروعهم‪ ،‬هذا إن‬ ‫جاز لنا تسميته باملشروع‪ .‬ففيما خال كرسي السلطة‪،‬‬ ‫لم يتمكنوا حتى اآلن من تقدمي مشروع واضح ومتكامل‬ ‫لدولة يؤسسونها‪ ،‬ولم نر برامج أو خطط ًا حلل مشكالت‬ ‫معقدة تعاني منها معظم الشعوب العربية من فقر وبطالة‬ ‫وأمية واحترام الفرد وتوفير الفرص على أساس الكفاءة‬ ‫ال الوالءات‪.‬‬ ‫من وجهة نظر شخصية أعتقد أن ال دميقراطية‬ ‫حقيقية على األرض‪ ..‬فثمة دميقراطية األكثرية التي‬ ‫جتعل من الشعب أكثرية وأقلية‪ ...‬هناك لعبة دميقراطية‬ ‫عبر صناديق االقتراع‪ ..‬ما نحلم به أكبر وأنبل من لعبة‬ ‫الصناديق وكواليس السياسة‪ ..‬نطمح إلى دولة مدنية‬ ‫يتمتع فيها اجلميع بحقوق املواطنة وواجباتها في ظل‬ ‫قانون ال أحد يقف فوق سطحه‪ ،‬يكون رجال الدين فيها‬ ‫داخل معابدهم فقط‪.‬‬

‫كاتبة و�إعالمية �سورية‬

‫األولويات التي أوجبها عليهم الشرع الذي يعتقدونه‪ ،‬هي التي قضت عليهم‬ ‫مهدي �سلمان‬

‫ال�سالم ال�سيا�سي‪ ،‬قائمة فقط‬ ‫الدميقراطية يف نظر إ‬ ‫على فكرة عدد أ�ن�صاره يف ال�شارع‪ ،‬ف�إن كان أ�غلبية‬ ‫�صارت ال�صندوق‪ ،‬و�إن مل يكن �صارت «ال�شرعية»‪،‬‬ ‫و�إن كان أ�قلية �صارت «ال�شرع» أ�و «ال�شريعة»‪...‬‬ ‫ومثل هذا الفكر الهالمي ال ميكن أ�ن يقب�ض عليه‬ ‫�شيء‪ ،‬ألنه ال يقول �سوى مبا يحدد م�صلحته‬

‫إشكالية اإلسالم السياسي أنه وصل للسلطة في زمن‬ ‫الشعوب‪ ،‬وليس في زمن االنقالبات‪ ،‬األمر الذي ح ّد من بسطه‬ ‫لسلطته التي كان يتمناها‪ ،‬والتي كان يراهن على أنه فيما لو‬ ‫بسطها فع ً‬ ‫ال‪ ،‬فلن يتمكن أحد من نزعه منها‪.‬‬ ‫تتعارض فكرة اإلسالم السياسي مع الدميقراطية‪ ،‬وال ميكن‬ ‫ألحد أبد ًا أن يرى بعكس ذلك‪ .‬فاملجتمع اإلسالمي الذي يخطط‬ ‫له اإلسالم السياسي‪ ،‬ال يؤمن أبد ًا بالتعددية‪ ،‬وال يؤمن بالرأي‬ ‫اآلخر‪ ،‬تؤكد على ذلك تشريعات كثيرة تضعه والتنظيمات‬ ‫واجلمعيات التي ّ‬ ‫تنظر له أمام حرج كبير‪ ،‬فمن احلرية الفردية‪،‬‬ ‫إلى حرية االعتقاد‪ ،‬إلى مبدأ تداول السلطة‪ ،‬كل ذلك ال ميكن أن‬ ‫يقول أحد بقبول «اإلسالم السياسي» له‪ ،‬ألنه لو قال بذلك فهو‬ ‫تلقائي ًا يخرج من الفهم الذي يو ّلده وهو «الوالية اإلسالمية»‬ ‫و«إقامة الشرع والشريعة» الذي يرى بأنه هو الصواب الوحيد‪،‬‬ ‫بل وفكرة قيام املشروع نفسه مبنية على هذا‪ ،‬ومبنية على‬ ‫واليتها املطلقة على الناس‪.‬‬ ‫كل هذا كان ميكن أن يتمكن للجماعات والتنظيمات‬ ‫اإلسالمية لو أنها قامت في فترة غير هذه الفترة‪ ،‬غير الفترة‬ ‫التي قامت فيها الشعوب للمطالبة باحلرية والعدالة والكرامة‪،‬‬ ‫لذلك فلم يكن لهذه الشعوب في هذه الفترة الصبر على فكر‬ ‫يؤمن بأنه صاحب احلق املطلق‪ ،‬وأنه من أجل تطبيق هذا‬ ‫احلق املطلق البد من التمهيد لذلك عبر إجراء تغيير تام في بنية‬ ‫النظام الذي جاء بها ليتناسب مع هذه الفكرة‪ ..‬هذا ما حدث‬ ‫في الثورة اإليرانية التي وضع فيها الفقهاء نظاما بالغ الدقة‬ ‫والتعقيد‪ ،‬يوحي بدميقراطية‪ ،‬ولكنها أش ّد ديكتاتورية من أعتى‬ ‫الديكتاتوريات‪ ،‬أي ديكتاتورية «الفكرة»‪ ،‬وهذا ما كانت مقبلة‬

‫عليه مصر لوال ثورة ‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬حيث ُسئل مرشد جماعة‬ ‫اإلخوان املسلمني السابق مهدي عاكف في إحدى املقابالت إن‬ ‫كان مشروعهم قد استتب‪ ،‬فقال إن املشروع اإلخواني ال يستتب‬ ‫سوى بأخونة الدولة‪ ،‬أي أن املشروع ال ميكن أن ينجز سوى‬ ‫بتغيير القوانني لتتناسب وفكرة «الوالية»‪.‬‬ ‫الدميقراطية في نظر اإلسالم السياسي‪ ،‬قائمة فقط على‬ ‫فكرة عدد أنصاره في الشارع‪ ،‬فإن كان أغلبية صارت الصندوق‪،‬‬ ‫وإن لم يكن صارت «الشرعية»‪ ،‬وإن كان أقلية صارت «الشرع»‬ ‫أو «الشريعة»‪ ...‬ومثل هذا الفكر الهالمي ال ميكن أن يقبض‬ ‫عليه شيء‪ ،‬ألنه ال يقول سوى مبا يحدد مصلحته‪ .‬إذ حل ّد‬ ‫اآلن لم يحدّد اإلسالم السياسي فهم ًا واضح ًا للدميقراطية مبا‬ ‫يتناسب و«الشريعة» التي يتبناها‪ ،‬وال بد لدى دخول هذا التيار‬ ‫في احلراك السياسي أن يقبل باملفهوم الواضح للدميقراطية‪،‬‬ ‫ليس مبا هو صندوق االنتخاب فقط‪ ،‬بل مبا هو أيض ًا حقوق‬ ‫األقليات في دولة مواطنة عادلة‪ ،‬تكفل لهم أن ينظر لهم القانون‬ ‫على أساس أنهم مواطنون‪ ،‬ال رعايا أو «أهل ذمة»‪.‬‬ ‫في اجلانب األخير‪ ،‬أرى أن فشل اإلسالم السياسي إبان‬ ‫الربيع العربي‪ ،‬يأتي بسبب ما يقوم عليه‪ .‬فالشرع الذي تقوم‬ ‫عليه فكرة اإلسالم السياسي‪ ،‬يوجب عليهم أن ّ‬ ‫ميكنوا لدولتهم‬ ‫قبل التمكني للمواطن فرص العيش‪ ،‬فانشغل اإلسالميون‬ ‫بأسلمة دولهم‪ ،‬قبل توفير الفرص الكرمية للمواطنني للعيش‪..‬‬ ‫انشغلوا من جانب بإدخال كوادرهم في الوظائف العامة‪ ،‬ومن‬ ‫جانب آخر بإعداد قوانني ومواد دستورية يرونها ممكنة لهم‬ ‫ولشرعهم‪ ،‬قبل أن ينشغلوا باإلنسان‪ ...‬األولويات التي رأوها‬ ‫والتي أوجبها عليهم الشرع الذي يعتقدونه‪ ،‬هي التي قضت‬ ‫عليهم‪.‬‬

‫كاتب وفنان بحريني‬


‫‪18‬‬

‫خا�ص‬

‫اخلمي�س ‪ 08‬غ�شت ‪ 2013‬ـ العدد‪531 :‬‬

‫ثالثة محاور أساسية لرصد فشل اإلسالم السياسي‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫‪ l‬إن اإلخوان يذكرون املجتمعات «املعربة» بجرح‬ ‫الفتوحات اإلسالمية التي ال تزال تعاني في ال شعور أبنائها‬ ‫اضطهاد الفاطميني والعباسيني واألمويني وتعاليهم‬ ‫على هذه البلدان‪ ،‬واعتبارهم ملواطنيها رعايا غير كاملي‬ ‫احلقوق‪ .‬فالدول التي وقعت أسلمتها دون أن تتخلى عن‬ ‫لغتها‪ ،‬كدول إفريقيا السوداء وآسيا وبالد فارس‪ ،‬ال تعاني‬ ‫هذا الشرخ التاريخي في هويتها‪.‬‬

‫كوثر خليل‬ ‫لقد تصدرت حركات اإلسالم السياسي املشهد السياسي‬ ‫بعد الثورات العربية بتمويالت خارجية استغلتها في‬ ‫الدعاية االنتخابية لكن مشروعها باء بالفشل وكان لذلك‬ ‫جوانب عديدة‪:‬‬

‫‪ - 1‬هيكليا‪:‬‬ ‫‪ l‬اعتماد هذه احلركات على خطاب ديني تقليدي‬ ‫متشدد في قراءة معاني القرآن وأحكامه حول القضايا‬ ‫اخلالفية جعلها حركات مبتورة عن واقعها‪.‬‬ ‫‪ l‬غيابهم عن احلراك السياسي بسبب النفي والسجن‬ ‫جعلها غير مدركة للتغيير الذي حدث للنخب الفكرية‬ ‫وللمجتمع بشكل أبطأ كما لم تستطع خلق طبقة فكرية‬ ‫تدعمها‪.‬‬ ‫‪ l‬اعتبارهم ألوطانهم جزءا من املشروع‪ ،‬ال املشروع‬ ‫بكامله‪ ،‬فهم يؤمنون باخلالفة التي تتكون من مركز للحكم‬ ‫ودول تابعة له سياسيا واقتصاديا‪.‬‬ ‫‪ l‬اقترانهم باإلرهاب الدولي‪ ،‬وهذا بعيد عن اإلسالم‬ ‫وروح األديان‪.‬‬ ‫ إن قراءة اإلخوان خلساراتهم ال تخضع ملنظور نقدي‬‫جدلي‪ ،‬بل يرون فيها ابتالء من الله‪ ،‬ولهذا فهم يكررون‬ ‫نقس األخطاء وال يصححون مساراتهم‪.‬‬

‫‪ - 2‬تاريخيا‪:‬‬ ‫‪ l‬إن الظاهرة اإلخوانية ظاهرة غريبة عن النسيج‬ ‫االجتماعي للبلدين‪ ،‬تونس ومصر منوذجا‪ .‬فتونس لها‬ ‫تاريخ دستوري قدمي بدأ من «دستور قرطاج» إلى «امليزان»‬ ‫في احلكم املرادي إلى «عهد األمان» إلى «مفكري اإلصالح»‪..‬‬ ‫فتونس بلد مدني منذ آالف السنني‪ ..‬كما أن مصر بقاعدتها‬ ‫القبطية ونخبها الفكرية التي لها تقاليد ضاغطة في احلراك‬ ‫الفكري واالجتماعي باإلضافة إلى دور اجليش في احلياة‬ ‫السياسية املصرية‪ .‬وهذا يجعل من البلدين أرضا طينية‬ ‫للمد اإلخواني‪ .‬فحصول اإلخوان على أغلبية األصوات‬ ‫في فترة متيزت بفوبيا الفوضى ال يجعلهم جزءا من هذا‬

‫‪ - 3‬واقعيا‪:‬‬

‫الخوان خل�ساراتهم ال‬ ‫�إن قراءة إ‬ ‫تخ�ضع ملنظور نقدي جديل‪ ،‬بل‬ ‫يرون فيها ابتالء من اهلل‪ ،‬ولهذا‬ ‫فهم يكررون نق�س أ‬ ‫الخطاء وال‬ ‫ي�صححون م�ساراتهم‬

‫باملزيد من التألق الدراسي ياقوت غزال‬ ‫يتقدم يحيى وجنمة غزال ب أ�حر التهاين ل�شقيقتهما ياقوت البالغة ‪� 8‬سنوات مبنا�سبة‬ ‫�إحرازها أ�على معدل درا�سي يف امل ؤ��س�سة‪ ،‬وهي تب�صم على جناح بتفوق �إىل الق�سم الثالث‬ ‫ابتدائي‪ ،‬متمنيني لها املزيد من العطاء املعريف يف ما تبقى من م�سريتها التعليمية حتى تبلغ‬ ‫ال� أش�ن التي تر�ضاه‪ ،‬ويتنا�سب مع كل ما ينتظره الوالدان حممد و�سناء ر ؤ�يته يف �شخ�صها عند‬ ‫م�ستقبل أ‬ ‫اليام‪ .‬كما يغتنم املهنئان‬ ‫الفر�صة أ�ي�ضا لتقدمي الرجاء البنة‬ ‫عمتهما غزالن الربيدي الناجحة‬ ‫بتميز يف ال�سنة الثالثة أ‬ ‫للق�سام‬ ‫التح�ضريية‪ ،‬و أ�ختها هدى‪ ،‬وكذلك‬ ‫أ�بناء خاالتهما مغيث الدغاي وحممد‬ ‫وخديجة الطالب‪ ،‬احلا�صلة على‬ ‫�شهادة الباكالوريا‪ ،‬ونور الهدى‬ ‫الي�سع وزكرياء الفايق‪ .‬ثم ابنا‬ ‫عمتهما أ�حمد وكنزة أ�كنيو‪ .‬دون‬ ‫ن�سيان الكتكوت حممد أ�كنيو حتى‬ ‫ي�سري على النهج ذاته بعد أ�ن‬ ‫ي�شرع ال�سنة املقبلة �إن�شاء اهلل يف‬ ‫ت�سلق أ�دراج التعليم أ‬ ‫الويل‪.‬‬

‫‪ l‬سياسيا‪ :‬يركز مشروع اخلالفة احلكم في بلد معني‬ ‫دون أن ميلك برامج وآليات لتوزيع السلطات في ظل الوضع‬ ‫اجلديد‪ ،‬فاخلالفة ليست نظاما احتاديا أو فدراليا بل هي‬ ‫نظام وصاية‪.‬‬ ‫‪ l‬اقتصاديا‪ :‬وإن استطاع اإلخوان التصرف في رؤوس‬ ‫األموال‪ ،‬إال أنهم عاجزون عن التصرف في الدولة وإدارة‬ ‫دواليبها بل حافظوا على نظام بدائي إقطاعي في احلكم‪.‬‬ ‫‪ l‬التعليم‪ :‬اخلوف على املناهج العلمية من التعريب‬ ‫الذي يؤثر على الدقة العلمية‪ ،‬وهذا مختبر في املناهج أو‬ ‫حذف مواد التفكير كالفلسفة والقضاء على اخليال العلمي‬ ‫والفني‪.‬‬ ‫‪ l‬اجلهاد‪ :‬يعتبر اجلهاد لديهم ركنا أساسيا‪ ،‬لكنه‬ ‫حافظ على ابستمياته القدمية‪ ..‬فما يفعله عمل فني أو‬ ‫جتربة ناجحة في املهجر يكون أكبر أثرا في تقريب الثقافات‬ ‫مما يفعله اجلهاد الذي يظل عامل توتير للجو خاصة إذا‬ ‫استهدف املدنيني‪.‬‬ ‫‪ l‬املرأة‪ :‬متثل املرأة في املنظومة اإلخوانية عامل‬ ‫اضطراب‪ ،‬ولهذا تشمل أغلب الفتاوى احلديثة النساء‬ ‫وأحكامهن بغية إفراغ الدين من قضاياه األساسية‪.‬‬ ‫‪ l‬قانونيا‪ :‬إن حصولهم على األغلبية البرملانية يجعلهم‬ ‫يتحكمون في الدساتير وفي أجيال قادمة بقوانني مشوهة‬ ‫تقيد احلريات باجلنس والدين والطائفة‪.‬‬ ‫لقد كان مسمى «الربيع العربي» إذنا باخلالفة اإلسالمية‪،‬‬ ‫لكن العالم تغير بفضل التراكم احلضاري والثورة الرقمية‬ ‫ما يجعل الوعي مكتمال بأن هذه األنظمة أنظمة عميلة‬ ‫تتوسل بالدين لتتحكم في مجتمعاتها‪.‬‬

‫كاتبة تون�سية‬

‫فن احلضرة وموسيقى احلال‬ ‫في املهرجان األول بالصويرة‬ ‫حتت شعار «احلضرة الصوفية ألنسائية هوية وانفتاح» تنظم جمعية املغرب‬ ‫العميق حلماية التراث وجمعية حضارة الصويرة الدورة األولى للمهرجان‬ ‫للحضرة وموسيقى احلال مبدينة الصويرة أيام ‪ 15-16-17‬و‪ 18‬غشت املقبل‪.‬‬ ‫وستعرف هذه الدورة مشاركة العديد من مجموعات احلضرة وموسيقى احلال‬ ‫الوطنية والدولية من باكستان وفرنسا وأستراليا‪ ،‬باإلضافة إلى حضارات من‬ ‫مختلف مناطق اململكة‪.‬‬ ‫ويعد فن احلضرة‪ ،‬الذي ظهر داخل الزوايا والطرق الصوفية‪ ،‬من الفنون‬ ‫العريقة باملدن التاريخية املغربية‪ .‬وتتميز احلضرة النسائية بكونها فنا يقتصر‬ ‫على النساء فقط لها طقوسها ورموزها وأمكنتها ومناسباتها الدينية واالحتفالية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬حيث تلتقي النساء احلضارات في مثل هذه املناسبات داخل البيوت‬ ‫والزوايا لصلة الرحم وإقامة طقوس األذكار واملديح والتقرب من الله بابتهاالت‬ ‫ودعوات يغلب عليها الطابع الصوفي‪.‬‬ ‫وفن احلضرة فن عريق يعود إلى القرن السابع عشر‪ ،‬وهو يستوحي روحه‬ ‫من الصوفية وتنشد أناشيده في الزوايا واحلضرات‪ ،‬كما أنه متواجد في املواسم‬ ‫التي تقام حول أضرحة األولياء كل سنة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.