مجلة صناعة المستقبل - العدد الثاني

Page 1


‫اإلفتتاحية‬

‫‪5‬‬

‫الصوماليون يف كينيا‪..‬‬ ‫إجنازات تواجه حتديات‬

‫‪6‬‬

‫الدبلوماسية‬ ‫الصومالية يف اخلارج‬

‫‪8‬‬

‫هل جيتمع (النقد )‬ ‫مع (الوحدة) ؟‬

‫‪12‬‬

‫المحتوى‬

‫دور اجملتمع البونتالندي يف‬ ‫تنمية الوطن‬

‫‪14‬‬

‫مرصد األحداث‬

‫‪17‬‬

‫تقييم تعليم اللغة العربية يف‬ ‫احللقات العلمية يف الصومال‪..‬‬

‫‪20‬‬


‫لطائف شعري ــة‬

‫‪29‬‬

‫الورقة األخرية‬

‫‪32‬‬

‫المحتوى‬

‫الكتاتيب ودور ها يف نشر‬ ‫القرآن الكريم يف الصومال‬

‫‪22‬‬

‫حملات عن الرتبية اإلسالمية يف‬ ‫الصومال‬

‫‪25‬‬

‫حوار مع مدير جامعة شرق‬ ‫افريقيا‪ ..‬آدم شيخ دون‬

‫‪27‬‬

‫دراسة حول لغات‬ ‫العامل‬

‫إعالن‪..‬‬

‫‪19‬‬

‫‪33‬‬



‫اإلفتتاحية‬ ‫جملة صناعة املستقبل‬ ‫يصدرها مركز القرن اإلفريقي للتنمية‬ ‫والبحوث والدراسات السياسية يف دولة‬ ‫الصومال الفيدرالية‬ ‫كل ‪ 3‬أشهر‬ ‫العدد ‪ | 2‬شعبان ‪ 1436‬ه‬ ‫يونيو ‪ 2015‬م‬

‫هيئة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫ليبان أحمد شرى‬ ‫نائب رئيس التحرير‬

‫عبد الفتاح نور أحمد‬ ‫(أشكر)‬ ‫مدير التحرير‬

‫فارح بنين بوص‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫خضر أحمد نور‬ ‫اإلخراج والجرافيك‬

‫عبداهلل يوسف موسى‬

‫املراسالت‬ ‫بوصاصو ‪ -‬بونت الند ‪ -‬الصومال‬ ‫الهاتف‪00252907798022 :‬‬ ‫‪00252907606053‬‬ ‫الربيد اإللكرتوني‪:‬‬ ‫‪yagleelka.aayaha@gmail.com‬‬ ‫املقاالت ال تعري بالرضورة عن رأي املجلة‬

‫الحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات‪ ،‬والصالة ة والسالم عىل الهادي‬ ‫البشري محمد وعىل آله وصحبه امليامني ومن تبعه‪.‬‬ ‫بتوفيق منه عز وجل نصدر العدد الثاني من مجلة (صناعة‬ ‫املستقبل) وهنا أشكر شكرا جزيال جميع من بذلوا جهدا ً ووقتا ً‬ ‫إلصدار هذا العدد‪.‬‬ ‫ومن دواعي الرسور والحبور الرتحيب الحار واالستقبال الطيب‬ ‫الذي حظي به العدد األول من مجلة (صناعة املستقبل) من رشائح‬ ‫املجتمع عموما ً والطبقة املثقفة عىل وجه الخصوص‪ .‬وكان الكل‬ ‫يحثّنا عىل االستمرارية والحفاظ عىل الخط التحريري الذي اتبعته‬ ‫املجلة يف باكورة إصدارتها‪.‬‬ ‫ونطمح – بإذن الله – وعاقدون العزم عىل أال يتوقف اإلصدار‪ ،‬وتبقى‬ ‫إحدى أهم الرصوح العلمية والثقافية واإلعالمية‪ ،‬وتكون مصدر‬ ‫إشعاع للرأي العام يف منطقة القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫إجتهدنا أن يقدم مادتها املطروحة أقالم صومالية مشهود لها‬ ‫بالكفاءة الكتابية‪ ،‬وأرقى الباحثني يف مجاالت تخصصهم‪ ،‬وأن يكون‬ ‫من كاتبي أعمدتها صحفيون مشهورون يف دنيا اإلعالم والكتابة يف‬ ‫الصومال وخارجها‪.‬‬ ‫سيرشفكم يف اإلصدارة الجديدة من مجلتكم أعالم بارزة مثل الوزير‬ ‫الدكتور والكاتب القدير‪ :‬د‪.‬صادق إينو ‪ ,‬والكاتب القدير عضو إتحاد‬ ‫كتّاب العرب أستاذ‪ :‬محمد عمر أحمد ‪ ,‬واللواء عيل إسماعيل املؤلف‬ ‫املشهور‪.‬‬ ‫وكذلك عمر محمد ورسمة املتخصص يف اللغة العربية واألدب‬ ‫املقارن‪ ،‬وسالم سعيد سالم الكاتب السيايس‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أن العناوين التي تحملها املجلة تنوعت مجاالتها‬ ‫وتعددت قضاياها‪،‬ومنها مقال يس ّلط الضوء عىل الدبلوماسية‬ ‫الصومالية وممثلياتها من ‪-‬سفارات وقنصليات‪ -‬يف الخارج وفيه‬ ‫رسد لوقائع وأحداث تخل بالعمل الدبلومايس‪ ،‬وأيضا كشف لقائمة‬ ‫أسماء السفراء وتشمل تقريرا أعدّه مركز القرن اإلفريقي للتنمية‬ ‫والبحوث والدراسات السياسية يبحث بحثا ُ علميا ً وباللغة الصومالية‬ ‫عن سبل تطبيق نظام الفيدرايل يف الصومال وتقديم توصيات ملعالجة‬ ‫أية إشكاليات تعرتضه إىل جانب مجموعة مقاالت ودراسات قيمة‪.‬‬


‫الصوماليون في كينيا‪ ..‬إنجازات تواجه‬ ‫تحديات‪..‬‬

‫مهدي حايش‬

‫يعترب املكون الصومايل جزء أصيال يف املشهد‬ ‫الكيني منذ تأسيس الجمهورية الكينية التي نالت‬ ‫استقاللها من االستعمار الربيطاني يف عام ‪,1963‬‬ ‫وتعزز هذا املكون منذ انهيار الحكومة املركزية يف‬ ‫الصومال وتدفق مئات آالف الالجئني عىل كينيا التي‬ ‫أصبحت الوجهة املفضلة للكثري من الهاربني من‬ ‫جحيم الحرب األهلية‪.‬‬ ‫ومن املعروف أن كينيا تحتضن أكرب جالية صومالية‬ ‫خارج بالدها رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة عن‬ ‫الرقم الحقيقي لهم‪ .‬ومن العوامل التي ساعدت‬ ‫املهاجرين الصوماليني لالنتشار يف كينيا وجود‬ ‫حاضنة تتمثل بوجود قومية صومالية كبرية‬ ‫يشرتكون معهم يف اللغة والثقافة والعرق‪ ,‬مما سهل‬ ‫لهم االندماج يف املجتمع والدخول يف معظم املجاالت‬ ‫الحيوية خاصة التجارية‬ ‫والثقافية منها‪.‬‬ ‫عالم التجارة‬ ‫إن أهم ما يتبادر إىل األذهان عند الحديث عن‬ ‫الصوماليني يف كينيا هو املجال االقتصادي الذي‬ ‫دخلوا فيه بقوة‪ ،‬حيث تحول الكثري منهم من‬ ‫الجئني كانوا يشكلون عبئا عىل الدولة املستضيفة‬ ‫إىل مستثمرين ساهموا بشكل ال تخطئه العني‪,‬‬ ‫ليس يف تغيري ظروف حياتهم االقتصادية إىل األفضل‬ ‫فحسب‪ ،‬بل ساهموا يف تحسني حياة آالف املواطنني‬ ‫الكينيني من خالل إيجاد وظائف مختلفة‪.‬‬ ‫إن إجراء مقارنة يف العاصمة الكينية نريوبي بني‬ ‫‪6‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫وزبر خارجبة كبنبا ‪ -‬من اصل صومايل‬ ‫‪ 1991‬حيث بدأ الصوماليون بالوصول إليها وبني‬ ‫‪2015‬م يوضح مدى التغيري الذي أحدثه التجار‬ ‫الصوماليون يف عالم املال واالستثمار أو حتى‬ ‫الثقافة التجارية – إن صح هذا التعبري‪ .-‬فالتجارة‬ ‫كانت حكرا لرشكات وطبقات معينة‪ ،‬ولم يكن من‬ ‫السهولة بمكان ‪ -‬قبل دخول التاجر الصومايل‪-‬‬ ‫محدودي الدخل أو صغار التجار أن يدخلوا يف السوق‪.‬‬ ‫ويعترب هذا التغيري أهم املالحظات التي يمكن أن‬ ‫يراه املراقب عىل الصعيد التجاري يف البالد‪ ،‬مما أدى‬ ‫إىل نشوء أسواق جديدة لم تكن معهودة‪ ,‬ورسعان‬ ‫ما جذبت مئات اآلالف من املستهلكني الذين وجدوا‬ ‫ضالتهم يف هذه األسواق الشعبية التي كرست «‬ ‫احتكار الرشكات العمالقة»‪.‬‬ ‫ومن أهم األمثلة الواضحة يف هذا السياق سوق (‬ ‫إيسيل ) التجاري معقل الصوماليني الذي ال يزال‬ ‫يتطور عمرانيا واقتصاديا بشكل مطرد حيث أصبح‬ ‫من أهم األسواق التي يقصدها املتسوقون يف كينيا‬ ‫وخارجها‪.‬‬

‫وصمد هذا السوق رغم حمالت التشويه املغرضة‬ ‫الذي طالته والتي تقف وراءها – حسب التجار‬ ‫الصوماليني‪ -‬جهات منافسة تحاول النيل من هذا‬ ‫السوق الذي شكل متنفسا لذوي الدخل املحدود‪.‬‬ ‫ويرى الكثري من الصوماليني أن الهدف من االتهامات‬ ‫هو تحجيم الطموحات االقتصادية لهم من خالل‬ ‫وصف معقلهم بأنه تحول إىل «وكر « لإلرهابيني»‬ ‫تارة واتهام التجارة املزدهرة يف إيسيل بأنها ثمرة‬ ‫ألموال القراصنة‪.‬‬ ‫وتشمل االستثمارات الصومالية يف كينيا مجاالت‬ ‫عديدة من بينها قطاع العقارات واملواد االستهالكية‬ ‫والتعليم وغريهم‪.‬‬ ‫غري أن النقد املوجه لتلك االستثمارات ليس‬ ‫مقترصا عىل جهات منافسة أو مناهضة كما يروق‬ ‫ألصحابها‪ ,‬بل إن هناك من يرى أن هروب األموال‬ ‫– من الصومال ‪ -‬إىل البلدان املجاورة ترك البالد‬ ‫فريسة للفقر والبطالة والجهل‪ ,‬معللني بأن األموال‬ ‫املستثمرة برشق إفريقيا لو وظفت لصالح الصومال‬


‫لساهم إيجابا يف الحياة االقتصادية واالجتماعية‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫دور ثقايف‬ ‫لقد اضطلع الصوماليون‪ -‬كينيني كانوا أو وافدين‬ ‫ بدور محوري ومهم يف نرش الثقافة اإلسالمية‬‫والعربية يف منطقة رشق إفريقيا بشكل عام ويف‬ ‫دولة كينيا بشكل خاص‪ .‬وقد أصبحت بصماتهم يف‬ ‫هذا املجال واضحة‪ ,‬ليس يف املناطق التي يشكلون‬ ‫فيها األغلبية ( قاريسا‪ ,‬مندير ووجري) فحسب بل‬ ‫يف عموم كينيا‪.‬‬ ‫فتم تأسيس عرشات املدارس اإلسالمية واملعاهد‬ ‫العربية التي تنوعت بني متخصصة بالعلوم الرشعية‬ ‫وأخرى زاوجت بني العلوم الرشعية إىل جانب‬ ‫تدريسها ملقررات املنهج الكيني املعتمد لدى الوزارة‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل الجامعات اإلسالمية الناشئة التي تضم‬ ‫اليوم مئات الطالب الذين وجدوا فرص التعليم داخل‬ ‫بالدهم‪ ,‬وهو حلم كان بعيد املنال لألجيال السابقة‬

‫التي كانت تغرتب سنوات طوال للحصول عىل التعليم‬ ‫الجامعي‪.‬‬ ‫ومن هذه الجامعات جامعة األمة‪ ،‬وراف العاملية يف‬ ‫نريوبي‪ ،‬وجامعة املستقبل يف قاريسا سبقتهم كلية‬ ‫الدراسات اإلسالمية يف ممباسا واألخرية هي امتداد‬ ‫ملعهد كساؤني ذائع الصيت‪.‬‬ ‫ناهيك عن الدور الدعوي امللحوظ بشكل الفت للنظر‪,‬‬ ‫حيث انترشت مظاهر التدين وعمت املساجد يف كل‬ ‫أنحاء كينيا باإلضافة إىل الخالوى القرآنية‪.‬‬ ‫لكن مع هذا االزدهار للتعليم اإلسالمي فإن‬ ‫املقاطعات الصومالية يف كينيا تأتي يف ذيل القائمة‬ ‫مقارنة باملقاطعات األخرى للبالد سنويا‪ ،‬عندما‬ ‫يتم إعالن النتائج للشهادة اإلعدادية والثانوية‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫حضور سيايس‬ ‫وتعزز الحضور السيايس للقومية الصومالية بشكل‬ ‫كبري خالل السنوات املاضية ألسباب مختلفة‪ ،‬من‬ ‫بينها التغريات السياسية التي شهدتها البالد والتي‬

‫انعكست إيجابا عىل املناخ السيايس مما سمح لكل‬ ‫القوميات بتمثيل أفضل من السابق‪.‬‬ ‫ومن بني تلك العوامل دستور ‪ 2010‬الذي أقر‬ ‫باستفتاء شعبي والذي أحدث تغيريات سياسية‬ ‫كبرية يف البالد من حيث تقسيم الدوائر االنتخابية‪،‬‬ ‫وإحداث نظام املقاطعات والحكام املحليني باإلضافة‬ ‫إىل توزيع الثروات بني األقاليم بشكل عادل والحد من‬ ‫املركزية ‪ ,‬ناهيك عن ازدياد الوعي السيايس واهتمام‬ ‫الناس بالسياسة بعد سنوات من الالمباالة‪.‬‬ ‫وللقومية الصومالية يف كينيا اليوم أكثر من ‪30‬‬ ‫ممثال يف الربملان ومجلس الشيوخ وحكام األقاليم‪,‬‬ ‫كما يمثلهم يف الحكومة وزيران أحدهما يف منصب‬ ‫سيادي ( وزارة الخارجية) باإلضافة إىل رئيس‬ ‫األغلبية الربملانية أدم دعايل‪.‬‬ ‫تحديات ماثلة‬ ‫أما التحديات فهي كثرية ومن الصعوبة بمكان‬ ‫حرصها يف هذه السطور‪ .‬لكن هناك أمر جوهري‬ ‫تجب اإلشارة إليه حتى نكون منصفني عندما‬ ‫نتناول هذا املوضوع‪ ,‬وهو أن اإلنجازات املشار أعاله‬ ‫إنما هي مقارنة بما كان الوضع عليه قبل سنوات‪,‬‬ ‫ودالئل عىل حصول تقدم رغم العقبات وال يعني‬ ‫هذا البتة بأن األمر وصل إىل الوضع املثايل وهو ما‬ ‫تشري إليه التحديات الجسيمة التي تواجهها القومية‬ ‫الصومالية‪ ،‬ويشارك يف بعضها األقلية املسلمة‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫من أهم تلك التحديات الهجمات املتكررة التي تقوم‬ ‫بها حركة الشباب ضد كينيا وما ينتج عنها من‬ ‫«شيطنة» للصوماليني حيث يبتز القلق كل فئات‬ ‫املجتمع كلما هز البالد حادث إرهابي خوفا من رد‬ ‫فعل السلطات أو حتى من أفراد الشعب‪ ,‬وهو أمر‬ ‫يشرتك معهم ‪ -‬وإن بدرجة مختلفة‪ -‬املسلمون‪.‬‬ ‫وما حدث مؤخرا يف قاريسا يعترب خري دليل‪ ,‬حيث‬ ‫قتل ‪ 142‬طالبا بجامعة قاريسا‪ ,‬فأغلقت الحكومة‬ ‫‪ 13‬رشكة حوالة يعتمد عليها مئات اآلالف الذين‬ ‫يتلقون األموال من ذويهم يف مخلف قارات العالم ‪.‬‬ ‫كما أصدرت أمرا بإعادة حوايل نصف مليون الجئ‬ ‫صومايل يف مخيم (داداب) أكرب مخيم يف العالم إىل‬ ‫بلدهم ‪ -‬رغم تأجيل األمر بعد مناشدات األمم‬ ‫املتحدة‪ , -‬األمر الذي أربك الصوماليني بشكل عام‬ ‫والسياسيني بشكل خاص‪ ،‬إىل درجة اتهام رئيس‬ ‫األغلبية الربملانية الحاكمة من قبل زمالئه يف الربملان‬ ‫بأنه» إرهابي» أو متعاطف مع اإلرهاب‪.‬‬ ‫وكان من نتائج هذا اإلرباك تأييد السياسيني‬ ‫الصوماليني لرتحيل الالجئني رغم دفاعهم املستميت‬ ‫يف مناسبات سابقة‪.‬‬ ‫ومن التحديات عىل املستوى السيايس ملمثيل‬ ‫مقاطعات القومية الصومالية القدرة عىل انتشال‬ ‫مناطقهم من التخلف والفقر والحرمان والتغلب عىل‬ ‫النزاعات القبلية املقيتة التي تعصف تلك األقاليم بني‬ ‫الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫فمنذ تطبيق نظام الحكومات املحلية أصبح لكل‬ ‫مقاطعة ميزانيتها املخصصة‪ ,‬وعليه فإن املمثلني‬ ‫السياسيني لتلك املنطقة –كغريهم‪ -‬أصبحوا‬ ‫عىل محك اختبار لتحقيق تطلعات الشعوب التي‬ ‫انتخبتهم بعد أن كانوا يشكون يف عهد النظام‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪7‬‬


‫املركزي من التهميش واإلقصاء‪.‬‬ ‫أضف إىل ذلك تخلف املناطق الصومالية من حيث‬ ‫الخدمات الصحية واملواصالت باإلضافة إىل إشكاالتها‬ ‫األمنية املزمنة‪ ,‬وعىل سبيل املثال ال الحرص فإن‬ ‫مقاطعات منديرا وجري‪ ،‬وقاريسا – كما أسلفنا‬ ‫سابقا‪ -‬كانت تحتل السنوات املاضية ذيل القائمة‬ ‫يف نتائج امتحانات الشهادات‪ ,‬ومما زاد من تفاقم‬ ‫الوضع هجرة املدرسني بعد هجمات حركة الشباب‬ ‫التي أودت بحياة عرشات العاملني من غري املسلمني‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ,‬ومهما قيل عن التحديات التي‬ ‫يواجهها الصوماليون‪ ,‬فإن كينيا تبقى البلد املفضل‬ ‫للمهاجر أو املستثمر الصومايل‪ ،‬وال يمكن مقارنته‬ ‫بأي حال من األحوال بأي بلد إفريقي آخر بما فيهم‬ ‫بلدهم األصل حسب رأيي‪ ,‬وهذا هو رس تشبث الكثري‬ ‫من الصوماليني بكينيا رغم كثرة الضجيج والعويل‬

‫الدبلوماسية الصومالية‬

‫محمود صالد عثمان‬

‫‪8‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫ىف العرف الدوىل تقوم الخارجيّة بمهمّ ة صياغة‬ ‫االسرتاتيجيات التى تمليها املصالح العليا للدّولة‪،‬‬ ‫وذلك بعد اجراء سلسلة من التّحاليل والدّراسات‪،‬‬ ‫يت ّم اسناد املهمّ ة فيها اىل بعض من أكثر رجاالت‬ ‫الدّولة خربة وحنكة ىف فهم العالقات الدولية والقدرة‬ ‫عىل االستنتاج‪ ،‬بما يضمن الحفاظ عىل العالقات‬ ‫ّ‬ ‫ويحقق املصالح االسرتاتيجية ذات‬ ‫الخارجية‬ ‫املنفعة املشرتكة‪ .‬رئيس الحكومة ووزير خارجيته‬ ‫ّ‬ ‫املختصة يتحمّ لون‬ ‫وبالتنسيق مع اللجان الربملانيّة‬ ‫مسؤولية اتّخاذ القرارات ىف ّ‬ ‫السياسات الخارجيّة‪.‬‬ ‫الصوماليّة تغ ّرد خارج ّ‬ ‫الخارجيّة ّ‬ ‫السب تماما ‪,‬‬ ‫أصبحت مج ّرد أداة ىف أيدى مجموعة قليلة استغ ّلت‬ ‫املنصب ّ‬ ‫السيادى لتحقيق مكاسب شخصيّة أنانية‬ ‫تتمثّل ىف‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الصحفيّة للتعبري عن موقف‬ ‫‪-1‬اصدار البيانات‬ ‫الحكومة ‪ ،‬بخصوص ما يجرى من أزمات حول‬ ‫ّ‬ ‫بغض النّظر عن الجدوى والعواقب املرتتّبة‬ ‫العالم‬


‫يف اخلارج وقائع وأحداث‬ ‫‪ .‬ومن تلك الهرطقات‪ :‬بيان شجب روسيا وتأييد‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬الخارجيّة لم تكتفى بذلك ىف بيانه الذي‬ ‫صدر ىف ‪ 6‬مارس ‪2014‬م وانّما أبدت استعدادها‬ ‫لتقديم مساعداتها ىف هذا املجال كونها تعرضت‬ ‫ألزمات كتلك عىل مدى العقدين املاضيني‪ ،‬وىف الرابع‬ ‫والعرشين من مارس هذا العام أصدرت الخارجيّة‬ ‫بيانا (تستنكر فيه الحكومة الفيدراليّة ماجاء عىل‬ ‫السويدى عند خوضه ّ‬ ‫لسان وزير الخارجيّة ّ‬ ‫الشأن‬ ‫السعودىة‪ ،‬وأضاف البيان « ّ‬ ‫الداخىل للمملكة ّ‬ ‫ان‬ ‫تصوير اململكة العربيّة ّ‬ ‫السعوديّة وقضائها بأنّه‬ ‫راعى ممارسات العصور الوسطى ليست فقط‬ ‫انتقاصا من مكانة ّ‬ ‫السعودية حكومة وشعبا وانّما‬ ‫هى أيضا انتهاك لحرمة املسلمني ىف أرجاء العالم “‬ ‫‪-2‬انتظار العزومة من املؤتمرات واالجتماعات‬ ‫املنعقدة خارج البالد‪ ،‬حيث يت ّم بيع التأشريات أو‬ ‫اعطاءها ألشخاص بداعى املحسوبيّة‪ ،‬ففى الكثري‬ ‫من األحيان يقوم الوكيل العام بعدم ال ّر ّد عىل خطاب‬

‫العزومة إن لم تتوافق مع هواه‪ ،‬وذلك اذا كان ّ‬ ‫السفر‬ ‫غري مجدى اقتصاديّا وىف م ّرات عديدة تنتهى بسهولة‬ ‫ىف أيدى أناس ال صلة لهم بالوزارة‪.‬‬ ‫‪-3‬إجراء العديد من التغيريات عىل مستوى منصب‬ ‫الوكيل العام بمعدّل وكيل عام جديد ك ّل أربعة أشهر‪،‬‬ ‫األمر الذى خلق مناخا من الفوىض وعدم االستقرار‪،‬‬ ‫إضافة إىل عدم كفاءتهم لهذا املنصب امله ّم ىف الوزارة‪،‬‬ ‫واألدهى من ذلك ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫السفري الصوماىل ىف باكستان‬ ‫كان قد ّ‬ ‫تول منصب الوكيل العام مع بقاءه سفريا‬ ‫ىف نفس الوقت‪.‬‬ ‫وىف عهدها قامت ( فوزية محمد ) الوزير األسبق‬ ‫بالتغيري والتعيني عبدى طاهرعبد الرحمن محمد‬ ‫رشيف‪ ،‬عبد السالم حاجى أحمد طمعد‪ ،‬حريس‬ ‫حاجي علسو‪.‬‬ ‫كما قام ( عبد الرحمن دعاىل بيله ) الوزير السابق‬ ‫بالتغيري والتعيني عبدى ديرىش‪ ،‬عبدال ّله دول‬ ‫محمد‪ ،‬يوسف أفغويى‪ ،‬بينما استه ّل الوزير الجديد‬

‫(إسماعيل هدلييه) هو اآلخر بتعيني ّ‬ ‫السيدة (ذهبة‬ ‫عمر محمد) وما زالت شهيّة التّغيري عنده ىف‬ ‫بداياتها‪!...‬‬ ‫‪-4‬لقد استثمر وزراء الخارجيّة منصبهم ذلك لتهريب‬ ‫أشخاص اىل أوروبا مقابل مبلغ من املال‪.‬‬ ‫‪-5‬اتّخاذ وإصدار جواز السفر لجني املكاسب‬ ‫ّ‬ ‫الشخصيّة وصناعة للمال بدءا بإجبار املواطنني عىل‬ ‫أن يمتلكوا تصميما جديدا بعد ك ّل بضع سنني‪ ،‬ففى‬ ‫مارس عام ‪2007‬م ت ّم إصدار أوّل جواز الكرتونى‬ ‫بتنفيذ رشكة ‪ GSL‬وىف أبريل ‪2010‬م أبرم (عمر‬ ‫عبد ال ّرشيد) صفقة جديدة لطباعة الجواز مع‬ ‫رشكة مونديال لتكنولوجيا العامليّة ‪ MTI‬التى ذكرت‬ ‫مجموعة املراقبة الدّوليّة أن رشيف حسن رئيس‬ ‫إقليم الجنوب الغربى ووزير املالية آنذاك وعبدالقادر‬ ‫شيخى القنصل العام ىف دبى وعبدالله غافو رئيس‬ ‫دائرة الهجرة والجنسيّة ك ّل هؤالء أصبحت لهم‬ ‫اسهم ىف الرشكة حسب ما جاء ىف تقرير مجموعة‬ ‫املراقبة الدّوليّة عام ‪2012‬م‪ ،‬يشري التّقرير كذلك ّ‬ ‫أن‬ ‫التكلفة الفعليّة لطباعة الجواز التتعدّى ‪ 10‬دوالر‪.‬‬ ‫‪-6‬عدم توفري الخدمات املنوطة بالوزارة‪ ،‬فعندما‬ ‫يحتاج املواطن أق ّل خدمة ممكنة يتفاجأ بمجموعة‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪9‬‬


‫ظفني عديمي ّ‬ ‫من املو ّ‬ ‫الضمري‪ ،‬يشرتطون الحصول‬ ‫عىل املال شخصيّا قبل تقديم أىّ خدمة ولو كانت‬ ‫الخدمة بسيطة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السفارات الخارجية‪،‬‬ ‫‪-7‬انعدام التّواصل مع‬ ‫وتعيينات عشوائيّة ّ‬ ‫للسفراء واملسؤولني‪ ،‬وغياب‬ ‫التّنسيق معهم بالكامل‪ ،‬ومن األمثلة ّ‬ ‫الصارخة ىف‬ ‫ذلك ّ‬ ‫أن الوزير بيله وعىل ضوء قراره باصالح وتقليص‬ ‫ّ‬ ‫السفارات أرسل خطابا إىل الخارجية املاليزية يأمر‬ ‫فيها باغالق السفارة الصومالية ىف كواالملبور من‬ ‫غري أن يت ّم إبالغ السفري باملوضوع البتّة‪ ،‬ولهذا فإن‬ ‫السفراء بدورهم أصبحوا ال يمثّلون ّال مصالحهم‬ ‫الشخصيّة والقبليّة‪.‬‬ ‫‪-8‬التواطؤ مع السفارات التى تقسو عىل املواطن‬ ‫ّ‬ ‫الصوماىل ىف الخارج‪ ،‬الديبلوماسيّة الصومالية‬ ‫ّ‬ ‫يمتهنها من يشاء‪ ،‬فكانت النتيجة وقوعها ىف برئ‬ ‫عميق ال يرجى اخراجها منه بسهولة‪ ،‬إذ يجرى‬ ‫فيها‪-:‬‬ ‫أ‌‪-‬خالفات دائمة تحتدم بني املسؤولني الكبار ىف‬ ‫السفارات ففى خالف نشب ما بني السفري الصومايل‬ ‫لدى ليبيا (عبد الكريم عىل ياسني) والقنصل العام‬ ‫(عبد العزيز محمد عيىس ) أدّى اىل أن يأمر السفري‬ ‫بايداع األخري ىف ّ‬ ‫السجن‪ ،‬وهذا نفس ما آلت اليه األمور‬ ‫مع القنصل العام ىف باكستان (أحمد عبدالرحمن)‬ ‫إثر خالفه مع السفري عبد السالم حاجى طمعد‪،‬‬ ‫األمر نفسه حدث مع القنصل الصوماىل ىف القاهرة‬ ‫(إسماعيل عبدى حسني ) عندما ت ّم االستيالء عىل‬ ‫مكتبه ومنعه من دخول السفارة باستخدام ّ‬ ‫الشطة‬ ‫املرصية‪ ،‬وذلك بعد خالف عميق بينه وبني السفري‬ ‫(عبدالله حسن)‪.‬‬

‫الرقم االسم‬

‫‪10‬‬

‫ب‌‪ -‬السفارات أصبحت مكانا لل ّربح والتّجارة فان‬ ‫تلك املوجودة عىل األراىض العربيّة واالفريقيّة أكثر‬ ‫ازدهارا من مثيالتها ىف أوروبا وأمريكا لعدم حاجة‬ ‫املواطن اليهم عىل أساس ّ‬ ‫ان املواطنني ّ‬ ‫الصوماليّني ال‬ ‫ّ‬ ‫يواجهون صعوبات الحبس واالبتزاز هناك ؛ لتمتعهم‬ ‫بإقامات رشعية أو جنسيات هناك ‪ ،‬باستثناء‬ ‫ّ‬ ‫السفارة الصومالية ىف روما ا ّلتى تعترب مم ّرا لكثري‬ ‫من املهاجرين عرب البحر من ليبيا‪ ،‬حيث يتع ّرضون‬ ‫لبعض االبتزازات أثناء إقامتهم هناك ‪ ،‬وهذا أدى اىل‬ ‫أن يفكر بعض ّ‬ ‫السفراء ىف بيع أو إيجار بعض املبانى‬ ‫اململوكة ّ‬ ‫للسفارات‪ ،‬كان آخرها إيجار مبنى السفارة‬ ‫الصومالية ىف إيطاليا مطلع ‪2012‬م‪ ،‬ىف عهد السفري‬ ‫(نور عدى ) الذى اعرتف القيام بذلك ىف مقابلة مع‬ ‫تلفزين يونيفرسال ‪ ،‬وذلك من غري استشارة ىف األمر‬ ‫حتّى مع الحكومة الصومالية آنذاك‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يت ّم افتتاح محالت تجارية داخل ّ‬ ‫السفارات‪،‬‬ ‫ففى ليبيا تتخذ رشكتى األمانة واملستقبل للحوالت‬ ‫مقرا لها ‪ ،‬كما أن السفري السابق عبد الحكيم عىل‬ ‫ياسني كان يحتكر التوسط لإلفراج عن املهاجرين‬ ‫املعتقلني ىف السجون الليبية ‪ ،‬حيث هدد جميع من‬ ‫كانوا يقومون بتسهيل اإلفراج ليكون هو الجهة‬ ‫الوحيدة التى تمتلك القدرة عىل ذلك‪ ،‬وبذلك يضط ّر‬ ‫أهاىل املعتقل اىل دفع ‪ $ 1000-700‬كانت معظم‬ ‫تلك األموال تذهب اىل جيب ّ‬ ‫السفريمع اعطاء بعض‬ ‫الضباط ىف الرشطة والجوازات‪ ،‬السفري عبد الحكيم‬ ‫أقيل من منصبه ليتم تعيينه عىل رأس السفارة ىف‬ ‫تنزانيا عام ‪2010‬م حيث استمر فيها لثالث سنوات‬ ‫هناك‪.‬‬

‫د‪ -‬بيع املنح التعليمية املخصصة للطالب ىف الداخل‬ ‫والخارج‪ ،‬تمر معظم املنح الدراسية عرب السفارة‬ ‫الصومالية ىف كينيا‪ ،‬ألن معظم السفارات األجنبية‬ ‫تزاول عملها من هناك مؤقتا‪ ،‬ومن هنا يجد السفري‬ ‫محمد عىل أمرييكا نفسه أمام مئات املنح سنويا‪،‬‬ ‫ليقوم ببيعها ىف السوق‪ ،‬لقد حرم السيد أمرييكا‬ ‫وبدم بارد اآلالف من االستفادة من منح دراسية‪،‬‬ ‫وهبتها لهم دول صديقة‪ ،‬كما أنه ال يتورع عن بيع‬ ‫التأشريات بالتنسيق مع بعض املفسدين ىف الخارجية‬ ‫الكينية‪ ،‬وقد أفاد أحد املو ّ‬ ‫ظفني ىف وزارة حكومية‬ ‫قوله‪ :‬لقد حصلت عىل عدة عزومات ىف كينيا‬ ‫وغريها للمشاركة ىف مؤتمرات مهمة لكن ولألسف‬ ‫كنت أخفق ىف الحصول عىل (التأشرية) وعندما أهم‬ ‫باالتصال عىل السفارة ىف كينيا لم أكن أجد الجواب‬ ‫الالئق‪ ،‬وكان األمر ينتهى بى إىل عدم املشاركة‪ ،‬ويف‬ ‫احدى األيام وبينما أتناول أطراف الحديث مع صديق‬ ‫ىل يشتغل ىف هيئة غري حكومية تنسق مع الوزارة‬ ‫ىف بعض املجاالت اإلغاثية ذكرت له أن اجتماعا ىف‬ ‫نريوبى ينعقد األسبوع القادم وكنت أتحرس من‬ ‫عجزي عىل املشاركة فيه فما كان من ال ّزميل اال ان‬ ‫استقبلنى بابتسامة تكسوها الثقة والهدوء‪ ،‬وأكد‬ ‫ىل أننى سأتمكن من املشاركة هذه امل ّرة فقط إن‬ ‫كان بامكانى دفع ‪ $500‬يتم دفعها لرشكة جوبا‬ ‫عىل أن تتكفل بإيصالها للسفري مع العلم أن رسوم‬ ‫(التأشرية ) الكينية ىف حدود ‪ .$50‬ويف الختام نوضح‬ ‫أدناه بعض الدبلوماسيني الصوماليني الذين يعملون‬ ‫يف السفارات الخارجية عىل النحو التايل‪:‬‬

‫البلد‬

‫دارود‬

‫‪1‬‬

‫عبد الرزاق فارح عىل‬

‫عمان‬

‫ليلكسه‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬

‫أبني محمد صالح‬ ‫خليف كديه‬ ‫جمال حسن‬ ‫سعيد يوسف نور‬ ‫أبرش حسن أبرش‬ ‫محمد حسن دوارى‬ ‫عبد القادر محمد وعيس‬

‫الهند‬ ‫ايران‬ ‫كينيا‬ ‫تنزانيا‬ ‫بوروندى‬ ‫زامبيا‬ ‫ليبيا‬

‫مجريتني‬ ‫مريحان‬ ‫ورسنغىل‬ ‫مجريتني‬ ‫مجريتني‬ ‫طلبهنتى‬ ‫أوغادين‬

‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫موىس حسن عبدالله‬ ‫عبد الله حسن‬

‫إيطاليا‬ ‫مرص‬

‫أوغادين‬ ‫برتريى‬

‫صناعة املستقبل‬


‫البلد‬

‫هوية‬

‫الرقم االسم‬ ‫‪11‬‬

‫عبد الله محمد سنبلولىس‬

‫بريطانيا‬

‫حوادىل‬

‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫محمد محمود تفو‬ ‫جربيل محمد شيخ‬ ‫عبد السالم حاجى ليبان طبنعد‬ ‫عبد الرحمن دينارى‬ ‫احمد عبد السالم‬ ‫محمد عبد الله اوغاس‬ ‫طاهر محمود جيلله‬

‫املانيا‬ ‫ماليزيا‬ ‫باكستان‬ ‫جنوب السودان‬ ‫اثيوبيا‬ ‫السودان‬ ‫السعودية‬

‫أبجال‬ ‫مرورسدى‬ ‫هربغدر‬ ‫مررسدى‬ ‫هربغدر‬ ‫هربغدر‬ ‫ابجال‬

‫‪19‬‬

‫عمر ادريس‬

‫قطر‬

‫ججيله‬

‫البلد‬

‫قبيلة در‬

‫‪20‬‬

‫يوسف طيغ‬

‫الصني‬

‫اسحاق‬

‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫عبد الله شيخ محمد‬ ‫احمد محمد اوليو‬ ‫فاطمة عبدالله انسانية‬ ‫بشري ابراهيم حاجى‬ ‫محمد محمود حندىل‬

‫رواندا‬ ‫السنغال‬ ‫سويرسا‬ ‫سوريا‬ ‫روسيا‬

‫بيمال‬ ‫در الجنوبية‬ ‫در الجنوبية‬ ‫در الجنوبية‬ ‫اسحاق‬

‫البلد‬

‫دجل ومرفله‬

‫‪26‬‬

‫محمد مرسل‬

‫تركيا‬

‫رحنوين‬

‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬

‫عىل سعيد فقى‬ ‫سيد أحمد شيخ‬ ‫جمال محمد برو‬

‫بلجيكا‬ ‫أوغندا‬ ‫جنوب افريقيا‬

‫رحنوين‬ ‫رحنوين‬ ‫جيدى‬

‫البلد‬

‫قبائل أخرى‬

‫‪30‬‬

‫عبد القادر شيخى‬

‫االمارات‬

‫بنادرى‬

‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬

‫عبد القادر أمني‬ ‫خديجة محمد املخزومى‬ ‫اسماعيل قاسم ناجى‬ ‫عبد الرحمن محمد هرابي‬

‫الكويت‬ ‫العراق‬ ‫اليمن‬ ‫جيبوتي‬

‫بنادرى‬ ‫بنادرى‬ ‫أصول يمنية‬ ‫رير اوحسن‬

‫الرقم االسم‬

‫الرقم االسم‬

‫الرقم االسم‬

‫صناعة املستقبل‬

‫‪11‬‬


‫هل جيتمع (النقد ) مع (الوحدة) ؟‬ ‫هناك أصالن عظيمان من أصول اإلسالم‪ ،‬هما قطب‬ ‫رحى الدين وركنه املتني‪ ،‬والفقه كل الفقه هو‬ ‫النجاح يف التوفيق بينهما‪ :‬األول هو رعاية الوحدة‬ ‫واجتماع املسلمني ‪ ،‬والثاني هو إنكار املنكر ( النقد)‬ ‫وعدم مداهنة الباطل‪ .‬وقد بينت كل منهما نصوص‬ ‫متكاثرة فاألول جاء تقريره يف النصوص القرآنية‬ ‫بأوضح عبارة مثل قوله تعاىل « واعتصموا بحبل الله‬ ‫جميعا وال تفرقوا» (آل عمران) وقوله تعاىل « وال‬ ‫تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم‬ ‫البينات‪ ( )..‬آل عمران) وقوله تعاىل ( وال تنازعوا‬ ‫فتفشلوا» ( األنفال) ‪ .‬أما األصل الثاني وهو إنكار‬ ‫املنكر وعدم مداهنة الباطل بدعوى رعاية املشاعر(‬ ‫املداهنة) فقد جاءت النصوص أيضا لتقريره بما ال‬ ‫يدع مجاال ألهميته ورضورته كقوله تعاىل ‪ »:‬كنتم‬ ‫خري أمة أخرجة للناس تأمرون باملعروف وتنهون‬ ‫عن املنكر» ( آل عمران) وقوله سبحانه عن بني‬ ‫إرسائيل» كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما‬ ‫قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله ‪ (»..‬املائدة) وقوله‬ ‫صىل الله عليه وسلم ‪ »:‬من رأى منكم منكرا فليغريه‬ ‫بيده فإن لم يستطع فبلسانه ‪ ،‬فإن لم يستطع‬ ‫فبقلبه ‪،‬وذلك أضعف اإليمان « ( رواه مسلم عن أبي‬ ‫سعيد الخدري)‪.‬‬ ‫وإذا نظرت يف حياة السلف الصالح من الصحابة‪-‬‬ ‫ريض الله عنهم‪ -‬ومن بعدهم من أئمة العلم تجد‬ ‫أنهم قد وفقوا غاية التوفيق يف الجمع بني األصلني‬ ‫بحكمة ومسئولية‪ ،‬فهم رغم اختالفهم يف املسائل‬ ‫العلمية والسياسية‪ ،‬وشيوع حركة نقد األخطاء‬ ‫فيهم‪ ،‬قلما انخرمت األخوة‪ ،‬أو شاعت روح التفكك‪.‬‬ ‫مما يحسن االستشهاد به قول اإلمام الشافعي‬ ‫ليونس بن عبد األعىل أخذ الشافعي منكبي فقال‪( :‬أال‬ ‫ترىض أن نختلف يف مسائل ونكون إخوة ) وعندما‬ ‫حدث اإلمام أحمد عن إسحاق بن راهوية‪( :‬نحن‬ ‫أحبة وإن كنا قد اختلفنا يف مسائل) اإلمام الشافعي‬ ‫رد عىل اإلمام مالك يف اجتهاده عمل أهل املدينة؛ لكن‬ ‫الشافعي عندما تكلم عن اإلمام مالك قال ( إذا ذكر‬ ‫الرجال فمالك النجم)‪.‬‬ ‫ونحن اليوم بأمس الحاجة إىل تفعيل هذه املبادئ‬ ‫اإلسالمية حفظا لألخوة والوحدة‪ ،‬وإبقاء لإلسالم‬ ‫قوته ونقاءه من شيوع األخطاء والبدع فيه ‪.‬‬ ‫وإذا تأملت يف النقد الجاري بني االتجاهات اإلسالمية‬ ‫( يف دائرة السنة) وجدت فيه نوعني‪ :‬أحدهما ظلم‬ ‫وبغي وأهواء شخصية تهدم األخوة وتفتت الوحدة‪،‬‬ ‫والثاني نقد منهجي وهو محمود إذا صاحبته‬ ‫الحكمة‪:‬‬ ‫األمر األول منشؤه الغفلة عن حق اإلخوة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ومقتضياتها وطغيان الذات يف التقييم‪ ..‬وهذا هو‬ ‫الهوى والبغي الذي نهى الله عنه بعينه وعالمة‬ ‫هذا النوع من النقد هي اصطياد األخطاء الشاذة‬ ‫وتعميمها والفرح بها والتشنج واملزايدة واملبالغة يف‬ ‫‪12‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫األخطاء الصادرة من الجماعات‪ ،‬ألنه يريد أن يكمل‬ ‫نفسه بنقص اآلخرين ‪ ،‬ويظهر نفسه غاضبا للحق‬ ‫وإنما غضب لنفسه ‪ ،‬مع أن التدين الصحيح يقتيض‬ ‫أن تفرح بصواب مناظرك كما قال اإلمام الشافعي‬ ‫رحمه الله ( ما ناظرت أحدا فوددت أنه يخطئ)‪.‬‬ ‫وهذا النوع من الظلم يوجد عند كل الجماعات‬

‫محمد عمر أحمد‬ ‫جامعة والية بونتالند‪ -‬جاروى‪ -‬الصومال‬ ‫اإلسالمية تقريبا‪.‬‬ ‫األمر الثاني‪ :‬هو أمر منهجي ومقصود عند علماء‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ومنهم (املحدثون) فمنهجهم عندما‬ ‫يجرحون عاملا آخر أو مشتغال بالعلم فليس معناه‬ ‫أنهم يغفلون عن إسالمه وصالحه‪ ،‬ولكن هذا النقد‬ ‫العنيف مبعثه هو الدفاع عن حوزة اإلسالم حتى ال‬ ‫تغزوه جحافل الباطل أو سموم البدع املزخرفة التي‬ ‫ترتكب باسمه؛ وهذا ما حدا املحدثني من علماء‬ ‫الجرح والتعديل باتخاذ منهج صارم يتعمد عىل فرز‬ ‫الرواة ‪ ،‬فيبينون من ليس أهال للرواية حماية للرشع‬ ‫ولو أدى ذلك إىل تجريح الشخص‪ ،‬وإسقاط سمعته‬ ‫العلمية‪ ،‬رعاية للمقصد األهم وهو الدفاع عن‬ ‫الرشيعة‪ ،‬فهم يقولون‪ :‬فالن كذاب‪ ،‬أو ( ليس بيشء)‬ ‫أو ( هالك) وسألوا عليا بن املديني عن أبيه فقال‪:‬‬ ‫اسألوا عن غريي‪ ،‬فقالوا ‪ :‬بل نسألك فقال‪ :‬هذا دين‬ ‫أبي ضعيف‪ .‬وكذلك محمد بن أبي الرسي عندما سئل‬ ‫عن أخيه حسينا قال ‪( :‬ال تكتبوا عن أخي فإنه كذاب‬ ‫)–يعني أخاه حسني ابن أبي الرسي‪.‬‬ ‫ونقل اإلمام ابن تيمية يف مجموع الفتاوى(‬ ‫‪« :)231\28‬قال بعضهم ألحمد بن حنبل‪ :‬إنه يثقل‬ ‫َّ‬ ‫سكت‬ ‫عيل أن أقول فالن كذا وفالن كذا‪ ..‬فقال‪ :‬إذا‬ ‫ُّ‬ ‫وسكت أنا‪ ،‬فمتى يعرف الجاهل‪ :‬الصحيح من‬ ‫أنت‪،‬‬ ‫السقيم؟! « قلت‪ :‬وليس قصدهم أن الشخص ال خري‬ ‫فيه‪ ،‬ولكنه من أجل التحذير‪ ،‬وحفظ الدين يف مقام‬ ‫الرواية التي تبنى عليها األحكام؛ والعتقادهم أيضا‬ ‫أن (الرد عىل املخالف من أصول اإلسالم) ويقني‬

‫أنهم يعرتفون له باإلسالم وإذا كانوا كذلك فإنهم‬ ‫يعرتفون له حقوق األخوة اإلسالمية ويعاملونه‬ ‫بحسن الخلق والجوار‪ ..‬وبعض الدعاة اليوم يخطئ‬ ‫يف تطبيق هذا األصل ‪ ،‬ويتخذ النقد أي اإلنكار منهجا‬ ‫عاما يف كل حال فكأنه متخصص يف ( الجرح فقط‬ ‫) قلما ينجو عالم مسلم أو داعية من قلمه ولسانه؛‬ ‫مع أن التجريح رضورة استثنائية اقتضاه واجب‬ ‫الدفاع عن حياض اإلسالم مع رعاية الحرمة والقيام‬ ‫بمقتضيات األخوة األخرى حتى ال تتمزق األمة قطعا‬ ‫ويشيع التجريح يف كل ركن من أركان املتجتمع‪.‬‬ ‫ومن فوائد اإلنكار ( النقد) حماية كيان اإلسالم‬ ‫وتنقيته من اآلراء السخيفة التي تترسب إليه بسبب‬ ‫استحسان بعض العلماء‪ ،‬أو تأتي من أعداء اإلسالم‪،‬‬ ‫ولوال وجود النقد عند العلماء ملاتت قوة اإلسالم ورح‬ ‫وأي أمة ضعف فيها النقد وإنكار املنكر فإنها تموت‬ ‫بسبب تراكم األخطاء القاتلة فيها‪.‬‬ ‫واختالف العلماء أحيانا يف طريقة التعاطي مع‬ ‫موضوع (الرد عىل املخالف) شدة ولطفا نابع من‬ ‫طبيعته؛ ألن الشارع اكتفى بتقرير القاعدة العامة‪،‬‬ ‫ولكن طريقة رد املنكر وهل الشدة مطلوبة أم ال؟‬ ‫وهل يكون الرد علنيا ً أو رسياً؟ وهل الهجر مناسب‬ ‫ودرجته كل هذا من باب السياسة الرشعية الذي‬ ‫يتأثر بالظروف والزمان واملكان والشخص‪ ..‬إلخ‪ .‬و‬ ‫حتى تطبيقات الرسول‪-‬صىل الله عليه وسلم لهذا‬ ‫املبدأ اختلفت‪ .‬والقاعدة فيه أن ما يحقق املصلحتني‬ ‫(تقليل املنكر ورعاية األخوة) هو أحسن وأفضل‪.‬‬ ‫من الخري أال يلتهم األلم قلبك‪ ،‬وال يعترص الهم‬ ‫نفسك بسبب رد عليك أو عىل جماعتك‪ ،‬السيما إذا‬ ‫استشعرت أن الباعث هو الحمية لإلسالم والدفاع‬ ‫عنه‪ ،‬ألنك إذا رفضت توجيه النقد إليك فقد ساويت‬ ‫آراءك بكتاب الله الذي ال يأتيه الباطل من بني يديه‬ ‫وال من خلفه ‪.‬بل إن هذا النوع من الرد قد يكون‬ ‫سببا لتقوية املحبة ألنه لوجه الله؛ ألن عدوك حقا‬ ‫من يهادنك وال ينصحك‪ ،‬وهذا عىل املستوى الفردي‬ ‫والجماعي أيضا‪.‬‬ ‫من نماذج اإلنصاف التي تخدم للوحدة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتكون تطبيقا ملا ذكرته ما رأيته للشيخ يوسف‬ ‫النبهاني‪-‬رحمه الله‪ -‬ومن كبار أئمة الصوفية‬ ‫ببريوت يف القرن الرابع عرش الهجري‪ « :‬وابن‬ ‫تيمية هو إمام كبري‪ ،‬وعلم شهري من أفراد أئمة‬ ‫األمة املحمدية‪ ،‬الذين تفتخر بهم عىل سائر األمم‪،‬‬ ‫ولكنه مع ذلك غري معصوم من الخطأ والزلل‪ ،‬فقد‬ ‫أخطأ يف مسائل قليلة ( منها هاتان املسألتان) خطأ‬ ‫فاحشا خالف فيها جمهور األمة من السلف والخلف‬ ‫كما بني كثري من املحققني‪ ..‬وابن تيمية وإن أخطأ‬ ‫يف هذه املسائل املعدودة فقد أصاب بمسائل ال تعد‬ ‫وال تحرص‪ ،‬نرص بها الدين املبني‪ ،‬وخدم بها رشيعة‬ ‫سيد املرسلني‪ ...‬ثم قال‪ :‬اعلم أني أعتقد يف ابن تيمية‬ ‫وتلميذه ابن القيم‪ ،‬وابن عبد الهادي أنهم من أئمة‬


‫الدين وأكابر علماء املسلمني‪ ،‬وقد نفعوا األمة املحمدية نفعا عظيما‪ ،‬وإن‬ ‫أساءوا غاية اإلساءة يف بدعة منع الزيارة واالستغاثة ‪ ( .« .....‬شواهد يف‬ ‫االستغاثة بسيد الخلق للنبهاني ص( ‪)62-52‬‬ ‫وقال يف موضع آخر من كتابه‪ ( :‬اعلم أن اإلمام ابن تيمية هو يف العلم كالبحر‬ ‫العجاج املتالطم باألمواج؛ فهو تارة يلقي اللؤلؤ واملرجان‪ ،‬وتارة يلقي‬ ‫األحجار والصدف‪ ،‬وتارة يلقي األقذار والجيف‪ ،‬ولكن صفته األوىل والجميلة‬ ‫هي الغالبة عليه ) ص‪ 44 :‬نسخة ألكرتونية)‬ ‫قلت‪ :‬اإلمام النبهاني علم شهري يف دائرة الصوفية وكتبه معتمدة‪ ،‬وأهمها‬ ‫كتاب ( جامع كرامات األولياء) أما كتابه هذا (شواهد الحق) مأله أقواال‬ ‫غريبه جدا تسود وجه اإلسالم وتؤلم قلب املسلم الذي يرغب يف العيش يف نقاء‬ ‫التوحيد وعبق اإليمان الخايل من شوائب الرشك‪ ،‬وقد رد عليه اإلمام األلويس يف‬ ‫كتابه ‪ :‬غاية األماني يف الرد عىل النبهاني‪.‬‬ ‫أما مسألة منع شد الرحال إىل زيارة القبور ‪ ،‬واالستغاثة التي عاب فيها‬ ‫النبهاني اإلمام ابن تيمية فإن الكتاب والسنة اللذين أمرنا رد التنازع إليهما‬ ‫فيؤيدان رأي ابن تيمية ‪ ،‬وليس هذا مقام التفصيل يف هاتيك املسائل‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن كليهما مقصده حسن فابن تيمية يغلب جانب سد الذرائع واالقتصار عىل‬ ‫السنة رعاية ألمر الرسول‪-‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬والنبهاني يحرص عىل توقري‬ ‫الرسول‪ ،‬ولكن منهجيته يف التوقري شجعت انتشار البدع التي شوهت جمال‬

‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ولكن التزام النبهاني الحياد‪ ،‬وتفريقه بني العواطف والحقائق‪ ،‬وتخلص من أكرب‬ ‫خطأ يقع عليه البرش وهو تقييم الفرد من خالل الذات والحب والكره الشخيص‪،‬‬ ‫أو أن يجعل رأيه يف الشخص مساويا قطعا لحكم الله فيه‪ ،‬وهذا دليل عىل ورع‬ ‫النبهاني وصدقه مع نفسه وعدله‪ ...‬وهكذا كان ابن تيمية رحمه الله مع‬ ‫مخالفيه‪.‬‬ ‫ومن نماذج اإلنصاف أيضا التي تعزز الوحدة اإلسالمية رغم وجود االختالف‬ ‫والنقد املتبادل كلمة رأيتها منسوبة للعالمة املحدث نارص الدين األلباني ‪-‬رحمه‬ ‫الله‪ -‬وهي قوله‪« :‬إن كانت لألستاذ حسن البنا أخطاء فهي مغمورة يف بحر‬ ‫حسناته‪ ،‬ولو لم يكن لـحسن البنا إال تجديد شباب الدعوة لكفاه ذلك» ( نقال‬ ‫عن ويكبيديا) وعند البعض ممن ينتمي للدعوة والسلف فإنه ليس يف جعبتهم‬ ‫إال عبارات النقد والتجريح ‪ ،‬وليس يف حديثهم ما يشعر بأن نقدهم ليس مبعثه‬ ‫اإلساءة وقطع األخوة ‪.‬‬ ‫ويف الختام أقول إن االعتدال يف الرد وذكر محاسن الخصم أحيانا يتضمن فائدتني‬ ‫عظيمتني‪ :‬تقوية الرد؛ ألنه يخلصه من داء املبالغة التي ينتج غالبا رد فعل عكيس‬ ‫‪ ،‬والثاني ‪ :‬رعاية األخوة ؛ ألنه يحفظ للمردود عليه حق اإلسالم‪ ،‬ويمنعه من‬ ‫التهور واإلرساف يف الرد ويوفر له هامشا للود ال ينقطع رغم وجود االختالف»‬

‫صناعة املستقبل‬

‫‪13‬‬


‫دور المجتمع البونتالندي في‬ ‫تنمية الوطن‬ ‫نظمت غرفة التجارة يف مدينة بوصاصو اجتماعا‬ ‫كبريا يف ‪2015 /04/08‬م‪ ،‬يف قاعة املؤتمرات لفندق‬ ‫جوبا‪ ،‬وذلك ملناسبة تدشني مرشوع كبري يشد‬ ‫فيه طريق معبد يربط بني(بلدة عيلطاهر ومدينة‬ ‫عريجابو) يف محافظة سناج‪ .‬وقد شارك يف هذا‬ ‫االجتماع جمع غفري من رشائح املجتمع املختلفة من‬ ‫رجال األعمال والتجار والعلماء واملثقفني والشباب‬ ‫وضيوف آخرين‪ .‬وهذا املرشوع املزمع تنفيذه‬ ‫قبل نهاية العام الجاري لقي ترحيبا حارا من قبل‬ ‫الحارضين من مختلف مناصبهم‪ ،‬هذا وقد بدأ رئيس‬ ‫غرفة التجارة عبد الرحمن ورسمة جامع وقال‪ :‬إن‬ ‫رجال األعمال وتجار املنطقة مستعدون للمشاركة‬ ‫الفعالة يف تطوير البلد‪ ،‬واضاف عيل محمود حسن‬ ‫( عياليو ) قوله‪ :‬أن الشعب يستطيع إنجاز الكثري‬ ‫من املشاريع التنموية من تشييد الطرق وغريها إذا‬ ‫عزم عىل ذلك بصدق وإخالص‪ .‬ومن جانبه أوضح‬ ‫الشيخ محمود حاج يوسف رئيس لجنة اإلرشاف‬ ‫عىل املرشوع أهمية املرشوع ومدى تأثريه يف‬ ‫املجتمع املحيل ويف املنطقة كلها‪ ،‬مؤكدا أن تجربتهم‬ ‫السابقة والتي قام بها الشعب يف بناء وترميم جرس‬ ‫( سونيجيف ) خري دليل عىل قدرة الشعب الفعالة‬ ‫يف بناء البلد وتطوير بنيته التحتية‪ .‬وتعترب منطقة‬ ‫سناج منطقة معزولة بسبب وعورة الطرق األمر‬ ‫الذي جعل حركة التنقل فيها صعبة للغاية‪ ،‬ويف حني‬ ‫أصبحت الطرق املعبدة رشيانا مهما يف تسهيل حركة‬ ‫التنقل الربية الحديثة إال أن املنطقة تفتقر من أهم‬ ‫مقومات الحياة الحديثة ( الطرق املعبدة ) علما بأن‬ ‫منطقة سناج من أهم املناطق الصومالية سياحية‪،‬‬ ‫ففيها أطول قمة يف البالد جبل (رسد) ‪ ،‬وجبل (دالو)‬ ‫ذو الشالالت املائية الساحرة‪ .‬ومن سوء الحظ فإن‬ ‫املنطقة تعاني شلال كبريا من حيث حركة التنقل‬ ‫الربية‪.‬‬ ‫وقد أنشأت يف صدد هذا املرشوع لجان مختلفة‬ ‫لتسهيل عملية تنفيذ املرشوع بصورة بناءة وفعالة‪،‬‬ ‫إذ أنه مرشوع كبري يرجى منه أن يعود لألمة والشعب‬ ‫الخري الوفري والنفع الكثري‪.‬‬ ‫تشكيلة اللجان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لجنة التوعية واإلعالن‪:‬‬ ‫تتكون هذه اللجنة كال من‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشيخ محمود حاج يوسف‪.‬‬ ‫‪ -2‬املهندس عبد الغني محمد قرني‬ ‫‪ -3‬عبد القادر أحمد محمد‬ ‫‪ -4‬السيد الوزير‪ /‬عبد الرشيد محمد حريس‬ ‫‪14‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫‪ -5‬اللواء عيل إسماعيل محمد‬ ‫‪ -6‬السيد جامع صالد محمود‬ ‫‪ -7‬الشيخ فؤاد محمد نور‬ ‫‪ -8‬السيد محمود عيديد جامع‬ ‫‪ -9‬السيد عبد الله عيل شبييل‬ ‫ب‪ -‬لجنة التكاليف واألموال‪.‬‬ ‫تتكون هذه اللجنة كال من ‪:‬‬ ‫‪ -1‬السيد الوزير‪ /‬رشي حاج فارح‬ ‫‪ -2‬الشيخ عيل محمود حسن عياليو‬ ‫‪ -3‬السيد عبد الرزاق سعيد فارح‬ ‫‪ -4‬السيد عبد حايش عيل‬ ‫‪ -5‬السيد عبد الكايف أحمد سعيد‬ ‫‪ -6‬السيد إسماعيل أحمد طيب‬ ‫‪ -7‬السيد محمود محمود فارح بيل‬ ‫‪ -8‬السيد محمد جامع جاني‬ ‫‪ -9‬السيد عبد الرحمن محمود حنطر‬ ‫‪ -10‬السيد بشري إبراهيم حاج فارح‬ ‫‪ -11‬السيد محمد أحمد عثمان مرن‬ ‫‪ -12‬السيد محمد عيديد جامع‬ ‫‪ -13‬السيد محمد عبد القادر محمود‬ ‫ج‪ -‬لجنة إرشاف الحساب وإدارة التكاليف‪.‬‬

‫تتكون هذه اللجنة كال من ‪:‬‬ ‫‪ -1‬السيد محمود حسن‬ ‫‪ -2‬السيد عيل محمود عبد الرحمن‬ ‫‪ -3‬السيد حايش عيل صالد‬ ‫د‪ -‬لجنة اتصال املنظمات‪.‬‬ ‫تتكون هذه اللجنة كال من‪:‬‬ ‫‪ -1‬السيد الوزير ‪ /‬عيل أحمد فارح‬ ‫‪ -2‬السيد الوزير ‪ /‬جوليد صالح بري‬ ‫‪ -3‬السيد الوزير ‪ /‬أحمد علمي عثمان‬ ‫‪ -4‬السيد الوزير ‪ /‬عيل حاجي ورسمة‬ ‫‪ -5‬السيد املهندس محمد عبد النور آدم‪.‬‬ ‫هذا وقد قررت لجنة إرشاف املرشوع توفري كلفة‬ ‫أولية مقدارها مليونان من الدوالرات ‪2.000,000‬‬ ‫كمقدمة لبدء العمل وتنفيذ املرشوع‪ ،‬وتأتي هذه‬ ‫األموال من الشعب ومن الحكومة معا عىل النحو‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫‪ %70‬من الشعب ‪$1,400,000‬‬ ‫‪ %30‬من الحكومة ‪$600,000‬‬ ‫وقد عرض الشيخ عيل عياليو نظاما محكما ابتكرته‬ ‫اللجنة لجمع املشاركات املالية التي تأتي من الشعب‬ ‫بشتى طوائفه كما هو واضح يف الشكل أدناه‪.‬‬


‫مشاركات السيارات المختلفة‬ ‫المصطلحات المحلية والتفاصيل‬ ‫النوع‬ ‫الرقم‬

‫اإلشتراك‬

‫المدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشاحنات الكبرية‬ ‫الشاحنات املتوسطة‬

‫عنطميديل‪ ،‬ترييل‪ ،‬اسجيد‬ ‫واراد‪ ،‬بويد ‪ ،‬سباح‬

‫‪40$‬‬ ‫‪20$‬‬

‫كال ثالثة أشهر‬ ‫كال ثالثة أشهر‬

‫‪3‬‬

‫العربات الصغرية‬

‫النكرورس‪ ،‬نوها‪ ،‬طينه‪ ،‬بص‪ ،‬ماركيت‪ ،‬هيلكس‬

‫‪10$‬‬

‫كال ثالثة أشهر‬

‫الماشية والبضائع‪.‬‬ ‫النوع‬ ‫الرقم‬

‫اإلشتراك‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫الغنم‬ ‫اإلبل والبقر‬

‫‪0.25$‬‬ ‫‪$01‬‬

‫‪3‬‬

‫البضائع الصادرة أو الواردة‬

‫‪%03‬‬

‫الهواتف النقالة‬ ‫النوع‬ ‫الرقم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫مفتوح‬ ‫مشحن‬

‫اإلشتراك‬

‫المدة‬

‫‪$01‬‬ ‫‪$0.25‬‬

‫شهريا‬ ‫شهريا‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪15‬‬


‫الطلبة‬ ‫الرقم‬

‫المرحلة‬

‫اإلشتراك‬

‫المدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعية‬ ‫ثانوية‬

‫‪$05‬‬ ‫‪$01‬‬

‫كل فصل درايس‬ ‫كل شهر‬

‫‪3‬‬

‫إبتدائية وإعدادية‬

‫‪$0.5‬‬

‫كل شهر‬

‫موظفوا الحكومة‬ ‫الرقم الصفة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫موظفوا الحكومة‬ ‫ميزانية الدولة‬

‫اإلشتراك‬

‫تفاصيل‬

‫المدة‬

‫‪$100,000‬‬ ‫‪$200,000‬‬

‫توزع بينهم بالتساوي‬ ‫‪20$‬‬

‫شهريا‬ ‫شهريا‬


‫مرصد األحداث ‪ -‬بقلم أستاذ سالم‬ ‫سنة العراق مضطرون لتغيير هويتهم للبقاء أحياء‬ ‫تحت هذا العنوان ذكر تقرير مطول لصحيفة‬ ‫غارديان أن تزايد املليشيات الشيعية بالعراق عقب‬ ‫ما وصفها بفظاعات تنظيم الدولة اإلسالمية يعيد‬ ‫فتح الجروح الطائفية ويزيد املخاوف عىل التنوع‬ ‫العرقي والطائفي يف البالد‪.‬‬ ‫وأشارت الصحيفة إىل أن العراقيني السنة يجربون‬ ‫عىل التخيل عن منازلهم وهويتهم يف معركتهم من‬ ‫أجل البقاء‪ .‬وعىل سبيل املثال ال الحرص‪ ،‬يف نوفمرب‪/‬‬

‫ترشين الثاني املايض أرغم أحد الشباب واسمه عمر‬ ‫مازن (‪ 21‬عاما) عىل هجر بلدته بعقوبة وف ّر إىل‬ ‫العاصمة بغداد بعد أن شبت النريان يف بيته وفقد‬ ‫والده‪ .‬وخوفا عىل حياته قرر عمر تغيري اسمه إىل‬ ‫اسم أكثر حيادية «عمار» بعد معاناة وإجراءات‬ ‫رسمية استغرقت نحو شهر‪.‬‬ ‫املصدر ‪ :‬من موقع صحيفة دي جارديان يف ‪ 5‬أبريل‬ ‫‪2015‬‬

‫محمد بخاري رئيسا لنيجريا‬ ‫نجح مرشح املعارضة النيجريية‪ ،‬الحاكم العسكري‬ ‫السابق محمد بخاري‪ ،‬يف تحقيق فوز مهم عىل‬ ‫الرئيس غودالك جوناثان يف االنتخابات الرئاسية‬ ‫وذلك بعد االنتهاء من فرز معظم األصوات‪.‬‬ ‫وهزم السيايس املسلم الذي ينحدر من والية كاتسينا‬ ‫شمال نيجرييا الرئيس الحايل جودالك جوناثان‪ ،‬وهو‬ ‫مسيحي جنوبي‪ ،‬وهي أول مرة ينجح فيها مرشح‬ ‫من املعارضة يف هزيمة رئيس حايل للبالد الواقعة يف‬ ‫غرب افريقيا‪.‬‬ ‫وكان بوخاري (‪ 72‬عاما) قد تعرض للهزيمة يف ثالثة‬ ‫انتخابات رئاسية سابقة‪ ،‬بما يف ذلك ضد جوناثان‬ ‫عام ‪. 2011‬‬ ‫ويعزو املحللون فوزه جزئيا إىل وعوده بوقف حركة‬

‫«بوكو حرام» التي تجتاح مناطق يف شمال البالد‪.‬‬ ‫وزادت شعبية بخاري بسبب االجراءات الصارمة‬ ‫التي اتخذها ضد الفساد‪ ،‬لكنه تعرض النتقادات‬ ‫بسبب فرض قيود عىل حرية الصحافة وعدم القدرة‬ ‫عىل تحسني االقتصاد‪ .‬وأطيح به بعد ذلك بعامني‬ ‫واحتجز يف السجن ملدة ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وبوصفه زعيما منضبطا ومتقشفا‪ ،‬ال يرشب‬ ‫بخاري الخمر وال يدخن‪ ،‬وقد حاول أن يخفف من‬ ‫سمعته كمسلم صارم لجذب الناخبني املسيحيني‪.‬‬ ‫املصدر ‪ :‬جريدية القدس العربي يف ‪2014-3-31‬‬ ‫بترصف‬

‫اإلمارات تدرب حرس قصر جمهورية الصومال‬ ‫قامت دولة اإلمارات العربية املتحدة اليوم الخميس‬ ‫بنقل الدفعة الرابعة من قوات حرس القرص الرئايس‬ ‫لجمهورية الصومال الفيدرالية لتدرب يف بالدها يف‬ ‫خطوة لتعزيز أمن املؤسسات الحكومية بالعاصمة‬ ‫الصومالية مقديشو‪.‬‬ ‫وأوضح السفري اإلماراتي لدى الصومال محمد أحمد‬ ‫عثمان الحمادي قبيل مغادرة حرس القرص أن‬ ‫بالده قامت بتدريب ثالث دفعات من فيال صوماليا‬ ‫يف العام املايض ومن املقرر أن تغادر اليوم الخميس‬ ‫الدفعة الرابعة واألخرية إىل اإلمارات حيث يكون عدد‬ ‫املتدربني ‪ 210‬جندي صومايل “مشريا إىل أن الجنود‬ ‫يتلقون خالل ثالثة أشهر قادمة مهارات الدفاع عن‬ ‫الشخصيات الهامة‪ ،‬ومقار املؤسسات الحكومية‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل تدريب أسلوب الحماية القريب‪.‬‬

‫وقال أحمد عثمان الحمادي ‪ ”:‬إن اإلمارات العربية‬ ‫املتحدة وبكونها صاحبة املشاريع اإلعمارية يف‬ ‫الصومال تساهم بشكل كبري يف تدريب قوات األمن‬ ‫الوطنية‪ ،‬وتقديم سيارات رباعية الدفع‪ ،‬ومصفحات‬ ‫يستخدمها الشخصيات الهامة يف الدولة الفيدرالية‬ ‫و كان الرئيس الصومايل حسن شيخ محمود أشاد‬ ‫بجهود دولة اإلمارات العربية املتحدة يف إعادة إعمار‬ ‫مؤسسات الدولة بما يف ذلك املرشوع الكبري يف بناء‬ ‫قرص رئاسة الجمهورية‪ ،‬ومعسكر تدريب القوات‬ ‫املسلحة الصومالية‪ ،‬باإلضافة إىل مراكز الرشطة يف‬ ‫كل من مدن جوهر‪ ،‬وأفجوي‪ ،‬ومركة‪ ،‬وبيدوا بوسط‬ ‫وجنوب الصومال‪.‬‬ ‫املصدر وكالة الصحافة املستقبلية يف ‪2014-4-9‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫‪17‬‬


‫تركيا‪ :‬القرآن يصدح في «آيا صوفيا» للمرة‬ ‫األولى منذ ‪ 85‬عاما‬ ‫قامت رئاسة الشؤون الدينية الرتكية‪ ،‬أمس الجمعة‪،‬‬ ‫بافتتاح معرض كبري يف مسجد «آيا صوفيا» الذي‬ ‫حوله أتاتورك إىل متحف بمدينة اسطنبول تحت‬ ‫عنوان «النبي محمد يف ذكرى مولده الـ‪ »1444‬وذلك‬ ‫باالشرتاك مع وزارة الثقافة والسياحة‪.‬‬ ‫وتم افتتاح املعرض بتالوة آيات من القرآن الكريم‬ ‫داخل الجزء الداخيل لـ»آيا صوفيا» للمرة األوىل منذ‬ ‫‪ 85‬عاما‪.‬‬ ‫وشارك يف حفل افتتاح املعرض كل من رئيس‬ ‫الشؤون الدينية «محمد غورمز»‪ ،‬ووايل مدينة‬

‫اسطنبول «واصب شاهني»‪ ،‬وعدد آخر‬ ‫من املسؤولني اآلخرين‪.‬‬ ‫وكان أتاتورك قد ألغى الخالفة اإلسالمية‬ ‫وحارب املظاهر الدينية واستمرت تركيا‬ ‫عىل ذلك حتى جاء حزب العدالة والتنمية‬ ‫بقيادة رجب طيب أردوغان للحكم‬ ‫قبل سنوات حيث بدأ يف إعادة املظاهر‬ ‫اإلسالمية للبالد‪.‬‬ ‫‪2015/4/11‬املصدر ‪ :‬املسلم نت‬

‫كينيا‪..‬قتيل و‪ 150‬جريحا خالل تدافع بعد انفجار‬ ‫بجامعة‬ ‫لقي طالب مرصعه وأصيب ‪ 150‬آخرون بجروح‬ ‫اليوم األحد يف حرم جامعة نريوبي يف حادث تدافع‬ ‫نجم عن انفجار كابل كهربائي أثار الخوف من‬ ‫هجوم جديد ملسلحني‪ ،‬بحسب ما أفاد نائب رئيس‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫وأوضح بتري مبيثي «أن كابال كهربائيا انفجر خارج‬ ‫السكن الجامعي‪ ،‬لم يترضر السكن لكن الطلبة‬ ‫اعتقدوا أن هجوما وقع» بعد عرشة أيام من هجوم‬ ‫مسلحني عىل جامعة بلدة غاريسا الذي خلف ‪148‬‬ ‫قتيال بينهم ‪ 142‬طالبا‪ ،‬قرب الحدود مع الصومال‪.‬‬

‫وأضاف أن العديد من الطالب ألقوا‬ ‫بأنفسهم عرب النوافذ من غرفهم‪،‬‬ ‫بعضهم من الطابق الخامس‪ ،‬وقال‬ ‫إنه «حصل أيضا تدافع» وأصيب نحو‬ ‫‪ 150‬طالبا بجروح سواء بعد أن ألقوا‬ ‫بأنفسهم من النوافذ أو بسبب التدافع‪.‬‬ ‫املصدر مفكرة اإلسالم يف ‪2014/4/12‬‬

‫البراءة لمبارك واألحكام الغليظة لمرسي‬ ‫علقت وكالة أسوشيتد برس عىل األحكام الصادرة‬ ‫بحق الرئيس املرصي املعزول محمد مريس وعدد من‬ ‫قيادات اإلخوان املسلمني قائلة‪« :‬بينما يجد مبارك‬ ‫وأعضاء حكومته أنفسهم أبرياء من االتهامات‬ ‫الجنائية‪ ،‬يتلقى مريس واإلخوان املسلمون أحكامً ا‬ ‫شديدة الوطأة»‪.‬‬ ‫ووصفت الوكالة األمريكية الحكم بأنه يعكس‬ ‫السقوط الدرامي ملريس‪ ،‬والتغيريات الجذرية التي‬ ‫تواجه مرص منذ ثورة ‪ ،2011‬والتي أقصت «املستبد»‬ ‫حسني مبارك من السلطة‪.‬‬ ‫وقالت‪ :‬إنه لم يكد يمر عام عىل صعود مريس‬ ‫واإلخوان إىل السلطة عرب االنتخابات‪ ،‬حتى وجدوا‬ ‫أنفسهم خلف القضبان‪ ،‬بعد احتجاجات مليونية‬ ‫مناهضة لهم‪ ،‬وإطاحة الجيش بالحكومة‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫وخالل جلسة النطق بالحكم الثالثاء يف‬ ‫قاعة بأكاديمية الرشطة‪ ،‬وقف املتهمون‬ ‫داخل قفص زجاجي عازل للصوت‪،‬‬ ‫وحوكم ‪ 7‬آخرون غيابيًّا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫السجن ‪ 20‬عامً ا شمل أيضا ‪ 12‬من‬ ‫قيادات وأنصار اإلخوان بينهم محمد‬ ‫البلتاجي وعصام العريان‪.‬‬ ‫وبرأت املحكمة مريس وسائر املتهمني من‬ ‫اتهامات «القتل العمد»‪ ،‬وربطت األحكام‬ ‫بـ «استعراض القوة» و»االحتجاز غري‬ ‫الرشعي» املرتبط بالقضية‪.‬‬ ‫املصدر ‪ :‬مفكرة اإلسالم يف ‪2015-4-21‬‬


‫مقتل سبعة أشخاص جراء أنفجار أمام‬ ‫مقر أممي في بونت الند‬ ‫قتل سبعة أشخاص عىل األقل جراء‬ ‫انفجار كبري وقع صباح اليوم اإلثنني‬ ‫أمام مقر لألمم املتحدة يف مدينة جروي‬ ‫عاصمة إدارة بونت الند‪.‬‬ ‫وأفادت التقارير الواردة أن حافلة تقل‬ ‫موظفي األمم املتحدة انفجرت أمام مقر‬ ‫الهيئة يف مدينة جروي‪ ،‬ما أسفر عن‬ ‫متقل سبعة أشخاص بينهم أجانب‪..‬‬ ‫وتضاربت األنباء الواردة حول طبيعة‬ ‫االنفجار‪ ،‬حيث ذكرت بعض التقارير أن‬ ‫االنفجار نجم عن أدوات متفجرة وضعت‬

‫يف مكان من الحافلة‪ ،‬بينما أشارت بعض‬ ‫التقارير الصحفية إىل أن انتحاريا كان‬ ‫عىل متن الحافلة‪..‬‬ ‫وبحسب مصادر صحفية صومالية‬ ‫امتنعت سلطات األمن يف بونتالند من‬ ‫تقديم تفاصيل حول طبيعة االنفجار‪،‬‬ ‫متكفية بالقول إن تحقيقات حول‬ ‫الحادث تجري حاليا‪..‬‬ ‫وتبنت حركة الشباب املرتبطة بتنظيم‬ ‫القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم‪.‬‬ ‫املصدر ‪ :‬شبكة الشاهد يف ‪2015-4-20‬‬

‫دراسة حول لغات العالم‬ ‫أظهرت دراسة حول لغات العالم وضعها أستاذ علم اللغات‬ ‫يف جامعة دوسلدوف األملانية‪ ,‬أولريخ آمون‪ ,‬واستغرقت‬ ‫‪ 15‬عاماً‪ ,‬فإن نحو ثلثي سكان العالم يتحدثون بـ ‪ 12‬لغة‬ ‫رئيسية تقريباً‪.‬‬ ‫وأن عدد لغات العالم يصل اىل ‪ 7,102‬لغة‪ ,‬فإن القارة‬ ‫األوروبية هي أقل القارات يف عدد اللغات فيها ويوجد فيها‬ ‫‪ 286‬لغة‪ ,‬يف حني توجد يف آسيا ‪ 2,301‬لغة‪ ,‬و ‪ 2,138‬لغة يف‬ ‫إفريقيا‪ ,‬بينما يوجد يف منطقة محيط الهادئ ‪ 1,313‬لغة‪,‬‬

‫ويف األمريكيتني ‪ 1,064‬لغة‪.‬‬ ‫وفقا آلمون‪ ,‬فإن ‪ 1.39‬مليار نسمة يتحدثون اللغة‬ ‫الصينية بكافة لهجاتها‪ ,‬يف حني ثمة ‪ 588‬مليون‬ ‫نسمة يتحدثون باألوردوا والهندية‪ ,‬و ‪ 527‬مليون‬ ‫نسمة يتحدثون اإلنجليزية مقابل ‪ 467‬مليون‬ ‫نسمة يتحدثون اللغة العربية‪ ,‬وحلت اللغة اإلسبانية‬ ‫الخامسة ويتحدث بها ‪ 389‬مليون نسمة‪ ,‬ثم البنغالية‬ ‫ويتحدث بها ‪ 250‬مليون إنسان‬

‫صناعة املستقبل‬

‫‪19‬‬


‫تقييم تعليم اللغة العربية يف احللقات‬ ‫العلمية يف الصومال‪..‬‬

‫على ضوء املناهج احلديثة يف تعليم اللغات‬

‫بقلم‪ /‬عمر محمد ورسمة‬

‫يشتهر الشعب الصومايل بعنايته بالحلقات العلمية‬ ‫التي تُد ّرس علوم العربية كالنحو والرصف والبالغة‬ ‫والعروض‪ ،‬إىل جانب علوم الرشيعة كالتفسري‬ ‫والحديث والفقه‪ .‬واحتفظ الصوماليون عىل تلك‬ ‫الحلقات حتى صارت ركيزة أساسية من ركائر‬ ‫الثقافة التقليدية التي ال تنفك عن الشعب يف حله‬ ‫وترحاله‪ ،‬وال تخلو املساجد الكبرية حتى اليوم من‬ ‫حلقة علمية حول اللغة وفنونها‪ ،‬يف حني يندر أن تجد‬ ‫تلك الحلقات يف أغلب البالد العربية!‬ ‫وعىل الرغم من ذلك االهتمام والكم الهائل من‬ ‫‪20‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫الجهود التي يبذلها املتعلمون الصوماليون يف تلك‬ ‫الحلقات يف تعلم فنون العربية والتبحر يف مطوالتها‪،‬‬ ‫فإنهم ال يزالون يعانون من ضعف يف استخدام‬ ‫العربية يف التواصل بشقيه اإلنتاجي( الكالم‬ ‫والكتابة) واالستقبايل( فهم املسموع وفهم املقروء)‪،‬‬ ‫بل أصبح من املعتاد أن تجد دارسا أمىض سنوات‬ ‫عديدة من عمره يف تعلم اللغة العربية وحفظ املتون‬ ‫واأللفيات ويحتاج إىل مرتجم عند زيارته لبلد عربي!‬ ‫ويحتاج كذلك إىل مساعد إذا رغب يف كتابة طلب إىل‬ ‫جهة عربية!‬ ‫فما هي عوامل هذا العجز‪ ،‬وهل يمكن عالجه؟ ال شك‬ ‫أن اإلجابة عن هذين السؤالني تحتاج إىل دراسات‬ ‫علمية تتلمس عوامل الضعف يف أنظمة ومؤسسات‬ ‫تعليم اللغة العربية يف بالدنا‪ ،‬ثم تقدم حلوال علمية‬ ‫لها انطالقا من احتياجات الواقع ومظاهر الضعف‪.‬‬ ‫ولكنني سأقترص يف هذه الكتابة عىل تقديم تقييم‬ ‫عام لتعليم اللغة العربية يف الحلقات العلمية يف‬ ‫الصومال يف ضوء املناهج الحديثة يف تعليم اللغات‪،‬‬ ‫آملني أن نقدم للقراء واملهتمني مقاالت أخرى عن‬

‫تقييم تعليم اللغة العربية يف املؤسسات األخرى‬ ‫والحديث عن عوامل عجز املتعلمني الصوماليني عن‬ ‫التواصل باللغة العربية عىل الرغم من الكم الهائل‬ ‫من املعلومات واملفردات والقواعد التي تختزنها‬ ‫ذاكرتهم!‬ ‫وقبل أن نرشع يف تقييم تعليم اللغة العربية يف هذه‬ ‫االتجاه نحاول أن نقدم للقارئ الكريم نبذة إجمالية‬ ‫عن تجربة الحلقات يف تعليم اللغة العربية ومجاالت‬ ‫اهتمامها مع نبذة عن إسهامات علماء الصومال يف‬ ‫التأليف حول فنون اللغة العربية‪.‬‬ ‫مجاالت االهتمام واملواد الدراسية‬ ‫يتصدر فن النحو الفنون التي تدرس يف الحلقات‬ ‫العلمية يف الصومال‪ ،‬من منظور أن للنحو دو ًرا‬ ‫محوريًا يف فهم جميع فنون الرتاث العربي اإلسالمي‬ ‫من التفسري والفقه والحديث‪ ،‬واألدب‪ ،‬والعقيدة‬ ‫والفلسفة ونحوها‪ ،‬وهو ما عرب عنه رشف الدين‬ ‫العمريطي يف منظومته بقوله‪::‬‬ ‫وَالنَّحْ ُو أَو َْل أ َ َّوال ً أ َ ْن يُعْ َلمَ ا ** إذِ ا ْل َكالَ ُم دون َ ُه َل ْن‬ ‫ي ُْفهَ مَ ا( )‬


‫وتبدأ رحلة الطالب يف الحلقات الصومالية مع‬ ‫النحو من متن األجرومية ملؤلفه أبي عبد الله‬ ‫محمد بن محمـد بن داود الصنهاجي(ت‪723‬هـ)‪،‬‬ ‫ثم رشوحه كتحفة السنية ملحمد محي الدين عبد‬ ‫الحميد‪(،‬ت‪1972‬م) ونظم العمريطي لألجرومية‬ ‫ملؤلفه رشف الدين العمريطي (‪890‬ه وقيل ‪988‬هـ)‪،‬‬ ‫ونظم ملحة اإلعراب ألبي محمد القاسم بن عيل‬ ‫الحريري(‪516‬هـ)‪ ،‬ثم يتد ّرج يف الكتب املتوسطة‪:‬‬ ‫كالكواكب الذ ّرية رشح متمّ مة األجرومية ملحمد بن‬ ‫أحمد األهدل (‪1880‬م) وقطر الندى وب ُّل الصدى البن‬ ‫هشام األنصاري (ت‪761‬هـ) ‪ ،‬ثم يدرس ألفية ابن‬ ‫مالك ورشوحها كرشح ابن عقيل ورشح الخرضي‪.‬‬ ‫وبعدها يتعمق الطالب النوابع يف مطوالت النحو‬ ‫كرشح كافية بن الحاجب للريض لالسرتابادي(ت‬ ‫‪684‬هـ وقيل ‪686‬هـ )‪ ،‬ومغني اللبيب عن كتب‬ ‫األعاريب البن هشام‪ ،‬واألصول يف النحو البن الرساج‬ ‫(ت ‪316‬هـ)‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫أما ّ‬ ‫فن الرصف فأشهر كتبه يف الحلقات الصومالية‪:‬‬ ‫المية األفعال البن مالك األندليس‪ ،‬ورشح نجله‬ ‫بدر الدين عليه‪ ،‬ونظم حديقة الترصيف للعالمة‬ ‫الصومايل الشيخ عبد الرحمن الزيلعي ت(‪،)1880‬‬ ‫ورشحه للمؤلف نفسه( فتح اللطيف يف رشح‬ ‫حديقة الترصيف)‪ ،‬وكتاب( نثر الجواهر يف قاعدة‬ ‫الرصف الفاخر للشيح عبد الرحمن بن الشيخ عمر‬ ‫األبغايل الصومايل‪ ،‬ثم الشافية يف علم الترصيف‬ ‫البن الحاجب (ت‪646‬هـ)‪ ،‬وكتاب الرتصيف يف علم‬ ‫الترصيف للشيخ عبد الرحمن بن عيىس العمري‪.‬‬ ‫وقد كان لعلم البالغة نصيب من عناية الحلقات‬ ‫العلمية يف الصومال باعتباره علما مهما لفهم‬ ‫الخطاب القرآني املعجز‪ ،‬ولتذوق نصوص األدب‬ ‫العربي قديمه وحديثه‪ .‬ومن الكتب التي تدرس يف‬ ‫هذا الصدد‪ :‬متن السمرقندية يف البيان ألبي القاسم‬ ‫بن بكر الليثي السمرقندي (ت ‪888‬هـ)‪ ،‬ورشحها‬ ‫املسمى (حاشية الباجوري عىل متن السمرقندية)‬ ‫للعالمة إبراهيم بن محمدالباجوري (ت ‪1277‬هـ)‬ ‫وتحفة اإلخوان يف علم البيان للشيخ العالمة أحمد‬ ‫الدردير املالكي (ت‪1201‬هـ)‪ ،‬ثم نظم الجوهر‬ ‫املكنون يف البالغة لعبد الرحمن األخرضي الجزائري‬ ‫(ت‪953‬هـ) ثم تلخيص املفتاح للخطيب الغزويني‬ ‫( ت ‪ 739‬هـ)‪.‬‬ ‫وعالوة عىل ذلك فقد كان لتلك الحلقات باع طويل يف‬ ‫دراسة األدب العربي وعلم العروض‪ ،‬وتعترب املعلقات‬ ‫العرش‪ ،‬ومقامات الحريري‪ ،‬والمية العرب للشنفري‪،‬‬ ‫والمية العجم للطغرائي ( ‪513‬هـ)‪،‬وتائية أبي‬ ‫إسحاق األلبريي(ت ‪460‬هـ)‪ -‬من أشهر املقررات‬ ‫األدبية التي تدرس يف املراكز العلمية يف الصومال‪.‬‬ ‫ومن أشهر كتب العروض التي تدرس يف الصومال‬ ‫منظومة (الرامزة الشافية ىف علم العروض‬ ‫والقافية)‪ ،‬املعروفة باملنظومة الخزرجية ملؤلفها أبي‬ ‫محمد عبد الله بن محمد الخزرجى املالكى االندلىس‬ ‫(‪626‬هـ)‪ ،‬ومنها أيضا ( الجوهرة السامية يف علم‬ ‫العروض والقافية) ملؤلفها الشيخ عبد الرحمن بن‬ ‫الشيخ عبد الله املعروف بحاجي صويف الشايش‬ ‫املقديش‪.‬‬

‫ويُطالب التالميذ يف جميع تلك الفنون بحفظ املتون‬ ‫واملنظومات‪ ،‬وتسميعها للشيخ‪ ،‬وال يعترب الدارس‬ ‫ملمً ا يف فن من الفنون إال إذا حفظ متونه‪ ،‬وذلك‬ ‫من منطلق املقولة القائلة» من حفظ املتون حاز‬ ‫الفنون»‪.‬‬ ‫هذا ما يتعلق بدراسة العربية وفنونها مبارشة‪،‬‬ ‫ويضاف إىل ذلك ما يتعلمه الطالب بشكل غري مبارش‬ ‫أثناء دراستهم لتفسري القرآن الكريم وأمهات كتب‬ ‫الحديث والفقه والعقيدة واملنطق وغريها من فنون‬ ‫الرتاث اإلسالمي‪ ،‬حيث يكتسبون كمً ا كبريا من‬ ‫املفردات العربية يف شتى املوضوعات‪ ،‬ويكتسبون‬ ‫كذلك معلومات عن ترتيب أجزاء الجملة واألساليب‬ ‫العربية من نداء واستفهام وتمنى ونحوها‪ ،‬خاصة‬ ‫أن العلماء يف تلك الحلقات‪ ،‬يهتمون يف الوقوف عىل‬ ‫التوجيه اللغوي بالقدر الذي يستلزمه تفسري القرآن‬ ‫والحديث الرشيف‪.‬‬ ‫إسهامات علماء الصومال يف إثراء فنون العربية‬ ‫لقد كان للعلماء الصوماليني إسهامات فريدة يف‬ ‫التأليف حول فنون العربية‪ ،‬كما أنهم وضعوا رشوحا‬ ‫مفيدة لبعض مصادر العربية‪ ،‬نذكر منها‪ :‬كتاب (‬ ‫كشف النقاب عن عقيلة األتراب) للشيخ عيل بن عبد‬ ‫الرحمن املعروف بحاج عيل مجريتني(ت‪1852‬ه)‬ ‫وهو رشح لـ (عقيلة األتراب لإلمام الشاطبي‬ ‫(ت‪923‬هـ)‪ ،‬و(حديقة الترصيف يف علم الترصيف)‬ ‫للشيخ الزيلعي‪ ،‬ورشحه (فتح اللطيف يف رشح‬ ‫حديقة الترصيف) للمؤلف أيضا‪ ،‬و(نثر الجواهر‬ ‫يف قاعدة الرصف الفاخر) للشيخ عبد الرحمن بن‬ ‫الشيخ عمر األبغايل‪ ،‬وهو رشح لالمية األفعال يف‬ ‫الرصف البن مالك األندليس‪ ،‬ومنها (الغيث العطال‬ ‫يف رشح المية األفعال) للشيخ أبو بكر حسن مالم‪،‬‬ ‫و(الجوهرة السامية يف علمي العروض والقافية)‬ ‫للشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله الشايش‬ ‫املقديش‪ ،‬ورشحه ( كشف املعاني الخافية برشح‬ ‫الجوهرة السامية) للشيخ أحمد بن عثمان الشايش‬ ‫املقديش‪ ،‬ومنها أيضا (قاموس النشيط املبني عىل‬ ‫القاموس املحيط للشيخ عيل بن عبد الرحمن الفقيه‪.‬‬ ‫وإىل جانت تلك الكتب املذكورة عرشات الرسائل‬ ‫واملخترصات املفيدة التي وضعها العلماء لطالبهم‬ ‫لتيسري الفنون للمبتدئني‪ ،‬كما كان طالب العلم‬ ‫يقومون بتدوين املحارضات من علمائهم وتفريغها‬ ‫يف مذكرات خاصة‪ ،‬وتعرف تلك املخترصات يف‬ ‫الصومال بالقاعدة‪ ،‬كالقاعدة الشيدلية يف رشح‬ ‫المية األفعال يف الرصف‪ ،‬وأصلها رشح المية األفعال‬ ‫بالصومالية للشيخ آدم بن محمود الصومايل‪ ،‬ثم‬ ‫قام بتعريبها وإخراجها الشيخ عبد الرحمن بن‬ ‫الشيخ عمر األبغايل( )‬ ‫ومما سبق تبني لنا عمق جذور الدرس اللغوي يف‬ ‫الحلقات التقليدية الصومالية‪ ،‬حيث يدرس فيها‬ ‫املصادر األصلية للدرس اللغوي العربي بفنونه‬ ‫املختلفة‪ ،‬وهي ذات الكتب التي كانت تدرس يف‬ ‫الحلقات العلمية يف كل من الحجاز ومرص واليمن‬ ‫وموريتانيا وغريها من حوارض العلم‪.‬‬ ‫إيجابيات هذا االتجاه‪:‬‬ ‫‪ -1‬قدمت هذه املدرسة الكثري إىل ميدان تعليم العربية‬

‫ونرشها والحفاظ عىل الهوية العربية اإلسالمية‬ ‫للشعب الصومايل‪ ،‬كما أنها سدت فراغ تعليم العربية‬ ‫أكثر من ألف عام‪ ،‬وقد خ ّرجت عىل امتداد تلك الفرتة‬ ‫علماء وجهابذة يف علوم العربية املختلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إجادة الطالب قواعد اللغة العربية إجادة تامة‪،‬‬ ‫إىل درجة التبحر يف مسائلها‪ ،‬وقد رأينا فيما سبق‬ ‫أنها أخرجت مؤلفني ونحاة ساهموا يف إثراء فنون‬ ‫العربية‪ ،‬كما لوحظ تفوق روادها يف قواعد اللغة‬ ‫العربية يف ساحات املعاهد والجامعات اإلسالمية‬ ‫العاملية يف كل من السعودية واليمن والسودان‬ ‫ومرص‪.‬‬ ‫‪ -3‬يتم تزويد الطالب بكم كبري من املفردات الرتاثية‬ ‫من خالل دراسة تفسري القرآن الكريم‪ ،‬والحديث‪،‬‬ ‫والفقه والعقيدة واملنطق‪ ،‬وكذا عند دراسته ملصادر‬ ‫اللغة واألدب‪ .‬وهذا يساعد عىل سهولة تعايش‬ ‫الدارس مع الرتاث العربي‪ ،‬ونقله لألجيال‪ ،‬كما‬ ‫يساهم يف إعداد الدعاة واملفرسين والفقهاء‪.‬‬ ‫طريقة التدريس‬ ‫الطريقة املتبعة يف تدريس العربية يف الحلقات هي‬ ‫طريقة اإللقاء واملحارضة‪ ،‬حيث يتحلق الطالب‬ ‫حول املعلم‪ ،‬ويرشع املدرس يف ترجمة النص العربي‬ ‫إىل اللغة الصومالية( )‪ ،‬والتعليق عليه ورشحه‬ ‫رشحا مبسطا أو مخترصا حسب مستوى الطلبة‪،‬‬ ‫وقد أصبحت تلك الطريقة عىل مر العصور طريقة‬ ‫تقليدية يكسبها األجيال تلو األجيال‪ ،‬لها تسمياتها‬ ‫ومصطلحاتها‪ ،‬وأسسها الشكلية واملضمونية‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن الطريقة املتبعة يف دراسة العربية يف‬ ‫الحلقات الصومالية هي طريقة القواعد والرتجمة‪،‬‬ ‫وهي بذلك ليست بدعً ا من بني مدارس تعليم اللغات‬ ‫يف العصور القديمة‪ ،‬إذا ظلت الطريقة املذكورة‬ ‫مسيطرة عىل ميدان تعليم اللغات يف العالم منذ عرص‬ ‫اإلغريق وحتى القرن العرشين‪ ،‬حيث كان املدرسون‬ ‫يستغرقون سنوات عديدة يف تعليم القواعد وتدريب‬ ‫الطالب عىل ترجمة نصوص اللغة األجنبية إىل لغاتهم‬ ‫األم‪ ،‬واملتعلم الجيد هو من يجيد الرتجمة من اللغة‬ ‫املدروسة إىل اللغة األم ويحفظ قواعد اللغة األجنبية(‬ ‫)‪.‬‬ ‫وفيما ييل بعض مظاهرطريقة القواعد والرتجمة يف‬ ‫الحلقات العلمية يف الصومال‪:‬‬ ‫‪ -1‬تتمحور األهداف التعليمية حول تدريب الدارسني‬ ‫عىل ترجمة النصوص من اللغة العربية إىل اللغة‬ ‫الصومالية‪ ،‬مع التبحر يف القواعد والنحو‪ ،‬وقد‬ ‫أصبحت الرتجمة املعروف باملصطلح الصومايل بـ (‬ ‫َل ْقبَة) نظام مقدسا له طقوسه وأدبياته التي ينبغي‬

‫االلتزام بها حتى إذا كان الطلبة يفهمون العربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬املبالغة يف تعليم النحو والرتكيز عىل ظاهرة‬ ‫اإلعراب حيث يستغرق الطلبة يف دراستها حتى‬ ‫ينتهوا إىل حلقات خاصة بإعراب املتون وآيات‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬واملعلقات السبع كلمة كلمة‪ ،‬مع‬ ‫العناية بعبارات األلغاز النحوية التي يصعب االنتباه‬ ‫إىل العامل واملعمول يف أجزائها‪ ،‬يف حني ال يتعرض‬ ‫الطالب لدروس يف مهارات التحدث واالستماع‬ ‫والكتابة‪ ،‬وال يتلقى أي تدريب الستخدام اللغة‪.‬‬ ‫نفاط ضعف ينبغي معالجتها‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪21‬‬


‫عىل الرغم من أهمية الحلقات العلمية يف الصومال‬ ‫والدور الكبري الذي تلعبه حتى اليوم يف نرش اللغة‬ ‫العربية وتعليم فنون اللغة بشتى أنواعها‪ ،‬فإن هذا‬ ‫االتجاه ال يخلو من بعض نقاط الضعف التي تقدح‬ ‫يف جدوى تعليم اللغة العربية يف تلك الحلقات‪ ،‬وتؤثر‬ ‫سلبا يف مخرجاتها‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬أهملت هذه املدرسة البعد التواصيل للغة‪ ،‬حيث‬ ‫اختزلت مهمة تعليم اللغة بتعليم قواعد النحو‬ ‫واإلعراب‪ ،‬واستظهار املفردات الرتاثية وترجمتها‬ ‫للغة الصومالية‪ ،‬وكل هذه الجوانب عىل أهميتها‬ ‫ال تخدم الهدف الحقيقي من دراسة اللغة وهو‬ ‫التواصل باللغة واستخدامها يف املواقف الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬املبالغة يف استخدام اللغة الوسيط ( الصومالية)‬ ‫أحال تعلم اللغة الهدف(العربية) إىل قضية هامشية‪،‬‬ ‫وتحول الهدف من العملية التعليمية اإلجادة يف‬ ‫الرتجمة من الصومالية إىل العربية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أهملت هذه املدرسة ثالث مهارات أساسية‬ ‫يف تعليم اللغة هي االستماع و التحدث والكتابة‪،‬‬ ‫وجعلت كل تركيزها عىل مهارة القراءة‪ ،‬وانعكس‬ ‫ذلك عىل مخرجاتها‪ ،‬حيث بات طالبها غري قادرين‬ ‫عىل التواصل باللغة‪ ،‬بل ربما يحتاجون إىل مرتجم‬ ‫عند زيارتهم للبالد العربية‪ .‬ومن ناحية أخرى ترتب‬ ‫عىل اعتماد ها عىل الرتجمة‪ ،‬دون تعرض الطالب‬ ‫للكتابة‪ -‬ضعف مستوى الطلبة يف مهارة الكتابة‬ ‫بنوعيها اآللية(الخط واإلمالء) واإلبداعية ( التعبري‬ ‫واإلنشاء)‪.‬‬ ‫‪ -4‬أهملت التدريبات اللغوية التي تعترب من أهم‬ ‫عنارص تعليم اللغات‪ ،‬إذ ال يوجد يف نظام الحلقات‬ ‫تدريبات لغوية سوى التدريبات الشفوية حول‬ ‫الرتجمة واإلعراب وحفظ املتون‪ .‬فال غرابة إذن‪ ،‬يف‬ ‫اصطدام روَّادها مع النظام األكاديمي واالختبارات‬ ‫عند انضمامهم إىل التعليم النظامي يف داخل البالد‬ ‫وخارجها‪.‬‬ ‫‪ -5‬من ناحية املناهج تعتمد هذه املدرسة عىل كتب‬ ‫النحو العلمي ‪ ،‬مع العلم بأن تلك الكتب لم توضع‬ ‫أساسا ملتعلمي العربية لغة ثانية‪ ،‬وإنما هي وصف‬ ‫للقدرة الغريزية لدى متعلم العربية األصيل يف عصور‬ ‫االحتجاج‪ ،‬أو بعبارة أخرى هي‪ :‬وصف لقواعد‬ ‫العربية كما كان يتحدثهاالعرب الفصحاء‪ .‬وقد نتج‬ ‫من اعتمادها عىل تلك الكتب عدة مشاكل متداخلة‬ ‫منها‪ :‬إهمال جوانب نفسية وتربوية وتعليمية‬ ‫ينبغي مراعاتها عند تقديم اللغة للمتعلمني‪ ،‬ومنها‬ ‫أيضا إشغال املتعلمني بالشذوذ والظواهر التي ال‬ ‫يحتاجون إليها يف حياتهم الوظيفية‪ ،‬مقابل إهمالها‬ ‫لألنماط اللغوية املستعملة‪ ،‬وعزلها تع ّلم النحو من‬ ‫الواقع‪ ،‬حيث تدور أغلب األمثلة حول عبارات تراثية‬ ‫ال تفيد يف االستخدام الوظيفي للغة ‪ .‬وهذا يقلل‬ ‫من فرص إنتاج الطالب جمال صحيحة ومقبوله يف‬ ‫املواقف الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ -6‬ال تناسب طريقة التدريس فيها األطفال‬ ‫واملتعلمني املبتدئني‪ ،‬إذ ال يستطيع الطفل‪ ،‬وكذا‬ ‫الطالب املبتدئ‪ ،‬استيعاب املصطلحات الجافة التي‬ ‫‪22‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫تحفل بها كتب النحو العلمي ‪ ،‬خاصة يف ظل غياب‬ ‫التدرج يف الطرح‪ ،‬إذ يواجه املبتدئون منذ الوهلة‬ ‫األوىل ظاهرة اإلعراب وعالماتها األصلية والفرعية‪،‬‬ ‫واملعربات بالحروف واملعربات بالحركات ونحوها‬ ‫من القضايا املعقدة‪.‬‬ ‫‪ -7‬اعتماد هذه املدرسة عىل طريقة اإللقاء‬ ‫واملحارضة وترجمه النصوص‪ ،‬جعل دور املتعلم فيها‬ ‫سلبيًا ينحرص يف التلقي‪ ،‬حيث ال يوجد أنشطة أو‬ ‫وسائل تعليمية‪ .‬ولهذا يجد املتعلم نفسه بني خيارين‬ ‫الترسب من الحلقة‪ ،‬أو االستمرار فيها‬ ‫أحالهما م ّر‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫آليا دون فه ٍم لفرتة طويلة‪.‬‬ ‫‪ -8‬تعلم هذه املدرسة معلومات عن اللغة أكثر مما‬ ‫تعلم اللغة نفسها‪ ،‬ألن الطالب يف الحلقات يبدأ رحلته‬ ‫مع العربية من دراسة النحو والرصف‪ ،‬ثم يتوسع‬ ‫فيدرس األدب والبالغة والعروض‪ ،‬ولكنه ال يتعلم‬ ‫كيف يو ّ‬ ‫ظف ذلك الك ّم الهائل من املعلومات التي‬ ‫تعلمها يف املواقف الطبيعية‪ ،‬إنتاجا أو استقباال‪ .‬وال‬ ‫يخفى علينا الخطأ الرتتيبي يف البدء بتعليم القواعد‬ ‫والفنون قبل تع ّلم اللغة‪ ،‬وكان من املفرتض أن يتعلم‬ ‫الطالب اللغة واملفردات األساسية كالتحية والتعارف‬ ‫واألرسة والضمائر والسكن والعمل ونحوها من‬ ‫املوضوعات األساسية‪ ،‬ثم ينطلق لتعلم القواعد‬ ‫لصون لسانه من الخطأ‪ ،‬ومن ثم يتعلم األدب‬ ‫والبالغة للتعرف عىل أساليب الكالم العربي ولتذوق‬ ‫النصوص‪.‬‬ ‫الخالصة‪:‬‬ ‫تبني لنا مما سبق عمق الدرس اللغوي يف الحلقات‬ ‫الصومالية ‪ ،‬ومدى اهتمام الشعب الصومايل باللغة‬ ‫العربية وفنونها يف الحرض والبادية عىل حد سواء ‪،‬‬ ‫ثم إسهامات علماء الصومال يف إثراء املكتبة العربية‬ ‫باملؤلفات والرشوح واملخترصات‪ ،‬وعىل الرغم من‬ ‫ذلك فإنها ال تخلو من عوامل الضعف التي ينبغي‬ ‫معالجتها‪ ،‬وفيما ييل بعض املقرتحات لعالج نقاط‬ ‫الضعف التي أرشنا إليها يف هذه الورقة وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬نؤكد عىل رضورة االهتمام بتدريس العربية‬ ‫بشكل تكاميل يجمع بني تدريس القواعد والفنون‪،‬‬ ‫وتدريس املهارات األساسية ( االستماع‪ ،‬التحدث‪،‬‬ ‫القراءة‪ ،‬الكتابة)‪ .‬والتدريب عىل استخدام اللغة‪.‬‬ ‫‪-2‬التقليل من استخدام اللغة الصومالية يف رشح‬ ‫الدروس تدريجيا‪ ،‬بحيث يتم إدخالها يف تدريس‬ ‫املبتدئني ثم يتخلص منها تدريجيا ليبدأ الطالب‬ ‫املستوى املتوسط وهو قادر عىل دراسة اللغة العربية‬ ‫باللغة العربية‪.‬‬ ‫‪-3‬ال شك أن تحقيق تعليم اللغة بشكل تكاميل‬ ‫مفيد‪ ،‬يحتاج إىل إعداد وتخطيط عام‪ ،‬يبدأ بفتح‬ ‫معاهد ومراكز لتدريب معلمي اللغة وفق املناهج‬ ‫الحديثة لتعليم اللغات‪ .‬وحتى تتحق تلك األهداف‬ ‫نويص الطلبة بالجمع بني دراسة اللغة العربية يف‬ ‫الحلقات ودراستها يف معاهد اللغة العربية التي تهتم‬ ‫باملحادثة والتعبري حتى تتم لهم فائدة املدرستني‪.‬‬

‫الكتاتيب ود‬

‫عيل محمد عيل‬


‫ور ها يف نشر القرآن الكريم يف الصومال‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف الكتاتيب‪ :‬هي‪ :‬جمع ُكتَّاب ‪ ،‬وهو مكان‬ ‫للتعليم األسايس‪ ،‬كان يقام غالبا ً بجوار املسجد‪،‬‬ ‫لتعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم‪ ،‬ويشء من‬ ‫علوم الشــريعة والعربية‪ ،‬والتاريخ والرياضيـات‪،‬‬ ‫وهو أشبه باملدرسة االبتدائية اليوم[‪.]1‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نشأة الكتاتيب عند املسلمني‪ :‬انطلق العمل‬ ‫بفكرة إنشاء الكتاتيب يف وقت مب ِّكر يف تاريخ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وذلك يف السنة الثانية من الهجرة النبوية‬ ‫ِّ‬ ‫توضحه الرواية‬ ‫ونشوء الدولة اإلسالمية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫املشهورة التي فيها‪ :‬أن النبي – صىل الله عليه وسلم‬ ‫– جعل فداء بعض أرسى بدر ممَّ ن ال مال لهم‪ ،‬أن‬ ‫يُعَ ِّلم الواحد منهم عشـر ًة من الغلمان الكتابة في َُخ َّل‬ ‫سـبيلُه‪ ،‬فكان ممَّ ن تع َّلم منهم زيْـ ُد بن ثابت ريض‬

‫الله عنه ‪ ،‬وأضاف ابن كثري‪ :‬أن غالما ً من هــؤالء‬ ‫املتع ِّلمني جاء إىل أمه يبكـي‪ ،‬فقالت له‪ :‬ما شـأنُك؟‬ ‫فقال‪ :‬رضبني مع ِّلمي‪.]2[...‬‬ ‫هذا‪ ،‬ولم يقترص هذا التعليم اإلبتدائي األسايس‬ ‫يف الكتاتيب عىل الغلمان الصغار‪ ،‬بل اتسعت هذه‬ ‫الفكرة لتشمل الكبار من الرجال األميني‪ ،‬ويدل عىل‬ ‫ذلك ما هو مروي عن عبد الله بن سعيد بن العاص‬ ‫– ريض الله عنه – أن النبي – صىل الله عليه وسلم‬ ‫– أمره أن يُعِّ لم الناس الكتابة باملدينة‪ ،‬وكان كاتبا ً‬ ‫محسناً[‪ .]3‬ويؤكد هذا ما قاله عبادة بن الصامت‬ ‫– ريض الله عنه –‪« :‬ع َّل ُ‬ ‫مت ناسا ً من أهل ُّ‬ ‫الصفة‬ ‫الكتابة والقرآن‪ .]4[»...‬وذكر الكتاني رحمه الله‪:‬‬ ‫أن أصحاب النبي – صىل الله عليه وسلم – كانوا‬

‫ي ُْسلمون شيوخا ً وكهوال ً وأحداثاً‪ ،‬وكانوا يتعلمون‬ ‫العلم والقرآن والسنن[‪ .]5‬ويف هذه الصور من‬ ‫التعليم األسايس لألميِّني الكبار يصدق قول البخاري‬ ‫رحمه الله‪ :‬وقد تع َّلم أصحاب النبي – صىل الله عليه‬ ‫ِب ِسنِّهم[‪.]6‬‬ ‫وسلم – يف ك َ ِ‬ ‫هذا‪ ،‬وبعد انطالق فكرة التعليم االبتدائي وتعليم‬ ‫َّ‬ ‫توسع العمل بذلك يف‬ ‫الكبار يف العهد النبوي‪،‬‬ ‫عهد عمر – ريض الله عنه –‪ ،‬ومما يد ُّل عىل هذا‪:‬‬ ‫أن أطفال ال ُكتَّاب يف املدينة النبويـة‪ ،‬خرجوا إىل‬ ‫ظاهرها فـي يوم خميس‪ ،‬السـتقبال أمري املؤمنني‬ ‫عمر بن الخطاب ريض الله عنه – عند عودتــه من‬ ‫رحلـة فتـح بيت املقدس‪ ،‬فأصـابهم مـن السـري‬ ‫علـى األقدام يف الذهاب واإلياب عناء شديد‪ ،‬فأشار‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪23‬‬


‫عمر –ريض الله عنه أال يذهب األطفا ُل إىل ال ُكتَّاب يف‬ ‫يوم الجمعـة التايل‪ ،‬ليسـرتيحوا ممَّ ا نالهم‪ ،‬وصـار‬ ‫األمر بعـد ذلك عادة متَّبعة‪ ،‬يف أن يكون يو ُم الجمعة‬ ‫يو َم راحة وإجازة‪ ،‬ليس ألطفال الكتاتيب وحدَهم‪،‬‬ ‫بل لسواهم من املشتغلني يف دواوين الدولة وإداراتها‬ ‫[‪ .]7‬كما استمر العمل يف زمن عمر ريض الله عنه‬ ‫بما يمكن أن يُطلق عليه اليوم ‪ « :‬الربنامج اإللزامي‬ ‫لتعليم األميني الكبار « ‪ ،‬ويدل عىل هذا أن عمر ريض‬ ‫الله عنه جعل يف املدينة رجاال ً يفحصون املا َّرة‪ ،‬فمن‬ ‫وجدوه غري متع ِّلم أخذوه إىل ال ُكتَّاب[‪.]8‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬انتشار كتاتيب الغلمان والبنات يف البلدان‬ ‫اإلسالمية‪ :‬انترشت الكتاتيب انتشارا ً كبريا ً ومبكرا ً‬ ‫يف العواصم واملدن اإلسالمية‪ ،‬فما من مدينة أو بلدة‬ ‫أو قرية فتحها املسلمون إال وأنشئوا فيها كتاتيب‬ ‫لتعليم أوالدهم الذكور واإلناث‪.‬‬ ‫قال غياث ابن أبي شبيب‪ :‬كان سفيان بن وهب –‬ ‫ريض الله عنه – صاحب رسول الله – صىل الله عليه‬ ‫ْ‬ ‫بالقيوان ـ بتونس‬ ‫وسلم – يم ُّر علينا‪ ،‬ونحن غِ ْلمان‬ ‫ـ فيس ِّلم علينا يف ال ُكتَّاب‪ ،‬وعليه عِ مامة قد أرخاها‬ ‫من خلفه‪.]9[...‬‬ ‫وكانت الكتاتيب من الكثرة‪ ،‬بحيث ع َّد اب ُن حو َْقل‬ ‫ثالثمائة ُكتَّاب يف مدينة واحدة من مدن جزيــرة‬ ‫ُ‬ ‫بعضها‬ ‫صقلية ـ يف جنوبي إيطاليا اليــوم ـ وكان‬ ‫من االتساع بحيث يضم املئات‪ ،‬بل اآلالف من الطالب‪،‬‬ ‫وذلك يف القرن الثالث الهجري وما بعده[‪ .]10‬ومما‬ ‫يُروى أن أبا القاسم البَ ْلخي‪ ،‬كان له ُكتَّاب يتع َّلم فيه‬ ‫ثالثة آالف تلميذ‪ ،‬وكان املكان فسيحا ً جداً‪ ،‬بحيث أن‬ ‫حمار له‪ ،‬ليرتدَّد بني‬ ‫أبا القاسم كان يحتاج إىل ركوب‬ ‫ٍ‬ ‫طالبه‪ ،‬ولي ُْشف عىل شؤونهم[‪.]11‬‬ ‫هذا‪ ،‬ولم تكن الكتاتيب خاصة بالغلمان فقط‪ ،‬بل‬ ‫كان للبنات والكبريات األُميَّات منـها نصيب‪ ،‬وكان‬ ‫يقـوم عىل تعليم هؤالء البنات مع ِّلمات فاضالت‬ ‫موثوقات وقد خ َّلد التاريخ أسماء العديد منهن‪،‬‬ ‫حيث ُك َّن منارات ملجتمعاتهن يف اإلرشاد والتوجيه‬ ‫والتثقيف والتقدم املعريف‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬من مشاهري املعلمني واملعلمات يف التاريخ‬ ‫اإلسالمي‪ :‬اتصف معلمو ومعلمات الكتاتيب‬ ‫بالخصال الرشيدة‪ ،‬وكان ال يتوىل هذه املهمة إال من‬ ‫اشتُهر بحسن الخلق والعفاف‪ ،‬مع الخربة التامة‬ ‫يف قراءة القرآن الكريم‪ ،‬واإلملام بالحديث الرشيف‪،‬‬ ‫ومعرفة علومهما‪ ،‬إضافة إىل معرفة علوم العربية‬ ‫ونحوها من العلوم املساندة‪ ،‬التي تُكوِّن الثقافة‬ ‫األساسية االبتدائية عند الغلمان والبنات‪ .‬ومن‬ ‫مشاهري املعلمني‪ :‬أبو عيل شقران بن عيل الهمذاني‪،‬‬ ‫املتوىف سنة ‪ 168‬هجرية‪ ،‬وكان من فقهاء تونس‬ ‫وعُ بَّادها[‪]14‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنهم‪َ :‬‬ ‫الفرات فاتح صقلية‪ ،‬الذي‬ ‫أسد بن‬ ‫استُ ْشهد فيها سنة ‪ 213‬هجرية‪ ،‬وكان قد عمل يف‬ ‫بدايـة حياته مع ِّلما ً للغلمان‪ ،‬ثم رحـل إىل املشـرق‬ ‫لالســتزادة من العلم‪ ،‬ثم َّ‬ ‫تول القضاء يف القريوان‪،‬‬ ‫ثم فتح صقلية واستشهد فيها‪ ،‬واشتهر باالستقامة‬ ‫والشجاعة َ‬ ‫وسعة العلم والفقه يف الدين[‪]15‬‬ ‫الكتاتيب يف الصومال (دكيس)‪:‬‬ ‫عرشات من الصبية والفتيات يتحلقون حول أحد‬ ‫‪24‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫املشايخ تحت أحد األشجار‪ ،‬أو قرب أحد الجدران‬ ‫مفرتشني األرض يستظل بعضهم باألشجار‬ ‫وأكثرهم بالسماء‪ ..‬يمسكون بألواح خشبية عتيقة‬ ‫يدونون عليها ما حفظوه من كتاب الله‪ ،‬فيما ترتفع‬ ‫أصواتهم بني الفينة واألخرى وهم يرددون بصوت‬ ‫واحد إحدى السور القصار‪ ،‬فيما يظل شيخهم‬ ‫يصول ويجول مصححا لهم أخطاءهم‪ ...‬هذا نموذج‬ ‫ملا يدور يف «كتاتيب األشجار» أو «الخالوي القرآنية»‬ ‫التي تنترش عىل نطاق واسع يف معظم األرياف‬ ‫الصومالية‪.‬‬ ‫تبدأ مراحل التعليم يف الصومال بمدرسة تحفيظ‬ ‫القرآن الكريم املعروفة هناك بـ « ُد ْك ِس» أي امللجأ‬ ‫بمعنى أن الطفل يلتجأ اليه من األمية يف مراحله‬ ‫األوىل‪ ،‬كما يساهم يف تكوين الطفل وصقل طفولته‬ ‫وتحصينه من الفساد األخالقي إذ يرتبى عىل حفظ‬ ‫كتاب الله العزيز‪.‬‬ ‫وتطابق كلمة « دكيس» يف الصومال بالكتّاب أو‬ ‫الخلوة أو املحرضة يف البلدان العربية ‪ ،‬وتنترشهذه‬ ‫الكتاتيب يف جميع مناطق الصومال عىل نطاق‬ ‫واسع‪ ،‬مما أدى إىل ازدياد عدد حفظة القرآن الكريم‬ ‫وإىل تعلم قرابة ‪ %70‬من الصومالني قراءة وكتابة‬ ‫اللغة العربية ويشء من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫تعترب ( الكتاتيب القرآنية ) مؤسسة تربوية تقليدية‬ ‫ظلت عرب أزمنة طويلة من تاريخ الصومال الرافد‬ ‫الوحيد للمعرفة واألخالق اإلسالمية‪.‬‬ ‫إن للكتاب قيمة حضارية ذات أثر متجذر يف التاريخ‬ ‫الصومايل‪ ،‬وقد لعبت وما زالت تلعب دورا رياديا يف‬ ‫تحفيظ كتاب الله العزيز للناشئة الصومالية‪.‬‬ ‫يف املايض كان الكتاب عبارة عن كوخ ضغري مبني‬ ‫من فروع األشجار ومسقوف بالصفيح‪ ،‬إال أننا نرى‬ ‫يف العقدين األخريين بروز تطور وتحسني لصورة‬ ‫الكتاب لدي الشعب الصومايل‪ ،‬حيث يقوم املعلم‬ ‫باستئجار مبنى متكامال مع إلزام الطالب والطالبات‬ ‫بزي معني‪.‬‬ ‫وبحسب إحصائيات صادرة عن هيئة اليونسيف‬ ‫عام ‪ ،2003‬فإن عدد الخالوي القرآنية املنترشة يف‬ ‫الصومال كان ‪ 13000‬خلوة قرآنية‪.‬‬ ‫ظاهرة دور القرآن‪:‬‬ ‫بدأت «دور القرآن الكريم» تنترش يف العديد من املدن‬ ‫الصومالية بوصفها ظاهرة ثقافية وتربوية طرأت‬ ‫عىل الساحة التعليمية يف البالد‪ ،‬لتصبح نموذجً ا‬ ‫تعليميًّا إىل جانب ما كان يعرف سابقا بالخالوي‬ ‫القرآنية‪.‬‬ ‫ظهرت فكرة دور القرآن الكريم عام ‪ ،2002‬وهي‬ ‫مدارس تتكون من املرحلة االبتدائية واإلعدادية‬ ‫وتزاوج بني التعليم النظامي األسايس‪ ،‬وبني تعليم‬ ‫القرآن الكريم وعلومه وفق إطار منهج تعليمي‬ ‫متكامل ترشف عليه وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫الصومالية‪.‬‬ ‫وتهدف الفكرة إىل تعليم األطفال القرآن الكريم مع‬ ‫توفري املنهج الدرايس يف املرحلة األساسية‪ ،‬ويبلغ‬ ‫عدد املنتسبني إىل دور القرآن حسب اإلحصائيات‬ ‫الرسمية ‪ 112000‬يدرسون يف ‪ 140‬مدرسة منترشة‬ ‫يف أنحاء البالد‪.‬‬

‫نجاح الفكرة‬ ‫ويقول معلم موليد متان أحمد أحد مبتكري فكرة‬ ‫دور القرآن يف الصومال ومدير مدرسة دار القرآن‬ ‫لتحفيظ القرآن والتعليم األسايس إن دور القرآن‬ ‫يف الصومال ال تختلف عن بقية املدارس االبتدائية‬ ‫واإلعدادية يف البالد سوى أنها تشرتط أن يكون‬ ‫خريج مدارسها حاف ً‬ ‫ظا للقرآن الكريم‪.‬‬ ‫كما يتلقى طالب تلك املدارس علوم القرآن املختلفة‬ ‫كعلم التجويد وعلم القراءات وبقية الفنون املتعلقة‬ ‫بالقرآن يف مواد إضافية يرى القائمون عىل أمر دور‬ ‫القرآن أنها تعطي مدارسهم طابعً ا يميزهم عن بقية‬ ‫املدارس يف البالد‪.‬‬ ‫وأكد موليد للجزيرة نت أن مدارس القرآن الكريم‬ ‫هي مدارس مسجلة لدى وزارة الرتبية والتعليم عىل‬ ‫ً‬ ‫مضيفا أن طالبهم يمتحنون يف‬ ‫مستوى الصومال‪،‬‬ ‫االمتحان املركزي الذي تنظمه وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫الوالئية يف بونت الند مع غريهم من طالب بقية‬ ‫املدارس لالنتقال إىل املرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن طالب مدارس القرآن الكريم نجحوا‬ ‫يف االمتحانات املركزية بصورة لم يكن يتوقعها‬ ‫الجميع‪ ،‬ويقول إن خطوة نجاح الطلبة يف اإلمتحان‬ ‫املركزي دليل عىل نجاح الفكرة‪.‬‬ ‫لكنه أوضح أن نجاح فكرة دور القرآن مرهون‬ ‫عىل قدر كبري بمدى تجاوب املجتمع مع الفكرة‪،‬‬ ‫مع ثقتهم بأن املستقبل ملدارس القرآن الكريم يف‬ ‫الصومال‪.‬‬

‫ويبدي بعض خرباء الرتبية والتعليم يف الصومال‬ ‫تخوفهم إزاء انتشار مدارس القرآن الكريم‪،‬‬ ‫ويخشون أن تكون تلك املدارس البديل للخالوي‬ ‫القرآنية التي تُعترب املوروث التاريخي للشعب‬ ‫الصومايل‪.‬‬ ‫ويقول أستاذ علوم القرآن بجامعة رشق أفريقيا‬ ‫ببوصاصو أبو بكر حسن الخليفة إن مدارس‬ ‫القرآن الكريم يف الصومال لم تأت بالجديد يف املجال‬ ‫التعليمي يف الصومال‪ ،‬ويرى أنها تكرار لفكرة‬ ‫الكتاتيب القرآنية املنترشة يف البالد‪.‬‬ ‫وأشار الخليفة للجزيرة نت إىل أن النمط التعليمي‬ ‫املتبع عند دور القرآن يف الصومال بحاجة إىل التطوير‬ ‫وإجراء تعديالت تطال املنهج الدرايس‪ ،‬مع ضمان‬ ‫استمرار عمل الخالوي لتأدية دورها املنوط بها وهو‬ ‫تخريج كوادر صومالية حافظة لكتاب الله تعاىل‪.‬‬


‫لمحات عن التربية اإلسالمية في‬ ‫الصومال‬ ‫هاشم حسن هاشم‬ ‫باحث سوداني واستاذ جامعة رشق افريقيا ‪ -‬فرع جالكعيو‬

‫ملحات عن الرتبية اإلسالمية يف الصومال‬ ‫مفهوم الرتبية اإلسالمية‬ ‫لقد وضع علماء الرتبية الحديثة تعريفات‬ ‫مختلفة للرتبية بناء عىل األصل اللغوي لكلمة‬ ‫الرتبية‪ ،‬والتي يمكن مراجعته يف كتب املعاجم‪،‬‬ ‫وقد اختلفت التعريفات االصطالحية باختالف‬ ‫نظرة املربني وفلسفتهم يف الحياة ومعتقداتهم‬ ‫التي يدينون بها ‪ .‬‬ ‫وعُ رفت بأنها‪ (:‬عملية اجتماعية‬ ‫ ‬ ‫خلقية يضطلع بها املجتمع من أجل بناء‬ ‫نحو يمكنهم من مواصلة‬ ‫شخصيات أفراده عىل ٍ‬ ‫حياة الجماعة وتحريرها وتطويرها من ناحية‪،‬‬ ‫وتنمية شخصياتهم املتفردة للقيام فيها بأدوار‬ ‫اجتماعية متكاملة للوظائف واملسؤوليات من‬ ‫ناحية أخرى)‪.‬‬ ‫وعندما جاء اإلسالم أخذ مفهوم الرتبية أبعادا ً‬ ‫جديدة ذات طابع متميز‪ ،‬فإذا كانت يف السابق‬ ‫تعني مجرد إعداد للنشء يف مرحلة عمرية معينة‪،‬‬ ‫فقد أصبحت يف اإلسالم (عملية إعداد اإلنسان‬ ‫وتزكيته يف مراحل عمره املختلفة‪ ،‬فهي عملية‬ ‫مستمرة من املهد إىل اللحد)‪.‬‬ ‫والرتبية اإلسالمية تربية ُ‬ ‫خلقية تؤكد عىل تغيري‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫السلوك نحو األفضل‪ ،‬قال تعاىل‪َ  :‬ونف ٍس وَمَ ا‬ ‫َّاها * َفأ َ ْلهَ مَ هَ ا ُفجُ و َر َها َوتَ ْقو َ‬ ‫سو َ‬ ‫َاها * َق ْد أ َ ْف َلحَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَ ن زكاها * وَق ْد خابَ مَ ن د َّ‬ ‫َساها‪( ‬سورة‬ ‫القمر‪، )10-6‬وقال تعاىل أيضاً‪َّ  :‬‬ ‫إن ال ّل َه ال َ ي َُغ ِّيُ‬ ‫مَ ا ِب َق ْو ٍم حَ تَّى ي َُغ ِّيُوا ْ مَ ا ِبأَن ْ ُف ِس ِه ْم َوإِذَا أ َ َرا َد ال ّل ُه‬ ‫ِب َق ْو ٍم ُ‬ ‫َال‬ ‫سوءا ً َفالَ مَ َر َّد َل ُه وَمَ ا َلهُ م مِّ ن دُونِهِ ِمن و ٍ‬ ‫‪( ‬سورة الرعد‪ ،)11‬وقال النبي ‪ (( ‬كل مولود‬ ‫يولد عىل الفطرة فأبواه يهوِّدانه أو ينرصانه أو‬ ‫يمجسانه)) ‪ ،‬وأبواه هنا تعني البيئة الرتبوية من‬ ‫حول الطفل بأوسع معانيها سواء يف البيت أو‬ ‫املدرسة أو املؤسسات الرتبوية األخرى يف املجتمع‬ ‫‪.‬‬ ‫والرتبية اإلسالمية إيمان واعتدال‪ ،‬وخلق نبيل‬ ‫وعلم وعمل‪ ،‬تربية متواصلة للفرد املسلم تمده‬ ‫بعنارص التوافق يف الحياة وتسترشف به إىل‬ ‫مواضع القوة فتبوئه إياها‪ ،‬وذلك بتزكية نفسه ‪.‬‬ ‫فالغاية من الرتبية اإلسالمية هي‬ ‫ ‬ ‫إيجاد الشخصية القوية‪ ،‬املفكرة الصالحة‬ ‫الواعية ذات النفس الزكية‪ ،‬التي تعمل لدينها‬

‫وفكرتها‪ ،‬ولتزويد الناس بالعلوم واملعارف املتعلقة‬ ‫بشؤون الحياة‪ ،‬وإسعاد اإلنسان‪ ،‬كما ينظر اإلسالم‬ ‫إىل الفرد من حيث عالقته بخالقه‪ ،‬ومن حيث عالقته‬ ‫باملجتمع الذي يعيش فيه ‪.‬‬ ‫وال شك بأن شعب املسلم يف جمهورية الصومال قد‬ ‫عانى من ويالت حرب أهلية طويلة‪ ،‬أثرت يف اإلنسان‬ ‫الصومايل‪ ،‬ويف قيمه وحياته‪ ،‬وكان لها عظيم األثر‬ ‫عىل الطفولة والشباب‪،‬‬ ‫والقيم الخلقية والعرفية‪ ،‬إال أن كل هذه املعانات‬ ‫والصعوبات وجددت سدا منيعا وهو الرتبية‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫وأثناء وجودي يف املجتمع الصومايل‪ ،‬فإني رأيت‬ ‫أن هذا املجتمع بالرغم من الرصاع الحربي األهيل‬ ‫الطويل بني أفراده‪ ،‬إضافة إىل غياب املؤسسات‬ ‫الحكومية الفاعلة يف الشأن االجتماعي‪ ،‬فإنه يمكن‬ ‫مالحظة أن هذا الشعب تمسك بإسالمه ‪ ،‬وحافظ عىل‬ ‫الرتبية اإلسالمية يف تنشئة أبنائه عىل القيم والعادات‬ ‫والثقافة اإلسالمية‪ ،‬رغم كل الظروف والصعوبات‬ ‫واملعوقات‪ .‬والرتبية اإلسالمية يف الصومال يمكن أن‬ ‫يقال عنها الكثري إال أنه ال يمكن قول الكل يف هذه‬ ‫الصفحات القليلة‪ ،‬ولذا سنثري املوضوع من بعض‬

‫زواياه‪ ،‬عىل أمل إكمال بقية الزوايا يف مناسبات‬ ‫كتابية أخرى‪.‬‬ ‫مؤسسات الرتبية يف املجتمع الصومايل‪:‬‬ ‫يمكن أن نشري املؤسسات الرتبوية يف املجتمع‬ ‫الصومايل عىل اآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬مؤسسة األرسة‪ :‬وهي أول مؤسسة تهتم‬ ‫بالطفل‪ ،‬وربما مسألة اختيار الزوجة ونوعية‬ ‫االختيار تؤثر يف مستقبل األطفال اجتماعياًّ‪،‬‬ ‫ونالحظ أن الطفل الصومايل يحظى بعناية كبرية‬ ‫من أمه وأبيه‪ ،‬وذلك بغرس القيم الحميدة فيه‬ ‫كالصدق والشجاعة وحب الحياء والحجاب وحب‬ ‫الدين‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫‪-2‬مؤسسة املدرسة القرآنية (دوكيس) ‪ :‬وهي‬ ‫مؤسسة يتلقى فيها الطفل القرآن الكريم حف ً‬ ‫ظا‪،‬‬ ‫ويتعلم الكتابة واللغة العربية‪ ،‬وبالرغم الدور‬ ‫الكبري الذي يقوم به معلمو املدارس القرآنية‪ ،‬إال‬ ‫أنه ينبغي تأهيل معلمي املدارس القرآنية ليغرسوا‬ ‫قيماً‪ ،‬وسلوكيات يف عقول هؤالء األطفال كقيمة‬ ‫حب الغري واحرتام اآلخر‪ ،‬خصوصا أنهم يُد ِّرسون‬ ‫أطفاال ً متنوعني‪.‬‬ ‫‪-3‬مؤسسة املسجد‪ :‬وهي مؤسسة مهمة يف‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪25‬‬


‫املجتمع الصومايل؛ ألنها توجه املسلم نحو هدفه‬ ‫وهو االلتزام بقيم اإلسالم الفاضلة‪ ،‬فاألطفال‬ ‫يذهبون بأنفسهم أو مع آبائهم ألداء شعائر‬ ‫الصالة أو املناسبات الدينية‪ ،‬لذا كان لزاما ً عىل‬ ‫القائمني باملسجد العناية باألطفال ووضع‬ ‫برامجهم اجتماعية تكون لها عظيم األثر يف‬ ‫إصالح سلوكهم‪ ،‬ومما الحظته يف بعض املساجد‬ ‫التي زرتها أن هذا البعد االهتمامي للطالب‬ ‫مفقود‪.‬‬ ‫‪-4‬مؤسسة املدرسة‪ :‬سواء أكانت ابتدائية أو‬ ‫إعدادية أو ثانوية‪ ،‬فإن هذه املدارس يتلقى فيها‬ ‫الطالب مع اختالف أعمارهم دروسا ً يف العلوم‬ ‫والرتبية‪ ،‬ولكن ما مدى الرتبية التي يتلقاها‬ ‫الطالب يف هذه املدارس؟‪ ،‬فمن واقع ما رأيت أن‬ ‫الرتبية ضعيفة يف هذه املؤسسات الرتبوية‪ ،‬كواقع‬ ‫مثيالتها يف بعض البالد العربية مع الفارق طبعاً‪،‬‬ ‫لذا ينبغي عىل القائمني االهتمام بالجانب الرتبوي‬ ‫فالرتبية قبل التعليم‪ ،‬وذلك بوضع برامج تعيل‬ ‫قيم الفضيلة يف صدور هؤالء الطالب‪ ،‬وتغرس‬ ‫فيهم سلوكيات تكمل لهم شخصيتهم السوية‪،‬‬ ‫التي ستساعدهم يف االندماج يف املجتمع بثقافة‬ ‫االنفتاح اإليجابي‪ ،‬وغرس قيم الخري ‪.‬‬ ‫‪-5‬مؤسسة وزارة الشؤون االجتماعية‪ :‬وهي‬ ‫مؤسسة حكومية تعنى بوضع الربامج والخطط‬ ‫التي تحفظ املجتمع من االنحراف والوقوع يف‬ ‫السلوكيات الخاطئة‪ ،‬مما سيكون له األثر السلبي‬ ‫عىل املجتمع‪ ،‬ولذا فإن هذه املؤسسة الحكومية‬ ‫مطالبة بتفعيل دورها البنّاء‪ ،‬والذي أراه غائبا يف‬ ‫بيئة املجتمع الصومايل‪ ،‬يجب عليها صناعة برامج‬ ‫تحمي األطفال والشباب من االنحراف‪ ،‬برامج‬ ‫تساعد يف بناء الشخصية الصومالية العاملية‪،‬‬ ‫املنفتحة عىل العالم‪ ،‬امللتزمة بقيم اإلسالم وعادات‬ ‫وتقاليد الشعب الصومايل‪ ،‬مثل برامج تحفيز‬ ‫الناجحني من األطفال والشباب ومتابعتهم‪،‬‬ ‫وبرامج تقوم باستيعاب أبناء الشوارع وتكييف‬ ‫أوضاعهم االجتماعية والتعليمية والسلوكية‪،‬‬ ‫وإعداد برامج مهنية للشباب تساعدهم عىل تع ُّلم‬ ‫ِمهَ ٍن صناعية يخدمون بها أنفسهم ومجتمعهم‪.‬‬ ‫‪-6‬مؤسسات املجتمع املدني‪ :‬وأعني بها هنا‬ ‫املنظمات غري الحكومية التي تهتم بالواقع‬ ‫االجتماعي الصومايل‪ ،‬وهذه املؤسسات حقيقة‬ ‫لها دور فاعل يف املجتمع من خالل برامج التوعية‬ ‫واملحارضات والندوات يف املساجد واملدارس‬ ‫والجامعات‪ ،‬حيث تهتم برشيحة األطفال‬ ‫والشباب والنساء‪.‬‬ ‫الغاية املرجوة من هذه املؤسسات الرتبوية‬ ‫يف الحقيقة أقىص ما يمكن أن يطلب من هذه‬ ‫املؤسسات الرتبوية هو اآلتي‪:‬‬ ‫غرس قيم اإلسالم يف الطفل والنشء‬ ‫‪ -1‬‬ ‫الصومايل‪.‬‬ ‫تكريس ثقافة إعالء قيم التسامح‬ ‫‪ -2‬‬ ‫والعدل واإلخاء‪ ،‬ونبذ العصبيات‪.‬‬ ‫خلق جيل جديد معافا من األمراض‬ ‫‪ -3‬‬ ‫‪26‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫التي ابتيل بها املجتمع الصومايل‪ ،‬جيل يسعى للبناء‬ ‫واإلصالح والتعمري‪.‬‬ ‫معالجات األفكار واالنحرافات السالبة‬ ‫‪ -4‬‬ ‫التي موجودة يف املجتمع وكانت سببا ً لتغذية الرصاع‬ ‫القبيل أو الطائفي‪.‬‬ ‫أهداف الرتبية اإلسالمية‪:‬‬ ‫ينبغي عىل القائمني عىل مؤسسات الرتبية اإلسالمية‬ ‫يف املجتمع الصومايل العمل يف تمكني الرتبية وفق‬ ‫األهداف الرئيسية للرتبية اإلسالمية‪ ،‬والتي ذكر‬ ‫بعضا منها األستاذ محمد عطية األبرايش يف‬ ‫دراسة عن الرتبية اإلسالمية خمسة أهداف للرتبية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أوالً‪ :‬الوصول إىل الخلق الكامل‪:‬‬ ‫لقد أجمع علماء املسلمني عىل ّ‬ ‫أن الرتبية‬ ‫ ‬ ‫الخلقية هي روح الرتبية اإلسالمية‪ ،‬ذلك ّ‬ ‫أن الوصول‬ ‫إىل الخلق الكامل هو الغرض األسايس من الرتبية‪،‬‬ ‫وهذا ال يعني التقليل من شأن الرتبية الجسمية أو‬ ‫العقلية أو العلمية أو العملية‪ ،‬لقد وازنت بني هذه‬ ‫كلها وحرصت عىل أن ال يطغى جانب عىل آخر‪،‬‬ ‫بل معناه العناية بالرتبية الخلقية كما هي العناية ‬ ‫باألنواع األخرى من الرتبية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬العناية بالدين والدنيا معاً‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن كل الفلسفات والدعوات السابقة لإلسالم كانت‬ ‫تدعو ليشء واحد‪ :‬إما الدنيا أو اآلخرة‪ ،‬أما اإلسالم‬ ‫وحده الذي يصل اإلنسان بالله‪ ،‬ليصلح حاله عىل‬ ‫األرض وينظم حياته‪ ،‬هذا اإلنسان يسري بجسمه‬ ‫عىل األرض‪ ،‬وهو متجه بروحه إىل السماء فيجمع‬ ‫بني الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬العناية بالنواحي النفعية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الرتبية اإلسالمية عُ نيت بالنواحي‬ ‫ ‬ ‫النفعية كعنايتها بالنواحي الدينية والخلقية‬ ‫والروحية‪ ،‬وتميزت الرتبية اإلسالمية بأنها‪ :‬ترفع‬ ‫قيمة املتعلم واالهتمام بالتعليم‪ ،‬لقوله تعاىل‪ُ ( :‬ق ْل‬ ‫ِين ال َ يَعْ َلم َ‬ ‫ُون وَا َّلذ َ‬ ‫ِين يَعْ َلم َ‬ ‫َه ْل ي َْستَ ِوي ا َّلذ َ‬ ‫ُون إِنَّمَ ا‬ ‫َاب ) (سورة الزمر‪، )9‬وتمزج العلم‬ ‫يَتَذَ َّك ُر أ ُ ْولُوا األ َ ْلب ِ‬ ‫بالعقيدة لكي يكون العلم نافعاً‪ ،‬وموجها ً لفعل‬ ‫الخري‪ ،‬وتربط العلم بحاجات البرش‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫إشباع الهدف الديني والدنيوي يف آن واحد‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬دراسة العلم لذات العلم‪:‬‬ ‫ ‬ ‫التعليم وحده ال يغني وال يكفي دون أن تمهد أمامه‬ ‫الطرق من األخالق والقيم واألهداف الواضحة‬ ‫السديدة‪ ،‬والخلق ليس شيئا ً فرديا ً فحسب ولكنه‬ ‫فردي وجماعي‪ ،‬والعلم بعد ذلك رسالة وليس‬ ‫وسيلة لكسب العيش‪ ،‬فإذا ضاق افقه إىل هذا الحد‬ ‫حُ رم الناشئ من الرقي الصحيح‪ ،‬وال ريب أن العلم‬ ‫والقدرة عىل كسب املال إذا لم تكن مقرونة بالخلق‬ ‫والهدف أصابت صاحبها باالضطراب والفساد مما‬ ‫يفسد عليه قدرته ومهارته ويجعل وجهتها إىل الرش‬ ‫واالنحالل ‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬اإلعداد املهني والفني لكسب‬ ‫ ‬ ‫الرزق‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الرتبية اإلسالمية ساهمت يف إعداد كل‬ ‫ ‬ ‫فرد لكسب رزقه يف الحياة‪ ،‬وذلك بالحث عىل دراسة‬

‫بعض املهن والفنون والصناعات والتدرب عليها‪،‬‬ ‫ويظهر هذا الغرض جليا ً يف قول ابن سينا‪ ((:‬إذا‬ ‫فرغ الصبي من تعلم القرآن وحفظ أصول اللغة‬ ‫نُظر عند ذلك إىل ما يراد أن تكون صناعته فيُوجه‬ ‫لطريقه)) ‪.‬‬ ‫ولعل هذه املسألة تحتاج إىل تعميقها يف املجتمع‬ ‫الصومايل‪ ،‬وتعويد النشء عىل مهارات الفنون‬ ‫والحرف لزيادة االكتساب والرزق‪ ،‬وهي حرف يف‬ ‫حوجة لها املجتمع الصومايل‪.‬‬ ‫ويف الختام هذا جزء قليل مما يمكن قوله عن‬ ‫الرتبية اإلسالمية يف الصومال ومدى االهتمام‬ ‫بها‪ ،‬وأنه كان لها أثر كبري يف بناء الشخصية‬ ‫الصومالية‪ ،‬ولعل يف مساهمة أخرى نضيف بعض‬ ‫األشياء عنها‪ ،‬وال بد للباحثني االهتمام بدراسة‬ ‫هذا املجتمع ففيه قيم جميلة ينبغي ان يقرأها‬ ‫ويعرفها االخرون عنه‪ ،‬فهو مجتمع ث ٌّر بالتجربة‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬


‫حوار‬ ‫اجرى الحوار‪ /‬عبداهلل عبدالقادر آدم ‪ /‬خريج‬ ‫كلية الشريعة والقانون بجامعة افريقيا‬ ‫العاملية‪ ،‬وحاصل على درجة املاجستري يف‬ ‫القانون من جامعة الزعيم االزهري‪ /‬املدير‬ ‫االقليمي ملركز الرائد للبحوث والدراسات‬ ‫الصومالية‪.‬‬ ‫جامعة شرق افريقيا من أوائل الجامعات‬ ‫الصومالية‪ ،‬حيث بدأت الدراسة يف الوطن‬ ‫بعد سقوط الحكومة املركزية الصومالية‪،‬‬ ‫على أيدي كوادر وطنية حملت على عاتقها‬ ‫مسؤولية انقاذ مستقبل األجيال الصاعدة‬ ‫يف فرتة االنهيار والضياع التي واجه الشعب‬ ‫الصومالي خالل عقدين من الزمن؛ وعلى‬ ‫الرغم من الصعوبات والتحديات التي كانت‬ ‫ماثلة أمام افتتاح جامعة أهلية يف ذلك الوقت‬ ‫إال أن النية الصادقة والعزيمة الثابتة والقرار‬ ‫الصعب الذي اختاره هؤالء الكوادر ساهم‬ ‫يف إعادة األمل لقطاع عريض من الشعب‬ ‫الصومالي ‪ .‬وتعد جامعة شرق إفريقيا من أهم‬ ‫الجامعات الصومالية الراقية والتي خرّجت‬ ‫آالفا من الطلبة واملثقفني الصوماليني‪.‬‬ ‫وخالل زيارة مدير الجامعة ( آدم شيخ دون‬ ‫) ملدينة الخرطوم‪،‬التقيناه يف مقر إقامته‪،‬‬ ‫واجرينا معه هذا الحوار‪:‬‬

‫عبداهلل عبدالقادر آدم‬

‫رئيس جامعة شرق افريقيا آدم شيخ دون ل (صناعة المستقبل)‬

‫جامعة شرق إفريقيا مؤسسة تعليمية غير ربحية‬ ‫تعتمد على جهود الشعب المتواضعة‬ ‫تعريف لجامعة رشق افريقيا؟ وتاريخ تأسيسها؟‬ ‫وأهدافها؟‬ ‫جامعة رشق إفريقيا عموما وفروعها املنترشة يف‬ ‫البلد مؤسسة تعليمية غري ربحية تعتمد عىل جهود‬ ‫الشعب املتواضعة‪ ،‬كما تعتمد عىل الرسوم الضئيلة‬ ‫التي يدفعها الطالب‪.‬‬ ‫وهناك دوافع كثرية لتأسيس الجامعة يف املنطقة ‪،‬‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬توقف الجامعة الوطنية الصومالية عن أداء‬ ‫دورها بعد سقوط الحكومة املركزية يف عام ‪1991‬م‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم وجود مؤسسة علمية للتعليم العايل تسد‬ ‫حاجة الخريجني‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجود عدد هائل من خريجي الثانوية العامة‬ ‫واملعاهد الرشعية‪.‬‬ ‫وملحاولة سد هذا الفراغ التعليمي تأسست جامعة‬ ‫رشق إفريقيا يف مدينة بوصاصو الساحلية‬ ‫الواقعة يف والية بونتالند (شمال رشق الصومال)‬ ‫عام ‪1999‬م بجهود العلماء والدعاة واألساتذة‬ ‫املتخصصني يف املجاالت العلمية املختلفة‪ ،‬وهنا كانت‬ ‫البداية وابتدأت الجامعة بكلية الرشيعة والدراسات‬ ‫االسالمية وكلية إدارة األعمال‪ ،‬ثم واصلت جهودها‬ ‫يف افتتاح كليات جديدة وهي اآلن تتكون من خمس‬ ‫عرش كلية يف املجاالت العلمية املختلفة‪ ،‬ولها فروع‬ ‫يف بعض املدن الرئيسية مثل جرووي‪ ،‬وجالكعيو‪،‬‬ ‫وبوهوديل‪ ،‬وقرطوا‪ ،‬وقد تخرج منها حواىل ‪4500‬‬ ‫طالب‪ ،‬ويدرسها حاليا حواىل أربع آالف طالب‪.‬‬ ‫أما أهداف الجامعة‪ ،‬فتهدف الجامعة إىل تحقيق ما‬ ‫ييل‪:‬‬ ‫‪ -1‬توفري فرص التعليم العايل لخريجي الثانوية‬ ‫العامة واملعاهد العلمية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعداد كوادر مؤهلة ومدربة لتلبية احتياجات‬ ‫املجتمع ومتطلبات التنمية وتقديم االستشارة يف‬ ‫املجاالت العلمية املختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬دعم التعليم االساسيس يف املنطقة باعداد وتأهيل‬ ‫املعلمني‪.‬‬ ‫‪ -4‬نرش الثقافة العربية واالسالمية يف وسط املجتمع‬ ‫الصومايل يف مختلف مناطقه‪.‬‬ ‫‪ -5‬خدمة املجتمع الصومايل واالسهام يف حل‬ ‫مشكالته عن طريق البحث العلمي والتدريب امليداني‬ ‫والتعليم املستمر‪.‬‬ ‫‪ -6‬فتح العالقات مع الجامعات واملؤسسات العلمية‬ ‫املماثلة محليا وعربيا وعامليا لتبادل املعلومات‬ ‫والبحث العلمي‪.‬‬ ‫بعد مرور سبع عرش سنوات عىل تأسيس الجامعة‪،‬‬ ‫ماهي االنجازات التي حققتها الجامعة؟‬ ‫استطاعت جامعة رشق إفريقيا أن تمأل فراغا‬ ‫كبريا يف املجال التعليمي خلفها انهيار الحكومة‬ ‫املركزية الصومالية‪ ،‬وعدم وجود مؤسسات تعليمية‬ ‫تستطيع النهوض عىل هذا العمل ‪ ،‬لذا تمكنت‬ ‫الجامعة من استيعاب عدد هائل من الطلبة الراغبني‬ ‫لاللتحاق بالدراسة الجامعية ‪ ،‬وقد ساهم خريجوا‬ ‫هذه الجامعة بدورهم يف املشاركة يف نهضة وتنمية‬ ‫مناطقهم ‪ ،‬فمعظم الهيئات العاملة يف هذه املناطق‬ ‫يوجد فيها خريجوا هذه الجامعة‪ ،‬وقد تمكن الكثري‬ ‫منهم من تأسيس معاهد ومدارس تعليمية يف‬ ‫بعض املناطق‪ ،‬والبعض منهم محارضون يف بعض‬ ‫الجامعات املحلية والعاملية‪ ،‬وهناك طالب تخرجوا‬ ‫من الجامعة وواصلوا دراساتهم العليا يف خارج‬ ‫البلد مثل السودان ويوغندا وماليزيا وباكستان‪،‬‬ ‫ونتطلع اىل أن يصل نور جامعة رشق افريقيا لكل‬ ‫بيت صومايل حتى يستعيد الصومال عافيته ويتمكن‬ ‫أبناؤه من التعلم ومحو االمية يف املجتمع الصومايل‪،‬‬ ‫ويمكننا أن نقول إن أهم يشء تمكنت الجامعة من‬ ‫الحصول عليه خالل هذه الفرتة هي الثقة واالعرتاف‬ ‫الرسمي من مجتمع وشعب هذه املناطق والشعب‬ ‫الصومايل عموما‪.‬‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪27‬‬


‫عالقتكم مع الجامعات واملؤسسات التعلمية املحلية والتعليمية؟‬ ‫لجامعة رشق إفريقيا عالقات جيدة مع الجامعات املحلية الصومالية يف جميع‬ ‫املناطق‪ ،‬حيث ترى الجامعة رضورة تكاتف الجامعات الصومالية من أجل‬ ‫تطوير التعليم يف الصومال ‪.‬‬ ‫وللجامعة كذلك عالقات مع الجامعات العاملية‪ ،‬حيث لنا تعاون مشرتك مع أكثر‬ ‫من سبع جامعات يف السودان ‪ ،‬وبعض الجامعات اليمنية واملرصية واملاليزية‬ ‫والكينية واليوغندية‪.‬‬ ‫كذلك جامعة رشق إفريقيا عضو يف منتدى الجامعات اإلفريقية‪ ،‬واتحاد‬ ‫الجامعات اإلسالمية واتحاد الجامعات العربية‪ ،‬ولنا أيضا عالقات مع املنظمات‬ ‫العاملية والبنك الدويل‪.‬‬ ‫حدثنا عن زيارتك يف السودان؟‬ ‫كانت األولوية املهمة لزيارتي للسودان املشاركة يف مؤتمر الجامعات اإلفريقية‬ ‫والذي عقد يف مدينة الخرطوم بتنظيم من منظمة رعاية الطالب الوافدين‬ ‫السودانيةبالتعاون مع الندوة العاملية للشباب اإلسالمي بمشاركة أكثر من ‪30‬‬ ‫جامعة إفريقية‪ ،‬وكان الغرض من هذا املؤتمر التباحثي حول كيفية التعاون بني‬ ‫الجامعات اإلفريقية األهلية والطرق األمثل لتجاوز الصعوبات والتحديات املاثلة‬ ‫أمام الجامعات للوصول إىل مصايف الجامعات املتقدمة‪ ،‬وقد أشدنا خالل مداخلتنا‬ ‫يف املؤتمر بالدور الكبري الذي لعبته هاتان املنظمتان (الوافدين والندوة) من خالل‬ ‫تعاونهما يف عقد هذا املؤتمر‪ ،‬واوضحنا أن جامعة رشق إفريقيا مستعدة من أجل‬ ‫أن تتعاون مع الجامعات اإلفريقية األخرى حول انجاح جميع السبل املؤدية إىل‬ ‫التعاون الرسمي فيما بينهم‪.‬‬ ‫وأيضا ً كان من مهام زيارتنا تأدية وتكملة بعض مهام الجامعة هنا‪ ،‬حيث كانت‬ ‫لنا عالقات مع املؤسسات التعليمية يف السودان ‪ ،‬حيث وقعنا إتفاقيات تعاون‬ ‫مشرتك مع بعض من املؤسسات التعليمية يف السودان من بينها ‪ :‬جامعة إفريقيا‬ ‫العاملية ‪ ،‬وجامعة النيلني ‪ ،‬وجامعة القرآن الكريم ‪،‬وجامعة السودان للعلوم‬

‫والتكنولوجيا ‪ ،‬باإلضافة إىل وزارة التعليم العايل السودانية‪ ،‬حيث لنا ملفات‬ ‫مع الوزارة تمر بمراحلها األخرية ‪ ،‬ولنا عالقات جيدة مع املؤسسات التعليمية‬ ‫ووزارة التعليم العايل يف السودان‪.‬‬ ‫حدثنا عن خطط الجامعة ا ُملستقبلية ؟‬ ‫تسعى الجامعة إىل وضع خطط مستقبلية كي تواصل الجامعة أداء مهمتها‬ ‫األساسية من أجل خدمة املجتمع‪ ،‬فمن املهام املرسومة لنا تطوير الجانب‬ ‫األكاديمي بالجامعة ومراجعة مناهج الجامعة وتحديثها حتى تواكب مع‬ ‫املتغريات الحالية وتكون مالئمة لطالب العلم واملثقفني وحتى تكون ذات منفعة‬ ‫وجودة عالية‪ ،‬وأيضا نريد إضافة التخصصات املهمة ‪ ،‬وقد بدأت هذه املهمة‬ ‫حيث أضيفت للجامعة بعض الكليات املهمة‪ ،‬ومنها كلية تنمية املجتمع وكلية‬ ‫العلوم السياسية‪ ،‬ونخطط أن نضيف كالً من كلية علوم البحار والجيوليوجيا يف‬ ‫الفرتة املقبلة‪ ،‬وتتمتع الجامعة بمكتبة علمية لكننا نهدف اىل توسيعها وإضافة‬ ‫مراجع مهمة يف جميع الكليات والتخصصات وأن نعمل عىل إضافة مكتبة رقمية‬ ‫للمكتبة العامة حتى تستطيع الجامعة إشباع رغبات طالب العلم والباحثني‪،‬‬ ‫وستوجه الجامعة من أجل اثراء جانب البحوث العلمية بالجامعة ‪ ،‬وتشجيع‬ ‫الطلبة عىل الكتابة واملشاركة يف البحوث العلمية‪.‬‬ ‫أما فيما يخص جانب العالقات فنرى أننا لم نصل بعد للكيفية املنشودة ‪ ،‬لذا‬ ‫نرمى إىل احياء العالقات القديمة التي أبرمتها الجامعة مع الجهات األخرى ‪،‬‬ ‫وانشاء عالقات جديدة تعود بالنفع للجامعة وتوقيع اتفاقيات تعاون ورشاكات‬ ‫مع الجامعات واملراكز العلمية من خالل تبادل الخربات واملعلمني والزيارات مع‬ ‫املؤسسات التعليمية األخرى‪.‬‬ ‫وتتطلع الجامعة اىل افتتاح كلية للدراسات العليا كي تتمكن الطلبة من تحضري‬ ‫الدراسات العليا دون ارغامهم إىل السفر للخارج‪ ،‬لذا تسعى الجامعة إىل تلبية‬ ‫الكثري من الطلبة الراغبني بااللتحاق بالدراسات العليا‪.‬‬

‫مقر جامعة رشق افريقيا يف بوصاصو‬ ‫‪28‬‬

‫صناعة املستقبل‬


‫لطائف شعريـــة‬

‫محمود عيل آدم‬ ‫كاتب وشاعر معارص‬

‫العالقة بيـن الشعرالعربي القديم والشعر الصومالي‪..‬‬ ‫«دراسة مقارنة»‬ ‫تمهـــيد‪ :‬الشعر شعـور إنساني جميل‪ ,‬يرتجـم‬ ‫ما يـختلج يف داخل املــرء من أحــاسيس بعبارات‬ ‫مــوزونـــة وكلمــات مختارة‪ ,‬ويصاغ بأسلوب‬ ‫حكيم وصورة بديعة وخيال رائع‪ ,‬فهو فن من‬ ‫الفنون الجميلة التي تصـــور الحــياة وما فيها‬ ‫من أحداث‪ ،‬من أفـــراح وأتــراح‪ ,‬وآمــال وآالم‪,‬‬ ‫وشعـرنا الصومايل مليئ بالحكــم واألســرار‪،‬‬ ‫ويـمتــاز بالروعـــة والجمـــال‪ ,‬والفصاحـــة‬ ‫والبــالغـــة‪.‬‬ ‫وهناك أصول أدبيـــة عند األدبـــاء والشعراء‬ ‫يف هذا املجــال الزاخـر وسنذكر ان شــاء الله‬ ‫باختصار جانبا من هذا املجال‪ ،‬لكي تعــم الفائدة‬ ‫واملتعة‪ ،‬ولكي يصبح املوضوع أفيـــــد وأروع‪.‬‬ ‫األدب فن من الفنون ‪ :‬والفنون – يف اختالف‬ ‫مظاهرها واتحادها‪ -‬كالكلمات املرتادفة يف التعبري‬ ‫عن املعنى الواحد‪ ،‬فالشاعر واملصــو ّر اذا الحظا‬ ‫غروب الشمس يف البحر أثار هذا املنظر يف نفسيهما‬ ‫شعورا واحدا ( سحر جمال الطبيعة ) ولكن هذا ّ‬ ‫يعب‬ ‫عنه باأللفاظ املوزونة‪ ،‬وذاك بالخطوط واأللوان‪.‬‬ ‫فالصورة البارعة قصيدة من الشعر ‪ ،‬والقصيدة‬ ‫العبقرية لوحة مصورة‪ .‬والتصوير أخو املوسقي‪،‬‬

‫وكلها مظاهــر متعددة للجــوهر‪ ،‬هذا هو األدب‬ ‫بمعناه العام‪ ،‬أما األدب عىل وجه التحديد والتعريف‬ ‫فهو(( مجموع ما يف لسان من األلسنة من كالم‬ ‫جميل))‬ ‫من شعر أو نثر‪ ،‬ومن مذكرات أو رسائل‪ ،‬أو مقاالت‬ ‫او قصـــة او روايــــة‪...‬‬ ‫والقطعة األدبية كالعمارة املشيدة‪ ،‬البد لبنائها من‬ ‫اختيار الحجارة املناسبة‪ ،‬ثم تحكيم بناءها كي ال‬ ‫تكون نخرة منقعرة‪.‬‬ ‫وحجارة البناء األدبي الكلمات ‪ ،‬تعرف أجناسها‬ ‫بعلم اللغة‪ ،‬وتركيبها وبناءها بالرصف‪ ،‬ونحت‬ ‫أواخرها حتى يتصل بعضها ببعض بالنحــو‪،‬‬ ‫ووضع القطعة بحسب ما تقتضيه الحال باملعاني‬ ‫‪ ،‬واألفتنان يف التعبري بالبيان ‪،‬والتجميل والتحسني‬ ‫بالبديع والعروض‪.‬‬ ‫العوامل املؤثرة يف األدب الصومايل‪:‬‬ ‫هناك عوامل كثيــرة تساعــد وتساهـــم يف‬ ‫صناعة الشـــعر الصـــومايل‪ ,‬ألن الشعـــر‬ ‫مرآة الحيــاة يعكس ما فيها من خيــر وشــ ّر‪,‬‬ ‫فال يعرف تاريخ األمم ومجـــدها وكيانها وفهم‬ ‫واقع حياتهم بأن كانت أمة حربية أو أمة مساملة‪،‬‬ ‫و طبيعة بالدها ومقومات حضارتها إال عن طريق‬ ‫صناعة املستقبل‬

‫‪29‬‬


‫أدبها‪ .‬وبإختصــار وإيجاز نستطيع أن نقول أن من‬ ‫أهم العوامل املؤثـــرة يف ميدان الشعـــر الصومايل‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪1.1‬الحــروب‬ ‫‪2.2‬العصبية والقبلية‬ ‫‪3.3‬السياسة وحب اإلمارة والتسلط‪.‬‬ ‫‪ 4.4‬الكوارث الطبيعية كالجفاف‪.‬‬ ‫‪5.5‬وسائل اإلعالم الحديثة‬ ‫‪6.6‬الثقافة واملعرفة‬ ‫‪7.7‬الروح الدينية والتصـوف‪.‬‬ ‫‪8.8‬الرخــاء والرفاهية‪.‬‬ ‫الحروب موجودة يف األرض عىل امتداد تاريخ‬ ‫اإلنسان‪ ,‬وكذلك العصبية القبلية‪ ،‬أما السياسة‬ ‫واإلمارة فهي من طبيعة البشــر‪ ،‬وكلها عوامل‬ ‫مؤثـــرة جـــداّيف شعـــرنا وأدبنا‪..‬وتاريخنا‬ ‫العريق األزلــــي‪.‬‬ ‫أغراض الشعر الصومايل وصوره‪.‬‬ ‫فـإذا زرنا يف ميادين شعــر الصومايل وسـرنا يف‬ ‫دروبه‪ ،‬وشــرعنا يف مهايعه الفسيحـــة‪ ,‬وجدناه‬ ‫يضاهـي ويمـاثل ‪ -‬بكـل مقـــايس التّشابـــه‬ ‫ األدب العــــــــربي‪ ,‬فالشاعـــر العربي‬‫يحمــس ويــمدح‪ ،‬ويـرثـي ويغـــــــزل‪،‬‬ ‫ويهــجو ويعــيب‪ ،‬وشاعــر الصـــومايل يمــدح‬ ‫وهو بحــــر‪ ،‬ويحمـــس ويهــجو وهـــو ليث‪،‬‬ ‫ويـرثي ويغـــزل وهو ولهان‪ ،‬أمّ ــا يف وصــف‬ ‫الطبيعة‪ ،‬وما يحيط به من تالل ووديان‪ ،‬وسهـــول‬ ‫وهضــاب‪ ،‬وكذلك مايــراه من حيــوان وطيور أو‬ ‫إنســان‪ ،‬فهـــو فيها نهـر متدفق‪.‬‬ ‫هــذه دراسة مقـــارنة بني الشعـــر العــربي‬ ‫وشعـــر الصـــومايل‪ ،‬بـحيث يشتبهان‬ ‫ويتـماثالن‪ ،‬وإذا نظـــرنا إىل جهـــة التقــــسيم‬ ‫والتصــنيف وجــدناهما يف صـــرة واحـــدة‪،‬‬ ‫ويأتيان عىل نمط واحــــد‪.‬‬ ‫وينقســـم األدب العــربي والصـــــومايل اىل‬ ‫فنني كبيــــرين وهمـــا‪:‬‬ ‫النظم (‪ )tix‬والنثر (‪)tiraab‬‬ ‫ماأشبه الليلة بالبارحة‪ ،‬فإذا كان الكالم شعــرا‬ ‫موزونا مقفا فـهو نظم وغيــره نثــر‪.‬‬ ‫الغرض من دراسة األدب العربي والصـومايل‪:‬‬ ‫تهـــدف دراسة األدب الصومايل والعربي إىل‬ ‫تهـذيب اللسان وصــونه عن الخطأ واللحـــن‪,‬‬ ‫وتحسني األخالق وإرشاد الخيــر واالبتعاد عن‬ ‫الشـــر والرذائل‪ ،‬وتثقيف العقـــل وصقل املواهب‬ ‫الكامنة‪ ,‬كما يكتسب الدراس أيضا خــربات‬ ‫السـابقني القـــدماء يف الحيـــاة‪.‬‬ ‫صور وروائع أدبية بني الشعر العربي و الشعر‬ ‫الصومايل‬ ‫ولقد أثبت الدراسات األدبية واللغويــة والتايخية‪،‬‬ ‫أن الشعر الصومايل يضاهي الشعر العربي الجاهيل‬ ‫‪ ،‬ويتفق معه يف جميع أغراضه الشعريــة من مدح‬ ‫وفخــر ‪ ،‬وهجاء‪ ،‬وغزل‪ ،‬وإعتذار ‪ ،‬ورثاء وحكم‬ ‫وغري ذلك ‪ ،‬وسنذكر لطائف شعرية مقارنــة بني‬ ‫الشعــــر العربي القديـــم والشعرالصومايل‪،‬‬ ‫‪30‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫ونقف قليال عىل سهذه اللطائف التالية ‪:‬‬ ‫ •اللطيفــــة األويل‪ :‬الوصف‬ ‫ •اللطيفـــة الثانية‪ :‬الفخــــر‬ ‫ •اللطيفــــة الثالثـــــة‪ :‬الحكــــمة‬ ‫ •اللطيفــة الرابعـــة‪ :‬الغــزل‬ ‫‪ .‬اللطيفة األويل‪ :‬الوصف ‪:‬يقول‪ :‬امللك الضليل‪« .‬امرؤ‬ ‫القيس» أمري شعراء الجاهلية يف قصيدة شعرية‬ ‫يصف فيها الليل وأهواله‪ ،‬وما فيه من الجفاء‬ ‫والغربــــة والعزلــة ‪.‬‬ ‫وليــل كموج البحـر أرخى ُ‬ ‫سدُو َله‬ ‫عـيل بأنــــــواع الهُ مـــــوم لِيبتيل‬ ‫فقلت له ملا تمطـــى ُ‬ ‫بصــل ِبه‬ ‫وأردَف أعْ جازا ونــــــاء بكلـــــكل‬

‫أال أيها الليل الطــويل أال انجيل‬ ‫بصبح وما اإلصباح منك بأمثل‬ ‫فيالك من ليل كأن نجـومَ ُه‬ ‫ُ‬ ‫ُغار الفتل شـــــــدَّت ِبيَذبُل‬ ‫ب ُكل م ِ‬ ‫ثم نجد الشاعر الصومايل ّ‬ ‫يعب عمّ ا يختلج يف صدره‬ ‫من جفاء وأهوال‪ ،‬وطول الليل ومعاناته‬

‫الجاهيل ويقول ‪:‬‬

‫‪Xaamar weeyoo midab fardood, kala‬‬ ‫‪xariir roone‬‬

‫‪Xawaariyo kabtiyo xooro, iyo xowli iyo‬‬ ‫‪jeefag‬‬ ‫‪Xaggii loo eryoba waa gammaaan‬‬ ‫‪xulashadiisiiye‬‬

‫أضف إىل ذلك ما قاله الشاعر الصومايل (عيل علم‬ ‫أفريي) الذي شهدت له الخالئق بالفصاحة والتبيان‪،‬‬ ‫حينما كان يصف فرسه وركوب الخيل وفنونها عند‬ ‫أصحابها ورجالها ‪:‬‬ ‫‪Baxdow farasa boodda horuu, Baqalka‬‬ ‫‪reebaaye‬‬

‫‪Nimaan Baranin fuulaanka wacan‬‬ ‫‪Beegsan kari waaye‬‬ ‫‪Basarkiisa wiil daadshey baa, Baaciyo‬‬ ‫‪roga e‬‬ ‫‪Baydarigu shiishkiyo buntukha bidix ka‬‬ ‫‪liishaanye‬‬ ‫‪Bartuu ku qabto kama leexatiyo tuu‬‬

‫‪Dheeridaa habeenyohow‬‬

‫‪bidhaansado e‬‬

‫?‪Miyaadaan idhaafayn‬‬

‫‪Kamana baydho tuuryadu ninkii Baqase‬‬

‫‪Ma dhulkaan ku siideyn‬‬

‫‪mooyaane‬‬

‫?‪Ma dhaad baa lagaa xiray‬‬

‫ويقول شاعــرنا الصومايل ‪ :‬جامع عيل حرس‬ ‫املعروف ب( مرتي سمي) ‪ -‬وهو يمدح فرسه‬ ‫ويظهــر جماله‪:‬‬

‫يقو ل امرؤ القيس وهو يصف فرسه القوي‪،‬‬ ‫الخفيف الرسيع‪ ،‬وذلك أنه يفر ويكر ‪ ،‬ويقبل ويدبر‬ ‫يف آن واحد‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ــــر مَ عا ً‬ ‫ـــــل ُم ْد ِب‬ ‫ـــــر مُق ِب‬ ‫ـــــر ِمف‬ ‫ِم َك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ــــر حَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫جُ‬ ‫ط ُه َ‬ ‫َ‬ ‫السيـــــ ُل ِم ْن عَ ِل‬ ‫خ‬ ‫ص‬ ‫د‬ ‫لمو‬ ‫َك‬ ‫ٍ‬ ‫ثم نرى شاعرنا الصومايل ( السيد محمد عبد الله‬ ‫حسن ) األديب الشهري املعروف‬ ‫وهو يصف فرسه كما وصفه الشاعر العربي‬

‫‪xamashkiiye‬‬

‫‪Inkastooy ku dhaamayn‬‬ ‫?‪Dharaartii maxaa helay‬‬

‫‪Xamar weeye farasoo nin lihi, Daajey‬‬ ‫‪Xarfo soo baxduu daaqay, Iyo xera‬‬ ‫‪ugbaad-wayne‬‬ ‫‪Xidigaale iyo buu hirqaday, Xooshka‬‬ ‫‪geedaha-e‬‬

‫‪Xareedii da›aysuu wabxoo, Xaabshay‬‬ ‫‪ubixiiye‬‬ ‫‪Xayskii curtuu doogsadoo, Xiinkii baa‬‬


‫‪helaye‬‬ ‫‪Xaaladduu yahaye‬‬

‫وهو يظهــر نفسه وعــزه وكيانـــه عندما‬ ‫تجتمع العشرية‪:‬‬ ‫‪Shir haddii layimaado, Oo xarago shaaca‬‬

‫‪Xusuusbaad i galisiyo fardaha,‬‬

‫‪laga qaado‬‬

‫‪Iyadoon xabaal lagu hamsiin ,waanan ka‬‬

‫‪kuxaragood-koode‬‬

‫‪Maqaamaha shanta ah baan, Ragow‬‬

‫‪hadhayne‬‬

‫‪Xoodaamintii niman aqoon, Waa‬‬

‫‪kuugu sharaf sheegin‬‬

‫‪xanibayaaye‬‬

‫ويقول الشاعر العربي الجاهيل طرفة بن العبد‬ ‫بن سفيان البكري‪ ،‬وهو يفتخر بالكرامة األصلية‬ ‫والعزة والرشف‪ ،‬والحفاوة والجود‪:‬‬ ‫إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني‬ ‫عنيت فلـــم أكسل ولـــــــم أتبلد‬ ‫ولست بحالل التالع مخافـــــــة‬ ‫ولكن متى يســـــــرتفد القـوم أرفـــد‬ ‫فإن تبغني يف حلقة القوم تلقني‬ ‫وإن تلتمسني يف الحــوانيت تصطــلد‬

‫‪ahayne‬‬

‫اللطيفة الثالثة‪ :‬الحكــــمة‪ :‬تظهر الحكمة يف‬ ‫الشعر الصومايل‪ ،‬كما أن األدب العربي حافل بالحكم‬ ‫واألمثال ‪ ،‬يقول اإلمام الشافعي رحمة الله ‪:‬‬ ‫تكلت يف رزقي عىل الله خالقي‬ ‫وايقنت أن الله الشــــــك رازقي‬ ‫وما يمكن رزقي فليس يفوتني‬ ‫ولوكان يف قاع البحـــــــر العوامق‬ ‫سيأتي به الله العظيم بفضله‬ ‫ولو لم يكن مني اللسان بناطــــق‬ ‫ففي أي شيئ تذهب النفس حســرة‬ ‫وقد قسم ال ّرحمن رزق الخالئق‬

‫ويقول الشاعر العربي الولهان ( مجنون ليىل )‬ ‫فيا ليتني‬ ‫يقولون ليىل بالعـــــراق مريضـــة‬ ‫كنت الطبيب املداويا‬ ‫ويقــول ايضا‪:‬‬ ‫إذا ذكرت ليىل علقت وراجعت‬ ‫روائع عقيل من هوى متشعب‬ ‫ويقول يف بيت آخــر ‪:‬‬ ‫فوالله ما أدري إذا ما ذكرتها‬ ‫أثنتني صليت الضحى أم ثمانيا‬ ‫فإن تمنعوا ليىل وتحموا بالدها‬ ‫عيل فلم تحموا عيل القوافيا‬

‫‪Farawga u xardhoobaad kagaran,‬‬

‫‪Markaad jare ku sooxidhatidee, Koore u‬‬ ‫‪xambaarto‬‬ ‫‪Xakamaha markaad gelisidee, Jeedal ku‬‬ ‫‪xalluufto‬‬ ‫‪Xiisaanka goortaad sudhuu, Orodka‬‬ ‫‪xiimaaye‬‬ ‫‪Goortuu xubnaha kala baxshee, Xawliga‬‬ ‫‪u boodo‬‬ ‫‪Xiisaha markaasaad is oran, Xoola ma‬‬ ‫‪Ma xaraamo neefkii nin lihi, Xadhiga‬‬ ‫‪haystaaye‬‬ ‫‪Inaad xeer fardood Iyo taqaan, Dhaqanka‬‬ ‫‪xaalkiisa‬‬ ‫‪Oo aad xeryaha geela dhalay, Sebena‬‬ ‫‪xoor jiiday‬‬ ‫‪Horaan kuu xaqiiqsaday illaa, Xamasho‬‬ ‫‪waaceebe‬‬

‫ومن الشعراء واألدباء من يشتكي طول عمـــره‬ ‫وحياته‪ ،‬وهذا النوع موجود عند العربي والصومايل‬ ‫‪ ،‬ومنهم من جعل الحياة يف كفه ‪ ،‬ومنهم من قنط‬ ‫ومات أمله‪ ،‬يقول الشاعر الجاهيل لبيد بن ربيعة‪:‬‬ ‫ولقد سئمت من الحياة وطـولها‬ ‫وسؤال هذا الناس كيـف لبيـد‬ ‫ويف أبيات أخرى يقول زهري بن أبي سلمي‪ ،‬وهو‬ ‫يشتكي من حياته ويعاني من آالم الشيخوخة‪:‬‬ ‫سئمت تكاليف الحياة ومــــن يعش‬ ‫ثمانني حـــوال ال أبا لك يــــســــأم‬ ‫ويقول الشاعر الصومايل وهو يعاني ويشتكي من‬ ‫الشيخوخة ‪:‬‬ ‫‪lixdankii laba iyo toban baan dul maray,‬‬

‫ويقول الشاعر الصومايل ‪:‬‬

‫‪kulligood Addoomaha rabow kasabshay‬‬ ‫‪kibistiise‬‬ ‫‪Bad kalluun ku jira kolley tahay ama‬‬ ‫‪fujaan koob ah‬‬ ‫‪Nin weliba wixii loo kabtibay waa la‬‬ ‫‪kulan siine‬‬ ‫‪Nin kastoo kadleeya ama kallaha ama‬‬

‫‪hinqanayaaye‬‬ ‫‪Haday hawl yari idinla tahay, aniga way‬‬ ‫‪hooge‬‬

‫ويقــول شاعر عربي يف وصف محبوبته‬ ‫مهفهفة بيضاء غري مفاضـــــــة‬ ‫ترائبهـــا مصقــــــولة كالسـجـنجل‬ ‫كبكر املقاناة البياض بصفــرة‬ ‫غـــذاها نميــــــر املاء غيـر املح ّلل‬ ‫تص ّد وتبدي عن أسيل وتتقي‬ ‫بناظرة من وحش وجرة مطفل‬ ‫وجيد كجيد ال ّرئم ليس بفاحشة‬ ‫إذا هي نصتـــــه وال بمعــــ ّ‬ ‫طل‬ ‫وفرع يزين املتن أســـود فاحـــم‬ ‫أثيث كقنــــوة النخلــة املتعشــكل‬ ‫وكشح لطيف كالجديل مخصــر‬ ‫وساق كأنبـــــوب الســقي املـــذلل‬ ‫إىل مثلها يرنـــو الحليــم صبابة‬ ‫إذا ما اسبك ّرت بني درع ومجول‬ ‫وهذا شاعر صومايل يصور صورة جميلة عن‬ ‫محبوبته التي عشقها‪ ،‬فكأن بني الشاعرين العربي‬ ‫والصومايل روحا واحدة يشعر بها كل منهما‪ ،‬فيعرب‬ ‫هذا بلغته وذلك بلغته‪.‬‬

‫‪kur dheer fuula‬‬

‫‪Inandhalada oowacan‬‬

‫‪Ninna inaanu kordhisan Karin kaa ha la‬‬

‫‪Lagu dheehay quruxoo‬‬

‫‪waana la hubaaye‬‬

‫‪ogaado‬‬

‫‪Dhererkeedu uuyahay‬‬

‫‪lafta dheer laxaadkaa idabacadiyo,‬‬

‫‪ahaan jireye‬‬

‫اللطيفة الرابعـــة‪ :‬الغزل‪ :‬يمتاز الشعر الصومايل‬ ‫قديما وحديثا بقدر وافر من الغزل سواء كان يف‬ ‫الحرض ويف البادية‪ ،‬وكذلك ال يخلو الشعــر العربي‬ ‫القديم‪ .‬فقصة ( مجنون ليىل ) العربي ‪،‬و(مجنون‬ ‫هدن) الصومايل خري مثال عىل هذا التشابه الكبري‪.‬‬ ‫يقول الشاعر الصومايل املعروف بـ (علمي بوطري‬ ‫)‪:‬‬

‫‪Lebi dhuur kabaxayoo‬‬

‫‪Sidageel harraadoo wax badan , Howdka‬‬

‫اللطيفة الثانية‪ :‬الفخــــر‪ :‬يمثل الفخر من أهم‬ ‫األغراض يف الشعر الصومايل‪ ،‬فالشاعر الصومايل‬ ‫عندما يفتخــر بنفسه ‪ ،‬وأصحابه‪ ،‬وأقربائه‪،‬‬ ‫ونسبه األصيل‪ ،‬والشعراء الصوماليون املتميزون‬ ‫يف هذا الباب كثريون‪ ،‬وال يمكن حرصهم ‪ ،‬يقول‬ ‫الشاعر الصومايل‬

‫‪miranaayey‬‬

‫‪Burcad aan dhammaanayn‬‬

‫‪Oo haro lasoo joojiyoo, kureygu‬‬

‫‪Dharaatii la joogoba‬‬

‫‪heegaayo‬‬

‫‪Subag loogu dhaashoo‬‬

‫‪Oo hoobeyda loo qaaday , iyo hadal wal-‬‬

‫‪Dhaayihii arkaayaana‬‬

‫‪waaleedka‬‬

‫‪Dhaawaca jacayl kulul‬‬

‫‪Kolkaad hodon tiraahdaanba .waan soo‬‬

‫‪Laga dhowri kari waa‬‬

‫‪laafyihii gacanta‬‬ ‫‪waataa laleemada indhaha, aragu‬‬ ‫‪liitaaye‬‬ ‫‪hadaan luqunta taagi jirey beri, liicday‬‬ ‫‪araxdiiye‬‬ ‫‪luuf baa ka soo haray dowliskii, liishaha‬‬

‫‪Sidii dhool gu’oo da’ay‬‬ ‫‪Dhaayuhu qabteenoo‬‬ ‫‪Dhoobadii caleediyo‬‬ ‫‪Saaqood dhexjoogtoo‬‬ ‫‪Dhexdu madagna ay tahay‬‬ ‫‪Dhiin loo lisaayoo‬‬ ‫‪Dhay lagu habaayoo‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫‪31‬‬


‫الورقة األخيرة‬

‫عبد الفتاح نور أحمد (أشكر)‬

‫السودان‪ :‬العمق‬ ‫اإلستراتيجي للصومال!!‬ ‫تتحالف الدول وفق أحالف إسرتاتيجية يفرضها‬ ‫الواقع ا ُملعاش؛ أو تتعاضد فيما بينها؛ نظرا ً لوشائج‬ ‫تحكمها الروابط العرقية والعالقات البينية‪.‬‬ ‫وعالقتنا مع السودان ليست وليدة اللحظة ‪ -‬كما‬ ‫يعتقدها البعض‪ -‬وإنما كانت وستظل عالقات‬ ‫أخوية ودّية ستمتد إىل آفاق أرحب بإذن الله‪.‬‬ ‫سنويا ً توفر السودان للصوماليني منحا ً دراسية‬ ‫بمختلف التخصصات‪ ،‬مع توفري التدريبات الالزمة‬ ‫للرشطة والجيش والكادر القيادي يف جميع األجهزة‪،‬‬ ‫كجزء من ديبلوماسية السودان الشعبية الرامية‬ ‫إىل كسب شعوب أفريقيا يف معركتها الدائمة مع‬ ‫الدول املعادية‪ ،‬وعىل رأسها‪ :‬أمريكا التي تفرض‬ ‫‪32‬‬

‫صناعة املستقبل‬

‫عىل السودان – منذ سنوات‪ -‬حظرا ً منع األخرية من‬ ‫امليض قدما ً إىل األمام‪.‬‬ ‫الديبلوماسية الشعبية التي تنتهجها السودان‬ ‫كمنهج سيايس لكسب الشعوب األفريقية مع تنوع‬ ‫معتقداتهم وثقافاتهم– بنظري‪ -‬هي أنجح وسائل‬ ‫كسب الشعوب‪،‬وهو ما م ّكن السودان من استمالة‬ ‫قلوب شعوب القارة السمراء‪.‬‬ ‫والشعب السوداني بطبيعته شعب ودود‪ ،‬يحب‬ ‫العالقات ويحافظ عليها‪ ،‬تراهم سمحني يف تعاملهم‬ ‫مع الناس‪ ،‬منجذبني نحوهم إىل أبعد الحدود‪،‬تكرر‬ ‫أسئلتهم – كالعادة‪ -‬حول الفن والطرب واملوسيقى‪.‬‬ ‫يف سبعينات القرن املايض اتجهت الصومال‬ ‫والسودان معا ً نحو تعزيز العالقات الثقافية ودفعها‬ ‫إىل األمام‪ ،‬ألهمية الثقافة والفن يف رسم صورة‬ ‫ذهنية عن البلدين‪ ،‬وانطالقا ً من هذا املبدأ‪ ،‬بدأت‬ ‫ليال‬ ‫الفرق الفنية الصومالية زيارة السودان؛ إلحياء ٍ‬ ‫وأمسيات ثقافية‪.‬‬ ‫بعضها – الزالت‪ -‬عالقة يف وجدان وقلوب السودانيني‪،‬‬ ‫يرددون األغاني الصومالية دون أن يفهموا معاني‬ ‫َ‬ ‫خاصة أغاني املطربة الراحلة حليمة خليف‬ ‫كلماتها‪،‬‬ ‫مغول‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حليمه خليف تعترب زمزا ثقافيا وفنيا عند‬ ‫أغان سودانية مشهورة كـأغنية «‬ ‫السودانيني‪ ،‬غنّت‬ ‫ٍ‬ ‫باق» من تأليف‬ ‫أصبح الصبح ال السجن وال السجان ٍ‬ ‫شاعر القارة السمراء السوداني الجنسية محمد‬ ‫الفيتوري‪ ،‬والذي وافته املنية الشهر املايض يف املغرب‬ ‫ّ‬ ‫وفضل حياة االغرتاب‪،‬‬ ‫العربي‪ ،‬بعد أن هجر السودان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والعيش يف كنف القارة السمراء؛ بعيدا عن موطنه‪،‬‬ ‫بعد اختالفه مع نظام مايو بقيادة الجنرال جعفر‬ ‫النمريي‪.‬‬ ‫كما أنها غنّت أغنية « يا مايش للباريس جيب يل‬ ‫معاك عريس‪ ،‬رشط يكون لبيس من هيئة التدريس»‬ ‫وهي أغنية خالدة‪ ،‬محفوظة يف أرشيف تلفزيون‬

‫وإذاعة أمدرمان‪ ،‬و الزالت كلماتها تصدح يف املسارح‬ ‫الفنية السودانية‪ ،‬عىل الرغم من مرور عقود من‬ ‫أدائها عىل عتبة املرسح القومي يف أمدرمان‪.‬‬ ‫ليست حليمه وحدها من يعتربها السودانيون‬ ‫ً‬ ‫أيقونة فنية‪،‬وإنما القائمة تطول ومنهم‪ :‬محمد‬ ‫ُ‬ ‫سليمان تبيع امللقب عند السودانيني بـ» صوت بال‬

‫‪،‬ولكل‬ ‫صورة» وأحمد ناجي سعد ومحمد ربشه‬ ‫ٍ‬ ‫منهم له حكاية‪.‬‬ ‫محمد ربشة ومحمد سليمان تُبيع رحال عن عاملنا‪،‬‬ ‫ولم يرتكا أثرا ً يُذكر‪ ،‬وال نعرف تاريخهم وال حتى‬ ‫عالقاتهم الفنية مع السودان غري القصص املتداولة‬ ‫شفهياً‪ ،‬وقد تضيع تاريخهما وغريهم من رموز‬ ‫الصومال‪ ،‬ما لم يُفرد لهم مساحات واسعة للكتابة‬ ‫والتدوين‪.‬‬ ‫حي يرزق‪ ،‬كان آخر لقا ٍء يل معه‬ ‫أما أحمد ناجي فهو ُ‬ ‫قدر ‪-‬‬ ‫قبل شهور‪،‬لم انتبه مسألة تدوين أو توثيق ٍ‬ ‫ولو يسري ‪ -‬من عالقاته مع السودان‪ ،‬زحمة العمل‬ ‫واملشاغيل الكثرية اليومية تجعلك تنىس كل يشء‪.‬‬ ‫لكنني عاقد العزم يف أول لقاء يجمعني بالفنان‬ ‫إن شاء الله‪ -‬طرح أسئلة متعلقة حول العالقات‬‫الصومالية‪ -‬السودانية قديماً‪ ،‬خاصة ما تعلق منها‬ ‫بالفن والطرب‪ ،‬وقد عارص الفنان ناجي سنوات‬ ‫ازدهار العالقة الصومالية السودانية‪.‬‬ ‫ينبغي توطيد عالقاتنا مع السودان يف كل املجاالت‬ ‫واألصعدة‪ ،‬الفن كان بداية انطالق العالقة‪ ،‬وال يجب‬ ‫اختزال عالقاتنا مع السودان يف هذا اإلطار فقط‪،‬‬ ‫هناك مجاالت خصبة بحاجة إىل تطويرها كاملجال‬ ‫التجاري وغريه‪.‬‬ ‫وهناك أمر آخر يف غاية األهمية‪ ،‬وهو أن النخب‬ ‫السياسية الصومالية عليها أن تتخذ سياسة االنفتاح‬ ‫نحو السودان نهجا ً متبعا ً يف تعاملها مع البلد القارة‪،‬‬ ‫واعتبار السودان عمقا ً إسرتاتيجيا ً للصومال‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.