نماذج من الدراسات المقارنة بين الدأب العربى والعالمى بقلم دأ .طــارق رضـــوان )مصر( ضا :نموذج "برومــثيوس" إلــه النــار لــدى الغإريــق ،الــذي تنــاوله العديــد مــن ومن تلك النماذج السطورية أي ض الشعراء في شعرهم ،وكذلك بعض كتتاب المسرح في مسرحياتهم ،بدضءا من الشعراء الغإريــق ،ووصــولض إلــى الكتاب الوربيين في عصر النهضة الوربية،كما تأثر بهذه السطورة الشاعر التونسي المعــروف أبــو القاســم الشابي في دأيوانه" :أغإاني الحياة" ،والشاعران المصريان :عبدالرحمن شــكري وعبــاس محمــودأ العقــادأ علــى سبيل المثال. كذلك هناك النماذج السطورية الخيالية التي تعودأ إلى حكايات قديمة أو موغإلة في القــدم تحــورت أو تشــوهت أو فقدت معناها الصلي،ومن هذه النماذج :نموذج الشيطان ،كما فــي مســرحية "فاوســت" لجـوته ،ومســرحية "منفردأ" لبيرون ،اللتين سبقت الشارة إليهما ،وكذلك نموذج الساحرة الشــريرة ،كمــا فــي مســرحية "مــاكبث" لشكسبير ،ونموذج الشبح ،كشبح هاملت في مسرحية شكسبير المســماة بهــذا الســم ،وهنــاك نمــاذج أســطورية تحولت إلى رمز فلسفي أو اجتماعي ،وتناولهــا كــل أدأيــب مـن وجهــة نظــره الخاصــة الــتي تتفــق مــع عصــره وظروفه ،ومن هذه النماذج نموذج بجماليون .وتدور مسرحية توفيق الحكيـم المسـماة" :شـمس النهـار" ،الـتي نشرها سنة 1965م ،حول الفكرة التي تقول :إننا نقدر ونحب من نصنعه أو نعلمه أكثر ممــا نقــدر ونحــب مــن صنعنا هو أو علمنا ،وهي نفس الفكرة التي نجدها في "بجماليون" أوفيد الروماني ،وتأثر بها عددأ من الفنــانين والدأباء والشعراء.. ومن النماذج العامة نموذج البخيل ،الذي دأارت حوله مسرحية الشــاعر اليونــاني مينانــدر ،وإن لــم تصــل هــذه المسرحية إلينا ،إل أن الشاعر الروماني بلوتوس قام بمحاكاتها في مسرحية عنوانها" :أولولريا"،كمــا جــرى تصوير هذا النمــوذج فــي بعــض المســرحيات الوربيــة الحديثــة،ومــن أشــهرها :مســرحية "البخيــل" للشــاعر اليطــالي كارلوجولــدوني ،ومســرحية "البخيــل" ،للكــاتب الفرنســي مــوليير ،الــتي كــان لهــا أثــر كــبير علــى المســــرحيين العــــرب .وقــــد ألــــف الفنــــان المصــــرى البخيــــل فــــى روايتــــه)البخيــــل وأنــــا( وهههههو مسلسل مصري اجتماعي يحكى قصة لرجل بخيل جداا مع عائلته برغم من أنه يملك ثروة ولكنه يحتفههظ بههها لنفسه ،وفي النهاية يتوفي تاركاا الثروة دون أن يهنأ بها .حيث تحدث العديد من المواقف الكوميدية .وهو عن قصة فريد شوقي وإخراج حسين عمارة وهناك مثال آخر على الموضوعات أو النماذج التي يتناولها الدأب المقارن ،وهو موضوع الحب المحــرم فــي الدأاب العالمية ،حيث يمكن تتبع رذيلة ارتكاب الحرام عن طريق نشوء عاطفة آثمة دأاخــل الســرة ،بــدضءا مــن مسرحية "هيبوليت " للشاعر المسرحي الغإريقي يوربيدس ،مروضرا بمسرحية "فيدر" في القرن السابع عشـر الميلدأي بقلم المؤلف المسرحي الفرنسـي راسـين ،وص ولض إلـى معالجـة نفـس القضـية مـع تغيـر الدأوار فـي مسرحية "تحت أشجار الدردأار" للكاتب المريكي يوجين أونيل ،ومسرحية "اللص" لتوفيق الحكيم. وتناول عددأ كبير من الدأباء شخصية الفلح ،وصوروا حياته وآلمه ومعاناته،وقد لحظ بعــض الدارســين أن عدضدأا من الدأباء المصريين والعرب قد تأثروا بالدأب الروسي في تصوير الفلح المصري،كذلك مــن الممكـن أن ندرس جوانب التأثر والتاثير بين الكتتاب الذين تناولوا شخصية الببغغيي :فبعضهم عد المومس امـرأة فاضـلة، بل قدمها في صورة ملك يبهب دأون انتظار أية مكافأة ،مما ل يفعله كثير من المتشــدقين بالتــدين أو بــالخلق الفاضلة،ولعل خير مثال على ذلك مسرحية "غإادأة الكاميليا" للكســندر دأيمــاس ،وكــذلك شخصــية "نــور" فــي رواية نجيب محفوظ" :اللص والكلب" ،ولول في روايته الخـرى" :السـمان والخريـف"،وقـد صـور بعـض الكتاب المومس في صورة ضحية مغلوبــة علــى أمرهــا ،فل ذنــب لهــا فــي ســقوطها ،بــل المســؤول عــن ذلــك المجتمع؛ فهو الذي دأفعها في نظرهم إلى الرذيلة دأفضعا،وبعض ثالث عدها آفة اجتماعية ل سبيل إلى إصلحها،
وخطضرا دأاهضما على المجتمع الذي تعيش فيه،ومما ل شك فيه أن مسرحية "غإادأة الكاميليــا" كــان لهــا أثــرر كــبير على الكتاب العرب الذين تناولوا شخصية المومس الفاضلة ،ويعد نجيب حدادأ أحد من قلدوا "غإادأة الكاميليــا"؛ فروايته" :إيفون مونار أو حواء الجديدة" ،التي تأخذ على عاتقها ردأ اعتبار العاهرة ،وتأثر فيها بأفكار كل من رومان رولن وألكسندر دأوماس وغإيرهما من الدأباء الفرنســيين ،ولعــل الحــدادأ ،كمــا كتــب بعــض الدارســين المقارنين ،هو أول من تطرق لموضوع الدفاع عن الببغغيي في الدأب العربي الحديث. ويشير الباحثون في الدأب المقارن إلى أن هناك موضوعات تقليدية غإاب أصلها الدأبي فــي غإيــاهب الزمــن، فلم نعد نعلم عن انتقالها من هذا الدأب إلــى ذاك شــيضئا ،وذلــك مثــل أســطورة خــاتم ســليمان ،وأســطورة طاقيــة الخفاء ،وأسطورة الشحاذة الطيبة الجميلة التي تتزوج ملضكــا،وفـي كـل موضــوع مـن تلــك الموضـوعات نجـد تفصيلت يضيفها كل كاتب إليه ،فتعطيه نكهته التي يتميز بها عن معالجة مبدع آخر لــذات الموضــوع،وتقــوم المقارنة الدأبية هنا بتبيان الفروق ووجوه التفاق بين المعالجات المختلفة لــذلك الموضــوع،ويؤكــد الدارســون المقارنون عن حق أن التأثر بإبداعات الخريــن ل يعــد عيبضــا؛ فالحيـاة قائمـة علــى التعــاون والخـذ والعطــاء، وليس هناك مبدع يأتي بإبداعاته من الفضاء الخارجي ،بل الكل يعتمد على الكل ،إن صح التعبير ،مضيضفا إليـه بعض التفصيلت أو محوضرا فيما أخذ ،أو مستدرضكا عليــه ،أو معيــضدا تنظيمــه،وفــي مثــل هــذه المــور يمكــن أن تكمن العبقرية البداعية. وتناولت الدراسات المقارنة أيضا موضوع الغيرة أو النتقام أو التضحية في سبيل الواجب أو بعــض العــادأات أو السلوكيات أو المعتقدات أو القيم ،فتلقي ضوضءا قو يضيا كاشضفا على عبقرية الكتتاب الذين تناولوا هذا الموضوع، لنأخذ مثضل مسرحية "فاوست" لجــوته ،حيــث نــرى فاوســت فــي أول المســرحية شــق يضيا كــل الشــقاء بعقلــه ،يهــيم بالنتحار ،ثم يتولد فيه المل ويأخذ في نشدان السعادأة عندما يبدأ بالتفكير في المستقبل ،ويظل على هذا طوال الجزء الول من المسرحية ،ثم ينتهي هذا الجزء بنجاة مرجريت منه ومن روح الشر المسيطرة عليه ،مفضلة البقاء في السجن والبعد عن حبيبها ،وفي الجزء الثاني يظل فاوست منغمضسا في تجاغرب الحيــاة المادأيــة إلــى أن يتعرف على هيلين رمز الجمال الخالص ،فيهتدي عن طريقها إلى الخير والعفة والفضيلة،وهذه القصــة نفســها ضا تعالج قضية الصراع بين العقــل والقلــب، تمثل المحور العام لمسرحية "شهرزادأ" لتوفيق الحكيم؛ إذ هي أي ض مما يوضح تأثر توفيق الحكيم بجوته ،كما لحظ الدارسون المقارنون الذين عكفوا على دأراسة هذين العمليــن، ونفس المر نجده عند اللوردأ بيــرون فــي مســرحيته" :منفــردأ" ،الــتي نشــرت عـام 1887م ،والــتي تــأثر فيهــا الشاعر النجليزي من بعض الوجوه بمسرحية نظيره اللمــاني؛ إذ يظهــر فيهــا الســاحر منفــردأ فريســة لليــأس والندم بسبب حب ثم قضى على محبوبه فيحاول استدعاء أرواح الرض والسماء لنجدته ،إل أنهــا تعجــز عــن أن تهبه نعمة النسيان ،فيحاول النتحار ،ولكن يتم إنقاذه ،لنراه رغإم ذلك يأبى الخضوع للرواح الشريرة ،ثــم يظهر شبح المحبوبة ،التي ترفض أن تغفر له ما صنعه معها ،وتتنبأ بموته في الغد ،وفي لحظة المـوت تظهـر أرواح الشر ،فيرفض أن يخضع لها ،كما رفضــت مرجريـت فـي مسـرحية "فاوســت" أن تخـرج مـن ســجنها جزضعا من روح الشر،ويلعــن منفــردأ الشــياطين؛ لنــه ل يصــح المعاقبــة علــى الجرائــم بجرائــم مثلهــا ،فعــذاب الضمير أبشع من عذاب الجحيم. ضا مسرحية "أودأي الملك" ،التي كتبها الشاعر اليوناني سوفوكليس في القرن الخــامس قبــل الميلدأ، وهناك أي ض وموضوعها سلطان القدر الساحق ،الذي قد يحول انتصارات المرء إلى هزائم ،وهزائمه إلى انتصارات،وهذا الموضوع هو في الصل أسطورة يونانيـة شـهيرة ،وقـد تـأثر توفيـق الحكيـم بتلـك المسـرحية فـي مسـرحيته: "الملك أودأيب" ،التي نشرها سنة 1949م ،ولكن إذا كان "أودأيب" سوفوكليس يعاني مــن مشــكلة البحــث عــن الحقيقة ،فإن "أودأيب" توفيق الحكيم ،كما نبه إلى ذلك الدارسون الذين قاموا بالمقارنة بين المسرحيتين ،يعاني من مشكلة الصراع بين الحقيقة والواقع ،وقد دأخل الدأيب الحضرمي المصري علي أحمد باكثير علــى الخــط، ضــا مســرحية بعنــوان "أودأيــب" ،ذاكــضرا أن هــدفه مــن كتابتهــا هــو محاولــة تشــخيص المشــكلة فــأتلف هــو أي ض الفلسطينية ،وإن حوى العمل إلى جانب هذا هجوضما على البدع الــتي أخــذت تشــيع فــي البيئــات الســلمية منــذ العصر الفاطمي ،ويقوم على الترويج لها طبقة من المتاجرين باسم الدين.
وفي نفس السياق نجد مسرحية "بجماليون" ،التي نشرها توفيــق الحكيــم ســنة 1943م ،وتــأثر فيهــا بمســرحية تحمل ذات السم للكاتب اليرلندي برناردأ شو ،وإن أدأار توفيق الحكيم عمله حول فكرة التردأدأ بين مثالية الفن وواقع الحياة ،عكس شو ،الذي طرح في مسرحيته مشكلة الطبقية.