مســرحة الراهــاب -المقــال الثــانى بقلم د .طــاراق راضــــوان --مصـــر تظل الداب والفنون والثقافة بمثابة البعد الغائب في معادلة التطرف والعنف والراهاب ، فكلما زادت مساحة الداب والفنون والثقافات بكافة أنواعها وألوانها وأطيافها ،كاما انحسرت مساحة التطرف والعنف والراهاب .ولذلك يجب أن يهتم الدب بالبحث في النفسية الراهابية المتطرفة التي تماراس العنف وسلوكيات الراهاب حتي تهون علي تلك النفوس أراواحها . أصحاب السلوكيات العنيفة والتدميرية والهدامة ،لديهم آيديولوجيات وأفكارا واحدة، تخدمهم وتشجعهم على تنفيذ أعمالهم المتطرفة والتدميرية، ومما ل شك فيه أن التعليم يؤدي عملا حيويا ا ومهما ا في الحفاظ على تماسك المجتمع وخلق النتماء الوطني .يمكن القول إن المدراسة يجب أن تتحمل الدورا المناط بها في تدعيم راوح المحبة وأللفة والتسامح وحب الناس وأحترام حقوقهم وبالتالي غرس حب الوطن والعمل من أجلة .ولكن هل المدراسة معدة فعلا لداء هذا العمل ؟ وبمعنى آخر هل المدراسة الن في وضع يمكنها من أن تؤدي أثرها الفعال في تنفيذ إستراتيجية تقزيم الراادة الجرامية لدى أفرادها .اذا فلبد من تطوير الصلت بين المؤسسات الثقافية والدبية فيما بينها وبين المؤسسات التعليمية بداية من مرحلة التعليم المدراسي وأيضا نجد أن الخطاب الدبى القائم على الحوارا الهادىء بعيدا عن سياسة التغييب والمصادراة له دورا هام .لذلك فانه يتوجب على من أتيحت لهم الفرصة لعرض أفكاراهم وأراائهم أن يكونوا قدوة صالحة تبنى ول تهدم. الراهاب هو الحرب الفكرية التي يجب على الدولة أن تحضر لها وتتبناها والتى لبد أن تقوم على الدرااما والعلم وعلى الغنية الوطنية وأن تتضمنها المناهج الدرااسية ولن الدب هو انعكاس لواقع المجتمع يؤثر فيه ويتأثر به نجد أن هناك العديد من العمال الدبية تتصدى لظاهرة الراهاب سواء فى الدب العربى أو الدب الغربى .أعمال كثيرة أخرى تظهر تبااعا على الساحة الدبية العربية والغربية متأثرة بشكل أساسي بوقع العمل صا الغربية منها التي كانت تعيش بمعزل عن مآسي الراهابي على المجتمعات ،وخصو ا العالم »الخر« الذي صدرا لها الراهاب ،فراحت تتساءل رابما متأخرة ،لماذا؟ وكيف؟ .لكن الظاهرة لم تنته فصوال ،وأعمال أخرى سترى النورا تطرح أسئلة أكثر عماقا :يتطرق واسيني العرج في راوايته »أصابع لوليتا« إلى كيفية تحول بطلة الرواية وعشيقة الراوي إلى إراهابية تفجر نفسها في أشهر جادة في بارايس ،وكأنه يستبق الحدث ويرى ما يحدث اليوم من استقطاب لفتيات أوراوبيات من قبل منظمات إراهابية كـ»داعش« .وأيضا نجد العراقي أحمد سعداوي ،يستوحي قصة فرانكشتاين ليروي قصة ذاك العراقي في راوايته »فرانكشتاين في بغداد« )بالفرنسية( الذي يقوم بجمع أشلء ضحايا النفجاراات الراهابية اليومية في بغداد ويضمها بعضها إلى بعض للتحول إلى راجل شبيه بـ»فرانكشتاين« تدب فيه الحياة ،كائن عجيب يتكون جسده من قطع مختلفة من أجساد عراقيين من طوائف 1
أعراق مختلفة ،وكأنه يمثل العراق بأكمله ،لكن هذا الماراد العجيب الذي دبت فيه الحياة قام لينتقم من القتلة. هذه الظاهرة الدبية انتقلت إلى أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي فاجأت الشعب الميركي الذي كان يعتقد أنه في مأمن من أي ضربة خاراجية ،فإذا به يشهد عملا إراهابايا بهذا الحجم يستهدف أكبر راموز حضاراته المتمثلة بمركز التجاراة العالمي .أعمال أدبية كثيرة تطرقت لهذا الحدث وانعكاساته على الشعب الميركي نذكر منها »الحياة صا الجميلة« للديب جي ماك اينرني الذي يتطرق فيها الكاتب للمجتمع النيويوراكي وخصو ا في منهاتن ،حيث تتميز حياة ساكنيه بطابع الرخاء ،والجشع والتفكك فيما بينها ،إذ تشكل مجموعات صغيرة منعزلة ،وفجأة يأتي هذا الحدث الرهيب ليجمع فيما بينها وينسج علقات جديدة قائمة على الترابط في مواجهة خطر خاراجي ،ولكن ما أن عادت المورا إلى نصابها ،عادوا إلى عادتهم القديمة وكأن شيائا لم يكن. جوناتان سافران فورا في »قوي جدا ،وقريب جدا« ودون دليلو في »الرجل الذي هوى«، وجون أبديك في »الراهابي« ،وجوناثان فرانزن في »حرية« ودونا تارات في »العصفورا« .كل هذه العمال ظهرت في السنوات الخمس التي تلت الحدث الذي هز العالم بأكمله ،وجميعها تتوغل في أعماق الظاهرة الراهابية وانعكاساتها المختلفة. فرنسا بدوراها ،لم تشذ عن القاعدة ،ففي فترة وجيزة جادا هزت فرنسا عدة عمليات إراهابية مريعة ،في بارايس ونيس ،صدعت نظرة الفرنسي العادي السائدة إلى العالم حوله، ومست أحاسيسه ومشاعره :لوراانس تاراديو في »في النهاية راان الصمت« يتطرق الكاتب إلى كيف انعكست هذه العمليات الراهابية على حياته شخصيا ونظرته كإنسان عايشها فقلبت مفاهيمه فيقول» :اللمعقول بات جزاءا من حياتنا«. .راشيد بن زين في راوايته »نورا« )بالفرنسية( تحكي قصة نورا التي تزوجت من قائد شرطة »داعش« في الفلوجة ،ودخلت في نقاش مع أبيها العالم السلمي المتنورا المعتدل، وتروي كيف انجرت ورااء فكرة الخلفة ،وكيف أنها عادت لترفض هذه القناعة بعد أن شاهدت بأم عينيها ما حل بزميلة لها من فظائع ،ثم تتحسر لتقول في النهاية (( كيف أني لم أرا كل ذلك منذ البداية((.
2