صحيفة القدس العربي , الإثنين 23.06.2014

Page 11

‫صحف عبرية‬

‫‪11‬‬

‫‪Isreali Press‬‬

‫‪w w w. a l q u d s . c o . u k‬‬

‫من الفلسطينيني من يعتقد أنه لم يقع اختطاف لفتيان إسرائيليني‬

‫أوالدنا جميع ًا‬

‫ناحوم برنياع‬ ‫■ في قاعدة فرقة «أيوش» (ارض اس�رائيل والسامرة) في بيت إيل حاول‬ ‫ضب�اط أول أمس أن يحللوا معنى االس�بوع الذي مضى من�ذ كان االختطاف‪.‬‬ ‫كان�ت عيونهم صغي�رة وحمراء‪ ،‬فهم ف�ي الليالي يُ ديرون نش�اط القوات في‬ ‫املي�دان‪ ،‬وفي النهار يس�تضيفون الساس�ة الذين يديرون عرض�ا منهم حول‬ ‫االختطاف‪.‬‬ ‫حينم�ا ُتنزع من احلادث�ة محموالتها الزائدة تبدو عل�ى النحو التالي وهو‬ ‫أن ثالث�ة فتي�ان اختطفتهم جه�ة ارهابية؛ والفتي�ان اس�رائيليون‪ ،‬منا؛ وقد‬ ‫وجد خلل شديد في عالج االختطاف في الشرطة؛ وانتقل اجليش االسرائيلي‬ ‫ف�ي الضفة من نش�اط أساس�ه االمن اجلاري ال�ى عملية مخطط لها موس�عة؛‬ ‫وه�م ينته�زون الفرص�ة التي ُأتيح�ت ويضرب�ون البنى التحتية السياس�ية‬ ‫واالجتماعي�ة حلماس؛ وفيم�ا يتعلق بالبحث في االختط�اف واجلهد لوجود‬ ‫اخلاطفني واخملطوفني تبذل الس�لطة الفلسطينية أفضل ما تقدر عليه لتساعد‬ ‫س�را وعلن�ا؛ وف�ي رد على ذلك ين�دد بها رئيس وزراء اس�رائيل م�ن فوق كل‬ ‫منصة‪.‬‬ ‫صحيح حتى كتابة هذه الس�طور أن «الشباك» واجليش االسرائيلي فشال‬ ‫ف�ي العثور على اخلاطفني واخملطوفني‪ .‬وال يوجد هنا كما يبدو فش�ل واخفاق‬ ‫لك�ن توج�د كآبة‪ .‬ويج�ب أن يقلق ذل�ك ألن للاذرع االمنية في ه�ذه احلادثة‬ ‫بخلاف اختط�اف جلع�اد ش�ليط ق�درة عل�ى الوصول احل�ر الى املي�دان بال‬ ‫تشويش وشريكا حقيقيا من الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫إن هج�وم اجلي�ش االس�رائيلي مبوافق�ة اجملل�س ال�وزاري املصغ�ر على‬ ‫جمعيات «الدعوة» شرعي‪ .‬فحماس الضعيفة واملقزمة واملضيق عليها بشرى‬ ‫خير الس�رائيل وألبو مازن ايض�ا‪ .‬وصحيح أن املعتقلني ليس�ت لهم كما يبدو‬ ‫أية صلة باالختطاف ورمبا ال توجد صلة مباش�رة ميك�ن البرهان عليها ايضا‬ ‫بالنشاط االرهابي‪ .‬لكن الفرص يجب انتهازها‪ .‬حينما قتلت خلية من «ليحي»‬ ‫في ايل�ول ‪ 1948‬الكونت برنادوت في القدس بدأ رئي�س الوزراء آنذاك دافيد‬ ‫بن غوريون سلسلة اجراءات كانت موجهة في االساس على االيتسل التي لم‬ ‫تك�ن لها أية صل�ة بالقتل‪ .‬ولم يكن ذلك مريحا من جه�ة قضائية أو اعالمية أو‬ ‫انسانية لكنه كان صحيحا‪.‬‬ ‫يب�دو أنه يصع�ب عليهم حتى في اجليش االس�رائيلي أن يفهموا ما يحدث‬ ‫ف�ي هذه الفترة بني اس�رائيل والس�لطة وبين نتنياهو وأبو م�ازن‪ .‬وال ميكن‬ ‫احلديث بتفصيل عن اسهام اجهزة السلطة في اجلهد االستخباري ألنه ُفرض‬ ‫على تفاصيل التحقيق أمر حظر نشر‪ .‬ويكفي أن أقول إنه مهم جدا‪.‬‬ ‫إن أبو مازن سياس�ي مثير لالهتمام‪ .‬في اثن�اء التفاوض في مبادرة كيري‬ ‫توقع اولئك االس�رائيليون الذين كانوا مهتمني باتفاق أن يس�معوا منه اقواال‬ ‫صريح�ة ملزم�ة ف�ي املواضي�ع اجلوهري�ة‪ .‬وحينما لم ت�أت االق�وال اتهموه‬ ‫بالهروب من املس�ؤولية وباجلنب‪ .‬لك�ن ها هو ذا أبو مازن يجلس حول طاولة‬ ‫واحدة م�ع وزراء اخلارجي�ة العرب وهن�اك‪ ،‬هناك على اخلص�وص وباللغة‬ ‫العربي�ة خاصة وأم�ام عدس�ات التصوير خاص�ة يندد باخلاطفين ويتهمهم‬ ‫بتدمير الس�لطة ويلت�زم مبعاونة اجليش االس�رائيلي على حترير اخملطوفني‬ ‫بصورة قاطعة بال تلعثم ودون ُجمل معادلة ودون كلمة واحدة لتملق الشارع‬ ‫الفلسطيني‪ .‬ولم نسمع هذه اجلمل قط من ياسر عرفات فضال عن فلسطينيني‬ ‫آخرين‪ .‬وهكذا يتحدث الشريك‪.‬‬ ‫ويُ عب�ر عن تصمي�م أبو م�ازن ايضا في مس�تويات أق�ل انكش�افا‪ .‬فحينما‬ ‫أراد رج�ال م�ن االدارة االمريكي�ة أن يس�توضحوا هذا االس�بوع ه�ل يحتاج‬ ‫االسرائيليون الى مس�اعدة على اقناع السلطة الفلسطينية بالتعاون ُأجيبوا‬ ‫بأنه ال حاجة لذلك فنحن نحصل من السلطة الفلسطينية على كل ما نطلبه‪.‬‬ ‫ولي�س ذلك أمرا يس�تهان به بل هو يحظ�ى في جهاز االم�ن بالتقدير‪ ،‬لكن‬ ‫االم�ر لي�س كذلك ف�ي مكتب رئي�س ال�وزراء‪ .‬فقد أجاب�وا هناك بقوله�م ليُ ِلغ‬ ‫االتف�اق مع حم�اس أوال وكأن حي�اة الفتي�ان الثالثة غير موضوع�ة اآلن في‬ ‫كف�ة امليزان وكأن أبو م�ازن بأفعاله وخطبه لم يُ ثر عليه حماس وأنصارها بل‬ ‫رمب�ا عرض حياته للخطر‪ .‬قد يك�ون نتنياهو جامدا في عالقته بأبو مازن كما‬ ‫كانت غولدا مئير جامدة مع الس�ادات‪ .‬وه�و يدير حملة دعائية على أبو مازن‬ ‫ول�ن يغير ش�يء من ذلك حتى ولو حقائق‪ ،‬وال فق�دان الثقة به في نظر زعماء‬ ‫اجانب‪ .‬أو أن التقدير السياس�ي الداخلي هو احلاس�م‪ .‬وهم في املس�توطنات‬ ‫غاضبون جتب مصاحلتهم‪ ،‬فليس هذا هو وقت قول كلمة خير في أبو مازن‪.‬‬ ‫دولة واحدة‬

‫ثم من يعتقد أن قضية االختطاف كش�فت عن انقس�ام اجملتمع االس�رائيلي‬ ‫الى دولتني‪ :‬دولة املس�توطنني ودولة تل ابيب‪ .‬وفي تل ابيب مس�يرة فخر من‬ ‫نوع ما وفي املستوطنات مسيرة فخر من نوع مختلف‪ .‬وال يقلق مصير الفتيان‬ ‫الثالثة الناس في تل ابيب بل يوجد بينهم من يعتقدون أنهم يس�تحقون ذلك‬ ‫ألنهم مس�توطنون وألنهم ركبوا س�يارة عارض�ة في الليل وألنه�م يعتمرون‬ ‫القبع�ات الديني�ة؛ ومصي�ر الفتي�ان الثالثة يقلق املس�توطنني ج�دا لكن أهم‬ ‫عندهم من ذلك أن يقدسوا إسم الله بوساطتهم‪.‬‬ ‫أن�ا جديد في البلاد وقد وصلت الى هنا أول أمس من مهمة صحافية اخرى‬ ‫وس�افرت من مط�ار بن غوريون ال�ى الضفة مباش�رة‪ .‬وقد أوهم نفس�ي لكن‬ ‫يُ خي�ل إل�ي أن هاتني الظاهرتني متثلان الهوامش فقط‪ .‬وفي الوس�ط مجتمع‬ ‫اس�رائيلي س�ر وجوده تكافله الداخلي‪ .‬ومن الواضح أن اجلدل الداخلي في‬ ‫املناطق الذي ما زال مس�تمرا منذ ‪ 47‬س�نة‪ ،‬واجلدل في طاب�ع الدولة وترتيب‬ ‫أولوياتها يضعف الشعور بالتكافل‪ .‬والسؤال كم يضعفه؟‪.‬‬ ‫يش�اهد الن�اس العاب كأس العال�م أو «األخ االكبر» وما زال�وا يريدون من‬

‫احد افراد اجليش االسرائيلي يلقي القبض على فلسطيني على خلفية اختفاء الفتيان االسرائيليني‬ ‫اعماق قلوبهم أن تنتهي هذه القضية نهاية سعيدة‪ .‬ال يجب أن يشعروا بأنهم‬ ‫مذنبون ألن مصير الفتيان ليس في أيديهم‪.‬‬ ‫تواجه كل عائلة كارثة من هذا النوع بطريقتها‪ ،‬فثم من ينطوي على نفس�ه‬ ‫في صمت؛ وثم من يبحث عن السماعات؛ وثم من يحفظ مشكلته لنفسه؛ وثم‬ ‫من يتقاس�مها م�ع العالم كله‪ .‬وقد اخت�ارت عائالت الفتيان الس�ماعات وهذا‬ ‫حقه�ا‪ .‬وآم�ل أن تك�ون مدركة أنها وس�ائل لعب ف�ي أيدي جهات أق�وى منها‪.‬‬ ‫فالساس�ة يلعبون بهم ورؤساء جماعة ضغط املستوطنني يلعبون بهم‪ .‬وقبل‬ ‫أن يتبني مصير الفتيان بلحظة ستختفي السماعات وتنتهي الرسالة الوطنية‬ ‫فينقل الساسة السماعات الى احملطة التالية‪.‬‬ ‫كل شيء مؤامرة‬

‫ق�ال لي مصدر ف�ي املقاطعة‪« :‬ال أحد ف�ي الضفة يؤمن بأن�ه كان اختطاف‪،‬‬

‫“‬

‫بيتوني�ا غير بعيد عن س�جن عوفر‪ .‬فقد اقتربت س�يارة الى مس�افة ‪– 50‬‬ ‫‪ 60‬مترا من موقع اجليش االس�رائيلي وأطلق أح�د ركابها النار من بندقية‬ ‫إم‪ 16‬عل�ى املوقع وفر ص�وب رام الله‪ .‬وبدأت مطاردة ف�ي داخل املنطقة أ‪،‬‬ ‫في داخل رام الله‪ُ .‬‬ ‫وش�حنت اجهزة االتصال بالنش�اط‪ .‬ثم صمتت فجأة‪.‬‬ ‫فلا أح�د هناك في أعلى يهتم مل�ا يحدث في رام الله‪ .‬وأدرك العقيد يوس�ي‬ ‫بنت�و قائد ل�واء بنيامني الذي كان في املطاردة أن ش�يئا مهما جدا وحرجا‬ ‫جدا يشغل القادة فوقه وهكذا عرف باالختطاف‪.‬‬ ‫ل�م يس�قط االختط�اف اش�خاصا ع�ن املقاع�د فق�د كان ف�ي اجل�و منذ‬ ‫اش�هر‪ .‬وفي خالل يومي اجلمعة والس�بت ُفتحت في «الش�باك» واجليش‬ ‫االسرائيلي كل امللفات املتعلقة بنشطاء منظمات الرفض‪ ،‬حماس واجلهاد‬ ‫االسلامي وغيرهم�ا‪ .‬واس�تدعي ل�واء املظليين والل�واء ‪ 900‬ال�ى يهودا‬ ‫والسامرة‪ .‬واستدعيت ايضا قيادة لواء الشباب الطالئعيني‪.‬‬ ‫تب�دو هذه مثل عملية كبي�رة من جهة عدد القوات وش�يئا يُ ذكر بعملية‬

‫االختطاف مؤامرة تريد بها إسرائيل أن حتسن صورتها‬ ‫في العالم وتثير الشفقة عليها وترد النقد عنها‬

‫فاجلمي�ع عل�ى يقين م�ن أن تل�ك مؤام�رة نتنياه�و‪ُ .‬‬ ‫وأبني له�م بالطب�ع أنهم‬ ‫مخطئون لكنهم ال يصدقون»‪.‬‬ ‫أنا مدمن مؤامرات فلس�طينية ألن لها جمالها اخلاص‪ .‬وسألت‪ :‬مؤامرة من‬ ‫اجل ماذا؟‪.‬‬ ‫«لتفكي�ك ع�رى الس�لطة والث�ارة ش�فقة العال�م عليك�م ولوق�ف انتق�اد‬ ‫اسرائيل»‪.‬‬ ‫لكن ما هو الدليل؟ سألت‪.‬‬ ‫«الدلي�ل ه�و أن�ه مرت س�تة ايام ول�م جت�دوا ال اخلاطفين وال اخملطوفني‪.‬‬ ‫ويقول الناس إن هذا ال ميكن أن يحدث»‪.‬‬ ‫قلت‪« :‬أنتم واثقون بجهازنا االمني أكثر منا»‪ .‬قال‪« :‬ليس هذا شيئا‪ .‬جاءني‬ ‫الي�وم فلس�طيني وق�ال‪ :‬هل انتبه�ت الى أن�ه ال يوجد جنود عل�ى احلواجز؟‬ ‫أخلوا احلواجز على عمد فهم يريدون أن يخرج املستوطنون الى امليدان دون‬ ‫عائق ويقتلوا فلس�طينيني انتقاما لالختطاف‪ .‬أين جنود اجليش االسرائيلي‬ ‫ليحمونا؟»‪.‬‬ ‫وضحك ضحكا ُمرا وأنا كذلك‪.‬‬ ‫ماذا سيكون في رمضان؟‬ ‫ف�ي الس�اعة السادس�ة من ي�وم اجلمع�ة حدث�ت عملية اطلاق نار في‬

‫”‬

‫«السور الواقي»‪ .‬لكن املقارنة داحضة‪ :‬فقد عاد اجليش االسرائيلي فاحتل‬ ‫الضفة الغربية في واقع االمر بعملية «السور الواقي» وحدث قتال حقيقي‬ ‫ف�ي عدد من االماك�ن‪ .‬أما ما قام به اجليش االس�رائيلي هذا االس�بوع فهو‬ ‫عملي�ة اعتقاالت واس�عة وليس�ت احتالال‪ .‬واس�تمرت احلياة ف�ي الضفة‬ ‫كاملعت�اد م�ا عدا محافظ�ة اخللي�ل التي ض�رب عليها حص�ار‪ .‬ولم تنصب‬ ‫حواجز ولم توقف حركة السير ولم مينع املرور الى اسرائيل‪.‬‬ ‫ف�ي القرى املعروفة بأنها مؤيدة حلماس اعتقل كل النش�طاء‪ .‬وس�لواد‬ ‫وهي قرية جميلة تقع على اجلبل ش�مال مس�توطنة عوف�را هي مثال جيد‪.‬‬ ‫في س�لواد تعيش عائل�ة ابراهيم حامد الذي كان ف�ي املاضي رئيس ذراع‬ ‫حم�اس العس�كري ف�ي الضف�ة‪ ،‬واملوج�ود اليوم ف�ي الس�جن‪ .‬وفي يوم‬ ‫الس�بت حينما ُعلم أمر االختطاف في س�لواد أطلق رصاص الفرح ورفعت‬ ‫اعلام حماس‪ .‬واعتقل اجليش االس�رائيلي هناك عش�رات النش�طاء في‬ ‫عمليتني ليليتني‪.‬‬ ‫وف�ي ليل يوم الثالثاء داهم اجلنود مكاتب محطة اذاعة حماس في رام‬ ‫الل�ه‪ .‬وص�ادروا مكاتب احملط�ة في ذلك الوق�ت في اخللي�ل‪ .‬وكانت خلية‬ ‫طلاب اجلامع�ات ف�ي حماس ف�ي جامعة بي�ر زيت هدف�ا للدهم ف�ي الغد‬ ‫وكان االمر مصادرة كل ش�يء من قرص حاس�وب في عي�ادة حلماس الى‬

‫حواسيب محمولة في بيوت خاصة‪.‬‬ ‫ووج�دت الق�وات في اعم�ال الده�م القليل جدا م�ن الوس�ائل القتالية‬ ‫فام�ا أن املنظم�ات تع�رف كيف تخبيء سلاحها في اماكن اخ�رى وإما أن‬ ‫يكون عمل التنظيف الذي قامت به اجهزة الس�لطة في الس�نوات االخيرة‬ ‫أساس�يا‪ .‬لم يُ عرف التنظيم‪ ،‬وهو ذراع فتح العس�كرية بأنه هدف‪ .‬وبرغم‬ ‫ذل�ك عملت الق�وات في اماكن مثل مخيم الالجئني اجللزون حيث ينش�يء‬ ‫التنظيم ارهابا موجها على بيت إيل اجملاورة‪.‬‬ ‫ف�ي صفقة ش�ليط أطلق ال�ى الضف�ة ‪ 100‬ارهاب�ي «ثقي�ل»‪ .‬واعتقل ‪53‬‬ ‫منه�م هذا االس�بوع ت�ارة اخ�رى‪ .‬وفي وثيق�ة وقع�وا عليها حينم�ا أفرج‬ ‫عنهم قيل أنهم يلتزمون باحلضور في كل ش�هرين مرة في وحدة التنسيق‬ ‫واالرتباط‪ .‬وميكن اآلن ادخال من لم يحضر في الوقت دومنا صلة بافعاله‬ ‫بالفع�ل الى الس�جن حتى انتهاء املدة التي حكم علي�ه بها في املاضي‪ .‬فقد‬ ‫انته�ت احلرية ويعود الش�خص في واقع االمر ثالث س�نوات الى الوراء‪،‬‬ ‫الى تشرين االول ‪.2011‬‬ ‫ويأملون في اجليش االس�رائيلي أن يُ حدث هذا ال�درس ردعا‪ ،‬لكنه قد‬ ‫يفضي الى عكس ذلك بالطبع‪ ،‬أي الى اعمال يأس‪ .‬فاجلميع يس�يرون هنا‬ ‫على حبل دقيق‪.‬‬ ‫س�يبدأ رمض�ان بعد عش�رة ايام‪ .‬وقد س�مح لـ ‪ 250‬ألف فلس�طيني في‬ ‫الس�نوات االخي�رة ب�أن ي�زوروا جب�ل الهيكل ف�ي رمضان لكن يُ ش�ك في‬ ‫أن يُ س�مح له�م في هذه الس�نة؛ وفي كل س�نة ُس�مح لعش�رات اآلالف من‬ ‫الفلس�طينيني أن يقضوا العيد على س�احل البحر في تل ابيب‪ .‬ويُ شك في‬ ‫أن يُ سمح لهم في هذه السنة فضال عن احلديث عن االفراج عن السجناء‪.‬‬ ‫ف�ي حزي�ران ‪ 2007‬قبل س�بع س�نوات بالضب�ط‪ ،‬احتلت حم�اس غزة‬ ‫وطرح رج�ال فتح من أعل�ى املباني‪ُ .‬‬ ‫م�ن فتح‪ُ .‬‬ ‫وأهني آخ�رون وطردوا هم‬ ‫وعائالته�م‪ .‬وبع�د تلك احلادثة أقس�م ق�ادة االجهزة في الضف�ة أال يكون‬ ‫مصيره�م كمصي�ر نظرائه�م في غ�زة وأن يحارب�وا حماس حت�ى النهاية‬ ‫بتع�اون كامل م�ع االجه�زة املوازية ف�ي اس�رائيل‪ .‬وقد مت أح�د اللقاءات‬ ‫احلاس�مة بني ق�ادة اجليش االس�رائيلي وق�ادة االجهزة االمني�ة في مقر‬ ‫فرق�ة في بيت إيل‪ .‬وكان قائد الفرقة نوعم تيفون‪ .‬وقد حضرت ذلك اللقاء‬ ‫وكتبت تقريرا عنه مبوافقة الفلسطينيني‪ ،‬فقد ساروا الى النهاية حقا‪.‬‬ ‫وهم اآلن بعد س�بع س�نوات في مفترق طرق ونحن كذلك‪ .‬فهل يس�تمر‬ ‫االنقس�ام بني غ�زة والضفة وقد أصبح�ت حتكم املنطقتني ف�ي ظاهر االمر‬ ‫حكومة مش�تركة؟ وهل يعتبر أبو مازن مس�ؤوال ع�ن كل قذيفة صاروخية‬ ‫تطل�ق من غ�زة؟ وكيف تكون حري�ة عمل اجلي�ش االس�رائيلي في غزة؟‬ ‫وكيف تكون حرية العمل في الضفة؟‪.‬‬ ‫إن املسؤولية هي شيء سيال‪ .‬يقول نتنياهو إنه يرى أبو مازن مسؤوال‬ ‫عن كل من وما يخرج من املنطقة التي تس�يطر عليها الس�لطة‪ .‬وقد دخلت‬ ‫الضفة أول أمس عن طريق الشارع ‪ ،446‬وهو الشارع من موديعني الى رام‬ ‫الل�ه‪ .‬ويوجد بالقرب من مس�توطنة نيلي معبر من اجل�دار ليس هو خرقا‬ ‫عمره يوم بل هو منفذ دائم معروف للجميع‪ .‬وفي حوالي اخلامس�ة عصرا‬ ‫بع�د ي�وم العمل مر من�ه مئات الفلس�طينيني م�ن املاكثني غي�ر القانونيني‬ ‫والقانونيين‪ .‬نع�م‪ ،‬ق�ال لي ضاب�ط في اجلي�ش االس�رائيلي‪ .‬ه�ذا معبر‬ ‫غوترم�ان‪ ،‬فرئي�س بلدية موديعين العليا يعقوب غوترم�ان يريد العمال‬ ‫عنده في السادسة صباحا ال في الثامنة فرتب لهم معبرا منه‪.‬‬ ‫بني اخلطأ والفشل‬

‫ال حصان�ة ألح�د من االخطاء فضال عن رجال الش�رطة‪ .‬حينما نس�تمع‬ ‫جيدا لش�ريط املكاملة الهاتفية ف�ي ليل االختطاف نفه�م الكلمات بصعوبة‬ ‫ف�ي احلقيق�ة‪ .‬كل الكلمات‪ .‬وقد أدرك الش�رطي والش�رطة اللذان اس�تمعا‬ ‫للش�ريط املس�جل أنه يحتاج الى عالج فحاوال معاودة االتصال‪ .‬وحينما‬ ‫لم يحصال على رد تخليا عن ذلك وما كان يجوز لهما أن يتخليا‪.‬‬ ‫ال أح�د محص�ن من االخطاء لك�ن هذا عمله�م‪ .‬ومن يخطيء ف�ي العمل‬ ‫يعاق�ب‪ .‬ولس�ت أعن�ي العام�ل ف�ي املرك�ز أو العاملة فق�ط ب�ل كل اجلهاز‬ ‫الش�رطي ال�ذي ال ينجح في وضع االش�خاص املناس�بني ق�رب الهواتف‪،‬‬ ‫ويبحث مبا أوتي من قوة عن تعليالت بدل الندم‪.‬‬ ‫أقت�رح التقليل من التأث�ر بجدول رحالت القائد العام للش�رطة دنينو‪،‬‬ ‫اجلوية‪ .‬اذا نظرنا الى اخللف وجدنا أنه كان يحسن الصنع لو ركب طائرة‬ ‫م�ن نيوي�ورك في اللحظة الت�ي علم بها بأم�ر االختطاف ألن�ه كان يُ جنب‬ ‫نفسه عدة آالف من شتائم املتصفحني في االنترنت‪ .‬لكن اذا فحصنا حلظة‬ ‫عن اجلوهر وهذا ش�يء غير معتاد كثيرا في اخلطاب االس�رائيلي خلصنا‬ ‫الى اس�تنتاج أن غيابه لم يقدم ولم يؤخر‪ .‬فقد أس�همت الش�رطة اسهامها‬ ‫في فشل املركز ‪ 100‬وليس لها فيما عدا ذلك ما تضر به أو ما تنفع به‪.‬‬ ‫ورمبا حان الوقت لنصبح بالغني‪ .‬فهم ال يتوقعون في أية دولة س�ليمة‬ ‫أن يُ ظه�ر رئي�س الوزراء أو رئي�س هيئة االركان أو القائد العام للش�رطة‬ ‫احلض�ور في كل حادثة بل إن حضورهم يش�وش على العمل احيانا‪ .‬واذا‬ ‫ل�م أك�ن مخطئا فق�د كان االمر كذلك هن�ا ايضا في س�نوات الدولة االولى‪.‬‬ ‫وبع�د ذل�ك حينم�ا تس�لح اجلي�ش االس�رائيلي باملروحي�ات وحينما بدأ‬ ‫التلفاز البث وحينما انش�أت االجنازات العس�كرية ثروة سياسية أصبح‬ ‫احلض�ور واجبا‪ .‬فرئيس الوزراء يأتي ملش�اورة امنية في قيادة الوس�ط‬ ‫كم�ا يُ بلغ مكتب رئيس الوزراء برس�الة قصيرة‪ ،‬ويفصل بعد ذلك فورا في‬ ‫احلديث عن فرق التصوير والتس�جيل والبث‪ .‬وكل هذه اجملموعة الثقيلة‬ ‫تتحرك من مكان الى مكان ال للمشاورة بل ُلتلتقط لها الصور‪.‬‬ ‫يديعوت ‪20/6/2014‬‬

‫علينا أن نتصرف من منطلق أن كل اختطاف لن يحرر أسراهم بل سيؤدي إلى موتهم‬

‫لنقلب معادلة االرهاب‬ ‫نداف هعتسني‬ ‫■ الصدم�ة الوطني�ة احلالية ح�ول اختطاف الفتي�ان الثالثة‬ ‫في غوش عصيون‪ ،‬يجس�د مرة اخرى ما هو واضح منذ س�نوات‬ ‫عديدة‪ :‬الدولة واجملتمع االسرائيلي فشال في مواجهة االختطاف‪،‬‬ ‫والردع العام لالرهاب انهار‪.‬‬ ‫يعم�ل الس�اعون ال�ى ايق�اع الش�ر بن�ا مبنط�ق عظي�م‪ ،‬فيم�ا‬ ‫يس�تثمرون الكثير في املؤامرات الختطاف رجالنا‪ .‬فهم يفهموننا‬ ‫بش�كل عميق‪ ،‬ويعرفون ما هي االزرار التي ينبغي الضغط عليها‬ ‫كي ينزلونا على أربعة‪ .‬بس�يط جدا‪ ،‬متوقع جدا – فقط اجنح في‬ ‫االختطاف والصهاينة سيتحطمون‪.‬‬ ‫وله�ذا فانن�ا ملزم�ون ب�ان نغي�ر‬ ‫الطريقة‪ .‬ال يكفي نشر القوات واحلكمة‬ ‫بعد االختطاف‪ ،‬بل ينبغي العمل أخيرا‬ ‫من الرأس وبتصميم كبير‪ .‬حان الوقت‬ ‫لنلقن العدو درس�ا في أن الضغط على‬ ‫أزرار االختط�اف واالبت�زاز لي�س فقط‬ ‫لن يعطي النتيجة املنش�ودة من جانبه‬ ‫بل سيثير العكس متاما‪.‬‬ ‫اقتراح ما طرحه النائب زئيف الكني‬ ‫ه�و اع�ادة حب�س كل مح�رري صفق�ة‬ ‫ش�اليط‪ .‬ه�ذه فكرة ال بأس به�ا ولكنها‬ ‫اشكالية‪ .‬فدولة اسرائيل ال يزال ينبغي‬ ‫له�ا أن حتذر من خ�رق االتفاقات‪ ،‬حتى‬ ‫ل�و كان�ت ه�ذه موقعة م�ع الش�يطان‪.‬‬ ‫ومحظ�ور النس�يان بانه في صفقة ش�اليط وس�ابقاتها لم يتعهد‬ ‫العدو بوقف االختطاف واالبتزاز‪.‬‬ ‫نحن فق�ط‪ ،‬بس�خافتنا وبضعفن�ا‪ ،‬وافقنا عل�ى أن نخرج الى‬ ‫احلري�ة بن�ى حتتي�ة ارهابي�ة كامل�ة‪ ،‬دون أي تعه�د مس�تقبلي‪.‬‬ ‫وبش�كل ع�ام‪ ،‬حت�ى لو جنحن�ا في اع�ادة مح�رري ش�اليط الى‬ ‫الس�جن‪ ،‬س�يواصلون ني�ل ش�هادات الثانوية على حس�ابنا بل‬ ‫ورمبا سيضربون عن الطعام ويلحقون بنا حرجا اضافيا‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فقد حان الوقت خللق آلية معاكس�ة – من يريد حترير‬ ‫مخربني قتلة عليه أن يعرف بأن كل اختطاف لن يؤدي الى حترير‬ ‫ش�هدائهم بل ال�ى موتهم‪ .‬وه�ذه النتيج�ة ميكن حتقيقها بش�كل‬ ‫بس�يط‪ ،‬من خلال امكاني�ة مينحه�ا قان�ون القضاء العس�كري‪.‬‬

‫“‬

‫فالقانون يسمح للمحكمة العسكرية بحكم املوت على القتلة‪ ،‬ولكن‬ ‫احلكم يتطلب اقرار وزير الدفاع‪ .‬في تاريخ الدولة س�بق أن كانت‬ ‫ع�دة مرات حكمت فيها هيئات قضائي�ة بحكم املوت على جزارين‬ ‫مجرمني بش�كل خاص‪ ،‬كفعل احتجاج�ي‪ .‬وكان القضاة يعرفون‬ ‫بان الوزير سيرفض القرار‪ ،‬ولكن لم يكن بوسعهم اال يعربوا عن‬ ‫صرختهم‪ .‬وباملناس�بة‪ ،‬فان أحد هؤالء القتلة احملكومني سبق أن‬ ‫حترر في احدى الصفقات النكراء التي اجريناها‪.‬‬ ‫من هنا ميكن الشروع في التغيير املنشود في معادلة االرهاب‪.‬‬ ‫م�ن االن فصاعدا‪ ،‬يحكم عل�ى االرهابيني اجملرمني باملوت‪ .‬غير أن‬ ‫تنفي�ذ االعدام بحقه�م يؤجل وينتظر اق�رار القيادة السياس�ية‪.‬‬ ‫وعنده�ا‪ ،‬ف�ي حال�ة االختط�اف يعل�ن وزير الدف�اع بان�ه في كل‬ ‫اس�بوع س�ينفذ حكم اعدام آخر‪ ،‬يكون في حالة االنتظار‪ .‬مبعنى‬ ‫– من جاء النقاذ مخربني من الس�جن‬ ‫من خالل اختطاف اسرائيلني‪ ،‬سيحكم‬ ‫عليه�م بامل�وت بكلت�ي يدي�ه‪ .‬ودمه�م‬ ‫سيكون في رقبته‪.‬‬ ‫الس�فنا‪ ،‬م�ن الصعب اع�ادة احلكم‬ ‫بامل�وت عل�ى اخملربين الذي�ن س�بق‬ ‫أن حكم�وا‪ .‬ولك�ن اس�تمرار االره�اب‬ ‫الفلس�طيني يس�تدعي لن�ا مرش�حني‬ ‫جدد لهذا احلكم كل الوقت‪.‬‬ ‫صحي�ح أن�ه ف�ي احل�دث االول‬ ‫لالختطاف سيفحصوننا‪ ،‬واالمر أيضا‬ ‫م�ن ش�أنه أن يكلف حي�اة اخملطوفني‪.‬‬ ‫وصحي�ح أن�ه ق�د يب�رز انتق�اد‪ ،‬م�ن‬ ‫دوائر صحيفة «هآرتس» او من الهيئة‬ ‫املس�ماة مجلس حقوق االنس�ان في االمم املتحدة‪ .‬ولكن الزعماء‬ ‫ملزمون باتخاذ قرارات شجاعة‪ ،‬ذات آثار بعيدة املدى‪ .‬وبالذات‬ ‫عندم�ا نكون ملزمني بايق�اظ االمة من الس�بات واجلمود للوضع‬ ‫احلالي‪.‬‬ ‫في اثناء التاريخ الصهيون�ي القصير‪ ،‬في كل مرة خرجنا فيها‬ ‫م�ن اجلمود الفك�ري والتبطل العملي‪ ،‬كان ه�ذا فقط بعد ان قلبنا‬ ‫املعادل�ة العادية‪ .‬من س�رايا اللي�ل الورد فينغت‪ ،‬عب�ر وحدة الـ‬ ‫‪ 101‬وحتى حملة الس�ور الواقي‪ .‬لقد ح�ان الوقت لوقف معزوفة‬ ‫االختطاف‪.‬‬

‫علينا أن نطبق‬

‫أحكام القانون العسكري‬ ‫على اخملربني القتلة‬ ‫حتى ييأس من‬

‫يختطف لتحريرهم‬

‫”‬

‫السنة السادسة والعشرون ـ العدد ‪ 7785‬االثنني ‪ 23‬حزيران (يونيو) ‪ 2014‬ـ ‪ 25‬شعبان ‪1435‬هـ‬

‫معاريف االسبوع ‪18/6/2014‬‬

‫عاموس هرئيل‬

‫الهدف إعادة اخملطوفني‬

‫■ ف�ي السادس�ة والنص�ف صباح�ا ف�ي كل واح�د من‬ ‫الصباح�ات االخي�رة يجري متحدث اجليش االس�رائيلي‬ ‫حديث فيديو هاتفيا مع املراس�لني العس�كريني‪ ،‬الطالعهم‬ ‫عل�ى آخ�ر األحداث ف�ي املناط�ق‪ .‬وتتم توجيه�ات هاتفية‬ ‫مش�ابهة بعضه�ا في كل ي�وم‪ ،‬م�ع حلقات اعالمي�ة اخرى‬ ‫ايض�ا – مح�رري الصحف‪ ،‬ومح�رري االخبار ومراس�لي‬ ‫ش�ؤون املناطق‪ .‬وقد دخل�ت عملية «ع�ودوا أيها االخوة»‬ ‫للعث�ور عل�ى الفتي�ان الثالث�ة الذي�ن ُخطف�وا ف�ي غوش‬ ‫عصي�ون الى ما يش�به الرتابة‪ ،‬فجهاز االم�ن يعاملها على‬ ‫أنه�ا عملية متصل�ة بعيدة املدى‪ .‬وهو يس�تخدم فيها قدرا‬ ‫كبيرا من القوات واجلهود االستخبارية‪.‬‬ ‫يُ ض�اف ال�ى ذل�ك بحس�ب روح العص�ر ايض�ا ق�درات‬ ‫اآلل�ة الناجعة ومه�ارة املتحدث العس�كري‪ .‬ففي كل بضع‬ ‫س�اعات ُترس�ل ال�ى بري�د الصحافيين االلكتروني صور‬ ‫فيدي�و وص�ور س�تيلز ُتخل�د زي�ارات الضب�اط الكب�ار‬ ‫للميدان واعمال الوحدات العس�كرية‪ .‬فلا يُ ظلم أحد هنا؛‬ ‫ال لواء الش�باب الطالئعيني وال كتيبة الشباب الطالئعيني‬ ‫احلريديني من لواء كفير‪ .‬فاجلميع يجهدون في أن يُ عيدوا‬ ‫الفتي�ان اخملطوفني الى بيوتهم؛ ويحظ�ى اجلميع بتغطية‬ ‫اعالمية مناسبة‪.‬‬ ‫يب�دو أن العج�ل يريد أن يرض�ع أكثر مما تري�د البقرة‬ ‫أن ُترضع�ه‪ .‬فاالتصاالت االلكتروني�ة تنقض على كل فيلم‬ ‫فيدي�و قصير ينش�ره متح�دث اجليش االس�رائيلي كأنها‬ ‫نر برغ�م مرور خمس�ة ايام ال�ى اآلن أية‬ ‫جت�د غنيمة (ل�م َ‬ ‫صورة من عملية اعتقال اعتمدت على عمل مصور ال يلبس‬ ‫املالب�س العس�كرية)‪ُ .‬أذيع�ت ف�ي بداي�ة االس�بوع بتأثر‬ ‫خاص من محطات التلفاز صور فيديو وثقت اعتقال حسن‬ ‫يوسف في بيتونيا على أيدي مقاتلي اجليش االسرائيلي‪.‬‬ ‫ويعتبر الش�يخ يوس�ف وهو في الس�تني من عمره واحدا‬ ‫من ق�ادة الذراع السياس�ية حلم�اس في الضف�ة الغربية‪،‬‬ ‫وهو يخرج ويدخل الى الس�جون االسرائيلية منذ عقدين‬ ‫عل�ى األقل‪ .‬وقد ُأفرج عن�ه في آخر مرة م�ن اعتقال اداري‬ ‫قب�ل اربع�ة اش�هر فق�ط‪ .‬وبرغ�م أن «الش�باك» يظ�ن أنه‬ ‫مش�ارك في االرهاب مشاركة غير مباشرة‪ ،‬لم يُ دن يوسف‬ ‫قط مبادة أش�د من كونه عضوا في حماس وهي عضوية ال‬ ‫ينكرها‪ .‬ويبدو أن اعتقاله يُ ستخدم على أنه جزء من خطة‬ ‫برج آلية تقريبا في كل حال تش�ارك فيها حماس في عملية‬ ‫كبيرة‪ .‬ولن يوجد إدانة في هذه املرة ايضا‪.‬‬

‫نح�ن ايض�ا ف�ي الصحاف�ة املكتوبة منأل صفح�ات بعد‬ ‫صفح�ات في قضية لم يُ جدد فيها ش�يء تقريبا منذ بضعة‬ ‫اي�ام – وما زال القليل الذي ُكش�ف عنه مع كل ذلك ممنوعا‬ ‫نش�ره‪ .‬بلغ�ت العملي�ة الى املرحل�ة املعروفة م�ن عمليات‬ ‫عس�كرية واسعة في قطاع غزة‪ .‬ففي الوقت الذي ال يحدث‬ ‫فيه ش�ق طريق في مج�ال العمل الرئيس تتس�ع االهداف‬ ‫ج�زء مركزيا من‬ ‫الت�ي تصاحب العملي�ة وتتبوأ بالتدريج‬ ‫ً‬ ‫االهتم�ام‪ .‬فف�ي قطاع غزة ف�ي عمليات ال يوج�د فيها تقدم‬ ‫بري يع�دون اخملربني القتلى وأه�داف املنظمات االرهابية‬ ‫الت�ي مت ضربه�ا‪ .‬وف�ي الضف�ة الغربي�ة يع�دون معتقل�ي‬ ‫حم�اس ويحاول�ون تقدي�ر ق�وة الضرب�ة التي س�تصيب‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫إن اخللي�ة الت�ي حتتجز اخملتطفين لم يُ عث�ر عليها الى‬ ‫اآلن كما نعلم‪ .‬ويُ قدر «الش�باك» واجليش االس�رائيلي أنه‬ ‫س�يمكن الوص�ول اليها م�ع الصب�ر واجلهد‪ ،‬لك�ن كلما مر‬ ‫الوقت انخفض مس�توى التفاؤل مبصي�ر اخملطوفني‪ .‬ألنه‬ ‫أحياء‬ ‫م�ن الصعب جدا إبقاء ثالثة مخطوفني اس�رائيليني‬ ‫ً‬ ‫في الضفة دون إثارة انتباه ووشاية‪ .‬والوقت الكثير الذي‬ ‫مر يزيد في القلق على مصير الفتيان‪.‬‬ ‫ف�ي مباحث�ات اجملل�س ال�وزاري املصغر مت�ت املوافقة‬ ‫ف�ي هذه املرحلة للجيش على اس�تعداد لعملية تطول عدة‬ ‫اي�ام وقد تطول بع�د ذلك ايض�ا‪ .‬وتقرر مع مط�اردة خلية‬ ‫حماس سلس�لة طويلة من العملي�ات على املنظمة وبنيتها‬ ‫السياسية واملدنية التحتية في الضفة‪ ،‬وقد اعتقل الى اآلن‬ ‫‪ 200‬فلس�طيني أكثرهم من حماس‪ .‬ويش�ارك ف�ي العملية‬ ‫الواس�عة ثالث�ة ألوي�ة مش�اة وع�دد كبي�ر م�ن الوحدات‬ ‫اخلاص�ة الت�ي تداه�م ف�ي اللي�ل كل امل�دن الفلس�طينية‬ ‫ف�ي الضف�ة‪ .‬ول�م يُ ر ه�ذا العدد الكبي�ر من ق�وات اجليش‬ ‫االس�رائيلي هناك منذ نحو من عش�ر س�نوات‪ ،‬فاسرائيل‬ ‫تس�تغل هنا ما يراه رئيس ال�وزراء نتنياهو فرصة ذهبية‬ ‫اس�تراتيجية لضرب قوة حماس في الضف�ة وللزيادة في‬ ‫عمق االزمة بني الس�لطة الفلس�طينية وه�ذه احلركة التي‬ ‫حدثت بس�بب الغضب الذي أثارت�ه عملية االختطاف عند‬ ‫قيادة السلطة‪.‬‬ ‫ف�ي ‪ 2007‬بع�د أن س�يطرت حم�اس عل�ى قط�اع غ�زة‬ ‫وط�ردت من�ه بعنف ساس�ة حركة فت�ح ورج�ال اجهزتها‬ ‫االمني�ة‪ ،‬ب�دأت اس�رائيل عملي�ة عل�ى املنظمة ف�ي الضفة‬ ‫الغربي�ة‪ .‬وب�دأ نش�اط منهجي موج�ه على «الدع�وة» مع‬ ‫موج�ة اعتق�االت‪ ،‬وأغلق�ت مكات�ب جمعي�ات وص�ودرت‬ ‫ام�وال من حس�ابات مصرفي�ة وتضررت حتى مؤسس�ات‬ ‫تربي�ة ورياض�ة‪ .‬وحينم�ا اجت�اح اجلي�ش االس�رائيلي‬

‫مجمعا جتاريا له صلة بحماس في نابلس ضاقت الس�لطة‬ ‫ذرعا بذلك فتوجه رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك سالم‬ ‫في�اض ال�ى وزي�ر الدفاع اه�ود ب�اراك وطلب الي�ه قائال‪:‬‬ ‫أترك�وا هذا العم�ل لنا‪ .‬واس�تجاب باراك‪ ،‬وفي الس�نوات‬ ‫التي تلت ذلك زعموا في جهاز االمن أن الس�لطة كانت أكثر‬ ‫جناعة بكثير من اس�رائيل في كفاحها للجوانب املدنية من‬ ‫عم�ل حماس‪ .‬وقد ضعفت في الس�نة االخيرة املعركة التي‬ ‫كانت تقوم الس�لطة عل�ى حماس وازدادت بطئ�ا على أثر‬ ‫اتفاق املصاحلة الفلسطيني‪.‬‬ ‫أحدث االختطاف تغييرا حقيقيا في الظروف‪ :‬فالسلطة‬ ‫غاضب�ة على حم�اس ُ‬ ‫وتظه�ر الواليات املتح�دة واالحتاد‬ ‫االوروب�ي ال�ى اآلن تفهم�ا أكب�ر للخط�وات االس�رائيلية‬ ‫بس�بب مأس�اة عائالت اخملطوفين الصغ�ار‪ .‬وأصبح عند‬ ‫االوروبيين مؤخ�را ايض�ا اس�باب اخ�رى لتفه�م املواقف‬ ‫االس�رائيلية‪ ،‬فقد أخذ عدد أكبر من الشباب املسلمني ذوي‬ ‫اجلنسية االوروبية يشاركون في احلرب االهلية السورية‬ ‫وفي صف�وف املنظمات الس�نية الت�ي لها صل�ة بالقاعدة‪،‬‬ ‫ويع�ودون بع�د ذل�ك الى ال�دول الت�ي يس�كنونها (وذاك‬ ‫توجه عبرت عنه العملية االخيرة في املتحف اليهودي في‬ ‫بروكسل)‪.‬‬ ‫ويق�وي انحلال جي�ش العراق حت�ت ضغ�ط القاعدة‬ ‫ايض�ا اخل�وف ف�ي الغ�رب ودعم خط�وات عل�ى منظمات‬ ‫اسلامية حت�ى ل�و كان احلدي�ث عن حم�اس الت�ي يراها‬ ‫االوروبيون اكثر اعتداال‪.‬‬ ‫يب�دو أن حم�اس في غزة ايض�ا التي رمبا تري�د أن ترد‬ ‫معوق�ة ال�ى اآلن بس�بب الضغ�ط املصري املس�تعمل على‬ ‫قيادتها‪ .‬ولو أن اس�رائيل قصف�ت مقرات قيادة حماس في‬ ‫قط�اع غزة قصف�ا كثيف�ا انتقاما لالختطاف ل�ردت املنظمة‬ ‫باطلاق قذائ�ف صاروخي�ة كثي�ف عل�ى بل�دات النق�ب‬ ‫ولهزم�ت العملي�ة االس�رائيلية نفس�ها ألن اس�رائيليني‬ ‫كثيرين س�يدخلون دائ�رة النار‪ .‬واآلن وم�ا زالت حماس‬ ‫في غزة منضبطة وال تش�تعل الضفة بس�بب نش�اط قوات‬ ‫اجليش االسرائيلي‪ ،‬تستمر العملية وتزيد في عمق ضرب‬ ‫«الدع�وة» احلماس�ية‪ .‬يوج�د أمني�ون كبار في اس�رائيل‬ ‫عل�ى يقني م�ن أن ه�ذا اجلهد س�يوجه ضربة ش�ديدة الى‬ ‫حماس في الضفة ويساعد في واقع األمر على تقوية مكانة‬ ‫الس�لطة برغم هجم�ات رئيس ال�وزراء بنيامين نتنياهو‬ ‫ووزرائ�ه على س�لوكها في قضية االختط�اف‪ .‬وهذا تقدير‬ ‫سيُ متحن بعد مرور وقت طويل فقط‪.‬‬

‫‪Volume 26 - Issue 7785 Monday 23 June 2014‬‬

‫هآرتس ‪18/6/2014‬‬

‫‪Al-Quds Al-Arabi‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.