السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد 7664االربعاء 12شباط (فبراير) 2014ـ 12ربيع الثاني 1435هـ
ثقافة
لوحات يسيل منها املوت
رحلة الى عالم املرأة السعودية احملجوب آية االتاسي ٭
بيروت ـ «القدس العربي»
من زهرة مرعي:
■ ل��م ترس��م ومض��ة ض��وء .به��ذا الق��در احلياة تراجيدية؟ ■ بع�د آخ طويل�ة ق�ال :إن كان لدي�ك الكثير من مس�احات التف�اؤل والضوء أرجوك دعين�ي اراها؟ الوضع االنساني مأس�اوي ً جدا .ووضع اجملتمعات الت�ي تعيش حال�ة حرب مأس�اوي أكث�ر بكثير .في ظ�روف م�ن ه�ذا الن�وع م�ن املؤك�د أن حج�م األلم والوجع أكبر بكثير من حجم الفرح. ■ م��اذا ع��ن والدة وعم��ر اللوحات الثالث�ين التي تضمنها املعرض؟ ■ بعضه�ا يس�بق الث�ورة الس�ورية بس�نة أو بأشهر ،وبعضها اآلخر تزامن معها. ■ عبرت بفيض ع��ن مكنوناتك بالريش��ة لكن ملاذا اضفت الكالم إلى بعض اللوحات؟ ■ اعتق�د أن الوض�ع الس�وري مأس�اوي بامتياز. وأظ�ن أنن�ا نحتاج لس�نوات طويلة حت�ى نتمكن من تق�دمي لوح�ة حقيقي�ة تعبر ع�ن املأس�اة الس�ورية. وأظ�ن أن كل م�ن يعم�ل الي�وم ،وأنا منه�م عن وضع
يوسف عبدلكي بلدن�ا ينفذون ه�ذا العم�ل بضغط سياس�ي ،عاطفي أو جدان�ي وه�م في قل�ب العاصفة .في وض�ع من هذا الن�وع من يتمكن م�ن اجناز اللوحة الت�ي تعبر بعمق ع�ن هذا احل�دث يحتاج لزمن أط�ول بكثير .من ضمن علي كما تضغط األم�ور التي اعتبرها مؤثرة وتضغط َ عل�ى غيري من الن�اس هو اخملزون األدب�ي والغنائي اجلماعي املوجود في ذاكرتنا .وفي أحيان صرت أرى ترافق الكلمة مع احل�دث .باعتقادي أن بينهما مفارقة كبي�رة .فف�ي أحي�ان تك�ون الكلمة م�ن أغني�ة عذبة، ً وأحيانا تكون أغنية شعبية حتكي عن وجع خاص. األم�ر الذي يدفعني لوضع هذا الكالم مع اللوحة ه�و أن ه�ذا م�ا ميك�ن أن يفض�ي لن�وع م�ن مفارقة، وبالتالي ي�ؤدي لقوة أكبر في التأثي�ر على املتلقي. ً ج�زءا أض�ع ه�ذا ال�كالم ألن�ه وكم�ا قل�ت ل�ك صار م�ن ذاكرت�ي ،وبغ�ض النظر ع�ن اس�تعمال أو عدم اس�تعمال الكلم�ة ،الرس�م يكف�ي أو ال يكف�ي ،فهذه بالنسبة لي جميعها تفاصيل ال قيمة لها. احساس�ي جتاه ه�ذه الكلمة أو ه�ذه األغنية ،أو ه�ذا البيت من الش�عر ،ه�و بضرورة وج�وده هنا، فأضعه .ف�ي احلقيقة أم�ام هذه العاصفة الس�ورية تك�ون احلس�ابات الفني�ة البحت�ة ه�ي حس�ابات صغيرة. ً ج��دا ويلزمنا زمن ■ قلت ان احلدث الس��وري أليم للتعبي��ر عن��ه .هل ب��دأت تكوي��ن غيرنيكا س��ورية في مخيلتك؟ ■ التفكير بهذه املس�ألة من املؤكد بحس�ب ظني أنه خطر ف�ي بال عش�رات الفنانني الس�وريني .كما وأظ�ن أن عش�رات الفنانين بص�دد تنفي�ذ أم�ر من ه�ذا القبيل خالل األش�هر والس�نوات املقبلة .وأكيد
أن�ي أحدهم .ليتمكن أحدنا من هضم واس�تيعاب ما يح�دث ومدى ابع�اده ،يحت�اج لوقت أط�ول بكثير ليتمك�ن من التعبي�ر بعمق عن الواق�ع ،والدم الذي فيه ،والبسالة التي فيه. ■ الرسم طريقة تعبير .كم يشعرك التعبير بالرسم باحلرية وكم يشعرك باألسر؟ ■ الرس�م بالنس�بة ل�ي هو فس�حة احلرية التي ً متاما حتى عندما أكون امتكن من التعبير من خاللها بصدد اجناز لوحة عن الش�هيد ،أو عن األسير ،وأي قضية مأساوية مضرجة باأللم .أكيد الرسم بالنسبة لي كما الكلمة للشاعر والنغمة للموسيقي ،حيث هي فسحة احلرية احلقيقية في حياته. ■ لفتني رسم القلب مغروس فيه الدبوس.. ■ ه�ي لوح�ة منج�زة في وق�ت س�ابق للثورة. وهذا يعيدنا للسؤال االول املطروح من قبلك .اعتقد هن�اك حج�م من األلم في حياة البش�ر أقس�ى بكثير مم�ا يتص�وره كثي�ر من الن�اس .ه�و حج�م ألم من الغربة ع�ن اجملتمع والناس،ألم م�ن وحدتهم ،ومن قس�وة الش�روط احمليطة به�م .هو أمر ف�ي احلقيقة يحط�م األعص�اب والوج�دان ،والت�وازن الداخلي ً وتاليا للتعبير عن ه�ذه احلالة لم أجد ألي انس�ان. صورة أفضل من هذه. ■ أن يس��بق هذا القل��ب املغروس بدب��وس الثورة فهل هو توقع لها؟ رسام ،فهذا يدغدغ شعوره. ■ أن يقال ذلك عن أي ّ لكني اعتقد أننا كمواطنني وكناس لنا عالقة بالعمل الثقافي أو بالعمل السياسي ،أن ً أحدا لم يكن يتوقع حدوث الث�ورة قبل يومين على بدئه�ا .كانت لدينا آمال وطموحات أن يتحرك بلدنا ،أن يتحرك شعبنا.
وأعتقد أن الثورة التونسية والثورة املصرية تركتا آث�ارا كبيرة ً ً جدا ،وهم�ا من أعطيا األمل للس�وريني بإمكاني�ة التح�رك واحلصول عل�ى حريتهم .بدون أي�ة مبالغة وبدون أي غرور ل�م يتوقع أحد قبل أيام أن يح�ث م�ا ح�دث ،وبالتال�ي جميع الن�اس الذين يحكون عن آالم األف�راد ،أو يحكون عن أحالمهم لم يكون�وا يتوقعون الثورة ف�ي احلقيقة .هذا جزء من احلراك الذهني اخلاص باملثقفني وغير املثقفني ،لكن احلدث السياس�ي الذي اس�مه الثورة الس�ورية ما م�ن أحد كان يتوقع حدوثه ،وليس بهذا احلجم .وال أن ينته�ي إلى هذه املآالت التي ال عالقة لها بالثورة. الث�ورة اس�تمرت ألش�هر طويل�ة بق�وة الس�وريني وبإميانهم وش�جاعتهم وبسالتهم وس�مو اهدافهم، ثان .الث�ورة حتولت أما الي�وم فأصبحنا ف�ي مكان ٍ حلرب اقليمية ودولية على األرض السورية وبالدم السوري. ■ خنق��ت الس��مكة ونح��رت العصف��ور .م��ا ه��و حجم الص��راع والت��وق للحرية لديك حت��ى انتجت ما شاهدناه؟ ■ لفتت�ك لوحات ما قبل الثورة وتس�ألني عنها. ما أحكيه عن الس�مكة هو نفسه ما حكيته عن القلب والدبوس وال اضافات أخرى. ■ مباذا تفسر وجود األحمر في اكثر من لوحة؟ ■ لألحم�ر وقعه في تاريخ الفن في العالم أجمع. قيمته الرمزية ال تخفي نفس�ها .الدم الس�وري الذي يفي�ض من�ذ ثلاث س�نوات كذل�ك ال يخف�ي وطأته الهائلة على عقول وعواطف ووجدان كل السوريني وحت�ى غي�ر الس�وريني .وبالتال�ي م�ن الطبيع�ي استعماله دون أي لون آخر.
ورشة عمل حول توظيف التراث تتحول لعرض مسرحي في قطر
AL-QUDS AL-ARABI
حلم «وجدة» األخضر لهيفاء املنصور
يوسف عبدلكي :نحتاج لعقود حتى نتمكن من تقدمي اللوحة التي تعبر عن املأساة السورية تسيل لوحات الفنان التشكيلي السوري الشهير يوسف عبدلكي ً موتا وفجائعية .اختار لعرضه البيروتي الفحم دون سواه من األلوان ليقول ما يريده عن مرحلة عاصفة من تاريخ بالده واملنطقة. في كل لوحة من الثالثني املعروضة موضوع يستدعي التدقيق في حناياه الظاهرة واخلفية. حتى األزهار التي قدمها موشحة بالسواد حملت داللة على أن احلزن السوري الكبير توزع على كل ما في البالد. في غاليري تانيت ـ مار مخايل األشرفية ،حيث اختار عبدلكي عرض أعماله من 5حتى 8شباط، ً اجالال أمام تشعر بهالة ورهبة املوت املقيمة .تقف العديد من اللوحات التي متثل الشهادة بجنائزية قامتة .هي لوحة األم التي تكاد تتحد بصورة ابنها الشهيد .وللشهداء حيزهم الكبير في أكثر ً منتشرا من لوحة .املوت لم يكن بالنسبة لعبدلكي ً بدءا من احلدث القريب .بل هو صهره بني احلاضر واملاضي فاستحضر «القديس مار يوحنا فم الذهب مسجى في جامع احلسني بحي امليدان بدمشق» .هذا ما كتبه على لوحته املستطيلة ذات احلجم الكبير ،ليبوح مبا يراه حقيقة عن واقع سوريا .وهو في أكثر من لوحة عمد إلى الكالم ً مكمال ألفكاره التشكيلية .إلى شهداء دوما تطلع ً سابرا أغوار املوت وما يخلفه من انسحاق الفنان ً ً وحيدا دون مقطوعا للروح ،فكان الرأس البشري جسد ،وفوقه كتب بحبر الدم األغنية الشعبية الفلسطينية التي تؤديها سناء موسى :يا جنمة الصبح فني فني ّ عليتي ..األجواد أخدتي واالنذال خليتيً .. علي إن عادوا أحبابي إلى بيتي.. نذرا ّ ألضوي مشاعل ..وأحني العتابا. حتى وإن نثر عبدلكي األحمر في بعض لوحاته، فهو ً غالبا ما كان على شكل دم .فالوردة بحد ذاتها نضحت ً دما .والسمكة خنقت .والعصفور نحر .أما ذاك القلب املنحور بدبوس يخترقه من جهة ألخرى ً ً بشريا. كائنا فمثل قمة األلم التي ميكن أن جتتاح لم يغب عن الفنان املسكون بألم شعبه ،والذي يقاوم بكل ما لديه من قوة ً طلبا للحرية أن يهدي ً ازهارا لألطفال الشهداء «ازهار إلى حمزة وليال وكافة االخرين». عن هذا املعرض السوري الذي حط الرحال في رحاب بيروت كان هذا احلوار مع الفنان يوسف عبدلكي:
11
ً ً س�ينمائيالفيلم «وج�دة» حتليلا ■ ه�ذه األس�طر ليس�ت بق�در ما هي محاول�ة لالقتراب من واقع املرأة الس�عودية اليوم وطرح األس�ئلة عن أفق احلرية واملستقبل« .وجدة»الشخصية الرئيسية في الفيلم هي طفلة سعودية تشبه الكثير من الفتيات ف�ي س�نها ،بعينيها الس�وداويتني وش�عرها األس�ود والعباءة السوداء التي تلف جسمها ،ولكن رغم هذا فهي عصفورة صغيرة تغ�رد خ�ارج الس�رب .فتحت العب�اءة يظه�ر بنطل�ون اجلينز األزرقوح�ذاء الرياض�ة بخيوط�ه البنفس�جية وف�وق العباءة سترة ملونةمن دون أكمام وفوق أذنيها سماعاتاملسجل تصدح بأحدث أغاني البوب .مظهر اجلسد اخلارجي اخملتلفهوانعكاس للروح املتمردةالتي تسكنه والتي حتلم باحلرية. حكاي�ة وج�دة هي حكاي�ة بس�يطة ،عن فت�اة تنتم�ي لبيئة متوسطة وحتلم بش�راء دراجة لتس�ابق صديقها ابن اجليران ً ً وغريب�ا ،لكن الفت�اة تعيش في اس�تثنائيا عب�د الل�ه .ال ش�يء الس�عودية ،فهن�ا ممن�وع عل�ى امل�رأة قي�ادة الس�يارة وركوب الدراجة واالختالط بالرجال في أماكن العمل. تأخذن�ا الكاميرا مع بطلة الفيلم «وجدة»ف�ي رحلة إلى عالم النس�اء الس�عودي احملجوب عن عيون الرج�ال والغرباء وتصبح عين الكامي�را عينن�ا الت�ي ن�رى به�ا .العباءة الس�وداء الطويلة، الت�ي تخف�ي معال�م اجلس�د ً ش�بحابال والوجه وجتعل املرأة هوية ش�خصية ،تبدأ بالسقوط ً ً روي�دا لنكتش�ف نس�اء روي�دا مختلف�ات يلبس�ن املالب�س العصري�ة ف�ي البي�وت ويذهنب للعم�ل ف�ي امل�دارس واملش�افي ولك�ن حريته�ن محص�ورة في عال�م حرمي�ي ،ال م�كان للرجل فيه إال كمح�رم .عالم يقوم على فصل اجلنسني ولكنه رغم ذلك ال يس�تطيع حماي�ة امل�رأة م�ن ازع�اج الس�ائق األجنبي ومن حترش عمال البناء في الشارع ومن نظرات الشهوة في عيون بائع�ي احمللات .وه�و عال�م غير مثال�ي فرغم كل إجراءات الرقاب�ة والتفتي�ش حتص�ل التج�اوزات داخ�ل مدرس�ة البن�ات وترتك�ب اخلطاي�ا واألخط�اء ،فتتالعب الطالبة عبير بقوانني املدرسة وتزور تصريح اخلروج لتلتقي بعش�يقها ،وميارس الش�ذوذ اجلنسي باخلف�اء داخ�ل أس�وار املدرس�ة ،وت�زوج الصغي�رات وهن لم يتج�اوزن الثاني�ة عش�رة ،وحتى مدي�رة املدرس�ة الصارمة ال تس�لم م�ن األقاويل بعد أن ألق�ي القبض على س�ارق في منزلها وأشيع فيما بعد أنه سارق قلبها وعشيقها. معاناة املرأة الس�عودية اليومية نعي�ش تفاصيلها من خالل «أم وج�دة» ،امل�رأة العاملة والزوجة اجلميلة .فهي تعيش�تحت رحمة الس�ائق الباكستاني وطول لس�انه ،وهو الذي ال يتوقف ع�ن التذمر والتهديد بالتوقف ع�ن توصيلها للعمل حتت حجج واهي�ة ووهمي�ة ،كما أنها تعيش من ناحية أخرى حتت س�طوة اجملتم�ع الذك�وري ال�ذي يبيح للرجل ال�زواج من ام�رأة أخرى مادام�ت زوجت�ه األولى لم تنجب ل�ه «ولي العه�د» االبن الذكر وحامل اس�م العائل�ة .ترصد لنا الكاميرا األم ف�ي كل محاوالتها اليائس�ة لإلبقاء عل�ى زوجها وفي النهاية فش�لها في االحتفاظ بهرغم كل احل�ب بينهما ،فالرجل كاملرأة في هذا اجملتمع محكوم بالتقاليد والعادات وسلطة األسرة. داخل هذه األسرة وفي قلب هذا اجملتمع املغلق تعيش الطفلة وج�دة ،وحت�اول في كل ي�وم أن ترس�م نافذة في ج�دار احملرم واملمنوع .نوافذ وجدة عديدة ومختلفة األحجام واألشكال ،كل شيء في عقلها قابل إلعادة التشكيل والتغيير ،ال مسلمات لديها بل أس�ئلة مباحة وحلول متاحة.عش�قها للفرح واحلياة يجعل املوس�يقا ترافقه�ا في كل مكان ،وفي مجتم�ع يعتبر صوت املرأة عورة يعلو صوتها ويصدح باألحلان ،وال تتردد عن س�ؤال أمها صاحبة الصوت العذب عن الس�بب وراء عدم احترافها للغناء، ً وحياء. خجلا س�ؤال ال متل�ك األم أمام�ه إال أن تغط�ي وجهه�ا ً وعندما ال تعثر على اس�مها في شجرة العائلة اخملصصة للذكور حتل املشكلة ببساطة وتلقائية فتمزق ورقة من كراستها وتعلق اس�مها مبلقط ش�عر حتت اس�م والدها ،فهي ترى أن مكانها إلى جان�ب الرجل فوق ش�جرة العائلة وفي داخ�ل اجملتمع وفي كل ً ً فضائيا لتخاف مخلوقا مكان .الرجل بالنس�بة لهاشريك وليس منه وتختبئ ،فنراها تتابع اللعب في باحة املدرسةعندما تهرب
ً خوفا م�ن أن يراهن عم�ال البناء املقاب�ل ،كما أنها ال صديقاته�ا تتوانى عن الرد على الس�ائق الباكس�تاني الذي يزعج والدتها واس�كاته ،وجندها تش�ارك البن�ات والصبيان على حد س�واء اللعب وال تس�تطيع أن تس�لم بأن ركوب الدراجة هواية محرمة ً حفاظا على عذريتهن. على الفتيات في لقطة س�ينمائية ساحرة يعبر حلم وجدة الشاشة أخضر ً وس�ريعا كلمح البصر...حلم على هيئة دراجة هوائية خضراء، نخ�ال للوهلة األولى أنها تس�ير أو تطير وحدها بني الس�يارات ولنكتش�ف بعده�ا أنه�ا محمولة على س�طح ش�احنة تقلها إلى محل األلعاب ،ومنذ تل�ك اللحظة التي ترى فيها وجدة الدراجة محلقة في س�ماء مدينته�ا ،ال تتوقف عن احللم ب�أن تركب هذه الدراجة ً يوماما في ش�وارع املدينة وتس�ابق اب�ن اجليران عبد الل�ه وتتف�وق علي�ه...ال تكتف�ي وجدة باحلل�م بل تفع�ل كل ما تس�تطيع ليصب�ح ه�ذا احلل�م حقيقة ،فتعم�ل م�ن دون كلل في صن�ع أس�اور الن�وادي الرياضي�ة وبيعه�ا لزميالته�ا وتذه�ب باملغام�رة إل�ى أبعد احل�دود عندما تقرر املش�اركة في مس�ابقة حف�ظ الق�رآن للحص�ول عل�ى اجلائ�زة املادي�ة .ومن هن�ا يبدأ التح�دي الكبير للطفلة التي ال تتقن التجويد وال الترتيل وتريد بأي ثمن الفوز باجلائزة فتش�تري أشرطة تعليم القرآن وتبدأ بحف�ظ الس�ور واآليات ولكنه�ا ال تنجح في التجوي�د إال عندما يخرج الكالم من القلب في إشارة جميلة إلى أن الدين هو رحمة وتسامح ال اكراه وترهيب .ولكن بعد كل ما بذلته من جهد ال حتصل وجدة عل�ى دراجتها،فعلى الرغم من فوزها باجلائ�زة إال أنه�ا حت�رم منه�ا ويتم التب�رع به�ا ألجل فلس�طني ف�ي لفتة ذكية من اخملرجة إلى استخدام قضية فلس�طني ف�ي العال�م العربي م�ن قبل الطغاة الغتي�ال األحالم ووأد احلرية في مهدها. ولكن الفيلم ال يترك بطلته من دون «الدراجة احللم» وال يترك املش�اهدين بلا بصيص أم�ل ،وفي النهاي�ة تنحاز األم حلل�م ابنته�ا وتش�تري بالنق�ود الت�ي ادخرته�ا لش�راء ث�وب س�هرة أحمر ،دراجة وجدة اخلضراء .فالرجل ال�ذي كانت ترغب ب�أن تلبس له الثوب ق�د ت�زوج عليه�ا ولم يب�ق لها ف�ي هذه الدني�ا إال ابنته�ا وكم�ا تق�ول له�ا ف�ي النهاية :أريدك أن تكوني أس�عد انسانة ف�ي الدني�ا .ه�ذه العالقة اخلاص�ة التي ترب�ط األم بابنته�ا ه�ي عالق�ة جميل�ة وحميمية،فهم�ا تتقاس�مان ال�كالم، األس�رار ،الطع�ام والغناء في ظل ش�به غي�اب لألب عن تفاصيل احلياة اليومية، فم�روره الس�ريع ف�ي حياتهم�ا يجعل�ه خ�ارج احل�دث .وعندم�ا تخب�ره وج�دة ً انتباها لهواجس ع�ن الدراجة يبدو وكأن�ه ال ينصت وال يعي�ر الصغيرة .وجوده معها يختصره حجر أس�ود أهداه لها ليجلب احلظ ونراها متس�كه وتداعبه قبل املس�ابقة وكأنها تبحث عن ملسة األب ومباركته لها. ينتهي الفيلم بوجدة على دراجتها اجلديدة تس�ابق صديقها عب�د الل�ه وتفوز عليه ،ث�م تقف عن�د مفترق طرق مت�رددة بني االستمرار أو العودة مع ابتسامة فرح ونصر ال ميكن اخفاءها. الطريف في الفيلم أنه عرض كفيلم سعودي في اخلارج وفاز بالكثي�ر من اجلوائز العاملي�ة ولكنه لم ير النور ف�ي بلد املصدر «الس�عودية» فلا وجود لصاالت س�ينما ف�ي بلد ينت�ج ماليني ً يوميا ومين�ع انتاج فيلم س�ينمائي واحد. البرامي�ل من النف�ط حت�ى أن مخرج�ة الفيل�م هيفاء منص�ور كانت تضط�ر في كثير م�ن األحيان لالختب�اء في ش�احنة صغيرة وإعط�اء تعليماتها للممثلين والتقنني عبر جهاز الس�لكي ،ولكنه�ا كبطلتها وجدت نافذته�ا الت�ي تفتحها في ج�دران املمن�وع ومض�ت بحلمها في االخراج حتى النهاية. قص�ة وجدة هي قصة كل فتاة تقاوم قمع اجملتمع وتبحث عن ذاتها داخل قوال�ب التقاليد اجلامدة وتوابيت األعراف البالية، ه�ي الروح التي ال تتوقف عن البحث عن معنى احلياة واحلرية وهي األمل بأن ال مستحيل يقف أمام اإلرادة والعمل الدؤوب. ف�ي كل منا بعض من وجدة ولكل من�ا حلم...املهم أن ال نفقد األمل وأن نثق بأنفس�نا وبقدرتنا على حتقيق املستحيل وجعل األحالم واق�ع معاش...الس�جون من حولنا كثيرة والس�جون ً دائما بقضبان حديدية ولكن الس�جني يس�تطيع بإرادة ليس�ت احلي�اة والتصمي�م أن ينتص�ر عل�ى س�جانه ويحف�ر ك�وة في جدران القمع ليص�ل للحرية وراء اجلدار ،حرية قد تكون بلون أخضر وعلى ش�كل دراجة عندما تكون السجينة طفلة سعودية صغيرة اسمها وجدة. ٭ كاتبة سورية
حتت شعار «لنعش الغرب الثقافي»
«الدانة» ابنة النواخذة التي تفتش عن رجل فاضل من دون خطيئة الدورة الـ 20ملعرض الكتاب في الدار البيضاء حتتفي باملصري احمد فؤاد جنم والفرنسي إيف بونفوا الدوحة ـ «القدس العربي»
ـ من سليمان حاج إبراهيم:
موضوع ورشة تكوينية ينظمها املركز الشبابي للمسرح عل�ى م�دى ش�هر لتوظي�ف الت�راث ف�ي املس�رح القط�ري واخلليج�ي تضمن�ت إل�ى جان�ب احملاض�رات النظري�ة، تطبيق�ا عمليا في ش�كل مس�رحية حملت عن�وان «الدانة» تع�رض حالي�ا أم�ام اجلمه�ور ف�ي مس�رح قط�ر الوطني، اختاره�ا القائم�ون على مش�روع تطوير النص املس�رحي كرمزية للمواضيع الهادفة الت�ي تغوص في أعماق اجملتمع وتستنبط من هواجس أفراده أفكارا حتلل الذات. «الدان�ة» ابن�ة أمي�ر «النواخ�ذة» ،وهم فئ�ة ربان الس�فن التي تبح�ر في مياه اخللي�ج للصيد والبحث ع�ن اللؤلؤ في األعم�اق ،ترفض ب�دالل كل من يتقدم خلطبته�ا م�ن والده�ا ،وهي تش�ترط زوجه�ا ،رجال مثاليا لم يرتكب في حياته خطيئة واحدة. ه�ل يوجد في الفري�ج كله من ميتاز به�ذه الصفة، ول�م يرتك�ب خطيئة واح�دة ليتق�دم بطلب ي�د ابنة النواخ�ذة؟ س�ؤال حتاول املس�رحية اإلجاب�ة عنه، وتنقل هواجس الشباب جلمهورها بكثير من التفاعل، ومبزي�د م�ن احليوي�ة ،وم�ع إيقاع�ات متفاوتة متيز حركي�ة العمل .احلكاي�ة موضوع النص ،مس�توحاة م�ن التراث الش�عبي بعث فيه�ا احلياة ممثل�و املركز الشبابي للمسرح ،وهم يتدربون عمليا على توظيف التراث في املس�رح القطري واخلليجي .بعض النقاد في حتليلهم لظاهرة غوص العمل املس�رحي في ثنايا اجملتمع ،يعتبرون أن املس�رح العرب�ي التزال قراءته للظواهر س�طحية من دون حرفي�ة في التعامل معها، ما يجعله في حاجة إلى رؤية أعمق وتصور أقدر على النفاذ إلى لب املواضيع .وس�يكون اجلمهور القطري على مدى أيام عرض مسرحية الدانة ،احلكم في مدى جتذر التجربة املس�رحية القطرية ف�ي بيئتها احمللية وحدود تغلغلها في عمق الهوية ،بحثا عن صونها من أي اندثار وحماية لها من الذوبان. عمل مسرحي مستوحى من التراث
يؤكد اخمل�رج إبراهيم عبد الرحيم املش�رف
الرباط ـ «القدس العربي» ـ من مصعب السوسي:
مشهد من املسرحية عل�ى الورش�ة ،ف�ي تصريح�ات صحفي�ة أن البرنامج التدريبي س�يعمل على عمل مسرحي مس�توحى من التراث ،من خلال ثالث محاور رئيس�ة تضمه�ا الورش�ة ،وه�ي التعري�ف بالت�راث العرب�ي بش�كل ع�ام ،والت�راث ف�ي مس�رح عبدالرحمن املناعي ،فيما يكون احملور الثال�ث ح�ول االيقاع�ات والفن�ون البحري�ة واستخداماتها املسرحية. وأضاف« :الغرض من الورشة هو خلق جيل من املس�رحيني الش�باب ،يكون واعيا بتراث�ه وكيفية االس�تفادة من�ه ف�ي العمل املس�رحي ،خاص�ة أننا منتل�ك تراث�ا هائلا ،ميكننا اس�تخدامه مس�رحيا ودرامي�ا ،وبذلك نس�هم في التعري�ف بتراثنا لدى
األجيال اجلديدة» وكان اخمل�رج ابراهي�م عبدالرحيم قد ف�از مؤخرا بجائ�زة أفض�ل عم�ل متكام�ل ف�ي مهرجان املس�رح الشبابي عن مس�رحيته « الطنبورة « املستوحاة من التراث. يش�ار إل�ى أن املركز الش�بابي للفنون املس�رحية، ه�و مرك�ز متخصص في تأهيل الش�باب ف�ي مختلف فنون املس�رح من متثيل ،وكتابة نصوص ،وإخراج، ونقد وإدارة املس�رح ،وه�ذا بإقامة ورش متخصصة ف�ي مثل هذه اجمل�االت .ويه�دف املركز إلى اكتش�اف املواه�ب املس�رحية الش�بابية وتطويره�ا وتق�دمي العروض املس�رحية الهادفة الت�ي تعتمد على عنصر الشباب.
يأم�ل املغرب ان تك�ون الدورة ال�ـ 20للمعرض الدول�ي للنش�ر والكت�اب بال�دار البيض�اء ،حدثا ثقافي�ا متمي�زا ويخ�دم االنفت�اح عل�ى الثقاف�ات االنس�انية ،بعد ان اختيرت اجملموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا « CEDEAO» 15دولة ضيف ش�رف للدورة وبات م�ن املؤكد حض�ور 13وزيرا للثقاف�ة في حكوم�ات تلك الدول ،بينم�ا اعتذر كل م�ن وزي�ر ثقافة ال�رأس األخضر والبينني بس�بب التزام�ات متزامن�ة ،عل�ى أن تت�م تلاوة كلمة كل منهما في االفتتاح ترسيخا للعمق االفريقي». وقال محم�د الصبيحي وزير الثقافة املغربي في ندوة صحافية بالرباط لتقدمي املعرض الذي يفتتح ي�وم اخلميس الق�ادم حتت ش�عار «لنعش املغرب الثقاف�ي» وانش�طته التي متت�د 10اي�ام «كالتزام ملواصلة تنفيذ األوراش الكبرى في مجاالت الكتاب والت�راث والفنون» ان اختيار مجموعة دول غرب ك�رس لـ»الدبلوماس�ية الثقافي�ة» التي افريقي�ا يُ ّ تس�عى «لتقوي�ة العالقات بين البلدان وترس�يخ مختلف أوجه التعاون». ويتضمن برنامج الدورة تكرمي سبع شخصيات معروف�ة ف�ي الس�احة األدبي�ة والفكري�ة والفنية املغربي�ة والعربي�ة ،م�ن ضمنه�ا الكات�ب املغربي الراح�ل محم�د ش�كري ،أو «الش�حرور األبيض»، ال�ذي وصف�ه املنظم�ون بأيقون�ة األدب املغرب�ي «الذي ارتبط بالقاع وبالهامش وبالليل القاسي»، باإلضاف�ة إل�ى أس�ماء مغربي�ة أخ�رى رحلت عن الوج�ود بع�د أن ترك�ت بصمته�ا ،ه�ي الفن�ان التش�كيلي الراحل محمد شبعة ،والباحث املغربي في الفلس�فة الراح�ل س�الم يف�وت ،والباحث في العل�وم السياس�ية واالجتماعية محم�د العيادي، والش�اعر الزاج�ل الراح�ل محم�د الراش�ق ،وكذا الش�اعر الراحل محم�د الصباغ إضاف�ة إلى محمد بن الطيب الروداني ،أول من استجلب آلة الطباعة للمغرب.
AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7664 Wednesday 12 February 2014
وعربي�ا س�يتم تك�رمي ش�اعر العامي�ة املصرية الراحل احمد فؤاد جنم «الفاجومي» أي املشاكس، حيث يح�ل ضيفا فوق العادة عل�ى زوار املعرض، عبر تكرميه إلى جانب األس�ماء املغربية ،ووصفه املنظم�ون بالش�اعر «القلِ ق واملقل�ق» الذي «فضل التغري�د خارج الس�رب» ،و«الذي ش�كل مع رفيق جتربته الغنائية الش�يخ إمام إول ظاهرة ش�كلت مصدر إزعاج خلصوم الشعب املصري». وف�ي برنام�ج املع�رض تق�دمي جائ�زة املغ�رب للكتاب برس�م س�نة 2014وس�يتم تس�ليم جائزة «األركانة» العاملية للش�عر ،الت�ي منحت هذا العام للش�اعر الفرنس�ي إي�ف بونف�وا ،ال�ذي يوص�ف كـ»أه�م رم�وز الش�عر العامل�ي» ،وه�ي اجلائ�زة العاملية التي أحدثت ع�ام ،2003ونالها املغرب في مناس�بتني م�ع كل م�ن محم�د الس�رغيني ()2005 والطاه�ر بن جل�ون ( ،)2010كما أحرزها الش�اعر الفلسطيني محمود درويش عام .2008 ودعا محمد األمني الصبيحي إلى تعميق ش�عار «لنع�ش املغ�رب الثقاف�ي ،الذي هو مبثاب�ة التزام قطاعي من الوزارة ملواصلة تنفيذ األشغال الكبرى املفتوح�ة ف�ي مجاالت الكت�اب والت�راث والفنون وبلورة مش�اريع متزايدة للتنمي�ة الثقافية .مثلما أن الشعار دعوة لكل الفاعلني الثقافيني لالنخراط في املقاربة التشاركية معنويا وماديا». وفيم�ا يخ�ص مؤش�رات ه�ذه ال�دورة ،ق�ال الوزي�ر انه�ا س�تعرف مش�اركة 270عارض�ا مباش�را و 522عارض�ا غير مباش�ر ،باإلضافة إلى ع�دد ه�ام م�ن املؤسس�ات الثقافي�ة واجلمعي�ات واملراك�ز والس�فارات واملراكز الثقافي�ة األجنبية، فيم�ا س�يبلغ عدد الدول املش�اركة 51بل�دا« .وهي مؤش�رات مرتفعة قياس�ا بالدورة السابقة» .وعن البرنامج الثقافي املواكب للمعرض فسيتم «تنظيم 100نش�اط ثقاف�ي مبع�دل 10ف�ي الي�وم موزع�ة عل�ى ثالث�ة فض�اءات ليلتق�ي ال�زوار بنخب�ة من احملاضرين واألدباء واملفكرين يناهز عدد املغاربة منه�م ،340فيم�ا يبلغ عدد الع�رب منهم واألجانب 75محاضرا». كم�ا أعل�ن الصبيحي عن ب�دء العم�ل بالصيغة
اجلدي�دة لدع�م قط�اع الكتاب والنش�ر ،ف�ي إطار دع�م الصناع�ة الثقافية ،وذلك م�ن خالل عروض ته�م ،باإلضاف�ة إل�ى الكت�اب والنش�ر ،قطاعات: املوس�يقى ،والفن�ون االس�تعراضية ،واملس�رح، والفن�ون التش�كيلية والبصري�ة ،حي�ث س�يتم تنزي�ل املقتضيات اجلديدة للدعم في إطار قرارات مش�تركة بين وزارة الثقاف�ة ووزارة االقتص�اد واملالية .وفي هذا السياق تخصص الوزارة ضمن ميزانيته�ا لس�نة 2014دعم�ا خاص�ا للمش�اريع الثقافي�ة في قطاع الكتاب والنش�ر يق�در بنحو 10 ماليين درهم (نحو مليون و 200ألف دوالر) توزع على سبعة مجاالت هي :نشر الكتاب ،نشر اجملالت الثقافي�ة ،إطالق وحتدي�د اجمل�االت اإللكترونية، املش�اركة في معارض الكتاب الوطني�ة والدولية، مش�اركة الكت�اب املغارب�ة ف�ي إقام�ات الفن�ون، إحداث وحتديث وتنش�يط مكتبات البيع ،القراءة العمومية والتحسيس بها. وفي اس�تعراضه للوضع الثقافي -االجتماعي ق�ال الصبيح�ي ان «م�ن بني أزي�د م�ن 80عاصمة إقليم باملغرب ،تظل فقط نحو 24منها متوفرة على مراكز ثقافية» ،كما أش�ار إل�ى أنه «في أغلب الدول ومنها حت�ى املتقدمة تعاني الثقافة من ضعف على مس�توى الوزارة من امليزانية العامة» ،مؤكدا على «ضرورة تثمين التراث واالس�تثمار ف�ي الثرات، فإضاف�ة إلى اجلوان�ب االجتماعي�ة واالقتصادية ثم�ة هنال�ك س�ياحة ثقافي�ة .ونح�ن نعم�ل عل�ى مخط�ط 2020حلف�ظ الث�رات امل�ادي والش�فوي والطبيع�ي باملغرب ،إضافة إل�ى وجود الرغبة في إنشاء مؤسسة وطنية للدبلوماسية الثقافية». وعرج الوزير على إشكال املشاركة السورية في املعرض ،مبينا «وج�ود جلان مختصة في الوزارة س�تعمل مع نظيرتها في وزارة اخلارجية لتسهيل مش�اركة الوف�ود الس�ورية ،الت�ي لطامل�ا كان�ت حاض�رة باملعرض» رغم إعلان حوالى 100كاتب ومؤل�ف مغرب�ي تضامنهم م�ع عدد من الناش�رين الس�وريني ،العالقين ف�ي بي�روت دون احلص�ول على تأش�يرات للدخول إلى املغرب قصد املشاركة في املعرض.