صحيفة القدس العربي , الأربعاء 12.02.2014

Page 11

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7664‬االربعاء ‪ 12‬شباط (فبراير) ‪ 2014‬ـ ‪ 12‬ربيع الثاني ‪1435‬هـ‬

‫ثقافة‬

‫لوحات يسيل منها املوت‬

‫رحلة الى عالم املرأة السعودية احملجوب‬ ‫آية االتاسي ٭‬

‫بيروت ـ «القدس العربي»‬

‫من زهرة مرعي‪:‬‬

‫■ ل��م ترس��م ومض��ة ض��وء‪ .‬به��ذا الق��در احلياة‬ ‫تراجيدية؟‬ ‫■ بع�د آخ طويل�ة ق�ال‪ :‬إن كان لدي�ك الكثير من‬ ‫مس�احات التف�اؤل والضوء أرجوك دعين�ي اراها؟‬ ‫الوضع االنساني مأس�اوي ً‬ ‫جدا‪ .‬ووضع اجملتمعات‬ ‫الت�ي تعيش حال�ة حرب مأس�اوي أكث�ر بكثير‪ .‬في‬ ‫ظ�روف م�ن ه�ذا الن�وع م�ن املؤك�د أن حج�م األلم‬ ‫والوجع أكبر بكثير من حجم الفرح‪.‬‬ ‫■ م��اذا ع��ن والدة وعم��ر اللوحات الثالث�ين التي‬ ‫تضمنها املعرض؟‬ ‫■ بعضه�ا يس�بق الث�ورة الس�ورية بس�نة أو‬ ‫بأشهر‪ ،‬وبعضها اآلخر تزامن معها‪.‬‬ ‫■ عبرت بفيض ع��ن مكنوناتك بالريش��ة لكن ملاذا‬ ‫اضفت الكالم إلى بعض اللوحات؟‬ ‫■ اعتق�د أن الوض�ع الس�وري مأس�اوي بامتياز‪.‬‬ ‫وأظ�ن أنن�ا نحتاج لس�نوات طويلة حت�ى نتمكن من‬ ‫تق�دمي لوح�ة حقيقي�ة تعبر ع�ن املأس�اة الس�ورية‪.‬‬ ‫وأظ�ن أن كل م�ن يعم�ل الي�وم‪ ،‬وأنا منه�م عن وضع‬

‫يوسف عبدلكي‬ ‫بلدن�ا ينفذون ه�ذا العم�ل بضغط سياس�ي‪ ،‬عاطفي‬ ‫أو جدان�ي وه�م في قل�ب العاصفة‪ .‬في وض�ع من هذا‬ ‫الن�وع من يتمكن م�ن اجناز اللوحة الت�ي تعبر بعمق‬ ‫ع�ن هذا احل�دث يحتاج لزمن أط�ول بكثير‪ .‬من ضمن‬ ‫علي كما تضغط‬ ‫األم�ور التي اعتبرها مؤثرة وتضغط َ‬ ‫عل�ى غيري من الن�اس هو اخملزون األدب�ي والغنائي‬ ‫اجلماعي املوجود في ذاكرتنا‪ .‬وفي أحيان صرت أرى‬ ‫ترافق الكلمة مع احل�دث‪ .‬باعتقادي أن بينهما مفارقة‬ ‫كبي�رة‪ .‬فف�ي أحي�ان تك�ون الكلمة م�ن أغني�ة عذبة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا تكون أغنية شعبية حتكي عن وجع خاص‪.‬‬ ‫األم�ر الذي يدفعني لوضع هذا الكالم مع اللوحة‬ ‫ه�و أن ه�ذا م�ا ميك�ن أن يفض�ي لن�وع م�ن مفارقة‪،‬‬ ‫وبالتالي ي�ؤدي لقوة أكبر في التأثي�ر على املتلقي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ج�زءا‬ ‫أض�ع ه�ذا ال�كالم ألن�ه وكم�ا قل�ت ل�ك صار‬ ‫م�ن ذاكرت�ي‪ ،‬وبغ�ض النظر ع�ن اس�تعمال أو عدم‬ ‫اس�تعمال الكلم�ة‪ ،‬الرس�م يكف�ي أو ال يكف�ي‪ ،‬فهذه‬ ‫بالنسبة لي جميعها تفاصيل ال قيمة لها‪.‬‬ ‫احساس�ي جتاه ه�ذه الكلمة أو ه�ذه األغنية‪ ،‬أو‬ ‫ه�ذا البيت من الش�عر‪ ،‬ه�و بضرورة وج�وده هنا‪،‬‬ ‫فأضعه‪ .‬ف�ي احلقيقة أم�ام هذه العاصفة الس�ورية‬ ‫تك�ون احلس�ابات الفني�ة البحت�ة ه�ي حس�ابات‬ ‫صغيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ج��دا ويلزمنا زمن‬ ‫■ قلت ان احلدث الس��وري أليم‬ ‫للتعبي��ر عن��ه‪ .‬هل ب��دأت تكوي��ن غيرنيكا س��ورية في‬ ‫مخيلتك؟‬ ‫■ التفكير بهذه املس�ألة من املؤكد بحس�ب ظني‬ ‫أنه خطر ف�ي بال عش�رات الفنانني الس�وريني‪ .‬كما‬ ‫وأظ�ن أن عش�رات الفنانين بص�دد تنفي�ذ أم�ر من‬ ‫ه�ذا القبيل خالل األش�هر والس�نوات املقبلة‪ .‬وأكيد‬

‫أن�ي أحدهم‪ .‬ليتمكن أحدنا من هضم واس�تيعاب ما‬ ‫يح�دث ومدى ابع�اده‪ ،‬يحت�اج لوقت أط�ول بكثير‬ ‫ليتمك�ن من التعبي�ر بعمق عن الواق�ع‪ ،‬والدم الذي‬ ‫فيه‪ ،‬والبسالة التي فيه‪.‬‬ ‫■ الرسم طريقة تعبير‪ .‬كم يشعرك التعبير بالرسم‬ ‫باحلرية وكم يشعرك باألسر؟‬ ‫■ الرس�م بالنس�بة ل�ي هو فس�حة احلرية التي‬ ‫ً‬ ‫متاما حتى عندما أكون‬ ‫امتكن من التعبير من خاللها‬ ‫بصدد اجناز لوحة عن الش�هيد‪ ،‬أو عن األسير‪ ،‬وأي‬ ‫قضية مأساوية مضرجة باأللم‪ .‬أكيد الرسم بالنسبة‬ ‫لي كما الكلمة للشاعر والنغمة للموسيقي‪ ،‬حيث هي‬ ‫فسحة احلرية احلقيقية في حياته‪.‬‬ ‫■ لفتني رسم القلب مغروس فيه الدبوس‪..‬‬ ‫■ ه�ي لوح�ة منج�زة في وق�ت س�ابق للثورة‪.‬‬ ‫وهذا يعيدنا للسؤال االول املطروح من قبلك‪ .‬اعتقد‬ ‫هن�اك حج�م من األلم في حياة البش�ر أقس�ى بكثير‬ ‫مم�ا يتص�وره كثي�ر من الن�اس‪ .‬ه�و حج�م ألم من‬ ‫الغربة ع�ن اجملتمع والناس‪،‬ألم م�ن وحدتهم‪ ،‬ومن‬ ‫قس�وة الش�روط احمليطة به�م‪ .‬هو أمر ف�ي احلقيقة‬ ‫يحط�م األعص�اب والوج�دان‪ ،‬والت�وازن الداخلي‬ ‫ً‬ ‫وتاليا للتعبير عن ه�ذه احلالة لم أجد‬ ‫ألي انس�ان‪.‬‬ ‫صورة أفضل من هذه‪.‬‬ ‫■ أن يس��بق هذا القل��ب املغروس بدب��وس الثورة‬ ‫فهل هو توقع لها؟‬ ‫رسام‪ ،‬فهذا يدغدغ شعوره‪.‬‬ ‫■ أن يقال ذلك عن أي ّ‬ ‫لكني اعتقد أننا كمواطنني وكناس لنا عالقة بالعمل‬ ‫الثقافي أو بالعمل السياسي‪ ،‬أن ً‬ ‫أحدا لم يكن يتوقع‬ ‫حدوث الث�ورة قبل يومين على بدئه�ا‪ .‬كانت لدينا‬ ‫آمال وطموحات أن يتحرك بلدنا‪ ،‬أن يتحرك شعبنا‪.‬‬

‫وأعتقد أن الثورة التونسية والثورة املصرية تركتا‬ ‫آث�ارا كبيرة ً‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ ،‬وهم�ا من أعطيا األمل للس�وريني‬ ‫بإمكاني�ة التح�رك واحلصول عل�ى حريتهم‪ .‬بدون‬ ‫أي�ة مبالغة وبدون أي غرور ل�م يتوقع أحد قبل أيام‬ ‫أن يح�ث م�ا ح�دث‪ ،‬وبالتال�ي جميع الن�اس الذين‬ ‫يحكون عن آالم األف�راد‪ ،‬أو يحكون عن أحالمهم لم‬ ‫يكون�وا يتوقعون الثورة ف�ي احلقيقة‪ .‬هذا جزء من‬ ‫احلراك الذهني اخلاص باملثقفني وغير املثقفني‪ ،‬لكن‬ ‫احلدث السياس�ي الذي اس�مه الثورة الس�ورية ما‬ ‫م�ن أحد كان يتوقع حدوثه‪ ،‬وليس بهذا احلجم‪ .‬وال‬ ‫أن ينته�ي إلى هذه املآالت التي ال عالقة لها بالثورة‪.‬‬ ‫الث�ورة اس�تمرت ألش�هر طويل�ة بق�وة الس�وريني‬ ‫وبإميانهم وش�جاعتهم وبسالتهم وس�مو اهدافهم‪،‬‬ ‫ثان‪ .‬الث�ورة حتولت‬ ‫أما الي�وم فأصبحنا ف�ي مكان ٍ‬ ‫حلرب اقليمية ودولية على األرض السورية وبالدم‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫■ خنق��ت الس��مكة ونح��رت العصف��ور‪ .‬م��ا ه��و‬ ‫حجم الص��راع والت��وق للحرية لديك حت��ى انتجت ما‬ ‫شاهدناه؟‬ ‫■ لفتت�ك لوحات ما قبل الثورة وتس�ألني عنها‪.‬‬ ‫ما أحكيه عن الس�مكة هو نفسه ما حكيته عن القلب‬ ‫والدبوس وال اضافات أخرى‪.‬‬ ‫■ مباذا تفسر وجود األحمر في اكثر من لوحة؟‬ ‫■ لألحم�ر وقعه في تاريخ الفن في العالم أجمع‪.‬‬ ‫قيمته الرمزية ال تخفي نفس�ها‪ .‬الدم الس�وري الذي‬ ‫يفي�ض من�ذ ثلاث س�نوات كذل�ك ال يخف�ي وطأته‬ ‫الهائلة على عقول وعواطف ووجدان كل السوريني‬ ‫وحت�ى غي�ر الس�وريني‪ .‬وبالتال�ي م�ن الطبيع�ي‬ ‫استعماله دون أي لون آخر‪.‬‬

‫ورشة عمل حول توظيف التراث تتحول لعرض مسرحي في قطر‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫حلم «وجدة» األخضر لهيفاء املنصور‬

‫يوسف عبدلكي‪ :‬نحتاج لعقود حتى نتمكن‬ ‫من تقدمي اللوحة التي تعبر عن املأساة السورية‬ ‫تسيل لوحات الفنان التشكيلي السوري الشهير‬ ‫يوسف عبدلكي ً‬ ‫موتا وفجائعية‪ .‬اختار لعرضه‬ ‫البيروتي الفحم دون سواه من األلوان ليقول ما‬ ‫يريده عن مرحلة عاصفة من تاريخ بالده واملنطقة‪.‬‬ ‫في كل لوحة من الثالثني املعروضة موضوع‬ ‫يستدعي التدقيق في حناياه الظاهرة واخلفية‪.‬‬ ‫حتى األزهار التي قدمها موشحة بالسواد حملت‬ ‫داللة على أن احلزن السوري الكبير توزع على كل‬ ‫ما في البالد‪.‬‬ ‫في غاليري تانيت ـ مار مخايل األشرفية‪ ،‬حيث‬ ‫اختار عبدلكي عرض أعماله من ‪ 5‬حتى ‪ 8‬شباط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اجالال أمام‬ ‫تشعر بهالة ورهبة املوت املقيمة‪ .‬تقف‬ ‫العديد من اللوحات التي متثل الشهادة بجنائزية‬ ‫قامتة‪ .‬هي لوحة األم التي تكاد تتحد بصورة‬ ‫ابنها الشهيد‪ .‬وللشهداء حيزهم الكبير في أكثر‬ ‫ً‬ ‫منتشرا‬ ‫من لوحة‪ .‬املوت لم يكن بالنسبة لعبدلكي‬ ‫ً‬ ‫بدءا من احلدث القريب‪ .‬بل هو صهره بني احلاضر‬ ‫واملاضي فاستحضر «القديس مار يوحنا فم‬ ‫الذهب مسجى في جامع احلسني بحي امليدان‬ ‫بدمشق»‪ .‬هذا ما كتبه على لوحته املستطيلة ذات‬ ‫احلجم الكبير‪ ،‬ليبوح مبا يراه حقيقة عن واقع‬ ‫سوريا‪ .‬وهو في أكثر من لوحة عمد إلى الكالم‬ ‫ً‬ ‫مكمال ألفكاره التشكيلية‪ .‬إلى شهداء دوما تطلع‬ ‫ً‬ ‫سابرا أغوار املوت وما يخلفه من انسحاق‬ ‫الفنان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحيدا دون‬ ‫مقطوعا‬ ‫للروح‪ ،‬فكان الرأس البشري‬ ‫جسد‪ ،‬وفوقه كتب بحبر الدم األغنية الشعبية‬ ‫الفلسطينية التي تؤديها سناء موسى‪ :‬يا جنمة‬ ‫الصبح فني فني ّ‬ ‫عليتي‪ ..‬األجواد أخدتي واالنذال‬ ‫خليتي‪ً ..‬‬ ‫علي إن عادوا أحبابي إلى بيتي‪..‬‬ ‫نذرا ّ‬ ‫ألضوي مشاعل‪ ..‬وأحني العتابا‪.‬‬ ‫حتى وإن نثر عبدلكي األحمر في بعض لوحاته‪،‬‬ ‫فهو ً‬ ‫غالبا ما كان على شكل دم‪ .‬فالوردة بحد ذاتها‬ ‫نضحت ً‬ ‫دما‪ .‬والسمكة خنقت‪ .‬والعصفور نحر‪ .‬أما‬ ‫ذاك القلب املنحور بدبوس يخترقه من جهة ألخرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بشريا‪.‬‬ ‫كائنا‬ ‫فمثل قمة األلم التي ميكن أن جتتاح‬ ‫لم يغب عن الفنان املسكون بألم شعبه‪ ،‬والذي‬ ‫يقاوم بكل ما لديه من قوة ً‬ ‫طلبا للحرية أن يهدي‬ ‫ً‬ ‫ازهارا لألطفال الشهداء «ازهار إلى حمزة وليال‬ ‫وكافة االخرين»‪.‬‬ ‫عن هذا املعرض السوري الذي حط الرحال في رحاب‬ ‫بيروت كان هذا احلوار مع الفنان يوسف عبدلكي‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫س�ينمائيالفيلم «وج�دة»‬ ‫حتليلا‬ ‫■ ه�ذه األس�طر ليس�ت‬ ‫بق�در ما هي محاول�ة لالقتراب من واقع املرأة الس�عودية اليوم‬ ‫وطرح األس�ئلة عن أفق احلرية واملستقبل‪« .‬وجدة»الشخصية‬ ‫الرئيسية في الفيلم هي طفلة سعودية تشبه الكثير من الفتيات‬ ‫ف�ي س�نها‪ ،‬بعينيها الس�وداويتني وش�عرها األس�ود والعباءة‬ ‫السوداء التي تلف جسمها‪ ،‬ولكن رغم هذا فهي عصفورة صغيرة‬ ‫تغ�رد خ�ارج الس�رب‪ .‬فتحت العب�اءة يظه�ر بنطل�ون اجلينز‬ ‫األزرقوح�ذاء الرياض�ة بخيوط�ه البنفس�جية وف�وق العباءة‬ ‫سترة ملونةمن دون أكمام وفوق أذنيها سماعاتاملسجل تصدح‬ ‫بأحدث أغاني البوب‪ .‬مظهر اجلسد اخلارجي اخملتلفهوانعكاس‬ ‫للروح املتمردةالتي تسكنه والتي حتلم باحلرية‪.‬‬ ‫حكاي�ة وج�دة هي حكاي�ة بس�يطة‪ ،‬عن فت�اة تنتم�ي لبيئة‬ ‫متوسطة وحتلم بش�راء دراجة لتس�ابق صديقها ابن اجليران‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وغريب�ا‪ ،‬لكن الفت�اة تعيش في‬ ‫اس�تثنائيا‬ ‫عب�د الل�ه‪ .‬ال ش�يء‬ ‫الس�عودية‪ ،‬فهن�ا ممن�وع عل�ى امل�رأة قي�ادة الس�يارة وركوب‬ ‫الدراجة واالختالط بالرجال في أماكن العمل‪.‬‬ ‫تأخذن�ا الكاميرا مع بطلة الفيلم «وجدة»ف�ي رحلة إلى عالم‬ ‫النس�اء الس�عودي احملجوب عن‬ ‫عيون الرج�ال والغرباء وتصبح‬ ‫عين الكامي�را عينن�ا الت�ي ن�رى‬ ‫به�ا‪ .‬العباءة الس�وداء الطويلة‪،‬‬ ‫الت�ي تخف�ي معال�م اجلس�د‬ ‫ً‬ ‫ش�بحابال‬ ‫والوجه وجتعل املرأة‬ ‫هوية ش�خصية‪ ،‬تبدأ بالسقوط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫روي�دا لنكتش�ف نس�اء‬ ‫روي�دا‬ ‫مختلف�ات يلبس�ن املالب�س‬ ‫العصري�ة ف�ي البي�وت ويذهنب‬ ‫للعم�ل ف�ي امل�دارس واملش�افي‬ ‫ولك�ن حريته�ن محص�ورة في‬ ‫عال�م حرمي�ي‪ ،‬ال م�كان للرجل‬ ‫فيه إال كمح�رم‪ .‬عالم يقوم على‬ ‫فصل اجلنسني ولكنه رغم ذلك‬ ‫ال يس�تطيع حماي�ة امل�رأة م�ن‬ ‫ازع�اج الس�ائق األجنبي ومن‬ ‫حترش عمال البناء في الشارع‬ ‫ومن نظرات الشهوة في عيون‬ ‫بائع�ي احمللات‪ .‬وه�و عال�م‬ ‫غير مثال�ي فرغم كل إجراءات‬ ‫الرقاب�ة والتفتي�ش حتص�ل‬ ‫التج�اوزات داخ�ل مدرس�ة‬ ‫البن�ات وترتك�ب اخلطاي�ا‬ ‫واألخط�اء‪ ،‬فتتالعب الطالبة‬ ‫عبير بقوانني املدرسة وتزور‬ ‫تصريح اخلروج لتلتقي بعش�يقها‪ ،‬وميارس الش�ذوذ اجلنسي‬ ‫باخلف�اء داخ�ل أس�وار املدرس�ة‪ ،‬وت�زوج الصغي�رات وهن لم‬ ‫يتج�اوزن الثاني�ة عش�رة‪ ،‬وحتى مدي�رة املدرس�ة الصارمة ال‬ ‫تس�لم م�ن األقاويل بعد أن ألق�ي القبض على س�ارق في منزلها‬ ‫وأشيع فيما بعد أنه سارق قلبها وعشيقها‪.‬‬ ‫معاناة املرأة الس�عودية اليومية نعي�ش تفاصيلها من خالل‬ ‫«أم وج�دة»‪ ،‬امل�رأة العاملة والزوجة اجلميلة‪ .‬فهي تعيش�تحت‬ ‫رحمة الس�ائق الباكستاني وطول لس�انه‪ ،‬وهو الذي ال يتوقف‬ ‫ع�ن التذمر والتهديد بالتوقف ع�ن توصيلها للعمل حتت حجج‬ ‫واهي�ة ووهمي�ة‪ ،‬كما أنها تعيش من ناحية أخرى حتت س�طوة‬ ‫اجملتم�ع الذك�وري ال�ذي يبيح للرجل ال�زواج من ام�رأة أخرى‬ ‫مادام�ت زوجت�ه األولى لم تنجب ل�ه «ولي العه�د» االبن الذكر‬ ‫وحامل اس�م العائل�ة‪ .‬ترصد لنا الكاميرا األم ف�ي كل محاوالتها‬ ‫اليائس�ة لإلبقاء عل�ى زوجها وفي النهاية فش�لها في االحتفاظ‬ ‫بهرغم كل احل�ب بينهما‪ ،‬فالرجل كاملرأة في هذا اجملتمع محكوم‬ ‫بالتقاليد والعادات وسلطة األسرة‪.‬‬ ‫داخل هذه األسرة وفي قلب هذا اجملتمع املغلق تعيش الطفلة‬ ‫وج�دة‪ ،‬وحت�اول في كل ي�وم أن ترس�م نافذة في ج�دار احملرم‬ ‫واملمنوع‪ .‬نوافذ وجدة عديدة ومختلفة األحجام واألشكال‪ ،‬كل‬ ‫شيء في عقلها قابل إلعادة التشكيل والتغيير‪ ،‬ال مسلمات لديها‬ ‫بل أس�ئلة مباحة وحلول متاحة‪.‬عش�قها للفرح واحلياة يجعل‬ ‫املوس�يقا ترافقه�ا في كل مكان‪ ،‬وفي مجتم�ع يعتبر صوت املرأة‬ ‫عورة يعلو صوتها ويصدح باألحلان‪ ،‬وال تتردد عن س�ؤال أمها‬ ‫صاحبة الصوت العذب عن الس�بب وراء عدم احترافها للغناء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحياء‪.‬‬ ‫خجلا‬ ‫س�ؤال ال متل�ك األم أمام�ه إال أن تغط�ي وجهه�ا‬ ‫ً‬ ‫وعندما ال تعثر على اس�مها في شجرة العائلة اخملصصة للذكور‬ ‫حتل املشكلة ببساطة وتلقائية فتمزق ورقة من كراستها وتعلق‬ ‫اس�مها مبلقط ش�عر حتت اس�م والدها‪ ،‬فهي ترى أن مكانها إلى‬ ‫جان�ب الرجل فوق ش�جرة العائلة وفي داخ�ل اجملتمع وفي كل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فضائيا لتخاف‬ ‫مخلوقا‬ ‫مكان‪ .‬الرجل بالنس�بة لهاشريك وليس‬ ‫منه وتختبئ‪ ،‬فنراها تتابع اللعب في باحة املدرسةعندما تهرب‬

‫ً‬ ‫خوفا م�ن أن يراهن عم�ال البناء املقاب�ل‪ ،‬كما أنها ال‬ ‫صديقاته�ا‬ ‫تتوانى عن الرد على الس�ائق الباكس�تاني الذي يزعج والدتها‬ ‫واس�كاته‪ ،‬وجندها تش�ارك البن�ات والصبيان على حد س�واء‬ ‫اللعب وال تس�تطيع أن تس�لم بأن ركوب الدراجة هواية محرمة‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على عذريتهن‪.‬‬ ‫على الفتيات‬ ‫في لقطة س�ينمائية ساحرة يعبر حلم وجدة الشاشة أخضر‬ ‫ً‬ ‫وس�ريعا كلمح البصر‪...‬حلم على هيئة دراجة هوائية خضراء‪،‬‬ ‫نخ�ال للوهلة األولى أنها تس�ير أو تطير وحدها بني الس�يارات‬ ‫ولنكتش�ف بعده�ا أنه�ا محمولة على س�طح ش�احنة تقلها إلى‬ ‫محل األلعاب‪ ،‬ومنذ تل�ك اللحظة التي ترى فيها وجدة الدراجة‬ ‫محلقة في س�ماء مدينته�ا‪ ،‬ال تتوقف عن احللم ب�أن تركب هذه‬ ‫الدراجة ً‬ ‫يوماما في ش�وارع املدينة وتس�ابق اب�ن اجليران عبد‬ ‫الل�ه وتتف�وق علي�ه‪...‬ال تكتف�ي وجدة باحلل�م بل تفع�ل كل ما‬ ‫تس�تطيع ليصب�ح ه�ذا احلل�م حقيقة‪ ،‬فتعم�ل م�ن دون كلل في‬ ‫صن�ع أس�اور الن�وادي الرياضي�ة وبيعه�ا لزميالته�ا وتذه�ب‬ ‫باملغام�رة إل�ى أبعد احل�دود عندما تقرر املش�اركة في مس�ابقة‬ ‫حف�ظ الق�رآن للحص�ول عل�ى اجلائ�زة املادي�ة‪ .‬ومن هن�ا يبدأ‬ ‫التح�دي الكبير للطفلة التي ال تتقن التجويد وال الترتيل وتريد‬ ‫بأي ثمن الفوز باجلائزة فتش�تري أشرطة تعليم القرآن وتبدأ‬ ‫بحف�ظ الس�ور واآليات ولكنه�ا ال تنجح في التجوي�د إال عندما‬ ‫يخرج الكالم من القلب في إشارة جميلة إلى أن الدين هو رحمة‬ ‫وتسامح ال اكراه وترهيب‪ .‬ولكن بعد‬ ‫كل ما بذلته من جهد ال حتصل وجدة‬ ‫عل�ى دراجتها‪،‬فعلى الرغم من فوزها‬ ‫باجلائ�زة إال أنه�ا حت�رم منه�ا ويتم‬ ‫التب�رع به�ا ألجل فلس�طني ف�ي لفتة‬ ‫ذكية من اخملرجة إلى استخدام قضية‬ ‫فلس�طني ف�ي العال�م العربي م�ن قبل‬ ‫الطغاة الغتي�ال األحالم ووأد احلرية‬ ‫في مهدها‪.‬‬ ‫ولكن الفيلم ال يترك بطلته من دون‬ ‫«الدراجة احللم» وال يترك املش�اهدين‬ ‫بلا بصيص أم�ل‪ ،‬وفي النهاي�ة تنحاز‬ ‫األم حلل�م ابنته�ا وتش�تري بالنق�ود‬ ‫الت�ي ادخرته�ا لش�راء ث�وب س�هرة‬ ‫أحمر‪ ،‬دراجة وجدة اخلضراء‪ .‬فالرجل‬ ‫ال�ذي كانت ترغب ب�أن تلبس له الثوب‬ ‫ق�د ت�زوج عليه�ا ولم يب�ق لها ف�ي هذه‬ ‫الدني�ا إال ابنته�ا وكم�ا تق�ول له�ا ف�ي‬ ‫النهاية‪ :‬أريدك أن تكوني أس�عد انسانة‬ ‫ف�ي الدني�ا‪ .‬ه�ذه العالقة اخلاص�ة التي‬ ‫ترب�ط األم بابنته�ا ه�ي عالق�ة جميل�ة‬ ‫وحميمية‪،‬فهم�ا تتقاس�مان ال�كالم‪،‬‬ ‫األس�رار‪ ،‬الطع�ام والغناء في ظل ش�به‬ ‫غي�اب لألب عن تفاصيل احلياة اليومية‪،‬‬ ‫فم�روره الس�ريع ف�ي حياتهم�ا يجعل�ه‬ ‫خ�ارج احل�دث‪ .‬وعندم�ا تخب�ره وج�دة‬ ‫ً‬ ‫انتباها لهواجس‬ ‫ع�ن الدراجة يبدو وكأن�ه ال ينصت وال يعي�ر‬ ‫الصغيرة‪ .‬وجوده معها يختصره حجر أس�ود أهداه لها ليجلب‬ ‫احلظ ونراها متس�كه وتداعبه قبل املس�ابقة وكأنها تبحث عن‬ ‫ملسة األب ومباركته لها‪.‬‬ ‫ينتهي الفيلم بوجدة على دراجتها اجلديدة تس�ابق صديقها‬ ‫عب�د الل�ه وتفوز عليه‪ ،‬ث�م تقف عن�د مفترق طرق مت�رددة بني‬ ‫االستمرار أو العودة مع ابتسامة فرح ونصر ال ميكن اخفاءها‪.‬‬ ‫الطريف في الفيلم أنه عرض كفيلم سعودي في اخلارج وفاز‬ ‫بالكثي�ر من اجلوائز العاملي�ة ولكنه لم ير النور ف�ي بلد املصدر‬ ‫«الس�عودية» فلا وجود لصاالت س�ينما ف�ي بلد ينت�ج ماليني‬ ‫ً‬ ‫يوميا ومين�ع انتاج فيلم س�ينمائي واحد‪.‬‬ ‫البرامي�ل من النف�ط‬ ‫حت�ى أن مخرج�ة الفيل�م هيفاء منص�ور كانت تضط�ر في كثير‬ ‫م�ن األحيان لالختب�اء في ش�احنة صغيرة وإعط�اء تعليماتها‬ ‫للممثلين والتقنني عبر جهاز الس�لكي‪ ،‬ولكنه�ا كبطلتها وجدت‬ ‫نافذته�ا الت�ي تفتحها في ج�دران املمن�وع ومض�ت بحلمها في‬ ‫االخراج حتى النهاية‪.‬‬ ‫قص�ة وجدة هي قصة كل فتاة تقاوم قمع اجملتمع وتبحث عن‬ ‫ذاتها داخل قوال�ب التقاليد اجلامدة وتوابيت األعراف البالية‪،‬‬ ‫ه�ي الروح التي ال تتوقف عن البحث عن معنى احلياة واحلرية‬ ‫وهي األمل بأن ال مستحيل يقف أمام اإلرادة والعمل الدؤوب‪.‬‬ ‫ف�ي كل منا بعض من وجدة ولكل من�ا حلم‪...‬املهم أن ال نفقد‬ ‫األمل وأن نثق بأنفس�نا وبقدرتنا على حتقيق املستحيل وجعل‬ ‫األحالم واق�ع معاش‪...‬الس�جون من حولنا كثيرة والس�جون‬ ‫ً‬ ‫دائما بقضبان حديدية ولكن الس�جني يس�تطيع بإرادة‬ ‫ليس�ت‬ ‫احلي�اة والتصمي�م أن ينتص�ر عل�ى س�جانه ويحف�ر ك�وة في‬ ‫جدران القمع ليص�ل للحرية وراء اجلدار‪ ،‬حرية قد تكون بلون‬ ‫أخضر وعلى ش�كل دراجة عندما تكون السجينة طفلة سعودية‬ ‫صغيرة اسمها وجدة‪.‬‬ ‫٭ كاتبة سورية‬

‫حتت شعار «لنعش الغرب الثقافي»‬

‫«الدانة» ابنة النواخذة التي تفتش عن رجل فاضل من دون خطيئة الدورة الـ ‪ 20‬ملعرض الكتاب في الدار البيضاء‬ ‫حتتفي باملصري احمد فؤاد جنم والفرنسي إيف بونفوا‬ ‫الدوحة ـ «القدس العربي»‬

‫ـ من سليمان حاج إبراهيم‪:‬‬

‫موضوع ورشة تكوينية ينظمها املركز الشبابي للمسرح‬ ‫عل�ى م�دى ش�هر لتوظي�ف الت�راث ف�ي املس�رح القط�ري‬ ‫واخلليج�ي تضمن�ت إل�ى جان�ب احملاض�رات النظري�ة‪،‬‬ ‫تطبيق�ا عمليا في ش�كل مس�رحية حملت عن�وان «الدانة»‬ ‫تع�رض حالي�ا أم�ام اجلمه�ور ف�ي مس�رح قط�ر الوطني‪،‬‬ ‫اختاره�ا القائم�ون على مش�روع تطوير النص املس�رحي‬ ‫كرمزية للمواضيع الهادفة الت�ي تغوص في أعماق اجملتمع‬ ‫وتستنبط من هواجس أفراده أفكارا حتلل الذات‪.‬‬ ‫«الدان�ة» ابن�ة أمي�ر «النواخ�ذة»‪ ،‬وهم فئ�ة ربان‬ ‫الس�فن التي تبح�ر في مياه اخللي�ج للصيد والبحث‬ ‫ع�ن اللؤلؤ في األعم�اق‪ ،‬ترفض ب�دالل كل من يتقدم‬ ‫خلطبته�ا م�ن والده�ا‪ ،‬وهي تش�ترط زوجه�ا‪ ،‬رجال‬ ‫مثاليا لم يرتكب في حياته خطيئة واحدة‪.‬‬ ‫ه�ل يوجد في الفري�ج كله من ميتاز به�ذه الصفة‪،‬‬ ‫ول�م يرتك�ب خطيئة واح�دة ليتق�دم بطلب ي�د ابنة‬ ‫النواخ�ذة؟ س�ؤال حتاول املس�رحية اإلجاب�ة عنه‪،‬‬ ‫وتنقل هواجس الشباب جلمهورها بكثير من التفاعل‪،‬‬ ‫ومبزي�د م�ن احليوي�ة‪ ،‬وم�ع إيقاع�ات متفاوتة متيز‬ ‫حركي�ة العمل‪ .‬احلكاي�ة موضوع النص‪ ،‬مس�توحاة‬ ‫م�ن التراث الش�عبي بعث فيه�ا احلياة ممثل�و املركز‬ ‫الشبابي للمسرح‪ ،‬وهم يتدربون عمليا على توظيف‬ ‫التراث في املس�رح القطري واخلليجي‪ .‬بعض النقاد‬ ‫في حتليلهم لظاهرة غوص العمل املس�رحي في ثنايا‬ ‫اجملتمع‪ ،‬يعتبرون أن املس�رح العرب�ي التزال قراءته‬ ‫للظواهر س�طحية من دون حرفي�ة في التعامل معها‪،‬‬ ‫ما يجعله في حاجة إلى رؤية أعمق وتصور أقدر على‬ ‫النفاذ إلى لب املواضيع‪ .‬وس�يكون اجلمهور القطري‬ ‫على مدى أيام عرض مسرحية الدانة‪ ،‬احلكم في مدى‬ ‫جتذر التجربة املس�رحية القطرية ف�ي بيئتها احمللية‬ ‫وحدود تغلغلها في عمق الهوية‪ ،‬بحثا عن صونها من‬ ‫أي اندثار وحماية لها من الذوبان‪.‬‬ ‫عمل مسرحي مستوحى من التراث‬

‫يؤكد اخمل�رج إبراهيم عبد الرحيم املش�رف‬

‫الرباط ـ «القدس العربي»‬ ‫ـ من مصعب السوسي‪:‬‬

‫مشهد من املسرحية‬ ‫عل�ى الورش�ة‪ ،‬ف�ي تصريح�ات صحفي�ة أن‬ ‫البرنامج التدريبي س�يعمل على عمل مسرحي‬ ‫مس�توحى من التراث‪ ،‬من خلال ثالث محاور‬ ‫رئيس�ة تضمه�ا الورش�ة‪ ،‬وه�ي التعري�ف‬ ‫بالت�راث العرب�ي بش�كل ع�ام‪ ،‬والت�راث ف�ي‬ ‫مس�رح عبدالرحمن املناعي‪ ،‬فيما يكون احملور‬ ‫الثال�ث ح�ول االيقاع�ات والفن�ون البحري�ة‬ ‫واستخداماتها املسرحية‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬الغرض من الورشة هو خلق جيل من‬ ‫املس�رحيني الش�باب‪ ،‬يكون واعيا بتراث�ه وكيفية‬ ‫االس�تفادة من�ه ف�ي العمل املس�رحي‪ ،‬خاص�ة أننا‬ ‫منتل�ك تراث�ا هائلا‪ ،‬ميكننا اس�تخدامه مس�رحيا‬ ‫ودرامي�ا‪ ،‬وبذلك نس�هم في التعري�ف بتراثنا لدى‬

‫األجيال اجلديدة»‬ ‫وكان اخمل�رج ابراهي�م عبدالرحيم قد ف�از مؤخرا‬ ‫بجائ�زة أفض�ل عم�ل متكام�ل ف�ي مهرجان املس�رح‬ ‫الشبابي عن مس�رحيته « الطنبورة « املستوحاة من‬ ‫التراث‪.‬‬ ‫يش�ار إل�ى أن املركز الش�بابي للفنون املس�رحية‪،‬‬ ‫ه�و مرك�ز متخصص في تأهيل الش�باب ف�ي مختلف‬ ‫فنون املس�رح من متثيل‪ ،‬وكتابة نصوص‪ ،‬وإخراج‪،‬‬ ‫ونقد وإدارة املس�رح‪ ،‬وه�ذا بإقامة ورش متخصصة‬ ‫ف�ي مثل هذه اجمل�االت‪ .‬ويه�دف املركز إلى اكتش�اف‬ ‫املواه�ب املس�رحية الش�بابية وتطويره�ا وتق�دمي‬ ‫العروض املس�رحية الهادفة الت�ي تعتمد على عنصر‬ ‫الشباب‪.‬‬

‫يأم�ل املغرب ان تك�ون الدورة ال�ـ‪ 20‬للمعرض‬ ‫الدول�ي للنش�ر والكت�اب بال�دار البيض�اء‪ ،‬حدثا‬ ‫ثقافي�ا متمي�زا ويخ�دم االنفت�اح عل�ى الثقاف�ات‬ ‫االنس�انية‪ ،‬بعد ان اختيرت اجملموعة االقتصادية‬ ‫لدول غرب إفريقيا «‪ CEDEAO» 15‬دولة ضيف‬ ‫ش�رف للدورة وبات م�ن املؤكد حض�ور ‪ 13‬وزيرا‬ ‫للثقاف�ة في حكوم�ات تلك الدول‪ ،‬بينم�ا اعتذر كل‬ ‫م�ن وزي�ر ثقافة ال�رأس األخضر والبينني بس�بب‬ ‫التزام�ات متزامن�ة‪ ،‬عل�ى أن تت�م تلاوة كلمة كل‬ ‫منهما في االفتتاح ترسيخا للعمق االفريقي»‪.‬‬ ‫وقال محم�د الصبيحي وزير الثقافة املغربي في‬ ‫ندوة صحافية بالرباط لتقدمي املعرض الذي يفتتح‬ ‫ي�وم اخلميس الق�ادم حتت ش�عار «لنعش املغرب‬ ‫الثقاف�ي» وانش�طته التي متت�د ‪ 10‬اي�ام «كالتزام‬ ‫ملواصلة تنفيذ األوراش الكبرى في مجاالت الكتاب‬ ‫والت�راث والفنون» ان اختيار مجموعة دول غرب‬ ‫ك�رس لـ»الدبلوماس�ية الثقافي�ة» التي‬ ‫افريقي�ا يُ ّ‬ ‫تس�عى «لتقوي�ة العالقات بين البلدان وترس�يخ‬ ‫مختلف أوجه التعاون»‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج الدورة تكرمي سبع شخصيات‬ ‫معروف�ة ف�ي الس�احة األدبي�ة والفكري�ة والفنية‬ ‫املغربي�ة والعربي�ة‪ ،‬م�ن ضمنه�ا الكات�ب املغربي‬ ‫الراح�ل محم�د ش�كري‪ ،‬أو «الش�حرور األبيض»‪،‬‬ ‫ال�ذي وصف�ه املنظم�ون بأيقون�ة األدب املغرب�ي‬ ‫«الذي ارتبط بالقاع وبالهامش وبالليل القاسي»‪،‬‬ ‫باإلضاف�ة إل�ى أس�ماء مغربي�ة أخ�رى رحلت عن‬ ‫الوج�ود بع�د أن ترك�ت بصمته�ا‪ ،‬ه�ي الفن�ان‬ ‫التش�كيلي الراحل محمد شبعة‪ ،‬والباحث املغربي‬ ‫في الفلس�فة الراح�ل س�الم يف�وت‪ ،‬والباحث في‬ ‫العل�وم السياس�ية واالجتماعية محم�د العيادي‪،‬‬ ‫والش�اعر الزاج�ل الراح�ل محم�د الراش�ق‪ ،‬وكذا‬ ‫الش�اعر الراحل محم�د الصباغ إضاف�ة إلى محمد‬ ‫بن الطيب الروداني‪ ،‬أول من استجلب آلة الطباعة‬ ‫للمغرب‪.‬‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7664 Wednesday 12 February 2014‬‬

‫وعربي�ا س�يتم تك�رمي ش�اعر العامي�ة املصرية‬ ‫الراحل احمد فؤاد جنم «الفاجومي» أي املشاكس‪،‬‬ ‫حيث يح�ل ضيفا فوق العادة عل�ى زوار املعرض‪،‬‬ ‫عبر تكرميه إلى جانب األس�ماء املغربية‪ ،‬ووصفه‬ ‫املنظم�ون بالش�اعر «القلِ ق واملقل�ق» الذي «فضل‬ ‫التغري�د خارج الس�رب»‪ ،‬و«الذي ش�كل مع رفيق‬ ‫جتربته الغنائية الش�يخ إمام إول ظاهرة ش�كلت‬ ‫مصدر إزعاج خلصوم الشعب املصري»‪.‬‬ ‫وف�ي برنام�ج املع�رض تق�دمي جائ�زة املغ�رب‬ ‫للكتاب برس�م س�نة ‪ 2014‬وس�يتم تس�ليم جائزة‬ ‫«األركانة» العاملية للش�عر‪ ،‬الت�ي منحت هذا العام‬ ‫للش�اعر الفرنس�ي إي�ف بونف�وا‪ ،‬ال�ذي يوص�ف‬ ‫كـ»أه�م رم�وز الش�عر العامل�ي»‪ ،‬وه�ي اجلائ�زة‬ ‫العاملية التي أحدثت ع�ام ‪ ،2003‬ونالها املغرب في‬ ‫مناس�بتني م�ع كل م�ن محم�د الس�رغيني (‪)2005‬‬ ‫والطاه�ر بن جل�ون (‪ ،)2010‬كما أحرزها الش�اعر‬ ‫الفلسطيني محمود درويش عام ‪.2008‬‬ ‫ودعا محمد األمني الصبيحي إلى تعميق ش�عار‬ ‫«لنع�ش املغ�رب الثقاف�ي‪ ،‬الذي هو مبثاب�ة التزام‬ ‫قطاعي من الوزارة ملواصلة تنفيذ األشغال الكبرى‬ ‫املفتوح�ة ف�ي مجاالت الكت�اب والت�راث والفنون‬ ‫وبلورة مش�اريع متزايدة للتنمي�ة الثقافية‪ .‬مثلما‬ ‫أن الشعار دعوة لكل الفاعلني الثقافيني لالنخراط‬ ‫في املقاربة التشاركية معنويا وماديا»‪.‬‬ ‫وفيم�ا يخ�ص مؤش�رات ه�ذه ال�دورة ‪ ،‬ق�ال‬ ‫الوزي�ر انه�ا س�تعرف مش�اركة ‪ 270‬عارض�ا‬ ‫مباش�را و‪ 522‬عارض�ا غير مباش�ر‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ع�دد ه�ام م�ن املؤسس�ات الثقافي�ة واجلمعي�ات‬ ‫واملراك�ز والس�فارات واملراكز الثقافي�ة األجنبية‪،‬‬ ‫فيم�ا س�يبلغ عدد الدول املش�اركة ‪ 51‬بل�دا‪« .‬وهي‬ ‫مؤش�رات مرتفعة قياس�ا بالدورة السابقة»‪ .‬وعن‬ ‫البرنامج الثقافي املواكب للمعرض فسيتم «تنظيم‬ ‫‪ 100‬نش�اط ثقاف�ي مبع�دل ‪ 10‬ف�ي الي�وم موزع�ة‬ ‫عل�ى ثالث�ة فض�اءات ليلتق�ي ال�زوار بنخب�ة من‬ ‫احملاضرين واألدباء واملفكرين يناهز عدد املغاربة‬ ‫منه�م ‪ ،340‬فيم�ا يبلغ عدد الع�رب منهم واألجانب‬ ‫‪ 75‬محاضرا»‪.‬‬ ‫كم�ا أعل�ن الصبيحي عن ب�دء العم�ل بالصيغة‬

‫اجلدي�دة لدع�م قط�اع الكتاب والنش�ر‪ ،‬ف�ي إطار‬ ‫دع�م الصناع�ة الثقافية‪ ،‬وذلك م�ن خالل عروض‬ ‫ته�م‪ ،‬باإلضاف�ة إل�ى الكت�اب والنش�ر‪ ،‬قطاعات‪:‬‬ ‫املوس�يقى‪ ،‬والفن�ون االس�تعراضية‪ ،‬واملس�رح‪،‬‬ ‫والفن�ون التش�كيلية والبصري�ة‪ ،‬حي�ث س�يتم‬ ‫تنزي�ل املقتضيات اجلديدة للدعم في إطار قرارات‬ ‫مش�تركة بين وزارة الثقاف�ة ووزارة االقتص�اد‬ ‫واملالية‪ .‬وفي هذا السياق تخصص الوزارة ضمن‬ ‫ميزانيته�ا لس�نة ‪ 2014‬دعم�ا خاص�ا للمش�اريع‬ ‫الثقافي�ة في قطاع الكتاب والنش�ر يق�در بنحو ‪10‬‬ ‫ماليين درهم (نحو مليون و‪ 200‬ألف دوالر) توزع‬ ‫على سبعة مجاالت هي‪ :‬نشر الكتاب‪ ،‬نشر اجملالت‬ ‫الثقافي�ة‪ ،‬إطالق وحتدي�د اجمل�االت اإللكترونية‪،‬‬ ‫املش�اركة في معارض الكتاب الوطني�ة والدولية‪،‬‬ ‫مش�اركة الكت�اب املغارب�ة ف�ي إقام�ات الفن�ون‪،‬‬ ‫إحداث وحتديث وتنش�يط مكتبات البيع‪ ،‬القراءة‬ ‫العمومية والتحسيس بها‪.‬‬ ‫وفي اس�تعراضه للوضع الثقافي‪ -‬االجتماعي‬ ‫ق�ال الصبيح�ي ان «م�ن بني أزي�د م�ن ‪ 80‬عاصمة‬ ‫إقليم باملغرب‪ ،‬تظل فقط نحو ‪ 24‬منها متوفرة على‬ ‫مراكز ثقافية»‪ ،‬كما أش�ار إل�ى أنه «في أغلب الدول‬ ‫ومنها حت�ى املتقدمة تعاني الثقافة من ضعف على‬ ‫مس�توى الوزارة من امليزانية العامة»‪ ،‬مؤكدا على‬ ‫«ضرورة تثمين التراث واالس�تثمار ف�ي الثرات‪،‬‬ ‫فإضاف�ة إلى اجلوان�ب االجتماعي�ة واالقتصادية‬ ‫ثم�ة هنال�ك س�ياحة ثقافي�ة‪ .‬ونح�ن نعم�ل عل�ى‬ ‫مخط�ط ‪ 2020‬حلف�ظ الث�رات امل�ادي والش�فوي‬ ‫والطبيع�ي باملغرب‪ ،‬إضافة إل�ى وجود الرغبة في‬ ‫إنشاء مؤسسة وطنية للدبلوماسية الثقافية»‪.‬‬ ‫وعرج الوزير على إشكال املشاركة السورية في‬ ‫املعرض‪ ،‬مبينا «وج�ود جلان مختصة في الوزارة‬ ‫س�تعمل مع نظيرتها في وزارة اخلارجية لتسهيل‬ ‫مش�اركة الوف�ود الس�ورية‪ ،‬الت�ي لطامل�ا كان�ت‬ ‫حاض�رة باملعرض» رغم إعلان حوالى ‪ 100‬كاتب‬ ‫ومؤل�ف مغرب�ي تضامنهم م�ع عدد من الناش�رين‬ ‫الس�وريني‪ ،‬العالقين ف�ي بي�روت دون احلص�ول‬ ‫على تأش�يرات للدخول إلى املغرب قصد املشاركة‬ ‫في املعرض‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.