تايم ترافيلرز -تحتفل مع "لويس فيتون" بمائة وستون عاما ً في الصناعة. "جيما تشامب" تأخذنا في رحلة عبر تاريخ الشركة وآخر تطوراتها.
هو الشعار الذي ال تخطئه عين في عالم األزياء الفاخرة ،ورمز لواحدة من العالمات التجارية األكثر احتراما في هذه الصناعة: الشعار المكون من حرفين متداخلين ( )LVلشركة "لويس فيتون" يود الجميع إقتناءه ،سواء كانوا فقراء أو أغنياء ،نجوم أفالم وموسيقيين أو عامة الناس ،هذا العام تحتفل الشركة صاحبة الشعار بعامها الستين بعد المائة في الصناعة. ولم يكونوا أي مائة وستون عاما! فلدى هذه الشركة تاريخ مذهل منذ األيام األولى في صناعة الحقائب الصغيرة في شارع "رو نوف دي كابوشينس" الباريسي حتى غزو العالم هذه األيام ،ألهمت التصميمات عدد مهول من الصناع فقلدوها ،كما ألهمت عدد كبير من المصممين المنافسين .العالمة التجارية الحاضرة في أرقى وأغلى شوارع وأماكن التسوق في العالم أسسها أحد أبناء العمال البسطاء في منطقة "جورا" في فرنسا ،المؤسس -لويس فيتون ،ولد عام 1281في فرنسا التي كانت بالكاد قد هدأت بعد عقود من الصراع في أعقاب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية .في ذلك العام توفي نابليون في "إلبا" ،وهي نهاية رمزية للمحارب الذي سعى لبناء إمبراطورية فرنسية ،وبداية عصر جديد من األمل والترف في أوروبا كلها. أحد المؤشرات على صعوبة الحياة في ذلك الحين ،هي الرحلة التي قطعها لويس إبن األربعة عشر سائرا على قدميه من مسقط رأسه "أنشاي" إلى العاصمة باريس والتي إستغرقت عامين ،حين وصل باريس في السادسة عشر من عمره ،تدرب على يد " مسيو ماريشال" ليتعلم صناعة حقائب السفر ،وإستغرق سبعة عشر عاما أخرى لينشئ مقره الخاص في قلب المدينة ويعصف بعقول سكان باريس .حين أعاد إبتكار حقائب السفر عام ،1281وقدم ما تسميه الشركة اآلن " أول قطعة من الحقائب العصرية" وهي حقيبة مصنوعة من خشب "الحور" وقماش "التريانون" لها وجه مسطح كي ال تشغل حيز كبير في النقل ،خفيفة الوزن لكن قوية ،وأنيقة للغاية .وعلى الفور قام منافسيه بتقليدها ،إلنها كانت المنتج المثالي ،في المكان المثالي ،والتوقيت المثالي ،فالثورة الصناعية التي جرت في خمسينيات القرن التاسع عشر ( )1281والنمو المطرد في حركة السفر والسياحة ،والباخرات العمالقة التي تعبر المحيطات ،كل ذلك تسبب في نشوء سوق متشوق لحقائب السفر ذات الجودة العالية واألنيقة ،وسريعا ما جنت حقائب "لويس- فيتون" سمعة إنها األفضل بين النخبة ،ومع التزايد في اإلقبال إضطر "فيتون" إلنشاء مصنع أكبر في "آسينيريس" خارج باريس، وهو المكان الذي ُتصنع فيه إلى اآلن القطع األولى من حقائب "لويس فيتون" اآلن في القرن الواحد والعشرين ،ننظر إلى العالمة التجارية "لويس فيتون" على إنها معقل التقاليد وحافظة التراث الفرنسي ،كما إنها تعتمد على حرفيين أكفاء مدربين ألعوام طويلة على التقنيات العالية ،لكن "لويس فيتون" بُنيت على اإلبتكار ،ليس فقط في إعادة تصميم حقائب السفر ولكن اإلبتكار أيضا في التسويق ،والتقنية ،والطموح. وبعد أن أصبح قماش "التريانون" عالمة مميزة لمنتجاته -وقد كانت خطوة مبكرة وفي غاية الذكاء أن يجعل لمنتجاته شخصية – في عام 1288تصدى "فيتون" للمقلدين حين إعتمد على أقمشة مخططة جديدة ومميزة بحيث يتعرف عليها المرء في لحظة ،بعد ذلك في عام 1222صنع إبنه "جورج" قماش "الدمير" وأدمج العالمة التجارية في النسيج ،وبعد أن ورث الشركة من "لويس" عام 1288صمم "جورج" عام 1281العالمة التجارية المكونة من حرفين متداخلين ( )LVمحوال مسار تاريخ التصميم. جورج كان عبقري في الجانب الفني تماما مثل أبيه ،وقد إبتكر على سبيل المثال القفل ذا األسنان الخمسة ،الذي يمنح صاحب األمتعة آمان وحماية ضد السرقة بقفل واحد بمفتاح واحد (كان ذلك حينها إختراع) ،وقد أصبحت الشركة معروفة بقدرتها على إبتكار الحقائب الشخصية المثالية للمسافرين سواء كانوا أعضاء بارزين في المجتمع الباريسي أو مغامرون من الشرق األقصى ،و نمت إسطورة "لويس فيتون" أكثر كلما ظهرت الحقائب التي ال تخطئها عين على طوابق الدرجة االولى من عابرات المحيطات، الطائرات ،أو القطارات الفاخرة مثل قطار الشرق السريع أو السكك الحديدية العابرة لسيبريا. وبرعاية "جاستن لويس" إبن جورج ،تشكلت وتعززت عالقة الشركة بعالم الفن ،وبدأ تقليد مازال متبعا حتى اآلن ،ووضع األسس التي أنتجت بعد ذلك بعقود أبرز تحالفات الشركة مثل :خطوط "موراكمي" و "ستيفن سبراوس" الشهيرة التي تنتج تحت اإلشراف اإلبداعي لـ"مارك جاكوب" ،جاستن لويس كان محبا إلقتناء الفن ،وقد وضع قطعة الفنية في البداية على نوافذ مبنى "فيتون" ،ثم في المبنى رقم 81في شارع الشانزليزيه ليمنح شغفه بالفن الحرية الكاملة ،حتى وصل إلى منصب رئيس لجنة صالون الفنون الزخرفية ،وفي عهد "جاستن لويس" أيضا بدأ تطوير خطوط "فن الحياة " art de vivre -الخاصة بالشركة ،وهي حقائب زينة رائعة ممتلئة بالفرش والزجاجات المصنوعة من الفضة.