Henri Zoghaib - هنري زغيب - الياس أبو شبكة... من الذكرى إلى الذاكرة

Page 41

‫وظ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ـه ‪‬عندي‪)!(‬‬ ‫ـفـ ُت ُ‬ ‫األَديب أَلبير أَديب‬

‫صاحب ‪‬ا َألديب‪ ،‬يف حديثه ِإ ّيل عن الياس َأبو شبكة‪ ،‬حتدَّ ث عن ذاته َأكثر‬ ‫ُ‬ ‫كثريا َأقو ُله عن الياس ِإ ّال كوين َّ‬ ‫وظ ْف ُت ُه عندي (!؟)‬ ‫مما عن َأبو شبكة‪ :‬ال كالم ً‬ ‫عاما ِلإلذاعة سنة ‪ ،1941‬ومدي َر‬ ‫بعدما ت َرك عمله يف جريدة ‪‬ا َألحرار‪ُ .‬‬ ‫كنت مدي ًرا ً‬ ‫املفوضية الفرنسية‪َ .‬‬ ‫لت الياس كم يتقاىض يف اجلريدة ف ِإذا َأج ُر ُه‬ ‫سأ ُ‬ ‫الدائرة العربية يف ّ‬ ‫قلت له‪ :‬تعالَ ُ‬ ‫املفوضية هبذا ا َأل ْجر‪ .‬اقتبل َالعرض لكنه مل‬ ‫‪ 60‬لرية‪ُ .‬‬ ‫وادخل ِإىل ّ‬ ‫يصدِّ قني بل َ‬ ‫ذهب يف اليوم ذاته ينتظر عند َأسفل الدرج نزولَ جاك السني (امللحق‬ ‫مقبوال يف الوظيفة‪َ .‬‬ ‫حتى َ‬ ‫يسأله ِإن كان ً‬ ‫السيايس) ّ‬ ‫سأله امللحق‪ :‬من َو َّظ َفك؟‪َ ،‬أجابه‬ ‫ّ‬ ‫الياس‪َ :‬ألبري َأديب‪ ،‬فقال له السني‪ِ  :‬إن كان هو الذي َّ‬ ‫نت مقبول‪ّ .‬ثم‬ ‫وظ َف َك َف َأ َ‬ ‫دخل الياس الوظيفة وكان منض ِب ًطا (!!!) فعمل يف مكتب الرتمجة والتعليقات مع‬ ‫عُ َمر فاخوري ورئيف خوري وحممد النقاش َوأمني الغر ّيب وصالح ا َألسري وفاضل‬ ‫سعيد عقل وغنطوس الرامي وميشال َأسمر وكريم عزقول ‪....‬‬ ‫َأحيدُ به عن ال َ‬ ‫َّ‬ ‫طلب منه ذكريات شخصية عن‬ ‫وفوقية‬ ‫‪‬املوظف املدير‪َ ‬أل َ‬ ‫ـ ‪‬أنا‪ِّ ‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتذكر‪ :‬كان الياس صديقي‪.‬‬ ‫الفوقي‪،‬‬ ‫امتعضت من كالمه‬ ‫الشاعر‪ ،‬فيفهم َأين‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وكان َأحيا ًنا ينام عندي يف البيت حني َّ‬ ‫حس ًاسا‬ ‫يتعذر رجوعه ِإىل الزوق (!)‪ .‬كان ّ‬ ‫يوجع َألقلّ هفوة‪ .‬كان شاع ًرا يف حياته ال يف شعره فقط‪.‬‬ ‫ضية‪َ ،‬‬ ‫ِإىل دَ َرج ٍة َم َر ّ‬ ‫بآخر ما ُ‬ ‫حيا ُته ذاهتا كانت شاعرية‪َ ،‬‬ ‫كثريا‬ ‫دائما ِ‬ ‫ويتأ َّثر ً‬ ‫يقرأه يف الفرنسية‪ .‬ساعدَ ين ً‬ ‫‪38‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.