Les confessions de Beethoven اعترافات بيتهوفن

Page 1


‫اعترافات بيتـهوﭬـن‬

beethoven 17-jun-20.indd 1

8/11/2020 3:47:02 PM


‫ا�سكندر ن َّـجار‬

‫اعترافات بيتـهوﭬـن‬

‫�صاغها تعري ًبا وتعليقات‬ ‫هنري زغيب‬

‫‪8/11/2020 3:47:02 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 3‬‬


‫ـص الفرنسـ ُّـي األَصلـ ُّـي كتابًــا فــي بيــروت لــدى منشــورات‬ ‫صــدر النـ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ L’Orient des livres‬وتـ َّـم إطالقُــهُ ضمــن مهرجــان البســتان ‪ 2020‬فــي‬ ‫ٍ‬ ‫احتفالية خاصة على مســرح إِميل البســتاني مســاءَ األَربعاء ‪ 26‬شــباط ‪2020‬‬ ‫ب ـأَداء الممثِّــل الفرنســي جــان فرنس ـوا بالميــر ‪ Balmer‬ق��راء ًة وعبدالرحمــن‬ ‫الباشـ�ا عزفًـ�ا علـ�ى الـﭙ ـ�يانو‪.‬‬

‫الطبعة األولى‬ ‫‪2020‬‬ ‫©دار ســائر المشــرق‬ ‫جديدة المتن‪-‬نهر الموت‬ ‫سنتر باياليان‪-‬الطابق السابع‬ ‫رقم الهاتف والفاكس ‪01/900624‬‬ ‫‪info@entire-east.com‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:02 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 4‬‬


www. entire-east.com ISBN: 978-614-451-198-5

‫نجار غصن‬ َّ ‫عمتي الحبيبة ُرلى‬ ّ ‫إِلى‬

beethoven 17-jun-20.indd 5

8/11/2020 3:47:02 PM


‫بيتهوڤـن يكتب موسيقى رائعته «القدَّاس االحتفايل»‬ ‫زيتية على القماش بريشة جوزف كارل ستيلِر (‪.)1820‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:02 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 7‬‬


‫الفصل ا َألول‬

‫ال ُغروب‬ ‫مع بـلُوغي غروب حياتي‪ ،‬أَراني في ٍ‬ ‫حاجة إِلى ال ُـمصارحة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫قالوني متكبـًِّرا‪.‬‬ ‫وأل َّ‬ ‫َن اسمي لودﭬـيك ﭬـان بيتهوﭬـن‪ ،‬ظَنُّوني إِنسانًا مت َف ِّوقًا‪،‬‬ ‫جميع ُمغالَيَاتِه‪.‬‬ ‫اسم الشهرة‪،‬‬ ‫كائنًا مغفورة له‪ ،‬بِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫سوى أَنني ال أَطلُب ال ِ‬ ‫ـمغفرة‪.‬‬ ‫ـمجد‬ ‫حتى لو أَعمالي مكتفيةٌ ُشهرةً‪ ،‬وحتى لو أَخفى ال ُ‬ ‫علي الـمصارحةُ‬ ‫مؤلَّفاتي‪َّ ،‬‬ ‫انْـحرافاتي ولـم يُظ ِهر مني سوى َ‬ ‫طويل‬ ‫َره َقني ً‬ ‫ألُنـَقِّي ضميري‪ ،‬فأُخف َ‬ ‫العبءَ الذي أ َ‬ ‫ِّف هذا ْ‬ ‫غروب حياتي‪.‬‬ ‫عيق ْرؤيتي صافيًا‬ ‫ويُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َعذارا تبريرية وظُروفًا تـخفيفية‪ ،‬أَو َمن‬ ‫قد يأْتي َمن يَ ُ‬ ‫ـجد لي أ ً‬ ‫ِ‬ ‫كل ُّ ٍ‬ ‫ع الجمال‪.‬‬ ‫متاحا َّ‬ ‫تصرف للفنّان شرط أَن يُبد َ‬ ‫يرى ً‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:03 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 9‬‬


‫لكنني أَرفض هذا التسامح الذي ِ‬ ‫ِ‬ ‫مغاليات ال ُـمْبدعين‪.‬‬ ‫يغفر‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬

‫كثيرا‪.‬‬ ‫هاني أَقولُها عاليًا بثقة‪ :‬حيات َـي الشخصيةُ كانت هباءً ً‬ ‫َكثر من ضحيّ ٍة و ِ‬ ‫قربين‬ ‫ت ل ُـم َّ‬ ‫ـحرقة‪ ،‬أَسأْ ُ‬ ‫سبّ ُ‬ ‫كبش م ْ‬ ‫بت الضرر أل َ‬ ‫ِ‬ ‫ب عنها‬ ‫مني ولو من دون ع ْلمي‪ ،‬ار ُ‬ ‫تكبت أَخطاءَ قاتلةً إ ْن أَتُ ْ‬ ‫اليوم فال عن ُجب ٍن أل َّ‬ ‫َن نهايتي تقترب بل ألَن قلبي ليس من‬ ‫ص َّو ٍان ولو أنَّه قَ َسا أَحيانًا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أَيكو ُن أَني ضحيّةُ طفولتي التَعِيسة؟‬ ‫ٍ‬ ‫ف موسيقاي؟‬ ‫ب كي أُؤلِّ َ‬ ‫أَ ُك ُ‬ ‫نت في حاجة أَن أَتـَ​َع َّذ َ‬ ‫الضنى؟‬ ‫ـمكن ا ِإلبداعُ من دون هذا َ‬ ‫أَفال يُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عم ًل‬ ‫هل يـجب ْ‬ ‫س اليد في الطين فتوح ُل كي تُطْل َع َ‬ ‫غم ُ‬ ‫فنـّيًّا؟‬ ‫لهام‪ ،‬كما ا ِإليمان‪ ،‬ليس له تـعريف‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لست أَدري‪ ،‬طالـما ا ِإل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َعيش اآلن في سج ٍن هائ ٍل َد ِويُّهُ‬ ‫كل ما أَعرف أَنني أ ُ‬ ‫الصمت الذي تُ َـم َّج ُد فضائلُهُ ألَنه واحةُ التأ َُّمل‬ ‫الصمت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫واالستبطان‪.‬‬ ‫لكن الصمت‪ ،‬حين يبعِ ُد صاحبه عن م ِ‬ ‫ينقلب‬ ‫ـحيطه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـماع أ ٍ‬ ‫فيصبح‬ ‫مادةُ فنِّه‪،‬‬ ‫َصل َّ‬ ‫ـحرمه من َس ِ‬ ‫َنغام هي أ ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كابوسا يَ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كل ما َحوله‪.‬‬ ‫بها‬ ‫يضج‬ ‫ات‬ ‫و‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫نائي‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫غريبًا ً‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:03 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 10‬‬


‫ـماع ضحكات األَطفال‬ ‫عجزي عن َس ِ‬ ‫يُـح ِزنُني عمي ًقا ْ‬ ‫وتراتيل الكنائس وأَغاني العامالت‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫نوطات‬ ‫حيال عجزي عن َسـماع‬ ‫ـحزن يَهون َ‬ ‫َّ‬ ‫لكن هذا ال ُ‬ ‫َصد َرتْـها أَناملي على مالمس الـﭙـيَانو‪ ،‬وتعزفُها أُوركسترا ال‬ ‫أ َ‬ ‫أ ِ‬ ‫ُنص ُ ِ‬ ‫تصفيق الـجمهوِر إِعجابًا بي في نهاية‬ ‫َسمع‬ ‫َ‬ ‫ت إليها‪ ،‬وال أ ُ‬ ‫الكونشرتو‪.‬‬ ‫منفي‬ ‫السماع يعني أَنني ُم َبع ٌد خار َج العالَـم‪ٌّ ،‬‬ ‫أَن أ َ‬ ‫َعجَز عن َ‬ ‫داخل ذاتي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مبتور‬ ‫محبَ ٌ‬ ‫ط أَنا‪ ،‬خائب‪ ،‬كما ٌ‬ ‫رسام أَعمى‪ ،‬أَو ٌ‬ ‫كاتب ُ‬ ‫ا ألَصابع‪.‬‬ ‫ـجوهر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لكن ُمـخيِّلتي سليمةٌ‪ ،‬وهنا ال َ‬

‫‪11‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:03 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 11‬‬


‫الدهُ فيَحتمي بوالدته (اللوحة حنو ‪.)1850‬‬ ‫بيتهوڤـن ً‬ ‫طفل‪َ ،‬يؤنِّـبُهُ و ُ‬

‫‪8/11/2020 3:47:03 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 13‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫�أَبي‬ ‫ـجد ُشهرتي‪ ،‬أ َّ‬ ‫َن أَبي يوهان ليس‬ ‫يتداول‬ ‫ُ‬ ‫البعض‪ ،‬إِعالءً م َ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬ ‫ابن ملك ﭘْـ ُـروسيا ‪.‬‬ ‫والدي‪ ،‬بل أَنا حقيقةً ُ‬ ‫َمر غريب!‬ ‫أٌ‬

‫واألَغرب أَنني لـم أَنْ ِ‬ ‫ـح ِرجةٌ ُس ْـمعةَ‬ ‫ف هذه الشائعة مع أَنها ُم ْ‬ ‫ُ‬ ‫احا معنويّةً عميقةً‬ ‫حفر بي أَبي جر ً‬ ‫أ ُِّمي‪ .‬والسبب بسيط‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫تَـجعلُني ال أُمانع أَن أُبادلَه ب َـملك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بسلطته‬ ‫غالبًا ما نذ ُكر الوالد بـحنان وحنين‪ ،‬ونـَتَ َذ َّكرهُ ُ‬ ‫الحريصة وعطاءاته وتشجيعه وتضحياته‪.‬‬ ‫‪ -1‬فردريك الثاني الكبير (‪ )1786-1712‬كان ملك ﭘ ــروسيا من ‪ 1740‬حتى وفاته‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:03 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 15‬‬


‫الد موزار(((‪ ،‬مثلً‪ ،‬كان معلِّ ًما‬ ‫الد‪ ،‬عاد ًة‪ِ ،‬م ٌ‬ ‫ثال‪ .‬و ُ‬ ‫الو ُ‬ ‫طفل على الـموسيقى‪،‬‬ ‫دربه ً‬ ‫سهر على تنشئَة ابنه‪َّ ،‬‬ ‫نموذجيًّا‪َ :‬‬ ‫ض َجها أَفضل الظروف‪ ،‬ونظَّ َم له‬ ‫أَتاح له تنميةَ موهبته وهيَّأَ لنَ ْ‬ ‫عددا من األُمسيات الـموسيقية في أُوروﭘَّـا لتوسيع شهرته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـماما‪ .‬وحتى لو ح َـملَني ُسلوُكه على‬ ‫أَبي كان‬ ‫عكس ذلك ت ً‬ ‫َ‬ ‫ِذ ْكره بعبار ٍ‬ ‫فاشل ِ‬ ‫وس ِّك ًيرا‬ ‫ات غي ِر الئقة‪ ،‬أَعترف أَنه كان عازفًا ً‬ ‫اخ وأَرملة خادم‪.‬‬ ‫تزوج ماريا ماغدالينا‪ ،‬ابنة طبَّ ٍ‬ ‫أَنانيًّا ُمدمنًا‪َّ .‬‬ ‫غضب َجدِّي لودﭬـيك‪ .‬غير أَن‬ ‫هذا الزواج غير الـمتكافئ أَثار‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لت أَبي‬ ‫وم ِـحـبَّة‪ ،‬تَ َّ‬ ‫ـحم ْ‬ ‫أُمي‪ ،‬ال َـمسالـمة الطبع‪ ،‬كانت امرأًَة طيِّبة ُ‬ ‫بصب ٍر‪ ،‬وأَنـجبت له سبعة أ ٍ‬ ‫الرشد سوى‬ ‫َوالد لم يبلغ منهم َّ‬ ‫َ‬ ‫سن ُ‬ ‫ثالثة‪ .‬وبين أَسوأ مـمارساته‪ :‬بيعه أَثواب أُمي كي يـفي الـحاناتِ‬ ‫َ ُ​ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الكثيرَة ديونَه الـمتراكمة‪.‬‬ ‫في طفولتي َّقرر أَبي أَ ْن ال فائدةَ من الـمدرسة‪ ،‬فكان يأَسرني‬ ‫العزف على الكمان أَو الـهارﭘْــسي ُكورد(((‪.‬‬ ‫في البيت كي أَتعلَّ َم َ‬ ‫خصوصا في‬ ‫لدي أَخطاء‪،‬‬ ‫ومن تلك «الدروس» الفوضوية بقيَت َّ‬ ‫ً‬ ‫ا ِإلمالء والرياضيات‪ ،‬كان يمكنني تالفيها لو كانت «الدراسة»‬ ‫‪ -2‬ولْ ْفغانْغ أ ِ‬ ‫َماديوس موزار (الثلثاء ‪ 27‬كانون الثاني ‪-1756‬ا ِإلثنين ‪ 5‬كانون األَول‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الدهُ ليوﭘـولد (‪ )1787-1717‬كان عازفًا ومعلم موسيقى‪ ،‬أَنشأَ ابنه على‬ ‫‪ .)1791‬و ُ‬ ‫العزف منذ طفولته األُولى‪.‬‬ ‫كل‬ ‫ش‬ ‫ـيانو‬ ‫ـ‬ ‫ﭙ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫سابق‬ ‫موسيقية‬ ‫ة‬ ‫آل‬ ‫‪.‬‬ ‫‪clavecin‬‬ ‫نسية‬ ‫ر‬ ‫بالف‬ ‫‪،‬‬ ‫‪harpsichord‬‬ ‫‪ -3‬با ِإلنكليزية‬ ‫َ ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫التحك ُم ب ِـحدَّتها‪.‬‬ ‫ومالمس‪ .‬أَنغامها قويةٌ يصعب‬ ‫َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 16‬‬


‫ـ«دروسه» الموسيقية سبَّبت‬ ‫الوالدية مفيد ًة في الموسيقى‪ .‬ف ـ‬ ‫ُ‬ ‫يع التوتُّر‪ :‬يَشتُ ُمني‬ ‫لي عذابًا ُج ُ‬ ‫لجليًّا‪ .‬كان ضيِّ َق النـَ​َفس سر َ‬ ‫لت‬ ‫َقل غلطة في النوطة الموسيقية أَو إِذا مرةً حاو ُ‬ ‫ويَص َفعُني أل ّ‬ ‫االرتـجال‪.‬‬ ‫ولكي ِ‬ ‫يخ ميالدي‬ ‫يوهم الناس أَنني ول ٌد ِّ‬ ‫متفرد‪َّ ،‬زوَر تار َ‬ ‫كنت في الثامنة حين َّقرر أَن يـَْعرضني‬ ‫ُم َسبـًِّقا إِياه سنَـتَين‪ُ .‬‬ ‫َرغمني على العزف في بو ّن((( وكولُونيا(((‪ .‬لم يأْبه‬ ‫للجمهور فأ َ‬ ‫أَح ٌد لي وأَصابني َهلَ ُع َخوفَين‪ :‬من أَبي ومن الـجمهور‪.‬‬ ‫بالسل‪ ،‬أُصيب أَبي باالنهيار وتفاقَ َمت‬ ‫عند وفاة أُمي‬ ‫ّ‬ ‫ـمسؤولين كي ال يُعتـَ​َقل بتهمة‬ ‫ديونُه‪َّ .‬‬ ‫ت لدى بعض ال ُ‬ ‫تدخ ْل ُ‬ ‫ـحملني الذنْب‪،‬‬ ‫الس ْكر الـمتواصل‪ .‬كان يُشيع أَنه ضحيّة‪ ،‬ويُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ويتلذذ بتعذيبي نفسيًّا‪.‬‬ ‫ثقيل علي حتى مات فجأًَة ٍ‬ ‫بنوبة‬ ‫َّ‬ ‫ظل عشرين سنةً عبئًا ً َّ‬ ‫قلبية‪.‬‬ ‫َب يُبكى عليه‪ ،‬حبًّا أَو مرارةً‪.‬‬ ‫بَ َكيتُهُ؟ األ ُ‬ ‫حتى في مأْتـمه لم يوفِّره ال ِّ‬ ‫َحدهم قال‪« :‬اآلن‪،‬‬ ‫ـمتهكمون‪ .‬أ ُ‬ ‫كثيرا من الضرائب على الـخمر»‪.‬‬ ‫مع موت يوهان‪ ،‬سنخسر ً‬ ‫‪ -4‬مدينة أَلـمانية على ضفاف الراين أ ِ‬ ‫َحد أ ِ‬ ‫َطول أَنهار أُوروﭘـا‪.‬‬ ‫‪ -5‬رابع أَكبر مدن أَلـمانيا بعد‪ ‬برلين‪ ‬وهامبورغ‪ ‬وميونيخ‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 17‬‬


‫ِ‬ ‫خجلي رهانًا‪ :‬أل َّ‬ ‫َن‬ ‫يومها‪ ،‬لدى ُخروجي من‬ ‫الكنيسة تَ َّ‬ ‫ـحوَل َ‬ ‫اسم أَبي يثير هذه ُّ‬ ‫التهكمات‪ ،‬سأَنتقم برفْع اسم «بيتهوﭬِـن»‬ ‫َ‬ ‫إِلى الصف األَول بين كبار الـموسيقيين‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬في غروب حياتي يمكنني القول‪ ،‬بضمي ٍر مرتاح‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ـحت الرهان!‬ ‫وجبي ٍن مرفوع‪ ،‬إنني رب ُ‬

‫‪18‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 18‬‬


‫جزءٌ خبط بيتهوڤـن من السوناتا رقم ‪ « 23‬احلماسية»‪.‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 19‬‬


‫الفصل الثالث‬

‫ُك ْر ِه َي النا�س‬ ‫كتبت إِلى شقي َق َّي رسالةً أَشر ُح لهما فيها أ َّ‬ ‫َن‬ ‫سنة ‪ُ 1802‬‬ ‫ِ‬ ‫الناس كما ينعتونني به‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صممي سبَ ُ‬ ‫ب ُك ْره َي َ‬ ‫كارها‬ ‫كتبت‪« :‬يا َمن تـَ​َرْون إِل َّـي حاق ًدا عني ًدا ً‬ ‫ومما ُ‬ ‫الناس وبِذا تعاملونني‪ ،‬كم أَنتم ُمـجحفون! تجهلون‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ضا خبيثًا‬ ‫مر ً‬ ‫الـخف َّي بـي ور َ‬ ‫اء ما تـَ​َرْون‪ .‬ال تدركون أَن َ‬ ‫ٍ‬ ‫سنوات ٍّ‬ ‫أَصابني منذ‬ ‫جهلة‪ .‬وسنةً‬ ‫ضرره أَطبّاءُ َ‬ ‫ست فاقَ َم َ‬ ‫بعد ٍ‬ ‫ال‬ ‫رت االنعز َ‬ ‫ـحسن َس ْـمعي َّ‬ ‫ست من تَ ُّ‬ ‫فقر ُ‬ ‫سنة يَــئِ ُ‬ ‫باكرا والعيش في ِو ٍ‬ ‫حدة بعي ًدا عن الناس‪.»...‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫انطويت على ذاتي‪.‬‬ ‫الصمت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هكذا‪ ،‬توقًا إلى ال ِوحدة و ْ‬ ‫مزعج‪:‬‬ ‫فعل‪،‬‬ ‫فمزاجي‪ً ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫خادمات كثيرات فرر َن من بيتي هربا من تـ َقلُّ ِ‬ ‫بات طبعي‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«مشعوذات خبيثات»‪ ،‬واتهامه َّن بسرقتي‬ ‫اهن ُ‬ ‫وقسوة نَعتي إيَّ َ‬ ‫مدفوعا بش ُك ٍ‬ ‫مبرَرة‪.‬‬ ‫وك غير َّ‬ ‫ً‬ ‫‪21‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 21‬‬


‫مستود ًعا فوضويًّا‬ ‫يتحو ُل بيتي‬ ‫كثيرا‪ ،‬وحيثما أَس ْكن َّ‬ ‫َ‬ ‫أَتنقَّل ً‬ ‫جهلة‪.‬‬ ‫َطرُد منه َّزو ًارا مزعجين وأَطبّاءَ َ‬ ‫أ ُ‬ ‫س ِكرت كثيرا‪ .‬أَهرقت كم ٍ‬ ‫يات من الخمر في ُك ُؤ ٍ‬ ‫وس بلَّورية‪.‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ ُْ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حولَني ُم ْدمنَه النَزق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لكن الخمر لم يـُْنسني همومي بل َّ‬ ‫هادنوني أَن‬ ‫ت في َمن َ‬ ‫ت جميع أَصدقائي‪ ،‬وش َك ْك ُ‬ ‫خاصم ُ‬ ‫ْ‬ ‫يكونوا استغالليين طَُفيليِّين‪.‬‬ ‫يتحملون صواعقي حين يصعُب عليهم‬ ‫ناسخو مخطوطاتي َّ‬ ‫تفكيك خربشاتي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بعت مرةً خمسةَ ناشرين‬ ‫ناشرو َ‬ ‫مؤلَّفاتي يتجنَّبُونني منذ ُ‬ ‫رجل أَعمال‪،‬‬ ‫دافعت عن ذلك بأَ ْن‬ ‫معزوفةً واحدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫«لست َ‬ ‫حجة ضعيفة‪.‬‬ ‫عارف أَنها َّ‬ ‫ويدفعني التنافُس إِلى ذلك»‪ .‬لكنني ٌ‬ ‫كنت في السابعة والعشرين‬ ‫أ ِّ‬ ‫صممي الذي أَصابني مذ ُ‬ ‫ُكرر‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫اجي النـَُفور‪ .‬وكيف ال أَكونُهُ‪ ،‬والموسيقى شغَفي‬ ‫هو ُ‬ ‫سبب مز َ‬ ‫يوم لم أَعُ ْد فيه أَسمع جيِّ ًدا رهافةَ اآلالت‬ ‫ومصدر قـُْوتـي‪ ،‬وجاء ٌ‬ ‫ُ‬ ‫متكبرا أَو فَظًّا‬ ‫ُّونني‬ ‫ن‬ ‫يظ‬ ‫َسمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وال‬ ‫الناس‬ ‫ـني‬ ‫ـ‬ ‫ـئ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ات؟‬ ‫ِّ‬ ‫واألَصو ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ب الجبين‪« :‬نعم؟ ماذا قُلتُم»؟»‬ ‫َستفهم ً‬ ‫دائما ُم َقطَّ َ‬ ‫إذ أ ُ‬ ‫ت ثقتي بـي‪.‬‬ ‫فق ْد ُ‬ ‫َتردد في العزف على الـﭙـيـانو أَمام الجمهور‪ ،‬وأَخشى‬ ‫بت أ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قياد َة األُوركسترا كي ال أ َُه َّـزأَ لِتـَ​َعـثُّري‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 22‬‬


‫في صالة المسرح يصيبُني ال َـه ُّم ذاتُه‪ :‬أَجلس قريبًا من‬ ‫َفهم ما يقول الـممثِّلون‪.‬‬ ‫الخشبة كي أ َ‬ ‫الطبيعي لكن‬ ‫في الحفالت الـموسيقية أَتظاهر با ِإلنصات‬ ‫ّ‬ ‫كيز‬ ‫تفضحني‪ .‬أ ُ‬ ‫ُحاول إِ َ‬ ‫إِعاقتي البائسةَ َ‬ ‫رهاف ا ِإلنصات والتر َ‬ ‫مساميع مـختلفة‪ ،‬أَو قطنًا كي أُخفِّف‬ ‫أَكثر‪ :‬أَضع في أُذن َّـي‬ ‫َ‬ ‫من وقْع الطنين على سـمعِي الضعيف‪ .‬أ ِ‬ ‫َص ُل خشبة الـﭙـيانو‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ذبذبات الصوت‪ ،‬أَو‬ ‫خشبي بين أَسناني كي تَصلَني‬ ‫بقضيب‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫عزفها من نبض األَرض‪.‬‬ ‫أَبـتُ​ُر قاعد َة اآللة كي أ َّ‬ ‫س ْ‬ ‫َتحس َ‬ ‫شيءٌ من كلّ ذلك‪.‬‬ ‫‪ ...‬وال ُ‬ ‫ينفع ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خاصة‬ ‫دفاتر‬ ‫أ‬ ‫َستسلم إلى مخاطبة َمن َحولي كتابةً على َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫غير الـمسموعة‪.‬‬ ‫يـُْودعُ عليها ُمــخاطـ ـب ـ َّـي كلماتهم َ‬ ‫يضم في يده جـمعةَ ٍ‬ ‫ماء فتــتسلَّل بين أَصابعه‬ ‫كمن ُّ‬ ‫أ ُّ‬ ‫َْ‬ ‫ُحسني َ‬ ‫يائسا‪ ،‬أ َّ‬ ‫َن حاسةَ الس ْـمع ‪ -‬أَداةَ عملي‬ ‫وتَـختفي‪ .‬هكذا أَشعُ​ُر‪ً ،‬‬ ‫األَغلى‪ -‬تتسلَّل مني وتَـختفي‪ ،‬وأ َّ‬ ‫صممي الـمتهالك ليس‬ ‫َن َ‬ ‫إِلى شفاء‪.‬‬ ‫ُخلِّد‬ ‫َمضيت حياتي أ َُؤلِّ ُ‬ ‫أ ُ‬ ‫ص النوطات‪ ،‬أ َ‬ ‫ف الموسيقى‪ ،‬أُرقِّ ُ‬ ‫أَنغاما وحر ٍ‬ ‫ُدونها كي ال تتسلَّل مني‪ ،‬فِإذا الـﭙـيانو‬ ‫كات موسيقيةً أ ِّ‬ ‫ً‬ ‫يَـخونني‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 23‬‬


‫إِلى متى‪ ،‬إِ ًذا‪ ،‬أَتظاهر بش ٍ‬ ‫رود أُخفي به عجزي عن االستجابة‬ ‫َ ُ‬ ‫لـجمهوٍر يصفِّق لي وراءَ ظهري وال أَسمعُه؟‬ ‫عي النَ ِزق؟‬ ‫كل هذا أَ​َل ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫اجي النـَُف َور ْ‬ ‫وطب َ‬ ‫يبرر مز َ‬ ‫رت‬ ‫س االنهيار‪َّ ،‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬مع ِّ‬ ‫وقر ُ‬ ‫كل ذلك‪ ،‬تَـحد ُ‬ ‫َّيت يأْ َ‬ ‫ليف طالـما أَبنيه في فكري وأَسمعُه‬ ‫ـجاوَزني فأ َُو‬ ‫اصل التأْ َ‬ ‫أَن أَتَ َ‬ ‫َ‬ ‫في داخلي‪ .‬وأَقـْنـَْعــتُني‪« :‬ال تَعِش بعد اليوم إَِّل لفنِّك‪َ .‬وْه ُن‬ ‫ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ك الالمـحدود»‪.‬‬ ‫حو ِّ‬ ‫فاجع ِل الـموسيقى أُفـَْق َ‬ ‫حد من أُفُق َ‬ ‫اس َ‬ ‫ك َ‬ ‫َّم َّ‬ ‫ضد اليأْس‪.‬‬ ‫منذ تلك القناعة ُ‬ ‫رحت أَتقد ُ‬ ‫وسوناتات ور ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫باعيات‬ ‫سمفونيات‬ ‫ضاعفت من التأْليف‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وكونشر�تَُوات‪.‬‬

‫مت‬ ‫سنة ‪ 1806‬وحدها‪،‬‬ ‫وضعت السمفونيا الرابعة‪َّ ،‬‬ ‫وصم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت الكونشرتو للكمان واألُوركسترا‪،‬‬ ‫ـجز ُ‬ ‫للخامسة والسادسة‪ ،‬وأَنْ ْ‬ ‫وثالث ر ٍ‬ ‫باعيات‬ ‫ابع كونشرتو للـﭙـيانو واألُوركسترا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأَلَّ ُ‬ ‫فت ر َ‬ ‫«الشغُوفة»‪.‬‬ ‫سميتُها َ‬ ‫للوتريات‪ ،‬والسوناتا ‪ 23‬التي ّ‬ ‫اِ‬ ‫ستسلمت إِلى قدري‪ ،‬ومبدإِي‪« :‬االنصياع‪-‬ا ِإلذعان‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ا ِإلذعان»‪.‬‬ ‫حصادا معنويًّا من عاهتي‪ ،‬كي أَكو َن‬ ‫علي أَن أَجني‬ ‫كان َّ‬ ‫ً‬ ‫جديرا بـمغفرة الله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪24‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:04 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 24‬‬


‫ِ‬ ‫ياردي‪ ،‬إِحدى صديقات بيتهوڤـن‪ ،‬وإِليها أَهدى‬ ‫جولييتَّا ُج ِويْتش ْ‬ ‫مقطوعته رقم ‪ 14‬للبيانو «سوناتا يف ضوء القمر»‪.‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:05 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 25‬‬


‫الفصل الرابع‬

‫ُه َّن!‬

‫فعل؟ أَم ظَــنَـ َّـن ذلك إِذ أَحبَْب َن موسيقاي؟‬ ‫هل أَحبَبـْنَني ً‬ ‫هد َمْتها الـخالفات‪.‬‬ ‫حياتي العاطفية كلُّها َ‬ ‫ٍ‬ ‫رج ًل‬ ‫مؤلًِّفا دون أ ِّ‬ ‫معجبَات بي َ‬ ‫كانت النساءُ َ‬ ‫َي تعلُّ ٍق بي ُ‬ ‫شنيعا‪ ،‬متعجرفًا‪ ،‬متسلِّطًا‪ ،‬سيِّ َئ الـمعاشرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كن يـَ​َريْ َن إِليه ً‬ ‫َهديت‬ ‫كنت أُحاول تغطيةَ عيوبـي بـجمال موسيقاي‪ ،‬وأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ـهن‪ .‬لكني فش ْل ُ‬ ‫مقطوعات كثيرًة َمن ُ‬ ‫كنت أُضم ُر اجتذاب ّ‬ ‫لكل ٍ‬ ‫فنان حاجةٌ إِلى ولَ ٍع غام ٍر كي يتسامى بـه ويـُـبدع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب»‪.‬‬ ‫لسلطة ال ُ‬ ‫ـح ّ‬ ‫وهكذا أَنا‪« :‬أَجثو ُ‬ ‫َحببت الـجميالت‪ .‬لدى مرور إِ‬ ‫َستدير‬ ‫حداهن في‬ ‫َّ‬ ‫أ ُ‬ ‫الشارع أ ُ‬ ‫َتقصاها بنظاراتـي أَمام ُه ِزء صديقي فردينان(((‪.‬‬ ‫إِليها‪ ،‬أ َّ‬ ‫صديق بيتهوﭬـن‪.‬‬ ‫موسيقي وأُستاذُ ﭘـيانو‪.‬‬ ‫ف‬ ‫‪ -6‬هو فردينان رايس (‪ُ )1838-1784‬م َؤلِّ ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫كتاب‬ ‫تتلم َذ ٍعليه في العزف وكان لفترٍة سكرت َـيره‪ .‬والح ًقا (سنة ‪ )1838‬أَصدر عنه َ‬ ‫آخر لبيتهوﭬـن‪ :‬الطبيب فرانز ويغلر (الحاشية رقم ‪16‬‬ ‫جامعا شارَكه فيه‬ ‫ٌ‬ ‫صديق َ‬ ‫مذ ّكرات ً‬ ‫في هذا الفصل)‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:05 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 27‬‬


‫َكثر سعاد ًة»‪،‬‬ ‫بي‬ ‫كثيرا َّ‬ ‫ـح ُّ‬ ‫دت أَ ْن َ‬ ‫رد ُ‬ ‫«وحده ال ُ‬ ‫ـجعل الـحيا َة أ َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نص ُع فضائلي‬ ‫ت‬ ‫التي‬ ‫د‬ ‫َج‬ ‫أ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫ساعدني‬ ‫ي‬ ‫كي‬ ‫الله‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫وضرعت‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وضعت‬ ‫تيحها لي حبيبتي»‪ .‬و َلو ْعيي هذه الحاجةَ‬ ‫ُ‬ ‫وأَن يُ َ‬ ‫نص للشاعر آلُْويِـ ْـيـس‬ ‫موسيقى «إِلى الحبيبة النائية» على ٍّ‬ ‫ِ ِ (((‬ ‫ضنى ٍ‬ ‫غياب وانتظار‬ ‫إِيز ُ‬ ‫س عبـَُّرت فيها موسيقيًّا عن َ‬ ‫يدور جْيْتل ّ‬ ‫ـجيء‪.‬‬ ‫َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫مفتاحا‬ ‫لكن َّ‬ ‫َّ‬ ‫الفن ليس دربًا تلقائيةً إلى جميع القلوب‪ ،‬وال ً‬ ‫صالحا إِلى جميع األَبواب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫خجل أَعترف‪ :‬مغامراتي العاطفية انتهت كلُّها إِلى‬ ‫بال‬ ‫طبعا لم أ َّ‬ ‫َتعم ْد سهولةَ‬ ‫الفشل‪ ،‬جاعلةً مني طر ً‬ ‫دائما‪ً .‬‬ ‫يدا ً‬ ‫ُقارب امرأَة مستحيلة‪ :‬بورجوازيةً أَو متزوجةً أَو ا ِإلثنتَين‬ ‫أَن أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫عالقات صعبة‬ ‫تورطي في‬ ‫علي ُّ‬ ‫معا‪ .‬كان أَصدقائي يأْخذون َّ‬ ‫ً‬ ‫دت‬ ‫خصيصا كي أَتـجن‬ ‫ـخطئُون‪ :‬أَنا َم َّ‬ ‫َّب االرتباط‪ .‬لكنهم ُم ْ‬ ‫ـج ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫(((‬ ‫ِ‬ ‫لت فعلً أَن‬ ‫ال َّ‬ ‫ـحب الزوجي في أُوﭘـرا «ال ُـم ْخلص» وحاو ُ‬ ‫َتزوج‪ ،‬لكنني ِ‬ ‫فش ْلت‪.‬‬ ‫أ َّ‬ ‫َصدر سلسلةَ قصائد بعنو ٍان‬ ‫طبيب‪،‬‬ ‫صحافي‪ٌ ،‬‬ ‫‪ٌ -7‬‬ ‫كاتب نـمساوي (‪ .)1858-1794‬أ َ‬ ‫ٌ‬ ‫وضع بيتهوﭬـن لها موسيقى سنة ‪ ،1816‬وال وثيقةَ تُثبت‬ ‫واحد‪« :‬إِلى الحبيبة النائية»‪َ ،‬‬ ‫خصيصا لبيتهوﭬـن أَو أَن يكو َن هذا األَخير وجدها مطبوعةً في‬ ‫الشاعر كتبَها‬ ‫أَن يكون‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كتاب‪.‬‬ ‫النص ل ــجوزف‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ل‬ ‫فص‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ﭘ‬ ‫ُو‬ ‫أ‬ ‫‬‫‪Fidelio‬‬ ‫(‬ ‫ـن‬ ‫ﭬ‬ ‫ـبيتهو‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫الوحيد‬ ‫الي‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ﭘ‬ ‫ُو‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫العمل‬ ‫‪-8‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وضع‬ ‫نسية)‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الف‬ ‫الثورة‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫السجن‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫جر‬ ‫حادثة‬ ‫عن‬ ‫كتبه‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ـون‬ ‫ﭬ‬ ‫فردينان‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ ْ​ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فظل يعدِّل فيها حتى أَنهى صيغتها‬ ‫تنجح‪،‬‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬ ‫‪1805‬‬ ‫سنة‬ ‫بيتهوﭬـن موسيقاها‬ ‫ّ‬ ‫األَخيرة سنة ‪.1814‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:06 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 28‬‬


‫ت للزواج تريز مالْفاتي(((‪ ،‬أَرستقراطيةً في الثامنةَ ع ْشَرة‪،‬‬ ‫طلب ُ‬ ‫ْ‬ ‫«رجل‬ ‫بحجة أَنني‬ ‫علي‪َّ ،‬‬ ‫لم َذت َّ‬ ‫لكن أَهلَها رفضوا ارتباطنا ّ‬ ‫تـَتَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫شاهق نشوتي إِلى ٍ‬ ‫ضهم هذا رماني من ِ‬ ‫هوة‬ ‫َّ‬ ‫ش الفكر»‪ .‬رفْ ُ‬ ‫مشو ُ‬ ‫ِ‬ ‫نبيل في سنّي‪.‬‬ ‫تتزوج نـمساويًّا ً‬ ‫عميقة‪ ،‬وإذا بالـحلوة تريز َّ‬ ‫(‪((1‬‬ ‫ت‬ ‫بعدها‬ ‫طلبت للزواج الـمغنِّية ماغدالينا ِولْ َـم ّْـن ‪َ .‬‬ ‫رفض ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وتزو َجت مغنّي أُوﭘـرا‬ ‫بحجة أَنني «بش ٌع ونصف مجنون» َّ‬ ‫ّ‬ ‫إِيطاليًّا‪.‬‬ ‫(‪((1‬‬ ‫(‪((1‬‬ ‫ت‬ ‫َحببت تريز برونزويك ‪ ،‬وشقيقتَها جوزفين الْ ُكْن ُ‬ ‫أ ُ‬ ‫عددا من الـمقطوعات‪ .‬لكنها‬ ‫أُس ِّـميها «ﭘــايـ ـﭙ ــي» وأ َ‬ ‫َهديتُها ً‬ ‫عاما‪ .‬أَنجبَت له‬ ‫َّ‬ ‫تزو َجت الكونت دايْ ْـم الذي يكبرها بثالثين ً‬

‫‪ -9‬بارونةٌ نمساويَّة (‪ )1851-1792‬عازفةُ ﭘـيانو ِ‬ ‫ـماع الـموسيقى‪ .‬كانت‬ ‫ومـحبَّةٌ س َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وض َع لها «إِلى إيليز»‪ ،‬مقطوعتَه الشهيرة‬ ‫صديقةَ بيتهوﭬـن وتلميذتَه‪َّ .‬‬ ‫يرجح أَن يكو َن َ‬ ‫(وِج َدت بين مـخطوطاته بعد وفاته)‪.‬‬ ‫للـﭙـيانو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ -10‬سوﭘـرانو ألـمانية كانت تشكل مع شقيقها ماكس ولْ َم ّن وزوجته فْرولن تريبوليه ثالثيًّا‬ ‫وهناك عرفَها بيتهوﭬـن سنة ‪ .1794‬سنة ‪1795‬‬ ‫أُوﭘـراليًّا يقدِّم‬ ‫عروضا في مسرح بُو ّن َ‬ ‫ً‬ ‫وتزوجت من التينور ا ِإليطالي َغلـﭭـاني سنة ‪ .1799‬توفيَت سنة‬ ‫عرضه للزواج َّ‬ ‫رفَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ضْ‬ ‫‪.1801‬‬ ‫‪ -11‬بارونةٌ هنغارية َاألصل (‪ .)1861-1775‬درست الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن سنة‬ ‫وصارحها بحبّه سنة ‪ 1806‬ودام حبّه إِياها سنتَين‪ .‬سنة ‪1809‬‬ ‫‪ .1799‬تعلَّق بها‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َصدرها مطبوعةً سنة ‪1810‬‬ ‫أ‬ ‫يز»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ـها‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫وع‬ ‫‪.»24‬‬ ‫رقم‬ ‫ـيانو‬ ‫أَهداها «سوناتا الـﭙ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫وسماها «سوناتا إِلى تريز»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫درست الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن‪،‬‬ ‫يز‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫شقيقة‬ ‫(‪.)1821-1779‬‬ ‫ية‬ ‫ر‬ ‫هنغا‬ ‫ة‬ ‫كونتيس‬ ‫‪-12‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫دوما بعبارة‬ ‫حب ِالهبة كان يبدأُها ً‬ ‫ولعلَّها أَكثر امرأَة تولَّهَِ بها‪ .‬كتَب ِلها ‪ 15‬رسالة ّ‬ ‫(صد َرت‬ ‫الخالدة»‬ ‫حبيبتي‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫«حبيبتي الوحيدة»‪ .‬وإحدى رسائله إليها عنـَْونَـها «رسال‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫تزو َجت من الكونْت جوزف دايْـم (‪)1804-1752‬‬ ‫تلك الرسائل سنة ‪َّ .)1957‬‬ ‫ٍ‬ ‫تزوجت البارون كريستوف ﭬون ْستاكِْلبُرغ‬ ‫حتى‬ ‫بها‪،‬‬ ‫ية‬ ‫سر‬ ‫َّ‬ ‫لكن بيتهوﭬـن َّ‬ ‫َ‬ ‫ظل على عالقة ّ‬ ‫ِ‬ ‫تعيسا منذ شهره األَول وانتهى إلى الطالق‪.‬‬ ‫اجها‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫كان‬ ‫(‪.)1841-1777‬‬ ‫ً‬ ‫‪29‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:06 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 29‬‬


‫وتزوجت من ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خسيس طلَّ َقْته بعد‬ ‫بارون‬ ‫أَربعة أَوالد ثم طلَّ َقْته َّ‬ ‫ِ‬ ‫َكثر مـما تكرهينني»‪ ،‬فأَجابْتني‪:‬‬ ‫حين‪ُ .‬‬ ‫قلت لها ً‬ ‫يوما‪« :‬أُحبُّك أ َ‬ ‫ك َّلذةً كان يمكن أَن تُ ِّتوج حياتي لو أنك‬ ‫َتاحت لي صداقتُ َ‬ ‫«أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ـجاوبي مع ميولك‬ ‫أَحبَْبـتَـني‬ ‫بشهوة أ َّ‬ ‫َقل‪ .‬شهوتُ َ‬ ‫ك حالت دون ت ُ‬ ‫الجنسية»‪ .‬قالْتها لي كأَنما الشهوة جريمة‪.‬‬

‫(‪((1‬‬ ‫لت جولـي ـي ـتَّــا جوكياردي ‪ ،‬كونتيسةً صبيةً‬ ‫بعدها غاز ُ‬ ‫ِ‬ ‫كنت أُلقِّنُها العزف على الـﭙـيانو‪.‬‬ ‫ملَكيةَ الـمشية زرقاويةَ العينَين‪ُ ،‬‬ ‫َّقت تلك العالقة ِإلعجاب جولييتّا بـي‪ .‬كانت ترسمني‪،‬‬ ‫صد ُ‬ ‫سحرتْني أُنوثتُها‬ ‫رسما لها ما ز ُ‬ ‫وأَهدتْني ً‬ ‫يوما ً‬ ‫لت أَحتفظ به‪َ .‬‬ ‫لكن فارق الطبقة االجتماعية‬ ‫فأَهديتُها سوناتا «الفانتازيا»‪َّ .‬‬ ‫اختبارها مزاجي الغَضوب الذي كان يدفعني إِلى تمزيق‬ ‫بيننا‪ ،‬و َ‬ ‫ـح ِس ُن عزفَها‪ ،‬جعالها تُشيح‬ ‫أَو َد ْوس مخطوطاتي حين ال تُ ْ‬ ‫َت أَن تستدين‬ ‫عني َّ‬ ‫وتتزوج من الكونت غالِـْنـبُرغ بعدما َّ‬ ‫تجرأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫س التافهَ لـحاجته‬ ‫مني خمسمئة فلورينة كي تعطيها ذاك التع َ‬ ‫«عد ِّوي» دفعني إِلى مساعدته!‬ ‫إِليها‪ .‬وكونُهُ ُ‬

‫درست الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن سنة ‪.1801‬‬ ‫‪ -13‬كونتيسةٌ نمساوية (‪َ )1856-1782‬‬ ‫(اشتهرت الح ًقا بـ«سوناتا ضوء القمر»)‪ .‬لم‬ ‫ووضع لها «سوناتا الـﭙـيانو رقم ‪»14‬‬ ‫أَحبَّها َ‬ ‫َ‬ ‫وتزوجت سنة ‪ 1803‬من البارون روبرت ﭬـون غالِْنبُرغ (‪.)1839-1780‬‬ ‫معه‬ ‫تتجاوب‬ ‫َّ‬ ‫‪30‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:06 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 30‬‬


‫ردودي(‪ ،((1‬عازفةً ممتازة‬ ‫َيضا‬ ‫َّ‬ ‫وعرفت أ ً‬ ‫الكونتيسة ماري إِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫باكرا وأَصابْتها إعاقةٌ دائمة‬ ‫هنغارية األَصل‪ ،‬ترَكها زوجها ً‬ ‫مدربَها على ركوب‬ ‫استقرت بعدها في ْكُرَواتيا حيث تعلَّ َقت ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الخيل‪ ،‬وكان غريب الشخصية أَوقعها في إِدمان األَفيون‪.‬‬ ‫ِ (‪((1‬‬ ‫ِ‬ ‫«لورِش ْن»‪.‬‬ ‫بعدها كانت إليونور ﭬـون بْرونْن ْغ ‪ ،‬ولقبُها ْ‬ ‫ٍ‬ ‫صديقي‬ ‫تمت في حضن‬ ‫غافلتني‪ ،‬كما‬ ‫في مسرحية هزلية‪ ،‬وار َ‬ ‫َ‬ ‫األَقرب ِو ْغلِر(‪.((1‬‬ ‫ثم كانت الشقيقتان أَنطونيا(‪ ((1‬وبيتينا(‪ ((1‬بْ ِرنْتانو‪ُ :‬األولى‬ ‫فضلَت‬ ‫متزوجة ولها ستة أَوالد‪ ،‬واألَخيرة صديقة غوته التي َّ‬ ‫ّ‬ ‫تزو َجْتهُ ولم تَـ ُكن تُـحبُّه‪.‬‬ ‫شاعرا َّ‬ ‫َّ‬ ‫علي ً‬

‫‪ -14‬آنَّـا ماريّا إِردودي‪ ،‬نبيلةٌ هنغارية (‪ ،)1837-1779‬صديقةٌ حميمة لبيتهوﭬـن‪.‬‬ ‫تزو َجت سنة ‪ 1796‬من الكونت ﭘـيتر ﭬـون إِردودي‪ .‬أَنجبت له ثالثة أَوالد‪ .‬انفصلَت‬ ‫َّ‬ ‫بروخل (‪-1783‬‬ ‫اج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫ت‬ ‫عاشر‬ ‫‪.1805‬‬ ‫سنة‬ ‫عنه‬ ‫ٍ‬ ‫مدرس أَوالدها فرانز كزافير ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫‪ .)1838‬اِستضافَت بيتهوﭬـن في قصرها سنتَي ‪ 1808‬و‪ 1809‬في ﭬـيينا‪ .‬أَهداها‬ ‫ومقطوعتَين للْت ِشلُّو‪.‬‬ ‫ثُالثيَّتَين للـﭙـيانو‪،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -15‬يُعزى إليها أَن تكون أَول امراة أَحبَّها بيتهوﭬـن‪ .‬وهي (‪ )1841-1771‬من أُسرٍة‬ ‫غادرت بُو ّن سنة ‪.1792‬‬ ‫كانت تحنو عليه وتساعده‪ .‬أَهداها ُسوناتا للـﭙـيانو رقم ‪َ .51‬‬ ‫تزو َجت سنة ‪ 1802‬من صديق طفولته فرانز غيرهارد ويغلر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫طبيب أَلـمان ٌّـي شهير‪ ،‬صديق بيتهوﭬـن منذ‬ ‫(‪)1848-1765‬‬ ‫ويغلر‬ ‫غيرهارد‬ ‫انز‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫‪-16‬‬ ‫ٌ‬ ‫الطفولة‪.‬‬ ‫التداول أَن رسالة بيتهوﭬـن‬ ‫‪ُ -17‬مـحسنةٌ أَلـمانية وداعمةُ فنون (‪ .)1869-1780‬في ُ‬ ‫وضعها بين‬ ‫«إِلى الحبيبة الـخالدة» كتبَها لها‪ .‬وهو أَهداها متتاليات «تنويعات للـﭙـيانو» َ‬ ‫‪ 1819‬و‪.1823‬‬ ‫تزو َجت سنة ‪1811‬‬ ‫ـن‪.‬‬ ‫ﭬ‬ ‫لبيتهو‬ ‫ة‬ ‫صديق‬ ‫كانت‬ ‫(‪.)1859-1785‬‬ ‫ـمانية‬ ‫‪ -18‬روائية أَل‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫من الشاعر الرومنطيقي آكيم ﭬـون آرنيم وأَنجبَت له سبعة أَوالد‪ .‬توفي سنة ‪،1831‬‬ ‫ونشرت سنة ‪ 1835‬كتاب «رسائل بين غوته‬ ‫وأَب َقت على عالقتها بالشاعر غوته َ‬ ‫وصبيَّة» هي التي تبادالهـا طيلة سنوات‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:06 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 31‬‬


‫جميالت ساحر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ات ال تُـحصي ِه َّن ذاكرتي‪.‬‬ ‫غيرهن‬ ‫وعرفت‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بعيدا في اعترافاتي أُقُّر بأَنني‪ ،‬في ‪ 6‬تـموز‬ ‫ت ً‬ ‫وطالـما تو ّغ ْل ُ‬ ‫مقطعا مع‬ ‫كتبت رسالةً الهبةً صريحةً‪ ،‬أ ُ‬ ‫‪ُ ،1812‬‬ ‫ُورد منها هنا ً‬ ‫اعتذاري على غنائيّتي الزائدة فيها‪:‬‬ ‫تتهافت‬ ‫عيني في سريري‬ ‫َفتح َّ‬ ‫ُ‬ ‫«حبيبتي الخالدة‪ ،‬منذ أ ُ‬ ‫أَفكاري إِ ِ‬ ‫تنحسر حزنًا‪ .‬أَرجو ال َق َدر‬ ‫ليك‪ .‬تبدأُ مزق ِزقةً َفر ًحا ثم‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َعيش إِلَّ‬ ‫معك‬ ‫رحيما بنا‪ .‬لم أَعُد يمكنني أَن أ َ‬ ‫أَن يكون ً‬ ‫باستمرا ٍر أَو أنني ال أَعيش‪ .‬حبُّ ِ‬ ‫َسعد إِنسان وأَتعس‬ ‫ك جعلَني أ َ‬ ‫إِنسان»‪.‬‬ ‫َجرؤ‬ ‫اهق ِّ‬ ‫اجف‪ ،‬لم أ ْ‬ ‫مترد ٌد ر ٌ‬ ‫هذه الرسالة‪ ،‬وكأَنما يكتبُها مر ٌ‬ ‫على إِرسالـها إِلى «حبيبتي الخالدة»‪ .‬وال َّ‬ ‫بد أَنها ستُثير‬ ‫حتما‬ ‫استغراب َمن سيجدها بين أَوراقي بعد موتي‪ .‬سيتساءَل ً‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ـحقيقات‬ ‫كتبتُها وسوف يغرق في التخمينات‪ ،‬وسيُ ْجري ت‬ ‫ل َـمن ْ‬ ‫َسخر منها منذ اآلن ألَنه لن يعرف أَنني كتبتُها‬ ‫بال جدوى أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫يات كثير ٍ‬ ‫وح ٍ‬ ‫لِـم ِ‬ ‫فشلت في حبِّ ِه َّن‪.‬‬ ‫ونساء‬ ‫ات أَلْ َـه ْمنَني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُعلن أَنني‬ ‫اليوم‪ ،‬بعد إخفاقي وخيباتي في عالقات فاشلة‪ ،‬أ ُ‬ ‫صحتي كذلك‬ ‫فيت من آخر أَوهامي‪ .‬فكما استق ْل ُ‬ ‫ُش ُ‬ ‫ت من ّ‬ ‫َتردد على الحانات وأُعاشر‬ ‫الحب‪،‬‬ ‫ت من‬ ‫ورحت أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫است َق ْل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َنهن لن‬ ‫َعرف أ َّ‬ ‫ـخ ِربة» اللواتي أ ُ‬ ‫«العمارات ال َ‬ ‫بنات الهوى‪ ،‬تلك َ‬ ‫ٍ‬ ‫موقن أَ ْن «من‬ ‫هن‪ .‬فأَنا ٌ‬ ‫يُعلِّْلنَني بآمال كاذبة ولن أَقع في حبِّ ّ‬ ‫‪32‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:06 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 32‬‬


‫َي‬ ‫اس وال تترك لنا أ َّ‬ ‫دون اتـّحاد األَرواح تبقى حيوانيةً نشوةُ الـحو ّ‬ ‫ـمئز‬ ‫تترك فينا سوى الندم»‪ ،‬وأَ ْش ُّ‬ ‫شعوٍر بالطبيعة السامية‪ .‬بل ال ُ‬ ‫ادع إِلى تلك «األَماكن الـم ِ‬ ‫لكن‬ ‫مني على انزالقي بال ر ٍ‬ ‫وحلة»‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حاجات ال يعرفها قلبي‪.‬‬ ‫لِـجسدي‬ ‫ب‪ ،‬كما غاليليو قبلي‪ :‬هو‬ ‫َموت ً‬ ‫أَعرف أَ ْن سأ ُ‬ ‫وحيدا بال ُح ّ‬ ‫وحيدا لي إَِّل الموسيقى‪ .‬هي‬ ‫َص ّم‪ .‬ال عزاءَ ً‬ ‫األَعمى وأَنا األ َ‬ ‫الفن خالصي‪.‬‬ ‫«وحده ُّ‬ ‫َه ْد َه َدتْني‪ ،‬وهي أَن َق َذتْني من االنتحار‪َ .‬‬ ‫ُحسه‬ ‫كل ما أ ُّ‬ ‫ُغادر هذا العالَـم قبل أَن أُطْلع مني َّ‬ ‫ويستحيل أَن أ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَنبُض بي»‪.‬‬ ‫ـماه َّن على‬ ‫لذا تبقى الـموسيقى أ َ‬ ‫َصد َق رفيقاتي‪ ،‬وأَس ُ‬ ‫ا ِإل طالق!‬

‫‪33‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:06 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 33‬‬


‫زيتية بريشة أَنطوان جان ْغرو (‪« :)1789‬بوناﭘـارت على جسر‬ ‫أَرُكول» (جسر يف ﭘـاريس فوق هنر السني)‪.‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 34‬‬


‫الفصل الخامس‬

‫�أَوهامي ال�سيا�سية‬ ‫الحب‪ ،‬قاعدةٌ واحدة‪ :‬الت َقلُّب‪.‬‬ ‫في السياسة‪ ،‬كما في ّ‬

‫بول ضالالته واالنجر َار‬ ‫دعم رجل السياسة‪ ،‬بالمطلق‪ ،‬يعني قُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وراءه في مغامر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َجل‪.‬‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫قصير‬ ‫ات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مبهورا‬ ‫كنت‬ ‫وأَنا‪ ،‬كجمهور ٍي وديمقراطي‪ ،‬أَعترف أَنني ُ‬ ‫ً‬ ‫(‪((1‬‬ ‫ورمز‬ ‫بناﭘـوليون بوناﭘـارت ‪ :‬كان ِّ‬ ‫يجسد لي ف ْكر عصر األنوار َ‬ ‫الثورة الفرنسية‪ .‬كنت أَرى إِليه في بداياته م ِ‬ ‫عاد َل «كبار قناصل‬ ‫ُ‬ ‫كنت أُتابع مسيرته بحماسة‪.‬‬ ‫الرومان»‪ ،‬و ُ‬ ‫لم أَكن وحدي بين األَلـمان في مْن ِحه أَعلى قَ ْد ٍر من التقدير‬ ‫‪ -19‬هو ناﭘـوليون األول (‪ 15‬آب ‪ 5-1769‬أَيار ‪ .)1821‬أَول أَمبراطور على فرنسا‬ ‫(‪ 18‬أَيار ‪ 6-1804‬نيسان ‪ ،1814‬ثم ‪ 20‬آذار ‪ 22-1815‬حزيران ‪.)1815‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 35‬‬


‫وا ِإلعجاب‪ :‬غوته(‪ ،((2‬كانط(‪ِ ،((2‬شـلِــر(‪ُ ،((2‬هولْ ِد ْرلِن(‪ ،((2‬كانوا‬ ‫(‪((2‬‬ ‫ِ‬ ‫وحا‬ ‫«ر ً‬ ‫َيرون إليه بتلك الحماسة‪ ،‬والفيلسوف هيغل رأَى فيه ُ‬ ‫فردا يعادل العالَـم ويسيطر عليه»‪.‬‬ ‫على مستوى الخلود‪ً ،‬‬

‫تكبت باندفاعتي تَ َـهـ ُّـوَر أَن أُهدي ناﭘـوليون‬ ‫سنة ‪ ،1803‬ار ُ‬ ‫(‪((2‬‬ ‫َتصور وقتئِ ٍذ‬ ‫سميتها «البطولية» ولم أ َّ‬ ‫السمفونيا الثالثة التي ّ‬ ‫اطورا وسيغزو أُوروﭘـَّـا حتى َمـجاهل روسيا‬ ‫علن ذاته أَمبر ً‬ ‫أَنَّه سيُ ُ‬ ‫موت مئات آالف المواطنين‪.‬‬ ‫ُم َسبِّبًا َ‬ ‫ائي‪،‬‬ ‫‪ -20‬يوهان فولفغانغ ﭬون غوته (‪ 18‬آب‬ ‫‪ 22-1749‬آذار ‪ٌ )1832‬‬ ‫شاعر‪ ،‬رو ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫«وحدهم‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫قصيد‬ ‫منها‬ ‫قصائده‪،‬‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫موسيقى‬ ‫مسرحي أَلـماني‪ .‬وضع بيتهوﭬـن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫الذين يعرفُون التَوق»‪.‬‬ ‫فيلسوف أَلـماني كان‬ ‫‪ -21‬إِيـمانويل كانْ ْط (‪ 22‬نيسان ‪ 12-1724‬شباط ‪)1804‬‬ ‫ٌ‬ ‫ثير كبير في عصر األَنوار‪ .‬تأَثَّر بيتهوﭬـن بفلسفته الـمثالية‪.‬‬ ‫ألَفكاره تأْ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومسرحي‬ ‫‪ -22‬فردريك شلر (‪ 10‬تشرين الثاني ‪ 9–1759‬أَيار ‪ .)1805‬شاعرٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وختم بـها الحركة‬ ‫أَلـمان ّـي‪ ،‬اقتطف بيتهوﭬـن َ‬ ‫بعض قصيدته «نشيد الفرح» (‪َ ،)1785‬‬ ‫الرابعة من سـمفونياه التاسعة (‪.)1824‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫وفيلسوف‬ ‫شاعر‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -23‬فردريك هولْد ْرلن (‪ 20‬آذار ‪ 7-1770‬حزيران َّ‪ٌ .)1843‬‬ ‫أَلـمان ّـي‪ ،‬ذو تأْثير على التيّار الرومنطيقي في عصره‪ .‬تأَثر بيتهوﭬـن ببعض طروحاته‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫الفكرية‪ ،‬وعارضه في بعضها َ‬ ‫ف أَلـمانـي‬ ‫‪ -24‬فردريك هيغل (‪ 27‬آب ‪ 14–1770‬تشرين الثاني ‪ .)1831‬فيلسو ٌ‬ ‫مؤِّرخوه أَن أَفكاره القوية ترجـمها بيتهوﭬـن موسيقيًّا‪.‬‬ ‫يرى َ‬ ‫وض َعها سنة ‪1803‬‬ ‫مؤلفاته‪َ .‬‬ ‫‪ -25‬هي سمفونيا بيتهوﭬـن الثالثة‪ .‬تعتبر منعط ًفا رئيسا بين َ‬ ‫وأَهداها إلى بوناﭘـارت‪ ،‬وعند إِعالن هذا األَخير ًسنة ‪ 1804‬تنصيب ذاته إِ‬ ‫اطورا‬ ‫ر‬ ‫مب‬ ‫ً‬ ‫ـمادي األَمير فرانز جوزف لوبكوﭬـيتز‪،‬‬ ‫حذف بيتهوﭬـن ا ِإلهداء وأَهداها إِلى راعيه ال ّ‬ ‫وقدَّمها في قصره لـجمهور ٍمحدود (آب ‪ .)1804‬ت ّـم عزفها مرةً أُولى للجمهور مساءَ‬ ‫َصدرها مطبوعةً في ﭬـيينَّا سنة ‪.1806‬‬ ‫األَحد ‪ 7‬نيسان في صالة مسرح ﭬـيينَّا األُوﭘـرالي‪ ،‬وأ َ‬ ‫‪36‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 36‬‬


‫ذات ٍ‬ ‫ليلة‪ ،‬أَذكرها كأَنها ليلة أَمس‪ ،‬جاءَني صديقي‬ ‫س(‪ ((2‬يُْـبلغُني أ َّ‬ ‫َعلن أَنه‬ ‫َن ناﭘـوليون أ َ‬ ‫وتلميذي فردينان رايْ ْ‬ ‫«أَمبراطور»‪ .‬أَذهلَني الـخبَر‪ :‬إِ ًذا هذا الناﭘـوليون ليس سوى‬ ‫ٍ‬ ‫ـح ْكم‪ ،‬يُعميه‬ ‫رجل‪ ،‬رجل‬ ‫بس ْكرة ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫عادي كسواه‪ ،‬نشوا َن َ‬ ‫يتحول‬ ‫ـحريات وأَن َّ‬ ‫الطموح‪ ،‬يُ ِّ‬ ‫ـحركه التكبُّر‪ ،‬قادر أَن يَقمع ال ّ‬ ‫مغشوشا‪ ،‬م ْشمئِـ ًّـزا‪ ،‬ولُ ْـمـتُني‬ ‫َحس ْستُني‬ ‫ً‬ ‫طاغيةً ليَفرض ُسلطته‪ .‬أ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مسكون‬ ‫انتهازي‬ ‫متحم ًسا ُلوصول ٍّـي‬ ‫كنت‬ ‫ساذجا ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫بقسوة أَ ْن ُ‬ ‫ً‬ ‫ب ِ‬ ‫هرعت إِلى مخطوطة السمفونيا البطولية‪،‬‬ ‫ـجنون العظَمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وبطرف س ّكين َم ُ ِّ‬ ‫اسم‬ ‫ـحوت ُكـل ـيًّــا عن صفحة اإلهداء األُولى َ‬ ‫َ‬ ‫انتصر ناﭘـوليون على الـﭙـروسيين في معركة‬ ‫بوناﭘـارت‪ .‬وحين‬ ‫َ‬ ‫(‪((2‬‬ ‫ب جامح‪ .‬لو كانت لي قدرةُ الـحرب كما‬ ‫إِيــينا انتابَني َ‬ ‫غض ٌ‬ ‫كس ْرتُه!‬ ‫لي قدرةُ الـموسيقى ل ُك ُ‬ ‫نت هاج ْـمتُه و َ‬

‫‪َ -26‬ورد ذ ْك ُره في الفصل الرابع (وعنه‪ :‬الـحاشية رقم ‪.)6‬‬ ‫‪ -27‬جرت في مدينة إِي ـيــنا األلـمانية (‪ 14‬تشرين َاألول ‪ )1806‬انتصر فيها الجيش‬ ‫ٍ‬ ‫انكسار‬ ‫لكن‬ ‫ف‬ ‫بصالفة مع الضباط الـﭙـروسيّين‪َّ .‬‬ ‫الفرنسي على الجيش الـﭙـروسي َّ‬ ‫وتصر َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ردةً قويَّةً حفَ​َّزت تَنامي القومية األَلـمانية وأ ََّدت الح ًقا إلى توحيد‬ ‫خلق َّ‬ ‫الجيش الـﭙـروسي َ‬ ‫ِ‬ ‫سمارْك سنة ‪.1871‬‬ ‫أَلـمانيا مع ب ْ‬ ‫‪37‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 37‬‬


‫َمير كارل‬ ‫في خريف ‪ 1806‬راف ْق ُ‬ ‫ت داعمي األ َ‬ ‫لي ْشنوﭬْـسكي(‪ ((2‬إِلى سيليزيا(‪ ((2‬وكان جيش بوناﭘـارت يـحتلُّها‬ ‫(‪((3‬‬ ‫طلب إِل َّـي َاألمير أَن أَعزف‬ ‫منذ معركة أُوسترليْتز ‪ .‬هناك َ‬ ‫ٍ‬ ‫طبعا‬ ‫على الـﭙـيانو مقطوعات لضبَّاط فرنسيين كانوا في قصره‪ً .‬‬ ‫ائي الباب ولو‬ ‫ْ‬ ‫ت‪ .‬ثار وهد َ‬ ‫خرج ُ‬ ‫رفض ُ‬ ‫بسجني‪ْ .‬‬ ‫َّدني َ‬ ‫ت صاف ًقا ور َ‬ ‫ُمدرًكا أ َّ‬ ‫الرفض سيكلِّفني حرماني من الـمساعدة الـمالية‬ ‫َن هذا‬ ‫َ‬ ‫علي منذ سنوات‪ .‬وبلغ ب َـي الغضب من ذاك‬ ‫التي يَسخى بها َّ‬ ‫ِ‬ ‫نبضات‬ ‫ت له رسالةً قصيرةً حروفُها‬ ‫ُ‬ ‫كتب ُ‬ ‫الـموقف ال ُـمذ ِّل أَن ْ‬ ‫َنت عليه‪ ،‬جاءَ َك من ِص ْدفَة والدة‪.‬‬ ‫عنفوان‪ « :‬أَيها األَمير‪ ،‬ما أ َ‬ ‫ما أَنا عليه جاءَني مني أَنا‪ .‬األُمراء موجودون وسيوجد مثلهم‬ ‫ِ‬ ‫يوجد إِلَّ بيتهوﭬِـن واحد‪».‬‬ ‫ُ‬ ‫بعد آالف‪ .‬إنما ال ولن َ‬ ‫َعالم‬ ‫اطي في بالط النمسا (‪ .)1814-1761‬عُ َ‬ ‫رف برعايته أ َ‬ ‫‪ -28‬أ ٌ‬ ‫َمير أَرستقر ّ‬ ‫خصص لبيتهوﭬـن منحةً سنوية من ‪ 600‬فلورينة‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ـموسيقى‪ ،‬وأ ُ‬ ‫َبرزهم بيتهوﭬـن وموزار‪ّ .‬‬ ‫في ٍ‬ ‫رسالة إِليه سنة ‪ 1805‬س َّـماه بيتهوﭬـن «أَحد أَوفى أَصدقائي وأَبرز داعمي فنّي»‪.‬‬ ‫َّم له‬ ‫وبعد خالفه معه سنة ‪( 1806‬كما جاء في ّ‬ ‫النص أَعاله) عاد من سيليزيا وهش َ‬ ‫تـمثاله في ﭬـيينَّا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫معظمه مع الجنوب الغربي‬ ‫ث‪،‬‬ ‫ل‬ ‫مث‬ ‫افي‬ ‫ر‬ ‫جغ‬ ‫صال‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ذات‬ ‫كانت‬ ‫يخية‬ ‫ر‬ ‫‪ -29‬منطقةٌ تا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫نضمت بكاملها إِلى أَلـمانيا عند‬ ‫ا‬ ‫ـمانيا‪.‬‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫مع‬ ‫ضئيل‬ ‫ـجزء‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫تشيكيا‬ ‫ومع‬ ‫من ﭘـولونيا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫توحيدها سنة ‪.1871‬‬ ‫‪ -30‬بلدةٌ من مقاطعة أُوتْ ِر ْخت الـهولندية‪ .‬جرت فيها الـمعركة نهار ِاإلثنين ‪ 2‬كانون‬ ‫األَول ‪ .1805‬بعد تسع ساعات من الـمعارك انتصر جيش بوناﭘـارت على الـجيش‬ ‫ِ‬ ‫ـمؤِّرخون أَ ْن تَـجلَّت فيها‬ ‫النمساوي الروسي (بقيادة فرنسوا األَول ملك النمسا)‪ .‬ويرى ال َ‬ ‫عبقرية بوناﭘـارت في الخطط الـحربية‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 38‬‬


‫بعد ٍ‬ ‫مدة من تلك الـحادثة‪ ،‬غدا َة انتصار دوق ِولِنـْ ْغـتُون‬ ‫في ﭬـيتُّوريا(‪ ((3‬إِسـﭙـانيا على فيالق جيش جوزف بوناﭘـارت(‪،((3‬‬ ‫فوضعت‬ ‫ض‬ ‫لت الـمناسبة أل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫شقيق األَمبراطور‪ ،‬تناو ُ‬ ‫ُعو َ‬ ‫ذات حركتَين َعنـَْونـْتُها «معركة ﭬـيتُّوريا أَو‬ ‫سمفونيا بطولية َ‬ ‫كرر عزفُها مر ًارا في ﭬـيينَّا وعاد ريعها إِلى‬ ‫انتصار ِولِنـْ ْغتُون»‪ ،‬تَ َّ‬ ‫َدخلت‬ ‫مساعدة جرحى الحرب‪ .‬وإِ ً‬ ‫يغال في إِحياء َج ّو النصر‪ ،‬أ ُ‬ ‫بالـموسيقى أَصوات مدافع وبنادق على آالت األُوركسترا التي‬ ‫خاطرت بقيادتها ولو أني لم أَسمع من جميع أَصواتها إَِّل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫قرعات الطبل الكبير‪.‬‬ ‫َن سمفونيا معركة ﭬـيتُّوريا البطولية ال ِ‬ ‫من التناقضات أ َّ‬ ‫ـمناهضةَ‬ ‫ُ‬ ‫افتخارا بها‪ .‬كانت «حماقةً»‪،‬‬ ‫َقل أَعمالي‬ ‫الناﭘـوليونية هي أ ُّ‬ ‫ً‬ ‫تسليةً موسيقية‪ ،‬فيما السمفونيا البطولية الْكانت مهدا ًة إِلى‬ ‫َفضل عندي‪ ،‬وستبقى‪ ،‬كما‬ ‫ذاك الذي َج َحد َ‬ ‫وج َح ْدتُه‪ ،‬هي األ ُ‬ ‫َآمل‪ ،‬رائعةً خالدة‪.‬‬ ‫(‪((3‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اطي إِنكليزي إِيرلندي (‪.)1852-1769‬‬ ‫ِ‪ -31‬آرثر ولزلي‪ ،‬دوق مدينة ولن ْغتون‪ :‬أَرستقر ٌ‬ ‫اشتُهر بانتصاره على ناﭘ ـوليون في معركة واترلو (‪ 18‬حزيران ‪.)1815‬‬ ‫‪ -32‬مدينةٌ في شمال إِسـﭙـانيا‪ .‬بعد انتصار دوق ِولِنـْ ْغتون فيها‪ ،‬وضع بيتهوﭬـن (بين‬ ‫آب واألُسبوع األَول من تشرين األَول ‪ )1813‬مقطوعةً سمفونيَّة من ‪ 15‬دقيقة عنوانها‬ ‫«سمفونيا الـمعركة» أَو «معركة ﭬـيتُّوريا»‪.‬‬ ‫نسي (‪ .)1844-1768‬هو بكر أَشقاء ناﭘ ـوليون‪َ .‬ح َك َم‬ ‫‪ -33‬دﭘ‬ ‫ـلوماسي وضاب ٌ‬ ‫ط فر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مملكة إِ‬ ‫منهزما أَمام انتصار دوق‬ ‫‪)1813‬‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫(‪2‬‬ ‫يد‬ ‫ر‬ ‫مد‬ ‫وغادر‬ ‫‪،1808‬‬ ‫سنة‬ ‫ـانيا‬ ‫ﭙ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ً‬ ‫ِولِنـْ ْغتون في معركة ﭬـيتُّوريا‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 39‬‬


‫الموسيقى أَرفع من جميع العقائد‪ :‬حينما نـغَم من ٍ‬ ‫آلة‬ ‫ُ‬ ‫ٌَ‬ ‫ٍ‬ ‫موسيقية يرتفع‪ ،‬يرفعنا معه إِلى ٍ‬ ‫كثيرا من‬ ‫َعلى‬ ‫أ‬ ‫سامية‬ ‫حالة‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ح َـماقات البشر‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 40‬‬


‫العسكري‪.‬‬ ‫ابن شقيق بيتهوڤـن‪ :‬الفىتكارل (‪ )1858-1806‬يف زيّه‬ ‫ّ‬

‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 41‬‬


‫الفصل السادس‬

‫ابن �أَخي‬ ‫ُ‬ ‫علي‬ ‫صعب َّ‬ ‫ُجر ٌح بلي ٌغ َ‬ ‫آخُر في اعترافاتي يَ ُ‬ ‫عصر قلبي ويَ ُ‬ ‫شقيقي األَوسط الذي مات‬ ‫ت َذ ُّكُره‪ :‬عالقتي بــكارل‪ ،‬اب ِن‬ ‫َ‬ ‫(‪((3‬‬ ‫تعيين‬ ‫لي بوصاية وحيده لكنه عاد َّ‬ ‫باكرا وكان َع َهد إِ َّ‬ ‫فقرر َ‬ ‫ً‬ ‫زوجته جوانَّا شريكةً لي في الوصاية‪.‬‬ ‫ً ِ‬ ‫لت أَني ‪-‬بصفتي وصيًّا وحيال ُسوء سلوك أَرملة‬ ‫طويل خ ُ‬ ‫كنت في حماستي‬ ‫َحضنَه وأ َّ‬ ‫أَخي‪ -‬أَستطيع أَن أ ُ‬ ‫َهتم به وحدي‪ُ .‬‬ ‫َجعل منه‬ ‫أَرى في كارل َولَدي الذي لم أ ُْرَزقْهُ‪ ،‬وتمنّ ُ‬ ‫يت أَن أ َ‬ ‫ال ُـمبدع ال ُـمبكر كما كانَه موزار‪ ،‬مقلِّ ًدا الوعـيِـ ـيًّــا ما كان يريده‬ ‫لي أَبي في طفولتي‪.‬‬ ‫مرضية ضاغطة‪.‬‬ ‫أَعترف أَنني‬ ‫ُ‬ ‫مارست معه امتالكيةً َ‬ ‫‪ -34‬هو شقي ُقه غاسـﭙـار (‪ )1815-1774‬الذي توفي فجأَةً عن ‪ 41‬سنة‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 43‬‬


‫كنت بغُروري أ َّدعي أَن أَكون له ﭘـيغماليون فيما لم تكن له‬ ‫ُ‬ ‫َخذت‬ ‫ماهرا‪.‬‬ ‫يصبح َ‬ ‫عاندت‪ .‬أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مهارةٌ وال رغبةُ أَن َ‬ ‫عازف ﭘـيانو ً‬ ‫ِ‬ ‫َمنعها من ْرؤيته‪.‬‬ ‫َحرمها من الوصاية وأ َ‬ ‫أُِمه إلى الـمحكمة أل ُ‬ ‫ائم أُخرى‬ ‫اتّهمتُها بالخيانة الزوجية‪ ،‬وبالتسميم لزوجها‪ ،‬وبجر‬ ‫َ‬ ‫زورا يـمنعني الخجل من ذكرها هنا‪ .‬س َّـمْيتُها «ملِكة‬ ‫اختلقتُها ً‬ ‫خصال أَخالقيةً لها كي تربـِّي ولَدها‪ .‬كان‬ ‫ُثبت أَ ْن ال‬ ‫َ‬ ‫الليل» أل َ‬ ‫َنجح في رعايته وحدي من دون اتهام األَرملة لو‬ ‫يمكن أَن أ َ‬ ‫َرغمني على مواجهتها خمس‬ ‫أنها انصاعت‪َّ ،‬‬ ‫لكن َ‬ ‫عنادها أ َ‬ ‫ونلت‬ ‫بحت الدعوى ُ‬ ‫سنوات في الـمحكمة‪ .‬وبفضل عالقاتي ر ُ‬ ‫رعاية الولد وحدي‪ .‬وال أَنسى‪ ،‬لحظة صدور الح ْكم‪ ،‬نِظْرًة‬ ‫مـخيفةً في عينَي جوانَّا‪ ،‬امتزج فيها اليأْس والحقد‪ِ ،‬‬ ‫الضيقة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والثورة‪.‬‬ ‫ابن أَخي‪ .‬رسائلي إِليه‪ ،‬وهو‬ ‫برغم انشغاالتي وإِعاقتي‪ ،‬تبن ُ‬ ‫َّيت َ‬ ‫كنت أَبدأُها بعبارة «ولَدي الحبيب»‪،‬‬ ‫في المدرسة الداخلية‪ُ ،‬‬ ‫ض يَلجم‬ ‫وأُوقِّعها بعبارة «أ َ‬ ‫َبوك الطيِّب ال ُـم ْخلص»‪ .‬وكما ال ِّ‬ ‫ـمرو ُ‬ ‫عاجزا‬ ‫كنت أ ُ‬ ‫حصانه‪ُ ،‬‬ ‫ـمرات المعزوفةَ ذاتها‪ً ،‬‬ ‫َستعيده عشرات ال ّ‬ ‫عزفه‪.‬‬ ‫صممي عن تقدير مستوى ْ‬ ‫بسبب َ‬ ‫كنت أَظُن أَن الـمثابرة الـمتواصلة قد َتؤّدي إِلى ا ِإلبداع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تتكو ُن بأ َْمر من أَحد‪ .‬كان كارل‬ ‫ولـم أَتنبَّه إلى أَن الـموهبة ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ت عنه‪ ،‬وهنا التعبير‬ ‫َصم ْم ُ‬ ‫عازفًا مواظبًا إنما بال مهارة‪ .‬لكنني أ َ‬ ‫‪44‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:07 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 44‬‬


‫مدفوعا برغبتي أَن أَراه يحمل شعلة‬ ‫الصمم في محلّه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عن َ‬ ‫كثير الـمعاشرات السيئة‪،‬‬ ‫قليل التهذيب‪َ ،‬‬ ‫أُسرة بيتهوﭬـن‪ .‬كان َ‬ ‫السير‬ ‫دائم العُقوق تجاهي‪ ،‬ر ً‬ ‫افضا حتى َ‬ ‫اصل االستدانة‪َ ،‬‬ ‫متو َ‬ ‫متحج ًجا بــ«مظهري المجنون»‪ .‬لم أ َ​َر‪ ،‬بل لم أَشأْ‬ ‫حدِّي‬ ‫ِّ‬ ‫يوما‬ ‫أَن أَرى‪ ،‬كيف ال تستهويه الموسيقى‪ .‬وحين باح لي ً‬ ‫ينضم إِلى سالح الفرسان‪،‬‬ ‫أَنه يهوى األَحصنة ويحلم بأَن َّ‬ ‫ت ضاح ًكا ظنًّا أَنه يمزح‪.‬‬ ‫انفجر ُ‬ ‫ْ‬ ‫عابرا‬ ‫َي إِشارة ُم ْس‬ ‫ذات صباح‪ ،‬بال أ ِّ‬ ‫هرب(‪((3‬من بيتي‪ً ،‬‬ ‫(‪((3‬بَقة‪َِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ع ﭬـيينَّا إِلى قلعة َر ْاوهْن ْشتَايْن في بادن حيث اعت ْدنا‬ ‫شوار َ‬ ‫وج َههُ إِلى‬ ‫أَن َّ‬ ‫استل مس ّد ًسا‪َّ ،‬‬ ‫نتنزه‪ .‬هناك‪ ،‬وسط الخراب‪َّ ،‬‬ ‫قليل‪ ،‬وأُعجوبيًّا‬ ‫حادت ً‬ ‫صدغه وضغَط على الزناد‪َّ .‬‬ ‫لكن الطلقة َ‬ ‫ف‬ ‫صب إَِّل بِـجرٍح فقط في جبينه‪ .‬والح ًقا قال‪« :‬فـَْليَ ُك َّ‬ ‫لَـم يُ َ‬ ‫َمسيت أَسوأَ لكثرة ما‬ ‫عمي عن إِزعاجي باتّهاماته ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫وتذمراته‪ .‬أ ُ‬ ‫أَرادني أَفضل»‪.‬‬ ‫محاولةُ االنتحار َّ‬ ‫كنت‬ ‫كدت أُسبِّب َ‬ ‫هدتْني‪ُ :‬‬ ‫موت َمن ُ‬ ‫َعتبره ولدي!‬ ‫أ ُ‬ ‫فتحرر كارل من قبضتي وراح يعيش مع‬ ‫أ‬ ‫نادما َّ‬ ‫َخيرا تر ُ‬ ‫اجعت ً‬ ‫ً‬ ‫أُمه‪ ،‬ملتح ًقا بالخدمة العسكرية في إِيغلو(‪.((3‬‬

‫بناؤها إِلى القرن الثاني عشر‪.‬‬ ‫‪ -35‬قلعةٌ مهجورة َخ ِربَة يعود ُ‬ ‫‪ -36‬مدينةٌ نـمساوية على ‪ 26‬كلم جنوب َّـي ﭬـيينا‪.‬‬ ‫‪ -37‬مدينةٌ تشيكية‪ ،‬على ‪ 122‬كلم جنوبي شرقي العاصمة ﭘْـ ـراغ‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:08 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 45‬‬


‫بالبزة العسكرية‪ ،‬وعلى جبينه‬ ‫آخر ما وصلني منه‪ :‬صورة له َّ‬ ‫ُ‬ ‫خصلةُ َشع ٍر تُـخفي الجرح في جبينه‪ .‬في تلك الصورة ما‬ ‫ـخـلِّـيه عن عالَـم الـموسيقى‪ ،‬وفي جبينه أَثـٌَر‬ ‫ابن أَخي‪ :‬تَ َ‬ ‫يختصر َ‬ ‫ِ‬ ‫بال ٌغ عن ٍ ٍ‬ ‫َجعل منه‬ ‫عمل بائس قام به‪ ،‬سبَبُهُ إصراري على أَن أ َ‬ ‫مبدعا لَـم ي ُكن يريد أَن يَـكونَه‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪46‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:08 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 46‬‬


‫قناع املوت مأْخو ًذا عن وجه بيتهوڤـن قبل دفنه‪.‬‬

‫‪8/11/2020 3:47:08 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 47‬‬


‫الفصل السابع‬

‫ِانتقامي‬ ‫َعمال تُشبهني‪.‬‬ ‫ها أَنا ٌ‬ ‫تارك للخلود أ ً‬ ‫كنت خصيبًا كأَعمالي‪.‬‬ ‫ُ‬

‫اصف الخصومة‪.‬‬ ‫هاجـمْتها عو ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت سنديانةً ال تـُْقتـَلَع مهما َ‬ ‫ٍ‬ ‫كات أ َ​َمل‪،‬‬ ‫وكما في موسيقاي‪ ،‬اخترقـَْتني‬ ‫لحظات ُحزن وحر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫حنان المتناهيةً كانت عزاء ِ‬ ‫لحظات ٍ‬ ‫مبلس ًما‬ ‫عرفت‬ ‫ومثلها‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الصماء‪.‬‬ ‫عذابات َـي َّ‬ ‫َتزوج وال تركت ِ‬ ‫مؤلّفاتي‪ .‬وستنتقل‬ ‫عقبًا‪َّ .‬‬ ‫لكن أَوالدي َ‬ ‫ُ‬ ‫لَـم أ َّ ْ‬ ‫جيل إِلى ٍ‬ ‫من ٍ‬ ‫غادرت هذا‬ ‫جمال بَعدما أَكو ُن‬ ‫جيل ناشرًة ً‬ ‫ُ‬ ‫العالَـم‪.‬‬ ‫ب مني‪ ،‬وسأَبقى حيًّا في‬ ‫عشت حياتي أ َُؤلِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف ما يُطلَ ُ‬ ‫مؤلّفاتي التي تـَُؤِّمن لي الخلود وتداويني من ظُْلم القدر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫غدا متـَ​َّو َجـةً بالمجد‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫فتعوض لي ُحز َن حياتي اليوم حياةً ً‬ ‫‪49‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:08 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 49‬‬


‫يفه ْمني أَبي وال ف ِه َمْتني النساء‪ ،‬وال استوعبَني‬ ‫في حياتي لم َ‬ ‫َمن انزعجوا من طبعِي النَ ِزِق الغَضوب‪ .‬عزائي أ َّ‬ ‫مؤلّفاتي‬ ‫َن َ‬ ‫َ‬ ‫ماليين ُمـحبّي الـموسيقى‪.‬‬ ‫بعدي‬ ‫تُـهديني حبًّا يتقاسمه‬ ‫ُ‬ ‫لـم أَ ُكن ثرثارا في سرد اعترافاتي لكنني كنت فيها م ِ‬ ‫صا‪.‬‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ـخل ً‬ ‫ً‬ ‫َستجدي إِعجابَكم وال َش َف َقتَكم‪.‬‬ ‫ال أ ْ‬ ‫وحده تَ َس ُام ُحكم يكفيني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كائن من لـح ٍم ودم‪.‬‬ ‫قولوا أ ْن ُ‬ ‫لست أُسطورةً بل ٌ‬ ‫عادي‪.‬‬ ‫متفوقًا بل ٌّ‬ ‫لست إِنسانًا ِّ‬ ‫قولوا أ ْن ُ‬ ‫لودﭬِــيك ﭬَـان بيتهوﭬِـن!‬ ‫إِنسا ٌن اس ُـمه‪ْ ...‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:08 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 50‬‬


BIBLIOGRAPHIE SOMMAIRE - Philippe A. Autexier, Beethoven: La force de l’absolu, Gallimard, coll. «Découverte», 2010. - Ludwig van Beethoven, Cahiers de conversation, Buchet-chastel, 2015. * Carnets intimes, Buchet-Chastel * Les Lettres de Beethoven: l’intégrale de la correspondance 1787-1827, Actes Sud, 2010. -André Boucourechliev, Beethoven, Le Seuil, coll. Solfèges, 1963 et 1994. -Elisabeth Brisson, Ludwig van Beethoven, Fayard/ Mirare, 2004. * Guide de la musique de Beethoven, Fayard, 2005. -Edmond Buchet, Beethoven: légendes et vérités, Bichet Chastel, 1995. -Peter Clive, Beethoven and his world: A biographical Dictionary, Oxford, 2001. 51 beethoven 17-jun-20.indd 51

8/11/2020 3:47:08 PM


- John Clubbe, Beethoven, The Relentless Revolutionnary, WW. Norton & Company, 2019. - Barry Cooper, Dictionnaire Beethoven, Lattès, 1991. - Bernard Fauconnier, Beethoven, Gallimard, coll. Folio biographies, 2010 - Bernard Fournier, Le Génie de Beethoven, Fayard, coll. «Les Chemins de la musique», 2016. - Michèle Lhopiteau-Dorfeuille, Ludwig Van Beethoven: «L’Art pour unique raison de vivre», Le bord de l’eau, 2017. - Lewis Lockwood, Beethoven, The Music and the Life, WW. Norton & Company, 2003 - Emil Ludwig, Beethoven, vie d’un conquérant, Editions de la Maison Française, 1945. - Jean et Brigitte Massin, Ludwig Van Beethoven, Fayard, 1967. - Romain Rolland, Vie de Beethoven, Hachette, 1903 et 1977. - Maynard Solomon, Beethoven, Fayard, 1970 et 2003. - John Suchet, Beethoven, The Man revealed, Grove Press, 2012.

52 beethoven 17-jun-20.indd 52

8/11/2020 3:47:08 PM


- Jan Swafford, Beethoven, Anguish and Triumph, Houghton Mifflin Harcourt, 2014. - Wheelock Thayer, Life of Beethoven, Princeton University Press, 1967.

53 beethoven 17-jun-20.indd 53

8/11/2020 3:47:08 PM


Ludwig van Beethoven Johann van Beethoven Bonn Maria Magdalena Keverich Kaspar Anton Karl Beethoven Nikolaus Johann Beethoven Vienna )Frédéric II de Prusse (Frédéric le Grand Wolfgang Amadeus Mozart Harpsichord .Clavecin Leopold Mozart Bonn Cologne Berlin Hamburg Munich Ferdinand Alois Isidor Jeitteles Fidelio Joseph Ferdinand von Sonnleithner Thérèse Malfatti Magdalena Willmann Max Willmann Fräulein Tribolet Galvani Thérèse de Brunswick (Pépi( Joséphine de Brunswick Joseph Count Deym Christoph von Stackelberg Giulietta Guicciardi Robert von Gallenberg Marie Erdödy

54 beethoven 17-jun-20.indd 54

8/11/2020 3:47:08 PM


Péter von Erdődy Franz Xaver Brauchle » Eléonore von Breuning, alias « Lörchen Franz Gerhard Wegeler Antonia Brentano Brentano Bettina Achim von Arnim Goethe Napoléon Bonaparte Kant Schiller Hölderlin Hegel Eroïca Joseph Franz Lobkowitz Ferdinand Ries Bataille d’Iéna Bismarck Karl Lichnowsky Silésie Austerlitz Duc de Wellington Joseph Bonaparte )Vitoria (Espagne Karl Joanna Pygmalion George Bernard Shaw )Rauhenstein (Baden )Bohême( Iglau Prague

55 beethoven 17-jun-20.indd 55

8/11/2020 3:47:08 PM


‫الفهر�س‬ ‫الفصل األَول‪ :‬الغُروب ‪9. ............................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أَبي ‪15................................................‬‬ ‫الفصل الثالث‪ُ :‬ك ْرِه َي الناس ‪21....................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ه َّن!‪27................................................‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬أَوهامي السياسية‪35............................‬‬ ‫ابن أَخي ‪41......................................‬‬ ‫الفصل السادس‪ُ :‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬اِنتقامي ‪47..........................................‬‬ ‫‪49........................BIBLIOGRAPHIE SOMMAIRE‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪8/11/2020 3:47:08 PM‬‬

‫‪beethoven 17-jun-20.indd 56‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.