ما تﺒقﻰ من مﺆيدي النظام بعيون المجتمﻊ
www.enab-baladi.com enabbaladi@gmail.com
10 ﺳﻴاﺳﻴﺔ -ثﻘافﻴﺔ -ﺗوعويﺔ -منوعﺔ
العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
ً دام 343شهيدا في يوم واحد أسﺒوﻉ جديد ﹴ
ﻃﻼبنا بين شهيد ومعتقل
بدء العام الدراسي يﺒشر بعودة الحراﻙ الطﻼبي
من أجواء يوم أطفال الشهداء الذي نظمته حرائر داريا أﺯمﺔ معﻴﺸﻴﺔ ﺗعﺼﻒ بالعاﺻﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼاديﺔ
4
الﺤرﺏ وأثرﻫا النﻔﺴي علﻰ أفراد مﺠﺘﻤعنا
12
ﺗوثﻴﻖ الﺠثﺚ مﺠﻬولﺔ الﻬويﺔ
14
استعادة الحاﺿنة الشعﺒية بعد االحتضان الشعبي الكبير والملموس للثورة السورية وللجيش السوري الحر ،عمد النظام إلى سياسة انتزاع هذه الحاضنة الشعبية عن الجيش صا والثورة عمو ًما ،فازداد بطشه الحر خصو ً ووحشيته في المناطق األكثر احتضانًا للثورة، فارتكب -وما يزال -المجازر اليومية بحق المدنيين األبرياء ال لشيء سوى الحتضانهم الثورة ،ساع ًيا من وراء ذلك وبمساعدة من أزالمه ومرتزقته في كل مكان وعلى كافة المستويات إلى تحميل وزر المجازر التي يرتكبها إلى الجيش الحر والثوار باعتبارهم ومن خالل وجودهم بين المدنيين سب ًبا لما يحل بالمدن من تدمير وخراب وقتل للمدنيين .وربما نجح النظام من خالل الفظائع التي ارتكبها في بعض المناطق في خلق شرخ بين الثورة والسيما الجيش الحر وبين حاضنته الشعبية. وفي سبيل استعادة هذه الحاضنة وترميم الشرخ الذي حصل ،وإلفشال مخططات النظام، ينبغي على الناشطين والثوار وعناصر الجيش الحر وقادة كتائبه ومجموعاته توحيد جهودهم ونبذ خالفاتهم جان ًبا كي ال تضيع فرصة تحقيق النصر من بين أيديهم } َو َال َت َناز َُعو ْا َف َتفْشَ لُو ْا يحك ُْم{ .فتوحيد الجهود عامل أساسي َو َت ْذ َه َب رِ ُ من عوامل النصر ،ومن هنا كانت الدعوة الشعبية والثورية في جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر باعتباره العنصر الثوري األقوى والالعب األساس على األرض حال ًيا. فعلى الثوار من مختلف مواقعهم العمل والتوحد لمواجهة محاوالت النظام لخرق الصفوف من خالل مجالس ولجان يقوم هو بتشكيلها وليقدمها فيما بعد على أنها ممثلة للمجتمع والثورة، ولتقدم بدورها مجموعة مطالب بما يسيء للثورة ويصرفها عن هدفها الحقيقي الذي اشتعلت من أجله وقدمت في سبيله الكثير من التضحيات. إن دماء الشهداء والتضحيات التي بذلت في سبيل ثورة الحرية والكرامة تجعل توحيد جهودنا وتكاتفنا أولوية للحفاﻅ على الثورة ًأوال والستعادة حاضنتها الشعبية ثان ًيا ،ولتحقيق النصر وبلوﻍ أهداف الثورة ثالثًا ،وذلك لن يكون إال بالتعالي على المصالح الضيقة والخالفات الجانبية وبأن نذكر دو ًما أننا ي ٌد واحد ٌة هدفها إسقاط نظام الظلم واالستبداد.
2
عنب بلدي
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
ٌ مستمر في «حرق» سوريا نظام األسد و «خرق» القوانين الدولية 286مظاهرة في 239نقطة تظاهر في مختلف أنحاء سورية في جمعة «توحيد كتائب الجيش السوري الحر» ً ً شهيدا يوم األربعاء لوحده!! شهيدا و343 سقط فيها 183 حمص الوليد
قصف طائرات النظام ال يتوقف على أحياء الخالدية وجوبر والسلطانية وجورة الشياح حيث ألقي عدد من البراميل المتفجرة ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى وتدمير عدد من المباني السكنية كما سقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف بمدافع الهاون والطيران المروحي والحربي وراجمات الصواريخ والدبابات استهدف القصير والرستن وتلبيسة والغنطو وتلكلخ والحولة ودارت اشتباكات في السلطانية وبابا عمرو .وفي يوم الجمعة سجلت حمص خروج 6مظاهرات.
مهد الثورة
قصفت قوات النظام بصر الحرير واللجاة وغصم وبصرى الشام والنعيمة ودرعا المحطة وطفس واليادودة وداعل وأم المياذن والطيبة وكحيل والكرك الشرقي بالهاون والمدفعية الثقيلة والدبابات ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى كما اقتحمت سحم الجوالن وعتمان بالدبابات وشنت حملة دهم واعتقال وحرق للمنازل ودارت اشتباكات في الشيخ مسكين وأعدمت قوات األسد 9أشخاص ميدان ًيا في إبطع .وفي يوم الجمعة سجلت درعا 15مظاهرة.
حماة الفداء
قصفت قوات النظام قرية زبدة بالهاون وسقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف استهدف قسطون وسوحا والمشيرفة ومسعود وكفرزيتا وجبل شحشبو بالطيران الحربي والمدفعية والبراميل المتفجرة كما حاصرت حي المصافي وهدمت وحرقت ودمرت عشرات المنازل في حي مشاع األربعين بعد اقتحامه وقصفه بالطيران المروحي وشنت حمالت دهم واعتقال في حي الشيخ عنبر. وسجلت حماة يوم الجمعة 89مظاهرة.
العشرات وقصفت أحياء العرضي والشيخ ياسين والحميدية والموظفين والجبيلة والعمال وسقط العديد من الشهداء والجرحى .ودارت اشتباكات في حي الكنامات وارتكبت قوات النظم مجزرتين في حيي الجورة والقصور بعد أن قصفتها طائرات الميغ والبراميل المتفجرة والمدفعية والدبابات سقط خاللها 30مدن ًيا أعدموا ميداني ًا في الجورة و 23شهي ًدا بينهم نساء وأطفال في القصور .كما تعرضت إدلب الصمود قصفت قوات النظام قرية سرجة ومعرتمار البوكمال لقصف عنيف بالطيران الحربي. ومعرة النعمان ومحمبل وتفتناز وسرمين وسجلت الدير يوم الجمعة 52مظاهرة. وحاس وكفرنبل بالمدفعية والهاون حلب المقاومة والرشاشات الثقيلة والطيران المروحي قصفت قوات النظام األتارب وإعزاز ومارع والبراميل المتفجرة ما أدى إلى سقوط عدد وبزاعة والباب وكفرنوران وتادف وكرم الجبل من الشهداء والجرحى وتدمير عدد من المنازل وعنجارة بالبراميل المتفجرة والمدفعية كما والممتلكات .كما سقط 6شهداء في خان يستمر قصف أحياء حلب القديمة التي شيخون جراء إلقاء طائرات النظام براميل دمرت بشكل شبه كامل وارتكبت قوات متفجرة أدت إلى تهديم عدد من المنازل .األسد مجزرة في حي المعادي حيث سقط 25 وسجلت إدلب الجمعة 33مظاهرة. شهي ًدا جراء القصف وتهديم 3أبنية فوق رؤوس ساكنيها وأعدمت 25شخ ًصا ميدان ًيا درة الفرات اقتحمت قوات النظام حي الجالء واعتقلت في حي الراشدين ودارت اشتباكات في
«أركان» النظام تهتز من جديد
استفاقت دمشق يوم األربعاء 26أيلول 2012على دوي انفجارين هائلين هزا أركان الشام ،ويبدو أن من اهتز بالفعل هي «أركان النظام» ...المثير للشك في األمر أن التلفزيون الرسمي لم يسرع لنقل الحدث كما العادة في كافة االنفجارات «السابقة» التي كان يجهز لها كما يجهز ألي فيلم تلفزيونيُ ،يعد المكان ويرتبه ،كما يهيأ جثث الموتى والسيارة المفخخة ،وبعد إطالق شارة البدء يهرع
الكادر الصحفي إلى المكان على الفور ،كيف ال وقد حضروا قبل التفجير بدقائق!! أما تفجير األربعاء فلقد كان بنكهة خاصة فاجأت النظام ..فالهدف هذه المرة هيئة األركان المتاخمة لساحة األمويين ومقر اإلذاعة والتلفزيون. فور سماع دوي االنفجارين ُسمعت رشقات من الرصاص في المكان ،وتعالى الدخان األسود ليعم سماء دمشق، وهرعت سيارات اإلسعاف إلى المكان وشددت الحواجز األمنية المزروعة في العاصمة من قبضتها وأطلقت هي األخرى أعيرتها النارية عشوائ ًيا من هول صدمتها ومنعت الوصول إلى ساحة األمويين ،حتى طالب المدارس ُأعيدوا إلى منازلهم!! وبعد أن استفاق اإلعالم السوري قليلاً ،خرج وزير اإلعالم السوري ليعلن أن التفجيرين نفذا بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة بالقرب من هيئة األركان ولم يسفرا عن أية إصابات البتة ...مجرد أضرار مادية ال غير!! لكن الوزير المسكين كان قد تأخر قليلاً فالناطق الرسمي باسم لواء أحفاد الرسول كان قد سبقه في اإلعالن عن العملية وتبن ّيها ،والتي وصفها باالستخباراتية السرية ،وقال بأن الهجوم استهدف مقر األركان بالتعاون مع عمالء زرعوا داخل النظام ،وبأن النقود لعبت دورًا في شراء ذمم بعض من يعملون في «خدمة النظام» وبأن المواد المستعملة كانت عبوات ناسفة موجهة بقدرة تدميرية تصل إلى 30م 2وبأنها استهدفت مجموعة
أحياء العامرية وصالح الدين وسيف الدولة واألعظمية واألكرمية وحلب الجديدة بعد إعالن ساعة الحسم في حلب وسيطر الجيش الحر على أحياء العامرية وباب إنطاكية والشيخ مقصود .وسجلت حلب الجمعة 40 مظاهرة.
دمشق وريفها ،استمرار الحصار
ارتكبت قوات النظام عدة مجازر في دمشق وريفها خالل األسبوع حيث أعدمت 9 أشخاص ميدان ًيا في جوبر وقتلت 107 أشخاص في الذيابية و 11شخ ًصا في دوما و 16في برزة وشنت حملة دهم واعتقال في حي التضامن وكفرسوسة وحي التركمان وقامت بتدمير مباني سكنية في القابون وقصفت الحجر األسود ومخيم اليرموك ودوما ومعضمية الشام وعرطوز وحرستا ويبرود ودير العصافير والزبداني والمليحة والسيدة زينب وشبعا وحوش عرب بالمدفعية والطيران المروحي وشنت حمالت دهم واعتقال في قطنا وبيت جن .وسجلت دمشق مظاهرتين وسجلت ريفها 21مظاهرة.
من الضباط والعناصر داخل المقر وأنهى حديثه بأن العملية كانت ناجحة لينفي تصريحات وزير اإلعالم السوري. الملفت لالنتباه في األمر هو إعالن قناة المنار عن التفجير قبل اإلعالم السوري ولكن برواية مختلفة!! فقناة المنار التابعة لحزب الله أعلنت أن التفجير حصل داخل مقر األركان وبأنه أدى إلى احتراق الطابق األول فيه وبأن هناك عد ًدا من الجرحى والقتلى ..إذًا فرواية وزير اإلعالم كاذبة!! وهي التي كذّبها قبل ذلك إعالم الوزير نفسه عندما أعلن التلفزيون السوري بداية سقوط عدد من القتلى والجرحى قبل أن يخرج الوزير ليق ُصر األضرار على لماديات .وحتى لو لم تثبت كذب رواية الوزير قناة المنار والتلفزيون السوري الرسمي ألثبتتها سيارات اإلسعاف التي توافدت على المنطقة بصورة جنونية وأعداد كبيرة لتوحي بعدد المصابين الكبير والتي توجهت إلى المشفى العسكري في المزة ومشفى المواساة والشامي وترافقت مع إغالق كافة الطرق المؤدية للمكان. هي ضربة موجعة أخرى بعد ضربة مقر األمن القومي، ودليل واضح على اتساع رقعة عمليات الجيش الحر واختراقه صفوف النظام وإشارة مطمئنة للثوار بأن عمليات الجيش الحر ستكون موجهة ألهداف إستراتيجية مستقبلاً ،وهي دليل قوة وتنظيم ،ودليل قاطع على أن النظام بدأ يترنح وبأن أركانه بدأت تهتز وتتصدع بعد أن فرط عقد أصحاب الحكم حبةً تلو األخرى.
عنب بلدي
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
المعارضة الداخلية (كما باتت تُسمى) أساسا بهيئة التنسيق الوطنية والمتمثلة ً وبعض األطراف األخرى ،أعلنت ومن دمشق أن مطلبها هو إسقاط النظام القائم (المستبد كالم قد يكون نقلة نوعية والقاتل لشعبه)ٌ . في الخطاب السياسي لمعارضة الداخل (وهئية التنسيق بالذات) ألنه يخرج من قلب دمشق ،إذ لم يعلنها أعضاء الهيئة صراحةً بهذا الشكل وبلسان ناطقهم قبل اليوم. ولكن ،كيف يسمح النظام السوري لمن يطالب بإسقاطه أن يعقد مؤتمره في عاصمته؟! أساسا ،وروسيا إيران ن أ القول نستطيع ّ ً والصين ثان ًيا ،ترغب بدعم كيان معارض ً عميال وليس مفضو ًحا شعب ًيا (ليس بتابع ّيته للنظام) ولديه ثقل نضالي سابق اليختلف عليه الشارع السوري الثائر ،وإن كان هذا الكيان (هيئة التنسيق) قد فقد الكثير من رصيده في شهور الثورة الماضية وحتى اللحظة الحالية بسبب تصريحاته البعيدة عن نبض الشارع .فبع َد رفض أساسا والقوى المعارضة المجلس الوطني ً األخرى زيارة إيران ،باعتبارها شريكًا في قتل الشعب السوري ،رأت طهران والدول األخرى الحليفة للنظام أنه البد من دعم قوى حقيقة تقبل التواصل والتنسيق معارضة ٍ ٍ معها لحل األزمة السورية ،حتى لو نادت
مﺆتمر المعارﺿة الداخلية؛ تحقيق لرﻏﺒة الدوﻝ الداعمة للنظام
هذه القوى بإسقاط النظام وتغييره ،ولكن كما نعلم تختلف الطريقة واألسلوب في تحقيق ذلك .فمعارضو هيئة التنسيق يعلنون معارضتهم أي تدخل عسكري لحسم الصراع ،ويقولون أنهم يريدون التعويل على قدرات الثورة الذاتية وليس على استجداء الخارج الذي لن يتدخل إ ّال لتحقيق مصالحه. علينا أ ّال ننسى أن المعارض رجاء الناصر والذي كان يتحدث من دمشق في المؤتمر ،قد قُتل ولده منذ عدة أيام في حلب وهو يسعف الجرحى كما قيل ،وأن عبد العزيز الخير وغيره
من أصدقائه المحسوبين على هيئة التنسيق قيد االعتقال أو الخطف حال ًيا. المؤتمر ُعقد في دمشق ،والنظام السوري اليريد ذلك ،واليناسبه وجود أي قوى تنادي بتغيير حقيقي ،ولكن إيران وحلفاء النظام يعون أنه البد من دعم قوى معارضة وفتح بوابات احتمال قادم. تواصل معها ،تحس ًبا ألي ٍ قد ال يكون التفاوض والحوار مع النظام هو الحل األفضل – حال ًيا على األقل -ألنه خسارة سياسية لمن يريد الدخول فيه، إذ أنه وحتى هذه اللحظة اليرى النظام
3
السوري في شعبه أو في القوى المعارضة له (للنظام) شريكًا أساس ًيا قادرًا على المشاركة في صنع مستقبل سوريا وقيادة المرحلة االنتقالية ،إال أنه ورغم ذلك فقد وصلت الرسالة لداعمي النظام ،أنه حتى من يقبل بالحوار مع حليفهم ،فإن مطلبه هو إسقاطه. مع تلك «اإليجابية» التي حققتها معارضة الداخل عبر المؤتمر ،إال أ ّن سيئاته كانت أكثر من حسناته ،واستطاعت الدول الداعمة للنظام أن تجعل بعض قوى المعارضة تقبل الحوار معها ومع النظام، في الوقت الذي ال زالت فيه آلة القتل تذبح المدنيين وتدكّ مدنهم .وهذه هي المشكلة الحقيقة في كل مؤتمر يعقد في الداخل إلى اآلن ،فالنظام وداعموه يريدون فقط اغتنام الفرص وكسب الوقت لهزيمة الثورة، ولو كانوا جادين في أي مبادرة لوجدناهم يضغطون على حليفهم المجرم ويهددونه بمنع تزويده بالسالح والخبراء والخطط. حتى هذه اللحظة فإن كل من يحاور النظام يخسر شعب ًيا ،ألنه لم يحقق أدنى شروط التفاوض ،وهي إيقاف القتل والتدمير ريثما ينتهي المتفاوضون من مباحثاتهم .وربما من حق الشارع الثائر أن ينظر لمن يتفاوض، في ظرف اليزال فيه النظام السوري (فقط) يريد كسب الوقت ،أن ينظر إليهم على أنهم يخدمون أجندة النظام وسياساته.
الجيش السوري الحر.. هل من الممﻜن أن يدان مﻊ النظام السوري في محﻜمة الجنايات الدولية؟ هناك مؤشرات تقول أنه يتم العمل اآلن على إحالة الجرائم المرتكبة في سوريا من قبل «طرفي الصراع» ،النظام السوري وكتائب الجيش الحر ،إلى محكمة الجنايات الدولية ،للتعامل معها كجرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية. صحيح أن التقارير التساوي إلى اآلن بين جرائم النظام وجرائم الجيش الحر ،ولكن في النهاية ومن وجهة النظر الجنائية والقضائية ،هي جرائم وانتهاكات خطيرة. من المفيد أن نذكّر ببعض المواد التي جاءت في نصوص المعاهدات الدولية والتي تخص النزاعات والتعامل مع األسرى والجنود والمدنيين ،والتي يبني عليها المجتمع الدولي (بمؤسساته الجنائية والقضائية) أحكامه. تقول المادة الثالثة في الباب األول من معاهدة جنيف: األشخاص الذين ال يشتركون مباشرة في األعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، واألشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو االحتجاز أو ألي سبب آخر ،يعاملون في جميع األحوال معاملة إنسانية ،دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون ،أو الدين أو المعتقد ،أو الجنس ،أو المولد أو الثروة ،أو أي معيار آخر ،و ُي َ حظر إصدار األحكام وتنفيذ العقوبات دون ً تشكيال قانون ًيا. إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة كما تذكر المادة السابعة عشرة من الباب الثالث أنّه ال يجوز ممارسة أي تعذيب بدني أو معنوي أو أي إكراه على أسرى الحرب الستخالص معلومات منهم من أي نوع ،وال يجوز تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون اإلجابة أو شتمهم أو
تعريضهم ألي إزعاج أو إجحاف. من الواضح أن االنتهاكات الصارخة التي ارتكبها النظام السوري ،هي التي أوصلته أو ستوصله للمحكمة الدولية .إال أنه وبنفس الوقت ،فإنه من الواضح أن هناك انتهاكات من بعض كتائب ومجموعات الجيش الحر لما تنص عليه المعاهدات الدولية ،وهو ما نشاهده على أرض الواقع وعلى شاشات التلفزة ومواقع الشبكة .وربما يكون واض ًحا أي ًضا أن الغالبية العظمى من تلك الكتائب والمجموعات التعلم شيئًا عن تلك المواثيق والتعيرها أي اهتمام وليس لديها القدرة على تطبيقها. أن يصبح الجيش الحر ،أو بعض كتائبه ومجموعاته ،مطلوبًا لمحكمة الجنايات الدولية ،فهذا يعني أن يكون كل من قاد أو أشرف أو خطط لتلك االنتهاكات مالحقًا دول ًيا .وأن تنتقل قيادات الجيش الحر (المدنية والعسكرية) في سوريا من موقع مشرّف وطن ًيا إلى موقع المطارد دول ًيا. عندما تقوم تلك الكتائب والمجموعات باعتقال شخص أو مجموعة من أتباع النظام أو حتى من مواليه أو المحسوبين عليه ،وتقوم بتصوير عملية القتل والتعذيب والتنكيل وسحب االعترافات عنو ًة من أصحابها ،وعندما يقومون بتصوير عمليات قتل بسبب الطائفة وعمليات قتل على الهوية ،فهم ُيه ُدون أدلة إدانتهم للجهات الدولية المختصة على طبق من ذهب .ولو سكتوا و َع ّموا على تلك التصرفات لكان خيرًا لهم وأقل جر ًما. ال أحد يجب أن يستخف بكون بعض مجموعات أو قيادات الجيش الحر قد تُحال إلى المحكمة الدولية ،فالشعب السوري
يبحث عن مناصريه وداعميه بين كوم من الدول الساكتة على قتله والدول الداعمة للنظام القاتل ،فكيف إن أصبح هذا الشعب عبر أهم مكون من مكونات ثورته حال ًيا مالحقًا قانون ًيا ودول ًيا؟ كيف سيصبح شكل الدعم عندئذ وكيف ستصبح الحلول المطروحة لحل األزمة؟ أق ُّلها أن يكون نظام بشار األسد وجماعات من الجيش الحر خارجة عن أي وجود سياسي في المرحلة االنتقالية ،باالضافة إلدانة ومالحقة دولية ل ُمك ّو ٍن ثوري قد بذل الشعب السوري في دعمه الغالي والرخيص. إذا أراد الجيش الحر أن يتعلم من األخطاء السابقة وأن يحسن سجله القانوني وسمعته الدولية ،فعليه تقوية بنيته ّ القضائية والجنائية لتتماشى مع االتفاقيات التي نصت عليها المعاهدات والمواثيق المعروفة ،وعليه أن يعلن ذلك عبر شاشات التلفزة ومواقع الشبكة ،وأن يبدأ بمحاسبة كل من يخطﺊ أو يتجاوز من أفراده ،وبشكل حازم .وبهذه الطريقة يمكن له أن يستعيد ما فقده من مصداقية داخل سوريا وخارجها ،وعندما يصبح الجيش الحر على هذا المستوى من المسؤولية العسكرية والقانونية ،يستطيع عندها أن يقنع الجميع أنه البديل الشرعي والوحيد للجيش الحالي الذي يقتل شعبه منذ أكثر من تسعة عشر شهرًا ،بأنه ٌ جيش وطن ٌي مؤهل قانون ًيا ليكون جيشً ا لكل الشعب السوري.
4
عنب د1راني
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
أﺯمة معيشية تعصف بالعاﺻمة اﻻﻗتصادية تقرير هنا الحلبي -عنب بلدي/حلب
ﻗﺼﻒ ﻣﺘﻮاﺻﻞ
تعتبر مدينة حلب مدينة منكوبة إذ أصبح قصف الطيران الحربي خالل ساعات اليوم أمرًا مألوفًا واعتاد أهلها النوم على صوت المدفعيات .بلغ عدد األحياء التي تتعرض للقصف المدفعي والمروحي يوم ًيا قرابة 25ح ًيا بمعدل 60قذيفة صاروخية في بعض األحياء من طائرات الميغ أو البراميل المتفجرة مما يحدث أضرارًا هائلة تؤدي إلى مبان بالكامل وحطمت طائرات النظام تهدم ٍ أرقا ًما قياسية في تحليقها فوق مناطق وأحياء محافظة حلب حيث استمر قصف الطيران الحربي في أحد الغارات على حي اإلنذارات مدة 17ساعة متواصلة. ورافق هذا القصف انقطاع للتيار الكهربائي لساعات طويلة تصل أحيانًا إلى أيام متواصلة إضافة إلى انقطاع المياه عن معظم أحياء حلب بسبب قصف األنبوب الرئيسي للمياه والمضخات التي تغذي عد ًدا من األحياء ما شكل أزمة حقيقية للسكان.
ﻧﺰوح اﻷﻫﺎﻟﻲ
ودفع هذا الوضع الكثير من السكان إلى الهجرة خارج المدينة ،أو نزوح من تبقى داخل األحياء المنكوبة إلى األحياء الراقية والتي ال تتجاوز نسبتها 30%منها ففتحت لهم المدارس والسكن الجامعي وقدم لهم األهالي الدعم المادي من وجبات الطعام في
رمضان إلى الحصص الغذائية و «الفرش» والمالبس وما إلى ذلك من احتياجات الحياة البسيطة ،ولعب تجار حلب دورًا رئيس ًيا في دعم ومساعدة هؤالء النازحين كما كان لهم األسبقية في مساعدة المدن المنكوبة سابقًا منذ اندالع الثورة وكذلك فتح المغتربون بيوتهم لهؤالء المنكوبين ،حتى البيوت قيد اإلنشاء سكنت بغالبيتها مع استقرار بعض العائالت في منصفات الشوارع الرئيسية خاصة العمال منهم وأدى إلى انهيار الوضع العريضة ونصب خيم فيها. االقتصادي ودفع هذا الوضع بعض الناس إلى عرض بضائعهم على األرصفة في اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ!! تلك المناطق الراقية بغرض كسب العيش, وتزامنت حركة النزوح هذه مع حصار خانق فما لبث أن اكتظت الشوارع بـ «البسطات» لمدينة حلب مما أدى إلى أزمة في المواد التي انتشرت بكثافة لتشمل بيع الخضار الغذائية وصلت ذروتها في أواخر شهر واألطعمة والمالبس وكافة مستلزمات رمضان حتى كادت تفقد من األسواق ،الحياة ،حتى بيع البنزين وإصالح إطارات وعند عودتها لألسواق عن طريق التهريب السيارات!! وشملت هذه األزمة حليب فإنها توفرت بأسعار مضاعفة وكذلك األطفال والخبز ,حيث يضطر المدنيون أحيانًا بالنسبة للبنزين فقد منع النظام وصوله إلى الوقوف عدة ساعات للحصول على ربطة إلى حلب مما أدى إلى ندرته وارتفاع سعره الخبز التي وصل سعرها في ذروته إلى 100 إلى خمسة أضعاف والزالت مادة البنزين ليرة سورية ,ناهيك عن تعرض المدنيين مفقودة كلي ًا في المدينة وتباع عن طريق للقصف الحربي أثناء وقوفهم في الطوابير التهريب على األرصفة وأدى النقص الحاد عند األفران ,ووصل عدد األفران المستهدفة في الوقود خاصة المازوت باإلضافة إلى خالل شهر واحد إلى 10أفران. قلة المواصالت وصعوبة الوصول إلى عدة وانتشرت في حلب في اآلونة األخيرة مناطق خاصة الصناعية منها إلى جمود مالحقة الشباب وسوقهم إلى خدمة الجيش االقتصاد ,حيث توقفت المعامل في سواء من األفران أو من حافالت النقل العامة منطقة «الشيخ نجار» الصناعية فانعكس أو من كافة الحواجز التي نشرها النظام في ذلك على أسواق البلد الرئيسية خاصة المدينة ,ولم تكن لتستثني حتى المعفى من منطقة «المدينة» مما أفقد الناس وظائفها الخدمة العسكرية أو الشاب الوحيد ألهله.
سياسة التهجير.. فلسطين أخرﻯ يبدو أن نظام األسد «المقاوم» «الممانع» الذي تربى على أيدي أساتذته في النظام اإلسرائيلي قد تعلم الدرس جي ًدا وحان وقت تطبيقه عمل ًيا على أرض الواقع .فسياسة األرض المحروقة التي اتبعها اإلسرائيليون في فلسطين تعاد اليوم في سوريا وأمام ناظر الجميع ،وعلى يد النظام السوري ضد الشعب السوري ،دون أن ينبس المجتمع الدولي ببنت شفة!! فما هذه السياسة إال استمرار لنهﺞ الحكومة اإلسرائيلية وتطبيق واسع النطاق للرؤية اإلسرائيلية على األراضي السورية على يد نظام الممانعة والمقاومة!! فنظام األسد الذي عجز عن وقف المد الثوري و َقتْل عزيمة الثوار ،قرر إتباع سياسة التهجير «المجرّبة» بعد أن فشلت سياسة التجويع والحصار التي اعتمدها قبل ذلك ،حين حاصر المدن الثائرة ومنع عنها الماء والكهرباء والغذاء، وحاربها حتى برغيف الخبز ،فصمد معظم السوريون الجائعون للحرية في بيوتهم غير آبهين بالجوع ،فارتكن النظام إلى زيادة وحشية القصف بمعدل تنهار أمامه
مستويات الصبر والتحمل ،عندها بدأ البعض بترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا داخل المدن في حركة نزوح داخلية لتتعداها إلى حركة نزوح خارجية مع استمرار استهداف األماكن التي لجأ إليها النازحون .ورغم ذلك، بقي الكثيرون داخل مدنهم رافضين هجر البيوت واألوطان. فقرر نظام األسد إتباع سياسة المجازر واقتحام المدن تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي مستعينًا بالطائرات المروحية والحربية ،ليرتكب أفظع المجازر التي لم تشهد لها اإلنسانية ً مثيال ،وال حتى تلك التي ارتكبتها إسرائيل «الدولة العدو»!! فيدخل شبيحة النظام ممتشقين «سكاكينهم» ليذبحوا المدنيين العزل ويمثلوا بجثثهم أمام أعين أهاليهم ويتركوا في معظم األحيان شاه ًدا وحي ًدا يروي للجميع وحشية النظام ،ليزرع الخوف في قلوب من لم يشهد ما شهدته عيناه والسماء تمطر على بيوت المدنيين صواريخ وبراميل متفجرة من الطائرات المروحية والحربية لتعمل عملها في سياسة التدمير هي األخرى .فالبراميل التي يلقيها سالح الجو تدمر أبنية بأكملها ،وتخفي تحت ركامها جثثًا لعوائل كانت تقيم يو ًما داخل بيوت ضمتها تلك األبنية ،ويضطر الناجون إلى هجر مدينتهم لسبب وحيد ووجيه ،أن ال منزل يؤويهم بعد اآلن .سياسة وصلت إلى حد استخدام الجرافات الجتثاث البيوت من أماكنها وإجبار أهلها على تركها أو حرق البيوت والمحال التجارية وبالتالي
ﺻﻌﻮﺑﺔ دﻓﻦ اﻟﺸﻬﺪاء وﻋﻼج اﻟﺠﺮﺣﻰ
تبلغ قمة مأساة الشعب الحلبي في إمكانية وصول النازحين إلى بيوتهم بهدف تفقدها فالقناصة لهم بالمرصاد ويستحيل سحب جثث الشهداء من الشارع ,فتترك الجثة لتنتفخ وتتفسخ وتتحلل وقد تكون وليمة للقطط والجرذان ومن يحالفه الحظ في انتشال جثة شهيد فإن الوصول إلى المقابر قمة المخاطرة باإلضافة إلى انعدام األكفان وسيارات دفن الموتى وإن دفن الميت فال تراب لطمر القبر فتدخل الجرذان لتلك القبور وتأكل الجثث. أما من قدر له أن يصاب وال يفارق الحياة فعليه أن يقصد المشافي الميدانية ,ألن الذهاب إلى المشافي العامة في المناطق اآلمنة قد يتسبب في اعتقال المسعف أو المصاب مع تواضع إمكانيات هذه المشافي الميدانية ونقص حاد في األدوية والكوادر الطبية فيها .ووسط كل هذه الظروف المأساوية ,يعيش أهل حلب مسلحين باألمل في القضاء على هذه العصابة الحاكمة التي أذاقتهم الويالت.
يضطر السكان إلى ترك منازلهم مخلفين ورائهم َ سيال من ذكريات والكثير الكثير من األلم. وتأتي هذه السياسة في خطة لتغيير ديموغرافي وجغرافي في المناطق والمدن السورية ،والمثال يتكرر في كل المدن السورية ،فالنظام يعمل على إفراﻍ المدن الثائرة من ساكنيها وتدمير بيوتهم وبذلك يضمن عدم عودتهم على األقل في القريب العاجل ليستولي عليها ويجعل منها ثكنات عسكرية أو مقار لشبيحته ،وبالتالي يعمل على إفراغها بغرض استبدالهم بـ «مستعمرين» جدد يؤيدون النظام وبذلك يظن النظام أنه ُيفرﻍ المدن الثائرة من «معارضيه» ويحاول ربط هذه المدن والمناطق جغراف ًيا بمناطق موالية له لتمتد رقعة المناطق التي يسيطر عليها النظام. ولم تكن هذه الفكرة وليدة اللحظة ،فالمساحات السكنية الشاسعة االمتداد حول العاصمة دمشق من العشوائيات كانت وال تزال عرضة للتدمير بحجة «التنظيم» مما يجبر أهلها على هجرها والتوجه إلى مدن ومناطق الريف النائية وترك المدينة لتصبح مقرًا ألزالم النظام ومؤيديه من الطبقة «الحاكمة» سياس ًيا أو اقتصاديًا. ومع إفراﻍ هذه المدن من ساكنيها وتدمير أبنيتها ومحو معالمها السكانية والجغرافية ،تصبح الفرصة عظيمة أمام نظام األسد إلعادة اإلعمار والتوطين ،ولكن على طريقته الخاصة وعلى هواه!!
عنب بلدي
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
5
مخيﻢ الزعتري...
معاناة جديدة للسوريين! على بعد نحو 80كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة األردنية عمان ،في منطقة صحراوية جرداء يقع مخيم الزعتري ،الذي أنشأته الحكومة األردنية الستيعاب الالجئين السوريين والذين وصل عددهم فيه إلى حوالي 32ألف الجﺊ وذلك بعد اشتداد وتيرة العنف في سوريا وتعرض بيوتهم وقراهم للقصف والتدمير. العائالت التي نزحت إلى المخيم ظنت ضا من األمان والراحة أنها ستجد فيه بع ً التي ُحرِ َمت منهما في سوريا ،ولكن هذا المخ َّيم كان مخ ِّي ًبا آلمالهم ،فقد ُأ ِق َيم على أرض عبارة عن «قاع» ،سرعان ما تتحول ـ مع السير عليها ـ إلى تربة متطايرة، مشكلةً غبارًا كثيفًا ،األمر الذي شكل أزمة حقيقة لدى الالجئين في التأقلم مع مثل هذا المناخ الذي يولد دوامات من الغبار مع كل نسمة هواء دون أن يستطيع األهالي حماية أطفالهم من الغبار الذي يتسلل إلى
داخل خيامهم ،مما س َّب َب مضاعفات صحية كثيرة لدى عموم الالجئين واإلصابة بأمراض صا لدى األطفال أو صدريَّة وتنفسية ،خصو ً الذين يعانون من أمراض الربو والحساسية. ناهيك عن تحول الخيام في فترة الظهيرة إلى أفران بشرية بسبب االرتفاع الشديد في درجات الحرارة. يعيش السوريون في تلك المخ َّيمات حياة صعبة أشبه بالمأساوية ،فهم يعانون من نقص شديد في المواد الغذائ ّية والطب ّية ومن دورات المياه المتنقلة التي توجد في أماكن متباعدة والتي تضطر الالجئين إلى المسير لمسافات طويلة للوصول إليها. وكذلك يعاني الالجئون في المخيم من عدم وجود الكهرباء ما ُيلجئهم إلى وضع المياه في أوان فخاريّة لتبريدها قبل شربها. ضاُ ،يمنع النازحون من مغادرة المخيم ّإال أي ً بوجود كفيل أردني ،وقد يكون مبرر ذلك لدى السلطات األردنية هو منع اختالط
الالجئين السوريين بالشعب األردني ،وما قد يتبع ذلك من تعاطف محتمل مع القضية السورية!! وأمام مرارة الواقع الذي يعيشه الالجئون السوريون بدأ صبرهم يَنفذ وهم ينتظرون من وينتشلهم من يم ُّد لهم ي َد العون والمساعدةِ ، ظروفهم الحيات َّية الصعبة التي يعيشونها، األمر ا ّلذي أ َّدى إلى مواجهات مع المسؤولين عن المخيم وتدخل قوات األمن األردني في أكثر من مواجهة ،لينتظر بعدها السوريُّون اإلصالحات التي ُيو َعدون فيها في كل مرة ،كاستبدال الخيام بمساكن جاهزة وبناء دورات مياه إضافية ،ومحاولة معالجة طبيعة أرض المخيم الترابية للتقليل من الغبار واألمراض الناجمة عنه. الحملة السعودية لنصرة الالجئين السوريين في المخيمات األردنية كان لها أثر بالغ في تخفيف مأساة ومعاناة الالجئين السورين وفي مساندة أعمال المفوضية لالجئين تم كخطوة في المخيمات األردنية ،حيث َّ أولى توزيع 43شاحنة محملة بمواد غذائ َّية مختلفة وتم توزيع سالل خاصة لألسرة والطفل وحقائب صح ّية .ولم يتوقف الدعم السعودي عند مخيم الزعتري بل تجاوزه إلى المخيمات األخرى وإلى الالجئين المقيمين
داخل المحافظات األردن ّية. ودع ًما للحملة التي أطلقتها المفوضية العليا لالجئين التابعة للمنظمة األممية والتي تهدف لتسجيل األطفال السوريين في المدارس في الدول التي لجأوا إليها في كل من تركيا واألردن ولبنان ،فقد مارست بعض المنظمات والمؤسسات الدولية كمنظمة األمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» على الدول المضيفة للقيام بذلك .ومع بداية العام الدراسي ،صدر قرار من الحكومة األردنية يقضي بقبول الطلبة السوريين في المدارس األردنية والذين تصل أعدادهم حتى حوالي 30ألف طالب ،وقد فتحت المدارس الجديدة لتستوعب أعدادهم المتزايدة. وعلى الرغم من الجهد الملحوﻅ الذي تحاول المفوضية السامية لشؤون الالجئين القيام به تجاه الالجئين السوريين الذين يتدفقون كل يوم إلى األردنّ ،إال أن مخيم الزعتري الكبير لم يعد بمقدوره تقديم الخدمات التي ينتظرها الالجئون ،مما جعل كثيرًا من ضلون العودة إلى سوريا بكلِّ الالجئين يف ِّ ما فيها من خطر يصل إلى حد الموت ،على البقاء في هذا المخيم.
الثورة ...أخطاء متﻜررة وﺻحوة لتصحيﺢ المسار بيان صادر عن اتحاد تنسيقيات الثورة: إعفاء السيد عامر الصادق من مهامه وإنهاء عضويته في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بسبب تجاوزه لقوانين االتحاد المتبعة منذ تأسيسه. مكتب دمشق االعالمي: ننوه إلى أن الخبر الخاص بتفجير جديد في مبنى األركان في ساحة األمويين الذي تم تداوله قبل قليل على قناتي الجزيرة والعربية عارٍ عن الصحة ،ونؤكد أن مبنى األركان في ساحة األمويين لم يشهد أي انفجار اليوم وحركة السير طبيعية بالنسبة أليام الجمعة. بعض الالفتات: إلى أحرار الثورة السورية يجب أن تسقط الــ (أنا) لتنجح (نحن)
عاشت سوريا الثورة ....وليس سوريا الثوار هذه األخبار والعبارات والهتافات والجمعة األخيرة التي حملت اسم (توحيد كتائب الجيش السوري الحر) وغيرها من األمور التي أصبح تداولها مألوفا في اآلونة األخيرة بعد أن كان مستهجنًا ،فقد أضحت الثورة في مرحلة جديدة وتحتاج إلى تعامل جديد. سابقًا كان من المستبعد تناول أخطاء الثورة وانتهاكات بعض الثوار للمبادﺉ التي خرجوا ألجلها ،وكانت المبررات حاضرة ،بعضها مشروع والبعض اآلخر غير مشروع. فقد كان تناول السلبيات أمرًا محفوفًا بالمخاطر خشية استخدام البيانات من قبل النظام أو الحذر من الدور السلبي الذي يمكن أن تعكسه على الثوار أنفسهم ،ولكن مؤخرًا حيث ازدادت صالبة األرض التي تقف عليها الثورة ،وأصبح أمر
انتصارها أمرًا محت ًما بإذن الله ،فقد بدأت تظهر مالمح إصالحات للثورة وبأيدي الثوار أنفسهم بهدف السعي لتالفي بعض األخطاء السابقة والسعي قد ًما نحو إسقاط النظام. والشك أن الجانب االعالمي من أهم الجوانب التي ولدت مع الثورة ،والشك أن أحد أهم مطالب الثورة هو حرية االعالم ،وبالتالي أصبح تحري مصداقية الخبر أمرًا ال مفر منه، ويجب علينا أن نمضي باتجاه ترسيخ مبدأ النقل بمصداقية والتعامل بحيادية مع األخبار حتى نبني االعالم الحر النزيه الذي ال يجامل في الخطأ مهما صغر حتى ال يسمح له بأن يكبر ويصعب انتزاعه أو االعتراف به وحتى ال نسهم بإعادة انتاج ديكتاتورياتنا من جديد
6
عنب د1راني
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
داريا ..شهيدان ،وعودة المظاهرات والنشاﻃات السلمية مﻊ عودة المدارﺱ العودة إلﻰ المدرسة!! بمناسبة العودة إلى المدارس ،قام مجموعة من الطالب يوم األحد 23أيلول 2012بوقفة تضامنية قبل بداية الدوام المدرسي حدا ًدا على أرواح شهداء مجزرة داريا ،رفعوا خاللها الفتات تضامنية مع الشهداء والسيما أصدقائهم الطالب «محمد قريطم ،وأحمد الحالق». كما قام مجموعة من الطالب يوم الخميس 27أيلول 2012وتحت شعار « لن ننسى دماء زمالئنا الشهداء ولن ننسى زمالءنا المعتقلين» وبالتعاون مع مجموعة أيام الحرية بتزيين جدران مدارسهم برسوم غرافتي عبروا من خاللها عن استمرارهم ووفاء بالمطالبة بأصدقائهم المعتقلين ً منهم لتضحيات أصدقائهم الشهداء.
جريمة جديدة بحق شقيقين من أبناء داريا قامت قوات النظام يوم الثالثاء 25أيلول 2012باستهداف سيارة يركبها األخوان الشاب أيمن مظهر خوالني ( 23عا ًما) ،ويامن خوالني ( 11عا ًما) بقذيفة دبابة أثناء ذهابها إلى أرضهما في سهل حوران دون سبب يذكر ما أودى بحياتهما على الفور!! لم تكتف قوات النظام بقتل األخوين ،بل منعت ذويهما من مواراتهما إلى مثواهما األخير في داريا ولم يأذنوا لهم بتصريح للمرور بجثمان الشهيدين من الحواجز األمنية فحرما من أن يدفنا في مسقط رأسيهما ،ليدفنا في منطقة «السكاكة» الواقعة بين محافظة درعا و السويداء.
جمعة توحيد الجيش الحر على الرغم من أن الجراح مازالت تنزف بعد المجزرة االخيرة التي اُرتكبت بحق المئات من األهالي، خرج الثوار في داريا يوم الجمعة 28أيلول ( 2012جمعة توحيد الجيش السوري الحر) عقب الصالة في مظاهرة كبيرة مثلت بداية عودة المدينة إلى نشاطها الثوري وحراكها السلمي .حيث أكد المتظاهرون خاللها إيمانهم بالثورة وأهدافها وجددوا العهد للشهداء على مواصلة الطريق حتى تحقيق مطالب الثورة في الحرية والعدالة والكرامة ،كما وطالبوا بإسقاط النظام ،ودعوا كتائب الجيش الحر في سوريا للتوحد تحت لواء واحد لتحقيق النصر المبين.
سوريا باأللوان .... داريا شعلة لن تنطفﺊ .... (( نريد أن نأخذ من كل مدينة لون ونجمع األلوان لنزين بها سوريا ونرسم لوحة فنية رائعة ....سوريا باأللوان )) هذا ما قامت به حرائر داريا يوم السبت 29أيلول 2012حيث زي َن سوريا بكل األلوان وغرس َن الشموع بين المدن تأكي ًدا منهن ً مشتعال في كل بقعة من بقاع الوطن . بأن لهيب الثورة ما زال
عنب داراني
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
7
ﻛﻢ أنﺖ ﻛﺒﻴر يا ﻗﻄرمﻴﺰ الﻤكدوﺱ ... في شي كتييير كبير ومهم جمع أهالي البلد بعد هالمأساة ...طب ًعا مو قضية الثورة! شي أكبر من هيك بكتيير !!!... كتير من أهالي داريا يلي فركوها من البلد على بكير رجعوا من كم يوم من بالد غربتن ..ما رجعو ليستقرو بالبلد ال سمح الله!! ...الاااا ،بس رجعو ليح ّضرو ويجهزو
إي يا ريت بشار شي قطرميز مكدوس.. كنتو اجتمعتوا عليه وخلصتونا منو !! المهم وبال طول سيرة ... وبعد ما خلصت الناس من تجهيز المكدوس ...كل واحد حط مكدوساتو بقطرميز كبير وحط هالقطرميز بالشنتاية ورجع شد الرحال من جديد ....وهل المرة حامل شي من ريحة الوطن الحبيب!!
المكدوس المقدس ....إجازة صغيرة مو أكتر ...ال يروح فكركن لبعيد!! شوية جوز وبيتنجان وفليفلة صارو قضايا أهم من قضية الثورة عند بعض الناس. قطرميز مكدوس قدر يجمع الناس أكتر من كلمة حرية (بال حرية بال بطيخ ....والله كل مكدوساية عالفطور بتسوى طون حرية من يلي عم تحكو فيها) هاد حكي كم أنت كبير يا قطرميز المكدوس!!... ستي وستك !!
ارتفاﻉ نسﺒة الﺒطالة في داريا بعد المجزرة مع استمرار القبضة األمنية المطبقة على المدينة وحصارها من كافة أطرافها والتضييق الكبير على األهالي وخاصةً الشباب، وعلى حركة الدخول والخروج من وإلى المدينة ،ازدادت نسبة البطالة بشكل ملحوﻅ ،وذلك بعد أن تم إغالق الكثير من المحال التجارية وتوقفت الورشات الصناعية عن العمل ،وذلك بسبب دمار بعضها نتيجة الحملة العسكرية األخيرة ،باإلضافة إلى عدم القدرة على الدخول والخروج من المدينة وعدم ايجاد سوق لتصريف البضائع والحاجيات ،وفي ظل هذا الواقع فقد كانت النتيجة ظهور البائعين المتجولين و أصحاب العربات والبسطات السيما بسطات بيع الدخان التي انتشرت مؤخرًا على جنبات الشوارع ضمن األحياء الشعبية ،ففي الشارع الواحد يمكن أن تجد أكثر من ثالثة باعة للدخان ،وآخرين لبيع الفول النابت وأشياء أخرى على بساطتها ولكنها تعني ألصحابها الكثير فهي أصبحت مصدر ضا تواجد رزقهم الذي يقتاتون منه هم وعائالتهم ،وكما لوحظ أي ً كبير للمتسولين في شوارع المدينة الذين يبحثون ع ّما يسد رمقهم ويسكت جوعهم بعد أن قُ تل أهلهم وأزواجهم في مدن مجاورة. البعض اآلخر اختار طريقًا آخر وربما أسهل لجني المال ال سيما في ظل الغياب األمني وانتشار السالح ،فقاموا بعمليات السطو المس ّلح والسرقات وأشياء أخرى كالخطف والتهديد وطلب فدى مالية لقاء اإلفراج عنهم أو كف الشر ..وذلك بغية جني المال بسرعة وبأقل جهد.
من أجواء ملحمة المكدوس في داريا
أﺻل الحﻜاية ناﺱ :داريا
صحفي حر كواحد من السوريين ،كانت معرفتي بداريا شديدة البساطة ،مجرد بلدة قريبة من دمشق، تقع في امتداد طريق المزة ،وهي بلدة مشهورة بعنبها الديراني ،تمام ًا مثلما كانت شقيقتها دوما مشهورة بعنبها الذي كان له لون وطعم من نوع آخر. معرفتي ببلدة داريا ،بدأت بالتغير في بدايات العقد الماضي ،عندما اكتشفت مع رفاقي نشطاء المجتمع المدني الداعين إلى اإلصالح والتغيير في حينها ،أن ثمة نشاطً ا في صفوف شبان في داريا، يقترب من بعض أوجه نشاطنا في ميدان العمل المدني ،شبان في عمر الورود ،فكروا كيف يمكن لهم أن يغيروا حياتهم وعالقاتهم ،ثم تجاوزوا التفكير إلى العمل ،وخلقوا مبادرات لها معنى في تغيير السلوك االنساني ،وتغيير نمط التفكير ،وخلق آليات عمل في صورة مبادرات بسيطة ،سهلة التطبيق التحتاج إلى شرح كثير أو تفكير عظيم. بين تلك المبادرات ،كانت مبادرتهم القيام بحمالت تنظيف شوارع وساحات بلدتهم ،يقوم بها رجال وشبان من نخبة الناس في المجتمع، بينهم اساتذة ورجال دين وطالب ،وهو سلوك له معاني عميقة. إذ هو يكرس ذهاب الناس الى خدمة مجتمعهم ومباشرة شؤونهم بأنفسهم ،بعدما لحظوا تقاعس وتقصير الجهاز البلدي المعني ،وإبراز تقديسهم للعمل واحترامه باعتباره قيمة عليا بخالف ما هو شائع عن انحطاط مهنة التنظيف في شوارع وساحات البلدات والمدن.
وثمة مبادرة أخرى ،لم تكن تقل أهمية عن سابقتها، تقوم على فكرة التدخل األهلي في معالجة الخالفات والنزاعات ،التي تنشأ بصورة طبيعية في حياة الناس ،وألن الطريق الرسمي فيه من البيروقراطية والعسف والتأخير في ظل واقع الفساد القائم في الدولة والمجتمع ،فقد قامت الفكرة على تدخل من جانب فعاليات اجتماعية بين المتنازعين بهدف فض الخالفات ما أمكن قبل أن تذهب نحو جهاز الشرطة وقبل تحويلها إلى القضاء الذي سوف يستغرق وقت ًا وما ًال من المتخاصمين قبل الوصول إلى نتيجة ،وقد التكون نتائجه متناسبة وواقع الحال ،طالما أن الفساد ينخره. والنقطة الثالثة في توجهات تلك المجموعة من شبان داريا في تلك األيام ،كانت توجههم نحو مكافحة الرشوة باعتبارها سلوكًا شائنًا وغير إنساني، ينبغي محاربته لما له من أضرار على الناس والمجتمع في مجاالته كافة. تلك التوجهات ،إنما كانت تعكس رو ًحا إنسانية خالقة في مواجهة ماخلفته عقود من السنيين، كرست سياسات وممارسات سلطوية ،أدت إلى خراب شامل في مناحي الحياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية ،روح تحاول أن تفعل فعلها في مواجهة خراب ودمار ،أحاطا بالحياة من حولنا ،وحوال الناس من فاعلين إلى مجرد متلقين ،يقومون بما هو مرسوم لهم وماهو مطلوب منهم دون أية إرادة أو رأي فيما يحصل لهم وحولهم . وألن األمر على هذه الدرجة من «الخطورة» ،التي تجعل اإلنسان يأخذ مصيره بيده ،ويقوم بفعل ما ينبغي عليه القيام به دون تردد ،تم اعتقال مجموعة من شباب داريا في حينها ،وجرت محاكمتهم ،وتم إصدار أحكام بالسجن ضدهم لسنوات. كانت تلك واحدة من محاوالت الناس الجدية في داريا من أجل تغيير حياتهم المتردية والمخربة، وهي محاوالت ،مازالت تتكرر في الظاهر وفي الباطن من أجل حياة أفضل يحلم فيها ليس فقط أهل داريا ،وإنما كل السوريين ،أو أغلبيتهم التي تسعى إلى الحرية والكرامة وإلى العدالة والمساواة.
8
معﺘﻘلون وﺳﺠون
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
اعتقاﻝ ثﻼثة شﺒان واﻹفراﺝ عن عدد من معتقلي داريا القدامﻰ تستمر سياسية االعتقال التي اتبعها النظام منذ بداية الثورة ،فباتت كابوسا الحواجز األمنية ً مخيفًا يعيشه المارّون منها حتى يعودوا إلى منازلهم ،ناهيك عن المداهمات الوحشية بحثًا عن المطلوبين. اعتقل يوم األحد 23 أيلول 2012الشاب نضال محمد خير العبار نضال محمد خير العبار ( 24عا ًما) بعد مداهمة مكان عمله خلف التاون سنتر ،كما اعتقل سائق سيارة تكسي من عائلة خشفة من حاجز السومرية ولم يتسن لنا
معرفة اسمه األول بعد. ويوم الخميس 27أيلول 2012اعتقل الشاب فراس محمد فتة والذي يعمل سائق كرنك سياحي وهو قادم من لبنان أثناء مروره بحاجز جديدة يابوس من قبل فرع المنطقة األمن العسكري. أما على صعيد االفراجات فأفرج يوم السبت 22أيلول 2012عن بسام الحو ( أبو محمد) بعد اعتقال دام ثالثة شهور. وفي يوم األحد 23أيلول 2012أفرج عن محمد خليل فارس حمدوني (17عا ًما) المعتقل منذ ثالثة شهور ،كما أفرج عن كل من الشاب حسام حمودة (19عا ًما) والشاب سارية مدور ( 14عا ًما) و الشاب محمد حسين السقا ( 17عا ًما) بعد أربعة أشهر من االعتقال ،وعن جمال محمد العبار ((1986 بعد ثالثة أشهر من االعتقال
وفي يوم اإلثنين 24أيلول أفرج عن سامية أحمد حبيب (27 عا ًما) بعد شهر من االعتقال. وفي يوم الثالثاء 25أيلول 2012أفرج عن كل من بهاء الدين محمود زيادة بعد اعتقال دام حوالي ستة أشهر، وعن الشاب أحمد يحيى العبار بعد قرابة شهر من االعتقال ،وعن أحمد هشام الكردي بعد ثمانية أيام من االعتقال. وأفرج يوم األربعاء 26 أيلول 2012عن كل من مهند زيادة وتيسير زيادة ،بعد أن فقدوا حسام حمودة منذ 2012/8/30وتبين أنهما كانا معتقلين.
بهاء الدين محمود ﺯيادة ً .. حرا بعد غياب دام قرابة الـ 6أشهر فرح أهالي مدينة داريا يوم الثالثاء 25أيلول 2012 بعودة معتقلهم الشاب بهاء الدين محمود زيادة ( 19عا ًما) ،الذي اعتقل تعسف ًيا للمرة الثانية بتاريخ 25آذار 2012بعد أن نصب كمين له من قبل فرع المداهمة 215أثناء عودته من جامعته. مكث بهاء في غياهب سرية المداهمة مدة شهرين ،مورس عليه خاللهما أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ،قبل أن ُيحول
إلى المحكمة العسكرية ثم إلى سجن دمشق المركزي بتهمة «اإلرهاب»!! ،ليتم إيقافه هناك لمدة أربعة أشهر. سبق وأن اعتقل بهاء ألول مرة بتاريخ 29كانون أول 2011في منطقة الميدان بدمشق من قبل فرع فلسطين حيث قضى ً معتقال لمدة 8أيام . بهاء الدين طالب في كلية الهندسة أطيب التهاني وأغلى التبريكات لذوي المدنية بجامعة دمشق «سنة ثانية» وقد الشاب بهاء ونسأل الله عز وجل أن يكمل أدى اعتقاله إلى رسوبه وخسارته للسنة فرحتهم بأخيه في القريب العاجل . الدراسية وبقائه في السنة الثانية بهاء الدين هو أخ المعتقل الشاب عالء الدين زيادة ( 21عا ًما) طالب في كلية العلوم قسم الفيزياء «سنة ثالثة» ،وقد اعتقل قبل سنة وثالثة شهور يوم 11تموز 2011في منطقة درايا.
أسامة علي الدباﺱ
عﻼء محمد نذير النﻜاﺵ
أكرم محمد الﻜيفاوي
اعتقل الشاب أسامة بتاريخ 9كانون الثاني 2012من قبل المخابرات الجوية بعد مداهمة محله بالقرب من الفرن اآللي ،أسامة البالغ من العمر ثالثين عا ًما متزوج ،ويملك ً محال لبيع الدهانات وأدوات الطالء، شوهد أسامة من قبل المفرج عنهم ع ّدة مرات في مطار المزة العسكري التابع للمخابرات الجوية كان آخرها بتاريخ 31آب . 2012
تم اعتقال عالء بتاريخ 9كانون الثاني 2012 مع سيارته بطريقة وحشية أثناء عبوره أمام الفرن اآللي حيث كان يتواجد حاجزٌ طيار تابع للمخابرات الجوية. يعمل عالء في صيانة البرادات والثالجات، تمت مشاهدته من قبل المفرج عنهم في سجون الفرقة الرابعة بتاريخ 1آذار ،2012 تسعة أشهر وال يزال عالء بعيد ًا عن زوجته وأوالده الذين ينتظرونه بفارﻍ الصبر .
اعتقل أكرم بتاريخ 16كانون الثاني 2012بطريقة مجهولة بعد أن انقطعت جميع االتصاالت به ،حيث وصلت أخبار عنه بعد ع ّدة أشهر إذ شوهد من قبل أحد المفرج عنهم في سجون الفرقة الرابعة بتاريخ 27حزيران 2012 كانت حالة أكرم الصحية سيئة حيث يجد صعوبة في المشي على قدمه بسبب وجود ثالثة كسور فيها مما يجعله يعرج عليها. أكرم لديه محل ألجهزة الموبايل في نهاية شارع الشاميات، تسعة أشهر وال يزال أكرم قاب ًَعا في السجون بعي ًدا عن أهله رغم حالته الصحية السيئة.
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
من ﻛرﻡ الثورة
9
يامن خوﻻني «بدي موت شهيد ،ما بدي موت رخيص» «بدي موت شهيد ...ما بدي موت رخيص» طفل صغير ،لكنه بعقل الكبار ،ذو شخصية قويةُ ،يسرُّ كلُ من يخاطبه لنضجه وإدراكه لما يحصل في سوريا رغم صغر سنه. «يامن» ذو العشرة أعوام استطاع أن يحرك المظاهرات الطالبية في مدرسته ،ليحمس زمالءه وأصدقاءه ،ويهتف بهم هتاف الشعب السوري (حرية) ،ولم تكن لتفوته أية مظاهرة في صفه أو مدرسته. تقول معلمته« :يامن ،بالرغم من براءته وعمره الصغير ،ال يقبل أي كالم يسيء بحقه فهو يعتبر نفسه رج ًال كبيرًا ،ويرى في نفسه
وفي أصدقائه بناة المستقبل ،وعليهم أال يفتروا عن المطالبة بحقهم في التعبير عن رأيهم ،إنه محبوب من قبل الجميع». ابن عمه وصديقه في اللعب والدراسة يقول: « لم أستطع النوم وأنا أتذكره ...وأبكي عليه طوال الليل ...رحمك الله يا صديقي وجمعنا في الجنة برحمته». وفي إحدى المرات وأثناء مروره هو وأخوه الكبير على حاجز أمني ،قال يامن ألحد عناصر الحاجز :لماذا لم تنشق بعد؟ ماذا تفعل هنا إلى اآلن؟ إن مت هنا ستموت رخي ًصا!!
مأساة من مخلفات المجزرة انتهت مجزرة داريا ومأساة الناس ما تزال ترافقهم ،ومعاناتهم لم تنته بعد. عائلة بسيطة دخلنا منزلها لنطمئن على طفلهم الذي أصيب أثناء الحملة الهمجية التي قامت بها قوات النظام على مدينة داريا لنتفاجأ بالمصائب التي حلت على هذه العائلة ،وبالمأساة الحقيقية التي تعيشها. بحرقة ما جرى معهم وكيف أصيب صاحبة المنزل ووالدة ذلك الطفل المصاب تروي لنا ٍ ابنها ابن العاشرة عندما نزل صاروخ أطلقته قوات النظام بالقرب من منزلهم ،فأصيب هو بشظية في قدمه اليمنى ،كما أصيب خاله – أخوها أي ًضا إصابة خطرة في قدمه استدعت بترها ،وكان أخوها اآلخر قد ارتقى شهي ًدا نتيجة إصابته بشظايا نفس الصاروخ!! أيام أمضتها تلك السيدة وهي تقف عاجزة حائرة أمام جروحه النازفة ،تنتظر ،قبل أن تتمكن من إخراج ابنها المصاب خارج المدينة لمعالجته ،لم يكن بإمكانها فعل أي شيء للتخفيف من آالمه. إال أن مأساة العائلة لم تنته عند هذا الحد ،فظلم األسد ما زال يالحقهم.... بعد يومين من القصف الهمجي العشوائي المتواصل على المدينة دخلت قوات النظام منزل العائلة ،تتابع السيدة قصتها وتروي ما جرى معها يومذاك ،وكعادتهم بدأ عناصر النظام بأعمالهم المعتادة عند كل مداهمة ،سرقة وإهانة واعتداء على األعراض عالوة على اعتقال الرجال واإلعدامات الميدانية! فقد قام الجنود الذين دخلوا البيت بإهانة والدها المسن الذي ال يقوى على المشي أو الحركة ،كما سرقوا كل ما تملك نساء البيت من ذهب ومال ،وحاولوا خلع حجاب إحداهن ليأخذوا الحلق من أذنيها والعقد من رقبتها ،لقد أهانوهن أي ًضا أمام إخوانهن وأزواجهن! ساعتان متواصلتان من التعذيب واإلهانة ألفراد العائلة ،وتهديد للجميع بالقتل ،تقول السيدة. «وبعد ذلك قامت قوات النظام باعتقال اثنين من شباب العائلة هما شقيقي وزوج أختي والذي لم يمض على زواجه بها سوى شهر واحد ليترك عروسه الشابة ً وطفال في أحشائها ،ولتكون المفاجأة بعد بعض الوقت أنه قد ُأعدم مع عدد من شباب الحي على أيدي قوات النظام». خالل أيام قليلة فقدت تلك السيدة شقيقها وزوج أختها ،وخسر شقيقها األخر ساقه ،فيما بقي ابنها أليام بين يديها مصابًا في ساقه دون أن تستطيع أن تقدم له شيئًا وهي خائفة اآلن عليه أن يفقد ساقه كما فقد كثيرون قبله أعضاءهم. ورغم كل تلكم اآلالم والمﺂسي ،ترى األمل مزرو ًعا في قلب تلك السيدة العظيمة واألمل يلمع في عينيها أن النصر قريب بإذن الله.
ً مذهوال من جرأة هذا الطفل يقف العنصر ليجيبه بعد برهة :لو أن غيري سمع منك هذا الكالم لجعلك تتطاير بين السماء واألرض! ف ُيسك ُته أخوه ويكمالن طريقهما. «يامن» رفيق درب أخيه «أيمن» حتى في الشهادة .قذيفة تصيب سيارتهما أثناء توجههما إلى أرضهما الزراعية في درعا فيرتقيان إلى الجنة م ًعا – بإذن الله...- بقذيفة واحدة! «يامن» لم يبق من جسده إال أشالؤه التي تطايرت في كل مكان ليبارك األرض بدمائه ويمأل المكان بعبقه ..كان دائما يقول ألمه:
«بدي موت شهيد ،ما بدي موت رخيص». بتاريخ 23حزيران 2012شارك يامن بمسرحية ألطفال داريا ،مسرحية كانت تعبر عن المجازر بحق األطفال وتطالب بحق العيش دون ذبح أو قتل أو قصف ،ولكنه و ّدع الحياة بقصف مزق جسده على أرض درعا ليكون شهي ًدا يمتزج دمه بدم حمزة وتامر وغيرهم من األطفال لتروي مهد الثورة. أسدل الستار على حياة يامن كما أسدله يامن في تلك المسرحية ...اختتمها بشهادة جعلته يحلق عصفورًا من عصافير الجنة.
يوم في حياة ناشطة
لقاء مﻊ ناشطة من داريا كثيرًا ما تكلم اإلعالم عن دور المرأة السورية في الثورة ،وعن المجاالت التي برزت فيها على الصعيد السياسي ،الميداني، االجتماعي ،اإلغاثي ،إلخ ... لكن ،ربما لم يخطر ببال الكثيرين أن يسألوا: كيف تُمضي هذه المرأة الناشطة نهارها حتى استطاعت أن تثبت وجودها في هذه الثورة؟ كم تصرف من الوقت؟ وما هي التحديات االجتماعية التي تواجهها خاصة وهي المسؤولة عن أسرة وزوج وأوالد؟ توجهنا بهذه األسئلة إلى إحدى ناشطاتداريا الفاعالت: كيف تُمضين وقتك؟ «أستيقظ في الصباح الباكر (حوالي الساعة الخامسة) مستغلة نوم أطفالي في هذا الوقت ألنجز بعض األعمال الخاصة بالثورة (كتابة مقالة ،إعداد تقرير ،طباعة) وألقوم بالتواصل مع األصدقاء عبر اإلنترنيت من أجل التنسيق ألمور تخص الثورة. أطفالي يستيقظون في السابعة ،فأضطر إلى ترك ما أعمل به ألقوم بواجبي تجاههم كأم ،ألقوم بعدها بترتيب البيت .بعد ذلك وحوالي الساعة العاشرة أخرج للقيام بنشاطاتي ،وأحيانًا يداهمني الوقت فال أستطيع إكمال أعمالي المنزلية قبل الخروج. أحمل طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر 3سنوات ألضعه عند أحد أقاربي وأترك طفل َّي األكبرين لوحدهما في المنزل ،ثم أقصد منازل عائالت الشهداء ألزورهم، أو ألشارك في أنشطة أخرى ...مظاهرات، اعتصامات ،حمالت دعم نفسي لألطفال،
اجتماعات مع الناشطين والناشطات ....إلخ. أعود إلى بيتي في الساعة الثانية ظهرًا ألرى أطفالي قلي ًال وأحضر لهم الطعام وأكمل ترتيب المنزل ،ثم أعاود الخروج مجد ًدا عند الساعة الخامسة عصرًا ألكمل نشاطاتي... ينتهي يومي «الثوري» حوالي الثامنة مساءا ،حيث أعود إلى منزلي آخذة طفلي ً من عند أقاربي ألجد زوجي فنجلس ً قليال أبادله الحديث حول أبرز ما مر معي في يومي من مشاهدات وأحداث ،ثم أحضر العشاء للعائلة ونسهر ً قليال مع األوالد وبعدها أخلد إلى النوم منهكة متعبة ال أقوى على الحراك.... هل تشعرين بتقصير تجاه زوجك أو أوالدك؟ نعم أشعر أحيان ًا بالضيق ألنني أحس بالتقصير تجاه أطفالي ،وبأنه ليس لدي الوقت الكافي ألجلس معهم وأحدثهم ويحدثوني عما يجول بخواطرهم .أشعر بأن حياتي تمضي مسرعة كالقطار . سألنا أحد أطفالها عن رأيه بأمه ،فقال:«أنا ما بشوف ماما كتير ،هي عطول مشغولة ...يا عالكمبيوتر يا برات البيت». سألنا الزوج عن رأيه بعمل زوجته فيالثورة ،فقال: «أنا أشجعها كثيرًا ،ولكني أتمنى منها المزيد من التنظيم في حياتها .أنا صابر على بعض التقصير ألنني أعي أهمية وضرورة ما تقوم به ،وأن هذه الثورة تحتاج منا أن نقدم لها الكثير من التضحيات».
10
ملﻒ العدد
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
ما تﺒقﻰ من مﺆيدي النظام بعيون المجتمﻊ
يﻤكننا أن نﺼ ﹼنﻒ من ﺗﺒﻘﻰ من مﺆيدي النﻈاﻡ ﺿﻤن عدة فﺌاﺕ رﺋﻴﺴﻴﺔ:
األولى :وهي التي اختارت الوقوف إلى جانب النظام حتى خطا النهاية وربطت مصيرها بمصيره ،وجعلت من سقوطه ً أحمر ال ُيسمح به .وفي سبيل ذلك فهي مستعدة للقيام بأي شيء ،من أجل حماية وجودها وبقائها من عدو افترضته وخلقته بنفسها .وتمثل طائفة األسد الشريحة األكبر من هذه الزمرة ،وهم الذين رأوا وال يزالون أن الثورة السورية ليست ثورة مبادﺉ في سبيل الحرية والعدالة والكرامة ضد االستعباد والظلم والقمع ،وإنما يرونها ثور َة طائفة ضد طائفة أخرى .ولذلك تراهم يضحون بكل شيء في سبيل ٍ بقاء قائدهم رمز طائفتهم. الثانية :وهي التي وقفت –النعدام خياراتها غال ًبا -إلى جانب النظام ألن مصالحها خالل السنوات والعقود الماضية كانت مرتبطة بالنظام ووجوده ،وبسقوطه ستفقد كل االمتيازات التي حصلت عليها فيما مضى ،وهي غير قادرة وربما األصح غير راغبة -في «خيانة» الخبز والملح بينهاوبين النظام ،وليست مستعدة لخسارة الشراكات والصفقات التي أبرمتها مع النظام ورموزه .فكانت الدراهم والدنانير والمصالح حجابًا بينهم وبين الحق الذي عرفوا. الثالثة :فئة لم تر الحق ولم تدرك الواقع ،فجارت ببساطتها وسذاجتها -رواية النظام حول المؤامرة الكونية وحبوبالهلوسة وما إلى ذلك من إبداعات النظام. الرابعة :فئة عرفت الحق وأدركت الواقع ،لكنها استحبت العمى على الهدى!! وهؤالء هم الذين يحنون إلى أيام العبودية واألمان والرخاء التي كانوا يعيشونها ،وشعارهم الذي يتمتمونه على الدوام «شو كان بدكم بهل الشغلة؟؟ وج ّل اهتمام هذه البلد كانت بخير ومو ناقصنا شي»ُ . الفئة السهر إلى ما بعد منتصف الليل وهو ما حرموا منه بسبب الثورة كما يرون .ومن هذه الفئة من يحمل عقيدة قد تكون غير صائبة -هي عقيدة عدم جواز الخروج علىالحاكم والرضا والصبر حتى يأتي أمر الله ودونما جهد بشري لتكون المعجزة!! ونتيجة اختالف منطلقات كل فئة من هذه الفئات ودوافعها للوقوف إلى جانب النظام وتأييده ،فقد اختلفت ممارسة كل منها وتصرفاتها وتعاملها مع الثورة والثوار. فالفئة األولى دفعتهم طائفيتهم األسدية -لدى كثير منهم على األقل -ليكونوا في صفوف شبيحة النظام يقتلون ويذبحون ووووو ....وهؤالء هم الذين يقودون حمالت القمع واالقتحام الوحشية التي يشنها النظام ضد المدن والمناطق الثائرة ،وهؤالء هم الذين ارتكبوا المجازر الكبرى بحق المدنيين األبرياء في الحولة
بعد ثﻤانﻴﺔ عﺸر ﺷﻬرﹰ ا من انﻄالﻗﺔ ثورة الﺤريﺔ والكرامﺔ الﺴوريﺔ ،وبعد ﻛﻞ ما ارﺗكﺒﻪ النﻈاﻡ من مﺠاﺯر وﻗﻤﻊ وحﺸي وﺗدمﻴر للﺒالد واﺳﺘنﺰاﻑ لﺨﻴراﺕ الوﻃن ،ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻇاﻫرة مﺆيدو النﻈاﻡ -أو من ﺗﺒﻘﻰ منﻬﻢ -أن ﹸﺗدرﹶﺱ بعنايﺔ ،حﺘﻰ نعرﻑ لﻤاﺫا؟ لﻤاﺫا ﻻ يﺰال الﺒعﺾ مﺆيدا لنﻈاﻡ األﺳد بعد ﻛﻞ ما فعلﻪ وارﺗكﺒﻪ ﹰ بﺤﻖ الوﻃن والﺸعب؟ ﻫﻞ ﻫي الﻤﺼالﺢ... أﻡ ﺿﻴﻖ األفﻖ والﺒﺼﻴرة ...أﻡ ﻫو الﺨوﻑ من الﺘﻐﻴﻴر؟؟
والقبير وداريا وعلى امتداد ساحة الوطن. أما الفئة الثانية :فهم الذين يدركون تما ًما حتمية سقوط نظام األسد لكنك تراهم يسعون جهدهم إلطالة عمر النظام ،وفي الوقت نفسه تراهم يتواصلون مع الثوار سرًا ويقدمون لهم بعض أشكال المساعدة ليكون لهم رصيدهم عند هؤالء بعد سقوط النظام .وإن كان البعض منهم قد تورط في «لعبة» الدم التي يلعبها النظام فم ّول شبيحته بل وربما جنّد من حوله من عماله وأقاربه لالنضمام إلى صفوف الشبيحة كمرتزقة مأجورين .ومنهم من عمل كمخبر لدى النظام يرشده إلى الناشطين ويسهم في اعتقالهم أو تصفيتهم. أما الفئة الثالثة والتي غشيت أعينها عن رؤية الحق فتراها ترفض الثورة والثوار ،وتتهمهم بالعمالة لألجنبي والتواطؤ مع العدو .ومن بين صفوفها خرج كثير من أزالم النظام الذين وقفوا معه ضد أبناء بلدهم ،فلم يعودوا -في قسم كبير منهم -مؤيدين وحسب ،وإنما ق ّدموا خدماتهم كـ «مخبرين» مقابل القشور ،وساعدوا في إلقاء القبض على الناشطين وإيصال كل ما يخدم أجهزة األمن من معلومات يستخدمها في محاولة منه إلجهاض الثورة. شهداء ارتقوا وأشخاص اعتقلوا ،مصالح كثيرة للناس ّ ومحال وبيوت هدمت أو احترقت ،ما كان للنظام تعطلت أن يصل إليها أو يعلم نشاط أصحابها إال بمساعدة مخبر يستمع ويبحث ويوصل المعلومات! كثير من طالب الجامعة اعتقلوا وكان زمالؤهم في مقاعد الدراسة سبب اعتقالهم بعد أن أوصلوا تفاصيل نشاطهم إلى األمن .حادثة اعتقال يحيي شربجي وغياث مطر ومن بعد ذلك ارتقاء غياث شهي ًدا وبقاء يحيي في غياهب السجون ،وعشرات الطالب الجامعيين المغيبين في سجون النظام أمثلة حية عن ممارسات بعض «مؤيدي» النظام. أما الفئة الرابعة فتراها في الغالب ال تقف إلى جانب النظام بل على العكس من ذلك توافق على أنه ظالم ومستبد وأن ممارساته غير مقبولة ،إال أنها تضع المبررات لنفسها لتبقى بمنأى عن الثورة واالنخراط فيها وترفض مواجهة النظام رغم آالف الشهداء الذين قضوا بﺂلته القمعية وقد يكون من هؤالء الشهداء أقارب أو أصدقاء ،إال أن جل هم هذه الفئة هو البحث عن أمنها بأي شكل كان .فهي -عمو ًما -ال تعادي الثورة إنما ليست مستعدة لدعمها بأي حال من األحوال.
الدماء وسعوا جاهدين لﻺبقاء على ليل الظلم واالستبداد، هؤالء تفاوتت نظرات أبناء المجتمع تجاههم من تجنب التعامل معهم ومقاطعتهم فحسب ،إلى اإلنذار والتحذير لوقف نشاطهم ً وصوال إلى التهديد بالقتل وحدوثه حال تجاوز أذاهم كل حد. أما المؤيدون الذين ليس لهم إال أفكارهم المغلوطة وعقيدتهم المريضة ،فقد تدرجت األساليب ،فمن الثوار من لجأ إلى مقاطعتهم وعدم التعامل معهم اقتصاديًا واجتماع ًيا بل وربما وضعهم في خانة المخبرين بعد مرور سنتين من الثورة وكل ما ُسفك خاللهما من الدم .في حين يرى آخرون تجاهلهم فهم ال يشكلون خطرًا مباشرًا على عاجال أو ً الثورة ،وسيؤمنون ً آجال أن الثورة هي الحق ولكن ربما بعد فوات األوان حيث ال ينفعها ذلك اإليمان ،ويا لألسف. ويﺒﻘﻰ في الﺰاويﺔ الﻤنﺴﻴﺔ من ﻛﻞ ﺫلﻚ األبناﺀ...
أجل أبناء أولئك المؤيدين أو المخبرين ،الصغار منهم الذين الحول لهم وال قوة والذين ال ذنب لهم سوى أن آباءهم وقفوا مع النظام أو كانوا من مؤيديه .وكذلك الشباب ومنهم من اختار االنشقاق عن آبائهم وااللتحاق بركب الثورة، وع ِلموا أن طاعة الوالدين ال تكون في الوقوف مع الظالم ضد الضحية ،ولم يكونوا كأقرانهم الذين صمتوا أو ربما تبنّوا فكر والديهم وتأييدهم ،كمن قال إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ،وهذا ما وجدنا عليه آباءنا .. من هؤالء ،الذين اقتحموا غمار الثورة وخاضوها ضد الظلم وربما ضد آبائهم ،منهم شهداء ومعتقلون ومتظاهرون ث ّوار ،لم يختاروا الوجاهة وحب الرياء ألنهم يعلمون حق العلم أنه ال مكان للرياء في حالتهم وهم بهذا يخاطرون على الرغم مما قد يالقونه من أهلهم أو من المجتمع الذي قد ال ينصفهم .الشهيد الناشط اسماعيل علي الشيخ حيدر، استشهد مع رفيقه فادي عطاونة في كمين نصبته لهما قوات األمن ،علم ًا أن والده هو رئيس الحزب القومي السوري واالجتماعي «المؤيد» للنظام والذي دخل حكومة النظام بعد استشهاد ابنه!! كيف علينا التعامل مع هؤالء األبناء؟؟ هل سيحملون وزر تصرفات أبائهم؟؟ هل سيلتزم المجتمع نظرة االزدراء واالحتقار وربما النبذ بحقهم ألنهم مذنبون فيما ليس لهم به يد؟؟ وهل ستسيطر الحاالت الفردية التي قد تتمثل ربما والﺴﺆال ،ﻛﻴﻒ علﻴنا الﺘعامﻞ مﻊ ﻫﺆﻻﺀ؟؟ بمنعهم من شراء الحلويات من دكان ما وطردهم منه بسبب تتباين نظرة المجتمع لهؤالء بعد هول ما قاساه الناس من ما اقترفه آباؤهم من أخطاء؟؟ ممارسات النظام الذي يساندون ويدعمون ،وبعد األثمان أم سيكون لدينا من الوعي والعدالة ما يكفي لننصفهم؟ الباهظة التي تحملها هذا الشعب وحده. أليس من أجل هذا قامت ثورة الوطن؟! فالشبيحة والمخبرون الذين شاركوا النظام في القتل وإراقة
ﺳوﻕ ﻫال
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
11
التﻀخﻢ المستورد و «التﻀخﻢ بالتصدير» تعددت تعاريف التضخم حسب المدارس االقتصادية إال أنها جمي ًعا تدور في فلك الحديث عن «ارتفاع مستمر في األسعار يمتد لفترة طويلة» ،وتتعدد كذلك أنواعه وأسبابه. ومن أنواع التضخم ما يعرف بـ «التضخم المستورد» ،وهو التضخم الناجم عن ارتفاع األسعار في الدول األخرى مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة من تلك الدول .كما أن انخفاض سعر صرف العملة المحلية (الليرة السورية ً مثال) أمام العملة األجنبية للدولة المصدرة للمنتجات (كالدوالر األمريكي أو اليورو) يمثل صورة أخرى من صور التضخم المستورد حيث ترتفع أسعار المنتجات المستوردة مقومة بالعملة المحلية. وكال هاتين الصورتين تسببان ارتفا ًعا في أسعار المواد المستوردة في األسواق المحلية، بشكل مباشرٍ أو غير مباشر مما قد ينعكس ٍ على المستوى العام لألسعار. إال أننا في الحالة السورية «االستثنائية» نجد أنفسنا أمام حالة «فريدة» من التضخم والذي يمكن وصفه بـ «التضخم المصدر
إلى الداخل»!! إذ شهدت األسواق السورية مؤخرًا موجة من االرتفاع في األسعار شملت كثيرًا من السلع والمنتجات بما فيها تلك المنتجة في الداخل السوري .ولو عدنا إلى أسباب هذا االرتفاع لوجدنا أحدها -وهو من أهمها -نزوح رجال األعمال وأثرياء سوريا ،وبأعداد مهولة ،إلى الخارج وإخراج ضغطا كبيرًا على أموالهم معهم ،مما شكّل ً االقتصاد السوري. وقد صرح أحد مسؤولي مديرية الهجزة والجوازات في دمشق بأن المديرية تتلقى يوم ًيا حوالي 700طلب للحصول على جواز سفر جديد ،إضافة إلى ما يقارب 300طلب لتجديد الجواز .أي أن ما يقارب 1000شخص يهيئون أنفسهم يوم ًيا للسفر القريب أو البعيد ،مع األخذ بعين االعتبار أن الكثيرين يحملون جوازات سفر صالحة وال حاجة بهم للتوجه إلى مديرية الهجرة والجوازات في سبيل االستعداد للسفر. وبشكل يومي إن سفر عدد كبير من هؤالء ٍ خارج البالد يحمل تأثيرات اقتصادية –
ناهيك عما يرتبط بالقضايا االجتماعية والمجتمعية والوطنية -تنعكس سل ًبا على من تبقى من أبناء الوطن داخ َله .فهؤالء الذين يغادرون البالد يغلقون محالهم أو مكاتبهم أو معاملهم ومنشأتهم ،ويوقفون أنشطتهم ويسرّحون عمالهم مما ينتﺞ عنه تراجع في الدورة االقتصادية وانخفاض في حجم ومستوى االنتاج مما يعني تراجع حجم وكميات السلع المتوفرة في األسواق المحلية أي انخفاض العرض في ظل طلب شبه ثابت أو متراجع بنسبة أقل في ظل الظروف الحالية ،وبالتالي زيادة في األسعار. فقد الحظنا كيف أن إغالق عدة معامل كانت تنتﺞ بضعة أنواع من البسكويت أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار بقية أنواع البسكويت التي ما زالت متوفرة حتى اآلن وبنسبة بلغت ٪400في بعض األحيان (حيث تقلص حجم قطعة البسكويت إلى النصف وتضاعف سعرها مرتين) .وما ينطبق على البسكويت ينطبق على كثير من المنتجات ،إال أن التأثير األكثر وضو ًحا
هو في المنتجات الغذائية التي تمس حياة المستهلك بشكل مباشر ويومي. كما أن الطلب المتزايد لهؤالء المسافرين على العمالت األجنبية لتكون زا ًدا لهم تراجع كبيرٍ في سعر في سفرهم ،أدى إلى ٍ صرف الليرة السورية والذي ينعكس مباشرة على مجمل النشاط االقتصادي ومستويات األسعار ،ألسباب نفسية أكثر منها موضوعية ،فالمسافرون -السيما األثرياء وأصحاب األموال -يحصلون على «زادهم» من العمالت األجنبية لضمان معيشتهم ومستقبلهم في بالد االغتراب وليتنعموا باألموال التي جنوها من وطنهم ،في حين يبقى من بقي من أبناء البلد في مواجهة انخفاض سعر صرف العملة الوطنية وارتفاع معدالت البطالة وتراجع حاد في االقتصاد الذي بذلوا الغالي والرخيص في سبيل تنميته ودفعه إلى األمام ،وبفضل جهودهم حقق أصحاب األموال أموالهم التي يتنعمون -البعض الكثير منهم -بها في الخارج اليوم.
الخسائر اﻻﻗتصادية للحملة العسﻜرية علﻰ داريا
خ ّلفت الحملة العسكرية على مدينة داريا مجزر ًة راح ضحيتها أكثر من 700شهيد ،وأدت إلى حالة من المعاناة اإلنسانية والتشريد والنزوح لكثير من األهالي .ولم تقتصر ضا لتطال ممتلكات الخسائر على األرواح ،وإنما امتدت أي ً الناس ،مخلفةً أضرارًا مادية لتضع مزي ًدا من الضغوط عليهم إلخماد ثورتهم. سنحاول من خالل هذا المقال تسليط الضوء على األضرار
والخسائر المادية الناجمة عن قطع التيار الكهربائي عن المدينة واألضرار التي لحقت باألراضي الزراعية. فقد سبق الحملة العسكرية ورافقها وتالها انقطاع التيار الكهربائي لمدة زادت على 12يو ًما عن كامل المدينة، وبلغت 20يو ًما في بعض المناطق ،مما تسبب بخسائر مادية طالت كل بيت .فكما هي عادة أهل البلد جمي ًعا، فإنهم يقومون بتخزين وتفريز األطعمة والخضروات في مواسمها في البردات والجمادات الستخدامها على مدار العام .ونتيجة انقطاع التيار الكهربائي فقد فسدت كافة المثلجات واألطعمة المخزنة في الفريزات ،مما اضطر الناس الى رميها في حاويات القمامة. وفي محاولة بسيطة لتقدير حجم الخسارة المادية الناجمة عن فساد المثالجات ورميها يمكن القيام بما يلي: يبلغ عدد المساكن في داريا 59042مسكنًا حسب أرقام المكتب المركزي لالحصاء لعام - 2004وهو الرقم الوحيد المتوفر لدينا!! -وبافتراض أن وسطي تكلفة األطعمة المفرزة في كل بيت تقدر بـ 3000ليرة على األقل ،يكون إجمالي الخسارة 3000ليرة × 59042مسكن = 177,126,000 ليرة سورية .أي أن قيمة المواد المفرزة التي تلفت وتم رميها يتجاوز 177مليون ليرة على أقل تقدير .إال أن العبرة هنا ليست في الرقم بذاته ،وإنما بما يعكسه لنا من األضرار اإلنسانية المباشرة على حياة الناس اليومية السيما مع صعوبة تأمين المواد الغذائية في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها الغني والفقير ،حيث تصبح كسرة الخبز سن ًدا
لسد رمق الجوع ،فكيف بفساد مونة سنة كاملة؟!! أما األضرار الناجمة عن القصف المباشر فقد طالت العديد من المنازل التي تضررت جزئ ًيا أو كل ًيا ،ويضاف إليها المنازل والبيوت التي تم نهبها وسرقة محتوياتها أثناء عملية االقتحام ومن ثم حرقها أو تخريبها ،وتقدر الخسائر بهذا المجال بعشرات ماليين الليرات. من ناحية أخرى ،تشكل الزراعة أحد الموارد االقتصادية الهامة ألهالي المدينة .فالعديد من أهالي المدينة يعملون في هذا القطاع .ولقد كان للحملة العسكرية على داريا بعض األضرار والخسائر المادية المتعلقة بالمحاصيل الزراعية .وقد أساسا عن عدم مقدرة المزارعين على نجمت هذه األضرار ً الذهاب إلى حقولهم لسقاية مزروعاتهم ورعايتها مما تسبب في تلف بعض المحاصيل قبل جنيها .إذ كانت والتزال -عملية الذهاب إلى األراضي الزراعية مخاطرةقد تتسبب بخسارة حياة الشخص -كماحصل مع الشاب أيمن مظهر خوالني وأخيه يامن خوالني حين تم استهداف سيارتهما في طريقهما إلى مزرعتهم في سهل حوران .أما من استطاع الوصول إلى مزرعته فإن عائق الحصار األمني للمدينة يمنعه من القدرة على نقل المحصول الزراعي إلى السوق .هذا باإلضافة إلى قيام الشبيحة بإتالف بعض المزارع بﺂلياتهم العسكرية وحرق العديد من المزارع.
12
من فكر الثورة
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
الحرﺏ وأثرها النفسي علﻰ أفراد مجتمعنا الحملة الهمجية التي تعرضت لها مدينة داريا مؤخرًا والتي استخدم خاللها النظام أعتى آالت القتل ،التي ال تستخدم إال في الحروب الكبرى بين الجيوش ،خ ّلفت -إضافة إلى اآلثار التدميرية والمادية والجسدية التي تخلفها الحروب -أضرارًا نفسية انعكست على السكان المدنيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم. إن اآلثار النفسية التي تخ ّلفها الحروب تختلف بين األشخاص الذين عاشوها إ ّما بشكل مباشر أو غير مباشر ،كما تختلف ردود أفعال األشخاص بمقدار تفاعلهم مع الحدث وبمدى تأثرهم به ،وتختلف آثار الصدمة النفسية الناجمة عن هذه الحرب وفقًا لفئتين من األشخاص ،تشمل األولى األشخاص الذين عاشوا تجربة سابقة أو مشابهة ،والثانية األشخاص الذين لم يتعرضوا لهكذا تجربة .وبالتالي فان تكرار التجربة لدى من َخ ِبرها قد تؤدي به إلى تحطيم األمل والثقة بإمكانية الحصول على األمن من جديد ،كما يجد هذا الشخص نفسه غير قادر على إيجاد التفسير لما يجري حوله، فتكرار التجربة يعيد إحياء الصدمة األولى إضافةً للمعاناة التي يعيشها في حاضره،
أي الصدمة الجديدة. أما من لم َي ْخ َبر صدمة مشابهة فهو يعيش صا األطفال الذين ال تجربة جديدة وخصو ً يستطيعون إيجاد فهم سليم ومقنع -لهم- لفهم أسباب هذا العنف الشديد الذي يفقدون خالله أحد أفراد أسرهم ومبرراته. يحاول الفرد أثناء الحرب أن يتفادى المخاطر بكل ما أوتي من قوة وأن يبقى ح ًيا، وبالتالي فالبعض يع ّبر عن حالة الصدمة بالبكاء والقلق الشديد ،والبعض اآلخر يعتمد (التأجيل) وهي العملية النفسية التي يعيش خاللها الفرد حالة شبه طبيعية بعد الصدمة مباشرة ،وتظهر األعراض النفسية الناتجة عن الصدمة بعد زوال التهديد بفترة وتتضمن هذه األعراض: القلق الحاد والهلوسة وزيادة ملحوظة في الحركة ،وأحيانًا غياب عن الحاضر وشعور بالذنب ،وقد تتحول إلى مشاكل جسدية كالتأتأة والعودة للتبول لدى الصغار وتساقط الشعر لدى الكبار وغيرها... إن ما يمكّن الفرد من تحمل القدر الكبير من الخسائر البشرية والمادية هو عملية التأجيل كﺂلية دفاعية نفسية ،أو من خالل إعطاء
سام لما يحصل ،ومن خالل النكران معنى ٍ للخسارة للتخفيف من وطأة ما يجري. إن التأثير األكبر لما يجري من العنف الذي يدور في واقعنا إنما يتجلى على األطفال والمراهقين .حيث إن الطفل يختزن في خياله مشاهد العنف والعدائية ،والتي قد تنعكس على واقعه بأعمال عدائية ناتجة عن أزمة نفسية نتيجة خوفه مما يراه من مشاهد قد تؤدي به إلى انطواء على الذات. أما المراهقون فيقع التأثير األكبر للحرب عليهم سلب ًيا على الصعيد السلوكي ،حيث إن المراهق يعايش مرحلة الثورة واالنقالب على الواقع وبالتالي فان الحرب قد تزوده بصورة مشوهة عن الثورة المنشودة .فيتماثل بعض المراهقين األكثر تأثرًا مع مشاهد العنف
التي يعتبرونها رمزًا للقوة والثورة ،عدا عن بعض االضطرابات في السلوك كاالتجاه نحو الشجار أو السرقة غير المبررين تعبيرًا عن رفض السلطة .وبالمقابل يمكن أن يميل البعض اآلخر إلى أن يكون أكثر تعاطفًا وانفتا ًحا مع الغير وتفه ًما للمشاكل. وال يتم التخلص من آثار الصدمة بشكل كامل ،بل يمكن التخفيف من وطأتها عن طريق زيادة االهتمام ،وإقامة التواصل والحوار البناء مع األطفال والمراهقين ليستعيدوا ثقتهم بمحيطهم ،وإعطائهم تفسيرًا منطق ًيا للواقع اللذين ُوجدوا فيه، وإعطائه حجمه الحقيقي .وهذا ما يمكنه إن يساعد على التخفيف من الصدمة والخروج منها بأقل ضرر نفسي ممكن.
الثورة وحتمية اﻻستدراﻙ محمد الملحم ال يكاد يمرُّ يوم منذ بداية الثورة ّإال ولها الحظ األوفر من تأ ُّمالتنا وتفكيرنا ،وكلما تعاقب عليها الليل والنهار اتضحت لنا أشياء واكتشفنا زيف َ مواقف وأفكار ،وبانت حقائق منها ما يسرُّ النفس ويبعث األمل لنا ُ والتفاؤل في حناياها ،ومنها ما يب ّين حجم اله َّوة التي كنا نتردى فيها وبتنا نحصد آثارها تدميرًا آثم ًا شامالً ،ليس لﻺنسان والجماد فحسب؛ بل هو تدمير يستهدف حضارة البلد ضاربة الجذور في عمق الزمن. إن من أهم ما يمكن الوقوف عليه بعد مضي سنة ونصف على انطالقة الثورة، هي حالة الفراﻍ الفكري والمعرفي واألخالقي المهولة في مجتمعنا السوري، التي لم يألُ النظام الطائفي جهد ًا في صبغ مجتمعنا السوري بها ،واستخدم كلَّ ما أوتي من إمكانيات لترسيخ ثقافة البعد الواحد في كل شيء ،ولم ُي ِتح مجا ًال لفكر ومعرفة إال تلك التي تخدم سياسة االستبداد والظلم ،وتكرِّس معاني الخنوع والتنكُّر لهوية األمة وثقافتها ودينها، وكان يغلق كلَّ نافذة من شأنها أن تشكِّل مع َبرَ ًا يتسرب منه الوعي -وخاصة اإلسالمي الثوري منه -إلى المجتمع .لقد حكم حصار الفكر ،فالحق المفكر والكتاب َأ َ
مدارس وحتى النشيد ،وسخَّر كل المنابر من َ وجامعات وصحف وشاشات لغسيل ٍ العقول وتشويهها ،وجفف ينابيع المعرفة حتى تلك التي ال عالقة لها بالسياسة. لقد ض َمرَت بسبب ِتلكُم السياسة البغيضة أذواق وغابت معاني عقولٌ وتشوهت ٌ الوعي ،وتم ترويض هذا الشعب الجامح للمعرفة والثقافة والبناء بكل ألوانها، وغدا كثيرون على درجة من ضيق األفق وهشاشة التفكير وبساطة الرؤية. لقد كان لتلك الحالة الثقافية والمعرفية المتردية انعكاساتها الجل َّية في ثورتنا، وال نُب ُعد لو قلنا :إنها أصل في ما حصل وما يزال -في الثورة من تخبطات سياسيةوعسكرية بالدرجة األولى ،وعلى صعيد الخطة اإلستراتيجية ،والتصورات عن المستقبل ،وعدم القدرة على اإلنفكاك من الموروث الثقافي عن النظام في التعاطي مع الحالة الجديدة والرؤية تجاه اآلخر، وكذلك التيه بين مفاهيم كالديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية وحقوق اإلنسان وشكل الحرية التي يطالب الثوار بها، والموقف تجاه اإلسالم ودوره في توجيه الحياة ،والثأر واالنتقام ...إلخ ،كل ذلك وغيره يتعاطاه كثير من الناس -وخاصة
شريحة الشباب -بطريقة انفعالية متأثرة بمورثات عهد الظلم وثقافته. ال أظن أن هذه الحالة قد تطول؛ بل أعتقد أن الشعب انتقل خالل الثورة نقلة بعيدة في التصورات واألفكار والوعي ،إال أن هذه النقلة ال ُيركَن إليها إن بقيت على عفويتها وسطحيتها ،وإن لم تخضع لعملية استدراك منظمة يقودها علماء ومفكرون وعقالء، يجيدون استيعاب جيل الثورة وتربيته، يصححون المفاهيم والتصورات ،حتى يغدو شباب الثورة قادرًا على التمييز واالختيار ُ اختيارًا مسؤوالً ،ويوضحون ما انغلق من معاني الحرية والممارسة الواعية لها. وال يتأتَّى ذلك إال من خالل ممارسة مسؤولة من جميع األطراف في الثورة؛ ال ُّنخَب بمبادرتها ومسارعتها للعب هذا الدور الهام ...والشرائح الشبابية بإنصاتها واقتناعها بأهمية هذه ال ُّنخَب وعدم إرباكها وتقييدها ،وتجاوزها عقدة من بدأ بالثورة ومن تأخَّر ،وتغليب منطق العقل
والرشد والمصلحة على منطق العاطفة الذي على الرغم من أهميته إال أنه أورث الثورة ندوبًا وتعثرًا ...أما أن تبقى الثورة تحت رحمة القيادات الشعبية والحالُ كما وصفنا من قلة الخبرة واعتماد ردود األفعال في التعاطي مع األحداث ،فإن هذا مما يكرس حالة من اإلحباط تجتاح إحباط الناس ال ينكرها إال عاطفي أو مكابرُ . الناس ليس من طول أمد الثورة وباهظ التضحيات؛ وإنما من تخ ُّبط القيادات الشعبية وتشر ُذ ِمها وتفرُّ ِقها أيد َي سبأ. ال ينفك األمل منعق ًدا على الله -تعالى- أو ًال ثم على أصالة شعبنا وصفاء معدنه، واستشعارُ الجميع فداحة أي تأخير في عملية االستدراك وتصحيح مسار الثورة وإسناد المهام إلى أهلها المتخصصين، وأن يلتزم كل طرف ح َّدﻩ ودورَﻩ ،مع حفظ الفضل ألصحابه وعدم بخس الناس تضحياتهم ،فهذا من ال َب َدهيات وال يتجاوزه إال ظالم.
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
اكتشف نفسك في هذه الثورة
عتيق ُ -حمص واحدة من السمات القديمة في مجتمعنا العربي عمو ًما (بل ضا!) هي إقحام الناس ألفكارهم الخاصة وربما العالمي أي ً وآرائهم حول «كيف يجب أن تكون حياتك ،وما هي األشياء األهم وتلك األقل أهمية ،وما يستحق التعب وما ال يستحق، وما هي الخطوة القادمة ،وأين يجب أن تكون اآلن وماذا صة! يجب أن تعمل ... »..إقحام ذلك كله في حياتنا الخا ّ
إعادة تأهيل اآلباء! «نحو ثورة اجتماعية شاملة»
حنان -دوما ّ لعل أوضح ماعرّفتنا عليه الثورة -ولع ّله أسوأ ما اكتشفناه!- هو تر ّدي العالقات بين األهل وأبنائهم ،وبينهم وبين األطفال على وجه الخصوص! أيام وشهورُ الحصار الطويلة ،المكوث في المنزل ،عدم ارتياد ُ األطفال مدارسهم وق ّلة تردد اآلباء على أعمالهم جعل
من فكر الثورة
13
نشعر دو ًما بأن اآلخرين يعلمون أكثر منّا كيف يجب لحياتنا ضا أن هؤالء ال يعلمون أحيانًا كيف أن تكون ،ويتصادف أي ً يجب لحياتهم الخاصة هم أن تسير!! «هاد الفرع ما بدك ياه ..شو بدك فيه» «شو بدك بهاد الشغل ..مالك مصلحة» «يا أخي شو فوتك إعالم ..كنت ادرس تجارة أحسنلك» «يا زلمي شو اللي خالك تستأجر بالحمرا ،الله يصلحك هي عملي» «له يا ابن الحالل ،بيت ‹فالن› ما بينخطب منون ،الخوال مانون نظاف» وهكذا ...الكل دو ًما يعرف تما ًما كيف يجب أن تسير أمورك، ماذا تدرس ،ماذا تعمل ،أين ومتى وكيف ،ممن تتزوج ،ومن تشارك ...الكل يعرف الخيار األنسب لك ..ما عداك طب ًعا. جزءا وهذا األمر يأتي من كون اآلخرون يعتبرون أنفسهم ً من حياتك ،لذا فهم يسعون لتغييرها كما يرغبون هم ،ال كما ترغب أنت. وال جديد في الموضوع عندما بدأت الثورة ،فقط يتغير الموضوع ،أما الفكرة فواحدة. فبد لاً من مشاركة فالن في العمل ،ستكون النصيحة عن عدم العمل مع تنسيق ّية فالن .وبد لاً من أن تنصح بعدم العمل في مهنة كذا ،سيقال لك« :يا أخي شو بدك بهي الفوتة ،مساعدات وإغاثة ..مالك فيها ،وجعة راس وناس عم تشتغل إلسمها ..فيك وبالك الشغل ماشي» أو ربما ستسمع عن نداء الواجب ،وأنه يجب أن تكون في هذا الموقع ،وأن تعمل في هذا المنحى. تتحدث مثلاً مع بعض النشطاء اإلعالميين ،فيعرضون عليك استالم مكتبهم في محافظة كذا ،فإذا ما اعتذرت ،قيل لك عن تفريطك في العمل ،وتركك الساحة ألشخاص غير مناسبين ،تخبرهم بأنك تعمل في مجال آخر ..فيستنكرون
ذلك منك! تتحدث مع بعض النشطاء في الجيش الحر ،فيعرضون عليك النزول معهم إلى الميدان ،وحمل السالح ،فإذا ما اعتذرت قائلاً بأن العمل القتالي ليس منطقة تفوقك ،وبأن أداءك سيتدهور فيه عما تقدمه حال ًيا ،تُالم فورًا ،وتُتهم بالجبن والخمول وحب الدنيا... وهكذا فالجميع يعرف أين يجب أن تكون وماذا يجب أن تفعل ...يعرفون ذلك أكثر منك ...وأكثر مما هم مطمئنون لمسار حياتهم. بينما يفترض على كل واحد منا ،أن يكون قد قضى من عمره الساعات واأليام والفترات الطويلة ،يستكشف إمكاناته وقدراته ،وأن يكون قد باشر باستثمارها لصالح الشأن العام، قبل الثورة وأثناءها وبعدها. هذه الفكرة تظهر أحيانًا بلباس آخر ،لباس ديني .. يحدثك أحدهم عن فتوى دينية حول وجوب االنضمام للجيش الحر ،لكل ذكر ،بالغ عاقل مسلم ...إلخ ،وهل بدأت الثورة بفتوى دينية؟ وهل خرجت الناس ضد الظالمين في األرض بعد إفتاء العمائم؟ ثم هل تنقلت الثورة بين المراحل المختلفة ومتطلباتها تب ًعا لنصائح المشايخ ؟ الناس عندما استشعرت ضرورة الخروج على الظالم ،خرجت دون إذن .وعندما استشعرت ضرورة حمل السالح ،حملته في وقت رفضه أ ّول ما رفضه المشايخ. لذلك فحتى فتاوى المشايخ ما كانت تملك سلطة على ابتدءا وال بعد ذلك ،فبأي حق يقال بأن تحريك الثورة ،ال ً الشيخ فالن أفتى بكذا ،مما يلزم الجميع بفتواه. يقول سقراط :أيها اإلنسان اكتشف نفسك ..وأضيف :ثم انطلق في استثمار قدراتك في ما تراه صوابًا ،فلكل إنسان طاقة ،وميزة ،وإمكانية تختلف عن اآلخرين.
االحتكاك بين الطرفين أكبر ...أكبر مما يحتمله الطرفان! ظهرت المشكالت على السطح وطفت ،وبات األهالي يتحدثون عن نعمة كبيرة أفقدهم إياها الحصار ...اسمها المدرسة! نعم ...ولألسف ...كانت المدارس -طيلة عقود طويلة- السجن الذي يودع األهل فيه أوالدهم للراحة من ضجيجهم وصخبهم ولعبهم ...سيتولى الغير مه ّمة تربيتهم وتعليمهم ضا ...أية خدمات جليلة تق ّدمها المدرسة لنا وال ندري! أي ً دعكم اآلن من الحديث عن المستويات التعليمية والتربوية لمدارسنا ،المهم أن هناك من يتو ّلى المه ّمة عن األهل المشغولين دو ًما بأمر ما «أهم» ،أهم من المهم نفسه! مكوث األهل ما يزيد عن العام مع أطفالهم ومالزمتهم ض َعهم وج ًها لوجه أمام المستوى التربوي األخالقي إياهم ،و َ الحقيقي ﻷطفالهم! كم نعم ...اكتشفوا أنهم ما ربّوا يو ًما ...الحظوا معي َّ الخالفات بين األهالي وأبنائهم -حتى الصغار منهم -في هذه الفترة... كم سمعنا كلمات مثل (أنت ال تعجبني ...لم تكن تربيتي لك هكذا ...يا ضياع تربيتي (!) لماذا تتصرف على هذا النحو ...ال تلعب في المنزل ...من أين أتيت بهذه الكلمات «الشوارعية» ...لماذا ال تمارس هوايات مفيدة؟؟!!). وتبدأ المقارنة مع أبناء الجيران وأبناء العم والخال ...دون أن تتبادر إلى الذهن مقارنة مماثلة مع البيئة التي تربّى بها هؤالء األطفال ومن ربّاهم! دون أن يع َي األهل أنهم هم من لم يربّوا ...وأنهم اليوم يرون ثمار تربية غيرهم «مدارس ،أصدقاء ،شوارع ،تلفاز» ﻷبنائهم! أثناء كتابتي لهذه الكلمات (وهو ما ألهمني لكتابتها!)
أسمع إحدى جاراتنا تصرخ بشكل هيستيري بابنتها التي «ال تعجبها مهما فعلت» ابنها «الذي ما ص ّلى الظهر حتى اللحظة» وابنتها «التي تبقى طول النهار أمام التلفاز أو الهاتف» ال بد أن أشرب قهوتي في الصباح على أنغامها العذبة توقظ أبناءها بصوتها «الحنون للغاية» ...بربّكم أي جيل نتوقع ما دمنا على هذه الحال؟ لو كان لي الخيار لحرمت -حقيقةً -كلَّ من ال يجيد التربية من أبنائه ،وألجبرته على خوض دورات تأهيلية للتربية ،ليعود بعدها -صال ًحا لممارسة دور األب أو األم!نعم سيدي المربّي ،إن فاجأك مستوى أبنائك التربوي في هذه الفترة ،فالخلل من تقصيرك ال منهم!! هذه الشجرة التي تنهرُها وتُش ِبعها لو ًما وتقري ًعا على ثمارها التي ال تروق لك ...أنت من غرستَها وسقيتَها حسنت أم ساءت -هوَ واهتممت بها ،ما تنالُه من ثمار اليوم ُ حصيلة اهتمامك وجهودك أمس -من عدمها ،-فال تلوم ّن إال نفسك... لطالما ناقشت صديقاتي بطرق لتحسين أوضاع المدارس وأهمية اعتماد نظم تعليم بديلة (كالتعليم المنزلي) يمارس فيها األهل دورهم المنوط بهم بكل أمانة ومسؤولية... اليوم ...أرى أن المهمة التي يجب أن تسبق ذلك -وبشكل إسعافي -هي في تأهيل اآلباء ليكونوا على مستوى يتيح لهم غرس قيم (يتمتعون هم بها ابتداء) في أبنائهم! نعم ...بيوتنا بحاجة لثورات تربوية ...ثورات تبدأ برأس البيت ...رأس الهرم األم واألب!
14
عنب الﻘراﺀ
ﹼ ﻗرﺁن من أجل الثورة السوري السلمي ّ خورشيد محمد -الحراك ّ
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
www.enab-baladi.com
في فلسفة الموت والحياة :
كثيرًا ما حيرني تقدم الموت على الحياة إذا أبلت العمل األحسن عندها تتحول الحياة الدنيا من فناء إلى مزرعة تثمر حياة أبدية في اآلخرة ... الموت قضاء محتوم «إنك ميت وإنهم ميتون»... «كل نفس ذائقة الموت» لكن توقيت الموت أو «الوفاة» قدر يتبع عمل اإلنسان وصالحه أو الحاجة إاليه بشكل إيجابي «خليفة» أو سلبي «فتنة للظالمين أو ابتالء للمظلومين» وتنتهي حياته بانتهاء المهمة أو الصالحية إن شئت ...فالعمر من هذه الجهة قدر متحرك زيادة ونقصانًا من قدر محتوم هو الموت وعمل اإلنسان هو الذي يحول الموت إلى حياة أبدية أو عذاب أبدي!!!
خطوة إلﻰ األمام نحو تحويل الموت إلﻰ حياة :
لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد!!! كثيرًا ما كنت انصت إلى صوت اآلية الذي يتكلم مع الغافلين ويحذر المتبصرين ...لكني اليوم سمعت صوتها الذي يقول :من لم يكن في غفلة من هذا فبصره اليوم حديد ...اليوم في الدنيا قبل الموت وقبل اآلخرة ...بصر يستمد من بصيرة توقد من نور الله في مشكاة مؤمنة وأوتيت كفلين من رحمته كأنها كوكب درّي ....هل تريدون أن تعرفوا األكسير؟ ...التقوى !!!! يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنو ْا ِإن َتتَّقُ و ْا ال َّل َه َي ْج َعل َّلك ُْم فُ رْقَان ًا َو ُي َك ِّفرْ َعنك ُْم ض ِل ا ْل َع ِظ ِيم.... َس ِّيئَا ِتك ُْم َو َي ْغ ِفرْ َلك ُْم َوال َّل ُه ُذو ا ْل َف ْ يَا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنوا اتَّقُ وا ال َّل َه َو ِآم ُنوا ِبرَ ُسول ِِه ُي ْؤ ِتك ُْم ِك ْف َل ْي ِن ِمن رَّ ْح َم ِت ِه َو َي ْج َعل َّلك ُْم نُورًا َت ْمشُ و َن ِب ِه َو َي ْغ ِفرْ َلك ُْم َوال َّل ُه غَفُ ورٌ رَّ ِح ٌيم
ﺗوثﻴﻖ الﺠثﺚ مﺠﻬولﺔ الﻬويﺔ بعد أن كثرت األنباء مؤخرًا عن الجثث مجهولة الهوية فقد قامت مجموعة من األطباء الشباب من الداخل السوري وبعض الشباب من الخارج بإطالق مبادرة لتوثيق الشهداء مجهولي الهوية. يهدف المشروع إلى توثيق هذه الجثث واالحتفاﻅ بعينات منها ُيستفاد منها الح ًقا في تحليل الحمض النووي ( )DNAالخاص بها ومقارنة نتائﺞ التحليل مع ( )DNAذوي المفقودين ،مما يساعد في تحديد هوية الفئة المستهدفة من هذا المشروع هم عامة السوريين السيما النشطاء على األرض والذين هم على احتكاك مباشر بجثامين الشهداء في مناطقهم... وسنعمل على إنشاء شبكة تضم ممثلين عن كل المناطق ليتولوا مهمة جمع العينات -سواء من الشهداء مباشرة أو من األشخاص الذين يقومون بجمعها- كاف وحفظها إلى أن يتم جمع عدد ٍ من العينات للبدء بالخطوة التالية في المشروع عمل ًيا. بعض النصائح العملية قبل دفن جثة الشهيد المجهول الهوية: أوالً :خذ عينات من جسد الشهيد تساعد على تحليل الحمض النووي الخاص به. واحرص على االلتزام بالقواعد التالية: • حﻤايﺔ العﻴنﺔ من الﺘلوﺙ:
• قم بارتداء قفازات نظيفة قبل مالمسة الجثة ،وبد ّلها (القفازات) في حال االنتقال للتعامل مع جثة أخرى .عند عدم توفر القفازات عليك بغسل يديك جي ًدا بالماء والصابون قبل وبعد مالمسة الجثة. • ضع كمامة على أنفك وفمك حتى ال تختلط العينة بهواء تنفسك .في حال عدم توفر الكمامات ،احرص على كتم أنفاسك أثناء التعامل مع العينة.
أصحاب الجثث وبالتالي تأكيد استشهادهم وشطبهم من ملف المفقودين... لن يتطلب األمر إال مجهو ًدا ً ضئيال ،غير أن أثره كبير ج ًدا على حياة أولئك الذين فقدوا أحبابهم في أتون حرب ال ندري متى تنتهي. إن إقامة المشروع اآلن ودون االنتظار إلى ما بعد سقوط النظام وقيام حكومة تتكفل بمهمة البحث عن المفقودين، يهدف إلى التخفيف من التكاليف الباهظة التي ستتطلبها
• الﺤﺼول علﻰ العﻴناﺕ: • اقتلع بضع شعرات ( )15 – 10جافة ونظيفة من رأس الشهيد ولحيته ،وتأكد من اقتالع جذور الشعر معها (نهاية الشعرة المنفوخة) .تأكد من عدم لمس جذر الشعرة كي ال يتلوث أو يتلف. • قم بقص قطعة من ثياب الشهيد المخضبة بدمائه ،واحفظها بعد التأكد من جفافها بشكل تام. • في حال تعرض جثة الشهيد للحرق قم بقلع 4أسنان على األقل ،ويفضل أن تكون من األضراس الخلفية .وفي حال تعذر ذلك يمكن االستفادة من قطعة من عظام الشهيد ،كعظم العضد ،لكن مع التأكد من تجريد العظم من أي نسيﺞ آخر عالق به -كالعضالت -قبل حفظه. • حﻔﻆ العﻴناﺕ:
• فور حصولك على العينات قم بحفظ كل منها في كيس ورقي منفصل ،وتأكد من إغالقه جي ًدا بالشريط الالصق ،ثم احفظ األكياس في مكان جاف وبدرجة حرارة الغرفة. • تجنب استعمال األكياس البالستيكية (النايلون) ألنها كفيلة بإتالف العينة. • تجنب حفظ العينات في األماكن الرطبة أو الحارة أو المعرضة ألشعة الشمس المباشرة.
إعادة نبش القبور –كما حدث في البوسنة من قبل،- إضافة إلى احتمال ضياع الجثث نتيجة تعرض أماكن دفنها إلى اإلخفاء أو القصف أو حتى مقتل من يعلم بمكانها ...لذلك من األفضل أن يتم جمع العينات قبل دفن الجثث ...كما أنه في حال طال أمد الثورة كثيرًا لن يكون علينا االنتظار حتى سقوط النظام لنبحث عن مصير المفقودين ،بل بإمكاننا المباشرة حالما تتوفر العينات بين أيدينا ،مما يعني تخفيفًا كبيرًا لمعاناة أهالي المفقودين.
جيدة ولم تتفسخ بعد. ثان ًيا: قم بالتقاط صورتين أمامية وجانبية • أية عالمة والدية مميزة كالوحمات ومكان وجودها. لوجه الضحية. • تاريخ دفن الجثة و مكان دفنها حتى ثالثًا: ً مستقبال في حال د ّون المعلومات التالية على األكياس يسهل الرجوع إليها تطلب األمر. الورقية: راب ًعا: • عمر الشهيد التقريبي. احرص على حفظ العينات والوثائق • الجنس. الخاصة بكل شهيد في مكان واحد، • الطول التقريبي. واحتفظ بها لحين اإلعالن عن تسليمها • لون الشعر. ألحد أعضاء هيئة توثيق الشهداء بحالة تزال ال الجثة كانت إن • لون البشرة المجهولين في منطقتك.
15
عنب مﺸكﻞ
عنب بلدي -العدد الثاني والثالثون -األحد 30أيلول 2012
enabbaladi@gmail.com
א א א – א א א ..
א א א א Jet Audioא א א א א א א א א א א א ¢א ¡ א ,א כ א א כ א א ¤א כא א כ £א א ,א £א כ א א אא ¨ ¢כ א א א כ א א ¦ א ¥ « °א¯ א« אכ א א א כ « ªא א א . כ ´ כ « א ²א ±א ¤א א א א ,אא א ¯ « א ¢א ¶ ¯ ª ¤ ¤א ±א כ .¤ µ ¡ ¤א א כ א א א ±א א א א ¦ ¤א¦ א כ · ,א א .Jet Audio
ﺍﻓﺘﺢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ Jet Audioﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯﻙ ،ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺗﺤﻮﻳﻞ | Convertﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ. -ﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺧﻴﺎﺭﻳﻦ :
۱ ۱ ۲ ۳ ٤ ٥ ٦ ۷ ۸ ۹
۲
۳
٤
٥
٦
۷
۸
۹
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ
أفقي : -1من شهداء داريا في ثورة الكرامة -2قنط – موسيقي عراقي من العصر العباسي (معكوسة) -3المكان المرتفع – استجاب -4قبر – متشابهان -5أهم أشكال الحراك الثوري السلمي -6منع – من يسبقون غيرهم باإلبداع -7معارك بطولية – لهو -8بريق – مدينة لبنانية شهدت مجزرتين -9قواعد العمل
Convert Audio 1Convert Video 2 ﺳﻨﻘﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ Convert Videoﻟﺘﺮﻛﻴﺰﻧﺎﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﻘﺎﻁﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﻠﻒ| ، Add fileﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﻋﻠﻰﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ. ﻗﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ،ﺛﻢ ﺍﺿﻐﻂ ﻓﺘﺢ| ،Openﺳﺘﻼﺣﻆﻅﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺿﻤﻦ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ. ﺍﻧﺰﻝ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﻗﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻟﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ General Presetsﺿﻤﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ | Output Formatﺛﻢ ﻗﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ،ﻭﻟﺘﻜﻦ ً ﻣﺜﻼ. FLV:YouTube ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻨﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ | ، Optionsﺛﻢ ﺍﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ Resizeﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ. ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، Resizing Methodﺇﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ ﻭﻗﻢ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝDefault) fastest , low : ، (qualityﺛﻢ ﺍﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .OK ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ،ﻗﻢﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ﺍﺑﺪﺃ | Startﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺘﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ. ﺳﻮﻑ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ Doneﻟﻴﻜﺘﻤﻞ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺑﻨﺠﺎﺡ. ﻣﻼﺣﻈﺔ :ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺭﻗﻢ .Jet Audio Ver. 4.0
عمودي : -1اسم اشترك به شهيدان من داريا -2ضرر – من صفات نظام األسد -3طاقة – االستقالب -4شديد السواد – شرح -5نسارع دون مماطلة -6ضمير متصل – انتفض على الظلم – من الحشرات (معكوسة) -7وعيد بالعذاب -ملك في بني إسرائيل (معكوسة) -8يستخدمها الشبيحة في قتل األبرياء -ساعد -9من معتقلي داريا في ثورة الكرامة
حل العدد السابق ۱
۲
۳
٤
٥
٦
۷
۸
۱
ﻭ
ﺱ
ﻱ
ﻡ
ﻙ
ﺱ
ﺍ
ﺡ
۲
ﺍ
ﺡ
ﺕ
ﺩ
ﻭ
ﺱ
ﻁ
۳
ﺍ
ﺭ
ﺭ
ﺡ
ﻫـ
ﺍ
ﻥ
ﺍ
ﺝ
ﺏ
ﺍ
ﻝ
ﻝ
ﺏ
ﻡ
٤
ﻝ
ﺥ
ﻥ
ﺕ
٥
ﻉ
ﻭ
ﺡ
ﺏ
ﺭ
ﺭ
۹
٦
ﺏ
ﻝ
ﺍ
ﺝ
ﺕ
ﺍ
ﺯ
۷
ﻱ
ﺍ
ﺵ
ﺏ
ﺍ
ﺏ
ﻫـ
ﻥ
۸
ﺩ
ﻥ
ﻝ
ﻁ
ﺭ
ﺏ
ﻱ
ﻡ
۹
ﺍ ﺽ
ﺏ
ﻉ
ﻉ
โ ซโ ช16โ ฌโ ฌ
โ ซุงู ู ุฑ๏ป ๏บ ุงุฃู ๏บง๏ปดุฑุฉโ ฌ โ ซ โ ช ยชโ ฌื ย ย โ ชยคโ ฌโ ฌ
โ ซุนู ุจ ุจู ุฏู โ ช -โ ฌุงู ุนุฏุฏ ุงู ุซุงู ู ู ุงู ุซุงู ุซู ู โ ช -โ ฌุงุฃู ุญุฏ โ ช 30โ ฌุฃู ู ู ู โ ช2012โ ฌโ ฌ
โ ซโ ชwww.enab-baladi.comโ ฌโ ฌ
โ ซู ุงู ุช ู ุฌู ู ุนุฉ ู ู ุงู ู ุงุดุทู ู ู ู ุณุงุญุฉ ุฏู โ ฌ โ ซู ู ุฑุงุฑู ู ุณุท ู ุฏู ู ุฉ ุฌู ู ู ุงุฅู ู ุทุงู ู ุฉ ู ู ู ุงุฃู ุญุฏ โ ช23โ ฌโ ฌ โ ซุฃู ู ู ู โ ช 2012โ ฌุจุชู ู ู ู ู ู ุงู ุจุญู ุฑุฉ ุงู ุณุงุญุฉ ุจุงู ู ู ู ุงุฃู ุญู ุฑ ุฅุดุงุฑุฉโ ฌ โ ซุฅู ู ุฏู ุงุก ุงู ุดู ุฏุงุก ู ุฐู ู ุถู ู ุญู ู ุฉ ุญุงู ุฉ ุงู ุทู ุงุฑ๏บ ู ู ุฏุนู โ ฌ โ ซู ุงู ุชุถุงู ู ู ุน ู ุนุงู ุงุฉ ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู โ ฌ โ ซู ู ุง ู ุฎุฑุฌุช ู ุธุงู ุฑุฉ ุญุงุดุฏุฉ ู ู ู ู ุณ ุงู ู ู ู ู ู ู ุฏู ู ุฉโ ฌ โ ซู ู ู ู ุฎ ุงุฃู ู ู ุงู ู ุฉ ู ุงู ุงู ู ุงุดุทู ู ู ู ู ุง ุจุชู ุฌู ู ู ู ู ุฉ ุฅู ู ุงู ุนุงู ู โ ฌ โ ซุฃู ู ู ู ุง ุจุฃุฑุจุนุฉ ู ุบุงุช ู ุฎุชู ู ุฉ ุน ู ุจุฑู ุง ุฎุงู ู ู ุง ุนู ุชุถุงู ู ู ู ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ู ุงุดุฏู ุง ู ู ู ุง ุงู ู ุฌุชู ุน ุงู ุฏู ู ู ู ู ุชุญุฑู ุงู ู ุนู ู โ ฌ โ ซุฅู ู ู ุงู ุญู ุงู ุงู ุฏู โ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุฃุญู ุง ุงู ู ู ุงู ุงู ุฎุงุทุฑโ ฌ โ ซุถู ุง ู ุนุจุฏ ุงู ุญู ู ู ู ุทู ู ุงู โ ฌ โ ซุญู ู ุงู ุบู ุงุฆ ู ู ุง ุณุงู ุฑู ุง ุนู ู โ ฌ โ ซุฃุฑุถ ู ุณุฑุญ ุณุงู ู ุฉโ ฌ โ ซุงู ุตุงู ู ู ู ุงู ุนุงุตู ุฉโ ฌ โ ซุงู ู ุตุฑู ุฉ ุงู ู ุงู ุฑุฉ ุฃุธู ุฑู ุงโ ฌ โ ซู ู ุฎุงู ู ู ุชุถุงู ู ู ู ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ุชุบู ู ู ุง ุจุจุนุถโ ฌ โ ซุฃุบุงู ู ุงู ุซู ุฑุฉ ู ุฐู ู ู ู ู ุงุฅู ุซู ู ู โ ฌ โ ซโ ช 24โ ฌุฃู ู ู ู โ ช.2012โ ฌโ ฌ โ ซุฃู ุงู ุงุชุญุงุฏ ุงู ุทู ุจุฉ ุงู ุณู ุฑู ู ู โ ฌ โ ซู ู ู ู ุฏุง ู ู ู ุงู ุซุงู ุซุงุก โ ช 25โ ฌุฃู ู ู ู โ ฌ โ ซโ ช 2012โ ฌู ุณุฑุญู ุฉ ุชุญุช ุนู ู ุงู โ ฌ โ ซยซุฎู ู ู ุง ู ุญู ู ยป ุฃุธู ุฑู ุง ู ู ู ุงโ ฌ โ ซู ุนุงู ุงุฉ ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ุน ู ุจุฑู ุงโ ฌ
โ ซุฃู ุง๏ปก ุงู ๏บคุฑู ๏บ โ ฌ โ ซู ู ุญู ู ุชู ุฏู ุงู ู ุฏุงุฑุณ ู ุชู ุตู ุงู ู ุฎุงุจุฒโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู โ ฌ โ ซู ู ุชู ุงุฃู ุทู ุงู ู ุชุดุฑุฏ ุงู ุนุงุฆุงู ุชโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู ู ู ุตู โ ฌ โ ซุงู ู ุธุงู ุงู ุณู ุฑู ุนุงุตู ุชู ู ุฏู ุดู ู ุญู ุจโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู ู ู ุชู ุจุดุงุฑ ุดุนุจู โ ฌ โ ซู ุฎุงุฆู ู ู ู ู ุชู ุดุนุจู โ ช -โ ฌู ุง ุชุฒุงู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุดุชุนู ุฉโ ช ุ โ ฌุจุฑุบู ุงู ุญุตุงุฑโ ฌโ ซู ุงู ู ุงุฑ ู ุงู ู ุตู ู ุงู ุฑุตุงุตโ ช ุ โ ฌู ุงุฌุชู ุงุญ ุงู ู ุฏู ู ุงู ู ุฐุงุจุญ ุงู ุฌู ุงุนู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุง ู ุฒุงู โ ฌ โ ซุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ุฃู ุซุฑ ุชุตู ู ู ู ุง ุนู ู ู ู ู ุญุฑู ุชู โ ช ุ โ ฌุฃู ุซุฑ ุฌุฑุฃุฉ ู ู ุงู ู ู ู ู ู ู โ ฌ โ ซู ุฌู ุงู ุฏุจุงุจุฉ ู ุงู ู ุฏู ุนโ ช ุ โ ฌู ุง ู ุฒุงู ู ู ุงู ู ุชุณุน ู ุฃู ู ู ุจุฃู ู ุญู ุง ุนู ู ุชู ู โ ฌ โ ซุงุฃู ุฑุถ ุงู ู ุญุชุฑู ุฉ ู ู ุจู ู ุญู ุงุฉ ุญุฑุฉ ุฃู ุจู ุงุฆู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ุง ุชุฒุงู ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ุดุงุฑู ุฉโ ฌ โ ซู ู ุงู ุซู ุฑุฉ โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุฐุง ุงุฃู ุณุจู ุน ู ุงู ุช ู ู ุงู ุฏุนู ุฉ ุฅู ู ุงุฅู ุถุฑุงุจ ู ู ู ุงู ุณุจุช ุนู ุงู ุทุนุงู โ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซุชุนุงุทู ู ุง ู ุน ุฃุทู ุงู ุณู ุฑู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ุง ุตุฏุฑ ู ู ุฏู ู ุจุนู ู ุงู โ ช :โ ฌู ู ู ู ู ู ู ู ู ุณู ุฑู ู ู โ ฌ โ ซู ู ุงู ุฎุงุฑุฌ ุฏุนู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุชุญุฏุซ ุนู ุทุฑุงุฆู ุชู ู ู ุณู ุฑู ู ุงู ุฎุงุฑุฌโ ฌ โ ซู ู ุฏุนู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุซู ุงู ุฏุนู ุงู ู ุงู ู ู ุงุงู ุนุชุตุงู ุงุช ุฃู ุงู ุงู ุณู ุงุฑุงุชโ ฌ โ ซู ุงู ุชุฎุทู ุท ู ู ุฑุญู ุฉ ุฅุนุงุฏุฉ ุงู ุจู ุงุก ู ุบู ุฑู ุง โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุง ุฃุตุฏุฑุช ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ู ุดู ุฑุงุช ุงู ุฏุนู ุงู ู ู ุณู ู ู ุฐุง ุงุฃู ุณุจู ุน ุญู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุฎุงุทุฑ ุงู ู ู ุณู ุฉ ู ุนุฑุถ ุงู ู ุดุงู ุฏ ุงู ู ุคู ู ุฉ ุจุดู ู ู ุณุชู ุฑ ู ุบู ุฑ ู ุฏุฑู ุณ โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุงุตุฏุฑุช ุฃู ุถุง ู ู ุดู ุฑุงุช ุญู ู ุงู ุชุนู ู ู ุงู ู ู ุฒู ู ุงู ุจุฏู ู ู ุญู ุจุฏู ู ุนู ุฐู ุงุจโ ฌ โ ซุงุฃู ุทู ุงู ุฅู ู ุงู ู ุฏุฑุณุฉ ู ู ู ุชุงุจุนุฉ ุฏุฑู ุณู ู ู ู ุงู ุจู ุชโ ช ุ โ ฌู ุชุฌุฏู ู ู ุง ู ุฑู ู ุฉโ ฌ โ ซู ุน ู ุฐุง ุงู ุนุฏุฏโ ช .โ ฌุฃู ุถุง ุงุณุชู ุฑุช ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ู ุญู ู ุชู ุง ยซุดุนุจ ู ุงุญุฏ ู ุตู ุฑโ ฌ โ ซู ุงุญุฏยป ู ุฃุตุฏุฑุช ู ู ุดู ุฑู ุง ู ุชุญุฏุซ ุนู ุงู ู ู ุงุทู ุฉ ู ู ุดุฑุญ ู ุนู ุงู ุง ุจุงุฅู ุถุงู ุฉโ ฌ โ ซุฅู ู ุนู ู ู ู ู ู ู ู ุฒ ุจุนู ู ุงู ยซู ู ู ู ุฒู ุฃุจ ู ุฏุงยปโ ช .โ ฌู ู ุง ุดุงุฑู ุช ู ุฐุง ุงุฃู ุณุจู ุน ู ู โ ฌ โ ซุฏุนู ุญู ู ุฉ ยซู ู ู ู ู ู ยป ุงู ู ู ุฌู ุฉ ู ู ุณุงุนุฏุฉ ุงู ุงู ุฌุฆู ู ู ู ุชู ุธู ู ุฌู ู ุฏู ู โ ฌ โ ซู ุฏุนู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุฃุฎู ุฑู ุง ู ุงู ุช ู ู ุงู ุญู ู ุฉ ุบุฑุงู ู ุชู ยซู ู ู ู ุณู ุฒู ุงู ุกู ุงโ ฌ โ ซุงู ุดู ุฏุงุก ู ุงู ู ุนุชู ู ู ู ยป โ ช ุ โ ฌุญู ุซ ุดุงุฑู ุช ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ุน ุชู ุณู ู ู ุฉ ุฏุงุฑู ุง ู ุนุฏุฏโ ฌ โ ซู ู ุงู ู ุฌู ู ุนุงุช ุจุนู ู ุฌู ุงุนู ู ู ู ุฒ ู ู ุนุฏุฉ ู ู ุงุทู ู ู ู ุฏู ู ุฉ ุฏู ุดู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุน ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ุดุงุฑู ู ุง ุงู ุซู ุฑุฉโ ฌ
โ ซุนู ุชุถุงู ู ู ู ู ุนู โ ช ุ โ ฌุญู ุซ ู ุงู ู ุง ุจุชู ุซู ู ุจุนุถ ุงู ู ุตุตโ ฌ โ ซุงู ู ุณุฑุญู ุฉ ู ู ุนู ุณู ุง ู ู ุนุงู ู ู ุง ู ุญุฏุซ ู ู ุณู ุฑู ุง ู ู ู ุชู ู ุชุดุฑู ุฏโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ุงู ู ู ู ู ู ุณู ู ุถู ู ู ู ุฑุฌุงู ุงุฃู ู ุตู ู ู ุฎุทุฑ ู ุฏุนู โ ฌ โ ซุงู ู ุถู ุฉ ุงู ู ู ุณุทู ู ู ุฉ ุฎุตุต ุงู ู ู ุธู ู ู ู ู ุฑุฉ ุฎุงุตุฉ ุฏุน ู ู ุง ู ู ุซู ุฑุฉโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุชุฃู ู ู ุฏุง ู ู ู ู ุนู ู ุชุถุงู ู ู ู ู ุน ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู โ ช ุ โ ฌู ู ู ุงโ ฌ โ ซุงู ุทู ู ุช ู ุงู ู ุฉ ุงู ุฎู ุฑ ุงุฅู ุบุงุซู ุฉ ู ู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ู ุงู ู ู ู ู ุฉ ุงู ุนุฑุจู ุฉโ ฌ โ ซุงู ุณุนู ุฏู ุฉ ุชุญุช ุงุณู ุงู ุญู ู ุฉ ุงู ู ุทู ู ุฉ ุงู ุณุนู ุฏู ุฉ ู ู ุตุฑุฉ ุงุฃู ุดู ุงุกโ ฌ โ ซู ู ุณู ุฑู ุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุงุฃู ุฑุฏู ุฃู ู ู ู ุถู ู ุฉ ุงู ุดู ุฎ ู ู ุฑ ุงู ุฏู ู ู ุฑุฉ ุนู ู ู ู ู โ ฌ โ ซุงุฃู ุฑุจุนุงุก โ ช 26โ ฌุฃู ู ู ู ู ู ู ุฉ ู ู ู ู ุชู ู ุงู ุจู ุช ุงู ุฏู ุดู ู ู ุจุฐ ู ู ู ุงโ ฌ โ ซุงู ู ู ุงุทู ู ุฉ ู ุฏุนุง ู ุงู ุฌุชู ุงุน ุชุญุช ุฑุงู ุฉ ู ุงุญุฏุฉโ ช ุ โ ฌุจู ู ู ุง ุธู ุฑ ุงู ุฏู ุชู ุฑโ ฌ โ ซู ุญู ุฏ ุฑุงุชุจ ุงู ู ุงุจู ุณู ุถู ู ุงู ุญู ู ุงู ุฎู ุฑู ุงู ุฐู ุฃู ุงู ุชู ุณู ุฑู ุงโ ฌ โ ซุงู ุฎู ุฑ ู ู ุงุฃู ุฑุฏู ู ู ุชุฎู ู ู ุนู ุงู ุงู ุฌุฆู ู ุงู ุณู ุฑู ู ู ู ุชุญุฏ ู ุซุง ุนู โ ฌ โ ซู ุฎุฑู ุจุงู ู ุณุงุก ู ู ุฃู ู ุงุช ู ุดุงุจุงุช ุงู ุงู ุชู ุนุงู ู ู ู ู ู ุฐู ุงุฃู ุฒู ุฉโ ฌ โ ซู ู ู ู ู ู ุง ุฅู ู ุงุฃู ุฌุฑ ุงู ู ุจู ุฑ ู ุงู ู ุซู ุจุฉ ุนู ุฏ ุงู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุชู ุฌู ุขุงู ู ู ู ุงู ู ุญุชุฌู ู ุฅู ู ุงู ุดู ุฑุงุน ุจุงู ู ุฑุจ ู ู ุงุฃู ู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ู ู ุงุงู ุฑุจุนุงุก โ ช26โ ฌุฃู ู ู ู โ ช 2012โ ฌุถุฏ ุงู ู ุธุงู ุงุฅู ู ุฑุงู ู ู ุฑ ู ุฏุงโ ฌ โ ซุนู ู ู ุงู ู ุฃุญู ุฏู ู ุฌุงุฏ ุงุฃู ุฎู ุฑโ ช ุ โ ฌู ุฎุฑุฌ ู ู ู ุฐุง ุงุงู ุญุชุฌุงุฌ ุนู ุฏุฉโ ฌ โ ซู ุฏู ู ุฉ ู ู ู ู ู ุฑู ุงู ุณุงุจู ุฑู ุฏู ู ู ุฌู ู ู ุงู ู ู ุฑุฆู ุณ ู ุฌู ุณ ุงู ู ู ุงุจโ ฌ โ ซุงู ุณุงุจู ู ุจู ุช ุนู ู ุบุฑู ุชุดโ ช ุ โ ฌู ู ุง ู ู ุธู ู ุนุงุฑุถู ู ุฅู ุฑุงู ู ู ู โ ฌ โ ซู ุณู ุฑู ู ู ุญู ู ุฉ ุฑุงู ุตุฉ ุนู ู ู ู ุณู ู ุง ุงู ุฑุงุจ ุฎุงู ู ุฅู ู ุงุก ุงู ุฑุฆู ุณโ ฌ โ ซุงุฅู ู ุฑุงู ู ู ุฌุงุฏ ู ู ู ุชู ุฃู ุงู ุงู ุฌู ุนู ุฉ ุงู ุนุงู ุฉ ู ุฃู ู ู ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ุน ู ุจุฑโ ฌ โ ซุงู ู ุญุชุฌู ู ุนู ุบุถุจู ู ุญู ุงู ุงู ุฏุนู ุงุฅู ู ุฑุงู ู ู ู ู ุธุงู ุงู ุณู ุฑู โ ช .โ ฌู ู ู โ ฌ โ ซุงู ู ู ู ุงู ุชุงู ู ุฎุฑุฌุช ู ุธุงู ุฑุฉ ุชุถุงู ู ู ุฉ ู ุน ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ุฃู ุงู โ ฌ โ ซู ู ุฑ ุงุฃู ู ู ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ู ู ู ู ู ู ุฑู ุฃุซู ุงุก ุงุฌุชู ุงุน ุงู ุฌู ุนู ุฉ ุงู ุนุงู ุฉโ ฌ โ ซู ุทุงู ุจู ู ุจุงู ุชุญุฑู ุงู ู ุนู ู ู ู ุตุฑุฉ ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู โ ช.โ ฌโ ฌ
โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู ๏นถโ ฌ โ ซ๏นผโ ฌ โ ซู ุงู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู ู ู ุงู ู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซุงู ู ุงุธู ุงู ู ุธุฑ ู ู ุงู ุนุงู ุง ู ู ุฐู ู ุญ ู ุฏุฏโ ฌ โ ซู ุน ู ุฏ ุงู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซุฃุดู ุงู ุงู ุนุงู ู ุงุช ู ุง ุจู ู ุงู ู ุฑุฏ ู ุงู ุฏู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุจ ู ู ู โ ฌ โ ซุตุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุดุฎู ุต ุงุฃู ุณุณ ุงู ู ุฑุงุฏโ ฌ โ ซุงู ุญู ู ู ุงู ุนุง ู ู ุฉ ู ุงู ุฎุง ู โ ฌ โ ซุชู ู ุฑู ุง ู ู ุณู ุงู ุนู ู ุงู ู ุฏู ู ุฉ ู ู ุณุงุฆู ุงู ุญุฑู ุงุชโ ฌ โ ซู ุงู ู ุงุฌุจุงุชโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุณู ุฑู ุง ุชู ุชู ุงู ู ู ุณุฃู ุฉ ุงู ุฏุณุชู ุฑ ู ู ู โ ฌ โ ซุธู ู ุดู ุกโ ฌ โ ซุงู ู ุฏู ู ุฉ ุงู ุญุฏู ุซุฉ ู ู ุฐ ู ู ุงู ุฉ ุงู ุนู ุฏ ุงู ุนุซู ุงู ู ู ุฑู ุฑู ุงโ ฌ โ ซุจู ุชุฑุฉ ุงู ุนู ุฏ ุงู ู ู ู ู ุงู ุนุฑุจู โ ช ุ โ ฌู ุงุงู ู ุชุฏุงุจ ุงู ู ุฑู ุณู โ ฌ โ ซู ู ุง ุชุงู ู ุง ู ู ุญู ู ู ุทู ู ู โ ช ุ โ ฌู ุงู ู ุงู ุจุงุช ุนุณู ุฑู ุฉโ ฌ โ ซุจุงุฅู ุถุงู ุฉ ุฅู ู ุฏู ู ุฉ ุงู ู ุญุฏุฉโ ช ุ โ ฌู ู ู ุซู ุงุงู ู ู ุตุงู โ ฌ โ ซู ุนู ุฏ ุญู ู ุงู ุจุนุซ ู โ ฌ โ ซู ุตู ุงู ุฅู ู ุนู ุฏ ุนุงุฆู ุฉ ุงุฃู ุณุฏโ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซุงุฃู ุจ ู ู ู ุจุนุฏู ุงู ู ุฑู ุซ ุจุดุงุฑโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุฏ ุณุนู ุงู ู ุงุตู ู ู ุฅู ู ุงู ุณู ุทุฉ ุจุฃู ู ุฉ ุทุฑู ู ุฉโ ฌ โ ซู ุงู ุชโ ช ุ โ ฌุดุฑุนู ุฉ ุฃู ู ุณุฑู ุฉโ ช ุ โ ฌุฅู ู ุชุถู ู ู ุงู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซู ู ุงุฏ ุชู ุฑู ุณ ุงู ุญู ู ุงู ู ุฑุฏู ุฃู ุงู ู ุฆู ู โ ช ุ โ ฌู ุฅู ู ุงู ุฐู ู โ ฌ โ ซุจู ุตู ุต ู ุจู ู ุฉ ู ุชู ุชุฌู ู ุฑู ุง ู ุงุณุชุบุงู ู ู ุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุบ ู ู ู ู ุงโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซู ู ุชุฎู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ู ู ุดุงุฑู ุน ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ุชู ู ุฑู ุช ุนุจุฑโ ฌ โ ซุงู ุชุงุฑู ุฎ ุงู ุณู ุฑ ู ู ุงู ุญุฏู ุซ ู ู ู ู ุงุท ุฅู ุฌุงุจู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุง ุชู โ ฌ โ ซุฅู ุญุงู ู ู ุงุฏ ุฃุฎุฑู ุจุดู ู ุฑุบุจู ู ู ู ู ู ุฅุฑุงุฏุฉ ุงู ู ุฆุฉโ ฌ โ ซุงู ุญุงู ู ุฉโ ช .โ ฌู ู ุงู ุช ู ู ู ุฐู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุฌุงู ุฏุฉ ู ู ุฒู โ ฌ โ ซุชุบู ู ุฑู ุง ุฃู ุชุนุฏู ู ู ุงโ ช ุ โ ฌุฅุฐ ู ุฑู ุณุช ุชุบ ู ู ู ุงู ุณู ุทุงุชโ ฌ โ ซุงู ุชู ู ู ุฐู ุฉ ุงู ุชู ู ู ู ู ุฒู ุงู ู ุง ุจู ุฏ ุงู ุฏู ุชุงุชู ุฑโ ช ุ โ ฌุจู ู ู ุงโ ฌ โ ซู ู ู ู ุดุช ุงู ุณู ุทุงุช ุงู ุชุดุฑู ุนู ุฉ ู ุงู ู ุถุงุฆู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ
โ ซู ู ุฏ ุฎุงู ู ุดุฑู ุน ุงู ุฏุณุชู ุฑ ุงู ุฐู ุทุฑุญ ู ู ู ุจู ุญุณู ู โ ฌ โ ซุงู ุฒุนู ู โ ช ุ โ ฌุตุงุญุจ ุงุงู ู ู ุงู ุจ ุงู ุนุณู ุฑู ุงุฃู ู ู ู ู โ ฌ โ ซุณู ุฑู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ุฃู ุฅุดุงุฑุฉ ุฅู ู ุฏู ู ุฑุฆู ุณ ุงู ุฏู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฑู ู ุฒุชโ ฌ โ ซู ุนุธู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ู ุทุฑู ุญุฉ ุนู ู ุงุฃู ุฎุฐ ุจู ุธุงู โ ฌ โ ซุงู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ ุงุงู ุฏุงุฑู ุฉโ ช ุ โ ฌุจู ู ู ุง ุชุถ ู ู ู ุช ู โ ฌ โ ซู ู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุตุงุฏุฑุฉ ู ู ุฐ ุนู ุฏ ุณุงู ู ุงู ุญู ุงู ู ู ู ุง ุจุนุฏู ุชุญุฏู ู ุฏุงโ ฌ โ ซู ู ุทุงุจุน ุงู ุนุฑุจู ู ู ุฏู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุนู ู ุงุดุชุฑุงุท ู ู ู ุฑุฆู ุณโ ฌ โ ซุงู ุฏู ู ุฉ ู ุณู ู ู ุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุจุนุฏ ุงุณุชู ุงู ุก ุญุฒุจ ุงู ุจุนุซ ุนู ู ุงู ุญู ู ุจุงุชุชโ ฌ โ ซุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ุตุงุฏุฑุฉ ู ู ุนู ุฏู ู ุท ู ู ุฉ ู ุชู ุฑู ุฑ ุณู ุงุณุงุชโ ฌ โ ซุงู ู ุธุงู โ ช ุ โ ฌู ุจุงุฃู ุฎุต ุจุนุฏ ุงุงู ู ู ุงู ุจ ุงู ุฐู ู ู ุฐู โ ฌ โ ซุงู ุฌู ุฑุงู ุญุงู ุธ ุฃุณุฏ ุนู ู ุฑู ุงู ู ู ู ุนุงู โ ชุ 1970โ ฌโ ฌ โ ซู ุชุฃุณู ุณู ยซุฌู ู ู ุฑู ุฉ ุขู ุงุฃู ุณุฏยปโ ช .โ ฌู ู ู ุชู ู ู ู ุงู โ ฌ โ ซุฃู ุฉ ุขู ู ุฉ ุฏู ู ู ุฑุงุทู ุฉ ู ู ู ุถุน ุงู ุฏุณุงุชู ุฑโ ช ุ โ ฌู ู ุงู ุขุฎุฑโ ฌ โ ซู ุฐู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ุฐู ุงุณุชุตุฏุฑ ู ู ู ุทู ุน โ ช 2012โ ฌู ู โ ฌ โ ซู ุจู ุงู ู ุธุงู ู ู ู ุญุงู ู ุฉ ู ู ุชุนู ู ุฉ ู ู ุงู ู ุชู ุงู ุนู ู โ ฌ โ ซู ุทุงู ุจ ุงู ุซู ุงุฑ ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ุงู ู ุชู ุซู ุฉ ู ู ุฅุณู ุงุท ุงู ู ุธุงู โ ฌ โ ซุจู ู ุฑู ู ุฒู ู ู ุฑุชู ุฒุงุชู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู ุงู ู ู ู ุจู ุณู ุณ ุงู ุญุงุฌุฉ ุฅู ู ุฏุณุชู ุฑ ุนุตุฑู โ ฌ โ ซู ุงุฆู ุนู ู ุนู ุฏ ุงุฌุชู ุงุนู ุฌุฏู ุฏ ู ุฑุงุนู ู ุตุงู ุญ ุฌู ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ู ุฒุน ู ุชู ู ุงุฃู ุฒู ุงุช ุงู ุชู ู ุฏ ุชู ุดุฃ ุนู โ ฌ โ ซุชุฑุงู ู ุงุช ู ุงุญุชู ุงู ุงุช ู ุงุชุฌุฉ ุนู ุงู ุณู ุงุณุงุช ุงู ู ุงุฑุซู ุฉโ ฌ โ ซุงู ุชู ุฌุฑู ุง ุงู ู ุธุงู ุนู ู ุณู ุฑู ุงโ ช ุ โ ฌู ุขุฎุฑู ุง ุฃุณุงู ู ุจโ ฌ โ ซุงู ู ุชู ู ุงู ู ุฌุงุฒุฑ ุงู ุฌู ุงุนู ุฉ ู ุงู ุดุญู ุงู ุทุงุฆู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุฏุณุชู ุฑ ุงู ุนุตุฑู ู ุงู ู ุฏู ู ู ุงู ู ุดุชู ู ุนู ู ุชุจู ุงู โ ฌ โ ซุญู ู ู ุฌู ู ุน ุงู ู ู ู ู ุงุชโ ช ุ โ ฌู ุฏู ุฑู ุง ู ู ุฑู ุฒู ุง ู ุณู ู โ ฌ โ ซู ู ุฃุฏุงุก ู ู ู ู ุงุทู ู ุฏู ุฑู ุงู ุญู ู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุฎู ู โ ฌ โ ซุฅุญุณุงุณุง ุนุงู ู ู ุง ุจุงู ู ุณุคู ู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฅู ุฒุง ู ู ุง ุฃุฎุงู ู ู ู ุง ุชุฌุงู โ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซุงุฑุชุจุงุทุง ู ุซู ู ู ุง ุจู ุฏู ุณุฑู ุงู โ ฌ โ ซุงู ู ู ู ุงู ุนู ู ุง ุงู ู ุฑุชุจุทุฉ ู โ ฌ โ ซุงู ุฏุณุชู ุฑโ ช ุ โ ฌู ู ุฏู ุงุญุชุฑุงู ุงู ู ู ุงุทู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ