جريدة عنب بلدي - العدد 32

Page 1

‫ما تﺒقﻰ من مﺆيدي النظام بعيون المجتمﻊ‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬ ‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪10‬‬ ‫ﺳﻴاﺳﻴﺔ ‪ -‬ثﻘافﻴﺔ ‪ -‬ﺗوعويﺔ ‪ -‬منوعﺔ‬

‫العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫ً‬ ‫دام ‪ 343‬شهيدا في يوم واحد‬ ‫أسﺒوﻉ جديد ﹴ‬

‫ﻃﻼبنا بين شهيد ومعتقل‬

‫بدء العام الدراسي يﺒشر بعودة الحراﻙ الطﻼبي‬

‫من أجواء يوم أطفال الشهداء الذي نظمته حرائر داريا‬ ‫أﺯمﺔ معﻴﺸﻴﺔ‬ ‫ﺗعﺼﻒ بالعاﺻﻤﺔ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼاديﺔ‬

‫‪4‬‬

‫الﺤرﺏ‬ ‫وأثرﻫا النﻔﺴي علﻰ‬ ‫أفراد مﺠﺘﻤعنا‬

‫‪12‬‬

‫ﺗوثﻴﻖ الﺠثﺚ‬ ‫مﺠﻬولﺔ الﻬويﺔ‬

‫‪14‬‬

‫استعادة الحاﺿنة الشعﺒية‬ ‫بعد االحتضان الشعبي الكبير والملموس للثورة‬ ‫السورية وللجيش السوري الحر‪ ،‬عمد النظام إلى‬ ‫سياسة انتزاع هذه الحاضنة الشعبية عن الجيش‬ ‫صا والثورة عمو ًما‪ ،‬فازداد بطشه‬ ‫الحر خصو ً‬ ‫ووحشيته في المناطق األكثر احتضانًا للثورة‪،‬‬ ‫فارتكب ‪-‬وما يزال‪ -‬المجازر اليومية بحق المدنيين‬ ‫األبرياء ال لشيء سوى الحتضانهم الثورة‪ ،‬ساع ًيا‬ ‫من وراء ذلك وبمساعدة من أزالمه ومرتزقته في‬ ‫كل مكان وعلى كافة المستويات إلى تحميل‬ ‫وزر المجازر التي يرتكبها إلى الجيش الحر والثوار‬ ‫باعتبارهم ومن خالل وجودهم بين المدنيين‬ ‫سب ًبا لما يحل بالمدن من تدمير وخراب وقتل‬ ‫للمدنيين‪ .‬وربما نجح النظام من خالل الفظائع‬ ‫التي ارتكبها في بعض المناطق في خلق شرخ‬ ‫بين الثورة والسيما الجيش الحر وبين حاضنته‬ ‫الشعبية‪.‬‬ ‫وفي سبيل استعادة هذه الحاضنة وترميم‬ ‫الشرخ الذي حصل‪ ،‬وإلفشال مخططات النظام‪،‬‬ ‫ينبغي على الناشطين والثوار وعناصر الجيش‬ ‫الحر وقادة كتائبه ومجموعاته توحيد جهودهم‬ ‫ونبذ خالفاتهم جان ًبا كي ال تضيع فرصة تحقيق‬ ‫النصر من بين أيديهم } َو َال َت َناز َُعو ْا َف َتفْشَ لُو ْا‬ ‫يحك ُْم{‪ .‬فتوحيد الجهود عامل أساسي‬ ‫َو َت ْذ َه َب رِ ُ‬ ‫من عوامل النصر‪ ،‬ومن هنا كانت الدعوة الشعبية‬ ‫والثورية في جمعة توحيد كتائب الجيش‬ ‫السوري الحر باعتباره العنصر الثوري األقوى‬ ‫والالعب األساس على األرض حال ًيا‪.‬‬ ‫فعلى الثوار من مختلف مواقعهم العمل والتوحد‬ ‫لمواجهة محاوالت النظام لخرق الصفوف من‬ ‫خالل مجالس ولجان يقوم هو بتشكيلها وليقدمها‬ ‫فيما بعد على أنها ممثلة للمجتمع والثورة‪،‬‬ ‫ولتقدم بدورها مجموعة مطالب بما يسيء للثورة‬ ‫ويصرفها عن هدفها الحقيقي الذي اشتعلت من‬ ‫أجله وقدمت في سبيله الكثير من التضحيات‪.‬‬ ‫إن دماء الشهداء والتضحيات التي بذلت‬ ‫في سبيل ثورة الحرية والكرامة تجعل توحيد‬ ‫جهودنا وتكاتفنا أولوية للحفاﻅ على الثورة ًأوال‬ ‫والستعادة حاضنتها الشعبية ثان ًيا‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫النصر وبلوﻍ أهداف الثورة ثالثًا‪ ،‬وذلك لن يكون‬ ‫إال بالتعالي على المصالح الضيقة والخالفات‬ ‫الجانبية وبأن نذكر دو ًما أننا ي ٌد واحد ٌة هدفها‬ ‫إسقاط نظام الظلم واالستبداد‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫عنب بلدي‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫ٌ‬ ‫مستمر في «حرق» سوريا‬ ‫نظام األسد‬ ‫و «خرق» القوانين الدولية‬ ‫‪ 286‬مظاهرة في ‪ 239‬نقطة تظاهر في مختلف أنحاء سورية في جمعة‬ ‫«توحيد كتائب الجيش السوري الحر»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهيدا يوم األربعاء لوحده!!‬ ‫شهيدا و‪343‬‬ ‫سقط فيها ‪183‬‬ ‫حمص الوليد‬

‫قصف طائرات النظام ال يتوقف على أحياء‬ ‫الخالدية وجوبر والسلطانية وجورة الشياح‬ ‫حيث ألقي عدد من البراميل المتفجرة ما أدى‬ ‫إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى وتدمير‬ ‫عدد من المباني السكنية كما سقط عدد من‬ ‫الشهداء والجرحى في قصف بمدافع الهاون‬ ‫والطيران المروحي والحربي وراجمات الصواريخ‬ ‫والدبابات استهدف القصير والرستن وتلبيسة‬ ‫والغنطو وتلكلخ والحولة ودارت اشتباكات‬ ‫في السلطانية وبابا عمرو‪ .‬وفي يوم الجمعة‬ ‫سجلت حمص خروج ‪ 6‬مظاهرات‪.‬‬

‫مهد الثورة‬

‫قصفت قوات النظام بصر الحرير واللجاة‬ ‫وغصم وبصرى الشام والنعيمة ودرعا المحطة‬ ‫وطفس واليادودة وداعل وأم المياذن والطيبة‬ ‫وكحيل والكرك الشرقي بالهاون والمدفعية‬ ‫الثقيلة والدبابات ما أدى إلى سقوط عدد من‬ ‫الشهداء والجرحى كما اقتحمت سحم الجوالن‬ ‫وعتمان بالدبابات وشنت حملة دهم واعتقال‬ ‫وحرق للمنازل ودارت اشتباكات في الشيخ‬ ‫مسكين وأعدمت قوات األسد ‪ 9‬أشخاص‬ ‫ميدان ًيا في إبطع‪ .‬وفي يوم الجمعة سجلت‬ ‫درعا ‪ 15‬مظاهرة‪.‬‬

‫حماة الفداء‬

‫قصفت قوات النظام قرية زبدة بالهاون‬ ‫وسقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف‬ ‫استهدف قسطون وسوحا والمشيرفة ومسعود‬ ‫وكفرزيتا وجبل شحشبو بالطيران الحربي‬ ‫والمدفعية والبراميل المتفجرة كما حاصرت‬ ‫حي المصافي وهدمت وحرقت ودمرت‬ ‫عشرات المنازل في حي مشاع األربعين بعد‬ ‫اقتحامه وقصفه بالطيران المروحي وشنت‬ ‫حمالت دهم واعتقال في حي الشيخ عنبر‪.‬‬ ‫وسجلت حماة يوم الجمعة ‪ 89‬مظاهرة‪.‬‬

‫العشرات وقصفت أحياء العرضي والشيخ‬ ‫ياسين والحميدية والموظفين والجبيلة والعمال‬ ‫وسقط العديد من الشهداء والجرحى‪ .‬ودارت‬ ‫اشتباكات في حي الكنامات وارتكبت قوات‬ ‫النظم مجزرتين في حيي الجورة والقصور بعد‬ ‫أن قصفتها طائرات الميغ والبراميل المتفجرة‬ ‫والمدفعية والدبابات سقط خاللها ‪ 30‬مدن ًيا‬ ‫أعدموا ميداني ًا في الجورة و‪ 23‬شهي ًدا بينهم‬ ‫نساء وأطفال في القصور‪ .‬كما تعرضت‬ ‫إدلب الصمود‬ ‫قصفت قوات النظام قرية سرجة ومعرتمار البوكمال لقصف عنيف بالطيران الحربي‪.‬‬ ‫ومعرة النعمان ومحمبل وتفتناز وسرمين وسجلت الدير يوم الجمعة ‪ 52‬مظاهرة‪.‬‬ ‫وحاس وكفرنبل بالمدفعية والهاون‬ ‫حلب المقاومة‬ ‫والرشاشات الثقيلة والطيران المروحي قصفت قوات النظام األتارب وإعزاز ومارع‬ ‫والبراميل المتفجرة ما أدى إلى سقوط عدد وبزاعة والباب وكفرنوران وتادف وكرم الجبل‬ ‫من الشهداء والجرحى وتدمير عدد من المنازل وعنجارة بالبراميل المتفجرة والمدفعية كما‬ ‫والممتلكات‪ .‬كما سقط ‪ 6‬شهداء في خان يستمر قصف أحياء حلب القديمة التي‬ ‫شيخون جراء إلقاء طائرات النظام براميل دمرت بشكل شبه كامل وارتكبت قوات‬ ‫متفجرة أدت إلى تهديم عدد من المنازل‪ .‬األسد مجزرة في حي المعادي حيث سقط ‪25‬‬ ‫وسجلت إدلب الجمعة ‪ 33‬مظاهرة‪.‬‬ ‫شهي ًدا جراء القصف وتهديم ‪ 3‬أبنية فوق‬ ‫رؤوس ساكنيها وأعدمت ‪ 25‬شخ ًصا ميدان ًيا‬ ‫درة الفرات‬ ‫اقتحمت قوات النظام حي الجالء واعتقلت في حي الراشدين ودارت اشتباكات في‬

‫«أركان» النظام تهتز من جديد‬

‫استفاقت دمشق يوم األربعاء ‪ 26‬أيلول ‪ 2012‬على‬ ‫دوي انفجارين هائلين هزا أركان الشام‪ ،‬ويبدو أن من اهتز‬ ‫بالفعل هي «أركان النظام»‪ ...‬المثير للشك في األمر أن‬ ‫التلفزيون الرسمي لم يسرع لنقل الحدث كما العادة في‬ ‫كافة االنفجارات «السابقة» التي كان يجهز لها كما يجهز‬ ‫ألي فيلم تلفزيوني‪ُ ،‬يعد المكان ويرتبه‪ ،‬كما يهيأ جثث‬ ‫الموتى والسيارة المفخخة‪ ،‬وبعد إطالق شارة البدء يهرع‬

‫الكادر الصحفي إلى المكان على الفور‪ ،‬كيف ال وقد حضروا‬ ‫قبل التفجير بدقائق!! أما تفجير األربعاء فلقد كان بنكهة‬ ‫خاصة فاجأت النظام‪ ..‬فالهدف هذه المرة هيئة األركان‬ ‫المتاخمة لساحة األمويين ومقر اإلذاعة والتلفزيون‪.‬‬ ‫فور سماع دوي االنفجارين ُسمعت رشقات من الرصاص‬ ‫في المكان‪ ،‬وتعالى الدخان األسود ليعم سماء دمشق‪،‬‬ ‫وهرعت سيارات اإلسعاف إلى المكان وشددت الحواجز‬ ‫األمنية المزروعة في العاصمة من قبضتها وأطلقت هي‬ ‫األخرى أعيرتها النارية عشوائ ًيا من هول صدمتها ومنعت‬ ‫الوصول إلى ساحة األمويين‪ ،‬حتى طالب المدارس ُأعيدوا‬ ‫إلى منازلهم!!‬ ‫وبعد أن استفاق اإلعالم السوري قليلاً ‪ ،‬خرج وزير اإلعالم‬ ‫السوري ليعلن أن التفجيرين نفذا بعبوات ناسفة وسيارات‬ ‫مفخخة بالقرب من هيئة األركان ولم يسفرا عن أية إصابات‬ ‫البتة‪ ...‬مجرد أضرار مادية ال غير!! لكن الوزير المسكين كان‬ ‫قد تأخر قليلاً فالناطق الرسمي باسم لواء أحفاد الرسول كان‬ ‫قد سبقه في اإلعالن عن العملية وتبن ّيها‪ ،‬والتي وصفها‬ ‫باالستخباراتية السرية‪ ،‬وقال بأن الهجوم استهدف مقر‬ ‫األركان بالتعاون مع عمالء زرعوا داخل النظام‪ ،‬وبأن النقود‬ ‫لعبت دورًا في شراء ذمم بعض من يعملون في «خدمة‬ ‫النظام» وبأن المواد المستعملة كانت عبوات ناسفة موجهة‬ ‫بقدرة تدميرية تصل إلى ‪ 30‬م‪ 2‬وبأنها استهدفت مجموعة‬

‫أحياء العامرية وصالح الدين وسيف الدولة‬ ‫واألعظمية واألكرمية وحلب الجديدة بعد‬ ‫إعالن ساعة الحسم في حلب وسيطر الجيش‬ ‫الحر على أحياء العامرية وباب إنطاكية‬ ‫والشيخ مقصود‪ .‬وسجلت حلب الجمعة ‪40‬‬ ‫مظاهرة‪.‬‬

‫دمشق وريفها‪ ،‬استمرار الحصار‬

‫ارتكبت قوات النظام عدة مجازر في دمشق‬ ‫وريفها خالل األسبوع حيث أعدمت ‪9‬‬ ‫أشخاص ميدان ًيا في جوبر وقتلت ‪107‬‬ ‫أشخاص في الذيابية و‪ 11‬شخ ًصا في دوما‬ ‫و‪ 16‬في برزة وشنت حملة دهم واعتقال‬ ‫في حي التضامن وكفرسوسة وحي التركمان‬ ‫وقامت بتدمير مباني سكنية في القابون‬ ‫وقصفت الحجر األسود ومخيم اليرموك ودوما‬ ‫ومعضمية الشام وعرطوز وحرستا ويبرود ودير‬ ‫العصافير والزبداني والمليحة والسيدة زينب‬ ‫وشبعا وحوش عرب بالمدفعية والطيران‬ ‫المروحي وشنت حمالت دهم واعتقال في‬ ‫قطنا وبيت جن‪ .‬وسجلت دمشق مظاهرتين‬ ‫وسجلت ريفها ‪ 21‬مظاهرة‪.‬‬

‫من الضباط والعناصر داخل المقر وأنهى حديثه بأن العملية‬ ‫كانت ناجحة لينفي تصريحات وزير اإلعالم السوري‪.‬‬ ‫الملفت لالنتباه في األمر هو إعالن قناة المنار عن التفجير‬ ‫قبل اإلعالم السوري ولكن برواية مختلفة!! فقناة المنار‬ ‫التابعة لحزب الله أعلنت أن التفجير حصل داخل مقر األركان‬ ‫وبأنه أدى إلى احتراق الطابق األول فيه وبأن هناك عد ًدا من‬ ‫الجرحى والقتلى‪ ..‬إذًا فرواية وزير اإلعالم كاذبة!! وهي التي‬ ‫كذّبها قبل ذلك إعالم الوزير نفسه عندما أعلن التلفزيون‬ ‫السوري بداية سقوط عدد من القتلى والجرحى قبل أن يخرج‬ ‫الوزير ليق ُصر األضرار على لماديات‪ .‬وحتى لو لم تثبت كذب‬ ‫رواية الوزير قناة المنار والتلفزيون السوري الرسمي ألثبتتها‬ ‫سيارات اإلسعاف التي توافدت على المنطقة بصورة‬ ‫جنونية وأعداد كبيرة لتوحي بعدد المصابين الكبير والتي‬ ‫توجهت إلى المشفى العسكري في المزة ومشفى المواساة‬ ‫والشامي وترافقت مع إغالق كافة الطرق المؤدية للمكان‪.‬‬ ‫هي ضربة موجعة أخرى بعد ضربة مقر األمن القومي‪،‬‬ ‫ودليل واضح على اتساع رقعة عمليات الجيش الحر واختراقه‬ ‫صفوف النظام وإشارة مطمئنة للثوار بأن عمليات الجيش‬ ‫الحر ستكون موجهة ألهداف إستراتيجية مستقبلاً ‪ ،‬وهي‬ ‫دليل قوة وتنظيم‪ ،‬ودليل قاطع على أن النظام بدأ يترنح‬ ‫وبأن أركانه بدأت تهتز وتتصدع بعد أن فرط عقد أصحاب‬ ‫الحكم حبةً تلو األخرى‪.‬‬


‫عنب بلدي‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫المعارضة الداخلية (كما باتت تُسمى)‬ ‫أساسا بهيئة التنسيق الوطنية‬ ‫والمتمثلة ً‬ ‫وبعض األطراف األخرى‪ ،‬أعلنت ومن دمشق‬ ‫أن مطلبها هو إسقاط النظام القائم (المستبد‬ ‫كالم قد يكون نقلة نوعية‬ ‫والقاتل لشعبه)‪ٌ .‬‬ ‫في الخطاب السياسي لمعارضة الداخل‬ ‫(وهئية التنسيق بالذات) ألنه يخرج من قلب‬ ‫دمشق‪ ،‬إذ لم يعلنها أعضاء الهيئة صراحةً‬ ‫بهذا الشكل وبلسان ناطقهم قبل اليوم‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬كيف يسمح النظام السوري لمن‬ ‫يطالب بإسقاطه أن يعقد مؤتمره في‬ ‫عاصمته؟!‬ ‫أساسا‪ ،‬وروسيا‬ ‫إيران‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫القول‬ ‫نستطيع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫والصين ثان ًيا‪ ،‬ترغب بدعم كيان معارض‬ ‫ً‬ ‫عميال وليس مفضو ًحا شعب ًيا‬ ‫(ليس‬ ‫بتابع ّيته للنظام) ولديه ثقل نضالي سابق‬ ‫اليختلف عليه الشارع السوري الثائر‪ ،‬وإن‬ ‫كان هذا الكيان (هيئة التنسيق) قد فقد‬ ‫الكثير من رصيده في شهور الثورة الماضية‬ ‫وحتى اللحظة الحالية بسبب تصريحاته‬ ‫البعيدة عن نبض الشارع‪ .‬فبع َد رفض‬ ‫أساسا والقوى المعارضة‬ ‫المجلس الوطني ً‬ ‫األخرى زيارة إيران‪ ،‬باعتبارها شريكًا في‬ ‫قتل الشعب السوري‪ ،‬رأت طهران والدول‬ ‫األخرى الحليفة للنظام أنه البد من دعم قوى‬ ‫حقيقة تقبل التواصل والتنسيق‬ ‫معارضة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫معها لحل األزمة السورية‪ ،‬حتى لو نادت‬

‫مﺆتمر المعارﺿة الداخلية؛‬ ‫تحقيق لرﻏﺒة الدوﻝ الداعمة للنظام‬

‫هذه القوى بإسقاط النظام وتغييره‪ ،‬ولكن‬ ‫كما نعلم تختلف الطريقة واألسلوب في‬ ‫تحقيق ذلك‪ .‬فمعارضو هيئة التنسيق‬ ‫يعلنون معارضتهم أي تدخل عسكري لحسم‬ ‫الصراع‪ ،‬ويقولون أنهم يريدون التعويل على‬ ‫قدرات الثورة الذاتية وليس على استجداء‬ ‫الخارج الذي لن يتدخل إ ّال لتحقيق مصالحه‪.‬‬ ‫علينا أ ّال ننسى أن المعارض رجاء الناصر‬ ‫والذي كان يتحدث من دمشق في المؤتمر‪ ،‬قد‬ ‫قُتل ولده منذ عدة أيام في حلب وهو يسعف‬ ‫الجرحى كما قيل‪ ،‬وأن عبد العزيز الخير وغيره‬

‫من أصدقائه المحسوبين على هيئة التنسيق‬ ‫قيد االعتقال أو الخطف حال ًيا‪.‬‬ ‫المؤتمر ُعقد في دمشق‪ ،‬والنظام السوري اليريد‬ ‫ذلك‪ ،‬واليناسبه وجود أي قوى تنادي بتغيير‬ ‫حقيقي‪ ،‬ولكن إيران وحلفاء النظام يعون‬ ‫أنه البد من دعم قوى معارضة وفتح بوابات‬ ‫احتمال قادم‪.‬‬ ‫تواصل معها‪ ،‬تحس ًبا ألي‬ ‫ٍ‬ ‫قد ال يكون التفاوض والحوار مع النظام‬ ‫هو الحل األفضل – حال ًيا على األقل‪ -‬ألنه‬ ‫خسارة سياسية لمن يريد الدخول فيه‪،‬‬ ‫إذ أنه وحتى هذه اللحظة اليرى النظام‬

‫‪3‬‬

‫السوري في شعبه أو في القوى المعارضة له‬ ‫(للنظام) شريكًا أساس ًيا قادرًا على المشاركة‬ ‫في صنع مستقبل سوريا وقيادة المرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬إال أنه ورغم ذلك فقد وصلت‬ ‫الرسالة لداعمي النظام‪ ،‬أنه حتى من يقبل‬ ‫بالحوار مع حليفهم‪ ،‬فإن مطلبه هو إسقاطه‪.‬‬ ‫مع تلك «اإليجابية» التي حققتها‬ ‫معارضة الداخل عبر المؤتمر‪ ،‬إال أ ّن سيئاته‬ ‫كانت أكثر من حسناته‪ ،‬واستطاعت الدول‬ ‫الداعمة للنظام أن تجعل بعض قوى‬ ‫المعارضة تقبل الحوار معها ومع النظام‪،‬‬ ‫في الوقت الذي ال زالت فيه آلة القتل تذبح‬ ‫المدنيين وتدكّ مدنهم‪ .‬وهذه هي المشكلة‬ ‫الحقيقة في كل مؤتمر يعقد في الداخل‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬فالنظام وداعموه يريدون فقط‬ ‫اغتنام الفرص وكسب الوقت لهزيمة الثورة‪،‬‬ ‫ولو كانوا جادين في أي مبادرة لوجدناهم‬ ‫يضغطون على حليفهم المجرم ويهددونه‬ ‫بمنع تزويده بالسالح والخبراء والخطط‪.‬‬ ‫حتى هذه اللحظة فإن كل من يحاور النظام‬ ‫يخسر شعب ًيا‪ ،‬ألنه لم يحقق أدنى شروط‬ ‫التفاوض‪ ،‬وهي إيقاف القتل والتدمير ريثما‬ ‫ينتهي المتفاوضون من مباحثاتهم‪ .‬وربما‬ ‫من حق الشارع الثائر أن ينظر لمن يتفاوض‪،‬‬ ‫في ظرف اليزال فيه النظام السوري (فقط)‬ ‫يريد كسب الوقت‪ ،‬أن ينظر إليهم على أنهم‬ ‫يخدمون أجندة النظام وسياساته‪.‬‬

‫الجيش السوري الحر‪..‬‬ ‫هل من الممﻜن أن يدان مﻊ النظام السوري في محﻜمة الجنايات الدولية؟‬ ‫هناك مؤشرات تقول أنه يتم العمل اآلن على إحالة الجرائم‬ ‫المرتكبة في سوريا من قبل «طرفي الصراع»‪ ،‬النظام السوري‬ ‫وكتائب الجيش الحر‪ ،‬إلى محكمة الجنايات الدولية‪ ،‬للتعامل‬ ‫معها كجرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫صحيح أن التقارير التساوي إلى اآلن بين جرائم النظام‬ ‫وجرائم الجيش الحر‪ ،‬ولكن في النهاية ومن وجهة النظر‬ ‫الجنائية والقضائية‪ ،‬هي جرائم وانتهاكات خطيرة‪.‬‬ ‫من المفيد أن نذكّر ببعض المواد التي جاءت في نصوص‬ ‫المعاهدات الدولية والتي تخص النزاعات والتعامل مع‬ ‫األسرى والجنود والمدنيين‪ ،‬والتي يبني عليها المجتمع الدولي‬ ‫(بمؤسساته الجنائية والقضائية) أحكامه‪.‬‬ ‫تقول المادة الثالثة في الباب األول من معاهدة جنيف‪:‬‬ ‫األشخاص الذين ال يشتركون مباشرة في األعمال العدائية‪،‬‬ ‫بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم‪،‬‬ ‫واألشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح‬ ‫أو االحتجاز أو ألي سبب آخر‪ ،‬يعاملون في جميع األحوال‬ ‫معاملة إنسانية‪ ،‬دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو‬ ‫اللون‪ ،‬أو الدين أو المعتقد‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو المولد أو الثروة‪ ،‬أو‬ ‫أي معيار آخر‪ ،‬و ُي َ‬ ‫حظر إصدار األحكام وتنفيذ العقوبات دون‬ ‫ً‬ ‫تشكيال قانون ًيا‪.‬‬ ‫إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة‬ ‫كما تذكر المادة السابعة عشرة من الباب الثالث أنّه ال يجوز‬ ‫ممارسة أي تعذيب بدني أو معنوي أو أي إكراه على أسرى‬ ‫الحرب الستخالص معلومات منهم من أي نوع‪ ،‬وال يجوز‬ ‫تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون اإلجابة أو شتمهم أو‬

‫تعريضهم ألي إزعاج أو إجحاف‪.‬‬ ‫من الواضح أن االنتهاكات الصارخة التي ارتكبها النظام‬ ‫السوري‪ ،‬هي التي أوصلته أو ستوصله للمحكمة الدولية‪ .‬إال أنه‬ ‫وبنفس الوقت‪ ،‬فإنه من الواضح أن هناك انتهاكات من بعض‬ ‫كتائب ومجموعات الجيش الحر لما تنص عليه المعاهدات‬ ‫الدولية‪ ،‬وهو ما نشاهده على أرض الواقع وعلى شاشات التلفزة‬ ‫ومواقع الشبكة‪ .‬وربما يكون واض ًحا أي ًضا أن الغالبية العظمى‬ ‫من تلك الكتائب والمجموعات التعلم شيئًا عن تلك المواثيق‬ ‫والتعيرها أي اهتمام وليس لديها القدرة على تطبيقها‪.‬‬ ‫أن يصبح الجيش الحر‪ ،‬أو بعض كتائبه ومجموعاته‪ ،‬مطلوبًا‬ ‫لمحكمة الجنايات الدولية‪ ،‬فهذا يعني أن يكون كل من قاد‬ ‫أو أشرف أو خطط لتلك االنتهاكات مالحقًا دول ًيا‪ .‬وأن تنتقل‬ ‫قيادات الجيش الحر (المدنية والعسكرية) في سوريا من‬ ‫موقع مشرّف وطن ًيا إلى موقع المطارد دول ًيا‪.‬‬ ‫عندما تقوم تلك الكتائب والمجموعات باعتقال شخص أو‬ ‫مجموعة من أتباع النظام أو حتى من مواليه أو المحسوبين‬ ‫عليه‪ ،‬وتقوم بتصوير عملية القتل والتعذيب والتنكيل‬ ‫وسحب االعترافات عنو ًة من أصحابها‪ ،‬وعندما يقومون‬ ‫بتصوير عمليات قتل بسبب الطائفة وعمليات قتل على‬ ‫الهوية‪ ،‬فهم ُيه ُدون أدلة إدانتهم للجهات الدولية المختصة‬ ‫على طبق من ذهب‪ .‬ولو سكتوا و َع ّموا على تلك التصرفات‬ ‫لكان خيرًا لهم وأقل جر ًما‪.‬‬ ‫ال أحد يجب أن يستخف بكون بعض مجموعات أو قيادات‬ ‫الجيش الحر قد تُحال إلى المحكمة الدولية‪ ،‬فالشعب السوري‬

‫يبحث عن مناصريه وداعميه بين كوم من الدول الساكتة على‬ ‫قتله والدول الداعمة للنظام القاتل‪ ،‬فكيف إن أصبح هذا‬ ‫الشعب عبر أهم مكون من مكونات ثورته حال ًيا مالحقًا قانون ًيا‬ ‫ودول ًيا؟ كيف سيصبح شكل الدعم عندئذ وكيف ستصبح‬ ‫الحلول المطروحة لحل األزمة؟ أق ُّلها أن يكون نظام بشار األسد‬ ‫وجماعات من الجيش الحر خارجة عن أي وجود سياسي في‬ ‫المرحلة االنتقالية‪ ،‬باالضافة إلدانة ومالحقة دولية ل ُمك ّو ٍن‬ ‫ثوري قد بذل الشعب السوري في دعمه الغالي والرخيص‪.‬‬ ‫إذا أراد الجيش الحر أن يتعلم من األخطاء السابقة وأن‬ ‫يحسن سجله القانوني وسمعته الدولية‪ ،‬فعليه تقوية بنيته‬ ‫ّ‬ ‫القضائية والجنائية لتتماشى مع االتفاقيات التي نصت‬ ‫عليها المعاهدات والمواثيق المعروفة‪ ،‬وعليه أن يعلن ذلك‬ ‫عبر شاشات التلفزة ومواقع الشبكة‪ ،‬وأن يبدأ بمحاسبة كل‬ ‫من يخطﺊ أو يتجاوز من أفراده‪ ،‬وبشكل حازم‪ .‬وبهذه الطريقة‬ ‫يمكن له أن يستعيد ما فقده من مصداقية داخل سوريا‬ ‫وخارجها‪ ،‬وعندما يصبح الجيش الحر على هذا المستوى من‬ ‫المسؤولية العسكرية والقانونية‪ ،‬يستطيع عندها أن يقنع‬ ‫الجميع أنه البديل الشرعي والوحيد للجيش الحالي الذي‬ ‫يقتل شعبه منذ أكثر من تسعة عشر شهرًا‪ ،‬بأنه ٌ‬ ‫جيش وطن ٌي‬ ‫مؤهل قانون ًيا ليكون جيشً ا لكل الشعب السوري‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫عنب د‪1‬راني‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫أﺯمة معيشية‬ ‫تعصف بالعاﺻمة اﻻﻗتصادية‬ ‫تقرير هنا الحلبي ‪ -‬عنب بلدي‪/‬حلب‬

‫ﻗﺼﻒ ﻣﺘﻮاﺻﻞ‬

‫تعتبر مدينة حلب مدينة منكوبة إذ أصبح‬ ‫قصف الطيران الحربي خالل ساعات اليوم‬ ‫أمرًا مألوفًا واعتاد أهلها النوم على صوت‬ ‫المدفعيات‪ .‬بلغ عدد األحياء التي تتعرض‬ ‫للقصف المدفعي والمروحي يوم ًيا قرابة‬ ‫‪ 25‬ح ًيا بمعدل ‪ 60‬قذيفة صاروخية في‬ ‫بعض األحياء من طائرات الميغ أو البراميل‬ ‫المتفجرة مما يحدث أضرارًا هائلة تؤدي إلى‬ ‫مبان بالكامل وحطمت طائرات النظام‬ ‫تهدم ٍ‬ ‫أرقا ًما قياسية في تحليقها فوق مناطق‬ ‫وأحياء محافظة حلب حيث استمر قصف‬ ‫الطيران الحربي في أحد الغارات على حي‬ ‫اإلنذارات مدة ‪ 17‬ساعة متواصلة‪.‬‬ ‫ورافق هذا القصف انقطاع للتيار الكهربائي‬ ‫لساعات طويلة تصل أحيانًا إلى أيام‬ ‫متواصلة إضافة إلى انقطاع المياه عن‬ ‫معظم أحياء حلب بسبب قصف األنبوب‬ ‫الرئيسي للمياه والمضخات التي تغذي عد ًدا‬ ‫من األحياء ما شكل أزمة حقيقية للسكان‪.‬‬

‫ﻧﺰوح اﻷﻫﺎﻟﻲ‬

‫ودفع هذا الوضع الكثير من السكان إلى‬ ‫الهجرة خارج المدينة‪ ،‬أو نزوح من تبقى‬ ‫داخل األحياء المنكوبة إلى األحياء الراقية‬ ‫والتي ال تتجاوز نسبتها ‪ 30%‬منها ففتحت‬ ‫لهم المدارس والسكن الجامعي وقدم لهم‬ ‫األهالي الدعم المادي من وجبات الطعام في‬

‫رمضان إلى الحصص الغذائية و «الفرش»‬ ‫والمالبس وما إلى ذلك من احتياجات الحياة‬ ‫البسيطة‪ ،‬ولعب تجار حلب دورًا رئيس ًيا في‬ ‫دعم ومساعدة هؤالء النازحين كما كان لهم‬ ‫األسبقية في مساعدة المدن المنكوبة سابقًا‬ ‫منذ اندالع الثورة وكذلك فتح المغتربون‬ ‫بيوتهم لهؤالء المنكوبين‪ ،‬حتى البيوت قيد‬ ‫اإلنشاء سكنت بغالبيتها مع استقرار بعض‬ ‫العائالت في منصفات الشوارع الرئيسية خاصة العمال منهم وأدى إلى انهيار الوضع‬ ‫العريضة ونصب خيم فيها‪.‬‬ ‫االقتصادي ودفع هذا الوضع بعض الناس‬ ‫إلى عرض بضائعهم على األرصفة في‬ ‫اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ!!‬ ‫تلك المناطق الراقية بغرض كسب العيش‪,‬‬ ‫وتزامنت حركة النزوح هذه مع حصار خانق فما لبث أن اكتظت الشوارع بـ «البسطات»‬ ‫لمدينة حلب مما أدى إلى أزمة في المواد التي انتشرت بكثافة لتشمل بيع الخضار‬ ‫الغذائية وصلت ذروتها في أواخر شهر واألطعمة والمالبس وكافة مستلزمات‬ ‫رمضان حتى كادت تفقد من األسواق‪ ،‬الحياة‪ ،‬حتى بيع البنزين وإصالح إطارات‬ ‫وعند عودتها لألسواق عن طريق التهريب السيارات!! وشملت هذه األزمة حليب‬ ‫فإنها توفرت بأسعار مضاعفة وكذلك األطفال والخبز‪ ,‬حيث يضطر المدنيون أحيانًا‬ ‫بالنسبة للبنزين فقد منع النظام وصوله إلى الوقوف عدة ساعات للحصول على ربطة‬ ‫إلى حلب مما أدى إلى ندرته وارتفاع سعره الخبز التي وصل سعرها في ذروته إلى ‪100‬‬ ‫إلى خمسة أضعاف والزالت مادة البنزين ليرة سورية‪ ,‬ناهيك عن تعرض المدنيين‬ ‫مفقودة كلي ًا في المدينة وتباع عن طريق للقصف الحربي أثناء وقوفهم في الطوابير‬ ‫التهريب على األرصفة وأدى النقص الحاد عند األفران‪ ,‬ووصل عدد األفران المستهدفة‬ ‫في الوقود خاصة المازوت باإلضافة إلى خالل شهر واحد إلى ‪ 10‬أفران‪.‬‬ ‫قلة المواصالت وصعوبة الوصول إلى عدة وانتشرت في حلب في اآلونة األخيرة‬ ‫مناطق خاصة الصناعية منها إلى جمود مالحقة الشباب وسوقهم إلى خدمة الجيش‬ ‫االقتصاد‪ ,‬حيث توقفت المعامل في سواء من األفران أو من حافالت النقل العامة‬ ‫منطقة «الشيخ نجار» الصناعية فانعكس أو من كافة الحواجز التي نشرها النظام في‬ ‫ذلك على أسواق البلد الرئيسية خاصة المدينة‪ ,‬ولم تكن لتستثني حتى المعفى من‬ ‫منطقة «المدينة» مما أفقد الناس وظائفها الخدمة العسكرية أو الشاب الوحيد ألهله‪.‬‬

‫سياسة التهجير‪..‬‬ ‫فلسطين أخرﻯ‬ ‫يبدو أن نظام األسد «المقاوم» «الممانع» الذي تربى على‬ ‫أيدي أساتذته في النظام اإلسرائيلي قد تعلم الدرس جي ًدا‬ ‫وحان وقت تطبيقه عمل ًيا على أرض الواقع‪ .‬فسياسة األرض‬ ‫المحروقة التي اتبعها اإلسرائيليون في فلسطين تعاد اليوم‬ ‫في سوريا وأمام ناظر الجميع‪ ،‬وعلى يد النظام السوري ضد‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬دون أن ينبس المجتمع الدولي ببنت شفة!!‬ ‫فما هذه السياسة إال استمرار لنهﺞ الحكومة اإلسرائيلية‬ ‫وتطبيق واسع النطاق للرؤية اإلسرائيلية على األراضي‬ ‫السورية على يد نظام الممانعة والمقاومة!!‬ ‫فنظام األسد الذي عجز عن وقف المد الثوري و َقتْل عزيمة‬ ‫الثوار‪ ،‬قرر إتباع سياسة التهجير «المجرّبة» بعد أن فشلت‬ ‫سياسة التجويع والحصار التي اعتمدها قبل ذلك‪ ،‬حين‬ ‫حاصر المدن الثائرة ومنع عنها الماء والكهرباء والغذاء‪،‬‬ ‫وحاربها حتى برغيف الخبز‪ ،‬فصمد معظم السوريون‬ ‫الجائعون للحرية في بيوتهم غير آبهين بالجوع‪ ،‬فارتكن‬ ‫النظام إلى زيادة وحشية القصف بمعدل تنهار أمامه‬

‫مستويات الصبر والتحمل‪ ،‬عندها بدأ البعض بترك منازلهم‬ ‫والنزوح إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا داخل المدن في حركة‬ ‫نزوح داخلية لتتعداها إلى حركة نزوح خارجية مع استمرار‬ ‫استهداف األماكن التي لجأ إليها النازحون‪ .‬ورغم ذلك‪،‬‬ ‫بقي الكثيرون داخل مدنهم رافضين هجر البيوت واألوطان‪.‬‬ ‫فقرر نظام األسد إتباع سياسة المجازر واقتحام المدن تحت‬ ‫غطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي مستعينًا‬ ‫بالطائرات المروحية والحربية‪ ،‬ليرتكب أفظع المجازر التي‬ ‫لم تشهد لها اإلنسانية ً‬ ‫مثيال‪ ،‬وال حتى تلك التي ارتكبتها‬ ‫إسرائيل «الدولة العدو»!! فيدخل شبيحة النظام ممتشقين‬ ‫«سكاكينهم» ليذبحوا المدنيين العزل ويمثلوا بجثثهم أمام‬ ‫أعين أهاليهم ويتركوا في معظم األحيان شاه ًدا وحي ًدا‬ ‫يروي للجميع وحشية النظام‪ ،‬ليزرع الخوف في قلوب من لم‬ ‫يشهد ما شهدته عيناه والسماء تمطر على بيوت المدنيين‬ ‫صواريخ وبراميل متفجرة من الطائرات المروحية والحربية‬ ‫لتعمل عملها في سياسة التدمير هي األخرى‪ .‬فالبراميل‬ ‫التي يلقيها سالح الجو تدمر أبنية بأكملها‪ ،‬وتخفي تحت‬ ‫ركامها جثثًا لعوائل كانت تقيم يو ًما داخل بيوت ضمتها‬ ‫تلك األبنية‪ ،‬ويضطر الناجون إلى هجر مدينتهم لسبب وحيد‬ ‫ووجيه‪ ،‬أن ال منزل يؤويهم بعد اآلن‪ .‬سياسة وصلت إلى‬ ‫حد استخدام الجرافات الجتثاث البيوت من أماكنها وإجبار‬ ‫أهلها على تركها أو حرق البيوت والمحال التجارية وبالتالي‬

‫ﺻﻌﻮﺑﺔ دﻓﻦ اﻟﺸﻬﺪاء وﻋﻼج اﻟﺠﺮﺣﻰ‬

‫تبلغ قمة مأساة الشعب الحلبي في إمكانية‬ ‫وصول النازحين إلى بيوتهم بهدف تفقدها‬ ‫فالقناصة لهم بالمرصاد ويستحيل سحب‬ ‫جثث الشهداء من الشارع‪ ,‬فتترك الجثة‬ ‫لتنتفخ وتتفسخ وتتحلل وقد تكون وليمة‬ ‫للقطط والجرذان ومن يحالفه الحظ في‬ ‫انتشال جثة شهيد فإن الوصول إلى المقابر‬ ‫قمة المخاطرة باإلضافة إلى انعدام األكفان‬ ‫وسيارات دفن الموتى وإن دفن الميت فال‬ ‫تراب لطمر القبر فتدخل الجرذان لتلك القبور‬ ‫وتأكل الجثث‪.‬‬ ‫أما من قدر له أن يصاب وال يفارق الحياة‬ ‫فعليه أن يقصد المشافي الميدانية‪ ,‬ألن‬ ‫الذهاب إلى المشافي العامة في المناطق‬ ‫اآلمنة قد يتسبب في اعتقال المسعف أو‬ ‫المصاب مع تواضع إمكانيات هذه المشافي‬ ‫الميدانية ونقص حاد في األدوية والكوادر‬ ‫الطبية فيها‪ .‬ووسط كل هذه الظروف‬ ‫المأساوية‪ ,‬يعيش أهل حلب مسلحين باألمل‬ ‫في القضاء على هذه العصابة الحاكمة‬ ‫التي أذاقتهم الويالت‪.‬‬

‫يضطر السكان إلى ترك منازلهم مخلفين ورائهم َ‬ ‫سيال من‬ ‫ذكريات والكثير الكثير من األلم‪.‬‬ ‫وتأتي هذه السياسة في خطة لتغيير ديموغرافي وجغرافي‬ ‫في المناطق والمدن السورية‪ ،‬والمثال يتكرر في كل المدن‬ ‫السورية‪ ،‬فالنظام يعمل على إفراﻍ المدن الثائرة من ساكنيها‬ ‫وتدمير بيوتهم وبذلك يضمن عدم عودتهم على األقل‬ ‫في القريب العاجل ليستولي عليها ويجعل منها ثكنات‬ ‫عسكرية أو مقار لشبيحته‪ ،‬وبالتالي يعمل على إفراغها‬ ‫بغرض استبدالهم بـ «مستعمرين» جدد يؤيدون النظام‬ ‫وبذلك يظن النظام أنه ُيفرﻍ المدن الثائرة من «معارضيه»‬ ‫ويحاول ربط هذه المدن والمناطق جغراف ًيا بمناطق موالية له‬ ‫لتمتد رقعة المناطق التي يسيطر عليها النظام‪.‬‬ ‫ولم تكن هذه الفكرة وليدة اللحظة‪ ،‬فالمساحات السكنية‬ ‫الشاسعة االمتداد حول العاصمة دمشق من العشوائيات‬ ‫كانت وال تزال عرضة للتدمير بحجة «التنظيم» مما يجبر‬ ‫أهلها على هجرها والتوجه إلى مدن ومناطق الريف النائية‬ ‫وترك المدينة لتصبح مقرًا ألزالم النظام ومؤيديه من الطبقة‬ ‫«الحاكمة» سياس ًيا أو اقتصاديًا‪.‬‬ ‫ومع إفراﻍ هذه المدن من ساكنيها وتدمير أبنيتها ومحو‬ ‫معالمها السكانية والجغرافية‪ ،‬تصبح الفرصة عظيمة أمام‬ ‫نظام األسد إلعادة اإلعمار والتوطين‪ ،‬ولكن على طريقته‬ ‫الخاصة وعلى هواه!!‬


‫عنب بلدي‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪5‬‬

‫مخيﻢ الزعتري‪...‬‬

‫معاناة جديدة للسوريين!‬ ‫على بعد نحو ‪ 80‬كيلومترًا إلى الشمال‬ ‫من العاصمة األردنية عمان‪ ،‬في منطقة‬ ‫صحراوية جرداء يقع مخيم الزعتري‪ ،‬الذي‬ ‫أنشأته الحكومة األردنية الستيعاب‬ ‫الالجئين السوريين والذين وصل عددهم فيه‬ ‫إلى حوالي ‪ 32‬ألف الجﺊ وذلك بعد اشتداد‬ ‫وتيرة العنف في سوريا وتعرض بيوتهم‬ ‫وقراهم للقصف والتدمير‪.‬‬ ‫العائالت التي نزحت إلى المخيم ظنت‬ ‫ضا من األمان والراحة‬ ‫أنها ستجد فيه بع ً‬ ‫التي ُحرِ َمت منهما في سوريا‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫المخ َّيم كان مخ ِّي ًبا آلمالهم‪ ،‬فقد ُأ ِق َيم على‬ ‫أرض عبارة عن «قاع»‪ ،‬سرعان ما تتحول‬ ‫ـ مع السير عليها ـ إلى تربة متطايرة‪،‬‬ ‫مشكلةً غبارًا كثيفًا‪ ،‬األمر الذي شكل أزمة‬ ‫حقيقة لدى الالجئين في التأقلم مع مثل‬ ‫هذا المناخ الذي يولد دوامات من الغبار مع‬ ‫كل نسمة هواء دون أن يستطيع األهالي‬ ‫حماية أطفالهم من الغبار الذي يتسلل إلى‬

‫داخل خيامهم‪ ،‬مما س َّب َب مضاعفات صحية‬ ‫كثيرة لدى عموم الالجئين واإلصابة بأمراض‬ ‫صا لدى األطفال أو‬ ‫صدريَّة وتنفسية‪ ،‬خصو ً‬ ‫الذين يعانون من أمراض الربو والحساسية‪.‬‬ ‫ناهيك عن تحول الخيام في فترة الظهيرة‬ ‫إلى أفران بشرية بسبب االرتفاع الشديد في‬ ‫درجات الحرارة‪.‬‬ ‫يعيش السوريون في تلك المخ َّيمات حياة‬ ‫صعبة أشبه بالمأساوية‪ ،‬فهم يعانون من‬ ‫نقص شديد في المواد الغذائ ّية والطب ّية‬ ‫ومن دورات المياه المتنقلة التي توجد في‬ ‫أماكن متباعدة والتي تضطر الالجئين إلى‬ ‫المسير لمسافات طويلة للوصول إليها‪.‬‬ ‫وكذلك يعاني الالجئون في المخيم من عدم‬ ‫وجود الكهرباء ما ُيلجئهم إلى وضع المياه‬ ‫في أوان فخاريّة لتبريدها قبل شربها‪.‬‬ ‫ضا‪ُ ،‬يمنع النازحون من مغادرة المخيم ّإال‬ ‫أي ً‬ ‫بوجود كفيل أردني‪ ،‬وقد يكون مبرر ذلك‬ ‫لدى السلطات األردنية هو منع اختالط‬

‫الالجئين السوريين بالشعب األردني‪ ،‬وما قد‬ ‫يتبع ذلك من تعاطف محتمل مع القضية‬ ‫السورية!!‬ ‫وأمام مرارة الواقع الذي يعيشه الالجئون‬ ‫السوريون بدأ صبرهم يَنفذ وهم ينتظرون من‬ ‫وينتشلهم من‬ ‫يم ُّد لهم ي َد العون والمساعدة‪ِ ،‬‬ ‫ظروفهم الحيات َّية الصعبة التي يعيشونها‪،‬‬ ‫األمر ا ّلذي أ َّدى إلى مواجهات مع المسؤولين‬ ‫عن المخيم وتدخل قوات األمن األردني في‬ ‫أكثر من مواجهة‪ ،‬لينتظر بعدها السوريُّون‬ ‫اإلصالحات التي ُيو َعدون فيها في كل‬ ‫مرة‪ ،‬كاستبدال الخيام بمساكن جاهزة‬ ‫وبناء دورات مياه إضافية‪ ،‬ومحاولة معالجة‬ ‫طبيعة أرض المخيم الترابية للتقليل من‬ ‫الغبار واألمراض الناجمة عنه‪.‬‬ ‫الحملة السعودية لنصرة الالجئين السوريين‬ ‫في المخيمات األردنية كان لها أثر بالغ في‬ ‫تخفيف مأساة ومعاناة الالجئين السورين‬ ‫وفي مساندة أعمال المفوضية لالجئين‬ ‫تم كخطوة‬ ‫في المخيمات األردنية‪ ،‬حيث َّ‬ ‫أولى توزيع ‪ 43‬شاحنة محملة بمواد غذائ َّية‬ ‫مختلفة وتم توزيع سالل خاصة لألسرة‬ ‫والطفل وحقائب صح ّية‪ .‬ولم يتوقف الدعم‬ ‫السعودي عند مخيم الزعتري بل تجاوزه إلى‬ ‫المخيمات األخرى وإلى الالجئين المقيمين‬

‫داخل المحافظات األردن ّية‪.‬‬ ‫ودع ًما للحملة التي أطلقتها المفوضية‬ ‫العليا لالجئين التابعة للمنظمة األممية‬ ‫والتي تهدف لتسجيل األطفال السوريين‬ ‫في المدارس في الدول التي لجأوا إليها‬ ‫في كل من تركيا واألردن ولبنان‪ ،‬فقد‬ ‫مارست بعض المنظمات والمؤسسات‬ ‫الدولية كمنظمة األمم المتحدة للطفولة‬ ‫«اليونيسيف» على الدول المضيفة للقيام‬ ‫بذلك‪ .‬ومع بداية العام الدراسي‪ ،‬صدر قرار‬ ‫من الحكومة األردنية يقضي بقبول الطلبة‬ ‫السوريين في المدارس األردنية والذين تصل‬ ‫أعدادهم حتى حوالي ‪ 30‬ألف طالب‪ ،‬وقد‬ ‫فتحت المدارس الجديدة لتستوعب أعدادهم‬ ‫المتزايدة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الجهد الملحوﻅ الذي تحاول‬ ‫المفوضية السامية لشؤون الالجئين القيام‬ ‫به تجاه الالجئين السوريين الذين يتدفقون‬ ‫كل يوم إلى األردن‪ّ ،‬إال أن مخيم الزعتري‬ ‫الكبير لم يعد بمقدوره تقديم الخدمات‬ ‫التي ينتظرها الالجئون‪ ،‬مما جعل كثيرًا من‬ ‫ضلون العودة إلى سوريا بكلِّ‬ ‫الالجئين يف ِّ‬ ‫ما فيها من خطر يصل إلى حد الموت‪ ،‬على‬ ‫البقاء في هذا المخيم‪.‬‬

‫الثورة ‪ ...‬أخطاء متﻜررة وﺻحوة لتصحيﺢ المسار‬ ‫بيان صادر عن اتحاد تنسيقيات الثورة‪:‬‬ ‫إعفاء السيد عامر الصادق من مهامه وإنهاء عضويته في‬ ‫اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بسبب تجاوزه لقوانين‬ ‫االتحاد المتبعة منذ تأسيسه‪.‬‬ ‫مكتب دمشق االعالمي‪:‬‬ ‫ننوه إلى أن الخبر الخاص بتفجير جديد في مبنى األركان‬ ‫في ساحة األمويين الذي تم تداوله قبل قليل على قناتي‬ ‫الجزيرة والعربية عارٍ عن الصحة‪ ،‬ونؤكد أن مبنى األركان‬ ‫في ساحة األمويين لم يشهد أي انفجار اليوم وحركة السير‬ ‫طبيعية بالنسبة أليام الجمعة‪.‬‬ ‫بعض الالفتات‪:‬‬ ‫إلى أحرار الثورة السورية يجب أن تسقط الــ (أنا) لتنجح‬ ‫(نحن)‬

‫عاشت سوريا الثورة ‪ ....‬وليس سوريا الثوار‬ ‫هذه األخبار والعبارات والهتافات والجمعة األخيرة التي‬ ‫حملت اسم (توحيد كتائب الجيش السوري الحر)‬ ‫وغيرها من األمور التي أصبح تداولها مألوفا في اآلونة‬ ‫األخيرة بعد أن كان مستهجنًا‪ ،‬فقد أضحت الثورة في مرحلة‬ ‫جديدة وتحتاج إلى تعامل جديد‪.‬‬ ‫سابقًا كان من المستبعد تناول أخطاء الثورة وانتهاكات‬ ‫بعض الثوار للمبادﺉ التي خرجوا ألجلها‪ ،‬وكانت المبررات‬ ‫حاضرة‪ ،‬بعضها مشروع والبعض اآلخر غير مشروع‪.‬‬ ‫فقد كان تناول السلبيات أمرًا محفوفًا بالمخاطر خشية‬ ‫استخدام البيانات من قبل النظام أو الحذر من الدور السلبي‬ ‫الذي يمكن أن تعكسه على الثوار أنفسهم‪ ،‬ولكن مؤخرًا حيث‬ ‫ازدادت صالبة األرض التي تقف عليها الثورة‪ ،‬وأصبح أمر‬

‫انتصارها أمرًا محت ًما بإذن الله‪ ،‬فقد بدأت تظهر مالمح‬ ‫إصالحات للثورة وبأيدي الثوار أنفسهم بهدف السعي‬ ‫لتالفي بعض األخطاء السابقة والسعي قد ًما نحو إسقاط‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫والشك أن الجانب االعالمي من أهم الجوانب التي ولدت‬ ‫مع الثورة‪ ،‬والشك أن أحد أهم مطالب الثورة هو حرية‬ ‫االعالم‪ ،‬وبالتالي أصبح تحري مصداقية الخبر أمرًا ال مفر منه‪،‬‬ ‫ويجب علينا أن نمضي باتجاه ترسيخ مبدأ النقل بمصداقية‬ ‫والتعامل بحيادية مع األخبار حتى نبني االعالم الحر النزيه‬ ‫الذي ال يجامل في الخطأ مهما صغر حتى ال يسمح له بأن‬ ‫يكبر ويصعب انتزاعه أو االعتراف به وحتى ال نسهم بإعادة‬ ‫انتاج ديكتاتورياتنا من جديد‬


‫‪6‬‬

‫عنب د‪1‬راني‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫داريا‪ ..‬شهيدان‪ ،‬وعودة المظاهرات والنشاﻃات السلمية مﻊ عودة المدارﺱ‬ ‫العودة إلﻰ المدرسة!!‬ ‫بمناسبة العودة إلى المدارس‪ ،‬قام مجموعة من الطالب يوم األحد ‪ 23‬أيلول ‪ 2012‬بوقفة تضامنية قبل بداية‬ ‫الدوام المدرسي حدا ًدا على أرواح شهداء مجزرة داريا‪ ،‬رفعوا خاللها الفتات تضامنية مع الشهداء والسيما‬ ‫أصدقائهم الطالب «محمد قريطم‪ ،‬وأحمد الحالق»‪.‬‬ ‫كما قام مجموعة من الطالب يوم الخميس‬ ‫‪ 27‬أيلول ‪ 2012‬وتحت شعار « لن ننسى‬ ‫دماء زمالئنا الشهداء ولن ننسى زمالءنا‬ ‫المعتقلين» وبالتعاون مع مجموعة أيام‬ ‫الحرية بتزيين جدران مدارسهم برسوم‬ ‫غرافتي عبروا من خاللها عن استمرارهم‬ ‫ووفاء‬ ‫بالمطالبة بأصدقائهم المعتقلين‬ ‫ً‬ ‫منهم لتضحيات أصدقائهم الشهداء‪.‬‬

‫جريمة جديدة بحق شقيقين من أبناء داريا‬ ‫قامت قوات النظام يوم الثالثاء ‪ 25‬أيلول ‪ 2012‬باستهداف سيارة يركبها األخوان‬ ‫الشاب أيمن مظهر خوالني ( ‪23‬عا ًما)‪ ،‬ويامن خوالني (‪ 11‬عا ًما) بقذيفة دبابة أثناء‬ ‫ذهابها إلى أرضهما في سهل حوران دون سبب يذكر ما أودى بحياتهما على الفور!!‬ ‫لم تكتف قوات النظام بقتل األخوين‪ ،‬بل منعت ذويهما من مواراتهما إلى مثواهما‬ ‫األخير في داريا ولم يأذنوا لهم بتصريح للمرور بجثمان الشهيدين من الحواجز األمنية‬ ‫فحرما من أن يدفنا في مسقط رأسيهما‪ ،‬ليدفنا في منطقة «السكاكة» الواقعة بين‬ ‫محافظة درعا و السويداء‪.‬‬

‫جمعة توحيد الجيش الحر‬ ‫على الرغم من أن الجراح مازالت تنزف بعد المجزرة االخيرة التي اُرتكبت بحق المئات من األهالي‪،‬‬ ‫خرج الثوار في داريا يوم الجمعة ‪ 28‬أيلول ‪( 2012‬جمعة توحيد الجيش السوري الحر) عقب‬ ‫الصالة في مظاهرة كبيرة مثلت بداية عودة المدينة إلى نشاطها الثوري وحراكها السلمي‪ .‬حيث‬ ‫أكد المتظاهرون خاللها إيمانهم بالثورة وأهدافها وجددوا العهد للشهداء على مواصلة الطريق‬ ‫حتى تحقيق مطالب الثورة في الحرية والعدالة والكرامة‪ ،‬كما وطالبوا بإسقاط النظام‪ ،‬ودعوا‬ ‫كتائب الجيش الحر في سوريا للتوحد تحت لواء واحد لتحقيق النصر المبين‪.‬‬

‫سوريا باأللوان ‪....‬‬ ‫داريا شعلة لن تنطفﺊ ‪....‬‬ ‫(( نريد أن نأخذ من كل مدينة لون ونجمع األلوان لنزين بها‬ ‫سوريا ونرسم لوحة فنية رائعة ‪ ....‬سوريا باأللوان ))‬ ‫هذا ما قامت به حرائر داريا يوم السبت ‪ 29‬أيلول ‪ 2012‬حيث‬ ‫زي َن سوريا بكل األلوان وغرس َن الشموع بين المدن تأكي ًدا منهن‬ ‫ً‬ ‫مشتعال في كل بقعة من بقاع الوطن ‪.‬‬ ‫بأن لهيب الثورة ما زال‬


‫عنب داراني‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪7‬‬

‫ﻛﻢ أنﺖ ﻛﺒﻴر يا‬ ‫ﻗﻄرمﻴﺰ الﻤكدوﺱ ‪...‬‬ ‫في شي كتييير كبير ومهم جمع أهالي‬ ‫البلد بعد هالمأساة‪ ...‬طب ًعا مو قضية‬ ‫الثورة! شي أكبر من هيك بكتيير ‪!!!...‬‬ ‫كتير من أهالي داريا يلي فركوها من‬ ‫البلد على بكير رجعوا من كم يوم من بالد‬ ‫غربتن‪ ..‬ما رجعو ليستقرو بالبلد ال سمح‬ ‫الله!! ‪ ...‬الاااا‪ ،‬بس رجعو ليح ّضرو ويجهزو‬

‫إي يا ريت بشار شي قطرميز مكدوس‪..‬‬ ‫كنتو اجتمعتوا عليه وخلصتونا منو !!‬ ‫المهم وبال طول سيرة ‪...‬‬ ‫وبعد ما خلصت الناس من تجهيز‬ ‫المكدوس‪ ...‬كل واحد حط مكدوساتو‬ ‫بقطرميز كبير وحط هالقطرميز بالشنتاية‬ ‫ورجع شد الرحال من جديد‪ ....‬وهل المرة‬ ‫حامل شي من ريحة الوطن الحبيب!!‬

‫المكدوس المقدس‪ ....‬إجازة صغيرة مو‬ ‫أكتر ‪ ...‬ال يروح فكركن لبعيد!!‬ ‫شوية جوز وبيتنجان وفليفلة صارو‬ ‫قضايا أهم من قضية الثورة عند بعض‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫قطرميز مكدوس قدر يجمع الناس أكتر من‬ ‫كلمة حرية (بال حرية بال بطيخ‪ ....‬والله‬ ‫كل مكدوساية عالفطور بتسوى طون‬ ‫حرية من يلي عم تحكو فيها) هاد حكي‬ ‫كم أنت كبير يا قطرميز المكدوس‪!!...‬‬ ‫ستي وستك !!‬

‫ارتفاﻉ نسﺒة الﺒطالة‬ ‫في داريا بعد المجزرة‬ ‫مع استمرار القبضة األمنية المطبقة على المدينة وحصارها من‬ ‫كافة أطرافها والتضييق الكبير على األهالي وخاصةً الشباب‪،‬‬ ‫وعلى حركة الدخول والخروج من وإلى المدينة‪ ،‬ازدادت نسبة‬ ‫البطالة بشكل ملحوﻅ‪ ،‬وذلك بعد أن تم إغالق الكثير من المحال‬ ‫التجارية وتوقفت الورشات الصناعية عن العمل‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫دمار بعضها نتيجة الحملة العسكرية األخيرة‪ ،‬باإلضافة إلى عدم‬ ‫القدرة على الدخول والخروج من المدينة وعدم ايجاد سوق لتصريف‬ ‫البضائع والحاجيات‪ ،‬وفي ظل هذا الواقع فقد كانت النتيجة‬ ‫ظهور البائعين المتجولين و أصحاب العربات والبسطات السيما‬ ‫بسطات بيع الدخان التي انتشرت مؤخرًا على جنبات الشوارع‬ ‫ضمن األحياء الشعبية‪ ،‬ففي الشارع الواحد يمكن أن تجد أكثر من‬ ‫ثالثة باعة للدخان‪ ،‬وآخرين لبيع الفول النابت وأشياء أخرى على‬ ‫بساطتها ولكنها تعني ألصحابها الكثير فهي أصبحت مصدر‬ ‫ضا تواجد‬ ‫رزقهم الذي يقتاتون منه هم وعائالتهم‪ ،‬وكما لوحظ أي ً‬ ‫كبير للمتسولين في شوارع المدينة الذين يبحثون ع ّما يسد رمقهم‬ ‫ويسكت جوعهم بعد أن قُ تل أهلهم وأزواجهم في مدن مجاورة‪.‬‬ ‫البعض اآلخر اختار طريقًا آخر وربما أسهل لجني المال ال سيما في‬ ‫ظل الغياب األمني وانتشار السالح‪ ،‬فقاموا بعمليات السطو المس ّلح‬ ‫والسرقات وأشياء أخرى كالخطف والتهديد وطلب فدى مالية لقاء‬ ‫اإلفراج عنهم أو كف الشر‪ ..‬وذلك بغية جني المال بسرعة وبأقل‬ ‫جهد‪.‬‬

‫من أجواء ملحمة المكدوس في داريا‬

‫أﺻل الحﻜاية ناﺱ‪ :‬داريا‬

‫صحفي حر‬ ‫كواحد من السوريين‪ ،‬كانت معرفتي بداريا‬ ‫شديدة البساطة‪ ،‬مجرد بلدة قريبة من دمشق‪،‬‬ ‫تقع في امتداد طريق المزة‪ ،‬وهي بلدة مشهورة‬ ‫بعنبها الديراني‪ ،‬تمام ًا مثلما كانت شقيقتها‬ ‫دوما مشهورة بعنبها الذي كان له لون وطعم من‬ ‫نوع آخر‪.‬‬ ‫معرفتي ببلدة داريا‪ ،‬بدأت بالتغير في بدايات‬ ‫العقد الماضي‪ ،‬عندما اكتشفت مع رفاقي نشطاء‬ ‫المجتمع المدني الداعين إلى اإلصالح والتغيير في‬ ‫حينها‪ ،‬أن ثمة نشاطً ا في صفوف شبان في داريا‪،‬‬ ‫يقترب من بعض أوجه نشاطنا في ميدان العمل‬ ‫المدني‪ ،‬شبان في عمر الورود‪ ،‬فكروا كيف يمكن لهم‬ ‫أن يغيروا حياتهم وعالقاتهم‪ ،‬ثم تجاوزوا التفكير‬ ‫إلى العمل‪ ،‬وخلقوا مبادرات لها معنى في تغيير‬ ‫السلوك االنساني‪ ،‬وتغيير نمط التفكير‪ ،‬وخلق‬ ‫آليات عمل في صورة مبادرات بسيطة‪ ،‬سهلة‬ ‫التطبيق التحتاج إلى شرح كثير أو تفكير عظيم‪.‬‬ ‫بين تلك المبادرات‪ ،‬كانت مبادرتهم القيام‬ ‫بحمالت تنظيف شوارع وساحات بلدتهم‪ ،‬يقوم‬ ‫بها رجال وشبان من نخبة الناس في المجتمع‪،‬‬ ‫بينهم اساتذة‬ ‫ورجال دين وطالب‪ ،‬وهو سلوك له معاني عميقة‪.‬‬ ‫إذ هو يكرس ذهاب الناس الى خدمة مجتمعهم‬ ‫ومباشرة شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬بعدما لحظوا تقاعس‬ ‫وتقصير الجهاز البلدي المعني‪ ،‬وإبراز تقديسهم‬ ‫للعمل واحترامه باعتباره قيمة عليا بخالف ما‬ ‫هو شائع عن انحطاط مهنة التنظيف في شوارع‬ ‫وساحات البلدات والمدن‪.‬‬

‫وثمة مبادرة أخرى‪ ،‬لم تكن تقل أهمية عن سابقتها‪،‬‬ ‫تقوم على فكرة التدخل األهلي في معالجة‬ ‫الخالفات والنزاعات‪ ،‬التي تنشأ بصورة طبيعية‬ ‫في حياة الناس‪ ،‬وألن الطريق الرسمي فيه من‬ ‫البيروقراطية والعسف والتأخير في ظل واقع الفساد‬ ‫القائم في الدولة والمجتمع‪ ،‬فقد قامت الفكرة على‬ ‫تدخل من جانب فعاليات اجتماعية بين المتنازعين‬ ‫بهدف فض الخالفات ما أمكن قبل أن تذهب نحو‬ ‫جهاز الشرطة وقبل تحويلها إلى القضاء الذي سوف‬ ‫يستغرق وقت ًا وما ًال من المتخاصمين قبل الوصول‬ ‫إلى نتيجة‪ ،‬وقد التكون نتائجه متناسبة وواقع‬ ‫الحال‪ ،‬طالما أن الفساد ينخره‪.‬‬ ‫والنقطة الثالثة في توجهات تلك المجموعة من‬ ‫شبان داريا في تلك األيام‪ ،‬كانت توجههم نحو‬ ‫مكافحة الرشوة باعتبارها سلوكًا شائنًا وغير إنساني‪،‬‬ ‫ينبغي محاربته لما له من أضرار على الناس‬ ‫والمجتمع في مجاالته كافة‪.‬‬ ‫تلك التوجهات‪ ،‬إنما كانت تعكس رو ًحا إنسانية‬ ‫خالقة في مواجهة ماخلفته عقود من السنيين‪،‬‬ ‫كرست سياسات وممارسات سلطوية‪ ،‬أدت‬ ‫إلى خراب شامل في مناحي الحياة السياسية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬روح تحاول‬ ‫أن تفعل فعلها في مواجهة خراب ودمار‪ ،‬أحاطا‬ ‫بالحياة من حولنا‪ ،‬وحوال الناس من فاعلين إلى‬ ‫مجرد متلقين‪ ،‬يقومون بما هو مرسوم لهم وماهو‬ ‫مطلوب منهم دون أية إرادة أو رأي فيما يحصل‬ ‫لهم وحولهم ‪.‬‬ ‫وألن األمر على هذه الدرجة من «الخطورة»‪ ،‬التي‬ ‫تجعل اإلنسان يأخذ مصيره بيده‪ ،‬ويقوم بفعل ما‬ ‫ينبغي عليه القيام به دون تردد‪ ،‬تم اعتقال مجموعة‬ ‫من شباب داريا في حينها‪ ،‬وجرت محاكمتهم‪ ،‬وتم‬ ‫إصدار أحكام بالسجن ضدهم لسنوات‪.‬‬ ‫كانت تلك واحدة من محاوالت الناس الجدية في‬ ‫داريا من أجل تغيير حياتهم المتردية والمخربة‪،‬‬ ‫وهي محاوالت‪ ،‬مازالت تتكرر في الظاهر وفي‬ ‫الباطن من أجل حياة أفضل يحلم فيها ليس‬ ‫فقط أهل داريا‪ ،‬وإنما كل السوريين‪ ،‬أو أغلبيتهم‬ ‫التي تسعى إلى الحرية والكرامة وإلى العدالة‬ ‫والمساواة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫معﺘﻘلون وﺳﺠون‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫اعتقاﻝ ثﻼثة شﺒان واﻹفراﺝ عن عدد من معتقلي داريا القدامﻰ‬ ‫تستمر سياسية االعتقال‬ ‫التي اتبعها النظام منذ‬ ‫بداية الثورة‪ ،‬فباتت‬ ‫كابوسا‬ ‫الحواجز األمنية‬ ‫ً‬ ‫مخيفًا يعيشه المارّون‬ ‫منها حتى يعودوا إلى‬ ‫منازلهم‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫المداهمات الوحشية‬ ‫بحثًا عن المطلوبين‪.‬‬ ‫اعتقل يوم األحد ‪23‬‬ ‫أيلول ‪ 2012‬الشاب‬ ‫نضال محمد خير العبار‬ ‫نضال محمد خير العبار‬ ‫(‪ 24‬عا ًما) بعد مداهمة‬ ‫مكان عمله خلف التاون سنتر‪ ،‬كما اعتقل سائق سيارة‬ ‫تكسي من عائلة خشفة من حاجز السومرية ولم يتسن لنا‬

‫معرفة اسمه األول بعد‪.‬‬ ‫ويوم الخميس ‪ 27‬أيلول ‪ 2012‬اعتقل الشاب فراس محمد‬ ‫فتة والذي يعمل سائق كرنك سياحي وهو قادم من لبنان‬ ‫أثناء مروره بحاجز جديدة يابوس من قبل فرع المنطقة األمن‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫أما على صعيد االفراجات فأفرج يوم السبت‪ 22‬أيلول‬ ‫‪ 2012‬عن بسام الحو ( أبو محمد) بعد اعتقال دام ثالثة‬ ‫شهور‪.‬‬ ‫وفي يوم األحد‪ 23‬أيلول ‪ 2012‬أفرج عن محمد خليل فارس‬ ‫حمدوني (‪17‬عا ًما) المعتقل منذ ثالثة شهور‪ ،‬كما أفرج عن‬ ‫كل من الشاب حسام حمودة (‪19‬عا ًما) والشاب سارية مدور‬ ‫(‪ 14‬عا ًما) و الشاب محمد حسين السقا (‪ 17‬عا ًما) بعد‬ ‫أربعة أشهر من االعتقال‪ ،‬وعن جمال محمد العبار (‪(1986‬‬ ‫بعد ثالثة أشهر من االعتقال‬

‫وفي يوم اإلثنين‪ 24‬أيلول أفرج عن سامية أحمد حبيب (‪27‬‬ ‫عا ًما) بعد شهر من االعتقال‪.‬‬ ‫وفي يوم الثالثاء ‪25‬أيلول ‪ 2012‬أفرج عن كل من بهاء‬ ‫الدين محمود زيادة بعد اعتقال دام حوالي ستة أشهر‪،‬‬ ‫وعن الشاب أحمد يحيى‬ ‫العبار بعد قرابة شهر‬ ‫من االعتقال‪ ،‬وعن أحمد‬ ‫هشام الكردي بعد ثمانية‬ ‫أيام من االعتقال‪.‬‬ ‫وأفرج يوم األربعاء ‪26‬‬ ‫أيلول ‪ 2012‬عن كل‬ ‫من مهند زيادة وتيسير‬ ‫زيادة‪ ،‬بعد أن فقدوا‬ ‫حسام حمودة‬ ‫منذ ‪ 2012/8/30‬وتبين‬ ‫أنهما كانا معتقلين‪.‬‬

‫بهاء الدين محمود ﺯيادة ‪ً ..‬‬ ‫حرا‬ ‫بعد غياب دام قرابة الـ ‪ 6‬أشهر فرح أهالي‬ ‫مدينة داريا يوم الثالثاء ‪ 25‬أيلول ‪2012‬‬ ‫بعودة معتقلهم الشاب بهاء الدين محمود‬ ‫زيادة (‪ 19‬عا ًما)‪ ،‬الذي اعتقل تعسف ًيا للمرة‬ ‫الثانية بتاريخ ‪ 25‬آذار ‪ 2012‬بعد أن نصب‬ ‫كمين له من قبل فرع المداهمة ‪ 215‬أثناء‬ ‫عودته من جامعته‪.‬‬ ‫مكث بهاء في غياهب سرية المداهمة مدة‬ ‫شهرين‪ ،‬مورس عليه خاللهما أشد أنواع‬ ‫التعذيب الجسدي والنفسي‪ ،‬قبل أن ُيحول‬

‫إلى المحكمة العسكرية ثم إلى سجن دمشق‬ ‫المركزي بتهمة «اإلرهاب»!!‪ ،‬ليتم إيقافه‬ ‫هناك لمدة أربعة أشهر‪.‬‬ ‫سبق وأن اعتقل بهاء ألول مرة بتاريخ‬ ‫‪ 29‬كانون أول ‪ 2011‬في منطقة الميدان‬ ‫بدمشق من قبل فرع فلسطين حيث قضى‬ ‫ً‬ ‫معتقال لمدة ‪ 8‬أيام ‪.‬‬ ‫بهاء الدين طالب في كلية الهندسة أطيب التهاني وأغلى التبريكات لذوي‬ ‫المدنية بجامعة دمشق «سنة ثانية» وقد الشاب بهاء ونسأل الله عز وجل أن يكمل‬ ‫أدى اعتقاله إلى رسوبه وخسارته للسنة فرحتهم بأخيه في القريب العاجل ‪.‬‬ ‫الدراسية وبقائه في السنة الثانية‬ ‫بهاء الدين هو أخ المعتقل الشاب عالء‬ ‫الدين زيادة (‪ 21‬عا ًما) طالب في كلية‬ ‫العلوم قسم الفيزياء «سنة ثالثة»‪ ،‬وقد‬ ‫اعتقل قبل سنة وثالثة شهور يوم ‪ 11‬تموز‬ ‫‪ 2011‬في منطقة درايا‪.‬‬

‫أسامة علي الدباﺱ‬

‫عﻼء محمد نذير النﻜاﺵ‬

‫أكرم محمد الﻜيفاوي‬

‫اعتقل الشاب أسامة بتاريخ ‪ 9‬كانون الثاني‬ ‫‪ 2012‬من قبل المخابرات الجوية بعد مداهمة‬ ‫محله بالقرب من الفرن اآللي‪ ،‬أسامة البالغ من‬ ‫العمر ثالثين عا ًما متزوج‪ ،‬ويملك ً‬ ‫محال لبيع‬ ‫الدهانات وأدوات الطالء‪،‬‬ ‫شوهد أسامة من قبل المفرج عنهم ع ّدة مرات‬ ‫في مطار المزة العسكري التابع للمخابرات‬ ‫الجوية كان آخرها بتاريخ ‪ 31‬آب ‪. 2012‬‬

‫تم اعتقال عالء بتاريخ ‪ 9‬كانون الثاني ‪2012‬‬ ‫مع سيارته بطريقة وحشية أثناء عبوره أمام‬ ‫الفرن اآللي حيث كان يتواجد حاجزٌ طيار تابع‬ ‫للمخابرات الجوية‪.‬‬ ‫يعمل عالء في صيانة البرادات والثالجات‪،‬‬ ‫تمت مشاهدته من قبل المفرج عنهم في‬ ‫سجون الفرقة الرابعة بتاريخ ‪ 1‬آذار ‪،2012‬‬ ‫تسعة أشهر وال يزال عالء بعيد ًا عن زوجته‬ ‫وأوالده الذين ينتظرونه بفارﻍ الصبر ‪.‬‬

‫اعتقل أكرم بتاريخ ‪ 16‬كانون الثاني ‪ 2012‬بطريقة مجهولة‬ ‫بعد أن انقطعت جميع االتصاالت به‪ ،‬حيث وصلت أخبار عنه‬ ‫بعد ع ّدة أشهر إذ شوهد من قبل أحد المفرج عنهم في سجون‬ ‫الفرقة الرابعة بتاريخ ‪ 27‬حزيران ‪2012‬‬ ‫كانت حالة أكرم الصحية سيئة حيث يجد صعوبة في المشي‬ ‫على قدمه بسبب وجود ثالثة كسور فيها مما يجعله يعرج عليها‪.‬‬ ‫أكرم لديه محل ألجهزة الموبايل في نهاية شارع الشاميات‪،‬‬ ‫تسعة أشهر وال يزال أكرم قاب ًَعا في السجون بعي ًدا عن أهله‬ ‫رغم حالته الصحية السيئة‪.‬‬


‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫من ﻛرﻡ الثورة‬

‫‪9‬‬

‫يامن خوﻻني‬ ‫«بدي موت شهيد‪ ،‬ما بدي موت رخيص»‬ ‫«بدي موت شهيد‪ ...‬ما بدي موت رخيص»‬ ‫طفل صغير‪ ،‬لكنه بعقل الكبار‪ ،‬ذو شخصية‬ ‫قوية‪ُ ،‬يسرُّ كلُ من يخاطبه لنضجه وإدراكه‬ ‫لما يحصل في سوريا رغم صغر سنه‪.‬‬ ‫«يامن» ذو العشرة أعوام استطاع أن يحرك‬ ‫المظاهرات الطالبية في مدرسته‪ ،‬ليحمس‬ ‫زمالءه وأصدقاءه‪ ،‬ويهتف بهم هتاف‬ ‫الشعب السوري (حرية)‪ ،‬ولم تكن لتفوته أية‬ ‫مظاهرة في صفه أو مدرسته‪.‬‬ ‫تقول معلمته‪« :‬يامن‪ ،‬بالرغم من براءته‬ ‫وعمره الصغير‪ ،‬ال يقبل أي كالم يسيء بحقه‬ ‫فهو يعتبر نفسه رج ًال كبيرًا‪ ،‬ويرى في نفسه‬

‫وفي أصدقائه بناة المستقبل‪ ،‬وعليهم أال‬ ‫يفتروا عن المطالبة بحقهم في التعبير عن‬ ‫رأيهم‪ ،‬إنه محبوب من قبل الجميع»‪.‬‬ ‫ابن عمه وصديقه في اللعب والدراسة يقول‪:‬‬ ‫« لم أستطع النوم وأنا أتذكره‪ ...‬وأبكي عليه‬ ‫طوال الليل‪ ...‬رحمك الله يا صديقي وجمعنا‬ ‫في الجنة برحمته»‪.‬‬ ‫وفي إحدى المرات وأثناء مروره هو وأخوه‬ ‫الكبير على حاجز أمني‪ ،‬قال يامن ألحد‬ ‫عناصر الحاجز‪ :‬لماذا لم تنشق بعد؟ ماذا‬ ‫تفعل هنا إلى اآلن؟ إن مت هنا ستموت‬ ‫رخي ًصا!!‬

‫مأساة من مخلفات المجزرة‬ ‫انتهت مجزرة داريا ومأساة الناس ما تزال ترافقهم‪ ،‬ومعاناتهم لم تنته بعد‪.‬‬ ‫عائلة بسيطة دخلنا منزلها لنطمئن على طفلهم الذي أصيب أثناء الحملة الهمجية‬ ‫التي قامت بها قوات النظام على مدينة داريا لنتفاجأ بالمصائب التي حلت على هذه‬ ‫العائلة‪ ،‬وبالمأساة الحقيقية التي تعيشها‪.‬‬ ‫بحرقة ما جرى معهم وكيف أصيب‬ ‫صاحبة المنزل ووالدة ذلك الطفل المصاب تروي لنا ٍ‬ ‫ابنها ابن العاشرة عندما نزل صاروخ أطلقته قوات النظام بالقرب من منزلهم‪ ،‬فأصيب هو‬ ‫بشظية في قدمه اليمنى‪ ،‬كما أصيب خاله – أخوها أي ًضا إصابة خطرة في قدمه استدعت‬ ‫بترها‪ ،‬وكان أخوها اآلخر قد ارتقى شهي ًدا نتيجة إصابته بشظايا نفس الصاروخ!! أيام‬ ‫أمضتها تلك السيدة وهي تقف عاجزة حائرة أمام جروحه النازفة‪ ،‬تنتظر‪ ،‬قبل أن‬ ‫تتمكن من إخراج ابنها المصاب خارج المدينة لمعالجته‪ ،‬لم يكن بإمكانها فعل أي شيء‬ ‫للتخفيف من آالمه‪.‬‬ ‫إال أن مأساة العائلة لم تنته عند هذا الحد‪ ،‬فظلم األسد ما زال يالحقهم‪....‬‬ ‫بعد يومين من القصف الهمجي العشوائي المتواصل على المدينة دخلت قوات النظام‬ ‫منزل العائلة‪ ،‬تتابع السيدة قصتها وتروي ما جرى معها يومذاك‪ ،‬وكعادتهم بدأ عناصر‬ ‫النظام بأعمالهم المعتادة عند كل مداهمة‪ ،‬سرقة وإهانة واعتداء على األعراض عالوة‬ ‫على اعتقال الرجال واإلعدامات الميدانية! فقد قام الجنود الذين دخلوا البيت بإهانة‬ ‫والدها المسن الذي ال يقوى على المشي أو الحركة‪ ،‬كما سرقوا كل ما تملك نساء البيت من‬ ‫ذهب ومال‪ ،‬وحاولوا خلع حجاب إحداهن ليأخذوا الحلق من أذنيها والعقد من رقبتها‪ ،‬لقد‬ ‫أهانوهن أي ًضا أمام إخوانهن وأزواجهن!‬ ‫ساعتان متواصلتان من التعذيب واإلهانة ألفراد العائلة‪ ،‬وتهديد للجميع بالقتل‪ ،‬تقول السيدة‪.‬‬ ‫«وبعد ذلك قامت قوات النظام باعتقال اثنين من شباب العائلة هما شقيقي‬ ‫وزوج أختي والذي لم يمض على زواجه بها سوى شهر‬ ‫واحد ليترك عروسه الشابة ً‬ ‫وطفال في أحشائها‪ ،‬ولتكون‬ ‫المفاجأة بعد بعض الوقت أنه قد ُأعدم مع عدد من‬ ‫شباب الحي على أيدي قوات النظام»‪.‬‬ ‫خالل أيام قليلة فقدت تلك السيدة شقيقها وزوج‬ ‫أختها‪ ،‬وخسر شقيقها األخر ساقه‪ ،‬فيما بقي ابنها‬ ‫أليام بين يديها مصابًا في ساقه دون أن تستطيع أن‬ ‫تقدم له شيئًا وهي خائفة اآلن عليه أن يفقد ساقه كما‬ ‫فقد كثيرون قبله أعضاءهم‪.‬‬ ‫ورغم كل تلكم اآلالم والمﺂسي‪ ،‬ترى األمل‬ ‫مزرو ًعا في قلب تلك السيدة العظيمة واألمل‬ ‫يلمع في عينيها أن النصر قريب بإذن الله‪.‬‬

‫ً‬ ‫مذهوال من جرأة هذا الطفل‬ ‫يقف العنصر‬ ‫ليجيبه بعد برهة‪ :‬لو أن غيري سمع منك هذا‬ ‫الكالم لجعلك تتطاير بين السماء واألرض!‬ ‫ف ُيسك ُته أخوه ويكمالن طريقهما‪.‬‬ ‫«يامن» رفيق درب أخيه «أيمن» حتى في‬ ‫الشهادة‪ .‬قذيفة تصيب سيارتهما أثناء‬ ‫توجههما إلى أرضهما الزراعية في درعا‬ ‫فيرتقيان إلى الجنة م ًعا – بإذن الله‪...-‬‬ ‫بقذيفة واحدة!‬ ‫«يامن» لم يبق من جسده إال أشالؤه التي‬ ‫تطايرت في كل مكان ليبارك األرض بدمائه‬ ‫ويمأل المكان بعبقه‪ ..‬كان دائما يقول ألمه‪:‬‬

‫«بدي موت شهيد‪ ،‬ما بدي موت رخيص»‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 23‬حزيران ‪ 2012‬شارك يامن‬ ‫بمسرحية ألطفال داريا‪ ،‬مسرحية كانت‬ ‫تعبر عن المجازر بحق األطفال وتطالب بحق‬ ‫العيش دون ذبح أو قتل أو قصف‪ ،‬ولكنه و ّدع‬ ‫الحياة بقصف مزق جسده على أرض درعا‬ ‫ليكون شهي ًدا يمتزج دمه بدم حمزة وتامر‬ ‫وغيرهم من األطفال لتروي مهد الثورة‪.‬‬ ‫أسدل الستار على حياة يامن كما أسدله‬ ‫يامن في تلك المسرحية‪ ...‬اختتمها بشهادة‬ ‫جعلته يحلق عصفورًا من عصافير الجنة‪.‬‬

‫يوم في حياة ناشطة‬

‫لقاء مﻊ ناشطة من داريا‬ ‫كثيرًا ما تكلم اإلعالم عن دور المرأة السورية‬ ‫في الثورة‪ ،‬وعن المجاالت التي برزت‬ ‫فيها على الصعيد السياسي‪ ،‬الميداني‪،‬‬ ‫االجتماعي‪ ،‬اإلغاثي‪ ،‬إلخ ‪...‬‬ ‫لكن‪ ،‬ربما لم يخطر ببال الكثيرين أن يسألوا‪:‬‬ ‫كيف تُمضي هذه المرأة الناشطة نهارها‬ ‫حتى استطاعت أن تثبت وجودها في‬ ‫هذه الثورة؟ كم تصرف من الوقت؟ وما‬ ‫هي التحديات االجتماعية التي تواجهها‬ ‫خاصة وهي المسؤولة عن أسرة وزوج‬ ‫وأوالد؟‬ ‫ توجهنا بهذه األسئلة إلى إحدى ناشطات‬‫داريا الفاعالت‪:‬‬ ‫كيف تُمضين وقتك؟‬ ‫«أستيقظ في الصباح الباكر (حوالي الساعة‬ ‫الخامسة) مستغلة نوم أطفالي في هذا‬ ‫الوقت ألنجز بعض األعمال الخاصة بالثورة‬ ‫(كتابة مقالة‪ ،‬إعداد تقرير‪ ،‬طباعة) وألقوم‬ ‫بالتواصل مع األصدقاء عبر اإلنترنيت من‬ ‫أجل التنسيق ألمور تخص الثورة‪.‬‬ ‫أطفالي يستيقظون في السابعة‪ ،‬فأضطر‬ ‫إلى ترك ما أعمل به ألقوم بواجبي تجاههم‬ ‫كأم‪ ،‬ألقوم بعدها بترتيب البيت‪ .‬بعد‬ ‫ذلك وحوالي الساعة العاشرة أخرج للقيام‬ ‫بنشاطاتي‪ ،‬وأحيانًا يداهمني الوقت فال‬ ‫أستطيع إكمال أعمالي المنزلية قبل الخروج‪.‬‬ ‫أحمل طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر‬ ‫‪ 3‬سنوات ألضعه عند أحد أقاربي وأترك‬ ‫طفل َّي األكبرين لوحدهما في المنزل‪ ،‬ثم‬ ‫أقصد منازل عائالت الشهداء ألزورهم‪،‬‬ ‫أو ألشارك في أنشطة أخرى‪ ...‬مظاهرات‪،‬‬ ‫اعتصامات‪ ،‬حمالت دعم نفسي لألطفال‪،‬‬

‫اجتماعات مع الناشطين والناشطات ‪ ....‬إلخ‪.‬‬ ‫أعود إلى بيتي في الساعة الثانية ظهرًا‬ ‫ألرى أطفالي قلي ًال وأحضر لهم الطعام‬ ‫وأكمل ترتيب المنزل‪ ،‬ثم أعاود الخروج‬ ‫مجد ًدا عند الساعة الخامسة عصرًا ألكمل‬ ‫نشاطاتي‪...‬‬ ‫ينتهي يومي «الثوري» حوالي الثامنة‬ ‫مساءا‪ ،‬حيث أعود إلى منزلي آخذة طفلي‬ ‫ً‬ ‫من عند أقاربي ألجد زوجي فنجلس ً‬ ‫قليال‬ ‫أبادله الحديث حول أبرز ما مر معي في‬ ‫يومي من مشاهدات وأحداث‪ ،‬ثم أحضر‬ ‫العشاء للعائلة ونسهر ً‬ ‫قليال مع األوالد‬ ‫وبعدها أخلد إلى النوم منهكة متعبة ال‬ ‫أقوى على الحراك‪....‬‬ ‫هل تشعرين بتقصير تجاه زوجك أو‬ ‫أوالدك؟‬ ‫نعم أشعر أحيان ًا بالضيق ألنني أحس‬ ‫بالتقصير تجاه أطفالي‪ ،‬وبأنه ليس لدي‬ ‫الوقت الكافي ألجلس معهم وأحدثهم‬ ‫ويحدثوني عما يجول بخواطرهم‪ .‬أشعر بأن‬ ‫حياتي تمضي مسرعة كالقطار ‪.‬‬ ‫ سألنا أحد أطفالها عن رأيه بأمه‪ ،‬فقال‪:‬‬‫«أنا ما بشوف ماما كتير‪ ،‬هي عطول‬ ‫مشغولة‪ ...‬يا عالكمبيوتر يا برات البيت»‪.‬‬ ‫ سألنا الزوج عن رأيه بعمل زوجته في‬‫الثورة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أنا أشجعها كثيرًا‪ ،‬ولكني أتمنى منها‬ ‫المزيد من التنظيم في حياتها‪ .‬أنا صابر‬ ‫على بعض التقصير ألنني أعي أهمية‬ ‫وضرورة ما تقوم به‪ ،‬وأن هذه الثورة تحتاج‬ ‫منا أن نقدم لها الكثير من التضحيات»‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫ملﻒ العدد‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫ما تﺒقﻰ من مﺆيدي النظام‬ ‫بعيون المجتمﻊ‬

‫يﻤكننا أن نﺼ ﹼنﻒ من ﺗﺒﻘﻰ من مﺆيدي‬ ‫النﻈاﻡ ﺿﻤن عدة فﺌاﺕ رﺋﻴﺴﻴﺔ‪:‬‬

‫األولى‪ :‬وهي التي اختارت الوقوف إلى جانب النظام حتى‬ ‫خطا‬ ‫النهاية وربطت مصيرها بمصيره‪ ،‬وجعلت من سقوطه ً‬ ‫أحمر ال ُيسمح به‪ .‬وفي سبيل ذلك فهي مستعدة للقيام بأي‬ ‫شيء‪ ،‬من أجل حماية وجودها وبقائها من عدو افترضته‬ ‫وخلقته بنفسها‪ .‬وتمثل طائفة األسد الشريحة األكبر من‬ ‫هذه الزمرة‪ ،‬وهم الذين رأوا وال يزالون أن الثورة السورية‬ ‫ليست ثورة مبادﺉ في سبيل الحرية والعدالة والكرامة ضد‬ ‫االستعباد والظلم والقمع‪ ،‬وإنما يرونها ثور َة طائفة ضد‬ ‫طائفة أخرى‪ .‬ولذلك تراهم يضحون بكل شيء في سبيل‬ ‫ٍ‬ ‫بقاء قائدهم رمز طائفتهم‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬وهي التي وقفت –النعدام خياراتها غال ًبا‪ -‬إلى‬ ‫جانب النظام ألن مصالحها خالل السنوات والعقود الماضية‬ ‫كانت مرتبطة بالنظام ووجوده‪ ،‬وبسقوطه ستفقد كل‬ ‫االمتيازات التي حصلت عليها فيما مضى‪ ،‬وهي غير قادرة‬ ‫وربما األصح غير راغبة‪ -‬في «خيانة» الخبز والملح بينها‬‫وبين النظام‪ ،‬وليست مستعدة لخسارة الشراكات والصفقات‬ ‫التي أبرمتها مع النظام ورموزه‪ .‬فكانت الدراهم والدنانير‬ ‫والمصالح حجابًا بينهم وبين الحق الذي عرفوا‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬فئة لم تر الحق ولم تدرك الواقع‪ ،‬فجارت ببساطتها‬ ‫وسذاجتها‪ -‬رواية النظام حول المؤامرة الكونية وحبوب‬‫الهلوسة وما إلى ذلك من إبداعات النظام‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬فئة عرفت الحق وأدركت الواقع‪ ،‬لكنها استحبت‬ ‫العمى على الهدى!! وهؤالء هم الذين يحنون إلى أيام‬ ‫العبودية واألمان والرخاء التي كانوا يعيشونها‪ ،‬وشعارهم‬ ‫الذي يتمتمونه على الدوام «شو كان بدكم بهل الشغلة؟؟‬ ‫وج ّل اهتمام هذه‬ ‫البلد كانت بخير ومو ناقصنا شي»‪ُ .‬‬ ‫الفئة السهر إلى ما بعد منتصف الليل وهو ما حرموا منه‬ ‫بسبب الثورة كما يرون‪ .‬ومن هذه الفئة من يحمل عقيدة‬ ‫قد تكون غير صائبة‪ -‬هي عقيدة عدم جواز الخروج على‬‫الحاكم والرضا والصبر حتى يأتي أمر الله ودونما جهد بشري‬ ‫لتكون المعجزة!!‬ ‫ونتيجة اختالف منطلقات كل فئة من هذه الفئات‬ ‫ودوافعها للوقوف إلى جانب النظام وتأييده‪ ،‬فقد اختلفت‬ ‫ممارسة كل منها وتصرفاتها وتعاملها مع الثورة والثوار‪.‬‬ ‫فالفئة األولى دفعتهم طائفيتهم األسدية ‪-‬لدى كثير منهم‬ ‫على األقل‪ -‬ليكونوا في صفوف شبيحة النظام يقتلون‬ ‫ويذبحون ووووو‪ ....‬وهؤالء هم الذين يقودون حمالت القمع‬ ‫واالقتحام الوحشية التي يشنها النظام ضد المدن والمناطق‬ ‫الثائرة‪ ،‬وهؤالء هم الذين ارتكبوا المجازر الكبرى بحق‬ ‫المدنيين األبرياء في الحولة‬

‫بعد ثﻤانﻴﺔ عﺸر ﺷﻬرﹰ ا من انﻄالﻗﺔ ثورة‬ ‫الﺤريﺔ والكرامﺔ الﺴوريﺔ‪ ،‬وبعد ﻛﻞ ما ارﺗكﺒﻪ‬ ‫النﻈاﻡ من مﺠاﺯر وﻗﻤﻊ وحﺸي وﺗدمﻴر للﺒالد‬ ‫واﺳﺘنﺰاﻑ لﺨﻴراﺕ الوﻃن‪ ،‬ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻇاﻫرة‬ ‫مﺆيدو النﻈاﻡ ‪ -‬أو من ﺗﺒﻘﻰ منﻬﻢ‪ -‬أن ﹸﺗدرﹶﺱ‬ ‫بعنايﺔ‪ ،‬حﺘﻰ نعرﻑ لﻤاﺫا؟ لﻤاﺫا ﻻ يﺰال الﺒعﺾ‬ ‫مﺆيدا لنﻈاﻡ األﺳد بعد ﻛﻞ ما فعلﻪ وارﺗكﺒﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫بﺤﻖ الوﻃن والﺸعب؟ ﻫﻞ ﻫي الﻤﺼالﺢ‪...‬‬ ‫أﻡ ﺿﻴﻖ األفﻖ والﺒﺼﻴرة‪ ...‬أﻡ ﻫو الﺨوﻑ من‬ ‫الﺘﻐﻴﻴر؟؟‬

‫والقبير وداريا وعلى امتداد ساحة الوطن‪.‬‬ ‫أما الفئة الثانية‪ :‬فهم الذين يدركون تما ًما حتمية سقوط‬ ‫نظام األسد لكنك تراهم يسعون جهدهم إلطالة عمر‬ ‫النظام‪ ،‬وفي الوقت نفسه تراهم يتواصلون مع الثوار سرًا‬ ‫ويقدمون لهم بعض أشكال المساعدة ليكون لهم رصيدهم‬ ‫عند هؤالء بعد سقوط النظام‪ .‬وإن كان البعض منهم قد‬ ‫تورط في «لعبة» الدم التي يلعبها النظام فم ّول شبيحته‬ ‫بل وربما جنّد من حوله من عماله وأقاربه لالنضمام إلى‬ ‫صفوف الشبيحة كمرتزقة مأجورين‪ .‬ومنهم من عمل كمخبر‬ ‫لدى النظام يرشده إلى الناشطين ويسهم في اعتقالهم أو‬ ‫تصفيتهم‪.‬‬ ‫أما الفئة الثالثة والتي غشيت أعينها عن رؤية الحق فتراها‬ ‫ترفض الثورة والثوار‪ ،‬وتتهمهم بالعمالة لألجنبي والتواطؤ‬ ‫مع العدو‪ .‬ومن بين صفوفها خرج كثير من أزالم النظام‬ ‫الذين وقفوا معه ضد أبناء بلدهم‪ ،‬فلم يعودوا ‪-‬في قسم‬ ‫كبير منهم‪ -‬مؤيدين وحسب‪ ،‬وإنما ق ّدموا خدماتهم كـ‬ ‫«مخبرين» مقابل القشور‪ ،‬وساعدوا في إلقاء القبض على‬ ‫الناشطين وإيصال كل ما يخدم أجهزة األمن من معلومات‬ ‫يستخدمها في محاولة منه إلجهاض الثورة‪.‬‬ ‫شهداء ارتقوا وأشخاص اعتقلوا‪ ،‬مصالح كثيرة للناس‬ ‫ّ‬ ‫ومحال وبيوت هدمت أو احترقت‪ ،‬ما كان للنظام‬ ‫تعطلت‬ ‫أن يصل إليها أو يعلم نشاط أصحابها إال بمساعدة مخبر‬ ‫يستمع ويبحث ويوصل المعلومات!‬ ‫كثير من طالب الجامعة اعتقلوا وكان زمالؤهم في مقاعد‬ ‫الدراسة سبب اعتقالهم بعد أن أوصلوا تفاصيل نشاطهم‬ ‫إلى األمن‪ .‬حادثة اعتقال يحيي شربجي وغياث مطر ومن‬ ‫بعد ذلك ارتقاء غياث شهي ًدا وبقاء يحيي في غياهب‬ ‫السجون‪ ،‬وعشرات الطالب الجامعيين المغيبين في سجون‬ ‫النظام أمثلة حية عن ممارسات بعض «مؤيدي» النظام‪.‬‬ ‫أما الفئة الرابعة فتراها في الغالب ال تقف إلى جانب النظام‬ ‫بل على العكس من ذلك توافق على أنه ظالم ومستبد وأن‬ ‫ممارساته غير مقبولة‪ ،‬إال أنها تضع المبررات لنفسها لتبقى‬ ‫بمنأى عن الثورة واالنخراط فيها وترفض مواجهة النظام‬ ‫رغم آالف الشهداء الذين قضوا بﺂلته القمعية وقد يكون من‬ ‫هؤالء الشهداء أقارب أو أصدقاء‪ ،‬إال أن جل هم هذه الفئة‬ ‫هو البحث عن أمنها بأي شكل كان‪ .‬فهي ‪-‬عمو ًما‪ -‬ال تعادي‬ ‫الثورة إنما ليست مستعدة لدعمها بأي حال من األحوال‪.‬‬

‫الدماء وسعوا جاهدين لﻺبقاء على ليل الظلم واالستبداد‪،‬‬ ‫هؤالء تفاوتت نظرات أبناء المجتمع تجاههم من تجنب‬ ‫التعامل معهم ومقاطعتهم فحسب‪ ،‬إلى اإلنذار والتحذير‬ ‫لوقف نشاطهم ً‬ ‫وصوال إلى التهديد بالقتل وحدوثه حال‬ ‫تجاوز أذاهم كل حد‪.‬‬ ‫أما المؤيدون الذين ليس لهم إال أفكارهم المغلوطة‬ ‫وعقيدتهم المريضة‪ ،‬فقد تدرجت األساليب‪ ،‬فمن الثوار‬ ‫من لجأ إلى مقاطعتهم وعدم التعامل معهم اقتصاديًا‬ ‫واجتماع ًيا بل وربما وضعهم في خانة المخبرين بعد مرور‬ ‫سنتين من الثورة وكل ما ُسفك خاللهما من الدم‪ .‬في حين‬ ‫يرى آخرون تجاهلهم فهم ال يشكلون خطرًا مباشرًا على‬ ‫عاجال أو ً‬ ‫الثورة‪ ،‬وسيؤمنون ً‬ ‫آجال أن الثورة هي الحق ولكن ربما‬ ‫بعد فوات األوان حيث ال ينفعها ذلك اإليمان‪ ،‬ويا لألسف‪.‬‬ ‫ويﺒﻘﻰ في الﺰاويﺔ الﻤنﺴﻴﺔ من ﻛﻞ ﺫلﻚ‬ ‫األبناﺀ‪...‬‬

‫أجل أبناء أولئك المؤيدين أو المخبرين‪ ،‬الصغار منهم الذين‬ ‫الحول لهم وال قوة والذين ال ذنب لهم سوى أن آباءهم‬ ‫وقفوا مع النظام أو كانوا من مؤيديه‪ .‬وكذلك الشباب ومنهم‬ ‫من اختار االنشقاق عن آبائهم وااللتحاق بركب الثورة‪،‬‬ ‫وع ِلموا أن طاعة الوالدين ال تكون في الوقوف مع الظالم ضد‬ ‫الضحية‪ ،‬ولم يكونوا كأقرانهم الذين صمتوا أو ربما تبنّوا‬ ‫فكر والديهم وتأييدهم‪ ،‬كمن قال إنما أشرك آباؤنا من قبل‬ ‫وكنا ذرية من بعدهم‪ ،‬وهذا ما وجدنا عليه آباءنا ‪..‬‬ ‫من هؤالء‪ ،‬الذين اقتحموا غمار الثورة وخاضوها ضد الظلم‬ ‫وربما ضد آبائهم‪ ،‬منهم شهداء ومعتقلون ومتظاهرون‬ ‫ث ّوار‪ ،‬لم يختاروا الوجاهة وحب الرياء ألنهم يعلمون حق‬ ‫العلم أنه ال مكان للرياء في حالتهم وهم بهذا يخاطرون‬ ‫على الرغم مما قد يالقونه من أهلهم أو من المجتمع الذي‬ ‫قد ال ينصفهم‪ .‬الشهيد الناشط اسماعيل علي الشيخ حيدر‪،‬‬ ‫استشهد مع رفيقه فادي عطاونة في كمين نصبته لهما‬ ‫قوات األمن‪ ،‬علم ًا أن والده هو رئيس الحزب القومي السوري‬ ‫واالجتماعي «المؤيد» للنظام والذي دخل حكومة النظام‬ ‫بعد استشهاد ابنه!!‬ ‫كيف علينا التعامل مع هؤالء األبناء؟؟ هل سيحملون وزر‬ ‫تصرفات أبائهم؟؟ هل سيلتزم المجتمع نظرة االزدراء‬ ‫واالحتقار وربما النبذ بحقهم ألنهم مذنبون فيما ليس لهم‬ ‫به يد؟؟ وهل ستسيطر الحاالت الفردية التي قد تتمثل ربما‬ ‫والﺴﺆال‪ ،‬ﻛﻴﻒ علﻴنا الﺘعامﻞ مﻊ ﻫﺆﻻﺀ؟؟‬ ‫بمنعهم من شراء الحلويات من دكان ما وطردهم منه بسبب‬ ‫تتباين نظرة المجتمع لهؤالء بعد هول ما قاساه الناس من ما اقترفه آباؤهم من أخطاء؟؟‬ ‫ممارسات النظام الذي يساندون ويدعمون‪ ،‬وبعد األثمان أم سيكون لدينا من الوعي والعدالة ما يكفي لننصفهم؟‬ ‫الباهظة التي تحملها هذا الشعب وحده‪.‬‬ ‫أليس من أجل هذا قامت ثورة الوطن؟!‬ ‫فالشبيحة والمخبرون الذين شاركوا النظام في القتل وإراقة‬


‫ﺳوﻕ ﻫال‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪11‬‬

‫التﻀخﻢ المستورد‬ ‫و‬ ‫«التﻀخﻢ بالتصدير»‬ ‫تعددت تعاريف التضخم حسب المدارس‬ ‫االقتصادية إال أنها جمي ًعا تدور في فلك‬ ‫الحديث عن «ارتفاع مستمر في األسعار يمتد‬ ‫لفترة طويلة»‪ ،‬وتتعدد كذلك أنواعه وأسبابه‪.‬‬ ‫ومن أنواع التضخم ما يعرف بـ «التضخم‬ ‫المستورد»‪ ،‬وهو التضخم الناجم عن ارتفاع‬ ‫األسعار في الدول األخرى مما يؤدي إلى‬ ‫ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة من تلك‬ ‫الدول‪ .‬كما أن انخفاض سعر صرف العملة‬ ‫المحلية (الليرة السورية ً‬ ‫مثال) أمام العملة‬ ‫األجنبية للدولة المصدرة للمنتجات (كالدوالر‬ ‫األمريكي أو اليورو) يمثل صورة أخرى من‬ ‫صور التضخم المستورد حيث ترتفع أسعار‬ ‫المنتجات المستوردة مقومة بالعملة المحلية‪.‬‬ ‫وكال هاتين الصورتين تسببان ارتفا ًعا في‬ ‫أسعار المواد المستوردة في األسواق المحلية‪،‬‬ ‫بشكل مباشرٍ أو غير مباشر‬ ‫مما قد ينعكس‬ ‫ٍ‬ ‫على المستوى العام لألسعار‪.‬‬ ‫إال أننا في الحالة السورية «االستثنائية»‬ ‫نجد أنفسنا أمام حالة «فريدة» من التضخم‬ ‫والذي يمكن وصفه بـ «التضخم المصدر‬

‫إلى الداخل»!! إذ شهدت األسواق السورية‬ ‫مؤخرًا موجة من االرتفاع في األسعار شملت‬ ‫كثيرًا من السلع والمنتجات بما فيها تلك‬ ‫المنتجة في الداخل السوري‪ .‬ولو عدنا إلى‬ ‫أسباب هذا االرتفاع لوجدنا أحدها ‪-‬وهو‬ ‫من أهمها‪ -‬نزوح رجال األعمال وأثرياء‬ ‫سوريا‪ ،‬وبأعداد مهولة‪ ،‬إلى الخارج وإخراج‬ ‫ضغطا كبيرًا على‬ ‫أموالهم معهم‪ ،‬مما شكّل ً‬ ‫االقتصاد السوري‪.‬‬ ‫وقد صرح أحد مسؤولي مديرية الهجزة‬ ‫والجوازات في دمشق بأن المديرية تتلقى‬ ‫يوم ًيا حوالي ‪ 700‬طلب للحصول على‬ ‫جواز سفر جديد‪ ،‬إضافة إلى ما يقارب‬ ‫‪ 300‬طلب لتجديد الجواز‪ .‬أي أن ما يقارب‬ ‫‪ 1000‬شخص يهيئون أنفسهم يوم ًيا للسفر‬ ‫القريب أو البعيد‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬ ‫أن الكثيرين يحملون جوازات سفر صالحة‬ ‫وال حاجة بهم للتوجه إلى مديرية الهجرة‬ ‫والجوازات في سبيل االستعداد للسفر‪.‬‬ ‫وبشكل يومي‬ ‫إن سفر عدد كبير من هؤالء‬ ‫ٍ‬ ‫خارج البالد يحمل تأثيرات اقتصادية –‬

‫ناهيك عما يرتبط بالقضايا االجتماعية‬ ‫والمجتمعية والوطنية‪ -‬تنعكس سل ًبا على‬ ‫من تبقى من أبناء الوطن داخ َله‪ .‬فهؤالء‬ ‫الذين يغادرون البالد يغلقون محالهم أو‬ ‫مكاتبهم أو معاملهم ومنشأتهم‪ ،‬ويوقفون‬ ‫أنشطتهم ويسرّحون عمالهم مما ينتﺞ عنه‬ ‫تراجع في الدورة االقتصادية وانخفاض‬ ‫في حجم ومستوى االنتاج مما يعني تراجع‬ ‫حجم وكميات السلع المتوفرة في األسواق‬ ‫المحلية أي انخفاض العرض في ظل طلب‬ ‫شبه ثابت أو متراجع بنسبة أقل في ظل‬ ‫الظروف الحالية‪ ،‬وبالتالي زيادة في األسعار‪.‬‬ ‫فقد الحظنا كيف أن إغالق عدة معامل‬ ‫كانت تنتﺞ بضعة أنواع من البسكويت‬ ‫أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار بقية أنواع‬ ‫البسكويت التي ما زالت متوفرة حتى اآلن‬ ‫وبنسبة بلغت ‪ ٪400‬في بعض األحيان‬ ‫(حيث تقلص حجم قطعة البسكويت إلى‬ ‫النصف وتضاعف سعرها مرتين)‪ .‬وما‬ ‫ينطبق على البسكويت ينطبق على كثير‬ ‫من المنتجات‪ ،‬إال أن التأثير األكثر وضو ًحا‬

‫هو في المنتجات الغذائية التي تمس حياة‬ ‫المستهلك بشكل مباشر ويومي‪.‬‬ ‫كما أن الطلب المتزايد لهؤالء المسافرين‬ ‫على العمالت األجنبية لتكون زا ًدا لهم‬ ‫تراجع كبيرٍ في سعر‬ ‫في سفرهم‪ ،‬أدى إلى ٍ‬ ‫صرف الليرة السورية والذي ينعكس مباشرة‬ ‫على مجمل النشاط االقتصادي ومستويات‬ ‫األسعار‪ ،‬ألسباب نفسية أكثر منها‬ ‫موضوعية‪ ،‬فالمسافرون ‪-‬السيما األثرياء‬ ‫وأصحاب األموال‪ -‬يحصلون على «زادهم»‬ ‫من العمالت األجنبية لضمان معيشتهم‬ ‫ومستقبلهم في بالد االغتراب وليتنعموا‬ ‫باألموال التي جنوها من وطنهم‪ ،‬في حين‬ ‫يبقى من بقي من أبناء البلد في مواجهة‬ ‫انخفاض سعر صرف العملة الوطنية‬ ‫وارتفاع معدالت البطالة وتراجع حاد في‬ ‫االقتصاد الذي بذلوا الغالي والرخيص في‬ ‫سبيل تنميته ودفعه إلى األمام‪ ،‬وبفضل‬ ‫جهودهم حقق أصحاب األموال أموالهم‬ ‫التي يتنعمون ‪-‬البعض الكثير منهم‪ -‬بها‬ ‫في الخارج اليوم‪.‬‬

‫الخسائر اﻻﻗتصادية للحملة العسﻜرية علﻰ داريا‬

‫خ ّلفت الحملة العسكرية على مدينة داريا مجزر ًة راح‬ ‫ضحيتها أكثر من ‪ 700‬شهيد‪ ،‬وأدت إلى حالة من المعاناة‬ ‫اإلنسانية والتشريد والنزوح لكثير من األهالي‪ .‬ولم تقتصر‬ ‫ضا لتطال ممتلكات‬ ‫الخسائر على األرواح‪ ،‬وإنما امتدت أي ً‬ ‫الناس‪ ،‬مخلفةً أضرارًا مادية لتضع مزي ًدا من الضغوط عليهم‬ ‫إلخماد ثورتهم‪.‬‬ ‫سنحاول من خالل هذا المقال تسليط الضوء على األضرار‬

‫والخسائر المادية الناجمة عن قطع التيار الكهربائي عن‬ ‫المدينة واألضرار التي لحقت باألراضي الزراعية‪.‬‬ ‫فقد سبق الحملة العسكرية ورافقها وتالها انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي لمدة زادت على ‪ 12‬يو ًما عن كامل المدينة‪،‬‬ ‫وبلغت ‪ 20‬يو ًما في بعض المناطق‪ ،‬مما تسبب بخسائر‬ ‫مادية طالت كل بيت‪ .‬فكما هي عادة أهل البلد جمي ًعا‪،‬‬ ‫فإنهم يقومون بتخزين وتفريز األطعمة والخضروات في‬ ‫مواسمها في البردات والجمادات الستخدامها على مدار‬ ‫العام‪ .‬ونتيجة انقطاع التيار الكهربائي فقد فسدت كافة‬ ‫المثلجات واألطعمة المخزنة في الفريزات‪ ،‬مما اضطر الناس‬ ‫الى رميها في حاويات القمامة‪.‬‬ ‫وفي محاولة بسيطة لتقدير حجم الخسارة المادية الناجمة‬ ‫عن فساد المثالجات ورميها يمكن القيام بما يلي‪:‬‬ ‫يبلغ عدد المساكن في داريا ‪ 59042‬مسكنًا حسب أرقام‬ ‫المكتب المركزي لالحصاء لعام ‪ - 2004‬وهو الرقم الوحيد‬ ‫المتوفر لدينا!!‪ -‬وبافتراض أن وسطي تكلفة األطعمة المفرزة‬ ‫في كل بيت تقدر بـ ‪ 3000‬ليرة على األقل‪ ،‬يكون إجمالي‬ ‫الخسارة ‪ 3000‬ليرة × ‪ 59042‬مسكن = ‪177,126,000‬‬ ‫ليرة سورية‪ .‬أي أن قيمة المواد المفرزة التي تلفت وتم رميها‬ ‫يتجاوز ‪ 177‬مليون ليرة على أقل تقدير‪ .‬إال أن العبرة هنا‬ ‫ليست في الرقم بذاته‪ ،‬وإنما بما يعكسه لنا من األضرار‬ ‫اإلنسانية المباشرة على حياة الناس اليومية السيما مع‬ ‫صعوبة تأمين المواد الغذائية في ظل ظروف اقتصادية‬ ‫صعبة يمر بها الغني والفقير‪ ،‬حيث تصبح كسرة الخبز سن ًدا‬

‫لسد رمق الجوع‪ ،‬فكيف بفساد مونة سنة كاملة؟!!‬ ‫أما األضرار الناجمة عن القصف المباشر فقد طالت العديد‬ ‫من المنازل التي تضررت جزئ ًيا أو كل ًيا‪ ،‬ويضاف إليها‬ ‫المنازل والبيوت التي تم نهبها وسرقة محتوياتها أثناء‬ ‫عملية االقتحام ومن ثم حرقها أو تخريبها‪ ،‬وتقدر الخسائر‬ ‫بهذا المجال بعشرات ماليين الليرات‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬تشكل الزراعة أحد الموارد االقتصادية‬ ‫الهامة ألهالي المدينة‪ .‬فالعديد من أهالي المدينة يعملون‬ ‫في هذا القطاع‪ .‬ولقد كان للحملة العسكرية على داريا بعض‬ ‫األضرار والخسائر المادية المتعلقة بالمحاصيل الزراعية‪ .‬وقد‬ ‫أساسا عن عدم مقدرة المزارعين على‬ ‫نجمت هذه األضرار ً‬ ‫الذهاب إلى حقولهم لسقاية مزروعاتهم ورعايتها مما‬ ‫تسبب في تلف بعض المحاصيل قبل جنيها‪ .‬إذ كانت‬ ‫ والتزال‪ -‬عملية الذهاب إلى األراضي الزراعية مخاطرة‬‫قد تتسبب بخسارة حياة الشخص ‪ -‬كماحصل مع الشاب‬ ‫أيمن مظهر خوالني وأخيه يامن خوالني حين تم استهداف‬ ‫سيارتهما في طريقهما إلى مزرعتهم في سهل حوران‪ .‬أما‬ ‫من استطاع الوصول إلى مزرعته فإن عائق الحصار األمني‬ ‫للمدينة يمنعه من القدرة على نقل المحصول الزراعي إلى‬ ‫السوق‪ .‬هذا باإلضافة إلى قيام الشبيحة بإتالف بعض‬ ‫المزارع بﺂلياتهم العسكرية وحرق العديد من المزارع‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫من فكر الثورة‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫الحرﺏ وأثرها النفسي علﻰ أفراد مجتمعنا‬ ‫الحملة الهمجية التي تعرضت لها مدينة‬ ‫داريا مؤخرًا والتي استخدم خاللها النظام‬ ‫أعتى آالت القتل‪ ،‬التي ال تستخدم إال في‬ ‫الحروب الكبرى بين الجيوش‪ ،‬خ ّلفت ‪-‬إضافة‬ ‫إلى اآلثار التدميرية والمادية والجسدية التي‬ ‫تخلفها الحروب‪ -‬أضرارًا نفسية انعكست على‬ ‫السكان المدنيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم‪.‬‬ ‫إن اآلثار النفسية التي تخ ّلفها الحروب‬ ‫تختلف بين األشخاص الذين عاشوها إ ّما‬ ‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬كما تختلف‬ ‫ردود أفعال األشخاص بمقدار تفاعلهم مع‬ ‫الحدث وبمدى تأثرهم به‪ ،‬وتختلف آثار‬ ‫الصدمة النفسية الناجمة عن هذه الحرب‬ ‫وفقًا لفئتين من األشخاص‪ ،‬تشمل األولى‬ ‫األشخاص الذين عاشوا تجربة سابقة أو‬ ‫مشابهة‪ ،‬والثانية األشخاص الذين لم‬ ‫يتعرضوا لهكذا تجربة‪ .‬وبالتالي فان تكرار‬ ‫التجربة لدى من َخ ِبرها قد تؤدي به إلى‬ ‫تحطيم األمل والثقة بإمكانية الحصول على‬ ‫األمن من جديد‪ ،‬كما يجد هذا الشخص نفسه‬ ‫غير قادر على إيجاد التفسير لما يجري حوله‪،‬‬ ‫فتكرار التجربة يعيد إحياء الصدمة األولى‬ ‫إضافةً للمعاناة التي يعيشها في حاضره‪،‬‬

‫أي الصدمة الجديدة‪.‬‬ ‫أما من لم َي ْخ َبر صدمة مشابهة فهو يعيش‬ ‫صا األطفال الذين ال‬ ‫تجربة جديدة وخصو ً‬ ‫يستطيعون إيجاد فهم سليم ومقنع ‪-‬لهم‪-‬‬ ‫لفهم أسباب هذا العنف الشديد الذي‬ ‫يفقدون خالله أحد أفراد أسرهم ومبرراته‪.‬‬ ‫يحاول الفرد أثناء الحرب أن يتفادى المخاطر‬ ‫بكل ما أوتي من قوة وأن يبقى ح ًيا‪،‬‬ ‫وبالتالي فالبعض يع ّبر عن حالة الصدمة‬ ‫بالبكاء والقلق الشديد‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫يعتمد (التأجيل) وهي العملية النفسية‬ ‫التي يعيش خاللها الفرد حالة شبه طبيعية‬ ‫بعد الصدمة مباشرة‪ ،‬وتظهر األعراض‬ ‫النفسية الناتجة عن الصدمة بعد زوال‬ ‫التهديد بفترة وتتضمن هذه األعراض‪:‬‬ ‫القلق الحاد والهلوسة وزيادة ملحوظة في‬ ‫الحركة‪ ،‬وأحيانًا غياب عن الحاضر وشعور‬ ‫بالذنب‪ ،‬وقد تتحول إلى مشاكل جسدية‬ ‫كالتأتأة والعودة للتبول لدى الصغار‬ ‫وتساقط الشعر لدى الكبار وغيرها‪...‬‬ ‫إن ما يمكّن الفرد من تحمل القدر الكبير من‬ ‫الخسائر البشرية والمادية هو عملية التأجيل‬ ‫كﺂلية دفاعية نفسية‪ ،‬أو من خالل إعطاء‬

‫سام لما يحصل‪ ،‬ومن خالل النكران‬ ‫معنى ٍ‬ ‫للخسارة للتخفيف من وطأة ما يجري‪.‬‬ ‫إن التأثير األكبر لما يجري من العنف الذي‬ ‫يدور في واقعنا إنما يتجلى على األطفال‬ ‫والمراهقين‪ .‬حيث إن الطفل يختزن في‬ ‫خياله مشاهد العنف والعدائية‪ ،‬والتي قد‬ ‫تنعكس على واقعه بأعمال عدائية ناتجة‬ ‫عن أزمة نفسية نتيجة خوفه مما يراه من‬ ‫مشاهد قد تؤدي به إلى انطواء على الذات‪.‬‬ ‫أما المراهقون فيقع التأثير األكبر للحرب‬ ‫عليهم سلب ًيا على الصعيد السلوكي‪ ،‬حيث إن‬ ‫المراهق يعايش مرحلة الثورة واالنقالب على‬ ‫الواقع وبالتالي فان الحرب قد تزوده بصورة‬ ‫مشوهة عن الثورة المنشودة‪ .‬فيتماثل بعض‬ ‫المراهقين األكثر تأثرًا مع مشاهد العنف‬

‫التي يعتبرونها رمزًا للقوة والثورة‪ ،‬عدا عن‬ ‫بعض االضطرابات في السلوك كاالتجاه‬ ‫نحو الشجار أو السرقة غير المبررين تعبيرًا‬ ‫عن رفض السلطة‪ .‬وبالمقابل يمكن أن يميل‬ ‫البعض اآلخر إلى أن يكون أكثر تعاطفًا‬ ‫وانفتا ًحا مع الغير وتفه ًما للمشاكل‪.‬‬ ‫وال يتم التخلص من آثار الصدمة بشكل‬ ‫كامل‪ ،‬بل يمكن التخفيف من وطأتها عن‬ ‫طريق زيادة االهتمام‪ ،‬وإقامة التواصل‬ ‫والحوار البناء مع األطفال والمراهقين‬ ‫ليستعيدوا ثقتهم بمحيطهم‪ ،‬وإعطائهم‬ ‫تفسيرًا منطق ًيا للواقع اللذين ُوجدوا فيه‪،‬‬ ‫وإعطائه حجمه الحقيقي‪ .‬وهذا ما يمكنه إن‬ ‫يساعد على التخفيف من الصدمة والخروج‬ ‫منها بأقل ضرر نفسي ممكن‪.‬‬

‫الثورة وحتمية اﻻستدراﻙ‬ ‫محمد الملحم‬ ‫ال يكاد يمرُّ يوم منذ بداية الثورة ّإال ولها‬ ‫الحظ األوفر من تأ ُّمالتنا وتفكيرنا‪ ،‬وكلما‬ ‫تعاقب عليها الليل والنهار اتضحت لنا‬ ‫أشياء واكتشفنا زيف َ‬ ‫مواقف وأفكار‪ ،‬وبانت‬ ‫حقائق منها ما يسرُّ النفس ويبعث األمل‬ ‫لنا‬ ‫ُ‬ ‫والتفاؤل في حناياها‪ ،‬ومنها ما يب ّين حجم‬ ‫اله َّوة التي كنا نتردى فيها وبتنا نحصد‬ ‫آثارها تدميرًا آثم ًا شامالً‪ ،‬ليس لﻺنسان‬ ‫والجماد فحسب؛ بل هو تدمير يستهدف‬ ‫حضارة البلد ضاربة الجذور في عمق الزمن‪.‬‬ ‫إن من أهم ما يمكن الوقوف عليه بعد‬ ‫مضي سنة ونصف على انطالقة الثورة‪،‬‬ ‫هي حالة الفراﻍ الفكري والمعرفي‬ ‫واألخالقي المهولة في مجتمعنا السوري‪،‬‬ ‫التي لم يألُ النظام الطائفي جهد ًا في‬ ‫صبغ مجتمعنا السوري بها‪ ،‬واستخدم‬ ‫كلَّ ما أوتي من إمكانيات لترسيخ ثقافة‬ ‫البعد الواحد في كل شيء‪ ،‬ولم ُي ِتح مجا ًال‬ ‫لفكر ومعرفة إال تلك التي تخدم سياسة‬ ‫االستبداد والظلم‪ ،‬وتكرِّس معاني الخنوع‬ ‫والتنكُّر لهوية األمة وثقافتها ودينها‪،‬‬ ‫وكان يغلق كلَّ نافذة من شأنها أن‬ ‫تشكِّل مع َبرَ ًا يتسرب منه الوعي ‪-‬وخاصة‬ ‫اإلسالمي الثوري منه‪ -‬إلى المجتمع‪ .‬لقد‬ ‫حكم حصار الفكر‪ ،‬فالحق المفكر والكتاب‬ ‫َأ َ‬

‫مدارس‬ ‫وحتى النشيد‪ ،‬وسخَّر كل المنابر من َ‬ ‫وجامعات وصحف وشاشات لغسيل‬ ‫ٍ‬ ‫العقول وتشويهها‪ ،‬وجفف ينابيع المعرفة‬ ‫حتى تلك التي ال عالقة لها بالسياسة‪.‬‬ ‫لقد ض َمرَت بسبب ِتلكُم السياسة البغيضة‬ ‫أذواق وغابت معاني‬ ‫عقولٌ وتشوهت ٌ‬ ‫الوعي‪ ،‬وتم ترويض هذا الشعب الجامح‬ ‫للمعرفة والثقافة والبناء بكل ألوانها‪،‬‬ ‫وغدا كثيرون على درجة من ضيق األفق‬ ‫وهشاشة التفكير وبساطة الرؤية‪.‬‬ ‫لقد كان لتلك الحالة الثقافية والمعرفية‬ ‫المتردية انعكاساتها الجل َّية في ثورتنا‪،‬‬ ‫وال نُب ُعد لو قلنا‪ :‬إنها أصل في ما حصل‬ ‫وما يزال‪ -‬في الثورة من تخبطات سياسية‬‫وعسكرية بالدرجة األولى‪ ،‬وعلى صعيد‬ ‫الخطة اإلستراتيجية‪ ،‬والتصورات عن‬ ‫المستقبل‪ ،‬وعدم القدرة على اإلنفكاك من‬ ‫الموروث الثقافي عن النظام في التعاطي‬ ‫مع الحالة الجديدة والرؤية تجاه اآلخر‪،‬‬ ‫وكذلك التيه بين مفاهيم كالديمقراطية‬ ‫والعلمانية والدولة المدنية وحقوق اإلنسان‬ ‫وشكل الحرية التي يطالب الثوار بها‪،‬‬ ‫والموقف تجاه اإلسالم ودوره في توجيه‬ ‫الحياة‪ ،‬والثأر واالنتقام‪ ...‬إلخ‪ ،‬كل ذلك‬ ‫وغيره يتعاطاه كثير من الناس ‪-‬وخاصة‬

‫شريحة الشباب‪ -‬بطريقة انفعالية متأثرة‬ ‫بمورثات عهد الظلم وثقافته‪.‬‬ ‫ال أظن أن هذه الحالة قد تطول؛ بل أعتقد‬ ‫أن الشعب انتقل خالل الثورة نقلة بعيدة‬ ‫في التصورات واألفكار والوعي‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫النقلة ال ُيركَن إليها إن بقيت على عفويتها‬ ‫وسطحيتها‪ ،‬وإن لم تخضع لعملية استدراك‬ ‫منظمة يقودها علماء ومفكرون وعقالء‪،‬‬ ‫يجيدون استيعاب جيل الثورة وتربيته‪،‬‬ ‫يصححون المفاهيم والتصورات‪ ،‬حتى يغدو‬ ‫شباب الثورة قادرًا على التمييز واالختيار‬ ‫ُ‬ ‫اختيارًا مسؤوالً‪ ،‬ويوضحون ما انغلق من‬ ‫معاني الحرية والممارسة الواعية لها‪.‬‬ ‫وال يتأتَّى ذلك إال من خالل ممارسة‬ ‫مسؤولة من جميع األطراف في الثورة؛‬ ‫ال ُّنخَب بمبادرتها ومسارعتها للعب هذا‬ ‫الدور الهام‪ ...‬والشرائح الشبابية بإنصاتها‬ ‫واقتناعها بأهمية هذه ال ُّنخَب وعدم‬ ‫إرباكها وتقييدها‪ ،‬وتجاوزها عقدة من بدأ‬ ‫بالثورة ومن تأخَّر‪ ،‬وتغليب منطق العقل‬

‫والرشد والمصلحة على منطق العاطفة‬ ‫الذي على الرغم من أهميته إال أنه أورث‬ ‫الثورة ندوبًا وتعثرًا‪ ...‬أما أن تبقى الثورة‬ ‫تحت رحمة القيادات الشعبية والحالُ‬ ‫كما وصفنا من قلة الخبرة واعتماد ردود‬ ‫األفعال في التعاطي مع األحداث‪ ،‬فإن‬ ‫هذا مما يكرس حالة من اإلحباط تجتاح‬ ‫إحباط‬ ‫الناس ال ينكرها إال عاطفي أو مكابر‪ُ .‬‬ ‫الناس ليس من طول أمد الثورة وباهظ‬ ‫التضحيات؛ وإنما من تخ ُّبط القيادات‬ ‫الشعبية وتشر ُذ ِمها وتفرُّ ِقها أيد َي سبأ‪.‬‬ ‫ال ينفك األمل منعق ًدا على الله ‪-‬تعالى‪-‬‬ ‫أو ًال ثم على أصالة شعبنا وصفاء معدنه‪،‬‬ ‫واستشعارُ الجميع فداحة أي تأخير في‬ ‫عملية االستدراك وتصحيح مسار الثورة‬ ‫وإسناد المهام إلى أهلها المتخصصين‪،‬‬ ‫وأن يلتزم كل طرف ح َّدﻩ ودورَﻩ‪ ،‬مع حفظ‬ ‫الفضل ألصحابه وعدم بخس الناس‬ ‫تضحياتهم‪ ،‬فهذا من ال َب َدهيات وال‬ ‫يتجاوزه إال ظالم‪.‬‬


‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫اكتشف نفسك‬ ‫في هذه الثورة‬

‫عتيق ‪ُ -‬حمص‬ ‫واحدة من السمات القديمة في مجتمعنا العربي عمو ًما (بل‬ ‫ضا!) هي إقحام الناس ألفكارهم الخاصة‬ ‫وربما العالمي أي ً‬ ‫وآرائهم حول «كيف يجب أن تكون حياتك‪ ،‬وما هي األشياء‬ ‫األهم وتلك األقل أهمية‪ ،‬وما يستحق التعب وما ال يستحق‪،‬‬ ‫وما هي الخطوة القادمة‪ ،‬وأين يجب أن تكون اآلن وماذا‬ ‫صة!‬ ‫يجب أن تعمل ‪ ... »..‬إقحام ذلك كله في حياتنا الخا ّ‬

‫إعادة تأهيل اآلباء!‬ ‫«نحو ثورة اجتماعية شاملة»‬

‫حنان ‪ -‬دوما‬ ‫ّ‬ ‫لعل أوضح ماعرّفتنا عليه الثورة ‪-‬ولع ّله أسوأ ما اكتشفناه!‪-‬‬ ‫هو تر ّدي العالقات بين األهل وأبنائهم‪ ،‬وبينهم وبين‬ ‫األطفال على وجه الخصوص!‬ ‫أيام وشهورُ الحصار الطويلة‪ ،‬المكوث في المنزل‪ ،‬عدم ارتياد‬ ‫ُ‬ ‫األطفال مدارسهم وق ّلة تردد اآلباء على أعمالهم جعل‬

‫من فكر الثورة‬

‫‪13‬‬

‫نشعر دو ًما بأن اآلخرين يعلمون أكثر منّا كيف يجب لحياتنا‬ ‫ضا أن هؤالء ال يعلمون أحيانًا كيف‬ ‫أن تكون‪ ،‬ويتصادف أي ً‬ ‫يجب لحياتهم الخاصة هم أن تسير!!‬ ‫«هاد الفرع ما بدك ياه ‪ ..‬شو بدك فيه»‬ ‫«شو بدك بهاد الشغل ‪ ..‬مالك مصلحة»‬ ‫«يا أخي شو فوتك إعالم ‪ ..‬كنت ادرس تجارة أحسنلك»‬ ‫«يا زلمي شو اللي خالك تستأجر بالحمرا‪ ،‬الله يصلحك هي‬ ‫عملي»‬ ‫«له يا ابن الحالل‪ ،‬بيت ‹فالن› ما بينخطب منون‪ ،‬الخوال‬ ‫مانون نظاف»‬ ‫وهكذا‪ ...‬الكل دو ًما يعرف تما ًما كيف يجب أن تسير أمورك‪،‬‬ ‫ماذا تدرس‪ ،‬ماذا تعمل‪ ،‬أين ومتى وكيف‪ ،‬ممن تتزوج‪ ،‬ومن‬ ‫تشارك ‪ ...‬الكل يعرف الخيار األنسب لك ‪ ..‬ما عداك طب ًعا‪.‬‬ ‫جزءا‬ ‫وهذا األمر يأتي من كون اآلخرون يعتبرون أنفسهم ً‬ ‫من حياتك‪ ،‬لذا فهم يسعون لتغييرها كما يرغبون هم‪ ،‬ال‬ ‫كما ترغب أنت‪.‬‬ ‫وال جديد في الموضوع عندما بدأت الثورة‪ ،‬فقط يتغير‬ ‫الموضوع‪ ،‬أما الفكرة فواحدة‪.‬‬ ‫فبد لاً من مشاركة فالن في العمل‪ ،‬ستكون النصيحة عن‬ ‫عدم العمل مع تنسيق ّية فالن‪ .‬وبد لاً من أن تنصح بعدم‬ ‫العمل في مهنة كذا‪ ،‬سيقال لك‪« :‬يا أخي شو بدك بهي‬ ‫الفوتة‪ ،‬مساعدات وإغاثة‪ ..‬مالك فيها‪ ،‬وجعة راس وناس‬ ‫عم تشتغل إلسمها ‪ ..‬فيك وبالك الشغل ماشي»‬ ‫أو ربما ستسمع عن نداء الواجب‪ ،‬وأنه يجب أن تكون في‬ ‫هذا الموقع‪ ،‬وأن تعمل في هذا المنحى‪.‬‬ ‫تتحدث مثلاً مع بعض النشطاء اإلعالميين‪ ،‬فيعرضون عليك‬ ‫استالم مكتبهم في محافظة كذا‪ ،‬فإذا ما اعتذرت‪ ،‬قيل لك‬ ‫عن تفريطك في العمل‪ ،‬وتركك الساحة ألشخاص غير‬ ‫مناسبين‪ ،‬تخبرهم بأنك تعمل في مجال آخر‪ ..‬فيستنكرون‬

‫ذلك منك!‬ ‫تتحدث مع بعض النشطاء في الجيش الحر‪ ،‬فيعرضون‬ ‫عليك النزول معهم إلى الميدان‪ ،‬وحمل السالح‪ ،‬فإذا ما‬ ‫اعتذرت قائلاً بأن العمل القتالي ليس منطقة تفوقك‪ ،‬وبأن‬ ‫أداءك سيتدهور فيه عما تقدمه حال ًيا‪ ،‬تُالم فورًا‪ ،‬وتُتهم‬ ‫بالجبن والخمول وحب الدنيا‪...‬‬ ‫وهكذا فالجميع يعرف أين يجب أن تكون وماذا يجب أن‬ ‫تفعل‪ ...‬يعرفون ذلك أكثر منك‪ ...‬وأكثر مما هم مطمئنون‬ ‫لمسار حياتهم‪.‬‬ ‫بينما يفترض على كل واحد منا‪ ،‬أن يكون قد قضى من عمره‬ ‫الساعات واأليام والفترات الطويلة‪ ،‬يستكشف إمكاناته‬ ‫وقدراته‪ ،‬وأن يكون قد باشر باستثمارها لصالح الشأن العام‪،‬‬ ‫قبل الثورة وأثناءها وبعدها‪.‬‬ ‫هذه الفكرة تظهر أحيانًا بلباس آخر‪ ،‬لباس ديني ‪..‬‬ ‫يحدثك أحدهم عن فتوى دينية حول وجوب االنضمام‬ ‫للجيش الحر‪ ،‬لكل ذكر‪ ،‬بالغ عاقل مسلم ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهل بدأت‬ ‫الثورة بفتوى دينية؟ وهل خرجت الناس ضد الظالمين‬ ‫في األرض بعد إفتاء العمائم؟ ثم هل تنقلت الثورة بين‬ ‫المراحل المختلفة ومتطلباتها تب ًعا لنصائح المشايخ ؟‬ ‫الناس عندما استشعرت ضرورة الخروج على الظالم‪ ،‬خرجت‬ ‫دون إذن‪ .‬وعندما استشعرت ضرورة حمل السالح‪ ،‬حملته في‬ ‫وقت رفضه أ ّول ما رفضه المشايخ‪.‬‬ ‫لذلك فحتى فتاوى المشايخ ما كانت تملك سلطة على‬ ‫ابتدءا وال بعد ذلك‪ ،‬فبأي حق يقال بأن‬ ‫تحريك الثورة‪ ،‬ال ً‬ ‫الشيخ فالن أفتى بكذا‪ ،‬مما يلزم الجميع بفتواه‪.‬‬ ‫يقول سقراط ‪ :‬أيها اإلنسان اكتشف نفسك ‪ ..‬وأضيف‪ :‬ثم‬ ‫انطلق في استثمار قدراتك في ما تراه صوابًا‪ ،‬فلكل إنسان‬ ‫طاقة‪ ،‬وميزة‪ ،‬وإمكانية تختلف عن اآلخرين‪.‬‬

‫االحتكاك بين الطرفين أكبر‪ ...‬أكبر مما يحتمله الطرفان!‬ ‫ظهرت المشكالت على السطح وطفت‪ ،‬وبات األهالي‬ ‫يتحدثون عن نعمة كبيرة أفقدهم إياها الحصار‪ ...‬اسمها‬ ‫المدرسة!‬ ‫نعم‪ ...‬ولألسف‪ ...‬كانت المدارس ‪-‬طيلة عقود طويلة‪-‬‬ ‫السجن الذي يودع األهل فيه أوالدهم للراحة من ضجيجهم‬ ‫وصخبهم ولعبهم‪ ...‬سيتولى الغير مه ّمة تربيتهم وتعليمهم‬ ‫ضا‪ ...‬أية خدمات جليلة تق ّدمها المدرسة لنا وال ندري!‬ ‫أي ً‬ ‫دعكم اآلن من الحديث عن المستويات التعليمية والتربوية‬ ‫لمدارسنا‪ ،‬المهم أن هناك من يتو ّلى المه ّمة عن األهل‬ ‫المشغولين دو ًما بأمر ما «أهم»‪ ،‬أهم من المهم نفسه!‬ ‫مكوث األهل ما يزيد عن العام مع أطفالهم ومالزمتهم‬ ‫ض َعهم وج ًها لوجه أمام المستوى التربوي األخالقي‬ ‫إياهم‪ ،‬و َ‬ ‫الحقيقي ﻷطفالهم!‬ ‫كم‬ ‫نعم‪ ...‬اكتشفوا أنهم ما ربّوا يو ًما‪ ...‬الحظوا معي َّ‬ ‫الخالفات بين األهالي وأبنائهم ‪-‬حتى الصغار منهم‪ -‬في‬ ‫هذه الفترة‪...‬‬ ‫كم سمعنا كلمات مثل (أنت ال تعجبني‪ ...‬لم تكن تربيتي‬ ‫لك هكذا‪ ...‬يا ضياع تربيتي (!) لماذا تتصرف على هذا‬ ‫النحو‪ ...‬ال تلعب في المنزل‪ ...‬من أين أتيت بهذه الكلمات‬ ‫«الشوارعية»‪ ...‬لماذا ال تمارس هوايات مفيدة؟؟!!)‪.‬‬ ‫وتبدأ المقارنة مع أبناء الجيران وأبناء العم والخال‪ ...‬دون أن‬ ‫تتبادر إلى الذهن مقارنة مماثلة مع البيئة التي تربّى بها‬ ‫هؤالء األطفال ومن ربّاهم!‬ ‫دون أن يع َي األهل أنهم هم من لم يربّوا‪ ...‬وأنهم اليوم‬ ‫يرون ثمار تربية غيرهم «مدارس‪ ،‬أصدقاء‪ ،‬شوارع‪ ،‬تلفاز»‬ ‫ﻷبنائهم!‬ ‫أثناء كتابتي لهذه الكلمات (وهو ما ألهمني لكتابتها!)‬

‫أسمع إحدى جاراتنا تصرخ بشكل هيستيري بابنتها التي‬ ‫«ال تعجبها مهما فعلت» ابنها «الذي ما ص ّلى الظهر حتى‬ ‫اللحظة» وابنتها «التي تبقى طول النهار أمام التلفاز أو‬ ‫الهاتف»‬ ‫ال بد أن أشرب قهوتي في الصباح على أنغامها العذبة‬ ‫توقظ أبناءها بصوتها «الحنون للغاية»‪ ...‬بربّكم أي جيل‬ ‫نتوقع ما دمنا على هذه الحال؟‬ ‫لو كان لي الخيار لحرمت ‪-‬حقيقةً ‪ -‬كلَّ من ال يجيد التربية من‬ ‫أبنائه‪ ،‬وألجبرته على خوض دورات تأهيلية للتربية‪ ،‬ليعود‬ ‫بعدها‪ -‬صال ًحا لممارسة دور األب أو األم!‬‫نعم سيدي المربّي‪ ،‬إن فاجأك مستوى أبنائك التربوي في‬ ‫هذه الفترة‪ ،‬فالخلل من تقصيرك ال منهم!!‬ ‫هذه الشجرة التي تنهرُها وتُش ِبعها لو ًما وتقري ًعا على‬ ‫ثمارها التي ال تروق لك‪ ...‬أنت من غرستَها وسقيتَها‬ ‫حسنت أم ساءت‪ -‬هو‬‫َ‬ ‫واهتممت بها‪ ،‬ما تنالُه من ثمار اليوم ُ‬ ‫حصيلة اهتمامك وجهودك أمس ‪-‬من عدمها‪ ،-‬فال تلوم ّن‬ ‫إال نفسك‪...‬‬ ‫لطالما ناقشت صديقاتي بطرق لتحسين أوضاع المدارس‬ ‫وأهمية اعتماد نظم تعليم بديلة (كالتعليم المنزلي) يمارس‬ ‫فيها األهل دورهم المنوط بهم بكل أمانة ومسؤولية‪...‬‬ ‫اليوم‪ ...‬أرى أن المهمة التي يجب أن تسبق ذلك ‪-‬وبشكل‬ ‫إسعافي‪ -‬هي في تأهيل اآلباء ليكونوا على مستوى يتيح‬ ‫لهم غرس قيم (يتمتعون هم بها ابتداء) في أبنائهم!‬ ‫نعم‪ ...‬بيوتنا بحاجة لثورات تربوية‪ ...‬ثورات تبدأ برأس‬ ‫البيت‪ ...‬رأس الهرم‬ ‫األم واألب!‬


‫‪14‬‬

‫عنب الﻘراﺀ‬

‫ﹼ‬ ‫ﻗرﺁن من أجل الثورة‬ ‫السوري‬ ‫السلمي ّ‬ ‫خورشيد محمد ‪ -‬الحراك ّ‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫في فلسفة الموت والحياة ‪:‬‬

‫كثيرًا ما حيرني تقدم الموت على الحياة إذا أبلت‬ ‫العمل األحسن عندها تتحول الحياة الدنيا من فناء‬ ‫إلى مزرعة تثمر حياة أبدية في اآلخرة ‪...‬‬ ‫الموت قضاء محتوم «إنك ميت وإنهم ميتون»‪...‬‬ ‫«كل نفس ذائقة الموت» لكن توقيت الموت أو‬ ‫«الوفاة» قدر يتبع عمل اإلنسان وصالحه أو الحاجة‬ ‫إاليه بشكل إيجابي «خليفة» أو سلبي «فتنة‬ ‫للظالمين أو ابتالء للمظلومين» وتنتهي حياته‬ ‫بانتهاء المهمة أو الصالحية إن شئت ‪ ...‬فالعمر‬ ‫من هذه الجهة قدر متحرك زيادة ونقصانًا من قدر‬ ‫محتوم هو الموت وعمل اإلنسان هو الذي يحول الموت‬ ‫إلى حياة أبدية أو عذاب أبدي!!!‬

‫خطوة إلﻰ األمام نحو تحويل الموت إلﻰ حياة ‪:‬‬

‫لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم‬ ‫حديد!!!‬ ‫كثيرًا ما كنت انصت إلى صوت اآلية الذي يتكلم مع الغافلين‬ ‫ويحذر المتبصرين‪ ...‬لكني اليوم سمعت صوتها الذي يقول‪ :‬من لم‬ ‫يكن في غفلة من هذا فبصره اليوم حديد‪ ...‬اليوم في الدنيا قبل‬ ‫الموت وقبل اآلخرة‪ ...‬بصر يستمد من بصيرة توقد من نور الله في‬ ‫مشكاة مؤمنة وأوتيت كفلين من رحمته كأنها كوكب درّي‪ ....‬هل‬ ‫تريدون أن تعرفوا األكسير؟‪ ...‬التقوى !!!!‬ ‫يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنو ْا ِإن َتتَّقُ و ْا ال َّل َه َي ْج َعل َّلك ُْم فُ رْقَان ًا َو ُي َك ِّفرْ َعنك ُْم‬ ‫ض ِل ا ْل َع ِظ ِيم‪....‬‬ ‫َس ِّيئَا ِتك ُْم َو َي ْغ ِفرْ َلك ُْم َوال َّل ُه ُذو ا ْل َف ْ‬ ‫يَا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنوا اتَّقُ وا ال َّل َه َو ِآم ُنوا ِبرَ ُسول ِ​ِه ُي ْؤ ِتك ُْم ِك ْف َل ْي ِن ِمن‬ ‫رَّ ْح َم ِت ِه َو َي ْج َعل َّلك ُْم نُورًا َت ْمشُ و َن ِب ِه َو َي ْغ ِفرْ َلك ُْم َوال َّل ُه غَفُ ورٌ رَّ ِح ٌيم‬

‫ﺗوثﻴﻖ الﺠثﺚ مﺠﻬولﺔ الﻬويﺔ‬ ‫بعد أن كثرت األنباء مؤخرًا عن الجثث مجهولة الهوية‬ ‫فقد قامت مجموعة من األطباء الشباب من الداخل‬ ‫السوري وبعض الشباب من الخارج بإطالق مبادرة‬ ‫لتوثيق الشهداء مجهولي الهوية‪.‬‬ ‫يهدف المشروع إلى توثيق هذه الجثث واالحتفاﻅ‬ ‫بعينات منها ُيستفاد منها الح ًقا في تحليل الحمض‬ ‫النووي (‪ )DNA‬الخاص بها ومقارنة نتائﺞ التحليل مع‬ ‫(‪ )DNA‬ذوي المفقودين‪ ،‬مما يساعد في تحديد هوية‬ ‫الفئة المستهدفة من هذا المشروع هم‬ ‫عامة السوريين السيما النشطاء على‬ ‫األرض والذين هم على احتكاك مباشر‬ ‫بجثامين الشهداء في مناطقهم‪...‬‬ ‫وسنعمل على إنشاء شبكة تضم ممثلين‬ ‫عن كل المناطق ليتولوا مهمة جمع‬ ‫العينات ‪-‬سواء من الشهداء مباشرة أو‬ ‫من األشخاص الذين يقومون بجمعها‪-‬‬ ‫كاف‬ ‫وحفظها إلى أن يتم جمع عدد ٍ‬ ‫من العينات للبدء بالخطوة التالية في‬ ‫المشروع عمل ًيا‪.‬‬ ‫بعض النصائح العملية قبل دفن جثة‬ ‫الشهيد المجهول الهوية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬خذ عينات من جسد الشهيد تساعد‬ ‫على تحليل الحمض النووي الخاص به‪.‬‬ ‫واحرص على االلتزام بالقواعد التالية‪:‬‬ ‫• حﻤايﺔ العﻴنﺔ من الﺘلوﺙ‪:‬‬

‫• قم بارتداء قفازات نظيفة قبل مالمسة‬ ‫الجثة‪ ،‬وبد ّلها (القفازات) في حال‬ ‫االنتقال للتعامل مع جثة أخرى‪ .‬عند عدم‬ ‫توفر القفازات عليك بغسل يديك جي ًدا‬ ‫بالماء والصابون قبل وبعد مالمسة الجثة‪.‬‬ ‫• ضع كمامة على أنفك وفمك حتى ال‬ ‫تختلط العينة بهواء تنفسك‪ .‬في حال‬ ‫عدم توفر الكمامات‪ ،‬احرص على كتم‬ ‫أنفاسك أثناء التعامل مع العينة‪.‬‬

‫أصحاب الجثث وبالتالي تأكيد استشهادهم وشطبهم‬ ‫من ملف المفقودين‪...‬‬ ‫لن يتطلب األمر إال مجهو ًدا ً‬ ‫ضئيال‪ ،‬غير أن أثره كبير ج ًدا‬ ‫على حياة أولئك الذين فقدوا أحبابهم في أتون حرب‬ ‫ال ندري متى تنتهي‪.‬‬ ‫إن إقامة المشروع اآلن ودون االنتظار إلى ما بعد سقوط‬ ‫النظام وقيام حكومة تتكفل بمهمة البحث عن المفقودين‪،‬‬ ‫يهدف إلى التخفيف من التكاليف الباهظة التي ستتطلبها‬

‫• الﺤﺼول علﻰ العﻴناﺕ‪:‬‬ ‫• اقتلع بضع شعرات (‪ )15 – 10‬جافة‬ ‫ونظيفة من رأس الشهيد ولحيته‪ ،‬وتأكد‬ ‫من اقتالع جذور الشعر معها (نهاية‬ ‫الشعرة المنفوخة)‪ .‬تأكد من عدم لمس‬ ‫جذر الشعرة كي ال يتلوث أو يتلف‪.‬‬ ‫• قم بقص قطعة من ثياب الشهيد‬ ‫المخضبة بدمائه‪ ،‬واحفظها بعد التأكد‬ ‫من جفافها بشكل تام‪.‬‬ ‫• في حال تعرض جثة الشهيد للحرق‬ ‫قم بقلع ‪ 4‬أسنان على األقل‪ ،‬ويفضل‬ ‫أن تكون من األضراس الخلفية‪ .‬وفي حال‬ ‫تعذر ذلك يمكن االستفادة من قطعة من‬ ‫عظام الشهيد‪ ،‬كعظم العضد‪ ،‬لكن مع‬ ‫التأكد من تجريد العظم من أي نسيﺞ آخر‬ ‫عالق به ‪-‬كالعضالت‪ -‬قبل حفظه‪.‬‬ ‫• حﻔﻆ العﻴناﺕ‪:‬‬

‫• فور حصولك على العينات قم بحفظ‬ ‫كل منها في كيس ورقي منفصل‪ ،‬وتأكد‬ ‫من إغالقه جي ًدا بالشريط الالصق‪ ،‬ثم‬ ‫احفظ األكياس في مكان جاف وبدرجة‬ ‫حرارة الغرفة‪.‬‬ ‫• تجنب استعمال األكياس البالستيكية‬ ‫(النايلون) ألنها كفيلة بإتالف العينة‪.‬‬ ‫• تجنب حفظ العينات في األماكن الرطبة أو‬ ‫الحارة أو المعرضة ألشعة الشمس المباشرة‪.‬‬

‫إعادة نبش القبور –كما حدث في البوسنة من قبل‪،-‬‬ ‫إضافة إلى احتمال ضياع الجثث نتيجة تعرض أماكن‬ ‫دفنها إلى اإلخفاء أو القصف أو حتى مقتل من يعلم‬ ‫بمكانها‪ ...‬لذلك من األفضل أن يتم جمع العينات قبل‬ ‫دفن الجثث‪ ...‬كما أنه في حال طال أمد الثورة كثيرًا لن‬ ‫يكون علينا االنتظار حتى سقوط النظام لنبحث عن مصير‬ ‫المفقودين‪ ،‬بل بإمكاننا المباشرة حالما تتوفر العينات بين‬ ‫أيدينا‪ ،‬مما يعني تخفيفًا كبيرًا لمعاناة أهالي المفقودين‪.‬‬

‫جيدة ولم تتفسخ بعد‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬ ‫قم بالتقاط صورتين أمامية وجانبية • أية عالمة والدية مميزة كالوحمات‬ ‫ومكان وجودها‪.‬‬ ‫لوجه الضحية‪.‬‬ ‫• تاريخ دفن الجثة و مكان دفنها حتى‬ ‫ثالثًا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مستقبال في حال‬ ‫د ّون المعلومات التالية على األكياس يسهل الرجوع إليها‬ ‫تطلب األمر‪.‬‬ ‫الورقية‪:‬‬ ‫راب ًعا‪:‬‬ ‫• عمر الشهيد التقريبي‪.‬‬ ‫احرص على حفظ العينات والوثائق‬ ‫• الجنس‪.‬‬ ‫الخاصة بكل شهيد في مكان واحد‪،‬‬ ‫• الطول التقريبي‪.‬‬ ‫واحتفظ بها لحين اإلعالن عن تسليمها‬ ‫• لون الشعر‪.‬‬ ‫ألحد أعضاء هيئة توثيق الشهداء‬ ‫بحالة‬ ‫تزال‬ ‫ال‬ ‫الجثة‬ ‫كانت‬ ‫إن‬ ‫• لون البشرة‬ ‫المجهولين في منطقتك‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫عنب مﺸكﻞ‬

‫عنب بلدي ‪ -‬العدد الثاني والثالثون ‪ -‬األحد ‪ 30‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫­ ‪ ‬א א א – א א א ‬ ‫ ‪..‬‬

‫ א א א א ‪ Jet Audio‬א ‬ ‫ ‬ ‫ א א א א א א א א א א א ‬ ‫ ‪ ¢‬א ¡ א‪ ,‬א כ א א כ א ‬ ‫א ‪ ¤‬א כא א כ ‪ £‬א א ‪ ,‬א ‪ £‬א כ א א ‬ ‫אא ¨ ‪ ¢‬כ א א א כ א­ א ‪ ¦ ‬א‪ ¥‬‬ ‫« ‪ °‬א¯ א« אכ א א א כ « ‪ ª‬א א ‪ ‬א ‪.‬‬ ‫כ ´ כ « א ‪ ²‬א ‪ ±‬א ‪ ¤‬א א א א ‪ ,‬אא א ¯ « ‬ ‫א ‪ ¢‬א ‪ ¶ ¯ ª ¤ ¤‬א ‪ ±‬א כ ‪.¤ µ ‬‬ ‫­ ¡ ‪ ¤‬א א כ א א א ‪ ±‬א א א ‬ ‫ א ¦ ‪ ¤‬א¦ א כ ‪ · ,‬א א ‪.Jet Audio‬‬

‫ ﺍﻓﺘﺢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‪ Jet Audio‬ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯﻙ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‬‫ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺗﺤﻮﻳﻞ | ‪Convert‬‬‫ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺧﻴﺎﺭﻳﻦ ‪:‬‬

‫‪۱‬‬ ‫‪۱‬‬ ‫‪۲‬‬ ‫‪۳‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪۷‬‬ ‫‪۸‬‬ ‫‪۹‬‬

‫‪۲‬‬

‫‪۳‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٥‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪۷‬‬

‫‪۸‬‬

‫‪۹‬‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬

‫أفقي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬من شهداء داريا في ثورة الكرامة‬ ‫‪ -2‬قنط – موسيقي عراقي من العصر‬ ‫العباسي (معكوسة)‬ ‫‪ -3‬المكان المرتفع – استجاب‬ ‫‪ -4‬قبر – متشابهان‬ ‫‪ -5‬أهم أشكال الحراك الثوري السلمي‬ ‫‪ -6‬منع – من يسبقون غيرهم‬ ‫باإلبداع‬ ‫‪ -7‬معارك بطولية – لهو‬ ‫‪ -8‬بريق – مدينة لبنانية شهدت‬ ‫مجزرتين‬ ‫‪ -9‬قواعد العمل‬

‫‪Convert Audio 1‬‬‫‪Convert Video 2‬‬‫ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ Convert Video‬ﻟﺘﺮﻛﻴﺰﻧﺎ‬‫ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﻘﺎﻁﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪.‬‬ ‫ ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﻠﻒ|‪ ، Add file‬ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﻋﻠﻰ‬‫ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻟﻚ‬ ‫ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ‪.‬‬ ‫ ﻗﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ‪ ،‬ﺛﻢ ﺍﺿﻐﻂ ﻓﺘﺢ|‪ ،Open‬ﺳﺘﻼﺣﻆ‬‫ﻅﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺿﻤﻦ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ‪.‬‬ ‫ ﺍﻧﺰﻝ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﻗﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‬‫ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻟﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ‪ General Presets‬ﺿﻤﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ‬ ‫ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ | ‪ Output Format‬ﺛﻢ ﻗﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺘﻜﻦ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺜﻼ‪.‬‬ ‫‪FLV:YouTube‬‬ ‫ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻨﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ | ‪، Options‬‬‫ﺛﻢ ﺍﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ‪ Resize‬ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ‪.‬‬ ‫ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ، Resizing Method‬ﺇﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‬‫ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ ﻭﻗﻢ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ‪Default) fastest , low :‬‬ ‫‪ ، (quality‬ﺛﻢ ﺍﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ‪.OK‬‬ ‫ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻗﻢ‬‫ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ﺍﺑﺪﺃ | ‪ Start‬ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺘﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ‪.‬‬ ‫ ﺳﻮﻑ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ‬‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ‪ Done‬ﻟﻴﻜﺘﻤﻞ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺑﻨﺠﺎﺡ‪.‬‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺭﻗﻢ ‪.Jet Audio Ver. 4.0‬‬

‫عمودي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اسم اشترك به شهيدان من داريا‬ ‫‪ -2‬ضرر – من صفات نظام األسد‬ ‫‪ -3‬طاقة – االستقالب‬ ‫‪ -4‬شديد السواد – شرح‬ ‫‪ -5‬نسارع دون مماطلة‬ ‫‪ -6‬ضمير متصل – انتفض على الظلم‬ ‫– من الحشرات (معكوسة)‬ ‫‪ -7‬وعيد بالعذاب ‪ -‬ملك في بني‬ ‫إسرائيل (معكوسة)‬ ‫‪ -8‬يستخدمها الشبيحة في قتل‬ ‫األبرياء ‪ -‬ساعد‬ ‫‪ -9‬من معتقلي داريا في ثورة الكرامة‬

‫حل العدد السابق‬ ‫‪۱‬‬

‫‪۲‬‬

‫‪۳‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٥‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪۷‬‬

‫‪۸‬‬

‫‪۱‬‬

‫ﻭ‬

‫ﺱ‬

‫ﻱ‬

‫ﻡ‬

‫ﻙ‬

‫ﺱ‬

‫ﺍ‬

‫ﺡ‬

‫‪۲‬‬

‫ﺍ‬

‫ﺡ‬

‫ﺕ‬

‫ﺩ‬

‫ﻭ‬

‫ﺱ‬

‫ﻁ‬

‫‪۳‬‬

‫ﺍ‬

‫ﺭ‬

‫ﺭ‬

‫ﺡ‬

‫ﻫـ‬

‫ﺍ‬

‫ﻥ‬

‫ﺍ‬

‫ﺝ‬

‫ﺏ‬

‫ﺍ‬

‫ﻝ‬

‫ﻝ‬

‫ﺏ‬

‫ﻡ‬

‫‪٤‬‬

‫ﻝ‬

‫ﺥ‬

‫ﻥ‬

‫ﺕ‬

‫‪٥‬‬

‫ﻉ‬

‫ﻭ‬

‫ﺡ‬

‫ﺏ‬

‫ﺭ‬

‫ﺭ‬

‫‪۹‬‬

‫‪٦‬‬

‫ﺏ‬

‫ﻝ‬

‫ﺍ‬

‫ﺝ‬

‫ﺕ‬

‫ﺍ‬

‫ﺯ‬

‫‪۷‬‬

‫ﻱ‬

‫ﺍ‬

‫ﺵ‬

‫ﺏ‬

‫ﺍ‬

‫ﺏ‬

‫ﻫـ‬

‫ﻥ‬

‫‪۸‬‬

‫ﺩ‬

‫ﻥ‬

‫ﻝ‬

‫ﻁ‬

‫ﺭ‬

‫ﺏ‬

‫ﻱ‬

‫ﻡ‬

‫‪۹‬‬

‫ﺍ‬ ‫ﺽ‬

‫ﺏ‬

‫ﻉ‬

‫ﻉ‬


โ ซโ ช16โ ฌโ ฌ

โ ซุงู ู ุฑ๏ป ๏บ ุงุฃู ๏บง๏ปดุฑุฉโ ฌ โ ซ โ ช ยชโ ฌื ย ย โ ชยคโ ฌโ ฌ

โ ซุนู ุจ ุจู ุฏู โ ช -โ ฌุงู ุนุฏุฏ ุงู ุซุงู ู ู ุงู ุซุงู ุซู ู โ ช -โ ฌุงุฃู ุญุฏ โ ช 30โ ฌุฃู ู ู ู โ ช2012โ ฌโ ฌ

โ ซโ ชwww.enab-baladi.comโ ฌโ ฌ

โ ซู ุงู ุช ู ุฌู ู ุนุฉ ู ู ุงู ู ุงุดุทู ู ู ู ุณุงุญุฉ ุฏู โ ฌ โ ซู ู ุฑุงุฑู ู ุณุท ู ุฏู ู ุฉ ุฌู ู ู ุงุฅู ู ุทุงู ู ุฉ ู ู ู ุงุฃู ุญุฏ โ ช23โ ฌโ ฌ โ ซุฃู ู ู ู โ ช 2012โ ฌุจุชู ู ู ู ู ู ุงู ุจุญู ุฑุฉ ุงู ุณุงุญุฉ ุจุงู ู ู ู ุงุฃู ุญู ุฑ ุฅุดุงุฑุฉโ ฌ โ ซุฅู ู ุฏู ุงุก ุงู ุดู ุฏุงุก ู ุฐู ู ุถู ู ุญู ู ุฉ ุญุงู ุฉ ุงู ุทู ุงุฑ๏บ ู ู ุฏุนู โ ฌ โ ซู ุงู ุชุถุงู ู ู ุน ู ุนุงู ุงุฉ ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู โ ฌ โ ซู ู ุง ู ุฎุฑุฌุช ู ุธุงู ุฑุฉ ุญุงุดุฏุฉ ู ู ู ู ุณ ุงู ู ู ู ู ู ู ุฏู ู ุฉโ ฌ โ ซู ู ู ู ุฎ ุงุฃู ู ู ุงู ู ุฉ ู ุงู ุงู ู ุงุดุทู ู ู ู ู ุง ุจุชู ุฌู ู ู ู ู ุฉ ุฅู ู ุงู ุนุงู ู โ ฌ โ ซุฃู ู ู ู ุง ุจุฃุฑุจุนุฉ ู ุบุงุช ู ุฎุชู ู ุฉ ุน ู ุจุฑู ุง ุฎุงู ู ู ุง ุนู ุชุถุงู ู ู ู ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ู ุงุดุฏู ุง ู ู ู ุง ุงู ู ุฌุชู ุน ุงู ุฏู ู ู ู ู ุชุญุฑู ุงู ู ุนู ู โ ฌ โ ซุฅู ู ู ุงู ุญู ุงู ุงู ุฏู โ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุฃุญู ุง ุงู ู ู ุงู ุงู ุฎุงุทุฑโ ฌ โ ซุถู ุง ู ุนุจุฏ ุงู ุญู ู ู ู ุทู ู ุงู โ ฌ โ ซุญู ู ุงู ุบู ุงุฆ ู ู ุง ุณุงู ุฑู ุง ุนู ู โ ฌ โ ซุฃุฑุถ ู ุณุฑุญ ุณุงู ู ุฉโ ฌ โ ซุงู ุตุงู ู ู ู ุงู ุนุงุตู ุฉโ ฌ โ ซุงู ู ุตุฑู ุฉ ุงู ู ุงู ุฑุฉ ุฃุธู ุฑู ุงโ ฌ โ ซู ู ุฎุงู ู ู ุชุถุงู ู ู ู ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ุชุบู ู ู ุง ุจุจุนุถโ ฌ โ ซุฃุบุงู ู ุงู ุซู ุฑุฉ ู ุฐู ู ู ู ู ุงุฅู ุซู ู ู โ ฌ โ ซโ ช 24โ ฌุฃู ู ู ู โ ช.2012โ ฌโ ฌ โ ซุฃู ุงู ุงุชุญุงุฏ ุงู ุทู ุจุฉ ุงู ุณู ุฑู ู ู โ ฌ โ ซู ู ู ู ุฏุง ู ู ู ุงู ุซุงู ุซุงุก โ ช 25โ ฌุฃู ู ู ู โ ฌ โ ซโ ช 2012โ ฌู ุณุฑุญู ุฉ ุชุญุช ุนู ู ุงู โ ฌ โ ซยซุฎู ู ู ุง ู ุญู ู ยป ุฃุธู ุฑู ุง ู ู ู ุงโ ฌ โ ซู ุนุงู ุงุฉ ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ุน ู ุจุฑู ุงโ ฌ

โ ซุฃู ุง๏ปก ุงู ๏บคุฑู ๏บ โ ฌ โ ซู ู ุญู ู ุชู ุฏู ุงู ู ุฏุงุฑุณ ู ุชู ุตู ุงู ู ุฎุงุจุฒโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู โ ฌ โ ซู ู ุชู ุงุฃู ุทู ุงู ู ุชุดุฑุฏ ุงู ุนุงุฆุงู ุชโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู ู ู ุตู โ ฌ โ ซุงู ู ุธุงู ุงู ุณู ุฑู ุนุงุตู ุชู ู ุฏู ุดู ู ุญู ุจโ ช ุ โ ฌู ู ุญู ู ู ู ุชู ุจุดุงุฑ ุดุนุจู โ ฌ โ ซู ุฎุงุฆู ู ู ู ู ุชู ุดุนุจู โ ช -โ ฌู ุง ุชุฒุงู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุดุชุนู ุฉโ ช ุ โ ฌุจุฑุบู ุงู ุญุตุงุฑโ ฌโ ซู ุงู ู ุงุฑ ู ุงู ู ุตู ู ุงู ุฑุตุงุตโ ช ุ โ ฌู ุงุฌุชู ุงุญ ุงู ู ุฏู ู ุงู ู ุฐุงุจุญ ุงู ุฌู ุงุนู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุง ู ุฒุงู โ ฌ โ ซุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ุฃู ุซุฑ ุชุตู ู ู ู ุง ุนู ู ู ู ู ุญุฑู ุชู โ ช ุ โ ฌุฃู ุซุฑ ุฌุฑุฃุฉ ู ู ุงู ู ู ู ู ู ู โ ฌ โ ซู ุฌู ุงู ุฏุจุงุจุฉ ู ุงู ู ุฏู ุนโ ช ุ โ ฌู ุง ู ุฒุงู ู ู ุงู ู ุชุณุน ู ุฃู ู ู ุจุฃู ู ุญู ุง ุนู ู ุชู ู โ ฌ โ ซุงุฃู ุฑุถ ุงู ู ุญุชุฑู ุฉ ู ู ุจู ู ุญู ุงุฉ ุญุฑุฉ ุฃู ุจู ุงุฆู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ุง ุชุฒุงู ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ุดุงุฑู ุฉโ ฌ โ ซู ู ุงู ุซู ุฑุฉ โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุฐุง ุงุฃู ุณุจู ุน ู ุงู ุช ู ู ุงู ุฏุนู ุฉ ุฅู ู ุงุฅู ุถุฑุงุจ ู ู ู ุงู ุณุจุช ุนู ุงู ุทุนุงู โ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซุชุนุงุทู ู ุง ู ุน ุฃุทู ุงู ุณู ุฑู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ุง ุตุฏุฑ ู ู ุฏู ู ุจุนู ู ุงู โ ช :โ ฌู ู ู ู ู ู ู ู ู ุณู ุฑู ู ู โ ฌ โ ซู ู ุงู ุฎุงุฑุฌ ุฏุนู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุชุญุฏุซ ุนู ุทุฑุงุฆู ุชู ู ู ุณู ุฑู ู ุงู ุฎุงุฑุฌโ ฌ โ ซู ู ุฏุนู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุซู ุงู ุฏุนู ุงู ู ุงู ู ู ุงุงู ุนุชุตุงู ุงุช ุฃู ุงู ุงู ุณู ุงุฑุงุชโ ฌ โ ซู ุงู ุชุฎุทู ุท ู ู ุฑุญู ุฉ ุฅุนุงุฏุฉ ุงู ุจู ุงุก ู ุบู ุฑู ุง โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุง ุฃุตุฏุฑุช ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ู ุดู ุฑุงุช ุงู ุฏุนู ุงู ู ู ุณู ู ู ุฐุง ุงุฃู ุณุจู ุน ุญู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุฎุงุทุฑ ุงู ู ู ุณู ุฉ ู ุนุฑุถ ุงู ู ุดุงู ุฏ ุงู ู ุคู ู ุฉ ุจุดู ู ู ุณุชู ุฑ ู ุบู ุฑ ู ุฏุฑู ุณ โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุงุตุฏุฑุช ุฃู ุถุง ู ู ุดู ุฑุงุช ุญู ู ุงู ุชุนู ู ู ุงู ู ู ุฒู ู ุงู ุจุฏู ู ู ุญู ุจุฏู ู ุนู ุฐู ุงุจโ ฌ โ ซุงุฃู ุทู ุงู ุฅู ู ุงู ู ุฏุฑุณุฉ ู ู ู ุชุงุจุนุฉ ุฏุฑู ุณู ู ู ู ุงู ุจู ุชโ ช ุ โ ฌู ุชุฌุฏู ู ู ุง ู ุฑู ู ุฉโ ฌ โ ซู ุน ู ุฐุง ุงู ุนุฏุฏโ ช .โ ฌุฃู ุถุง ุงุณุชู ุฑุช ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ู ุญู ู ุชู ุง ยซุดุนุจ ู ุงุญุฏ ู ุตู ุฑโ ฌ โ ซู ุงุญุฏยป ู ุฃุตุฏุฑุช ู ู ุดู ุฑู ุง ู ุชุญุฏุซ ุนู ุงู ู ู ุงุทู ุฉ ู ู ุดุฑุญ ู ุนู ุงู ุง ุจุงุฅู ุถุงู ุฉโ ฌ โ ซุฅู ู ุนู ู ู ู ู ู ู ู ุฒ ุจุนู ู ุงู ยซู ู ู ู ุฒู ุฃุจ ู ุฏุงยปโ ช .โ ฌู ู ุง ุดุงุฑู ุช ู ุฐุง ุงุฃู ุณุจู ุน ู ู โ ฌ โ ซุฏุนู ุญู ู ุฉ ยซู ู ู ู ู ู ยป ุงู ู ู ุฌู ุฉ ู ู ุณุงุนุฏุฉ ุงู ุงู ุฌุฆู ู ู ู ุชู ุธู ู ุฌู ู ุฏู ู โ ฌ โ ซู ุฏุนู ุงู ุซู ุฑุฉ ุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุฃุฎู ุฑู ุง ู ุงู ุช ู ู ุงู ุญู ู ุฉ ุบุฑุงู ู ุชู ยซู ู ู ู ุณู ุฒู ุงู ุกู ุงโ ฌ โ ซุงู ุดู ุฏุงุก ู ุงู ู ุนุชู ู ู ู ยป โ ช ุ โ ฌุญู ุซ ุดุงุฑู ุช ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ู ุน ุชู ุณู ู ู ุฉ ุฏุงุฑู ุง ู ุนุฏุฏโ ฌ โ ซู ู ุงู ู ุฌู ู ุนุงุช ุจุนู ู ุฌู ุงุนู ู ู ู ุฒ ู ู ุนุฏุฉ ู ู ุงุทู ู ู ู ุฏู ู ุฉ ุฏู ุดู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุน ุฃู ุงู ุงู ุญุฑู ุฉ ุดุงุฑู ู ุง ุงู ุซู ุฑุฉโ ฌ

โ ซุนู ุชุถุงู ู ู ู ู ุนู โ ช ุ โ ฌุญู ุซ ู ุงู ู ุง ุจุชู ุซู ู ุจุนุถ ุงู ู ุตุตโ ฌ โ ซุงู ู ุณุฑุญู ุฉ ู ู ุนู ุณู ุง ู ู ุนุงู ู ู ุง ู ุญุฏุซ ู ู ุณู ุฑู ุง ู ู ู ุชู ู ุชุดุฑู ุฏโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ุงู ู ู ู ู ู ุณู ู ุถู ู ู ู ุฑุฌุงู ุงุฃู ู ุตู ู ู ุฎุทุฑ ู ุฏุนู โ ฌ โ ซุงู ู ุถู ุฉ ุงู ู ู ุณุทู ู ู ุฉ ุฎุตุต ุงู ู ู ุธู ู ู ู ู ุฑุฉ ุฎุงุตุฉ ุฏุน ู ู ุง ู ู ุซู ุฑุฉโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ุฉ ู ุชุฃู ู ู ุฏุง ู ู ู ู ุนู ู ุชุถุงู ู ู ู ู ุน ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู โ ช ุ โ ฌู ู ู ุงโ ฌ โ ซุงู ุทู ู ุช ู ุงู ู ุฉ ุงู ุฎู ุฑ ุงุฅู ุบุงุซู ุฉ ู ู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ู ู ุงู ู ู ู ู ุฉ ุงู ุนุฑุจู ุฉโ ฌ โ ซุงู ุณุนู ุฏู ุฉ ุชุญุช ุงุณู ุงู ุญู ู ุฉ ุงู ู ุทู ู ุฉ ุงู ุณุนู ุฏู ุฉ ู ู ุตุฑุฉ ุงุฃู ุดู ุงุกโ ฌ โ ซู ู ุณู ุฑู ุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุงุฃู ุฑุฏู ุฃู ู ู ู ุถู ู ุฉ ุงู ุดู ุฎ ู ู ุฑ ุงู ุฏู ู ู ุฑุฉ ุนู ู ู ู ู โ ฌ โ ซุงุฃู ุฑุจุนุงุก โ ช 26โ ฌุฃู ู ู ู ู ู ู ุฉ ู ู ู ู ุชู ู ุงู ุจู ุช ุงู ุฏู ุดู ู ู ุจุฐ ู ู ู ุงโ ฌ โ ซุงู ู ู ุงุทู ู ุฉ ู ุฏุนุง ู ุงู ุฌุชู ุงุน ุชุญุช ุฑุงู ุฉ ู ุงุญุฏุฉโ ช ุ โ ฌุจู ู ู ุง ุธู ุฑ ุงู ุฏู ุชู ุฑโ ฌ โ ซู ุญู ุฏ ุฑุงุชุจ ุงู ู ุงุจู ุณู ุถู ู ุงู ุญู ู ุงู ุฎู ุฑู ุงู ุฐู ุฃู ุงู ุชู ุณู ุฑู ุงโ ฌ โ ซุงู ุฎู ุฑ ู ู ุงุฃู ุฑุฏู ู ู ุชุฎู ู ู ุนู ุงู ุงู ุฌุฆู ู ุงู ุณู ุฑู ู ู ู ุชุญุฏ ู ุซุง ุนู โ ฌ โ ซู ุฎุฑู ุจุงู ู ุณุงุก ู ู ุฃู ู ุงุช ู ุดุงุจุงุช ุงู ุงู ุชู ุนุงู ู ู ู ู ู ุฐู ุงุฃู ุฒู ุฉโ ฌ โ ซู ู ู ู ู ู ุง ุฅู ู ุงุฃู ุฌุฑ ุงู ู ุจู ุฑ ู ุงู ู ุซู ุจุฉ ุนู ุฏ ุงู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุชู ุฌู ุขุงู ู ู ู ุงู ู ุญุชุฌู ู ุฅู ู ุงู ุดู ุฑุงุน ุจุงู ู ุฑุจ ู ู ุงุฃู ู ู โ ฌ โ ซุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ู ู ุงุงู ุฑุจุนุงุก โ ช26โ ฌุฃู ู ู ู โ ช 2012โ ฌุถุฏ ุงู ู ุธุงู ุงุฅู ู ุฑุงู ู ู ุฑ ู ุฏุงโ ฌ โ ซุนู ู ู ุงู ู ุฃุญู ุฏู ู ุฌุงุฏ ุงุฃู ุฎู ุฑโ ช ุ โ ฌู ุฎุฑุฌ ู ู ู ุฐุง ุงุงู ุญุชุฌุงุฌ ุนู ุฏุฉโ ฌ โ ซู ุฏู ู ุฉ ู ู ู ู ู ุฑู ุงู ุณุงุจู ุฑู ุฏู ู ู ุฌู ู ู ุงู ู ู ุฑุฆู ุณ ู ุฌู ุณ ุงู ู ู ุงุจโ ฌ โ ซุงู ุณุงุจู ู ุจู ุช ุนู ู ุบุฑู ุชุดโ ช ุ โ ฌู ู ุง ู ู ุธู ู ุนุงุฑุถู ู ุฅู ุฑุงู ู ู ู โ ฌ โ ซู ุณู ุฑู ู ู ุญู ู ุฉ ุฑุงู ุตุฉ ุนู ู ู ู ุณู ู ุง ุงู ุฑุงุจ ุฎุงู ู ุฅู ู ุงุก ุงู ุฑุฆู ุณโ ฌ โ ซุงุฅู ู ุฑุงู ู ู ุฌุงุฏ ู ู ู ุชู ุฃู ุงู ุงู ุฌู ุนู ุฉ ุงู ุนุงู ุฉ ู ุฃู ู ู ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ุน ู ุจุฑโ ฌ โ ซุงู ู ุญุชุฌู ู ุนู ุบุถุจู ู ุญู ุงู ุงู ุฏุนู ุงุฅู ู ุฑุงู ู ู ู ู ุธุงู ุงู ุณู ุฑู โ ช .โ ฌู ู ู โ ฌ โ ซุงู ู ู ู ุงู ุชุงู ู ุฎุฑุฌุช ู ุธุงู ุฑุฉ ุชุถุงู ู ู ุฉ ู ุน ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู ุฃู ุงู โ ฌ โ ซู ู ุฑ ุงุฃู ู ู ุงู ู ุชุญุฏุฉ ู ู ู ู ู ู ู ุฑู ุฃุซู ุงุก ุงุฌุชู ุงุน ุงู ุฌู ุนู ุฉ ุงู ุนุงู ุฉโ ฌ โ ซู ุทุงู ุจู ู ุจุงู ุชุญุฑู ุงู ู ุนู ู ู ู ุตุฑุฉ ุงู ุดุนุจ ุงู ุณู ุฑู โ ช.โ ฌโ ฌ

โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู ๏นถโ ฌ โ ซ๏นผโ ฌ โ ซู ุงู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู ู ู ุงู ู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซุงู ู ุงุธู ุงู ู ุธุฑ ู ู ุงู ุนุงู ุง ู ู ุฐู ู ุญ ู ุฏุฏโ ฌ โ ซู ุน ู ุฏ ุงู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซุฃุดู ุงู ุงู ุนุงู ู ุงุช ู ุง ุจู ู ุงู ู ุฑุฏ ู ุงู ุฏู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุจ ู ู ู โ ฌ โ ซุตุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุดุฎู ุต ุงุฃู ุณุณ ุงู ู ุฑุงุฏโ ฌ โ ซุงู ุญู ู ู ุงู ุนุง ู ู ุฉ ู ุงู ุฎุง ู โ ฌ โ ซุชู ู ุฑู ุง ู ู ุณู ุงู ุนู ู ุงู ู ุฏู ู ุฉ ู ู ุณุงุฆู ุงู ุญุฑู ุงุชโ ฌ โ ซู ุงู ู ุงุฌุจุงุชโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุณู ุฑู ุง ุชู ุชู ุงู ู ู ุณุฃู ุฉ ุงู ุฏุณุชู ุฑ ู ู ู โ ฌ โ ซุธู ู ุดู ุกโ ฌ โ ซุงู ู ุฏู ู ุฉ ุงู ุญุฏู ุซุฉ ู ู ุฐ ู ู ุงู ุฉ ุงู ุนู ุฏ ุงู ุนุซู ุงู ู ู ุฑู ุฑู ุงโ ฌ โ ซุจู ุชุฑุฉ ุงู ุนู ุฏ ุงู ู ู ู ู ุงู ุนุฑุจู โ ช ุ โ ฌู ุงุงู ู ุชุฏุงุจ ุงู ู ุฑู ุณู โ ฌ โ ซู ู ุง ุชุงู ู ุง ู ู ุญู ู ู ุทู ู ู โ ช ุ โ ฌู ุงู ู ุงู ุจุงุช ุนุณู ุฑู ุฉโ ฌ โ ซุจุงุฅู ุถุงู ุฉ ุฅู ู ุฏู ู ุฉ ุงู ู ุญุฏุฉโ ช ุ โ ฌู ู ู ุซู ุงุงู ู ู ุตุงู โ ฌ โ ซู ุนู ุฏ ุญู ู ุงู ุจุนุซ ู โ ฌ โ ซู ุตู ุงู ุฅู ู ุนู ุฏ ุนุงุฆู ุฉ ุงุฃู ุณุฏโ ชุ โ ฌโ ฌ โ ซุงุฃู ุจ ู ู ู ุจุนุฏู ุงู ู ุฑู ุซ ุจุดุงุฑโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ู ุฏ ุณุนู ุงู ู ุงุตู ู ู ุฅู ู ุงู ุณู ุทุฉ ุจุฃู ู ุฉ ุทุฑู ู ุฉโ ฌ โ ซู ุงู ุชโ ช ุ โ ฌุดุฑุนู ุฉ ุฃู ู ุณุฑู ุฉโ ช ุ โ ฌุฅู ู ุชุถู ู ู ุงู ุฏุณุชู ุฑโ ฌ โ ซู ู ุงุฏ ุชู ุฑู ุณ ุงู ุญู ู ุงู ู ุฑุฏู ุฃู ุงู ู ุฆู ู โ ช ุ โ ฌู ุฅู ู ุงู ุฐู ู โ ฌ โ ซุจู ุตู ุต ู ุจู ู ุฉ ู ุชู ุชุฌู ู ุฑู ุง ู ุงุณุชุบุงู ู ู ุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซู ุบ ู ู ู ู ุงโ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซู ู ุชุฎู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ู ู ุดุงุฑู ุน ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ุชู ู ุฑู ุช ุนุจุฑโ ฌ โ ซุงู ุชุงุฑู ุฎ ุงู ุณู ุฑ ู ู ุงู ุญุฏู ุซ ู ู ู ู ุงุท ุฅู ุฌุงุจู ุฉโ ช ุ โ ฌู ู ุง ุชู โ ฌ โ ซุฅู ุญุงู ู ู ุงุฏ ุฃุฎุฑู ุจุดู ู ุฑุบุจู ู ู ู ู ู ุฅุฑุงุฏุฉ ุงู ู ุฆุฉโ ฌ โ ซุงู ุญุงู ู ุฉโ ช .โ ฌู ู ุงู ุช ู ู ู ุฐู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุฌุงู ุฏุฉ ู ู ุฒู โ ฌ โ ซุชุบู ู ุฑู ุง ุฃู ุชุนุฏู ู ู ุงโ ช ุ โ ฌุฅุฐ ู ุฑู ุณุช ุชุบ ู ู ู ุงู ุณู ุทุงุชโ ฌ โ ซุงู ุชู ู ู ุฐู ุฉ ุงู ุชู ู ู ู ู ุฒู ุงู ู ุง ุจู ุฏ ุงู ุฏู ุชุงุชู ุฑโ ช ุ โ ฌุจู ู ู ุงโ ฌ โ ซู ู ู ู ุดุช ุงู ุณู ุทุงุช ุงู ุชุดุฑู ุนู ุฉ ู ุงู ู ุถุงุฆู ุฉโ ช.โ ฌโ ฌ

โ ซู ู ุฏ ุฎุงู ู ุดุฑู ุน ุงู ุฏุณุชู ุฑ ุงู ุฐู ุทุฑุญ ู ู ู ุจู ุญุณู ู โ ฌ โ ซุงู ุฒุนู ู โ ช ุ โ ฌุตุงุญุจ ุงุงู ู ู ุงู ุจ ุงู ุนุณู ุฑู ุงุฃู ู ู ู ู โ ฌ โ ซุณู ุฑู ุงโ ช ุ โ ฌู ู ุฃู ุฅุดุงุฑุฉ ุฅู ู ุฏู ู ุฑุฆู ุณ ุงู ุฏู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฑู ู ุฒุชโ ฌ โ ซู ุนุธู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ู ุทุฑู ุญุฉ ุนู ู ุงุฃู ุฎุฐ ุจู ุธุงู โ ฌ โ ซุงู ุงู ู ุฑู ุฒู ุฉ ุงุงู ุฏุงุฑู ุฉโ ช ุ โ ฌุจู ู ู ุง ุชุถ ู ู ู ุช ู โ ฌ โ ซู ู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑโ ฌ โ ซุงู ุตุงุฏุฑุฉ ู ู ุฐ ุนู ุฏ ุณุงู ู ุงู ุญู ุงู ู ู ู ุง ุจุนุฏู ุชุญุฏู ู ุฏุงโ ฌ โ ซู ู ุทุงุจุน ุงู ุนุฑุจู ู ู ุฏู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุนู ู ุงุดุชุฑุงุท ู ู ู ุฑุฆู ุณโ ฌ โ ซุงู ุฏู ู ุฉ ู ุณู ู ู ุงโ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุจุนุฏ ุงุณุชู ุงู ุก ุญุฒุจ ุงู ุจุนุซ ุนู ู ุงู ุญู ู ุจุงุชุชโ ฌ โ ซุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ุตุงุฏุฑุฉ ู ู ุนู ุฏู ู ุท ู ู ุฉ ู ุชู ุฑู ุฑ ุณู ุงุณุงุชโ ฌ โ ซุงู ู ุธุงู โ ช ุ โ ฌู ุจุงุฃู ุฎุต ุจุนุฏ ุงุงู ู ู ุงู ุจ ุงู ุฐู ู ู ุฐู โ ฌ โ ซุงู ุฌู ุฑุงู ุญุงู ุธ ุฃุณุฏ ุนู ู ุฑู ุงู ู ู ู ุนุงู โ ชุ 1970โ ฌโ ฌ โ ซู ุชุฃุณู ุณู ยซุฌู ู ู ุฑู ุฉ ุขู ุงุฃู ุณุฏยปโ ช .โ ฌู ู ู ุชู ู ู ู ุงู โ ฌ โ ซุฃู ุฉ ุขู ู ุฉ ุฏู ู ู ุฑุงุทู ุฉ ู ู ู ุถุน ุงู ุฏุณุงุชู ุฑโ ช ุ โ ฌู ู ุงู ุขุฎุฑโ ฌ โ ซู ุฐู ุงู ุฏุณุงุชู ุฑ ุงู ุฐู ุงุณุชุตุฏุฑ ู ู ู ุทู ุน โ ช 2012โ ฌู ู โ ฌ โ ซู ุจู ุงู ู ุธุงู ู ู ู ุญุงู ู ุฉ ู ู ุชุนู ู ุฉ ู ู ุงู ู ุชู ุงู ุนู ู โ ฌ โ ซู ุทุงู ุจ ุงู ุซู ุงุฑ ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ุงู ู ุชู ุซู ุฉ ู ู ุฅุณู ุงุท ุงู ู ุธุงู โ ฌ โ ซุจู ู ุฑู ู ุฒู ู ู ุฑุชู ุฒุงุชู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู ุงู ู ู ู ุจู ุณู ุณ ุงู ุญุงุฌุฉ ุฅู ู ุฏุณุชู ุฑ ุนุตุฑู โ ฌ โ ซู ุงุฆู ุนู ู ุนู ุฏ ุงุฌุชู ุงุนู ุฌุฏู ุฏ ู ุฑุงุนู ู ุตุงู ุญ ุฌู ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุณู ุฑู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ู ุฒุน ู ุชู ู ุงุฃู ุฒู ุงุช ุงู ุชู ู ุฏ ุชู ุดุฃ ุนู โ ฌ โ ซุชุฑุงู ู ุงุช ู ุงุญุชู ุงู ุงุช ู ุงุชุฌุฉ ุนู ุงู ุณู ุงุณุงุช ุงู ู ุงุฑุซู ุฉโ ฌ โ ซุงู ุชู ุฌุฑู ุง ุงู ู ุธุงู ุนู ู ุณู ุฑู ุงโ ช ุ โ ฌู ุขุฎุฑู ุง ุฃุณุงู ู ุจโ ฌ โ ซุงู ู ุชู ู ุงู ู ุฌุงุฒุฑ ุงู ุฌู ุงุนู ุฉ ู ุงู ุดุญู ุงู ุทุงุฆู ู โ ช.โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุฏุณุชู ุฑ ุงู ุนุตุฑู ู ุงู ู ุฏู ู ู ุงู ู ุดุชู ู ุนู ู ุชุจู ุงู โ ฌ โ ซุญู ู ู ุฌู ู ุน ุงู ู ู ู ู ุงุชโ ช ุ โ ฌู ุฏู ุฑู ุง ู ู ุฑู ุฒู ุง ู ุณู ู โ ฌ โ ซู ู ุฃุฏุงุก ู ู ู ู ุงุทู ู ุฏู ุฑู ุงู ุญู ู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุฎู ู โ ฌ โ ซุฅุญุณุงุณุง ุนุงู ู ู ุง ุจุงู ู ุณุคู ู ู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฅู ุฒุง ู ู ุง ุฃุฎุงู ู ู ู ุง ุชุฌุงู โ ฌ โ ซู โ ฌ โ ซุงุฑุชุจุงุทุง ู ุซู ู ู ุง ุจู ุฏู ุณุฑู ุงู โ ฌ โ ซุงู ู ู ู ุงู ุนู ู ุง ุงู ู ุฑุชุจุทุฉ ู โ ฌ โ ซุงู ุฏุณุชู ุฑโ ช ุ โ ฌู ู ุฏู ุงุญุชุฑุงู ุงู ู ู ุงุทู ู ู โ ช.โ ฌโ ฌ



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.