جريدة عنب بلدي - العدد 29

Page 1

‫‪www.enab-baladi.com‬‬ ‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫ّ‬ ‫ً‬ ‫سوريا‪ :‬هل تتجه لتصبح لبنانا آخر؟!‬

‫‪3‬‬ ‫سﻴاسﻴة ‪ -‬ﺛﻘاﻓﻴة ‪ -‬ﺗوعوية ‪ -‬ﻣنوعة‬

‫العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫بعد أن أثبتت وجودها كنموذﺝ لسوريا ما بعد األسد‬

‫ّ‬ ‫النظام يرد بارتكاب أبشﻊ المجازر في داريا‬

‫أسرﺓ عنب بلدي ﺗتﻘدﻡ بالشﻜر ﺇلى الﻘاﺋﻤﻴﻦ على‬ ‫ﻣﺠلة أوﻛسﺠﻴﻦ )الﺰبداني( ﻹﻫداﺋﻬﻢ اﻹﺻدار ‪ 25‬ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺠلتﻬﻢ الراﺋعة ﺇلى ﺟريدﺓ عنب بلدي التي اﺿﻄرﺕ‬ ‫ﺇلى التوﻗﻒ عﻦ الﺼدور لعدديﻦ ﻣتتالﻴﻦ بسﺒب‬ ‫الﺤﻤلة العسﻜرية األﺧﻴرﺓ على ﻣدينة داريا‪.‬‬ ‫ﻛﻤا ﺗتﻘدﻡ أسرﺓ الﺠريدﺓ ﹰ‬ ‫أيﻀا بالشﻜر الﺠﺰيﻞ لﻜﻞ ﻣﻦ‬ ‫راسﻞ الﺠريدﺓ ﻓي ﻓترﺓ اﻻنﻘﻄاﻉ ﻣﻦ ﻗراﺀ وﻣتابعﻴﻦ‬ ‫وﺇعﻼﻣﻴﻴﻦ‪ ،‬ﻣع ﹼﺰيﻦ وﻣواسﻴﻦ وداعﻤﻴﻦ لﻔريﻖ الﺠريدﺓ‬ ‫ﺧﻼل الﻤﺤنة التي ﻣرﺕ بﻬا ﻣدينتنا الﻐالﻴة‪.‬‬

‫ما بعد المجزرة‬ ‫يوم يصبح الثوار أكثر قوة وسيطرة‬ ‫يو ًما بعد ٍ‬ ‫على األرض‪ ،‬فيما النظام يزداد ضعفًا وتفككًا‪،‬‬ ‫وتزداد فيه االنشقاقات وترتفع خسائره البشرية‬ ‫والمعنوية‪ ،‬في حين أن اقتصاده يسابقه في‬ ‫السقوط‪ .‬وقد بدأ النظام يستشعر خطورة المرحلة‬ ‫التي وصل إليها و َحر َجها عليه وعلى موقفه‬ ‫وعلى مواقف «أصدقائه» الذين ُيدرِك أنهم لن‬ ‫يستمروا معه إلى ما النهاية‪ ،‬السيما بعد أن دعا‬ ‫«الدب» الروسي رعاياه لمغادرة األراضي السورية‬ ‫فرصة‪ ،‬في حين بدأ «أعداؤه» بالحديث‬ ‫بأقرب ٍ‬ ‫جهارًا عن تسليح الثوار وتزويدهم بأسلحة غير‬ ‫تقليدية‪ ،‬بعد أن أدركوا أن الكفة تميل لصالح‬ ‫الثورة وأن نصرها بات قري ًبا ج ًدا‪.‬‬ ‫لقد أدرك النظام أنه في مراحله األخيرة‪ ،‬فإذا‬ ‫به يدافع عن وجوده وبقائه المأمول بكل‬ ‫شراسة ووحشية‪ ،‬ليواجه شع ًبا انتفض مطال ًبا‬ ‫بالحرية والكرامة‪ ،‬وجيشً ا حرًا حمل السالح‬ ‫ليدافع عن أبناء شعبه أمام عدوان جيش األسد‬ ‫الذي يقصف المدن واألحياء بكافة األسلحة‬ ‫الثقيلة وسالح الطيران ويرتكب المجزرة تلو‬ ‫ذنب‪،‬‬ ‫المجزرة‪ ،‬ويعدم األبرياء ميدان ًيا دونما ٍ‬ ‫لتروي دماؤهم الطاهرة أرض الوطن المباركة‬ ‫وتمتزج أشالؤهم بترابه الطاهر فيزهر مستقبله‬ ‫بالحرية والكرامة‪.‬‬ ‫وداريا التي كانت على الدوام شعلة للثورة‪،‬‬ ‫كان لها نصيبها الكبير من وحشية األسد التي‬ ‫تجاوزت كل حدود اإلرهاب والقمع والدموية‬ ‫على مر التاريخ‪ .‬داريا التي قدم أبناؤها الماء‬ ‫والورود لألسد وجيشه فأبى وجنوده إال أن‬ ‫يشربوا من دمائهم ويجعلوا منها شعلة‬ ‫للشهداء تشهد على تضحيات المدينة‬ ‫وأبنائها وتشهد على تخاذل العالم وتواطئه‬ ‫مع الظلم والطغيان‪.‬‬ ‫إن دماء الشهداء وتضحياتهم تُحتّم علينا نحن‬ ‫أبناء داريا أن نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا‬ ‫وأن نتناسى خالفاتنا الشخصية ومصالحنا‬ ‫الضيقة وأن نتوحد في سبيل هدفنا المشترك‬ ‫الذي ينبغي أال نحيد عنه‪ ،‬وأال ننسى أن من‬ ‫قتل أبناءنا وإخواننا وأهلينا وهزأ بهم وتاجر‬ ‫بدمائهم هو بشار األسد ومقاتلوه وإعالميوه‪،‬‬ ‫وأن معركتنا ضدهم وليست فيما بيننا‪.‬‬ ‫الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والنصر‬ ‫لثورتنا‪...‬‬


‫‪2‬‬

‫عنب بلدي‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫النظام يرتكن للمجازر لوقف المد الثوري‬ ‫بعد أن تغلغلت الثورة في الجسد السوري وامتدت في كافة‬ ‫أرجائه‪ ،‬وبعد أن استنزف النظام األسدي طاقاته ومقدراته‬ ‫في قمع االمتداد الثوري لدرجة وصل فيها إلى شفير االنهيار‪،‬‬ ‫لوال الدعامات اإليرانية والروسية االقتصادية والعسكرية‪-‬‬‫وصل النفوذ الثوري إلى درجة تحرير مدن واالستيالء على‬ ‫ثكنات عسكرية وتحقيق انتصارات كبيرة من درعا جنوبًا‬ ‫إلى حلب شمالاً ‪ ،‬وبعد أن بدأت بعض المدن السورية ترتدي‬ ‫حلة جديدة بطابع ثوري مدني متحضر يبرز الوجه األجمل‬ ‫للثورة ونجاحها ويمهد لوالدة سوريا جديدة ما بعد األسد‪،‬‬ ‫وجد النظام نفسه أمام خيارين ال ثالث لهما‪ ،‬إما االستسالم‬ ‫لهذا النصر الذي يمتد يو ًما بعد يوم أو اتباع سياسة نيرون‬ ‫في حرق «روما» وبالطبع اختار الخيار الثاني فبدأ بارتكاب‬ ‫أفظع المجازر وتقطيع أوصال البالد لوقف زحف الثوار الذي‬ ‫بات على مقربة كبيرة ج ًدا من قصره الرئاسي‪.‬‬ ‫وألن الثوار يحكمون السيطرة على األرض في المناطق التي‬ ‫يسيطرون عليها فكريًا وعسكريًا‪ ،‬لم يجد األسد أمامه سوى‬ ‫الجو ساحةً لدك المدن السورية الثائرة‪ ،‬وتقدم بخط ًى خجولة‬ ‫عندما ارتكن إلى الطيران المروحي فقصف داريا والمعضمية‬ ‫والزبداني ودوما‪ ،‬أو باختصار‪ ،‬معظم مدن الريف الدمشقي‬ ‫طيلة شهر رمضان وكذلك درعا وحمص وإدلب وحماة‬ ‫والالذقية‪ ،‬كان خجلاً في البدء ربما خشية من ردة الفعل‬

‫الدولية التي ستشكل له بعض المتاعب‪ ،‬لكن وفي ظل‬ ‫انعدام ردود الفعل الدولية‪ ،‬ومع استمرار الثوار بالمضي في‬ ‫حراكهم الثوري قرر األسد استخدام الطيران الحربي في إدلب‬ ‫ودرعا ودير الزور مستخد ًما طائرات الميغ والسوخوي لدك‬ ‫المدنيين خالل معاركه مع الجيش الحر‪ ،‬ولم يأبه لسقوط‬ ‫مباني بأكملها فوق رؤوس المدنيين كما لم يأبه لتدمير‬ ‫تاريخ مدن عريقة يعود آلالف السنين‪ ،‬جل همه التخلص من‬ ‫السرطان الثوري قبل أن يصل إلى قصره «الجمهوري» حتى‬ ‫لو اضطر الستخدام قنابل عنقودية محرمة دول ًيا‪.‬‬ ‫ومع تمكن الثوار من إسقاط الطائرات المروحية وحتى‬ ‫الحربية‪ ،‬قرر األسد اتباع مخطط المجازر فهي السالح‬ ‫األنجح للتخلص من عدد كبير من السوريين بوقت قصير‬ ‫ج ًدا وبسالح بسيط ج ًدا‪ ...‬بضع رصاصات مع القليل من‬ ‫المدافع والصواريخ والكثير الكثير من السكاكين‪ ،‬فبدأ بالريف‬ ‫الدمشقي‪ ،‬فما إن انتهى من مجزرة المعضمية التي راح‬ ‫ضحيتها حوالي ‪ 200‬شخص على أقل تقدير حتى دخل‬ ‫داريا وارتكب فيها أفظع المجازر منذ اندالع الثورة السورية‬ ‫بحجة البحث عن «الحجيج» اإليرانيين في داريا‪ ،‬فبعد أن‬ ‫قام النظام بحرق حوالي عشرين حافلة تعود ملكيتها لشركة‬ ‫تملكها إحدى العائالت الدارانية بحجة أنها من نقلت «الوفد‬ ‫المشؤوم» اقتحم المدينة وعاث فيها فسا ًدا والحصيلة‪ ،‬ما‬

‫يزيد عن ألف شهيد ومئات الجرحى والمفقودين‪ ،‬وانطلق‬ ‫من داريا إلى الغوطة الشرقية وارتكب مجازر يومية في‬ ‫زملكا ودير العصافير وحرستا وببيال ويلدا‪ ،‬وكانت كل مجزرة‬ ‫بمثابة تهديد ووعيد لبقية المدن الثائرة كي ال يجرؤ أي أحد‬ ‫على حذو حذوها أو مجرد التفكير في ذلك‪.‬‬ ‫أما ردود الفعل الدولية فجاءت أقبح من جرائم األسد‪ ،‬ما‬ ‫يستمر في تصدير مشاكله وجرائمه إلى دول الجوار كي يجبر‬ ‫العالم على السكوت عن جرائمه ويلهي دول الجوار في حل‬ ‫مشاكل شعوبها التي يختلقها األسد كما فعل في لبنان‪.‬‬ ‫لكن األهم في ذلك‪ ،‬اإلشارات التي تحملها تصرفات األسد‬ ‫والقرائن التي ترتبط بها‪ ،‬فما ارتكانه لسالح الجو إال لضعف‬ ‫قواته العسكرية‪ ،‬فمسلسل االنشقاقات قصم ظهر جيشه‬ ‫«الباسل» والخسائر التي يتكبدها خالل المعارك البرية مع الثوار‬ ‫أجبرته على اتباع سياسة القصف الجوي‪ ،‬الحل األمثل لمشكلة‬ ‫نقص العدد والعتاد ولو كلفه ذلك محو سوريا عن الخارطة‪.‬‬

‫داريا؛ مجزرة سوريا الكبرى‬

‫اليؤمنوا حتى يذوقوا العذاب األليم‬ ‫سوءا ُيجز‬ ‫((ليس بأمان ّيكم وال أمان ّي أهل الكتاب‪ ،‬من يعمل ً‬ ‫به واليجد له من دون الله ول ًيا وال نصيرًا))‪.‬‬ ‫عشرات األمثلة‪ ،‬كلها واضحةٌ وضوح الشمس‪ ،‬مرّت من أمام‬ ‫كيسنا‪ ،‬ظانيين‬ ‫أعيننا ولم نتعظ بها‪ ،‬وأبَينَا إ ّال أن نتعلم من ِ‬ ‫أن عذاب الله سيبقى حوالينا ال علينا‪ .‬ولكن سنة الله ال‬ ‫تحابي أح ًدا من خلقه‪ ،‬وهذا ما كان‪ ،‬وكانت (غلطة الشاطر‬ ‫بألف غلطة)‪ .‬نعم مجزرة داريا كانت (غلطة الشاطر)‪ .‬فهذه‬ ‫المدينة كانت حريصة طوال شهور الثورة على العمل النوعي‬ ‫أساسا على استراتيجية أساسها تجريد‬ ‫والمميز‪ ،‬والمبني ً‬ ‫النظام الطاغي من كل أسباب طغيانه وبطشه‪ .‬كانت داريا‬ ‫بشبابها حريصة على التعلم من أخطاء اآلخرين وتالفي‬ ‫نتائجها‪ .‬نجحت في كثير من األحيان وفشلت أحيانًا أخرى‪،‬‬ ‫ولم ترتكب خط ًأ جسي ًما‪ ،‬باستثناء الخطأ األخير‪ ،‬الذي تم فيه‬ ‫ضرب مطار المزة ومساكن السومرية ببضع قذائف هاون من‬ ‫ضا قرار مواجهة‬ ‫قبل إحدى الكتائب العاملة في المدينة‪ ،‬وأي ً‬ ‫جيش النظام الذي تسبقه دو ًما صواريخ مسلطة من الجبال‬ ‫وطائرات تقصف من السماء‪ .‬وجد النظام من خاللها الحجة‬ ‫(األكثر من رائعة) ليدخل المدينة ويفعل فعلته الدنيئة‪،‬‬ ‫ولتكن مجزرة داريا هي المجزرة السورية الكبرى‪.‬‬ ‫َتنَازُع الناس‪ ،‬سياسيين ومسلحين‪ ،‬على السلطة‪ ،‬كان أهم‬ ‫أسباب مصائبنا‪ .‬فالكل يحاول فعل شيء يثبت فيه‬ ‫تواجده في الشارع‪ ،‬ولو كان ذلك سيكلف الثورة ماال يمكن‬ ‫تح ّمله‪ .‬تنازعنا فاختلفنا ففشلنا‪ ،‬فجعل الله عقوبتنا أكبر‬ ‫مما كان يتصور أي مراقب داخلي أو خارجي‪ .‬أكثر من ‪600‬‬ ‫شهيد ومئات الجرحى وعشرات المفقودين‪ ،‬ماعدا األضرار‬

‫المادية الكبيرة‪ ،‬كانت ثمنًا ً‬ ‫عجاف‬ ‫أيام ٍ‬ ‫باهظا دفعناه خالل ٍ‬ ‫لم يمر مثلها في تاريخ المدينة‪.‬‬ ‫لم يكن تناز ُ​ُعنا على السلطة هو سبب عقابنا الوحيد‪ ،‬ولكن‬ ‫تنازُلنا عن مبادئ ثورتنا كان عاملاً مه ًما في فشلنا‪.‬‬ ‫أيّهما يغيظ النظام أكثر‪ ،‬أن نبقى نقول ثورة لكل السوريين‬ ‫أم أ ّن الدم السني واحد؟ في األول نعمل على تهديم ركائز‬ ‫النظام وإن كانت النتائج ليست كما نحب ونتمنى إلى اآلن‪.‬‬ ‫وفي الثاني نُهدي النظام ومناصريه سب ًبا لقمعنا وقتلنا‪،‬‬ ‫ونثبت أ ّن ثورتنا طائف ّية‪ ،‬كما أننا نغلق الباب أمام من أراد‬ ‫اللحاق بها‪.‬‬ ‫أيّهما يد ّمر النظام أكثر‪ ،‬ثورة تنادي بدولة ديمقراطية تعددية‬ ‫مبنية على أساس المواطنة‪ ،‬أم دولة الخالفة اإلسالمية كما‬ ‫بدأ البعض يس ّوق ويمرّر اتفاقيات من تحت الطاولة‪ .‬وكل‬ ‫ذلك وراؤه ما وراؤه من المال والسالح السياسي‪ .‬في األولى‬ ‫نضمن أن يبقى القرار في المستقبل ملك السوريين وحدهم‪.‬‬ ‫وفي الثاني نفتح الباب لكل األقليات وحتى جزء كبير من‬ ‫التجار والصناعيين المحسوبين على األكثرية‪ ،‬ليلوذوا بالقوى‬ ‫الخارجية لتحميهم وتضمن حقوقهم كاملة‪ .‬كما نفتح الباب‬ ‫لسيناريوهات تقسيم جغرافية حسب مناطق تواجد تلك‬ ‫التشكيالت السكانية‪ .‬فكل شخص وكل طرف وكل طائفة‬ ‫تفهم هذه الدولة (المعلنة في السر) حسب الثقافة التي‬ ‫تربّت عليها‪.‬‬ ‫ظننا أن االنقالب على مبادئ ثورتنا‪ ،‬مع أنها متوافقة تما ًما‬ ‫مع أركان ديننا الحنيف‪ ،‬ظننا أن ذلك سوف َي ُمر مرور الكرام‪،‬‬ ‫وأن تسارعنا في اقتسام السلطة شيء يبرره الهدف النبيل‪.‬‬ ‫طب ًعا لن ننسى كمية الحقد التي اختزنها النظام ضد هذه‬

‫المدينة‪ ،‬بسبب ثورتها المم ّيزة واإلحراج الكبير الذي شكله‬ ‫عزاء غياث مطر نتيجة زيارة أكثر من ستة سفراء دول كبرى‬ ‫لخيمة عزائه‪ ،‬وما شهدته المدينة من استمرار للثورة على‬ ‫مدى الشهور كلها‪ ،‬وأخيرًا نجاح كتيبة سعد (التابعة لكتائب‬ ‫الصحابة والعاملة في داريا) بمساعدة رئيس الوزراء المنشق‬ ‫رياض حجاب في الهرب خارج البالد‪ .‬ولكن ما نريد قوله أ ّن‬ ‫مجزرة داريا المر ّوعة كانت عقوبة للشعب السوري الذي ال تزال‬ ‫تصاحبه مشاكله وأخطاؤه وأمراضه الصغيرة والكبيرة أثناء‬ ‫قيامه بثورته‪ ،‬ولم يستطع حتى اآلن أن يتخلص منها‪ .‬وهي‬ ‫عذاب أليم سلطه الله علينا‪ ،‬عسى أن نراجع أنفسنا ومبادئنا‬ ‫ٌ‬ ‫ونتعالى عن مصالحنا الشخصية وطموحاتنا اله ّدامة‪.‬‬ ‫يقول المثل المعروف‪ :‬الضربة التي ال تقصم ظهرك‬ ‫تق ّويه‪ .‬ومجزرة داريا لم تقصم ظهورنا‪ ،‬ولكنها أوجعتنا في‬ ‫الصميم‪ ،‬وسوف نحتاج للوقت الكافي حتى نلملم جراحنا‪،‬‬ ‫فتراب مدينتنا ك ّله اليوم مخضب بالدماء‪ .‬وقد مرت علينا‬ ‫أيام سيخلدها التاريخ في ذاكرتنا دو ًما‪.‬‬ ‫ٌ‬


‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫ً‬ ‫سوريا‪ :‬هل تتجه لتصبح لبنانا آخر؟‬ ‫لبنان‪ ،‬الدولة ذات التنوع السكاني والطائفي الكبير‪ ،‬عاشت‬ ‫في الربع األخير من القرن الماضي حربًا أهليةً طاحنة استمرت‬ ‫لسنين طويلة‪ ،‬راح ضحيتها عشرات آالف القتلى ومئات آالف‬ ‫الجرحى‪ ،‬و خ ّلفت بنية تحتية مهدمة بالكامل‪ ،‬واقتصا ًدا‬ ‫مدمرًا‪ .‬ونتج عنها نسي ٌج اجتماعي لبناني والؤه األول للطائفة‬ ‫ال للدولة‪ .‬ففي كل حالة غليان أو توتر داخلي‪ ،‬يصبح المواطن‬ ‫شيع ًيا أو مارون ًيا أو سن ًيا أكثرَ منه لبنان ًيا‪ .‬ولو كانت مصلحة‬ ‫كدولة أهم من مصلحة الطائفة أو مصلحة تيار معين‬ ‫لبنان‬ ‫ٍ‬ ‫عند اللبنانيين‪ ،‬لكانت هذه األطراف قد تغلبت على نقاط‬ ‫أساسا بتبعيتها للخارج وانعدام الثقة‬ ‫ضعفها‪ ،‬والمتمثلة ً‬ ‫فيمابينها‪ ،‬والذي أدى إلى ّ‬ ‫شل دور الدولة سياس ًيا وإقليم ًيا‪،‬‬ ‫وجعلها تنأى بنفسها عن الدخول في أهم الملفات والقضايا‬ ‫التي تؤثر على مستقبلها القريب والبعيد‪.‬‬ ‫الديمقراطية في لبنان هي ديمقراطيةٌ نسبية‪ ،‬تعتمد‬ ‫المحاصصة وتوزيع مراكز السلطة في الدولة على األطراف‬ ‫جميعها‪ .‬فرئاسة الحكومة للسنة‪ ،‬والمجلس النيابي للشيعة‪،‬‬ ‫ورئاسة الدولة للمسحيين الموارنة‪ ،‬وللدروز حصتهم في‬ ‫الحكومة‪ .‬هذه الديمقراطية حققت نو ًعا من توازن القوى في‬ ‫لبنان‪ ،‬ولكن جعلته دائ ًما مسر ًحا للتوتر والتجاذب السياسي‬ ‫الذي يعرقل النهوض الواضح نحو المستقبل‪ .‬والسبب األساسي‬ ‫في ذلك أن كل كتلة أو طائفة قد وجدت داع ًما إقليم ًيا لها‪،‬‬ ‫مستقل وتاب ًعا إلمالءات‬ ‫مما أدى إلى جعل القرار اللبناني غير‬ ‫ٍ‬ ‫القوى العظمى‪ .‬فشيعة حزب الله تدعمهم إيران‪ ،‬والسنة‬ ‫ممثلين في تيار الحريري تدعمهم السعودية‪ ،‬وفرنسا تدعم‬ ‫الموارنة الكاثوليك‪ ،‬والدروز تدعمهم بريطانيا ‪..‬إلخ ‪ .‬ولكن رغم‬ ‫كل تلك العيوب المالحظة‪ ،‬فإن الشكل الديمقراطي اللبناني‬ ‫كان أفضل األشكال العربية المتاحة في السابق‪.‬‬ ‫هذا الوضع السياسي التابع حقيقة لتوازنات القوى الخارجية‪،‬‬ ‫يجعل لبنان غير قادر على فرض نفسه كدولة ذات سيادة‪،‬‬ ‫لها أمن وطني وقومي يؤخذ بالحسبان على الصعيد الدولي‪،‬‬ ‫بل يجعله مرت ًعا لكل قوة طامحة في خوض معاركها خارج‬ ‫أرضها‪.‬‬ ‫سوريا بشعبها قبل الثورة وعبر التاريخ‪ ،‬كانت مضرب المثل‬ ‫في تعايشها االجتماعي‪ ،‬وانصهار شعبها في جغرافيته‬ ‫وتاريخه‪ .‬ولكن وبسبب القمع الوحشي للناس المطالبين‬ ‫بالحرية‪ ،‬يتجه هذا النسيج البشري المتعايش اجتماع ًيا منذ‬

‫مئات السنين نحو التفكك والخصومة‪ ،‬ويزداد تفكير كل مك ّون‪،‬‬ ‫على ِحدة‪ ،‬بالحاضنة الدينية والقومية التي تحقق له مستقبلاً‬ ‫أفضل وأضمن من المستقبل الذي تحققه له دولة مصبوغة‬ ‫بلون األكثرية‪.‬‬ ‫إن التدمير الذي طال معظم المدن والمحافظات السورية‬ ‫يشبه في نتيجته ماتحقق خالل الحرب األهلية اللبنانية‪،‬‬ ‫وسوف تحقق الدول العظمى ماتريده من التبعية السياسية‬ ‫في قرار الدولة السورية في المستقبل‪ .‬وكذلك فإن تدمير‬ ‫النسيج االجتماعي المستمر خالل األشهر الماضية‪ ،‬سيجعل من‬ ‫التعايش السلمي مستحيلاً ‪ .‬ولن يقبل السوريون المذبوحون أن‬ ‫يكون من ذبحهم‪ ،‬أو من حمى وسكت عن قتلهم‪ ،‬لن يرضوا به‬ ‫مواطنًا له كامل الحقوق الدستورية‪ .‬لذلك البد أن تلجأ الطائفة‬ ‫العلوية كشريك واضح أو ساكت عن القتل‪ ،‬لطلب الحماية‬ ‫الخارجية‪ ،‬وبالتالي وجود قسري في بنى ومؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫وحصص واضحة في قوى ومراكز القرار‪ .‬أما بالنسبة لألكراد‬ ‫فكل يوم يزيد في عمر الثورة‪ ،‬يزيد معه احتمال إقامة إقليم أو‬ ‫حكم فيدرالي خاص‪ ،‬أو االلتحاق بكردستان العراق‪.‬‬ ‫ضا أن اإلمعان في القتل وقمع الثورة يؤدي فيها‬ ‫وال ننسى أي ً‬ ‫إلى التطرف ودخول تيارات لم تكن موجودة أصلاً في بنيتها‪،‬‬ ‫كالقاعدة والسلفية الجهادية المتطرفة‪ ،‬وهو مايجري حال ًيا‪،‬‬ ‫وبالتالي إعالن الدولة أو الخالفة اإلسالمية‪ ،‬ورفع رايات القاعدة‬ ‫من قبل تلك الكتائب المقاتلة‪ .‬وهذا سيجعل من األقليات‬ ‫األخرى الدرزية والمسيحية وغيرها تبحث عن مالذات آمنة‬ ‫خارجية تدعمها وتفرض لها موق ًعا مناس ًبا في الدولة‪.‬‬ ‫هذا المشهد الجديد المتطور كل يوم‪ ،‬يناسب تما ًما القوى‬ ‫العظمى الساعية لحماية أمن إسرائيل‪ .‬ويجعل من سوريا دولة‬ ‫تابعة بامتياز وغير قادرة على الـتأثير اإلقليمي‪ ،‬بل منشغلة‬ ‫بمشاكلها وتوازناتها الداخلية‪.‬‬ ‫خطورة هذا المآل‪ ،‬تجعل من واجبنا التذكير بمبادئ الحل‬ ‫والخروج من هذا المستنقع‪ .‬فسوريا دولة مواطنة مدنية‬ ‫ديمقراطية تعددية سوف تنقذنا من كل هذه المخاطر‪ ،‬وإن‬ ‫كانت فترة إعادة البناء ستطول‪ .‬ولكن أي كالم آخر عن (دولة‬ ‫دينية أو انتقام من طائفة أو حقوق غير كاملة لكل المواطينن‬ ‫مهما كانت أديانهم أو قومياتهم‪ ،‬أو حقوق إنسان التماشي‬ ‫المعايير الدولية) كل هذا لن يكون في مصلحة شعبنا أب ًدا‪.‬‬ ‫وسوف يؤدي بسوريا لتصبح لبنانًا آخر على أقل تقدير‪.‬‬

‫عنب بلدي‬

‫‪3‬‬

‫سوريا أكبر‬ ‫من المخضرم اإلبراهيمي‬

‫سماح هدايا‬ ‫مازال األخضر اإلبراهيمي يتصرّف بعي ًدا عن مشهد‬ ‫الدم الحقيقي الدائر في مدن وأرياف سوريا‪ .‬األخضر‬ ‫اإلبراهيمي مهندس اتفاق الطائف الطائفي‪،‬‬ ‫ومهندس المحاصصة الطائفية في العراق‪ ،‬والتي‬ ‫اعترف سابقًا بخطئه فيها‪ ،‬أبدى كثيرًا من التحايل‬ ‫عندما صرّح مستغربًا بأنه ال يعلم ماذا يجري اآلن‬ ‫في سوريا‪ .‬فهل يعتقد‪ ،‬حقًا‪ ،‬أ ّن خبرته في الفعل‬ ‫الطائفي سيكون لها مكان في سوريا؟‬ ‫إ ّن الخضرمة متجذرة في عراقة خبرته في العمل مع‬ ‫األمم المتحدة لحل النزاعات في الوطن العربي على‬ ‫مبدأ التقسيم الطائفي؛ فيا ترى ماهو اآلن مخططه‬ ‫الطائفي لسوريا ؟؟؟‬ ‫التّخطيط الطائفي والمحاصصة الطائف ّية لم‬ ‫يخلقا دولة في العراق‪ ،‬بل خلقا دويالت متقاتلة‪.‬‬ ‫ولم يخلقا دولة في لبنان وخلقا جماعات وطوائف‬ ‫متقاتلة؛ فهل سيبدع هذا المخضرم تقسي ًما طائف ًّيا‬ ‫جدي ًدا في سوريا؟؟‬ ‫األخضر اإلبراهيمي مازال يؤكّد في كل مقابالته‬ ‫أنه اليعلم‪ ،‬فعالً‪ ،‬ما يجري في سوريا اآلن؛ فهو ال‬ ‫يستطيع قراءة لغة التاريخ الحالي‪ .‬فكل ماحدث‬ ‫في السابق‪ ،‬وأسهم األخضر به‪ ،‬أصبح مرحلة‬ ‫ماضية خلف الثورة العرب ّية‪ .‬والمكاسب الشكلية‬ ‫التي حققها كانت من تجليات المرحلة التاريخية‬ ‫القديمة (التردي التاريخي العربي واالنصياع للذل)‪.‬‬ ‫وال فائدة في اجترار تجارب هذا الماضي‪ ،‬وأدواته‬ ‫ورموزه‪ ،‬وال نصر يمكن إنجازه؛ أل ّن تاريخنا‪ ،‬قد تغ ّير‬ ‫تقويمه اآلن‪ ،‬وقد بدأ التقويم الجديد بالسابع عشر‬ ‫من كانون األ ّول ‪.. .2010‬‬ ‫ولسخرية القدر‪ ،‬فحتى العباقرة يسقطون‪ .‬فأنشتاين‬ ‫بعبقريته الفذّة‪ ،‬قد قتل أهم إنجازته في أكبر خطأ‪،‬‬ ‫كان ارتكبه في نهاية حياته األكاديمية‪ ،‬واعترف‬ ‫به؛ فكيف ال يسقط المخضرم في خضم الدماء‬ ‫العظيمة في ثورة سوريا‪ ،‬ويكون الخطأ الذي ينهي‬ ‫مهنته؟‬ ‫ثورة سوريا حت ًما هي التي ستنهي المشروع‬ ‫الطائفي في العراق ولبنان وستحرق مشروع األخضر‬ ‫اإلبراهيمي‪ .‬إ ّن ربيع سوريا سيكون نارًا على األخضر‬ ‫اإلبراهيمي وعلى مشروعه‪ ،‬وستحرق الثورة السورية‬ ‫بثقلها المعنوي والتاريخي والبشري والجغرافي‬ ‫مخططه ومخطط كل من يعبث خارج إطار أهداف‬ ‫الثورة ومبادئها‪ .‬هذا هو قدر سوريا عبر التاريخ‬ ‫أن تحرق على أرضها بدمها كل المتآمرين‪ ،‬مهما‬ ‫طال بغيهم واشتدت صولتهم؛ فقد حان الوقت‬ ‫التاريخي لتفرض سوريا كلمتها وتاريخها على‬ ‫المحيط‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫عنب د‪1‬راني‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫داريا‪ ...‬مجازر حصدت المﺌات بين شهيد وجريح ومفقود خﻼل أيام‪...‬‬

‫ً‬ ‫اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻮرود‪...‬‬ ‫ﺑﺪاﻳﺔ‬ ‫ﻣﻨﺬ‬ ‫اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ‬ ‫واﻟﺘﻲ‬ ‫ﺳﻠﻤﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺛﻮرﺗﻬﺎ‬ ‫ﺗﻜﻮن‬ ‫أن‬ ‫إﻻ‬ ‫ّدارﻳﺎ‪ ..‬اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺴﺎﻟﻤﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ أﺑﺖ‬ ‫ّ‬ ‫رد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﺠﺎزر ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻋﻨﻒ ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼﻗﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺧﻠﻔﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ ٧٠٠‬ﺷﻬﻴﺪ‬ ‫و‪ ١٠٠٠‬ﺟﺮﻳﺢ و‪ ١٠٠‬ﻣﻌﺘﻘﻞ وﺣﻮاﻟﻲ ‪١٠٠‬ﻣﻔﻘﻮد‪ ،‬واﻷﻋﺪاد ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎدة ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺼﺎر أﻣﻨﻲ ﺧﺎﻧﻖ‪..‬‬ ‫انسحبت قوات الجيش واألمن خالل األشهر الماضية بشكل‬ ‫كامل من مدينة داريا على أثر العمليات النوعية التي نفذها‬ ‫الجيش الحر باستهدافه للمواكب األمنية التي كانت تسيطر‬ ‫ضا عن ذلك‬ ‫على شوارع المدينة‪ ،‬وتمركزت القوات عو ً‬ ‫على المداخل الرئيسية للمدينة واتبعت سياسة القصف‬ ‫من الخارج بقذائف الهاون والمدفعية ً‬ ‫بدال من المواجهة‬ ‫المباشرة مع عناصر الجيش الحر‪.‬‬ ‫لكن األسابيع األخيرة –التي سبقت المجزرة الكبرى‪ -‬شهدت‬ ‫ضا ً‬ ‫ملحوظا بعدد‬ ‫تهدئة مريبة من قبل قوات النظام وانخفا ً‬ ‫قذائف الهاون التي كانت تسقط بشكل يومي على وسط‬ ‫وأطراف المدينة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تجمع كتائب الجيش‬ ‫الحر التابعة لداريا والمناطق المحيطة بها داخل مدينة داريا‬ ‫وسيطرتها الكاملة على شوارعها وأحيائها وبدء تنظيمها‬ ‫للحالة األمنية فيها في ظل غياب قوى األمن الداخلي بشكل‬ ‫كلي كإحداث جهاز للشرطة تابع للجيش الحر لضمان أمن‬ ‫المدينة‪ ،‬كما شهدت المدينة عودة الثوار إلى نشاطاتهم‬ ‫السلمية المتمثلة في المظاهرات اليومية وحمالت التنظيف‬ ‫وإعادة اإلعمار وتنظيم مجالس العزاء وغيرها‪ .‬لكن يبدو أن‬ ‫النظام لم يكن ً‬ ‫غافال عن كل ذلك وأن شيئًا ما كان يحيكه‬ ‫للمدينة خلف سواتر مطار المزة العسكري!‬ ‫بدأت الحملة يوم اإلثنين ‪ 20‬آب ‪( 2012‬ثاني أيام عيد‬ ‫الفطر) عندما فوجﺊ أهالي داريا بانقطاع التيار الكهربائي‬ ‫واالتصاالت الخلوية واألرضية عن المدينة بشكل كامل‪ ،‬تبع‬ ‫ذلك سقوط عشرات قذائف الهاون على منطقة «فشوخ»‬ ‫الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام من جهة الغرب‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع الكثير من أهالي منطقة فشوخ إلى النزوح إلى‬ ‫وسط المدينة‪ ،‬كما قام الجيش الحر بالرد ‪-‬وألول مرة‪ -‬بقصف‬ ‫قذيفتي هاون على مطار المزة العسكري قيل أن إحداها‬ ‫سقطت في مساكن السومرية التابعة لقوات النظام‪.‬‬ ‫الثالثاء ‪ 21‬آب ‪:2012‬‬ ‫قامت قوات النظام بإغالق جميع منافذ المدينة (الرئيسية‬ ‫والفرعية بما فيها الطرق الترابية والزراعية) من جميع‬ ‫الجهات بالسواتر الترابية والحواجز األمنية والعسكرية‪،‬‬ ‫وبدأت بحشد أعداد غفيرة من عناصر الحرس الجمهوري ونشر‬ ‫حوالي ‪ 30‬دبابة على اوتستراد درعا وعند جسر صحنايا‬ ‫وجامع الوهاب‪ ،‬كما نشرت عد ًدا من الدبابات وعناصر‬ ‫الجيش النظامي في منطقة ال ّلوان وكفرسوسة والقدم‪ ،‬في‬

‫محاولة لعزل المدينة من جميع الجهات ومنع خروج المدنيين‬ ‫منها وحجب المساعدات الطبية واإلنسانية عنها‪ ،‬تزامن‬ ‫ذلك مع سقوط عدة قذائف على المدينة محدثة بعض‬ ‫األضرار المادية‪.‬‬ ‫في مقابل ذلك نشر الجيش الحر عناصره في كامل المدنية‬ ‫وتمركز قبالة المداخل الشرقية (طريق دمشق وطريق‬ ‫المعامل والكورنيش القديم والجديد) وصد محاولة تسلل‬ ‫لقوات النظام من جهة الكورنيش الجديد عبر ساتر مطار‬ ‫المزة‪ ،‬وجرت بينه وبين قوات النظام معارك طاحنة سقط‬ ‫خاللها عشرات الشهداء وتكبد النظام فيها خسائر كبيرة‬ ‫بالعدة والعتاد‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 22‬آب ‪- 2012‬الساعة السابعة صبا ًحا‪ -‬استيقظ‬ ‫أهالي المدينة على أصوات قصف عنيف لم ُيشهد له‬ ‫مثيل بقذائف الهاون وصواريخ المروحيات وقذائف‬ ‫الدبابات مستهدفًا وسط المدينة ومنطقة الكورنيش القديم‬ ‫والكورنيش الجديد بمعدل قذيفة كل ثالث دقائق‪ ،‬ما‬ ‫أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى امتألت‬ ‫المشافي الميدانية بهم وسط نقص حاد في الكادر الطبي‬ ‫والمستلزمات الطبية واإلسعافية‪ ،‬ناهيك عن الدمار الذي‬ ‫طال المنازل والمحال التجارية والسيارات‪.‬‬ ‫الخميس ‪ 23‬آب ‪:2012‬‬ ‫لم يستطع أهالي المدينة النوم ليل األربعاء بسبب أصوات‬ ‫الرصاص المتواصلة والقصف المستمر جراء المعارك الدائرة‬ ‫بين الجيش الحر وقوات النظام على مداخل المدينة الشرقية‪،‬‬ ‫واستمر القصف على المدينة لليوم الثاني على التوالي‬ ‫مستهد ًفا الشوارع واألحياء بشكل عشوائي‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أنهك المدينة وأدى إلى انتشار الجرحى وجثث الشهداء في‬ ‫الشوارع دون القدرة على الوصول إليها‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ 24‬آب ‪ – 2012‬الساعة ‪ 10‬صبا ًحا‪:-‬‬ ‫تسللت قوات تابعة للمخابرات الجوية مدعمة بالدبابات‬ ‫من جهة ساتر مطار المزة العسكري تحت غطاء جوي من‬ ‫المروحيات الحربية واستمرار القصف الصاروخي على وسط‬ ‫المدينة والجهة الغربية وبدأت بتمشيط منطقة الخليج عن‬ ‫طريق مداهمة منازل المدنيين وقامت باعتقال عشرات‬ ‫الشباب من منازلهم‪.‬‬ ‫ومع تقدم قوات النظام في منطقة «الخليج» ‪-‬شمال‬ ‫شرق داريا‪ -‬نحو وسط المدينة تقدمت كتائب الجيش الحر‬ ‫لصد الهجوم فجرت معارك طاحنة بين الطرفين تكبدت‬

‫فيها قوات النظام خسائر كبيرة‪ ،‬دفعتها إلى زيادة وتيرة‬ ‫العنف واالستمرار بدك المدينة بالصواريخ ومدافع الهاون‬ ‫والدبابات من أكثر من جهة‪ ،‬فطالت عد ًدا كبيرًا من البيوت‬ ‫والمرافق العامة والخاصة في المدينة ما أوقع المئات بين‬ ‫شهيد وجريح معظمهم كان من المدنيين‪ ،‬األمر الذي أفقد‬ ‫الجيش الحر قدرته على حماية المدنيين والصمود أمام‬ ‫الصواريخ التي تنهال عليه من كل حدب وصوب‪ ،‬ما دفعه‬ ‫إلى االنسحاب التكتيكي من المدينة‪.‬‬ ‫الجمعة ‪ 24‬آب ‪– 2012‬الساعة ‪ 3‬ظهرًا– ‪:‬‬ ‫بعد انسحاب الجيش الحر دخلت قوات النظام المدينة‬ ‫ابتداء‬ ‫بأعداد كبيرة وقامت بعمليات التمشيط والتفتيش‬ ‫ً‬ ‫بالمنطقة الشرقية مرورًا بوسط المدينة باتجاه الغرب‪،‬‬ ‫واتبعت قوات النظام سياسة األرض المحروقة في المناطق‬ ‫الممشطة حيث قامت بحرق منازل ومحال تجارية وبعض‬ ‫السيارات‪ ،‬كما نشرت القناصة على األبنية المرتفعة وقامت‬ ‫باستهداف المارة موقعة العديد من الشهداء‪.‬‬ ‫السبت واألحد ‪ 25‬و ‪ 26‬آب ‪:2012‬‬ ‫استمر التمشيط خالل يومي السبت واألحد ‪ 25‬و ‪ 26‬آب‬ ‫‪ 2012‬ليشمل معظم منازل المدنيين في المدينة‪ ،‬وترافق‬ ‫ذلك مع ارتكاب عدد من المجازر بحق المدنيين الذين التجأوا‬ ‫إلى األقبية هروبًا من القصف‪ ،‬كما نفذت قوات النظام‬ ‫إعدامات ميدانية جماعية شملت عائالت بأكملها كعائلة‬ ‫ضا بالتنكيل بالجثث وإهانة‬ ‫السقا وقفاعة والون‪ ،‬وقامت أي ً‬ ‫المدنيين‪ ،‬ووردت أنباء غير مؤكدة عن قيام شبيحة النظام‬ ‫باغتصاب بعض الفتيات‪.‬‬ ‫اإلثنين ‪ 27‬آب ‪:2012‬‬ ‫تراجعت قوات النظام إلى أطراف المدينة وأحكمت القبضة‬ ‫عليها بعد إبقائها على وحدة أمنية تمركزت وسط المدينة‬ ‫عند مخفر داريا بعد أن قتلت رئيس المخفر وجميع عناصره‬ ‫بتهمة الخيانة واالنحياز لﻺرهابيين‪.‬‬ ‫خلفت الحملة العسكرية على مدينة داريا ما ال يقل عن ‪700‬‬ ‫شهيد تم توثيق معظمهم‪ ،‬ومئات من الجرحى تم تهريبهم‬ ‫إلى أماكن مختلفة بعد أن اقتحمت قوات األمن المشافي‬ ‫الميدانية في المدينة وقامت بحرقها وحرق مستودعات‬ ‫األدوية واللوازم الطيبة التابعة لها‪ ،‬كما فُ قد أثناء الحملة‬ ‫حوالي ‪ 100‬شخص واعتقل العشرات‪ ،‬باإلضافة إلى نزوح‬ ‫عشرات اآلالف من المدنيين إلى المناطق المجاورة‪.‬‬


‫عنب بلدي‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪5‬‬

‫جنود األسد ّمروا من هنا !!‬ ‫نقل شهود عيان لعنب بلدي مشاهداتهم من مجزرة داريا‬ ‫األعنف منذ انطالقة الثورة السورية‪ -‬من خالل جوالتهم‬‫الميدانية في شوارع وأحياء المدينة وذلك بالرغم من‬ ‫صعوبة الحركة والتنقل بسبب انتشار قوات الجيش واألمن‬ ‫باإلضافة إلى تواجد القناصين حينها‪ ،‬فتحدثوا عن كسر‬ ‫أقفال وأغلقة المحال التجارية والغذائية والصيدليات من‬ ‫قبل قوات الجيش واألمن وسرقة ما غال ثمنه من داخلها‬ ‫وحرق ما صعب حمله منها‪ ،‬وقد نشبت جراء ذلك عدة‬ ‫حرائق في األبنية والمنازل التي أصبحت رما ًدا بعد أن‬ ‫منعت قوات النظام فرق اإلطفاء والمسعفين من الوصول‬ ‫ضا الجيران من االقتراب للمساعدة‬ ‫إليها كما منعت أي ً‬ ‫بعمليات اإلطفاء أو االنقاذ‪.‬‬ ‫ضا باستباحة‬ ‫وقد نقل الشهود أن قوات النظام قامت أي ً‬ ‫عدد كبير من البيوت التي نزح سكانها جراء القصف‬ ‫العنيف فعاثت فيها فسا ًدا وتخري ًبا وسرقت ما استطاعت‬ ‫منها بعد أن حولتها إلى مراكز استراحة لجنودها بعد‬ ‫عمليات القمع والتخريب‪ ،‬باإلضافة إلى مراكز اعتقال مؤقت‬ ‫وإعدام ميداني‪ .‬فاستخدمتها بشكل همجي واستهلكت‬ ‫محتوياتها من األطعمة والمونة كما استخدمت الحمامات‬ ‫والمراحيض لقضاء الحاجة‪ ،‬وقد بلغت القذارة ذروتها‬ ‫عندما قام بعض العناصر بالتبول والتغوط داخل غرف‬ ‫النوم وعلى مقاعد غرف الضيوف وبعض أثاث البيت كما‬ ‫حصل في أحد البيوت القريبة من محطة القطار‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن آثار دماء الشهداء التي مألت الجدران واألرضيات بعد‬ ‫عمليات اإلعدام التي تمت فيها‪.‬‬ ‫ضا بتحطيم وحرق ما لم تستطع‬ ‫قوات النظام قامت أي ً‬ ‫سرقته من بعض البيوت‪ ،‬وقد شوهد الكثير من الجنود‬

‫ينقلون األثاث واألدوات الكهربائية والمواد الغذائية من‬ ‫تلك البيوت إلى سيارات الجيش المرافقة للحملة قبل‬ ‫حرقها‪ ،‬حتى قال أحد الشهود إن جنديًا واح ًدا لم تخل يديه‬ ‫من حقيبة أو وعاء أوهواتف نقّالة أو مجوهرات أو محافظ‬ ‫مسروقة‪ .‬وأضاف‪ :‬إن جنديًا قام بسرقة الحلي من يد امرأة‬ ‫ثم قام بإعدامها ميدان ًيا أمام أعين زوجها وأطفالها وأمام‬ ‫أعين رفاقه وأسياده فلم يصدر منهم أي استنكار بل شرّفه‬ ‫أحدهم عن البقية بقوله‪« :‬هيك رجال األسد بتكون»!‪.‬‬ ‫ضا عن حاالت تحرش بالفتيات أثناء‬ ‫الشهود تحدثوا أي ً‬ ‫خروجهم من المدينة هربًا من القصف ناهيك عن اعتقال‬ ‫عائالت بأسرها!‬ ‫إضافة إلى كل ذلك فإن المرافق العامة لم تسلم من بربرية‬ ‫قوات النظام‪ ،‬فأينما تجولت في المدينة ‪-‬كما يصف أحد‬ ‫الشهود‪ -‬تجد آثار المجنزرات وقد حفرت اإلسفلت وحطمت‬ ‫أجزاء كبيرة من األرصفة بشكل متعمد‪ ،‬حيث لوحظت إحدى‬ ‫ً‬ ‫الدبابات وهي تهرس بعض األرصفة بدافع التخريب والتسلية‪.‬‬ ‫كما قامت قوات النظام باستهداف شبكة الكهرباء وتحطيم‬ ‫األعمدة وتقطيع أسالك التوتر العالي في معظم شوارع المدينة‪.‬‬ ‫ضا عد ًدا من المؤسسات والمباني‬ ‫الصواريخ طالت أي ً‬ ‫الحكومية كالمركز الثقافي وسط المدينة‪ ،‬حيث أحدثت‬ ‫قذيفة عشوائية دمارًا في المسرح الرئيسي فيه وخلفت‬ ‫فتحة كبيرة في سقفه‪ ،‬كذلك طال القصف مخفر درايا‬ ‫وبناء المجمع البلدي الجديد ومركز اإلطفاء ومبنى المحكمة‬ ‫ومدرستي النكاش والدباس‪.‬‬ ‫الجنود لم ينسوا في معظم المناطق التي مروا بها كتابة‬ ‫شعاراتهم المقدسة «األسد أو نحرق البلد» «جنود األسد‬ ‫مروا من هنا»!!‬

‫حقيقة اغتيال العقيد محمود العمر رئيس مخفر داريا من قبل قوات األمن‬

‫«بداريا ما في عصابات مسلحة وال شي‪ ..‬فوتو فتشو بس ال تعملو مجازر وتقتلو الناس‪»...‬‬ ‫كثرت الروايات حول حقيقة الدافع وراء اغتيال العقيد‬ ‫محمود العمر رئيس مخفر داريا من قبل قوات األمن أثناء‬ ‫حملتها األخيرة على المدينة حين اقتحمتها وارتكبت‬ ‫فيها مجازر مروعة‪.‬‬ ‫العقيد العمر الذي وقف منذ البداية وقفة حق فتعاطف‬ ‫مع الثورة ولم يتجاوب مع أوامر قمع المظاهر الثورية في‬ ‫المدينة ورغم أنه كان يعلم علم اليقين ما سيحل به على‬ ‫يد النظام في حال افتضاح أمره‪ ،‬فسعى جهده إلظهار‬ ‫نفسه على مسافة واحدة من الثورة ومن النظام‪.‬‬ ‫ويذكر أهالي داريا للعقيد العمر وعناصر المخفر معه‬ ‫موقفهم المشرف وفضلهم الكبير في حماية المدينة من‬ ‫حملة أمنية كان النظام يسعى للقيام بها عندما سرب‬ ‫عناصر المخفر ألهالي المدينة وشبابها الثائر في أحد‬ ‫مخططا رسمته قوات‬ ‫أيام الجمعة في بدايات الثورة‬ ‫ً‬ ‫األمن وعملت عليه الفتعال حريق كبير في المخفر عند‬ ‫مرور المظاهرة من أمامه واتهام الثوار بذلك إليجاد ذريعة‬ ‫بيد من حديد وجرها إلى العنف‪،‬‬ ‫القتحام المدينة وضربها ٍ‬ ‫فكان موقف العقيد العمر يومها من أسباب الحفاظ على‬ ‫سلمية الثورة في المدينة‪.‬‬ ‫وعند االقتحام األخير للمدينة (‪ 23‬آب ‪ُ )2012‬وجد‬ ‫العقيد العمر مقتولاً دون أن يستطيع أحد تاكيد طريقة‬ ‫اغتياله‪ .‬إال أنه وحسب عدد من الروايات فقد دخل عدد‬ ‫«لم‬ ‫من عناصر األمن إلى مكتب العقيد محمود وسألوه‪َ :‬‬

‫لم تقم العصابات المسلحة باغتيالك حتى اللحظة كما‬ ‫اغتالوا آخرين ممن يعملون في سلك الجيش والشرطة؟؟»‬ ‫فرد عليهم‪« :‬ألنه ال توجد عصابات مسلحة في المدينة»‬ ‫وهو الجواب الذي لم يعجبهم‪ .‬وحين علم بن ّيتهم القيام‬ ‫بحملة دهم وتفتيش في المدينة طلب منهم القيام بذلك‬ ‫دون اللجوء للعنف أو القتل ودون ارتكاب مجازر أو قتل‬ ‫المدنيين‪ ...‬فما كان من عصابات األسد إال أن أطلقوا النار‬ ‫عليه فأردوه قتيلاً على الفور كما قتلوا مساعده اسماعيل‬ ‫العرعور‪ .‬وقد هرع عدد من أبناء المدينة إلسعاف العقيد‬ ‫العمر والمساعد العرعور إال أنهم‬ ‫وصلوا بعد فوات األوان‪.‬‬ ‫وقد ذكر عدد من األهالي‬ ‫الذين توجهوا إلى المخفر‬ ‫لمحاولة إسعافهما أنهما كانا‬ ‫مقيدين إلى كرسييهما وأن‬ ‫آثار التعذيب كانت واضحة‬ ‫على جسديهما‪ .‬كما أكد‬ ‫هؤالء األهالي أن عناصر األمن‬ ‫قد قاموا بسرقة محتويات‬ ‫المخفر!!‬ ‫وبعد أن قام أهالي داريا بدفن‬ ‫جثماني الشهيدين العمر‬ ‫والعرعور مع جثامين أبناء‬

‫المدينة الذين قضوا في تلك المجزرة في مدفن الشهداء‪،‬‬ ‫قامت األجهزة األمنية بإرسال سيارة إسعاف لتقوم بأخذ‬ ‫جثة العقيد العمر وتنقلها إلى مكان مجهول‪.‬‬ ‫لقد حقد عناصر األمن على رئيس المخفر وعناصره ألنهم‬ ‫تضامنوا مع الحق وأقروا للشعب بحقوقه ورفضوا أن‬ ‫يسهموا بقمع ثورة الحرية والكرامة بل كانوا متعاونين‬ ‫مع المدنيين إلى أبعد الحدود كما يؤكد ذلك عدد من‬ ‫عناصر الجيش الحر متمثلاً بذلك شعار « الشرطة في خدمة‬ ‫الشعب» لذلك قرر عناصر األسد التخلص منه‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫عنب د‪1‬راني‬

‫«المذيعة قتلت أمي وأخي»‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫«المذيعة قتلت أمي وأخي» هذا‬ ‫ما قالته دانا معضماني ذات‬ ‫الخمسة أعوام التي ظهرت على‬ ‫شاشة قناة الدنيا بعد سؤالنا لها‬ ‫«من قتل أمك»‪.‬‬ ‫دانا لم تعرف ماذا حدث معها‬ ‫بتاريخ الخامس والعشرين من‬ ‫آب ‪ 2012‬فما هي إال لحظات‬ ‫كانت تسمع فيها أصوات‬ ‫قويّة وتتحدث مع والدتها حتى‬ ‫سكتت األم ولم تعد تجبها‪،‬‬ ‫وكذلك أخوها محمد البالغ من‬ ‫العمر ثالث سنوات‪ ،‬أما دانا فقد‬ ‫أصابها ألم شديد في خاصرتها‬ ‫التي بدأت تنزف‪ ،‬ليأتي بعدها‬ ‫عدد كبير من الرجال يحملون‬ ‫أسلحة وق ّبعات حديدية أحاطوا‬ ‫بها وبعائلتها الملقاة بجانبها‬ ‫وينظرون إليها دون أن يساعدها‬ ‫أحد!‬ ‫صرخ أحدهم «يا شباب يا شباب‬ ‫في هون بنت لسا عايشة»‬ ‫لتظهر بعدها مذيعة قناه الدنيا‬

‫وتبدأ بإجراء مقابلة معها دون أن‬ ‫تبادر بإسعافها‪!! ..‬‬ ‫قالت لها المذيعة‪« :‬من هي يلي‬ ‫بجنبك!؟» فأجابت دانا «هي‬ ‫أمي» لتتبع المذيعة بالسؤال‬ ‫وبكل برود «مين قتلها!؟»‬ ‫فلم تجبها دانا وكانت خائفة‬ ‫مرتعشة‪..‬‬ ‫انتظر الجميع من حولها حتى‬ ‫أنهت المذيعة مقابلتها مع دانا‬ ‫التي تنزف الدماء بعد إصابتها‪،‬‬ ‫ضا حتى أخذت‬ ‫وانتظروا أي ً‬ ‫الكاميرا وضعيتها المناسبة‬ ‫لتقوم بتصويرهم وهم يقومون‬ ‫بإسعافها بشكل هادئ لتصل‬ ‫إلى المشفى بعد ساعتين ونصف‬ ‫من إصابتها حسب تقرير األطباء‬ ‫والمسعفين‪..‬‬ ‫كانت إصابتها بالغة‪ ،‬حيث تأثرت‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫معدتها وكبدها أي ً‬ ‫أضحت الطفلة دانا معضماني اليوم‬ ‫‪-‬باإلضافة إلى أصابتها الجسدية‪-‬‬

‫مصابة بأزمة نفسية شديدة بعد أن‬ ‫قتلت أمها وقتل أخوها أمام عينيها‬ ‫من قبل رجال غرباء يرتدون زيًّا عسكريّا‬ ‫ويحملون أسلحة كثيرة ومعهم مذيعة‬ ‫«حسناء» تحمل في يدها سال ًحا لونه‬ ‫أزرق !!‬

‫لن ننسى شهداءنا‪ ،‬وسننتصر بإذن الله‬ ‫لم يتوان عبد الرحمن ‪-‬أحد عناصر الجيش‬ ‫الحر‪ -‬في مدينة داريا عن صب جام غضبه‬ ‫بتفريغ ما تبقى من ذخيرته باتجاه الدبابة‬ ‫‪ T82‬المتمركزة على أحد مفارق المدينة بعد‬ ‫أن أتتهم أوامر القيادة باإلنسحاب‪ ،‬مع أن‬ ‫عبد الرحمن يدرك تما ًما أن رصاصه ما كان‬ ‫ليؤثر في هذه الكتلة الفوالذية المصفحة‪،‬‬ ‫ولكن أوامر االنسحاب حطمت حلمه الذي‬ ‫طالما انتظره ألشهر في أول مواجه مباشرة‬ ‫له مع عناصر الجيش النظامي‪.‬‬ ‫يروي عبد الرحمن لجريدة عنب بلدي مسيرة‬ ‫ثالث أيام قضاها في مواجهة أعتى أنواع‬ ‫السالح المتوسط والثقيل وتحت القصف‬ ‫والرصاص المستمر‪.‬‬ ‫بدأ عبد الرحمن كالمه بوصف الحشد الذي‬ ‫دفع به النظام لمحاصرة المدينة من آليات‬ ‫ثقيلة وعناصر ومدرعات انتشرت على‬ ‫جميع األطراف وأغلقت جميع المنافذ‪،‬‬ ‫حيث انتشرت عشرات الدبابات في الطرق‬ ‫والشوارع الرئيسية مترافقة مع مئات الجنود‬ ‫من عناصر الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة‬ ‫والقوى الجوية‪.‬‬ ‫ثم أكمل عبد الرحمن واصفًا انتشار عناصر‬ ‫الجيش الحر بأسلحتهم الخفيفة على مداخل‬ ‫المدينة لرد هجمات قوات األسد التي حاولت‬ ‫على مدار ثالث أيام متتالية اقتحام المدينة‬ ‫من جميع منافذها دون جدوى بالتزامن مع‬ ‫القصف الشديد الذي أنهك المدينة‪.‬‬ ‫يقول عبد الرحمن واص ًفا المكان الذي تمركز‬

‫فيه مع مجموعته عند المدخل الرئيسي‬ ‫للمدينة من الجهة الشرقية‪« :‬تمركزنا مساء‬ ‫الثالثاء ‪ 21‬آب ‪ 2012‬مرابطين على أحد‬ ‫مداخل المدينة محاولين ص ّد أي هجوم‬ ‫مباغت من الشارع الرئيسي بعد أن علمنا‬ ‫أن قوات األسد قد تمركزت على بعد عنا‬ ‫حوالي ‪ 1‬كم عنا‪ .‬لم يتوقف إطالق الرصاص‬ ‫خالل ساعات الليل والذي تبعه قصف‬ ‫كثيف بالدبابات عند ساعات الصباح‬ ‫األولى ليوم األربعاء ‪ 22‬آب ‪ ،2012‬حيث‬ ‫كانت الدبابات تمطرنا بالقذائف مع‬ ‫كل تقدم لها في محاولة لتغطية انتشار‬ ‫الجنود والعناصر بين األبنية والعتالء‬ ‫القناصة عليها‪ ،‬بالتزامن من تحليق مستمر‬ ‫للمروحيات العسكرية التي أمطرتنا هي‬ ‫األخرى بصواريخا ورصاص رشاشاتها‪.‬‬ ‫استطعنا رد قوات األسد عشرات المرات‬ ‫وكبدناهم خسائر كبيرة في البداية ولكن‬ ‫مع وصول تعزيزات إضافية إلى المكان‬ ‫وإطباق قوات النظام على جميع المنافذ‬ ‫لمنع وصول أي مساعدات وزيادة وتيرة‬ ‫القصف على أماكن تمركزنا ومع انقطاع‬ ‫جميع أشكال االتصال السلكية والالسلكية‪،‬‬ ‫فحيثما توجهنا تتساقط القذائف بشكل‬ ‫كثيف‪ ،‬لم نعد نستطع إسعاف أصدقائنا أو‬ ‫حتى إمكانية مشاهدة جثثهم التي حولتها‬ ‫الشظايا إلى أشالء»‪.‬‬ ‫هنا لم يستطع عبد الرحمن حبس دمعته‬ ‫التي أبت إال أن تشق طريقها على وجنتيه‬ ‫محاولاً إخفاءها عندما تذكر قصة استشهاد‬

‫صديقه أحمد‪ ،‬يتوقف عبد الرحمن قليلاً‬ ‫ثم يكمل قائلاً ‪« :‬لم أستطع حتى إسعافه‬ ‫لشدة القصف الذي طال المنطقة مع تقدم‬ ‫عناصر الجيش باتجاه المدينة واعتالء‬ ‫القناصة جميع األبنية المطلة على مركز‬ ‫تواجدنا‪ ،‬األمر الذي أجبرنا على االنسحاب‬ ‫بشكل تكتيكي‪ ،‬تمهي ًدا إلعادة التقدم من‬ ‫جديد‪ ،‬وبين كر وفر خالل يومي األربعاء‬ ‫والخميس لم يتوقف القصف‪ ،‬والمعارك‬ ‫مستمرة على جميع أطراف المدينة‪ .‬وفي‬ ‫صباح يوم الجمعة ‪ 24‬آب ‪ 2012‬جاءتنا‬ ‫أوامر من القيادة بالتراجع باتجاه المدنية‬ ‫تمهي ًدا النسحاب نهائي‪ ،‬بعد أن ُأنهكت‬

‫المدينة بالقذائف وامتألت الشوارع بالجثث‬ ‫ونزحت مئات العائالت من المدينة تحت‬ ‫وطأة القصف‪ .‬لم أتمالك نفسي في‬ ‫البداية‪ ،‬رفضت األوامر واستمريت بإطالق‬ ‫النار باتجاه قوات النظام التي لم تتوقف‬ ‫عن استهدافنا بجميع أشكال األسلحة‪ ،‬حتى‬ ‫سحبني أحد أصدقائي باتجاه أحد األبنية‬ ‫وأقنعني بوجوب االنسحاب ألنه ال طاقة لنا‬ ‫باستمرار المواجهة تحت كتل النيران التي‬ ‫تنهال علينا» ‪.‬‬ ‫هنا طلب عبد الرحمن إنهاء اللقاء خات ًما‬ ‫كالمه بإصرار‪« :‬لن ننسى دماء شهدائنا‬ ‫وسننتصر بإذن الله»‪.‬‬


‫ﻣعتﻘلون وسﺠون‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪7‬‬

‫اعتقاالت جديدة بالتزامن مﻊ الحملة العسكرية على داريا‪،‬‬ ‫وإفراجات عن بعﺾ المعتقلين القدامى‬ ‫ضا‬ ‫أبناء نذير نمورة (‪ 60‬عا ًما)‪ ،‬كما اعتقل أي ً‬ ‫عمار محمود نمورة ووائل أحمد نمورة وعز الدين‬ ‫طه وأحمد طه‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم السبت ‪ 25‬آب ‪ 2012‬كل من محمد‬ ‫الصوص‪ ،‬معتز الحالق‪ ،‬حسان زيادة‪ ،‬يوسف‬ ‫زيادة‪ ،‬عمر زعاويط‪ ،‬زاهر سليم خوالني‪ ،‬محمد‬ ‫رفعت العبار‪ ،‬أحمد جالل عبد الرحيم عليان‪،‬‬ ‫أحمد عبد السقا‪ ،‬محمد فايز السقا‪ ،‬عمر السقا‪،‬‬ ‫سليمان محمود السقا‪ ،‬محمود فايز الحو‪ ،‬فايز‬ ‫شحادة‪ ،‬أحمد شحادة‪ ،‬زاهر شحادة‪ ،‬بشار العبار‪،‬‬ ‫محمد سعيد الخلد‪ ،‬محمود سعيد الحصان‪ ،‬األخوة‬ ‫خلدون ومحمود وفادي وشادي أبناء محمد السقا‪،‬‬ ‫واألخوة أحمد ومهران ومروان أبناء حسن السقا‬ ‫واألخوة أنس ومحمد أبناء عمر السقا‪ ،‬واألخوة‬ ‫أسامة وفادي أبناء مهدي دقو‪ ،‬واألخوة محمد‬ ‫وسارية ورائد أبناء سعيد مطر‪ ،‬واالخوة معتز‬ ‫ومازن ومحمد وأحمد أبناء بشير العبار واألخوة‬ ‫محمد وأسامة أبناء عزات عديلة واألخوة نادر‬ ‫وعمران ومحمد أبناء سليمان حمادة‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم األحد ‪ 26‬آب ‪ 2012‬كل من محمد‬ ‫سعيد الشربجي‪ ،‬أحمد مظهر الشربجي‪ ،‬عزت‬ ‫العبار‪ ،‬خالد العبار‪ ،‬وخالد عبد الوهاب جرماني‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم االثنين ‪ 27‬آب ‪ 2012‬كل من عبد‬ ‫اللطيف مأمون العبار‪ ،‬سامية حبيب‪ ،‬علي جودت‬ ‫العبار‪ ،‬حمدان عبود العلي‪ ،‬محمد رياض العبار‪ ،‬غسان‬ ‫بلشة‪ ،‬بسام خلدون ه ّمر‪ ،‬وعماد عدنان حمدوني‪،‬‬ ‫وكل من األخوة زاهر وأحمد أبناء يحيى العبار‪،‬‬ ‫واألخوة مهند ومؤيد وأحمد وحمادة أبناء ماجد‬ ‫العبار‪ ،‬واألخوة أسعد وبشار أبناء عبد الرحيم العبار‪.‬‬

‫على صعيد اإلفراجات‬ ‫• تم اإلفراج يوم األحد ‪ 12‬آب ‪ 2012‬عن خالد‬ ‫صالح الدين شعيب وأحمد فاضل شعيب بعد‬ ‫اعتقال دام ستة أشهر‪،‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم االثنين ‪ 13‬آب ‪ 2012‬عن‬ ‫ابراهيم سعيد خوالني ومحمد رفعت زيادة بعد‬ ‫أحد عشر شهرًا من االعتقال‪.‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم الثالثاء ‪ 14‬آب ‪ 2012‬عن‬ ‫سعيد ابراهيم التون بعد سبعة أشهر ونصف من‬ ‫االعتقال‪ ،‬كما افرج عن الشاب سامر عماد اللحام‬ ‫بعد أحد عشر شهرًا من االعتقال‪.‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم السبت ‪ 18‬آب ‪ 2012‬عن مهند‬ ‫جمال الدين زيادة بعد شهر وعشرة أيام تقري ًبا‬ ‫من اعتقاله‪.‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم االثنين ‪ 20‬آب ‪ 2012‬عن‬ ‫أسامة محمد الحو بعد شهر وعشرة أيام تقري ًبا‬ ‫من اعتقاله‪.‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم السبت ‪ 25‬آب ‪ 2012‬عن‬ ‫رضوان حسن دقو بعد شهرين من االعتقال‬ ‫ضا تم اإلفراج عن خالد محمد ديب عبيد بعد‬ ‫وأي ً‬ ‫قرابة العشرين يو ًما من اعتقاله‪.‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم االثنين ‪ 27‬آب ‪ 2012‬عن‬ ‫الطالب مالك سليمان شحادة والطالب أحمد‬ ‫عكام بعد اعتقال دام أربعة أشهر ونصف‬ ‫تقري ًبا‪ ،‬كما تم اإلفراج عن أنس ماجد معضماني‬ ‫بعد قرابة شهر ونصف من االعتقال‪.‬‬ ‫• تم اإلفراج يوم الخميس ‪ 30‬آب ‪ 2012‬عن‬ ‫خالد عزّت عليان بعد قرابة الخمسة أشهر من‬ ‫اعتقاله‬

‫• اعتقل يوم االثنين ‪ 13‬آب ‪ 2012‬كل من خالد‬ ‫أكرم شحادة (‪ 28‬عا ًما)‪ ،‬محمود محمد حبيب (‪28‬‬ ‫عا ًما)‪ ،‬محمد حسن هدله (‪ 26‬عا ًما)‪ ،‬كما اعتقل‬ ‫أيمن عبد الله حمادة البالغ من العمر (‪ 34‬عا ًما)‬ ‫للمرة الثانية‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم األربعاء ‪ 15‬آب ‪ 2012‬الشاب خالد‬ ‫خوالني‪.‬‬ ‫• انقطع يوم الخميس ‪ 16‬آب ‪ 2012‬االتصال‬ ‫مع الشاب معاذ شويكاتي البالغ من العمر ‪22‬‬ ‫عا ًما‬ ‫• اعتقل يوم السبت ‪ 18‬آب ‪ 2012‬كل من محمد‬ ‫جابر اإلمام (‪ 55‬عا ًما)‪ ،‬ربيع محمد زهرة (‪27‬‬ ‫عا ًما)‪ ،‬كما تم استدراج عادل يحيى إلى مكان‬ ‫مجهول ومن ثم خطفه‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم االثنين ‪ 20‬آب ‪ 2012‬الشاب معتز‬ ‫كشكة‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم األربعاء ‪ 22‬آب ‪ 2012‬كل من عمر‬ ‫يوسف العبار (‪ 70‬عا ًما)‪ ،‬أبو عناد بالبيشو‪ ،‬ربيع‬ ‫دلعين (‪ 22‬عا ًما)‪ ،‬سالم دلعين‪ ،‬أسامة دلعين‬ ‫(‪ 19‬عا ًما)‪ ،‬سليم دلعين‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم الخميس ‪ 23‬آب ‪ 2012‬كل من‬ ‫جهاد محمد راجح (‪ 23‬عا ًما)‪ ،‬عمران خالد بكري‬ ‫باشا (‪ 30‬عا ًما)‪.‬‬ ‫• اعتقل يوم الجمعة ‪ 24‬آب ‪ 2012‬كل من‬ ‫نهاد حيدر‪ ،‬جهاد العتر‪ ،‬حسن علي خوالني‪،‬‬ ‫جمال ريان (‪ 50‬عا ًما)‪ ،‬أبو خالد نوح‪ ،‬األخوة‬ ‫أسامة وعبد الرحيم ومحمد أبناء سالم الفرخ‪،‬‬ ‫وبعد مداهمة ملجأ في بناء طه تم اعتقال كل‬ ‫من راتب (‪ 35‬عا ًما) ومحمد (‪ 20‬عا ًما) ومحمود‬

‫عماد عبد الوهاب خناﻕ‬

‫رياﺽ محمد حبيب‬

‫محمد رياﺽ العبار‬

‫محمد بﻼل أسامة البلشة‬

‫اعتقل عماد البالغ من العمر ثالث‬ ‫وثالثون عا ًما بطريقة وحشية بعد‬ ‫مداهمة مح ّله في صحنايا من قبل‬ ‫قوات المخابرات الجوية‪.‬‬ ‫عماد متزوج ولديه ثالث أوالد‪ ،‬يعمل‬ ‫في كهرباء السيارات‪.‬‬ ‫شوهد من قبل المفرج عنهم في الفرقة‬ ‫الرابعة بتاريخ ‪ 3‬حزيران ‪ 2012‬وهو‬ ‫ال يزال إلى اآلن خلف القضبان بينما‬ ‫زوجته وأطفاله ينتظرونه بفارﻍ الصبر‪.‬‬

‫اعتقلت المخابرات الجوية رياض‬ ‫حبيب بتاريخ ‪ 15‬كانون األول ‪2011‬‬ ‫بعد إصابته ب ّعدة أعيرة نارية بالقرب‬ ‫من سكة القطار‪ ،‬نقل بعدها إلى‬ ‫مشفى ‪ 601‬العسكري ليصبح بصحة‬ ‫جيدة بحسب أحد المفرج عنهم‪.‬‬ ‫نقل رياض إلى مطار المزة التابع‬ ‫لفرع المخابرات الجوية بتاريخ ‪24‬‬ ‫أيار ‪ 2012‬وهو ال يزال إلى اآلن خلف‬ ‫القضبان‬ ‫نسأل الله له الفرج العاجل‬

‫محمد البالغ من العمر اثنان وعشرون‬ ‫عا ًما اعتقلته قوات المخابرات الجوية‬ ‫بتاريخ ‪ 20‬كانون األول ‪ 2011‬وهو‬ ‫عائد إلى منزله أثناء عبوره من على‬ ‫حاجز طيار بالقرب من جمعيات الدبس‪.‬‬ ‫محمد خرّيج معهد مصرفي وطالب‬ ‫في كل ّية االقتصاد‪ ،‬تمت مشاهدته‬ ‫من قبل المفرج عنهم بتاريخ ‪ 22‬تموز‬ ‫‪2012‬‬ ‫نسأل الله أن يعيده إلى أهله قري ًبا‪.‬‬

‫اعتقلت المخابرات الجوية الفتى‬ ‫محمد بالل البلشة بتاريخ ‪ 15‬كانون‬ ‫األول ‪ 2011‬دون ذنب اقترفه‪.‬‬ ‫ربيعا قد‬ ‫وها هو محمد ذو الستة عشر ً‬ ‫أنهى شهره التاسع وال يزال يقبع إلى‬ ‫اآلن في غياهب السجون بعيد عن‬ ‫أحضان أهله‪.‬‬ ‫نسأل الله أن يفرج عنه قري ًبا وعن‬ ‫جميع المعتقلين‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫عنب داراني‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫الشهداء الذين خلفتهم الحملة العسكرية على داريا من تاريخ ‪ 20‬آب ولغاية ‪ 27‬آب ‪2012‬‬ ‫والذين وثقت أسماؤهم من قبل ذويهم وأقاربهم ‪ ،‬تم ترتبيها ً‬ ‫أبجديا بحسب اسم العائلة‬ ‫‪ 1‬شهيد من ال االمام‬ ‫‪ 2‬محمد ابراهيم االمام‬ ‫‪ 3‬حسن ابو البرغل‬ ‫‪ 4‬باسل مسلم ابو اللبن‬ ‫‪ 5‬سميرة محمد كريم ابو اللبن‬ ‫‪ 6‬حميد ابو اللبن‬ ‫‪ 7‬ملك عبد االكرم ابو الهوا‬ ‫‪ 8‬احمد ابو اسد (أبو عمر)‬ ‫‪ 9‬انس بشير ابو بكر‬ ‫‪ 10‬ايمن نورالدين ابو بكر‬ ‫‪ 11‬مح ّمد مصطفى ابو زيد‬ ‫‪ 12‬خلدون صبحي ابو كم‬ ‫‪ 13‬شاكر ابو كم‬ ‫‪ 14‬عبد الرحمن محمود ابو كم‬ ‫‪ 15‬محمود ابو كم (ابن ابو حسن)‬ ‫‪ 16‬يوسف محمود ابو كم‬ ‫‪ 17‬عبودي االزوق‬ ‫‪ 18‬ايمن اعبور‬ ‫‪ 19‬معتز عبد الرحيم اعبور‬ ‫‪ 20‬عال هيثم االقدر‬ ‫‪ 21‬محمد امون‬ ‫‪ 22‬سعيد ابراهيم االمير‬ ‫‪ 23‬لؤي يوسف االمير‬ ‫‪ 24‬سامر ابا (ابو احمد)‬ ‫‪ 25‬احمد سامر ابا‬ ‫‪ 26‬عدنان محي الدين بازالله (ابو نزار)‬ ‫‪ 27‬ايمن احمد باكير‬ ‫‪ 28‬رقيب من ال البدوري (درعا)‬ ‫‪ 29‬ايمن ابراهيم بدوي‬ ‫‪ 30‬احمد بدوي‬ ‫‪ 31‬سامر بريشوه‬ ‫‪ 32‬سامر بكري البسرك‬ ‫‪ 33‬خالد بكري باشا‬ ‫‪ 34‬عامر بالبيشو (ابو زاهر)‬ ‫‪ 35‬ابراهيم محمد بالبيشو‬ ‫‪ 36‬محمد سعيد بالبيشو‬ ‫‪ 37‬محمد البالقسي (ابو فارس)‬ ‫‪ 38‬احمد بالقسي ( ابو محمد)‬ ‫‪ 39‬وائل بالقسي‬ ‫‪ 40‬سمير بالقسي‬ ‫‪ 41‬راتب بالقسي‬ ‫‪ 42‬محمد حسني البلخي (درعا‪:‬نجيح)‬ ‫‪ 43‬جمال سعيد البلشة‬ ‫‪ 44‬بشار صالح الدين بهلوان‬ ‫‪ 45‬عالء البياض‬ ‫‪ 46‬ايناس بيرقدار‬ ‫(زوجة محمد عبد الحفيظ موسى السقا)‬ ‫‪ 47‬وداد بيرقدار‬ ‫(زوجة خالد عبد الحفيظ موسى السقا)‬ ‫‪ 48‬نضال عليان تبلو‬ ‫‪ 49‬احمد تبلو‬ ‫‪ 50‬احمد تقالة‬ ‫‪ 51‬حياة تقالة (ام حميد)‬ ‫‪ 52‬احمد التقي‬ ‫‪ 53‬ميساء فؤاد تللو‬ ‫‪ 54‬محمد تويم‬ ‫‪ 55‬احمد جبري‬ ‫‪ 56‬عدنان جحا‬ ‫‪ 57‬كمال محمود جرماني‬ ‫‪ 58‬شفيق الجزر‬ ‫‪ 59‬محمد كمال الجزر‬ ‫‪ 60‬خليل جعمور‬ ‫‪ 61‬بشار جعنينة (ابو ايمن)‬ ‫‪ 62‬ماهر جمال الدين‬ ‫‪ 63‬رامز جمال الدين‬ ‫‪ 64‬مريم جوجو‬

‫‪ 65‬صياح جوجو‬ ‫‪ 66‬مامون الحاج امين (شامي)‬ ‫‪ 67‬عبد الرحمن حافظ‬ ‫‪ 68‬مهند الحافظ‬ ‫‪ 69‬سعيد الحافي‬ ‫(ابو بشار الملقب برغوت)‬ ‫‪ 70‬عبدو حبيب‬ ‫‪ 71‬طارق حبيب‬ ‫‪ 72‬عدنان خالد حبيب (ابو هيثم)‬ ‫‪ 73‬فطوم حبيب‬ ‫(زوجة محمد كريم ابو اللبن)‬ ‫‪ 74‬عادل حبيب‬ ‫‪ 75‬احمد حامد حبيب‬ ‫‪ 76‬مظهر عبدو حبيب‬ ‫‪ 77‬ايات حبيب (بنت ابو عدنان حبيب)‬ ‫‪ 78‬مريم الحسن‬ ‫‪ 79‬ابو صياح حالبو‬ ‫‪ 80‬عبدو محمد الحالق (ابو فهد)‬ ‫‪ 81‬عدنان محمد الحالق‬ ‫‪ 82‬نور الدين الحالق‬ ‫‪ 83‬وفاء الحلبي‬ ‫‪ 84‬امال الحلبي‬ ‫‪ 85‬عامر الحلبي‬ ‫‪ 86‬محمد نوري الحلبي‬ ‫‪ 87‬شهيد حلبي‬ ‫‪ 88‬هالة حلواني‬ ‫‪ 89‬شهيد من عائلة حمادة‬ ‫‪ 90‬فراس عبد الوهاب حمدوني‬ ‫‪ 91‬اسماعيل الحمصي (درعا‪ -‬انخل)‬ ‫‪ 92‬محمد عمار حسين حمودة‬ ‫‪ 93‬مريم محمود حمودة‬ ‫‪ 94‬محمد علي علي الحميد (من الرقة)‬ ‫‪ 95‬علي الحميد (من الرقة)‬ ‫‪ 96‬انس نذير الحو‬ ‫‪ 97‬حسن احمد الحو‬ ‫‪ 98‬ابن حسن احمد الحو ‪1‬‬ ‫‪ 99‬ابن حسن احمد الحو ‪2‬‬ ‫‪ 100‬عمار خليل الحو‬ ‫‪ 101‬بسام حسن الحو‬ ‫‪ 102‬يوسف خليل الحو‬ ‫‪ 103‬انس حسن الحو‬ ‫‪ 104‬محمد عبد العزيز الحو‬ ‫‪ 105‬حسن خليل الحو‬ ‫‪ 106‬مهيمن مطيع حوارنة‬ ‫‪ 107‬ندى مطيع حوارنة‬ ‫‪ 108‬زياد محمد حيدر‬ ‫‪ 109‬صبحي حيدر‬ ‫‪ 110‬راتب محمد خباز‬ ‫‪ 111‬عزيزة خرياطي‬ ‫(زوجة زياد عبد الحفيظ موسى السقا)‬ ‫‪ 112‬محمد خرياطي‬ ‫‪ 113‬فاطمة خشفة‬ ‫‪ 114‬صباح خشفة‬ ‫‪ 115‬محمد خشفة‬ ‫‪ 116‬سعيد عمر خشفة‬ ‫‪ 117‬انس رفعت خشيني‬ ‫‪ 118‬ابراهيم محمد خشيني‬ ‫‪ 119‬محمد ابراهيم خشيني‬ ‫‪ 120‬فياض عبد المجيد خشيني‬ ‫‪ 121‬احمد محمد خشيني‬ ‫‪ 122‬محمد سليمان خشيني‬ ‫‪ 123‬عالء سليمان خشيني‬ ‫‪ 124‬علي عبد القادر خشيني‬ ‫‪ 125‬ايهم ماجد خشيني‬ ‫‪ 126‬عمار منير خشيني‬ ‫‪ 127‬غسان منير خشيني‬

‫‪128‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪191‬‬

‫احمد نعيم خشيني‬ ‫اسامة نعيم خشيني‬ ‫محمد نعيم خشيني‬ ‫ياسين بشير خشيني‬ ‫احمد ادريس خشيني‬ ‫يوسف نعيم خشيني‬ ‫عبد العزيز خليل خشيني‬ ‫ياسين بشير خشيني‬ ‫سماح الخطيب‬ ‫محمد الخطيب‬ ‫فراس الخطيب‬ ‫جار فاتح الخطيب‬ ‫عبد الرحمن الخطيب‬ ‫عبدو الخطيب‬ ‫محمود احمد الخطيب (ابو علي)‬ ‫مجد الخطيب‬ ‫زهير الخلد‬ ‫شفيقة الخلد‬ ‫رجاء خوالدي‬ ‫(زوجة عبد الحفيظ موسى السقا)‬ ‫شهيد من آل خوالدي‬ ‫ابو سليم خوالني‬ ‫محمد خوالني (ابو حسين)‬ ‫غسان خوالني (ابو صالح)‬ ‫امين خوالني (ابو نزار)‬ ‫ابو محمد خوالني‬ ‫رشدي عبد العزيز خوالني‬ ‫كمال خوالني (ابو عمر)‬ ‫علي خوالني‬ ‫عبد الرحيم خوالني (ابو كمال)‬ ‫سحر خوالني معروفة بزهرة‬ ‫محمد فؤاد محمد عدنان خوالني‬ ‫(أبو معاذ)‬ ‫وليد داوود (ابو حسين)‬ ‫ابتسام دباس‬ ‫غسان دباس‬ ‫حسين شحادة دباس (ابو امين)‬ ‫محمد علي الدحلة‬ ‫عبد الله صالح دراهم‬ ‫ابو شاكر الدرزي‬ ‫ابو النور (درعا)‬ ‫عصام درويش‬ ‫رضوان الدعاس‬ ‫مرهف عمر دغموش‬ ‫ابو ياسر دقو‬ ‫اياد دقو‬ ‫اسامة فايز دقو‬ ‫مؤيد رضوان الدوشة‬ ‫عادل يوسف ديراني‬ ‫نزهة ديوب‬ ‫وحيد يحيى ذوكاري (حمص)‬ ‫لين خالد ذوكاري‬ ‫محمود راجح‬ ‫احمد راجح‬ ‫ايمان راجح‬ ‫فراس راجح‬ ‫محمد راجح‬ ‫محمود راجح‬ ‫ابن ابو عبدو راجح‬ ‫مريم ايمان راجح‬ ‫فيصل ايمان راجح‬ ‫شهيد من آل راجح‬ ‫شهيد من آل راجح أو من آل خوالدي‬ ‫رندة رجب‬ ‫مهند رجب‬ ‫ماجدة رجب‬

‫‪192‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪204‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪218‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪249‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪252‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪256‬‬

‫حسام رجب‬ ‫ثراء رجب‬ ‫محمد فياض رجب‬ ‫محمد سعيد رحيل (درعا‪:‬انخل)‬ ‫عبد الرحمن الرفاعي‬ ‫مازن الرفاعي‬ ‫احمد الرفاعي (درعا)‬ ‫احمد عدنان رنكو‬ ‫خليل رهواني (ابو عبد الله)‬ ‫عبد الله خليل الرهواني (ابو خليل)‬ ‫محمود عبد الله الرهواني‬ ‫رافت بسام زردة‬ ‫معن زردة‬ ‫موفق زردة‬ ‫احمد صبحي الزعيم‬ ‫كاسم زمزم‬ ‫مهند احمد الزهر‬ ‫سامر شفيق الزهر‬ ‫ابو سليم الزهر‬ ‫شادي محمود الزهر (والده ابو ايمن)‬ ‫ابو سعيد الزهر‬ ‫ايمن محمود الزهر‬ ‫حسن محمود الزهر‬ ‫انور الزهر (ابن ابو خالد)‬ ‫فوزي عبد الغني زيادة ( ابو العبد)‬ ‫مصطفى سعدية (ابو شفيق)‬ ‫محمد سعدية (ابو احمد)‬ ‫وفاء السقا زوجة هاني معضماني‬ ‫عبد الحفيظ حبيب موسى السقا‬ ‫خالد عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫محمد عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫ماهر عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫فاطمة عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫نور عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫عال عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫االء عبد الحفيظ موسى السقا‬ ‫انس محمد موسى السقا‬ ‫ابن خالد موسى السقا‬ ‫رغداء زياد موسى السقا‬ ‫محمد شادي زياد موسى السقا‬ ‫رنا زياد موسى السقا‬ ‫نور زياد موسى السقا‬ ‫نضال السقا (ابو فراس)‬ ‫غيث حامد السقا‬ ‫احمد سويد (ابو عماد)‬ ‫محمد احمد السيد (ابو احمد)‬ ‫عمر الشاطر‬ ‫حسن محمد ابراهيم شاكر‬ ‫(فلسطيني تولد مصر)‬ ‫محمد شعبان (ابو كاسم)‬ ‫عمر سليمان شحادة (نبوتة)‬ ‫اسامة شحادة‬ ‫بشار شحادة (ابو يامن)‬ ‫فراس سليمان شحادة‬ ‫سوسن محمد سعيد شحادة‬ ‫احمد عماد الشربجي‬ ‫محمود عمر الشربجي (ابو حامد)‬ ‫انس الشربجي‬ ‫خالد مهدي شعيب‬ ‫سمير حسن شعيب‬ ‫ابو عدنان شلة‬ ‫غسان محمد خليل الشلق‬ ‫علي احمد شما‬ ‫احمد شما‬ ‫رضوان امين شما (ابو انس)‬ ‫عيسى شما‬


‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪ 257‬امنة فارس شماشان‬ ‫‪ 258‬محمد عامر سامي شمدين‬ ‫‪ 259‬مرهف شهاب (ابو اسامة)‬ ‫‪ 260‬غسان نسيب الشوا‬ ‫‪ 261‬وردان الشوا‬ ‫‪ 262‬فاطمة محمد الشيخ‬ ‫‪ 263‬امينة محمد الشيخ‬ ‫‪ 264‬فاتنة محمد الشيخ‬ ‫‪ 265‬لطيفة محمد الشيخ‬ ‫‪ 266‬عبد الرحمن محمد الشيخ‬ ‫‪ 267‬راتب شيخ الشباب‬ ‫‪ 268‬جميل وليد صبحي (ابو رمانة)‬ ‫‪ 269‬عبد الرحيم اسماعيل ص ّديق‬ ‫(ابو عبادة)‬ ‫‪ 270‬بالل صريم‬ ‫‪ 271‬سامر احمد الصليبي‬ ‫‪ 272‬بشير صمادي‬ ‫‪ 273‬فهد صمادي‬ ‫‪ 274‬مهند صمادي‬ ‫‪ 275‬فادي صمادي‬ ‫‪ 276‬كمال صنديحة‬ ‫‪ 277‬ابو احمد صوان‬ ‫‪ 278‬محمد ياسين الصوص‬ ‫‪ 279‬ياسين الصوص‬ ‫‪ 280‬يحيى بدر الدين الضبع‬ ‫‪ 281‬ابراهيم عز الدين الضبع‬ ‫‪ 282‬راتب كمال الضبع‬ ‫‪ 283‬ناظم بدر الدين الضبع‬ ‫‪ 284‬صياح بدر الدين الضبع‬ ‫‪ 285‬بدرالدين محمد الضبع (ابو صياح)‬ ‫‪ 286‬سامر بدر الدين الضبع‬ ‫‪ 287‬مازن بدر الدين الضبع‬ ‫‪ 288‬سليمان حامد طالب‬ ‫‪ 289‬رامي احمد طه‬ ‫‪ 290‬نادرعدنان طه (ابو محمد)‬ ‫‪ 291‬محمد طه (ابو صياح)‬ ‫‪ 292‬فياض طه‬ ‫‪ 293‬عامر طه‬ ‫‪ 294‬ياسين طه‬ ‫‪ 295‬عمار طه‬ ‫‪ 296‬عمر يوسف العبار‬ ‫‪ 297‬احمد العبار (ابو حسين)‬ ‫‪ 298‬عالء حسام العبار‬ ‫‪ 299‬فهد احمد العبار‬ ‫‪ 300‬عادل محمد العبار‬ ‫‪ 301‬هديل محمد العبار‬ ‫‪ 302‬الين محمد العبار‬ ‫‪ 303‬ميادة العبار (عمة عادل العبار)‬ ‫‪ 304‬نضال العبار‬ ‫‪ 305‬صبحي اسماعيل العبار (ابو امين)‬ ‫‪ 306‬رياض عصام العبار‬ ‫‪ 307‬مهند العبار‬ ‫‪ 308‬رفعت فارس العبار (ابو فراس)‬ ‫‪ 309‬محمد مصطفى العبار‬ ‫‪ 310‬سحر العبد‬ ‫(زوجة أحمد عباس الشيخ أبو ربيع)‬ ‫‪ 311‬حسين فارس عبد الباقي‬ ‫(ابو فارس)‬ ‫‪ 312‬سهام عبد الحسن سلوم‬ ‫(زوجة حسن محمد ابراهيم شاكر الفلسطيني)‬ ‫‪ 313‬نضال جمعة عبد الحي‬ ‫‪ 314‬محمد خير كمال عبد الحي‬ ‫‪ 315‬زياد كمال عبد الحي‬ ‫‪ 316‬وليد توفيق عبد الغني‬ ‫‪ 317‬عبد الله العبد الله‬ ‫‪ 318‬سليمان احمد عبد الوهاب‬ ‫‪ 319‬شخص من ال عبد الوهاب‬ ‫‪ 320‬محمد حمودة عدنان (الساطور)‬

‫‪ 321‬رامي سعيد عديلة ( اللقب دب)‬ ‫‪ 322‬ابو حديد غرز الدين‬ ‫‪ 323‬اسماعيل العرعور‬ ‫‪ 324‬احمد عز الدين‬ ‫‪ 325‬عبد المالك بدوي عز الدين‬ ‫(من حمص‪ -‬الخالدية)‬ ‫‪ 326‬محمد سعيد محمد خير العزب‬ ‫(ابو الخير)‬ ‫‪ 327‬نور الدين العش‬ ‫‪ 328‬ياسين محمد العصفور‬ ‫‪ 329‬دياب العقلة‬ ‫‪ 330‬عمر حكمت علوش‬ ‫‪ 331‬عقلة سالم العلي (من درعا)‬ ‫‪ 332‬باسم عبدو علي باشا‬ ‫(معررف بـ بسام وملقب أبو ياسر)‬ ‫‪ 333‬حسين عليان (ابو بكر)‬ ‫‪ 334‬عبد الستار عليان (ابو فراس)‬ ‫‪ 335‬محمود العمر (حماة)‬ ‫‪ 336‬محمد ديب عودة زخور‬ ‫‪ 337‬سيف عبد المجيد عيسى‬ ‫‪ 338‬جميل عبد عيواظ (ابوعبدو)‬ ‫‪ 339‬سليمان غباش‬ ‫‪ 340‬اياد غزال‬ ‫‪ 341‬بشار غزال‬ ‫‪ 342‬محمد غزال‬ ‫‪ 343‬محمد ناصر محمد وحيد فتاش‬ ‫(ابو نضال)‬ ‫‪ 344‬ناديا محمد فتة‬ ‫‪ 345‬احمد فتة (ابو عماد)‬ ‫‪ 346‬بالل الفرواني (درعا‪:‬انخل)‬ ‫‪ 347‬علي فالحة ( من القدم)‬ ‫‪ 348‬زاهر منير فياض‬ ‫‪ 349‬نبيل منير فياض‬ ‫‪ 350‬عالء الفياض‬ ‫‪ 351‬رياض قاروط‬ ‫‪ 352‬بالل صالح القاضي‬ ‫‪ 353‬محمد راشد قدرة ابو نضال‬ ‫‪ 354‬وداد قدرة‬ ‫‪ 355‬ابن وداد قدرة‬ ‫‪ 356‬محمد جهاد قدرة‬ ‫‪ 357‬ايناس قدرة‬ ‫‪ 358‬ابن ايناس قدرة‬ ‫‪ 359‬اياد اسماعيل القرح‬ ‫‪ 360‬اياد اسماعيل القرح (ابو انس)‬ ‫‪ 361‬محمد خير عبد السالم قريطم‬ ‫(والده ابو جمال)‬ ‫‪ 362‬ابراهيم قريطم‬ ‫‪ 363‬عمر قريطم‬ ‫‪ 364‬خالد خليل قريطم‬ ‫‪ 365‬سليم حمدي قريطم‬ ‫‪ 366‬ابو النور قزاح‬ ‫‪ 367‬بشار رياض قفاعة‬ ‫‪ 368‬بسام رياض قفاعة‬ ‫‪ 369‬عصام موفق قفاعة‬ ‫‪ 370‬محمد موفق قفاعة (ابن ابو عصام)‬ ‫‪ 371‬وسام موفق قفاعة (ابن ابو عصام)‬ ‫‪ 372‬محمد جميل قفاعة‬ ‫‪ 373‬رياض جميل قفاعة‬ ‫‪ 374‬عدنان جميل قفاعة‬ ‫‪ 375‬موفق جميل قفاعة (ابو عصام)‬ ‫‪ 376‬جميل احمد قفاعة‬ ‫‪ 377‬رامي عدنان قفاعة‬ ‫‪ 378‬محمد فؤاد قهوجي‬ ‫‪ 379‬وسام محمد فؤاد قهوجي‬ ‫‪ 380‬وئام محمد فؤاد قهوجي‬ ‫‪ 381‬وسيم محمد فؤاد قهوجي‬ ‫‪ 382‬سومر عيد كساح‬ ‫‪ 383‬وسيم عبد الرحمن كساح‬

‫عنب داراني‬ ‫‪ 384‬عبدو شفيق كساح‬ ‫‪ 385‬عماد شفيق كساح‬ ‫‪ 386‬يحيى شفيق كساح‬ ‫‪ 387‬ابو صياح كساح‬ ‫‪ 388‬ميسر كساح (ابو فارس)‬ ‫‪ 389‬مناف كساح‬ ‫‪ 390‬سامر كساح‬ ‫‪ 391‬محمد كساح‬ ‫‪ 392‬ياسر عيد كساح‬ ‫‪ 393‬فراس الكشك‬ ‫‪ 394‬محمد الكشك‬ ‫‪ 395‬علي كناكرية‬ ‫‪ 396‬علي محمد كناكرية‬ ‫‪ 397‬خالد محمد شحادة كنعان‬ ‫‪ 398‬عائشة تيسر اللحام‬ ‫‪ 399‬محمد ابراهيم اللحام‬ ‫‪ 400‬راشد محمد اللحام‬ ‫‪ 401‬نطاح ليلى ابو هيثم (من حفير)‬ ‫‪ 402‬محمد كمال محمد‬ ‫‪ 403‬عبد الله محمد المحمد‬ ‫‪ 404‬ابراهيم محمود‬ ‫‪ 405‬رافت محمود‬ ‫‪ 406‬صباح محمود‬ ‫(جدة عادل محمد العبار)‬ ‫‪ 407‬مظهر محمد محمود‬ ‫‪ 408‬محمد شفيق محمود‬ ‫‪ 409‬احمد رشدي محمود‬ ‫‪ 410‬كامل محمود‬ ‫‪ 411‬عزات راشد مراد‬ ‫‪ 412‬راشد عزات مراد‬ ‫‪ 413‬محمد خير سعيد مراد‬ ‫‪ 414‬عبد الحميد مراد (ابو حميد)‬ ‫‪ 415‬احمد انور مراد‬ ‫‪ 416‬محمد راشد مراد‬ ‫‪ 417‬احمد راشد مراد‬ ‫‪ 418‬جمال عزات مراد (أبو ماهر)‬ ‫‪ 419‬محمود احمد مراد‬ ‫‪ 420‬عبد المجيد مراد‬ ‫‪ 421‬محمود ياسر مراد‬ ‫‪ 422‬خلدون مرداش‬ ‫‪ 423‬رضوان مرداش‬ ‫‪ 424‬محمد مرداش‬ ‫‪ 425‬مهند مرداش‬ ‫‪ 426‬محمد هاني مرستاني (ابو بديع)‬ ‫‪ 427‬احمد عبد القادر مستو‬ ‫‪ 428‬سارية عبد القادر مستو‬ ‫‪ 429‬بشار علي المشش‬ ‫‪ 430‬ماجد فارس المصري‬ ‫‪ 431‬مصطفى المصري (ابو رفعت)‬ ‫‪ 432‬نسرين صبحي المصري‬ ‫‪ 433‬طالل احمد المصري‬ ‫‪ 434‬كمال مظهر المصري‬ ‫‪ 435‬شهيد من عائلة المصري‬ ‫‪ 436‬عز الدين شرف المصري‬ ‫‪ 437‬محمد زهير المصري‬ ‫‪ 438‬محمد حسن هاني معضماني‬ ‫‪ 439‬شفيق معضماني‬ ‫‪ 440‬تيسير معضماني‬ ‫‪ 441‬مهران شحادة المكعوك‬ ‫‪ 442‬شحادة ابراهيم المكعوك‬ ‫‪ 443‬مظهر احمد المكعوك (ابو احمد)‬ ‫‪ 444‬عالء خليل منجد‬ ‫‪ 445‬ابو فياض حسين موسى‬ ‫‪ 446‬محمد بسام الميداني‬ ‫(من باب سريجة)‬ ‫‪ 447‬سعيد الناعمي ( ابو ياسر)‬ ‫‪ 448‬مريم راشد الناموس‬ ‫‪ 449‬امنة عبد العزيز الناموس‬

‫‪450‬‬ ‫‪451‬‬ ‫‪452‬‬ ‫‪453‬‬ ‫‪454‬‬ ‫‪455‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪457‬‬ ‫‪458‬‬ ‫‪459‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪461‬‬ ‫‪462‬‬ ‫‪463‬‬ ‫‪464‬‬ ‫‪465‬‬ ‫‪466‬‬ ‫‪467‬‬ ‫‪468‬‬ ‫‪469‬‬ ‫‪470‬‬ ‫‪471‬‬ ‫‪472‬‬ ‫‪473‬‬ ‫‪474‬‬ ‫‪475‬‬ ‫‪476‬‬ ‫‪477‬‬ ‫‪478‬‬ ‫‪479‬‬ ‫‪480‬‬ ‫‪481‬‬ ‫‪482‬‬ ‫‪483‬‬ ‫‪484‬‬ ‫‪485‬‬ ‫‪486‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪488‬‬ ‫‪489‬‬ ‫‪490‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪492‬‬ ‫‪493‬‬ ‫‪494‬‬ ‫‪495‬‬ ‫‪496‬‬ ‫‪497‬‬ ‫‪498‬‬ ‫‪499‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪501‬‬ ‫‪502‬‬ ‫‪503‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪506‬‬ ‫‪507‬‬ ‫‪508‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪511‬‬

‫‪9‬‬

‫سالمة سعيد النحاس‬ ‫احمد النحاس‬ ‫جالل نصار‬ ‫محمد نصار‬ ‫سامر انور نكاش‬ ‫عالء احمد النكاش‬ ‫يحيى عبد اللطيف النكاش‬ ‫(ابو مازن)‬ ‫محمد يحيى النكاش‬ ‫مازن يحيى النكاش‬ ‫ضياء احمد النكاش‬ ‫عبد اللطيف النكاش‬ ‫محمد احمد النكاش‬ ‫احمد النكاش (ابو عالء)‬ ‫فادي محي الدين النكاش‬ ‫مهند محي الدين النكاش‬ ‫محمد جمال خليل النكاش‬ ‫فهد محي الدين النكاش‬ ‫احمد محمد نمورة‬ ‫ابراهيم محمد نمورة‬ ‫محمود نمورة‬ ‫عماد نمورة‬ ‫نضال نمورة‬ ‫عماد محمد نوح‬ ‫سامر سليمان نوح‬ ‫رضوان نوح‬ ‫محي الدين هدلة (ابو علي)‬ ‫مازن هدلة‬ ‫حسان هدلة‬ ‫شادي حسين هدلة‬ ‫نضال هدلة‬ ‫يوسف محمد هدلة‬ ‫أسامة هدلة‬ ‫سامر همر الملقب باللبناني‬ ‫محمد شعبان هنادي‬ ‫محمد احمد الهندي‬ ‫حسين تيسير الهندي‬ ‫سليمان احمد الهندي‬ ‫فرزات حسن الهندي‬ ‫وداد الهندي‬ ‫شقيق وداد الهندي‬ ‫مامون عبدو هواري‬ ‫امين عبدو هواري‬ ‫خديجة الون‬ ‫علي الون‬ ‫نشات الون‬ ‫سمير الون‬ ‫عدنان الون‬ ‫محمد الون‬ ‫ياسين الون‬ ‫اكرم الون‬ ‫ماهر عبدو الون‬ ‫ياسر نشات الون‬ ‫سعيد الون‬ ‫محمد انور يحيى (العموري)‬ ‫(ملقب ابو النور)‬ ‫محمد احمد يحيى‬ ‫(ابن فاطمة موسى السقا)‬ ‫احمد يحيى‬ ‫(زوج فاطمة موسى السقا)‬ ‫عمر قدري يحيى‬ ‫مجهولة الهوية‬ ‫ام دياب‬ ‫شهيد اردني‬ ‫بشار‬ ‫ابو عمر‬

‫ُيذكر أن ً‬ ‫عددا ً‬ ‫كبيرا من الشهداء تم دفنهم دون التعرف عليهم إما لتشوه جثثهم أو لعدم إمكانية السؤال عنهم‬ ‫والتقصي حولهم في ظل التواجد األمني الكثيف أثناء الحملة‬


‫‪ 10‬ﻣﻦ ﻓﻜر الﺜورﺓ‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫ألننا نحب سوريتنا الحرة ‪ ،‬باأللوان ‪..‬‬ ‫جميعنا اآلن نسعى لتحقيق مطلبنا األسمى في ثورتنا‬ ‫المباركة «الحرية» ‪ ...‬و بها نحقق البناء الذي من أجله نحن‬ ‫مستخلفون في األرض‪.‬‬ ‫ال بد أن كل واحد منا اآلن وبعد عقود من مصادرة الحريات‬ ‫والحقوق جميعها‪ ،‬أدرك كم هو ثمي ٌن فكر أي واحد منا‪ ،‬وكم‬ ‫لكم أفواهنا‬ ‫هو كبير ذاك المجهود الذي ُبذل عبر عقود ّ‬ ‫ومنعنا حتى من الكالم‪ .‬أدرك الواحد منا كم هي مقدسةٌ‬ ‫الفكرة في عقل الواحد منا‪ ،‬وكم هو عظيم ذاك العقل‬ ‫المستو َدع في رؤوسنا‪.‬‬ ‫تلك األفكار والمعتقدات وكما هي مرتبة في رؤوسنا‪ ،‬نحن‬ ‫مدينون بها للحرية التي اختصنا الله بها كبني اإلنسان‪،‬‬ ‫ثم ت ّوجها بالتكليف‪ ،‬وفتح لنا جميع السبل لنبحث؛ ومن‬ ‫حرية معتقدنا‬ ‫ثم لنصل للحق الذي هو جوهر الحياة‪ .‬وصكُّ ِ‬ ‫وفكرنا قد ُأ ِودع في قوله تعالى‪« :‬ال ِإ ْكرَا َه ِفي ال ِّد ِين‪َ ،‬ق ْد‬ ‫ُوت َو ُيؤ ِْم ْن ِبال َّل ِه َف َق ْد‬ ‫َت َب َّي َن الرُّشْ ُد ِم ْن ال َغ ِّي َف َم ْن َي ْك ُفرْ ِبالطَّ اغ ِ‬ ‫ْاس َت ْم َسكَ ِبا ْل ُعرْ َو ِة ا ْل ُو ْثقَى َال ان ِف َص َام َل َها َوال َّل ُه َس ِمي ٌع َع ِل ٌيم»‬ ‫]البقرة‪.[256 :‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن ما في رؤوسنا من أفكار ال تتطابق‪ ،‬وهذا‬ ‫حق‪ ،‬وسنة الله في الخلق الذي جعل االختالف رحمةً تلون‬ ‫ٌّ‬ ‫هذا الكون الكبير ‪....‬‬ ‫« َو َل ْو شَ َاء رَبُّكَ َل َج َعلَ الن ََّاس ُأ َّمةً َو ِاح َد ًة َوال َيزَالُو َن ُم ْخ َت ِل ِفينَ‪.‬‬ ‫ِإال َم ْن رَ ِح َم رَبُّكَ ‪َ ،‬و ِل َذلِكَ َخ َلق َُه ْم َو َت َّم ْت َك ِل َمةُ رَبِّكَ َأل ْم َأل َّن‬ ‫َج َهن ََّم ِم َن ا ْل ِجن َِّة َوالن َِّاس َأ ْج َم ِعي َن « ]هود‪[119 -118 :‬‬

‫بين )األنا( والفكر‬ ‫المثالي في الثورة‬ ‫محمد الملحم‬

‫كنت أرى‬ ‫عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال‪ :‬ما ُ‬ ‫أن أح ًدا من أصحاب رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬يريد‬ ‫الدنيا حتى نزل فينا ما نزل يوم ُأحد‪(ِ :‬م ْنك ُْم َم ْن ُيرِي ُد ال ُّد ْن َيا‬ ‫َو ِم ْنك ُْم َم ْن ُيرِي ُد ْاآل ِخرَةَ) ]آل عمران‪.[152 :‬‬ ‫الثورة السورية واق ٌع بشر ٌي بكل مالبساتها وظروفها‪،‬‬ ‫بكل أحداثها ومجرياتها‪ ،‬بكل‬ ‫شخوصها وأبطالها‪،‬‬ ‫نجاحاتها‬ ‫بكل‬ ‫و إ خفا قا تها ‪. . .‬‬ ‫وهكذا أرادها رب‬ ‫العزة امتحانًا‬ ‫للعباد؛ فيها من‬ ‫ارتقى وتربع على‬ ‫قمة الوعي والرقي‬ ‫البشري‪ ،‬وفيها من‬ ‫يناوش القمم‪ ،‬وفيها‬

‫الحوار الذي سيغنينا جمي ًعا‪،‬‬ ‫ُيخرِج ما في جعبة كلٍّ منا من‬ ‫أفكار ربما تكون صحيحية وربما‬ ‫تكون خاطئة؛ ولكنها جمي ًعا‬ ‫ثمينة‪ ،‬بالنظر إليها والتفكير‬ ‫والنقاش والنقد المبني على‬ ‫دالئل منطقية‪ ،‬تقوم على العلم‬ ‫الذي قدسته جميع الديانات‬ ‫والشرائع السماوية‪ ،‬عندها نغني‬ ‫حرص على‬ ‫بعضنا جمي ًعا وكلنا ٌ‬ ‫بقاء االحترام والحكمة في الطرح‬ ‫واالبتعاد عن الحدة في النقاش‪.‬‬ ‫كل شي ٍء قابل للطرح على طاولة الحوار‪ ،‬وكله قابل للخطأ والصواب‬ ‫إال قرآننا العظيم وسنة نبينا عليه الصالة والسالم بع ُد أي ًضا‪.‬‬ ‫ُعرف بالحق‪ ،‬وليس الحق بالذي ُيعرَف‬ ‫ضا ت ُ‬ ‫والرجال أي ً‬ ‫بالرجال‪ .‬وال معصوم أومنزه من بني آدم إال أنبياء الله‬ ‫صلوات الله عليهم أجمعين‪ ،‬واليقي ُن ال يأتي إال بعد مسيرٍ‬ ‫من الشك والسؤال‪.‬‬ ‫رسالتي لك ‪...‬‬ ‫ربما لن تعجبك جملة قد خطط ُتها‪ ،‬ال تعنّفني‪ ،‬فقط انظر‬ ‫فيها‪ ،‬واسأل‪ :‬لماذا؟‬ ‫لن أبخل عليك باإلجابة وأنا كلي أمل أني في الطريق‬ ‫الصحيح ألعلم‪.‬‬

‫ضا من األفكار‬ ‫أفكارُك تغنيني وربما تصيب خطأي‪ ،‬ولد ّي أي ً‬ ‫ما قد يغنيك ويصيب خطأك‪ ،‬وأنا في هذا كله أحترم‬ ‫مقدسك وفكرك وأجلس معك على طاولة مستديرة‪ ،‬ال‬ ‫يبخس أحدنا احترام اآلخر ومقدساته ‪..‬‬ ‫في النهاية جميعنا سائرون على الدرب‪ ،‬ووحده اإلنسان ال‬ ‫يستطيع أن يصل‪ .‬ال بد من الحوار والنقاش الذي به يستعير‬ ‫اإلنسان عقول أصحابه فيصل‪...‬‬ ‫إنه الحق ال يخشى الحوار وبالحق تفوز باآلخرين ثقة ومحبة‬ ‫واحترا ًما‪ ،‬من ثم تحقق الغاية من وجودك على هذه األرض‬ ‫«الخالفة في األرض»‪.‬‬ ‫وهي في النهاية قضية الحرية التي من أجلها قامت ثورة‬ ‫الوطن‪...‬‬

‫المقتصد‪ .‬وبالمقابل فيها من يحرص على الدنيا ومن‬ ‫وترسخت في نفسه معاني االرتكاس ورسب في‬ ‫تقهقَر ّ‬ ‫سوءا على سوئه‪ ،‬ومن ظهر معدنه‬ ‫االمتحان‪ ،‬ومن زادته ً‬ ‫الصدئ‪ ...‬بل من الثوار من هو كذلك وال شك‪.‬‬ ‫أمة تختزن في نفسها‬ ‫وإن العاقل ال يستغرب ذلك في ٍ‬ ‫وذاكرتها ركا ًما هائ ًال من التصورات واألفكار والقيم‬ ‫المنحرفة‪ ،‬بفعل سياسة اإلفساد المنظم التي كان ينتهجها‬ ‫النظام الطائفي في المدارس والجامعات ووسائل اإلعالم‬ ‫وكافة مرافق الحياة تحت غطاء حزب البعث‪.‬‬ ‫إن الثورة على الطغيان إنما هي ر ُّد فعل بشري فطري‬ ‫على الظلم المتراكم يشارك فيه كل الناس على اختالف‬ ‫سواء كانت ردة الفعل سريعة أم‬ ‫مشاربهم وتوجهاتهم‪ً ،‬‬ ‫أ َّخرَها ركام الخوف والذل‪ .‬بينما الحضارة ال يجيدها إال‬ ‫أرباب القيم النبيلة‪ ،‬والتصورات الصافية الرقراقة الرحبة‪ ،‬ال‬ ‫يستطيعها إال من يجيد التعاطي اإلنساني المشترك‪َ ،‬وف َْق‬ ‫القيم الربانية (التي في ظلها فقط تتحقق حرية اإلنسان‬ ‫بشكل يليق باإلنسان)‪.‬‬ ‫أذكر ذلك ألنه قد تُفاجئنا األيام القادمة بشريحة من‬ ‫(الثوار) ‪-‬بل هي موجودة فعالً‪ -‬قليلة الزاد من قيم التواصل‬ ‫ُقصي وتدني حسبما تحب‬ ‫والتجرد‪ ،‬تتشرنق حول ذاتها‪ ،‬ت ِ‬ ‫وما يوافق هواها‪ ،‬دون مراعاة لمصلحة الثورة أو مصلحة‬ ‫وطنية عامة‪ ،‬تراها توزع صكوك الوطنية يمنةً ويسرة‪،‬‬ ‫ضاربة ببذل اآلخرين عرض الحائط‪َ ،‬دأ ُبها تكريس الـ (أنا)‬ ‫والتمحور حول الذات‪ ،‬وإلقاء التهم جزا ًفا‪ ،‬والنيل من جهد‬ ‫المخالفين وتهميش تضحياتهم والتقليل من شأنها‪ ،‬لسان‬ ‫حالهم‪( :‬أنا فعلت‪ ،‬أنا قدمت‪ ،‬أنا ُجرِحت‪ ،‬أنا ُثرْت‪ ،‬كتيبتنا‪،‬‬ ‫مجموعتنا‪ )...‬غير عابئين بالجراح الدامية وال‬ ‫بالبلد المه َّدم! أو أنهم يحرصون‬ ‫على إعادة سيرة االستعباد‬

‫الناس‪ ،‬والدماء ل َّما تجف بعد!‬ ‫وفرض أنفسهم على رقاب ِ‬ ‫إن المرحلة المقبلة تحتم على كل (عاقل رشيد) أن يساهم‬ ‫ويشارك في الحد من هذه الظاهرة؛ بنشر الوعي وإطالة‬ ‫الصبر على نصح هؤالء اإلخوة وغيرهم‪ ،‬ونشر ثقافة الحوار‬ ‫وعدم إقصاء اآلخر في أوساطهم (والكالم هنا داخل البيت‬ ‫الثوري دون الممالئين للنظام)‪ .‬ومن الجدير بهؤالء اإلخوة‬ ‫العقالء على اختالف تخصصاتهم أن ينزلوا ليعيشوا بين‬ ‫َح َم َلة السالح؛ يقتربوا منهم ويباشروهم‪ ،‬لينالوا شرف الرباط‬ ‫والجهاد أوالً‪ ،‬ثم ينشروا تلك الثقافة العاصمة المم ِّهدة‬ ‫للحياة اآلمنة المشتركة ما بعد سقوط النظام واالنتقال‬ ‫لمرحلة البناء‪ ،‬وخاصة أن أولئك اإلخوة ليسوا من الشر‬ ‫بذاك؛ وإنما تنطوي نفوسهم على خير كثير‪.‬‬ ‫إن اتساع لغة األنا واألنانية واتهام الغير أمرٌ غير صحي وال‬ ‫ُينبﺊ بخير‪ ،‬وسيقف عائقًا دون تعافي البلد والتئام الجراح‪،‬‬ ‫وسيكرس األلم والضجر في النفوس‪...‬‬ ‫أيها الثوار! أرعونا سمعكم‪ ،‬لتمتد أيديكم لتتصافح‪ ،‬قبل‬ ‫أن يغري الشيطان بعضكم ببعض ويكون الندم والت‬ ‫ساعة مندم‪ .‬ال تضيق صدوركم بإخوانكم؛ فهم شركاؤكم‬ ‫اختلطت بدمائهم دماؤكم‪ ،‬وتعفرت بالسجود لله جباههم‬ ‫وجباهكم‪ ...‬ربكم واحد ودينكم واحد وهدفكم واحد‪ ...‬فعالم‬ ‫ال ُخ ْلف بينكم؟‬ ‫أيها الثوار! إنكم وافدو الناس اليوم فال تكونوا شؤ ًما عليهم‪،‬‬ ‫ال تزيدوا مصائبهم بخيبة تصيبهم فيكم‪ ،‬كونوا حما ًة‬ ‫للحقوق واألعراض‪ ،‬أمانًا للناس الذين خسروا كل شيء من‬ ‫أجل حياة حرة آمنة‪ .‬فالوطن يتسع للجميع‪ ،‬وإنما التناقض‬ ‫مع َم ْن ظلم وسلب الحرية ومن على نهجه يسير‪.‬‬ ‫( َوقُ ِل ا ْع َملُوا ف َ​َس َيرَى ال َّل ُه َع َم َلك ُْم َورَ ُسول ُ​ُه َوا ْل ُمؤ ِْم ُنو َن َو َس ُترَ ُّدو َن‬ ‫ِإ َلى َعال ِ​ِم ا ْل َغ ْي ِب َوالشَّ َها َد ِة َف ُي َن ِّب ُئك ُْم ِب َما ُك ْن ُت ْم َت ْع َملُونَ)‬ ‫]التوبة‪[105 :‬‬


‫سوﻕ ﻫال ‪..‬‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪11‬‬

‫النظام يقتل باليمين والحكومة تمسح الدماء بالشمال!!‬

‫ّ‬ ‫ﻫﻞ ﺗﺤﻮﻟﺖ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﻟﺠﻨﺔ إﻏﺎﺛﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺼﻒ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻠﻤﻨﺎزل واﻟﻘﺮى وﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ؟!‬ ‫أﻟﻴﺲ ﻣﻦ واﺟﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻗﻒ اﻟﻘﺘﻞ ووﻗﻒ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎزل واﻟﻘﺮى واﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺮﻓﺖ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺪوﻻرات ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬أم أﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺠﺰﻫﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺠﻤﻴﻞ وﺗﻠﻤﻴﻊ وﺟﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺒﻴﺢ‪...‬؟!‬ ‫ﻟﻨﺤﺎول إﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﻌﺎﺷﻲ ﻟﻠﻨﺎس وﻋﻠﻰ أداء وﻋﻤﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ‪:‬‬

‫نشر موقع «شوكو ماكو» االلكتروني موجزًا عن‬ ‫أوضاع مدينة حلب «أن سعر أسطوانة الغاز‬ ‫وصل لنحو ‪ 4‬آالف ليرة سورية‪ ،‬في حين تجاوز‬ ‫سعر ليتر المازوت الـ ‪ 90‬ليرة سورية‪ ،‬ووصل‬ ‫سعر ليتر البنزين إلى نحو ‪ 250‬ليرة سورية»‪.‬‬ ‫وبلغ سعر كيلو البندورة ‪ 65‬ليرة‪ ،‬وتجاوز الخيار‬ ‫الـ ‪ 75‬ليرة‪ ،‬والبصل ‪ 40‬ليرة‪ ،‬والباذنجان‬ ‫‪ 50‬ليرة‪ .‬أما بالنسبة لمادة الخبز‪ ،‬فالمشهد‬ ‫لم يختلف من حيث «الطوابير البشرية» التي‬ ‫تنتظر الدور للحصول على الخبز‪ ،‬لكن الجديد في‬ ‫األمر أن األفران الخاصة رفعت سعر ربطة الخبز‬ ‫إلى ‪ 25‬ليرة‪ ،‬في حين تباع على «البسطات»‬ ‫بما ال يقل عن ‪ 75‬ليرة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لواقع المؤسسات الحكومية‪ ،‬فقد‬ ‫حققت ثماني شركات تابعة لـ (المؤسسة‬ ‫العامة للصناعات الغذائية) خسائر تقدر‬ ‫بحوالي ‪ 115‬مليون ليرة‪ ،‬واحتلت شركة ألبان‬ ‫حمص المرتبة األولى في الخسائر المقدرة‬ ‫بقيمة ‪ 16‬مليون ليرة‪.‬‬

‫مع كل هذه المؤشرات االقتصادية التي‬ ‫تعكس فشل وعجز الحكومة عن أداء مهامها‬ ‫وواجباتها الرئيسية تجاه المجتمع‪ ،‬يطل علينا‬ ‫نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد‬ ‫بتصريحاته اإلنسانية بأن «الحكومة السورية‬ ‫تسخّر كل إمكاناتها لتقديم المساعدات‬ ‫اإلنسانية للمتضررين من األحداث الراهنة»!!!‬ ‫هذا النوع من الكالم اإلعالمي المسته َلك يعيدنا‬ ‫بالذاكرة إلى تصريحات رامي مخلوف في المؤتمر‬ ‫الصحافي الذي عقده في ‪ 16‬يونيو‪/‬حزيران‬ ‫‪ 2011‬عندما قرر «اعتزال التجارة والتفرع‬ ‫للعمل الخيري»‪ ،‬وهو الذي سرق أموال الشعب‬ ‫السوري من خالل االمتيازات واالحتكارات‬ ‫الممنوحة له من قبل الحكومة‪ .‬رامي مخلوف‬ ‫وهو الذي فرضت عليه الدول الغربية عقوبات‬ ‫اقتصادية بسبب قيامه بدعم النظام من خالل‬ ‫تمويل وتجهيز الشبيحة لقتل المتظاهرين‪ ،‬يريد‬ ‫أن يتحول اليوم إلى حاتم الطائي؟!‪ .‬والحكومة‬ ‫اليوم تحولت إلى طبيب جراحة تجميلية يقوم‬

‫سياسات التشغيل والتعليم في سوريا‬ ‫في تقرير للمكتب المركزي لﻺحصاء حول التشغيل والقوى‬ ‫العاملة في سوريا ُذكر أن عدد المشتغلين اإلجمالي يقارب‬ ‫خمسة ماليين مشتغل أي ما نسبته ‪ 22.8%‬من إجمالي‬ ‫عدد السكان في سوريا‪.‬‬ ‫ومن الملفت للنظر أن نسبة تشغيل اإلناث ال تتجاوز ‪12%‬‬ ‫من إجمالي المشتغلين‪ .‬إال أن الملفت للنظر أكثر؛ أن نسبة‬ ‫تتجاوز ‪ 50%‬من إجمالي هؤالء المشتغلين يحملون الشهادة‬ ‫اإلبتدائية فما دون!! وإذا ما أضفنا المرحلة اإلعدادية‬ ‫التي باتت إلزامية في السنوات االخيرة تصبح نسبة من‬ ‫يحمل الشهادة اإللزامية فما دون تتجاوز ‪ 57%‬من إجمالي‬ ‫المشتغلين!! أي أن أكثر من ‪ 57%‬من إجمالي المشتغلين في‬ ‫سوريا قد حصلوا على التعليم األساسي فقط وأن أكثر من‬ ‫ثلثهم (‪ 20.8%‬من اإلجمالي) ال يحمل أية شهادة دراسية!!‬ ‫ﺍﻹﻧﺎﺙ‬

‫ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ‬

‫‪٪‬‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ‬

‫‪٪‬‬

‫ﺃﻣﻲ‬

‫‪208,699‬‬

‫‪4.8‬‬

‫‪35,065‬‬

‫‪5.7‬‬

‫ﻳﻘﺮﺃ ﻭﻳﻜﺘﺐ‬

‫‪748,929‬‬

‫‪17.3‬‬

‫‪35,862‬‬

‫‪5.8‬‬

‫ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ‬

‫‪1,471,290‬‬

‫‪33.9‬‬

‫‪44,328‬‬

‫‪7.2‬‬

‫ﺍﻋﺪﺍﺩﻳﺔ‬

‫‪735,474‬‬

‫‪17.0‬‬

‫‪59,133‬‬

‫‪9.6‬‬

‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ‬

‫‪477,496‬‬

‫‪11.0‬‬

‫‪63,029‬‬

‫‪10.2‬‬

‫ﻣﻌﻬﺪ ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫‪338,218‬‬

‫‪7.8‬‬

‫‪219,826‬‬

‫‪35.7‬‬

‫ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ‬

‫‪352,978‬‬

‫‪8.1‬‬

‫‪158,263‬‬

‫‪25.7‬‬

‫ﻏﻴﺮ ﻣﺒﻴﻦ‬

‫‪651‬‬

‫‪0.0‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ‬

‫‪4,333,733‬‬

‫‪100‬‬

‫‪615,504‬‬

‫‪100‬‬

‫المصدر‪ :‬المكتب المركزي لﻺحصاء ‪www.cbssyr.org‬‬

‫بتصريحات تجميلية لتحسين وجه وصورة‬ ‫النظام القبيحة ويدعي أن «الحكومة قدمت كل‬ ‫الدعم إلعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات‬ ‫االجتماعية والمعيشية للمناطق والمواطنين‬ ‫المتضررين من األحداث وبدأت بتنفيذ برنامج‬ ‫المساعدات اإلنسانية الذي تم االتفاق عليه مع‬ ‫منظمات األمم المتحدة»‪!.‬‬ ‫عن أي بنى تحتية يتحدثون؟!! عن اإلنسان الذي‬ ‫هو أغلى ما في الحياة وقد ُهدر دمه وسال أنهارًا‬ ‫في كل مكان‪ ،‬أم عن بابا عمرو والخالدية وأحياء‬ ‫حمص وبعض مناطق ريف حلب وريف دمشق‬ ‫التي أصبحت أثرًا بعد عين‪...‬؟! بل األقبح من‬ ‫ذلك‪ ،‬بأن يقوم مجلس الوزراء بتشكيل فريق‬ ‫وزاري مهمته إيجاد الحلول لمشاكل المواطنين‬ ‫التي تتحمل مسؤولياتها «المجموعات اإلرهابية‬ ‫المسلحة» حسب زعمهم وأسطوانتهم اليومية‪.‬‬ ‫أليس من األجدر إيجاد حلول وذبح الثور الهائج‬ ‫الذي يدمر االقتصاد والمدن ويقتل اإلنسان‬ ‫بطائراته ودباباته ومدافعه‪...‬؟‬

‫وحكوماته المتعاقبة‬ ‫اعتمدا على توظيف‬ ‫المقربين والموالين ‪-‬أمن ًيا‬ ‫وإذا ما أخذنا بعين االعتبار أنه خالل السنوات األخيرة قامت أو حزب ًيا‪ -‬بغض النظر عن كفاءاتهم‬ ‫الحكومات المتعاقبة بتوظيف المزيد من حملة الشهادات وخبراتهم أو شهاداتهم‪ ،‬في سبيل‬ ‫الجامعية أو الثانوية مقارنة بالفترة السابقة‪ ،‬يظهر لنا أن‬ ‫نسبة حملة الشهادة االبتدائية فما دون كانت مرتفعة أكثر‬ ‫في السنوات السابقة‪.‬‬ ‫إن ذلك يطرح الكثير من األسئلة حول السياسات التي‬ ‫كانت‪ -‬تتبعها الحكومات في توظيف الخريجين الجامعيين‬‫أو حملة الشهادات بما فيها الشهادة الثانوية ومدى اهتمام‬ ‫هذه الحكومات بتوظيف هذه الشريحة من القوة العاملة أو التحكم بالموظفين في القطاع العام ومواقفهم ‪-‬في حين تو ّلى كثير‬ ‫من أصحاب األعمال هذه المهمة في القطاع الخاص‪ -‬ولضمان والئهم‬ ‫توفير فرص العمل لهم‪.‬‬ ‫في لقاء لنائب رئيس مجلس الوزراء السوري السابق عبد الله للنظام ال للبلد أو الوطن‪ .‬وبما أن األميين وحملة الشهادات الدنيا ‪-‬ما‬ ‫الدردري مع طلبة جامعة دمشق‪ ،‬أكد النائب االقتصادي السابق دون الثانوية‪ -‬هم األقل نصي ًبا في الحصول على أعمال فيما لو فقدوا‬ ‫أن أولوية الحكومة تتركز في خلق وتوفير فرص عمل للخريجين أعمالهم‪ ،‬فإن والءهم لصاحب العمل (الحكومة) أكبر من والء حملة‬ ‫الجامعيين؛ وهي في سبيل ذلك الشهادات الجامعية الذين ومن خالل وعيهم وعلمهم ‪-‬المفترَضين‪ -‬قد‬ ‫محق يقوم به الوزير أو المدير‪،‬‬ ‫قامت باالتفاق مع حكومة دولة قطر يواجهون أي قرار خاطﺊ أو تصرف غير ٍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ‬ ‫في أيام الود حينها‪ -‬على تأمين وسيكونون قادرين على الحصول على عمل بديل في حال تم طردهم‬‫‪٪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﺩ‬ ‫فرص عمل لما يقارب ‪ 50‬ألف خريج او قرروا االستقالة نتيجة لموقفهم ذاك‪.‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪243,764‬‬ ‫سوري من مختلف االختصاصات إن سياسة التجهيل هذه ‪-‬مدعومة بسياسات حكومية أخرى‪-‬‬ ‫‪ 15.9 784,790‬في دولة قطر!! وكان مطلب الطالب أدت إلى بيروقراطية وخمول كبيرين في الجهاز الحكومي‬ ‫‪ 30.6 1,515,617‬يومها أنهم يريدون من الحكومة والسيما اإلداري‪ ،‬حيث المجال إلبداع أو مبادرة أو تطوير‪.‬‬ ‫‪ 16.1 794,607‬تأمين فرص العمل لهم أو خلق لذلك البد أن تكون إعادة هيكلة الجهاز اإلداري للحكومة من‬ ‫‪ 10.9 540,524‬البيئة المالئمة إلقامة األعمال في أولى أولويات مرحلة ما بعد األسد‪ .‬كما يجب أن تقوم سياسة‬ ‫التوظيف والتشغيل في تلك المرحلة على مبادئ الكفاءة‬ ‫سوريا وليس خارجها‪.‬‬ ‫‪ 11.3 558,043‬إن ما يمكن تسميته بـ ”سياسة تجهيل“ والخبرة ال على الوالء الحزبي أو الطائفي أو االرتباط األمني‪،‬‬ ‫‪ 10.3 511,241‬القوة العاملة بهدف تسهيل السيطرة كما يجب أن يكون للتوصيف الوظيفي فيها مكان يستبع ُد‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪651‬‬ ‫عليها وتوجيهها كما تريد الحكومة كل إمكانية للمحسوبيات أو الفساد‪ ،‬وأن يتم ربط السياسات‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4,949,238‬‬ ‫يمثل السبب الرئيس وراء سياسات التعليمية بسياسات العمل وسوق العمل واحتياجاتهما‪.‬‬ ‫الحكومة في مجال التوظيف‪ .‬فالنظام‬


‫‪12‬‬

‫ﻣﻦ ﻛرﻡ الﺜورﺓ‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫نهاية رجل في الثمانين‬ ‫إنها حكاية رجل في الثمانين من عمره‪..‬‬ ‫همة عالية‪ ،‬له هيبته بين الناس‪،‬‬ ‫إنسا ٌن مكاف ٌح ذو ٍ‬ ‫أمضى عمره يعمل في أرضه‪ ،‬حياته ُبرمجت على‬ ‫وتيرة واحدة‪ ،‬يستيقظ فجر كل صباح باكرًا يصلي‬ ‫مملوءا بالشوق‬ ‫الفجر وينطلق على دراجته مسر ًعا‬ ‫ً‬ ‫ألرضه التي يمضي طيلة نهاره بالعناية واالهتمام‬ ‫بها‪ ،‬ليعود أدراجه عند مغيب الشمس حام ًال معه‬ ‫ضا من ثمارها ألهل بيته‪.‬‬ ‫بع ً‬ ‫اعتاد أهل البيت أن يعود الرجل عند مغيب كل يوم‪،‬‬ ‫يضع مفتاح بيته على الباب ليدخل مع دراجته‬ ‫عال‬ ‫ملق ًيا نظراته في أنحاء المنزل ٍ‬ ‫مناد بصوت ٍ‬ ‫كعادة الفالحين‪ -‬ليرى من في الدار‪ ،‬يتناول عشاءه‬‫ويختم نهاره بصالة العشاء ثم ينام على صوت‬ ‫مذيع األخبار في مذياعه الخاص الذي يمأل صوته‬ ‫أرجاء المنزل‪ .‬كذلك تسير حياته‪ ،‬لم ترهبه طلقات‬ ‫الرصاص وأصوات االنفجارات‪ ،‬ولم يكترث لجيوش‬ ‫النظام ودباباته فبرغم الحصار الشديد الذي لف‬ ‫المدينة كان يذهب إلى أرضه ويعود منها كأن شيئًا‬ ‫لم يكن‪.‬‬ ‫لكن يوم الخميس ‪ 23‬آب ‪ 2012‬لم يجر كالمعتاد‪،‬‬ ‫يومها تم حصار المدينة بالكامل وتم إغالق كل‬ ‫مداخلها ومخارجها ثم بدأ ضربها بالصواريخ‬ ‫وقصفها بشدة لم يسبق لها مثيل‪ ،‬ذهب الرجل‬ ‫كعادته إلى أرضه‪ ،‬لكنه هذه المرة لم يعد إلى بيته‬ ‫كما هو معتاد! مضى اليوم األول والثاني والثالث وال‬

‫خبر ألهله عنه‪ ،‬لم يعتد أهله على غيابه المفاجﺊ!‬ ‫هنا بدأت األخبار تنتشر حول اختفائه واألهل‬ ‫يصرون على تكذيب أي من تلك األخبار‪ ،‬كان األمل‬ ‫بعودته ما يزال مزرو ًعا في نفوسهم‪ ،‬فهو رجل مسن‪،‬‬ ‫ما حاجتهم العتقاله! فهو لم يشارك بالمظاهرات‬ ‫ومن غير المعقول أن يكون عنصرًا في الجيش الحر!!‬ ‫وتمضي ثالثة أيام أخر وال خبر ألحد عنه‪ ،‬لم يبق من‬ ‫مكان للبحث عنه إال بين الجثث فكلما وصلت جثث‬ ‫جديدة إلى مقبرة الشهداء كان أوالده يسارعون‬ ‫لرؤيتها ع ّلهم يجدونه هناك‪ .‬كانت تختلط مشاعر‬ ‫الحزن والقلق من أن يكون بين الجثث مع مشاعر‬ ‫الراحة واالطمئنان عندما ال يجدونه بينهم لتعود‬ ‫الحيرة من جديد أين هو إذًا‪.‬؟؟!!‬ ‫عند ظهيرة يوم الثالثاء ‪ 28‬آب ‪ 2012‬تلقى األهل‬ ‫ً‬ ‫اتصاال مفاجئًا يخبرهم أن جثثًا جديدة وصلت إلى‬ ‫ً‬ ‫المقبرة وأن رجال في الثمانين من عمره بينها‪ ،‬هرع‬ ‫األهل مسرعين ليتأكدوا من الخبر‪ ،‬كشفوا األغطية‬ ‫عن الموتى‪ ،‬وكانت الصدمة المؤلمة‪ !!..‬لقد كان‬ ‫بينهم‪ ..‬عرفوه من بعض مالبسه‪ ،‬كان ملق ًيا على‬ ‫وجهه مربوط اليدين والقدمين‪ ..‬لقد كان مشوه الوجه‬ ‫ضا!!‬ ‫والرأس أي ً‬ ‫الشهيد صبحي أمين العبار من مواليد داريا ‪،1935‬‬ ‫يعمل فال ًحا في أرضه وهو أب لثمانية أبناء‪ ،‬قضى‬ ‫شهي ًدا يوم الخميس ‪ 23‬آب ‪ 2012‬أثناء الحملة‬ ‫العسكرية على مدينة داريا على أيدي قوات النظام‬

‫قرروا الموت ليعيشوا‪..‬‬ ‫ثالثة شباب يعملون في مجال اإلغاثة ذهلوا أمام الكم‬ ‫الهائل من الشهداء خالل ساعات بسيطة من اقتحام جيش‬ ‫النظام لمدينة داريا فشاهدوا الكثير من الدمار واألشالء‬ ‫وأمضوا معظم يومهم بين جمع الجثث ومعالجة المرضى‪،‬‬ ‫وفي مساء ‪ 22‬آب ‪ 2012‬وصلتهم أنباء بوجود مجزرة كبيرة‬ ‫في مسجد أبو سليمان الداراني تحوي حوالي ‪ 160‬شهي ًدا‬ ‫بينهم أطفال ونساء‪ ،‬وأن جيش النظام وش ّبيحته قد ابتعدوا‬ ‫عن المسجد وتوجهوا إلى مناطق أخرى‪ ،‬فما كان من الش ّبان‬ ‫الثالثة إال أن سارعوا الستطالع الوضع الميداني في المسجد‬ ‫علهم ينقذوا من بقي منهم على قيد الحياة‪ ،‬لكن ما إن‬ ‫دخلوا المسجد وشاهدوا المناظر المروعة والمؤلمة حتى عادت‬ ‫عدد من السيارات التابعة لجيش النظام محملة بالشبيحة‬ ‫وداهموا المسجد المتواجدين فيه مجد ًدا بحثًا عن جثث ربما‬

‫تكون رصاصاتهم قد أخطأتها‪ ،‬فما كان من الش ّبان الثالثة‬ ‫إال أن تمددوا بين عشرات الجثث وقاموا بتمثيل دور الم ّيت‪،‬‬ ‫لكن شبيحة النظام جلسوا في المسجد لوقت طويل وكانوا‬ ‫بين الحين واآلخر يدوسون بأقدامهم على الجثث ويركلونها‬ ‫ثم يقلبونها علهم يجدون بينها حيا يكون شاه ًدا على‬ ‫وحشيتهم فيصفونه! حاول الشبان الصمود والصبر قدر‬ ‫اإلمكان كي ال يفتضح أمرهم وقد نجحوا في ذلك إلى حد‬ ‫كبير إلى أن ذهب الشبيحة وتركوا المسجد فنهضوا وتابعوا‬ ‫عملهم‪.‬‬ ‫هذه الحيلة لم تكن فريدة فشبان آخرون قاموا بنفس الفعل‬ ‫في أماكن أخرى من المدينة حيث اعتقلت قوات النظام عد ًدا‬ ‫كبيرًا منهم ووضعتهم في صفوف ليتم إعدامهم ميدان ًيا‬ ‫وقد استطاع بعضهم التحايل والصمود على هيئة األموات‬

‫بين جثث الشهداء‪ ،‬منهم آخرون دفنوا أنفسهم بالتراب‬ ‫وهم أحياء ليخفوا أجسامهم عن أنظار قوات النظام!!‬ ‫هكذا كان حال المسعفين واألطباء واإلغاثيين أثناء الحملة‬ ‫العسكرية على مدينة داريا‪ ...‬قرروا الموت ليعيشوا‪.‬‬

‫للثورة الكثير دون أن يتباهى بشيء مما كان يفعله أو ُيع ِلم‬ ‫به أحد‪ ،‬كان قوله دائ ًما «هي لله»‬ ‫كان ماجد من أوائل المشاركين بالمظاهرات السلمية‪ ،‬وكان‬ ‫موقعه في الصفوف األولى‪ ،‬كان لديه هدف واحد هو‬ ‫شمعة أﺿاءت‬ ‫المشاركة في بناء الوطن‪ ..‬وطن حر يعيش الناس فيه بحرية‬ ‫دروب الﻼجﺌين‬ ‫وسالم‪ ..‬كان يسعى دو ًما لنيل الحرية وإعالء كلمة الحق‪...‬‬ ‫عمل ماجد في مساعدة كل من جاء إلى داريا من النازحين‬ ‫وكان يسعى بكل حماس لتأمين السكن والملجأ اآلمن ألهالي‬ ‫عندما نريد الحديث عنه‪،‬‬ ‫حمص الذين لجؤوا إلى داريا ولتأمين كل متططباتهم‬ ‫يصمت الكالم وتسقط‬ ‫واحتياجاتهم كي ال يشعروا بغربتهم‪ ..‬لم يترك ماجد‬ ‫العبارات‪..‬‬ ‫محتا ًجا إال وساعده‪..‬‬ ‫إنه البطل الذي امتلك‬ ‫صفات نادرة في هذا الزمان‪ ..‬في ثاني أيام العيد ‪ 20-‬آب ‪ -2012‬نزح بعض من أهالي‬ ‫ماجد إنسان «ثورجي» قدم المعضمية إلى داريا جراء القصف الذي استهدف منطقة‬ ‫فشوخ‪ ،‬فخرج ماجد مسر ًعا من بيته بعد أن سمع بخبر نزوح‬

‫األهالي ليساعدهم في إيجاد مكان يلجؤون إليه‪ ..‬عاد بعد‬ ‫قليل إلى منزله وقال لزوجته‪« :‬جهزي كل شي أكل بالبيت‬ ‫ألهالي المعضمية بسرعه»‪ ،‬ثم أخذ الطعام وخرج به تحت‬ ‫القصف‪ ..‬وفي طريق عودته سقطت قذيفه هاون قريبة‬ ‫من منزله فهرع ماجد إلنقاذ الذين سقطوا جراءها‪ ،‬وبينما‬ ‫كان يحاول إنقاذ الجرحى سقطت قذيفه أخرى في نفس‬ ‫المكان‪ ..‬فاستشهد ماجد‪! ..‬‬ ‫حرق ماجد نفسه ليضيء لﻶخرين‪ ..‬رحل وقد أهدى الثورة‬ ‫‪ 36‬ربي ًعا‪ ...‬لقد حقق حلمه ومطلبه في الشهادة‪..‬‬ ‫ترك ماجد خلفه طفلين (وائل ومحمد) ورود لم تتفتح بعد‪..‬‬ ‫تركهم ليرفعوا رؤوسهم بوالدهم البطل الشهيد‪ ..‬تركهم‬ ‫ليكبروا ويكملو دربه في بناء الوطن‪ ..‬ماجد رحل ولكنه لم‬ ‫يمت إنه حي عند الله يرزق وحي في قلوب محبيه‪..‬‬ ‫لن ننساك‪ ..‬رحمك الله وتقبلك في جنات الخلد‪..‬‬

‫ماجد المصري ‪....‬‬


‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫ماذا بوسﻊ رجل واحد‬

‫ﻣﻦ ﻓﻜر الﺜورﺓ‬

‫‪13‬‬

‫الوعي هذه مع باقي فئات المجتمع (التي انضمت الحقًا‬ ‫للثورة)‪ ،‬كانوا يقولون‪ :‬أنتم ق ّلة‪ ،‬ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟‬ ‫أنت وحدك ماذا تصنع؟ إن لم تكن حركةً شعبيةً كبيرة‬ ‫كيف تنجح؟ ماذا بوسع نداءك الوحيد أو كتاباتك فقط‬ ‫أن تفعل ؟‬ ‫ُخضع‬ ‫لكن ال ب ّد لكل مشروع من هذه الفئة المؤمنة‪ ،‬التي ال ت ِ‬ ‫إيمانَها لوسوسات السلبيين وحساباتهم ›المنطق ّية‹‪ ،‬بل‬ ‫تتسلح بإيمانها‪ ،‬بقدرتها‪ ،‬بثقتها بنفسها‪ ،‬لمواجهة كل‬ ‫التحديات‪ .‬وبإصرار هذه الفئة على العمل‪ ،‬تسير السنّة‬ ‫الكون ّية لصالح تصاعد العمل وتعاظمه‪ ،‬فما كان ولي َد بضع‬ ‫غطى اليوم ماليين كاملة في‬ ‫مئات من الشباب السوري ّ‬ ‫سوريا وخارجها!‬ ‫فهل كانت نتيجة هذه المعركة الناجحة هي المعطى‬ ‫النهائي في العقل الجماعي؟ ال أظ ّن ذلك‪.‬‬ ‫فمعركة الوعي وتغيير طريقة التفكير ومفرداته ليست بذلك‬ ‫رجل واحد‬ ‫سع ٍ‬ ‫األمر السهل‪ ،‬فال يزال وإلى اليوم سؤال «ماذا ب ُو ِ‬ ‫أن يفعل؟» ُيطرَح للتعامل مع مشاريع أخرى‪ ،‬أو أفكار أخرى‪.‬‬ ‫كنا في جلسة مع الشباب‪ ،‬نتناقش فيها حول المركّب‬ ‫الطائفي في الثورة السوريّة‪ ،‬وأن معاقبة المجرمين القتلة‪،‬‬ ‫يختلف عن عمليات االنتقام الطائفي التي تدمر النسيج‬ ‫االجتماعي ًأوال‪ ،‬ثم الدولة ومؤسساتها ثان ًيا‪ ،‬مما ينهي أيّة‬ ‫قدرة على تحقيق مشروع نهضة وتنمية حقيق ّية‪.‬‬ ‫البعض يقتنع بأن هذه األفكار صحيحة‪ ،‬لكن ماذا ينفع‬ ‫عتيق ‪ُ -‬حمص‬ ‫رجلٌ واح ٌد يتكلم بها‪ ،‬أمام بقية الجموع التي تعاني من‬ ‫حقن طائفي‪.‬‬ ‫خاص بها‪ ،‬فهي تنبع من‬ ‫جواب ٍ‬ ‫التحلي باإليجابية وأخذ زمام المبادرة‪ ،‬مع اإليمان بجدوى وهذه الحجة ال تحتاج إلى ٍ‬ ‫العمل والحركة‪ ،‬وبتصاعدها التدريجي‪ٌ ،‬‬ ‫شرط أساسي لنجاح ذات العقلية الماضية‪ ،‬التي تظن بأن عملية التغيير ال ينفع معركة الوعي ال تحسم إذًا بسهولة‪ ،‬ومن موقف واحد‪ ،‬لكنني‬ ‫ثوري أو غيره‪.‬‬ ‫أي‬ ‫لها إال أن تبدأ بالجموع والجموع‪ ،‬حتى تحقق فكرتها‪.‬‬ ‫أظن أنها تسير بشكل جيد في الوعي السوري اليوم ‪...‬‬ ‫مشروع تغييري‪ٍ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫معركة‬ ‫الشباب‬ ‫من‬ ‫فئة‬ ‫خاضت‬ ‫الثورة‪،‬‬ ‫بدأت‬ ‫فعندما‬ ‫يحملها‬ ‫أن‬ ‫الفكرة‬ ‫لنجاح‬ ‫يشترط‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫لكن‬ ‫إبتداءا جمو ٌع والله الموفق‬ ‫ً‬

‫أن يفعل ؟‬

‫بيت أبسﻂ‪..‬‬ ‫وﻃن أقوى‪..‬‬

‫حديثة‪ ،‬مهور مرتفعة‪ ،‬حلي ذهبية بمئات اآلالف‪ )...‬األمر‬ ‫الذي جعل فروقًا اجتماعية وطبقية تبدأ بالبروز والرسوخ في‬ ‫مجتمعاتنا‪ ،‬بالمظهر والمستوى المادي وأسلوب الحياة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل من أفضل دروس الثورة وأكثرها استحقاقًا منا للتفكر‬ ‫والتأمل‪ ،‬هو في تحقيق نوع من المساواة بالظروف على‬ ‫الجميع‪ ،‬مساواة في الضغط النفسي والش ّدة‪ ،‬في ظروف‬ ‫العمل وتحصيل المعاش الصعبة‪ ،‬وفي ظروف الحصار‬ ‫االقتصادي والغذائي على المدن‪ ،‬الذي جعل موائد عائالتها‬ ‫متشابهة قانعة بالنزر اليسير‪..‬‬ ‫لكن؛ هل ستجعلنا هذه التجربة أقل اهتما ًما حقيقة‬ ‫بالمظاهر مقابل التركيز على أمور أكثر أهمية؟ أم أن مظاهر‬ ‫تحسن الظروف عند الطبقة‬ ‫البذخ والترف ستعود بمجرد ّ‬ ‫المخملية (في مقابل استمرار الطبقات األخرى على نمط‬ ‫حياتها القاسي ً‬ ‫أصال!)‪.‬‬ ‫هل ستمنحنا أيام الحصار االقتصادي رؤية أخرى لمعنى‬ ‫رغيف الخبز؟ وأن الظروف الصعبة التي نعيشها في ظ ّله‬ ‫ث ّمة من يعيشها يوم ًيا من دون حصار!‪ ،‬أم أنها أزمة عابرة‬ ‫ستمرّ‪ ،‬وتمر معها جميع دروسها؟‬ ‫هل لنا أن نتفكّر للحظة –يفضل أن يكون ذلك تحت‬ ‫القصف‪ -‬أن القصف ال يم ّيز بين بيت فخم مترع بوسائل‬ ‫الراحة والرفاهية‪ ،‬وبين بيت بسيط رقيق الحال!‬ ‫ستسألني‪ ،‬هل هي دعوة للتقشف واعتزال الدنيا؟‬ ‫حنان ‪ -‬دوما‬ ‫ليس األمر هكذا حت ًما‪ ،‬لكنّها دعوة للتفكر‪ ،‬بجدوى ما حولنا‪،‬‬ ‫يستحق تركيزنا وإصرارنا أكثر‪ ،‬دعوة لمقارنة‬ ‫بأهميته‪ ،‬بما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعل أبرز سمات حياتنا في السنوات السابقة للثورة‪ ،‬هي حالنا قبل الثورة –وتقديرنا للنعم‪ -‬مع حالنا أثناءها‪،‬‬ ‫التركيز على المظاهر واالهتمام الشديد بها‪ ،‬على حساب والتخطيط على ضوء هذه المقارنة لحياتنا بعد النصر بإذن‬ ‫أشياء أخرى أهم‪( ،‬بيوت فخمة فارهة‪ ،‬مزارع واسعة‪ ،‬سيارات الله‪..‬‬

‫«نحو ثورة اجتماعية شاملة»‬

‫وجموع‪ ،‬فإلى من يتجه التغيير‪ ،‬طالما هذه الجموع بخير‬ ‫ومقتنعة بصحة الفكرة‪.‬‬ ‫وبمفردات أخرى «أنت تتحدث‬ ‫البعض يفكّر بطريقة سلبية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بهذا الكالم‪ ،‬لكن الواقع يتجه نحو منحى آخر مختلف»‪،‬‬ ‫طريقة التفكير المؤمنة بجدوى العمل‪ ،‬تفكر بأسلوب «إلى‬ ‫أي منحى يجب أن نأخذ الواقع ليسير به؟»‬ ‫اإليمان بجدوى العمل له أسس فكريّة ع ّدة في اإلسالم‪ ،‬منها‬ ‫أن يكون العمل خال ًصا لوجه الله‪ ،‬ابتغاء مرضاته ومثوبته‬ ‫في اآلخرة قبل الدنيا‪ ،‬وبهذا يكون ألي حركة‪ ،‬وألي فعل‬ ‫قيمة وجدوى عالية‪ ،‬طالما أنها تضاف إلى كفة األعمال‬ ‫التي تدخل صاحبها الجنّة‪} .‬ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا‬ ‫يره{‪ ،‬عجيب هو القرآن عند حديثه عن «مثقال الذرة»‪،‬‬ ‫وهي درجة صغيرة ج ًدا من العمل‪.‬‬ ‫ضا القدوات القرآنية‪ ،‬فها هو سيدنا ذا النون الذي ترك‬ ‫أي ً‬ ‫يائسا من محاولة تغييرهم‪ ،‬استطاع بعد أن خاض‬ ‫قومه‬ ‫ً‬ ‫تجربة عملية في إمكانية التغيير‪ ،‬أن يكون هاديًا لمئة ألف‬ ‫من البشر أو يزيدون!‬ ‫ضا مفهوم التيسير القرآني‪ ،‬الذي يعطي لﻺرادة‬ ‫ومنها أي ً‬ ‫والقدرة اإلنسانية محتواها من إرادة الله وقدرته }فأما من‬ ‫أعطى واتقى وص ّدق بالحسنى فسنيسره لليسرى‪ ،‬وأما من‬ ‫بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى{‪ .‬وقوله‬ ‫ميسر لما خلق له»‪.‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم «اعملوا ‪ ..‬فكل ّ‬ ‫هذه األسس الفكرية وغيرها‪ ،‬الموضوعة ضمن جو نفسي‬ ‫خاص‪ ،‬تترك في اإلنسان أثرها المطلوب‪ ،‬ليكون المرء مؤمنًا‬ ‫بإمكانية العمل وجدواه‪.‬‬

‫دعوة لالهتمام أكثر‪ ،‬باألمور والزوايا التي اكتشفنا أن‬ ‫القصف ما دمرها‪ ،‬والنزوح ما أفقدنا إياها!‪ ،‬الجوهر الطيب‪،‬‬ ‫الفكر‪ ،‬الثقافة‪ ،‬العلم النافع‪ ،‬المهارة المفيدة‪..‬‬ ‫ولنا في التهجير التاريخي من فلسطين لعبرة ّ‬ ‫(ولعل السبب‬ ‫الذي يدفع الفلسطينيين إلى االهتمام بالعلم بشكل واضح‬ ‫حتى اللحظة‪ ،‬هو أن ذو العلم والثقافة والحرفة ما كان حاله‬ ‫عقب التهجير كحال مالك البيوت واألراضي والضيع حسرة‬ ‫وخسارة!)‪ ،‬حالنا مختلف عنهم بالطبع‪ ،‬لك ّن دروس التاريخ‬ ‫للجميع‪..‬‬ ‫سننتصر بإذن الله‪ ،‬وسنعمر بيوتنا وشوارعنا‪ ،‬من الرائع أن‬ ‫تكون بيوتنا بهية المظهر وجميلة األثاث مجد ًدا‪ ،‬تؤمن لنا‬ ‫الراحة التي ننشدها وتل ّبي ما نحتاج‪ ،‬لكن األجمل أال يكون‬ ‫ذلك على حساب االهتمام بأمور أخرى تحققنا بأنفسنا أنها‬ ‫أكثر نف ًعا لنا‪ ،‬أال تكون القشور على حساب الجوهر والسكينة‬ ‫والراحة النفسية‪..‬‬ ‫األجمل أن نركّز في بناء بلدنا على أن يكون ذلك بجهدنا‬ ‫وسواعدنا‪ ،‬بما يتوافر لنا من مال وإن ّ‬ ‫قل‪ ،‬ال على حساب‬ ‫شركات أجنبية وإثقال كاهل البلد بالديون‪ ،‬أن نركّز جهدنا‬ ‫على إلغاء الفروق الطبقية وتقليلها قدر اإلمكان‪ ،‬وأن نستذكر‬ ‫صعوبة حياتنا في ظروف الحرب‪ ،‬ل ُنعين من يعيش هذه‬ ‫الظروف من دون حرب‪..‬‬ ‫صة صاحب‬ ‫ولنحرص كل الحرص‪ ،‬أال تكون بيوتنا كق ّ‬ ‫الجنتين‪ ،‬فيها من الخيرات والمظاهر ما يسلب األلباب‬ ‫ويثير العجب‪ ،‬لكن ما ثمة إيمان أو قيم قادرة على تدعيم‬ ‫ّ‬ ‫أركانها‪...‬لئال تغدو ذات ش ّدة «خاوية على عروشها» من‬ ‫حيث ال ندري!‬


‫‪14‬‬

‫عنب الﻘراﺀ‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫فتيانﻚ سوريا هم رسل الحرية‬

‫بين الحﻖ القرآني والحﻖ الثوري!‬ ‫السوري‬ ‫السلمي ّ‬ ‫عماد العبار ‪ -‬الحراك ّ‬ ‫لم يحذّر القرآن من شيء قدرَ تحذيرِﻩ من غلبة فكرة مسايرة‬ ‫األكثرية في المجتمعات‪ ،‬ال لشيء فقط لكونها أكثرية‪،‬‬ ‫لدرجة أنه لم يحذر اإلنسان من أن يحمل فكرته المختلفة‬ ‫وحي ًدا‪ ،‬بقدر ما حذره من تخدير نزعة الحق في داخله‪،‬‬ ‫وتسليم عقله لقرار األغلبية!‪.‬‬ ‫لقد كان الصراع أو التدافع كما يصوره القصص القرآني‪،‬‬ ‫يقوم بين أكثرية مجتمعة ومتواطئة على الخطأ أو الباطل‬ ‫المد ّعم بكونه السائد المقبول لألكثرية‪ ،‬وبين أقلية قد‬ ‫تصل في غالبية القصص حتى أقلية الرجل الواحد (النبي‬ ‫أو الرجل الصالح ال ُمص ِلح)‪ .‬و ُيظهر القصص القرآني في‬ ‫تن ّوعه األساليب العديدة التي كانت تستخدمها األكثرية‬ ‫للتضييق على الفئة القليلة التي كانت تحمل فكرًا مختلفًا‪،‬‬ ‫يكفر بما هو سائد‪ ،‬ويحمل من المقومات ما يؤهله لقلب‬ ‫المفاهيم وتجديد سير الحياة فكرًا وسلوكًا‪.‬‬ ‫دروسا مستفادة‪ ،‬أولها ما‬ ‫ومما ال شك فيه أن لهذا األمر ً‬ ‫الحق ال يغ ّير من طبيعته اجتما ُع‬ ‫بدأت الحديث عنه في أن َ‬ ‫أعداد كبيرة معه أو ضده‪ ،‬وبالتالي فإنه قد «يصيب‬ ‫ٍ‬ ‫شخص وتخطﺊ جماعة»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وثاني الدروس أن الحق النبوي الذي جاء في القصص‬ ‫مرسلٌ من الله‬ ‫القرآني‪ ،‬وبالرغم من أن الذي يحمله هو نب ٌي َ‬ ‫عز ّ‬ ‫وجل‪ ،‬إال أنه كان يأتي مس ّل ًحا بكل البراهين العلمية‬ ‫والفلسفية والمنطقية‪ ،‬وبقراءة منفتحة على التاريخ‬ ‫اإلنساني الذي يسبق فترة كل نبي‪ .‬وهذا سيدفعنا للتركيز‬ ‫على الفكرة المحورية الثانية‪ ،‬وهي أنه إذا كان األنبياء‬ ‫حريصين على هذه الدعائم المنطقية والفلسفية للحق الذي‬ ‫كانوا يمتلكونه‪ ،‬والذي ال يمكن أن يداخله شكٌ أو ريبة‪ ،‬فإن‬ ‫األولى بنا نحن البشر العاديون أن نعطي األولوية للمفاهيم‬ ‫والدعائم العلمية ألفكارنا‪ ،‬فالحقيقة تُث ِبت من خالل قراءة‬ ‫واعية لتجارب التاريخ‪ ،‬مع قراءة منفتحة للنصوص الدينية‬ ‫من خالل ما يتوافر من علوم إنسانية وتطبيقية حسب كل‬ ‫عصر‪ ،‬أنه من األولى بنا أن نركّز على إظهار الحق أو الصواب‬ ‫الذي نعتقده‪ ،‬من خالل الدعائم واألدوات الفكرية‪ ،‬وأن‬ ‫نعمل على تحييد هيمنة األكثرية على عقولنا‪ ،‬هذه الهيمنة‬ ‫تأت عمو ًما في الخطاب القرآني في سياق المدح‬ ‫التي لم ِ‬ ‫بقدر ما جاءت ضمن سياق الذم والتحذير ‪..‬‬ ‫يأتي السؤال اآلن‪ ،‬ما عالقة هذا الحديث بواقع ثورتنا‬ ‫وبلحظتنا الراهنة ؟!‬ ‫في الحقيقة ال يوجد استثاءات في مسألة استقالل الحق‬ ‫عن هيمنة األغلبية حتى في حالة الثورة نفسها‪ ،‬فالحالة‬ ‫البشرية واحدة‪ ،‬سواء كانت أكثرية ثورية‪ ،‬أم أكثرية‬ ‫تتبع لطغمة؛ عندها سيكون الحق (الثوري) هو فقط‬ ‫ذلك الحق المدعوم بقراءة واعية للتاريخ‪ ،‬وبفهم عقالني‬ ‫للواقع‪ ،‬وبقراءة متجددة للنصوص ووضعها ضمن مجراها‬ ‫التاريخي‪ ،‬مع عدم اقتطاعها من سياقها وخلط فهمهما‬ ‫وتطبيقها‪ .‬أي أن الحق الثوري‪ ،‬حتى يصح تسميته حقًا أو‬ ‫صوابًا‪ ،‬سيكون باختصار ذلك الحق المستقل عن هيمنة‬ ‫األغلبية حتى وإن كانت ثورية! فإن سيطرت هذه الهيمنة‬ ‫على عقولنا فلن تتحرر لتبحث عن دعائم علمية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ستهيم الثورة وسيخضع التغيير المأمول للصدفة المحضة!‬ ‫رض ُي ِض ُّلوكَ َعن َس ِب ِيل ال ّل ِه ِإن‬ ‫( َو ِإن ت ُِطع َأك َثرَ َمن ِفي ا َأل ِ‬ ‫َي َّت ِب ُعو َن ِإ َّال َّ‬ ‫صونَ)‬ ‫الظ َّن َو ِإن ُهم ِإ َّال يَخرُ ُ‬ ‫عجيب هذا القرآن‪ ،‬ال يغادر صغيرة وال كبيرة ‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫محمود الزعبي‬ ‫تمضي الثورة السورية الطريق بخطا ثابتة أمام حالة‬ ‫فكرية تقدمية من نوع جديد لن تقتصر جغرافيتها على‬ ‫جزءا ال يتجزأ من‬ ‫الحدود السورية وإنما ستتعداها لتشكل ً‬ ‫اإلرث الفكري اإلنساني ليس بالمعنى النظري فحسب‬ ‫ضا‪ ،‬بعد أن دخلت األدبيات‬ ‫وإنما بالمعنى العملي أي ً‬ ‫الكالسيكية الثورية مرحلة من الجمود التي تدفع الشعوب‬ ‫أثمانًا باهظة لها وبعد أن بدا الحراك االجتماعي وكأنه‬ ‫عاجز عن تجاوز مفاصل حيوية في حياة الشعوب‪ .‬يمضي‬ ‫متخليا عن تلك الكالسيكيات ألنها باتت منذ زمن بعيد‬ ‫حبيسة األدراج والكتب بعد أن تعرضت ألكبر عملية سطو‬ ‫في التاريخ على أيدي إنتهازيين يدعون أنهم ورثة الفكر‬ ‫اإلنساني‪.‬‬ ‫الثورة السورية التي أتت بال عناوين عريضة مسبقة وال‬ ‫خطط ثورية محكمة وال مقوالت معلبة أو جاهزة‪ ،‬فتلك‬ ‫المخرجات أتت بمقوالتها حسب مجرى تطور األحداث‬ ‫في كل حالة على حدة‪ ،‬مثلما غابت المدارس الثورية عن‬ ‫هذا المشهد‪ ،‬ما يوحي بأن ثقافة التمرد ترفض التجديد‬ ‫بطبيعتها وال تحتاج إلى معلمين‪ ،‬فالواقع هو المعلم‬ ‫األكبر والوجع ال يحتمل التنظير والحاجة إلى التغيير‬ ‫تفرض نفسها حتى في مملكة الطبيعة‪.‬‬ ‫سنة ونصف من ثورتنا‪ ،‬مدن ملطخة بدماء شهدائها‪،‬‬ ‫مدن أخرى مدمرة تدميرًا شبه كامل‪ ،‬عدد الشهداء‬ ‫يخجل المرء من ذكره‪ ،‬حتى ال يقال عنا إننا متوحشون‪،‬‬ ‫حتى لو كان حكامنا القادمون من عصور ما قبل التاريخ‬ ‫فنحن نخجل عنهم‪ ،‬وعن سفكهم لدمائنا بتلك الطريقة‬ ‫المهينة والمشينة والحيوانية‪ .‬هم أكلة لحوم بشر تعايشنا‬ ‫معهم أكثر من أربعين عاما‪ ،‬لم نكن معهم ولكنا ساكنين‬ ‫تحت سلطتهم‪ .‬خائفين من سطوتهم‪ ،‬متفرجين على ما‬ ‫يسرقون وينهبون من أموال البالد دون من أحد يردعهم‪ .‬أو‬ ‫يقف في وجههم حتى بدأ أطفال درعا لعبتهم الدموية‬ ‫دون أن يفكروا للحظة أن ما فعلوه في ذلك اليوم سيكون‬

‫نقطة تحول في تاريخ سوريا ال يمكن التراجع عنه‪.‬‬ ‫مفجوعون نحن السوريون‪ ،‬مفجوعون أهلنا من الشعوب‬ ‫العربية‪ ،‬مفجوعون أصدقاؤنا من الشعوب الغربية‪ ،‬ولكننا‬ ‫فخورون بصمودنا بوقوفنا بوجه آلة عسكرية صممت‬ ‫لتحارب عد ًوا يملك أسلحة تشبه آلتنا العسكرية‪ ،‬لم نكن‬ ‫نظن يوما بأن هذا السالح سيستخدم ضدنا‪ ،‬لم نكن نتصور‬ ‫أنه سيدك مدننا العزيزة على قلوبنا بالسالح الذي دفعنا‬ ‫ثمنه من قوت يومنا‪ .‬فتختلط الحجارة بالدماء الطاهرة‪،‬‬ ‫ليستطيعوا الحفاظ على أموالهم التي كدسوها في كل‬ ‫دول العالم‪ .‬ليشتروا الجواهر لمحظياتهم‪ ،‬والسيارات‬ ‫ألوالدهم الذين لم يتجاوزا سن البلوﻍ بعد‪ .‬من دماء‬ ‫أطفالنا‪ ،‬ليشتروا الرجال الذين يحمونهم‪ ،‬والنساء الذين‬ ‫يضاجعونهن‪ ،‬تحت أصوات قصف المدن‪ ،‬مستمتعين‬ ‫بقوة ال يملكونها‪ ،‬ولكن يدعون أنهم يملكونها‪.‬‬ ‫تغيظهم شجاعة فتيان الحرية‪ ،‬فيزيدون القتل‪ ،‬يعجزون‬ ‫عن كم أفواه األطفال يهتفون بالحرية‪ ،‬فيمثلون‬ ‫بجثثهم‪ ،‬متشفين من قوتهم التي تريهم ضعفهم‬ ‫وجبنهم وقذارتهم‪ ،‬ويدمرون بيوتهم بآالتهم العسكرية‬ ‫وطائراتهم ‪ .‬جميلون هم أطفال بالدي يضحون بدمائهم‬ ‫في سبيل الحرية‪ ،‬وقبيح هو جيش حافظ األسد الذي‬ ‫يختفي حفاظا على حياته خلف آلته العسكرية‪.‬‬ ‫ولكن هيهات ‪ .....‬في صباح سوري قريب سوف يستيقظ‬ ‫الشهداء فجرًا ليتوضؤوا بماء الورد‪ ..‬ويزحفوا إلى العيد‬ ‫الذي رسموه‪ ..‬وستنهض سوريا المحكومة بهتاف الفتيان‪:‬‬ ‫الموت وال المذلة‪ .‬من درعا إلى دير الزور لتستقبل الشهداء‪.‬‬ ‫وتمسح بالغار آثار الجراح على أجسادهم‪ ..‬وتنهض القرى‬ ‫وتنهض المدن من تحت الدمار ويطير في سماء البالد‬ ‫حمام البالد ‪ ..‬وتربت األمهات السوريات واآلباء على‬ ‫أكتاف الشهداء‪ ..‬تحبس دمعتها وتزغرد صفحات كتاب‬ ‫التاريخ المدرسي وتعيد ترتيب الحكاية وتعيد تسمية‬ ‫الرجال‪ ..‬وتطبع سوريا على جباههم قبلتها ثم تعيد‬ ‫تشييعهم بما يليق من رقصات الحزن السوري‪..‬‬

‫ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺻﻔﺤﺎت »ﻋﻨﺐ ﺑﻠﺪي« ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ إرﺳﺎل ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻜﻢ إﻟﻰ‬ ‫ﺑﺮﻳﺪ اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪enabbaladi@gmail.com :‬‬


‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪enabbaladi@gmail.com‬‬

‫‪15‬‬

‫عنب ﻣشﻜﻞ‬

‫ ‪..‬‬

‫ כ ‪ HTTPS‬‬ ‫א א אא א ‪Twitter‬‬

‫ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺳﺎﺑ ًﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﺧﺎﺹ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ‪ HTTPS‬ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ‬ ‫ﻭﻁﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺼﻔﺢ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻛﻜﻞ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺸﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﺒﺮ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﺸﻔﻴﺮ ‪ ،SSL‬ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺃﻣﻦ‪ ,‬ﻣﺜﻞ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻮﻳﺮﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻋﻨﺪ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻁﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ‪HTTPS‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻮﻳﺘﺮ ‪ Twitter‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﺓ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﺳﻬﻠﺔ‬ ‫ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫ﻗﻢ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﺇﻋﺪﺍﺩﺍﺕ‪ Settings/‬ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ‬ ‫ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ‪:‬‬

‫ﺳﻮﻑ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ‪Account/‬‬ ‫ﺗﺤﻮﻱ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﻗﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ‪ HTTPS only‬ﻭﺣﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ‪ Always use HTTPS‬ﻛﻤﺎ‬ ‫ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ‪:‬‬

‫ﺍﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻭﺍﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﻳﻘﻮﻧﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎء ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ‪Save /‬‬ ‫‪. Changes‬‬

‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪:‬‬ ‫ﺳﻮﻑ ﺗﻼﺣﻆ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ‪ HTTPS‬ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺼﻔﺢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻮﻳﺘﺮ ‪.Twitter‬‬

‫‪۱‬‬ ‫‪۱‬‬ ‫‪۲‬‬ ‫‪۳‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪۷‬‬ ‫‪۸‬‬ ‫‪۹‬‬

‫‪۲‬‬

‫‪۳‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٥‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪۷‬‬

‫‪۸‬‬

‫‪۹‬‬

‫عمودي ‪:‬‬ ‫أفقي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬من معتقلي داريا في ثورة الكرامة‬ ‫‪-1‬المسؤول عن مجزرة سوريا الكبرى في‬ ‫‪ -2‬من صفات نظام األسد – سرطاني‬ ‫داريا‬ ‫‪ -3‬أضع السم خلسة – أماكن ستكون‬ ‫‪-2‬حرف يميز اللغة العربية – حقل‬ ‫مصير األسد ونظامه‬ ‫‪-3‬عائلة من داريا قدمت أكثر من عشرين‬ ‫‪ -4‬عائلة من داريا قدمت العديد من‬ ‫شهي ًدا – مأوى الطير (معكوسة)‬ ‫الشهداء‬ ‫‪-4‬حرف جازم – رئيس روسي دعم نظام‬ ‫‪ -5‬أفنى – يظفر (معكوسة)‬ ‫األسد (معكوسة)‬ ‫‪-5‬لالستفهام – مثوى الشهداء (معكوسة) ‪ -6‬مرض معد (معكوسة) – عملة‬ ‫آسيوية – جمع‬ ‫‪-6‬حال نظام األسد دول ًيا (معكوسة) –‬ ‫‪ -7‬أبرأ من الغيظ ‪ -‬نصف (جاهد)‬ ‫أصدر الرصاص صوتًا‬ ‫‪ -8‬شهيد من ناشطي داريا (معكوسة)‬ ‫‪-7‬يقامر ‪ -‬ظلم‬ ‫‪ -9‬وعاء الخمر – ما يرتكبه جيش‬ ‫‪-8‬جدها في أوكامبو – عيب‬ ‫‪-9‬شيطان في زي مراسلة إعالمية (معكوسة) النظام بعد اجتياح أي منطقة‬

‫حل العدد السابق‬ ‫‪۱‬‬

‫‪۲‬‬

‫‪۳‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٥‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪۷‬‬

‫‪۸‬‬

‫‪۱‬‬

‫ﺱ‬

‫ﺍ‬

‫ﺭ‬

‫ﻱ‬

‫ﻭ‬

‫ﺍ‬

‫ﺩ‬

‫ﻫـ‬

‫‪۹‬‬

‫ﻡ‬

‫‪۲‬‬

‫ﻉ‬

‫ﻥ‬

‫ﻱ‬

‫ﻑ‬

‫ﻉ‬

‫ﺍ‬

‫ﻱ‬

‫ﺍ‬

‫ﺩ‬

‫‪۳‬‬

‫ﻱ‬

‫ﺕ‬

‫ﺍ‬

‫ﻡ‬

‫ﺭ‬

‫ﻡ‬

‫ﺭ‬

‫ﻭ‬

‫ﺡ‬

‫‪٤‬‬

‫ﺩ‬

‫ﻱ‬

‫ﺍ‬

‫ﻝ‬

‫ﺍ‬

‫ﻫـ‬

‫ﺍ‬

‫ﻥ‬

‫ﻱ‬

‫‪٥‬‬

‫ﺡ‬

‫ﺭ‬

‫ﻝ‬

‫ﻝ‬

‫ﺏ‬

‫ﺍ‬

‫ﻝ‬

‫ﺩ‬

‫ﻱ‬

‫‪٦‬‬

‫ﻡ‬

‫ﺡ‬

‫ﻁ‬

‫ﺍ‬

‫ﻝ‬

‫ﻉ‬

‫ﺯ‬

‫ﻱ‬

‫ﺭ‬

‫‪۷‬‬

‫ﺍ‬

‫ﺝ‬

‫ﺏ‬

‫ﻙ‬

‫ﺭ‬

‫ﺍ‬

‫ﻭ‬

‫ﺩ‬

‫ﺕ‬

‫‪۸‬‬

‫ﺩ‬

‫ﺝ‬

‫ﻝ‬

‫ﺩ‬

‫ﻱ‬

‫ﺕ‬

‫ﺭ‬

‫ﻑ‬

‫ﻉ‬

‫‪۹‬‬

‫ﻫـ‬

‫ﺍ‬

‫ﺡ‬

‫ﺝ‬

‫ﺍ‬

‫ﺏ‬

‫ﻉ‬

‫ﻉ‬

‫ﺩ‬


‫‪16‬‬

‫الورﻗة األﺧﻴرﺓ‬ ‫ א ‬

‫أقام شباب سوريون في العاصمة السعودية الرياض يوم‬ ‫السبت ‪ 1‬أيلول مجلس عزاء إكرا ًما لشهداء مجزرة داريا‪ ،‬تم‬ ‫فيه عرض ظروف ومالبسات هذه الجريمة التي غيبها اإلعالم‬ ‫العربي والغربي‪ ،‬وقد تم عرض الحالة اإلنسانية والصحية في‬ ‫مدينة داريا بعد المجزرة كما تم جمع بعض المبالغ المالية‬ ‫كمساعدة عاجلة للجرحى في المدينة‪..‬‬ ‫في دولة الكويت أقيم مهرجان بعنوان «نصرة داريا» برعاية‬ ‫مجلس الجالية السورية لﻺغاثة بمنطقة جليب الشيوخ يوم‬ ‫السبت ‪ 1‬أيلول ‪ 2012‬بعد صالة العشاء‪ ،‬وقد فيه تم جمع‬ ‫تبرعات لمدينة داريا المنكوبة ساهم أهل حوران بالقسم األكبر‬ ‫منها‪ ،‬وقد اعتقلت السلطات الكويتية على أثره عد ًدا من‬ ‫الناشطين أفرجت عنهم بعد عدة ساعات‬ ‫في العاصمة األردنية ع ّمان ن ُِظم مجلس عزاء لشهداء مجزرة‬ ‫داريا يوم الثالثاء ‪ 28‬آب ‪ 2012‬على مدى ثالثة أيام‬ ‫متواصلة‪ .‬تخلل العزاء وصالت إنشادية لفرقة أحرار الشام التي‬ ‫قامت بدورها بتحريك أجواء الحفل مما زاد إقبال المشاركين‪،‬‬ ‫وقد الفتًا حضور بعض رجال األمن األردني وبعض من رجال‬ ‫الدين‪ ،‬كما تم تسجيل الحفل من قبل كاميرا الجزيرة التي‬ ‫تواجدت مجلس العزاء‪ ،‬وفي حديث لعنب بلدي مع أحد‬ ‫ّ‬ ‫المنظمين أعرب خالله على استمرارهم في مثل هذه الدعوات‬

‫الﻄائفية ومخاﻃرها‬ ‫فرضت السياقات التاريخية والظرف الجيوسياسي‪ ،‬والقيمة‬ ‫ً‬ ‫متمثال في‬ ‫الدينية للمنطقة وال سيما في سوريا واق ًعا‬ ‫فسيفساء قومية وطائفية تشكل عامل غنى وتنوع‪ً ،‬‬ ‫ومجاال‬ ‫رح ًبا للتالقح والفكري والحضاري‪ ،‬حيث برزت في العموم قيم‬ ‫التعايش‪ ،‬وتداخلت المصالح الحيوية بين كل المكونات‪،‬‬ ‫وكان من النادر ج ًدا حدوث إشكاالت وحزازات على أساس‬ ‫عرقي أو طائفي‪ ،‬بيد أن استدامة سطوة االستبداد لما‬ ‫يزيد عن أربعة عقود ألقت بظاللها على مجمل جوانب‬ ‫حياة اإلنسان السوري‪ ،‬واستطال هذا االستحواذ ّ‬ ‫الفظ‬ ‫على ميكانيزمات (آليات) العيش المشترك بين الطوائف‬ ‫والقوميات‪ ،‬وقام الدكتاتور حافظ األسد باللعب على بعض‬

‫السنة األولى ‪ -‬العدد التاسع والعشرون ‪ -‬األحد ‪ 9‬أيلول ‪2012‬‬

‫‪www.enab-baladi.com‬‬

‫والتج ّمعات إليصال رسالة الشعب السوري الثائر إلى كل العالم‪.‬‬ ‫في كندا‪ ،‬نظم المجلس السوري الكندي ‪-‬الحراك السلمي السوري‪-‬‬ ‫مع بقية أعضاء تنسيقية فانكوفر يوم االثنين ‪ 3‬أيلول ‪2012‬‬ ‫اعتصا ًما تضامن ًيا مع مجزرة داريا‪ ،‬تم خالله توزيع عبوات ماء‬ ‫عليها لصاقات توعية عن مجزرة داريا وعن الضحايا السوريين‪،‬‬ ‫وحمل المعتصمون الفتات عبروا من خاللها عن ألمهم العميق‬ ‫لما حدث في مجرزة داريا‪.‬‬ ‫إلى الجزائر‪ ،‬نظمت لجنة دعم مطالب الشعب السوري في التغيير‬ ‫يوم السبت ‪ 1‬أيلول مظاهرة عارمة أمام السفارة السورية نصر ًة‬ ‫لداريا الجريحة رفعت فيها صور شهداء مجزرة داريا‪ ،‬كما نددت‬ ‫بالصمت الدولي الذي القته تلك المجزرة‪.‬‬ ‫وسبق أن نظم أفراد الجالية السورية في الجزائر يوم األحد ‪19‬‬ ‫آب ‪ 2012‬وقفة احتجاجية في أول أيام عيد الفطر المبارك‬ ‫أمام السفارة السورية للتنديد بمجازر نظام األسد‪ ،‬ألقت فيها‬ ‫حرائر سوريات كلمات عبرن فيها عن تضامنهن مع الشعب‬ ‫السوري‬ ‫نظمت رابطة «بحرينيون مع الثورة السورية» في مملكة‬ ‫البحرين يوم الخميس ‪ 30‬آب ‪ 2012‬اللقاء الثالث لدعم الثورة‬ ‫السورية في صالة عائشة المرزوقي بدوار سبعة بمدينة حمد‪،‬‬ ‫قاموا فيها بحشد الدعم المادي الذي سيتم إيصاله للداخل‬ ‫السوري كما فعلوا ساب ًقا في اللقاءين األول والثاني خالل‬ ‫األشهر الماضية ‪..‬‬ ‫حضر اللقاء ضيوف من الشخصيات الداعمة للثورة‪ ...‬كالشيخ‬ ‫النائب عبد الحليم مراد والنائب خالد المالود والشيخ فايز‬ ‫الصالح ‪.‬‬ ‫بدأ ناشطون وناشطات في العاصمة األردنية عمان يوم اإلثنين‬ ‫‪ /27‬أب ‪ 2012‬إضرابًا عن الطعام احتجا ًجا على الصمت‬ ‫العالمي تجاه الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام في‬ ‫سوريا‪ ،‬كما وانضم إليهم العديد من الناشطين في دول أخرى‬ ‫كمصر ولبنان وعدد من الدول األوربية كفرنسا وتركيا وأسبانيا‪.‬‬ ‫يرافق اإلضراب اعتصام صامت يومي لمدة أسبوع أمام مبنى‬ ‫األمم المتحدة في عمان وفي كل العواصم األخرى المشاركة‬ ‫باإلضراب‪ .‬ورفع الناشطون الفتات مكتوب عليها «أوقفوا‬ ‫نزيف الشعب السوري» ‪« ،‬مضربين عن الطعام حتى يتحرك‬ ‫العالم»‪ ..‬داعين السوريين في كل دول العالم لالنضمام إليهم‬ ‫في اإلضراب والتواجد يوم ًيا أمام مكاتب األمم المتحدة في‬ ‫مدنهم‪ ،‬وقد كانت مجزرة داريا أحد أسباب الدعوة إلى هذا‬ ‫اإلضراب ‪.‬‬

‫التناقضات التي تفيده في ترسيخ حكمه االستبدادي من‬ ‫خالل إحاطة نفسه بزمر من المستفيدين من كل الطوائف‬ ‫واألقليات والسيما الطائفة التي ينتمي هو إليها وهي‬ ‫الطائفة العلوية التي سخر قس ًما واس ًعا منها في خدمة‬ ‫مشروعه العائلي القائم على التوريث وحصر الحكم في‬ ‫يديه ويدي بعض العوائل المقربة إليه‪ ،‬وكان مما نتج عن‬ ‫ضا‬ ‫هذه السياسات التي مشى عليها الدكتاتور االبن أي ً‬ ‫ظهور بوادر احتراب أهلي‪ ،‬وتنامي النزوع الطائفي لدى‬ ‫بعض السوريين ضمن سياقات الثورة القائمة والتي اتخذت‬ ‫منحى عنف ًيا ر ًدا على القمع العاري الذي يستخدمه النظام‬ ‫حتى وصل به الح ّد إلى استخدام األسلحة المحرمة دول ًيا ضد‬ ‫المدنيين والمناطق اآلهلة‪.‬‬ ‫ما يغذي الطائفية في سوريا أمور كثيرة ربما أكثرها تأثيرًا‬ ‫عدم تبلور الوعي المدني‪ ،‬ومفاهيم المواطنة لدى حيز عريض‬ ‫من الشعب بحيث يسهل االرتداد نحو الصيغ ما قبل‬ ‫المدنية‪ ،‬وعلى رأسها الطائفية التي ترتبط بالعقيدة الدينية‬ ‫المالمسة للقداسات والتابوهات التي تأصلت في الالوعي‬

‫الجمعي على عكس العشائرية ً‬ ‫مثال والتي تضمحل يو ًما إثر‬ ‫يوم بفعل أنماط الحياة الجديدة‪ ،‬وازدياد نسب المتعلمين‬ ‫والمندمجين في الحياة العامة ‪.‬‬ ‫من أهم شروط تحقق الدولة هي تماسكها و تجاوز أفرادها‬ ‫للوالءات الطائفية‪ ،‬وتمسكهم بالوالء للدولة والمفاهيم‬ ‫المدنية الحرة بحيث يبقى االنتماء للطائفة رمزيًا ومقتصرًا‬ ‫على شعائر العبادة وبعض الطقوس االجتماعية‪ ،‬لذلك‬ ‫يتوجب على معظم السوريين التنبه لكل ما قد يؤدي إلى‬ ‫تنامي النزعات الطائفية والتمسك بكل ما هو جامع للكل‪،‬‬ ‫والحذر من الذين ينحون منح ًى طائف ًيا من خالل توظيف‬ ‫سياسات النظام الجائرة بحق أبناء طائفة ومحاولته تحييد‬ ‫البعض أو تخوف آخرين من مستقبلهم‪ ،‬أو تعرضهم لضغوط‬ ‫هائلة من قبل النظام ‪.‬‬ ‫تتعاظم الحاجة إلى تعميق قيم التعايش والمواطنة من دعم‬ ‫المجتمع المدني عبر إعداد ورشات عمل ودورات للناشطين‬ ‫والمهتمين بالشأن العام لرفد هذا التوجه بخطط ومقترحات‬ ‫فاعلة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.