مجلة اعمار العدد الثاني 112009

Page 1

‫فيها}‬ ‫األرض َ َ َ َ ُ‬ ‫{هو َ َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫وإستعمركم ِ َ‬ ‫أنشأكم ِمن َ ِ‬

‫‪EAMAAR‬‬

‫مجلة إقتصادي��ة إجتماعية‬

‫العدد الثاني‬ ‫كانون أول ‪2009‬م‬ ‫ذو الحجة ‪ 1430‬هـ‬

‫ملف العدد‬ ‫الوسط العربي‬ ‫يخسر مـاليين‬ ‫الدوالرات سنويًا‬ ‫الخسارة كنز ال يفنى في الفوركس‬

‫الفوركس‬

‫‪32‬‬

‫قصة نجاح ‪ ..‬الزيتون خالّنا في المركز‬

‫‪12‬‬

‫ال تـعجـز وليكن عـملـك متقنًا‬

‫‪40‬‬

‫كيف تـدير مصروفك الجـامعي؟‬

‫‪48‬‬

‫بين ديك إبطن وصناعة الهايتك‬


‫الفهرست‬

‫تجمع إقتصادي هادف‬

‫مزايا عضوية المنتدى‬ ‫¿¿المشاركة في معارض المنتجات العربية التي ستقيمها الجمعية‪.‬‬ ‫¿¿المشاركة في معارض ومؤتمرات دولية‪.‬‬ ‫¿¿اإلستفادة من األبحاث والدراسات اإلقتصادية التي يقوم بها قسم األبحاث في الجمعية‪.‬‬ ‫¿¿المشاركة بالدورات والمحاضرات واأليام الدراسية والمؤتمرات التي تقيمها الجمعية‪.‬‬ ‫¿¿الحصول على اإلصدارات والنشرات التي تصدر عن قسم اإلعالم في الجمعية‪.‬‬

‫إنضم اآلن ألكبر منتدى لرجال األعمال العرب‬ ‫¿¿لإلنضمام واإلستفسار‪ 04-6114447 :‬أو ‪info@eamaar.org‬‬

‫‪EAMAAR‬‬

‫منتدى جمعية إعمار لرجال األعمال‬

‫األخطاء ‪ 12‬القاتلة ‪6.. ...................................‬‬ ‫ال تعجز وليكن عملك متقناً ‪12.. .......................‬‬ ‫إعمار في اإلنترنت ‪14.. ...................................‬‬ ‫المال من منظور إقتصاد إسالمي ‪15.. ...............‬‬ ‫الفوركس‪-‬ملف العدد ‪18.. ...............................‬‬ ‫كيف تدير مصروفك الجامعي ‪28.. ....................‬‬ ‫أخبار إعمار ‪30.. .............................................‬‬ ‫قصة نجاح‪ -‬الزيتون خالنا في المركز ‪32.. ..........‬‬ ‫أخبار إقتصادية ‪30.. .......................................‬‬ ‫إقتصاد العالم اإلسالمي ‪36.. ...........................‬‬ ‫كيف تضاعف دخل مصلحتك ‪38.. .....................‬‬ ‫تحكيم وتجسير ‪42.. .......................................‬‬ ‫موقع اإلنترنت كأداة تسويقية ‪44.. ...................‬‬ ‫أخبار إقتصاد إسالمي ‪46.. ...............................‬‬ ‫منوعات إخبارية ‪47.. ......................................‬‬ ‫إقتصاتيرا ‪48.. ..............................................‬‬ ‫مقتطفات سريعة ‪50.. ....................................‬‬

‫مجلة إقتصادي��ة إجتماعية‬

‫تص��در ع��ن قس��م األبح��اث واإلع�لام‬ ‫ف��ي جمعي��ة إعم��ار للتنمي��ة والتطوير‬ ‫اإلقتصادي‪.‬‬ ‫أم الفحم ‪ ،30010‬ص‪.‬ب ‪5397‬‬ ‫هاتف‪04-6114447 :‬‬ ‫فاكس‪04-6114448 :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪:‬‬ ‫‪magazine@eamaar.org‬‬ ‫موقدعنا على الشبكة‪:‬‬

‫‪www.eamaar.org‬‬

‫اإلعالنات على مس��ؤولية المعلني��ن والمقاالت‬ ‫ال تعب��ر بالضرورة عن رأي جمعية اعمار وهيئة‬ ‫تحرير المجلة‪.‬‬

‫تصميم‪ :‬مرحبا & الرسالة دعاية وإعالم‬


‫كلمة الـعدد‬

‫نحو ثقافة وتربية اقتصادية جديدة‬

‫يوسف عواودة‬

‫مدير عام جمعية إعمار‬ ‫للتنمية والتطوير االقتصادي‬

‫أن نشعل شمعة واحدة خير من أن نلعن الظالم‪ ,‬شعار جعلناه في‬ ‫جمعية إعمار منطلقا نحو التغيير املنش ��ود ف ��ي املجال االقتصادي‬ ‫ملجتمعن ��ا الفلس ��طيني‪ .‬صحي ��ح وأل ��ف صحي ��ح أن م ��ا وص ��ل إليه‬ ‫مجتمعن ��ا الفلس ��طيني م ��ن فق ��ر وبطال ��ة وتبعي ��ة اقتصادي ��ة ه ��ي‬ ‫مسؤولية احلكومات اإلسرائيلية املتعاقبة أوال وآخرا‪ ,‬إالّ أننا يجب‬ ‫أن ال نقع ��د ونلعن الظ�ل�ام وكأن تغيير احلال من احملال‪ ,‬خصوصا‬ ‫أن املتفحص لش ��ؤون مجتمعنا االقتصادية سيكتشف‪ ,‬ولألسف‪,‬‬ ‫أننا كأبناء لهذا املجتمع جزء من املشكلة‪.‬‬

‫وعلي ��ه كان ال ب ّد أوال من تش ��خيص مش ��اكلنا االقتصادي ��ة الذاتية‬ ‫ووضع حلول مهنية وعلمية على قاعدة التغيير من الداخل "إن الله ال يغير ما بقوم حتى يغيروا‬ ‫ما بأنفسهم"‪.‬‬ ‫ولقد برزت من بني املشاكل االقتصادية الذاتية التي يعانيها مجتمعنا على سبيل املثال ال احلصر‪,‬‬ ‫مش ��كلة الثقافة االس ��تهالكية فكان مش ��روع ترش ��يد االس ��تهالك الذي أعلنت عنه جمعية إعمار‬ ‫والذي بدأته بسلسلة محاضرات وورشات عمل لربات البيوت ‪ -‬كما ويجري اليوم التحضير‬ ‫لسلسلة محاضرات لطالب املدارس الثانوية حول املوضوع ذاته‪. -‬‬ ‫ثم أخذت مشكالت أخرى بالبروز متعلقة بثقافة األعمال والشراكات واالستثمار فكان مشروع‬ ‫منتدى إعمار لرجال األعمال والذي نطمح من خالله إحداث تغيير في ثقافة رجل األعمال العربي‬ ‫مبا يعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة‪.‬‬ ‫املطل ��وب إذا تغيي ��ر من الداخ ��ل يبدأ عند كل واحد منا‪ ,‬أجيرا أوعام�ل�ا‪ ,‬رجل أعمال‪ ,‬صاحب رأس‬ ‫مال أو مستهلكا‪.‬‬

‫أحشفا ً وسوء كيلة يا شطاينتس ؟‬

‫حتدث ش ��طاينتس – وهو ملن ال يعلم وزير املال االس ��رائيلي‪ -‬عن العرب واملتدينني اليهود بقوله‬ ‫أنهم ال يعملون‪ ,‬وأن فقرهم وبطالتهم تضر باإلنتاج القومي للدولة‪ ,‬ثم عاد وقدم اعتذاره لليهود‬ ‫املتدينني م ّدعيا أن أقواله قد حرفت‪.‬‬

‫نحن بالطبع ال ننتظر وال نقبل االعتذار ألن االعتذار ال يغير من احلقيقة ش ��يئا‪ ,‬واحلقيقة يعرفها‬ ‫ش ��طاينتس وحكوماته أكثر من غيرهم ألنها من صنع سياس ��اتهم‪ ,‬فمن غيرهم فرض على هذا‬ ‫العرب ��ي حكم ��ا عس ��كريا منعه م ��ن التنقل والعم ��ل؟ ومن غيرهم ص ��ادر أرضه وحرم ��ه من لقمة‬ ‫العيش الكرمية؟ ومن غيرهم ح ّرم عليه بعض األعمال واملهن وأغلق أمامه األبواب؟ ومن غيرهم‬ ‫ميّز ضده في األجور؟ ومن ‪ ..‬ومن؟؟ ‪.‬‬

‫هنال ��ك العدي ��د م ��ن التصريح ��ات والدراس ��ات الت ��ي راحت تتح ��دث مؤخرا ع ��ن التأثير الس ��لبي‬ ‫ملش ��اكل العرب االقتصادية على االقتصاد اإلس ��رائيلي‪ ,‬وعن دفع هؤالء العرب لعجلة االقتصاد‬ ‫اإلسرائيلي إلى الوراء‪.‬‬

‫ه ��ذه التصريح ��ات وهذه الدراس ��ات حتمل ف ��ي طياتها رائح ��ة عنصرية فهي ال تكت ��رث بالعرب‬ ‫ومستوى معيشتهم بقدر ما تهتم بنتائج االقتصاد اإلسرائيلي وإالّ ملاذا هذا التهرب من املسؤولية‬ ‫إ ّياك إ ّياك أن تبتل باملاء!‬ ‫وحتميلها للضحية؟ رماني في اليم وقال لي‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية‬

‫‪4‬‬

‫ولنا‬ ‫كلمة‬ ‫د‪ .‬سليمان إغبارية‬ ‫رئيس جمعية إعمار للتنمية‬ ‫والتطوير االقتصادي‬

‫القاعدة األساسية في حل أي مشكلة تقول‬ ‫أن ��ه كلما كانت املش ��كلة أصعب وأعقد كلما‬ ‫كان ��ت اجله ��ود والطاق ��ات املطلوب ��ة حللها‬ ‫أكبر وأعمق وهذا ينطب ��ق بالضرورة على‬ ‫املش ��كلة االقتصادية الصعبة التي يعانيها‬ ‫مجتمعنا الفلسطيني في الداخل‪.‬‬

‫منتدى إعمار ألصحاب المهن المالية‬

‫هنالك قاعدة أساس ��ية أخرى ال تقل أهمية‬ ‫وه ��ي ض ��رورة التركيز على حل املش ��كلة‬ ‫وعدم الوقوع في فخ التركيز على املشكلة‬ ‫نفس ��ها‪ ,‬وعليه فإن املطل ��وب ليس التركيز‬ ‫على إثبات وجود مشكلة يعيشها مجتمعنا‬ ‫إن ��ا البحث احلقيقي‬ ‫يوميا "عل ��ى جلده" مّ‬ ‫عن احللول‪.‬‬

‫أكبر منتدى مع العديد من المزايا والخدمات‬

‫أ ّم ��ا بالنس ��بة لتركيزن ��ا على ال ��ذي يتحمل‬ ‫مس ��ئولية ح ��دوث املش ��كلة دون أن نعم ��ل‬ ‫عل ��ى حله ��ا‪ ,‬فه ��و ف ��خ آخ ��ر كلفنا س ��نوات‬ ‫طوال بقينا فيها نلعن الظالم‪.‬‬

‫لمراقبي الحسابات ومستشاري الضرائب‪ ،‬اإلقتصاديين‪،‬‬ ‫خبراء اإلحصاء‪ ،‬لموظفي البنوك‪ ،‬لوكالء التأمين وغيرها‬ ‫من المهن المالية‪.‬‬

‫وعلي ��ه فإنن ��ا ف ��ي جمعي ��ة إعم ��ار للتنمي ��ة‬ ‫والتطوي ��ر االقتص ��ادي ندع ��و إل ��ى عم ��ل‬ ‫جماعي ومهني ومنظم تتظافر فيه اجلهود‬ ‫حلل مشكلة نعانيها جميعا‪.‬‬

‫قـريـبًا ‪..‬‬

‫¿¿لإلنضمام واإلستفسار‪ 04-6114447 :‬أو ‪info@eamaar.org‬‬


‫مقاالت‬

‫مجدي ك ّتاني‬ ‫مدقق حسابات‬

‫رامي عنابوسي‬ ‫مدقق حسابات‬

‫أنت وحدك من‬ ‫يح ّدد وضع ّية‬ ‫مصلحتك ضمن‬ ‫قوائم الناجحني‬ ‫أو املتع ّثرين‬ ‫من خالل ج ّد ّية‬ ‫تعاملك مع‬ ‫البنود التي‬ ‫سنفصلها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية‬

‫األخطاء ‪ 12‬القاتلة‬ ‫ألصحاب المصالح‬ ‫والشركات !‬

‫إذا كن ��ت صاح ��ب مصلح ��ة كبي ��ر ٍة كان ��ت أو‬ ‫صغي ��رة‪ ،‬مس ��تقلة أو ش ��راكة أو كانت ش ��ركة‬ ‫مح ��دودة الضم ��ان‪ ,‬أوكنت كنت متل ��ك فكرة أو‬ ‫رغب ��ة أو ق ��رارا ً إلقام ��ة مصلح ��ة جدي ��دة‪ ،‬فهذا‬ ‫موجه إليك إلنقاذك!‬ ‫املقال ّ‬

‫وجهنا إليك طلبا ً يس ��يرا ً بأن تأخذ ورقة بيضاء وتكتب‬ ‫لو ّ‬ ‫عليها حلمك وطموحك في مصلحتك القائمة أو املستقبليّة‪,‬‬ ‫فوري‪:‬‬ ‫وكأي رجل أعمال عقالني س ��تكتب وبش ��كل‬ ‫فإنّك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"أن أرب ��ح"‪" ,‬أن تتط� � ّور املصلح ��ة"‪" ,‬أن تبرز املصلحة‬ ‫عل ��ى حس ��اب املنافس�ي�ن"‪" ,‬أن تو ّف ��ر ل ��ي املصلح ��ة املال‬ ‫الكافي ألعتاش باملس ��توى املطلوب"‪" ,‬أن تتد ّبر املصلحة‬ ‫ش ��ؤونها وت ��د ّر لي األرباح دون أن أضط ��ر إلى قضاء ‪24‬‬ ‫ساعة في اليوم داخل املصلحة"‪...‬‬ ‫تسجل على نفس‬ ‫ولو تق ّدمنا معك خطوة أخرى وطلبنا أن‬ ‫ّ‬ ‫الورق ��ة تخ ّوفات ��ك بخص ��وص مصلحت ��ك القائم ��ة أو التي‬ ‫س ��تقوم لوجدناك تكتب كما يكتب اآلخرون‪" :‬اخلوف من‬ ‫اخلسارة"‪" ,‬اخلوف من انهيار املصلحة"‪" ,‬اخلوف من‬ ‫البنوك واملز ّودين"‪" ,‬اخلوف من عدم النجاح في تسويق‬ ‫املنتج أو اخلدمة"‪...‬‬ ‫ولكي نساعدك بإذنه تعالى على حتقيق طموحاتك وآمالك‬ ‫وعل ��ى التخل ّ ��ص م ��ن مخاوف ��ك س ��نطرح ب�ي�ن يدي ��ك زبدة‬ ‫أبحاث خبراء اقتصاد وإدارة أعمال على مدى ‪ 60‬عاما ً من‬ ‫البحث واملتابعة‪.‬‬ ‫اخلبراء في مجاالت االقتص ��اد واإلدارة ألّفوا كتبا ً وكتبوا‬ ‫مق ��االت كثي ��رة كش ��فت عن أخط ��اء وقع ��ت فيه ��ا مصالح‬ ‫مختلف ��ة بش� �تّى أحجامها وتن� � ّوع مجاالته ��ا وأ ّدت بالتالي‬ ‫إل ��ى انهي ��ار كثي ��ر منه ��ا‪ ,‬وم ��ن جه ��ة أخ ��رى كان ��ت هنالك‬ ‫متابعات لألس ��باب وأس ��اليب النهج التي كانت وراء بروز‬

‫‪6‬‬

‫املصال ��ح املثاليّ ��ة وتص ّدره ��ا لع ��رش النج ��اح االقتصادي‬ ‫محلّيا ً وعاملياً‪.‬‬ ‫ونحن بدورن ��ا نطرح عليك في مقالتنا هذه ملخّ ص أبحاث‬ ‫اخلبراء في هذا الباب مط ّعمة بتوجيهات عمليّة من خبرتنا‬ ‫املهنيّ ��ة ومواكبتنا لبع ��ض املصالح النامي ��ة واملتعثّرة على‬ ‫ح ٍّد سواء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن كل بند هو في ذاته‬ ‫عن ��د قراءتك لألخطاء ال ‪ ,12‬تذك ��ر ّ‬ ‫مقت ��ل للمصلح ��ة وس ��بب ٍ‬ ‫كاف النهي ��ار آالف غيرها‪ ,‬وهو‬ ‫أيض� �ا ً س ��بب لتط ّوره ��ا ومن ّوه ��ا‪ ,‬وأن ��ت وحدك م ��ن يح ّدد‬ ‫وضعيّة مصلحتك ضمن قوائم الناجحني أو املتعثّرين من‬ ‫سنفصلها‪.‬‬ ‫خالل ج ّد ّية تعاملك مع البنود التي‬ ‫ّ‬

‫خط ��أ رقم ‪ - 1‬ع ��دم فهم وظيفت ��ك كصاحب أو‬ ‫كمدير مصلحة أو شركة !‬

‫السمة البارزة ملعظم املصالح أنّها جتلب ألصحابها شهر ّيا ً‬ ‫بعض آالف الش ��واقل التي ال تكاد تكفي لس� � ّد التزاماتهم‪,‬‬ ‫وتظ� � ّل املصلحة س ��نة بعد س ��نة في ذات امل ��كان ال تراوحه‬ ‫حجم� �ا ً وربح� �ا ً وإدارة‪ .‬أصح ��اب ه ��ذه املصال ��ح يعتبرون‬

‫أنفس ��هم ع ّم ��االً‬ ‫ّ‬ ‫وموظف�ي�ن ل ��دى مصاحله ��م‬ ‫ويديرونه ��ا به ��دف احلص ��ول على مع ��اش في‬ ‫ّ‬ ‫كموظفني‬ ‫آخر الشهر‪ ,‬ولذلك تراهم يتص ّرفون‬ ‫وكع ّم ��ال ويعمل ��ون كم ��ا يعمل ��ون ويجه ��دون‬ ‫ويك ّدون كما يك ّدون ولربمّ ا يقضون وقتا ً أطول‬ ‫ف ��ي املصلح ��ة‪ ,‬بل جت ��د العام ��ل البس ��يط يتمتّع‬ ‫بإج ��ازة س ��نو ّية ومرضيّ ��ة وعطل ��ة أس ��بوعيّة‬ ‫وغيره ��ا من احلقوق الت ��ي ال يتمتّع بها صاحب‬ ‫املصلحة‪.‬‬ ‫مث ��ل ه ��ذه املصال ��ح س ��تبقى ف ��ي مكانه ��ا ول ��ن‬ ‫تتط� � ّور‪ ,‬والقاعدة ف ��ي علم االقتص ��اد "املكوث‬ ‫في نفس املكان هو رجوع إلى الوراء"‪.‬‬ ‫ال ب� � ّد ل ��ك كصاحب مصلح ��ة حتلم ف ��ي التط ّور‬ ‫أن وظيفتك كصاحب مصلحة‬ ‫والتق ّدم أن تعرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملوظفني‪ ,‬وإال‬ ‫ليس ��ت أن تعمل كباقي الع ّم ��ال‬ ‫مل ��ا كان ��ت حاج ��ة حقيقيّ ��ة ألن تفت ��ح مصلح ��ة‬ ‫أص�ل ً‬ ‫تتوج ��ه لتعم ��ل في‬ ‫�ا وكان م ��ن األول ��ى أن‬ ‫ّ‬ ‫إح ��دى املصال ��ح القائم ��ة كعام ��ل أو موظ ��ف‬ ‫أن الهدف من إدارة مصلحتك هو أن‬ ‫بس ��يط‪ ,‬إال ّ‬ ‫حت� � ّول املصلح ��ة إلى "ماكنة مش ��حونة" تعمل‬ ‫باس ��تمرار وت ��در األرب ��اح بش ��كل أوتوماتيكي‬ ‫دون أن تس ��تهلك من ��ك ج� � ّل وقت ��ك وجه ��دك‪،‬‬ ‫ويك ��ون دورك أن تراقب عمل هذه املاكنة كي ال‬ ‫يتعرق ��ل إنتاجها أو يتخلّف‪ ,‬وهكذا تس ��تطيع أن‬ ‫تف ّرغ وقتا ً لعائلتك وألم ��ورك احلياتيّة األخرى‬ ‫واألخرو ّية كذلك‪.‬‬ ‫نعلم أن "عالمة س ��ؤال كبيرة " ارتس ��مت اآلن‬ ‫في خاطرك "كيف أصل إلى ذلك احللم"؟‬ ‫واجل ��واب‪ :‬اس ��تم ّر ف ��ي الق ��راءة وسنرس ��م لك‬ ‫طري ��ق الوص ��ول‪ ،‬فم ��ا نعرض ��ه بني يدي ��ك إنا‬ ‫هو حقائ ��ق علميّة مدروس ��ة وليس خياالت وال‬ ‫أوهام‪.‬‬

‫خطأ رقم ‪ - 2‬أن تفكر كغيرك !‬

‫نحس ��به وص ��ل لعلم ��ك أن ��ه حس ��ب إحصائيات‬ ‫وزارة الصناع ��ة والتج ��ارة ف ��إن ‪ 70%‬م ��ن‬ ‫املصال ��ح تنهار خالل ‪ 5‬س ��نوات من تأسيس ��ها‬ ‫(وه ��ذا ش ��به مطاب ��ق إلحصائي ��ات عامليّ ��ة ف ��ي‬ ‫وأن ‪ 30%‬الصام ��دة منها ‪80%‬‬ ‫دول أخ ��رى)‪ّ ,‬‬ ‫ال تنت ��ج أكث ��ر م ��ن دخل ش ��هري يكفي ملعيش ��ة‬ ‫صاحب املصلحة (معاش شهري) وفقط ‪20%‬‬ ‫من املصالح املتبقية هي التي تد ّر أرباحا ً فائضة‬ ‫حقيقيّة !‬ ‫أن ‪6%‬‬ ‫حاص ��ل املعطيات املذكورة أعاله يش ��ير ّ‬ ‫فق ��ط م ��ن املصالح ه ��ي مصالح ربحيّ ��ة ناجحة‬ ‫بالفعل !‬

‫معنى ذلك‪ ,‬إذا س ��رت مع السائرين وف ّكرت في‬ ‫تطوي ��ر مصلحت ��ك حس ��ب نهجهم واس ��تثمرت‬ ‫في تس ��ويق منتجاتك وخدماتك حس ��ب املقبول‬ ‫وتعامل ��ت م ��ع عمال ��ك وموظفي ��ك كم ��ا يتعام ��ل‬ ‫الباق ��ون فإن ��ك ف ��ي أحس ��ن احل ��االت س ��تكون‬ ‫صاحب مصلحة على وش ��ك االنهي ��ار أو تأتيك‬ ‫شهري ال يكاد يكفي أو ستصبح صاحب‬ ‫بدخل‬ ‫ّ‬ ‫مصلحة سابق‪.‬‬ ‫فالقان ��ون واض ��ح‪" :‬نف ��س الطريق ت ��ؤ ّدي إلى‬ ‫أن نف ��س اخلط ��وات ت ��ؤ ّدي‬ ‫نف ��س امل ��كان كم ��ا ّ‬ ‫إل ��ى نف ��س النتيج ��ة" ‪ . .‬فإذا س ��لكت نفس نهج‬ ‫اآلخري ��ن واتّبع ��ت نف ��س خطواتهم ف ��ي اإلدارة‬ ‫فس ��تصل حتم� �ا ً إلى نفس امل ��كان والنتيجة التي‬ ‫وصلوا إليها فشالً أو جناحا ً !‬

‫خطأ رق ��م ‪ - 3‬عدم فهم "قانون املال"‬ ‫في املصالح !‬

‫"قان ��ون امل ��ال" ف ��ي املصال ��ح لي ��س كم ��ا يظنه‬ ‫الس ��واد األعظم م ��ن أصحاب املصال ��ح‪ ,‬فجلّهم‬ ‫يع ّرفونه‪:‬‬ ‫(مدخوالت – مصرفات = مال في اجليب)‬ ‫لك� � ّن الوص ��ف الس ��ليم لقان ��ون امل ��ال ه ��و أن‬ ‫املصلحة عب ��ارة عن "أنبوب" كلّما أخرجت من‬ ‫طرفه األ ّول إلى الس ��وق أكثر فأكث ��ر كلّما دخل‬ ‫من طرفه الثاني ٌ‬ ‫مال أوفر وأوفر!‬ ‫نع ��م‪ ,‬إذا أردت أن ت ��د ّر لك املصلحة م ��االً وفيرا ً‬ ‫ف�ل�ا ب� � ّد من أن تخ ��رج إلى الناس عبر التس ��ويق‬ ‫والعالقات اخلارجية حسب قانون املال التالي‪:‬‬

‫"‪"Out-flow‬‬ ‫"تسويق وعالقات‬ ‫خارجية"‬

‫املصلحة‬

‫"‪"In-flow‬‬ ‫"مال"‬

‫صاح ��ب املصلح ��ة م ��ن من ��ط أولئ ��ك الذي ��ن‬ ‫يجلس ��ون على كراس ��يهم ف ��ي مكاتبه ��م املكيّفة‬ ‫وينتظ ��رون أن يحض ��ر الزب ��ون إليه ��م دون أن‬ ‫يهت ّم لذلك بنفس ��ه س ��ينض ّم قريبا ً إل ��ى قافلة ال‬ ‫‪ 70%‬املنهارين وفي أحس ��ن حاالته س ��يصمد‬ ‫بصعوبة أو بالكاد‪.‬‬ ‫والس ��ؤال‪ :‬م ��ا ه ��ي خط ��وات اخل ��روج(‪Out-‬‬ ‫‪ )flow‬املطلوب ��ة م ��ن صاح ��ب املصلح ��ة‬ ‫اتّخاذها؟‬ ‫ولإلجابة على هذا التساؤل تابع اخلطأ التالي!‬

‫خط ��أ رق ��م ‪- 4+5‬أري ��د أن أزي ��د ف ��ي‬ ‫املبيعات ‪ . . .‬إذن أستثمر في الدعاية!‬ ‫اخلط ��أ (رقم ‪ )4‬القات ��ل عند الكثير من‬ ‫املصال ��ح هو التوجه املته� � ّور للدعاية‬ ‫بهدف رفع املبيعات أو األرباح‪.‬‬

‫أن الدعاي ��ة معدوم ��ة الفائ ��دة‬ ‫نح ��ن ال ن ّدع ��ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن دعاية‬ ‫لتطوير املصلح ��ة ولكننا ن ّدعي ونؤكد ّ‬ ‫غي ��ر مدروس ��ة وغي ��ر محس ��وبة النتائج ضمن‬ ‫مقايي ��س واضحة تعق ��ب الدعاية هي دعاية غير‬ ‫مجدية أو غير حكيمة‪.‬‬ ‫وللدعاية قوانني يجب فهمها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الدعاي ��ة عل ��ى أنواعه ��ا وأش ��كالها ه ��ي‬ ‫مرحلة أو جزء فقط من عمليّة تس ��ويق املنتج أو‬ ‫اخلدمة!‬ ‫ثاني� �اً‪ :‬الدعاي ��ة ه ��ي خط ��وة تس ��ويقيّة وليس ��ت‬ ‫خطوة بيع؛ والفرق كبير !‬

‫خط ��أ كبير (رقم ‪ )5‬يضاف إلى اخلطأ‬ ‫املعن َون هو أن تعتقد أن باس ��تطاعتك‬ ‫بي ��ع منتج ��ك أو خدمات ��ك م ��ن خ�ل�ال‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية‬

‫‪7‬‬


‫حاجز عدم الثقة وقاموا بأصعب عملية تتخلّلها‬ ‫الصفق ��ة وهي إخراج املال من اجليب وتس ��ليمه‬ ‫! فطريق ��ك إلى ه ��ؤالء أقصر بكثي ��ر من طريقك‬ ‫إل ��ى أولئ ��ك ال ��ذي ال يزال بين ��ك وبينه ��م حاجز‬ ‫جليدي م ��ن عدم الثقة‪ ,‬وإذا لم ّ‬ ‫توظف هذا األمر‬ ‫ّ‬ ‫لصاحل ��ك ب ��ل اس ��تفرغت ك ّل طاقات ��ك فق ��ط في‬ ‫كسب زبائن جدد فك ّل عمليّة بيع لديك ستجابه‬ ‫عن ��ا ًء مضنيا ً كال ��ذي تواجه ��ه املصالح اجلديدة‬ ‫وس ��تبقى مصلحتك بعد ‪ 20‬سنة كما هي اليوم‬ ‫وتعب ��ك فيها نفس التع ��ب‪ ,‬وك ّل مصلحة جديدة‬ ‫تط� � ّل عل ��ى الس ��احة ستش� � ّكل منافس ��ة حقيقية‬ ‫ل ��ك ميكن أن تزل ��زل كيان مصلحت ��ك وأن ته ّدد‬ ‫استقرارها ولربمّ ا بقائها‪.‬‬

‫خطأ رقم ‪ – 7‬الدخل الضائع‬ ‫‪! LOST INCOME‬‬

‫إع�ل�ان دعائ ��ي عب ��ر الصح ��ف أو‬ ‫املناش ��ير أو امللصقات أو الالفتات‪ ,‬مع‬ ‫أ ّن ��ك قد تنجح في البي ��ع من خالل ذلك‬ ‫أحياناً‪ ,‬إال أنّ الدعاية بأنواعها تش� � ّكل‬ ‫مرحلة في العمل ّية التس ��ويق ّية‪ ,‬ولك ّل‬ ‫خاص‬ ‫مرحلة ف ��ي هذه العمل ّي ��ة هدف‬ ‫ّ‬ ‫النهائي املأمول وهو عقد‬ ‫يخدم الهدف‬ ‫ّ‬ ‫الصفقة‪.‬‬ ‫�ي هو خلق االهتمام لدى‬ ‫هدف الدعاية األساس � ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يتوج ��ه إليك هاتفيّ� �ا أو فعليّا أو‬ ‫الزب ��ون وجعله‬ ‫ّ‬ ‫بأي وس ��يلة أخرى‪ ,‬واملرحل ��ة التالية‬ ‫يتواص ��ل ّ‬ ‫التوجه إلى عمليّة‬ ‫تكون اس ��تثمار وحتويل ه ��ذا‬ ‫ّ‬ ‫بيع حقيقيّة‪.‬‬ ‫وللتوضي ��ح‪ ,‬صاح ��ب س ��وبرماركت يعل ��ن عن‬ ‫أس ��عار "مغرية" ملنتجات استهالكيّة أساسيّة‬ ‫قد تص ��ل إلى ح� � ّد س ��عر التكلفة‪ ,‬ه ��ذه الطريقة‬ ‫مجان ��ي" وهو مبثابة‬ ‫تس� � ّمى "خدم ��ة أو منتج ّ‬ ‫طع ��م الس ��تدراج الزب ��ون املس ��تهدف‪ ,‬أ ّم ��ا إذا‬ ‫اكتف ��ى صاحبن ��ا بذلك ول ��م يتبع ذل ��ك إجراءات‬ ‫واستعدادات على كافّة األصعدة إلقناع الزبون‬ ‫بش ��راء املزي ��د ومع ��اودة الش ��راء (م ��ن خ�ل�ال‬ ‫ّ‬ ‫املوظفني‪,‬‬ ‫ج ��ودة الس ��لع‪ ,‬نظاف ��ة امل ��كان‪ ,‬أناق ��ة‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية‬

‫‪8‬‬

‫لباق ��ة مندوبي البيع‪ ,‬س ��رعة اخلدم ��ة والترتيب‬ ‫واألمان ��ة وم ��ا إلى ذل ��ك) فإن ��ه س ��يفقد الزبون‬ ‫أن الدعاي ��ة املغري ��ة هدفه ��ا‬ ‫ويخس ��ر الطع ��م! إذ ّ‬ ‫إغراء الزبون جللبه إلى املصلحة وعلى مندوبي‬ ‫البيع أن يهت ّموا بالباقي‪.‬‬ ‫التس ��ويق الناج ��ح ال ينتهي بكس ��ب االنتباه بل‬ ‫فعلي ث ّم إلى مبيعات‬ ‫توجه‬ ‫يج ��ب أن يتح ّول إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫متج ّددة ومتك ّررة‪.‬‬ ‫املس� � ّوق الفاش ��ل يس ��تخدم "س�ل�اح اليائ ��س"‬ ‫�دي مرتب ��ك ف ��ي أرض املعرك ��ة فهو‬ ‫متام� �ا ً كجن � ّ‬ ‫يس ��تخدم الدعاي ��ة دون دراس ��ة وال قياس ��ات‬ ‫ويطلق في ك ّل صوب وفي ك ّل اتجّ اه‪.‬‬

‫خط ��أ رق ��م ‪ - 6‬ع ��دم جم ��ع التفاصي ��ل‬ ‫الشخص ّية للزبائن !‬

‫ه ��ذا اخلط ��أ هو م ��ن أكث ��ر األخط ��اء إزعاج� �ا ً لنا‬ ‫كمستش ��ارين وغالب� �ا ً ما نواجهه عن ��د بداية ك ّل‬ ‫عملية إشفاء أو إنعاش ملصلحة ما‪.‬‬ ‫أحد أبرز قوانني اإلدارة احلديثة هو‪" :‬األفضليّة‬ ‫لألسبق أو األقدم" ‪ . . .‬ويتحتّم عليك أن تستفيد‬ ‫من سنوات خبرتك ووجودك‪.‬‬ ‫ما ظنّك بصاحب مصلحة في مجال ما‪ ,‬مصلحته‬ ‫قائمة في السوق عش ��ر سنوات ولديه مصلحة‬ ‫فإن دخول‬ ‫ت ��د ّر له أرباح� �ا ً مقبولة‪ ,‬ومع ذل ��ك ! ّ‬ ‫أي مناف ��س إلى الس ��وق حتى ول ��و كان املنافس‬ ‫ّ‬ ‫مصلحة جديدة وصغيرة س ��رعان يزلزل كيان‬

‫مصلح ��ة صاحبن ��ا وال يج ��د زبائن ��ه حرج� �ا ً في‬ ‫والتوجه ملنافسه بك ّل يسر‪.‬‬ ‫تركه‬ ‫ّ‬ ‫لألس ��ف‪ ,‬السواد األعظم من املصالح يعاني من‬ ‫ألن الغالبيّة العظمى ال‬ ‫هذا اخلطأ الفادح‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫يستغلّون قانون األفضلية لألقدم‪.‬‬ ‫اس ��تغالل قان ��ون األفضلي ��ة لألق ��دم يحوي في‬ ‫طيّاته احملافظة على مس ��تودع تفاصيل الزبائن‬ ‫"امللفّات املركز ّي ��ة" (‪)CF) (Central Files‬‬ ‫واس ��تغالل ه ��ذا املس ��تودع لتطوي ��ر املبيع ��ات‬ ‫ومضاعفتها‪.‬‬ ‫فهذا املس ��تودع هو أخطر وأه ّم مستودع متلكه‬ ‫أي مصلحة !‬ ‫ّ‬ ‫ولنعد إلى املثال املذكور‪ ,‬هل من السهل منافسة‬ ‫مصلح ��ة في قط ��اع مواد البن ��اء قائم ��ة منذ ‪10‬‬ ‫س ��نوات وحتتف ��ظ بالتفاصيل الش ��خصيّة لك ّل‬ ‫زبائنه ��ا وتتواصل معهم عل ��ى الدوام وتغريهم‬ ‫يتوجه ��وا إل ��ى غيره ��ا م ��ن‬ ‫وحتفّزه ��م ك ��ي ال‬ ‫ّ‬ ‫املنافس�ي�ن؟ وتبع ��ث إليه ��م باس ��تمرار ك ّل ما قد‬ ‫يلبّي حاجاتهم ويثير اهتمامهم من‪:‬‬ ‫ •منتجات جديدة ‪,‬‬ ‫ •تخفيضات وحمالت‪,‬‬ ‫ •خدمات إضافية‪,‬‬ ‫ •فروع جديدة‪,‬‬ ‫ •معايدات وتهاني وغيرها؟‬ ‫تذ ّك ��ر أن األهمي ��ة ف ��ي اس ��تغالل ‪ CF‬ه ��و أن‬ ‫الزبائن املوجودين فيه قد قاموا سابقا ً بتحطيم‬

‫ه ��ذا اخلط ��أ لي ��س خط ��أ أصح ��اب املصال ��ح‬ ‫وإن ��ا ه ��و خط ��أ كثي ��ر م ��ن‬ ‫والش ��ركات فق ��ط‪ ,‬مّ‬ ‫املستشارين االقتصاديني فترى خطط اإلشفاء‬ ‫أو اإلنع ��اش ل ��دى املصالح غالبا ً م ��ا يت ّم التركيز‬ ‫فيه ��ا عل ��ى احل� � ّد م ��ن التبذي ��ر ف ��ي املصروفات‬ ‫وخاص ��ة "الدخ ��ل‬ ‫ويهم ��ل جان ��ب املدخ ��والت‬ ‫ّ‬ ‫الضائع" وهو أهم من املصروفات بكثير‪.‬‬ ‫الدخل الضائع معن ��اه هو دخل في متناول يدك‬ ‫ال تصل يدك إليه ألنك ال تراه أصالً‪.‬‬ ‫مث ��ال‪ :‬مصلح ��ة مل ��واد البن ��اء توجه ��ت لطل ��ب‬ ‫استش ��ارة إش ��فاء وتب�ّي�نّ م ��ن خ�ل�ال التع� � ّرض‬ ‫أن املصلح ��ة تس� � ّوق كا ّف ��ة‬ ‫لتفاصي ��ل املصلح ��ة ّ‬ ‫موا ّد البن ��اء ابتدا ًء من مرحلة التأس ��يس وحتى‬ ‫تس ��ليم املفاتي ��ح مب ��ا ف ��ي ذل ��ك رم ��ال وده ��ان‬ ‫وقرميد وكراميكا وأحجار وغيرها كثير‪.‬‬ ‫وغ ��اب عن صاح ��ب املصلحة إمكانيّة اس ��تغالل‬ ‫ال ‪ ( CF‬مس ��تودع تفاصي ��ل الزبائ ��ن) ك ��ي‬ ‫يبي ��ع لهم أكث ��ر فأكثر ويعرض عليه ��م ما يبيعه‬ ‫م ��ن منتج ��ات وبضائ ��ع ق ��د يحتاجونه ��ا وربمّ ا‬ ‫باحلصة‬ ‫ال يعلم ��ون بتوفّره ��ا لديه أصالً‪ ,‬ف ��إذا‬ ‫ّ‬ ‫الكب ��رى م ��ن زبائنه قد اش ��تروا من عن ��ده املواد‬ ‫األساس� �يّة ولم يعودوا لشراء الباقي! أليس هذا‬ ‫ربح ضائع؟!‬ ‫واملصيب ��ة أكبر لدى املصال ��ح امللزمة باحملافظة‬ ‫عل ��ى تفاصي ��ل زبائنه ��ا كش ��ركات الس ��ياحة‬ ‫والس ��فر ّيات‪ ،‬ش ��ركات التأمني‪ ،‬شركات جتارة‬ ‫�أي عمليّ ��ة‬ ‫الس ��يارات وغيره ��ا‪ ,‬ث� � ّم ال تق ��وم ب � ّ‬ ‫تسويقيّة جتاه مستودع الذهب الذي متلكه!‬

‫خط ��أ رق ��م ‪ - 8‬العم ��ل‬ ‫بالطريقة التقليد ّية !‬

‫مصاحلن ��ا العربي ��ة مهم ��ا كبرت‬ ‫وتط ّورت وحت ��ى لو وصلت إلى‬ ‫حج ��م يس ��توعب مئ ��ات العم ��ال‬ ‫ّ‬ ‫واملوظف�ي�ن ومبيزاني ��ات تص ��ل‬ ‫�إن رابط� �ا ً‬ ‫مالي�ي�ن الش ��واقل‪ ,‬ف � ّ‬ ‫أساس� �يّا ً وس ��مة ب ��ارزة تخيّ ��م‬ ‫على ج ّل املصالح الكبيرة مبئات‬ ‫ع ّماله ��ا والصغي ��رة مبقصفه ��ا‬ ‫أن هذه‬ ‫على قارعة الطريق‪ ,‬وهو ّ‬ ‫املصالح تدار بالطريق ��ة البدائيّة‬ ‫التقليد ّية‪.‬‬ ‫أصحاب املصالح العرب ورجال‬ ‫األعم ��ال الع ��رب ه ��م آخ ��ر م ��ن‬ ‫ينض ّم لدورات إدار ّية وإرشاد ّية‬ ‫وهم آخ ��ر من يث ��ق باخلبراء في‬ ‫مجال إرش ��اد وإش ��فاء وإنعاش‬ ‫املصال ��ح‪ ,‬وه ��م كذل ��ك آخ ��ر من‬ ‫س ��مع أص�ل ً‬ ‫�ا ع ��ن مصطل ��ح ‪-‬‬ ‫أساليب اإلدارة احلديثة‪.‬‬ ‫وبهذا ترى كبيره ��م كصغيرهم‬ ‫يدير املصلحة وفق "احلدس" َو‬ ‫ّ‬ ‫"احلظ" أو س ّمه إن شئت‬ ‫"معرفة الس ��وق" َو‬ ‫"الت ��و ّكل املغل ��وط" دون دراس ��ة وال تخطي ��ط‬ ‫وال توجيه‪ ,‬بل يعتبر نفس ��ه ه ��و الفاهم الوحيد‬ ‫وصاح ��ب ال ��رأس الف� � ّذ األق ��در واألكب ��ر ولكنّنا‬ ‫ف ��ي الق ��رن الواحد والعش ��رين وم ��ن ال يصحو‬ ‫ويظ ّل يكابر مص� � ّرا ً على تقليد ّيته ومستمس ��كا ً‬ ‫بعصبيّت ��ه س ��يجد مصلحته قد اندث ��رت وبادت‬ ‫إن عاجالً أم آجالً !‬ ‫ث� � ّم نتس ��اءل بعد ذل ��ك ما ب ��ال مصاحلن ��ا يخبو‬ ‫نورها سريعا ً وال تقدر أن جتاري نظيراتها في‬ ‫املجتمعات األخرى؟!‬ ‫املادي‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫عامل‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫عنه‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫�ي ال‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قان ��ون أساس � ّ‬ ‫اجلدي ��د‪ :‬مصلح ��ة ت ��دار م ��ن دون "مقايي ��س‬ ‫حس ��ابيّة عدد ّي ��ة ونس ��بيّة وبيان ��ات مقارن ��ة‬ ‫دور ّية" بش ��كل مس ��تم ّر ودائم‪ ,‬فه ��ي مصلحة‬ ‫آنيّ ��ة لن تطول أ ّيامها كثي ��را ً ولن تذهب أرباحها‬ ‫بعيداً‪.‬‬ ‫صاحب املصلحة الذي يس ��مح لنفس ��ه أن ينظر‬ ‫ألبعد من طرف أنفه ال يبدأ عمله صباحا ً من ك ّل‬ ‫يوم أو ك ّل أس ��بوع أو ك ّل ش ��هر على األق ّل حتى‬ ‫يأخ ��ذ بني يديه معطيات بيانيّة ملتغيّرات مختلفة‬ ‫في مصلحته ممت� � ّدة على فترات زمنيّة من أجل‬ ‫املقارن ��ة واس ��تخالص العب ��ر وتعدي ��ل اخلط ��ط‬

‫والبرامج‪ ,‬ويدخل ضمن تل ��ك املعطيات‪ :‬الدخل‬ ‫الع ��ام‪ ،‬األرب ��اح‪ ،‬املصروفات‪ ،‬عمولة املس� � ّوقني‬ ‫مقابل الدخل الناجت عن عمل ك ّل مس ّوق‪ ،‬األرباح‬ ‫على ك ّل منتج واألمثلة أكثر من أن حتصى‪.‬‬ ‫جنس ��د ل ��ك التوجيه ��ات اآلنف ��ة وجنعلك‬ ‫ولك ��ي‬ ‫ّ‬ ‫تستش ��عر أه ّميته ��ا تخيّل معنا األمثل ��ة الواقعيّة‬ ‫التاليّة‪:‬‬ ‫ •صاحب ش ��ركة اس ��تيراد اتّضح له من خالل‬ ‫أن‬ ‫الرس ��ومات البيانيّ ��ة واملقارن ��ات الدور ّي ��ة ّ‬ ‫خس ��ارة الش ��ركة الت ��ي ت ��زداد يوم� �ا ً بع ��د ي ��و ٍم‬ ‫مصدرها أحد املنتجات املس ��توردة وبهذا ّ‬ ‫غطت‬ ‫هذه اخلسارة على أرباح سائر املنتجات‪.‬‬ ‫أن أحد‬ ‫ •صاحب شركة للبيع باجلملة اتّضح له ّ‬ ‫املس� � ّوقني يسبّب له خسارة كبيرة وبعد فحص‬ ‫أن املس� � ّوق اعتاد على الس ��رقة من‬ ‫أدقّ ا ّتض ��ح ّ‬ ‫الش ��ركة لس ��نني طويلة دون أن تكش ��ف طريقة‬ ‫اإلدارة التقليد ّية عن سرقته‪.‬‬ ‫ •صاح ��ب مصن ��ع اكتش ��ف بع ��د حت ّول ��ه إل ��ى‬ ‫أن تكلف ��ة صن ��ع منتج‬ ‫طريق ��ة اإلدارة احلديث ��ة ّ‬ ‫معينّ أعلى ب ‪ 15%‬من سعر البيع‪.‬‬ ‫هذا منبع ��ه منط ��ق التقليد األعمى والذي أش ��ير‬ ‫إلي ��ه ف ��ي الق ��رآن الكرمي (إ ّن ��ا وجدن ��ا آبائنا على‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية‬

‫‪9‬‬


‫ه ��اك بع ��ض قواع ��د اإلدارة احلديث ��ة واألمثل ��ة‬ ‫التوضيحيّة فيما يتعلق باملصروفات‪:‬‬ ‫ •املصروف ��ات ممنوع ��ة منعا ً با ّتا ً ف ��ي املصالح‬ ‫والشركات!‬ ‫ •االس ��تثمارات ه ��ي فق ��ط م ��ا يس ��مح ب ��ه ف ��ي‬ ‫املصلحة !‬

‫م ��ن مصروفات ��ه كلّه ��ا اس ��تثمارات أو بكلم ��ات‬ ‫أخ ��رى مصروف ��ات محس ��وبة بدق ��ة ويتر ّت ��ب‬ ‫عليها دخل أكب ��ر للمصلحة‪ .‬فليس في املصلحة‬ ‫مصروفات بل هنالك استثمارات !‬ ‫أن مصروف ��ات املع ��اش بالنس ��بة‬ ‫ •إذا ا ّتض ��ح ّ‬ ‫لعام ��ل مع�ّي�نّ ال يتر ّت ��ب عليه ��ا دخ ��ل يغ ّطي تلك‬ ‫املصروف ��ات ف ��ذاك العام ��ل ع ��بء عل ��ى كاه ��ل‬ ‫املصلح ��ة يجدر التخلّص منه فورا ً والتوفير في‬ ‫املصروفات !‬ ‫أن مصروفات الدعاية واإلعالن ال‬ ‫ •إذا اتّضح ّ‬ ‫يترتّب عليها دخل أكبر منها فهي تبذير ال طائل‬ ‫منه يجب وقفه على الفور‪.‬‬ ‫أن تكيي ��ف املصلح ��ة يؤت ��ي أكل ��ه‬ ‫ •إذا ا ّتض ��ح ّ‬

‫ •املصروف الذي ال يترتّب عليه دخل أكبر منه‬ ‫هو م ��ن املصروفات وهو ممن ��وع‪ ,‬واملصروف‬ ‫ال ��ذي يتر ّت ��ب علي ��ه دخ� � ٌل أكب ��ر من ��ه ه ��و م ��ن‬ ‫االستثمارات وهو املسموح به !‬ ‫ •الس ��ؤال ه ��ل مص ��روف مع�ّي�نّ ه ��و باه ��ظ‬ ‫للشركة؟ ليس س ��ؤاالً كافياً‪ ,‬هذا منوط بالدخل‬ ‫املترتّب عليه !‬ ‫ •صاح ��ب عم ��ل ناجح هو صاح ��ب عمل يجعل‬

‫ويأت ��ي للمصلح ��ة بدخ ��ل أكب ��ر م ��ن مصروف‬ ‫التكيي ��ف فه ��و أم ��ر ال ب ّد من ��ه وه ��و عندئذ ليس‬ ‫وإن ��ا اس ��تثمارا ً م ��ن أج ��ل تطوي ��ر‬ ‫مصروف ��ا مّ‬ ‫املصلحة‪.‬‬ ‫أن تعي�ي�ن مدي ��ر تس ��ويق بتكلف ��ة‬ ‫ •إذا ا ّتض ��ح ّ‬ ‫باهظة يأتي بدخل أكب ��ر بكثير من تكلفة تعيينه‬ ‫فهذا أمر ال ب ّد منه لتطوير املصلحة‪.‬‬ ‫م ��ع ذلك‪ ,‬هنال ��ك منافع غير ما ّد ّي ��ة قد تكمن من‬

‫أ ّم ��ة وإنّا على آثاره ��م مهت ��دون) ‪ . .‬وهو منطق‬ ‫مذم ��وم عل ��ى ك ّل ح ��ال م ��ا ل ��م ُينظ ��ر ف ��ي امل ��آل‬ ‫النهائي والهدف املقصود !‬

‫خط ��أ رق ��م ‪ - 9‬نظ ��رة خاطئ ��ة‬ ‫للمصروفات !‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪10‬‬

‫وراء تش ��غيل عام ��ل محت ��اج أو تس ��ويق منت ��ج‬ ‫بدي ��ل ملنتج مح� � ّرم وهن ��ا يجدر تعدي ��ل القواعد‬ ‫أع�ل�اه مب ��ا يتناس ��ب وك ّل حال ��ة‪ ,‬فهنال ��ك أرباح‬ ‫يعجز االقتصاد عن قياسها !‬

‫خطأ رقم ‪ - 10‬كعكة املصروفات !‬

‫أس ِ‬ ‫�ي في ع ��دم تط ّور‬ ‫ه ��ذا اخلط ��أ هو س ��بب َ‬ ‫اس � ّ‬ ‫خاصة وفي‬ ‫مصالح عديدة في وس ��طنا العربي‬ ‫ّ‬ ‫العالم بأسره‪.‬‬ ‫قان ��ون أساس ��ي‪" :‬تخطيط املصروف ��ات ينبني‬ ‫على مدخوالت واضحة ومؤ ّكدة وال ينبني على‬ ‫آمال وأوهام !"‪.‬‬ ‫أ َّوالً يج ��ب أن يك ��ون ل ��دى املصلح ��ة دخل ومن‬ ‫هذا الدخل ُتش ��تقّ املصروفات التي‬ ‫س ��تعود على املصلح ��ة بدخل أكبر‬ ‫منه ��ا‪ ،‬أو بكلم ��ات أخ ��رى ال يص � ّ�ح‬ ‫بح ��ال من األح ��وال ‪ -‬وف ��ق قوانني‬ ‫اإلدارة احلديثة ‪ -‬أن تس ّرح شيكات‬ ‫املصروف ��ات ث� � ّم تعمل جاه ��دا ً على‬ ‫تغطية هذه الشيكات من مدخوالت‬ ‫مستقبليّة مأمولة‪.‬‬ ‫نعلم أ ّن ��ك ربمّ ا "رفع ��ت حاجبيك"‬ ‫وتعجبت من‬ ‫عن ��د قراءة هذه الفقرة‬ ‫ّ‬ ‫هذا الط ��رح ولكن هذه ه ��ي الطريق‬ ‫نح ��و مصلح ��ة ناجح ��ة ومس ��تق ّرة‬ ‫وثابتة‪.‬‬ ‫وق ��د تعجب أكثر من القانون التالي‬ ‫في هذا الباب‪:‬‬ ‫القان ��ون الثان ��ي‪" :‬بن ��اء املصلح ��ة‬ ‫على ق ��روض ه ��ي معادلة س ��ريعة‬ ‫وناجحة نحو الفشل!"‪.‬‬ ‫أج ��ل‪ ,‬فكت ��ب التاري ��خ االقتص ��ادي‬ ‫والدراس ��ات والبحوث تثبت بشكل‬ ‫أن متويل املصلحة من خالل‬ ‫واضح ّ‬ ‫وأن تخطيط مصروفاتها‬ ‫القروض ّ‬ ‫مستقبلي متوقّع‬ ‫اعتمادا ً على دخل‬ ‫ّ‬ ‫املؤجلة) هي‬ ‫(مبا في ذلك الشيكات‬ ‫ّ‬ ‫مغامرة أقرب إلى املقامرة س ��رعان‬ ‫ما تنتهي بسقوط وشيك مريع‪ ,‬وإال فما تفسير‬ ‫انهي ��ار ‪ 70%‬من املصالح خالل فترة ال تتع ّدى‬ ‫‪ 5‬سنوات من موعد إنشائها ؟!‬ ‫أن هذه القوانني يخالفنا فيها من يتس� � ّمون‬ ‫نعلم ّ‬ ‫مبستشارين ماليّني وباألحرى يجدر تسميتهم‬ ‫"مستش ��ارين إس ��تقراضيّني" فهم في الغالب‬ ‫ضحيّة الس ��يطرة املصرفيّ ��ة وبعضهم مرتزقة‬ ‫ل ��دى بعض البنوك ومنهم م ��ن ال يتقن غير ذلك‬

‫واألكثر ّية متش ��ي مع القطي ��ع ال جترؤ أن حتيد‬ ‫ع ��ن الطري ��ق وإن أوصلته ��ا إل ��ى وا ٍد س ��حيق‪,‬‬ ‫متت إلى اإلدارة االقتصاد ّية‬ ‫ومشورتهم هذه ال ّ‬ ‫بصلة !‬ ‫أن الوصول إل ��ى اإلدارة املذكورة ليس‬ ‫ونؤ ّك ��د ّ‬ ‫أن العد ّو‬ ‫باألم ��ر اله�ّي�نّ ولك ��ن اعلم ف ��ي املقاب ��ل ّ‬ ‫األكب ��ر ملصلحتك ولش ��ركتك لي ��س إال مصطلح‬ ‫"مس ��تحيل"‪ ,‬نع ��م هو لي ��س س ��هالً ولكنّه غير‬ ‫إن قوانني اإلدارة السليمة تبينّ لك‬ ‫مستحيل‪ ،‬بل ّ‬ ‫أيض� �ا ً طريق اخلروج من الديون ومن القروض‬ ‫التي تثق ��ل كاهلك من خالل القان ��ون الثالث من‬ ‫قوانني كعكة املصروفات وهو‪:‬‬ ‫القان ��ون الثال ��ث‪" :‬يس ��مح تخصي ��ص مبال ��غ‬ ‫لتس ��ديد الدي ��ون والق ��روض القدمي ��ة إل ��ى ح� � ّد‬ ‫أقصاه ‪ 15%‬من مدخوالتك الفعليّة"‬ ‫إذن‪ ,‬علي ��ك أن تعيد حس ��اباتك وترتّب أولو ّيات‬ ‫تسديد ديونك وقروضك حسب القانون املذكور‬ ‫وإال فلن يكون وضع املصلحة مستق ّرا ً !‬ ‫ّ‬ ‫سيرش ��ح‬ ‫تذ ّك ��ر ! ع ��دم ا ّتب ��اع ه ��ذه القوان�ي�ن‬ ‫مصلحت ��ك لتتنافس عل ��ى رأس قائم ��ة املصالح‬ ‫(‪ )70%‬الفاشلة !‪.‬‬

‫خط ��أ رق ��م ‪ - 11‬تقيي ��م معاش ��ات‬ ‫األجيرين حسب ساعات العمل !‬

‫القان ��ون‪" :‬تقيي ��م معاش ��ات األجيري ��ن وف ��ق‬ ‫ساعات العمل هو جرمية في حقّ مصلحتك" لو‬ ‫لوجدت أعمق بئر‬ ‫تتبّعت مصروفات مصلحتك‬ ‫َّ‬ ‫فيها غالبا ً ما يكون تكاليف األجور واملعاش ��ات‪,‬‬ ‫وعل ��ى ال ّرغم من ذلك تقف مش ��دوها ً ك ّل ش ��هر‬ ‫من جديد عندما تدفع هذه املبالغ الكبيرة للع ّمال‬ ‫مما‬ ‫وال تبحث عن ح� � ّل رغم أنّك متأ ّكد ّ‬ ‫أن كثيرا ً ّ‬ ‫تدفع ��ه لع ّمالك هو خس ��ارة‬ ‫صافي ��ة ال تع ��ود علي ��ك‬ ‫باملنفعة املرج ّوة‪.‬‬ ‫إذا حت ّول ��ت إل ��ى تطبي ��ق‬ ‫أس ��اليب اإلدارة احلديث ��ة‬ ‫اخلاص ��ة بأج ��ور العم ��ال‬ ‫ّ‬ ‫واملوظفني بحيث يت ّم حتديد‬ ‫املعاش ��ات واش ��تقاقها وفق‬ ‫إجنازات العامل الفعليّة ومس ��اهمته احملس ��وبة‬ ‫في أرباح املصلحة وليس حسب ساعات العمل‬ ‫بدون قياس حقيقي للمساهمة واإلجناز‪ ,‬عندها‬ ‫سيزول كابوس املعاشات الذي ال ّ‬ ‫ينفك يراودك‬ ‫ألن ك ّل ش ��يقل تدفع ��ه للع ّم ��ال‬ ‫نهاي ��ة ك ّل ش ��هر ّ‬ ‫�ي ومس ��اهمة حقيقيّة‬ ‫س ��يكون ل ��ه م ��ردود فعل � ّ‬ ‫تغ ّطي هذا املصروف!‬

‫واحلقيق ��ة أنه عل ��ى العكس مما تظ� � ّن فإنّه ليس‬ ‫هن ��اك وظيفة وال دور ف ��ي مصلحتك إال وميكن‬ ‫حس ��اب م ��دى إس ��هامه ف ��ي أرب ��اح الش ��ركة‬ ‫وقياس ��ه مبعايير ماليّة قابل ��ة للقياس‪ ,‬وإن كان‬ ‫األم ��ر ف ��ي بع ��ض األحي ��ان غي ��ر مفه ��وم ضمنا ً‬ ‫وف ��ي بعض الوظائ ��ف يحتاج القي ��اس والتقييم‬ ‫إل ��ى معادلة ذكيّة وإبداع كي ال تظلم العامل وال‬ ‫تظلم نفس ��ك وإال كان ��ت العاقبة وخيم ��ة‪ ,‬ولهذا‬ ‫مختصون ف ��ي طرق وأس ��اليب حتديد‬ ‫فهنال ��ك‬ ‫ّ‬ ‫املعاش ��ات بحي ��ث يت� � ّم حتديديها بالش ��كل الذي‬ ‫يح ّف ��ز العامل عل ��ى مزيد من اإلجن ��ازات ويزيد‬ ‫ف ��ي أرب ��اح مصلحت ��ك وننصح ��ك باستش ��ارة‬ ‫خاصة في املصالح الكبيرة أو‬ ‫�ادي‬ ‫خبير اقتص � ّ‬ ‫ّ‬ ‫واإلنتاجي‪.‬‬ ‫اإلداري‬ ‫املصالح ذات التن ّوع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫األمر السيئ في هذه احلقيقة هو أنّك متلك فقط‬ ‫رب ��ع ثانية ولكن انظر دائما ً للش ��يء اجليّد وهو‬ ‫أنّك على األق ّل متلك ربعا ً كامالً من الثانية‪.‬‬ ‫س ��ؤال ‪ . . .‬ي ��ا ت ��رى أي اإلعالن ��ات التالي ��ة ه ��و‬ ‫األكثر حكمة؟‬ ‫املتوس ��ط‬ ‫أن اإلنس ��ان‬ ‫نظنّ ��ك فهمت املغزى‪ ،‬مبا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال يعطي ��ك أكث ��ر م ��ن ‪ 4/1‬ثانية جل ��ذب اهتمامه‬ ‫فس ��تكون بط�ل ً‬ ‫�ا حقيقيّ� �ا ً ِ‬ ‫إن حقّقت ذل ��ك في هذا‬ ‫الوقت الوجيز وذلك بان تختار العنوان األنسب‬ ‫ال ��ذي يخلق لدى جمهورك املس ��تهدف نوعا ً من‬ ‫االهتم ��ام مبنتج ��ك أو خدمت ��ك‪ ,‬وإال فس ��يكون‬ ‫مصي ��ر دعايت ��ك ه ��و س� �لّة املهم�ل�ات قب ��ل أن‬ ‫ُتس ��تكم َل قراءة املضم ��ون! وال تنزعج إذا حملت‬ ‫ش ��خصا ً اس ��تلم منك منش ��ورا ً ث ��م ألق ��اه أرضا ً‬ ‫دون أن يق ��رأه ! وه ��ذا م ��ا يحص ��ل غالب� �ا ً عندما‬ ‫تعن ِون إعالنك بلوجو املصلحة!‬

‫خط ��أ جس ��يم يق ��ع في ��ه الكثي ��رون وه ��و ع ��دم‬ ‫فهمه ��م لطريق ��ة عم ��ل الدعاي ��ة وطريق ��ة إدارة‬ ‫مش ��روع التسويق واإلعالن بش ��كل يضمن أن‬ ‫محصل ��ة ال ّدخل من وراء احلملة أكبر من‬ ‫تكون‬ ‫ّ‬ ‫مصروفات الدعاية واإلعالن املرافقة‪.‬‬ ‫ن ��درك أنّك تعل ��م القانون‪" :‬انش ��ر دعايتك حيث‬ ‫يتواج ��د اجلمه ��ور املس ��تهدف" ‪ . . .‬مبعن ��ى ال‬ ‫تنش ��ر إعالنات لبيع بدل العرسان في صحيفة‬ ‫خاصة بالنساء احلوامل! وهذا ليس بحاجة إلى‬ ‫ّ‬ ‫توضيح‪.‬‬ ‫أن كثي ��را ً م ��ن رجال‬ ‫ولك� � ّن األم ��ر ال ��ذي نلم ��س ّ‬ ‫األعم ��ال وأصح ��اب املصالح وامل ��دراء ال يعونه‬ ‫أو ال يتقنون اس ��تخدامه هو آليّة الدعاية نفسها‪,‬‬ ‫وهاك بعض اإلحصائيّات‪:‬‬ ‫أن اإلنسان‬ ‫إحصائيات رسميّة مو ّثقة تد ّل على ّ‬ ‫املتوس ��ط يتع� � ّرض في الي ��وم إلى ك� � ّم هائل من‬ ‫ّ‬ ‫الرسائل الدعائيّة‪ ،‬يصل إلى ‪ 3,000‬رسالة في‬ ‫الوالي ��ات املتحدة َو ‪ 1800‬في بريطانيا وقرابة‬ ‫‪ 1500‬في البالد‪.‬‬ ‫أن الوق ��ت ال ��ذي‬ ‫وأثبت ��ت اإلحصائيّ ��ات أيض� �ا ً ّ‬ ‫املتوسط لبلورة قراره بشأن‬ ‫يستثمره اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫املوجهة إليه هو ربع ثانية ال يزيد!‬ ‫الدعاية‬ ‫ّ‬ ‫أن ��ت منده ��ش ! ‪ . . .‬اإلحصائيّ ��ات املذك ��ورة‬ ‫صحيحة لك ّل نوع من أنواع الدعاية سواء كانت‬ ‫عب ��ر ملصقات أو مناش ��ير أو صحف أو الفتات‬ ‫أو اإلنترنت أو الفاكس أو أي طريقة أخرى‪.‬‬ ‫إذا كان هذا هو الواقع فكيف لرجل أعمال ناجح‬ ‫أن يتعامل معه؟‬

‫أي‬ ‫فقان ��ون آليّ ��ة الدعاية ه ��و بناء الدعاي ��ة ‪-‬من ّ‬ ‫نوع كان‪ -‬على أسس ثالثة‪:‬‬ ‫‪1.1‬مرب ��ط الف ��رس‪ :‬هذا هو األس ��اس وهو إبراز‬ ‫�ص ما يجعل منتجك‬ ‫منتج ��ك أو خدمتك وباألخ � ّ‬ ‫وخدمت ��ك مميّزة عن غيرها وهن ��ا يجب التركيز‬ ‫على ما يش ّد انتباه الزبون ليكمل حتى النهاية!‬

‫خطأ رقم ‪ - 12‬مفهوم خاطىء لوسيلة‬ ‫الدعاية!‬

‫‪2.2‬اإلغ ��راء‪ :‬ق ��د يك ��ون س ��عر التكلف ��ة ألح ��د‬ ‫املنتج ��ات مث�ل ً‬ ‫مجانيّة تس ��تدرج بها‬ ‫�ا أو خدم ��ة ّ‬ ‫الزب ��ون املس ��تهدف ملصلحتك كي تبيع ��ه أمورا ً‬ ‫أخ ��رى ذات صل ��ة‪ ,‬أو قد يكون تس ��ليط الضوء‬ ‫غنى له عنها‬ ‫على حاجة ّ‬ ‫ماسة لديه لهذا املنتج ال ً‬ ‫فتذ ّك ��ره بآالم أو أح�ل�ام طاملا راودت ��ه وها أنت‬ ‫تعرض عليه حلّها أو حتقيقها‪.‬‬ ‫‪3.3‬األم ��ر‪ :‬اخت ��م دعايت ��ك بتوجي ��ه أم ��ر صريح‬ ‫للزبون املس ��تهدف بأن يقوم بخطوة عمليّة من‬ ‫أي طريقة أخرى‬ ‫مهاتفة أو زيارة أو مراسلة أو ّ‬ ‫للتواص ��ل مع املصلحة ‪ . .‬أل ّن ��ه إن لم يتّصل في‬ ‫احلال غالبا ً ما سينسى األمر!‬ ‫أخطاء املصالح كثيرة وهي أكثر من أن نحصيها‬ ‫ف ��ي مق ��ال وأس ��اليب اإلدارة وقوانينه ��ا حتتاج‬ ‫إل ��ى مجل ّ ��دات‪ ,‬إال أنّنا نكتفي به ��ذا القدر الكافي‬ ‫توج ��ه آخر لدى أصح ��اب املصالح نحو‬ ‫لبلورة ّ‬ ‫هذا األمر ‪. . .‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪11‬‬


‫ال تعجز وليكن‬ ‫عملك متقنًا‬

‫مقاالت‬

‫زياد ابو شقرة‬

‫مدير مؤسسة الرسالة‬ ‫للنشر واإلعالم م‪.‬ض‬ ‫عضو جمعية إعمار للتنمية‬ ‫والتطوير االقتصادي‬

‫ملاذا يتوجب‬ ‫علي أن أُحضر‬ ‫َّ‬ ‫سباكا (عامل‬ ‫مواسير) لكي‬ ‫يصلح نظام‬ ‫التصريف‬ ‫الصحي في‬ ‫البيت‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب أن‬ ‫السباك لم يتقن‬ ‫عمله ‪ -‬مع العلم‬ ‫أنني أسكن في‬ ‫البيت منذ سنة‬ ‫واحدة فقط !!؟؟‬

‫عم ��ل جنار س ��نوات ط ��وال في ش ��ركة للبن ��اء‪ ،‬وكان متقنا‬ ‫ف ��ي عمل ��ه حت ��ى وص ��ل إل ��ى س ��ن التقاع ��د ‪،‬وبالرغ ��م من‬ ‫طل ��ب وإحل ��اح مدي ��ر الش ��ركة من ��ه أن يس ��تمر ف ��ي عمله‬ ‫لع ��دة س ��نوات أخرى إال أنه أصر عل ��ى تقاعده‪ ،‬فطلب منه‬ ‫مدي ��ر الش ��ركة أن يبن ��ي له بيت ��ا ‪ ،‬وأن يكون ه ��ذا آخر بيت‬ ‫يبنيه‪ ،‬فقبل ووافق على اجناز هذا البيت‪ ،‬لكنه تساهل فيه‪،‬‬ ‫وأنهاه بسرعة ألجل أن يتقاعد ويرتاح‪ ،‬وعند إمتامه ذهب‬ ‫للش ��ركة ليقدم مفاتي ��ح البيت فإذا مبدير الش ��ركة يعيد له‬ ‫مفاتي ��ح البيت ويخبره أن هذا البيت هدية له لعمله الدءوب‬ ‫طوال تلك السنني‪.‬‬

‫ه ��ذا النجار عمل بإتق ��ان وحافظ على االجناز لكن في آخر‬ ‫ي ��وم له تنازل وتس ��اهل ولم يتقن‪ ،‬وهن ��ا نظرت من حولي‬ ‫وتعمقت في أح ��وال الناس وفي إجنازاتهم ومدى إتقانهم‬ ‫لعمله ��م فخلصت الى نتيجة مـ ُ ّرة ف ��ي معناها ومضرة في‬ ‫أبعاده ��ا ‪ :‬إنن ��ا مجتم ��ع ال نحب االجن ��از واذا قمنا بعمل ما‬ ‫فإننا ال نحب أن نتقنه !! كلنا نحفظ حديث النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم الذي يقول فيه (إذا عمل أحدكم عمال فليتقنه)‬ ‫لكن لألس ��ف هذا احلديث نقوله فق ��ط عندما نريد أن ننتقد‬ ‫أح ��دا قصـَّر في عمل ��ه ‪ ,‬ملاذا أطلقوا عل ��ى عملنا واجنازاتنا‬ ‫مصطل ��ح "עבודה ערבית" وه ��ي جملة مصدرها من‬ ‫املشغل اليهودي الذي أطلقها على فريق عمل من وسطنا‬ ‫العرب ��ي‪ ،‬ذل ��ك ألنه ��م تس ��اهلوا في عمله ��م وأهمل ��وه ولم‬ ‫يتقن ��وا ذلك فأصبح ��ت هذه اجلملة دارجة على لس ��انهم‬ ‫كلم ��ا رأوا عمال غير متقن‪ .‬ولألس ��ف فق ��د أصبحنا نقولها‬ ‫نحن ألنفسنا عندما نرى عمال غير متقن‪.‬‬ ‫علي أن أُحضر س ��باكا (عامل مواس ��ير) لكي‬ ‫ملاذا يتوجب َّ‬ ‫يصل ��ح نظام التصريف الصحي في البيت‪ ،‬وذلك بس ��بب‬ ‫أن الس ��باك لم يتقن عمله ‪ -‬مع العلم أنني أسكن في البيت‬ ‫من ��ذ س ��نة واحدة فق ��ط !!؟؟‪ -‬ملاذا يتوجب علين ��ا من فترة‬ ‫ألخرى أن نزور الكراجات لكي نصلح سيارتنا بسبب أن‬ ‫مقاول البلدية لم يحس ��ن تعبيد الش ��ارع‪ ،‬وبالتالي تسبب‬ ‫بعطل في السيارة؟!! ‪ ,‬ملاذا تعاني جميع بيوتنا من مشكلة‬ ‫الرطوبة الزائدة بسبب أن عمال البناء والسباك لم يحسنوا‬ ‫عملهم ولم يتقنوه؟!‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪12‬‬

‫إن الل ��ه س ��بحانه وتعال ��ى كتب االحس ��ان على كل ش ��يء‪،‬‬ ‫واإلحس ��ان ه ��و اإلتق ��ان واجل ��ودة ‪ ,‬فعندم ��ا س ��أل النب ��ي‬ ‫صلى عليه وس ��لم جبريل عليه السالم عن اإلحسان‪ ،‬مثـَّل‬ ‫ل ��ه كيف ميكن لالنس ��ان ان يكون محس ��نا في صالته‪ ،‬أي‬ ‫متقن ��ا ف ��ي صالته فق ��ال “ أن تعب ��د الله كأنك ت ��راه فإن لم‬ ‫تك ��ن تراه فإنه يراك” وهو كناية على درجة اخلش ��وع في‬ ‫الص�ل�اة‪ ،‬وهو قمة االتقان‪ .‬وكان الرس ��ول صلى الله عليه‬ ‫وس ��لم دائما يوصي ان ��ه “اذا عمل أحدكم عم�ل�ا فليتقنه”‪.‬‬ ‫اذا فإس�ل�امنا احلنيف حثّ على االحسان واالتقان في كل‬ ‫شيء صغار األمور وكبيرها‪.‬‬ ‫أحيان ��ا جن ��د أن معظ ��م املهني�ي�ن والصنـ �ّ�اع وأه ��ل احلرف‬ ‫وكل من يقدم خدمة للناس ومن يبع س ��لعة لم يعتادوا أن‬

‫يقدموا أفضل ما لديهم وأجود ما لديهم ‪ -‬إال من رحم ربي‬ ‫‪ ,‬نح ��ن تعلمن ��ا أن نرضي من حولنا وننتظر الثناء واملدح ‪.‬‬ ‫لكننا لم نتعلم أن نقدر ذاتنا فنوجد من داخل أنفسنا رقابة‬ ‫منها عليها ‪ .‬ولم نتعلم أن نحترم ما في داخل نفوس ��نا من‬

‫شغف فطري لالحس ��ان‪ ،‬وحب للجمال وإتقان‬ ‫للعم ��ل ‪ .‬ب ��ل تعلمن ��ا أن ��ه باجلهد القلي ��ل والوقت‬ ‫القصي ��ر نس ��تطيع أن نبل ��غ درج ��ة املجتهدي ��ن‬ ‫املتقنني ‪.‬‬ ‫نح ��ن منل ��ك بداخلنا ق ��وة رفيعة‪ ،‬لكنن ��ا نحب أن‬ ‫ال نس ��تغلها ومنيل إلى ه ��وى النفس من الراحة‬ ‫والدع ��ة وع ��دم املجاه ��دة‪ ,‬نح ��ن منل ��ك خام ��ات‬ ‫وق ��درات نس ��تعمل منها م ��ن ‪ 50%‬إلى ‪60%‬‬ ‫ولألس ��ف يصب ��ح ما تبقى غير مس ��تغل وإذا ما‬ ‫توقفن ��ا ع ��ن تش ��غيله وتفعيل ��ه فس ��يتوقف ع ��ن‬ ‫احلياة وس ��يموت ‪ (،‬هذا ناهيك عن أننا لم ننمه‬ ‫ونط ��وره كم ��ا يفعله اآلخ ��رون املتقنون لعملهم‬ ‫!‪ .‬فانظ ��ر ك ��م هي الفج ��وة كبيرة ب�ي�ن من ينجز‬ ‫ويتق ��ن وب�ي�ن م ��ن ال ينج ��ز‪ ،‬وإذا أجنز ش� �يْئا ال‬ ‫يتقنه )‪.‬‬ ‫وهذه القدرات والطاقات الدفينة داخلنا بحاجة‬ ‫الى من ينتفضها ويستلهبها حتى تصحو فتج ُّد‬ ‫وتعم ��ل وتك ُّد وتنصب فتوص ��ل ليلها بنهارها ‪.‬‬ ‫وتتعلم وتتطور وتأخذ باألس ��باب وتتوكل على‬ ‫رب األس ��باب ‪ ,‬وقد أعجبني ذلك األستاذ الذي‬ ‫طل ��ب م ��ن طالبه أن يقوم ببحث في موضوع‬ ‫ما ‪،‬فقام به الطالب وسلمه له‪ ،‬وبعد يوم أعاده‬ ‫له األستاذ وطلب منه إعادة البحث من جديد ‪,‬‬

‫فبذل الطالب جهدا كبيرا وأعاده وس� �لـَّمه وبعد‬ ‫يوم أعاده األس ��تاذ وطلب منه إعداده من جديد‬ ‫للمرة الثالثة! فأخذه الطالب وبذل أقصى طاقته‬ ‫‪ ،‬فقدم ��ه له وق ��ال هذا كل ما أمل ��ك وال ميكن أن‬

‫أجنز أكثر من هذا ‪ ,‬فقال األس ��تاذ الذي لم يقرأ‬ ‫في املرات الس ��ابقات البحث بتاتا ‪ ”:‬اآلن سأقرأ‬ ‫البحث”‪.‬‬ ‫إذا فالعملي ��ة بحاج ��ة إل ��ى فه ��م عمي ��ق بأنن ��ا‬ ‫نس ��تطيع أن نبذل أكثر وننجز أكثر ونس ��تطيع‬ ‫أن نتق ��ن‪ ,‬ونص ��ل ال ��ى اعل ��ى درجة م ��ن الكمال‬ ‫واحلسن واالتقان ‪.‬‬ ‫هناك عدة أس ��باب حتول بني املوظف أو العامل‬ ‫أو حت ��ى رب العم ��ل وب�ي�ن اإلتق ��ان والنجاح في‬ ‫العمل‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪1.1‬ع ��دم وض ��وح املهم ��ة او الوظيف ��ة التي نقوم‬ ‫به ��ا‪ ،‬فكثي ��را م ��ا يفه ��م العام ��ل دوره ومهمت ��ه‬ ‫بع ��د م ��ا يقع ف ��ي اخلطأ وبع ��د أن يح ��دث ضرر‬ ‫م ��ا‪ .‬فالوصف الوظيف ��ي وهو إج ��راء مهم جدا‪،‬‬ ‫ويك ��ون قب ��ل أن يخط ��و العام ��ل خط ��وة واحدة‬ ‫ف ��ي عمل ��ه‪ ،‬وهو ش ��رح مفصل بكل م ��ا يجب ان‬ ‫يقوم به العامل‪ ,‬حتى ال تكون العملية عشوائية‬ ‫وارجتالي ��ة‪ .2 .‬عدم اإلتقان أحيانا س ��ببه تعيني‬ ‫موظ ��ف ف ��ي منص ��ب ال يصل ��ح أن يش ��غله ‪ ,‬أو‬ ‫قيام مهني أو حرفي بعمل ال يعرف أساس ��ياته‬ ‫(وه ��ي ظاهرة مش ��هورة عندن ��ا ‪،‬عندما حتضر‬ ‫مهني بن ��اء ي َّدعي أنه يتق ��ن “القصارى” ويتقن‬ ‫أعم ��ال البالط ‪ ,‬وبع ��د ذلك يتضح أنه ال يتقن اال‬ ‫فن الغش واخلداع)‪.‬‬ ‫‪2.2‬كثي ��ر من ��ا يعم ��ل مبهن ��ة او وظيف ��ة ال يحبها‬ ‫‪،‬وبالتال ��ي ال يعيش ��ها ‪،‬وال يع ��رف مكنوناته ��ا‬ ‫‪،‬فكيف له أن يتقنها؟!‪.‬‬ ‫‪3.3‬كثير منا من يعم ��ل من أجل األجرة والراتب‬ ‫فقط ‪ ,‬فعقله ال يعرف اال تاريخ “عشرة الشهر”‬ ‫وهو موعد قبض املع ��اش ‪ -‬فكيف له أن يفكر‬‫في جودة ما ينجز وكيف له أن يفكر في االتقان‬ ‫وفي تطوير العمل الذي يقوم به؟!‪.‬‬ ‫‪4.4‬كثير منا من يعمل من أجل إرضاء رب العمل‬ ‫وه ��و من يدف ��ع املع ��اش‪ -‬وإذا كان رب العمل‬‫مم ��ن ال يهتم ��ون باجلودة واإلتق ��ان فلن يتعب‬ ‫العامل نفسه بإتقان عمله‪ ،‬فيكون لسان حاله “‬ ‫اربط احلمار وين بدو صاحبه “!! ‪.‬‬ ‫‪5.5‬عدم االهتمام بالتدريب االداري والتوظيفي‬ ‫او التش ��غيلي ال ��ذي يس ��اعد عل ��ى حتس�ي�ن أداء‬ ‫املوظفني والعاملني ‪ .‬وهو يأتي بناء على دراسة‬ ‫الحتياج ��ات كل وظيف ��ة عل ��ى ح ��ده ‪ ,‬بحيث أنها‬ ‫تكش ��ف ع ��ن االحتياج ��ات التدريبي ��ة املفق ��ودة‬ ‫لديه (وهي املهارة \ الصفة \ الس ��لوك \ اللغة‬ ‫\ العل ��م ال ��ذي يحتاجه املوظف حت ��ى يجعل من‬ ‫عمله متقنا وناجحا )‪.‬‬ ‫‪6.6‬ع ��دم مواكبة كل جديد وكل ما هو حديث في‬

‫مج ��ال املهن ��ة او احلرف ��ة ‪ .‬فالي ��وم نعيش ثورة‬ ‫علمي ��ة وتكنلوجي ��ة وحضاري ��ة متس ��ارعة ف�ل�ا‬ ‫تخلو مهنة من جدي� � ٍد يطرأ عليها في ظل التقدم‬ ‫العلم ��ي املتس ��ارع ‪،‬وعل ��ى املوظ ��ف أن يتابعها‪،‬‬ ‫وبالتال ��ي س ��تنعكس متابعت ��ه للتط ��ورات عل ��ى‬ ‫اجنازه وعلى اتقانه لعمله‪.‬‬ ‫فه ��ذه دع ��وة لن ��ا جميع ��ا أن نغرس ف ��ي عقولنا‬ ‫وعقول أبنائنا حب اإلتقان وحب اإلجناز وحب‬ ‫اجلودة والكيف في كل عمل نقوم به ‪ ,‬في البيت‬ ‫وفي احلديقة وفي الشارع وفي العمل ‪.‬‬

‫كثير منا من يعمل من أجل‬ ‫األجرة والراتب فقط ‪ ,‬فعقله‬ ‫ال يعرف اال تاريخ "عشرة‬ ‫الشهر" ‪-‬وهو موعد قبض‬ ‫املعاش ‪ -‬فكيف له أن يفكر في‬ ‫جودة ما ينجز وكيف له أن‬ ‫يفكر في االتقان وفي تطوير‬ ‫العمل الذي يقوم به؟!‪.‬‬

‫س ��أل أح ��د التالمي ��ذ ش ��يخه ع ��ن بدي ��ع خل ��ق‬ ‫الل ��ه س ��بحانه وتعالى فق ��ال‪ :‬يا ش ��يخنا إن الله‬ ‫س ��بحانه وتعال ��ى خلق ف ��ي أعماق البح ��ار عاملا‬ ‫من األس ��ماك واملرجان والياق ��وت واحليوانات‬ ‫البحرية ‪،‬ما نعرفه وما ال نعرفه في قمة اجلمال‬ ‫واحلس ��ن والكمال‪ ,‬لك ��ن نحن ال ن ��راه وال نعلم‬ ‫عن ��ه اال القلي ��ل ؟ فأجابه ش ��يخه ‪ :‬إن الله س ��مى‬ ‫نفس ��ه‪ (:‬البديع) ف�ل�ا يخلق ش ��يئا إال وأبدع في‬ ‫كماله وجماله وحس ��نه ‪،‬حت ��ى وإن لم نعلم عنه‬ ‫شيئا” ‪.‬‬ ‫في ��ا أخ ��ي الك ��رمي‪ :‬ليكن عملن ��ا متقن ��ا نبتغي به‬ ‫وج ��ه الله س ��بحانه وتعال ��ى ‪،‬وان نعتبره عبادة‬ ‫لل ��ه ‪ .‬فهيا بنا نك ��ون كالنحلة تعمل بال تعب وال‬ ‫نص ��ب‪ ،‬بجد وإتق ��ان‪ ،‬ونكون كالنخلة ال نعطي‬ ‫إال خي ��را وبركة ونك ��ون كعامل املس ��ك ال يفيح‬ ‫منه إال الريح الطيب والعنبر‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪13‬‬


‫مـوقع إعمـار‬

‫إقتصاد‬ ‫إسالمي‬

‫صفحة البداية لحاسوب رجل األعمال‬

‫‪www.eamaar.org‬‬ ‫يعتبر املوقع عنوانا هاما لكل من‪:‬‬ ‫رج ��ال األعم ��ال وأصح ��اب املصال ��ح‪ ,‬املبادري ��ن‬ ‫وأصح ��اب املش ��روعات الصغي ��رة‪ ,‬ألصح ��اب‬ ‫املهن املالية من محاسبني واقتصاديني وغيرهم‪,‬‬ ‫لط�ل�اب اجلامع ��ات والباحث�ي�ن الذي ��ن يدرس ��ون‬ ‫املوضوعات املالية واالقتصادية‪ ,‬جلميع املهتمني‬ ‫بالشؤون االقتصادية احمللية والعاملية‪.‬‬ ‫محتويات وخدمات املوقع‪:‬‬ ‫أس ��عار العم�ل�ات األجنبية والذه ��ب والنفط ببث‬ ‫مباشر (قيمة فورية)‪.‬‬ ‫أخب ��ار اقتصادي ��ة محلي ��ة ‪ ,‬عربي ��ة وإس�ل�امية ‪,‬‬ ‫وعاملية‪.‬‬ ‫حاس ��بات مختلفة تهم األجيرين ورجال األعمال‬ ‫(حساب الراتب الصافي‪ ,‬مح ّول العمالت‪ ,‬رابط‬ ‫غالء املعيشة)‪.‬‬ ‫فحص حساب بنك مقيد (מוגבל)‪.‬‬ ‫فحص تصريح خص ��م باملصدر (אישור ניכוי‬ ‫במקור)‪.‬‬ ‫اإلعالن عن عروض وفرص جتارية‪.‬‬ ‫معلومات عن املعارض التجارية الدولية‪.‬‬ ‫العديد العديد من اخلدمات لرجال األعمال‬ ‫تقاري ��ر وأخب ��ار اقتصادية مصورة عب ��ر فيديو‬ ‫إعمار‪.‬‬ ‫مقاالت اقتصادية وحتليالت مهنية من مختصني‬ ‫وخبراء‪.‬‬ ‫تـصف ��ح إصـ ��دارات جــمعـي ��ة إعــم ��ار – املجـل ��ة‬ ‫والتقارير املختلفة‪.‬‬ ‫مــؤشــرات ومـعــطــيـات اقــتـصاديـــة ضـــروريـــة‪.‬‬ ‫جـــمـيع مــشاريع وأخـبار اجلـمعــية‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪14‬‬

‫نعم المال الصالح للرجل الصالح‬

‫قيصر عبد احلفيظ إغبارية‬ ‫ماجستير اقتصاد‬ ‫ومصارف إسالمية‬

‫أول مـوقع إقـتصادي عـربي‬

‫المال من منظور‬ ‫إقتصاد إسالمي‬

‫لقد ّ‬ ‫حث اإلسالم‬ ‫على جمع‬ ‫املال وتكثيره‬ ‫واستثماره‬ ‫واحملافظة‬ ‫عليه‪ ،‬ونهى‬ ‫عن تبذيره‬ ‫وإضاعته‬

‫كثي ��را م ��ا تعو ّدن ��ا أن نس ��مع م ��ن البع ��ض ب ��أن اإلس�ل�ام‬ ‫يخاصم املال‪ ،‬ويعتبره فتنة‪ ،‬وأن الفقير الصابر أفضل من‬ ‫الغني الش ��اكر‪ ،‬ومن ثم يستدلون على موقفهم بنصوص‬ ‫ونُقوالت يوهم ظاه ُرها أن اإلس�ل�ام يع ��ادي املال والغنى‪،‬‬ ‫أو أن هذه النصوص اقتُطعت من س ��ياقها ولم توضع في‬ ‫اإلطار املناسب ولم تُفهم الفهم الالئق بها‪ .‬لكل ذلك فإنني‬ ‫في هذه املقالة س ��أبينّ موقف اإلس�ل�ام م ��ن املال‪ ،‬وموقف‬ ‫اإلسالم من الفقر وحقيقة الزهد الذي جاء به اإلسالم‪.‬‬

‫أهمية املال‬

‫إن امل ��ال هو عص ��ب احلياة‪ ،‬وب ��ه قوام املعيش ��ة‪ ،‬وال يمُ كن‬ ‫االس ��تغناء عن ��ه‪ ،‬أو العي ��ش بدون ��ه‪ ،‬واإلس�ل�ام يعتبر املال‬ ‫خي ��را ونعمة في يد الصاحلني‪ ،‬ويق ��در قيمة املال ومنزلته‬ ‫في احلياة‪.‬‬ ‫وامل ��ال عنصر من عناصر ق ��وة األمم‪ ،‬ومق ِّوم من مق ِّومات‬ ‫نهضته ��ا وتقدمها‪ ،‬ب ��ه حتقق مش ��روعاتها‪ ،‬وتزيد دخلها‪،‬‬ ‫وترف ��ع مس ��توى معيش ��ة أبنائه ��ا‪ ،‬وعل ��ى ق ��در م ��ا متل ��ك‬ ‫من ��ه وتس ��تغل م ��وارده الطبيعي ��ة‪ ،‬يكون –إلى ح ��د كبير‪-‬‬ ‫ازدهارها في الداخل‪ ،‬وهيبتها في اخلارج‪.‬‬ ‫إن امل ��ال والغن ��ى ليس ��ا فقط خي ��را ونعمة ألصح ��اب املال‬ ‫ولألغني ��اء‪ ،‬إمن ��ا هو مص ��در ق ��وة للمجتمع بأكمل ��ه‪ .‬وفي‬ ‫عصرن ��ا تُعتب ��ر الق ��وة االقتصادية هي املتحكم ��ة في زمام‬ ‫األم ��ور؛ واملجتمع ��ات الت ��ي متل ��ك الق ��وة االقتصادي ��ة هي‬ ‫التي متس ��ك بزمام املواقف كلها‪ ،‬وق ��د أمرنا الله أن نع ّد ما‬ ‫اس ��تطعنا من قوة‪ ،‬ومنها الق� � ّوة االقتصادية‪ ،‬من هنا تأتي‬ ‫أهمية السعي من أجل املال‪ ،‬وحتصيل الغنى والثراء‪.‬‬ ‫وح ��دد النب ��ي (صل ��ى الل ��ه علي ��ه وس ��لم) نظرته إل ��ى املال‬ ‫به ��ذه الكلمة املوجزة اجلامعة‪" :‬نعم امل ��ال الصالح للرجل‬ ‫الصالح"‪.‬‬ ‫وقال الرس ��ول (صلى الله عليه وس ��لم)‪" :‬م ��ا نفعني مال‬ ‫كمال أبي بكر"‪.‬‬

‫وهكذا بينّ الرس ��ول (صلى الله عليه وسلم) أن املال نعمة‬ ‫وخير وينفع صاحبه في ش ��تى ش ��ؤون حياته‪ ،‬وذلك بأن‬ ‫يكون في أيدي الصاحلني األخيار‪ ،‬الذين يوظفونه خلدمة‬ ‫املجتمع والسعي على مصاحله وتوفير حاجياته‪.‬‬ ‫ويقول الش ��يخ محمد الغزال ��ي‪" :‬إن الغنى النظيف‪ ،‬الناجت‬ ‫ع ��ن الكس ��ب الش ��ريف‪ ،‬املب ��ذول ف ��ي خدم ��ة املُثُ ��ل العلي ��ا‬ ‫والنواحي الفاضلة‪ ،‬هو –ال ريب‪ -‬منتهى ما ينش ��ده الدين‬ ‫ألتباعه في هذه احلياة‪ .‬وأن الرجل املتمكن في الدنيا البارع‬ ‫في ش ��ؤونها‪ ،‬وقيادة أز ّمتها إذا س ��خّ ر مواهبه ومكاس ��به‬ ‫في س ��بيل الله فهو ال ريب أرسخ قدما في اإلميان‪ ،‬وأدنى‬ ‫مثوبة ومنزلة لدن الرحمن من أي فرد آخر"‪.‬‬ ‫ولق ��د حثّ اإلس�ل�ام على جمع امل ��ال وتكثيره واس ��تثماره‬ ‫واحملافظ ��ة علي ��ه‪ ،‬ونه ��ى ع ��ن تبذي ��ره وإضاعته؛ وش ��رع‬ ‫م ��ن أجل ذل ��ك العديد من األحكام التي تن ّظم ش ��ؤون املال‪،‬‬ ‫بشتى مجاالته ومتعلقاته؛ والهدف من ذلك حتقيق أمرين‬ ‫أساس ��يني‪ ،‬هم ��ا‪ :‬حتقي ��ق مت ��ام الكفاي ��ة للف ��رد‪ ،‬وحتقي ��ق‬ ‫االكتفاء الذاتي للمجتمع كافّة‪.‬‬

‫هنا نفترق‬

‫ف ��إذا علمن ��ا أن اإلس�ل�ام يح ��ث أبن ��اءه عل ��ى طل ��ب امل ��ال‪،‬‬ ‫واالس ��تزادة منه‪ ،‬والس ��عي ليعيش املجتمع املس ��لم عيشة‬ ‫رف ��اه وبحبوح ��ة‪ ،‬وعلمن ��ا كذل ��ك أن النظ ��م االقتصادي ��ة‬ ‫األخرى تس ��عى لذات األهداف‪ ،‬فبماذا يفترق اإلسالم عن‬ ‫غيره من النُظم؟!‬

‫املال وسيلة ال غاية‬

‫م ��ن الف ��وارق ب�ي�ن االقتص ��اد اإلس�ل�امي وغي ��ره م ��ن‬ ‫النظ ��م االقتصادي ��ة‪ ،‬أن ��ه يعتب ��ر امل ��ال وس ��يلة وطريق إلى‬ ‫غاي ��ة ُكب ��رى‪ ،‬وه ��ي عب ��ادة الل ��ه تعال ��ى‪ ،‬والقي ��ام بواج ��ب‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪15‬‬


‫موقف اإلسالم من الفقر‬

‫مم ��ا يؤكد قيم ��ة املال وأهميت ��ه ومكانته‪ :‬موقف‬ ‫اإلس�ل�ام من الفقر‪ ،‬واس ��تعاذة الرسول (صلى‬ ‫الله عليه وس ��لم) م ��ن فتنه في أحادي ��ث كثيرة‪،‬‬ ‫منه ��ا أن النب ��ي كان يق ��رن ب�ي�ن الفق ��ر والكف ��ر‬ ‫فيقول‪ ..." :‬وأعو ُذ بك من الفقر والكفر"‪.‬‬ ‫وف ��ي حديث آخر يتع ّوذ بالل ��ه من بعض مظاهر‬ ‫الفق ��ر وآث ��اره‪ ،‬وه ��و اجل ��وع‪ ،‬فق ��د كان يق ��ول‪:‬‬ ‫"اللَّه ��م إن ��ي أع ��وذ ب ��ك من اجل ��وع‪ ،‬فإ ّن ��ه بئس‬ ‫الضجيع"‪.‬‬ ‫ويكفي ما أش ��ار إليه الق ��رآن من أن بعض اآلباء‬ ‫قتلوا أوالدهم بس ��بب فقر واقع‪ ،‬أو متوقع‪ ،‬كما‬ ‫ق ��ال تعال ��ى‪{ :‬وال تقتلوا أوالدك ��م من إمالق}‬ ‫(األنعام‪ ،)١٥١ :‬وه ��و يد ّل بوضوح على تأثير‬ ‫االقتصاد على سلوك الناس وعالقاتهم‪.‬‬

‫االس ��تخالف عل ��ى ه ��ذه األرض‪ ،‬والتطلُّ ��ع إل ��ى‬ ‫حياة أخرى خير وأبقى‪.‬‬ ‫فعب ��ادة الل ��ه تعالى ه ��ي الغاية األول ��ى التي من‬ ‫أجله ��ا خل ��ق الك ��ون واإلنس ��ان‪ ،‬فاإلنس ��ان ل ��م‬ ‫ُيخلق من أجل االقتص ��اد‪ ،‬ولكن االقتصاد خُ لق‬ ‫من أجل اإلنس ��ان‪ ،‬أما اإلنس ��ان فخُ لق لله تعالى‬ ‫ليعب ��ده؛ ب ��أن ميتثل ألوامر الله تب ��ارك وتعالى‪،‬‬ ‫في كل ش ��أن من ش ��ؤون احلي ��اة‪ .‬امتثاال ألمره‬ ‫ِ‬ ‫ليعبدون}‬ ‫واإلنس إال‬ ‫خلقت اجل َّن‬ ‫تعالى‪{ :‬وما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫(الذاريات‪)٥٦ :‬‬ ‫فاحلي ��اة االقتصادي ��ة الطيب ��ة وحتصي ��ل امل ��ال‬ ‫الوفير هدف إس�ل�امي ه ��ام‪ ،‬لكنه لي ��س الهدف‬ ‫األخير‪ ،‬بل هو وسيلة إلى هدف أكبر وأبعد‪.‬‬ ‫في ح�ي�ن ن ��رى أن الن ُ​ُظ ��م االقتصادي ��ة األخرى‬ ‫مادي ��ة ِ‬ ‫صرف‪ ،‬جتع ��ل االقتص ��اد غايتها‪ ،‬واملال‬ ‫معبوده ��ا‪ ،‬والدني ��ا كل ه ّمه ��ا‪ ،‬والرفاهية املادية‬ ‫هدفها األخير‪.‬‬ ‫فليس املال خيرا مطلقا‪ ،‬وال شرا مطلقا في ذاته‪،‬‬ ‫بل هو أداة وس�ل�اح‪ ،‬يكون خيرا في يد األخيار‪،‬‬ ‫وشرا في يد األشرار‪.‬‬ ‫واإلس�ل�ام يري ��د أالّ يصب ��ح امل ��ال صنم ��ا يعبده‬ ‫الناس من دون الله‪ ،‬وأال يفتنت الناس به فيصير‬ ‫غاية في ح ّد ذاته‪ ،‬وقد خُ لق ليكون وس ��يلة‪ ،‬وأال‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪16‬‬

‫ُيؤدي بصاحبه إلى نس ��يان ر ّبه‪ ،‬والطغيان على‬ ‫خلقه‪ ،‬فهذه هي فتنة املال التي ح ّذرنا الله منها‪،‬‬ ‫يق ��ول تعالى‪{ :‬إن ��ا أموالك ��م وأوالدك ��م فتنة}‬ ‫(التغابن‪)١٥ :‬‬ ‫ومن العجيب أن هذا املبدأ اإلس�ل�امي في نظرته‬ ‫إل ��ى امل ��ال ‪-‬م ��ن حي ��ث كو ُن ��ه وس ��يلة ال غاية‪-‬‬ ‫وجدته مفص�ل�ا عند علماء غربي�ي�ن ال صلة لهم‬ ‫باإلس�ل�ام‪ ،‬بل رمبا ل ��م ي ّطلعوا عليه ولم يقرؤوا‬ ‫نصوصه‪ ،‬إمنا ت ّوصلوا إليه بعد دراسات عديدة‬ ‫وجت ��ارب جمة‪ ،‬حيث اتفقت كلمتهم في ذلك مع‬ ‫كلمة اإلس�ل�ام أثناء حتسس ��هم وج ��ه الصواب‬ ‫في هذه القضايا‪ ،‬من ذلك ما قاله أنتوني روبنز‬ ‫ف ��ي كتابه (أيقظ قواك اخلفية)‪" :‬فالكثيرون لم‬ ‫يدرك ��وا بعد بأن املال ليس غاية‪ ،‬بل وس ��يلة‪ ،‬إن‬ ‫علينا‪ ،‬أنا وأنت‪ ،‬أن نعثر على السبيل الذي ميكننا‬ ‫م ��ن مش ��اركة من نحب في أث ��ره اإليجابي‪ ،‬وإال‬ ‫فإن ��ه لن تكون للم ��ال أية قيمة‪ .‬وحني تكتش ��ف‬ ‫ُسبُال متكنك من املساهمة في مساعدة اآلخرين‬ ‫مبا يتناس ��ب مع دخلك فإنك س ��تدقّ أبواب أكبر‬ ‫سعادة ممكنة في احلياة"‪.‬‬

‫املال وسيلة لنفع املجتمع‬

‫فاملال –على أهميته ومكانته‪ -‬ال يعدو سوى أن‬ ‫يكون وس ��يلة ألهداف أرقى وأسمى‪ ،‬منها‪ :‬نفع‬ ‫املجتم ��ع؛ وحتصي ��ل املنافع له‪ ،‬ومن ��ع اإلضرار‬ ‫ب ��ه‪ .‬فللم ��ال وظيف ��ة اجتماعي ��ة‪ ،‬وفائ ��دة املال ال‬

‫يج ��وز أن تقتص ��ر عل ��ى صاحب ��ه‪ ،‬أمن ��ا عليه أن‬ ‫يس ��تخدم امل ��ال لصال ��ح املجتم ��ع‪ ،‬فامل ��ال –في‬ ‫احلقيقة‪ -‬هو مال الله‪ ،‬واإلنسان ُمستخلف فيه‪،‬‬ ‫وم ��ن أهم آثار فكرة االس ��تخالف ه ��ذه أن ينفق‬ ‫من مال ��ه لتحقيق مصلحة املجتم ��ع بكافة أطيافه‪،‬‬ ‫كما قال تعالى‪{ :‬آمنوا بالل ِه ورسولِ ِه وأنف ُقوا مما‬ ‫جعل ُكم مستخل ِفني فيه} (احلديد‪.)٧ :‬‬ ‫ويقول الزمخش ��ري في تفس ��ير اآلية السابقة‪:‬‬ ‫"يعن ��ي أن األم ��وال الت ��ي ف ��ي أيديك ��م إمنا هي‬ ‫من ��ا م ّولكم‬ ‫أم ��وال الل ��ه بخلقه وإنش ��ائه له ��ا‪ ،‬وإ ّ‬ ‫إياه ��ا‪ ،‬وخ ّولك ��م االس ��تمتاع به ��ا‪ ،‬وجعلك ��م‬ ‫خلف ��اء التص ��رف فيه ��ا‪ ،‬فليس ��ت ه ��ي بأموالكم‬ ‫ف ��ي احلقيقة‪ ،‬وما أنت ��م فيها إال مبنزل ��ة الوكالء‬ ‫والن ��واب‪ ،‬فأنفق ��وا منها في حقوق الل ��ه‪ ،‬ولْيُ ُه ْن‬ ‫عليك ��م اإلنف ��اق منه ��ا‪ ،‬كم ��ا يه ��ون عل ��ى الرجل‬ ‫اإلنفاق من مال غيره إذا أذن له فيه"‪.‬‬ ‫وكم متلكني األس ��ى عندما س ��معت أح ��د علماء‬ ‫االقتص ��اد ف ��ي عصرن ��ا يق ��ول ب ��أن املجتمعات‬ ‫املس ��لمة هي أقل املجتمع ��ات إنفاقا على األعمال‬ ‫اخليري ��ة إذا م ��ا قورن ��ت باملجتمع ��ات الغربي ��ة‪،‬‬ ‫لي ��س ألن تلك املجتمعات تبتغ ��ي بذلك وجه الله‬ ‫وال ��دار اآلخ ��رة‪ ،‬إمنا تفع ��ل ذلك مل ��ا لإلنفاق من‬ ‫فوائ ��د اقتصادي ��ة‪ ،‬وآثار على مؤش ��رات الناجت‬ ‫القوم ��ي‪ ،‬في حني نح ��ن يأمرنا دينن ��ا بالصدقة‬ ‫والبر وال من مستجيب‪ ،‬إال من رحم ربي‪...‬‬

‫وبينّ الرس ��ول (صلى الله عليه وسلم) أن الفقر‬ ‫ميكن أن يوقع اإلنس ��ان فيما ال يحبه من الش ��ر‬ ‫واملعصي ��ة‪ ،‬كابن ��ة الع ��م الت ��ي اضطره ��ا القحط‬ ‫واجل ��وع أن تس ��لم إلى اب ��ن عمها نفس ��ها كرها‬ ‫عنها‪ ،‬كما في حديث الثالثة أصحاب الغار‪.‬‬ ‫وقد بينّ الش ��يخ يوس ��ف القرض ��اوي في كتابه‬ ‫"مش ��كلة الفق ��ر" موق ��ف اإلس�ل�ام م ��ن الفقر‪،‬‬ ‫ومخاط ��ره على العقي ��دة‪ ،‬وعلى العب ��ادة‪ ،‬وعلى‬ ‫التفكير‪ ،‬وعلى ا ُ‬ ‫خللُق والس ��لوك‪ ،‬وعلى األسرة‪،‬‬ ‫وعلى املجتمع ومتاسكه واستقراره‪ ،‬ونُهوضه‬ ‫برسالته‪.‬‬ ‫وهن ��اك م ��ن يدعي أن اإلس�ل�ام يدعو إل ��ى الفقر‬ ‫يصح‬ ‫ويرحب به ويعتب ��ره خيرا‪ .‬وهذا ادعاء ال‬ ‫ّ‬ ‫أبدا‪ ،‬فاإلس�ل�ام يعتبر الفقر مصيبة عظيمة وآفة‬ ‫خطيرة‪ ،‬كما تبينّ سابقا‪.‬‬ ‫وال ُينك ��ر أن هن ��اك نصوصا ديني ��ة حتمد الفقر‬ ‫وتن� � ّوه بش ��أنه‪ ،‬ولكن ��ه ينبغ ��ي أن تُفه ��م ه ��ذه‬ ‫النصوص الفهم الصحيح‪ ،‬وتوضع في إطارها‬ ‫املناس ��ب؛ فيذكر أن الفقر هو من جملة الشرور‬ ‫واملصائ ��ب التي قد يكون فيه ��ا اخلير‪ ،‬ال لذاتها‪،‬‬ ‫فرب ض ��ارة نافعة‪،‬‬ ‫ب ��ل ملا ينت � ُ�ج عنها من آث ��ار‪َّ ،‬‬ ‫طي محنة‪.‬‬ ‫وكم من منحة في ّ‬ ‫فالق ��رآن وص ��ف حديث اإلف ��ك؛ ال ��ذي ُطعن بها‬ ‫ش ��رف الس ��يدة عائش ��ة (رضي الله عنها) بأنه‬ ‫ِ‬ ‫باإلفك‬ ‫{إن الذين جاؤوا‬ ‫خير‪ ،‬حيث قال تعالى‪َّ :‬‬ ‫عصب ٌة منكم ال حتس ��بوه ش� � ًرا لك ْم ب� � ْل ه َو خي ٌر‬ ‫لك ْم}‪.‬‬ ‫ويعل ��ق الش ��يخ محم ��د الغزالي على ذل ��ك قائال‪:‬‬ ‫"وإذا وقعنا عل ��ى حديث للنبي (صلى الله عليه‬ ‫ّيت‬ ‫وس ��لم) مي ��دح الفق ��ر عل ��ى النح ��و ال ��ذي ُعز ْ‬

‫ب ��ه الس� �يّدة املتهم ��ة باإلف ��ك؛ وجدنا م ��ن بعض‬ ‫املتدين�ي�ن م ��ن يؤل ��ف طوائ ��ف م ��ن املتس ��كعني‬ ‫واملتبطل�ي�ن باس ��م التص ّوف أو غيره؛ ليعيش ��وا‬ ‫في الدنيا فقراء بائسني!!"‪.‬‬ ‫فاإلس�ل�ام إ ًذا أعل ��ن احل ��رب على الفقر‪ ،‬وش� � ّدد‬ ‫علي ��ه احلص ��ار‪ ،‬وقع ��د ل ��ه كل مرص ��د‪ ،‬درءا‬ ‫للخطر ع ��ن العقي ��دة‪ ،‬وعن األخالق والس ��لوك‪،‬‬ ‫وحفظ ��ا لألس ��رة‪ ،‬وصيان ��ة للمجتم ��ع‪ ،‬وعم�ل�ا‬ ‫على اس ��تقراره وسالمته‪ ،‬وسيادة روح اإلخاء‬ ‫ب�ي�ن أبنائ ��ه‪ .‬كم ��ا اعتبر اإلس�ل�ام الفقر مش ��كلة‬ ‫تس ��توجب املكافح ��ة والع�ل�اج‪ ،‬حي ��ث تكف ��ل‬ ‫اإلس�ل�ام مبكافح ��ة الفق ��ر ومعاجلت ��ه من خالل‬ ‫العديد من األحكام‪.‬‬

‫للزهد‪ ..‬والزهد في الشيء خل ّو القلب من التعلق‬ ‫به‪ ،‬وال ُيش ��ترط خل ّو اليد من ��ه‪ ،‬وال انقطاع امللك‬ ‫عنه‪ ،‬فإن سيد املرسلني‪ ،‬وقدوة الزاهدين‪ ،‬مات‬ ‫عن َف َد َك‪.‬‬ ‫والعوال ��ي ونص ��ف وادي الق ��رى وس ��هامه من‬ ‫خيب ��ر‪ ،‬و َمل َ � َ�ك س ��ليمان األرض كله ��ا‪ ،‬وكان‬ ‫ُش ��غلهما بالل ��ه مانع ��ا لهم ��ا م ��ن التعلق ب ��كل ما‬ ‫ملكا"‪.‬‬ ‫فحقيق ��ة الزه ��د أن ال تس ��تخف بامل ��ال‪ ،‬ب ��ل أن‬ ‫جتعله مطية إلى اآلخرة‪ ،‬وخادما لها‪ ،‬ووس ��يلة‬ ‫إلعمار الدنيا والدين‪.‬‬

‫فاإلس�ل�ام –مرة أخرى‪ -‬ميق ��ت الفقر ويعتبره‬ ‫من الش ��رور‪ ،‬ويح ��ث أبناءه أن ينأوا بأنفس ��هم‬ ‫ع ��ن الفق ��ر‪ ،‬وأن ال يركن ��وا إلي ��ه‪ ،‬ب ��ل يس ��عوا‬ ‫ويج ��دوا ويس� � َعوا لتحصيل املال ال ��ذي به قوام‬ ‫حياتهم وس� � ّر معيش ��تهم‪ ،‬بل ويعتب ��ر أن الفقر‬ ‫ق ��د يكون معصية ُيس ��أل الفرد عنها‪ ،‬وقد يكون‬ ‫نكبة‪ ،‬تُسأل الدولة عن ضرورة تالفيها‪.‬‬

‫هناك من يدعي أن اإلسالم‬ ‫يدعو إلى الفقر ويرحب‬ ‫به ويعتبره خيرا‪.‬‬ ‫يصح أبدا‪،‬‬ ‫وهذا ادعاء ال‬ ‫ّ‬ ‫فاإلسالم يعتبر الفقر‬ ‫مصيبة عظيمة وآفة‬ ‫خطيرة‬

‫يظ� � ّن البعض بأن معن ��ى الزهد ال ��ذي حثّ عليه‬ ‫اإلس�ل�ام‪ ،‬ه ��و ت ��رك الدني ��ا والتخل ��ي ع ��ن املال‪،‬‬ ‫والعيش عيش ��ة فق ��ر وحرمان ومس ��كنة‪ .‬وهذا‬ ‫فهم مغلوط عن الزهد‪ ،‬إمنا الزهد هو ملك شيء‬ ‫ُيزهد فيه‪ ،‬بأن يكون في يد مالكه ال في قلبه‪.‬‬ ‫وكذل ��ك ف ��إن الزهد ال ��ذي دعا إليه اإلس�ل�ام هو‬ ‫الزهد ف ��ي احملرم ��ات واملكروهات والش ��بهات‪،‬‬ ‫والزه ��د مبا في أيدي الن ��اس‪ ،‬حفظا للمؤمن من‬ ‫األخالق السيئة‪ ،‬وحتلية له بكل خُ لُق حسن‪.‬‬ ‫وليس الزاهد احلقيقي الذي يقعد عن طلب املال‬ ‫وحتصيل ��ه‪ ،‬وق ��د علمنا فيم ��ا تقدم أهمي ��ة املال‪،‬‬ ‫وأثره ف ��ي خدمة املجتمع‪ ،‬وه ��و كذلك للمجتمع‬ ‫املس ��لم م ��ن مصادر الق ��وة التي أمرنا اإلس�ل�ام‬ ‫بإعداد ما استطعنا منها‪.‬‬ ‫يحب‬ ‫وقال س ��عيد بن املسيّب‪" :‬ال خير فيمن ال ّ‬ ‫امل ��ال؛ يعبد به ربه‪ ،‬ويؤدي ب ��ه أمانته‪ ،‬ويصون‬ ‫به نفسه‪ ،‬ويستغني به عن اخللق"‪.‬‬ ‫ولذل ��ك ُروي ع ��ن الرس ��ول (صل ��ى الل ��ه علي ��ه‬ ‫وس ��لم)‪" :‬ليس ��ت الزه ��ادة ف ��ي الدني ��ا بتحرمي‬ ‫احلالل‪ ،‬وإضاع ��ة املال‪ ،‬لكن الزهد أن تكون مبا‬ ‫في يد الله أوثق منك مبا في يدك"‪.‬‬ ‫ويقول الع ّز بن عبد السالم‪" :‬ليس الغنى مبناف‬

‫جمل ��ة الق ��ول‪ :‬أن ال تعارض ب�ي�ن حتصيل املال‬ ‫وطلبه‪ ،‬وبني الزهد الذي جاء به اإلس�ل�ام‪ ،‬إذ أن‬ ‫اإلس�ل�ام ي ُذ ّم ويحتقر املال في حال كونه الغاية‬ ‫الت ��ي ال غاي ��ة بعده ��ا‪ ،‬واله ��دف ال ��ذي م ��ن أجله‬ ‫يضحي بك ّل ش ��يء من القيم واألخ�ل�اق‪ ،‬أما إذا‬ ‫كان املال وس ��يلة وقنطرة إل ��ى مثوبة الله تعالى‬ ‫ومطية إلى اآلخرة‪ ،‬يسخّ ره صاحبه ألجل إعالء‬ ‫كلمة الله‪ ،‬ويستعمله ضمن الضوابط واحلدود‬ ‫الشرعية‪ ،‬فإنه بهذا ال يكون مذموما بحال‪ ،‬إمنا‬ ‫يحتفي به اإلس�ل�ام‪ ،‬ويحثّ على طلبه‪ ،‬والسعي‬ ‫لتحصيله‪.‬‬ ‫كان ��ت ه ��ذه إط�ل�االت س ��ريعة ح ��ول موق ��ف‬ ‫اإلس�ل�ام م ��ن بع ��ض القضاي ��ا الهام ��ة املتعلق ��ة‬ ‫بامل ��ال؛ حت ��ى ن ��درك م ��دى اهتم ��ام اإلس�ل�ام‬ ‫باجلوانب االقتصادية‪ ،‬وكذلك حتى ندرك مدى‬ ‫حرص اإلسالم على أن ينعم املجتمع اإلسالمي‬ ‫مبستوى اقتصادي مرتفع وأن يعيش في رفاه‬ ‫وبحبوحة من العيش‪.‬‬

‫املعنى احلقيقي للزهد‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪17‬‬


‫ملف‬ ‫العدد‬

‫الفوركـس ‪ ..‬الـخـسارة كنز ال يفنى‬

‫قصة‬ ‫واقعية‬

‫أرجو أن تتسع صدوركم للقصة التي سأرويها ‪،‬‬ ‫ألني والله العظيم في حيرة من أمري وأكاد أجن‬ ‫وأفق ��د صوابي ‪ ،‬ب ��دأت قصتي من ��ذ فترة طويلة‬ ‫وأعذرون ��ي على اإلطالة مرة أخرى‪ ،‬جاءني أحد‬ ‫األصدق ��اء املقرب�ي�ن والعامل�ي�ن بالبورص ��ة وله‬ ‫ب ��اع كبير معها ‪ ،‬وكان ل ��ي جتربة في البورصة‬ ‫وخس ��رت فيه ��ا واحلمد لل ��ه وأخذت عه ��دا على‬ ‫نفس ��ي أال أتعام ��ل معه ��ا مرة أخ ��رى ‪ ,‬املهم أخذ‬ ‫صديقي هذا يلح علي أن يقص لي قصة الفوركس‬ ‫والبورصة العاملي ��ة ‪ -‬وهو كان يعمل في إحدى‬ ‫ه ��ذه الش ��ركات ‪ -‬وأنا عند موقف ��ي الرافض من‬ ‫اي ن ��وع من أن ��واع البورصات ‪ ،‬حت ��ى جاء يوم‬ ‫م ��ن األي ��ام وكان مواف ��ق ‪ ،12/08/2008‬م ��ر‬ ‫عل ��ي صديقي هذا في املس ��اء وأصر على ش ��رح‬ ‫موض ��وع الفورك ��س‪ ،‬ورضخ ��ت ل ��ه صاغ ��را ً‬ ‫ك ��ي ال يتضايق‪ ،‬ولك ��ن بعد أن ش ��رح املوضوع‬ ‫ومكاس ��به ومخاطره ‪ -‬وقد ش ��رحه مبا يرضي‬ ‫الله حل ��وه ومره بصراحه ل ��م يخدعني على حد‬ ‫معرفته ‪ -‬املهم استهواني املوضوع وأعجبت به‬ ‫متام ��ا وأخذت التقي صديقي ه ��ذا يوميا وأتعلم‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪18‬‬

‫منه التحليل الفن ��ي وخالفه من فنون الفوركس‬ ‫وبالطبع أنش ��أت حس ��اب دميو وأخ ��ذت أتداول‬ ‫وأحقق مكاس ��ب وخس ��ائر وهكذا ‪ ،‬وأنا شخص‬ ‫طموح ومته ��ور إلى أقصى حد وبعدها بـ ‪ 6‬أيام‬ ‫قمت بعمل إيداع مببلغ ‪ 1000$‬وفتحت حساب‬ ‫ستاندر لدى احدى الشركات املهم أخذت أتداول‬ ‫وأتعل ��م حتى فقدت مالي بع ��د أن أودعت ‪500$‬‬ ‫أخرى بع ��د حوالي ‪ 15‬يوم من تاريخ أول إيداع‬ ‫لي ‪ ،‬لم أحزن وأنا ش ��خص عنيد ومكابر ومثابر‬ ‫وال أح ��ب الي ��أس وقل ��ت بين ��ي وب�ي�ن نفس ��ي "‬ ‫مفيش حد بيتعلم بس ��هولة " علشان تتعلم الزم‬ ‫تدفع وهادا االش ��ي طبيعي ‪ ،‬املهم استمريت في‬ ‫التمري ��ن عل ��ى احلس ��اب الدميو ملدة أس ��بوع ثم‬ ‫تصرف ��ت في مبل ��غ ‪ 2000$‬وقم ��ت بعمل إيداع‬ ‫وبدأت التداول مرة أخرى ولكني أقنعت نفس ��ي‬ ‫أن ��ي تعلم ��ت وقمت بعم ��ل اس ��تراتيجية للتداول‬ ‫وقمت بتنفيذها ملدة أسبوع وحققت أرباحا تبعا‬ ‫لإلس ��تراتيجية في آخر األسبوع حوالي ‪750$‬‬ ‫وكن ��ت في قمة الس ��عادة ‪ ،‬وبحك ��م تواجدي في‬ ‫الس ��وق فل ��ي عالق ��ات كبي ��رة ومتش ��عبة ‪ ،‬قمت‬ ‫بدع ��وة أصدقائ ��ي وأقربائ ��ي إل ��ى املتاج ��رة في‬ ‫هذا الس ��وق من يحب أن يتعلم فليتعلم وسأقوم‬ ‫بتعليم ��ه وم ��ن يح ��ب أن أدير له محفظت ��ه أنا في‬ ‫اخلدم ��ة وس ��أعطيه أرباح ش ��هرية م ��ن ‪ 10‬إلى‬ ‫‪ 15%‬وعش ��ت األح�ل�ام ‪ ،‬ث ��م ق ��ررت أن أفت ��ح‬ ‫ش ��ركة للفورك ��س ( توصي ��ات مالي ��ة ) وقم ��ت‬ ‫بالتح ��دث مــ ��ع إدارة الـــش ��ركــة ووافــق ��وا عل ��ى‬ ‫مــــنح ��ي (‪)IB) (Introducing Broker‬‬ ‫عائل ��ي بدون بطاق ��ة ضريبية أو س ��جل جتاري‬ ‫عل ��ى أن يك ��ون عندي حجم إيداع ��ات ‪30000$‬‬ ‫خالل ‪ 3‬شهور من فتحه‪.‬‬ ‫وافق ��ت ألن ��ي أقنع ��ت ‪ 3‬من أصدقائ ��ي واخوتي‬ ‫وقام ��وا بإي ��داع مبل ��غ ‪ 6000$‬باإلضاف ��ة إل ��ى‬ ‫محفظتي مببلغ ‪ 3000$‬هكذا أصبحت إيداعاتي‬ ‫‪ 9000$‬قبل أن أبدأ العمل فما بالك بعد شهرين‬ ‫ووافق ��ت الش ��ركة أن تعطين ��ي كام ��ل العمول ��ة‬ ‫بع ��د أن كانت النص ��ف فقط املهم ب ��دأت العمل ‪.‬‬ ‫وهنا ب ��دأت النكبات وخس ��رت محفظت ��ي كاملة‬ ‫وأح ��د أصدقائ ��ي خس ��ر محفظته كامل ��ة وكنت‬ ‫م ��ن فضل الل ��ه علي ل ��م أب ��دأ إدارة محافظ باقي‬

‫أصدقائ ��ي لتحقي ��ق له ��م نس ��بة ال ‪ 10%‬املتفق‬ ‫عليه ��ا ‪ ،‬وأصبحت في حيرة من أمري ‪ ،‬وأقنعت‬ ‫نفس ��ي بأني أخط ��أت ف ��ي تنفيذ اإلس ��تراتيجية‬ ‫املتبعة واخلطأ خطأي و يجب أن أعيد حساباتي‬ ‫‪ ،‬وبالفع ��ل توقفت أس ��بوع عن الت ��داول وأخذت‬ ‫أق ��رأ و أتعلم حتى وضعت اس ��تراتيجية جديدة‬ ‫للت ��داول وتصرف ��ت ف ��ي مبل ��غ ‪ 400$‬وقم ��ت‬ ‫بإيداعه ��ا وبالفعل قمت بالت ��داول ابتداء من أول‬ ‫األس ��بوع بع ��د التوق ��ف ولألس ��ف خس ��رت كل‬ ‫مالي في نهاية هذا األس ��بوع‪ ،‬ثرت على نفس ��ي‬ ‫ثورة عارمة واتهمت نفس ��ي بالفشل والتقصير‬ ‫وأخ ��ذت أدرس بج ��د كل م ��ا أج ��ده م ��ن علم عن‬ ‫الفوركس وتركت عملي وأهملته متاما ً وتفرغت‬ ‫بكام ��ل طاقات ��ي للفوركس ألني ق ��ررت أن أفتح‬ ‫ش ��ركة وأصفي جميع أعمال ��ي األخرى وأتفرغ‬ ‫له ��ذا العم ��ل متام� �ا ً ويصبح هو مص ��در رزقي ‪،‬‬ ‫ولكن ليس كمضارب أو مستثمر ولكن كصاحب‬ ‫ش ��ركة استش ��ارات وتوصي ��ات مالي ��ة ووكي ��ل‬ ‫حصري الحدى شركات الفوركس‪ ،‬املهم أخذت‬ ‫أدرس بج ��د وه ّم ��ة بع ��د أن خس ��رت ال ‪400$‬‬ ‫األخيرة وأدرس اس ��تراتيجيات إدارة الشركات‬ ‫املالي ��ة وكيف س ��أقوم بعمل التدري ��ب للعمالء و‬ ‫قم ��ت بتعيني ع ��دد من التري ��درز ليقوموا بإدارة‬ ‫احلسابات بعد إخضاعهم لبرنامج تدريب مكثف‬ ‫و قوي واس ��تمريت على هذا احلال ملدة أس ��بوع‬ ‫حتى قمت بإيداع مبلغ ‪ 1000$‬في حسابي كنت‬ ‫قد قم ��ت باقتراضهم وكان ��ت الفاجعة حيث اني‬ ‫خس ��رتهم في أس ��بوع واحد انتهى يوم اجلمعة‬ ‫املوافق ‪ 16/10/2009‬وهك ��ذا أصبح إجمالي‬ ‫م ��ا خس ��رته خ�ل�ال ش ��هرين حوال ��ي ‪.5000$‬‬ ‫وهنا توقفت مع نفس ��ي وقفة حيث اختلط األمر‬ ‫علي ال أدري هل اس ��تمر في هذا املجال ام ال هل‬ ‫هناك رابحني أم الكل خاسرين هل اخلطأ عندي‬ ‫أم ماذا؟‬ ‫بع ��د أن انهي ��ت قصت ��ي ‪ ،‬وأعت ��ذر ع ��ن اإلطال ��ة ‪،‬‬ ‫أرجو الرد على أسئلتي اآلتية‪:‬‬ ‫‪ .1‬هل هناك رابحني في سوق الفوركس؟‬ ‫‪ .2‬ه ��ل الش ��ركات الت ��ي نتعامل معها ش ��ركات‬ ‫محترمة وال تتالعب بالعمالء؟‬ ‫‪ .3‬هل أستطيع أن أربح من هذا العمل؟‬

‫ما هو الفوركس؟‬

‫قبل س ��نوات قليل ��ة لم تكن كلم ��ة (فوركس)‬ ‫‪ FOREX‬باللغ ��ة اإلجنليزي ��ة وهي اختصار‬ ‫لعبارة ‪FORIGNE EXCANGE MARKET‬‬ ‫تعني ش ��يئا للكثير من املهتمني باالس ��تثمار‬ ‫ف ��ي املنطقة‪ .‬لكن العبارة الت ��ي تعني حرفيا‬ ‫التج ��ارة أو املضارب ��ة بالعم�ل�ات األجنبية‪،‬‬ ‫وعلى الرغ ��م من مخاطره ��ا الكبيرة في رأي‬ ‫بعض احمللل�ي�ن‪ ،‬وفوائدها ف ��ي رأي البعض‬ ‫اآلخر‪ ،‬س ��رعان ما وجدت طريقها إلى جانب‬ ‫القنوات االستثمارية األخرى من أسواق مال‬ ‫ومعادن وعقارات وسلع آجلة وغيرها‪.‬‬ ‫ويقدر احمللل ��ون املاليون احلجم اليومي لتداول‬ ‫العمالت في سوق الفوركس بحوالي ‪ 4‬تريليون‬ ‫دوالر (‪ 4‬أالف ملي ��ار دوالر يومي ��ا) حي ��ث أن‬ ‫مئات املاليني من الدوالرات تباع وتش ��ترى كل‬ ‫بضع ثوان‪.‬‬ ‫ومن ��ذ أن فق ��د ال ��دوالر قيمت ��ه الثابت ��ة نتيج ��ة‬ ‫إلغ ��اء ارتباط ��ه بالذهب‪ ،‬تغي ��ر دور العمالت من‬ ‫وس ��يلة لتس ��هيل تبادل البضائع إلى س ��لع يتم‬ ‫تداولها بكل معنى الكلمة‪ .‬وأدت املتاجرة احلرة‬ ‫بالعم�ل�ات إل ��ى تركي ��ز األم ��وال بأي ��دي جت ��ار‬ ‫البورص ��ة‪ ،‬مم ��ا ج ��رد احلكوم ��ات م ��ن إمكانية‬ ‫التحك ��م بتوجي ��ه االقتص ��اد ملصلح ��ة املجتم ��ع‬ ‫ككل‪.‬‬

‫حكومات وبنوك‬

‫الس ��بب ف ��ي ضخامة حج ��م هذه الس ��وق هو أن‬ ‫املتداولني ليس ��وا فقط أشخاصا أو مستثمرين‪،‬‬ ‫ب ��ل حكومات وش ��ركات وبن ��وكا مركزية وغير‬ ‫مركزي ��ة‪ .‬مث�ل�ا دولة معين ��ة يهمها مث�ل�ا زيادة‬ ‫احتياطيه ��ا باليورو بدل الدوالر‪ ،‬وذلك بس ��بب‬ ‫تراج ��ع س ��عر ص ��رف ال ��دوالر عل ��ى املس ��توى‬ ‫العاملي أمام العمالت الرئيسية األخرى‪ .‬البنوك‬ ‫كذل ��ك األمر تدخ ��ل بقوة كبرى في الس ��وق من‬ ‫أجل حتسني أوضاعها ببعض العمالت بدال من‬ ‫عمالت أخرى‪.‬‬

‫إن املت ��داول ف ��ي العمالت يس ��تطيع التداول من‬ ‫املن ��زل أو املكت ��ب أو أي م ��كان آخ ��ر وحت ��ى من‬ ‫خ�ل�ال هاتفه املتحرك‪ .‬كم ��ا أن معرفة املتداولني‬ ‫بالسوق قد أدى لزيادة التداول‪.‬‬ ‫إن م ��ا ش ��هدته أس ��واق األس ��هم م ��ن تراجع ��ات‬ ‫ف ��ي منطق ��ة اخللي ��ج والش ��رق األوس ��ط ككل‬ ‫خالل الس ��نوات املاضية ق ��د أدى بدوره لزيادة‬ ‫التداوالت على العمالت وبخاصة بعد ما حصل‬ ‫ف ��ي س ��وق األس ��هم اإلماراتي ��ة في ع ��ام ‪2006‬‬ ‫حني هرب املس ��تثمرون من األس ��هم إلى س ��وق‬ ‫تداول العمالت كقناة استثمارية جديدة‪.‬‬

‫صناع سوق‬

‫ولدى السؤال عن األسباب التي تدفع باجلهات‬ ‫اإلعالمي ��ة ف ��ي املنطقة إل ��ى التحذير بش ��دة من‬ ‫مغب ��ة الدخ ��ول ف ��ي عملي ��ات املضارب ��ة عل ��ى‬ ‫العم�ل�ات كان ��ت االجاب ��ة "ه ��ذه الس ��وق لي ��س‬ ‫فيه ��ا رقابة مالية من أي ن ��وع‪ .‬وفيها تراخيص‬ ‫وهمية وشركات وهمية‪ .‬وبعض هذه الشركات‬ ‫يحص ��ل على تراخي ��ص خدمات أعم ��ال‪ ،‬وليس‬ ‫عل ��ى ترخي ��ص خدم ��ات مالي ��ة‪ .‬كم ��ا أن هن ��اك‬ ‫شركات تدخل الس ��وق بصفة صانع سوق من‬ ‫أجل التالعب باألسعار وحتقيق ربح سريع من‬ ‫خالل تخسير املستثمرين األفراد"‪.‬‬ ‫وح ��ول مس ��توى املخاط ��رة ف ��ي هذا الن ��وع من‬ ‫االس ��تثمار يق ��ول اخلب ��راء "إن عدم اس ��تخدام‬ ‫الهام ��ش املتاح في الس ��وق بطريقة جيدة يؤدي‬ ‫إلى مخاطر عالية"‪.‬‬ ‫وي ��رى املهتمون أن املضارب ��ة بالعمالت كبيرة‬ ‫لي ��س فق ��ط ف ��ي دول اخللي ��ج ب ��ل ف ��ي الش ��رق‬ ‫األوس ��ط ككل‪ .‬ففي األردن لوح ��ده بلغ إجمالي‬ ‫عملي ��ات املضاربة من جانب األف ��راد ‪ 1.5‬مليار‬ ‫دوالر سنويا‪.‬‬

‫صعوبة الربح‬

‫األنظ ��ار تترك ��ز عليه‪ .‬وهناك نظري ��ات تقول إن‬ ‫الرب ��ح فيه صعب للغاية ألن جميع املس ��تثمرين‬ ‫قادمون جلني األموال‪ ،‬مما يجعل من املستحيل‬ ‫أن يرب ��ح اجلميع وخصوص ��ا أن هناك عموالت‬ ‫تدفع دائما‪.‬‬ ‫عندم ��ا يتص ��ور املض ��ارب بالعمالت نفس ��ه أنه‬ ‫ذكي ومخطط جيد وأن باقي املضاربني جهالء‪ ‬‬ ‫يتع ��رض إل ��ى مخاط ��ر كبيرة خاص ��ة وأن لدى‪ ‬‬ ‫كل ش ��خص في الس ��وق ط ��رق حتليل ��ه وأدواته‬ ‫وهو كاآلخرين يخ ��اف على أمواله كما أن البيع‬ ‫والش ��راء بكث ��رة ومبدد زمنية قصي ��رة‪ ،‬في أي‬ ‫سوق مالي هو عملية خطرة‪.‬‬ ‫فف ��ي األردن تفاعلت قضي ُة "املضاربة الوهمية‬ ‫بالعمالت" والتي تس ��تقطب بش ��كل خاص فئة‬ ‫الش ��باب احلاملني بثراء س ��ريع‪ .‬وقالت مصادر‬

‫إن اإلعالنات اجلذابة تغري‬ ‫الشباب الباحثني عن حلم‬ ‫الثراء وتدفعهم لوضع‬ ‫أموالهم في تصرف شركات‬ ‫تتخذ من دول أمريكية أو‬ ‫أوروبية مقرات لها‪ ،‬قبل أن‬ ‫يكتشفوا ولكن بعد فوات‬ ‫األوان أنهم خسروا أموالهم‪.‬‬ ‫مطلعة أن احلكومة تبحث إمكانية إغالق املكاتب‬ ‫التي مت ��ارس هذه األعم ��ال والتي يق ��در عددها‬ ‫باملئات‪.‬‬ ‫وكش ��ف الكات ��ب واحملل ��ل االقتصادي س�ل�امة‬

‫إن س ��وق العمالت صعب وواس ��ع جدا وجميع‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪19‬‬


‫لو حبيتوا توصلوا‬ ‫‪...‬قولوا‬ ‫الدرع ��اوي ع ��ن وج ��ود أكث ��ر م ��ن ‪ 350‬مكت ��ب‬ ‫وس ��اطة ي ��روج للمتاجرة بالعم�ل�ات‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫"احملاك ��م األردني ��ة تنظ ��ر ف ��ي مئ ��ات القضاي ��ا‬ ‫املرفوعة ضد بعض هذه املكاتب‪ ،‬بعد أن تسببت‬ ‫في خس ��ارات كبرى للمستثمرين الذين متكنت‬ ‫من استقطابهم"‪.‬‬

‫غير موجودة‬

‫يق ��ول اخلب ��راء أن آالف الش ��باب يتاج ��رون‬ ‫بالوه ��م عب ��ر اإلنترن ��ت بع ��د أن اس ��تقطبتهم‬ ‫ش ��ركات غي ��ر موج ��ودة أص�ل�ا أو ممنوع ��ة من‬ ‫العمل في بالدها‪.‬‬ ‫إن اإلعالن ��ات اجلذاب ��ة تغري الش ��باب الباحثني‬ ‫عن حل ��م الث ��راء وتدفعه ��م لوض ��ع أموالهم في‬ ‫تص ��رف ش ��ركات تتخ ��ذ م ��ن دول أمريكي ��ة أو‬ ‫أوروبية مقرات لها‪ ،‬قبل أن يكتش ��فوا ولكن بعد‬ ‫فوات األوان أنهم خسروا أموالهم‪.‬‬ ‫ويص ��ف اخلب ��راء املضارب ��ة بالعم�ل�ات بأنه ��ا‬ ‫"كارثة حقيقية"‪ ،‬ألن بعض الشركات الوهمية‬ ‫متنح املستثمرين اجلدد أرباحا مجزية في بداية‬ ‫تعامالته ��م لدفعهم إلى زي ��ادة رؤوس أموالهم‬ ‫وتوريطه ��م أكثر‪ ،‬لتنقل ��ب مراكزه ��م املالية بعد‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪20‬‬

‫ذلك وبشكل مفاجئ إلى خسارة تفقدهم أحيانا‬ ‫كامل رأس املال"‪.‬‬ ‫وفي ح�ي�ن يص ��ل مجم ��ل االس ��تثمار والتجارة‬ ‫ف ��ي االنت ��اج احلقيقي إل ��ى ‪ 6.7‬تريلي ��ون دوالر‬ ‫س ��نويا‪ ،‬وتص ��ل املبال ��غ املتداولة في ما يس ��مى‬ ‫املضارب ��ة املثم ��رة‪ ‬إل ��ى ‪ 20‬تريلي ��ون دوالر‬ ‫س ��نويا‪ ،‬فان أس ��واق املال تش ��ير إلى أن مجمل‬ ‫األموال املستثمرة في املضاربة يصل إلى ‪400‬‬ ‫تريليون دوالر سنويا‪ .‬وهكذا يتضح أن الفارق‬ ‫الذي يبلع ‪ 380‬تريليون دوالر‪ ،‬ليس له أس ��اس‬ ‫إنتاج ��ي واقع ��ي بل ه ��و نت ��اج عملي ��ة املضاربة‬ ‫نفسها‪.‬‬

‫أزواج العمالت‬

‫تتلخص عملية املضاربة بش ��راء وبيع العمالت‬ ‫األجنبي ��ة األساس ��ية الت ��ي حتوز عل ��ى احلصة‬ ‫األساسية من العمليات في سوق الفوركس وهي‬ ‫الدوالر األمريكي(‪( )USD‬العملة األساس ��ية)‬ ‫واليورو(‪)EUR‬واجلنيه اإلسترليني (‪)GBP‬‬ ‫والفرن ��ك السويس ��ري(‪ )CHF‬وال�ي�ن الياباني‬ ‫(‪.)JPY‬‬ ‫ويت ��م ش ��راء وبي ��ع تل ��ك العم�ل�ات بال ��دوالر‬ ‫األمريك ��ي أو بالعم�ل�ات األخ ��رى فيم ��ا بينه ��ا‬

‫مما يعرف "ب ��أزواج العمالت"مقاب ��ل الدوالر‬ ‫األمريك ��ي أو أي ��ة عمل ��ة مقابل عمل ��ة أخرى في‬ ‫القيمة‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر املضارب ��ة بالعمالت من أس ��رع ورمبا‬ ‫أحيان ��ا أربح جت ��ارة في البورص ��ات‪ ،‬لكنها في‬ ‫ذات الوق ��ت أكثره ��ا مخاطرة‪ ،‬بس ��بب التقلبات‬ ‫السريعة في أسعار الصرف صعودا وهبوطا‪.‬‬ ‫وس ��وق الفوركس ليس س ��وقا ُ باملعني احلرفي‬ ‫للكلم ��ة‪ ،‬فه ��و ليس مرك ��زا‪ ‬وليس‪ ‬مكان ��ا معينا‬ ‫مت ��ارس فيه املضاربة الت ��ي تتم عادة عن طريق‬ ‫االتص ��ال التلفون ��ي واإلنترنت ف ��ي وقت واحد‬ ‫بني مئات البنوك حول العالم‪.‬‬ ‫وعلى عكس أس ��واق األس ��هم فان سماس ��رة أو‬ ‫بروك ��رز ال ��ـ‪ forex ‬ال يقوم ��ون بعملي ��ات بيع‬ ‫أو ش ��راء بأنفس ��هم‪ ،‬ب ��ل هم يقوم ��ون يخدمون‬ ‫البن ��وك فق ��ط ويتمث ��ل دوره ��م ف ��ي اجلم ��ع بني‬ ‫البائع والش ��اري في عملية حتويل العمالت‪ ،‬أو‬ ‫بتقدمي أفضل أسعار العمالت لزبائنهم‪.‬‬ ‫ويتقاضى السماس ��رة أتعابا م ��ن كل من البائع‬ ‫والش ��اري‪ .‬ويحدد قيم ��ة هذه األتع ��اب‪ ‬كل من‬ ‫البنوك وشركات السمسرة‪.‬‬

‫بنفكر غير ‪..‬‬ ‫مرحبا الرسالة| إستراتيجية‪ ،‬تسويق وإعالن‬ ‫هاتف‪ ، 04-6112227 :‬إيميل‪fadi@mrhba.net / ziad@allresala.com :‬‬


‫ويق ��دم السمس ��ار إل ��ى زبائن ��ه األس ��عار الت ��ي‬ ‫يعرضه ��ا زبائن آخرون‪ ،‬بش ��كل ثنائي‪ ‬اإلجتاه‬ ‫أي (ع ��روض البي ��ع والش ��راء مع ��ا) أو أح ��ادي‬ ‫االجتاه (عروض البيع أو عروض الشراء)‪.‬‬ ‫وفض�ل�ا ع ��ن الق ��راءات اخلاصة به ��م لتحركات‬ ‫الس ��وق فان‪ ‬سماس ��رة ال� �ـ ‪ forex‬تكون لديهم‬ ‫توقع ��ات واس ��تطالعات متع ��ددة جت ��اه س ��وق‬ ‫التداوالت بالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫امتحان البورصة‬

‫ويس ��تعني السماس ��رة بتحاليل مبدئي ��ة وتقنية‬ ‫لرص ��د التوقع ��ات ح ��ول التوجهات املس ��تقبلية‬ ‫لس ��وق العم�ل�ات‪ .‬كم ��ا يعم ��د كب ��ار التج ��ار إلى‬ ‫امتح ��ان بورص ��ة ال ��ـ‪ forex ‬من خ�ل�ال تقدمي‬ ‫عرض ش ��راء مببل ��غ صغير لرص ��د أي رد فعل‬ ‫للسوق‪.‬‬ ‫يجم ��ع س ��وق الفوركس ‪ 4‬أس ��واق إقليمية هي‪:‬‬ ‫االس ��ترالية واآلس ��يوية واألوربية واألمريكية‪.‬‬ ‫وتس ��تمر عملي ��ات املتاجرة فيه كل أي ��ام العمل‪،‬‬ ‫ويعمل الس ��وق على مدار الساعة أي ‪ 24‬ساعة‬ ‫ف ��ي الي ��وم‪ .‬ويالحظ في الس ��وق هدوء نس ��بي‬ ‫م ��ن الس ��اعة ‪ 20:00‬و حت ��ى ‪ 01:00‬بتوقي ��ت‬ ‫غرينتش‪ ،‬ويعزي ذلك إلغالق بورصة نيويورك‬ ‫في الثامنة مس ��اءا ُ وبدء بورص ��ة طوكيو العمل‬ ‫في الواحدة صباحاُ‪.‬‬

‫ويس ��اعد التب ��دل الكبي ��ر واللحظ ��ي أحيان ��ا في‬ ‫أس ��عار العمالت‪ ،‬املضاربني على تنفيذ أكثر من‬ ‫عملي ��ة جتاري ��ة خالل ي ��وم واح ��د‪ .‬وعلى عكس‬ ‫أس ��واق األس ��هم‪ ،‬حيث تؤثر التراجع ��ات كثيرا‬ ‫على األس ��واق املالية مما قد يؤدي إلى انهيارها‬ ‫أحيان ��ا‪ ،‬ف ��ان انخفاض ال ��دوالر األمريكي (على‬ ‫س ��بيل املثال) في سوق الفوركس يعني صعود‬ ‫سعر عملة ثانية‪ .‬إذ أن انخفاض أو ارتفاع سعر‬ ‫ص ��رف الدوالر‪ ‬البد أن يكون مقاس ��ا مع عملة‬ ‫أخرى ارتفاعا وهبوطا‪.‬‬ ‫مفهوم ��ان خاطئ ��ان‪ :‬ويداف ��ع مؤي ��دو املضاربة‬ ‫بالعمالت عن السوق بالقول أن هناك مفهومان‬ ‫خاطئ ��ان عن س ��وق الفوركس أولهم ��ا أن العمل‬ ‫ف ��ي ه ��ذا الس ��وق يش ��به اللع ��ب بلعب ��ة القم ��ار‬ ‫املعروف ��ة باس ��م الرولي ��ت "العب واح ��د يربح‬ ‫كمية كبيرة من املال بينما يخسر الباقون"‪.‬‬ ‫ورغم اعتراف هؤالء بان املجازفة كبيرة‪ ،‬فانهم‬ ‫يقولون أن الفوركس ليست لعبة روليت‪ .‬فهناك‬ ‫قوان�ي�ن معينة هي التي تلع ��ب دورها في تغيير‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪22‬‬

‫أس ��عار العم�ل�ات‪ .‬فقيم ��ة عمل ��ة م ��ا تعتم ��د على‬ ‫مؤشرات اقتصاد البلد الذي تتبع إليه تلك العملة‪.‬‬ ‫أما املفهوم اخلاطئ الثاني فهو أن ربح ش ��خص‬ ‫ما يجب أن تعادله بالضرورة خس ��ارة آخرين‪.‬‬ ‫فاملضارب ��ة ف ��ي س ��وق الفورك ��س ال تك ��ون في‬ ‫حاالت كثيرة على حس ��اب تغير أس ��عار العملة‪،‬‬ ‫ألن هن ��اك مجموعة كبيرة من املش ��اركني الذين‬ ‫يقوم ��ون بعملي ��ات تبدي ��ل العم�ل�ات ألغ ��راض‬ ‫أخ ��رى مث ��ل االس ��تيراد والتصدي ��ر‪ ،‬والس ��فر‬ ‫والس ��ياحة‪ .‬وبفض ��ل حرية صرف واس ��تبدال‬ ‫العمالت العاملية األساس ��ية احلرة بس ��عر عائم‬ ‫يحدده العرض والطلب تصبح عملية اس ��تبدال‬ ‫العملة في حد ذاته ��ا مصدر دخل‪ ،‬أي أن العملة‬ ‫هي بضاعة مثلها مثل أي بضاعة أخرى‪.‬‬

‫جاذبية هائلة‬

‫لكن ما الذي يجعل س ��وق الفوركس تتمتع بتلك‬ ‫اجلاذبي ��ة؟‪ .‬يرد احملللون بالقول أن أهم عناصر‬ ‫اجلذب هي الس ��يولة الكبيرة حي ��ث تتواجد في‪ ‬‬ ‫الس ��وق أم ��وال طائل ��ة متك ��ن م ��ن فت ��ح وإغالق‬ ‫أي صفق ��ة باألس ��عار احملددة للعم�ل�ات في تلك‬ ‫اللحظة‪.‬‬ ‫وتأت ��ي الفعالي ��ة ف ��ي املرتبة الثاني ��ة حيث تعمل‬ ‫س ��وق الفورك ��س عل ��ى م ��دار الس ��اعة ولذل ��ك‬ ‫ف ��إن املضارب�ي�ن ليس ��وا مضطري ��ن‪ ‬لالنتظ ��ار‬ ‫أو للتفاع ��ل م ��ع حدث مع�ي�ن كما ه ��و احلال في‬ ‫البورصات واألسواق األخرى‪.‬‬ ‫أما مرون ��ة املعام�ل�ات فتأتي في املرتب ��ة الثالثة‬ ‫حي ��ث يتميز نظام املتاجرة في الس ��وق باملرونة‬ ‫وميكن فتح الصفقة لوقت محدد س ��لفا حس ��ب‬ ‫رغبة املس ��تثمر وهي ميزة متكن ��ه من التخطيط‬ ‫املسبق لنشاطاته‪.‬‬ ‫وم ��ن أس ��باب اجلاذبي ��ة األخ ��رى‪ :‬األس ��عار‬ ‫املوحدة فبسبب الدرجة العالية من السيولة في‬ ‫السوق ميكن للغالبية العظمى من عمليات البيع‬ ‫أن تنفذ بس ��عر موح ��د وهو ما يجنب املس ��تثمر‬ ‫مش ��كلة التذب ��ذب الت ��ي ق ��د تواجه ��ه في س ��وق‬ ‫البي ��ع املس ��تقبلي أو ف ��ي البورص ��ات وأس ��واق‬ ‫النقد األخرى حيث تباع في وقت معني وبسعر‬ ‫محدد فقط كمية محدودة من العملة‪.‬‬

‫أسس النجاح‬

‫‪ ‬لك ��ن م ��ا املطل ��وب للنج ��اح وحتقي ��ق الربح في‬ ‫س ��وق العمالت؟‪ .‬ي ��رى احمللل ��ون أن ذلك يكمن‬ ‫ف ��ي التنب ��ؤ الصحي ��ح باجت ��اه تغي ��ر أس ��عار‬ ‫العم�ل�ات‪ ،‬وف ��ي حتقي ��ق احل ��د األدن ��ى م ��ن‬ ‫اخلسارة عندما تكون حالة السوق غير مواتية‪.‬‬

‫‪ ‬ويق ��ول ه ��ؤالء أن التنب ��ؤ الصحي ��ح باألس ��عار‬ ‫يعتمد على الدراسة العميقة للسوق التي تخضع‬ ‫ل� �ـ ‪ 3‬أش ��كال حتليلي ��ة ه ��ي التحلي ��ل اإلخب ��اري‬ ‫والفني والنفسي‪ .‬ويكون حاصل هذه التحاليل‬ ‫الثالث ��ة ه ��و الضم ��ان للتنب ��ؤ الصحي ��ح بتحرك‬ ‫أسواق العملة‪.‬‬ ‫ويعتمد التحليل اإلخباري على دراسة العوامل‬ ‫االقتصادي ��ة والسياس ��ية الت ��ي ق ��د تؤث ��ر عل ��ى‬ ‫س ��وق العم�ل�ات مث ��ل تقاري ��ر بن ��ك االحتياطي‬ ‫املرك ��زي‪ ‬األمريك ��ي‪ ،‬واملؤش ��رات االقتصادية‬ ‫األخ ��رى كالبطالة والناجت احمللي ونس ��بة النمو‬ ‫إضافة إل ��ى تصريحات رجال الدولة واألحداث‬ ‫الهام ��ة األخ ��رى السياس ��ية واالقتصادية على‬ ‫الساحة الدولية‪.‬‬ ‫أم ��ا التحلي ��ل الفن ��ي فه ��و حتلي ��ل حلال ��ة الس ��وق‬ ‫يرتك ��ز عموما على التغيرات الس ��ابقة لألس ��عار‪.‬‬ ‫وتس ��تخدم في ه ��ذا التحليل الرس ��ومات البيانية‬ ‫التي تعكس تغيرات األسعار لفترة زمنية معينة‪.‬‬

‫فهم السوق‬

‫وميك ��ن التحلي ��ل الفن ��ي من فه ��م حالة الس ��وق‬ ‫العام ��ة ف ��ي حلظ ��ة ما‪ ،‬ومبؤش ��رات ع ��دة ميكن‬ ‫التنبؤ بتغيرات األس ��عار في املس ��تقبل القريب‪.‬‬ ‫ويرتك ��ز التحلي ��ل الفن ��ي إل ��ى‪ ‬حقيق ��ة أن حركة‬ ‫األس ��عار تأخذ ف ��ي االعتب ��ار كل العوام ��ل التي‬ ‫ميكن أن تؤثر على السوق من عوامل اقتصادية‬ ‫وسياسية ونفس ��ية التي أخذت كلها مسبقا ً في‬ ‫االعتبار عند حتديد األسعار‪.‬‬ ‫والتحلي ��ل النفس ��ي ه ��و حتلي ��ل س ��لوكيات‬ ‫املتاجري ��ن ف ��ي الس ��وق وحالته ��م النفس ��ية‬ ‫وتوقعاته ��م وآماله ��م وتخوفاتهم‪ .‬وه ��ذا النوع‬ ‫م ��ن التحلي ��ل مهم جدا الن نس ��بة صحت ��ه عالية‬ ‫ج ��داً‪ ،‬خاصة وأن خلف شاش ��ات الت ��داول على‬ ‫العم�ل�ات‪ ،‬يجلس بش ��ر تعتمد أس ��عار العمالت‬ ‫على تصرفاتهم في نهاية املطاف‪.‬‬ ‫ولقد اس ��تهوت املضارب ��ة بالعم�ل�ات وبخاصة‬ ‫خالل الس ��نوات األخيرة آالف الش ��باب العرب‪،‬‬ ‫لي ��س فق ��ط ف ��ي منطق ��ة اخللي ��ج بل ف ��ي األردن‬ ‫ومصر ودول عربية أخرى‪.‬‬ ‫وكان القاسم املش ��ترك بني جميع هؤالء البحث‬ ‫عن حتقيق ثراء السريع وزيادة األرباح‪.‬‬ ‫لك� � َّن الكثير م ��ن هؤالء وجدوا أنفس ��هم وس ��ط‬ ‫"مصي ��دة" أفقدتهم جزءا م ��ن رؤوس أموالهم‬ ‫إن ل ��م يك ��ن كلها ف ��ي أحي ��ان كثي ��رة‪ .‬ويعترف‪ ‬‬ ‫ه ��ؤالء بأنه ��م تورطوا م ��ع ش ��ركات وهمية في‬ ‫أحيان كثيرة‪.‬‬

‫لو حبيتوا توصلوا‬ ‫‪...‬قولوا‬

‫إستشارة إستراتيجية وخدمات تسويق‬

‫هاتف‪ ، 04-6112227 :‬إيميل‪fadi@mrhba.net / ziad@allresala.com :‬‬


‫ملف‬ ‫العدد‬

‫الفوركس ‪ ..‬الخسارة كنز ال يفنى‬

‫موظف سابق في الفوركس يتحدث‪..‬‬

‫بطاقة شخصية‬

‫اإلسم‪ :‬شادي عثامنة‬ ‫اجليل‪ 29 :‬سنه‬ ‫البلد ‪:‬كفر قرع‬ ‫التعليم ‪:‬حاصل على لقب أول من جامعه‬ ‫حيف ��ا وطال ��ب للق ��ب الثاني ف ��ي أجلامعه‬ ‫املفتوحة ملوضوع إدارة األعمال‪.‬‬ ‫حاص ��ل عل ��ى ش ��هادات متنوع ��ة‪ :‬إدارة‬ ‫حس ��ابات‪ ,‬حس ��ابات أج ��ور‪ ,‬اس ��تيراد‬ ‫وتصدير‪.‬‬ ‫العم ��ل‪ :‬محاس ��ب ف ��ي جمعية اق ��رأ لدعم‬ ‫التعليم في الوسط العربي‪.‬‬ ‫لق ��د وصل إلى مس ��امعنا انك كن ��ت تعمل في‬ ‫إحدى ش ��ركات الفوريك ��س ‪ ,‬ما هي الوظيفة‬ ‫التي كنت تش ��غلها سابقا ‪( ,‬الرجاء اخلوض‬ ‫في بعض التفاصيل كاملعاش ساعات العمل‬ ‫وم ��ا ش ��ابه) ‪ ,‬م ��ا ه ��ي طبيع ��ة عمل ��ك هن ��اك‬ ‫(نوعية األعمال التي كنت تقوم بها)؟‬ ‫نعم هذا صحيح ‪ ,‬كنت اعمل في إحدى شركات‬ ‫الفور يكس املتواجدة في البالد‪.‬‬ ‫في البداية كانت وظيفتي هي في قسم املبيعات‪,‬‬ ‫وهي عبارة عن جتنيد زبائن أو مش ��تركني جدد‬ ‫ع ��ن طري ��ق االتص ��ال به ��م م ��ن الش ��ركة (كان‬ ‫االتصال بأش ��خاص قد س ��جلوا تفاصيلهم في‬ ‫موقع الشركة ألجل االستفسار عن املوضوع)‪,‬‬ ‫وف ��ي مرحل ��ة متقدم ��ه كانت وظيفتي في قس ��م‬ ‫احملافظ ��ة عل ��ى الزبائ ��ن املوجودين ع ��ن طريق‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪24‬‬

‫متابعته ��م وإعطائهم معلومات عامه ومهمة عن‬ ‫وضع الس ��وق بشكل ش ��به يومي ‪ ,‬وتشجيعهم‬ ‫عل ��ى املتاجرة ‪,‬وكذل ��ك محاوله إرج ��اع الزبائن‬ ‫القدماء الذين تركوا املتاجرة مع الشركة‪.‬‬ ‫بالنس ��بة للمعاش فكان عبارة ع ��ن مبلغ ‪5000‬‬ ‫ش ��يكل كمع ��اش أساس ��ي فق ��ط (שכר יסוד)‬ ‫وباإلضاف ��ة لذل ��ك كان هن ��اك برنام ��ج ملكافئات‬ ‫إضافي ��ة للمع ��اش حس ��ب حج ��م املبيع ��ات التي‬ ‫يقوم بها املوظف وكمية األموال التي ينجح في‬ ‫جتنيدها للش ��ركة‪ ,‬والنس ��بة التي يحصل عليها‬ ‫املوظ ��ف هي نس ��به متغيره ومتفاوت ��ة بني فتره‬ ‫ألخرى‪.‬‬ ‫ساعات العمل كانت من الساعة ‪ 09:00‬صباحا‬ ‫حت ��ى ‪ 18:00‬مس ��اءا واملج ��ال مفت ��وح دائم ��ا‬ ‫للس ��اعات اإلضافية‪ .‬أيام العمل من األحد حتى‬ ‫اجلمعة (يوم اجلمعة مره كل أسبوعني)‪.‬‬ ‫ما هو عدد الشركات في البالد ‪ ,‬عدد املوظفني‬ ‫في الشركة التي كنت تعمل فيها؟‬ ‫ال عل ��م عندي حاليا عن العدد الدقيق للش ��ركات‬ ‫املوج ��ودة ف ��ي البالد ألن ��ه متغير خ�ل�ال فترات‬ ‫قصي ��رة نس ��بيا الن مث ��ل ه ��ذه الش ��ركات يت ��م‬ ‫فتحه ��ا وإغالقها بفت ��رات قصيرة نس ��بيا وهذا‬ ‫أن دل ي ��دل على خط ��ورة التعامل م ��ع مثل هذه‬ ‫الش ��ركات‪..‬لكن بش ��كل ع ��ام يص ��ل عددها إلى‬ ‫العشرات‪.‬‬ ‫أما ع ��دد املوظفني في الش ��ركة الت ��ي كنت اعمل‬ ‫فيها فكان يصل في وقته (قبل سنه تقريبا) إلى‬ ‫‪ 50‬موظف وهو في ازدياد مس ��تمر وفي نفس‬ ‫الفت ��رة التي تركت فيه ��ا العمل كان هناك جتنيد‬ ‫ل ‪ 60‬موظ ��ف مبيع ��ات إضافي‪!.‬غي ��ر موظف ��ي‬ ‫التقنيات وما شابه‪..‬‬ ‫ما هو الفوريكس مبعناه االصطالحي ‪ ,‬وهل‬ ‫دخلت ثقافة الفوريكس إلى بالدنا ‪ ,‬وخاصة‬ ‫املواطن العربي؟‬ ‫ُ‬ ‫س ��وق الفوركس ليس س ��وقا باملعن ��ي احلرفي‬

‫للكلمة‪ ،‬إذ أنه ليس لديه مركزا ُ و ليس لديه مكانا‬ ‫معينا متارس فيه املتاجرة‪ .‬إن املتاجرة متارس‬ ‫ع ��ن طري ��ق اإلتص ��ال التلفون ��ي و اإلنترن ��ت‬ ‫باحلاس ��وب ف ��ي وقت واح ��د بني مئ ��ات البنوك‬ ‫ح ��ول العالم‪ .‬مئات املاليني م ��ن الدوالرات تباع‬ ‫و تش ��تري كل بضع ثوان‪ ،‬و هذا هو ما يس ��مي‬ ‫املتاجرة بالعمالت‪.‬‬ ‫إن س ��وق العم�ل�ات ال يتعل ��ق بس ��اعات عم ��ل‬ ‫البورص ��ات الن املتاج ��رة تتم ب�ي�ن البنوك التي‬ ‫تق ��ع ف ��ي أنحاء العال ��م املختلفة‪ .‬و تقوم أس ��عار‬ ‫العم�ل�ات بتغي ��رات كبي ��رة متعددة مما يس ��اعد‬ ‫عل ��ي القي ��ام ببع ��ض العملي ��ات التجاري ��ة خالل‬ ‫ي ��وم واحد‪ .‬من املعروف أن لالنخفاضات تأثير‬ ‫كبي ��ر عل ��ي األس ��واق املالية مم ��ا قد ي ��ؤدي إلي‬ ‫انهيار األسهم أو السندات‪ .‬أما سوق الفوركس‬ ‫فانخفاض الدوالر األمريكي (علي سبيل املثال)‬ ‫يعن ��ي صعود س ��عر عملة اخ ��رى و ال يوجد أي‬ ‫انهيارفي س ��وق الفوريكس مثل سوق األسهم‬ ‫أو السندات‪.‬‬ ‫وحس ��ب رأي ��ي إن ثقاف ��ة الفور يك ��س قد دخلت‬ ‫في بالدنا وبش ��كل ق ��وي خاصة في الس ��نوات‬ ‫األخيرة ‪.‬أما في وس ��طنا العربي فهي في بدايته‬ ‫وحس ��ب رأي ��ي ه ��ي في بدايت ��ه بس ��بب الوضع‬ ‫االقتصادي الصعب الذي مير به وس ��طنا فمثل‬ ‫ه ��ذه التج ��ارة حتت ��اج إلى أم ��وال كبيره نس ��بيا‬ ‫ووقت إضافي للمتاجر وهذا نفتقده عندنا‪.‬‬ ‫ه ��ل الفوريكس عل ��م كالعل ��وم الدقيقة مثال ‪,‬‬ ‫بحيث ميكن أن تدرسه وتنجح فيه دائما ؟‬ ‫ال ش ��ك أن عال ��م الت ��داول ف ��ي العم�ل�ات يعتم ��د‬ ‫بنس ��به ال ب ��اس به ��ا عل ��ى املعطي ��ات الدقيق ��ة‬ ‫الناجتة م ��ن مصادر عديدة مثل البنوك ومراكز‬ ‫اإلحص ��اء والدول وكذلك هنالك نظريات لعلماء‬ ‫اقتصاد تعتمد بش ��كل أساسي على الرسومات‬ ‫البياني ��ة الناجت ��ة م ��ن التغي ��رات الت ��ي حتص ��ل‬ ‫في الس ��وق لكن ه ��ذا ال يعني أن مجرد دراس ��ة‬ ‫املوضوع يضمن النجاح فيه وهذا ش ��انه ش ��ان‬

‫أي موضوع آخر كما نعرف‪.‬‬ ‫ب ��ل وأضي ��ف عل ��ى ذل ��ك أن التجرب ��ة كذل ��ك وان‬ ‫كب ��رت في ه ��ذا املجال هذا ال يعن ��ي تأكيد النجاح‬ ‫وه ��ذا كله الن عملية التجارة تعتمد في األس ��اس‬ ‫على مبدأ التوقعات وق ��د يقول قائل أن التوقعات‬ ‫ميك ��ن حتديده ��ا حس ��ب املعطي ��ات املوج ��ودة‬ ‫والتاري ��خ يعي ��د نفس ��ه لك ��ن أق ��ول أن املعطي ��ات‬ ‫املوجودة هي معطيات ماضية وانية وال يعني أن‬ ‫تص ��رف أو تغيير معني قد حصل في الس ��وق انه‬ ‫حتما سيكون مستقبال وخاصة أن هذه التغيرات‬ ‫متعلق ��ة بع ��دد كبير ملعطي ��ات ضخمه ال س ��يطرة‬ ‫عليه ��ا م ��ن أي جه ��ة م ��ن اجلهات(بن ��وك أو حتى‬ ‫دول) وذلك لضخم حجم السوق في العالم‪.‬‬ ‫هل كانت هناك عالقات عمل مباشرة مع بعض‬ ‫األقطار العربية ؟ (كدول اخلليج مثال)‬ ‫ش ��ركات الفوريكس إن لم يكن جميعها فاغلبها‬ ‫ه ��ي إس ��رائيلية أو عاملية من أصحاب وش ��ركاء‬ ‫يهود‪..‬فخاص ��ة االس ��رائيليه منها املتواجدة في‬ ‫إسرائيل تتعامل وحتاول جلب زبائن من خارج‬ ‫الب�ل�اد وخاص ��ة دول اخللي ��ج لذل ��ك تدعي هذه‬ ‫الش ��ركات بأنها من غير إس ��رائيل كذبا وافتراء‬ ‫وذلك لالبتعاد من الشبهة من قبل هذه الدول‪.‬‬ ‫ما هو حجم هذا التعامل‪ ,‬وهل هناك مؤشرات‬ ‫تدل على أن هذه الشركات تعمل ضد املصالح‬ ‫العربي ��ة في البالد خاص ��ة‪ ,‬والعالم العربي‬ ‫خاصة ؟ أم أنها مجرد أقاويل ‪.‬‬ ‫على األقل في الشركة التي كنت اعمل بها ‪20%‬‬ ‫من حجم الزبائن الكلي كان من الوسط العربي‬ ‫وكان هن ��اك تركي ��ز واض ��ح عل ��ى دول اخللي ��ج‬ ‫الت ��ي كم ��ا نعرف متل ��ك غالبي ��ه رؤوس األموال‬ ‫وتس ��تعمل هذه الش ��ركات اإلعالنات التجارية‬ ‫اجلذاب ��ة الت ��ي بدوره ��ا تغ ��ري رؤوس األموال‬ ‫العربي ��ة للخوض في هذا املج ��ال حتى بدون أن‬ ‫تكون عندهم أي خلفية عن املوضوع وبالنس ��بة‬ ‫له ��ذه النقط ��ه تتعه ��د الش ��ركة أن تق ��وم بتعلي ��م‬ ‫املستثمر وإرشاده في البداية خاصة‪.‬‬ ‫هل حقا هن ��اك ضحايا للفوريكس ؟ (الرجاء‬ ‫إعطاء أمثلة عينية) قصص من الواقع‬ ‫نعم طبعا فان نسبة ما يسمى بضحايا الفور يكس‬ ‫الذين يخسرون كل ما اشتركوا به في الشركة هو‬ ‫‪ 90%‬وهذا الرقم هو ما تدعيه الش ��ركات نفسها‬ ‫‪,‬أما أنا على الصعيد الش ��خصي وحسب جتربتي‬ ‫وما رايته فقد وصلت نس ��بة اخلس ��ارة الى‪99%‬‬ ‫عل ��ى األق ��ل ب ��دون مبالغة عن ��د مجموع ��ة الزبائن‬

‫الت ��ي كانت بحوزتي م ��ع العلم أن جمي ��ع الزبائن‬ ‫املتكلمني للغة العربية كانوا بحوزتي‪.‬‬ ‫وهن ��اك قصة طريفة حصلت مع ��ي وهي مبكية‬ ‫في الوقت نفس ��ه ‪ ,‬ألح ��د الزبائن الضحايا الذي‬ ‫خس ��ر كل ما عنده‪ ,‬لكن لشده تعلقه بهذا املجال‬ ‫الذي تبني لي بعد ذلك انه أصبح كاإلدمان عنده‬ ‫أصبح يتاجر مببالغ قليلة ‪..‬وفي يوم من األيام‬ ‫ق ��ام باتص ��ال بي وق ��ال لي ‪ :‬االن هو موس ��م‬ ‫الزيت ��ون وق ��د جنيت ‪( 4‬ج ��رات) زيت وأود‬ ‫بيعها واملتاجرة بها في الفوريكس!!!‬ ‫ه ��ذا املوق ��ف كان مبثابة الريش ��ة التي كس ��رت‬ ‫ظه ��ر اجلم ��ل وكان ��ت م ��ن اح ��د األس ��باب الت ��ي‬ ‫دعتني لترك العمل في الش ��ركة وفي هذا املجال‬ ‫‪..‬بالنس ��بة له ��ذا الزب ��ون طبعا رفض ��ت عرضه‬ ‫ووجهت ��ه للخط ��أ الذي يقوم به م ��ع ان مثل هذه‬ ‫التوجيه ��ات ورفضي لعرض ��ه كان ينافي طبعا‬ ‫سياس ��ة الش ��ركة وكان ميك ��ن أن يت ��م فصل ��ي‬ ‫مباشرة إذا استمعوا لهذه املكاملة‪.‬‬ ‫م ��ا ه ��ي األس ��باب الت ��ي دعت ��ك لت ��رك العم ��ل‬ ‫هناك؟‬ ‫في األساس أسباب شرعية وأخالقية‪.‬‬ ‫الش ��رعية‪ :‬عادة اس ��تعمال الرافعة املالية يكون‬ ‫إجباري ��ا عند بعض الش ��ركات وذل ��ك ليزيد من‬ ‫احتم ��االت الربح واخلس ��ارة وتفعيل احلس ��اب‬ ‫نفس ��ه‪(.‬وفي ه ��ذه النقطة ش ��بهه ش ��رعية وفي‬ ‫احلديث الش ��ريف( إن احلالل بني ‪ ،‬وإن احلرام‬ ‫ب�ي�ن‪ ،‬وبينهما أم ��ور مش ��تبهات ال يعلمهن كثير‬ ‫م ��ن الن ��اس ‪ ،‬فم ��ن اتقي الش ��بهات فقد اس ��تبرأ‬ ‫لدينه وعرضه ‪،‬ومن وقع في الشبهات وقع في‬ ‫احلرام‪...‬إلى آخر احلديث)‬ ‫حقيقة طريقة التجارة التي تبينت أو استوضحت‬ ‫لي مؤخرا فتعرف ش ��ركات الفور يكس نفسها‬ ‫بأنها ش ��ركه وساطة في س ��وق التداول بشكل‬ ‫ف ��وري ومباش ��ر ب ��دون التعام ��ل املكتبي‪.‬لكنها‬ ‫فعلي ��ا عند فتح الزبون حس ��اب عندها مثال ‪.‬يتم‬ ‫بذل ��ك فتح حس ��اب وهم ��ي للزبون ف ��إذا حصل‬ ‫الربح وأراد الزبون س ��حب األرباح يتم اإليداع‬ ‫من حس ��اب الشركة مباشره وإذا خسر الزبون‬ ‫أمواله بهذه احلالة تبقي هذه األموال في حساب‬ ‫الش ��ركة الرئيس ��ي لذلك في البداية عمليه إيداع‬ ‫األم ��وال من قبل الزبون من اجل فتح احلس ��اب‬ ‫تتم إلى حس ��اب الش ��ركة مباش ��رة فبالتالي كل‬ ‫التداول يكون عن طريق حس ��اب وهمي من قبل‬ ‫شركه الفور يكس‪.‬‬ ‫ادع ��اء ه ��ذه الش ��ركات بأنه ��ا من غير إس ��رائيل‬

‫كذبا وافتراء وذلك لالبتعاد من الشبهة من قبل‬ ‫الدول العربية خاصة (على الصعيد الشخصي‬ ‫عندما باش ��رت في العمل اكتشفت هذا األمر في‬ ‫البداي ��ة وعزمت على ترك العمل إال أن الش ��ركة‬ ‫وافقت بان أقول أنني موجود في فلسطني على‬ ‫أن ات ��رك العمل خاصة أن ��ه مت اختياري من بني‬ ‫ع ��دد كبير م ��ن املؤهل�ي�ن الذي ��ن كان ��وا معي في‬ ‫الدورة اإلرشادية قبل البدء العمل‪.‬‬ ‫اجلانب األخالقي الذي من جهته جعل ضميري‬ ‫يؤنبن ��ي أنن ��ي بش ��كل غير مباش ��ر أكون س ��ببا‬ ‫إلقناع ضحايا كثيرين للخوض في هذا املجال‪.‬‬ ‫كموظف س ��ابق في إحدى هذه الشركات ‪ ,‬ما‬ ‫هو تعريفك للفوريكس ؟ وبش ��كل أوضح ما‬ ‫ه ��ي حقيقة الفوريكس ؟ هل الفوريكس نوع‬ ‫من أنواع القمار برأيك ؟‬ ‫حس ��ب رأي ��ي ف ��ان ش ��ركات الفوريك ��س ه ��ي‬ ‫عب ��ارة ع ��ن ش ��ركات تفت ��ح حس ��ابات وهمي ��ة‬ ‫لزبائنه ��ا وأس ��اس ربحه ��ا يعتمد على خس ��ارة‬ ‫ه ��ؤالء املش ��تركني‪ .‬وميك ��ن أن تص ��ل حس ��ب‬ ‫رأي ��ي املتاجرة بالعم�ل�ات إلى درج ��ه القمار إذا‬ ‫كان العم ��ل بها عش ��وائيا ويك ��ون مبجرد نطاق‬ ‫التوقع ��ات واحلظ وان كان كذلك يس ��بب إدمانا‬ ‫في التعامل مع هذا املجال ‪.‬‬ ‫نعل ��م جميع ��ا وبش ��كل بديه ��ي أن مقاب ��ل كل‬ ‫راب ��ح ال ب ��د وأن يك ��ون هن ��اك خاس ��ر واح ��د‬ ‫على األق ��ل فكيف يدعي مروج ��و الفوريكس‬ ‫ان ��ه بإمكان اجلميع اخلروج رابحني من غير‬ ‫وجود خاسر واحد ‪ ,‬ما هو تعليقك على هذه‬ ‫املقولة‪.‬‬ ‫ال ش ��ك أن مقاب ��ل كل راب ��ح ال ب ��د وأن يك ��ون‬ ‫هن ��اك خاس ��ر واح ��د عل ��ى األقل‪..‬أم ��ا ادعائه ��م‬ ‫ه ��ذا فكما ذك ��رت س ��ابقا أن احلس ��ابات وهمية‬ ‫وإمكانية التصرف بواسطة أيدي خفية في هذه‬ ‫احلس ��ابات ه ��و س ��هل‪..‬وحتى إذا كان ��ت هنالك‬ ‫نزاه ��ة معينه في التصرف في هذه احلس ��ابات‬ ‫فطبيعة نس ��بة اخلاس ��رين التي ذكرناها سابقا‬ ‫تكف ��ي ب ��ان تتالش ��ى ه ��ذه األرب ��اح م ��ع م ��رور‬ ‫الوق ��ت‪ .‬ودائم ��ا نس ��ال الس ��ؤال إذا كان فع�ل�ا‬ ‫بإم ��كان اجلميع اخلروج رابحني من غير وجود‬ ‫خاس ��ر واح ��د فلم ��اذا ال تتاج ��ر هذه الش ��ركات‬ ‫نفس ��ها وحتق ��ق أرب ��اح أكيدة كما تدع ��ي‪ ,‬وملاذا‬ ‫ه ��ي ببحث دائ ��م عن جتار يش ��تركون بالتداول‬ ‫عن طريقها؟!!‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪25‬‬


‫ملف‬ ‫العدد‬

‫الفوركس ‪ ..‬الخسارة كنز ال يفنى‬

‫فتوى حكم الفوريكس‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ما حكم املعاملة املالية مبا يعرف بنظام املارجن في شركات الفوركس؟‬ ‫احلم ��د لل ��ه رب العامل�ي�ن والصالة والس�ل�ام‬ ‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني‬ ‫وبعد‪:‬‬

‫تعريف املارجن‪:‬‬

‫هو نظام يس ��مى كذلك بي ��ع الهامش وهو عبارة‬ ‫ع ��ن قرض من الوس ��يط أو بن ��ك خارجي يعطى‬ ‫للعمي ��ل لتمكين ��ه م ��ن دخ ��ول س ��وق العم�ل�ات‬ ‫بأرقام هائلة كبيرة‪.‬‬ ‫ويعرف كذلك بنظام الرافعة ‪ :‬وهي أن يضاعف‬ ‫رأس م ��ال املس ��تثمر عدد كبير م ��ن املرات حتى‬ ‫يكون هناك جاذبية لهذا السوق‪.‬‬ ‫وق ��د تبل ��ورت هذه الفك ��رة في الس ��بعينيات من‬ ‫الق ��رن املاض ��ي عل ��ى أث ��ر ق ��رار دول العم�ل�ات‬ ‫الرئيس ��ية تع ��ومي س ��عر ص ��رف عمالته ��ا‪,‬‬ ‫فأصبحت أس ��عار العمالت غير ثابتة وتتذبذب‬ ‫حس ��ب حال ��ة االقتص ��اد وقوان�ي�ن الع ��رض‬ ‫والطل ��ب‪ ,‬وحيث أن عملية التذب ��ذب تتم بأجزاء‬ ‫من آالف لس ��عر العملة بالتال ��ي يصبح االجتار‬ ‫بالعمل ��ة عم ��ل غي ��ر مج ��دي وال فائ ��دة من ��ه في‬ ‫ظل ه ��ذا التذب ��ذب البس ��يط مقارنة ب ��رأس املال‬ ‫املس ��تثمر وخاص ��ة إذا كان رأس امل ��ال بس ��يط‪,‬‬ ‫لذا جل ��أت اجلهات املعني ��ة في التج ��ارة بالعملة‬ ‫بابت ��كار فك ��رة الرافعة املالية وه ��ي أن تضاعف‬ ‫رأس م ��ال املس ��تثمر عدد كبير م ��ن املرات حتى‬ ‫يكون هناك جاذبية لهذا السوق‪.‬‬

‫وصف املعامالت حسب نظام املارجن‬ ‫في حسب القواعد التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬يق ��وم الش ��خص (العمي ��ل) بفت ��ح حس ��اب‬ ‫لدى الوس ��يط (ش ��ركة معينة) في بنك أمريكي‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪26‬‬

‫مث�ل ً‬ ‫�ا ويضع في هذا احلس ��اب مبلغ (‪)10000‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫‪ .2‬يقسم هذا املبلغ إلى خمس صفقات كل منها‬ ‫(‪ )2000‬دوالر‪.‬‬ ‫‪ .3‬يق ��وم العمي ��ل بش ��راء العم�ل�ات بالصفق ��ة‬ ‫األولى مث�ل ً‬ ‫�ا (‪ )2000‬دوالر ‪ ,‬ويدفع الوس ��يط‬ ‫مبل ��غ (‪ )8000‬دوالر أي بقي ��ة املبل ��غ احملت ��اج‬ ‫إليه لش ��راء العمالت بحيث تكون نس ��بة العميل‬ ‫(‪ )20%‬والوسيط (‪ )80%‬من كامل الصفقة‪.‬‬ ‫‪ .4‬تس ��جل الصفق ��ة باس ��م العمي ��ل صاحب ال‬ ‫(‪ )2000‬دوالر حس ��ب سعر السوق املبني على‬ ‫شاشات تداول األسعار بيعا ً وشرا ًء‪.‬‬ ‫‪ .5‬ينتظ ��ر العميل إل ��ى ارتفاع األس ��عار لتكون‬ ‫ف ��ي صاحله ويق ��وم ببيع الصفق ��ة وتوضع في‬ ‫حسابه اجلاري في البنك‪.‬‬ ‫‪ .6‬يدف ��ع العمي ��ل للوس ��يط مبل ��غ (‪ )35‬دوالر‬ ‫مقاب ��ل كل عملي ��ة يت ��م إنهاؤه ��ا ‪ ,‬س ��واء ربحت‬ ‫الصفقة أو خسرت‪.‬‬ ‫‪ .7‬ال يتحمل الوس ��يط أي خس ��ارة وال يشارك‬ ‫في أي ربح يحدث للشخص (العميل)‪.‬‬ ‫‪ .8‬الوس ��يط يتعه ��د بتغطي ��ة حاج ��ة العمي ��ل ما‬ ‫دام ��ت خس ��ارة العميل ل ��م تتجاوز املبل ��غ الذي‬ ‫وض ��ع ف ��ي البن ��ك وه ��و كم ��ا ذك ��ر (‪)10000‬‬ ‫دوالر‪ .‬ف ��إذا وصلت خس ��ائر العمي ��ل إلى املبلغ‬ ‫ال ��ذي دفع ��ه يقوم الوس ��يط عل ��ى الف ��ور ودون‬ ‫س ��ابق إنذار ببيع الصفقة‪ ,‬وإنهاء املعاملة خوفا ً‬ ‫من أن ينجر الوسيط إلى خسارة‪.‬‬ ‫‪ .9‬يجب التذكير مبا يلي في هذه املعاملة‪:‬‬ ‫أ) العميل ال ميكنه دخول السوق هذه لوحده مبا‬ ‫معه من مال إال مبس ��اعدة الوس ��يط ومساهمته‬

‫مببلغ أضعاف ما يضعه العميل‪.‬‬ ‫ب) ال ُيش ��ارك الوسيط في ربح أو خسارة وله‬ ‫عمولته احملددة عن كل صفقة‪.‬‬ ‫ت) م ��ا يضع ��ه الوس ��يط م ��ن مبل ��غ ال يس ��تلمه‬ ‫العميل أبدا ً وإمنا هو رقم وهمي‪.‬‬ ‫ث) كل هذه العملية تتم عن طريق اإلنترنت‪.‬‬

‫وبداية يجب التذكير مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬يق ��ول علي ��ه الصالة والس�ل�ام‪ ( :‬إن احلالل‬

‫بينّ وإن احلرام بينّ وبينهما أمور مش ��تبهات ال‬ ‫يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد‬ ‫اس ��تبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الش ��بهات‬ ‫وقع في احلرام ‪ [ .) ...‬متفق عليه ]‪.‬‬ ‫ومعنى اتقى الش ��بهات ‪ :‬ابتعد عنها وجعل بينه‬ ‫وبني كل ش ��بهة أو مش ��كلة وقاية ‪ ,‬خوفا ً من أن‬ ‫يقع في احلرام من حيث ال يعلم ‪ ,‬وهي األش ��ياء‬ ‫الت ��ي يش ��ك ف ��ي حرمته ��ا أو حله ��ا فاألول ��ى له‬ ‫التنزه عنها‪.‬‬ ‫وق ��د ح ��رص الس ��لف الصال ��ح ع ��ن البع ��د ع ��ن‬ ‫الش ��بهات اتقاء ألنفس ��هم م ��ن الوق ��وع فيما قد‬ ‫يكون حراما ً ‪.‬‬ ‫ق ��ال أب ��و الدرداء‪" :‬متام التق ��وى أن يتقي الله‬ ‫العب� � ُد حتى يتقي ��ه من مثق ��ال ذرة ‪ ,‬وحني يترك‬ ‫بعض ما يرى أنه حالل خش ��ية أن يكون حراما ً‬ ‫حجابا ً بينه وبني احلرام"‪.‬‬ ‫وقال احلسن البصري‪" :‬ما زالت التقوى باملتقني‬ ‫حتى تركوا كثيرا ً من احلالل مخافة احلرام"‪.‬‬ ‫وقال ابن عمر‪ " :‬إني ألحب أن أدع بيني وبني‬ ‫احلرام سترة من احلالل ال أخرقها "‪.‬‬ ‫وقال احلس ��ن ‪ " :‬إن هذه املكاس ��ب قد فسدت‬ ‫فخذوا منها ما أشبه املضطر "‪.‬‬

‫هذا ف ��ي القرن األول والثان ��ي الهجري فكيف‬ ‫اليوم !!!‬ ‫وف ��ي احلدي ��ث‪ ( :‬ال يبل ��غ العب ��د أن يك ��ون من‬ ‫املتق�ي�ن حت ��ى ي ��دع م ��ا ال بأس ب ��ه ح ��ذرا ً مما به‬ ‫ب ��أس )‪ [.‬أخرج ��ه الترم ��ذي (‪ )2451‬وق ��ال ‪:‬‬ ‫حسن غريب ] ‪.‬‬ ‫‪ .2‬إن هذه األنواع من التجارات تكون مع بنوك‬ ‫ربوية ومع سماس ��رة غربيني هم املس ��تفيدون‬ ‫وال ينظرون إلى احلل واحلرمة بقدر ما ينظرون‬ ‫إلى املصلحة واملنفعة وقد يوقع العميل اتفاقات‬ ‫فيها ش ��رط غير صحي ��ح من الناحية الش ��رعية‬ ‫الفقهي ��ة وفيه ��ا نص على االحت ��كام إلى احملاكم‬ ‫الغي ��ر ش ��رعية‪ .‬وهذه األم ��وال تذه ��ب إلى بالد‬ ‫الكف ��ر ومم ��ا ال ش ��ك في ��ه أن ��ه ق ��وة القتصادهم‬ ‫ودع� � ٌم لتجارته ��م‪ ,‬والوس ��يط غالب� �ا ً ال ذمة وال‬ ‫دين ل ��ه‪ ,‬وكان األصلح واألظه ��ر أن تذهب هذه‬ ‫االس ��تثمارات لب�ل�اد املس ��لمني مبا يع ��ود عليهم‬ ‫باخلي ��ر والنفع‪ ,‬خاصة أن هذه التعامالت كثيرا ً‬ ‫ما تكون على حس ��اب اقتصاد الدول اإلسالمية‬ ‫الفقي ��رة التي تزداد فق ��راً‪ ,‬واس ��تخدمها الغرب‬ ‫لإلضرار باقتصاد الدول اإلس�ل�امية كماليزيا‪,‬‬ ‫كما يقول د‪ .‬محمد العصيمي‪.‬‬ ‫‪ .3‬إن التعام ��ل ف ��ي بي ��ع العم�ل�ات م ��ن أصع ��ب‬ ‫املعام�ل�ات املالي ��ة ف ��ي الفق ��ه اإلس�ل�امي ألن ��ه‬ ‫يش ��ترط في ��ه التقابض ف ��ي املجلس مث�ل ً‬ ‫�ا مبثل‬ ‫ي ��دا ً بي ��د وإال كان رب ��ا‪ ,‬فيج ��ب احليط ��ة واحلذر‬ ‫واالحتراز منه‪.‬‬ ‫أم ��ا بالنس ��بة للحال ��ة واملعاملة احلاصل ��ة أمامنا‬ ‫ففيه ��ا أم ��ور تدع ��و إل ��ى احل ��ذر وترج ��ح جانب‬ ‫احلرم ��ة على احلل ‪ ,‬وتدفع امل ��رء للقول بكل ثقة‬ ‫بحرمة هذه املعاملة كما جاء في السؤال ملا يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن امل ��ال ال ��ذي يدفع ��ه الوس ��يط للعمي ��ل ق ��د‬ ‫يكون واحدا ً مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬قرض� �ا ً حس ��ناً‪ :‬ولكن عند اإلمع ��ان في النظر‬ ‫جنده ليس كذلك فهو‪:‬‬ ‫ق ��رض ج� � ّر نفعا ً ؛ ألن الوس ��يط يأخ ��ذ عن كل‬ ‫صفقة مبلغ (‪ )35‬دوالر ‪ ,‬فلو كان قرضا ً حسنا َ‬ ‫لم يجز أخذ هذا النفع ‪ ,‬فهو حرام ‪.‬‬ ‫ويق ��ول د‪ .‬محمد بن س ��عود العصيم ��ي ‪ :‬مبا أن‬ ‫السمس ��ار ( الوسيط ) يقرض العميل ويشترط‬ ‫عليه أن يعمل من خالله فقد اس ��تفاد السمس ��ار‬ ‫(الوس ��يط) من جراء القرض وه ��ذا محرم ألنه‬ ‫م ��ن الق ��رض الذي ج� � ّر نفع� �ا ً ‪ ,‬ول ��و كان قرضا ً‬ ‫حسنا ً لكان للش ��خص احلق في التعامل مع من‬ ‫شاء لكنه ملزم بالشركة املقرضة (الوسيط)‪.‬‬ ‫‪ .2‬ل ��و كان قرضا ً لتملك ��ه العميل لكنه حقيقة ال‬

‫ميلكه ولكنه يس ��جل عليه في حسابه حبرا ً على‬ ‫ورق‪ ,‬وه ��و وهم ال حقيقة ‪ ,‬كما بيّنا في تعريف‬ ‫الرافعة ‪.‬‬ ‫يقول الشيخ محمد العصيمي‪" :‬ال يتم التقابض‬ ‫ف ��ي بي ��ع النق ��ود اآلن ب ��ل البي ��وع تتم عب ��ر آلية‬ ‫مخالفة للش ��رع وهي تس ��ليم الثمن واملثمن بعد‬ ‫يومي عمل‪ .‬وما يحصل من تغيير في حسابات‬ ‫العمي ��ل ليس القبض الش ��رعي‪ ,‬بل هو تقييد في‬ ‫احلساب‪ ,‬وحتصل املقاصة في نهاية دوام اليوم‬ ‫ويحصل التسليم الفعلي بعد يومي عمل"‪.‬‬ ‫ميل ��ك الوس ��يط ح ��ق إيق ��اف الصفق ��ة وبيعها‬ ‫بغير إذن العميل إذا ش ��عر الوس ��يط باخلس ��ارة‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الصفقة ‪ ,‬ويبيع الوس ��يط بيع مضطر‬ ‫ولي ��س كم ��ا طل ��ب العمي ��ل أو متى طل ��ب‪ .‬فكيف‬ ‫يكون قرضا ً ؟‬ ‫ب‪ -‬أن يك ��ون مضارب ��ة‪ :‬وه ��ي أن يدفع العميل‬ ‫مبلغ� �ا ً والوس ��يط مبلغ� �ا ً ويتقاس ��ما الرب ��ح‬ ‫واخلس ��ارة عل ��ى م ��ا يتفق ��ا‪ ,‬وه ��ذا مع ��دوم في‬ ‫هذه احلالة ألن الش ��ركة (الوس ��يط) ال دخل لها‬ ‫باخلسارة بل لها عمولة معلومة ال تتنازل عنها‬ ‫ربح العميل أم خسر‪.‬‬ ‫ت‪ -‬أن يكون هبة‪ :‬وهي ٌ‬ ‫متلك بغير عوض‪ ,‬ولكن‬ ‫الوس ��يط هنا ال يمُ لِك العميل امل ��ال ليتصرف به‬ ‫بحري ��ة‪ ,‬كم ��ا يأخذ الوس ��يط عمول ��ة أي عوضا ً‬ ‫على هذا املال‪ ,‬فهذا إذن ليس هبة ‪.‬‬ ‫مما س ��بق يتضح أن التعامل به ��ذه الطريقة من‬ ‫املعامل ��ة يكون حراما ً ‪ ,‬كم ��ا أن فيه محاذير أخر‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫تعام� � ٌل م ��ع البن ��وك الربوية ‪ ,‬إذ تأخ ��ذ البنوك‬ ‫فائ ��دة عل ��ى التبيي ��ت وهو بق ��اء املال إل ��ى اليوم‬ ‫التالي ‪.‬‬ ‫عدم التقابض الف ��وري ألن التعامل بالعمالت‬ ‫ه ��و كالتعام ��ل بالذه ��ب والفضة يدا ً بي ��د ‪ ,‬وهذا‬ ‫مع ��دوم هن ��ا‪ ,‬على الرغم م ��ن أن بع ��ض الفقهاء‬ ‫املعاصرين اعتبروا تس ��جيل املبلغ في احلساب‬ ‫البنكي مبثابة القبض‪ ,‬وبذلك صدرت القرارات‬ ‫والفت ��اوى اجلماعي ��ة‪ ,‬ولذل ��ك م ��ن أهم ش ��روط‬ ‫التعامل بالعمالت ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يتم البيع والش ��راء بصورة فورية وليس‬ ‫فيها شروط التأجيل ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن تدخ ��ل العملت ��ان وتس ��جال في حس ��ابي‬ ‫البائع واملشتري‪.‬‬ ‫يق ��ول د‪ .‬عل ��ي مح ��ي الدي ��ن القرة‪" :‬وم ��ن باب‬ ‫التخفي ��ف فق ��د أفت ��ى مجم ��ع الفق ��ه اإلس�ل�امي‬ ‫ب ��أن القي ��د املصرفي (القي ��د احلس ��ابي) مبثابة‬ ‫القبض‪ ,‬بش ��رط أن ما يدفعه الوكيل (الوسيط)‬

‫(الش ��ركة) يك ��ون عل ��ى س ��بيل احلقيق ��ة بحيث‬ ‫يس ��جل باس ��م املش ��تري أو بعب ��ارة أخ ��رى أن‬ ‫تك ��ون العملي ��ات حقيقي ��ة ال وهمي ��ة وأن تكون‬ ‫عل ��ى مس ��توى األس ��واق ولي ��س على مس ��توى‬ ‫األوراق فقط"‪.‬‬ ‫ت‪ -‬أن يدفع ثمن الصفقة بالكامل‪.‬‬ ‫ث‪ -‬أن ال يك ��ون هن ��اك فائ ��دة م ��ن ج ��راء ه ��ذه‬ ‫الصفق ��ات ف ��إذا وج ��دت أي فائ ��دة ربوي ��ة فإن‬ ‫العقد فاسد وباطل ومحرم‪.‬‬ ‫‪ .3‬ه ��ل حق� �ا ً نح ��ن بحاج ��ة فع�ل ً‬ ‫�ا إل ��ى الدخول‬ ‫ف ��ي ه ��ذه املخاط ��ر وإح ��راق أم ��وال املس ��لمني‪,‬‬ ‫لصالح السماس ��رة الكبار‪ ,‬حيث دلت التجارب‬ ‫أن صغ ��ار التج ��ار في العمالت ه ��م أكثر الناس‬ ‫عرض ��ة للخس ��ارة‪ ,‬وعلي ��ه فم ��ن كان مس ��تعدا ً‬ ‫للخسارة الكبيرة وهم غالبا ً كبار املتعاملني مثل‬

‫يقول عليه الصالة والسالم‪:‬‬ ‫( إن احلالل بينّ وإن احلرام‬ ‫بينّ وبينهما أمور مشتبهات ال‬ ‫يعلمهن كثير من الناس فمن‬ ‫اتقى الشبهات فقد استبرأ‬ ‫لدينه وعرضه ومن وقع في‬ ‫الشبهات وقع في احلرام ‪.) ...‬‬ ‫[ متفق عليه ]‪.‬‬

‫الصنادي ��ق االس ��تثمارية الكبيرة ج ��دا ً وغيرهم‬ ‫فهذا يدخل الس ��وق ويتحمل اخلس ��ارة إلى أمد‬ ‫مع�ي�ن ‪ ,‬ثم يرب ��ح في النهاي ��ة‪ ,‬أم ��ا الصغار فهم‬ ‫حطب نار اخلسائر التي متر على العمالت‪.‬‬ ‫وبن ��اء على ما تق ��دم فإنا ن ��رى أن التعامل بهذه‬ ‫الطريق ��ة ف ��ي بيع العم�ل�ات ما يع ��رف باملارجن‬ ‫أو الفوركس معاملة محرمة ملا ذكر من أس ��باب‬ ‫آنفاً‪.‬‬ ‫والله تعالى أعلم‬ ‫املجلس اإلسالمي لإلفتاء ‪ -‬الناصرة‬ ‫بريد الكتروني‪info@fatawah.com:‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪27‬‬


‫كيف تدير‬

‫مقاالت‬

‫مصروفك الجامعي؟‬ ‫دعاء زريقات‬

‫جمعية اقرأ لدعم التعليم‬ ‫في الوسط العربي‬

‫اعتمد في‬ ‫طعامك‬ ‫وشرابك على‬ ‫ما تعده والدتك‬ ‫وحتضره لك‬ ‫في نهاية كل‬ ‫أسبوع‪ ،‬فذلك‬ ‫يوفر عليك‬ ‫الكثير الكثير‬ ‫من مصاريف‬ ‫الطعام‪.‬‬

‫ُتعد فترة التعليم اجلامعي من الفترات "الثقيلة" اقتصاديا على العائلة في بالدنا‪ ،‬حيث تتراوح‬ ‫تكلفة الس ��نة الدراسية في اجلامعات‪/‬الكليات من‪ 30-70‬ألف شاقل‪ ،‬توزع على أمور أساسية ‪:‬‬ ‫قس ��ط تعليمي – سفريات‪ -‬أجرة سكن‪ -‬طعام وشراب‪ -‬هاتف‪ -‬تصوير ومستلزمات دراسية‪-‬‬ ‫مصروف معيشة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وم ��ع غي ��اب مصادر املنح وش ��حها‪ ،‬وازدي ��اد الفقر والبطالة ف ��ي مجتمعنا‪ ،‬لزم علينا االس ��تعداد‬ ‫جيدا ً كآباء وأبناء للفترة اجلامعية‪ ،‬وذلك بادخار ما ال يقل عن نصف املبلغ أعاله ( ‪ 15-35‬ألف‬ ‫ش ��اقل ) وتهذيب الس ��لوك االقتصادي البنائنا الطلبة‪ .‬وإليكم بع ��ض النصائح القيمة التي تعني‬ ‫في ترشيد السلوك االقتصادي لطلبتنا‪:‬‬ ‫ •جتن ��ب الدراس ��ة ف ��ي الكلي ��ات اخلاص ��ة الغي ��ر ممول ��ة‪،‬‬ ‫فه ��ي أكثر تكلفة في قس ��طها الدراس ��ي بضعفني أو ثالثة‪،‬‬ ‫واس ��تثمار األموال في حتس�ي�ن قدرات الطال ��ب لتحصيل‬ ‫عالم ��ات في البج ��روت والبس ��خومتري واالنضم ��ام إلى‬ ‫جامعة أو كلية أكادميية‪.‬‬ ‫ •إذا كنت ممن ادخروا املال لدفع القسط اجلامعي‪ ،‬فادفعه‬ ‫مع بداية السنة الدراسية‪ ،‬ورتب مصروفك الشهري دون‬ ‫دفع ��ات القس ��ط التعليمي‪ ،‬حتى ال تضط ��ر إلى صرف هذا‬ ‫االدخ ��ار ف ��ي أمور أخ ��رى‪ ،‬أم ��ا إذا كنت ممن ل ��م يدخروا‪،‬‬ ‫فاجعل القسط التعليمي جزء من اخلطة الشهرية ملصاريف‬ ‫البيت‪ ،‬وأضف عليها معدل مصروفك الشهري‪.‬‬ ‫ •لتقدي ��ر مع ��دل مصروف ��ك الش ��هري‪ ،‬احس ��ب مع ��دل‬ ‫مصروف ��ك األس ��بوعي واضرب ��ه ب ‪ ،4.3‬ف ��ي حس ��اب‬ ‫املص ��روف األس ��بوعي خ ��ذ بع�ي�ن االعتب ��ار املركب ��ات‬ ‫التالي ��ة ‪ :‬الس ��فريات‪ -‬طع ��ام وش ��راب‪ -‬هات ��ف‪ -‬تصوير‬ ‫ومس ��تلزمات‪ -‬متفرق ��ات‪ .‬أض ��ف إل ��ى هذا الرقم القس ��ط‬ ‫التعليمي وأجرة السكن إن وجد وبذلك حتصل على معدل‬ ‫مصروفك الشهري‪.‬‬ ‫ •اعتمد في س ��فرياتك على الباص ��ات العامة قدر اإلمكان‪،‬‬ ‫ألنه ��ا ممولة م ��ن وزارة املواص�ل�ات‪ ،‬واطل ��ب دائما بطاقة‬ ‫متعددة السفرات بتسعيرة طالب جامعي‪ ،‬حيث يخصص‬ ‫للطالب اجلامعي خصم من سعر التذاكر‪.‬‬ ‫ •اعتم ��د ف ��ي طعام ��ك وش ��رابك عل ��ى م ��ا تع ��ده والدت ��ك‬ ‫وحتضره لك في نهاية كل أسبوع‪ ،‬فذلك يوفر عليك الكثير‬ ‫الكثير من مصاريف الطعام‪ ،‬باإلضافة لكونه ألذ وأش ��هى‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪28‬‬

‫وأنظف وأكثر صحة من الطعام الس ��ريع وطعام املقاصف‬ ‫واملطاعم في اجلامعات‪.‬‬ ‫ •اق ِ‬ ‫نت املواد الغذائية من شبكة الغذاء أو الدكان في بلدتك‪،‬‬ ‫الن حوانيت اجلامعات إجماال أغلى بأسعارها‪ .‬أحضر هذه‬ ‫املواد معك كل أس ��بوع‪ -‬أسبوعني بقدر يكفيك ويغنيك عن‬ ‫زيارة الس ��وبر ماركت في اجلامع ��ة‪ ،‬وان كنت عازما على‬ ‫املكوث طويال في س ��كن اجلامعة‪ ،‬فال بأس من أن يحضر‬ ‫ل ��ك األهل ه ��ذه املس ��تلزمات وطعام الوالدة أو إرس ��اله مع‬ ‫زمالءك‪.‬‬

‫ •تع ��ود عل ��ى إع ��داد "ال ��زوادة" وأخذه ��ا معك‬ ‫صباح ��ا‪ ،‬فه ��ي تعينك أثن ��اء الي ��وم وجتنبك من‬ ‫تبذي ��ر األم ��وال عل ��ى الطع ��ام غي ��ر الصحي من‬ ‫املاكين ��ات واملقاص ��ف واملطاع ��م ف ��ي اجلامع ��ة‪،‬‬ ‫كم ��ا وتضمن ع ��دم بقاءك خ ��اوي األمعاء خالل‬ ‫اليوم!‬

‫ش ��راءك ألي غ ��رض‪ ،‬اب ��رز بطاقت ��ك اجلامعي ��ة‬ ‫فه ��ي متنح ��ك تخفيض ��ا ال ب ��أس ب ��ه‪ ،‬وال تغت ��ر‬ ‫كثيرا باحلمالت اخلاصة بالطالب فليست كلها‬ ‫مضمونة ( خصوصا حمالت شركات الهواتف‬ ‫اخللوية) وادرسها جيدا قبل اإلقدام عليها‪.‬‬

‫ •ح ��دد مبلغ� �ا ً معين� �ا ً ف ��ي مصروفك الش ��هري‪،‬‬ ‫تس ��مح لنفس ��ك في ��ه ش ��راء م ��ا يلزم ��ك كم ��واد‬ ‫التنظيف والنظاف ��ة‪ ،‬املالبس‪ ،‬األحذية وغيرها‪..‬‬ ‫وذل ��ك دون إفراط أو تفري ��ط‪ ،‬والتزم بهذا املبلغ‬ ‫وح ��اول االدخار منه‪ ،‬كما وأنصحك باس ��تثمار‬ ‫الش ��هور الت ��ي ال يك ��ون فيه ��ا دفع ��ات للقس ��ط‬ ‫اجلامعي لش ��راء املالبس واألحذية وغيرها من‬ ‫املستلزمات الغير ملحة‪.‬‬ ‫ •إذا كنت ممن يستخدمون بطاقة االعتماد فد ّون‬ ‫مصاريفها وجتنب قدر اإلمكان استخدامها في‬ ‫الش ��راء‪ ،‬بل قم بسحب النقود ودفعها نقدا‪ ،‬الن‬ ‫ذلك يش ��عرك بقيمتها أكثر‪ ،‬ويفضل االس ��تغناء‬ ‫عنه ��ا قدر اإلم ��كان واس ��تخدام بطاقة الس ��حب‬ ‫اآلل ��ي ( بطاق ��ة כספומט )‪ ،‬م ��ن امله ��م جدا أن‬ ‫تفت ��ح حس ��ابا ً خاص� �ا ً ب ��ك‪ ،‬لتتع ��ود عل ��ى إدارة‬ ‫أمورك املالية‪ ،‬وان كانت مورداته من الوالدين‪.‬‬ ‫ •ف ��ي احلواني ��ت واملجمع ��ات التجاري ��ة وعن ��د‬

‫إذا كنت ممن يستخدمون‬ ‫بطاقة االعتماد فد ّون‬ ‫مصاريفها وجتنب قدر‬ ‫اإلمكان استخدامها في‬ ‫الشراء‪.‬‬ ‫ •اجته ��د بتخفيف مصروف الهاتف باس ��تثمار‬ ‫مس ��ارات مخفضة حسب اس ��تخدامك للهاتف‪،‬‬ ‫ف ��ان كن ��ت مم ��ن يفض ��ل اس ��تعمال الرس ��ائل‬ ‫القصي ��رة ‪ sms‬فاعتمد مس ��ارا مين ��ح تخفيضا‬ ‫ف ��ي تس ��عيرة الرس ��ائل القصي ��رة‪ ،‬وان كن ��ت‬ ‫مم ��ن يفضل ��ون املكامل ��ات املباش ��رة‪ ،‬فاعتم ��د‬ ‫مس ��ارا ً يخف ��ض م ��ن تس ��عيرة املكامل ��ات‪ ،‬واقرأ‬ ‫جيدا ش ��روط املس ��ار حتى ال تفاج ��ئ بالدفعات‬

‫الشهرية و"اإلضافات" املوجودة في احلساب‪.‬‬ ‫إذا كن ��ت مم ��ن يس ��تخدمون الهات ��ف بالش ��حن‬ ‫بالبطاق ��ة فيمكن ��ك إدارة مصروف ��ه بس ��هولة‬ ‫بتحدي ��د مبل ��غ الش ��حن ودوري ��ة الش ��حن‪ ،‬وال‬ ‫ب ��أس م ��ن اس ��تثمار برام ��ج االتص ��ال املجانية‬ ‫على االنترنيت مثل برنامج الرس ��ائل القصيرة‬ ‫‪ icq‬فاالنترني ��ت متوف ��ر مبعظ ��م األماك ��ن في‬ ‫اجلامع ��ة‪ .‬وم ��ن املفض ��ل اس ��تخدام البري ��د‬ ‫االلكترون ��ي للتواصل مع رفاق ��ك وزمالئك في‬ ‫الدراس ��ة واجلامع ��ة‪ ،‬خصوص ��ا إذا كان األم ��ر‬ ‫غير مستعجل‪.‬‬ ‫ختام� �اً‪ ،‬أؤك ��د على أن احلي ��اة اجلامعي ��ة ما هي‬ ‫إال من ��وذج مصغ ��ر ع ��ن مش ��وار املس ��ؤولية‬ ‫الذي س ��ننطلق فيه خالل مس ��تقبلنا‪ ،‬فس ��لوكنا‬ ‫االقتصادي فيه هو منوذج ملا س ��يكون سلوكنا‬ ‫علي ��ه مس ��تقبالً‪ ،‬وكل ما يختلف في ��ه أن مصدر‬ ‫الدخول س ��يكون منا ف ��ي الدرجة األولى وليس‬ ‫من الوالدين !!‬ ‫ه ��ذه خالصة جترب ��ة جامعية عش ��تها‪ ،‬تكفيني‬ ‫ألك ��ون صاحبة س ��لوك اقتص ��ادي واعٍ ‪ ،‬أقدمها‬ ‫لكم مجاناً‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪29‬‬


‫أخـبـار‬

‫أخبار إعمار‬

‫أخبار منتدى إعمار لرجال األعمال‬ ‫جمعية إعمار تأسس منتدى إعمار لرجال األعمال‬

‫ف ��ي خط ��وة لتطوير االقتصاد وإجن ��اح قطاع األعمال ف ��ي املجتمع العربي‬ ‫في الداخل الفلسطيني‪ ،‬عقدت جمعية إعمار للتنمية والتطوير االقتصادي‬ ‫مؤمت ��را تأسيس ��يا ملنت ��دى "إعم ��ار لرجال األعم ��ال " حض ��ره املئات من‬ ‫رج ��ال األعم ��ال العرب م ��ن جميع أنح ��اء البالد وكان ذلك مس ��اء الس ��بت‬ ‫‪ 27/7/2009‬في فندق "جولدن كراون" في الناصرة‪.‬‬

‫وفد منتدى إعمار لرجال األعمال في مؤتمر‬ ‫األعمال الدولي في القاهرة‬ ‫شارك وفد منتدى إعمار لرجال األعمال في مؤمتر منتدى األعمال الدولي‬ ‫الثالث عش ��ر والذي انعقد في القاهرة بني ‪ 13-15‬تش ��رين األول‪ .‬والذي‬ ‫حضره قرابة ‪ 3,000‬رجل أعمال من ‪ 35‬دولة من جميع أنحاء العالم‬

‫جمعية إعمار تستضيف سفير جنوب‬ ‫أفريقيا في مدينة ام الفحم‬ ‫حل س ��فير دولة جنوب اأريقيا الس ��يد اس ��ماعيل كوبديا والوف ��د املرافق له‬ ‫ضيوفا على جمعية إعمار للتنمية والتطوير االقتصادي حيث اس ��تمعوا من‬ ‫خالل هذه الزيارة إلى شرح عن اجلمعية وعن الوضع االقتصادي للمجتمع‬ ‫الفلسطيني في الداخل‬ ‫وتبادل الطرفان العديد‬ ‫م ��ن األف ��كار الت ��ي من‬ ‫املمك ��ن أن تس ��اهم في‬ ‫تقوي ��ة العالق ��ات ب�ي�ن‬ ‫رج ��ال األعم ��ال العرب‬ ‫ونظرائه ��م م ��ن جنوب‬ ‫أفريقيا‪.‬‬

‫تنظيم دورة "المعامالت المالية‬ ‫المعاصرة" لرجال األعمال‬

‫جمعية إعمار تحصل على عضوية منتدى‬ ‫األعمال الدولي ‪IBF‬‬ ‫ش ��اركت جمعي ��ة إعمار للتنمي ��ة والتطوير االقتصادي ف ��ي اجتماع الهيئة‬ ‫العام ��ة ملنت ��دى األعمال الدول ��ي والذي انعقد يوم الثالث ��اء ‪ 16.05.09‬في‬ ‫مدينة اس ��طنبول التركية‪ ،‬وتأتي هذه املشاركة بعد حصول جمعية إعمار‬ ‫للتنمي ��ة والتطوير االقتصادي على عضوية منت ��دى األعمال الدولي الذي‬ ‫يعتب ��ر أكبر جتم ��ع جلمعيات رجال األعم ��ال في العالم اإلس�ل�امي والذي‬ ‫يعم ��ل على تقوية العالقات بني رجال األعمال وعلى تبادل اخلبرات بينهم‬ ‫وعلى إقامة املعارض التجارية املختلفة‪.‬‬

‫منتدى إعمار لرجال األعمال يلتقي القنصل‬ ‫التركي في تل أبيب‬ ‫في إطار س ��عي منت ��دى إعمار لرجال األعمال لفتح أب ��واب وآفاق جديدة أمام‬ ‫رجال األعمال العرب ومتكينهم من التواصل مع العالم اخلارجي واكتس ��اب‬ ‫خب ��رات جدي ��دة ‪ ,‬إلتق ��ى كل م ��ن الدكت ��ور س ��ليمان أحم ��د رئي ��س اجلمعي ��ة‬ ‫واحملاس ��ب يوسف عواودة مدير اجلمعية بالقنصل األول مسؤول العالقات‬ ‫التجارية في السفارة التركية وذلك يوم ‪ 19.08.09‬في مدينة يافا تل أبيب‪.‬‬

‫أقام ��ت جمعية إعم ��ار للتنمية والتطوي ��ر االقتصادي وبالتنس ��يق مع كلية‬ ‫الدع ��وة والعلوم اإلس�ل�امية تقيم دورتها األولى في فق ��ه املعامالت املالية‬ ‫املعاصرة والتي حضرها‬ ‫العديد من رجال األعمال‪.‬‬ ‫قدمه ��ا د‪ .‬مش ��هور ف ّواز‬ ‫وتخلله ��ا دراس ��ة العدي ��د‬ ‫من موضوعات املعامالت‬ ‫املالي ��ة املعاص ��رة برؤي ��ة‬ ‫فقهي ��ة واقعي ��ة مقاصدية‬ ‫تتالئم ومتطلبات احلياة‪.‬‬

‫جمعية إعمار في مؤتمر القمة االقتصادي‬ ‫لمنظمة المؤتمر االسالمي‬ ‫ش ��ارك الدكتور س ��ليمان اغبارية رئي ��س جمعية اعمار للتنمي ��ة والتطوير‬ ‫االقتص ��ادي ف ��ي فعاليات مؤمت ��ر القمة االقتص ��ادي الذي عقدت ��ه منظمة‬ ‫املؤمت ��ر االس�ل�امي عب ��ر جلنته ��ا "الكوميس ��ك" وال ��ذي انعقد االس ��بوع‬

‫املاضي بني ‪ 5-6‬من ش ��هر نوفمبر تش ��رين ثاني في مدينة اسطنبول في‬ ‫تركي ��ا‪ .‬و"الكوميس ��ك" عب ��ارة عن احدى اللج ��ان الدائم ��ة ملنظمة املؤمتر‬ ‫االسالمي والتي تأسست خالل انعقاد مؤمتر القمة االسالمي الثالث في‬ ‫مك ��ة املكرمة عام ‪ 1981‬وكان يرأس ��ها من ��ذ ‪ 1984‬الرئيس احلالي لتركيا‬ ‫عب ��د الل ��ه جول‪ .‬القم ��ة التي تزامن ��ت مع الوق ��ت الذي تعصف في ��ه االزمة‬ ‫املالي ��ة باقتصاديات دول العالم جاءت به ��دف تعزيز التعاون االقتصادي‬ ‫والتج ��اري ب�ي�ن ال ��دول االس�ل�امية ومن اجل تنس ��يق العمل املش ��ترك في‬ ‫مواجهة االزمة املالية العاملية ‪.‬‬

‫أخبار مشروع ترشيد اإلستهالك‬ ‫مشروع ترشيد االستهالك في اإلعالم‬

‫نشرت الصحف احمللية ومواقع االنترنت العربية في البالد مقاالت عديدة‬ ‫ع ��ن ترش ��يد االس ��تهالك زودتها به ��ا جمعية إعمار‪ ،‬ال س ��يما عن ترش ��يد‬ ‫االس ��تهالك ف ��ي رمض ��ان واألعي ��اد‪ ،‬وكيفي ��ة االس ��تعداد للعام الدراس ��ي‬ ‫اجلديد‪ .‬هذا باإلضافة إلى العديد من املقابالت اإلذاعية والتلفزيونية التي‬ ‫أجرتها العديد من وسائل اإلعالم احمللية مع جمعية إعمار حول موضوع‬ ‫ترشيد االستهالك‪.‬‬

‫اإلعالن عن مشروع ترشيد االستهالك للطالب الثانويني‬

‫أعل ��ن جمعي ��ة إعمار ع ��ن بدء التحضير ملش ��روع ترش ��يد االس ��تهالك بني‬ ‫صف ��وف الط�ل�اب الثانوي�ي�ن حي ��ث س ��يقوم مرش ��دون مؤهلون م ��ن قبل‬ ‫اجلمعي ��ة بدخ ��ول امل ��دارس الثانوي ��ة العربي ��ة وإلق ��اء محاض ��رات به ��ذا‬ ‫املوض ��وع‪ .‬وتأت ��ي هذه اخلطوة اس ��تمرارا للمش ��روع ال ��ذي أطلقته قبل‬ ‫بضع ��ة أش ��هر وال ��ذي عقدت م ��ن خالله عش ��رات ورش ��ات العم ��ل لربات‬ ‫البيوت بعنوان "إدارة سليم مليزانية املنزل"‪.‬‬

‫انطالق موقع إعمار‬ ‫أول موقع اقتصادي عربي‬

‫‪www.eamaar.org‬‬ ‫أطلقت جمعية اعمار مؤخرا موقعها‬ ‫االلكترون ��ي ال ��ذي تق ��دم م ��ن خالله‬ ‫العدي ��د م ��ن اخلدمات لكافة ش ��رائح‬ ‫املجتمع من رج ��ال أعمال وأصحاب‬ ‫مه ��ن مالية وط�ل�اب جامعات وعامة‬ ‫املهتم�ي�ن بالش ��ؤون االقتصادي ��ة‪.‬‬ ‫للتع ��رف عل ��ى اخلدم ��ات القيم ��ة‬ ‫واملفي ��دة ف ��ي املوقع أنظر ف ��ي املجلة‬ ‫إل ��ى املادة التعريفي ��ة للموقع "أبحر‬ ‫في اعمار"‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪30‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪31‬‬


‫الزيتون‪..‬‬

‫قصة‬ ‫نـجـاح‬

‫خالّنا في المركز‬ ‫من اسميهما‬ ‫تستقي العفة‬ ‫والعون‪,‬‬ ‫صفتان ال بد‬ ‫منهما لكي‬ ‫تسير سفينة‬ ‫فيها قائدان‪.‬‬ ‫األخوان عفيف‬ ‫وعوني زباد ‪,‬‬ ‫استطاعا خالل‬ ‫مدة ربع قرن‬ ‫من حتويل‬ ‫"بركس"‬ ‫ألحد أكبر‬ ‫املصانع املنتجة‬ ‫للمخلالت في‬ ‫البالد‪.‬‬

‫عن ��د نقط ��ة القمة ال ب ��د وان جتد ش ��خصا واح ��دا متربعا ‪,‬‬ ‫بينم ��ا جت ��د الزحام من حتت ��ه كبيرا ‪ ,‬زح ��ام ينتظر أي زلة‬ ‫أو خطأ ق ��د يطيح باملتربع على العرش ‪ ,‬ليتوج مكانه فردا‬ ‫م ��ن بني ه ��ذا الزحام ‪ ,‬إلى ح�ي�ن اإلطاح ��ة بالوريث اجلديد‬ ‫وتوريث غيره ‪ ,‬وهكذا دواليك ‪ ,‬كل ذلك ‪ ,‬لكون نقطة القمة‬ ‫ال تس ��توعب إال ش ��خصا واح ��دا فق ��ط ‪ ,‬فكان م ��ن الصعب‬ ‫ج ��دا للكثي ��ر من الن ��اس الوصول إل ��ى هذه النقط ��ة ‪ ,‬وكان‬ ‫م ��ن األصع ��ب للمترب ��ع احملافظة عل ��ى تألق ��ه وتقدمه على‬ ‫اآلخرين ‪.‬‬ ‫حتديات ومش ��قات ومصاعب وأش ��واك ‪ ,‬كل ه ��ذه األمور‬ ‫تنتظرك وأنت تسير على هذا الطريق ‪ ,‬الطريق نحو النجاح‬ ‫والتألق والقمة‪ ,‬نحو التربع على العرش ‪.‬‬ ‫وكونك لست الوحيد الذي يسير في هذا الطريق قد يصعب‬ ‫املهمة عليك بل وقد يجعلها مستحيلة‪.‬‬ ‫رغ ��م كل هذا اس ��تطاع األخوان زب ��اد الوصول إل ��ى القمة‬ ‫والتربع عليها‪.‬‬ ‫من اس ��ميهما تس ��تقي العفة والعون‪ ,‬صفت ��ان ال بد منهما‬ ‫لكي تسير سفينة فيها قائدان‪.‬‬ ‫األخ ��وان عفي ��ف وعوني زباد ‪ ,‬اس ��تطاعا خ�ل�ال مدة ربع‬ ‫ق ��رن من حتوي ��ل "برك ��س" ألحد أكب ��ر املصان ��ع املنتجة‬ ‫للمخلالت في البالد‪.‬‬

‫الس ��يد عفيف زباد‪ ،‬نري ��د أن نع ّرف قراء مجلة‬ ‫إعمار بك‪ ،‬من هو عفيف زباد؟‬

‫اس ��مي عفيف محمود زباد‪ ،‬من موالي ��د قرية باقة الغربية‬ ‫عام ‪ ،1958‬متزوج وأب خلمسة أبناء‪ .‬أعيش في بيتي هنا‬ ‫ف ��ي باقة الغربية وأملك وأدير أنا وإخوتي مصنع مخلالت‬ ‫املركز املوجود حاليا هنا في باقة الغربية‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪32‬‬

‫مباش ��رة للعم ��ل مع أبي رحمه الل ��ه‪ .‬أنا لم اختر‬ ‫التج ��ارة ولك ��ن عندم ��ا ب ��دأت العمل م ��ع والدي‬ ‫وكان دوري حينه ��ا س ��ائقا لس ��يارة توزي ��ع‬ ‫البضائ ��ع أحبب ��ت العم ��ل وق ��ررت أن أبق ��ى في‬ ‫التجارة‪.‬‬

‫ه�ل�ا حدثتن ��ا ع ��ن مخل�ل�ات املرك ��ز البداي ��ة‬ ‫والتحديات‪.‬‬

‫تأس ��س املصن ��ع ع ��ام ‪ ،1965‬أس ��س الوالد محم ��ود زباد‬ ‫املصن ��ع ف ��ي نف ��س امل ��كان القائ ��م حالي ��ا ولكن طبع ��ا نحن‬ ‫نتح ��دث ع ��ن إمكاني ��ات متواضعة وط ��رق تصني ��ع بدائية‬ ‫للغاي ��ة‪ .‬هذا املصنع الكبير الذي تراه كان قبل العام ‪1982‬‬ ‫مجرد "بركس" صغير‪.‬‬ ‫عمل ��ت أنا وثالثة م ��ن إخوتي وقد كنت أصغرهم س ��نا في‬ ‫مصلح ��ة عائلية حيث كان الوال ��د عليه رحمة الله هو املدير‬ ‫العام حتى عام ‪ 1982‬إذ قرر ترك املصنع ألقوم أنا وأخي‬ ‫الكبي ��ر احلاج عوني بإدارته منذ ذلك احلني‪ .‬وهنالك كانت‬ ‫نقطة البداية لتطور املصنع على كل األصعدة‪.‬‬

‫ملاذا اخترت التجارة؟‬

‫أنهي ��ت الص ��ف الثاني عش ��ر ف ��ي ثانوية باق ��ة وانضممت‬

‫نقطة التحول‪:‬‬

‫كان املصن ��ع ينتج الزيتون واخلي ��ار فقط وهذا‬ ‫اإلنتاج كان إنتاجا موس ��ميا وكنا نعمل ‪ 6‬أشهر‬

‫ف ��ي الس ��نة و‪ 6‬اش ��هر أخ ��رى ل ��م يك ��ن هنال ��ك‬ ‫أي إنت ��اج‪ .‬أي أن اإلنت ��اج كان متقطع ��ا ولي ��س‬ ‫متواصال‪ .‬هنا بدأت أنا وأخي بالتفكير بتصنيع‬ ‫منتجات جديدة لكي نس ��تغل املصنع ليعمل كل‬ ‫أي ��ام الس ��نة‪ .‬بدأنا بإدخال منتج ��ات جديدة من‬ ‫اخلض ��روات وقب ��ل نحو س ��نتني قمن ��ا بإدخال‬ ‫األس ��ماك إلى مصنعن ��ا وبدأنا بتصني ��ع التونا‪.‬‬ ‫وبحم ��د الله فإن س ��لة املنتجات املوج ��ودة اآلن‬ ‫ف ��ي مخل�ل�ات املرك ��ز ال يقدمه ��ا أي مصن ��ع في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وأم ��ا بالنس ��بة للتون ��ا فنح ��ن املصن ��ع العرب ��ي‬ ‫الوحيد الذي يصنعها‪.‬‬

‫العقبات والتحديات‪.‬‬

‫العقب ��ة األساس ��ية الت ��ي واجهتن ��ا ه ��ي مش ��كلة‬ ‫التموي ��ل "ملن ��اش ابو ف ��ي هاي الدول ��ة" يقول‬ ‫عفي ��ف زباد‪ .‬لقد أقمنا املصنع وطورناه بجهدنا‬ ‫الشخصي وبدون مساعدة أي مؤسسة بل على‬ ‫العك ��س كنا بحاجة إلى تفادي بعض الصدامات‬ ‫مع هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫ل ��م نحصل عل ��ى مس ��اعدة أو مس ��اندة مالية أو‬

‫غي ��ر مالي ��ة من أي جهة حكومي ��ة تعنى بتطوير‬ ‫املصان ��ع املنتج ��ة للم ��واد الغذائي ��ة‪ ,‬حي ��ث أنن ��ا‬ ‫ل ��م نحص ��ل حت ��ى عل ��ى إعف ��اءات أو تس ��هيالت‬ ‫ضريبي ��ة كم ��ا وأننا ل ��م نحصل عل ��ى أي متويل‬ ‫من صناديق الدعم احلكومية والتي كانت تدعم‬ ‫وبق ��وة مصانع أخرى تابعة للوس ��ط اليهودي‪.‬‬ ‫ون ��ود التأكي ��د أننا طرقن ��ا كل ه ��ذه األبواب من‬ ‫دون اس ��تثناء وبكل الوسائل والطرق القانونية‬ ‫وكنا وما زلنا نعتقد أننا كنا نس ��تحق املس ��اعدة‬ ‫م ��ن ه ��ذه اجله ��ات احلكومي ��ة وأنن ��ا منل ��ك كل‬ ‫املعايي ��ر التي طلبت منا‪ .‬ولكن لألس ��ف يبدو أن‬ ‫ه ��ذه اجلهات كان ��ت معنية بدع ��م مصانع تابعة‬ ‫للوسط اليهودي فقط‪.‬‬ ‫وإح ��دى املش ��اكل الصعب ��ة التي م ��ر بها مصنع‬ ‫مخل�ل�ات املرك ��ز ه ��ي الدخ ��ول إل ��ى الس ��وق‬ ‫اليه ��ودي والتس ��ويق ب ��ه بكميات كبي ��رة‪ ،‬حيث‬ ‫كان الوال ��د رحم ��ه الل ��ه يس ��وق أيض ��ا للوس ��ط‬ ‫اليهودي ولكن بكميات محدودة جدا‪ .‬الصعوبة‬ ‫التي واجهنا بدخول الس ��وق اليه ��ودي بقوة لم‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪33‬‬


‫ما هو سر جناحكم؟‬

‫بداية التوفيق هو من الله س ��بحانه وتعالى فهو‬ ‫اخلال ��ق وال ��رزاق ومن ث ��م النش ��اط واالجتهاد‬ ‫في العم ��ل‪ .‬صدقك وإخالص ��ك لعملك هو الذي‬ ‫يوصلك إلى النجاح‪.‬‬

‫تكن بس ��بب ج ��ودة املنتجات حي ��ث أن منتجاتنا‬ ‫كان ��ت وال ت ��زال ذات ج ��ودة عالي ��ة ومنافس ��ة‪.‬‬ ‫ولك ��ن إحدى املش ��اكل مثال ه ��ي احلصول على‬ ‫ترخي ��ص أو ش ��هادة ال"كاش ��ير" وباألخ ��ص‬ ‫"البدات ��س" والتي يحتاج إليها كل من يريد أن‬ ‫يس ��وق منتجات ��ه الغذائية في الس ��وق اليهودي‬ ‫وهي مبثابة رقابة ش ��رعية وفق شريعة اليهود‬ ‫ف ��ي ه ��ذه الدول ��ة واملس ��ئولون عنها ه ��م أحبار‬ ‫يهود متشددين "حريدمي"‪.‬‬

‫ما هو سر جناح مخلالت املركز؟‬

‫عدد العاملني‬

‫ع ��دد العامل�ي�ن يت ��راوح بني ‪ 60‬إل ��ى ‪ 100‬عامل‬ ‫وذلك حسب املواسم‬ ‫‪ 2-3‬عم ��ال يه ��ود م ��ن مراقب�ي�ن لش ��هادة‬ ‫ال"كاشير‪ -‬بداتس"‪ ،‬تسويق‪ ،‬ومشتريات‪.‬‬

‫إدارة املصنع‬

‫أن ��ا وأخي عون ��ي من ندير املصن ��ع حيث تتركز‬ ‫إدارة أخ ��ي ف ��ي ف ��رع املصنع في مص ��ر والذي‬ ‫تأس ��س عام ‪ 1996‬ويخت ��ص بصناعة الزيتون‬

‫والزي ��ت‪ .‬وبالتنس ��يق م ��ع أخ ��ي عون ��ي نق ��وم‬ ‫بإدارة املصنع هنا‪.‬‬ ‫أما أخي راسم فهو مدير الصيانة في املصنع‪.‬‬

‫حجم التسويق‬

‫السوق اليهودية ‪30%‬‬ ‫الداخل الفلسطيني ‪30%‬‬ ‫الضفة ‪30%‬‬ ‫تصدير إلى أوروبا وأمريكا ‪10%‬‬

‫الي ��وم مخل�ل�ات املركز لديها ‪ 4‬أس ��ماء‬ ‫ترويجية‬ ‫תמי‬ ‫פרי‪-‬טעים‬ ‫גולד‪-‬טונה‬ ‫שימורי המרכז‬

‫لتحم ��ل اس ��م ش ��ركات فلس ��طينية مثل ش ��ركة‬ ‫الزملوط وشركة العجاوي‬

‫خططكم املستقبلية‬

‫م ��ن بني اخلط ��ط املس ��تقبلية االنتقال م ��ن مكان‬ ‫املصن ��ع احلال ��ي إل ��ى م ��كان آخ ��ر ف ��ي املنطق ��ة‬ ‫الصناعية وهناك سيكون لدينا اإلمكانية لتطوير‬ ‫املصنع بآليات احدث وتكنولوجيا جديدة بحيث‬ ‫تزي ��د من قدرتنا اإلنتاجي ��ة وحتافظ على درجة‬ ‫عالي ��ة م ��ن اجلودة وعنده ��ا نس ��تطيع أن نطرق‬ ‫أبواب ش ��ركات محلية وعاملية جديدة باإلضافة‬ ‫إلى توسيع نطاق عملنا وإدخال منتجات جديدة‬ ‫من ضمن املواد الغذائية إلى منتجاتنا‪.‬‬

‫اخلبرة الواسعة في مجالنا وباألساس الصدق‬ ‫ف ��ي املعامل ��ة‪ .‬نحن وبفضل الله اس ��منا جيد في‬ ‫السوق من ناحية اجلودة واملعاملة احلسنة‪.‬‬ ‫ولدين ��ا أمران أساس ��يان ال نفاوض أو نس ��اوم‬ ‫عليهما األول جودة البضاعة والثاني حق الناس‬ ‫سواء من عمال أو مزودي بضائع أو زبائن‪.‬‬ ‫كما قيل "من صادق الناس شاركهم بأموالهم"‬ ‫وهذا شيء اشعر فيه في عملي‪ ،‬حيث أن مزودي‬ ‫البضائ ��ع يتركون عندي بضاعتهم ويأتون بعد‬ ‫م ��دة ليأخ ��ذوا حقه ��م م ��ن املال بواس ��طة ش ��يك‬ ‫مؤجل لعدة أشهر‪ .‬أليس هذا ما يسمى مشاركة‬ ‫الناس بأموالهم‪.‬‬

‫ما هو حلمك الشخصي؟‬

‫التوفيق من الله وان منوت على احلق وان نكمل‬

‫مس ��ارنا في احلياة‪ ،‬نعيش مس ��تورين والناس‬ ‫حتبنا ونحب الناس‬ ‫اله ��دف من احلياة ليس فقط املال – ولكن األهم‬ ‫هو الرضا الذاتي‪.‬‬ ‫عندم ��ا تنت ��ج منتج ��ا وتس ��تثمر وقت ��ا وجهدا به‬ ‫ومن ث ��م تضعه على الرف ثم يأتي احد الزبائن‬ ‫ليش ��تري هذا املنتج ويكون س ��عيدا منه‪ .‬هنا أنا‬ ‫استمتع واستلذ‪ .‬استلذ بإتقان العمل وبسعادة‬ ‫الن ��اس عن ��د اس ��تخدامهم املنت ��ج ال ��ذي قم ��ت‬ ‫بصنعه‪.‬‬

‫أن ��ت عضو ف ��ي منت ��دى إعم ��ار لرجال‬ ‫األعمال الذي مت تأسيسه أواخر متوز‬ ‫‪ ،2009‬ما ال ��ذي دفعك لالنضمام إلى‬ ‫منت ��دى إعم ��ار لرج ��ال األعم ��ال وماذا‬ ‫تتوقع منه؟‬ ‫نح ��ن كرج ��ال أعم ��ال نحت ��اج إلى جس ��م ميثلنا‬ ‫في مؤسس ��ات الدولة‪ .‬وإضاف ��ة إلى ذلك عندما‬ ‫نلتق ��ي برج ��ال من قطاع ��ات مختلفة في جس ��م‬ ‫مث ��ل منتدى إعمار لرجال األعمال فهذا يس ��اعد‬ ‫عل ��ى تب ��ادل اخلب ��رات والنش ��اطات التجاري ��ة‬

‫كما قيل "من صادق الناس‬ ‫شاركهم بأموالهم" وهذا شيء‬ ‫اشعر فيه في عملي‪ ،‬حيث‬ ‫أن مزودي البضائع يتركون‬ ‫عندي بضاعتهم ويأتون بعد‬ ‫مدة ليأخذوا حقهم من املال‬ ‫بواسطة شيك مؤجل لعدة‬ ‫أشهر‪ .‬أليس هذا ما يسمى‬ ‫مشاركة الناس بأموالهم‪.‬‬ ‫املختلف ��ة‪ .‬وأن ��ا ق ��د تلقي ��ت منك ��م مؤخ ��را دعوة‬ ‫للمش ��اركة في مؤمت ��ر منتدى األعم ��ال الدولي‬ ‫ف ��ي القاه ��رة وااللتقاء مبئات رج ��ال العمال من‬ ‫كافة أرجاء العالم اإلس�ل�امي‪ .‬حيث كنت ارغب‬ ‫كثيرا باملش ��اركة لكن تعذر علي ذلك‪ .‬ولكن هذه‬ ‫املبادرات جيدة وأمتنى لكم التوفيق‪.‬‬

‫ه ��ل لديك ��م عالق ��ات إس ��تراتيجية مع‬ ‫شركات معينة؟‬

‫نعمل مع ش ��ركة الشوبرس ��ال حيث نصنع لهم‬ ‫منتجات حتمل اسم ش ��ركتهم وأخرى نسوقها‬ ‫لهم حتت اسم شركتنا‪.‬‬ ‫وبالنس ��بة للتصدي ��ر فنقوم بتصني ��ع وتصدير‬ ‫منتجاتن ��ا ولكنه ��ا حتم ��ل اس ��م تل ��ك الش ��ركات‬ ‫األجنبية‬ ‫وف ��ي الضف ��ة الغربي ��ة فباإلضافة إلى تس ��ويق‬ ‫منتجاتنا العادية نقوم بتصنيع بعض منتجاتنا‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪34‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪35‬‬


‫إقتصاد‬

‫إقتصاد العالم‬ ‫اإلسالمي‬

‫نصائح ترشيد‬ ‫إستهالك‬ ‫المياه‬

‫أرقام ومعطيات‬ ‫حجم التبادل التجاري بني الدول اإلسالمية ‪ 8%‬فقط و‪ 92%‬مع‬ ‫الغرب!‬ ‫يشغل العالم اإلسالمي حوالي ‪ 20%‬من مساحة العالم‪.‬‬ ‫املسلمون يستغلون ‪ 14%‬فقط من مساحة أراضيهم الزراعية‬ ‫اخلصبة‬ ‫‪ 90%‬من رؤوس األموال اإلسالمية (التي تصل الى تريليون و‬ ‫‪ 400‬مليار دوالر) تستثمر في اخلارج وتقوي أركان االقتصاد‬ ‫الغربي وفقط ‪ 10%‬منها تستثمر داخليا‪.‬‬ ‫ينتج العالم اإلسالمي فقط ‪ 30%‬من االحتياجات الغذائية و ‪70%‬‬ ‫يتم استيراده‪.‬‬ ‫ميتلك العالم اإلسالمي ‪ 40%‬من احتياطي البترول العاملي‪.‬‬

‫أحالم تنتظر التحقق‬ ‫أعدت اجلامعة العربية دراسة سنة ‪ 1949‬إلنشاء دينار عربي‬ ‫وتوحيد العملة به وفى عام ‪ 1964‬تقرر إنشاء سوق عربية‬ ‫مشتركة‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪36‬‬

‫تأك ��د من صالحية عداد امل ��اء وعدم هروب‬ ‫املاء من حوله‪.‬‬

‫رك ��ب أجه ��زة توفي ��ر عن ��د حنفي ��ات املي ��اه‬ ‫(جهاز بسيط وبشواقل معدودة)‪.‬‬ ‫انتب ��ه لكمي ��ة املي ��اه غي ��ر املس ��تغلة اثن ��اء‬ ‫اإلستحمام وتنظيف األسنان‪.‬‬

‫استخدم اليد القصيرة وليس الطويلة في‬ ‫دورة املياه ‪.‬‬

‫اذا كان ��ت لديك ماكنة جل ��ي الصحون فهي‬ ‫تس ��تهلك مي ��اه اقل من الغس ��ل الي ��دوي بـ‬ ‫‪.25%‬‬

‫غس ��يل السيارة‪ :‬بواس ��طة دلو ال بواسطة‬ ‫خرطوم املياه‪.‬‬

‫اس ��تخدم إبريق ��ا ل ��ري النبات ��ات داخ ��ل‬ ‫وخارج البيت‪.‬‬

‫بأق ��رب فرص ��ة احف ��ر بئ ��را واس ��تغل مياه‬ ‫األمطار‪.‬‬


‫كيف تضاعف‬ ‫دخل مصلحتك‬ ‫التجارية خالل‬ ‫‪ 6-3‬أشهر؟‬

‫مقاالت‬

‫مجدي وتد‬

‫مدير عام مركز املتميزين‬

‫‪www.majdywatted.com‬‬

‫في محيطنا‬ ‫الكل يبحث عن‬ ‫التجديد‪ ،‬الزبائن‬ ‫يبحثون عن‬ ‫أشياء جديدة‬ ‫‪،‬خدمات جديدة‬ ‫تسهل عليهم‬ ‫عملهم وحياتهم‪.‬‬

‫املعطيات األخيرة ملكتب وزارة الصناعة والتجارة مقلقة جدا‪ ،‬بحيث انه حسب هذه املعطيات ‪ 30%‬من املصالح التجارية‬ ‫تغل ��ق أبوابه ��ا في اقل من س ��نة‪ ،‬وان ‪ % 70‬من املصال ��ح التجارية تغلق أبوابها خالل ‪ 5‬س ��نوات‪.‬املعطيات األخيرة ملكتب‬ ‫وزارة الصناعة والتجارة مقلقة جدا‪ ،‬بحيث انه حسب هذه املعطيات ‪ 30%‬من املصالح التجارية تغلق أبوابها في اقل من‬ ‫سنة‪ ،‬وان ‪ % 70‬من املصالح التجارية تغلق أبوابها خالل ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫أي ‪ 2‬من كل ‪ 3‬مصالح جتارية تغلق !! أليس‬ ‫باألمر املقلق ؟‬ ‫طبعا هنالك أس ��باب كثيرة لذلك‪ ...‬وأخمن انك‬ ‫ال تري ��د أن يكون مصير مصلحتك التجارية أو‬ ‫عملك مثل املصالح املذكورة‪.‬‬ ‫م ��ن خالل ه ��ذا املقال س ��وف أطلع ��ك على أخط ��ر ‪ 7‬أخطاء‬ ‫يق ��وم به ��ا أصح ��اب املصال ��ح التجارية خاص ��ة الصغيرة‬ ‫واملتوس ��طة منه ��ا والت ��ي متن ��ع املصلح ��ة التجاري ��ة م ��ن‬ ‫التط ��ور‪ ,‬كذلك كيفية االمتناع عن ه ��ذه األخطاء اخلطيرة‪،‬‬ ‫وكيف بإمكان ��ك وبخطوات عملية مبرهن ��ة مضاعفة دخل‬ ‫مصلحتك على األقل خالل ‪ 3-6‬أشهر‪.‬‬ ‫قب ��ل أن أبدأ‪ ،‬أود أن أنوه أن األمور التي س ��أطرحها الحقا‬ ‫هي أمور بسيطة ولكن لألسف كثير من أصحاب املصالح‬ ‫التجارية ال يدركون أنهم يقعون بها‪.‬‬

‫وإن كن ��ت تري ��د أن تنج ��ح ف ��ي إدارة مصلحتك‬ ‫أو عمل ��ك علي ��ك أخذ األخط ��اء الس ��بعة التالية‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪38‬‬

‫باحلس ��بان وأن تفح ��ص نفس ��ك إن كن ��ت تق ��ع‬ ‫بها‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم التجديد‪:‬‬

‫الي ��وم‪ ،‬اغل ��ب املصالح التجاري ��ة في س ��نتها األولى تضع‬ ‫لنفس ��ها م ��ا ه ��ي املنتج ��ات أو اخلدم ��ات الت ��ي س ��تقدمها‬ ‫لزبائنه ��ا‪ ،‬وبش ��كل عام م ��ن دون تفكير عمي ��ق‪ .‬كمثال‪ :‬إذا‬ ‫أخذنا مدقق حس ��ابات الذي أقام مكت ��ب ويعطي اخلدمات‬ ‫املعت ��ادة والتقليدي ��ة ملكت ��ب مدق ��ق حس ��ابات مث ��ل تدقي ��ق‬ ‫حس ��ابات‪ ،‬إدارة حس ��ابات‪ ،‬الخ‪ ..‬يب ��دأ بتجنيد زبائن ومن‬ ‫وقته ��ا وعلى مدار ال‪ -20‬س ��نة القادمة س ��يقدم ويعطي‬ ‫نفس اخلدمات! واألمثلة كثيرة‪.‬‬ ‫ف ��ي عاملن ��ا الذي نعي ��ش فيه ‪،‬العم ��ل في مثل ه ��ذه الطريقة‬ ‫ه ��ي وصف للتخبط في املكان واجلم ��ود ‪،‬ألنه في محيطنا‬ ‫الكل يبحث عن التجديد‪ ،‬الزبائن يبحثون عن أشياء جديدة‬ ‫‪،‬خدم ��ات جديدة تس ��هل عليهم عملهم وحياتهم‪ .‬واألس ��وأ‬ ‫م ��ن ذل ��ك أال يكون لدينا م ��ا نعرض ��ه لزبائنن ��ا‪ ،‬إذا لم أبيع‬ ‫لزبائني خدمات ومنتجات أخرى إذا لن أبيع أكثر!!‪.‬‬ ‫العك ��س م ��ن ع ��دم التجديد ه ��و التجديد وهو أس ��اس لكل‬

‫مصلح ��ة وعمل متطور‪،‬كمث ��ال‪ :‬لألخوين رايت‬ ‫لم يكن لديهم رخصة طيران ‪،‬الذي يفهم القصد‬ ‫من ذلك ميكن أن يسقط لديه الكثير من احلواجز‬ ‫التي متنعه من النجاح في مصلحته‪.‬‬

‫فما عليك إال أن تعمل أمورا لم يقم احدا ً‬ ‫م ��ن قب ��ل بعملها‪،‬جربه ��ا وفي أحس ��ن‬ ‫احلاالت س ��تنجح‪ ،‬هذا األمر يس ��تحق‬ ‫التجربة‪...‬‬ ‫‪ .2‬رك ��ود في العملي ��ات (االفتقار إلى‬ ‫التحسني)‪:‬‬

‫القص ��د أن أصح ��اب املصال ��ح التجاري ��ة غي ��ر‬ ‫مش ��غولني بتطوير العملي ��ات داخل مصاحلهم‪،‬‬ ‫غير مش ��غولني مبا يس ��مى "عملية التحسني"‪،‬‬ ‫والقصد بذلك أخذ عملية ما داخل املصلحة (مثال‬ ‫عملية البيع ) وحتليلها ملركباتها األساس ��ية‪.‬كل‬ ‫صاح ��ب مصلح ��ة جتاري ��ة يوجد لدي ��ه عمليات‬ ‫بداخل مصلحته‪ ،‬ولكن املصلحة تعمل وتتداول‬ ‫بطريقة اتوماتيكية ‪.‬‬ ‫كمث ��ال على عملية البي ��ع‪ ،‬إذا حللناه ��ا ملركباتها‬ ‫‪،‬م ��ن جتمي ��ع معلوم ��ات ع ��ن الزب ��ون ‪،‬حتضير‬ ‫وتنس ��يق اللقاء‪،‬السؤال ماذا سيكون في اللقاء؟‬

‫أي أسئلة ميكنها أن تس ��أل؟ ما هي املعارضات‬ ‫الت ��ي ميكن أن تع ��رض من قب ��ل الزبون؟‪،‬كيف‬ ‫س ��يعرض الس ��عر؟‪ .‬كل ه ��ذه عبارة ع ��ن عملية‬ ‫داخل املصلحة ‪.‬‬ ‫في إطار عملي أمل ��س أن أغلب أصحاب املصالح‬ ‫التجاري ��ة ال يش ��غلون أنفس ��هم به ��ذه العمليات‬ ‫ومي ��رون عليه ��ا م ��ر الك ��رام‪ ،‬يعمل ��ون بط ��رق‬ ‫مختلف ��ة ولك ��ن ال يفحص ��ون كي ��ف تأث ��ر ه ��ذه‬ ‫التغيي ��رات على العملية نفس ��ها‪ ،‬فان كنت تعمل‬ ‫بهذه الطريقة فإنك تخسر الفرص‪.‬‬

‫ما عليك فعله هو أن تأخذ كل عملية في‬ ‫املصلح ��ة وتعطي كل واح ��د يعمل في‬ ‫املصلح ��ة األم ��ر الذي يتقن ��ه ويجيده‪،‬‬ ‫مث�ل�ا إعط ��اء التس ��ويق مل ��ن يجي ��د‬ ‫التس ��ويق‪ ،‬العم ��ل املكتب ��ي مل ��ن يجي ��د‬ ‫العم ��ل املكتب ��ي ال ��خ‪ ...‬وم ��ن ث ��م تقوم‬ ‫بفحص األم ��ور الناجحة ف ��ي العملية‬ ‫واألمور التي يجب حتسينها‪.‬‬ ‫‪ .3‬الراحة‪:‬‬ ‫القص ��د ه ��و ع ��دم محاولة أم ��ور جدي ��دة‪ ،‬وهذه‬ ‫حقيق ��ة معروف ��ة أن أغلبيتن ��ا نك ��ره التغيي ��ر‪،‬‬ ‫األفضل أن نبقى على حالنا وهذا أحس ��ن شيء‬

‫ميكننا عمله‪.‬‬ ‫ف ��ي احلقيقة ه ��ذا إدم ��ان!! وس ��ؤالك لي مل ��اذا ؟‬ ‫إدمان ‪.‬‬ ‫لرمبا س ��وف تتفاجأ مما س ��أقوله ولكن الناس‬ ‫يدمن ��ون على املعاناة‪ ،‬نحن معتادون أن نعاني‪،‬‬ ‫هذا الوضع صعب بالنسبة لنا ولكن لألسف ال‬ ‫نعرف غيره ‪.‬‬ ‫كثي ��ر من أصح ��اب املصالح التجاري ��ة مدمنون‬ ‫عل ��ى اخت�ل�اق احلج ��ج ‪ ،‬مل ��اذا مصلحته ��م غي ��ر‬ ‫ناجحة أو ال تصل إلى مس ��توى الربح والتطور‬ ‫املتوق ��ع منها‪ ،‬دائما يوجد لديهم من يلقون عليه‬ ‫اللوم‪ ،‬هذا ش ��عور حس ��ن انه ال يق ��ع علينا اللوم‬ ‫واملسؤولية ‪.‬‬ ‫في حال ��ة تغيير هذا الوضع ل ��ن يكون لدينا من‬ ‫نلق ��ي علي ��ه الل ��وم‪ ،‬ه ��ذه مش ��كلة‪ ،‬إذا قمن ��ا بهذا‬ ‫التغيي ��ر في مصلحتن ��ا‪ ،‬واملصلحة حققت جناح‬ ‫نح ��ن نخ ��اف من ذل ��ك‪ ،‬مل ��اذا؟ ألن ��ه ال يوجد من‬ ‫نلقي عليه اللوم ونبدأ بسؤال أنفسنا إذا وصلنا‬ ‫نح ��ن لهذا النجاح فإن كل األعمال التي قمنا بها‬ ‫م ��ن قبل وباءت بالفش ��ل كانت م ��ن صنع أيدينا‬ ‫‪ ،‬وكل ه ��ذه األم ��ور هي أمور حتص ��ل عندنا في‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪39‬‬


‫داخلن ��ا وهذا بح ��د نفس ��ه إدماننا للعن ��اء وإلقاء‬ ‫الل ��وم على الغي ��ر‪ ،‬وف ��ي نهاية األم ��ر يبقينا في‬ ‫منطقة الراح ��ة ‪ ،‬مع أنه غير مريح أن نكون بها‪.‬‬ ‫نحن ال نحاول عمل أمور جديدة‪.‬‬ ‫في إط ��ار عملي مع أصحاب املصال ��ح التجارية‬ ‫عندما أس ��ألهم ملاذا ال يقومون بالتغيير؟ ‪ ،‬دائما‬ ‫يوج ��د لديه ��م أس ��باب وأع ��ذار مل ��اذا ال يقومون‬ ‫بالتغيير‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬كي ��ف أتعام ��ل م ��ع اخل ��وف م ��ن‬ ‫التغيير ؟‬ ‫مي ��زة ب ��ارزة ل ��دى األن ��اس الناجحني‬ ‫أنه ��م يعمل ��ون بالرغ ��م م ��ن وج ��ود‬ ‫اخل ��وف‪ ،‬املقصود لي ��س أن نحاول أن‬ ‫نخف ��ي اخل ��وف ‪،‬ألنه ل ��ن يختف ��ي أبدا ً‬ ‫‪،‬ف ��ي األغل ��ب نح ��ن ننتظر أن يك ��ون كل‬ ‫ش ��يء حاض ��را وجاه ��زا وكل ش ��يء في‬ ‫مكان ��ه قب ��ل أن نخط ��ي أي خط ��وة ‪ ،‬هذا‬ ‫األم ��ر بعينه وصفة بان ال نعمل ش ��يء‪,‬‬ ‫وإذا كن ��ت تنتظ ��ر الوق ��ت املالئ ��م لتقوم‬ ‫بالتغيير ‪،‬فاآلن هو ذلك الوقت وإال فال‪.‬‬ ‫‪ .4‬العم ��ل بطريق ��ة صعب ��ة ولي ��س‬ ‫بحكمة‪:‬‬

‫م ��ن جي ��ل الطفولة يعلمونن ��ا انه علين ��ا أن نعمل‬ ‫بص ��ورة ش ��اقة وصعب ��ة م ��ن أج ��ل أن نحق ��ق‬ ‫النجاح‪ ،‬وهذا األمر غير صحيح بتاتاً‪ .‬ما عليك‬

‫فعل ��ه ه ��و أن تعمل بطريق ��ة صحيحة‬ ‫وليس ��ت صعب� � ًة‪ ،‬وس ��ؤالك لي‪ ،‬م ��ا القصد‬

‫بالعمل بطريقة صحيحة ؟‬ ‫القصد انه ال توجد ضرورة أن تبدأ كل مرة من‬ ‫جدي ��د ‪ ،‬كمثال قمت بتجنيد زبون جديد إفحص‬ ‫كي ��ف ميكن ��ك أن تبيع ��ه م ��رارا ً وتك ��رارا‪ .‬قم ��ت‬ ‫بتجني ��د زبون املعتاد الش ��راء منك م ��رة واحده‬ ‫في الس ��نة ش ��جعه وأوصله لوضع أن يشتري‬ ‫من ��ك مرت�ي�ن أو أكث ��ر ف ��ي الس ��نة‪،‬قمت بتجني ��د‬ ‫زبون أوصله لوض ��ع أن يوجه لك زبونا جديدا‬ ‫آخ ��را‪ .‬النجاح هو ن ��اجت ومعيار للعمل‬

‫بحكم ��ة وتعل ��م كيفي ��ة عم ��ل األم ��ور‬ ‫وتنفيذها‪.‬‬ ‫م ��ا علي ��ك فعل ��ه ه ��و أن تفك ��ر كي ��ف‬ ‫تفع ��ل ذل ��ك ؟ هذا أمر س ��هل وبس ��يط‪،‬‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪40‬‬

‫فك ��ر باجتاه إقام ��ة تعاون ومش ��اركة‬ ‫م ��ع أصح ��اب مصال ��ح أخ ��رى‪ ،‬فك ��ر‬ ‫واس ��أل نفس ��ك من أيضا يقدم خدمات‬ ‫لزبائن ��ي؟‪ ،‬م ��ن ميس ��ك بجمه ��ور‬ ‫جتارت ��ي؟ ج ��د طريق ��ة كي ��ف ميكن ��ك‬ ‫الوصول ملثل هؤالء الزبائن‪ ،‬فصاحب‬ ‫املصلحة عمل ‪ 20‬عاما ً من اجل جتنيد‬ ‫زبائن ��ه‪ ،‬م ��ا عليك إال أن جت ��د الطريقة‬ ‫كي ��ف ترتبط به وحتص ��ل على فرصة‬ ‫أن تقدم لهم عرض عن طريقه‪.‬‬ ‫‪ .5‬اس ��تغالل الوق ��ت بطريق ��ة غي ��ر‬ ‫صحيحة‪:‬‬

‫إذا فحصن ��ا م ��اذا يعم ��ل أصح ��اب املصال ��ح‬ ‫التجاري ��ة ف ��ي وقتهم‪.‬فإنن ��ا س ��وف نكتش ��ف‬ ‫أن ‪ 25%‬م ��ن وقته ��م يقوم ��ون بأعم ��ال تض ��ر‬ ‫باملصلح ��ة أو العمل‪ .‬والقص ��د بذلك تلك األمور‬ ‫التي لي ��س لها مصداقي ��ة أن تقوم بها بنفس ��ك‪،‬‬ ‫مث ��ال‪ ،‬قيامك كمدي ��ر باألعمال املكتبي ��ة‪ ،‬ترتيب‬ ‫أوراق الخ‪ ....‬فإذا كانت قيمة س ��اعتك هي ‪200‬‬ ‫ش ��يقل مث�ل�ا ‪،‬فلم ��اذا تق ��وم بأعم ��ال ميكن ��ك أن‬ ‫تستأجر شخصا ً ساعته ‪ 20‬شيقل‪ ،‬ليقوم بهذه‬ ‫األعمال‪،‬فأن ��ت كل مرة تقوم بذلك فانك تخس ��ر‬ ‫ف ��رص‪ .‬م ��ع انه لي ��س بالض ��رورة أن تقوم أنت‬ ‫اآلن بتوظيف عامل ‪،‬فهنالك إمكانية إخراج عمل‬ ‫لشركاء أو ممن تتعاون معهم‪.‬‬ ‫و‪ 25%‬م ��ن وقته ��م يقوم ��ون بأم ��ور ال حت ��رك‬ ‫ساكنا في العمل ال لألحسن وال لألسوأ‪ ،‬كمثال‬ ‫قراءت ��ك جلري ��دة ف ��ي مجال ��ك ألن ��ك بحاج ��ة أن‬ ‫تعرف أكثر‪ ،‬أو تصفحك االنترنت ملدة س ��اعتني‬ ‫للنظ ��ر ألم ��ور أنت بحاج ��ة لها‪ ،‬ف ��ي األصل أنت‬ ‫لم تعمل ش ��يء‪ ،‬ألن ��ه في هذا الوق ��ت لم تضف‬ ‫لنفس ��ك زب ��ون جديد ‪،‬ولم حتس ��ن وضع زبون‬ ‫قائم لديك‪.‬‬

‫إذا قم ��ت بتكري ��س ه ��ذه ال ‪ 50%‬م ��ن‬ ‫وقت ��ك لبناء العملي ��ات وتطويرها في‬ ‫داخ ��ل مصلحت ��ك فان ��ك س ��وف تض ��ع‬ ‫مصلحت ��ك ف ��ي وض ��ع أكث ��ر فعالي ��ة‬ ‫وتصل إل ��ى جناح باه ��ر وتقود مجال‬ ‫عملك ‪.‬‬ ‫كثير م ��ن أصحاب املصال ��ح التجارية‬ ‫ي ّدعون أنه ��م يعرفون م ��ا عليهم فعله‬ ‫من اجل تطوير عملهم ولكن كل الوقت‬

‫يشتكون من عدم وجود الوقت الكافي‬ ‫وأنهم كل الوقت مشغولني‪.‬‬ ‫السؤال مباذا أنت مشغول؟‬ ‫‪ .6‬احملاولة بالتوجه للجميع‪:‬‬

‫القص ��د ان ��ه كل واح ��د ه ��و مبثابة زب ��ون‪ ،‬وهذا‬ ‫خط ��أ كبي ��ر جدا وش ��ائع بني أصح ��اب املصالح‬ ‫التجاري ��ة الصغي ��رة واملتوس ��طة‪ ،‬ف ��ي حال ��ة‬ ‫استقبالك لزبون غير مالئم ‪،‬فانك تخسر زبون‬ ‫مالئم وتخسر الوقت بالبحث عن زبائن جيدين‬ ‫‪.‬وميكن أيضا انك تخسر أكثر مما تربح من هذا‬ ‫الزبون الغير مالئم‪.‬‬

‫كل ما عليك فعله هو أن جتلس وتسأل‬ ‫نفس ��ك من هو الزبون املثالي بالنسبة‬ ‫لي‪ ،‬ما هي صفاته‪،‬كيف يتخذ قراراته‬ ‫الخ‪ ...‬هذا األمر يوضح الصورة أمامك‬ ‫ويعطيك الفرصة أن حتصل على دخل‬ ‫اكبر‪.‬‬ ‫‪ .7‬عدم وجود قائمة بيانات للزبائن‪:‬‬

‫ه ��ذا أيض ��ا خطأ ش ��ائع ج ��دا‪ ،‬اغلب األعم ��ال أو‬ ‫املصال ��ح التجاري ��ة يوجد لديهم قائمة بأس ��ماء‬ ‫الزبائ ��ن الذي ��ن اش ��تروا منه ��م الي ��وم أو خ�ل�ال‬ ‫األسبوع األخير‪ ،‬وهذه رؤية ضيقة ملا ميكن أن‬ ‫تستفيده من قائمة الزبائن للمصلحة‪.‬‬ ‫في اغلب الوقت القائمة الوحيدة التي بني يديهم‬ ‫قائمة املدينني لهم‪.‬‬ ‫اغل ��ب أصح ��اب املصال ��ح الذي ��ن التق ��ي بهم من‬ ‫خ�ل�ال عمل ��ي معه ��م‪ ،‬يوج ��د لديه ��م الكثي ��ر من‬ ‫الزبائن الذين نسوا أنهم زبائنهم‪،‬أسمائهم على‬ ‫قط ��ع من الورق أو في داخ ��ل الدرج أو بني كوم‬ ‫م ��ن األوراق أو بني جمي ��ع املعامالت التي قاموا‬ ‫به ��ا منذ بداي ��ة عملهم أو في ملف ��ات متفرقة في‬ ‫احلاس ��وب ‪.‬أي أنه ��ا موزع ��ة ف ��ي أماك ��ن كثيرة‬ ‫وليس ��ت هنال ��ك إمكاني ��ة أن يتوجه ��وا له ��ؤالء‬ ‫الزبائن وتشجيعهم على الشراء من عندهم من‬ ‫جديد مثال‪.‬‬

‫اقت ��رح عليك بان تقوم بأخذ س ��اعة أو‬ ‫وق ��ت كافي من وقتك حس ��ب احلاجة‪،‬‬ ‫وان تفت ��ح امللفات واألوراق وان تقوم‬ ‫بتجمي ��ع قائم ��ة ب ��كل أس ��ماء زبائن ��ك‬ ‫حتى الذين اشتروا من عندك منذ فترة‬ ‫طويل ��ة‪ .‬اس ��تغلها بالتوج ��ه له ��م مر ًة‬ ‫أخرى أو بناء خدمات خاصة لهم‪.‬‬

‫املعرض بجانب املجمع ‪ -‬قسم األطفال والروضات‬

‫كفر كنا ‪ -‬بجانب املسجد القديم ‪ 04-6519977‬تلفاكس ‪04-6519978‬‬ ‫بلفون‪ ، 050-5374063 :‬بلفون‪050-4044871:‬‬


‫الزواية‬ ‫القانونية‬

‫تحكيم وتجسير‬ ‫بدائل ناجعة لفض النزاعات خارج أروقة المحاكم‬

‫احملامي حسن طباجة‬

‫مركز ميزان حلقوق اإلنسان‬ ‫‪www.meezaan.org‬‬

‫التحكيم هو‬ ‫عبارة عن‬ ‫وسيلة قانونية‬ ‫أفسح املشرع‬ ‫لها املجال‬ ‫للفصل في‬ ‫املنازعات املتفق‬ ‫على عرضها‬ ‫على التحكيم‬ ‫كنظام موا ٍز‬ ‫للقضاء ال يخلو‬ ‫من مزايا‬

‫خ�ل�اف مالي دب بني طرفني متنازعني‪ ,‬هذا يدعي أن احلق‬ ‫مع ��ه واآلخ ��ر يدعي عكس ��ه‪ ,‬ه ��ذا النزاع س ��رعان ما جنده‬ ‫ف ��ي أروقة احملاكم وب�ي�ن أيدي احملامني‪ ,‬وتب ��دأ اإلجراءات‬ ‫القضائية املعقدة متتد أش ��هرا وس ��نني حتى يكاد الطرفان‬ ‫ينس ��يان س ��بب النزاع أو اخل�ل�اف بينهما ويبقيان اس ��يرا‬ ‫االج ��راءات واملواعي ��د واالوراق وهذه االج ��راءات االولية‬ ‫عادة ما يحتاج الى ثالث سنوات النتهائها‪.‬‬ ‫بع ��د انته ��اء احملكم ��ة بق ��رار لصال ��ح أح ��د الطرف ��ان تب ��دأ‬ ‫مرحلة جديدة من االس ��تئنافات القضائية قد تأخذ سنتان‬ ‫اضافيت ��ان وبعدها تب ��دأ مرحلة م ��ن اج ��راءات التنفيذ في‬ ‫دائ ��رة االج ��راءات وقد يجد الط ��رف الرابح ان ��ه وبعد عدة‬ ‫س ��نوات ال يس ��تطيع ان يحصل أي م ��ن حقوقه لتهرب‬ ‫املستحق او لعدم قدرته‪.‬‬

‫املنازعات وإصدار قرار قضائي ملزم لهم‪.‬‬ ‫فالتحكيم إذن هو عبارة عن وسيلة قانونية أفسح املشرع‬ ‫له ��ا املج ��ال للفصل في املنازعات املتف ��ق على عرضها على‬ ‫التحكي ��م كنظ ��ام م ��وا ٍز للقض ��اء ال يخل ��و من مزاي ��ا‪ ،‬حيث‬ ‫ينته ��ي إلى ق ��رار حكم يتقيد به الفرقاء ويؤدي إلى حس ��م‬ ‫الن ��زاع الذي ش ��جر بينهم‪ ،‬ش ��أنه ف ��ي ذلك ش ��أن القضاء‬ ‫ولكن بسرعة ملحوظة وبقدر أقل من اجلهد‪.‬‬

‫التحكيم‪:‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪42‬‬

‫اذا فالتحكي ��م ه ��و إج ��راء ال ينضب ��ط بالقان ��ون‬ ‫ولك ��ن يق ��ره القان ��ون وق ��رار احملك ��م ه ��و قرار‬ ‫مل ��زم لإلطراف وال يحت ��اج لتنفي ��ذه إال تقدميه‬ ‫للمحكم ��ة املركزية إلضف ��اء الصبغ ��ة القانونية‬ ‫عليه وهو إجراء س ��ريع ال تتدخل به احملكمة إال‬ ‫ف ��ي حاالت نادرة ليس هن ��ا املقام لتفصيلها وال‬ ‫يوجد استئناف على قرار احملكم فهو نهائي‪.‬‬ ‫واحملك ��م لي ��س ملزم ��ا بالقان ��ون أو باإلج ��راءات‬ ‫القانوني ��ة بل ان ��ه ليس ملزما بتفصي ��ل قراره إال‬ ‫إذا اتف ��ق الطرف ��ان على عكس ذل ��ك ومن هنا كان‬ ‫ه ��ذا اإلجراء س ��ريعا وعادة ما يت ��م إنهاؤه خالل‬ ‫ثالث إلى ستة أشهر وأحيانا في جلسة واحدة‪.‬‬ ‫مم ��ا يذك ��ر ف ��ي ه ��ذا اخلص ��وص ان التحكي ��م‬ ‫ه ��و اح ��د الط ��رق القانوني ��ة املتاح ��ة للتحاك ��م‬ ‫ال ��ى الش ��رع احلني ��ف ف ��ان الطرف ��ان املتازعان‬ ‫بارادمت ��ا ان ينصا في ورق ��ة التحكيم ان احملكم‬ ‫‪{:‬فإن‬ ‫ملزم بالش ��رع وذلك لقول الله ع� � ّز وج ّل‬ ‫ْ‬ ‫تنازعتُ ��م في ش ��ي ٍء ف� � ُر ّدوه إلى الل ِه والرس ��و ِل‬ ‫إن كنت ��م تؤمن ��ون بالله واليوم اآلخ ��ر ذلك خي ٌر‬ ‫وأحس ُن تأويالً}[النساء‪.]59:‬‬ ‫وقد نفى الله س ��بحانه وتعال ��ى اإلميان عمن لم‬ ‫ُي َح ِّكموا النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فيما شجر‬ ‫بينه ��م‪ ،‬نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي وبالقس ��م‪،‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫{ َف�َل�اَ َو َر ِّب � َ�ك لاَ ُي ْؤ ِمنُ ��ونَ َحتَّ ��ى ُي َح ِّك ُم � َ‬ ‫�وك ِفي َما‬ ‫َ‬ ‫ش َج َر َبيْنَ ُه ْم ُث َّم لاَ َي ِج ُدوا ِفي أ َ ْن ُف ِس ِه ْم َح َر ًجا ممِ َّ ا‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َق َ‬ ‫ضيْ َت َو ُي َسل ُموا ت َْسلي ًما} [النساء‪.]65:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬كم ��ا ق ��ال تعالى‪{ :‬أل� � ْم َت َر إلى الذي� � َن َي ْز ُعمونَ‬ ‫أ ّنه ��م آمنوا مب ��ا أ ُ ْن� � ِز َل َ‬ ‫إليك وم ��ا أُنز َل ِم� � ْن َقبْل ِ َك‬ ‫أن يتحاكموا إلى الطاغ � ِ‬ ‫�وت وق ْد أ ُ ِمروا‬ ‫ُيري ��دونَ ْ‬ ‫أن ُيضلّهم ضالال‬ ‫أن يك ُفروا به و ُيري ُد الشيطانُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫بعي ًدا} [النساء‪]60:‬‬

‫ف ��ي االونة االخي ��رة ازداد الوعي والرغب ��ة عند اجلهاز‬ ‫القضائي وعند االط ��راف املتنازعة المكانيات بديلة‬ ‫حل ��ل اخلالف ��ات القانونية واملالي ��ة وذلك خارج‬ ‫اط ��ار احملكمة واالج ��راء القانوني املعروف‪,‬‬ ‫وسوف نتطرق في هذه الورقة الى نوعني‬ ‫من ه ��ذه االجراءات البديل ��ة مع توضيح‬ ‫الفروقات واملميزات لكل اجراء واجراء‪.‬‬ ‫بحس ��ب تقري ��ر ادارة احملاك ��م فان ��ه يتم‬ ‫فت ��ح م ��ا ال يق ��ل ع ��ن ‪ 650‬أل ��ف مل ��ف كل‬ ‫س ��نة في احملاك ��م واما ف ��ي دائرة االج ��راء فيوجد‬ ‫م ��ا يق ��ارب ‪ 1.5‬مليون ملف تتابع م ��ن أجل حتصيل‬ ‫أموال وتنفيذ قرارات نهائية صدرت عن احملاكم‪.‬‬ ‫يقول الفيلس ��وف "أرس ��طو"‪" :‬األط ��راف املتنازعة‬ ‫يفضل ��ون التحكي ��م‪ ،‬ألن احملك ��م ي ��رى العدال ��ة‪ ،‬بينما‬ ‫القاضي ال يرى سوى التشريع فهو محكوم به"‪.‬‬ ‫يع� � َّرف التحكي ��م بأنه اتفاق أطراف عل ��ى أن يتم الفصل‬ ‫ف ��ي املنازع ��ة الت ��ي ث ��ارت بينهم ع ��ن طريق أش ��خاص يتم‬ ‫اختياره ��م كمحكم�ي�ن‪ ،‬حي ��ث يتول ��ى األط ��راف حتدي ��د‬ ‫أشخاص احملكمني‪ ,‬ويتجه فريق آخر إلى تعريف التحكيم‬ ‫بأنه "نظام قضائي خاص‪ ،‬يختار فيه األطراف قضاتهم‪،‬‬ ‫ويعه ��دون إليه ��م مبقتض ��ى اتفاق مكتوب‪ ،‬مبهمة تس ��وية‬

‫والقان ��ون (الش ��رع) ال ��ذي يحك ��م ذل ��ك النزاع‪،‬‬ ‫وم ��ن ش ��أن ذلك كله أن ُيش ��عر األط ��راف بأنهم‬ ‫يش ��اركون ف ��ي عملي ��ة التحكي ��م وان العملي ��ة‬ ‫تسير وفق ما يرغبون ويرضون وليس وفق ما‬ ‫هم ملزمون به وفق القانون‪.‬‬

‫والتحكي ��م قوام ��ه إرادة األط ��راف‪ ،‬إذ تهيمن ه ��ذه اإلرادة‬ ‫عل ��ى نظام التحكيم بأكمله ب ��د ًء من اإلنفاق على املبدأ ذاته‪،‬‬ ‫م ��رورا ً باختيار احملكمني وحتدي ��د عددهم واختصاصهم‪،‬‬ ‫وحتديد اجلهة التي تتولى اإلشراف على التحكيم وحتديد‬ ‫اإلج ��راءات واجبة التطبي ��ق‪ ،‬والواجب إتباعها حلل النزاع‪،‬‬

‫كان التحكيم وال يزال وس ��يلة مقبولة لتس ��وية‬ ‫املنازعات التجارية احمللي ��ة والدولية‪ .‬وازدادت‬ ‫أهميت ��ه في الوق ��ت احلاضر وخاص ��ة في إطار‬ ‫العالق ��ات التجاري ��ة الدولي ��ة‪ ،‬بحي ��ث ين ��در أن‬ ‫جن ��د عقد مالي ��ا دوليا ال يتضمن ش ��رط اإلحالة‬

‫للتحكيم في حال نشوب خالف بني طرفي العقد‬ ‫وذلك لنجاع ��ة هذا اإلجراء مقارن ��ة باإلجراءات‬ ‫القانونية العادية‪.‬‬ ‫يضاف إلى ما ذكر أعاله إن التحكيم هو وسيلة‬ ‫جلع ��ل الفصل ف ��ي القضية بيد خبي ��ر في مجال‬ ‫اخل�ل�اف فمثال إذا كان اخلالف موضوعه تقني‬ ‫أو هندسي فقد يكون من األمثل وضع اخلالف‬ ‫بيد مهندس أو خبير‪.‬‬ ‫في األخير فانن ��ا ننبه ان اتفاقية التحكيم ملزمة‬ ‫لالطراف‪.‬‬

‫التجسير‪/‬االصالح‪:‬‬

‫عملي ��ة يح� � ّل م ��ن خالله ��ا طرف ��ان نزا ًع ��ا يق ��وم‬ ‫بينهما عبر وسيط مؤ ّهل يتمتّع بخبرة وجتربة‬ ‫ويس ��اهم في عملي ��ة التواص ��ل والتفاهم بينهما‬ ‫مم ��ا يفس ��ح بالتال ��ي أم ��ام ت ّوصلهما إل ��ى احل ّل‬ ‫ّ‬ ‫ال ��ذي يرغبان ب ��ه حيث ال يتّخذ الوس ��يط القرار‬ ‫ع ��ن الطرفني وليس لدي ��ه صالحية فرض احل ّل‬ ‫عليهما‪.‬‬ ‫ف ��اذا أخذنا مثال عل ��ى التحكيم ما جاء في قصة‬ ‫سيدنا داوود في قوله تعالى‪:‬‬ ‫"خصم ��ان بغا بعضنا على بع ��ض فاحكم بيننا‬ ‫باحلق وال تش ��طط واهدنا إلى س ��واء الصراط‪.‬‬ ‫ان هذا أخي له تس ��ع وتسعون نعجة ولي نعجة‬ ‫واحدة فقال اكفلنيها"‪.‬‬ ‫فيمك ��ن ان نأخ ��ذ مثاال على التجس ��ير م ��ا يفعله‬ ‫املصل ��ح مع زوج ��ان دب يبنهما الش ��قاق‪ ,‬يقول‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫{وان خفت ��م ش ��قاق بينهم ��ا فابعث ��وا حكما من‬ ‫أهل ��ه وحكما م ��ن أهلها ان يري ��دا إصالحا يوفق‬ ‫الله بينهما ‪}....‬‬ ‫وهذه اآلي ��ة الكرمية تنبهنا ال ��ى حقيقة التوفيق‬ ‫واالص�ل�اح اذا كان ��ت هنالك الرغبة االساس ��ية‬ ‫واملبدئية لذلك‪.‬‬ ‫ام ��ا بلغ ��ة القان ��ون فق ��د س ��نت أنظم ��ة احملاك ��م‬ ‫(التجس ��ير) في الع ��ام ‪ 1993‬اذ خولت احملاكم‬ ‫اذا م ��ا اتف ��ق الطرف ��ان عل ��ى ذل ��ك لتفوي ��ض‬ ‫"مصل ��ح" يلتقي مع الطرف ��ان ويحاول الوفيق‬ ‫بينهم ��ا من دون ان يكون له القدرة على الفصل‬ ‫والق ��رار ف ��ي هذا الن ��زاع بل ان هدف ��ه الوصول‬ ‫م ��ع االطراف ال ��ى صيغة مقبول ��ة لالتفاق يقوم‬ ‫املصلح بصياغتها ومن ثم يوقع عليها االطراف‬ ‫واملصل ��ح وتق ��دم الى احملكم ��ة لعطائه ��ا صبغة‬ ‫القرار‪.‬‬

‫ه ��ذا وقد قامت عل ��ى اعقاب ه ��ذا القانون مراكز‬ ‫لتاهي ��ل املصلح�ي�ن واعطائه ��م االدوات العلمية‬ ‫لتنفيذ عملهم بنجاعة واكتس ��اب االساليب التي‬ ‫تس ��هل عليه ��م الوصول الى ه ��دف التوفيق بني‬ ‫طرفني متنازعني‪.‬‬ ‫ه ��ذا االج ��راء ميك ��ن الطرفان من س ��ماع وجهة‬ ‫نظر حيادية للح ��ل واذا ما كان املصلح ذا خبرة‬ ‫جي ��دة فان حلوله املقترحة ق ��د تكون قريبة جدا‬ ‫م ��ن الق ��رار املتوق ��ع ص ��دوره م ��ن احملكم ��ة في‬

‫التحكيم هو وسيلة جلعل‬ ‫الفصل في القضية بيد خبير‬ ‫في مجال اخلالف فمثال إذا‬ ‫كان اخلالف موضوعه تقني‬ ‫أو هندسي فقد يكون من‬ ‫األمثل وضع اخلالف بيد‬ ‫مهندس أو خبير‪.‬‬

‫االجراء القانوني‪.‬‬ ‫كل م ��ا يت ��م تداول ��ه في جلس ��ة االص�ل�اح يبقى‬ ‫س ��ريا وال يتم عرض ��ه على القاضي س ��واءا مت‬ ‫االتفاق ام لم يتم‪.‬‬ ‫م ��ن احلس ��نات الواضح ��ة له ��ذا االج ��راء ان كل‬ ‫ط ��رف يبق ��ى ح ��را وغي ��ر ملت ��زم حت ��ى اللحظة‬ ‫األخي ��رة وكل ما يتم االتفاق عليه ال بد ان يكون‬ ‫مبوافق ��ة الطرفان وه ��و يتيح لألطراف س ��ماع‬ ‫نظرة خارجية والتفاع ��ل معها ومحاولة التاثير‬ ‫على الط ��رف الثاني لبعض التن ��ازالت وخاصة‬ ‫اذا لم يكن اخلالف كبيرا بني الطرفني‪.‬‬ ‫م ��ن أهم حس ��نات ه ��ذا االجراء هو ف ��ض النزاع‬ ‫بالتراضي مما يسهل انهاء العداوة بني الطرفني‬ ‫وانفض ��اض النزاع ب ��دون ق ��رار خارجي يبقي‬ ‫عل ��ى الكراهي ��ة والع ��داوة وخاص ��ة ان املصل ��ح‬ ‫ال يترك ��ز مبضم ��ون اخلالف وجه ��ة احلق فقط‬ ‫ب ��ل ان ��ه يح ��اول ان يفهم س ��بب اخل�ل�اف ايضا‬ ‫مما يس ��اعده في كثير من االحي ��ان على انهائه‪,‬‬ ‫ويض ��اف الى ذلك ان مثل ه ��ذه االتفاقات تكون‬ ‫نس ��بة تنفيذها وااللتزام به ��ا اعلى من القرارات‬ ‫اخلارجية‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪43‬‬


‫هايتك‬

‫ابراهيم محاجنة‬ ‫مدير تسويق‬ ‫شركة نادسوفت‬

‫‪www.nadsoft.net‬‬

‫االنترنت‪,‬‬ ‫بناء موقع‪,‬‬ ‫إختيار نظام‬ ‫االداره االنسب‬ ‫واحلمله‬ ‫التسويقيه‬ ‫االنسب هي‬ ‫أجزاء هامه‬ ‫ومركزيه‬ ‫لنجاح املوقع‪.‬‬ ‫موقع ليس‬ ‫باملواصفات‬ ‫املالئمه من‬ ‫شأنه ان يش ّوه‬ ‫صورة شركتك‬ ‫وأن يسبب لك‬ ‫تكاليف باهظه‬ ‫غير مجديه‪.‬‬

‫موقع االنترنت‬ ‫كأداة تسويقيه‬

‫في ظل التط ��ورات التكنولوجيه التي تبلورت‬ ‫في الس ��نوات االخيره أضح ��ى موقع االنترنت‬ ‫األداة االول ��ى واالكث ��ر أهمي� � ًة واس ��تعماال ف ��ي‬ ‫عالم التس ��ويق‪ ,‬لذا فقد يقترب الى الصفر عدد‬ ‫الش ��ركات الت ��ي ال متتلك موقع خ ��اص بها في‬ ‫الشبكه العنكبوتيه‪.‬‬ ‫ُيجمع مدراء املبيعات والتس ��ويق على حتمية‬ ‫وجود موقع لشركاتهم وذلك لتتمكن شركاتهم‬ ‫من دخول عالم االنترنت والتسويق السريع‪.‬‬ ‫لكن‪ ,‬لتتمكن من االستفاده من موقع االنترنت وحتى تزيد‬ ‫من احتماالت جناح املوقع كأداه تسويقيه وحتى تتوصل‬ ‫حلل يس ��اعد على تطوير اخلدمات املُقدمه لعمالء شركتك‪,‬‬ ‫ولتنجح في الوصول الى جمهور أوسع من الزبائن‪ ,‬عليك‬ ‫فحص املواصفات التاليه‪:‬‬ ‫ه ��ل املوق ��ع اخل ��اص بش ��ركتك سيش ��مل توقع ��ات‬ ‫عمالئك؟‬ ‫هل ميكث املوقع داخل صفحات البحث االولى؟‬ ‫هل لديك فكره عن عادات عمالئك في الشراء؟‬ ‫ه ��ل تعل ��م م ��ن ه ��م منافس ��يك وكي ��ف يعرض ��ون‬ ‫خدماتهم؟‬ ‫ه ��ل االنظم ��ه التي س ُتس ��تخدم في املوق ��ع هي أنظمه‬ ‫سهلة التشغيل؟‬

‫حمله تسويقيه على موقع االنترنت‪:‬‬

‫انطالقا ً من مرحلة التصميم ومرورا ً مبرحلة ايجاد النظام‬ ‫االنس ��ب ملتطلبات موقعك وأهدافه‪ ,‬حيث يتوجب على هذا‬ ‫النظام إحتواء جميع االمكانيات لتحسني اخلدمات املُقدمه‬ ‫لعمالئك وتوفير الوقت الثمني واملصاريف الكثيره‪.‬‬ ‫حت ��ى يعود املوق ��ع عليك بالفائده وك ��ي ال ميس بصورتك‬ ‫علي ��ك إعتم ��اد ش ��ركه ذات خب ��ره متعمق ��ه ف ��ي االنترن ��ت‬ ‫ومح ��ركات البح ��ث‪ ,‬وهي بدورها س ��تأخذ بع�ي�ن االعتبار‬ ‫منذ املرحله االولى في العمل باملشروع املعطيات والرموز‬ ‫االساسيه التي بحسبها تعمل محركات البحث‪ ,‬وذلك ألن‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪44‬‬

‫حمل ��ركات البحث الرائده كم ��ا ‪ google, yahoo‬و ‪msn‬‬ ‫توجد معطيات م ّعرفه من االس ��اس والتي بحسبها تُقاس‬ ‫مكانة املوقع خاصتك في محركات البحث‪.‬‬ ‫تقس ��م إمكانية التسويق بواس ��طة االنترنت الى ثالث‬ ‫تفرعات أساسيه‪:‬‬ ‫تسويق ذاتي ذو تكلفه بسيطه‪.‬‬ ‫تسويق مبساعدة مهنيني ذو تكلفه متوسطه‬ ‫تسويق مبساعدة مهنيني ذو تكلفه عاليه نسبيا ً‬ ‫في التسويق الذاتي‪ :‬املس ّوق االساسي هو أنت وموظفيك‬ ‫لذا فمن املفضل إرسال اعالنات ملنتديات تتالئم مع طبيعة‬ ‫عمل ش ��ركتك أو منتجك‪ ,‬كما أن ارسال خبر للصحف عن‬ ‫اقامة موقعك س ��يزيد عدد زائري املوقع وبالتالي فإن عدد‬ ‫العمالء في ش ��ركتك س ��يرتفع‪ .‬اضافة الى ملسات صغيره‬ ‫حتوي اس ��م املوقع وتُضاف الى االوراق املكتبيه‪ ,‬املغلفات‬ ‫واخلتم في البرائد االلكترونيه‪ ,‬حتلنة عمالء الشركه بإسم‬ ‫املوقع س ��واء كان ذلك عن طري ��ق اجراء مكاملات هاتفيه أو‬ ‫ارس ��ال بريد الكترون ��ي‪ ,‬كما في كل لقاء م ��ع زبون جديد‬ ‫يتوجب عليك ايجاد طريقه لعرض اسم موقعك‪ .‬مثالً‪" :‬إذا‬ ‫أردت معلومات اكثر عن ذاك املنتج ت ّوجه الى موقعنا"‪.‬‬ ‫تس ��ويق مبس ��اعدة مهني�ي�ن‪ :‬وذل ��ك بتخصي ��ص مبل ��غ‬ ‫متوس ��ط نس ��بيا ً ومنح ��ه لش ��ركات ذات خب ��ره ف ��ي تقدمي‬ ‫املواق ��ع في محركات البح ��ث وعقد اتفاقي ��ه معهم للحفاظ‬ ‫على كلمات بحث خاصه بشركتك او مبنتجك‪.‬‬ ‫مبس ��اعدة الدعاي ��ه واالعالن ع ��ن طريق مح ��ركات البحث‬

‫مث ��ل‪ google :‬فإن اس ��م موقعك س ��يتقدم الى‬ ‫الصفح ��ات االولى من البحث وبهذا فإن نس ��بة‬ ‫التع ��رض للموق ��ع س ��تزداد‪ ,‬وبع ��د ذل ��ك ف ��إن‬ ‫املرحل ��ه القادمه ه ��ي أن تقوم ببي ��ع املتصفحني‬ ‫وحثهم على العوده وزيارة املوقع ثانية‪.‬‬ ‫تسويق مبساعدة مهنيني‪ :‬مع تخصيص مبلغ‬ ‫اكبر‪ :‬كنظره أولى قد جتد أنك لست بحاجه ملثل‬ ‫هذا التس ��ويق م ��ا دام بأمكانك ع ��رض خدماتك‬ ‫بتكلف ��ه أق ��ل ع ��ن طريق مح ��ركات البح ��ث‪ ,‬لكن‬ ‫تخصي ��ص مثل هذا املبلغ س ��يجعل طاقم العمل‬ ‫في الش ��ركه املهتم ��ه مبوضوع بن ��اء موقعك ان‬ ‫يقوم بعملي ��ات فحص متوس ��عه إليجاد محرك‬ ‫البحث املثالي واالكثر استعماال‪.‬‬ ‫مه ��م جدا فح ��ص امكاني ��ات التس ��ويق املختلفه‬ ‫إبت ��دا ًء م ��ن جعل اس ��م املوق ��ع يظهر ف ��ي املكانه‬ ‫االولى م ��ن الصفحه االولى‪ ,‬اضافة الى الزوايا‬ ‫االعالني ��ه واالعالن ��ات املتحرك ��ه حت ��ى بل ��وغ‬ ‫تغطية زواي ��ا في بوابات اخباري ��ه مختلفه‪ ,‬عند‬ ‫الوصول ال ��ى البوابات االخباريه يتوجب ايضا ً‬ ‫عل ��ى الطاقم فحص من ه ��و جمهور هذه البوابه‬ ‫وم ��ا هو م ��دى التعرض لها؟ ومع م ��رور الوقت‬ ‫يقوم الطاقم مبس ��اعدة منك فح ��ص مدى تأثير‬

‫احلمله التسويقيه على مبيعات الشركه والقيام‬ ‫بتغييرها بني حني آلخر‪.‬‬

‫موق ��ع االنترن ��ت بنظ ��ره برمجي ��ه‬ ‫تسويقيه‪:‬‬

‫الي ��وم‪ ,‬هنالك برامج عديده متنحها لك الش ��ركة‬ ‫املس ��ؤوله ع ��ن تزوي ��دك باملوق ��ع‪ ,‬حي ��ث تتس ��م‬ ‫هذه البرامج بس ��هولة االس ��تعمال‪ ,‬مثل‪ :‬أنظمة‬ ‫ارسال للزبائن‪ ,‬بواسطة مثل هذه االنظمه فإنك‬ ‫تستطيع ارسال رس ��اله اسبوعيه‪/‬شهريه لكم‬ ‫هائ ��ل م ��ن العم�ل�اء بواس ��طة ضغ ��ط زر واحد‪.‬‬ ‫حتس ��ن عالقاتك‬ ‫انظمه اخرى التي بإمكانها أن ّ‬ ‫مع عمالئ ��ك‪ ,‬حيث يحصل كل زبون على اس ��م‬ ‫مستخدم ورقم سري‪ ,‬لك ٍل منهم يوجد صفحه‬ ‫خاص ��ه‪ ,‬حتوي معلوم ��ات عنه وعن مش ��روعه‬ ‫وبإم ��كان كل زبون الدخ ��ول وحتلنة املعلومات‬ ‫اخلاص ��ه ب ��ه واالط�ل�اع عل ��ى تقدم مش ��اريعهم‬ ‫املرتبطه بشركتك وذلك بواسطة ربط هذا النظام‬ ‫مع نظام خاص بإدارة املهام في شركتك‪.‬‬ ‫ف ��ي موقع ��ك‪ /‬موق ��ع ش ��ركتك م ��ن املفض ��ل ان‬ ‫تضيف في الصفحه الرئيس ��يه أس ��ئله متكرره‬

‫أن جتي ��ب عليه ��ا بسالس ��ه وبس ��اطه ذل ��ك مم ��ا‬ ‫يجع ��ل املتصفحني أكث ��ر اهتماما وفهم ��ا لكل ما‬ ‫يتعلق مبنتجاتك وشركتك‪.‬‬ ‫كم ��ا أن اضافة نظام اس ��تطالع رأي حول مدى‬ ‫رض ��ى عمالئ ��ك م ��ن خدمات ��ك س ��يجعلك أكث ��ر‬ ‫حرصا على تقدمي االفضل‪.‬‬ ‫كم ��ا ترون‪ ,‬االمكانيات واالضافات غير محدده‬ ‫لك ��ن العامل املش ��ترك بينهن جميعا ه ��و‪ :‬موقع‬ ‫مهن ��ي م ��ع نظ ��ام إداره يتالئ ��م م ��ع طبيعة عمل‬ ‫شركتك وخدماتها املُتاحه‪.‬‬ ‫االنترن ��ت‪ ,‬بن ��اء موق ��ع‪ ,‬إختي ��ار نظ ��ام االداره‬ ‫االنس ��ب واحلمل ��ه التس ��ويقيه االنس ��ب ه ��ي‬ ‫أج ��زاء هام ��ه ومركزي ��ه لنج ��اح املوق ��ع‪ .‬موق ��ع‬ ‫لي ��س باملواصفات املالئمه من ش ��أنه ان يش� � ّوه‬ ‫صورة ش ��ركتك وأن يس ��بب لك تكاليف باهظه‬ ‫غير مجديه‪.‬‬ ‫إذاً‪ ,‬م ��ن امله ��م ج ��دا فه ��م أن االنترن ��ت ه ��ي أداة‬ ‫عظيم ��ه الت ��ي متنح ��ك إمكاني ��ة التس ��ويق‪ ,‬جمع‬ ‫املعلوم ��ات ع ��ن منافس ��يك‪ ,‬ع ��رض خدمات ��ك‬ ‫ومنتجات ��ك وبيعه ��ا جلمه ��ور واس ��ع م ��ن‬ ‫املتصفح�ي�ن‪ ,‬لكن‪ ,‬دائما ت ّذك ��ر أنه عليك التحرك‬ ‫بذكاء وإختيار االنسب‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪45‬‬


‫أخـبـار‬

‫إقتصادية‬

‫أخبار إقتصاد إسالمي‬

‫نمو أصول البنوك االسالمية بنسبة ‪28.6%‬‬ ‫في ‪2009‬‬

‫اظهرت دراس ��ة إقتصادي ��ة ان البنوك التي‬ ‫جت ��ري عملي ��ات مصرفي ��ة متوافق ��ة م ��ع‬ ‫احكام الشريعة االسالمية تسجل ازدهارا‬ ‫رغ ��م االزم ��ة املالي ��ة العاملي ��ة وذل ��ك بفضل‬ ‫"اسلوبها احملافظ في املخاطرة"‪.‬‬ ‫وج ��اء ف ��ي الدراس ��ة الت ��ي أجرته ��ا مجل ��ة‬ ‫"ذي بانك ��ر ماغزي ��ن" ان االص ��ول الت ��ي‬ ‫متلكها البنوك التي تطبق احكام الش ��ريعة‬ ‫االس�ل�امية في كافة عملياته ��ا او الوحدات‬ ‫املصرفي ��ة االس�ل�امية الت ��ي تعم ��ل ضم ��ن‬ ‫بن ��وك تقليدي ��ة ارتفع ��ت بنس ��بة ‪28.6%‬‬ ‫لتص ��ل ال ��ى ‪ 822‬ملي ��ار دوالر (‪ 550‬ملي ��ار يورو) في ع ��ام ‪،2009‬‬ ‫مقابل ‪ 639‬مليار دوالر (‪ 430‬مليار يورو) في عام ‪.2008‬‬ ‫ويتناقض ذلك بشكل كبير مع الركود في قطاع البنوك التقليدية‪ ،‬حيث‬ ‫دلت دراسة والتي اجرتها املجلة في متوز‪/‬يوليو املاضي‪ ،‬على ان اكبر‬ ‫الف بنك في العالم تشهد منوا سنويا في االصول ال يتجاوز ‪.6.8%‬‬ ‫وقالت املجلة ان "االس ��لوب احملافظ الذي تتبعه املصارف االس�ل�امية‬ ‫ف ��ي التعامل مع املخاطر والصالت الوثيقة بني القطاع املالي واالصول‬ ‫احلقيقي ��ة س ��اعد عل ��ى حماي ��ة ه ��ذا القطاع م ��ن اس ��وأ ازم ��ة ائتمان"‪.‬‬ ‫واضاف ��ت أن قط ��اع املالية االس�ل�امية يبني "س ��جال قوي ��ا" حيث بلغ‬ ‫اجمال ��ي النم ��و الس ��نوي لالع ��وام ‪ 2006-2009‬نس ��بة ‪،27.86%‬‬ ‫وتش ��ير التوقعات الى ان االصول ستصل الى تريليون دوالر في عام‬ ‫‪ .2010‬وح ��ذرت م ��ن ان هذا القط ��اع يواجه حتديات م ��ن بينها ادارة‬ ‫السيولة والشفافية وتقدمي التقارير املالية‪.‬‬

‫تريليون دوالر حجم قطاع التمويل اإلسالمي‬ ‫حول العالم‬

‫في وقت يعاني العالم من أزمة مال انعكست سلبا ً على كافة القطاعات‬ ‫االقتصادي ��ة‪ ،‬وامت ��دت آثارها إل ��ى دول العال ��م من دون اس ��تثناء‪ ،‬أكد‬ ‫خب ��راء مصرفي ��ون‪ ،‬أن دول العال ��م ب ��دأت تتطل ��ع إل ��ى قط ��اع التمويل‬ ‫اإلسالمي كأداة جيدة للحصول على سيولة‪.‬‬ ‫وف ��ي ندوة نظمها مركز دبي املالي العاملي ش ��ارك فيها مس ��ئولون في‬ ‫البنك الدولي‪ ،‬أكد العديد من اخلبراء أن قطاع التمويل اإلسالمي يعتبر‬ ‫م ��ن القطاعات القليلة التي أبدت مقاوم ��ة ومرونة كبيرتني في مواجهة‬ ‫األزمة املالية العاملية‪ ،‬وذلك في الوقت الذي هوت أس ��واق األس ��هم في‬ ‫نيويورك ولندن وأعلنت مؤسسات مال عاملية كبرى إفالسها‪.‬‬ ‫وأش ��ار اخلب ��راء خالل الن ��دوة التي نظمت بعن ��وان "التمويل اإلس�ل�امي‪:‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪46‬‬

‫حل ��ول للعالم بع ��د األزمة املالي ��ة" إلى تس ��جيل قطاع التمويل اإلس�ل�امي‬ ‫خالل األعوام القليلة املاضية‪ ،‬منوا ً كبيرا ً على املستوى العاملي بنحو ‪،20%‬‬ ‫ليصل حجمه إلى نحو تريليون دوالر‪.‬‬ ‫وعلى رغم انخفاض عوائد منتجات التمويل‬ ‫اإلس�ل�امي مبعدل ‪ 23%‬منذ اندالع األزمة‬ ‫املالي ��ة العاملية‪ ،‬توقع اخلب ��راء خالل الندوة‪،‬‬ ‫التي أوردت صحيفة "احلياة" اللندنية وهي‬ ‫بعنوان "التمويل اإلس�ل�امي‪ :‬حل ��ول للعالم‬ ‫بع ��د األزمة املالي ��ة" أن ينمو قطاع اخلدمات‬ ‫اإلسالمية بنسبة ‪ 15%‬في ‪.2009‬‬ ‫وأش ��ار الرئي ��س التنفي ��ذي لس ��لطة مركز‬ ‫دب ��ي املال ��ي العامل ��ي عبدالل ��ه الع ��ور‪ ،‬إل ��ى‬ ‫أن حج ��م القط ��اع ال ي ��زال يش ��كل أق ��ل من‬ ‫‪ 1%‬م ��ن رأس املال العاملي‪ ،‬ما يعني "أنه‬ ‫يتمتع بآفاق واس ��عة للنمو"‪ ،‬ولكن‪ ،‬املستش ��ار األول لشؤون اخلزينة‬ ‫في"البنك الدولي" هيني جيرونينغ قال‪ ،‬إن االستفادة من القطاع في‬ ‫املرحل ��ة املقبلة يتطلب التركيز على "حوكمة الش ��ركات وعلى التعاون‬ ‫والشراكة بني الالعبني الرئيسني‪ ،‬سواء كانوا من داخل قطاع اخلدمات‬ ‫املالية اإلسالمية أو من خارجه"‪ ،‬على اعتبار أن أي فشل في املوضوع‬ ‫من شأنه أن يضعف عملية إدارة األخطار ويهدد سمعة القطاع‪.‬‬

‫البنك الدولي يصدر صكوكا إسالمية‬

‫‪ ‬أعلن ��ت مؤسس ��ة التموي ��ل الدولية التابع ��ة للبنك الدولي أنها س ��تدرج‬ ‫صك ��وكا إس�ل�امية تصدرها ألول مرة بقيمة مائ ��ة مليون دوالر وأجل‬ ‫استحقاق ميتد خمس سنوات‪ ،‬وذلك في بورصة ناسداك دبي وسوق‬ ‫البحرين لألوراق املالية‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر املؤسس ��ة أول جه ��ة غير إس�ل�امية تصدر مثل ه ��ذه الصكوك‬ ‫املبنية على صيغة التمويل اآلجل في منطقة اخلليج‪.‬‬ ‫وس ��وف تس ��تخدم الصك ��وك في مس ��اندة عدد م ��ن مش ��اريع التمويل‬ ‫اإلسالمي التي تعتزم املؤسسة تنفيذها‪.‬‬ ‫وقالت املؤسسة إنها تتطلع لبيع املزيد من السندات‪ ،‬وكانت قد بدأت جولة‬ ‫ترويج في وقت س ��ابق من هذا األسبوع ألولى سنداتها التي ستستخدم‬ ‫حصيلته ��ا ف ��ي متوي ��ل مش ��روعات للرعاي ��ة الصحي ��ة في اليم ��ن ومصر‬ ‫لالستفادة أساسا من الطلب من جانب مستثمرين في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وقال ��ت نائب ��ة رئي ��س التموي ��ل واخلزانة باملؤسس ��ة نينا تش ��ابيرو إن‬ ‫املؤسس ��ة س ��تقوم بإصدار صكوك كل ‪ 12‬أو ‪ 18‬ش ��هرا‪ ،‬مش ��يرة إلى‬ ‫التطلع لقطاعات أخرى مبرور الوقت‪.‬‬ ‫وتعتب ��ر الصكوك اإلس�ل�امية ه ��ي البديل اإلس�ل�امي للس ��ندات‪ ،‬وهي‬ ‫تص ��در مقابل أص ��ول‪ ،‬وتراعى في تطبيقها التعاليم اإلس�ل�امية‪ ،‬حيث‬ ‫حترم الفائدة البنكية‪ .‬املصدر‪ :‬اجلزيرة‬

‫منوعات إخبارية‬ ‫‪ 83%‬من المش�غلين اليه�ود يرتدعون عن‬ ‫تشغيل أكاديميين عرب !!‬

‫كش ��ف تقرير إس ��رائيلي اعده د‪ .‬اي ��رز يعقوبي ود‪ .‬امي ��ر يازكوفيكس‬ ‫وموش ��يه كريف من الكلية االكادميية ف ��ي "كريات اونو"‪ ،‬النقاب عن‬ ‫معلومات تشير الى أن التمييز العنصري ضد املواطنني العرب حاصل‬ ‫ف ��ي القبول او الترقية في اماكن العمل في الدرجة االولى يليهم اليهود‬ ‫االثيوبيني واملتدينني اليهود (احلردمي)‪.‬‬ ‫وج ��اء أن تقري ��ر "أونو ‪ "2009‬الذي تناولته وس ��ائل االعالم العبرية‬ ‫بتوس ��ع يس ��تند عل ��ى دراس ��ة تناول ��ت املش ��غلني واملديري ��ن والطالب‬ ‫األكادميي�ي�ن ف ��ي املواضي ��ع الت ��ي تع ��ود بالدخ ��ل العالي في األس ��واق‬ ‫والبن ��وك اإلس ��رائيلية‪ ،‬واإلع�ل�ام واالتص ��ال‪ ،‬وأكب ��ر مكات ��ب احملامني‬ ‫ومراقبي احلسابات‪ ،‬والقطاع العام‪.‬‬ ‫وتب�ي�ن م ��ن التقري ��ر أن التعليم العالي لي ��س كافيا لالندماج في س ��وق‬ ‫العمل‪ ،‬كما تب�ي�ن أن املجموعة األكبر التي مييز ضدها هم األكادمييون‬ ‫الع ��رب‪ ،‬يليهم األكادمييون اليهود "احلريديون"‪ ،‬ثم األكادمييون من‬ ‫اليهود االثيوبيني‪ .‬وتناول التقرير عشرات من املشغلني باإلضافة إلى‬ ‫‪ 568‬طالب أكادميي‪ .‬وتبني أن ‪ 83%‬من املشغلني اليهود يقولون إنهم‬ ‫يرتدع ��ون عن تش ��غيل الع ��رب ذوي التحصي ��ل العلمي العال ��ي‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 58%‬يرتدع ��ون ع ��ن تش ��غيل اليه ��ود املتزمتني (احل ��ردمي)‪ ،‬و ‪53%‬‬ ‫يرتدعون عن تشغيل االثيوبيني‪.‬‬ ‫وتب�ي�ن أيضا أنه حتى في حال مت جتاوز املرحلة األولى في القبول إلى‬ ‫العمل‪ ،‬فإن هذه املجموعات تواجه صعوبة في الترقية في مكان العمل‬ ‫رغم حيازتهم على املؤهالت الكافية‪ .‬حيث تبني أن ‪ 79%‬من املش ��غلني‬ ‫يرتدعون عن ترقية العرب‪ ،‬مقابل ‪ 70%‬يرتدعون عن ترقية الفالش ��ا‬ ‫(يهود اثيوبيا)‪ ،‬و ‪ 86%‬يرتدعون عن ترقية "احلريدمي"‪.‬‬ ‫وأظه ��ر التقرير أن عالم النش ��ر والتلفزيون التجاري هو أكثر ما مييز‪.‬‬ ‫وفي األسواق املالية واملصرفية تبني أن هناك العرب والفالشا ال يجري‬ ‫تشغيلهم بتاتا في هذا املجال‪ ،‬في حني يتم تشغيل "حريدمي"‪.‬‬

‫حماية المس�ته ِلك‪ :‬الخدمة ‪ 144‬في بيزك‬ ‫ليست مجانا‬

‫تلقى مدير عام شركة بيزك " آفي جباي" هدية " من مؤسسة حماية‬ ‫املستهلك وهي عبارة عن دوسية فيها مئات الرسائل من زبائن شركة‬ ‫بي ��زك يطالب ��ون فيه ��ا الش ��ركة بتعريفهم عن تس ��عيرة اخلدم ��ة ‪،144‬‬ ‫وقد كانت جلنة حماية املس ��تهلك قد توجهت قبل س ��نتني لشركة بيزك‬ ‫باملطالب ��ة بالتعريف عن التس ��عيرة متش ��يا مع قانون حماية املس ��تهلك‬ ‫ال ��ذي يقض ��ي بأن على كل جس ��م جتاري يعرض س ��لعة للبيع عن بعد‬ ‫فعلي ��ه أن يعل ��ن عن س ��عرها علنا‪ ،‬ولكن ش ��ركة بيزك لم تس ��تجب لهذا‬ ‫املطلب‪ ،‬فقامت مؤسس ��ة حماية املستهلك باإلعالن في موقع اإلنترنت‬ ‫خاصتها للزبائن أن يتوجهوا ملدير عام شركة بيزك بصورة شخصية‬

‫ملطالبته بهذا األمر‪.‬‬ ‫وفور نشر اإلعالن أرسل اآلالف من املستخدمني رسائل عديدة إلى مدير‬ ‫شركة بيزك عبر بريده اإللكتروني‪ ،‬إضافة إلى الرسائل اخلطية التي مت‬ ‫إرساله للمؤسسة ‪ ،‬فانصاعت شركة بيزك في نهاية املطاف وأعلنت عن‬ ‫تسعيرة اخلدمة في تسجيل صوتي خالل االتصال ملركز خدماتها ‪.144‬‬

‫قوانين جديدة ستغير من فاتورة الخلوي‬

‫به ��دف التخفي ��ف عل ��ى الزبائ ��ن الذين يش ��ترون أجهزة اخلل ��وي ليس‬ ‫مباش ��رة من ش ��ركة اخللوي أو الذين ينقلون رقم هاتفهم إلى ش ��ركة‬ ‫أخ ��رى‪ .‬ألزم ��ت وزارة االتص ��االت اإلس ��رائيلية وابت ��داء م ��ن األح ��د‬ ‫‪ 1/11/2009‬جميع ش ��ركات الهواتف اخللوية أن يعطوا لهذا النوع‬ ‫م ��ن الزبائن كافة الش ��روط واالمتي ��ازات التي يعطونه ��ا للزبائن الذين‬ ‫قاموا بشراء أجهزتهم مباشرة من شركة اخللوي‪.‬‬ ‫ه ��ذا التخفي ��ض س ��وف مينح من الي ��وم فصاع ��دا أيضا للزبائ ��ن الذين‬ ‫اش ��تروا جهازهم من م ��كان آخر‪ ،‬بعد أن يبرزوا فاتورة ش ��راء اجلهاز‬ ‫ومبلغ الشراء سواء كان الشراء من البالد أو من خارجها‪.‬‬ ‫ولتجس ��يد املوضوع قامت وزارة االتصاالت اإلس ��رائيلية بنشر املثال‬ ‫التالي‪ :‬زبون اش ��ترى جهاز ‪ NOKIA N96‬من متجر خاص وطلب‬ ‫االنضمام كزبون إلحدى ش ��ركات اخللوي والتي يباع بها هذا اجلهاز‬ ‫بـ ‪ 3600‬ش‪.‬ج بـ ‪ 36‬دفعة (‪ 100‬ش‪.‬ج للشهر)‪.‬‬ ‫وللمتحدث�ي�ن مببل ��غ ‪ 200‬ش‪.‬ج متنحه ��م الش ��ركة إرجاع مال ��ي بقيمة‬ ‫‪ 90‬ش‪.‬ج‪ .‬حسب القانون اجلديد‪ ،‬ذات اإلرجاع املالي مينح أيضا ملن‬ ‫اشترى اجلهاز من متجر خاص‪.‬‬ ‫وفي س ��ياق متص ��ل واعتبارا من ‪ 15/09/2009‬تلزم كافة ش ��ركات‬ ‫تفص ��ل ف ��ي فاتورة‬ ‫االتص ��االت (األرضي ��ة واخللوي ��ة‪ ،‬والدولي ��ة) ان ّ‬ ‫الهاتف موعد انتهاء التزام الزبون ومبلغ غرامة اخلروج اذا قرر الزبون‬ ‫وق ��ف تلق ��ي اخلدم ��ة‬ ‫م ��ن الش ��ركة قب ��ل‬ ‫نهاي ��ة موع ��د التزام ��ه‬ ‫للش ��ركة ("رس ��وم‬ ‫اخلروج")‪.‬‬ ‫إل ��ى‬ ‫باإلضاف ��ة‬ ‫ذل ��ك يل ��زم التعدي ��ل‬ ‫الش ��ركات بتق ��دمي‬ ‫تفصيل خطي للزبون‬ ‫وخالل ‪ 14‬يوما من توجهه إليهم حول كيفية حس ��اب غرامة اخلروج‪.‬‬ ‫ليس ذلك فحسب بل إن التعديل يلزم الشركات بان يذكروا في فاتورة‬ ‫الهاتف ان من حق الزبون طلب تفصيل من الشركة حول كيفية حساب‬ ‫املبالغ املس ��تردة أو املدفوعة ملرة واحدة – وتلتزم الشركة بارسال رد‬ ‫خط ��ي ال ��ى الزبون ف ��ي غضون ‪ 30‬يوم ��ا من موعد تقدمي ��ه للطلب في‬ ‫مركز خدمة الزبائن أو للمسؤول عن معاجلة شكاوى العامة‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪47‬‬


‫اقتصاتيرا‬ ‫زاوية ترفيه وساتيرا‬

‫بين ديك إبطن‬ ‫وصناعة الهايتك‬

‫لرمبا يتساءل متسائل ما العالقة بني الديك وبني‬ ‫الهايتك ‪ ,‬وما وجه الشبه أو حتى االختالف بني‬ ‫هذين الشيئني أو قل إن شئت العاملني ‪ .....‬وملاذا‬ ‫بال ��ذات ديك "ابطن" ‪( ...‬ليش مش ديك العزير‬ ‫أو جاجة كفر مندا مثال)‬ ‫رغ ��م وجود بعض الش ��به ب�ي�ن الكلمتني‬ ‫‪...‬دي ��ك وهايتك ‪ ...‬إال أن العالقة بينهما‬ ‫ال تق ��ف عند هذا احل ��د فقط ‪ ...‬بل تتعداه‬ ‫إلى عالق ��ة كونية كبي ��رة ‪ ..‬بحيث ميكن‬ ‫القول أن ديك ابطن هو الس ��بب الرئيس‬ ‫واألس ��اس ف ��ي صناعة الهايت ��ك العاملية‬ ‫وفي خلق أسواق عمل جديدة في العالم‬ ‫اجلدي ��د ‪ ...‬أو ق ��ل إن ش ��ئت خل ��ق مه ��ن‬ ‫جديدة في العالم‪...‬‬ ‫الصناعات العاملية ‪ ...‬األسلحة العسكرية‬ ‫‪ ...‬الغواصات ‪ ...‬النواصات ‪ ...‬العالقات‬ ‫الزوجية العالقات بني الدول واملنظمات‬ ‫‪ ...‬كل ه ��ذه األم ��ور وغيره ��ا كثي ��ر‪...‬‬ ‫يحدده ��ا مدى وجود أو عدم وجود ديك‬ ‫ابطن في املنطقة ‪...‬‬ ‫قد يظ ��ن البعض أن كاتب هذه الس ��طور‬ ‫يه ��ذي ‪ ..‬أو على أقل تقدير مش صاحي‬ ‫‪ ..‬ولكن ��ي أنصحك ��م بإمت ��ام ق ��راءة هذه‬ ‫الس ��طور ‪( ..‬الس ��طور ‪ ..‬ه ��ي الكلم ��ة‬ ‫الوحي ��دة التي قد تعبر عن هذا الش ��ئ –‬ ‫جملة اعتراضية – من احملرر) ‪...‬‬

‫وبع ��د ذلك خوفا من الس ��رقة القادمة غير الباب‬ ‫إل ��ى ب ��اب الكترون ��ي مع رقم س ��ري (ش ��ركات‬ ‫الهايت ��ك كان ��ت عل ��ى ش ��فا (משבר) ‪ ...‬ولكن‬ ‫"والد احلالل" عرفوا الكود ‪ ...‬فتمت الس ��رقة‬

‫من هنا نبدأ ‪..‬‬

‫جارنا غني ‪ ..‬في يوم من ذوات األيام ‪...‬‬ ‫سرق من بيته مبلغ كبير من املال ‪ ..‬مما اضطره‬ ‫‪ ..‬لوض ��ع حديد على الش ��بابيك اخلارجية (أبو‬ ‫فوزي احلداد جارنا كان قاعد بال شغل) ‪..‬‬ ‫بعد فترة مت سرقة البيت مرة أخرى ‪ ...‬فاحضر‬ ‫جارن ��ا جن ��ارا ليصلح له الباب املخل ��وع ‪( ...‬أبو‬ ‫يعق ��وب بدو يجوز بنت ��و وكان على احلديدة)‪...‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪48‬‬

‫بنج ��اح واحلم ��د لل ��ه ‪ ...‬هن ��ا دخل ��ت الصناعات‬ ‫االلكتروني ��ة إل ��ى امللع ��ب ‪ ...‬فوض ��ع جارن ��ا‬ ‫كامي ��رات مراقب ��ة م ��ن جمي ��ع جه ��ات البي ��ت ‪...‬‬ ‫(مالحظة ‪ :‬كل العمليات كانت تتم نهارا)‪...‬‬ ‫في ه ��ذه املرة ق ��رر "والد احل�ل�ال" العمل ليال‬ ‫‪( ...‬لظ ��روف طارئة ال يعلمه ��ا إال الله)‪ ...‬فتمت‬

‫العملي ��ة بس ��رعة ويس ��ر ‪ ...‬كان جارن ��ا ن ��امي‬ ‫والكامي ��رات نامية ألن ��ه الدنيا عتم ��ة ‪ ...‬فلم يتم‬ ‫التع ��رف عل ��ى "والد احل�ل�ال" ‪ ...‬فق ��ام جارنا‬ ‫بإحض ��ار برو ‪ ...‬جيك ‪ ...‬تو ‪ ...‬رات ‪ ..‬بالعربي‬ ‫بروجيكتورات (ابو خليل ش ��غله واقف‬ ‫صارلوا شهر)‪ ...‬بتضوي حلالها كل ما‬ ‫ح ��دا ق ��رب عالبيت ‪ ..‬يعني حتى ش ��ركة‬ ‫الكهربا بتربح من ورا هالشغل ‪ ...‬سارت‬ ‫حي ��اة جارنا به ��دوء وعادت االبتس ��امة‬ ‫لترتسم على وجهه ( من الذان للذان)‪...‬‬ ‫إل ��ى أن وقع عليه هذا اخلب ��ر كالصاعقة‬ ‫‪ ...‬فق ��د أعلنت ش ��ركة الكهرباء يوما عن‬ ‫قط ��ع الكهرباء في احلي ملدة ‪ 8‬س ��اعات‬ ‫للقي ��ام بأعم ��ال الصيانة للبني ��ة التحتية‬ ‫فم ��ا كان م ��ن جارن ��ا إال أن اصفر وجهه‬ ‫واغرورق ��ت عيناه بالدم ��وع ‪ ..‬واجلميع‬ ‫يعرف السبب ‪..‬فها نحن بانتظار الغارة‬ ‫القادمة ‪...‬‬ ‫واآلن لرمبا يتس ��اءل أحدكم ‪ ...‬ما الذي‬ ‫يجبرنا على متابعة قراءة هذه الس ��طور‬ ‫‪ ...‬فأخبرك ��م جميع ��ا إنه ��ا قص ��ة دي ��ك‬ ‫ابطن‪...‬‬ ‫كان عم ��ي يعم ��ل ف ��ي ابط ��ن وكان يأخذ‬ ‫ابن ��ه مع ��ه ‪ -‬لنف ��رض أن اس ��مه ( اك ��س‬ ‫ب ��وي)‪ ..-‬اكس بوي كان ولدا ش ��قيا ‪...‬‬ ‫وفي ي ��وم من األيام إذا ب ��ه يحضر ديكا‬ ‫مع ��ه من ابطن ‪ ...‬فس ��ألته عن هذا الديك‬ ‫‪ ...‬فأخبرن ��ي انه اش ��تراه من قرية ابطن‬ ‫حيث يعمل وال ��ده هناك ‪ ...‬بعد عدة أيام‬ ‫س ��ألته عن مصير الديك ‪ ...‬والذي كان احلديث‬ ‫الشاغل لألسرة في تلك الفترة ‪ ...‬فقال لي بعته‬ ‫‪ ..‬بك ��م؟!‪ ..‬ب ��رأس املال‪ ...‬لم افهم مل ��اذا يبيع ابن‬ ‫عم ��ي ثروته برأس املال ‪ ..‬ولكني عندما حتريت‬ ‫األمر كانت املفاجأة الصاعقة ‪ ...‬اكس بوي كان‬ ‫قد اخذ الديك من ابطن على س ��بيل االس ��تعارة‬

‫‪(..‬يعن ��ي بالعرب ��ي الفصي ��ح ‪ ...‬س ��رقة)‪ ...‬وقد‬ ‫اس ��تعار "والد احل�ل�ال" اآلخري ��ن الدي ��ك منه‬ ‫ف ��كان بيع ��ه إياه ب ��رأس امل ��ال ‪ ...‬وقد ص ��دق ‪...‬‬ ‫وألول مرة ‪...‬‬ ‫عزيزي القارئ ‪ ..‬ال بد انك تتس ��اءل ‪ ..‬ما الهدف‬ ‫م ��ن وراء تصفيت احلكي ‪ ..‬أقولها وأجري على‬ ‫الله ‪..‬‬

‫قالوا قدميا احلاجة أم االختراع‬

‫يعن ��ي ل ��وال ل ��م يك ��ن هناك اك ��س ب ��وي و"والد‬ ‫حالل" ‪ ..‬لكان وضعنا اليوم صعبا ‪ ..‬تخيل انو‬ ‫أب ��و فوزي م ��ا كان الو حاج ��ة ‪ ..‬وأبو يعقوب ما‬ ‫عن ��دو مصاري ي ��زوج بنتو ‪ ...‬وأب ��و خليل قاعد‬ ‫يك ��ش ذب ��ان ‪ ..‬وش ��ركات الهايت ��ك انكس ��رت ‪..‬‬ ‫والعالم عل ��ى طريق االنهيار ‪ ..‬كل هذه األمور‪..‬‬ ‫وغيره ��ا كثي ��ر ‪ ..‬لوال س ��تر الل ��ه أوال ‪ ..‬ثم والد‬ ‫احلالل مبا فيهم اكس بوي ثانيا ‪..‬‬

‫تفاحة‬ ‫المليون!‬

‫واآلن ‪ ..‬بصراح ��ة ‪ ..‬وب ��كل وضوح ‪..‬‬ ‫وبشيء من العقالنية ‪..‬‬

‫ه ��ل تعل ��م أخي القارئ ك ��م يتم إه ��دار طاقات ‪..‬‬ ‫وأم ��وال ‪ ..‬وس ��اعات ‪ ..‬وأيام ‪ ..‬ب ��ل لرمبا تعدى‬ ‫األمر الشهور والسنني ‪ ..‬من اجل حماية أموالك‬ ‫"ديك ابطن" من غارات "والد احلالل" ‪..‬‬

‫هل تعلم ‪:‬‬

‫‪ 29‬أل ��ف ملي ��ون دوالر خس ��ائر البرمجي ��ات‬ ‫املسروقة في العالم‪.‬‬ ‫تعرض ��ت هيئة الس ��كة احلديد في مصر العام‬ ‫املاضي ‪ 2008‬لعدة س ��رقات بلغت ‪ 250‬مليون‬ ‫جنيه‪.‬‬ ‫هيئ ��ة علماء املس ��لمني في العراق‪ :‬الفس ��اد في‬ ‫احلكوم ��ة (العراقي ��ة) صاع ��ق ‪ 8 ...‬ملي ��ارات‬ ‫دوالر حجم سرقات العراق‪.‬‬ ‫قدرت دراسة أكادميية سورية أن ثروة عائلة‬ ‫الرئي ��س تبلغ أربع�ي�ن ملي ��ار دوالر موزعة بني‬ ‫أعمام ��ه وأخوال ��ه وأبنائهم وأكدت اس ��تنادا إلى‬ ‫االقتصادي الس ��وري الس ��جني عارف دليلة أن‬ ‫حج ��م ما هرب ��ه ه ��ؤالء من أم ��وال إل ��ى اخلارج‬ ‫يع ��ادل خمس ��ة أضع ��اف الق ��درة اإلنتاجي ��ة‬ ‫لسورية‪.‬‬ ‫والقائمة تطول ‪......‬‬ ‫فماذا لو طبقت الشريعة في حق هؤالء وغيرهم‬ ‫‪ ..‬فك ��م م ��ن األموال امله ��دورة س ��توفر وكم من‬ ‫الس ��اعات ب ��ل ق ��ل إن ش ��ئت األي ��ام والش ��هور‬ ‫الطويلة ستوجه ألعمال أخرى ‪....‬‬ ‫وال حول وال قوة إال بالله ‪...‬‬

‫س ��أل أحد الش ��باب واحدا ً من املستثمرين‬ ‫األغنياء ‪ ،‬عن س ��بب ثروت ��ه الكبيرة وكيف‬ ‫حصل عليها؟؟‬ ‫فق ��ال ل ��ه‪ :‬الب ��د أن أق ��ول أوالً أن ��ه الصب ��ر‬ ‫واملثابرة‪ .‬ولكني سأحكي لك قصتي‪:‬‬ ‫عندم ��ا كن ��ت ف ��ي س ��نك كن ��ت فقيرا ً ج ��دا ً ‪،‬‬ ‫حتى أنن ��ي كنت أوف ��ر احتياجات أس ��رتي‬ ‫بصعوب ��ة‪ ،‬وف ��ي ذات يوم أعطان ��ي أحدهم‬ ‫تفاح ��ة لك ��ي أقت ��ات به ��ا ‪ ،‬ولكن ��ي فك ��رت‬ ‫أن أبيعه ��ا‪ .‬فجلس ��ت ط ��وال الي ��وم أمل ��ع‬ ‫ف ��ي التفاح ��ة لك ��ي يب ��دو ش ��كلها جذاب� �ا ً‬ ‫وفي نهاية اليوم بعتها بدوالر‪.‬‬ ‫ف ��ي الي ��وم الثان ��ي اش ��تريت بال ��دوالر‬ ‫تفاحتني‪ ،‬وأخذت أملعهما طوال اليوم‪.‬‬ ‫وفي نهاية اليوم بعتهما بأربعة دوالرات‪.‬‬ ‫وفي نهاية الشهر كان لدي ‪ 50‬دوالراً‪.‬‬ ‫قال له الش ��اب معجبا ً بإص ��راره وصبره‪:‬‬ ‫وماذا فعلت بعد ذلك؟؟‬ ‫فق ��ال له الرج ��ل‪ :‬بعدها م ��ات والد زوجتي‬ ‫وترك لنا ‪ 10‬ماليني دوالر بدأت بها حياتي‪.‬‬

‫المستشار‬ ‫االقتصادي‬ ‫مر اح ��د املستش ��ارين االقتصاديني الكبار‬ ‫على راعي أغنام يرعى غنما لونها أس ��ودا‪.‬‬ ‫فقال املستش ��ار للراعي إذا عرفت كم متلك‬ ‫م ��ن األغن ��ام بالضبط ه ��ل تعطين ��ي إحدى‬ ‫هذه الغنمات؟ فأجاب الراعي‪ :‬نعم أعطيك‪.‬‬ ‫ابتع ��د املستش ��ار قلي�ل�ا واتص ��ل بصديقه‬ ‫ال ��ذي يعمل ف ��ي وكالة الفض ��اء وطلب منه‬ ‫أن يع ��د ع ��دد النق ��اط الس ��وداء املوج ��ودة‬ ‫ف ��ي املنطق ��ة احمل ��ددة‪ ,‬وفعال أعط ��اه الرقم‬ ‫الدقيق‪.‬‬ ‫ع ��اد املستش ��ار إل ��ى الراعي وقال ل ��ه‪ :‬أنت‬ ‫متل ��ك ‪ 1671‬غنم ��ة‪ ,‬فاس ��تغرب الراع ��ي‬ ‫وانده ��ش وق ��ال ل ��ه‪ :‬اذا خ ��ذ إح ��دى ه ��ذه‬ ‫الغنم ��ات‪ .‬وقب ��ل أن يغ ��ادر املستش ��ار‬ ‫ن ��اداه الراع ��ي وقال ل ��ه‪ :‬إذا أخبرتك ما هي‬ ‫مهنت ��ك بالضب ��ط ه ��ل تعي ��د ل ��ي غنمت ��ي؟‬ ‫فأجاب املستش ��ار‪ :‬نعم‪ .‬قال الراعي ‪ :‬أنت‬ ‫مستش ��ار اقتصادي‪ .‬اس ��تغرب املستشار‬ ‫وقال نعم ولكن كيف عرفت؟‬ ‫ق ��ال الراع ��ي‪ :‬عرف ��ت لثالث ��ة أس ��باب‪ ,‬أم ��ا‬ ‫الس ��بب األول فألن ��ك أن ��ت ال ��ذي أتيت إلي‬ ‫ب ��دون أن أطلب ��ك وعرض ��ت عل ��ي أن تقدم‬ ‫لي استش ��ارة‪ ,‬وأم ��ا الس ��بب الثاني فألنك‬ ‫أعطيتن ��ي معلومة أنا أعرفها أصال‪ .‬فس ��أل‬ ‫املستشار الراعي‪ :‬وما السبب الثالث؟‬ ‫أج ��اب الراعي‪ :‬ألنك حمل ��ت الكلب بدال من‬ ‫الغنمة!‪.‬‬

‫علم‬ ‫االقتصاد‬ ‫قال االقتصادي االجنليزي املعروف جون‬ ‫كين ��ز (صاح ��ب نظري ��ة كين ��ز املش ��هورة‬ ‫ف ��ي االقتص ��اد)‪ :‬إن ��ك إذا س ��ألت س ��تة من‬ ‫االقتصادي�ي�ن أن يخب ��روك برأيه ��م ف ��ي‬ ‫قضية ما‪ ,‬حصلت منهم على سبعة آراء!‪.‬‬

‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪49‬‬


‫مقتطفات سريعة‬

‫!‬

‫أرقام عربية مذهلة‬

‫أرقام عربية مذهلة‬

‫احلصيلة الشهرية من الرسائل اخللوية ‪ SMS‬التي تظهر على الشريط املوجود أسفل‬ ‫الشاشة في القنوات الفضائية العربية الهابطة تقارب (‪ )8‬ماليني دوالر!‬

‫تكلفة إنتاج الفيديو كليبات اخلاصة بأغاني الفن الهابط في العالم العربي تقارب (‪)16‬‬ ‫مليار دوالر سنويا!‬

‫مجموع الدخل السنوي للخادمات في البيوت العربية هو (‪ )35‬مليار دوالر‪ ,‬أي ما يقارب‬ ‫(‪ )3‬مليارات دوالر شهريا!!‬

‫نادي إعمار‬ ‫للطالب‬ ‫الجامعيين‬

‫مجموع ما تنفقه املرأة العربية على مستحضرات التجميل في السنة الواحدة هو (‪ )2‬مليار‬ ‫دوالر (منها ‪ 1.5‬مليار حصة املرأة اخلليجية)!!‬ ‫مجموع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي هو (‪ )1.7‬مليار دوالر سنويا‪,‬‬ ‫أي ما نسبته (‪ )0.3%‬فقط من الناجت القومي اإلجمالي‪.‬‬ ‫(للمقارنة‪ :‬في فرنسا ‪ ,2.7%‬السويد ‪ ,2.9%‬اليابان ‪( 3%‬أي ‪ 10‬أضعاف ما تنفقه الدول‬ ‫العربية مجتمعة)‪ ,‬وفي إسرائيل ‪ 4.7%‬حسب إحصائيات اليونسكو لسنة ‪!!)2004‬‬

‫هذا مـا أنفقته كبرى‬ ‫الشركات اإلسرائيلية‬ ‫خالل شهر ‪10/2009‬‬ ‫فقط لكي تقنعك‬ ‫بالشراء !‬

‫الشركة‬

‫املبلغ بالدوالر‬

‫بوركتر & جمبل‬

‫‪5،773,102‬‬

‫شتراوس‬

‫‪5,489,061‬‬

‫سانو‬

‫‪4,437,571‬‬

‫بليفون‬

‫‪4,392,592‬‬

‫بارتنر – أوراجن‬

‫‪4,062,450‬‬

‫مزايا عضوية النادي‬ ‫¿¿فرصة للتواصل مع زمالئك الطالب‪ ،‬تبادل المواد واإلمتحانات واألبحاث واألفكار‪.‬‬ ‫¿¿الحصول على جميع إصدارات جمعية إعمار مجاناً‪.‬‬ ‫¿¿اإلستفادة من خدمات الجمعية وموقعها على اإلنترنت‪.‬‬ ‫¿¿اإلستفادة من مركز إعمار لألبحاث اإلقتصادية ومن مشروع المنح البحثية‪.‬‬ ‫¿¿الحصول على عضوية منتدى اإلنترنت الخاص بالطالب الجامعيين‪.‬‬ ‫¿¿مساعدتك في البحث عن عمل بعد التخرج والعديد من المزايا والخدمات‪.‬‬

‫¿¿لإلنضمام واإلستفسار‪ 04-6114447 :‬أو ‪info@eamaar.org‬‬ ‫مجلة إقتصادية إجتماعية ‪50‬‬


‫إعالن ‪7‬‬ ‫غالف أخير‬ ‫الصدقة الجارية‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.