الدليل الفقهي الميسر للصيارفة

Page 1

‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة‬ ‫مسائل متناثرة في بيع‬ ‫النقود والشيكات‬

‫تأليف‬ ‫د‪.‬مشهور فواز محاجنه‬

‫ألستاذ الفقه وأصوله في كلية الدعوة والعلوم اللسلمية أم الفحم وكلية غرناطة‬ ‫ومدير مكتب الدرالسات العليا في الجامعة المريكية المفتوحة – فرع غرناطة –الجليل‪.‬‬ ‫وعضو التحاد العالمي لعلماء المسلمين‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬ ‫‪1‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫الحمد ل والصلة والسلم على لسيدنا محمد رلسول ا وبعد‪:‬‬ ‫فقد انتشرت في الونة اليخيرة ظاهرة التعامل بالشيكات وصــرافتها بيــن عمــوم النّــاس‪ ،‬حــتى أصــبحت تجــارة قائمــة ذات‬ ‫صور مختلفة ومتلونة ومتنوعة‪ ،‬بحيث تستدعي البحث الطويل المعّمــ ق فــي لســبيل معرفــة حكمهــا الشــرعي‪ ،‬نظــراً لــدقتها‬ ‫ويخفائها في كثير من الحيان والحوال‪.‬‬ ‫ومن هنا رأيت أّنه من الواجب المحّتم تجاه إيخواننا من الصــيارفة‪ ،‬حرصـاً علــى طهــارة أمــوالهم وتصــفيتها مــن الشــوائب‬ ‫والشبهات‪ ،‬أن أقوم برصد صور المعاملت السائدة في تعاملهم اليــومي‪ ،‬ومــن ثـّم عرضــها علــى الكتــاب والســنة وأقــوال‬ ‫الفقهاء‪ ،‬وجمعها في طيات هذا البحث ليكون دليلً للصيارفة في معاملتهم اليومية‪ ،‬لما روي عن أمير المؤمنين عمــر بــن‬ ‫الخطاب رضي ا عنه‪" :‬ل يبيع في لسوقنا إلّ من يفقه وإلّ أكل الربا شاء أم أبى" رواه الترمذي ) انظر صــحيح الترمــذي‬ ‫‪.(1/151‬‬ ‫قال الشيخ أحمد شاكر معلقا على هذا الثر‪" :‬نعم‪ ،‬حتى يعرف ما يأيخذ وما يدع وحــتى يعــرف الحلل والحــرام‪ ،‬ول يفســد‬ ‫على الّناس بيعهم وشرائهم بالباطيل والكاذيب‪ ،‬حتى ل يديخل الربا عليهم من أبواب قد ل يعرفها المشتري‪"..‬‬ ‫وقال ابن عابدين رحمه ا تعالى في الحاشية‪" :(1/42 ) :‬من فرائض اللسلم ما يحتاج إليه العبد في إقامة دينــه وإيخل ص‬ ‫عمله ل تعالى ومعاشرة عباده‪ ،‬وفرض على كل مكّلف ومكلفة‪...‬تعلم علم الوضوء والغسل والصلة والصوم والزكاة لمــن‬ ‫له نصاب والحج لمن وجب عليه والبيوع على التجار ليحترزوا عن الشبهات والمكروهات في لسائر المعاملت‪."...‬‬ ‫لذا مما ُيسجل لسلفنا الصالح من التجار البرار أّن أحدهم كان إذا لسافر لتجارته يصطحب معه فقيها ليرشده‪ ،‬فقد ذكــر ابــن‬ ‫نجيم رحمه ا تعالى‪ ...." :‬وكان التجار إذا لسافروا الستصحبوا معهم فقيهاً يرجعون إليه وعن أئمة يخوارزم أّنه لبّد للتاجر‬ ‫من فقيه صدي ق"‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ولكن مّما ل يخفى على القارئ الكريم أّن صور هذه المعاملت في الغالب إن لم تكــن كلهــا ل وجــود لهــا بعينهــا فــي كتــب‬ ‫تراثنا الفقهي القديم‪ ،‬لّنها مستجدة ومستحدثة‪،‬‬

‫لذا لن تسعفنا الكتب القديمة في إعطاء حكم مباشر لهذه المستجدات الفقهية‪ ،‬إلّ أّن المبادئ والقواعد التي قعدها الفقهاء فــي‬ ‫أحكام المعاملت الستنباطاً من الكتاب الكريم والسنة المطهرة‪ ،‬تغطي هـذه المســتجدات وتضــبطها وتحكمهـا وفــ ق المقاصـد‬ ‫الشرعية العامة في تجارة والستبدال النقود‪.‬‬ ‫ولقد الستفدت كثيرًا من قرارات المجامع الفقهيـة‪ ،‬وفتـاوى العلمــاء المعاصــرين الـذين تنــالوا هـذه المسـائل بصــورة فتـاوى‬ ‫عرضية والستأنست بها في لسبيل التوصل إلى الحكم الشرعي الصائب في المسألة بإذن ا تعالى‪.‬‬ ‫وحرصت كــل الحــر ص أن أوثــ ق المعلومــات الــتي أنقلهــا وأوعزهــا إلــى مصــادرها الصــلية‪ ،‬مستعرضـا ً الدلــة ووجــوه‬ ‫اللستدلل بلغة عصرية ميسرة‪ ،‬كما وتجنبت ذكر الخلفات الفقهية في المســائل الــتي يكتنفهــا اليختلف‪ ،‬تبســيطا ً وتســهيل‬ ‫على القاريء‪ ،‬لّن هذا كتاب للعوام وليس بحثا مقدما لمجلة محكمة أو مؤتمر علمّي‪.‬‬ ‫كما وإّن نهجي الذي أجتهد أن ألسير عليه في الفقه عموما والمعاملت على وجه التخصيص هو ايختيار القول اليسر حيــث‬ ‫وجد اليختلف تيسيراً وتولسعة على الّناس ما السـتطعت إلـى ذلـك لسـبيل‪ ،‬وذلـك لن الصـل فـي المعـاملت الباحـة‪ ،‬مـع‬ ‫اللتزام بضوابط التيسير والريخص‪.‬‬ ‫وأيخيراً ‪ :‬أنصح أيخواني الصيارفة بأن يضعوا شرع ا نصب أعينهــم فــي تجــارتهم‪ ،‬ول يغرّنهــم كــثير مــال بطريــ ق غيــر‬ ‫مشروع‪ ،‬فالبركة في الكسب الحلل‪ ،‬ولتكن أيخي التاجر علـى يقيـن بـأّن الـرزق مقسـوم‪ ،‬ولـن تمـوت نفـس حـتى تسـتكمل‬ ‫رزقها‪ ،‬ومن ترك شيئا ل عوضه ا يخيراً منه‪.‬‬

‫المؤلف‬

‫‪3‬‬


‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫الفهرس‬ ‫الموضوع‬ ‫المبحث الول‪ :‬حكم الربا وأقسامه وأضراره وفيه أربعة مطالب‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫‪5‬‬

‫المطلب الول‪ :‬تعريف الربا وماهيته‬

‫‪6-7‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الربا في الصطل ح الشرعّي‬

‫‪8-10‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم الربا‬

‫‪10‬‬

‫أدلة تحريم الربا من القرآن الكريم‬

‫‪11‬‬

‫وجه اللستدلل‬

‫‪12‬‬ ‫‪13-14‬‬

‫أدلة تحريم الربا من السنة‬

‫‪15‬‬

‫المطلب الثالث‪" :‬أقسام الربا"‬ ‫أمثلة تطبيقّية على ربا البيوع )الفضل‪ /‬الّنساء (‪:‬‬ ‫مثال تطبيقي على معاملة‬

‫‪16-17‬‬ ‫‪18‬‬

‫ربوية تشمل )ربا الفضل والنساء معًا(‪:‬‬

‫‪19-20‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أضرار الربا القتصادّية والجتماعّية‬

‫‪21-22‬‬

‫"المضآر الجتماعية للربا"‬

‫‪23-24‬‬

‫فهرس مسائل‬

‫‪25-31‬‬

‫مسائل متناثرة في عقود الصرافة المعاصرة‬

‫‪32-59‬‬

‫‪4‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫المبحث الول‪ :‬حكم الربا وأقسامه وأضراره وفيه أربعة مطالب‪:‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬تعريف الربا‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام الربا‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬حكم الربا‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪:‬أضرار الربا القتصادّية والجتماعّية‬

‫‪5‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫المطلب الول‪ :‬تعريف الربا وماهيته‬ ‫قبل البدء في بيان حكم الربا‪ ،‬فإّنه من المنالسب أن نذكر تعريف الربا في اللغة والصطل ح الشرعّي‪.‬‬ ‫أو ً‬ ‫ل‪" :‬الربا في اللغة"‪:‬‬ ‫الربا لغةً الزيادة‪ُ ،‬يقال "أربى فلن على فلن" إذا زاد عليه‪ ،‬ومنه" ربا الشيء" إذا زاد على ما كان عليه‪ ،‬ومنــه "الربــوة"‬ ‫المكان المرتفع‪ ،‬ومنه‪" :‬أربى فلن ماله" حين صّيره زائدًا‪.‬‬ ‫وفي ذلك يقول ابن منظور‪" :‬ربا الشيُء يربو ُربُّوًا‪ :‬زاد ونما‪ ،‬أربيتــه‪ :‬نميتــه‪ ،‬وفــي التنزيــل العزيــز‪" :‬وُيربــي الصــدقات"‬ ‫ومنه أُِيخذ الربا الحرام‪ ،‬الصل فيه الزيادة‪ ،‬من‪ :‬ربا المال‪ ،‬إذا زاد وارتفع‪ ،‬ومنه ربا السوي ُ‬ ‫ب عليه المــاء‬ ‫ص ّ‬ ‫ ق ونحوه ُربُّواً ُ‬ ‫فانتفخ‪ ،‬وقوله عّز وجل في صفة الرض‪" :‬اهتزت وربت"‪ ،‬قيل‪ :‬معناه ع ُ‬ ‫ظمت وانتفخت‪ ،‬وقوله عّز وجل‪" :‬فأيخذهم أيخــذةً‬ ‫رابية"‪ ،‬أي‪ :‬أيخذهم أيخذةً تزيد على اليخذات")‪.(1‬‬ ‫ويقول الزمخشري أيضًا‪" :‬ربا المال يربو"‪ :‬زاد‪ ،‬وأربــاه اـ تعــالى‪ ،‬و"يربــي الصــدقات"‪ ،‬و"أربيــت الحنطــة"‪ :‬أراعــت‪،‬‬ ‫ب"‪:‬‬ ‫و"أربى فلن على فلن في الّسباب" و "أربى عليه" زاد‪ ،‬وهذا يربــي علــى ذاك‪ ،‬و "ربــا الجــر ح"‪ :‬ورم‪ ،‬و "زبــد را ٍ‬ ‫منتفخ)‪.(2‬‬ ‫وقد وردت مشتقات هذه الكلمة في القرآن الكريم والسنة المطهرة‪ ،‬ففي القرآن الكريم‪:‬‬ ‫ت")‪ ،(3‬أي يضاعف أجرها‪ ،‬ويرُّبها وينّميها له)‪.(4‬‬ ‫‪ - 1‬قوله تعالى‪َ" :‬ويُْرِبي ال َدّ‬ ‫صَدَقا ِ‬ ‫صابَ​َها َوابِف ٌل َفآتَ ْ‬ ‫ضْعفَْيِن")‪.(5‬‬ ‫‪ - 2‬ومنه قوله تعالى‪َ" :‬كَمثَِل َجنَدٍّة بَِرْبَوٍة أَ َ‬ ‫ت أُ​ُكلَ​َها ِ‬ ‫‪).‬وربوة تعني‪ :‬موضع مرتفع)‪6‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬لسان العرب المحيط‪ ،‬للعلمة ابن منظور‪ ،‬مادة )ربا(‪ ،‬ج‪ /1‬ص‪ ،1116‬دار لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون لسنة الطبع‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ألساس البلغة‪" ،‬مادة ربا"‪ ،‬ص ‪ ،153‬الطبعة الولى‪ ،‬بمطبعة أولد أوررفاند‪1372 ،‬هـ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬لسورة البقرة ‪ :‬آية‪.276 :‬‬ ‫)‪ (4‬تفسير الطبري‪ ،‬ج‪ /6‬ص‪ ،15‬المطبوع بتحقي ق محمود محمد شاكر وأحمد شاكر‪ ،‬دار المعارف بمصر‪.‬‬ ‫)‪ (5‬لسورة البقرة‪ ،‬آية‪.265 :‬‬ ‫)‪ (6‬تفسير البيضاوي‪ ،‬ص‪ ،38‬مكتبة الجمهورية المصرية‪ ،‬بدون لسنة طبع‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫‪ - 3‬ومنه قوله تعالى‪" :‬فَ​َسالَ ْ‬ ‫ت أَْوِديَةف ٌ بِقَ​َدِرَها َفاْحتَ​َمَل الَدّسْيُل َزَبداً َراِبيًا")‪.(1‬‬ ‫ومعنى رابيًا‪ :‬عاليا)‪.(ً2‬‬ ‫ت َوَربَ ْ‬ ‫ض َهاِمَدةً فَإَِذا َأنَزْلَنا َعلَْيَها اْلَماَء اْهتَ​َدّز ْ‬ ‫ت")‪.(3‬‬ ‫‪ - 4‬ومنه قوله تعالى‪َ" :‬وتَ​َرى الَْر َ‬ ‫ومعنى "ربت"‪ :‬انتفخت)‪ .(4‬وأّما مشتقات كلمة"الربا"في السنة المطهرة‪ :‬فمنها‪:‬‬ ‫‪ - 5‬قوله صّلى ا عليه ولسّلم‪" :‬ما تصدق أحد بصدقِة من طّيب‪ -‬ول يقبل ا إلّ الطّيـب‪ -‬إل أيخـذها الرحمـان بيمينـه‪ ،‬وإن‬ ‫كانت تمرة‪ ،‬فتربو في ك ّ‬ ‫ف الرحمان حتى تكون أعظم من الجبل")‪.(5‬‬ ‫‪ - 6‬ومنها ما ورد في رواية ابن عباس رضي ا عنهما عن قصة هجرِة إلسماعيل عليــه الســلم وأّمــه إلــى مكــة المكرمــة‪:‬‬ ‫"وكان البيت مرتفعاً من الرض كالرابية تأتيه السيول‪ ،‬فتأيخذ عن يمينه وشماله")‪.(6‬‬ ‫‪ –7‬ومنها ما ورد في قصة أضياف أبي بكر رضي ا عنه‪ ،‬حيث قال عبد الرحمن بن أبي بكر رضــي ا ـ عنهمــا‪" :‬وأيــم‬ ‫ا‪ ،‬ما كّنا نأيخذ من لقمة إل ربا من ألسفلها أكثر منها")‪.(7‬‬ ‫و "ربا"‪ ،‬أي‪ :‬زاد‪.‬‬

‫)‪ (1‬لسورة الرعد‪ ،‬آية‪.17 :‬‬ ‫)‪ (2‬تفسير البيضاوي‪ ،‬ص‪.276‬‬ ‫)‪ (3‬لسورة الحّج‪ ،‬آية‪.5 :‬‬ ‫)‪ (4‬تفسير البيضاوي‪ ،‬ص‪.361‬‬ ‫)‪ (5‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها‪ ،‬حديث )‪.(1014‬‬ ‫)‪ (6‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب النبياء‪ ،‬حديث )‪.(3364‬‬ ‫)‪ (7‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب مواقيت الصلة‪ ،‬باب السمر مع الضيف والهل‪ ،‬حديث )‪.(602‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الربا في الصطل ح الشرعّي‬ ‫‪7‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الربا عند الفقهاء له ثلثة معاٍن اصطلحّية‪ ،‬أحدها أصلّي واليخران تابعان‪ ،‬فأّما المعنى الصــلّي‪ ،‬فهــو ربــا القــرض‪ ،‬وقــد‬ ‫ُيسّمى ربا النسيئة‪ ،‬وهو الزيادة في القرض بحسب مبلغه ومدته‪ ،‬وهو ما يعرف اليوم بالفائدة على القرض‪ ،‬إذ تح ـّدد بنســبٍة‬ ‫مئوية‪ ،‬لسنوية أو نصف لسنوية أو غير ذلك‪ ،‬بحيث يتأثر مبلغ الفائدة بمقدار هذه النسبة‪ ،‬فيزيد كلما زادت‪ ،‬كمــا يتــأثر مبلــغ‬ ‫الفائدة بالزمن‪ ،‬فتزيد بزيادته‪ ،‬هذا هو المعنى الصلّي للربا‪ ،‬المعروف عند الّناس جميعا ً حتى يومنا هذا)‪.(1‬‬ ‫وهذا الربا ُيسّمى عند العلماء بربا الجاهلية لّن تعاملهم بالربا لم يكن إل به‪ ،‬وفي ذلك يقول أبو بكر بن الجصــا ص‪" :‬الربــا‬ ‫الذي كانت العرب تعرفه وتفعله إنّما كان قرض الدراهم والــدنانير إلــى أجــل‪ ،‬بزيــادٍة علــى مقــدار مــا الســتقرض‪ ،‬علــى مــا‬ ‫يتراضون به")‪.(2‬‬ ‫ويقول الفخر الرازي‪" :‬أما ربا النسيئة فهو الذي كان مشهوراً متعارفاً في الجاهلية‪ ،‬وذلك أنهم كانوا يدفعون المال علــى أن‬ ‫يأيخذوا كل شهر قدراً معينا ً ويكون رأس المال باقيًا‪ ،‬ثّم إذا حّل الدين طالبوا المــديون بــرأس المــال‪ ،‬فــإن تعـّذر عليــه الداء‬ ‫زادوا في الح ّ‬ ‫ ق والجل‪ ،‬فهذا هو الربا الذي كانوا في الجاهلية يتعاملون به")‪.(3‬‬ ‫وُيسّمى هذا النوع من الربا أيضاً عند العلماء بالربا الجلي‪ ،‬وربا القرآن‪ ،‬لّن تحريمه ثبت بالقرآن الكريم‪.‬‬ ‫حيث جاء في إعلم الموقعين‪" :‬الربا نوعان‪ :‬جلي ويخفي‪ ،‬فأّما الجلي فربا النسيئة وهو الذي كانوا يفعلــونه فــي الجاهليــة")‬ ‫‪ .(4‬وإّن انتشار ربا القروض لم يكن في الجاهلية فحسب‪ ،‬بل هو النوع المنتشر الن‪ ،‬والمستعمل في البنــوك والمصــارف‪،‬‬ ‫وهو السبب الرئيسّي لكثير من المشاكل القتصادّية العالمّية اليوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬الجامع في أصول الربا‪ ،‬د‪.‬رفي ق المصري‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمش ق‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪1422‬هـ‪2001 /‬م ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬أحكام القرآن‪ ،‬للجصا ص‪ ،‬ج‪ /1‬ص‪ ،65‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون لسنة الطبع‪.‬‬ ‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ /2‬ص‪ ،351‬دار الكتب العلمية‪ ،‬طهران‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬اعلم الموقعين‪ ،‬ج‪ /2‬ص‪. 135‬‬

‫يقول الشيخ محمد أبو زهرة عن هذا النوع من الربا‪" :‬إّن ذلك النوع هو أشّد أنواع الربا تحريما ً‪ ،‬وهو الجاري في التعامــل‬ ‫ي")‪.(1‬‬ ‫بين الجماعات التي قام نظامها القتصادي على ألساس ربو ّ‬ ‫‪8‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫أّما المعنيان اليخران فيختصان بربا البيوع‪ ،‬وهما ربا الّنساء وربا الفضل‪ :‬وُيسّمى بعض العلماء هذا الربا بالربا الخفــي أو‬ ‫بربا السنة‪ ،‬حيث ثبت تحريمه بالسنة المطهرة‪.‬‬ ‫أولً ربا النساء‪ :‬ولقد عّرف العلماء ربا النساء‪ ،‬بأّنه‪" :‬بيع نقد بنقد أو طعام بطعام مؤجلً مطلقًا"‪.‬‬ ‫شر ح التعريف‪:‬‬ ‫قولنا‪ :‬بيع نقد بنقد‪ُ :‬أيخِرج به به بيع النقد بغيره من الطعام أو العروض فل ُيسّمى ربا نساء‪.‬‬ ‫قولنا‪ :‬بيع طعام بطعام‪ُ :‬أيخرج به بيع الطعام بنقد أو بعروض‪ :‬فل يسّمى ربا نساء)‪.(2‬‬ ‫وإنما ربا النساء يكون في بيع الثمنيات بعضها ببعض إلى أجل وبيع الطعام بالطعام إلى أجل‪.‬‬ ‫ثانياً ربا الفضل‪ :‬وأما ربا الفضل فهو‪":‬بيع نقد أو طعام ِبجنِسه متفاضلً حا ً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫شر ح التعريف‪:‬‬ ‫قولنا‪) :‬بيع نقد أو طعام (‪ُ :‬أيخرج بذلك ما ليس بنقد ول طعام كالعروض من الثياب ونحوها‪.‬‬ ‫وقولنا )بجنسه(‪ :‬أيخرج به بيع النقد والطعام بغير جنسه فل ُيسّمى ربا فضل‪.‬‬ ‫ل(‪ :‬أيخرج بيع النقد والطعام بجنسه متماث ً‬ ‫وقولنا‪ ) :‬متفاض ً‬ ‫ل‪ ،‬فل يسمى ربا فضل‪.‬‬ ‫ل(‪ :‬أيخرج به بيع النقد والطعام بجنسه مؤج ً‬ ‫وقولنا‪) :‬حا ً‬ ‫ل‪ ،‬فإّنه ل يسّمى ربا فضل إنّما هو ربا نساء ولو كانا متماثلين)‪.(3‬‬ ‫ولسيتضح ذلك لدى حديثنا حول أقسام الربا‪.‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬بحوث في الربا‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬موقف الشريعة اللسلمية من البنوك‪ ،‬أد‪ .‬رمضان حافظ عبد الرحمان‪ ،‬ص‪ ،8‬دار السلم‪ ،‬الطبعة الولى‪1425 ،‬هـ‪2005/‬م ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬موقف الشريعة اللسلمّية من البنوك‪ ،‬أد‪ .‬السيوطي‪ ،‬ص‪.8-7‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم الربا‬ ‫‪9‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫إّن الربا ألسالسه ظلف ٌم والستغلل لحاجة المحتاج‪ ،‬فضلً عن أنه يوّلسع الفجوة بين طبقــات النــاس وينشــئ الحقــد والنانيــة فــي‬ ‫القلوب‪ ،‬وهو بالوقت نفسه لسبب للضطراب القتصادي وانتشار البطالة وغلء اللسعار ويخفض النتاج‪.‬‬ ‫لذا كان من حكمة ا تعالى ورحمته بعباده أّنه حّرم الربا وجعله من أكبر الكبائر وأنزل في شأنه قرآنا ً ُيتلى إلى يوم الــدين‪،‬‬ ‫ولعن آكله وموكله وكاتبه وشاهديه‪.‬‬ ‫يقول ابن القيم رحمه ا تعالى‪" :‬فمن رحمة أرحم الراحمين وحكمته وإحسانه إلى يخلقه أن حّرم الربا‪ ،‬ولعـن آكلـه ومـوكله‬ ‫وكاتبه وشاهديه وآذن من لم يدعه بحربه وحرب رلسوله‪ ،‬ولم يجيء مثل هذا الوعيد في كبيرة غيــره ولهــذا كــان مــن اكــبر‬ ‫الكبائر")‪. (1‬‬ ‫ولم يقف المر إلى هذا الحد‪ ،‬بل منع اللسلم تقديم أي مساعدة للتعامل الربوي‪ :‬فقد روى المام مسلم عن جابر رضــي اـ‬ ‫عنه‪ ،‬قال‪" :‬لعن رلسول ا صلى ا عليه ولسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه‪ ،‬وقال‪ :‬هم لسواء")‪ .(2‬فلم تقتصر اللعنــة‬ ‫على آكل الربا وموكله فحسب‪ ،‬بل شملت كاتبه وشاهديه وهذا يدل على شمول التحريم على كتابة التعامل الربوي والشهادة‬ ‫عليه إلى جانب تحريم أكل الربا ومواكلته‪.‬‬ ‫وفي هذا يقول النووي رحمه ا تعالى في شرحه على صحيح مسلم‪" :‬وهذا تصريح بتحريم كتابــة المبايعــة بيــن المــترابين‬ ‫والشهادة عليها‪ ،‬وا أعلم")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬اعلم الموقعين)ج‪ /2‬ص‪ ،(135‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1397 ،‬هـ ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب المساقاة‪ ،‬باب لعن آكل الربا وموكله‪ ،‬حديث )‪.( 1598‬‬ ‫‪ .‬شر ح النووي على صحيح مسلم‪ ،‬ج ‪ /11‬ص ‪(3) 26‬‬

‫أدلة تحريم الربا من القرآن الكريم‪:‬‬

‫‪10‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وردت آيات عديدة تبّين حرمة الربا بيانـا ً صــريحا ً وأّنــه لســبب فــي حلــول العقوبــات الدنيويــة واليخرويــة علــى الجماعــات‬ ‫والفراد‪ ،‬ومن هذه اليات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قوله تعالى‪َ" :‬وأَ​َحَدّل ّ‬ ‫اُ اْلبَْيَع َوَحَدّرَم الّرَبا")‪.(1‬‬ ‫ص صحيف ٌح صريح في حرمة الربا ل يحتمل التأويل‪.‬‬ ‫فهذا ن ٌّ‬ ‫‪ - 2‬قوله تعالى‪َ" :‬يا أَُّيَها الَدِّذيَن آَمُنوْا اتَدُّقوْا ّ‬ ‫اَ َوَذُروْا َما بَقَِي ِمَن الّرَبا")‪.(2‬‬ ‫وجه اللستدلل من هذه الية‪:‬‬ ‫أن ا تعالى بّين في هذه الية أّن من مقتضيات اليمان ترك الربا‪ ،‬حيث قال ا تعالى‪" :‬وذروا ما بقي مـن الربـا إن كنتـم‬ ‫مؤمنين"‪.‬‬ ‫يقول الحرالي‪" :‬فبّين أّن الربا واليمان ل يجتمعان")‪. (3‬‬ ‫ضــاَعفَةً َواتَدُّقـوْا ّ‬ ‫اَـ لَ​َعلَدُّكـْم تُْفلُِحــوَن َواتَدُّقـوْا النَدّــاَر الَدّتِــي أُِعـَدّد ْ‬ ‫‪ - 3‬قوله تعالى‪َ" :‬يا أَُّيَها الَدِّذيَن آَمُنوْا لَ تَأُْكُلوْا الّرَبا أَ ْ‬ ‫ت‬ ‫ضـَعافا ً ُّم َ‬ ‫لِْلَكافِ​ِريَن")‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬لسورة البقرة‪ ،‬آية‪.275 :‬‬ ‫)‪ (2‬لسورة البقرة‪ ،‬آية‪.278 :‬‬ ‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬تفسير القالسمي‪ ،‬ج‪ /3‬ص‪ ،373‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1398 ،‬هـ ‪.‬‬ ‫)‪ (4‬لسورة آل عمران‪ ،‬آية‪.131-130 :‬‬

‫وجه اللستدلل‪:‬‬ ‫‪11‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫أّن ا تعالى قد توعد المؤمنين بالنار التي ُأعّدت للكافرين إن لم يتركوا الربا‪.‬‬ ‫وقد روي عن أبي حنيفة رحمه ا تعالى أنه كان يقول‪" :‬هذه أيخوف آية في القرآن‪ ،‬حيث أوعد ا المؤمنين بالنّــار المعــّدة‬ ‫ب ّم ـَن ّ‬ ‫اِ ـ‬ ‫ب من لم يتركه‪ ،‬فقال جّل ثناؤه‪" :‬فَِإن لَدّْم تَْفَعُلوْا فَ ـأَْذُنوْا بَِح ـْر ٍ‬ ‫للكافرين إن لم يّتقوه")‪ .(1‬بل لقد آذن ا تعالى بحر ِ‬ ‫َوَرُلسولِ​ِه")‪.(2‬‬ ‫يقول القرطبي في تفسر هذه الية‪" :‬دّلت هذه الية على أّن أكل الربا والعمل به من الكبائر")‪.(3‬‬ ‫كما أّن ألسلوب الوعيد الذي هّدد ا تعالى به المتعاملين بالربا لم ُيســتخدم لي جريمــة أيخــرى‪ ،‬ونظــراً لــذلك قــال إمــام دار‬ ‫الهجرة‪ -‬المام مالك رحمه ا تعالى‪" :‬لم أر أشّر من الربا"فقد روى القرطبي عن أبي ُبكير قال‪ :‬جاء رجل إلــى مالــك بــن‬ ‫أنس‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد ا‪ :‬إني رأيت رج ً‬ ‫ل لسكران يتعاقر يريد أن يأيخذ القمر‪ ،‬فقلت‪ :‬امرأتي طال ق إن كان يديخل جوف ابن‬ ‫آدم أشّر من الخمر‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ارجع حتى أنظر في مسألتك‪ ،‬فأتاه من الغد‪ ،‬فقال له‪ :‬امرأتك طال ق‪ ،‬إني تصفحت كتــاب اـ ولســنة نــبيه فلــم أر شــيئاً‬ ‫أشّر من الربا‪ ،‬لّن ا آذن فيه بالحرب")‪.(4‬‬ ‫ ق ّ‬ ‫‪ - 4‬قوله تعالى‪" :‬يَْمَح ُ‬ ‫ت")‪.(5‬‬ ‫اُ اْلّرَبا َويُْرِبي ال َدّ‬ ‫صَدَقا ِ‬ ‫وجه اللستدلل‪ :‬اّن ا تعالى قد قرر في هذه الية أّن عاقبة الربا إلى قلة وأّنه يمح ق الربا وهذا آثار الحرب التي أعلنها ا‬ ‫على أكلة الربا والمجتمع الذي يأكله")‪.(6‬‬ ‫وأيخبر ا تعالى بالمصير المؤلم الذي ينتظر أكلة الربا فقال‪" :‬الَدّـِذيَن َيـأُْكُلوَن الّرَبـا لَ يَُقوُمـوَن إِلَدّ َكَمـا يَُقـوُم اَدّلـِذي يَتَ​َخبَدّ ُ‬ ‫طـهُ‬ ‫الَدّشْي َ‬ ‫س")‪.(7‬‬ ‫طاُن ِمَن اْلَم ّ‬ ‫وتهدد الذين يعودون إلى أكلِ​ِه بعد تحريمه بالخلود في الّنار‪ ،‬فقال‪" :‬فَ​َمن َجاءهُ َمْوِعظَةف ٌ ّمن َدّربِّه َفانتَهَ​َى فَ​َلـهُ َمــا َلسـلَ َ‬ ‫ف َوأَْمـُرهُ‬ ‫إَِلى ّ‬ ‫اِ َوَمْن َعاَد فَأ ُْوَلـئَِك أَ ْ‬ ‫ب الَدّناِر هُْم ِفيَها َيخالُِدوَن")‪.( 8‬‬ ‫صَحا ُ‬

‫)‪ (1‬عمدة القاري‪ ،‬ج‪ /11‬ص‪ ،200‬الكشاف‪ ،‬ج‪ /1‬ص‪.463‬‬ ‫)‪ (2‬لسورة البقرة‪ ،‬آية‪.279 :‬‬ ‫)‪ (3‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪ /3‬ص‪.294‬‬ ‫)‪ (4‬المرجع الساب ق‪ ،‬ج‪ /3‬ص‪.364‬‬ ‫)‪ (5‬لسورة البقرة‪ ،‬آية‪.276 :‬‬ ‫)‪ ( 6‬أنظر‪ :‬الربا وأثره على المجتمع النساني‪ ،‬د‪.‬عمر لسليمان الشقر‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1410 ،‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬ ‫)‪ (7‬لسورة البقرة‪ ،‬آية‪ 275 :‬؟‬

‫ثانياً أدلة تحريم الربا من السنة‪:‬‬ ‫حيث قد ورد تحريم الربا في السنة الصحيحة إلى جانب ما لسب ق ذكره من اليات‪ ،‬ومن هذه الحاديث‪:‬‬ ‫‪12‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫‪ - 1‬ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي ا عنه عن النــبّي صـّلى اـ عليــه ولسـّلم‪ ،‬قــال‪" :‬اجتنبــوا الســبع‬ ‫الموبقات"‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رلسول ا‪ :‬وما هّن؟‪ ،‬قال‪" :‬الشرك بال والسحر وقتل النفس التي حّرم ا إل بالح ّ‬ ‫ ق وأكل الربا وأكــل‬ ‫مال اليتيم والتوّلي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلت")‪.(1‬‬ ‫وجه اللستدلل‪ :‬أّن النبي صّلى ا عليه ولسّلم قد عّد الربا أحد الذنوب السبعة الكبيرة التي تهلك صاحبها في الدنيا واليخرة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قوله صّلى ا عليه ولسّلم‪" :‬درهُم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشّد من لستة وثلثين زنية")‪.(2‬‬ ‫وقد قال الشوكاني رحمه ا تعالى تعليقاً على هذا الحديث‪" :‬يدل على أّن معصية الربا أشّد المعاصي‪ ،‬لّن المعصـية الـتي‬ ‫تعدل معصية الزنا التي هي غاية الفظاظة والشناعة‪ ،‬بمقدار العدد المذكور‪ ،‬بل أشّد منها‪ ،‬ل شــك أّنهــا تجــاوزت الح ـّد فــي‬ ‫القبح")‪.(3‬‬ ‫وقد ورد عن بعض السلف أيضا ً ما يدّل على كون الربا من أكبر الكبائر‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب قول ا عّز وجّل‪" :‬إّن الذين يأكلون أموال اليتامى ُ‬ ‫ظلم ـا ً إّنمــا يــأكلون فــي بطــونهم نــاراً‬ ‫ولسيصلون لسعيرًا"‪ ،‬حديث رقم ) ‪.( 2766‬‬ ‫)‪ ( 2‬رواه أحمد في مسنده‪ ،‬أنظر‪ :‬الفتح الرباني لترتيب مسند المام أحمد بن حنبل‪ ،‬أبواب الربا‪ ،‬باب ما جاء في التشديد فيه‪ ،‬ج‪ /15‬ص‪. 69‬‬ ‫وقال الحافظ الهيثمي عن الحديث‪" :‬رجاله رجال الصحيح"‪ ،‬أنظر‪ :‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬ج‪ /4‬ص‪ ،117‬دار الكتــاب العربــي‪ ،‬بيــروت‪،‬‬ ‫الطبعة الثالثة‪1402 ،‬هـ ‪.‬‬ ‫وقال الشيخ اللباني عن الحديث‪" :‬والسناده صحيح"‪ ،‬أنظر‪ :‬حاشية مشكاة المصابيح‪ ،‬ج‪ /2‬ص‪. 859‬‬ ‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬نيل الوطار شر ح منتقى اليخبار‪ ،‬ج‪ /5‬ص‪ ، 297‬نشر‪ :‬رئالسة إدارات البحوث العلمّية والفتاء والدعوة والرشاد بالمملكــة العربيــة‬ ‫السعودية‪ ،‬الطبعة الولى‪1402 ،‬هـ ‪.‬‬

‫ب إلّي من أكــل درهــم ربــا‪ ،‬يعلــم اـ‬ ‫فقد روى المام أحمد عن حنظلة الراهب عن كعب‪ ،‬قال‪" :‬لن أزني ثلثا ً وثلثين أح ُّ‬ ‫أني أكلته حين أكلته ربا")‪.(1‬‬ ‫كما أّن السنة النبوية قد أوضحت أّن ضرر الربا ل يقتصر على من يعمل به فحسب‪ ،‬بل يصيب المجتمع الذي يظهــر فيــه‪،‬‬ ‫بحيث يستح ق ذلك المجتمع عقاب ا تعالى‪ ،‬فقد روى المام أبو يعلى عن ابن مسعود رضي ا عنه عن النــبّي ص ـّلى ا ـ‬ ‫عليه ولسّلم أّنه قال‪" :‬ما ظهر في قوم الزنا والربا إل أحّلوا بأنفسهم عقاب ا")‪.(2‬‬ ‫‪13‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وقال الحرالي رحمه ا تعالى‪" :‬أكثر بليا هذه المة‪ -‬حتى أصابها ما أصــاب بنــي إلســرائيل مــن البــأس الشــنيع والنتقــام‬ ‫بالسنين‪ -‬إنما هو من عمل الربا")‪.(3‬‬ ‫وقد بينت السنة النبوية أّن آكل الربا يوقف في نهر من دم وُيرمى الحجر في فيه‪ ،‬حيث روى المام البخاري فــي صــحيحه‬ ‫عن لسُمرة بن جندب رضي ا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى ا عليه ولسّلم‪" :‬رأيت الليلة رجلين أتياني فأيخرجاني إلــى أرض‬ ‫مقدلسة فانطلقا حتى أتينا على نهر من دم‪ ،‬فيه رجل قائم‪ ،‬وعلى ولسِط النهر رجل بين يديه حجارة‪ ،‬فأقبــل الرجــل الــذي فــي‬ ‫النهر‪ ،‬فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى رجف ٌل بحجر في فيه فرّده حيث كان‪ ،‬فجعل كلمـا جـاء ليخـرج رمـى فــي فيــه بحجــر‬ ‫فيرجع كما كان فقلت‪ :‬ما هذا؟‪ ،‬فقال‪" :‬الذي رأيته في النهر آكل الربا"‪.‬‬ ‫ومن العقوبات التي لستقع على المرابين في اليخرة أّنه لستصير بطونهم كالبيوت‪ُ ،‬ترى الحيات من يخارجها‪.‬‬ ‫فقد روى المام ابن ماجه عن أبي هريرة رضي ا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رلسول ا صلى ا عليه ولسلم‪" :‬أتيــت ليلــة ألســري بــي‬ ‫على قوِم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ُترى من يخارج بيوتهم‪ ،‬فقل ُ‬ ‫ت‪" :‬من هؤلء يا جبريل؟ قال‪ :‬هؤلء أكلة الربا")‪.(4‬‬ ‫لذا وبناًء على ما لسب ق من النصو ص الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة‪ ،‬فإّن المــة قــد أجمعــت وأطبقــت علــى حرمــة‬ ‫الربا واعتباره من أكبر الكبائر‪.‬‬ ‫قال النووي رحمه اـ تعـالى‪" :‬أجمـع المسـلمون علـى تحريـم الربـا وأّنـه مـن الكبـائر‪ ،‬وقيـل أّنـه كـان محرمـا ً فـي جميـع‬ ‫ي")‪.(5‬‬ ‫الشرائع‪،‬وممن حكاه المارود ّ‬ ‫وقال شيخ اللسلم ابن تيمية‪" :‬المراباة حرام بالكتاب والسنة والجماع")‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬الفتح الرباني‪ ،‬ج‪ /15‬ص ‪. 70‬‬ ‫)‪ (2‬قال الهيثمي في مجمع الزوائد ) ج‪ /4‬ص‪ :( 118‬رواه أبو يعلى وقال‪ :‬السناده جيد (‪.‬‬ ‫صغير‪ ،‬ج‪ /5‬ص‪. 494‬‬ ‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬فيض القدير شر ح الجامع ال ّ‬ ‫)‪ (4‬رواه ابن ماجه في لسننه‪ ،‬كتاب التجارات‪ ،‬باب التغليظ في الربا‪) ،‬ج‪ /2‬ص‪ ،( 763‬مطبعة عيسى البابي وشركاه‪ ،‬بتحقي ق محمد فؤاد عبــد‬ ‫الباقي‪ ،‬بدون لسنة الطبع(‪ ،‬ورواه أحمد في مسنده)ج‪ /2‬ص‪ ،( 353،363‬وضعفه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد ) ج‪ /4‬ص‪.( 117‬‬ ‫)‪ (5‬أنظر‪ :‬المجموع شر ح المهذب‪ _ ،‬ج‪ /9‬ص‪. ( 391‬‬ ‫‪ ).‬مجموع الفتاوى‪ ،‬لبن تيمية‪ _ ،‬ج ‪ /29‬ص ‪(6) ( 418‬‬

‫المطلب الثالث‪" :‬أقسام الربا "‬ ‫بّينت في المبحث الول من يخلل تعريفــي للربــا‪ ،‬أّن الربــا ُيقســم إلــى قســمين‪ :‬ربــا القــروض وُيسـّمى بربــا النســيئة وبربــا‬ ‫الجاهلية أو بربا القرآن وبالربا الجلي‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وهنالك قسم آيخر من أقسام الربا وهو ربا البيوع وهو ُيقسم إلى نوعين‪ :‬ربا الفضل وربا النساء‪ ،‬وهـو ُيسـّمى بالربـا الخفـي‬ ‫أو بربا السنة لثبوته في السنة النبوّية المطهرة‪.‬‬ ‫حيث روى المام مسلم في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي ا عنه قــال‪" :‬قــال رلســول اـ صـّلى اـ عليــه ولسـّلم‪:‬‬ ‫الذهب بالذهب‪ ،‬والفضة بالفضة والبُّر بالبُّر والشعير بالشعير والتمُر بالتمِر والملح بالملح مثلً بمثل‪ ،‬لسواًء بسواٍء يــداً بيــد‪،‬‬ ‫فإذا ايختلفت هذه الصناف‪ ،‬فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد")‪.(1‬‬ ‫والملحظ أّن الشياء المنصو ص عليها في الحاديث إّما أثمان كالذهب والفضة وإّما مطعومــات للدمييــن كــالبر والشــعير‬ ‫والتمر والملح‪ ...‬وبناءً على ذلك فالعلة المعتبرة في كون المال ربويا ً هي الثمينة أو الطعم‪ ،‬فكأّن الشارع يقول‪ :‬ما كان ثمنـاً‬ ‫أو مطعوما ً فل يباع بجنسه إلّ بشروط‪.‬‬ ‫وذلك لّن الصناف المذكورة في الحديث إّما أن تكون ثمناً كالذهب والفضة وإّمــا أن تكــون طعمـا ً كــالبر والشــعير والتمــر‬ ‫والملح‪.‬‬ ‫والّناس ل يمكنهم اللستغناء عن هذين السببين في حياتهما‪ ،‬فبالثمان تحيــا المــوال وبالطعــام تحيــا النفــوس والتلعــب فــي‬ ‫هذين الصنفين ُيعّرض حياة المجتمع للخطر‪ ،‬ويعرض مصالح الناس لللستغلل‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه مسلم كتاب البيوع حديث ‪1587‬‬

‫ونظراً لّن العلة في ايختيار هذه الصناف هي حماية مصالح الناس‪ ،‬فإّن هذه الغاية ل تتحق ق إلّ من يخلل تحريم الربا فــي‬ ‫جميع الصناف التي تشترك مع هذه الشياء المحرمة في لسبب ايختيـار الرلسـول صـّلى اـ عليـه ولسـّلم لهـا‪ ،‬وهـي الثمنيـة‬ ‫والطعام‪ ،‬لذا فإّن كل ما كان ثمنا ً أو طعما ً فإّنه يجري فيه التحريم‪ ،‬فكما يجري الربا في تلك الموال الستة التي ذكرت في‬ ‫الحديث فإّنه يجري أيضا َ في غيرها‪ ،‬وذلك لّن الحكم فيها معّلل كما ذكرنا‪ ،‬فُيقاس عليهما كل مال توجد فيه العلة المعتــبرة‬ ‫في تحق ق وصف الربا وهي الثمنية أو الطعم‪.‬‬ ‫وتفريعا ً على ما لسب ق نقرر ما يلي‪:‬‬ ‫‪15‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫‪ - 1‬كل ما يجري التعامل به اليوم من الثمان كالدولر والــدينار والشــاقل واليــورو وغيرهــا مــن العملت الرائجــة‪ ،‬تلحــ ق‬ ‫بالذهب والفضة فتعتبر مالً ربوياً ويشترط في التعامل بها ما يشترط في التعامل بالذهب والفضة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬كل مطعوم يطعمه الدميون غالباً فهو مال ربوي يجري فيه الربا لسواًء أكان من القوات كالرز والذرة أم من الفواكه‬ ‫كالزبيب والتين والتفا ح والمشمش وغيرها قيالساً على القوات ولسائر المطعومات التي وردت في الحديث الساب ق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كل ما ليس بثمن أو مطعوم للدميين من الشياء فليس بمال ربوي‪ ،‬فل يجري فيـه الربــا‪ ،‬وذلــك كسـائر المعــادن غيــر‬ ‫الذهب والفضة والقمشة وغيرها)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬الفقه المنهجي على مذهب المام الشافعي‪ ،‬ج‪ /3‬ص‪. 59-58‬‬

‫أمثلة تطبيقّية على ربا البيوع )الفضل‪ /‬الّنساء (‪:‬‬ ‫إّن الموال الربوّية التي لسب ق وذكرناها‪ ،‬وهي كل ما كــان ثمنـا ً للشــياء أو كــل مــا كــان مطعومـا ً لدمــي‪ ،‬إذا بيــع بعضــها‬ ‫ببعض فإّنه يشترط لصحة بيعها شروطا ً معينة‪ ،‬نلخصها بما يلي‪:‬‬ ‫‪- 1‬إذا بيع مال ربوي بجنسه‪ -‬كحنطة بحنطة‪ ،‬ولسكر بسكر وتفا ح بتفا ح وذهب بذهب‪ ،‬ودولر بدولر ودينار بدينار وتمــر‬ ‫بتمر‪ ...‬فإنه يشترط لصحة هذا البيع ما يلي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬المماثلة في البدلين‪ :‬فل يجوز بيع ‪ 5‬كيلو تمر ب‪ 3‬كيلو تمر مثلً ولو كان المبيع الول رديئا ً واليخر أجود منه‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ول يجوز بيع ‪ 100‬غرام ذهبا ً ب ‪ 80‬غرام ذهب مثلً ولو كانت المائة غرام الولى قديمــة أو عيارهــا أقــل جــودة مــن ‪80‬‬ ‫غرام اليخرى‪ .‬ومّما يؤكد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬حديث )‪ (2188‬عن أبي لسعيد الخدري رضي ا عنه قال‪ :‬جاء‬ ‫بلل إلى النبي صّلى ا عليه ولسّلم بتمر ُبرنّي‪ ،‬فقال له النبي صلى ا عليه ولسلم‪" :‬من أيــن هــذا؟"‪ ،‬قــال بلل رضــي اـ‬ ‫عنه‪ :‬كان عندنا تمر رديء‪ ،‬فبع ُ‬ ‫ت منه صاعين بصاع لنطعم النبي صلى ا عليه ولسلم‪ ،‬فقال النبي صـلى اـ عليـه ولسـلم‪:‬‬ ‫"أّوه أّوه‪ ،‬عين الربا عين الربا ل تفعل"‪.‬‬ ‫ول يجوز بيع ‪100‬دينار بـ ‪ 90‬ديناراً ولو كان ُلسّلم البدلن في كل من البيوع السابقة في مجلس العقد‪.‬‬ ‫وهذا الربا ُيسمى بربا الفضل‪ ،‬وقد لسب ق وأن عرفناه بأّنه "بيع نقد أو طعام بجنسه متفاضلً حا ً‬ ‫ل"‪.‬‬ ‫وهذا النوع من الربا منتشر هذه اليام عند صيارفة الشيكات حيث ُيقّدم حامل شيك قيمته ‪ 5000‬دينار مثلً لحد الصــيارفة‬ ‫ومن ثّم يصرفه له بجنِسِه ) أي بنفس العملة( مقابل نسبة معينة يتفقان على تحديدها‪ .‬وهذه العملية محرمة بالتفاق لّن فيهـا‬ ‫ربا فضل‪ ،‬وقد بّينت السنة النبوية حرمة ذلك‪ ،‬من يخلل قوله صّلى ا عليه ولسّلم فيمــا رواه عنــه عبــاده بــن الصــامت فــي‬ ‫الحديث الساب ق‪" :‬مثلً بمثل لسواءً بسواء"‪.‬‬ ‫ب – الحلول والتقابض‪ :‬وذلك بأن يقبض كل من المتعاقدين البدل من اليخر قبل أن يتفرقا بأبدانهما من مجلس العقد‪.‬‬ ‫فل يجوز بيع ‪ 2‬كيلو تمر بـ ‪ 2‬كيلو أيخرى على أن يتم التسليم بعد لساعة أو يوم ولو تماثل وتساويا في الوزن والمقدار‪ ،‬ول‬ ‫يجوز بيع ‪ 100‬غرام ذهب )مث ً‬ ‫ل( بـ ‪ 100‬غرام أيخرى على أن يتم تسليم أحد البدلين أو كليهما بعد مجلس العقد ولو تساويا‬ ‫في الوزن والمقدار‪.‬‬ ‫وهذا يسّمى بربا الّنساء‪ ،‬وقد لسب ق وأن عرفناه بأّنه "بيع نقد بنقد أو طعام بطعام مــؤجلً مطلقـًا"وهــذا بيــع محــرم باطــل قــد‬ ‫ثبتت حرمته بالسنة المطهرة أيضاً من يخلل ما رواه عبادة بن الصامت في الحديث الساب ق"‪ ...‬يداً بيد"‪.‬‬ ‫وغالب تعامل الّناس لدى بيع الموال الربوية المتحدة الجنس يكون متضمنا ً لنوعّي الربا‬ ‫) الفضل والنساء( أو الفضل لوحده‪ ،‬لّنه ل يتصور أن يبيع شخص ‪ 2‬كيلو تمر بـ‪ 2‬كيلو تمر أيخرى مؤجلً أو مائــة دولر‬ ‫بمائة دولر أيخرى مؤجلة ولكن لو حصل ذلك فهذا بيع محرم باطل لّن فيه ربا نساء‪.‬‬

‫مثال تطبيقي على معاملة‬ ‫ربوية تشمل )ربا الفضل والنساء معًا(‪:‬‬

‫‪17‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ما هو متعارف عليه اليوم في البنوك من تنظيف للشيكات أو ما ُيسّمى بتنقيص الشيكات‪ ،‬حيث يذهب التاجر ومعـه شـيكات‬ ‫مؤجلة بقيمة ‪ 100.000‬دينار مثلً ومن ثّم يبيعها للبنك بأقل من قيمتها نقدًا‪ ،‬بحيث يتقاضى البنك قيمتهـا كاملـة عنـد حلـول‬ ‫أجلها ) أي أجل الشيكات( من محررها‪.‬‬ ‫فهذه العملية تحوي على ربا فضل لّن الشيك )وهو من الثمنيات( بيع بأقل مــن قيمتــه وتحــوي أيضـا ً علــى ربــا نســاء لنّــه‬ ‫مؤجل‪ ،‬وايختّل بذلك شرط التقابض‪.‬‬ ‫ومن صور ذلك أيضاً ما يفعله بعض الصيارفة من صــرافة شــيك مؤجــل قيمتــه مثلً ) ‪ (5000‬دولر بــ )‪ 4500‬دولر (‬ ‫نقداً فإّن هذه العملية محرمة باطلة تتضمن الربا بنوعيه‪ :‬النساء والفضل‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إذا بيع مال ربوي بمال ربوي آيخر من غير جنسه ولكن العلة فيهمــا واحـدة‪ ،‬فيشـترط لصــحته الحلـول والتقـابض فــي‬ ‫مجلس العقد‪ :‬ول يشترط التماثل بين البدلين في هذه الحالة‪.‬‬ ‫فلو باع شخص ليخر مثلً ‪ 100‬كيلو تمر بـِ ‪ 300‬كيلو تفا ح فإّن ذلك جائز بشرط التسليم في مجلس العقد‪.‬‬ ‫ولو باع شخص ليخر مثلً ‪ 100‬غرام ذهب بـِ ‪ 250‬غرام فضة لجاز أيضا ً شريطة أن يتم التسليم في مجلس العقد‪.‬‬ ‫والملحظ عليه في المثلة الســابقة أن التمــر والتفـا ح جنســين مختلفيــن ولكــن علتهمــا واحـدة وهـي الطعـم‪ ،‬وكــذلك الــذهب‬ ‫والفضة من جنسين مختلفين ولكن علتهما واحدة وهي الثمنية‪ ،‬وفي هذه الحالة ل يشترط إلّ شــرط الحلــول والتقــابض كمــا‬ ‫لسب ق‪ ،‬فإن ايختّل اعتبر البيع باطلً بسبب ربا النساء‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أّن ربا الفضل ل يكون إطلقاً في مثل هذا البيع‪ ،‬وذلك لّن التماثل ليس مشــروطا ً كمــا هــو فــي المثلــة‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫وبناًء عليه فما يفعله بعض الصيارفة من صرافة الشيك بغير العملة المحرر بها مقابل نسبة معينة جائز شــرعا ً شــريطة أن‬ ‫يكون الشيك نقديا ً ورصيده مضموناً ويتم تسليم قيمته من العملة اليخرى في مجلس العقد قبل التفرق بالبدان‪.‬‬ ‫وصورة ذلك أن يقوم شخص ببيع شيك نقدي قيمة ) ‪ 5000‬دولر ( بـِ ‪ 1000‬دينار مثلً لحد الصيارفة‪ ،‬فإّن هــذه العمليــة‬ ‫تجوز شرعا ً بالشروط السابقة)‪ ،(1‬فإن ايختّل أحدها حرمت بسبب ربا النساء‪.‬‬ ‫وهذا ما يفهم من قوله صلى ا عليه ولسّلم في الحديث الساب ق‪" :‬فإذا ايختلفت هذه الصناف فــبيعوا كيــف شــئتم إذا كــان يــداً‬ ‫بيد"‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عند ايختلف العّلة‪ :‬وذلك بأن يكون أحد العوضين مــن الثمنيــات واليخــر مــن المطعومــات‪ ،‬كــبيع تمــر بــذهب أو تفــا ح‬ ‫بدولر أو قمح بدينار‪ ،‬ففي مثل هذه البيوع ل يشترط تقابض ول تماثل كما لسب ق‪.‬‬ ‫فيجوز بيع طن تمر مثلً بـِ ‪ 100،000‬دينار مؤجلً أو على شكل أقساط ويجوز بيع ‪ 2‬طــن تفــا ح بــ ‪ 10،000‬دولر علــى‬ ‫أن ُيسّلم أحد العوضين أو كليهما في تاريخ يحدده المتعاقدان‪.‬ودليل هذا‪ :‬ما رواه الشــيخان فــي صــحيحيهما عــن أبــي لســعيد‬ ‫الخدري وأبي هريرة رضي ا عنهما‪ :‬أّن رلسول ا صّلى ا عليه ولسّلم الستعمل رجلً على يخيبر فجاء بتمر جنيــب فقــال‬ ‫رلسول ا صّلى ا عليه ولسّلم‪" :‬أكل تمر يخيبر هكذا؟" فقال‪ :‬ل وا يا رلسول ا‪ ،‬إّنا لنأيخــذ الصــاع مــن هــذا بالصــاعين‪،‬‬ ‫والصاعين بالثلثة‪ ،‬فقال رلسول ا صلى ا عليه ولسلم‪" :‬ل تفعل‪ ،‬بع الجمع بالدراهم ثّم ابتع بالدراهم جنيبا")‪.(2‬‬

‫‪18‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫فقد دّل هذا الحديث على جواز البيع مطلقاً حين يكون أحد البدلين من الثمان والبدل الثاني من غيرها لسواء أكــان مطعوم ـاً‬ ‫أم غير مطعوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬وهي أن يكون الشيك نقديا ً ومضمون ًا وأن يتم تسليم البدل ) الدولر( في مجلس العقد‪ ،‬ول بأس بالربح في هذه الحالة ليختلف الجنس‪.‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الوكالة‪ ،‬باب الوكالة في الصرف والميــزان‪ ،‬حــديث )‪ ،(2180‬ومســلم‪ ،‬كتــاب المسـاقاة‪ ،‬بــاب بيــع الطعــام‪ ،‬حــديث )‬ ‫‪.(1593‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أضرار الربا القتصادّية والجتماعّية‬ ‫الربا مضّر للبشرّية ومدّمر للمجتمعات النسانية‪ ،‬بإفساد أيخلق أهلها وقتل الصفات الفاضلة فيهم وإحياء الصفات الذميمة‪،‬‬ ‫بحيث تصبح المجتمعات النسانية مرتعا ً للكراهية والحقد والبغضاء وميداناً للتنافس المذموم الذي تغتــال فيــه القيــم وتعربــد‬ ‫فيه الشهوات‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ومن أجل ذلك لما كان للربا تأثير لسيء على المجتمع على الصعيد الجتماعي والصعيد القتصادي على حد لسواء‪ ،‬فإّن ا‬ ‫تعالى برحمته وحكمته حّرم الربا تحريما ً قاطعا ً جازماً واعتبره جريمة موجبة للعقوبة الدنيوية واليخروية‪.‬‬ ‫أو ً‬ ‫ل‪" :‬المضار القتصادية للربا"‪:‬‬ ‫يقول اللورد بويد آدر‪" :‬إّن الفائدة لسبب أصيل من ألسباب الضــطراب القتصــادي الراهــن‪ ،‬لســواء أيخــذ هــذا شــكل أزمــات‬ ‫دورية أم أيخذ شكل التفاوت الظالم في توزيع الديخول الهلية أم أيخذ شكل عقبات في لسبيل السير في التوظيف الكامل")‪.(1‬‬ ‫فالربا كما قرر القتصاديون آفة من الفات إذا أصابت القتصاد فإنها تنتشر فيه انتشار السرطان فــي جســم النســان‪ ،‬فهــو‬ ‫لسبب في تعطيل الطاقات البشــرّية المنتجــة‪ ،‬ذلــك أن الربــا يوقــع العمــال فــي مشــكلت اقتصــادية صــعبة‪ ،‬فالــذين تصــيبهم‬ ‫المصائب في البلد الرألسمالية ل يجدون إل المرابي الذي يقرضهم المال بفوائد عالية تعتصر ثمــرة أتعــابهم‪ ،‬فــإذا أحــاطت‬ ‫هذه المشكلت بالعمال أثرت في إنتاجهم‪.‬‬ ‫هذا من جانب ومن جانب آيخر إّن الربا يسّبب الركود القتصــادي والبطالــة وهــذا يعطــل الطاقــات العاملــة فــي المجتمعــات‬ ‫النسانية‪.‬‬ ‫طل الربا جزءاً من الطاقات البشرّية الفاعلة كذلك يع ّ‬ ‫وكما يع ّ‬ ‫طل الموال عن الدوران والعمل والمــال للمجتمــع يعــد بمثابــة‬ ‫الدم الذي يجري في عروق النسان‪ ،‬وبمثابة الماء الذي يسيل إلى البساتين والحقــول‪ ،‬فتوقــف المــال عــن الــدوران يصــيب‬ ‫المجتمعات البشرية بأضرار فادحة‪.‬‬ ‫ذلك أّن المرابي ل يدفع ماله إلى المشروعات النافعة والعمال القتصادية إل بمقدار يضمن عودة المال وافراً كثيرًا‪ ،‬وهو‬ ‫يحبُسهُ إذا ما أحس بالخطر أو طمع في نيل نسبة أعلى من الفائدة في المستقبل‪ ،‬وعندما يقل المال في أيدي الّناس يقع الناس‬ ‫في بلء كبير‪.‬‬ ‫ثم إن مقترضي المال بالربا ل يسهمون في العمال المختلفة إل إذا ضمنوا نسبة من الربح أعلى من الربا المفــروض علــى‬ ‫الّدين)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬التدابير الواقية من الربا‪ ،‬د‪ .‬فضل الهي‪ ،‬الطبعة الولى‪1406 ،‬هـ‪1986 /‬م ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬الربا وأثره على المجتمع النساني‪ ،‬د‪ .‬عمر لسليمان الشقر‪ ،‬ص‪.127-122‬‬

‫وهذا يعود بالثار السلبية على القتصاد‪ ،‬من ذلك‪:‬‬

‫‪ - 1‬التضخم‪ :‬ويقصد به‪" :‬وجود اتجاه صعودي في الثمان بسبب وجود طلب زائد أو فائض بالنســبة إلــى إمكانيــة التولســع‬ ‫في العروض")‪.(1‬‬

‫‪20‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫والتضخم له ألسباب طبيعية وألسباب غير طبيعية‪ ،‬والربا من اللسباب غير الطبيعّية لــه‪ ،‬ذلــك أّن المرابــي بمــا يفرضــه مــن‬ ‫فائدة مرتفعة يجبر أصحاب السلع والخدمات على رفع أثمان هذه السلع والخدمات‪.‬‬ ‫وهذا يلح ق الضرر بالناس كافة وعلى وجه الخصو ص أصحاب الديخول النقدية الثابتة كالموظفين والعمال‪.‬‬ ‫كما أّنه إذا ارتفعت أثمان الشياء ارتفاعا ً عاليا ً فإّن الناس لسيكفون عن القبال على السلع والخــدمات المرتفعــة الثمــان إّمــا‬ ‫لعدم قدرتهم على دفع أثمانها أو لنها تره ق ميزانيتهم‪ ،‬مّما يؤدي إلى كساد البضائع في المخازن والمتاجر‪ ،‬وعند ذلك تقلل‬ ‫المصانع من النتاج وقد تتوقف عنه‪ ،‬وفي هذه الحالة قد تستغني المصــانع عــن جــزء مــن عمالهــا وموظفيهــا لــتزداد نســبة‬ ‫البطالة في المجتمع)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المرجع الساب ق‪ ،‬ص ‪.127‬‬ ‫)‪ (2‬الربا وأثره على المجتمع النساني‪ ،‬ص ‪129 -128‬‬

‫وقد بّين كينز أحد علماء القتصاد الرتباط الوثي ق بين البطالة والتعامل الربوي‪ ،‬فقال‪" :‬من مصلحتنا أن نخفض لسعر الربا‬ ‫إلى درجة نتمكن من تشغيل الناس جميعًا)‪.(1‬‬ ‫يتبين مّما لسب ق أّن ما يشكو منه العالم اليوم من غلء اللسعار والبطالة لسببه يرجع إلى حّد كبير إلى النظــام الربــوي الســائد‬ ‫اليوم‪ ،‬وذلك لّن صاحب المال إذا الستثمر ماله في صناعة أو زراعة أو شراء لسلعة‪ ،‬لن يرضى أن يــبيع لســلعته أو الشــيء‬ ‫الذي أنتجه إل بربح أكثر من نسبة الربا‪ ،‬بدعوى أّنه بذل الجهد والستعّد لتحمل الخسارة فل بـّد أن تكــون نســبة الربــح أكــثر‬ ‫من نسبة الربا‪ ،‬وكلما زادت نسبة الربا غلت اللسعار أكثر منها بكثير‪ ،‬هذا إذا كان المنتج أو التاجر صاحب المال‪ ،‬وأما إذا‬ ‫‪21‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫كان المنتج أو التاجر مّمن يقترض بالربا‪ ،‬فرفعه ألسعار منتجاته ولسلعته أمر بديهي‪ ،‬حيــث لسيضــيف إلــى نفقــاته مــا يــدفعه‬ ‫ربا‪.‬‬ ‫وقد أكد بعض علماء الغرب تأثير الربا على رفع اللسعار‪ ،‬فقال مارتن برون فينبرينز‪" :‬لعّله يلزم أن تكون نسبة الربح من‬ ‫‪ %20-%15‬لترغيب الناس في مخاطرة اللستثمار عندما يكون لسعر الفائدة الخالص ‪ %5‬أو ‪ ،%6‬وتحدث تلك النسبة من‬ ‫الربح تفاوتاً في توزيع الديخل الفردي وعند انخفاض السعر الخالص للربـا إلـى ‪ 2‬أو ‪ %3‬تحـت تـأثير نظــام المصـارف أو‬ ‫الولسائل المالية اليخرى لسيكون ممكناً للمبادلة الجتماعية أو السلطات المباشرة يخفض نسبة الربــح إلــى ‪ %5‬أو ‪)"% 10‬‬ ‫‪.(2‬‬ ‫ول يقف المر عند غلء اللسعار بل يحدث اضطراب في حياة الناس حيثما ل يتمكنون من شراء حاجاتهم اللسالسية بسبب‬ ‫غلء اللسعار‪.‬‬ ‫كما أّن الربا يتسّبب في انتشار البطالة وذلك لّن أصحاب الموال يفضلون إقراض أموالهم بالربا على الستثمارها في إقامة‬ ‫مشروعات صناعّية أو زراعّية أو تجارّية وهذا بالتالي يقّلل من فر ص العمل‪ ،‬فتنتشر البطالــة فــي المجتمعــات الــتي يســود‬ ‫فيها التعامل الربوي‪.‬‬

‫)‪ (1‬التدابير الواقية من الربا في اللسلم‪ ،‬د‪.‬فضل الهي‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬التدابير الواقية من الربا‪ ،‬ص‪. 85‬‬

‫"المضآر الجتماعية للربا"‬ ‫يقوم التعامل الربوي على ألساس الستغلل حاجة اليخرين‪ ،‬فالمرابي يستعبده المال‪ ،‬فيتجاوز الحدود ويعتدي على الحرمات‬ ‫ويدوس القيم في لسبيل تحقي ق هدفه‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫فهو يقرض المحتاج بالربا ثم بعد ذلك ل يهّمه أن يربح المقترض في تجــارته أم يخســر أم هــل يجــد لــديه اللســتطاعة لــدفع‬ ‫الدين والربا أو ل يجد‪ ،‬فالذي يهمه أن ينال أكبر قدر ممكن من المال‪.‬‬ ‫وفي ذلك يقول فضيلة أد‪ .‬عمر لسليمان الشقر‪" :‬إّن الربا ينبت في النفس النسانية الجشع‪ ،‬كما ينبت الحر ص والبخل وهما‬ ‫مرضان ما اعتورا نفساً إل أفسدا صاحبها‪ ،‬ومع الجشع والبخل تجد الجبن والكسل‪ ،‬فــالمرابي جبــان يكــره القــدام‪ ،‬ولــذلك‬ ‫يقول المرابون والذين ين ّ‬ ‫ظرون لهم‪ :‬إّن النتظار هو صنعة المرابي‪ ،‬فهو يعطي ماله لمن يستثمره ثم يجلــس ينتظــر إنتــاجه‬ ‫لينال حظا ً معلوماً بدل انتظاره‪ ،‬وهو كسول متبلد ل يقوم بعمل منتج نــافع‪ ،‬بــل تـراه يريــد مـن اليخريـن أن يعملـوا ثــم هـو‬ ‫س َفل يَْربُــو‬ ‫يحصل على ثمرة جهودهم‪ ،‬ولعل الية القرآنية تشير إلى هذا المعنى‪َ":‬وَما آتَْيُتم ّمن ّرًبا لّيَْربُـَو فِــي أَْمـَواِل النَدّــا ِ‬ ‫ا")‪.(1‬‬ ‫ِعنَد َدّ ِ‬ ‫فالية تشير إلى أن المرابي يعطي ماله لليخرين كي ينمو مـن يخللهـا‪ .‬ويـرى بعـض الطبـاء أّن الضـطراب القتصـادي‬ ‫الذي يوّلد الجشع الذي ل تتوافر ألسبابه الممكنة‪ -‬يسّبب كثيراً من المراض التي تصيب القلب فيكون مــن مظاهرهــا ضــغط‬ ‫الدم المستمر أو الذبحة الصدرية أو الجلطة الدموّية أو النزيف في المخ أو الموت المفاجئ‪ ،‬ولقد قرر عميد الطــب البــاطني‬ ‫في مصر الدكتور عبد العزيز إلسماعيل في كتابه ) اللسلم والطب الحديث( "إّن الربــا هــو الســبب هــو كــثرة فــي أمــراض‬ ‫القلب")‪.(2‬‬ ‫ولقد وصف القرآن الحال الذي يكون عليها المرابي بحال "الَدِّذي يَتَ​َخبَدّطُهُ الَدّشْي َ‬ ‫س"‬ ‫طاُن ِمَن اْلَم ّ‬

‫)‪ (1‬لسورة الروم‪ ،‬آية‪.39 :‬‬ ‫)‪ (2‬الربا وأثره على المجتمع النساني‪ ،‬ص ‪.109-106‬‬

‫والتخبط في اللغة كما يقول النووي رحمه ا تعالى الضرب على غير الستواء‪ ،‬يقال‪ :‬يخبط البعير إذا ضرب بأيخفافه‪ .‬ويقال‬ ‫للرجل الذي يتصرف تصرفا ً رديئاً ول يهتدي فيه هو يخبط يخبــط عشــواء‪ ،‬وهــي الناقــة الضــعيفة البصــر)‪ .(1‬ويــرى ابــن‬ ‫عطية المفسر أن الية تصف حالة المرابي الدائمة الضطراب بسبب الجشع والحر ص اللذين يحركانه بالستمرار إلى طلب‬ ‫الدنيا‪ ،‬فيقول‪" :‬وأّما ألفاظ الية فكانت تحتمل تشبيه حال القائم بحر ص وجشع إلى تجارة الدنيا بقيام المجنــون‪ ،‬لّن الرغبــة‬ ‫‪23‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫والطمع يستفزانه حتى تضطرب أعضاؤه‪ ،‬وهذا كما تقول لمسرع في مشيه يخلط في هيئة حركاته‪ ،‬إّما من فزع أو غيــره‪،‬‬ ‫قد جّن)‪.(2‬‬ ‫وإضافة إل ذلك فإّن النظام الربوي يوّلسع الفجوة بين طبقات الّناس ويؤدي إلى ايختلل التوازن بينهم‪ ،‬وذلــك لّن المقــترض‬ ‫ض غالباً ما يكون من أصحاب الغنى‪ ،‬فيزداد الغني غنى والمحتاج فقرًا‪.‬‬ ‫غالباً ما يكون من أصحاب الولسائل القليلة‪ ،‬والمقر ُ‬ ‫وقد أكّد على هذه الحقيقة بعض علماء القتصاد الغربيين‪ ،‬حيث يقول د‪.‬شايخت‪ -‬وكان مديراً لبنك الرايخ اللماني‪:‬‬ ‫"إّن جميع المال في الرض لسائر إلى عدد قليل من المرابين‪ ،‬ذلــك لّن الــدائن المرابـي يربــح دائمـا ً فــي كـل عمليـة بينمــا‬ ‫المدين معرض للربح والخسارة ومن ثّم فإّن المال كلـه فــي النهايــة‪ -‬ل بـّد بالحسـاب الرياضــي أن يصـير إلـى الــذي يربــح‬ ‫دائمًا")‪.(3‬‬ ‫وقد اعترف بهذه الحقيقة أحد رجال القتصاد الكبار في العالم الغربي وهو القتصادي الشهير ) شارل رلست (‪ ،‬حيث قـال‪:‬‬ ‫"إنني وقد قاربت لسن التقاعد أريد أن أوصي الجيل الصغر مني لسنا ً في هذه القضية‪ :‬لقد‬ ‫أصبحنا الن بعد هذه الجهود الطويلة في بلبلة مستمرة فكلنا يشقى بسبب توزيع الثروة والديخل‪ ،‬لسواء منها ما كــان جزئي ـًا‪،‬‬ ‫مثل قضية الفائدة والربا أم ما كان مثل تفاوت الطبقات‪ ،‬تعبنا في هذا ولم نصل إلى شيء")‪.(4‬‬ ‫وإذا أصبح المال دولة بين الغنياء‪ ،‬فإّنه يشقى بذلك أغنياء المجتمع وفقراؤه‪ ،‬ذلك أّن الربــا يــؤدي إلــى العــداوة والبغضــاء‬ ‫والمشاحنات والخصومات‪ ،‬إذ هو ينزع عاطفة التراحم من القلوب ويضّيع المــروءة ويــذهب المعــروف بيــن النــاس ويحـّل‬ ‫القسوة محل الرحمة‪ ،‬حتى إن الفقير ليموت جوعاً ول يجود عليه ليسد رمقه‪ ،‬ومن جــراء هــذا منيــت البلد ذات الحضــارة‬ ‫التي تعاملت بالربا بمشاكل اجتماعية‪ ،‬فكثيرًا ما تألب العمال وغيرهم على أصحاب الموال وأضربوا عن العمل بين الفينة‬ ‫واليخرى والمرة بعد المرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬المجموع‪ ،‬للنووي‪ ،‬ج‪ /9‬ص‪.391‬‬ ‫)‪ (2‬تفسير القرطبي‪ ،‬ج‪ /3‬ص‪.354‬‬ ‫)‪ (3‬أنظر) تدابير الولقيه من الربا‪ ،‬د‪ .‬فضل الهي‪ ،‬ص ‪( 39-29‬‬ ‫)انظر‪ ) :‬الربا وأثره على المجتمع النساني‪ ،‬ص ‪(4) 117‬‬

‫‪24‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫مسائل متناثرة‬ ‫في‬ ‫عقود الصرافة‬ ‫المعاصرة‬ ‫فهرس مسائل‬ ‫نص السؤال‬ ‫ب ‪) $90‬دولر( جديدة؟‬ ‫‪ .1‬هل يجوز بيع ‪) $100‬دولر( قديمة ِ‬

‫‪32‬‬

‫ب ‪ $ 100‬قطعة واحدة ؟‬ ‫‪ .2‬هل يجوز بيع ‪$ 120‬مثل فئة صغيرة )فكة\ فراطة( ِ‬ ‫‪.3‬‬

‫صفحة‬

‫هل يجوز بيع ‪ $ 100‬قديمة بأقل من لسعرها في السوق‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬إذا كانت ‪ $100‬تساوي مثل في السوق ‪ 420‬ش‪ ،‬فــإّن‬ ‫‪25‬‬

‫‪32‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الصّراف يشتريها ب ‪ 415‬ش‪ ،‬لّنها قديمة ؟‬

‫‪33‬‬

‫‪ .4‬يأتي شخص الى الصراف معه ‪ $ 100‬قديمة مثل‪ .‬ويريد ان يستبدلها بـ ‪ $ 100‬جديدة فيبــدلها لــه الصــراف مقابــل ‪ 20‬ش‬ ‫فما حكم ذلك شرعا ً ؟‬

‫‪34‬‬

‫‪ .5‬هل يجوز بيع شيك قيمته ‪ 5000‬شاقل مث ً‬ ‫ل مؤجل لمدة شهر مقابل ‪ %5‬للصـّراف أو مقابــل ‪ 200‬شــاقل‪ ،‬أو بمعنــى آيخــر أن‬ ‫ب ‪ 4800‬شاقل نقداً ؟‬ ‫يبيع الشيك الذي قيمته ‪ 5000‬شاقل مؤجل ِ‬

‫‪34‬‬

‫ب ‪ $1000‬دولر نقدا ؟‬ ‫‪ .6‬هل يجوز شرعا بيع شيك مؤجل قيمته ‪ 5000‬شاقل ِ‬

‫‪34‬‬

‫‪ .7‬يأتي بعض الناس أحيانا إلى الصّراف ومعه شيك نقدي قيمته ‪ 5000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪ ،‬فيقوم الصـّراف بالتأكـد مـن كـونه مضـمون‬ ‫الرصيد‪ ،‬وبعد التأكد من انه مضمون الرصيد يقوم الصّراف بتقويمه بالـدولر‪ ،‬ثـم بعـد ذلـك يحـّول الـدولر إلـى شـاقل قبـل‬ ‫‪35‬‬

‫تسليمه الدولر‪ ،‬ويعطيه المبلغ بالشاقل فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫‪ .8‬يأتي بعض الناس إلىأحد الصيارفة ويسّلمه شيك ًا مؤجل على ألسـاس أن يقـوم الصـّراف بإديخـال الشـيك فـي حسـابه الخـا ص‪،‬‬ ‫وذلك لن حساب حامل الشيك محجوز عليه لجهات معينة‪ ،‬فهل يجوز أن يقوم الصّراف بهذه العملية ؟وهل يجوز له أن يأيخذ‬

‫‪35‬‬

‫نسبة مئوية من المبلغ مثل ‪%3‬أو ‪%4‬؟‬ ‫‪ .9‬هل يجوز أن يأيخذ الصراف شيكا ً نقدي اً من احد الزبائن ويقوم بإديخــاله فــي حســابه الخــا ص وذلــك لّن حســاب حامــل الشــيك‬ ‫محجوز عليه‪ ،‬مقابل نسبِة مئوية من المبلغ أو أجرة محددة مثل ‪ 100‬شاقل مث ً‬ ‫ل؟‬

‫‪37‬‬

‫ل(‪ ،‬قيمتــه مث ً‬ ‫‪ .10‬يــأتي بعــض النــاس إلــى احــد الصــيارفة ويعطيــه شــيكاً نقــديا )حــا ً‬ ‫ل ‪ 5000‬شــاقل‪ ،‬فيعطيــه الص ـّراف ‪4900‬‬ ‫‪37‬‬

‫شاقل‪،‬مقابل جهده فما حكم ذلك؟‬ ‫‪ .11‬يأتي شخص الى محل الصارفة ومعه شيك نقدي بقيمة ‪ 10.000‬ش مث ً‬ ‫ل‪ .‬فيعطيه للصراف‪ ،‬ويقوم الصــراف باديخــاله علــى‬ ‫حساب العمل وبعد صرافة الشيك‪ .‬يقوم الصراف بتحويل المبلغ الى دولر ويعطيه الى حل الشيك‪ .‬وهنالــك بعــض الحــالت‬ ‫بعد أن يح ّول المبلغ الى دولر‪ ،‬يحوله مرة آيخرىلشاقل بحسب طلب حامل الشيك ولكن دون ان يقبضه الــدولرات فمــا حكــم‬ ‫ذلك شرعا ً ؟‬

‫‪38‬‬

‫‪ .12‬اقترض شخص من تاجر ‪10.000‬شاقل لمدة شهر‪ ،‬وعند حلول الجل أعطى المقترض التاجر شيكات نقدية‪ ،‬أكثر مــن قيمــة‬ ‫القرض‪ ،‬فيقوم التاجر بتحويل المبلغ إلى دولر ومن ثّم إلى شاقل‪ ،‬وبعد ذلك يأيخذ التاجر حصته ويرّد عليه الباقي‪ ،‬فمــا حكــم‬ ‫‪38‬‬

‫ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .13‬يأتي بعض الناس بشيك قيمته ‪ 5000‬شاقل مؤجل‪ ،‬فيقوم بصرفه مــن شــخص أيخــر بنفــس المبلــغ )‪5000‬شــاقل( قبــل حلــول‬ ‫اجله‪ ،‬أو يعطيه الصّراف جزء ًا من المبلغ وعند حلول الجل يأيخذ الجزء المتبقــي ولكــن دون أن يربــح الصـّراف شــيئًا‪ ،‬فمــا‬

‫‪39‬‬

‫حكم ذلك؟‬ ‫‪ .14‬يأتي أحيانا شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ومعه شيك مؤجل قيمته ‪5000‬ش مثل‪ ،‬ويعطيه للصّراف‪ ،‬ثّم يقترض من الصّراف‬ ‫‪2500‬ش وعند حلول الجل يقوم الصّراف بتحويل قيمة الشيك إلى دولر ثّم يحّول الدولر إلى شاقل مرة أيخرى‪ ،‬وبعد ذلــك‬ ‫يطر ح الصّراف الدين الذي له في ذمة حامل الشيك‪ ،‬ويعطيه الباقي‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪40‬‬

‫‪ .15‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ثّم يطلب منه تحويل ‪ $1000‬مثل لحســاب شــخص معيّــن يخــارج البلد‪ ،‬ثـّم يعطيــه طـالب‬ ‫التحويل ‪ $ 1020‬أو بما يعادل قيمتها بالشاقل‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪41‬‬

‫‪ .16‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ثّم يشتري منه ‪ $1000‬مثل بقيمة ‪4500‬ش‪ ،‬وبعد ذلك يطلب منــه تحويــل المبلــغ لحســاب‬ ‫شخص معّين يخارج البلد دون أن يقبض طالب التحويل الدولرات‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫‪ .17‬يذهب بعض الناس إلى البنك أحيانا بهدف تحويل مبلغ من المال لولده مث ً‬ ‫ل الذي يتعلم يخــارج البلد‪ ،‬وفــي هــذه الحالــة‪ ،‬يقــوم‬ ‫‪26‬‬

‫‪41‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫طالب التحويل بدفع المبلغ للبنك بالشاقل ومن ثم يقوم البنك بصرافتها إلى عملة البلد التي لســيحول المبلــغ إليهــا كــاليورو مثل‬ ‫ً‪،‬وبعد ذلك يحولها إلى العنوان المنالسب‪ ،‬ولكن دون أن يسلم طالب التحويل المبلغ قبل تحويله‪ ،‬وإنما يقوم بتسليمه وثيقة تثبت‬ ‫‪42‬‬

‫إتمام عملية المصارفة‪،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫‪ .18‬يقوم بعض الناس أحيانا بتحويل مبلغ من المال إلى دولة أجنبية بعملة الدولة الجنبية التي يراد التحويل إليها‪ .‬وفي هذه الحالة‬ ‫ل يدفع طالب التحويل المبلغ للبنك وإنما يقوم البنك بحسم ما يقابل قيمة المبلغ المراد تحويله من المبلــغ الموجــود فـي حسـاب‬ ‫الزبون )العميل( ومن ثم بعد ذلك يقوم بتحويل المبلغ الذي تّم صرفه إلى الجهة المطلوبة‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬يذهب زيــد مــن النــاس‬ ‫إلى البنك فيطلب منه تحويل ‪ $ 10000‬إلى بنك معّين في أمريكا لصـالح حسـاب ابنــه‪ ،‬فيقـوم البنــك بصــرف ‪ $10000‬مــن‬ ‫حساب طالب التحويل ومن ث ّم تحويلها إلى المكان المحدد‪ ،‬فما حكم ذلك من وجهة النظر الشرعية؟‬

‫‪42‬‬

‫‪ .19‬يأتي بعض الحيان شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ويريد شراء ‪10000‬دولر من الصراف فيشتري ‪،$10000‬بالمبلغ المتفــ ق‬ ‫عليه ‪ 40000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪،‬ولكن المشتري ل يَُسّلم المبلغ للصّراف وإنما يحيل الصّراف على شخص أيخر ليأيخذ المبلغ منه‪.‬‬ ‫ولمزيد من التوضيح‪ :‬يأتي زيد من الناس إلى صّراف فيشتري منه ‪ $10000‬بقيمة ‪ 40000‬شاقل‪ ،‬فيقول زيد للص ـّراف إّن‬ ‫لي على أيخيك )احمد( مثلً ‪ 40000‬شاقل فخذها منه‪ .‬فما حكم ذلك؟‬

‫‪43‬‬

‫‪ .20‬يأتي شخص معّين إلى محل الصيارفة‪ ،‬ويطلب من الصّراف تحويل مبلغ وقدره ‪ $10000‬مثل لحساب شركة معّينــة يخــارج‬ ‫البلد‪ ،‬ث ّم يعطيه قيمة الدولرات بالشاقل بطري ق شيكات مؤجلة‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪44‬‬

‫‪ .21‬يأتي شخص معه شيكات مؤجلة لشهر مثل‪ ،‬ويعطيها لصّراف ما‪ ،‬ث ّم يبدأ حامل الشيكات بســحب مبــالغ ماليــة مــن الصــراف‬ ‫على الحساب‪ ،‬أي إلى حين موعد صرافة الشيكات‪ ،‬وعند حلول أجل الشيكات يأيخذ الصّراف ا‪ %‬من المبلغ الكلي للشــيكات‪،‬‬ ‫وبعد ذلك يخصم الدين الذي له في ذمة حامل الشيكات‪ ،‬فما حكم ذلك شـرعا‪ ،‬مــع اليخــذ بعيــن العتبــار أّن الصـّراف عنــدما‬ ‫يقتطــع هــذه النســبة‪ ،‬يكــون بعــض الشــيكات لــم يحــل أجلهــا بعــد‪ ،‬مثــال‪ :‬أعطــى شــخص ليخــر شــيكات مؤجلــة قيمتهــا‪) :‬‬ ‫‪100.000‬ش( معظمها لتاريــخ ‪ 09/ 1/6‬مثل وبعضــها لتاريــخ ‪ ،1/7/09‬ويبــدأ صــاحب هــذه الشــيكات بســحب مبــالغ مــن‬ ‫الصراف لحين حلول الشيكات‪ ،‬وعند حلول الجل وهو ‪ 1/6‬كما هو في السؤال يقوم حامل الشــيكات بــدفع نســبة مئويــة عــن‬ ‫جميع الشيكات الحاّلة والمؤجلة‪ ،‬ويخصم بعد ذلك الّدين الذي في ذمته للصّراف ثّم يأيخذ ما تبقى من المجموع الكلّي للشيكات‬ ‫الحا ّلة والمؤجلة‪ ،‬فما حكم ذلك شــرعا ؟ وإذا كــانت هــذه العمليــة ل تجـوز بالشــاقل فهــل تجــوز بالــدولر‪ ،‬وذلــك بــأن يحـّول‬ ‫الصّراف الشيكات الحاّلة إلى دولر‪ ،‬ثّم يعطيها لصاحب الشيكات دولرا‪ ،‬وبعد ذلك إن شاء صاحب الشيكات أن يأيخذ المبلغ‬ ‫بالدولر أيخذه وإن شاء أيخذه بالشاقل بعد أن يحّول الصّراف مرة أيخرى الدولرات إلى شاقل ؟‬

‫‪44‬‬

‫‪ .22‬اقرض شخص أيخر مبلغاً من المال وقدره ‪ 10000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪،‬وعند موعــد الســداد أراد المقــرض المبلــغ بالــدولر فمــا حكــم‬ ‫‪46‬‬

‫ذلك؟‬ ‫‪ .23‬أقرض صّراف آيخر ‪ 10.000‬ش وعند حلول الجل‪ ،‬قام الصـّراف بتحويــل المبلــغ إلــى دولر‪ ،‬ومــن ثـّم حـّول الــدولر الــى‬

‫‪47‬‬

‫شاقل‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .24‬أقرض صّراف آيخر ‪10.000‬ش‪ ،‬أي بما يساوي فـي حينــه ‪ ،$2500‬واشـترط علـى المقـترض أّنـه إذا نـزل الـدولر‪ ،‬يبقـى‬ ‫للصّراف ‪ ،$ 2500‬وإذا صعد الدولر فالصـّراف لــه لســعر الــدولر الجديــد‪ ،‬أي إذا أصــبحت ‪10.000‬ش تســاوي ‪،$2550‬‬

‫‪47‬‬

‫فالصّراف يأيخذ ‪ ،$2550‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .25‬أقرض صّراف آيخر ‪ ) $10.000‬دولر (‪ ،‬وكانت في حينه ) يوم القتراض ( تساوي ‪42.000‬ش‪ ،‬وعند الســداد نــزل قيمــة‬ ‫الدولر بحيث أصبح لسعر ‪ $ 10.000‬يساوي ‪33.000‬ش مثل‪ ،‬فطالب المقرض المقترض بالسداد حسب لسعر الدولر يــوم‬

‫‪47‬‬

‫القتراض أي ما يساوي ‪42.000‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫‪ .26‬يأتي شخص ويودع عند صّراف ‪ 10.000‬ش بصورة شــيكات مؤجلــة‪ ،‬وقبــل حلــول أجــل الشــيكات يــأتي صــاحب الشــيكات‬ ‫‪27‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ويأيخذ قرضا من الصّراف قيمته ‪ ،$ 3000‬ووقت المحالسبة وذلك عند حلول أجل الشيكات يقــوم الصـّراف بتحويــل الشــيكات‬ ‫المصروفة إلى دولر ثّم يطر ح الدولر الذي له في ذمة صاحب الشيكات‪،‬‬ ‫وذلك كما يلي‪:‬‬ ‫قيمة الشيكات = ‪10.000‬ش = ‪ )$2500‬فرضا (‬ ‫مقدار القرض = ‪.$3000‬‬ ‫‪ 500$ = 2500$ - 3000$‬أي يبقى للصّراف ‪ ،$500‬فما حكم ذلك شرعا؟‬

‫‪48‬‬

‫‪ .27‬يأتي شخص لصّراف مـا ويقــترض منــه ‪ ،$10.000‬ويعطيـه المقـترض ) الزبـون ( مقابلهـا شـيك مؤجــل ) نفــترض قيمتـه‬ ‫‪ 50.000‬ش (‪ ،‬وحين حلول موعد الشيك‪ ،‬يقوم الصّراف بإديخاله على الحسـاب ثـّم بعـد التأكـد مـن رصــيده‪ ،‬يقــوم الصــراف‬ ‫بتحويل قيمة الشيك إلى دولر بحسب لسعر الدولر بالشاقل يوم صرافة الشيك‪ ،‬ثّم يطر ح الدين الــذي لــه فــي ذمــة المقــترض‬ ‫) صاحب الشيكات (‪،‬‬ ‫وذلك كما يلي‪:‬‬ ‫قيمة الشيكات بالدولر يوم حلول أجلها ) يوم صرافتها ( =‪ )$9000‬فرضا (‬ ‫المبلغ المقترض = ‪$10.000‬‬ ‫‪ ،1000$=10000$-9000$‬فيدفع المقترض للصّراف المقرض ‪ ،$1000‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪49‬‬

‫‪ .28‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ويعطيه شيكات مؤجلة بتواريخ مختلفة‪ ،‬وعند حلول أجل جميع الشـيكات‪ ،‬يقـوم الصـّراف‬ ‫بإديخال الشيكات على حساب العمل‪ ،‬وبعد التأكد من رصيدها‪ ،‬يشتريها الصـّراف بالـدولر‪ ،‬بحسـب قيمتـه يـوم حلـول أجـل‬ ‫الشيكات‪ ،‬ثّم بعد ذلك يبيعه الدولرات مرة أيخرى بالشاقل دون أن يسّلمه الدولر بيده بشــكل فعلــي بيــده‪ ،‬ثــم ّيسـّلمه الشــواقل‬ ‫تسليما حقيقيا )حسيا(‪ ،‬وفي حالة رجوع شيك يأيخذ التاجر عليه ‪20‬ش وذلك لّن البنك يأيخذ منه ‪ 14‬ش على الشــيك الراجــع‪،‬‬ ‫ولستة الشواقل المتبقية مقابل جهده الذي بذله في لسبيل إديخال الشيكات على حساب عمله‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫‪ .29‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة ويعطيه شيك مؤجل بقيمة ‪100.000‬ش مثل‪ ،‬ويعطيه التاجر قيمته كله على الفــور أو جــزءا‬ ‫منه‪ ،‬مقابل نسبة ‪ % 1‬مثل من الشيك وذلك مقابل جهده في إديخال الشيك على حساب عمله‪ ،‬وفي هذه الحالــة يأيخــذ الص ـّراف‬ ‫النسبة المتف ق عليها لسواء أكان للشيك رصيد في البنك أم رجع الشيك‪ ،‬وفي حالة رجوع الشــيك يأيخــذ الص ـّراف مــن الزبــون‬ ‫‪ 14‬ش على كل شيك يرجع‪ ،‬وذلك لّن البنك يأيخذ ذلك من الصـّراف ‪ 14‬ش علــى كــل شــيك يرجــع‪ ،‬فمــا حكــم هــذه العمليــة‬ ‫‪52‬‬

‫شرعا ؟‬ ‫‪ .30‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة ويعطيه شيكا مؤجل قيمته مثل ) ‪100.000‬ش(‪ ،‬وفي هذه الحالة ل يعطيــه الص ـّراف قيمتــه‬ ‫من ماله الخا ص كما في السؤال الساب ق‪ ،‬وإ ّنما يقوم الصّراف بإديخال الشيك إلى حساب العمل‪ ،‬بهدف تحويل قيمة الشيك مــن‬ ‫حساب الجهة المحررة للشيك إلى حساب الصّراف‪ ،‬وفي هذه الحالة يأيخذ الصـّراف نسـبته المتفـ ق عليهـا لسـواء أكـان للشـيك‬

‫‪52‬‬

‫رصيد أم لم يكن للشيك رصيد‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .31‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ويعطي الزبــون الصـّراف شــيكا مــؤجل قيمتــه ‪10.000‬ش مثل‪ ،‬فيعطيــه الصـّراف نفــس‬ ‫المبلغ بالشاقل دون زيادة ول نقصان‪ ،‬ولكن في هذه الحالة حامل الشيك يعطي الصّراف مــن نفســه مبلغــا مــن المــال دون أن‬ ‫يشترطه عليه‪ ،‬مع اليخذ بعين العتبار بأّن هذا الزبون يقوم بهذا التصرف بشكل دائم‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .32‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة ومعه شيك نقــدي‪ ،‬يريــد أن يشــتري بــه دولرات‪ ،‬وفـي هــذه الحالــة يعطيــه الصـّراف قيمتــه‬ ‫بالدولر على الفور‪ ،‬ولكن الصّراف ل يستطيع أن يعرف إذا كان للشيك رصيد في البنك إ ّ‬ ‫ل بعد ثلثة أيــام مــن إديخـاله علـى‬ ‫الحساب لجراءات بنكية رلسمية‪ ،‬فهل يعّد هذا قبضا شرعيا‪ ،‬مع اليخذ بعين العتبار بأّن الشخص مضــمون وكــذلك شــيكاته‬ ‫‪28‬‬

‫‪52‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬ ‫‪53‬‬

‫بشكل عام مضمونة ل ترجع ؟‬ ‫‪ .33‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة‪ ،‬ويعطيه شيكات مؤجلة بقيمة ‪100.000‬ش مثل‪ ،‬وعندما يحل أجل صرافتها‪ ،‬يقوم الصّراف‬ ‫بتحويل المبلغ كامل إلى دولرات لسواء ما صرف منه وما لم يصرف‪ ،‬أي ما له رصيد وما ليس له رصيد‪ ،‬وبعد ذلــك يقــوم‬ ‫الصّراف بتحويل الدولرات إلى شاقل‪ ،‬دون أن يسّلم الدولرات تسليما حقيقيا للزبــون‪ ،‬ومــن ثـّم يخصــم الصـّراف الشــيكات‬ ‫الراجعة‪ ،‬ويعطي الباقي للزبون‪ ،‬وصورة ذلك‪:‬‬ ‫نفترض أّن شخصا أعطى لصّراف ‪100.000‬ش شيكات مؤجلة لحين موعد صرافتها‪ ،‬وعند حلول الجل رجع من الشيكات‬ ‫مــا يقــارب ‪20.000‬ش‪ ،‬حينهــا يقــوم الص ـّراف بتحويــل ‪100.000‬ش إلــى دولرات‪ ،‬ونفــترض أّنهــا تســاوي بالــدولر )‬ ‫‪ ،($25.000‬ومن ث ّم يقوم الصّراف بتحويل الدولر إلى شاقل دون أن يسّلم الدولرات للزبـون تسـليما حقيقيـا‪ ،‬ونفـترض أّن‬ ‫الصّراف يشتريها من الزبون ب ) ‪ 95.000‬ش ( وبعـد ذلـك يقـوم الصـّراف بخصـم الشـيكات الراجعـة وهـي )‪20.000‬ش(‬ ‫ويعطي للزبون )‪ 75.000‬ش(‪ ،‬مع اليخذ بعين العتبار بأن الزبون قبل صرافة الشــيكات يســحب نقــودا مــن الصـّراف علــى‬ ‫الحساب أي لحين موعد صرافة الشيكات‪ ،‬وفي حين رجوع شيك يأيخذ الصّراف من الزبون عن كل شيك رجع ‪ 20‬ش وذلك‬ ‫لّن البنك يأيخذ من الصّراف ‪ 14‬ش عن كل شيك راجع‪ ،‬والستة المتبقية يأيخذها الزبون مقابل جهده في إديخال الشيكات علــى‬

‫‪53‬‬

‫حساب عمله‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .34‬يأتي أحد الزبائن إلى الصّراف ويقترض منه ‪20.000‬ش‪ ،‬وبعد شـهر مـن العمليـة أو أقـل مـن ذلـك‪ ،‬يقـوم المقـترض بسـداد‬ ‫المبلغ عن طري ق شيكات مؤجلة‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم الصّراف بتحويل المبلغ إلى دولر‪ ،‬وبعد ذلك يقوم الصـّراف بتحويــل‬ ‫الدولرات إلى شاقل‪ ،‬فيقوم المقترض بتقسيطها على صورة شيكات‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬ ‫المبلغ المقترض = ‪20.000‬ش‬ ‫قيمة المبلغ المقترض بالدولر حين السداد = ‪$5000‬‬ ‫قيمة الدولر بسعر الشراء = ‪20250‬ش‪.‬‬ ‫فيقوم المقترض بسداد ‪20250‬ش بصورة شيكات بدل من ‪20.000‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪54‬‬

‫‪ .35‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة فيقترض منه مبلغا من المال‪ ،‬مقابل ‪ % 1‬من مجموع المبلــغ المقــترض ثـّم يس ـّدد المقــترض‬ ‫المبلغ المقترض على صورة شيكات مؤجلة‪ ،‬ومثـال ذلــك‪ :‬نفــترض أّن قيمــة القــرض تسـاوي ‪20.000‬ش‪ ،‬فيقـوم الصـّراف‬ ‫بإضافة نسبة ‪ %1‬من المبلغ المقترض وهي ‪200‬ش‪ ،‬وفي هذه الحالــة يلــزم المقــترض بســداد ‪20200‬ش‪ ،‬بصــورة شــيكات‬ ‫‪54‬‬

‫مؤجلة ?‬ ‫‪ .36‬يقوم أحد الصيارفة بالتصال بتاجر عملة‪ ،‬ويطلب منه أن يشتري له ‪ $100.000‬على ألســاس أن يســتلمها فــي تاريــخ ‪20/4‬‬ ‫مثل‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم التاجر بشرائها من البنك‪ ،‬ولكن دون أن يدفع ثمنها للبنك أو قد يدفع جزءا من الثمن‪ ،‬ونفترض أن‬ ‫لسعر ‪ $100.000‬يوم شرائها في تاريخ ‪ 10/4‬كانت تساوي ‪400.000‬ش‪ ،‬وفي تاريخ ‪ 20/4‬قد ارتفع وأصــبح لســعره مثل‬ ‫‪410.000‬ش‪ ،‬فإّن الصّراف في هذه الحالة إّما أن يبيع ‪ $100.000‬ويأيخــذ الربــح فقــط وهــو ‪10.000‬ش وهــو فرقيــة لســعر‬ ‫الدولر ما بين تاريخ ‪ 10/4‬حتى تاريخ‪ ،20/4‬أو أّنه يأيخذ ‪ $100.000‬بسعر ‪400.000‬ش وهو لسعر شــرائه بتاريــخ ‪/ 10‬‬ ‫‪ ،4‬وإذا كان الدولر في تاريــخ ‪ 20/4‬قــد انخفـض فأصــبح مثل ‪390.000‬ش‪ ،‬فـإّن الصـّراف فـي هــذه الحالــة إمــا أن يأيخــذ‬ ‫الدولرات بسعر ‪400.000‬ش وهو لسعر الشراء بتاريخ ‪ 10/4‬أو يدفع فارق الخسارة وهي ‪10.000‬ش‪ ،‬وهي فرقية هبــوط‬ ‫الدولر ما بين تاريخ ‪ – 10/4‬تاريخ ‪ ،20/4‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .37‬يتصل أحد الصيارفة بأحد البنوك‪ ،‬فيبيع للبنك ‪100.000‬باوند أو عملـة أيخـرى أجنبيــة غيـر موجـودة فـي حـوزة الصـّراف‪،‬‬ ‫فيشتريها البنك مثل ب ‪620.000‬ش في تاريخ ‪ 10/4‬مثل إلى تاريخ ‪ ،20/4‬وفي تاريخ ‪ 20/4‬إذا كان الباونــد قــد هبـط إلـى‬ ‫‪610.000‬ش مثل‪ ،‬فإّن الصّراف في هذه الحالة يأيخذ الفرقية وهي ‪10.000‬ش‪ ،‬وإذا كان قد ارتفع إلى ‪ 630.000‬باوند فــإّن‬ ‫‪29‬‬

‫‪55‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الصّراف في هذه الحالة يدفع فرقية الصعود وهي ‪10.000‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪55‬‬

‫‪ .38‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة ومعه شيك نقدي ّ قيمته ‪5000‬ش مثل‪ ،‬فيقــوم الص ـّراف بصــرافته بالــدولر دون أن يــديخل‬ ‫الشيك لحساب عمله كي يتأكد من رصيده‪ ،‬وذلــك بســبب ثقتــه بالجهــة المحــررة للشــيك وبحامــل الشــيك مــن يخلل التجربــة‬ ‫الشخصية مع الشخص والجهة المحررة للشيك‪ ،‬بحيث لم يرجع له شيك مــن يخلل تعــامله مــع هــذا الشــخص إل فــي حــالت‬ ‫‪55‬‬

‫نادرة بسبب يخلل فني ّ‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .39‬يأتي شخص إلى صّراف ويعطيه شيك مؤجل قيمته ‪2500‬ش مثل‪ ،‬ويأيخذ منــه مبلغــا مــن المــال وقــدره ‪1000‬ش مثل علــى‬ ‫الحساب إلى حين موعد صرافة الشيك‪ ،‬وعند حلول أجل الشيك يأتي صاحب الشيك‪ ،‬فيشتري ب ‪2500‬ش وهي قيمة الشــيك‬ ‫المودعة لدى الصراف دولرات بناءا علـى طلـب الزبـون ودون اشـتراط مـن الصـّراف ونفـرض أّن قيمـة الشـيك بالـدولر‬ ‫تساوي ‪ ،$ 550‬وبعد ذلك يقوم الصّراف بتحويل الدولرات إلى شاقل بنــاءا علــى طلــب الزبــون دون اشــتراط‪ ،‬ونفــرض أّن‬ ‫الدولرات تساوي بالشاقل ‪2300‬ش ثّم يخصم الدين الذي له في ذمة الزبــون وهــي ‪1000‬ش‪ ،‬ثـّم يعطــي الزبــون ‪1300‬ش‪،‬‬

‫‪56‬‬

‫فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .40‬يأتي شخص إلى الصّراف ويطلب منه قرضا وقدره ‪1000‬ش مثل إلى حين الحساب ) المعاش(‪ ،‬وعند مجيء وقت الحساب‬ ‫يأتي المقترض ومعه شيك نقدي قيمته مثل ‪ 5000‬ش‪ ،‬فيقوم الصّراف بتحويـل الشـيك إلـى دولر بنـاءا علـى طلـب الزبـون‪،‬‬ ‫ونفترض أّن قيمة الشيك بالدولر ‪ $1200‬بسعر البيع‪ ،‬ومن ث ّم يقوم الصّراف بتحويــل الــدولرات إلــى شــاقل مــرة أيخــرى‪،‬‬ ‫ونفترض أّن ‪ $1200‬تساوي ‪4800‬ش بسعر الشراء‪ ،‬وبعدها يقوم الصّراف بخصم ‪1000‬ش التي له في ذمـة حامـل الشـيك‬

‫‪56‬‬

‫ويعطيه الباقي وهو ‪3800‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫‪ .41‬يأتي بعض الشخا ص إلى صّراف‪ ،‬فيقول له‪ :‬بعني ‪ ،$10000‬وعندما يحين موعد الشيكات المودعة لديك يخذ ثمنها‪ ،‬وعنــد‬ ‫حلول أجل الشيكات يقوم الصّراف بتحويل الشيكات إلى دولر بحسب لسعر الشاقل بالدولر يــوم موعــد الشــيكات‪ ،‬فمــا حكــم‬

‫‪57‬‬

‫ذلك ؟‬ ‫‪ .42‬يأتي شخص إلى صراف ويستقرض منه ‪ ،$10.000‬على أن يتم احتسابها مـن الشـيكات المؤجلـة المودعـة لـدى الصـّراف‪،‬‬ ‫وعند حلول أجل الشيكات يقوم الصّراف بتحويل الشيكات إلى دولر بحسب لسعر الشاقل بالدولر يوم موعد الشيكات‪ ،‬ومــن‬ ‫ثّم يقوم بخصم الدولرات التي له على المقترض‪ ،‬ويرّد عليه الباقي‪ ،‬إّما بالدولر أو بالشاقل حســب رغبــة المقــترض بــذلك‪،‬‬

‫‪57‬‬

‫فما حكم هذه العملية شرعا ؟‬ ‫‪ .43‬يكون في بعض الحيان لشخص على آيخر ‪ 10000‬شاقل‪ ،‬ولهذا الشخص المدين ‪ $2000‬مث ً‬ ‫ل على نفس الشخص الدائن له‪،‬‬ ‫فهل يمكن تطار ح الدينين صرفًا‪ ،‬ولمزيد من التوضيح‪:‬‬ ‫لزيد على عمرو ‪ 10000‬شاقل وبالقابل لعمرو على زيد ‪ ،$ 2000‬فهل يجوز احتساب مــا لكــل منهمــا علــى اليخــر وطــر ح‬

‫‪58‬‬

‫الدينين؟‬ ‫‪ .44‬يأتي بعض الشخا ص أحيانا إلى حانوت ما لشراء مواد تموينية أو ملبس أو غير ذلك‪ ،‬ويدفع إليه شيكا ً مؤجلً بقيمـة ‪1000‬‬ ‫شاقل مث ً‬ ‫ل‪،‬وبعد جمع قيمة مشتريات الزبون يتبّين مجموع ما اشتراه يسـاوي ‪ 800‬شـاقل فقـط‪،‬فيقـوم التـاجر بإرجـاع البـاقي‬

‫‪58‬‬

‫للزبون فما حكم ذلك؟‬ ‫‪ .45‬يذهب بعض تج ّار العملةإلى أحد البنوك ويتف ق معه على شراء عملة في تاريخ معّين‪ ،‬على ألساس أن يكون لسعر العملــة الــتي‬ ‫يريد شراءها حسب السعر يوم التواعد على الشراء وليس يوم الشراء لسواء هبطت العملة ام ارتفعت‪ ،‬ولمزيد من التوضيح‬ ‫جاء احمد )تاجر عملة( إلى احد البنوك في يوم الجمعة المواف ق ‪2009 \4 \10‬م‪ ،‬وتواعد معه على إنشاء عقد صرف بقيمة‬ ‫‪ $100000‬بعد شهرين من هذا التاريخ بحيث يكون لسعر الصرف حسبما اتفقا عليه يوم التواعد وهو ‪ 400000‬شاقل‪ ،‬لسواًء‬ ‫أحصل هبوطاً ام صعوداً في قيمة الدولر فما حكم ذلك ؟‬

‫‪59‬‬ ‫‪30‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫مسائل متناثرة في عقود الصرافة المعاصرة‬

‫ب ‪) $90‬دولر( جديدة؟‬ ‫س‪ :1‬هل يجوز بيع ‪) $100‬دولر( قديمة ِ‬ ‫ب ‪)90‬دولر( جديدة اتفاقا‪ ،‬وهذا يسمى بربا الفضل‪ ،‬وقد نهى رلسول ا صـّلى‬ ‫الجواب‪ :‬ل يجوز بيع ‪) 100‬دولر( قديمة ِ‬ ‫ا عليه ولسّلم عن بيع الذهب بالذهب إل يداً بيد لسواءً بسواء )‪،(1‬ومعلوم أن النقــود الورقيــة –كالــدولر والشــاقل وغيرهــا‬ ‫من العملت‪ -‬تقوم مقام الذهب في التعامل‪،‬والحّل الشرعي في هذه الحالة أن يقوم مالك الــدولرات القديمــة ببيعهــا بالشــاقل‬ ‫أول وبعد قبضها يشتري بها دولرات جديدة‪ ،‬لسواًء من عند البائع نفسه أم من عند غيره‪(2) .‬‬

‫‪31‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ب ‪ $ 100‬قطعة واحدة ؟‬ ‫س‪ :2‬هل يجوز بيع ‪$ 120‬مثل فئة صغيرة )فكة\ فراطة( ِ‬ ‫الجواب‪ :‬ل يجوز بيع الدولر بالدولر ول الشاقل بالشاقل ول أي عملة بجنسها ال لسواًء بسواء ومثلً بمثــل‪ ،‬لن التفاضــل‬ ‫في هذه الحالة يؤدي إلى ما يسمى بربا الفضل وهو محرم اتفاقا كما لسب ق‪،‬لقول النبي صّلى ا عليه ولسّلم‪":‬ل تبيعوا الذهب‬ ‫بالذهب ال لسواءً بسواء والفضة بالفضة ال لسواءً بسواء")‪.(3‬‬ ‫والبديل الشرعي في هذه الحالة أن يقـوم مالـك الـدولرات ذات الفئـة الصــغيرة ببيعهـا للصـّراف بالشـاقل ثـم بعـد قبضـها‪،‬‬ ‫يشتري إن شاء دولرات ذات قطعة واحدة من عند ذات الصّراف أم من عند غيره )‪.(4‬‬

‫)‪(1‬رواه البخاري )ج‪ 4‬ص‪ (379‬عن أبي بكرة رضي ا عنه بلفظ‪ :‬قال رلسول ا صّلى ا عليه ولسّلم‪" :‬ل تــبيعوا الــذهب بالــذهب إل لســواًء‬ ‫بسواء والفضة بالفضة إل لسواًء بسواء"‪.‬‬ ‫)‪ (2‬انظر يسألونك‪ ،‬أد‪ .‬حسام عفانة‪ ،‬ج‪1/88‬‬ ‫)‪ (3‬لسب ق تخريجه‬ ‫)‪ (4‬انظر يسألونك‪ ،‬أد‪ .‬حسام الدين عفانة‪ ،‬ج‪ /1‬ص‪88‬‬

‫س ‪ :3‬هل يجوز بيع ‪ $ 100‬قديمة بأقل من لسعرها في السوق‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬إذا كانت ‪ $100‬تساوي مثل فــي الســوق ‪420‬‬ ‫ش‪ ،‬فإّن الصّراف يشتريها ب ‪ 415‬ش‪ ،‬لّنها قديمة ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع من ذلك شرعًا‪ ،‬بشرط التقابض في مجلـس العقـد‪ ،‬وذلـك لمـا روي عـن مالـك بـن أوس بـن الحـدثان‪ :‬أّنـه‬ ‫التمس صرفاً بمائة دينار‪ ،‬قال‪ :‬فدعاني طلحة بن عبيد ا‪ ،‬فتراوضنا حتى اصطرف مّني‪ ،‬وأيخذ الــذهب يقّلبهــا فــي يــده ثـّم‬ ‫قال‪ :‬حتى يأتيني يخازني من الغابة وعمر بن الخطاب يسمع‪ ،‬فقال عمر‪" :‬وا ل تفارقه حتى تأيخذ منه‪ ،‬ثّم قال‪ :‬قال رلسول‬ ‫ا صّلى ا عليه ولسّلم‪ :‬الذهب بالورق)أي الفضة( ربا ً إلّ هاء وهاء‪ ،‬والبر بالبر)القمح( ربا إلّ هاء وهاء‪ ،‬والتمـر بــالتمر‬ ‫ربا إلّ هاء وهاء‪ ،‬والشعير بالشعير ربا إلّ هاء وهاء")‪(1‬‬ ‫ومعنى قوله صّلى ا عليه ولسّلم هاء وهاء‪ :‬أي يخذ ويخذ‪ ،‬والمراد‪" :‬أن يعطي كل من المتعاقدين ما فــي يــده مــن العــوض‪،‬‬ ‫ويحصل التقابض في مجلس العقد"‪ .‬ومعلوم أّن النقود الورقية الــتي اصــطلع وتعــارف عليهــا النــاس فــي أيامنــا تقــوم مقــام‬ ‫الذهب والفضة التي كانت نقودا رائجة في العهد الساب ق‪ ،‬فتأيخذ النقود الورقية حكم الذهب والفضة‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وروى الشيخان عن أبي المنهال قال‪ :‬باع شريك لي ورقاً بنسيئة ) دين ( إلى المولسم‪ ،‬أو إلــى الحــج‪ ،‬فجــاء إلـّي فــأيخبرني‪،‬‬ ‫فقلت‪ :‬هذا ل يصلح‪ ،‬قال‪ :‬قد بعته في السوق فلم ينكر علّي أحد‪ ،‬فأتيت البراء بن عازب فسألته‪ ،‬فقال‪ :‬قـدم النـبي صـّلى اـ‬ ‫عليه ولسّلم المدينة ونحن نبيع هذا البيع‪ ،‬فقال‪" :‬ما كان يداً بيد فل بأس به‪ ،‬وما كان نسيئةً فهو ربا" وائت زيد بن أرقم‪ ،‬فإّنه‬ ‫أعظم تجارة مّني فأتيته‪ ،‬فسألته فقال‪ :‬مثل ذلك‪.‬‬ ‫وفي لفظ لدى البخاري ومسلم‪" :‬لسألت البراء بن عازب عن الصرف ؟ فقال‪ :‬لسل زيد بــن أرقــم‪ ،‬فهــو أعلــم‪ ،‬فســألت زيــدا‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬لسل البراء فإّنه أعلم‪ ،‬ثّم قال‪" :‬نهى رلسول ا صّلى ا عليه ولسّلم عن بيع الورق بالذهب دينا ً "‬ ‫وروى مالك عن عمر رضي ا عنـه‪ :‬وإن الســتنظرك إلـى أن يلـج ) يـديخل ( بيتــه فل تنظــره )تمهلــه( إنّــي أيخــاف عليــك‬ ‫الّرماء"‬ ‫قال ابن المنذر‪ :‬أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم أّن المتصارفين إذا افترقا قبل أن يتقابضا أّن الصرف فالسد"‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب‪ ،‬بيع الشعير بالشعير‪ ،‬رقم ‪ ، 2065‬ومسلم‪ ،‬كتــاب المسـاقاة‪ ،‬بــاب‪ :‬الصــرف وبيــع الــذهب بــالورق نقــدا‪،‬‬ ‫حديث ‪ ،1586‬ومالك في الموطأ‪ ،‬ج‪ ،636 /2‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في الصرف‪ ،‬واللفظ لمالك رحمه ا تعالى‪.‬‬ ‫)‪ )(2‬انظر‪ ،‬الفقه المنهجي‪ ،‬د‪ .‬مصطفى البغا‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الخن‪ ،‬علي الشربجي‪ ،‬ج‪ ،58 / 3‬دار القلم دمش ق‪ ،‬الطبعة الثانية‪1419 ،‬ه ‪1998 /‬م‬ ‫(‬ ‫)‪ (3‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب‪ :‬بيع الورق بالذهب نسيئة‪ ،‬رقم ‪ ،2070‬ومسلم‪ ،‬باب النهي عن بيع الرق بالذهب دينا‪ ،‬رقم ‪1598‬‬

‫س )‪ (4‬يأتي شخص الى الصراف معه ‪ $ 100‬قديمة مثل‪ .‬ويريد ان يستبدلها بـ ‪ $ 100‬جديدة فيبدلها له الصــراف مقابــل‬ ‫‪ 20‬ش فما حكم ذلك شرعا ً ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعًا‪ .‬فل يجوز الستبدال دولر بدولر ال مثلً بمثل لسواء بسواء يداً بيد‬ ‫س‪ :5‬هل يجوز بيع شيك قيمته ‪ 5000‬شاقل مثلً مؤجل لمدة شهر مقابــل ‪ %5‬للصـّراف أو مقابــل ‪ 200‬شــاقل‪ ،‬أو بمعنــى‬ ‫ب ‪ 4800‬شاقل نقداً ؟‬ ‫آيخر أن يبيع الشيك الذي قيمته ‪ 5000‬شاقل مؤجل ِ‬ ‫الجواب‪ :‬ل تجوز هذه المعاملة باتفاق أهل العلم‪ ،‬وهذه من اّشد أنواع الربــا يخطــراً لّن هــذه المعاملــة تتضــمن ربــا الفضــل‬ ‫وربا الَنساء‪ ،‬وقد نهى النبي صّلى ا عليه ولسّلم كما لسب ق عن بيع الذهب بالــذهب إل يــداً بيــد لســواًء بســواء‪ ،‬وفــي الســؤال‬ ‫المذكور ايخّتل شرطا التقابض والتساوي‪(3).‬‬ ‫ب ‪ $1000‬دولر نقدا ؟‬ ‫س‪ :6‬هل يجوز شرعا بيع شيك مؤجل قيمته ‪ 5000‬شاقل ِ‬ ‫‪33‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬ل يجوز شرعا بيع شيك مؤجل بالدولر أو بغيره مــن العملت‪ ،‬وهــذا يسـمى ربــا الّنسـاء لفـوات شــرط التقـابض‬ ‫لسواًء تّم تسليم الدولر في الحال أم بعد أجل‪ ،‬فيشترط في بيع الشيك بالدولر أن يكون الشيك نقديا ً ومضمون الرصــيد‪ ،‬لــذا‬ ‫على الصّراف أن يتأكد أول من وجود رصيد للشيك في البنك‪ ،‬فإذا تأكد من ذلك وكان الشيك نقديا جاز صرفه بالدولر أو‬ ‫بغيره من العملت‪ ،‬وإذا ايختّل احد الشرطين َحُرَم باتفاق الفقهاء )‪.(4‬‬ ‫)قال ابن المنذر‪" :‬أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم أن المتصارفين اذا افترقا قبل أن يتقابضا‪ ،‬أن الصرف فالسد")‪5‬‬

‫)‪ 1‬رواه مالك في الموطأ‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب‪ ،‬بيع الذهب بالفضة تبرا وعينا‪ ،‬ج‪."632 /2‬‬ ‫)‪) (2‬انظر‪ ،‬الجماع‪ ،‬لبن المنذر‪ ،‬ص‪.( 92‬‬ ‫)‪(3‬انظر‪ :‬الستبدال النقود والعملت‪ ،‬أ‪.‬د علي السالوس ص‪.98‬‬ ‫) ‪ (4‬المرجع الساب ق‪ ،‬ص‪.98‬‬ ‫)‪ (5‬انظر الجماع‪ ،‬لبن المنذر‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫س‪ :7‬يأتي بعض الناس أحيانا إلى الصّراف ومعه شيك نقدي قيمته ‪ 5000‬شــاقل مث ً‬ ‫ل‪ ،‬فيقـوم الصـّراف بالتأكــد مـن كـونه‬ ‫مضمون الرصيد‪ ،‬وبعد التأكد من انه مضمون الرصيد يقوم الصّراف بتقويمه بالــدولر‪ ،‬ثــم بعــد ذلــك يحـّول الــدولر إلــى‬ ‫شاقل قبل تسليمه الدولر‪ ،‬ويعطيه المبلغ بالشاقل فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة جائزة شرعا بالظروف المذكورة في السؤال‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يكون الشيك نقديا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن يكون الشيك مضمون الرصيد‪.‬‬ ‫ويشترط في هذه الحالة بعد أن يقــوم الصـّراف بتحويــل ‪ 5000‬شــاقل المــذكورة فــي الســؤال إلــى دولر أن يخــبره بقيمتهــا‬ ‫بالدولر ثّم يحّولها إلى شاقل بناءً على طلبه‪ ،،‬وصورة ذلك‪:‬‬ ‫ي)حاّل(‪.‬‬ ‫أول‪ :‬بعد أن يستلم الصّراف الشيك يقوم بفحص رصيده‪ ،‬والتأكد من كونه مضمون الرصيد وانه نقد ّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬بعد التأكد مما لسب ق يقوم الصّراف بإبل غ حامل الشيك بما يساويه بالدولر‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬إذا واف ق حامل الشيك على هذا السعر صرفه له الصّراف بالدولر‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫رابعًا‪ :‬بعد ذلك يسأله الصّراف إذا كان يريد المبلغ بالدولر أم بالشاقل‪ ،‬فان قال بالدولر لسّلمها له‪ ،‬وان قال بالشاقل ايخــبره‬ ‫بما تساويه بالشاقل ثّم يسّلمها له‪.‬‬ ‫وذلك لن القبض المطلوب شرعاً يتحق ق بالتخلية )أي أن يخلي البائع بين المـبيع وبيـن المشـتري برفـع الحائـل _الحـاجز_‬ ‫بينهما على وجه يتمكن المشتري من التصرف فيه‪ ،‬وهذا مذهب الحنفية كما بين الكالساني وابن عابدين رحمهما ا تعالى‪).‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫وهذا ما توصل إليه مجمع الفقه اللسلمي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في المملكة العربيــة الســعودية مــن ‪- 17‬‬ ‫‪ 23‬شعبان ‪1410‬ه‪ -‬المواف ق ‪ 20 - 14‬آذار )مارس( ‪1990‬م‪ ،‬حيــث جــاء فــي قــراره بشــأن القبــض‪" :‬صــورة وبخاصــة‬ ‫المستجدة منها وأحكامه"‪.‬‬ ‫"قبض الموال كما يكون حسياً في حالة اليخذ باليد أو الكيل أو الوزن في الطعام أو النقــل والتحويــل إلــى حــوزة القــابض‪،‬‬ ‫يتحق ق اعتباراً وحكماً بالتخلية مع التمكن من التصرف‪ ،‬ولو لم يوجــد القبــض حسـًا‪.‬وتختلــف كيفيــة قبــض الشــياء بحســب‬ ‫حالها وايختلف العراف فيما يكون قبضا ً لها"‪.‬‬ ‫وفي السؤال المذكور لما لسّلم الصّراف الشيك وحّوله إلى الدولر أصبح بذلك الدولرات تحـت تصــرف المشــتري‪ ،‬وبـذلك‬ ‫يتحق ق القبض حكما ً فل مانع من بيعها مرةً أيخرى للصّراف لّن القبض الحكمي كالقبض الحسي‪.‬‬

‫‪(1‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع‪) ،‬ج‪ 7‬ص‪ (3248‬ط المام بالقاهرة‪ ،‬وانظر رد المحتار على الدر المختار ج‪،( 42 - 4‬دار احياء التراث العربي‪.‬‬

‫جاء في قرار مجلس المجمع الفقهي اللســلمي التــابع لرابطــة العــالم اللســلمي فــي دورتــه الحاديــة عشــرة المنعقــدة بمكــة‬ ‫المكرمة من ‪ 13‬رجب ‪1409‬ه المواف ق ‪ 19‬فبراير ‪1989‬م إلى ‪ 20‬رجب ‪1409‬ه المواف ق ‪ 26‬فــبراير ‪1989‬م فــي بعــض‬ ‫التطبيقات المعاصرة للقبض الحكمي للموال‪ ،‬حيث قرر المجلس بالجماع بعد البحث والدرالسة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يقوم تسلُّم الشيك مقام القبض عند توفر شروطه في مسألة صرف النقود في المصارف‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يعتبر القيُد في دفاتر المصرف في حكم القبض لمن يريد الستبدال عملة بعملة أيخرى‪ ،‬لسواء كان الصرف بعملة يعطيهــا‬ ‫الشخص للمصرف أو بعملة مودعة فيه‪.‬‬ ‫س‪ :-8‬يأتي بعض الناس إلىأحد الصيارفة ويسّلمه شيكاً مؤجل علــى ألســاس أن يقــوم الصـّراف بإديخــال الشــيك فــي حســابه‬ ‫الخا ص‪ ،‬وذلك لن حساب حامل الشيك محجوز عليه لجهات معينة‪ ،‬فهل يجوز أن يقوم الصّراف بهذه العملية ؟وهل يجوز‬ ‫له أن يأيخذ نسبة مئوية من المبلغ مثل ‪%3‬أو ‪%4‬؟‬ ‫‪35‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬ل يجوز أن يقوم الصّراف بهذه العملية شــرعا‪ ،‬وذلــك لن هــذه العمليــة تســمى بتنظيــف الشــيكات‪ ،‬وهــذه معاملــة‬ ‫ربوّية محرمة باتفاق أهل العلم‪،‬والصّراف في هذه الحالة ولسيط في هذه المعاملة‪ ،‬ول يجوز أن يكــون المســلم ولســيطا ً فــي‬ ‫معاملة ربوية‪ ،‬لن ا تعالى يقول}وتعاونوا على البر والتقوى ول تعاونوا على الثــم والعــدوان{‪.‬والنــبي صـّلى اـ عليــه‬ ‫ولسّلم يقول‪" :‬لعن ا آكل الربا وموِكله وكاتبه وشاهديه"‪.‬‬ ‫فالصّراف في هذه الحالة وان لم يأكل الربا إل انه شارك فــي معاملــة ربويــة والعيــاذ بــال تعــالى‪ ،‬أّمــا إذا اديخلــه الصـّراف‬ ‫وانتظر حلول الجل فيجوز‪.‬‬

‫س‪ :-9‬هل يجوز أن يأيخذ الصراف شيكا ً نقديا ً من احد الزبائن ويقوم بإديخاله في حســابه الخــا ص وذلــك لّن حســاب حامــل‬ ‫الشيك محجوز عليه‪ ،‬مقابل نسبِة مئوية من المبلغ أو أجرة محددة مثل ‪ 100‬شاقل مث ً‬ ‫ل؟‬ ‫الجواب‪ :‬إذا كان الشيك نقديا فل مانع شرعا أن يقوم الصّراف بإديخال الشيك في حسابه الخا ص مقابل أجرة يتفقــان عليهــا‪،‬‬ ‫وفي هذه الحالة يستح ق الصّراف الجرة لسواًء تّم صرف الشيك أم لم تتم صرافته‪ ،‬لنه في هذه المعاملــة ليــس صـّرافا مــن‬ ‫وجهة النظر الشرعية وإنما هو وكيل بالصرافة‪ ،‬فيأيخذ الجرة مقابل ما قام به من جهد شريطة أن يكون الشــيك نقــديا ً كمــا‬ ‫لسب ق‪.‬ول يجوز أن يصرفه الوكيل بالصرافة من ماله الخا ص لنه بــذلك يكــون مــن وجهــة النظــر الشــرعي صـّرافا ً وليــس‬ ‫وكيلً بالصرافة‪ ،‬وقد لسب ق أن من شروط صرف العملة بجنسها التماثل‪.‬‬ ‫جاء في فتاوى اللجنة الدائمة‪" :‬ل مانع شرعاً من يخصم نسبة معينة يتف ق عليها الطرفان كأجر على الوكالة لصرافة الشــيك‬ ‫مقابل ما يبذله الوكيل بالصرافة من جهد لتحصيل قيمة الشيك شريطة أن يكون الشيك حالً ) نقديا ً (‪(1).‬‬ ‫‪36‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫س‪ : -10‬يأتي بعض الناس إلى احد الصيارفة ويعطيه شيكا ً نقديا )حا ً‬ ‫ل(‪ ،‬قيمته مثلً‪ 5000‬شاقل‪ ،‬فيعطيه الص ـّراف ‪4900‬‬ ‫شاقل‪،‬مقابل جهده فما حكم ذلك؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة ل تجوز شرعًا‪،‬وذلك لّن من شــروط بيــع العملــة بجنســها التســاوي والتماثــل والتقــابض‪ ،‬وفــي هــذه‬ ‫الحالة وان توفر شرط التقابض إل انه ايختّل شرط التساوي والتماثل‪ ،‬وهذا يسمى ربا فضل وقد لسب ق بيان حكمه‪.‬والحل في‬ ‫هذه الحالة أن يّحول الشاقل إلى دولر ثم إذا شاء الزبون تحويل الدولر إلى شاقل جاز شرعا‪.‬‬

‫)‪(1‬انظر فتاوى اللجنة الدائمة‪ ،‬ج‪ 13‬ص‪ ،454‬فتوى رقم ‪،12416‬وانظر فقه التاجر المسلم وآدابه أ‪.‬د حسام الدين عفانة ص‪ ،152-151‬وانظر‬ ‫يسألونك أ‪.‬د حسام الدين عفانة ج‪ 1‬ص‪.94‬‬

‫س ‪ :11 -‬يأتي شخص الى محل الصارفة ومعه شيك نقدي بقيمة ‪ 10.000‬ش مث ً‬ ‫ل‪ .‬فيعطيــه للصــراف‪ ،‬ويقــوم الصــراف‬ ‫باديخاله على حساب العمل وبعد صرافة الشيك‪ .‬يقوم الصراف بتحويل المبلغ الى دولر ويعطيه الى حــل الشــيك‪ .‬وهنالــك‬ ‫بعض الحالت بعد أن يحّول المبلغ الى دولر‪ ،‬يحوله مرة آيخرىلشــاقل بحســب طلــب حامــل الشــيك ولكــن دون ان يقبضــه‬ ‫الدولرات فما حكم ذلك شرعا ً ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع من ذلك شرعًا‪ ،‬ولكن الحوط في هذه الحالة أن يستلم الدولرات ويشتري شواقل من صراف آيخر‪.‬‬ ‫س _ ‪ :12‬اقترض شخص من تاجر ‪10.000‬شاقل لمدة شهر‪ ،‬وعند حلول الجل أعطى المقترض التــاجر شــيكات نقديــة‪،‬‬ ‫أكثر من قيمة القرض‪ ،‬فيقوم التاجر بتحويل المبلغ إلى دولر ومن ثّم إلى شاقل‪ ،‬وبعد ذلك يأيخذ التاجر حصــته ويــرّد عليــه‬ ‫الباقي‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذا تعامل محرم شرعًا‪ ،‬وذلك لّنه من قبيل القرض الذي جّر نفعـًا‪ ،‬فالتــاجر المــذكور فــي الســؤال مـا أقـدم علـى‬ ‫القراض إلّ لّنه معروف لدى المقترض والمقرض على حد لسواء‪ ،‬بأّن المقترض لسيقوم بتسديد المبلغ بالصورة المذكورة‬ ‫‪37‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫بالسؤال‪ ،‬وهي أن يقوم بإعطائه شيكات نقدية في تاريخ السداد تزيد عن قيمة المبلغ المقترض ومن ث ـّم تحويلهــا إلــى دولر‬ ‫وبعد ذلك إلى شاقل وبعدها يقوم المقرض بخصم الدين المستح ق‪ ،‬وبلغة الرقام‪:‬‬ ‫نفرض أّن المبلغ المقترض يساوي‪10.000 :‬ش‪.‬‬ ‫الشيكات المدفوعة مقابل القرض = ‪11.000‬ش‪.‬‬ ‫يقوم التاجر المقرض بتحويل المبلغ بالدولر) نفرض أّنه يساوي ‪ 2500‬دولر(‪.‬‬ ‫ومن ثّم يقوم التاجر المقرض بتحويل المبلغ إلى الشاقل مرة أيخرى ) نفرض أّنه يساوي ‪10800‬ش(‪.‬‬ ‫للتاجر في ذمة المقترض ‪10.000‬ش‪ ،‬فيقوم بخصمها من ‪10800‬ش‪ ،‬ويعطي المقــترض ‪800‬ش‪ ،‬ويكــون بــذلك قــد ربــح‬ ‫‪ 200‬ش‪.‬‬ ‫ي محرم‪ ،‬وفيه تحايل على الربا‪.‬‬ ‫نخلص إلى أّن هذا تعامل ربو ّ‬

‫س‪ :-13‬يأتي بعض الناس بشيك قيمته ‪ 5000‬شاقل مؤجل‪ ،‬فيقوم بصرفه من شخص أيخر بنفس المبلغ )‪5000‬شــاقل( قبــل‬ ‫حلول اجله‪ ،‬أو يعطيه الصّراف جزءًا من المبلغ وعند حلول الجل يأيخذ الجزء المتبقي ولكن دون أن يربح الصّراف شيئًا‪،‬‬ ‫فما حكم ذلك؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة جائزة شرعًا‪ ،‬وذلك لنه ل يراد منها الربح والمعاوضة‪ ،‬فانه وان تلفظ المتعاقدين بلفـظ الصـرف إل‬ ‫أن نيتهما متوجه إلى المساعدة وتفريج الكرب‪ ،‬والعبرة في العقـود كمـا هـو مقـرر لـدى الفقهــاء للمقاصـد والمعـاني وليـس‬ ‫لللفاظ والمباني‪.‬‬ ‫فلو أن شخصا ً قال ليخر مثلً بعتك هذه السيارة بل ثمن‪ ،‬اعتبر هذا العقد هبة وليس بيعاً على الرغم من تلفظه بــالبيع‪ ،‬ولــو‬ ‫ب ‪ 10000‬شاقل‪ ،‬اعتبر هذا العقد بيعا ً علـى الرغـم مـن تلفظـه بالهبـة لوجـود قرينـة‬ ‫قال شخص ليخر وهبتك هذه السيارة ِ‬ ‫المعاوضة وهو الثمن‪.‬‬ ‫وكذلك يقال في السؤال المطرو ح‪ :‬أن نية المتعاقدين متوجه إلى المساعدة وتفريج الكرب‪،‬فيعتبر هــذا قرضـا ً وليــس صــرفاً‬ ‫على الرغم من تلفظه بالصرف‪ ،‬وذلك بقرينة تجرد العقد عن الربح والمعاوضة‬ ‫‪38‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫س ‪ :14 -‬يأتي أحيانا شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ومعه شيك مؤجل قيمته ‪5000‬ش مثل‪ ،‬ويعطيه للصّراف‪ ،‬ثّم يقترض‬ ‫من الصّراف ‪2500‬ش وعند حلول الجل يقوم الصّراف بتحويل قيمة الشيك إلى دولر ثّم يحـّول الــدولر إلــى شــاقل مــرة‬ ‫أيخرى‪ ،‬وبعد ذلك يطر ح الصّراف الدين الذي له في ذمة حامل الشيك‪ ،‬ويعطيه الباقي‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه المسألة مركبة من عدة عناصر‪:‬‬ ‫العنصر الول‪ :‬اقتراض من الصراف ‪2500‬ش‪ ،‬وإعطاء الشيك للصّراف الشيك كوثيقة ضمان‪.‬‬ ‫العنصر الثاني‪ :‬تحويل الشيك الذي بيد الصّراف إلى دولر‪ ،‬أي شراء الشيك بالدولر‪ ،‬وهي عملية صرافة‪.‬‬ ‫العنصر الثالث‪ :‬تحويل الدولر إلى شاقل‪ ،‬أي شراء الدولر من الزبون بالشاقل‪ ،‬وهي عبارة عن عقد صرافة ثان‪.‬‬ ‫العنصر الرابع‪ :‬مقاصة‪ ،‬أي يخصم الدين الذي للصّراف في ذمة الزبون‪.‬‬ ‫وهذه المعاملة محرمة شرعا لّنها من قبيل القرض الذي جّر نفعا‪ ،‬والقاعدة تقول‪" :‬كل قرض جّر نفعا ً فهو ربا"‪.‬‬ ‫قال الطحاوي في شر ح الثار‪ ..." :‬وحرم كل قرض جّر نفعًا")‪(1‬‬ ‫وتأصيل هذه القاعدة ثابت بالسنة والثار الصحيحة‪ ،‬من ذلك‪:‬‬ ‫أ – ما رواه البخاري في صحيحه‪ :‬عن أبي بريده بن أبي مولسى قال‪ :‬قدمت المدينة فلقيت عبد ا بـن لسـلم‪ ،‬فقـال لـي‪ :‬انـك بـأرض‬ ‫فيها الربا فاش فإذا كان لك على رجل ح ق فأهدى إليك حمل تبن أو شعير أو قت فل تأيخذه فانه ربا")‪(2‬‬ ‫ب – ما رواه البيهقي في السنن الكبرى عن ابن مسعود انه لسئل عــن رجــل السـتقرض مــن رجـل دراهـم ثـم إن المسـتقرض اقـرض‬ ‫المقرض ظهر دابته فقال عبد ا‪ :‬ما أصاب من ظهر دابته فهو ربا")‪(3‬‬ ‫‪39‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وذلك لّن الصّراف قام بعملية القراض للزبون لّنه يعلم مسبقا ً وضمنا ً أّن الزبون لسيشتري من عنده بالشيك المــودع لــديه دولرات‬ ‫ويربح من ورائه‪ ،‬ولول علم الصّراف بذلك لما أقدم على إقراضة أص ً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫فإن قيل إ ّن الصّراف لم يشترط على المقـترض أن يشــتري مـن عنــده دولرًا‪ ،‬قلـت‪ :‬إّن هـذ المـر متعـارف عليـه‪ ،‬والقاعــدة تقـول‪:‬‬ ‫"المعروف عرفا كالمشروط شرطا"‪.‬‬ ‫لذا بناءا على ذلك‪ :‬ل تجوز المعاملة المذكورة في السؤال لوجود المنفعة بسبب القرض‪ ،‬وقد اتفقت كلمة الفقهاء على حرمة القــرض‬ ‫الذي يجّر منفعة مشروطة‪ ،‬وهذه منفعة مشروطة لجريان العرف بها‪.‬‬ ‫قال ابن المنذر‪" :‬أجمعوا على أّن المقرض إذا اشترط على المقترض زيادة أم هدية ثّم أيخذ الزيادة فإّنها تكون ربا")‪(4‬‬

‫)‪ ) (1‬انظر‪ ،‬معاني الثار‪ ،‬ج‪ /4‬ص‪.(88‬‬ ‫)‪ ).(2‬رواه البخاري‪ ،‬حديث ‪(3530‬‬ ‫)‪ (3‬رواه البيهقي في السنن الكبرى )‪.(5/350‬‬ ‫)‪ ) (4‬انظر‪ ،‬المغني‪ ،‬لبن قدامة المقدلسي‪ ،‬ج‪.( 354 / 4‬‬

‫س _ ‪ :15‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ثّم يطلـب منـه تحويـل ‪ $1000‬مثل لحسـاب شـخص معّيـن يخـارج البلد‪ ،‬ثـّم‬ ‫يعطيه طالب التحويل ‪ $ 1020‬أو بما يعادل قيمتها بالشاقل‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ينظر في المسألة‪ :‬إذا حّول الصّراف المبلغ من ماله الخا ص فل تجوز هذه الزيادة‪ ،‬لّنها مــن قبيــل القــرض الــذي‬ ‫جّر نفعا وكل قرض جّر نفعا فهو ربا‪ ،‬وأّما إذا حّول المبلغ من مال طالب التحويل‪ ،‬فل بأس بهذه الزيادة على إعتبــار أّنهــا‬ ‫أجرة وكالة‪.‬‬ ‫وكذلك إذا طلب الشخص من الصّراف تحويل مبلغ ما بالدولر إلى حساب شخص ما ثّم أعطاه قيمة المبلغ بالشاقل فيجوز‪،‬‬ ‫على اعتبار أّن هذا صرف وليس قرضًا‪ ،‬بشرط أن يسّلم الزبون ) طالب التحويل ( المبلغ في مجلس العقد‪.‬‬ ‫ول يضّر عدم تسّلم الزبون للدولر بيده حّسًا‪ ،‬لّن المبلغ تحت متناول يد الزبون وتصرفه‪ ،‬وهذا يسـّمى بــالقبض الحكمــي‪،‬‬ ‫جاء في قرار مجمع الفقه اللسلمي‪" :‬القبض كما يكون حسياً في حالة اليخذ باليد أو الكيــل أو الــوزن فــي الطعــام أو النقــل‬ ‫والتحويل إلى حوزة القابض‪ ،‬فإّنه أيضا يتحق ق اعتباراً وحكما ً بالتخلية مع التمكين من التصّرف ولو لم يوجد القبض حســًا‪،‬‬ ‫وتختلف كيفية قبض الشياء بحسب حالها وايختلف العراف فيما يكون قبضا ً لها"‬ ‫‪40‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫س _ ‪ : 16‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ثّم يشتري منه ‪ $1000‬مثل بقيمـة ‪4500‬ش‪ ،‬وبعــد ذلــك يطلــب منــه تحويــل‬ ‫المبلغ لحساب شخص معّين يخارج البلد دون أن يقبض طالب التحويل الدولرات‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫ل مانع من ذلك شرعًا‪ ،‬لّن القبض كما يكون باليد حسًا‪ ،‬فإّنه يكون اعتباراً وحكماً كما في السؤال‪ ،‬فطالب التحويل بمجــرد‬ ‫طلبه المبلغ وتقييده في دفتر الصّراف‪ ،‬فإّنه يصبح تحت متناول يده وتصرفه‪.‬‬ ‫وهذا ما توصل إليه المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم اللسلمي‪ ،‬حيث جــاء فــي قــراره مــا يلــي‪" :‬يعتــبر القيــد فــي دفــاتر‬ ‫المصرف في حكم القبض لمن يريد الستبدال عملة بعملة أيخرى‪ ،‬لسواء كان الصرف بعملــة يعطيهــا الشــخص للمصــرف أو‬ ‫بعملة مودعة لديه"‬ ‫وفي السؤال المذكور طالب التحويل لدى شرائه للمبلغ الذي يريد تحويله يصــبح وديعــة بيــد الصـّراف‪ ،‬وهــو بمثابــة قبــض‬ ‫ص المجمع بشرط أن يتم تسليم طالب التحويل للمبلغ في مجلس العقد وأن يتم تحويل المبلغ فــي مجلــس العقــد‬ ‫حكمي ّ كما ن ّ‬ ‫كذلك‪.‬‬

‫س‪ : -17‬يذهب بعض الناس إلى البنك أحيانا بهدف تحويل مبلغ من المـال لولـده مثلً الـذي يتعلـم يخـارج البلد‪ ،‬وفــي هــذه‬ ‫الحالة‪ ،‬يقوم طالب التحويل بدفع المبلغ للبنك بالشاقل ومن ثم يقوم البنك بصرافتها إلى عملة البلد التي لسـيحول المبلـغ إليهـا‬ ‫كاليورو مث ً‬ ‫ل‪،‬وبعد ذلك يحولها إلى العنوان المنالسب‪ ،‬ولكن دون أن يسلم طــالب التحويــل المبلــغ قبــل تحــويله‪ ،‬وإنمــا يقــوم‬ ‫بتسليمه وثيقة تثبت إتمام عملية المصارفة‪،‬فما حكم ذلك؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع شرعاً من هذه الحوالة المصــرفية‪ ،‬وتكييفهــا الفقهــي علــى ألســاس إنهــا مصــارفة ووكالـة‪ ،‬وذلــك لن هــذه‬ ‫الوثيقة التي أعطيت في المجلس الذي تّم فيه تسليم النقود المراد تحويلها تعتبر بمثابة القبض الحكمــي‪،‬ومــن ثــم كــأن طــالب‬ ‫التحويل وّكل البنك‪ ،‬بإيصال المبلغ الذي تّم صرفه إلى الجهة التي عينها له‪(1) .‬‬ ‫س‪ -18‬يقوم بعض الناس أحيانا بتحويل مبلغ من المال إلى دولة أجنبية بعملة الدولة الجنبية التي يراد التحويل إليهــا‪ .‬وفــي‬ ‫هذه الحالة ل يدفع طالب التحويل المبلغ للبنك وإنما يقوم البنك بحسم ما يقابل قيمة المبلغ المراد تحويله من المبلغ الموجــود‬ ‫في حساب الزبون )العميل( ومن ثم بعد ذلك يقوم بتحويل المبلغ الذي تّم صرفه إلى الجهــة المطلوبــة‪ ،‬ومثــال ذلــك‪ :‬يــذهب‬ ‫زيد من الناس إلى البنك فيطلب منه تحويل ‪ $ 10000‬إلى بنك معّين في أمريكا لصالح حساب ابنــه‪ ،‬فيقــوم البنــك بصــرف‬ ‫‪ $10000‬من حساب طالب التحويل ومن ثّم تحويلها إلى المكان المحدد‪ ،‬فما حكم ذلك من وجهة النظر الشرعية؟‬ ‫‪41‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬ل مانع شرعاً من هذه المعاملة‪ ،‬بشرط أن يكون في حساب طالب التحويل ما يعـادل قيمـة المبلـغ المـراد تحـويله‪،‬‬ ‫فان كانت مثلً ‪ 10000‬دولر المراد تحويلها تساوي فــي ذلــك اليــوم ‪ 40000‬شــاقل‪ ،‬ل بـّد أن يكــون فــي حســابه ‪40000‬‬ ‫شاقل على القل‪.‬‬ ‫وهذه المعاملة تكييفها الفقهي‪" :‬صرف ما في الذمة"‪،‬وكأّن طالب التحويل له في ذمة البنك ‪ 40000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪ ،‬فطلب منــه‬ ‫أن يصرف له ما في ذمته ويحولها إلى مكان يحدده له‪.‬‬ ‫فهذه عملية صرف ما في الذمة ووكالة بالتحويل‪ ،‬والمصارفة على الدين المستقر في ذمة المتصارفين أو احدهما جائز عند‬ ‫أبي حنيفة رحمه ا تعالى‪(2) .‬‬

‫)‪(1‬انظر الحوالة في عقد الصرف‪ ،‬الشيخ الزرقا ص ‪ ،93‬أحكام صرف النقود والعملت في الفقه اللسلمي ص‪.91‬‬ ‫)‪ (2‬انظر حاشية الطحطاوي على الدر المختار‪ ) ،‬ج‪ / 3‬ص‪( 14‬‬

‫ولمزيد من التوضيح نقول‪ :‬إّن البنك مدين للعميل بالمبلغ الموجود في الحساب‪ ،‬والعميل دائن للبنك والصرف هنا يقع علــى‬ ‫ما في الذمة ويكتفي بالتسمية إذ ل معنى ول فائدة في أن يقوم البنك بتسليم العميل صــاحب الحوالــة قيمــة حــوالته ثــم يعــود‬ ‫العميل ويسّلمها مرة أيخرى إلى المصرف ليتحق ق شرط التقابض‪ ،‬فان العميل بمجرد أن يقوم البنك بتقييد المبلغ دفتريــا ً فــي‬ ‫حسابه يعتبر قابضا ً حكماً بدليل أن العميل يملك أن يتصرف في المال الذي أضيف إلى الحســاب بالســحب وتحريــر الشــيك‬ ‫على حسابه‪(1).‬‬

‫س‪ -19‬يـــأتي بعـــض الحيـــان شـــخص إلـــى محـــل الصـــيارفة‪ ،‬ويريـــد شـــراء ‪10000‬دولر مـــن الصـــراف فيشـــتري‬ ‫‪،$10000‬بالمبلغ المتف ق عليه ‪ 40000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪،‬ولكــن المشــتري ل يَُسـّلم المبلــغ للصـّراف وإنمــا يحيــل الصـّراف علــى‬ ‫شخص أيخر ليأيخذ المبلغ منه‪.‬‬ ‫ولمزيد من التوضيح‪ :‬يأتي زيد من الناس إلى صّراف فيشتري منه ‪ $10000‬بقيمة ‪ 40000‬شــاقل‪ ،‬فيقــول زيــد للصـّراف‬ ‫إّن لي على أيخيك )احمد( مثلً ‪ 40000‬شاقل فخذها منه‪ .‬فما حكم ذلك؟‬

‫‪42‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة ل تجوز شرعا ً إل إذا كــان المحــال عليــه )احمــد( موجــوداً فــي مجلــس العقــد‪ ،‬وقــام بتســليم المبلــغ )‬ ‫‪40000‬شاقل( للصّراف في مجلس العقد‪ ،‬قبل الفتراق‪ ،‬وهذا مذهب الحنفيــة والصــحيح مــن قــول الشــافعية ولســحنون مــن‬ ‫المالكية‪ .‬أما في حالة عدم وجود المحال عليه )احمد( في مجلس العقد فل يجوز اتفاقًا‪(2).‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام صرف النقود والعملت‪ ،‬د‪.‬عباس البــاز ص ‪ ، 292‬وانظــر‪ :‬بحــث د‪.‬نزيــه حمــاد –القبــض الحقيقــي والحكمــي‪-‬مجلــة المجمــع‬ ‫الفقهي ج‪ 1‬ص‪ ،734‬العدد السادس ‪1410‬ه‪1990 -‬م‪.‬‬ ‫)‪ (2‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع‪ ،‬الكالساني ج‪ ،73154‬الفتاوى الهندية‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪ ،247‬البيان والتحصيل لبن رشد ج‪ 7‬ص‪ ،36‬مواهب الجليل للحطــاب‬ ‫ج‪ 4‬ص‪ ،308‬تكملة المجموع شر ح المهذب ج‪ 10‬ص ‪.85‬‬

‫س ‪ :20-‬يأتي شخص معّين إلى محل الصيارفة‪ ،‬ويطلب من الصّراف تحويل مبلــغ وقــدره ‪ $10000‬مثل لحســاب شــركة‬ ‫معّينة يخارج البلد‪ ،‬ثّم يعطيه قيمة الدولرات بالشاقل بطري ق شيكات مؤجلة‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫ل يجوز هذا التعامل شرعاً وذلك لعدم تحق ق شرط التقابض‪ ،‬ومن شروط عقد الصرافة المتف ق عليها بين الفقهاء التقــابض‪،‬‬ ‫فإن ايختل هذا الشرط ترتب على ذلك ربا نسيئة ) نساء(‬ ‫روى الشيخان في صحيحهما‪" :‬الذهب بالورق ) أي الفضة( ربا ً إلّ هاءً وهاء‪ ،‬والبر بالبر‬ ‫) القمح( ربا إلّ هاء وهاء‪ ،‬والتمر بالتمر ربا ً إلّ هاء وهاء‪ ،‬والشعير بالشعير ربا ً إلّ هاء وهاء")‪(1‬‬ ‫قال ابن المنذر‪" :‬أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم أّن المتصارفين إذا افترقا قبل أن يتقابضا أّن الصرف فالسد" )‪(2‬‬ ‫س ‪ :21 -‬يأتي شخص معه شيكات مؤجلة لشهر مثل‪ ،‬ويعطيها لصّراف ما‪ ،‬ثّم يبدأ حامل الشيكات بسحب مبالغ مالية مــن‬ ‫الصراف على الحساب‪ ،‬أي إلى حين موعد صرافة الشيكات‪ ،‬وعنــد حلــول أجــل الشــيكات يأيخــذ الصـّراف ا‪ %‬مــن المبلــغ‬ ‫الكلي للشيكات‪ ،‬وبعد ذلك يخصم الدين الذي له في ذمة حامل الشيكات‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا‪ ،‬مــع اليخــذ بعيــن العتبــار أّن‬ ‫الصّراف عندما يقتطع هذه النسبة‪ ،‬يكون بعض الشيكات لم يحل أجلهــا بعــد‪ ،‬مثــال‪ :‬أعطــى شــخص ليخــر شــيكات مؤجلــة‬ ‫قيمتها‪100.000 ) :‬ش( معظمها لتاريخ ‪ 09/ 1/6‬مثل وبعضها لتاريخ ‪ ،1/7/09‬ويبدأ صاحب هذه الشيكات بسحب مبالغ‬ ‫‪43‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫من الصراف لحين حلول الشيكات‪ ،‬وعند حلول الجل وهو ‪ 1/6‬كما هو في السؤال يقوم حامل الشيكات بــدفع نســبة مئويـة‬ ‫عن جميع الشيكات الحاّلة والمؤجلة‪ ،‬ويخصم بعد ذلك الّدين الذي في ذمته للصّراف ثّم يأيخذ مــا تبقــى مــن المجمــوع الكلـّي‬ ‫للشيكات الحاّلة والمؤجلة‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟ وإذا كانت هذه العملية ل تجوز بالشـاقل فهـل تجـوز بالـدولر‪ ،‬وذلـك بـأن‬ ‫يحّول الصّراف الشيكات الحاّلة إلى دولر‪ ،‬ثّم يعطيها لصاحب الشيكات دولرا‪ ،‬وبعــد ذلــك إن شــاء صــاحب الشــيكات أن‬ ‫يأيخذ المبلغ بالدولر أيخذه وإن شاء أيخذه بالشاقل بعد أن يحّول الصّراف مرة أيخرى الدولرات إلى شاقل ؟‬

‫)‪.(1‬ومعلوم أّن النقود الورقية في زماننا تقوم مقام الذهب والفضة في التعامل‪.‬‬ ‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الجماع‪ .‬لبن المنذر‪ .‬ص ‪92‬‬

‫الجواب‪ :‬يحرم هذا التعامل شرعا ً لّنه بمثابة قرض مقابل منفعة وكل قرض جر نفعا فهو ربا‪ ،‬فهذا التعامل يعّد ربويــا ً بل‬ ‫أدنى شك‪ ،‬أّما بالنسبة للش ق الثاني من السؤال وهو‪ :‬تحويل الشيكات الحاّلة ) النقديـة( إلـى دولر ومـن ثـّم إعطـائه للزبـون‬ ‫دولرا أو بالشاقل بحسب طلبه‪ ،‬فهذا تعامل جــائز شــرعا فيمــا لــو أّن الزبــون لــم يقــوم بســحب أمــوال مــن الصـّراف علــى‬ ‫الحساب كما هو في السؤال‪ ،‬وهذا السحب فقهيا هو بمثابة قرض‪ ،‬وكأّن الصّراف أقرض الزبون نقودًا‪ ،‬ليشتري مــن عنــده‬ ‫دولرات بقيمة الشيكات عند حلول أجلها‪ ،‬فلول أّن الصّراف مطمئن بذلك لما أقـدم علـى إقراضـه‪ ،‬وهــذا يعتـبر أيضـا ً مـن‬ ‫قبيل القرض الذي جر نفعا وهو محرم إذا كانت المنفعة مشروطة أو قد جرى فيها العرف كما في التعامل الذي في الســؤال‬ ‫أعله‪ ،‬فإّن الصّراف وإن لم يشترط على الزبون المقترض بأن يشتري من عنده دولرات بلفظ صــريح‪ ،‬إلّ أّن هــذا المــر‬ ‫متعارف عليه‪ ،‬والمقرر لدى الفقهاء أن‪" :‬المعروف عرفا ً كالمشروط شرطًا"‪.‬‬ ‫قال ابن المنذر‪" :‬أجمعوا على أّن المقترض إذا اشترط على المقرض زيادة أم هدية ثّم أيخذ الزيادة فإّنها تكون ربا"‪(1) .‬‬ ‫روى البيهقي في السنن الكبرى عن ابن مسعود‪" :‬أّنه لسئل عن رجل الستقرض من رجل دراهم ثّم أّن المســتقرض أقــرض‬ ‫المقرض ظهر دابته فقال عبد ا‪ :‬ما أصاب من ظهر دابته فهو ربا‪(2) .‬‬

‫‪44‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المغني‪ ،‬ابن قدامه‪ ) ،‬ج ‪ / 4‬ص ‪.( 354‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البيهقي في السنن الكبرى ) ج‪.(350/ 5‬‬

‫س ‪ -22‬اقرض شخص أيخر مبلغا ً من المال وقدره ‪ 10000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪،‬وعند موعد السداد أراد المقــرض المبلــغ بالــدولر‬ ‫فما حكم ذلك؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع شرعا ً من لسداد الدين بغير العملة التي تّم فيها القرض كما هو في السؤال بالشروط التالية‪:‬‬ ‫أ‪-‬ألّ يكون هذا شرطا ً مسبقاً وإنما يتف ق الدائن والمــدين يــوم الســداد ل قبلــه علــى أداء الــدين بعملــه مغــايرة لعملــة الــدين أو‬ ‫القرض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن يكون ذلك بسعر صرفها يوم السداد وليس يوم القتراض‪ ،‬أي حسب المثال المذكور في السؤال تقدر ‪ 10000‬شاقل‬ ‫بالدولر يوم السداد وليس يوم القتراض‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ألّ يفترقا وبينهما شيء أي ل بّد من تسليم قيمة ‪ 10000‬شاقل المذكورة بالسؤال بالدولر قبل الفتراق‪.‬‬ ‫وذلك لما روي عن ابن عمر رضي ا عنهما قال‪ :‬إني أبيع البل بالبقيع فأبيع بالدنانير وايخذ بالدراهم وأبيع بالدراهم وايخذ‬ ‫بالدنانير‪ ،‬فقال النبي صّلى ا عليه ولسّلم‪" :‬ل بأس أن تأيخذ بسعر يومها ما لم تفترقا وبينكما شيء")‪.(1‬‬ ‫‪45‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وهذا مذهب جماهير أهل العلم‪ ،‬جاء في المغني لبن قدامه‪" :‬ويجوز اقتضاُء احد النقدين مــن اليخــر ويكــون صــرفا بعيــن‬ ‫وذّمة في قول أكثر اهل العلم")‪(2‬‬ ‫وقال الشوكاني معلقا على الحديث في نيل الوطـار‪" :‬فيـه دليـل علـى جـواز اللسـتبدال عـن الثمـن الـذي فـي الذمـة بغيـره‬ ‫وظاهره أّنهما غير حاضرين جميعًا‪ ،‬بل الحاضر أحدهما وهو غير اللزم‪ ،‬فدّل على أن ما في الذمة كالحاضر"‪3).‬‬

‫)‪( 1‬أيخرجه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم والبيهقي والدار قطني وابن ماجة وغيرهم‪ ،‬انظر‪ :‬لسنن البيهقي ج ‪ ،5284‬لسنن الدار قطني ج‬ ‫‪ ،324‬لسنن ابن ماجة ج‪ ،2760‬عارضة الحوذي ج‪.251 5‬والمستدرك ج‪ ،44 2‬التلخيص الحبير ج‪.325‬‬ ‫)‪(2‬انظر‪ :‬المغني ج‪ ،454‬ط مكتبة الرياض الحديثة‪.‬‬ ‫)‪ (3‬انظر‪ :‬نيل الوطار ج‪.157 5‬‬

‫س ‪ :23 -‬أقرض صّراف آيخر ‪10.000‬ش وعند حلول الجـل‪ ،‬قــام الصـّراف بتحويـل المبلــغ إلــى دولر‪ ،‬ومـن ثـّم حـّول‬ ‫الدولر الى شاقل‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬ ‫يقوم بتحويل ‪10.000‬ش إلى دولر‪ ،‬ونفترض أّنها تساوي حين السداد ‪ ،$ 2000‬ثّم يقـوم بتحويـل الـدولرات إلـى شـاقل‪،‬‬ ‫ونفترض أّنها تساوي حين السداد ‪10200‬ش‪ ،‬فيأيخذ الصّراف هذا المبلغ‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذا تعامل محّرم شرعًا‪ ،‬لّنه من قبيل القرض الذي جّر نفعا وقد لسب ق بيان أدلة تحريم ذلك بالتفصيل‪.‬‬ ‫س ‪ :24 -‬أقــرض صـّراف آيخــر ‪10.000‬ش‪ ،‬أي بمــا يســاوي فــي حينـه ‪ ،$2500‬واشـترط علــى المقــترض أّنـه إذا نــزل‬ ‫الدولر‪ ،‬يبقـى للصـّراف ‪ ،$2500‬وإذا صـعد الـدولر فالصـّراف لـه لسـعر الـدولر الجديـد‪ ،‬أي إذا أصـبحت ‪10.000‬ش‬ ‫تساوي ‪ ،$2550‬فالصّراف يأيخذ ‪ ،$2550‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذا تعامل محرم شرعًا‪ ،‬وذلك لما يلي‪:‬‬ ‫أ – لّنه قرض جّر نفعًا‪ ،‬وقد لسب ق بيان أدلة تحريمه‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫ب‪ -‬ل يجوز ربط الدين بعملة أيخرى غير الـتي تـّم فيهـا القـرض‪ ،‬كمـا فـي السـؤال أعله‪ ،‬جـاء فـي قـرار المجمـع الفقهـي‬ ‫اللسلمي في دورة مؤتمره الخامس بالكويت من ‪ 6-1‬جمادى الولى ‪ 1409‬هــ "العبرة فــي وفــاء الــديون بعملــة مــا هــي‬ ‫بالمثل وليس بالقيمة لّن الديون تقضى بأمثالها‪ ،‬فل يجوز ربط الديون الثابته في الذمة‪ ،‬أيا ً كان مصدرها بمستوى اللسعار‬ ‫س ‪ :25 -‬أقرض صـّراف آيخــر ‪ ) $10.000‬دولر (‪ ،‬وكــانت فــي حينــه ) يــوم القــتراض ( تســاوي ‪42.000‬ش‪ ،‬وعنــد‬ ‫السداد نزل قيمة الــدولر بحيــث أصــبح لســعر ‪ $ 10.000‬يســاوي ‪33.000‬ش مثل‪ ،‬فطــالب المقــرض المقــترض بالســداد‬ ‫حسب لسعر الدولر يوم القتراض أي ما يساوي ‪42.000‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذا تعامل محرم شرعا وذلك لّن الديون تقضى بالمثل ل بالقيمة وهذا ما أفتى به جمهور العلماء قــديما ً وحــديثًا‪،‬‬ ‫جاء في قرار المجمع الفقهي اللسلمي في دورة مؤتمره الخامس بالكويت من‪ 6-1‬جمادى الولى ‪1409‬ه ‪15-10 /‬كــانون‬ ‫الول ديسمبر ‪1988‬م‪ ،‬حيث قرر المجمع‪" :‬العبرة في وفاء الديون بعملة ما هي بالمثل وليس بالقيمــة‪ ،‬لّن الــديون تقضــى‬ ‫بأمثالها‪ ،‬فل يجوز ربط الديون الثابتة في الذمة‪ ،‬أيا ً كان مصدرها بمستوى اللسعار"‪.‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ ) :‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ / 7‬ص‪ ،3245‬تنبيه الرقود‪ ،‬ج‪ / 2‬ص‪ ،60‬الزرقاني على يخليل‪ ،‬ج‪ /5‬ص‪ ،60‬قطع المجادلة عند تغيير المعاملة‪،‬‬ ‫للسيوطي‪ ،‬ج‪ /1‬ص‪ ،99-97‬شر ح منتهى الرادات‪ ،‬ج‪ / 2‬ص‪.( 226‬‬

‫والستثنى من ذلك بعض الفقهاء حالة التغير الفاحش في قيمة العملة لسواًء غلًء أم ريخصًا‪ ،‬حيث قالوا بأنه فــي حالــة التغيــر‬ ‫الفاحش‪ ،‬تقدر قيمة العملة بما كانت تساويه يوم القبض في القرض ويوم العقد في البيع‪(1) .‬‬ ‫ومقدار الفحش هو‪ :‬أن تفقد العملة أكثر من نصف قيمتها وقوتها الشرائية‪(2) .‬‬ ‫أّما إذا أراد المقترض أن يس ّد القرض بعملة أيخرى حسب لسعرها بتلك العملة يوم السداد ل يوم القتراض فهــذا جــائز شــرعا ً بشــرط‬ ‫أ ّ‬ ‫ل يفترقا وبينهما شيء‪ ،‬أي يجب دفع المبلغ في مجلس العقد كامل‪ ،‬وعلى ألّ يكون شرطا ً مسبقًا‪(3) .‬‬

‫ومثال ذلك‪ :‬أن يقرض شخص آيخر ‪10.000‬ش مثل فيقوم المقترض بسداد المبلغ بمــا يســاويه دولرا يــوم الســداد ل يــوم‬ ‫القتراض‪.‬‬ ‫وذلك لما روي عن عبد ا بن عمر أّنه قال يــا رلســول اــ‪" :‬إنّــي أبيــع البــل بــالبقيع فــأبيع بالــدنانير آيخــذ بالــدراهم وأبيــع‬ ‫بالدراهم وآيخذ بالدنانير‪ ،‬فقال رلسول النبي صّلى ا عليه ولسّلم‪" :‬ل بأس أن تأيخذ بسعر يومها ما لم تفترقا وبينكما شيء ")‬ ‫‪(4‬‬ ‫س ‪ : 26 -‬يأتي شخص ويودع عند صّراف ‪10.000‬ش بصورة شيكات مؤجلة‪ ،‬وقبل حلول أجل الشيكات يــأتي صــاحب‬ ‫الشيكات ويأيخذ قرضا من الصّراف قيمته ‪ ،$3000‬ووقت المحالسبة وذلك عند حلول أجل الشيكات يقوم الصّراف بتحويــل‬ ‫الشيكات المصروفة إلى دولر ثّم يطر ح الدولر الذي له في ذمة صاحب الشيكات‪،‬‬ ‫‪47‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وذلك كما يلي‪:‬‬ ‫قيمة الشيكات = ‪10.000‬ش = ‪ )$2500‬فرضا (‬ ‫مقدار القرض = ‪.$3000‬‬ ‫‪ 500$ = 2500$ - 3000$‬أي يبقى للصّراف ‪ ،$500‬فما حكم ذلك شرعا؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل شك أّن الصّراف مستفيد من وراء هذا القرض‪ ،‬وذلك لّنه لّما يقوم بتحويل الشـيكات المودعـة لـديه إلـى دولر‬ ‫فإّنه يربح من وراء ذلك‪ ،‬ولول ذلك لما أقدم الصّراف على إقراضه‪ ،‬يخصوصا وأّن الصّراف قد اعتاد علــى مثــل التعامــل‬ ‫فأصبح وكأّنه شرط ضمني‪ ،‬لّن المعروف عرفا كالمشروط شرطا‪ ،‬والقاعدة تقول‪" :‬كل قرض جر نفعا فهو ربا"‪.‬‬ ‫)‪.) (1‬انظر حاشية المدني‪ ،‬ج‪ / 5‬ص‪( 118‬‬ ‫)‪ ).( 2‬انظر‪ :‬بحث مفهوم كساد النقود الورقية وأثره في تعيين الحقوق واللتزامات الجلــة‪ ،‬د‪ .‬نــاجي بــن محّمــد شــفي ق عجــم‪ ،‬مجلــة‬ ‫المجمع الفقهي‪ ،‬الدورة التالسعة‪ ،‬العدد التالسع‪ ،‬ج‪ /2‬ص‪(620‬‬ ‫)‪(3‬انظر‪ :‬المغني‪ ،‬لبن قدامة المقدلسي‪( 4/54) ،‬‬ ‫) ‪( 4‬لسب ق تخريجه‪.‬‬

‫س _ ‪ :27‬يأتي شخص لصّراف ما ويقترض منه ‪ ،$10.000‬ويعطيه المقترض ) الزبون ( مقابلها شيك مؤجل ) نفــترض‬ ‫قيمته ‪50.000‬ش (‪ ،‬وحين حلول موعد الشيك‪ ،‬يقــوم الصـّراف بإديخــاله علــى الحســاب ثـّم بعــد التأكــد مــن رصــيده‪ ،‬يقــوم‬ ‫الصراف بتحويل قيمة الشيك إلى دولر بحسب لسعر الدولر بالشاقل يوم صرافة الشيك‪ ،‬ثّم يطر ح الدين الذي لــه فــي ذمــة‬ ‫المقترض ) صاحب الشيكات (‪،‬‬ ‫وذلك كما يلي‪:‬‬ ‫قيمة الشيكات بالدولر يوم حلول أجلها ) يوم صرافتها ( =‪ )$9000‬فرضا (‬ ‫المبلغ المقترض = ‪$10.000‬‬ ‫‪ ،1000$=10000$-9000$‬فيدفع المقترض للصّراف المقرض ‪ ،$1000‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬تتكون هذه المعاملة من عدة عناصر‪:‬‬ ‫العنصر الول‪ :‬القتراض من الصّراف‪.‬‬ ‫العنصر الثاني‪ :‬الشيكات عبارة عن وثيقة بدين ‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫العنصر الثالث‪ :‬صرافة في الذمة‪ :‬وذلك لّما يقوم الصّراف بتحويل الشيكات المودعة لديه إلى دولر‪.‬‬ ‫العنصر الرابع‪ :‬عملية مقاصة‪ :‬وذلك لّما يقوم الصّراف بخصم الدين الذي له في ذمة المقرض‪.‬‬ ‫وحكم هذه المعاملة من وجهة النظر الشرعية‪ :‬أّنها محرمة شرعا وذلك لّن الصّراف منتفع من وراء هــذا القــرض‪ ،‬بحيــث‬ ‫أّنه لّما يقوم بتحويل الشيكات إلى دولر فإّنه يربح من وراء ذلك على اعتبــار أّن الصـّراف لســيبيعه الــدولر كمــا يــبيع فــي‬ ‫السوق للزبائن ومن المسّلم به أّن الصّراف يبيع بربح‪ ،‬فتكون هذه المعاملة محرمة شرعا لنها من قبيل القـرض الـذي جـّر‬ ‫نفعا‪.‬‬ ‫أ ّما لو كان المقرض شخص آيخر غير الصّراف فتجوز هذه المعاملة بشرط أن يتم احتساب الشيكات بالدولر بحسب لسعره‬ ‫في السوق يوم السداد على ألّ يفترقا وبينهما شيء أي ل بّد من تسديد المبلغ كامل في مجلس العقد‪.‬‬

‫س _‪ :28‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة‪ ،‬ويعطيه شيكات مؤجلة بتواريــخ مختلفـة‪ ،‬وعنـد حلـول أجـل جميــع الشــيكات‪،‬‬ ‫يقوم الصّراف بإديخال الشيكات على حساب العمل‪ ،‬وبعد التأكد من رصيدها‪ ،‬يشــتريها الصـّراف بالــدولر‪ ،‬بحســب قيمتــه‬ ‫يوم حلول أجل الشيكات‪ ،‬ثّم بعد ذلك يبيعه الدولرات مرة أيخرى بالشاقل دون أن يسّلمه الدولر بيده بشكل فعلــي بيــده‪ ،‬ثــم‬ ‫ّيسّلمه الشواقل تسليما حقيقيا )حسيا(‪ ،‬وفي حالة رجوع شيك يأيخذ التاجر عليه ‪20‬ش وذلك لّن البنك يأيخذ منه ‪ 14‬ش على‬ ‫الشيك الراجع‪ ،‬ولستة الشواقل المتبقية مقابل جهده الذي بذله في لسبيل إديخال الشيكات على حساب عمله‪.‬‬ ‫ومثال ذلك‪ :‬أعطى شخص لصّراف شيكات مؤجلة بقيمة ‪80000‬ش‪ ،‬وعند حلول الجل لجميع الشيكات اشترى الصــّراف‬ ‫هذه الشيكات بالدولر ) أي ما يساوي حينه ‪ $ 20000‬تقريبا (‪ ،‬ثّم بعد ذلك يقوم الصّراف ببيع الدولرات للزبون بالشاقل‬ ‫) أي ما يساوي ‪75.000‬ش تقريبا (‪ ،‬دون أن يسـّلمه الــدولر‪ ،‬ثـّم يعطيــه المبلــغ بالشــاقل‪ ،‬مــع اليخــذ بعيــن العتبــار بــأّن‬ ‫الصّراف عند الستلمه للشيكات يعلم ضمنا بأّن صاحب الشيكات لسيشتري من عنــده الــدولرات‪ ،‬لّن هــذا العمــل متعــارف‬ ‫عليه‪ ،‬وأحيانا يأيخذ صاحب الشيكات من الصّراف قرضا على الحساب أي إلى حين حلول موعد الشيكات المؤجلة المودعة‬ ‫لدى الصّراف‪ ،‬فما حكم هذه العملية شرعا ؟ وما حكم العمولة التي يتقاضاها الصّراف من الزبون عند رجوع الشــيك‪ ،‬ومــا‬ ‫حكم اقتراض صاحب الشيكات من الصّراف مبلغا من المال قبل صرافة الشيكات‪ ،‬علما أّنه لول علم الص ـّراف ضــمنا بــأّن‬ ‫هذا الزبون لسيبيعه الشيكات المؤجلة عند حلول الجل لما أقرضه ؟‬ ‫‪49‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬تتكون هذه المعاملة من عدة عناصر‪:‬‬ ‫العنصر الول‪ :‬إيداع الشيكات عند الصّراف‪.‬‬ ‫العنصر الثاني‪ :‬شراء الصّراف الشيكات بعد إديخالها على حسابه الشخصي والتأكد من رصيدها بالدولر‪.‬‬ ‫العنصر الثالث‪ :‬بيع الصّراف الدولرات للزبون بالشاقل‪ ،‬دون أن يقبضه الدولرات بشكل فعلي بيده‪.‬‬ ‫العنصر الرابع‪ :‬أيخذ أجره على الوكالة بإديخال الشيكات في الحساب‪ ،‬في حالة رجوع الشيك‪.‬‬ ‫العنصر الخامس‪ :‬القتراض من الصّراف قبل حلول موعد الشيكات وصرافتها‪.‬‬

‫هذه المعاملة بهذه الصورة ل مانع منها شــرعًا‪ ،‬وذلــك لّن عمليـة القبــض قــد تحققـت حكمــا‪ ،‬فالصــراف اشــترى الشــيكات‬ ‫بالدولر بعد إديخالها على حسابه والتأكد من رصيدها‪ ،‬ومن ثّم قام بشراء الدولرات مرة أيخرى من الزبــون بعــد أن كــانت‬ ‫تحت متناول يد الزبون وتصرفه‪ ،‬وهذا بمثابة قبض حكمي‪ ،‬لّن الزبون كان بإمكــانه أن يأيخــذ الــدولر بشــكل فعلــي بيــده‪،‬‬ ‫ومعلوم لدى الفقهاء‪ :‬أّن القبض يتحق ق بالتخلية وهي أن يخّلي البــائع بيــن المــبيع وبيــن المشــتري برفــع الحائــل ) الحــاجز(‬ ‫بينهما على وجه يتمكن المشتري من التصّرف فيه‪ ،‬وهذا مذهب الحنفية‪(1) .‬‬ ‫وهو ما توصل إليه مجمع الفقه اللسلمي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجده في المملكة العربية السعودية مــن ‪23-17‬‬ ‫شعبان ‪1410‬ه المواف ق ‪ 20-14‬آذار ) مارس( ‪1990‬م‪ :‬حيث جاء في قراره بشأن القبض‪" :‬قبض الموال كما يكون حسياً‬ ‫في حالة اليخذ باليد أو الكيل أو الوزن في الطعام أو النقل والتحويل إلى حوزة القابض يتحق ق اعتبارا وحكمــا بالتخليــة مــع‬ ‫التمكين من التصرف ولو لم يوجد القبض حسًا"‪.‬‬ ‫فطالما أن الزبون كان بإمكانه أيخذ الدولرات والتصرف فيها كما يشاء فقد تحق ق بذلك القبــض حكمــا وإن لــم يقبضــها بيــده‬ ‫فعل‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫أّما بالنسبة لما يأيخذه البنك من الصّراف مقابل الشيك الراجع‪ ،‬فللصّراف الرجوع بذلك على صاحب الشيك أي الســترداد مــا‬ ‫تقاضاه البنك منه‪ ،‬وأما بالنسبة للزيادة زهي )‪6‬ش( مقابل جهده فتجوز بشرط أن يبّين الصّراف ذلك للزبون مسبقا‪.‬‬ ‫وأما حالة اقتراض الزبون من الصّراف قبل موعد الشيكات في بعض الحــالت كمــا فــي الســؤال‪ ،‬فحينهــا تصــبح المعاملــة‬ ‫محرمة شرعاً لنها تصبح من قبيل القرض الذي جر نفعًا‪ ،‬فلول علم الصّراف بأّن المقترض لسيبيعه الشــيكات وينتفــع مــن‬ ‫وراء ذلك لما أقرضه‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ ) :‬بدائع الصنائع‪ :‬الكالساني‪) ،‬ج‪ /7‬ص‪ ،( 3248‬رد المحتار على الدر المختار‪.(42 /4 ) ،‬‬

‫س – ‪ :29‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة ويعطيه شيك مؤجل بقيمة ‪100.000‬ش مثل‪ ،‬ويعطيــه التــاجر قيمتــه كلــه علــى‬ ‫الفور أو جزءا منه‪ ،‬مقابل نسبة ‪ %1‬مثل من الشيك وذلك مقابل جهده في إديخال الشيك على حساب عمله‪ ،‬وفي هذه الحالة‬ ‫يأيخذ الصّراف النسبة المتف ق عليها لسواء أكــان للشــيك رصــيد فــي البنــك أم رجــع الشــيك‪ ،‬وفــي حالــة رجــوع الشــيك يأيخــذ‬ ‫الصّراف من الزبون ‪ 14‬ش على كل شيك يرجع‪ ،‬وذلك لّن البنك يأيخذ ذلك من الصّراف ‪ 14‬ش على كل شيك يرجع‪ ،‬فما‬ ‫حكم هذه العملية شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة محرمة شرعًا‪ ،‬لّنها من قبيل القرض الذي جّر نفعا‪ ،‬وكل قرض جر نفعا فهــو ربــا‪ ،‬فالص ـّراف لّمــا‬ ‫أعطى حامل الشيك قيمته أو أقل من ذلك فإّنه يعتبر بمثابة مقرض له‪ ،‬ولول أّن الصّراف لسيحصـل علـى نسـبة مـن الشـيك‬ ‫بعد صرافته لما أقدم على إقراضه‪.‬‬ ‫س ‪ : 30 -‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة ويعطيه شــيكا مــؤجل قيمتــه مثل ) ‪100.000‬ش(‪ ،‬وفــي هــذه الحالــة ل يعطيــه‬ ‫الصّراف قيمته من ماله الخا ص كما في السؤال الساب ق‪ ،‬وإّنمــا يقــوم الصـّراف بإديخــال الشــيك إلــى حســاب العمــل‪ ،‬بهــدف‬ ‫تحويل قيمة الشيك من حساب الجهة المحررة للشيك إلى حساب الصّراف‪ ،‬وفي هــذه الحالـة يأيخـذ الصـّراف نسـبته المتفـ ق‬ ‫عليها لسواء أكان للشيك رصيد أم لم يكن للشيك رصيد‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫‪51‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة جائزة شرعا ً بشرط ألّ يصرف الشيك قبل حلول أجله‪ ،‬والنسبة الــتي يتقاضــاه الصـّراف هــي بمثابــة‬ ‫وكالة بأجر‪ ،‬وهي مشروعة إذا كان الشيك نقـديا‪ ،‬كـي ل يكـون الصـّراف ولســيطاً فـي معاملـة ربويـة وبشــرط ال يصــرفه‬ ‫الصراف من ماله الخا ص لنه حينها يصبح قرضا ً جر نفعاً‬ ‫س ‪ :31 -‬يــأتي شــخص إلــى محــل الصــيارفة‪ ،‬ويعطــي الزبــون الصـّراف شــيكا مــؤجل قيمتــه ‪10.000‬ش مثل‪ ،‬فيعطيــه‬ ‫الصّراف نفس المبلغ بالشاقل دون زيادة ول نقصان‪ ،‬ولكن في هذه الحالة حامل الشيك يعطي الصّراف من نفسه مبلغا مــن‬ ‫المال دون أن يشترطه عليه‪ ،‬مع اليخذ بعين العتبار بأّن هذا الزبون يقوم بهذا التصرف بشكل دائم‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه المعاملة محرمة شرعًا‪ ،‬لّن الزبون معتاد على ذلك‪ ،‬والمعروف عرفا كالمشروط شرطا‪ ،‬والصّراف ما أقــدم‬ ‫على إقراضه إلّ بعد اطمئنانه بأّن الزبون لسيعطيه نسبة مقابل ذلك‪ ،‬والقاعدة تقول‪" :‬كل قرض جر نفعا فهو ربا"‪.‬‬

‫س ‪ : 32 -‬يأتي شــخص إلـى أحـد الصـيارفة ومعـه شــيك نقــدي‪ ،‬يريـد أن يشــتري بـه دولرات‪ ،‬وفـي هـذه الحالـة يعطيــه‬ ‫الصّراف قيمته بالدولر على الفور‪ ،‬ولكن الصّراف ل يستطيع أن يعرف إذا كان للشيك رصيد في البنك إلّ بعد ثلثـة أيـام‬ ‫من إديخاله على الحساب لجراءات بنكية رلســمية‪ ،‬فهــل يعـّد هــذا قبضــا شــرعيا‪ ،‬مــع اليخــذ بعيــن العتبــار بــأّن الشــخص‬ ‫مضمون وكذلك شيكاته بشكل عام مضمونة ل ترجع ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل يجوز للصّراف أن يصرف شيكا دون أن يطمئن ويتيقن من رصيده‪ ،‬ول يكفي أن يطمئن لجانب حامل الشــيك‪،‬‬ ‫لّن المعّول عليه في هذه الحالة هي الجهة المحررة للشيك وليس حامل الشيك‪ ،‬فقد يكون حامل الشــيك ثقــة مــأمون الجــانب‬ ‫ولكن الجهة التي أعطته الشيك مفلسة أو معسرة أو مماطلة‪...‬‬ ‫أّما إذا كان يغلب على ظّن الصّراف بأّن الجهة المصدرة للشيك ل يتصور بأن يرجع شيكها فل بــأس بــأن يصــرف الشــيك‬ ‫بهذه الحالة قبل أن يأيخذ الجواب الرلسمي من البنك حول رصيده‪ ،‬لّنه يغلب على ظنه أّن الشيك مضمون الرصـيد‪ ،‬وكــذلك‬ ‫يشترط أن يكون حامل الشيك ثقة مأمور الجانب‪.‬‬ ‫س _ ‪ :33‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة‪ ،‬ويعطيه شيكات مؤجلة بقيمة ‪100.000‬ش مثل‪ ،‬وعندما يحــل أجــل صــرافتها‪،‬‬ ‫يقوم الصّراف بتحويل المبلغ كامل إلى دولرات لسواء ما صرف منه وما لم يصرف‪ ،‬أي ما له رصيد وما ليس له رصيد‪،‬‬

‫‪52‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وبعد ذلك يقوم الصّراف بتحويل الدولرات إلى شــاقل‪ ،‬دون أن يسـّلم الــدولرات تســليما حقيقيــا للزبــون‪ ،‬ومـن ثـّم يخصــم‬ ‫الصّراف الشيكات الراجعة‪ ،‬ويعطي الباقي للزبون‪ ،‬وصورة ذلك‪:‬‬ ‫نفترض أّن شخصا أعطى لصـّراف ‪100.000‬ش شـيكات مؤجلـة لحيـن موعـد صـرافتها‪ ،‬وعنـد حلـول الجـل رجـع مـن‬ ‫الشيكات ما يقارب ‪20.000‬ش‪ ،‬حينها يقوم الصّراف بتحويل ‪100.000‬ش إلى دولرات‪ ،‬ونفترض أّنها تســاوي بالــدولر‬ ‫) ‪ ،($25.000‬ومن ثّم يقوم الصّراف بتحويل الدولر إلى شاقل دون أن يسّلم الدولرات للزبون تســليما حقيقيــا‪ ،‬ونفــترض‬ ‫أّن الصّراف يشتريها من الزبون ب ) ‪95.000‬ش ( وبعد ذلك يقوم الصّراف بخصم الشيكات الراجعة وهي )‪20.000‬ش(‬ ‫ويعطي للزبون )‪75.000‬ش(‪ ،‬مع اليخذ بعين العتبار بأن الزبون قبل صرافة الشيكات يسحب نقودا مــن الص ـّراف علــى‬ ‫الحساب أي لحين موعد صرافة الشيكات‪ ،‬وفي حين رجوع شيك يأيخذ الصـّراف مـن الزبـون عـن كـل شـيك رجـع ‪ 20‬ش‬ ‫وذلك لّن البنك يأيخذ من الصّراف ‪ 14‬ش عن كل شــيك راجــع‪ ،‬والســتة المتبقيــة يأيخــذها الزبــون مقابــل جهــده فــي إديخــال‬ ‫الشيكات على حساب عمله‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬

‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬وذلك لنها من قبيل القرض الذي جر نفعا‪ ،‬وكل قرض جر نفعا ً فهــو ربــا‪ ،‬كمــا‬ ‫أّن الصراف يقوم بتحويل جميع الشيكات التي لها رصيد التي ل رصيد لها إلى دولرات وهذا ل يجوز شرعا ً‪.‬‬ ‫س _ ‪ : 34‬يأتي أحد الزبائن إلــى الصـّراف ويقـترض منــه ‪20.000‬ش‪ ،‬وبعــد شــهر مــن العمليـة أو أقـل مـن ذلـك‪ ،‬يقـوم‬ ‫المقترض بسداد المبلغ عن طري ق شيكات مؤجلة‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم الصّراف بتحويل المبلغ إلى دولر‪ ،‬وبعد ذلك يقــوم‬ ‫الصّراف بتحويل الدولرات إلى شاقل‪ ،‬فيقوم المقترض بتقسيطها على صورة شيكات‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬ ‫المبلغ المقترض = ‪20.000‬ش‬ ‫قيمة المبلغ المقترض بالدولر حين السداد = ‪$5000‬‬ ‫قيمة الدولر بسعر الشراء = ‪20250‬ش‪.‬‬ ‫فيقوم المقترض بسداد ‪20250‬ش بصورة شيكات بدل من ‪20.000‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعًا‪ ،‬لّنها من قبيل القرض الذي جّر نفعًا‪ ،‬وكل قرض جر نفعا قهو ربا‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫س ‪ :35 -‬يأتي شخص إلى أحد الصيارفة فيقترض منه مبلغا من المال‪ ،‬مقابل ‪ % 1‬من مجموع المبلغ المقترض ث ـّم يس ـّدد‬ ‫المقترض المبلغ المقترض على صورة شيكات مؤجلة‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬نفترض أّن قيمــة القــرض تســاوي ‪20.000‬ش‪ ،‬فيقــوم‬ ‫الصّراف بإضافة نسبة ‪ %1‬من المبلغ المقترض وهي ‪200‬ش‪ ،‬وفي هذه الحالة يلزم المقترض بسداد ‪20200‬ش‪ ،‬بصورة‬ ‫شيكات مؤجلة ?‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬وهي من قبيل القرض الذي جّر نفعا‪ ،‬وكل قرض جر نفعا فهو ربا‪.‬‬

‫س _ ‪ : 36‬يقوم أحد الصيارفة بالتصال بتاجر عملة‪ ،‬ويطلب منه أن يشتري له ‪ $100.000‬على ألســاس أن يســتلمها فــي‬ ‫تاريخ ‪ 20/4‬مثل‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم التاجر بشرائها من البنك‪ ،‬ولكـن دون أن يـدفع ثمنهــا للبنـك أو قــد يــدفع جـزءا مـن‬ ‫الثمن‪ ،‬ونفترض أن لسعر ‪ $100.000‬يوم شرائها فــي تاريــخ ‪ 10/4‬كــانت تســاوي ‪400.000‬ش‪ ،‬وفــي تاريــخ ‪ 20/4‬قــد‬ ‫ارتفع وأصبح لسعره مثل ‪410.000‬ش‪ ،‬فإّن الصـّراف فـي هـذه الحالـة إّمـا أن يـبيع ‪ $100.000‬ويأيخـذ الربـح فقـط وهـو‬ ‫‪10.000‬ش وهو فرقية لسعر الدولر ما بين تاريخ ‪ 10/4‬حتى تاريخ‪ ،20/4‬أو أّنه يأيخــذ ‪ $100.000‬بســعر ‪400.000‬ش‬ ‫وهو لسعر شرائه بتاريخ ‪ ،4 / 10‬وإذا كان الدولر في تاريخ ‪ 20/4‬قد انخفض فأصبح مثل ‪390.000‬ش‪ ،‬فإّن الصّراف‬ ‫في هذه الحالة إما أن يأيخذ الدولرات بسعر ‪400.000‬ش وهو لسعر الشــراء بتاريــخ ‪ 10/4‬أو يــدفع فــارق الخســارة وهــي‬ ‫‪10.000‬ش‪ ،‬وهي فرقية هبوط الدولر ما بين تاريخ ‪ – 10/4‬تاريخ ‪ ،20/4‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬وذلك لعدم وجود التقابض على الفور يوم التعاقد‪ ،‬وكذلك لوجود جهالة ومقامرة‬ ‫ومخاطرة في المال كما هو في السؤال‪.‬‬ ‫س ‪ : 37 -‬يتصل أحد الصيارفة بأحد البنوك‪ ،‬فيبيع للبنك ‪100.000‬باوند أو عملة أيخرى أجنبية غيــر موجــودة فــي حــوزة‬ ‫الصّراف‪ ،‬فيشتريها البنك مثل ب ‪620.000‬ش في تاريخ ‪ 10/4‬مثل إلى تاريخ ‪ ،20/4‬وفي تاريخ ‪ 20/4‬إذا كــان الباونــد‬

‫‪54‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫قد هبط إلى ‪610.000‬ش مثل‪ ،‬فإّن الصـّراف فــي هـذه الحالـة يأيخــذ الفرقيــة وهـي ‪10.000‬ش‪ ،‬وإذا كــان قـد ارتفـع إلـى‬ ‫‪ 630.000‬باوند فإّن الصّراف في هذه الحالة يدفع فرقية الصعود وهي ‪10.000‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬لعدم وجود تقابض يوم التعاقد‪ ،‬ولوجود جهالة ومقامرة ومخاطرة في المال‪.‬‬ ‫س ‪ :38 -‬يأتي شخص إلى محل الصيارفة ومعه شيك نقدي ّ قيمته ‪5000‬ش مثل‪ ،‬فيقوم الصّراف بصرافته بالــدولر دون‬ ‫أن يديخل الشيك لحساب عمله كي يتأكد من رصيده‪ ،‬وذلك بسبب ثقته بالجهــة المحــررة للشــيك وبحامــل الشــيك مــن يخلل‬ ‫التجربة الشخصية مع الشخص والجهة المحررة للشيك‪ ،‬بحيث لم يرجع له شيك من يخلل تعامله مع هــذا الشــخص إل فــي‬ ‫حالت نادرة بسبب يخلل فني ّ‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل تكفي الثقة بالشخص الحامل للشيك‪ ،‬إّنما لبّد من الثقة التامة بالجهـة المصــدرة للشـيك‪ ،‬بحيـث يــتيقن الصـراف‬ ‫بعدم رجوع شيكات هذه الجهة‪ ،‬وذلك من يخلل التعامل والتجربة‪.‬‬

‫س‪ :39-‬يأتي شخص إلى صّراف ويعطيه شيك مؤجل قيمته ‪2500‬ش مثل‪ ،‬ويأيخذ منــه مبلغــا مــن المــال وقــدره ‪1000‬ش‬ ‫مثل على الحساب إلى حين موعد صرافة الشيك‪ ،‬وعند حلول أجل الشيك يأتي صاحب الشيك‪ ،‬فيشتري ب ‪2500‬ش وهــي‬ ‫قيمة الشيك المودعة لدى الصراف دولرات بناءا على طلب الزبون ودون اشتراط من الصّراف ونفــرض أّن قيمــة الشــيك‬ ‫بالدولر تساوي ‪ ،$550‬وبعد ذلك يقوم الصّراف بتحويــل الـدولرات إلــى شــاقل بنـاءا علـى طلـب الزبــون دون اشـتراط‪،‬‬ ‫ونفرض أّن الدولرات تساوي بالشاقل ‪2300‬ش ثّم يخصم الدين الذي له في ذمة الزبون وهي ‪1000‬ش‪ ،‬ثّم يعطي الزبون‬ ‫‪1300‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا ً وذلك لّن العرف قد جرى فيه والمعروف عرفا كالمشــروط شــرطا‪ ،‬فالصــراف‬ ‫وإن لم يشترط على الزبون بأن يشتري من عنده دولرات بقيمة الشيك كما فــي الســؤال‪ ،‬إلّ أّن هــذا المــر متعــارف عليــه‬ ‫بينهما‪ ،‬فلول معرفة الصّراف مسبقا بأّن المقترض لسيقوم بهذه العملية لما أقدم على إقراضه‪ ،‬لذا هذا التصرف محــرم لنّــه‬ ‫من قبيل القرض الذي جّر نفعا‪ ،‬وكل قرض جر نفعا فهو ربا‪.‬‬ ‫س ‪ :40 -‬يأتي شخص إلى الصّراف ويطلب منه قرضا وقدره ‪1000‬ش مثل إلى حين الحساب ) المعــاش(‪ ،‬وعنــد مجيــء‬ ‫وقت الحساب يأتي المقترض ومعه شيك نقدي قيمته مثل ‪5000‬ش‪ ،‬فيقوم الصّراف بتحويل الشــيك إلــى دولر بنــاءا علــى‬ ‫‪55‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫طلب الزبون‪ ،‬ونفترض أّن قيمة الشيك بالدولر ‪ $1200‬بسعر البيع‪ ،‬ومن ثّم يقوم الصّراف بتحويل الدولرات إلى شــاقل‬ ‫مرة أيخرى‪ ،‬ونفترض أّن ‪ $1200‬تساوي ‪4800‬ش بسعر الشراء‪ ،‬وبعدها يقوم الصّراف بخصم ‪1000‬ش التي له في ذمة‬ ‫حامل الشيك ويعطيه الباقي وهو ‪3800‬ش‪ ،‬فما حكم ذلك شرعا ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬وذلك لّنها من قبيل القرض الــذي جــر نفعــا‪ ،‬وكــل قــرض جــر نفعــا فهــو ربــا‪،‬‬ ‫يخاصة وأّن هذا المر قد جرى فيه العرف‪ ،‬والمعروف عرفا كالمشروط شرطا‪.‬‬

‫س ‪ :41 -‬يأتي بعض الشخا ص إلى صّراف‪ ،‬فيقول له‪ :‬بعني ‪ ،$10000‬وعندما يحين موعد الشيكات المودعة لديك يخــذ‬ ‫ثمنها‪ ،‬وعند حلول أجل الشيكات يقــوم الصـّراف بتحويــل الشــيكات إلــى دولر بحســب لســعر الشــاقل بالــدولر يــوم موعــد‬ ‫الشيكات‪ ،‬فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬وذلك لعدم وجود التقابض يوم شراء الدولرات‪ ،‬كما أّن هذه المعاملة قد تفضــي‬ ‫إلى النزاع والخلف بينهما لوجود الغرر والجهالة‪ ،‬ذلك أّنه عند حلول أجل الشيكات قد يرتفع لسعر الدولر ويتضرر بــذلك‬ ‫الصراف وقد يهبط ويتضرر بذلك المشتري‪ ،‬وتظهر حجم المشكلة فيما لو أّن الشيكات قد رجعت‪ ،‬فحينها لسيختلفان بتحديد‬ ‫الوقت الذي يحسب فيه الدولر‪ ،‬لذا يحرم هذا التصرف‪.‬‬

‫س ‪ :42 -‬يأتي شخص إلى صراف ويستقرض منه ‪ ،$10.000‬على أن يتم احتسابها من الشيكات المؤجلــة المودعــة لــدى‬ ‫الصّراف‪ ،‬وعند حلول أجل الشيكات يقوم الصّراف بتحويل الشيكات إلى دولر بحسب لســعر الشــاقل بالــدولر يــوم موعــد‬ ‫الشيكات‪ ،‬ومن ثّم يقوم بخصم الدولرات التي له على المقترض‪ ،‬ويرّد عليه الباقي‪ ،‬إّما بالــدولر أو بالشــاقل حســب رغبــة‬ ‫المقترض بذلك‪ ،‬فما حكم هذه العملية شرعا ؟‬

‫‪56‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬هذه معاملة ربوية محرمة شرعا‪ ،‬وذلك لّنها من قبيل القرض الذي جر نفعا‪ ،‬وكل قرض جر نفعا فهو ربا‪.‬‬

‫س‪ :-43‬يكــون فــي بعـض الحيــان لشـخص علــى آيخــر ‪ 10000‬شــاقل‪ ،‬ولهـذا الشـخص المـدين ‪ $2000‬مثلً علـى نفـس‬ ‫الشخص الدائن له‪ ،‬فهل يمكن تطار ح الدينين صرفًا‪ ،‬ولمزيد من التوضيح‪:‬‬ ‫لزيد على عمرو ‪ 10000‬شاقل وبالقابل لعمرو على زيد ‪ ،$ 2000‬فهل يجوز احتساب ما لكل منهما علــى اليخــر وطــر ح‬ ‫الدينين؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع شرعاً من هذه العملية المصرفية‪ ،‬وهي تسمى عند الفقهاء بتطــار ح الــدينين صــرفًا‪ ،‬وهــذا مــذهب الحنفيــة‬ ‫والمالكية وتقي الدين السبكي من الشافعية وابن تيمية‪ ،‬وذلك لوجود التقابض الحكمي الذي يقوم مقام التقابض الحســي‪ ،‬وقــد‬ ‫عللوا ذلك‪" :‬بأّن المدين في الذمة كالمقبوض"‪(1).‬‬ ‫قال ابن تيمية‪" :‬فان كلً منهما اشترى ما في ذمته – وهو مقبوض له‪ -‬بما في ذمة اليخر‪ ،‬فهو كما لو كان لكــل منهمــا عنــد‬ ‫اليخر وديعة فاشتراها بوديعته عند اليخر")‪.(2‬‬ ‫غير أن المالكية اشترطوا أن يكون الدينان قد حلّ معا ً )‪.(3‬‬ ‫س‪ :-44‬يأتي بعض الشخا ص أحيانا إلى حانوت ما لشراء مواد تموينية أو ملبس أو غير ذلك‪ ،‬ويــدفع إليــه شــيكا ً مــؤجلً‬ ‫بقيمة ‪ 1000‬شاقل مث ً‬ ‫ل‪،‬وبعد جمع قيمة مشتريات الزبون يتبّين مجموع ما اشــتراه يســاوي ‪ 800‬شــاقل فقــط‪،‬فيقــوم التــاجر‬ ‫بإرجاع الباقي للزبون فما حكم ذلك؟‬

‫‪57‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫الجواب‪ :‬ل مانع شرعاً من الشراء بالشيك المؤجل بضائع أو لسلع وإنما يحرم شراء أي عمله مــن العملت فـي هــذا الشـيك‬ ‫المؤجل‪ ،‬وفي هذه الحالة لو اشترى حامل الشيك المؤجل بضــاعة كملبــس أو مــواد تموينيــة مثلً أو غيرهــا ثــم قــام البــائع‬ ‫بإرجاع الباقي للمشتري وهو )حامل الشيك المؤجل( فل مانع من ذلك شرعًا)‪(4‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬التمهيد‪ ،‬ابن عبد البر‪ ،‬ج‪.291 8‬‬ ‫)‪ (2‬انظر‪ :‬نظرية العقد لبن تيمية‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫)‪ (3‬انظر‪ :‬مواهب الجليل ج‪ 4‬ص‪ ،310‬وانظر رد المحتار ج‪ ،4239‬طبقات الشافعية ج‪.10131‬‬ ‫)‪(4‬انظر‪ :‬يسألونك‪ ،‬أ‪.‬د حسام الدين عفانه‪ ،‬ج‬

‫س‪ :-45‬يذهب بعض تجّار العملةإلى أحد البنوك ويتف ق معه على شراء عملة في تاريخ معّين‪ ،‬على ألســاس أن يكــون لســعر‬ ‫العملة التي يريد شراءها حسب السعر يوم التواعد على الشراء وليس يوم الشراء لسواء هبطت العملــة ام ارتفعــت‪ ،‬ولمزيــد‬ ‫من التوضيح‬ ‫جاء احمد )تاجر عملة( إلى احد البنوك في يوم الجمعة المواف ق ‪2009 \4 \10‬م‪ ،‬وتواعد معه على إنشاء عقد صرف بقيمة‬ ‫‪ $100000‬بعد شهرين من هذا التاريخ بحيث يكون لسعر الصرف حسبما اتفقــا عليــه يـوم التواعــد وهـو ‪ 400000‬شــاقل‪،‬‬ ‫لسواًء أحصل هبوطا ً ام صعوداً في قيمة الدولر فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل مانع شرعاً من هذه المعاملة المصرفية‪ ،‬وهي تسمى بالمواعدة على الصرف عنــد الفقهــاء‪ ،‬وقــد قــال بجوازهــا‬ ‫المام الشافعي وابن حزم الظاهري وابن نافع المالكي )‪.(1‬‬ ‫صـل لنـا‬ ‫وحجتهم في ذلك أن التواعد ليس ببيع‪ ،‬كما انه لم يأت نص يمنع من وقوع الوعد في الصرف‪ ،‬فإّن ا تعـالى قـد ف ّ‬ ‫ما حّرم علينا ولم يذكر لنا أن الوعد في الصرف مما حّرم علينا )‪.(2‬‬ ‫وكذلك الحاجة تدعو إلى مثل هذا التعامل‪ ،‬فالتاجر مثلً الذي يستورد بضاعةً أجنبية‪ ،‬بحيث يتم تسّلم هذه البضــاعة وتســليم‬ ‫ثمنها بعد شهر‪ ،‬قد يخشى على أن تتغير ألسعار الصرف لغير صالحه‪ ،‬فـإذا كـان ثمـن البضـاعة الن عشـرة اللف دولر‬ ‫قيمتها تعادل ‪ 40000‬شاقل‪ ،‬فقد تصبح في موعد التسليم بعد شهر تعادل ‪ 50000‬شاقل‪ ،‬ففي هذه الحالــة فــإّن التــاجر لكــي‬ ‫يتجنب هذه الخسارة المحتملة الناشئة عن فرق لسعر الصرف فإّنه يلجأ إلـى البنـك طالبـا ً منـه وعـد شـراء آجـل لعملـة البلـد‬ ‫المصّدر بالكمية التي وقع التفاق عليها بيــن التــاجر والمصـّدر‪ ،‬وهــي عشــرة آللف دولر بســعر يــوم التفــاق‪ ،‬علــى أن‬ ‫يتسلمها التاجر بعد شهر بصرف النظر عّما يكون عليه لسعر الصرف بعد ذلك‪ ،‬وبذلك يكون التـاجر ضــمن وعـداً بالشـراء‬ ‫في المستقبل بسعر ُيحدد مسبقاً وعدم اضطراره إلى دفع ما يزيد عن ثمن البضاعة المتف ق عليه مهما تغير لسعر الصرف‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫الدليل الفقهي الميسر للصيارفة ‪ -‬مسائل متناثرة في بيع النقود والشيكات‬

‫‪1430‬هـ ‪2009‬م‬

‫وقد رّجح جواز التعامل بهذه المعاملة د‪.‬لسامي حسن حمود في كتابه "تطــوير العمــال المصــرفية"ود‪.‬عبــاس احمــد محمــد‬ ‫الباز في كتابه" أحكام النقد والعملت"‪،‬بشرط أل يكون الوعد عقدًا‪ ،‬وإنما ل بّد أن يكون العقد عند التســليم والتس ـّلم المتفــ ق‬ ‫عليه )‪.((3‬‬ ‫وقد أقرت هذه العملية ندوة البركة للقتصاد اللسلمي )‪(4‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬الم‪ ،‬الشافعي ج‪ ،332‬والمحلى لبن حزم ج‪ ،8513‬ومواهب الجليل ج‪.4310‬‬ ‫)‪(2‬انظر‪ :‬المحلى‪ ،‬ابن حزم‪ ،‬ج‪.513 8‬‬ ‫)‪ (3‬انظر‪ :‬تطوير العمال المصرفية د‪.‬لسامي حسن حمود ص ‪ ،343‬وأحكام النقد والعملت د‪.‬عباس الباز‪ ،‬ص‪.123‬‬ ‫)‪ (4‬انظر‪ :‬أحكام النقود والعملت‪ ،‬د‪.‬عباس ألباز ص‪.123‬‬

‫‪59‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.