أدب التاريخ النإجليزى الملك Henry VIII Literature Of the English History بقلم د /طــارق رضـــوان للروايات التاريخية متعة خاصة فهى تأخذ القارئ لعالم يدرك أنإه كان موجودا ا بالفعل ،وأن أحداثه ليست مجرد خيال حيث تعود الشخصيات الشهيرة للحياة وتتحدث ،تحب وتكره ،تخون وتصدر قرارات ربما تكون السبب فى شكل عالمنا الحالى .وتعد الكاتبة النإجليزية »فيلبا جريجورى« ملكة فى بلطا أدب التاريخ النإجليزى .وتتصدر رواياتها الست عن أشهر ملوك وأميرات إنإجلترا قوائم مبيعات الكتب فى أوروبا والوليات المتحدة حيث التقطت هوليوود واحدة من هذه الروايات وهى the other bolyen girlالتى تدور حول الملك هنرى الثامن وعلقته بعشيقته آن بولين، وحولتها إلى فيلم سينمائى شهير للنجمين نإتالى بوتمان واريك بنا فيلم ابنة بولين الخرى The Other Boleyn Girlمن الفلما التي أثارت جدل ا كبيرا ا بين من يعتقد أن الفيلم تحفة فنية ،ومن يعتقد أن الفيلم فش ل ل ذريع ،وإهدالر ج رديء ،وتمثيل أكثر لميزانإية كبيرة في قص ة ة سخيفة بإخرا ة رداءة .الفيلم مأخوذ من رواية تاريخية بذات العنوان للمؤلفة البريطانإية فليبا غريغوري التي عملت كمستشارة ة محضة .كان يمكن فى الفيلم.فيلم ابنة بولين الخرى خدع ل ر له أن يكون فيلما ا عميقاا ،لكنه تحول إلى مجموعة صو ة ة تخلو ة وصاخب ة ة عنيف ة ت ل عمق لها ،وقص ة ة لشخصيا ة متحرك ة من المعنى. أعتلى الملك هنري الثامن العرش عاما 1509عن عمر يناهز الثامنة عشرة أقوى ملوك »آل تيودور« تربى في أحضان الثقافة الكاثوليكية روحايا وعلمايا ،حتى أنإه كان يمثل أحد أقوى الملوك المؤيدين لهذا المذهب المسيحي المنتشر، وقد وصل ارتباطا الملك الشاب بالكنيسة أنإه قاما بالرد على 1
كتب مارتن لوثر لحماية مبادئ الكاثوليكية من حركة الصلحا ،وهو المر الذي جعل البابا يمنحه لقب »حامي ما في اليمان« حيث كان الملك الشاب مفو ا ها وعال ا اللهوت ،ولكن والد الملك كان قد فرض عليه أن يتزوج من أرملة أخيه كاترينا دي أوريجون ،والتي أنإجبت له الميرة ماري ،ولكنه كان في حاجة إلى ولي عهد يخلفه من بعده ويبعد شبح الحرب الهلية ،وكانإت الملكة تكبر الملك بأكثر ما ،بالتالي كان الملك يرغب في من خمسة عشر عا ا ما في الديانإة المسيحية، محر ل الطلق ،ولكن بما أن الطلق م فإنإه سعى للغاء الزواج من الساس ،وهو أمر لم يكن صعابا في الظروف الطبيعية لكثير من المراء والملوك في ذلك الوقت ،خاصة وأنإها كانإت زوجة أخيه ،ولكن البابا كان في موقف صعب للغاية لن الملكة كانإت خالة المبراطور الرومانإي المقدس »شارلز الخامس« ،لذلك رفض البابا منح ملك إنإجلترا إبطال الزواج. واقع المر أن بعض الساقفة من أمثال مورتون ،وواهراما وفيشر كانإوا رجال ا على خلق رفيع ،ذوي مقدرة عظيمة، وكان كثير من الخرين منغمسين جدا ا فيما تتيحه لهم السقفية من حياة وادعة ،فلم يستطيعوا أن يدربوا اتباعهم من رجال الدين على الكفاءة من الناحية الروحية، وكذلك على المثابرة في تدبير المال .وربما كانإت أخلقيات الجنس عند القساوسة أفضل مما هي عند زملئهم في ألمانإيا ،ولكن لم يكن ثمة مفر من وجود حالت من التسري بين رجال الدين ،ومن الزنإا والسكر والجريمة في البرشيات البالغ عددها 8.000في إنإجلترا . .وما أن حل عاما 1500حتى كانإت الكنيسة تملك ،وفقا ا لتقدير كاثوليكي محافظ ،حوالى خمس الملك بأسرها في إنإجلترا).(25 وحسد النبلء هناك كما في ألمانإيا رجال الدين على هذه الثروة وتلهفوا على استعادة الراضي والدخول التي تنازل عنها لله أسلفهم التقياء أو الخائفون كان هنري الثامن من أعتى ملوك إنإجلترا وكان قد وقع بالفعل في غراما إحدى الوصيفات وتسمى »آن بولين« وعقد العزما على الزواج منها ،وإذا ما كان الطلق غير ممكن من البابا ،فإنإه ليس مستحيل ا على كبير الساقفة، فلقد استغل الملك وفاة كبير الساقفة وعين كرانإمر أحد 2
أعوانإه بدل ا منه حيث تم التفاق على قيامه بهذه المهمة، فكان هذا هو أول انإشقاق حقيقي بين البابا والكنيسة النإجليكية ،وبالفعل تزوج الملك من آن بولين والتي أنإجبت له الميرة إليزابيث التي حكمت بعد ذلك ،ولكن العلقة لم تستمر طويل ا حيث تعددت العلقات الحميمة للملكة مع رجال القصر ،فكان مصيرها المحاكمة والعداما ،ولكن ليس قبل أن تتسبب في فصل العلقة بين الكنيستين ،فلقد جاء عا حيث قاما بحرمان الملك أي إعلنإه رد فعل البابا سري ا جا عن الملة وكانإت هذه الخطوة في حد ذاتها كفيلة خار ا بكسر كثير من الملوك الوروبيين على مر العصور ،ولكن هذا لم يحدث من هنري الثامن ،فلقد قرر قطع كل الروابط بكنيسة روما في عاما 1534حيث قرر أن يستقل بالكنيسة ويصبح هو رئيسها لول مرة في تاريخ التجربة الكنسية، وقد جمع البرلمان النإجليزي والذي أصدر القوانإين اللزمة لذلك ،كما أصدر قانإون الخيانإة والذي بمقتضاه يتم إعداما كل من يتكلم ضد هذا المرسوما الملكي ،كما أصدر البرلمان قانإوانإا آخر يتضمن الحفاظ على الركان الساسية للمذهب الكاثوليكي على غير الحركات الصلحية في القارة الوروبية ،فموقف هنري الثامن لم يكن هدفه تغيير الملة حا وهو السيطرة على أو المذهب ،بل كان هدفه واض ا الكنيسة. دا على موقف البابا في روما ،لم يتوان الملك عن اتخاذ ور ا الخطوات الضافية ،فسرعان ما أصدر قراراته بتأميم الديرة في إنإجلترا ،وقد كانإت هذه خطوة جريئة بحق كفلت أموال ا طائلة لخزانإة الدولة استخدمت في الساس لتقوية البحرية البريطانإية واستمالة الطبقة الوسطى التي كانإت تسانإد الملك فضل ا عن تغطية تكاليف القصر الملكي العالية للغاية لقد غير الملك مذهب غالبية شعبه من أجل قصة حب انإتهت باتهاما زوجته بالزنإا فيما بعد ،ولكن ليس قبل أن تسفر عن أمرين غاية في الهمية كما سنرى ،الول ،هو دخول الدولة في حرب أهلية /مذهبية بعد مماته ،والثانإي ،أن زيجته أسفرت عن طفلة لم تملك من الجمال كثيارا ولكنها ملكت من الحكمة ما جعلها تضع بذور القوة السياسية والعسكرية
3
البريطانإية والتي كفلت لها أن تكون المبراطورية التي ل تغرب عنها الشمس ،وهي الملكة إليزابيث الولى وهنا يلحظ أن هذه الحالة الولى التي يقوما فيها ملك وبرلمان بتغيير ملة الدولة بهذه البساطة ،ولكن ما أسهم في استيعاب أمر التغيير كان كراهية الطبقة الوسطى لسلطان البابا المتفشي في البلد ،فضل ا عن أن الملك تعمد عدما إجراء تعديلت فقهية على أسس الكاثوليكية، فكان له ما أراده دون ثمن باهظ ،فعلى الرغم من وجود بعض المعارضة خاصة في الشمال ،فإن رجال القصر استطاعوا بقدراتهم ودهائهم استيعاب المر تدريجايا دون تقديم التنازلت المتوقعة.
4