ق�������������������������������������������������������������راءات
الكتاب :الفكاهة في األدب األندلسي. الكاتب :رياض قزيحة. الناشر :املكتبة العصرية..صيدا /بيروت ط – 2006م400 ،ص قطع كبير.
> فيصل عبد احلسن*
يورد الدكتور رياض قزيحة في مقدمة كتابه محلال ظاهرتي االبتسام والضحك بالقول إنهما مظهران من مظاهر الغريزة اإلنسانية .ونعلم أن الفكاهة هي أثر من آثار الترقي االجتماعي؛ فهي على عالقة وثيقة بالقيم المنهارة في المجتمع ،وبالقيم المقدسة التي تحاط بالتقدير واالحترام من جهة ثانية، وأيضا إذا دلت الفكاهة في بعض األحيان على الفرح واالبتهاج ،فإنها تدل في أحيان كثيرة على آالم دفينة وتهكم؛ وهذا ما يفسر لنا رواج الفكاهة في عصور الضعف السياسي للبلدان ،ومنها ما حصل في األندلس؛ فكأن الفكاهة جهاز يعيد للنفس توازنها ،ويخرج اإلنسان من دائرة الحرج ،فتتحول المأساة إلى ملهاة نتيجة لرؤية الحدث من زاوية نفسية معينة. إن كتاب -الفكاهة في األدب األندلسي -جاء ليكمل المفتقد م��ن أح���وال األن��دل��س وظروفها، المتعلقة بالنشاطين االجتماعي والفكري في ذلك الوقت ،إذ ما أكثر النكات في عصرنا الحديث التي يمكن بواسطتها لباحث فذ أن يتلمس بواسطتها طرائق الناس في الحياة ،واستجاباتهم لما يقع عليهم من أح���داث ،وتوضيح أساليب تفكيرهم. وأورد أمثلة سبقت كتابة الكتاب ،منها كتاب أدبنا الضاحك لمؤلفه عبد الغني العطري ،الذي تعرض فيه صاحبه للفكاهة عند العرب منذ أول عهد اإلسالم حتى العصر الحديث ،وأودع كتابه كثيرا من الفكاهات الصادرة عن الماجنين والطفيليين والحمقى وغيرهم ،ولم يتطرق إلى دالالت الفكاهة النفسية واالجتماعية واالقتصادية ،كما انه أخلى كتابه من ذكر المصادر والمراجع التي رجع إليها في كتابه .وك��ان أحمد ف��ارس الشدياق قد ضمن
ك��ت��اب��ه -ال��س��اق ع��ل��ى ال��س��اق فيما ه��و ال��ف��ري��اق- فكاهات كثيرة وقصصا عن الظرفاء ،وكتب في مقدمة كتابه هذه األبيات الطريفة: ه�����ذا ك���ت���اب���ي ل��ل��ظ��ري��ف ظ��ري��ف��ا طلق اللسان وللسخيف سخيفا أودع����ت����ه ك��ل��م��ا وأل���ف���اظ���ا ح��ل��ت وح���ش���وت���ه ن��ق��ط��ا زه����ت وح���روف���ا المنشور عام 1969م بطبعة ثالثة وعرض فيه سير ظرفاء العصر العباسي وأزياءهم ومجالسهم وأدبهم كما تحدث عن سير الشحاذين وأصحاب الكدية والحيل والتي كانت م��ادة خصبة لقصص الفكاهة في األدب العربي القديم.
فصول الكتاب وجاء الكتاب بخمسة فصول وخاتمة وفهارس، وقد تناول الكاتب في الفصل األول البيئة األندلسية
اجلوبة -شتاء 1430هـ 119