Joba-22

Page 121

‫ق�������������������������������������������������������������راءات‬

‫الكتاب ‪ :‬الفكاهة في األدب األندلسي‪.‬‬ ‫الكاتب ‪ :‬رياض قزيحة‪.‬‬ ‫الناشر ‪ :‬املكتبة العصرية‪..‬صيدا ‪ /‬بيروت‬ ‫ ط – ‪2006‬م‪400 ،‬ص قطع كبير‪.‬‬

‫> فيصل عبد احلسن*‬

‫يورد الدكتور رياض قزيحة في مقدمة كتابه محلال ظاهرتي االبتسام والضحك بالقول إنهما مظهران‬ ‫من مظاهر الغريزة اإلنسانية‪ .‬ونعلم أن الفكاهة هي أثر من آثار الترقي االجتماعي؛ فهي على عالقة‬ ‫وثيقة بالقيم المنهارة في المجتمع‪ ،‬وبالقيم المقدسة التي تحاط بالتقدير واالحترام من جهة ثانية‪،‬‬ ‫وأيضا إذا دلت الفكاهة في بعض األحيان على الفرح واالبتهاج‪ ،‬فإنها تدل في أحيان كثيرة على آالم‬ ‫دفينة وتهكم؛ وهذا ما يفسر لنا رواج الفكاهة في عصور الضعف السياسي للبلدان‪ ،‬ومنها ما حصل في‬ ‫األندلس؛ فكأن الفكاهة جهاز يعيد للنفس توازنها‪ ،‬ويخرج اإلنسان من دائرة الحرج‪ ،‬فتتحول المأساة‬ ‫إلى ملهاة نتيجة لرؤية الحدث من زاوية نفسية معينة‪.‬‬ ‫إن كتاب ‪-‬الفكاهة في األدب األندلسي‪ -‬جاء‬ ‫ليكمل المفتقد م��ن أح���وال األن��دل��س وظروفها‪،‬‬ ‫المتعلقة بالنشاطين االجتماعي والفكري في ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬إذ ما أكثر النكات في عصرنا الحديث التي‬ ‫يمكن بواسطتها لباحث فذ أن يتلمس بواسطتها‬ ‫طرائق الناس في الحياة‪ ،‬واستجاباتهم لما يقع‬ ‫عليهم من أح���داث‪ ،‬وتوضيح أساليب تفكيرهم‪.‬‬ ‫وأورد أمثلة سبقت كتابة الكتاب‪ ،‬منها كتاب أدبنا‬ ‫الضاحك لمؤلفه عبد الغني العطري‪ ،‬الذي تعرض‬ ‫فيه صاحبه للفكاهة عند العرب منذ أول عهد‬ ‫اإلسالم حتى العصر الحديث‪ ،‬وأودع كتابه كثيرا‬ ‫من الفكاهات الصادرة عن الماجنين والطفيليين‬ ‫والحمقى وغيرهم‪ ،‬ولم يتطرق إلى دالالت الفكاهة‬ ‫النفسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬كما انه أخلى‬ ‫كتابه من ذكر المصادر والمراجع التي رجع إليها‬ ‫في كتابه‪ .‬وك��ان أحمد ف��ارس الشدياق قد ضمن‬

‫ك��ت��اب��ه‪ -‬ال��س��اق ع��ل��ى ال��س��اق فيما ه��و ال��ف��ري��اق‪-‬‬ ‫فكاهات كثيرة وقصصا عن الظرفاء‪ ،‬وكتب في‬ ‫مقدمة كتابه هذه األبيات الطريفة‪:‬‬ ‫ه�����ذا ك���ت���اب���ي ل��ل��ظ��ري��ف ظ��ري��ف��ا‬ ‫طلق اللسان وللسخيف سخيفا‬ ‫أودع����ت����ه ك��ل��م��ا وأل���ف���اظ���ا ح��ل��ت‬ ‫وح���ش���وت���ه ن��ق��ط��ا زه����ت وح���روف���ا‬ ‫المنشور عام ‪1969‬م بطبعة ثالثة وعرض فيه‬ ‫سير ظرفاء العصر العباسي وأزياءهم ومجالسهم‬ ‫وأدبهم كما تحدث عن سير الشحاذين وأصحاب‬ ‫الكدية والحيل والتي كانت م��ادة خصبة لقصص‬ ‫الفكاهة في األدب العربي القديم‪.‬‬

‫فصول الكتاب‬ ‫وجاء الكتاب بخمسة فصول وخاتمة وفهارس‪،‬‬ ‫وقد تناول الكاتب في الفصل األول البيئة األندلسية‬

‫اجلوبة ‪ -‬شتاء ‪1430‬هـ ‪119‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.