لطيفة السديري
والتعليم النسوي بالجوف* ■ د .عبدالواحد احلميد
َفقَد التعليم النسوي بالمملكة في األسبوع الماضي رائ��دة كبيرة من رواد التعليم النسوي األس���ت���اذة لطيفة ب��ن��ت ع��ب��دال��رح��م��ن ب��ن أحمد ال��س��دي��ري ال��ت��ي انتقلت إل��ى رح��م��ة اهلل تعالى بعد سنوات طويلة من العمل ال��ري��ادي التربوي والتعليمي وال��دع��م الحثيث للمسيرة التعليمية النسوية في منطقة الجوف.
وق���د عُ����رِ ف عن ال����س����ي����دة ل��ط��ي��ف��ة السديري اهتمامها بالعملية التعليمية وال���ت���رب���وي���ة بشكل دق������ي������ق ،وك����ان����ت ت����ول����ي األن���ش���ط���ة الالمنهجية اهتماماً بالغاً وتشجع على إقامة المسابقات الثقافية بين المدارس وتحضرها بنفسها وتشارك فيها.
ففي مطلع الستينيات الميالدية ،وم��ع بدء انتشار تعليم البنات بالمملكة ،كان أهالي منطقة الجوف بين متحمس لتعليم بناته لدرجة تسجيلهن وم��ع��روف عنها أي��ض�اً رحمها اهلل اهتمامها في مدارس البنين لعدم وجود مدارس للبنات في المنطقة آن��ذاك وبين مرتاب ومتردد إزاء فكرة بالبيئة المدرسية ،فكانت تحرص على سالمة المباني ونظافتها وتوفير كل ما يمكن توفيره من تعليم البنات من أساسها. إمكانيات بالرغم من ضعف ميزانيات التعليم في ولكي ال يفوت قطار التعليم على بعض البنات ذلك الوقت .وهناك الكثير من القصص والمواقف ال�لات��ي ك��ان��ت أس��ره��ن م��ت��رددة ف��ي تسجيلهن ال��ت��ي ترويها الطالبات والمعلمات ع��ن حرص بالمدرسة التي تم افتتاحها بعد ط��ول انتظار ،األستاذة لطيفة على البيئة المدرسية سواء البيئة بادر األمير عبدالرحمن بن أحمد السديري رحمه المادية أو البيئة التعليمية والتربوية. اهلل الذي كان أميراً للمنطقة في ذلك الوقت إلى وح��ت��ى ع��ن��دم��ا ت��رك��ت موقعها ال��رس��م��ي في تسجيل ابنتيه حصة ولطيفة. الوظيفية التعليمية الحكومية ،ظل اهتمامها بتعليم وتقول األستاذة لطيفة رحمها اهلل في ذكرياتها البنات مستمراً من خالل مدارس البنات الخاصة عن تلك الفترة إن مبادرة والدها لتسجيل بناته التابعة لمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية كانت بهدف «أن يكُن القدوة لبنات الجوف في بالجوف التي مارست اإلش��راف عليها ومتابعة العمل بالمدرسة والقيام بعملية التسجيل ،فكان أدائها وأنشطتها حتى آخر أيام حياتها. ش��ي��وع الخبر مبعثاً للثقة ف��ي ن��ف��وس األم��ه��ات لقد أخلصت لطيفة السديري للعمل التربوي واألسر ،وحافزاً لألسر إلدخال بناتهن». النسوي وتشجيع الفتاة الجوفية على االنخراط وبعد افتتاح ال��م��درس��ة األول���ى للبنات بحي في ال��دراس��ة كطالبة وممارسة العمل التربوي المطر بسكاكا ،التحقت لطيفة السديري بالعمل والتعليمي كمعلمة ،كما دعمت األنشطة الثقافية ب��ه��ا ،وت��ول��ت شقيقتها األس���ت���اذة ح��ص��ة إدارة النسوية التي كانت تقدمها دار العلوم بالجوف المدرسة ،واستمرت لطيفة في ممارسة العمل التابعة لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي. التربوي والتعليمي عبر مواقع متعددة في السلك نسأل اهلل ان يتغمد التربوية الرائدة األستاذة التعليمي حتى أصبحت مديرة لمكتب اإلشراف لطيفة بنت عبدالرحمن السديري برحمته جزاء ما التربوي النسوي. قدمته لمجتمعها ووطنها وأن يسكنها فسيح جناته. * مقال نشر في صحيفة الجزيرة العدد - 16172السبت 1438/3/9هـ (2017/1/7م).