مجلة الجوبة 54 Aljoubah Magazine

Page 138

‫لطيفة السديري‬

‫والتعليم النسوي بالجوف*‬ ‫■ د‪ .‬عبدالواحد احلميد‬

‫َفقَد التعليم النسوي بالمملكة في األسبوع‬ ‫الماضي رائ��دة كبيرة من رواد التعليم النسوي‬ ‫األس���ت���اذة لطيفة ب��ن��ت ع��ب��دال��رح��م��ن ب��ن أحمد‬ ‫ال��س��دي��ري ال��ت��ي انتقلت إل��ى رح��م��ة اهلل تعالى‬ ‫بعد سنوات طويلة من العمل ال��ري��ادي التربوي‬ ‫والتعليمي وال��دع��م الحثيث للمسيرة التعليمية‬ ‫النسوية في منطقة الجوف‪.‬‬

‫وق���د عُ����رِ ف عن‬ ‫ال����س����ي����دة ل��ط��ي��ف��ة‬ ‫السديري اهتمامها‬ ‫بالعملية التعليمية‬ ‫وال���ت���رب���وي���ة بشكل‬ ‫دق������ي������ق‪ ،‬وك����ان����ت‬ ‫ت����ول����ي األن���ش���ط���ة‬ ‫الالمنهجية اهتماماً‬ ‫بالغاً وتشجع على إقامة المسابقات الثقافية بين‬ ‫المدارس وتحضرها بنفسها وتشارك فيها‪.‬‬

‫ففي مطلع الستينيات الميالدية‪ ،‬وم��ع بدء‬ ‫انتشار تعليم البنات بالمملكة‪ ،‬كان أهالي منطقة‬ ‫الجوف بين متحمس لتعليم بناته لدرجة تسجيلهن‬ ‫وم��ع��روف عنها أي��ض�اً رحمها اهلل اهتمامها‬ ‫في مدارس البنين لعدم وجود مدارس للبنات في‬ ‫المنطقة آن��ذاك وبين مرتاب ومتردد إزاء فكرة بالبيئة المدرسية‪ ،‬فكانت تحرص على سالمة‬ ‫المباني ونظافتها وتوفير كل ما يمكن توفيره من‬ ‫تعليم البنات من أساسها‪.‬‬ ‫إمكانيات بالرغم من ضعف ميزانيات التعليم في‬ ‫ولكي ال يفوت قطار التعليم على بعض البنات ذلك الوقت‪ .‬وهناك الكثير من القصص والمواقف‬ ‫ال�لات��ي ك��ان��ت أس��ره��ن م��ت��رددة ف��ي تسجيلهن ال��ت��ي ترويها الطالبات والمعلمات ع��ن حرص‬ ‫بالمدرسة التي تم افتتاحها بعد ط��ول انتظار‪ ،‬األستاذة لطيفة على البيئة المدرسية سواء البيئة‬ ‫بادر األمير عبدالرحمن بن أحمد السديري رحمه المادية أو البيئة التعليمية والتربوية‪.‬‬ ‫اهلل الذي كان أميراً للمنطقة في ذلك الوقت إلى‬ ‫وح��ت��ى ع��ن��دم��ا ت��رك��ت موقعها ال��رس��م��ي في‬ ‫تسجيل ابنتيه حصة ولطيفة‪.‬‬ ‫الوظيفية التعليمية الحكومية‪ ،‬ظل اهتمامها بتعليم‬ ‫وتقول األستاذة لطيفة رحمها اهلل في ذكرياتها البنات مستمراً من خالل مدارس البنات الخاصة‬ ‫عن تلك الفترة إن مبادرة والدها لتسجيل بناته التابعة لمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية‬ ‫كانت بهدف «أن يكُن القدوة لبنات الجوف في بالجوف التي مارست اإلش��راف عليها ومتابعة‬ ‫العمل بالمدرسة والقيام بعملية التسجيل‪ ،‬فكان أدائها وأنشطتها حتى آخر أيام حياتها‪.‬‬ ‫ش��ي��وع الخبر مبعثاً للثقة ف��ي ن��ف��وس األم��ه��ات‬ ‫لقد أخلصت لطيفة السديري للعمل التربوي‬ ‫واألسر‪ ،‬وحافزاً لألسر إلدخال بناتهن»‪.‬‬ ‫النسوي وتشجيع الفتاة الجوفية على االنخراط‬ ‫وبعد افتتاح ال��م��درس��ة األول���ى للبنات بحي في ال��دراس��ة كطالبة وممارسة العمل التربوي‬ ‫المطر بسكاكا‪ ،‬التحقت لطيفة السديري بالعمل والتعليمي كمعلمة‪ ،‬كما دعمت األنشطة الثقافية‬ ‫ب��ه��ا‪ ،‬وت��ول��ت شقيقتها األس���ت���اذة ح��ص��ة إدارة النسوية التي كانت تقدمها دار العلوم بالجوف‬ ‫المدرسة‪ ،‬واستمرت لطيفة في ممارسة العمل التابعة لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي‪.‬‬ ‫التربوي والتعليمي عبر مواقع متعددة في السلك‬ ‫نسأل اهلل ان يتغمد التربوية الرائدة األستاذة‬ ‫التعليمي حتى أصبحت مديرة لمكتب اإلشراف لطيفة بنت عبدالرحمن السديري برحمته جزاء ما‬ ‫التربوي النسوي‪.‬‬ ‫قدمته لمجتمعها ووطنها وأن يسكنها فسيح جناته‪.‬‬ ‫ * مقال نشر في صحيفة الجزيرة العدد ‪ - 16172‬السبت ‪1438/3/9‬هـ (‪2017/1/7‬م)‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.