44 joba web مجلة الجوبة

Page 19

‫(‪ )1‬زكريا �أوزون‪ :‬جناية �سيبويه‪ ،‬الرف�ض التام لما في النحو من �أوهام‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬تموز ‪2002‬م‪.‬‬ ‫(‪� )2‬سعيد بودبوز‪ :‬زكريا �أوزون والنحو العربي‪ ،‬مخطوط من�شور رقميا على �شبكة الأنترنت‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أبو الطيب عبدالواحد بن علي اللغوي‪ :‬الأ�ضداد في كالم العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬عزة ح�سن‪ .‬الطبعة الأولى ‪1963‬م‬ ‫ط ثانية ‪1996‬م‪.‬‬ ‫(‪� )4‬أبو الطيب عبدالواحد بن علي اللغوي‪ :‬المرجع ال�سابق‪ -‬مقدمة‪ ،‬وانظر‪ :‬فقه اللغة لل�صاحبي ‪66‬؛ و�أ�ضداد �أبي‬ ‫حاتم ال�سج�ستاني‪.‬‬ ‫(‪ )5‬جان جاك رو�سو‪ :‬محاولة في �أ�صل اللغات‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد محجوب‪ ،‬تقديم‪ :‬عبدال�سالم الم�سدي‪ .‬دار ال�ش�ؤون‬ ‫الثقافية العامة‪-‬بغداد‪� .‬ص‪.47‬‬ ‫‪ 36‬اجلوبة ‪� -‬صيف ‪1435‬هـ‬

‫اللغة العربية في ع�صر العولمة‬

‫م������������������ل������������������ف ال������������������ع������������������دد‬

‫المغذي الرئي�س لنمو العاميّات التي تق�ضم اللغة مجدداً! وللأ�سف‪ ،‬يكاد ي�سود هذا الإح�سا�س‪.‬‬ ‫من �أطرافها يوما بعد يوم‪ ،‬حتى �أ�صبحنا �أخيرا‬ ‫�إن �صدور الكتاب‪ ،‬في زمننا العربي هذا‪،‬‬ ‫ن�شاهد م�سل�سالت مدبّلجة باللجهات العامية‬ ‫�أ�صبح يدل �أوال على �أن �صاحبه مي�سورا‪ ،‬لأنه‬ ‫وغير ذل��ك‪ .‬ولكن ما ال��ذي يُغذّي العزوف عن‬ ‫بب�ساطة ا�ستطاع �أن يدفع ثمن الطبع‪ .‬ولكن‪ ،‬مع‬ ‫القراءة نف�سه؟‬ ‫ذلك‪ ،‬ليت معظمنا يملك وعيا مو�ضوعيا بحيث‬ ‫رب�م��ا ه�ن��اك م��ن يعد ه��ذا ال �� �س ��ؤال رهيب ًا ال ي�صدر �أحكاما جاهزة بهذا التعميم المخيف‪.‬‬ ‫و�صعبا ومعقداً‪ ،‬وقد يكون على جانب كبير من‬ ‫ورغم كل قوى الرداءة والن�شر التجاري‪ ،‬ما‬ ‫ال�صواب‪ ،‬ولكن‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فلي�س �أمام الإن�سان‬ ‫الواقعي والمو�ضوعي �إال �أن يعيد �صياغة هذا ن��زال نعتقد ب��أن هناك عباقرة في ه��ذه الأم��ة‬ ‫ال�س�ؤال على النحو الآتي‪ :‬هل هناك ما ي�ستحق قادرون على �إنجاز �أ�صعب ما يمكن �إنجازه في‬ ‫القراءة؟‬ ‫�سبيل النهو�ض بهذه اللغة وغيرها‪ ،‬لكن الم�شكلة‬ ‫ع �م��وم��ا ‪ -‬و�إذا م��ا ا��س�ت�ث�ن�ي�ن��ا ال�م�ج�لات �أن اكت�شافهم �صعب‪ ،‬لي�س �صعبا علينا كقراء‬ ‫المحترمة‪ ،‬وبخا�صة بع�ض المجالت الخليجية ومهتمين وباحثين فح�سب‪ ،‬بل ي�صعب عليهم‬ ‫ذات العيار الثقيل ‪ -‬يمكن القول �إن دور الن�شر �أن يظهروا �أي�ضا‪ .‬وبخا�صة ونحن في زمن ال‬ ‫العربية قد �أفل�ست‪ ،‬كم�ؤ�س�سات ثقافية‪ ،‬وتحوّلت ي�ستطيع �أحد �أن ين�شر فيه كتابا �إال �إذا كان من‬ ‫�إلى تجارة مح�ضة‪ ،‬ما زاد في انت�شار الرداءة‪ ،‬عائلة مي�سورة‪ ،‬فمَن ي�ضمن لنا ب�أن جميع العقول‬ ‫الأم��ر الخطير ال��ذي ال يقابله �سوى العزوف الكبيرة تنتمي �إلى عائالت مي�سورة؟ هذا من‬ ‫الأخطر عن القراءة‪ .‬لقد �أ�صبح في �إمكان دار ج�ه��ة‪ ،‬وم��ن جهة �أخ ��رى؛ مَ ��ن ي�ضمن لنا ب��أن‬ ‫الن�شر �أن تطبع وتن�شر �أي �شيء‪ ،‬ب�شرط �أن يدفع‬ ‫جميع الباحثين المي�سورين ي�ستحقون �أن تعر�ض‬ ‫�صاحبه ثمن الطبع‪ ،‬وه��ذا في الواقع ال يهدد‬ ‫كتبهم على رفوف المكتبات؟ هنا �أتذكر ما قاله‬ ‫اللغة والثقافة والأدب العربي فح�سب‪ ،‬بل يهدد‬ ‫هوية الأمة باالنقرا�ض من خالل الغرق الكارثي �أحد وزراء الثقافة المغربية ذات يوم‪« :‬يمكن‬ ‫في طوفان ال��رداءة‪ .‬ينبغي �أال تغيب عنا هذه �أن يكون هناك عباقرة رعاة في الجبال»‪ .‬و�أنا‬ ‫الحقيقة‪ ،‬فحين نرى �إعالنا عن �صدور كتاب بدوري �أ�ضيف‪« :‬يمكن �أن يكون هناك عباقرة‬ ‫عربي في هذا الزمان‪ ،‬كثيرا ما ن�شعر وك�أننا عراة يفتر�شون الرمال»‪ .‬ومن الم�ؤكد �أن عبقرية‬ ‫ق��ر�أن��اه م��رارا وت�ك��رارا‪ ،‬و�أن��ه ال داع��ي لقراءته الب�شر ال تجدي نفعا خلف قطيع من البقر‪.‬‬

‫بين �إق�صاء الأبناء وجحود العلماء‬ ‫■ �أ‪.‬د‪.‬حممد �صالح ال�شنطي‪-‬الأردن‬

‫لن �أبد�أ كما هو معتاد بتعريف العولمة باعتبارها الم�صطلح الرئي�س في هذه المقالة‪ ،‬ولكنني‬ ‫�س�أ�شير �إلى ظاهرة ذاعت ثم �شاعت وابتلينا بها بو�صفها عالمة على ما ح َّل باللغة العربية من‬ ‫�إق�صاء‪� ،‬إذ ا�ستبدلت بها اللغة الإنجليزية في التوا�صل وفي التح�صيل؛ الأمر الذي جعل الم�س�ألة‬ ‫في غاية الخطورة؛ ولعل ما يثير االهتمام �أن ثمة مَن تكتب له بالعربية‪ ،‬فيرد عليك باللغة‬ ‫الإنجليزية‪.‬‬ ‫و�إذا كنا ف��ي عالم تال�شت فيه ال��ح��دود وال��ق��ي��ود‪ ،‬وانفتح على م�صراعيه ف��ي ظ��ل م��ا عرف‬ ‫بالعولمة‪ ،‬بحيث بدت الثقافات وقد ان�صهرت في ثقافة واحدة‪ ،‬وفقدت خ�صو�صيتها؛ ف�إن ما ال‬ ‫ينبغي �أن يُن�سى �أن التعددية �أهم �سمات الوجود الإن�سانية‪ ،‬في مقابل الوحدانية للواحد الأحد‬ ‫الفرد ال�صمد؛ ولذلك جاء قول اهلل تعالى مخاطبا الب�شر ب�صيغة الجمع }يا �أيها النا�س �إنا‬ ‫خلقناكم من ذكر و�أنثى وجعلناكم �شعوبا وقبائل لتعارفوا �إن �أكرمكم عند اهلل �أتقاكم{‪.‬‬ ‫ومن المعروف‪� ،‬أن اللغة مادة الفكر‪ ،‬و�أننا‬ ‫نفكر باللغة وم��ن خاللها؛ ول�ه��ذا ف ��إن لغتنا‬ ‫تحمل ��س�م��ات تفكيرنا‪ .‬وم�ع�ج��زة الإ� �س�لام‬ ‫معجزة قولية‪ ،‬ل��ذا‪ ،‬كانت لغة اللغة العربية‬ ‫لغة ال �ق��ر�آن ال�ك��ري��م‪ ،‬وك��ان��ت تحديا للعرب؛‬ ‫لأنها حملت مالمح روحية وثروة تعبيرية �إلهية‬ ‫ال ي�ستطيع العرب �أن ي��أت��وا بمثلها؛ فهي في‬ ‫والعولمة �أ�سا�سا من�ش�ؤها اقت�صادي؛ �إذ‬ ‫�أن�ساقها و�صياغاتها تحمل مالمح هذا الإعجاز‬ ‫التعبيري الذي ينطوي على الر�سالة الإلهية؛ تمكنت ال�شركات المتعددة الجن�سيات من‬ ‫ول��ذل��ك‪ ،‬ف� ��إن ال�ل�غ��ات ال�ت��ي ق��ارب��ت المعاني‬ ‫القر�آنية بمحاولة نقلها �إليها لم تجر�ؤ على‬ ‫ت�سمية تلك المحاوالت بترجمة القر�آن الكريم‪،‬‬ ‫بل عمدت �إل��ى القول ب�أنها ترجمة لمعانيه‪،‬‬ ‫والمعاني جزء من المذخور الروحي والداللي‬ ‫الذي يزخر به كتاب اهلل العزيز‪.‬‬

‫اجلوبة ‪� -‬صيف ‪1435‬هـ ‪37‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.