الطاقة والمجال الكوني

Page 1

‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫قضايا استراتيجية‬ ‫اثر استخدام الطاقة‬ ‫على تلوث البيئة والمجال الكوني‬ ‫شيماء جمال مجاهد *‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫•‬ ‫•‬

‫ماجستير فى القانون ‪ -‬باحث دكتوراة بقسم التقتصاد والعلوم المالية ‪ -‬كلية الحقوق – جامعة المنصورة‬ ‫مسئول وحدة دراسات القتصاد الرقمى بالمركز العربى لبحاث الفضاء اللكترونى‬

‫كافة الحقوق محفوظة ولجيجوز النقل او التقتباس ال بالاشارة الى المصدر‬ ‫المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني ‪www.accr.co -facebook/accr.co accr2011@yahoo.com -‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫المقدمة ومحتوى الدراسة ‪:‬‬ ‫لقد كشفت أزمة النفط في السبعينات عن التأثير الشامل لقطاع‬ ‫الطاقة على القتصادات المحلية للبلدان النامية‪ ،‬وعلى مركزها المالي‬ ‫والدولي ‪ ،‬فالطاقة تدخل بقوة في جانب تحديد كافة النشطة النتاجية‬ ‫تقريبا ً ‪ ،‬لدرجة يمكن معها القول بأن ‪ ،‬الطاقة ترتبط بالقتصاد بعلقة‬ ‫وطيدة ل يمكن فك أواصرها)‪.(1‬‬ ‫والدليل على ذلك أن ‪ ،‬التصاعد الحالي والمستمر في السعار‬ ‫العالمية لمجموعة رئيسة من السلع الحيوية والستراتيجية وفي مقدمتها‬ ‫النفط والطاقة عموما ً ومعها السلع الزراعية والسلع الغذائية ‪ ،‬أدي‬ ‫لتصاعد المخاوف العالمية الحادة من الركود القتصادي على مستوي‬ ‫العالم وبلوغه مرحلة الزمة القتصادية الخانقة‪.‬‬ ‫وما يجدر الشارة إليه أن ‪ ،‬من أهم القوى المحركة لسباق السعار‬ ‫هو ارتفاع أسعار النفط ‪ ،‬وارتفاع نسبة الطلب على الوقود الحيوي كبديل‬ ‫للنفط ‪ ،‬بسبب ارتفاع أسعاره والتغيرات المناخية التي نتجت عن تلوث‬ ‫البيئة بالمخلفات النفطية ‪ ،‬مما أدي لحدوث خلل في جانب كبير من‬ ‫استقرار القتصاد العالمي‪ .‬فالستراتيجية الصناعية في كافة البلدان‬ ‫ترتبط بصورة وثيقة بالطلب على الطاقة ‪ ،‬ولتكاليف الطاقة تأثير قوي‬ ‫على الهيكل والكفاءة في مجال الصناعة)‪.(2‬‬ ‫ومما ل يمكن إغفاله هو ‪ ،‬تأثير التلوث البيئي الناتج عن استخدام‬ ‫ـاـــدى ‪.‬‬ ‫ـدــدة ]التجاريـةـ[ )‪ (3‬علـىـ ذلـكـ الخلـلـ القتص‬ ‫ـاـــدر الطاقـةــ غيـرـ المتج‬ ‫مص‬ ‫فل جدال أن البيئة تؤثر تأثيرا ً مباشرا ً في التنمية لدرجة يمكن معها‬ ‫القول بأن ‪ ،‬قطار التنمية لن يسير إل إذا تمكنا من حماية البيئة ومواردها‬ ‫‪ ،‬فمن غير المتصور أن نستفيد بجزء من الموارد في عملية التنمية وفي‬ ‫نفس الوقت نتلف ونستنزف الباقي ‪ ،‬فالمفهوم التقليدي للتنمية يستند‬ ‫لمبدأ الستغلل المثل للموارد المتاحة ‪ ،‬بهدف رفع مستوى المعيشة‬ ‫وزيادة مستوى الدخل)‪ .(4‬ول يمكن تحقيق ذلك إل إذا نظرنا إلى ]الطاقة –‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( انظر‪ ،‬وارين س‪ .‬بوم وستوكس م‪ .‬تولبرت ‪ ،‬الستثمار في التنمية ]دروس من خبرة البنك الدولي [‪،‬‬ ‫‪ ، 1994‬ص ‪.181‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.182‬‬ ‫)( تجدر الشاره إلى أن ‪ ،‬المقصود بالطاقه التجاريه) الطاقه غير المتجدده (‪.‬‬ ‫)( انظر في ذلك المعني‪ ،‬محمد عبد الرؤوف ‪ ،‬البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬مجلة البترول ‪ ،‬المجلد‬ ‫السادس والثلثون ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬أغسطس ‪ ،1999 ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫البيئة – التنمية [ على أنها ثلثة عوامل يجب أن تعمل بشكل متناغم ‪،‬‬ ‫حتى ل يتم النظر لتطوير أحداها على حساب الخر‪.‬‬ ‫بالضافة لذلك فإن ‪ ،‬من أهم المقاييس الن لتقييم حضارة الدول هو‬ ‫الحفاظ على البيئة وحمايتها ‪ ،‬ولقد أصبح ذلك مفهوما ً عالميا ً يفرض‬ ‫نفسه ويؤثر على التعاملت القتصادية ‪ ،‬والتجارية ‪ ،‬والعلقات الدولية‬ ‫المعاصرة ‪ ،‬كما تلعب سياسات الطاقة دورا ً بارزا ً ومؤثرا ً في تحقيق‬ ‫النمو القتصادى والجتماعي ‪ ،‬وتحقيق أهداف التنمية)‪.(5‬‬ ‫موضوع البحث ‪:‬‬ ‫يتمثل موضوع البحث في " مصادر الطاقة والتنمية القتصادية‬ ‫" ويدور موضوع ذلك البحث في نطاق عدة محاور نتناول فيها التأثيرات‬ ‫السلبية لمصادر الطاقة التجارية على التنمية القتصادية ‪ ،‬ومدي التفاعل‬ ‫بين نوع الطاقة المستخدمة وتأثيرها في البيئة الجتماعية والقتصادية ‪،‬‬ ‫كما نتناول مدي إمكانية استخدام الطاقة المتجددة كبديل للطاقة‬ ‫التجارية ‪ ،‬وتأثير ذلك فى التنميه القتصاديه ‪ .‬فالبحث يدور حول الربط‬ ‫بين ) الطاقة – البيئة – التنمية ( لبراز التأثير المتبادل بينهم ‪.‬‬ ‫خطة البحث ‪:‬‬ ‫ومما سبق يمكن القول بأن بلوغ ذلك البحث أهدافه يقتضي أن يتم‬ ‫تناوله على التقسيم التالى ‪:‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬التأثيرات السلبية للطاقة غير المتجدده على‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مدي كفاءة الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫)( انظر في ذلك المعني ‪ ،‬نادية مكرم عبيد ‪ ،‬التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة ‪ ،‬ندوة الطاقة‬ ‫والتنمية المستدامة ‪ ،‬مجلة البترول ‪ ،‬المجلد الثامن والثلثون ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬يوليو ‪ ، 2001‬ص ‪.7‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫المبحث الول‬ ‫التأثيرات السلبية للطاقة غير المتجددة على‬ ‫التنمية‬ ‫ولكن المر يقتضى منا فى البدايه ‪ ،‬تعريف مصادر الطاقه التجــاريه‬ ‫وهي عبارة عن المصادر الناضبة ‪ ،‬أي أنها سوف تنتهي عبر زمن معيــن‬ ‫لكثرة الستخدام ‪ ،‬وهي متــوفرة فــي الطبيعــة بكميــات محــدودة وغيــر‬ ‫متجددة وتشمل الوقود الحفوري مثل النفط والغاز والفحم بكل‬ ‫)‪(6‬‬ ‫النواع التي تكونت عبر السنين الماضية في جوف الرض ‪.‬‬ ‫فيمكن القول أن ‪ ،‬التوســع فـي اســتخدام الوقــود الحفــورى خلل‬ ‫القرنين الماضيين ] انظر الشكل )‪ [(1‬قد نتج عنه العديد مــن الضــرار‬ ‫البيئية التي أدت للخلل بالتوازن الــبيئي ‪ ،‬بالضــافة للتــأثيرات الســلبية‬ ‫على القتصاد التي نتجت عن ارتفاع أسعارها وقرب نضوبها ‪ ،‬وسنتناول‬ ‫تفصيل ذلك على مدار المطلبين التاليين ‪:‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬التأثيرات السلبية على البيئة ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التأثيرات السلبية على القتصاد ‪.‬‬ ‫وذلك على التفصيل التالي‪:‬‬

‫‪6‬‬

‫)( انظر ‪،‬‬ ‫‪http://www.stc2001.20m.com/newenerge2.htm‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫المطلب الول‬ ‫التأثيرات السلبية على البيئة‬ ‫تتعدد صور التأثير السلبي للوقود الحفورى على البيئة ومنها تلــوث‬ ‫الهواء ‪ ،‬تلوث الماء ‪ ،‬التغير المناخى ‪ ،‬تآكل طبقــة الوزون‪ .‬ولكــن قبــل‬ ‫الدخول في تفصيل ذلك ‪ ،‬فإن المر يقتضي منــا تعريــف البيئــة ‪ ،‬تتعــدد‬ ‫تعريفات تلك الخيرة ولكن مـا سـيتم تنـاوله هـو أحـد هـذه التعريفـات‬ ‫الذى يمكن أن يكون أقرب لموضوع البحث ومؤداه أن ؛ البيئة هي‬ ‫الطار الذى يحيا فيه النسان مع غيره من الكائنات الحيــة ‪ ،‬بمــا يضــمه‬ ‫من مكونات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية واجتماعية وثقافية واقتصــادية‬ ‫وسياسية يحصل منها النسان علــى مقومــات حيــاته ‪ .‬وحركــة العنصــر‬ ‫البشري المتمثلة في اسـتخدامه للمــوارد المتاحــة تكــون بهــدف إشـباع‬ ‫حاجاته النسانية المتطورة واللنهائية)‪.(7‬‬ ‫واستخدام النسان للبيئة فــي ســياق التعريــف الســابق فــي مجــال‬ ‫الطاقة أحدث العديد من صور التلوث آنفة الذكر والتالي تفصيلها‪.‬‬ ‫أول ً‪ :‬التلوث الهوائي ‪:‬‬ ‫تعتبر الصناعات التي تعتمد على الوقود الحفري ]الفحم – النفط‬ ‫– الغاز الطبيعي[ كمصدر أساسى للطاقة من أكبر مصادر الملوثات‬ ‫الهوائية ؛ إذ ينطلق منها عند احتراقها كميات كــبيرة جــدا ً مــن الغــازات‬ ‫والجسيمات التي تعمل من خلل تراكمها في الغلف الجوي على تغييــر‬ ‫]إفســاد[ تركيبــة الهــواء ‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى حــدوث خلــل فــي نظــامه‬ ‫اليكولوجي ‪ ،‬يصبح معه الهـواء مصـدرا ً لكـثير مـن المخـاطر والضـرار‬ ‫التي باتت تهدد كافة صور الحياة على الرض)‪ ].(8‬انظر الشكل )‪.[ (2‬‬ ‫وذلك نتيجه لتعدد أنواع الغازات والشوائب التي تتصاعد إلى الهــواء‬ ‫نتيجة إحراق الوقود في المصــانع ‪ ،‬ومحطــات القــوي ‪ ،‬وفــي محركــات‬ ‫السيارات‪ .‬مما يجعل الهواء ملوثا ً بالتى)‪.(9‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬عبد الله الصعيدي ‪ ،‬النمو القتصادي والتوازن البيئي ]تقسيم أثر النشاط القتصادى على عناصر النظام‬ ‫البيئي[ ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬يناير ‪ ، 2002 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬زين الدين عبد المقصود ‪،‬البيئة والنسان )دراسة في مشكلت النسان مع البيئة( ‪ ،‬منشأة المعارف‬ ‫بالسكندرية ‪ ،‬ص ‪ ، 199‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪ ،‬النسان والبيئة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪،‬ص ‪ 52‬ومابعدها‪.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ -1‬تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫‪ -2‬تلوث الهواء بثاني أكسد الكبريت ‪ ،‬وأكاسيد النيــتروجين ‪ ،‬وأول‬ ‫أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫‪ -3‬تلوث الهواء بعادم السيارات والرصاص‪.‬‬ ‫وذلك على التفصيل ‪.‬‬ ‫‪ -1‬تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون ‪:‬‬ ‫يتكون غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ CO2‬عند احتراق أي مادة عضــوية‬ ‫في الهواء‪ ،‬ول يختلف فــي ذلــك الخشــب والــورق عــن الفحــم أو زيــت‬ ‫البــترول ‪ ،‬ومــن الملحــظ أن نســبة غــاز ‪ CO2‬فــي الغلف الجــوي قــد‬ ‫أرتفعت قليل ً في السنوات الخيرة ‪ ،‬ويرجع ذلك بســبب تلــك الكميــات‬ ‫الهائلة من الوقود الـتي تحرقهـا المنشـآت الصـناعية ومحطـات الوقــود‬ ‫والمحركات الداخلية في وسائل النقل والمواصــلت‪ .‬وتمثـل نســبة غـاز‬ ‫‪ CO2‬الملوثة للهواء حوالي ‪7‬ر‪ %‬من كمية الغاز الموجــود طبيعي ـا ً فــي‬ ‫الهواء)‪.(10‬‬ ‫وبسبب تلك الزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهــواء فلــم‬ ‫تعد وسائل التخلص الطبيعي منه قادرة على مجابهة تلك الزيــادة ‪ ،‬ممـا‬ ‫جعل هناك تخوفا ً أكبر من مخاطره المتمثلة في أن ؛ ذلك الغــاز عنــدما‬ ‫يذوب في الماء يعطي حمضا ً ضــعيفا ً يعــرف باســم حمــض الكربونيــك‪،‬‬ ‫ويتفاعل هذا الحمض مع بعض المكونات القلويــة لقشــرة الرض ‪ ،‬كمــا‬ ‫يتفاعل مع بعض الرواسب الموجودة في قيعان البحــار مكونـا ً مركبــات‬ ‫بسيطة مثل بيكربونات وكربونات الكالسيوم وغيرهما)‪.(11‬‬ ‫بالضافة إلى ذلك فإن خطورة ذلك الغاز أيضا ً تكمن في أن جسيمات‬ ‫الكربون قادرة على امتصــاص الغــازات الســامة فيتحــول بــذلك إلــى غــاز‬ ‫خطر من ناحية ‪ ،‬ويؤثر على درجة حرارة الغلف الجوي)‪.(12‬‬ ‫ومن نتائج التلوث الهوائي بالكربون أيضا ً ‪:‬‬ ‫" التغييرات المناخية " ؛ حيث أن هناك من يعتقدون أن‬ ‫استمرار احتراق الوقود بالشـكل الحـالي يزيـد نسـبة غـاز ثـاني أكسـيد‬ ‫الكربـون فـي الهـواء لتصـل للضـعف تقريبـا ً فـي أوائـل القـرن القـادم‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫)( انظر‪ ،‬إحسان على محاسنه ‪ ،‬البيئة والصحة العامة ‪ ،‬العلوم الحياتية ‪ ،‬جامعة مؤته ‪ ،‬يناير ‪ ، 1995‬ص ‪.56‬‬ ‫)( انظر‪ ،‬عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪ ،‬النسان والبيئة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬زين الدين عبد المقصود ‪ ،‬البيئة والنسان )دراسة لمشكلت النسان مع بيئته( ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪.200‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫]حوالي عام ‪2020‬م[ ‪ .‬ونظــرا ً لن حــرارة ســطح الرض هــي محصــلة‬ ‫لتزان دقيق بين مقدار ما يقع علــى هــذا الســطح مــن أشــعة الشــمس‬ ‫ومقدار ما ينعكس منها ويشتت في الفضاء‪ ،‬فإن زيادة نسبة غــاز ثــاني‬ ‫أكســيد الكربــون فــي الجــو ســتؤدي لمتصــاص زيــادة مــن الشــعاعات‬ ‫الحرارية المنعكسة من ســطح الرض والحتفــاظ بهــا ‪ ،‬وتــؤدي بالتــالي‬ ‫لرتفــاع حــرارة الجــو عــن معــدلها الطــبيعي ‪ ،‬ممــا يــؤدي علــى المــدي‬ ‫الطويل لرتفاع حرارة طبقات الغلف الجــوي الملصــقة للرض بشــكل‬ ‫ملحوظ)‪ ).(13‬ظاهرة الحتباس الحرارى (‬ ‫وقد أذاعت أكاديمية العلوم المريكية عام ‪ 1970‬تقريرا ً يفيد بأنه ‪،‬‬ ‫من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الجو بمقدار درجتين أو ثلث درجـات‬ ‫في منتصف القرن القادم أى نحو عام ‪ 2050‬ميلدية ‪ ،‬ومن المتوقع أن‬ ‫‪ ،‬ارتفاع درجة الحــرارة للجــو بهــذا الشــكل ســيؤدي لنصــهار جــزء مــن‬ ‫طبقــات الجليــد الــتي تغطــي القطــبين الشــمالي والجنــوبي للرض ‪،‬‬ ‫وانصهار الجليد المغطي لقمم الجبال في بعض المناطق ‪ ،‬مما ســيؤدي‬ ‫لرتفاع مستوي سطح الماء في البحار والمحيطــات وإلــى إغــراق كــثير‬ ‫من حواف القارات بما عليها من مدن ومنشآت ‪ ،‬بالضافة لــذلك فــإن ‪،‬‬ ‫الشواطئ والدلتا في كثير من دول العالم بمـا فيهــا مصــر ‪،‬بنجلديـش ‪،‬‬ ‫وأندونسيا ‪ ،‬والهند والصين وغيرها ســوف تغمــر بالميــاه كنتيجــة لزيــادة‬ ‫منســوب ميــاه البحــار ‪ ،‬والمحيطــات ‪ .‬كمــا أن الميــاه الجوفيــة ســوف‬ ‫تتلوث نتيجة زحف مياه البحار والمحيطــات ‪ ،‬بالضــافة لفقــد كــثير مــن‬ ‫الراضي الزراعية لصلحيتها نتيجة زيادة الملوحة)‪.(14‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن ‪ ،‬التحدي الساســي والجــوهري الــذى يمثلــه‬ ‫ارتفاع حرارة الرض هــو تحــدي مقــدرة المجتمــع علــى مواجهــة تهديــد‬ ‫مشترك)‪. (15‬‬ ‫فارتفاع الحرارة سيؤدي إلى حدوث خلل في توزيع سقوط المطار‬ ‫‪،‬حيث تعاني بعض المناطق من الجفاف بينما تعاني مناطق أخــري مــن‬ ‫الســيول ‪ .‬وكنتيجــة لــذلك يتــأثر النتــاج العــالمي للمحاصــيل الزراعيــة‬ ‫وتحدث المجاعات ‪ ،‬كما أن الثروة السمكية ســتتأثر لغمــر الشــواطئ ‪.‬‬ ‫بل أن النظام البحري سوف يختل بوجه عام ممــا يهــدد بفقــدان مصــدر‬ ‫من مصادر الطعام ‪ .‬بالضافة لحدوث نوبة مـن الضــطرابات الجويــة أو‬ ‫ما يطلـق عليه " بالحمي الجوية " ‪ ،‬والتي تؤثر في الظروف الجوية‬ ‫في عدة اتجاهات فقد تؤدي لحدوث برودة شديدة أو حرارة شديدة ‪ ،‬أو‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬خلف الله حسن محمد‪ ،‬يسري الجوهري ‪ ،‬الصحة والبيئة في التخطيط الطبي ‪ ، 1997 ، 1417 ،‬ص ‪.44‬‬ ‫)( انظر‪ ،‬عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪ ،‬النسان والبيئة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬كريستوفر فلفين ‪ ،‬ترجمة سيد رمضان ‪ ،‬ارتفاع حرارة الرض استراتيجية عالمية للبطاء ‪ ،‬معهد مراقبة‬ ‫البيئة العالمية )ودرلدواتش( ‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫نوبة من الرياح العاتية ‪ ،‬وأحيانا السكون والهدوء ‪ .‬وهــي ذات تــأثير قــد‬ ‫يمتد لعدة ساعات مادامت الحرارة محتبسة ‪ ،‬وهنـاك تـأثير آخـر يسـببه‬ ‫ذلك الحتباس للحرارة فــي الغلف الجــوي وهــو أنــه يــؤثر علــى تحــرك‬ ‫الكتل الهوائية ‪ ،‬مما يؤدي لنحراف اتجــاه تلــك الكتــل الهوائيــة ليســبب‬ ‫أمطار شديدة مستمرة لعدة أيام ‪ ،‬أو برودة قارصــة لعــدة أيــام متتاليــة‬ ‫حسب وجود الكتلة الهوائية في المنطقة)‪.(16‬‬ ‫‪ -2‬تلوث الهواء بثاني أكسيد الكبريت وبأكسيد النيتروجين‬ ‫وأول أكسيد الكربون ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكبريت ‪:‬‬ ‫غاز ثاني أكسيد الكبريت غاز أكال ولذلك فهــو يعــد أخطــر عناصــر‬ ‫التلوث للهواء فوق المدن وحول محطات القوي والمنشآت الصــناعية ‪.‬‬ ‫وتحتوى أغلب أنواع الوقود مثل )الفحم – زيت البترول( على نســبة مــا‬ ‫من مركبات الكبريت في تكوينها ‪ .‬وعند إحراق هذا الوقــود يتأكســد مــا‬ ‫به من كبريت إلى ثاني أكسيد الكبريت الذى ينطلق في الهواء مصــاحبا ً‬ ‫غاز ثاني أكسيد الكربون)‪.(17‬‬ ‫يعتبر غاز ثاني أكسيد الكبريت أحــد العناصــر الرئيســة الــتي تســبب‬ ‫ظاهرة المطار الحمضية التي تتساقط أحيانا ً فــي بعــض المنــاطق فــي‬ ‫كثير من الدول ‪ ،‬ويتحد هذا الغاز تحت بعض الظروف الخاصة بأكسجين‬ ‫الهواء معطيا ُ غازا ً آخــر يعــرف باســم ثــالث أكســيد الكــبريت ‪ ،‬وعنــدما‬ ‫يذوب هذا الغاز في بخار الماء الموجود في الهواء يعطــي حمض ـا ً قوي ـا ً‬ ‫يعرف باسم حمض الكبريتيك ‪ ،‬وينتشر هذا الحمـض فـي الهــواء ويبقـي‬ ‫عالقا ً فيه على هيئة رزاز دقيق يشبه اليروسول ‪ ،‬ثم يتساقط بعد ذلــك‬ ‫على سطح الرض مع مياه المطار ‪ ،‬ومع الجليد فيلوث التربة ‪ ،‬ويلــوث‬ ‫النهــار والمحيطــات ‪ ،‬ويضــر بحيــاة مختلــف الكائنــات الحيــة بمــا فيهــا‬ ‫النسان ‪ .‬وقد يختلط هذا الغاز بالضباب الدخاني فــوق المــدن ويســبب‬ ‫أضرارا َ بالغة لسكان هذه المدن ويؤدي لوفاة المصابين منهــم بــأمراض‬ ‫الجهاز التنفسى)‪.(18‬‬ ‫بالضافة لذلك ‪ ،‬فالدلئل تشير إلى أن النباتــات أكــثر قابليــة للتعــرض‬ ‫للضرر بثاني أكسيد الكبريت من الحيوانات ‪ .‬فقد ثبت أنها تسبب أعراض ـا ً‬ ‫‪16‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫)( انظر‪:‬‬ ‫– ‪R. et G. Guglie Lmo, L'Energie Nucleaire et Les autres sources D'energie, profil Dossier (Economie – Sociologie‬‬ ‫‪Sciences sociales) p. 47.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬إحسان على محاسنه ‪ ،‬البيئة والصحة العامة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪ ،‬النسان والبيئة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫مثل قلة إنتاج المحاصيل وتبقيع الوراق ‪ ،‬علوة على ذلك فــإن ‪ ،‬الشــجار‬ ‫المخروطيــة تنمـو بصـعوبة أو قـد تمـوت فـي بعـض المنـاطق الزراعيـة ‪.‬‬ ‫وبذلك يمكن القول أن ثانى أكسيد الكبريت أحد أسباب النقص فــى إنتــاج‬ ‫المحاصيل الزراعية )‪.(19‬‬ ‫ب‪ -‬تلوث الهواء بأكاسيد النيتروجين ‪:‬‬

‫تحتوي أغلب أنواع الوقود على نسبة صغيرة من المركبات العضوية‬ ‫المحتوية على النيتروجين ‪ .‬وعنــد إحــراق هــذه النــواع )مثــل الفحــم أو‬ ‫المازوت في محطات القوي وغيرها من المنشآت الصناعية( ينتج بعض‬ ‫هذه الكاسيد ‪ .‬كما يتكون أكسيد النيتريك مــن إحــراق بعــض مقطــرات‬ ‫البترول مثل )السولر والجازولين في محركات السيارات والشاحنات (‬ ‫‪ .‬وتشترك أكاسيد النيتروجين مع غاز ثاني أكســيد الكـبريت فـي تكـوين‬ ‫المطار الحمضية ‪ ،‬بالضافة لذلك ‪ ،‬فعندما تصل تلك الكاسيد‬ ‫لطبقة الوزون الموجودة في طبقات الجو العليا ‪ ،‬والــتي تحمــي الرض‬ ‫من أضرار الشعة فوق البنفســجية التيــة مــن الشــمس ‪ ،‬فإنهــا تحــدث‬ ‫كثيرا ً من الضرر لهذه الطبقة وتؤدي لتفكك الوزون)‪ ،(20‬وسنتحدث عن‬ ‫تفصيل ذلك الخير فيما بعد‪.‬‬

‫جـ‪ -‬تلوث الهواء بغاز أول أكسيد الكربون ‪:‬‬

‫يتكون هذا الغاز نتيجة الكسدة غيــر الكاملــة للوقــود خصوص ـا ً فــي‬ ‫محركات السيارات ‪ .‬وعلى الرغم من أن نسبة هذا الغاز تقل كثيرا ً عن‬ ‫‪19‬‬

‫‪20‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬كنت ميلني ‪ ،‬ترجمة الشيباني على الغنودي ‪ ،‬بيولوجية التلوث ‪ ،‬معهد البيولوجيا ‪ ،‬دراسات في‬ ‫البيولوجية ‪ ،‬رقم ‪ ، 83‬الهيئة القومية للبحث العلمي ‪ ،‬الطبعة الولي ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1983 ،‬ص ‪.24‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫نسبة ثاني أكسيد الكربون إل أنه يتصف بسميته الشــديدة ‪ ،‬ويعتــبر مـن‬ ‫أخطر الغازات على صحة النسان ؛ فهــو يكــون مــع الــدم مركبـا ً صــلبا ً‬ ‫يقلل من كفاءة الدم في نقــل الوكســجين ‪ ،‬وعنــدما تزيــد كميتــه قليل ً‬ ‫فقد يتسبب في انسداد الوعية الدموية محدثا ً الوفــاة ‪ .‬وكــذلك يتــدخل‬ ‫هذا الغاز في عمل بعض النزيمات ويقلل من كفاءتها)‪.(21‬‬ ‫‪ -3‬تلوث الهواء بعادم السيارات وبالرصاص ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬تلوث الهواء بعادم السيارات ‪:‬‬ ‫تعاني المدن الكــبيرة بصــفة أساســية مــن ظــاهرة تســمي ظــاهرة‬ ‫الضباب الدخاني ‪ ،‬والذي يكون تكونه فــي الجــو نتيجــة احــتراق الوقــود‬ ‫)البنزين – السولر( في محركات السيارات احتراقا ً غير تام ‪ .‬مما‬ ‫يؤدي إلى أن غازات العادم التي تتكون من غــاز ثــاني أكســيد الكربــون‬ ‫وبخــار المـاء تكــون مصــحوبة عــادة بكميــة قليلــة مــن بعـض الجزيئــات‬ ‫العضوية التي لم تتأكسد أكسدة تامة ‪ ،‬بالضــافة لقــدر صــغير مــن غــاز‬ ‫أول أكسيد الكربون وبعـض أكاسـيد النيــتروجين ‪ .‬وعنـدما يتعـرض هــذا‬ ‫الخليط للشعة فوق البنفسجية التية من الشمس يحدث بيــن مكونــاته‬ ‫تفاعل كيميائي ضوئي ‪ ،‬ينتج عنــه تكــون الضــباب الــدخاني الــذي يبقــي‬ ‫معلقا ً في الهواء ‪ ،‬ويغلف الجو تماما ً ويسبب احتقان الغشية المخاطية‬ ‫ويدمع العيون ويثير السعال وقد يؤدي للختناق في بعض الحيان)‪.(22‬‬ ‫ب‪ -‬تلوث الهواء بالرصاص ‪:‬‬ ‫الرصاص هو أحد نواتج احـتراق الوقـود )البنزيـن – السـولر( داخـل‬ ‫محركات السيارات ‪ ،‬هو غير قابــل للتحلــل بيئيـا ً إذ يبقــي بــتركيز ثــابت‬ ‫يتزايد مع الزمن ومع استمرار انبعاثه يحدث تســمم خطيــر‪ .‬فالرصــاص‬ ‫يسبب الصابة بالتسمم الذى من أعراضه ‪ ،‬عدم القدرة على التركيز أو‬ ‫ســرعة الســتجابة ‪ ،‬شــحوب لــون الــوجه ‪ ،‬الشــعور بالرهــاق ‪ ،‬وعــدم‬ ‫القــدرة علــى بــذل جهــد شــاق ‪ ،‬اضــطراب الــدورة الدمويــة ومعــدلت‬ ‫التنفس ‪ ،‬كما يعد الرصاص من أخطر العناصر الملوثة للبيئية والذى لــه‬ ‫‪21‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬احسان على محاسنه ‪ ،‬البيئة والصحة العامة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪22‬‬

‫)( انظر‪ ،‬خلف الله حسن محمد ‪ ،‬يسري الجوهري ‪ ،‬الصحة والبيئة في التخطيط الطبي ‪ ، 1997 – 1417 ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫تأثيرا ً ضارا ً جدا ً بصحة النســان)‪ . (23‬وتأسيس ـا ً علــى مــا ســبق ‪ ،‬يمكــن‬ ‫القول بأن هناك العديــد مــن الضــرار النــاجمه عــن تلــوث الهــواء وهــى‬ ‫كالتى ‪:‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الضرار الناجمة عن تلوث الهواء ‪:‬‬ ‫وتتمثل في المطار الحمضية والخلل بطبقة الوزون ‪.‬‬ ‫‪ -1‬المطار الحمضية ‪:‬‬ ‫لقد ثبــت أن الســبب الرئيســي فــي تكــوين المطــار الحمضــية هــو‬ ‫محطات القوي والمراكز الصناعية الضخمة الـتي تنتشـر فـي كـثير مـن‬ ‫الدول ‪ .‬وتحــرق كميــات ضــخمة مــن الوقــود وتــدفع إلــى الهــواء يوميـا ً‬ ‫بكميــات هائلــة مــن الغــازات الحمضــية )مثــل ثــاني أكســيد الكــبريت ‪،‬‬ ‫كبريتيــد الهيــدروجين وأكاســيد النيــتروجين ‪ ، (...‬وتحمــل الريــاح هــذه‬ ‫الغازات من مكان لخر ‪ .‬وبذلك يمتــد تأثيرهــا وفعلهــا أحيانـا ً لمســافات‬ ‫بعيدة كل البعد عن المصدر الذي خرجت منه)‪.(24‬‬ ‫وتلك المطار تتعدد آثارها السلبية فهي عندما تســقط علــى ســطح‬ ‫الرض تتفاعل مع بعض مكونات التربة القلوية وتعادلها ‪ ،‬وتساعد علــى‬ ‫تفتيت كــثير مــن الصــخور ‪ ،‬وتــذيب عناصــر الكالســيوم الموجــودة فــي‬ ‫التربة وتحملها معها لميــاه النهــار‪ .‬وتــؤدي هــذه العمليــة لحــدوث عــدة‬ ‫أضرار وهي ‪-:‬‬ ‫نحر في التربــة ؛ ذوبــان بعــض الفلــزات الهامــة فــي ميــاه المطــار‬ ‫الحمضية يبعدها عن جذور النباتات ‪ .‬كمــا تــؤدي تلــك المطــار للضــرار‬ ‫بكثير من المجاري المائية المكشوفة والبحيرات المغلقة بصفة خاصـة ‪،‬‬ ‫وترتفع بذلك حموضة مياه هذه البحيرات ‪ ،‬فيؤدي ذلك للقضاء علــى مــا‬ ‫فيها من كائنات )كالسماك وخلفه( ‪ ،‬كما تؤثر تلك المطــار علــى ميــاه‬ ‫الشرب لتجعلها غير صالحه لستخدام الكائنات الحيــة لهـا دون أن تضــر‬ ‫بصحتها)‪.(25‬‬ ‫‪-2‬الضرار بطبقة الوزون ‪:‬‬

‫‪23‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬حمدى أبو النجا ‪ ،‬التلوث بالرصاص )المصادر – المخاطر – التحذيرات( ‪ ،‬مجلة البترول ‪ ،‬المجلد السادس‬ ‫‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬يوليو ‪ ، 1999‬ص ‪.26‬‬ ‫)( انظر‪ ،‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد ‪ ،‬التربية البيئية ‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع ‪ ،‬دائرة المعارف ‪ ،‬ص ‪. 445‬‬ ‫)( انظر ‪،‬‬ ‫‪A. Lesser (Dan), Enviromental Economics and Policy, (Addison – New York – England), p. 17.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫سبق الشارة إلى أن من أهم الضرار الناشئة عن الكاسيد الناتجــة‬ ‫عن احتراق الوقود هو ثقب طبقة الوزون ‪ ،‬ونتج عن ثقب تلــك الطبقــة‬ ‫الكثير من الضرار بالحياة على الرض ‪ ،‬ســواء كــانت بالنســبة للنســان‬ ‫والحيوان والنباتات)‪.(26‬‬ ‫فبالنسبة للنسان يؤدي وصول الشعة الناتجة عن ثقب طبقة‬ ‫الوزون إلى انتشار مــرض ســرطان الجلــد ‪ ،‬والتــأثير الــوراثى )حــدوث‬ ‫تلف في الحمض النووي ‪ ، ( D.N.A‬حدوث المياه البيضاء )الكتاركت(‬ ‫في العيون ‪ ،‬حدوث أمراض متعددة بالجهاز التنفسي والزمات الصدرية‬ ‫‪ ،‬النزلت الشعبية ‪ ،‬ضعف الجهاز المناعي‪ ،‬وأمراض القلب والسرطان‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للحيوان يؤدي ثقب طبقة الوزون إلى إصابة الثروة‬ ‫الحيوانيــة بــالمراض ‪ ،‬حيــث يمتــد التلــوث للعشــاب والزراعــات الــتي‬ ‫تتغذى عليهـا الحيوانــات ‪ ،‬ممـا يلحـق الضـرر بـالثروة الحيوانيـة أيضـا ً ‪،‬‬ ‫فانتشــار المجاعــات لــن يقتصــر علــى غــذاء النســان فقــط بــل أيض ـا ً‬ ‫الحيوان‪.‬‬ ‫كما يؤثر على الثروة السمكية ‪ ،‬ويسبب هلك يرقات السماك التي‬ ‫تعيش قريبا ً من سطح ماء المحيطات والنهار‪.‬‬ ‫كما يؤثر ثقب الوزون على النباتات ‪ :‬حيث يؤدي لنقص‬ ‫المحاصيل الزراعية من النباتــات الحساســة للشــعة كــالقطن ‪ ،‬وبعــض‬ ‫النباتات التي ثبت توقفها عن عمليات بناء النســجة فــي ثلــثي النباتــات‬ ‫محل التجربة ‪ .‬وهذا يعني أن تســرب الشــعة فــوق البنفســجية سيضــر‬ ‫بالمحاصيل ‪ ،‬وسيقلل غلتها وإنتاجها ‪ ،‬ويلحق الضرر بكثير منها‪.‬‬ ‫مما سبق نجد أن مخاطر تلوث الهوائي تمتد لتشــمل كافــة جــوانب‬ ‫الحياة على سطح الرض‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬التلوث المائي‪:‬‬ ‫يساهم النفط بصورة كبيرة في حدوث التلوث المائي فهناك العديد‬ ‫من الضرار الناتجة عن تلوث الماء بزيت البــترول ‪ .‬ومنهــا ظهــور آثــار‬ ‫ســامة فــي منطقــة الحــادث نتيجــة بعــض العناصــر الثقيلــة )كــالزئبق ‪،‬‬ ‫والرصاص ‪ ،‬الكادميوم( ‪،‬وقيام الرياح وحركة المــواج بــدفع أجــزاء مــن‬ ‫بقعة الزيت نحــو الشــواطئ المقابلــة لمنطقــة الحــادث فتلــوث رمالهــا‬ ‫وتحيلهــا لمنطقــة عديمــة النفــع والفائــدة ‪ .‬كمــا تعتــبر أيض ـا ً النفايــات‬ ‫والمخلفات البترولية التي تلقيها ناقلت البترول في البحار أثنــاء ســيرها‬ ‫‪26‬‬

‫)( انظر في تفصيل ذلك ‪ ،‬زين الدين عبد المقصود ‪ ،‬البيئة والنسان )دراسة في مشكلت النسان مع بيئته ‪،‬‬ ‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 208‬ومايليها‪ .‬وفي نفس المعني‪ ،‬عبدالحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪) ،‬النسان والبيئة( ‪،‬‬ ‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 124‬ومايليها‪.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫فيها من أهم أسباب تلوث المياه بزيت البترول ‪ ،‬ذلك الخير الذي يؤدي‬ ‫للعديد من الضرار البيئية)‪.(27‬‬

‫المطلب الثاني‬ ‫التأثيرات السلبية على القتصاد‬ ‫مما لشك فيه أن ‪ ،‬تحقيق التوازن القتصادي من أهم أهداف‬ ‫السياسة القتصادية في الدول النامية والمتقدمة ‪ .‬ولما كانت المحصلة‬ ‫النهائية للتوازن القتصادي تتمثل في التعادل بين إشباع حاجات المجتمع‬ ‫من ناحية وإنتاجه من ناحية أخري ‪ ،‬وكان التوازن البيئى يتحقق بتفاعل‬ ‫النسان مع البيئة لشباع حاجاته )كما سبق ذكره آنفا ً في تعريف البيئة( ‪.‬‬ ‫وتلك هى المحصلة المنطقية للثار الجانبية للتنمية وقدرة البيئة على‬ ‫استيعابها لهذه الثار مما يبرز العلقة الوثيقة بين التوازن البيئي‬ ‫والقتصادي أو )الستقرار القتصادي( )‪.(28‬‬ ‫ويمكن إبراز أوجه تلك العلقة في النقاط التالية)‪-: (29‬‬ ‫‪ -1‬تعد كل صورة من صور التلوث التي سبق الشارة إليها في المطلب‬ ‫ـاـــم اليكوـلـوــجي للبيئــةـ ‪ ،‬تــؤـدي‬ ‫النظ‬ ‫ـدـــث إخلل ً ـفـيــ ـ‬ ‫تح‬ ‫ـدـــمة ـ‬ ‫الول)‪ ،(30‬ـص‬ ‫للخلل بالتوازن البيئي ‪ ،‬يتزايد هذا الخلل بتزايد الملوثات المنبعثة ‪.‬‬ ‫وعلى نحو قاطع فإن التوازن يتدهور كلما حدث زيادة لكمية التلوث‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحقيق التوازن القتصادي كهدف رئيسي لكل السياسات القتصادية‬ ‫يستلزم المحافظة على الخصائص الطبيعية لموارد البيئة ‪ ،‬أو تنمية هذه‬ ‫الخصائص دون إحداث تدهور لفاعليتها في المستقبل ‪ .‬وذلك يؤكد‬ ‫الرتباط الوثيق بين نوعي التوازن )القتصادي والبيئي( ‪ ،‬ويبرز مدي‬ ‫التدهور القتصادي الناتج عن التدهور البيئي الذي يحدثه استخدام أنواع‬ ‫الوقود الحفري)‪.(31‬‬ ‫‪ -3‬بالضافة لذلك فإن ‪ ،‬السياسات القتصادية الساعية لتحقيق النمو‬ ‫والتوازن البيئي ‪ ،‬تلك السياسات الساعية بجهودها لتحقيق إشباع‬ ‫الحاجات الحاضرة دون تدمير أو تشويه لقدرة وإمكانة الجيال المقبلة‬ ‫على تحقيق إشباع حاجاتها ‪ .‬فجهود هذه التنمية هي الوحيدة القادرة على‬ ‫تحقيق المعادلة الصعبة بين النمو القتصادي والتوازن البيئي‪.‬‬ ‫وبعد إبراز العلقة بين التوازن البيئي والتوازن القتصادي ‪ .‬تجدر‬ ‫الشارة إلى ‪ ،‬النعكاسات القتصادية للثار السلبيه لستخدام الوقود‬ ‫الحفرى على البيئه ‪ ،‬وتلك المتأثرة بالتغيرات القتصادية التي طرأت‬ ‫على ذلك النوع من الطاقة مثل ارتفاع سعره وقرب نضوب موارده‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬صلح هاشم ‪ ،‬المسئولية عند المساس بسلمة البيئة البحرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1991 ،‬ص ‪.21‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬عبد الله الصعيدي ‪ ،‬النمو القتصادي والتوازن البيئي )تقييم أثر النشاط القتصادي على البيئة(‪ ،‬المرجع‬ ‫السابق ‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫)( المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 156‬ومايليها ‪.‬‬ ‫)( راجع المطلب الول‪.‬‬ ‫)( راجع المطلب الول‪.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫]انظر جدول)‪، [(1‬وعلى الخص البترول كمصدر للطاقة التجارية ‪ ] .‬أنظر‬ ‫الشكل )‪[ (3‬‬ ‫أول ً ‪ :‬النعكاسات القتصاديه للتلوث البيئى ‪:‬‬ ‫يسبب تلوث البيئة الناتج عن استخدام أنواع الوقود الحفري )البترول‬ ‫– النفط ‪ -‬الغاز( ‪ ،‬العديد من المراض مما يمثل إهدارا ً لهم عنصر من‬ ‫عناصر النتاج وهو العنصر البشري ‪ ،‬بالضافة لهدار جانب من موارد‬ ‫الدولة للنفاق على علج ذلك العنصر من تلك المراض ‪ ،‬وإلى جانب ذلك‬ ‫إهدار أهم مورد من الموارد الطبيعية ‪ ،‬وهي خصوبة التربة )الثروة‬ ‫النباتية( والثروة المائية والحيوانية‪ .‬وفيما يلي تفصيل تلك الجوانب ‪.‬‬ ‫‪ -1‬الضرار بالعنصر البشري ونفقات الدولة ‪:‬‬ ‫من أهم صور الستثمار هو الستثمار في العنصر البشري ‪ .‬ولكن‬ ‫هناك آفة تأكل عماد ذلك الستثمار وهي المرض الذي يعد الن من أحد‬ ‫أسبابه التلوث ‪ .‬فقد ذكرنا آنفا ً أن التلوث يسبب العديد من المراض‬ ‫للنسان‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك نجد أننا نفقد أهم الخصائص القتصادية المؤثرة في‬ ‫الستثمار وخاصة في ظل اقتصاد يعتمد على جودة عنصر التنمية‬ ‫البشرية وهو " قوة العمالة المدربة والماهرةً " ‪ ،‬التي ليمكن تحقيقها في‬ ‫عامل يعاني من العديد من المراض ‪ ،‬فمدي جذب الستثمارات الجنبية‬ ‫يعتمد على مدي كفاءة العمالة وإنتاجيتها ‪ ،‬فكلما زادت الخيرة كان ذلك‬ ‫مدعاة لجذب مزيد من الستثمارات والعكس بالعكس)‪.(32‬‬ ‫ذلك على المستوي الدولي ‪ ،‬وهناك تأثيرات سلبية على المستوي‬ ‫المحلي فتغيب العامل عن العمل وانخفاض مستوى إنتاجيته يؤثر سلبا ً‬ ‫أيضا ً على نفقات المشروع المحلي ‪ ،‬بالضافة لنخفاض مستوي معيشة‬ ‫العامل بسبب ذهاب جانب كبير من دخله للنفاق على علج نفسه‪.‬‬ ‫ذلك بالنسبة للعنصر البشري أما بالنسبة للدولة فالعلج الذي‬ ‫يحتاجه المرضي يؤدي لتحمل الدولة والشخاص القتصادية بها لنفقات‬ ‫كان يمكن أن تستخدم في جوانب اقتصادية أخري ‪ .‬بالضافة للنفقات‬ ‫المخصصة لعلج المياه الملوثة وإزالة الملوثات منها حتى تصبح صالحة‬ ‫للستهلك أو حتى للغراض النتاجية ؛ )كالنفقات اللزمة لتنقية الهواء‬ ‫وخفض تركز الكاسيد والغازات الملوثة له ‪ ،‬النفقات اللزم تحملها‬ ‫نفقـاــت الدوـلـةـ‬ ‫ـمــــل ـ‬ ‫تش‬ ‫عامـةــ)‪ .(33‬وبــذـلك ـ‬ ‫ـفـــة ـ‬ ‫بص‬ ‫مســــوي التـلـوــث ـ‬ ‫لخفـضــ ــت‬ ‫ـ‬ ‫نفقات علج ما حدث وإصلحه ونفقات دواء ‪.‬‬ ‫وما يجدر الشارة إليه أن النفقات السابقة ترتب بدورها آثارا ً‬ ‫اقتصادية خطيرة على نفقة النتاج وأنماطه ‪ ،‬وكذلك الثمان النسبية‬ ‫للمنتجات مما ينعكس ولشك على التجارة الخارجية للدولة سواء كانت‬ ‫صادرت أو واردات)‪. (34‬‬ ‫‪32‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬مصطفى عز العرب ‪ ،‬التستثمارات الجنبية )دراتسة مقارنة لتحديد مركز مصر التنافسي( ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر دور التستثمار‬ ‫الخاص في تحقيق أهداف التنمية ‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي الثالث عشر للتقتصاديين المصريين ‪ ،‬القاهرة ‪ 26 – 24 ،‬نوفمبر ‪ ، 1988‬ص‬ ‫‪.102‬‬

‫‪33‬‬

‫)( انظر‪ ،‬السيد احمد عبد الخالق ‪ ،‬السياتسات البيئية والتجارة الدولية )دراتسة تحليلية للتأثير المتبادل بين السياتسات البيئية والتجارة الدولية ( ‪،‬‬ ‫الطبعة الثانية ‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫)( انظر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪34‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ -2‬الضرار بالموارد الطبيعية )الثروة المائية – الحيوانية –‬ ‫النباتية( ‪:‬‬ ‫من الجدير بالذكر أن من بين المحددات القتصادية للستثمار هو قوة‬ ‫القتصاد القومي واحتمالت تقدمه)‪ .(35‬ومن أهم المؤشرات للحكم على‬ ‫ذلك هو معدل نمو عناصر النتاج)‪ ،(36‬والتي من بينها الطبيعة ‪ ،‬وهي تشمل‬ ‫)عنصر الرض( ؛ أى كافة الظروف الطبيعية المحيطة بالنسان والتي‬ ‫تؤثر في نشاطه القتصادي ‪ ،‬من حيث المناخ والموقع الجغرافي ومدي‬ ‫توافر المواد الولية اللزمة للنتاج ‪ .‬ولهذا يعتبر من هذا العنصر مايحويه‬ ‫باطن الرض من معادن وقوى النتاج الزراعي ‪ ،‬وموارد الطاقة‬ ‫الموجودة في باطن الرض كالفحم والبترول أو على سطحها كإنحدرات‬ ‫المياه وأشعة الشمس)‪.(37‬‬ ‫من التعريف السابق يبرز لنا مدي أهمية عنصر الرض بالنسبة لعملية‬ ‫النتاج ‪ ،‬وقد ذكرنا آنفا ً مدي الضرر الذى يلحق بها نتيجة استخدام الوقود‬ ‫الحفري من فقدان لصلحيتها للزراعة والضرار بالنباتات التي تخرج منها‬ ‫)‪(38‬‬ ‫بسبب التلوث الهوائي والمائي‬ ‫أما بالنسبة للثروة المائية ‪ ،‬فنجد أن البيئة البحرية لها أهمية‬ ‫اقتصادية كبيرة من بينها أنها ‪ ،‬مصدر للغذاء ‪ ،‬والطاقة ‪ ،‬ومصدر للمياه‬ ‫العزبة التي هي سر الحياة على كوكب الرض)‪ .(39‬وقد تناولنا مدي الضرر‬ ‫الذي يلحق بها نتيجة استخدام الوقود الحفرى)‪ ،(40‬ونتيجة لذلك تفقد‬ ‫الدورة القتصادية القدرة على الستفادة من ذلك المورد الهام‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للثروة الحيوانية فقد ذكرنا آنفا ً أن التلوث سيمتد‬ ‫للعشاب التي تتغذي عليها الحيوانات أيضا ً مما يؤدي لفقدان الثروة‬ ‫الحيوانية)‪.(41‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬تأثر القتصاد بانهيار مصادر الطاقة التجارية ‪:‬‬ ‫يتمثل النهيار الذي أصاب مصادر الطاقة غير المتجددة في قرب‬ ‫نضوب مصادرها ‪ ،‬وبالتالي ارتفاع أسعارها نتيجة لذلك كما سبق الشاره‬ ‫للبترول كمثال ] انظر الشكل )‪ .[ (3‬ومن هنا حدث العديد من‬ ‫الضطرابات في نسبة الطلب على تلك الطاقة ‪ ،‬وكذلك سعر صرف‬ ‫عملت بعض الدول ‪ ،‬وميزان المدفوعات ‪ ،‬بالضافة لعادة هيكلة بعض‬ ‫الدول لسواقها من حيث الصادرات والواردات المتعلقة بذلك القطاع‬ ‫]قطاع الطاقة[ ‪ .‬وسيلي تفصيل ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -1‬بالنسبة للطلب على الطاقة التجارية ‪:‬‬ ‫الطاقة مثلها مثل أي سلعة اقتصادية في السوق من العوامل‬ ‫المحددة للطلب عليها هو سعرها ‪ .‬وبالتالي يمكن القول بأن ‪ ،‬ارتفاع‬ ‫أسعار الطاقة يؤدي لنخفاض نسبة الطلب عليها ‪ ،‬وانخفاض سعرها‬ ‫يؤدي لرتفاع نسبة الطلب عليها ‪ .‬ولكن ذلك يتوقف على عاملين الول‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬

‫)( انظر‪ ،‬مصطفى عز العرب‪ ،‬التستثمارات الجنبية )دراتسة مقارنة لتحديد مركز مصر التنافسي(‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬عبد الهادي على النجار ‪ ،‬أصول علم التقتصاد )دراتسة في أتسلوب أداء التقتصاد الرأتسمالي من خلل التحليل التقتصادي الوحدي‬ ‫والكلي( ‪ ،‬مكتبة الجلء الجديدة ‪ ،‬الطبعة السادتسة ‪ ، 1999 ،1998 ،‬ص ‪.261‬‬ ‫)( راجع ‪ ،‬المطلب الول‪.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬صل ح هاشم ‪ ،‬المسئولية الدولية عن المساس بسلمة البيئة البحرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1991 ،‬ص ‪ 22‬ومايليها‪.‬‬ ‫)( راجع ‪ ،‬المطلب الول‪.‬‬ ‫)( راجع ‪ ،‬المطلب الول‪.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ :‬وجود بديل لتلك الطاقة‪ .‬الثاني ‪ :‬مرونة الطلب السعرية وذلك يتوقف‬ ‫على العامل الول وهو مدي كمال البديل)‪.(42‬‬ ‫وبتطبيق ذلك على الواقع العملي نجد أنه ‪ ،‬نتيجة لزيادة‬ ‫أسعار النفط ‪ ،‬فإنه تم التوجه للبحث عن مصدر للطاقة بديل للطاقة‬ ‫التجارية ‪ ،‬ولذلك زاد الطلب على الوقود الحيوي كبديل لتوفير الطاقة ‪.‬‬ ‫ولشك أن الطلب القوي على الوقود الحيوي هو نتيجة ليس فقط لرتفاع‬ ‫أسعار الطاقة التجارية ‪ ،‬ولكن لتزايد الهتمام بالتغيرات المناخية العالمية‬ ‫أيضا ً)‪.(43‬‬ ‫وتأسيسا ً على ذلك فإن ‪ ،‬الدول النامية التي لها ميزات تنافسية في‬ ‫إنتاج الوقود الحيوي مثل البرازيل بالنسبة لنتاج مادة الثيانول من قصب‬ ‫السكر بدأت في تطوير إنتاجها المحلي ‪ ،‬والحد من قابلية النفاذ‬ ‫لسواقها من خلل السياسات الهادفة إلى توفير الدعم لمنتجيهم ووضع‬ ‫رسوم حمائية عالية على الواردات ‪ .‬وكذلك زاد الهتمام المرتبط‬ ‫بالستخدامات التنافسية للراضي من ناحية إنتاج الغذية والعلف‬ ‫والوقود الحيوي)‪.(44‬‬ ‫فعلى سبيل المثال ‪ :‬فقد حلت الراضي التي تنتج الذرة في‬ ‫الوليات المتحدة محل الراضي التي تنتج فول الصويا ‪ ،‬المر الذى أدي‬ ‫لزيادة السعار بحده في منتصف عام ‪ ، 2006‬وهذا بدوره أدي لرتفاع‬ ‫أسعار العلف واللحوم ‪ ،‬مما يترتب على ذلك من تأثيرات كبيرة على‬ ‫الدول النامية المستوردة للغذاء)‪.(45‬‬ ‫وبذلك نرى أثر ارتفاع أسعار الطاقة التجارية على تحول الدول‬ ‫للبدائل ‪ ،‬بالضافة لتحكمه في أدوات السياسات التجارية التي تستخدمها‬ ‫الدول فيما يتعلق بالموارد المتعلقة بإنتاج الطاقة ‪ ،‬وأثر ذلك على الدول‬ ‫الخري‪.‬‬ ‫‪ -2‬الثر بالنسبة لميزان المدفوعات والستثمار في قطاع‬ ‫الطاقة ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬بالنسبة لميزان المدفوعات ‪:‬‬ ‫ميزان المدفوعات ‪ ،‬هو سجل شامل تسجل فيه قيمة كافة‬ ‫المعاملت القتصادية والمالية التي تتم بين المقيمين في الدولة‬ ‫والمقيمين في الخارج خلل مدة معينة)‪ .(46‬من ذلك التعريف نجد أن ذلك‬ ‫الميزان يسجل فيه التعاملت الدولية للدولة على الصادرات والواردات‪.‬‬ ‫وما يجدر الشارة إليه أن ‪ ،‬المعاملت في قطاع الطاقة تسجل في‬ ‫ـلــ‬ ‫ـمـــى بميـزـان المعـاــملت الجاريـةـ)‪ ،(47‬وفـي ـ داخ‬ ‫جانب من تلـكـ الميـزـان يس‬ ‫ذلك الجانب مايسمي بجانب المعاملت المنظورة يشمل قيم الصادرات‬ ‫والواردات السلعية التي تتم بين المقيمين وغير المقيمين ‪ ،‬ويطلق على‬ ‫ناتج هذه المعاملت )الميزان التجاري ‪ ، (Balance of Trade‬إذ تسجل كافة‬ ‫المعاملت التي تولد حقا ً للدولة بالحصول على نقد أجنبي كمتحصلت ‪،‬‬ ‫في حين تسجل كافة المعاملت التي تولد إلتزاما ً على الدولة بدفع نقد‬ ‫‪42‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬محمد محروس إسماعيل ‪ ،‬اقتصاديات البترول والطاقة ‪ ،‬دار الجامعات المصرية ‪ ،‬الطبعة الولي ‪1998 ،‬‬ ‫‪ ،‬ص ‪.18‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬محمد وجيه الدكروري ‪ ،‬مخاوف الكساد العالمي الكبير ‪ ،‬مقال بالهرام ‪ ،‬السبت ‪ 1‬مارس ‪ ، 2008‬ص ‪.21‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬محمد وجيه دكروري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬نفس الموضع‪.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬محمد وجيه دكروري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬الموضع السابق‪.‬‬ ‫)( انظر في ذلك المعني‪،‬عبد الناصر محمد حسين‪ ،‬محاضرات في العلقات القتصادية الدولية ‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬محمد محروس إسماعيل ‪ ،‬اقتصاديات البترول والطاقة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫أجنبي في جانب المدفوعات ‪ ،‬ومن ثم لو كانت حصيلة الولي أكبر من‬ ‫الثانية اعتبر الميزان التجاري يحقق فائضا ً والعكس لو زادت الخيرة‬ ‫على الولي اعتبر ذلك الميزان محققا ً لعجز)‪.(48‬‬ ‫وبتطبيق ذلك على قطاع الطاقة يتضح أنه ‪ ،‬في التقرير الخير لوكالة‬ ‫الطاقة الدولية أعلنت فيه أن الطلب العالمي على البترول سيقل عن‬ ‫المتوقع خلل العام الحالي ‪ ،‬بسبب تباطؤ النمو القتصادي في الدول‬ ‫ـيـــة)‪ ،(49‬وعنــدـ تحليــلـ ذـلـكـ‬ ‫قياس‬ ‫لمســــويات ـ‬ ‫ـعـــار ــت‬ ‫الس‬ ‫وارتفـاــع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـنـــاعية ‪،‬‬ ‫الص‬ ‫ـ‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بما سبق ذكره آنفا من رد فعل بعض الدول على ارتفاع أسعار‬ ‫النفط والتحول لمصادر الطاقة البديلة نلحظ التي ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬ارتفاع أسعار البترول سيؤثر على ميزان المدفوعات في الدول المصدرة‬ ‫للبترول ‪ ،‬وذلك لنه بانخفاض الطلب على منتجات النفط ‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫يعنى أن الدول ستخسر إحدي مصادر صادراتها مما يؤدي لنخفاض جانب‬ ‫المتحصلت في تلك الدول ‪ .‬بالضافة لرتفاع جانب المدفوعات ؛ نتيجة‬ ‫لن هذه الدول ستكون مضطره مع استمرار نضوب مصادر الطاقة‬ ‫التجارية عندها لستيراد الوقود الحيوي من الدول الخرى ‪ .‬مما يؤدي‬ ‫لرتفاع جانب المدفوعات في ميزان تلك الدولة مما يؤثر بالسلب عليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬بالنسبة للدول النامية المستوردة للغذاء نجد أن ‪ ،‬تلك الدول ستعاني‬ ‫أيضا ً من ارتفاع في جانب مدفوعاتها ‪ ،‬بسبب ارتفاع أسعار الغذاء الذي‬ ‫ستقوم باستيراده من الدول الخرى )الذي تستخدم بعض مصادره في‬ ‫إنتاج الوقود الحيوي كمصدر للطاقة (‪ ،‬بالضافة لحتكار تلك الدول لنتاج‬ ‫بعض الحبوب مثل القمح مما يزيد موقف الدول المستوردة سوءا ً‪.‬‬ ‫‪ -3‬ونتيجة لما سبق نجد أن ‪ ،‬ارتفاع أسعار النفط سيؤدي لعادة هيكلة‬ ‫ميزان المدفوعات في الدول‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أما بالنسبة للستثمار ‪:‬‬ ‫مما سبق نجد أن ‪ ،‬ذلك التحول في أسعار النفط وما أدي إليه من‬ ‫تحولت اقتصادية سيؤدي لعادة هيكلة قطاع الستثمار في الطاقة ‪،‬‬ ‫ليصبح الستثمار في إنتاج الوقود الحيوي المتجدد من المخلفات من‬ ‫المشاريع المكسبة للغاية ‪ .‬والتي سيكون مستقبل الستثمار فيها كما‬ ‫سنري لحقا ً ‪.‬‬ ‫وبذلك يحل الستثمار في جانب الوقود الحيوي ) الطاقة المتجدده (‬ ‫محل الستثمار في مصادر الطاقة التجارية‪.‬‬ ‫‪ -3‬بالنسبة لسعر الصرف ‪:‬‬ ‫سعر الصرف هو عدد وحدات النقد الجنبي التي تساوي وحدة‬ ‫واحدة من النقد الوطني ‪ ،‬أو عدد وحدات النقد الوطني التي تساوي‬ ‫وحدة واحدة من النقد الجنبي‪ .‬فهو ثمن نسبى لثمن عملة دولة مقومة‬ ‫بعملت دول أخري ‪ .‬وهو يتأثر في تحديده بالطلب على السلع والخدمات‬ ‫وتحركات رأس المال والعمالة بين الدول المختلفة ‪ .‬فالعملة ل تطلب‬ ‫لذاتها وإنما تطلب لحاجة تتمثل في استخدام القوة الشرائية التي تمثلها‬ ‫ولخدمات يكون الطالب في حاجة إليها من سوق هذه العملة)‪.(50‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬السيد أحمد عبد الخالق ‪ ،‬القتصاد السياسي الدولي ‪ ،‬والسياسات القتصادية العالمية ‪ ،2006 ،‬ص ‪.104‬‬ ‫)( انظر في ذلك ‪ ،‬مقال جريدة الهرام ‪ ،‬الربعاء ‪ 12‬مارس ‪ ، 2008‬ص ‪.4‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬السيد أحمد عبد الخالق ‪ ،‬القتصاد السياسي الدولي ‪ ،‬والسياسات القتصادية العالمية ‪ ،‬المرجع السابق‬ ‫‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫وبتطبيق ذلك على قطاع الطاقة نصل للملحظات التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ارتفاع أسعار النفط وما لحق بها من آثار اقتصادية آنفة الذكر ‪ ،‬يؤدي‬ ‫لنخفاض الطلب على عملت الدول النفطية التي تعتمد في اقتصاديات‬ ‫صادراتها على النقط ‪ ،‬مما يؤدي لنخفاض سعر صرف عملت تلك‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫‪ -2‬ارتفاع سعر صرف عملت الدول المصدرة للغذاء ؛ نتيجة ارتفاع مستوي‬ ‫الطلب على المنتجات الغذائية لها سواء لستخدامها في الغذاء أو‬ ‫لستخدامها في إنتاج الطاقة‪.‬‬ ‫والدليل على ذلك انهيار سعر الدولر أمام اليورو كنتيجة لرتفاع‬ ‫اسعار البترول بصورة قياسية)‪.(51‬‬ ‫ومما سبق نجد أن ‪ ،‬أسعار النفط قد أحدثت تغيرا ً في هيكل النتاج‬ ‫القومي ‪ ،‬حيث كان من المعروف أن العتماد على الطاقة يكون أكثر في‬ ‫الدول الصناعية ‪ ،‬وكان الستثمار في مجال الصناعات النفطية هو‬ ‫الساس ‪ .‬ولكن في الونة الخيرة فقد أزداد الهتمام المرتبط‬ ‫بالستخدامات التنافسية للراضي من ناحية إنتاج الغذية والعلف‬ ‫الوقود الحيوي ‪ ،‬وبذلك يمكن القول بأن ‪ ،‬ارتفاع أسعار النفط قد قلبت‬ ‫هيكل النتاج والستثمار رأسا ً على عقب لتحل دول محل أخري في‬ ‫مجال استثمارات الطاقة‪ .‬ول يمكن إغفال أن كل ذلك السعي من جانب‬ ‫الدول المختلفة ماهو إل وسيلة لتحقيق تنميتها القتصادية ‪ ،‬وتعزيز قدرة‬ ‫أجيالها المستقبلية علي مواصلة التنمية وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫‪51‬‬

‫)( انظر لمزيد من التفصيل ‪ ،‬جريدة الهرام ‪ ،‬الربعاء ‪ 12‬مارس ‪ ، 2008‬ص ‪.4‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫مدي كفاءة الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية‬ ‫وبذلك يمكن القول بأن ‪ ،‬نضوب مصادر الطاقة غير المتجددة علــى‬ ‫النحو السابق سيؤثر سلبا ً على دخل الدول التي تعتمد بصورة أساســية‬ ‫في صادراتها على تلك الطاقة ‪ .‬بالضافة لذلك فأنه سيخلق فجــوة بيــن‬ ‫الدول ليجعل هناك دول تملك كل شــئ وأخــري ل تملــك شــيئا ً ‪ .‬لتظــل‬ ‫دول دائما ً مصدرة للطاقة والغذاء وأخري مســتوردة ممــا يخلــق ســوقا ً‬ ‫احتكاريــة والخيــار الوحيــد هــو البــدء فــورا ً للتحــول لمصــادر الطاقــة‬ ‫المتجددة طويلة البقاء)‪. (52‬‬ ‫كما أن التأثرات البيئية ترتبط بالمصادر المســتخدمة لنتــاج الطاقــة‬ ‫ارتباطا ً وثيقا ً ‪ ،‬ولذلك وفي ظل التجاهات العالمية للحفاظ على البيئــة‬ ‫‪ ،‬فإن المصادر الطبيعية تلعب دورا ً فعال ً في الحفاظ علــى البيئــة ممــا‬ ‫يجعل هنــاك تغييــرا ً فــي أســعار تلــك المنتجــات وإعــادة هيكلــة أســواق‬ ‫الطاقة)‪.(53‬‬ ‫ولذلك سنقوم من خلل ذلك المبحث بتناول صور الطاقة المتجددة‬ ‫الــتي يمكــن أن تحــل محــل المصــادر غيــر المتجــددة للطاقــة ونحــاول‬ ‫التعرف على الشكاليات القتصادية لستخدامها‪.‬‬ ‫وذلك من خلل المطلبين التاليين ‪:‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬صور الطاقة المتجددة والبيئة‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الطاقة المتجددة والتنمية القتصادية ‪.‬‬ ‫على التفصيل التالي‪.‬‬

‫المطلب الول‬

‫‪52‬‬

‫)( انظر ‪،‬‬

‫‪G. Leach, L. jarass, Energy and Growth, Butter wortns London, p. 24.‬‬ ‫وفي نفس المعني ‪ ،‬كريستوفر فلفين ‪ ،‬ترجمة سيد رمضان هدارة ‪ ،‬ارتفاع حرارة الرض استراتيجية عالمية للبطاء ‪،‬‬ ‫معهد مراقبة البيئة العالمية ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪ () 53‬انظر ‪،‬‬ ‫‪A. Lesser (jon) E. Dodds (Dan.), Enviromental Economics and Policy, op. cit. p. 17.‬‬ ‫وفي نفس المعني ‪ ،‬محمد إبراهيم حسن ‪ ،‬البيئة والتلوث ‪ ،‬مركز السكندرية ‪ ،‬للكتاب ‪ ، 1997 ،‬ص ‪.263‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫صور الطاقة المتجددة والبيئة‬ ‫فى البداية تجدر الشارة لتعريف الطاقة المتجددة ‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫مصادر طبيعية دائمة وغير ناضبة ومتوفرة في الطبيعة و متجددة‬ ‫باستمرار ‪ ،‬وهي نظيفة ل ينتج عن استخدامها تلوث بيئي ‪ .‬تتعدد صور‬ ‫مصادر الطاقة المتجددة من وقود حيوي ومصادر أخري متجددة مثل‬ ‫الطاقة الشمسية والنووية والرياح ‪ ...‬إلخ" ‪ .‬وهي مكملة لبعضها وليست‬ ‫متنافسة وذلك في إطار التنمية المستدامة والتي يمكن أن تسهم في‬ ‫حل الكثير من مشاكل العالم ‪ .‬وسيلي تفصيل كيف أن تلك المصادر‬ ‫)‪(54‬‬ ‫النظيفة للطاقة ستحل محل المصادر الخري للطاقة التجارية ‪.‬‬ ‫أهم ما يميز استخدام مصادر الطاقة المتجددة ‪ ،‬هوتفادي استخدامها‬ ‫لصور التلوث المحدثه من قبل مصادر الطاقة التجارية ‪ .‬وسنتناول كل ً‬ ‫منها على حدة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الطاقة الشمسية ‪:‬‬ ‫تعتبر الطاقة الشمسية الناتجة من تعرض الرض للشمس هي‬ ‫الطاقة الجاهزة للجنس البشري وخاصة الطاقة الكهرومغناطيسية ‪،‬‬ ‫على الرغم من أن هذه الطاقة لتستخدم على نطاق واسع إل أنه هناك‬ ‫أبحاث مستمرة تنظم الستخدام القتصادى لحصاد الطاقة الشمسية‬ ‫كمصدر رئيسي للوقود ‪ ،‬وخاصة التسخين والتبريد للمباني ‪ .‬وتتبلور فائدة‬ ‫الطاقة الشمسية في أنها غير ملوثة للبيئة ‪ ،‬ول تنتهي أو تنفد ويمكن‬ ‫العتماد عليها كوحدة طليقة لي استخدام)‪. (55‬‬ ‫ويمكن تحويل الطاقة الشمسية لطاقة كهربائية أو شمسية كيميائية‬ ‫لنتاج خليا كهربائية ‪ ،‬أو حرارية لمتصاص أشعة الشمس وتحويلها لطاقة‬ ‫حرارية كفائتها ‪. (56)%100‬‬ ‫ويمكن استخدام الطاقة الشمسية في تطوير أنظمة التكييف‬ ‫والتبريد مما يساعد على خدمة العديد من المناطق الزراعية والصناعية‬ ‫وحفظ الثروة السمكية ‪ .‬ومنها منطقة العوينات وتوشكي ومحيط بحيرة‬ ‫السد العالي ‪ ،‬ويحقق ذلك وفرا ً في مد شبكات الكهرباء لهذه المناطق‬ ‫وتحقيق الحفاظ على الثروة الزراعية ‪ ،‬وتطوير أنظمة تجفيف الحاصلت‬ ‫الزراعية باستخدام الطاقة الشمسية)‪.(57‬‬ ‫‪ -2‬طاقة المواج ‪:‬‬ ‫يمكن تعريف القوة من المواج بأنها ‪ ،‬أي حركة ميكانيكية ثابته‬ ‫نسبيا ً يمكن استخدامها لدارة مولد ومثال عام البطارية )المصباح‬ ‫الكشاف( الذي يمد الضوء طالما كانت يد الدارة "مضخة للطاقة ")‪.(58‬‬ ‫‪54‬‬

‫)( انظر ‪،‬‬ ‫‪http://www.stc2001.20m.com/newenerge2.htm‬‬

‫‪55‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬محمود على شمعه ‪ ،‬أنواع الطاقة وتحويلتها ‪ ، 1994 ،‬ص ‪.77‬‬ ‫)( انظر في تفصيل ذلك ‪ ،‬هال هيلمان ‪ ،‬ترجمة على عبد الجليل راضي ‪ ،‬الطاقة في عالم المستقبل ‪ ،‬مكتبة‬ ‫النهضة المصرية ‪ ،‬ص ‪ 117‬ومايليها ‪ ،‬وفي نفس المعني‪ ،‬ترجمة ميشيل فرج ‪ ،‬الطاقة ) مصادرها وقضاياها( ‪ ،‬ص‬ ‫‪ 113‬ومابعدها‪.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬المؤتمر القومي لتطوير منظومة البحث العلمي ‪ ،‬الطاقة المتجددة في مصر ‪ ،‬مايو ‪ ، 2005‬مجلد ‪.134‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬هال هيلمان ‪ ،‬ترجمة على عبد الجليل ‪ ،‬الطاقة في عالم المستقبل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪57‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫والمزايا الواضحة لطاقة المواج جعلتها الطاقة الكبيرة والمتوقعة‬ ‫والتي يمكن الستفادة منها لعدة أيام ‪ .‬ومما يجدر الشارة إليه أن ‪،‬‬ ‫الرياح هى التى تنتج المواج ‪ ،‬وتختزن الطاقة الموجودة بها لنقلها‬ ‫لمسافات كبيرة ‪ ،‬فمثل ً المواج الحادثة في أوروبا تبدأ من العواصف‬ ‫في منتصف الطلنطي أو حتى أبعد من ذلك في الكاريبى)‪.(59‬‬ ‫‪ -3‬طاقة المد والجزر ‪:‬‬ ‫في القرن الثامن عشر كانت طاقة الرياح والماء هي الطاقة التي‬ ‫كان يعتمد عليها النسان في إدارة حياته ‪ .‬ولكن بتطوير البخار وظهور‬ ‫أهمية الحتراق الداخلي والقوة الكهربائية بدأت أهمية تلك الطاقة في‬ ‫التناقص لتعود مرة أخري ونحن مهددين بنضوب مصادر الطاقة التجارية‬ ‫‪ .‬ولذلك يجب أن نعيد النظر في تلك الطاقة مرة أخرى خاصة بعد ظهور‬ ‫الثار السلبية لستخدام الوقود على البيئة‪.‬‬ ‫ولقد قدر أن الماء الساقط أو المتدفق بسرعة يمكن أن يمد النسان‬ ‫بمقدار يتراوح بين الثلث وثلثة أرباع من مستلزماته الحالية من الطاقة ‪.‬‬ ‫رغم أنه في الوقت الحاضر يستخدم فقط حوالي)‪ (%2:1‬من الطاقة‬ ‫الكلية المتاحة‪ .‬أما إذا استعملت قوة المد والجزر في العالم كله فربما‬ ‫أمدته هذه بنصف متطلباته ‪ ،‬بينما تمده طاقة الرياح بكل متطلباته ‪.‬‬ ‫بالضافة لذلك فإن ‪ ،‬قوة المد والجزر يمكن استغللها لنتاج الكهرباء كما‬ ‫هو الحال في المحطات اليدروليكية التقليدية)‪ .(60‬وقد استخدمت بعض‬ ‫الدول ومنها مصر لطاقة الرياح فى إنتاج الكهرباء ولكن بنسب مختلفه‬ ‫]أنظر الشكل )‪ . [(4‬كما تم تخصيص مناطق لقامة مزارع للرياح ]أنظر‬ ‫الشكل )‪. [(5‬‬ ‫وبعد أن عرضنا لبعض مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن نعرض لهم‬ ‫مصدر من مصادر إنتاج الطاقة والذي كان سببا ً في العديد من‬ ‫الضطرابات القتصادية الحالية وهو الوقود الحيوي ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ الوقود الحيوي ‪:‬‬‫وهو يتمثل في إنتاج الطاقة من المخلفات النباتية والزراعية والمائية‪.‬‬ ‫وسنتناول صور إنتاج الطاقة من النباتات على النحو التالي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬استغلل الطاقة الكيماوية الناتجة عن التمثيل الضوئي في‬ ‫النبات ‪:‬‬ ‫بعد عملية التمثيل الضوئي ٌيختزن الجلوكوز المتكون على شكل‬ ‫مركبات كربوهيدراتية مثل النشا والسليلوز والسكر في أجزاء مختلفة‬ ‫من النباتات ‪ .‬وقد بدأ العلماء يفكرون في استغلل الطاقة الكيماوية‬ ‫المخزونة في هذه المركبات ‪ .‬بتحويلها لوقود سائل وغازى يمكن‬ ‫استخدامه في محركات الحتراق الداخلي بدل ً من المركبات البترولية‬ ‫مثل الجازولين والسولر ‪ .‬فالجلوكوز إذا أضيف إليه بعض أنواع الخمائر‬ ‫وترك في معزل عن الهواء ‪ ،‬فإنه يتحول لكحول إيثيلي وميثيلى يمكن‬ ‫استخدامه كوقود جيد للسيارات)‪.(61‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪60‬‬

‫‪61‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬محمود على شمعه ‪ ،‬أنواع الطاقة وتحويلتها ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ .251‬وفي نفس المعني ‪ ،‬تراقس‬ ‫واجز ‪ ،‬ترجمة محمد صابر ‪ ،‬البيئة من حولنا ‪،‬ص ‪.287‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬هال هيلمان ‪ ،‬ترجمة على عبد الجليل راضي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 129‬؛‬ ‫‪R. et G. Guglielmo, L'Energie Nucleaire et Les autres sources D'energie, op. cit. p. 49.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬محمد محمود عمار ‪ ،‬الطاقة ) مصادرها واقتصادياتها( ‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،1989 ،‬‬ ‫ص ‪.216‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫مصادر الحصول على المواد النباتية اللزمة للطاقة ‪:‬‬ ‫يمكن الحصول على الكتلة الحيوية من مخلفات الحقول وروث‬ ‫الماشية ‪ ،‬النباتات التي تنمو عشوائيا ً في الراضي الغير صالحة للزراعة‬ ‫كنبات الحلفا والغاب ‪ ،‬وأنواع خاصة من النباتات كالذرة والقصب‬ ‫والبرسيم ‪ ،‬وكذلك المصادر المائية كالنباتات التي تنمو بغزارة على‬ ‫سطح الماء والطحالب والعشاب البحرية ‪ ،‬وجميع هذه الكتل الحيوية‬ ‫من المصادر المائية يمكن استخدامها في إنتاج البايوجاز)‪ ،(62‬الذي‬ ‫يستخدم كمصدر للوقود‪.‬‬ ‫ب‪ -‬توليد الطاقة من النباتات ‪:‬‬ ‫نبات اليويوبا من بدائل الطاقة التي يمكن أن تستخدم لتخليص البيئة‬ ‫من أضرار المواد السامة التي يحتويها الديزل عند احتراقه في السيارات‬ ‫‪ ،‬فقد وأضحت الدراسة أن زيت ذلك النبات أكثر فاعلية في إدارة‬ ‫محركات السيارات التي تعمل بالديزل)‪.(63‬‬ ‫كما أنه يمكن توليد الكهرباء من النباتات )كحبات البطاطس( ‪ ،‬فقد‬ ‫توصل بعض خبراء الكمبيوتر ببريطانيا لطريقة جديدة للحصول على‬ ‫الطاقة الكهربية اللزمة لتشغيل أجهزة الكمبيوتر عن طريق حبات‬ ‫البطاطس ؛ حيث تولد حبة البطاطس الواحدة طاقة تعادل ½ فولت‪،‬‬ ‫وكذلك يمكن إنتاج اليثانول من البطاطا)‪.(64‬‬ ‫جـ‪ -‬توليد الطاقة من المخلفات النباتية ‪:‬‬ ‫ويستخدم في ذلك البيوماس ‪ ،‬وهي كلمة تطلق على المخلفات‬ ‫الحيوانية والزراعية التي تتبقي في الحقول بعد جني المحاصيل ‪ .‬مثل‬ ‫أعواد القمح ‪ ،‬وقش الرز ‪ ،‬وبقايا الذرة وغيرها‪.‬‬ ‫وقد استعملت هذه الطريقة لنتاج الغاز الحيوي في كل من الصين‬ ‫والهند ‪ ،‬كما استخدمت بنجاح في بعض قري جمهورية مصر العربية ‪.‬‬ ‫ويمكن استخدام تلك المخلفات في إنتاج نوع من الزيت يشبه زيت‬ ‫الديزل يمكن استخدامه بطريقة مباشرة في محركات الحتراق الداخلي‬ ‫بكفاءة عالية دون إحداث تغيير في تلك المحركات)‪.(65‬‬ ‫وكذلك الجازوهول الذي يمكن استخلصه من النباتات الزراعية لنتاج‬ ‫الكحول ‪ ،‬كما يحدث في البرازيل والوليات المتحدة المريكية ‪.‬‬ ‫فالبرازيل تستخدم فائض محصول السكر بها ‪ ،‬وتستخدم الوليات‬ ‫المتحدة ما يفيض عن حاجتها من محصول الذرة في إنتاج الكحول‪.‬‬ ‫وغيرها من النباتات التي تحتوي على الزيوت)‪.(66‬‬ ‫وكان ذلك عن بعض مصادر الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها‬ ‫كبديل لطاقة الوقود الحفري دون الضرار بالبيئة ويبقي لنا أن نبين أثرها‬ ‫على التنمية القتصادية‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬

‫)( المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.319‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬مجلة البترول ‪ ،‬علم وتكنولوجيا ‪ ،‬المجلد الربعون ‪ ،‬العدد السابع والثامن ‪ ،‬يوليو ‪ ،‬أغسطس ‪ ، 2003 ،‬ص‬ ‫‪.47‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬مجلة البترول ‪،‬علم وتكنولوجيا ‪ ،‬المجلد الربعون ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬مارس ‪ ،2003‬ص ‪.59‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬أحمد مدحت إسلم ‪ ،‬الطاقة ومصادرها المختلفة ‪ ،‬ص ‪ 218‬ومابعدها‪.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬أحمد مدحت إسلم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.223‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫المطلب الثاني‬ ‫الطاقة المتجددة والتنمية القتصادية‬

‫بعد أن تعرضنا لصور الطاقة المتجددة يمكن القول بأن ‪ ،‬اســتخدام‬ ‫ذلك النوع من الطاقة سيعزز إقامة التوازن البيئي إلى جــانب التــوازن‬ ‫القتصادي إلى حد كبير ؛ ويرجع ذلك إلى تجنب تلك المصادر المتجــددة‬ ‫للثار السلبية على البيئة ‪ ،‬من حيث أثرها على القتصاد وعناصر النتــاج‬ ‫اللزمه له من )طبيعة وعمل(‪.‬‬ ‫وكذلك ستؤثر تلك المصادر إلى حد كبير في محاولة زيادة مرونة‬ ‫الطلب على منتجات الوقود الحفري عند ارتفاع ثمنها ‪ .‬ولكن ذلك‬ ‫سيكون في صالح بعض الــدول الزراعيــة لــو قــامت باســتغلل منتجــات‬ ‫الوقود الحيوي التي لديها في إنتاج الطاقة ‪ ،‬أو قيام الدول ذات الموقــع‬ ‫الستراتيجي الصالح لنتاج طاقة الرياح وغيرها في توليد الطاقة منها‪.‬‬ ‫كذلك المر بالنسبة لميزان المدفوعات ‪ ،‬قد تقوم الدول التي‬ ‫لديها القدرة على إنتاج محاصيل الطاقة ‪ ،‬كالقمح وغيره من المحاصيل‬ ‫في زيادة جانب صــادراتها مــن تلــك المحاصــيل ‪ .‬لتعــويض الزيــادة فــي‬ ‫جانب الواردات ‪ ،‬مما يشجع الطلب على عملتها وارتفاع سعر الصــرف‬ ‫لعملتها‪ .‬وبذلك نجد أن وجود الطاقة المتجددة قد يقــوم بتحريــك أبعــاد‬ ‫جديدة للتنمية القتصادية وظهــور بعــض الــدول علــى ســاحة المنافســة‬ ‫والتصدير في مجال الطاقة ‪ ،‬رغم أن تلك الدول لم تكــن موجــودة مــن‬ ‫قبل وكانت الوحيدة المحتكرة لسوق الطاقة هي الدول النفطية‪.‬‬ ‫وبالنسبة لهم جوانب التنمية القتصادية وهو الستثمار فإن ما‬ ‫يجدر الشارة إليه أن ‪ ،‬مصادر الطاقة المتجددة تخلق سوقا ً اســتثمارية‬ ‫جديدة تفتح بها العديد مــن مشــاريع الســتثمار وفــرص العمــل‪ .‬فإنشـاء‬ ‫محطات توليد الكهرباء من الرياح مثل ً ‪ ،‬يتيح إمكانية توفير بديل للوقود‬ ‫الحفــورى وتحقيــق العديــد مــن فــرص العمــل فــي مجــالت التصــنيع‬ ‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫والنشاءات المدنية والتركيبات ‪ ،‬كما يتيح التطــور الســريع فــي تقنيــات‬ ‫طاقة الرياح العديــد مــن فــرص البحــث العلمــي )الــذى أصــبح الن هــو‬ ‫مقياس التقدم للدول( للتوصل لزيادة قدرات وحــدات التوليـد ‪ ،‬وتقليـل‬ ‫مشــاكل تشــغيلها والــتي تتمثــل فــي معالجــة تــأثيرات ارتفــاع درجــات‬ ‫الحرارة والرطوبة ‪ ،‬وترسب الرمال داخــل مكونــات التوربينــات وعلــى‬ ‫أسطح الريش ‪ ،‬وكذلك تحسين نظم الوقاية الكهربائية والتحكم لتحقيق‬ ‫التوافــق فــي تشــغيل توربينــات الريــاح والحفــاظ علــى اتــزان الشــبكة‬ ‫وتوافق عملها ‪ .‬وكل تلك العمال تحتاج لمشاريع تعمــل علــي تشــغيل‬ ‫العمال وخلـق فـرص عمـل جديـدة ‪ ،‬بالضـافة لمـا سـتخلفه المشـاريع‬ ‫الستثمارية التي تعتمد على استخراج الطاقة من الوقود الحيــوي الــتي‬ ‫ستصبح من أكثر المشاريع ربحية ونجاحا ً)‪.(67‬‬ ‫بالضافة إلى ذلك فإن من أهم الجوانب القتصادية‬ ‫لتحسين كفاءة الطاقة)‪ (68‬التي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تحسين الكفاءة القتصادية والتنافسية الدولية ‪ ،‬فالحفاظ‬ ‫على البيئة ‪ ،‬يحقق توفير لموارد انفاق الدولة على إصلح آثار التلــوث ‪.‬‬ ‫كما يؤدي لتحسين كفاءة عنصري العمل والطبيعة ‪ .‬وبذلك تكون الدولة‬ ‫إذا توافر لديها باقي محددات الستثمار ‪ ،‬أكثر جــذبا ً للســتثمار وخاصــة‬ ‫فــي مجــالت النتــاج الــتي تحتــاج لقــوى عاملــة ‪ ،‬وذلــك لتحقــق لــديها‬ ‫التنافسية الدولية‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتحقق نتيجة لذلك التنميــة القتصــادية للدولــة ‪ ،‬وبــذلك نكــون عرضــنا‬ ‫لمــدي كفــاءة الطاقــة المتجــددة لتجنــب الثــار الســلبية الناتجــة عــن‬ ‫استخدام الوقود الحفورى كمصدر للطاقة ‪ ،‬وما يترتب علــى ذلــك مــن‬ ‫تنمية ‪ ،‬وكذلك كيف تحـاول تلـك المصـادر تخفيـف حـدة الثـار السـلبية‬ ‫علــى القتصــاد الــتي تخلفــت مــن ارتفــاع أســعار الوقــود الحفــورى ‪،‬‬ ‫والتهديد بنضوب مصادره‪.‬‬

‫خلصةما ننتهى إليه أنه‬

‫‪67‬‬

‫‪68‬‬

‫)( انظر ‪،‬‬ ‫‪B.R.GUPTA, Generation of Electrical Energy , Eurasia publishing House (PVT.) LTD, 1991, p. 371.‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬محمد منير مجاهد ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬مصادر الطاقة في مصر وآفاق تنميتها ‪ ،‬المكتبة الكاديمية ‪ ، 2002 ،‬ص‬ ‫‪ 321‬ومايليها ‪.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫أول ً ‪ :‬أنــه ل يمكــن النظــر للتنميــة القتصــادية وتحقيــق التــوازن‬ ‫القتصادي دون تحقيق التوازن البيئي بأكبر قدر ممكن‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬أن الطاقة التي تستخدم داخل المجتمع تؤثر بنوعها على‬ ‫درجة التنمية القتصادية فــي ذلــك المجتمــع لحــد كــبير ‪ ،‬ولــذلك عنــد‬ ‫استخدام الدولة لي نوع من الطاقة يجــب أن تأخــذ فــي إعتبارهــا أن‬ ‫هناك تأثير متبادل بين كل ً من )الطاقة – البيئة – التنمية(‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬أن النشاط القتصادي داخل المجتمع يجب أن يضع نصب‬ ‫أعينه مفهوم التنمية المستدامة فل يمكن لدولة أن تحقق تنمية حالــة‬ ‫على حساب قدرة الجيال المستقبلية على أشباع حاجاتهم‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬أن مصادر الطاقة المتجددة لو تم نجاحها ستعمل لحد‬ ‫كبير في حل كثير مــن قضــايا التنميــة القتصــادية داخــل الــدول الــتي‬ ‫يمكنها استخدامها‪.‬‬ ‫وفي النهاية فأننا نوصي بأن ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬تقوم كافة الدول بالربط بين قضايا البيئة وقضايا التنمية‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن تأخذ كافة الدول المستخدمة للطاقة في إعتبارهـا أن تقــوم‬ ‫بالستعداد لستخدام الطاقة المتجددة ‪ ،‬لن مصــادر الوقــود الحفــورى‬ ‫أصبحت قريبــة مــن النفــاذ ولــذلك يجــب الســتعداد لســتخدام مصــادر‬ ‫الطاقة المتجددة حتى يمكن تعويض الخلل الذي ســيتركه نفــاذ مصــادر‬ ‫الوقود الحفورى في أقتصادياتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬العمل على خلق وإيجاد وسيلة للعتماد علــى الــذات مــن قبــل‬ ‫الدول المستوردة للغذاء حتى ل تجعل نفسها تحت ضغط ووطأة الدول‬ ‫المحتكرة للحبوب الغذائية‪.‬‬ ‫‪ -4‬تشجيع الستثمار في مجال الطاقة المتجددة عن طريق وضع القوانين‬ ‫الجاذبة للستثمار في ذلــك المجــال ‪ ،‬وعــدم وضــع قيــود علــى جنســية‬ ‫رأس المال المشارك في ذلك النوع من الستثمار‪ .‬وعدم جــواز تــأميم‬ ‫تلك المشروعات أو مصادرتها‪.‬‬ ‫الشكال التوضيحية‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫الشــكل ) ‪ (1‬يوضــح الشــكل اســتخدامات العــالم مــن الطاقــة التجــاريه ومــدى الــتركيز علــى‬ ‫استخدام الوقود الحفورى فى الستهلك العالمى )‪.(69‬‬

‫‪69‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬طارق صالح محمد صالح ‪ ،‬الكهرباء والطاقه وقضايا التنميه ‪ ،‬ملخص ورقة عمل ‪ ،‬مقدم لمؤتمر البترول‬ ‫الطاقة هموم عالم واهتمامات أمة ‪ ،‬المؤتمر العلمى السنوى الثانى عشر لكلية الحقوق ‪ ،‬جامعة المنصوره ‪،‬‬ ‫الفترة من ‪ 3-2‬أبريل ‪ ، 2008‬ص ‪4‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫الشكل )‪ (2‬يوضح الشكل أن استخدامات الطاقه الحفوريه أحد المصادر الرئيسيه للتلوث فــى‬ ‫العالم كمايبين قيمة التلوث الصادر عن استخدماتها ‪ .‬وتلك دراسه لحدى المدن المريكيــه‬ ‫الكثر أزدحاما ً فى العالم )‪.(70‬‬

‫جدول رقم )‪:(1‬‬

‫مصادر الطاقة المتوفرة في‬

‫العالم حاليا [‪]1‬‬ ‫مصادر الطاقة‬

‫البترول الخام‬ ‫‪70‬‬

‫نسبة الستخدام العالمي ‪% ،‬‬ ‫‪42‚1‬‬

‫‚‪65‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬طارق صالح محمد صالح ‪ ،‬الكهرباء والطاقه وقضايا التنميه ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪5‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫ززز ز ززز ز ز ز ز‬

‫‪23‚8‬‬ ‫‚‪89‬‬

‫‪23 ‚3‬‬

‫ززز ز ززز ز ز ز‬

‫‪100‬‬

‫‪7 ‚0‬‬

‫ززز ز ز ز ز ز ز‬ ‫ززز ز ز ز ز‬

‫‪10 ‚8‬‬ ‫‪3 ‚5‬‬

‫ززز ز ز ز ز‬ ‫ززز ز ز ز ز‬

‫‪0 ‚3‬‬

‫ززز ز ز ززز ز‬

‫بين ذلك الجدول نسب توضح قرب نضوب مصادر الطاقه التجاريه فى العالم‬

‫)‪(71‬‬

‫‪.‬‬

‫‪150‬‬ ‫‪140‬‬

‫‪World O il Demand‬‬ ‫‪World O il Production‬‬ ‫‪O PEC S pare Production‬‬

‫‪130‬‬

‫‪Demand will be covered‬‬ ‫‪by OPEC spare production‬‬

‫‪110‬‬

‫‪2022‬‬

‫‪2018‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪Milliond Oil bbl/day‬‬

‫‪120‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪1998‬‬

‫‪1994‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪Oil Consumption Period, year‬‬

‫الشكل ) ‪ (3‬يوضح الشكل توقعات العرض والطلب والفائض من البترول فى العالم‬

‫‪71‬‬

‫‪72‬‬

‫)‪. (72‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬مساعد ناصر جاسم العواد ‪ ،‬نظرة تحليلية للهمية القتصادية للبترول والغاز الطبيعى فى منطقة‬ ‫الشرق الوسط ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر البترول الطاقة هموم عالم واهتمامات أمة ‪ ،‬المؤتمر العلمى السنوى الثانى‬ ‫عشر لكلية الحقوق ‪ ،‬جامعة المنصوره ‪ ،‬الفترة من ‪ 3-2‬أبريل ‪ ، 2008‬ص ‪.10‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬مساعد ناصر جاسم العواد ‪ ،‬نظرة تحليلية للهمية القتصادية للبترول والغاز الطبيعى فى منطقة‬ ‫الشرق الوسط ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫الشكل )‪ (4‬يوضح الشكل موقف مصر بالنسبة لمنطقة الشرق الوسط وإفريقا‬ ‫فى استخدام طاقة الرياح لنتاج الكهرباء‬

‫)‪( 73‬‬

‫‪.‬‬

‫الشكل )‪ (5‬يوضح الشكل الجهود القائمة لستغلل طاقة الرياح‬

‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬

‫)‪(74‬‬

‫)( انظر ‪ ،‬طارق صالح محمد صالح ‪ ،‬الكهرباء والطاقه وقضايا التنميه ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪19‬‬ ‫)( انظر ‪ ،‬طارق صالح محمد صالح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬نفس الموضع السابق ‪.‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫قائمة المراجع باللغة العربية ‪:‬‬ ‫ المراجع العامة ‪:‬‬‫‪ -1‬إحسان على محاسنه ‪ ،‬البيئة والصحة العامة ‪ ،‬العلوم الحياتيه ‪ ،‬جامعة مؤته‪ ،‬يناير‬ ‫‪.1995‬‬ ‫‪ -2‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد ‪ ،‬التربية البيئية ‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع ‪ ،‬دار‬ ‫المعارف‪.‬‬ ‫‪ -3‬تراقس واجز ‪ ،‬ترجمة محمد صابر ‪ ،‬البيئة من حولنا‪.‬‬ ‫‪ -4‬حمدى أبو النجا ‪ ،‬التلوث بالرصاص )المصادر – المخاطر – التحذيرات (‪ ،‬مجلة البترول ‪،‬‬ ‫المجلد السادس ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬يوليو ‪.1999‬‬ ‫‪ -5‬خلف الله حسن محمد ‪ ،‬يسري الجوهري‪ ،‬الصحة والبيئة في التخطيط الطبي‪،‬‬ ‫‪1417‬ه‪1997 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -6‬زين الدين عبد المقصود ‪ ،‬البيئة والنسان )دراسة في مشكلت النسان مع بيئته(‪،‬‬ ‫منشأة المعارف بالسكندرية ‪.‬‬ ‫‪ -7‬السيد أحمد عبد الخالق‪ ،‬القتصاد السياسي الدولي‪ ،‬السياسات القتصادية العالمية‪،‬‬ ‫‪.2006‬‬ ‫‪ -8‬صلح هاشم ‪ ،‬المسئولية عن المساس بسلمة البيئة البحرية ‪ ،‬القاهرة ‪.1999 ،‬‬ ‫‪ -9‬عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي ‪ ،‬النسان والبيئة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪.‬‬ ‫‪ -10‬عبد الناصر محمد حسين ‪ ،‬محاضرات في العلقات القتصادية الدولية‪.‬‬ ‫‪ -11‬عبد الهادي على النجار ‪ ،‬أصول علم القتصاد‪ ،‬دراسة في أسلوب أداء القتصاد‬ ‫الرأسمالي من خلل التحليل القتصادي الوحدى والكلي ‪ ،‬مكتبة الجلء الجديــدة ‪ ،‬الطبعــة‬ ‫السادسة‪.1999 – 1998 ،‬‬ ‫‪ -12‬كنت ميلني‪ ،‬ترجمة الشيبانى على الغنودي ‪ ،‬بيولوجية التلوث ‪ ،‬معهد البيولوجيا ‪،‬‬ ‫دراسات في البيولوجية رقم ‪ ، 83‬الهيئة القومية للبحث العلمي ‪ ،‬الطبعة الولي ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪.1983‬‬ ‫‪ -13‬محمد إبراهيم حسن ‪ ،‬البيئة والتلوث ‪ ،‬مركز السكندرية للكتاب ‪.1997 ،‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ -14‬مصطفى عز العرب ‪ ،‬الستثمارات الجنبية ‪ ،‬دراسة مقارنة لتحديد مركز مصر‬ ‫التنافسي ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر دور الستثمار الخاص في تحقيق أهداف التنمية ‪ ،‬المــؤتمر‬ ‫العلمي السنوي الثالث عشر للقتصاديين المصريين ‪ ،‬القاهرة ‪ 26 – 24‬نوفمبر ‪.1988‬‬ ‫‪-‬‬

‫المراجع المتخصصة ‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد مدحت إسلم ‪ ،‬الطاقة ومصادرها المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬السيد أحمد عبد الخالق ‪ ،‬السياسات البيئية والتجارة الدولية )دراسة تحليله للتأثير‬ ‫المتبادل بين السياسات البيئية والتجارة الدولية(‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪ -3‬عبد الله الصعيدى ‪ ،‬النمو القتصادي والتوازن البيئى )تقييم أثر النشاط القتصادى على‬ ‫عناصر النظام البيئي( ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬يناير ‪.2002‬‬ ‫‪ -4‬كريستوفر فلفين ‪ ،‬ترجمة سيد رمضان ‪ ،‬هدارة ارتفاع حرارة الرض ‪ ،‬استراتيجية‬ ‫عالمية للبطاء ‪ ،‬معهد مراقبة البيئة العالمية‪.‬‬ ‫‪ -5‬محمد عبد الرؤوف ‪ ،‬البيئة والتنمية المستدامة ‪ ،‬مجلة البترول ‪ ،‬المجلد السادس‬ ‫والثلثون ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬أغسطس ‪.1999‬‬ ‫‪ -6‬محمد محروس إسماعيل ‪ ،‬اقتصاديات البترول والطاقة‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪،‬‬ ‫الطبعة الولي‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -7‬محمد محمود عمار‪ ،‬الطاقة )مصادرها– اقتصادياتها(‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬الطبعة‬ ‫الثانية‪.1989 ،‬‬ ‫‪ -8‬محمد منير مجاهد ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬مصادر الطاقة وآفاق تنميتها ‪ ،‬المكتبة الكاديمية ‪.2002 ،‬‬ ‫‪ -9‬محمود على شمعه ‪ ،‬أنواع الطاقة وتحويلتها ‪.1994 ،‬‬ ‫‪ -10‬ميشيل فرح ‪ ،‬الطاقة )مصادرها وقضاياها(‪.‬‬ ‫‪ -11‬ناديه مكرم عبيد ‪ ،‬التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة ‪ ،‬ندوة الطاقة والتنمية‬ ‫المستدامة ‪ ،‬مجلة البترول‪ ،‬المجلد الثامن والثلثون ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬يوليو ‪.2001‬‬ ‫‪ -12‬هال هيلمان ‪ ،‬ترجمة على عبد الجليل راضي ‪ ،‬الطاقة في عالم المستقبل ‪ ،‬مكتبة‬ ‫النهضة المصرية‪.‬‬ ‫‪ -13‬وارين س ‪ .‬بوم ‪ ،‬وستوكس م‪ .‬تولبرت ‪ ،‬الستثمار في التنمية )دروس من خبرة‬ ‫البنك الدولي(‪.1994 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫مراجع متنوعة ‪:‬‬

‫‪-1-‬‬


‫سلسلة قضايا استراتيجية ‪ ،‬اثر استخدام الطاقة على تلوث البيئة والمجال الكوني ‪ ،‬المركز العربي لبحاث الفضاء اللكتروني –ابريل‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ -1‬مجلة البترول ‪ ،‬علم وتكنولوجيا ‪ ،‬المجلد الربعون ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬مارس ‪.2003‬‬ ‫‪ -2‬مجلة البترول‪ ،‬علم وتكنولوجيا‪ ،‬المجلد الربعون‪ ،‬العدد السابع والثامن‪ ،‬يوليــو– أغســطس‪،‬‬ ‫‪.2003‬‬ ‫‪ -3‬محمد وجيه دكرورى ‪ ،‬مخاوف الكساد العالمي الكبير ‪ ،‬مقال بالهرام ‪ ،‬الســبت ‪ 1‬مــارس‬ ‫‪.2008‬‬ ‫‪ -2‬المراجع باللغة الجنبية ‪:‬‬ ‫المراجع باللغة الفرنسية ‪:‬‬ ‫‪1- R. et G. Guglie Lmo, L'Energie Nucleare et Les autres sources D'energie,‬‬ ‫‪profi L. Dossier (Economie – Sociologie – Sciences sociales).‬‬ ‫المراجع باللغة النجليزية ‪:‬‬

‫‪1- A. Lesser (Dan), Enviromental Economics and Policy. (Addison – New‬‬ ‫‪York – England).‬‬ ‫‪2- B.R. GUPTA, Generation of Electrical Energy, Eurasia Publishing House‬‬ ‫‪(PVT) LTD. 1991.‬‬ ‫‪3- G.Leach, L. Jarass, Energy and Growth, Butter worths – London.‬‬

‫‪-1-‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.