تسوية منازعات عقود التجارة الإلكترونية عبر شبكات الاتصال الدولية

Page 1

‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫تسوية منازعات عقود التجارة‬ ‫اإللكترونية عبر شبكات االتصال‬ ‫الدولية‬ ‫شيماء جمال مجاهد *‬

‫ماجستير فى االقتصاد والعلوم المالية‬ ‫باحث دكتوراة بقسم االقتصاد والعلوم المالية‬ ‫كلية الحقوق ‪ -‬جامعة المنصورة‬ ‫محكم لدى المركز السورى للتحكيم التجارى المحلى والدولى‬ ‫‪www.accr.co‬‬ ‫‪accr2011@yahoo.com‬‬ ‫المقدمة ‪:‬‬

‫‪1‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫فى السنوات القالئل الماضية حدثت ثورة فى تقنية االتصاالت المتطورة والمعلومات‬ ‫المتدفقة ‪ ،‬وكان من الطبيعى أن يكون مجال النشاط التجارى أكثر مجاالت النشاط اإلنسانى‬ ‫استجابة الستعمال وسائل االتصاالت الحديثة لتسير معامالتها ‪ .‬وقد شملت هذه االستجابه كافة‬ ‫المشروعات من مختلف األحجام ‪ ،‬والقطاعات وال عجب أن هذا التطور قد تجاوز التوقعات‬ ‫االقتصادية خاصة فى مجال العقود الدولية ‪1،‬والتجارة اإللكترونية ‪.‬‬ ‫وبعد شيوع استخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت فى إنجاز األعمال القانونية إو برام‬ ‫العقود وتنفيذها أحياناً كان البد من نشأة منازعات بين األطراف ‪ ،‬وهذا طبقاً للطبيعة العادية ألى‬ ‫مجتمع ‪ ،‬ولكن هذا العالم االفتراضى تتسم منازعاته بطابعها الخاص ‪ ،‬وبالتبعية سيكون كذلك‬ ‫طرق تسوية هذه المنازعات ‪ ،‬وعلى األخص طرق اللجؤ للقضاء والتحكيم لفض هذه‬ ‫المنازعات ‪ .‬فاتجه التفكير لتكون هذه التسوية إلكترونية أى تجرى على الخط مباشرة (‪on line‬‬ ‫)‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫فالطابع العالمى للقنوات اإللكترونية التى يجرى من خاللها إنجاز التعامل يجعل تركيزة‬ ‫فى مكان واحد ‪ ،‬وتتطلب تواجد األطراف فى مكان معين لفض النزاع بينهم أم اًر صعباً بالنسبة‬ ‫للمعامالت اإللكترونية إن لم يكن مستحيالً ‪ .‬ولتوضيح ذلك فإنه ينبغى أن يتم التعرف على‬ ‫المصطلحات التالية ‪:‬‬ ‫ماهية التجارة اإللكترونية ‪ ،‬شبكة األنترنت نفسها التى سيجرى التعامل من خاللها ‪،‬‬ ‫كما أنه سيتم تعريف بعض المصطلحات الهامه التى سيرد ذكرها فى البحث أال وهى مضمون‬ ‫فكرة قانون اإلرادة ‪ .‬وما الفارق بينه وبين مبدأ قانون اإلرادة ‪ ،‬ثم االختيار الصريح والخضوع‬ ‫االختيارى خالل الشبكة ‪ ،‬وأيضاً تعريف التحكيم اإللكترونى ‪ ،‬وال سيما أنه سيرد من باب‬ ‫اإليضاح خصائص العالم االفتراضى وذلك على التفصيل التالى ‪:‬‬ ‫ماهية التجارة اإللكترونية ‪ :‬هى المبادالت التجارية التى تتم عن طريق الوسائل‬ ‫اإللكترونية ‪ ،‬وعلى ذلك تشمل التجارة اإللكترونية جميع المبادالت اإللكترونية المتعلقة بالتجارة‬ ‫سواء الصفقات ‪ ،‬والتدفقات المعلوماتية الخاصة ‪ ،‬أو السلع والخدمات التى تتم بين المشروعات‬ ‫أو الشركات المختلفة واألفراد العاديين أى عقود ‪ Business To Business‬أو ‪Business‬‬ ‫‪. To Consumer‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ -1‬أنظر ‪ ،‬حسين الماحى ‪ ،‬نظرات قانونية فى التجارة اإللكترونية ‪ ،‬بحث مقدم لمجلة البحوث القانونية‬ ‫واالقتصادية ‪ ،‬جامعة المنصورة ‪ ،‬العدد ‪ 31‬إبريل ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 269‬‬ ‫‪ -2‬انظر ‪ ،‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬تسوية المنازعات إلكترونياً ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر الجوانب القانونية للتجارة‬ ‫اإللكترونية واالتجاهات الحديثة ووسائل حسم المنازعات ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬ ‫‪2‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫أما عن تعريف شبكة اإلنترنت ‪ :‬المعنى اللغوى هو تداخل الشىء بعضه مع بعض ‪،‬‬ ‫وهذا يقودنا لبيان المعنى العلمى لهذه الشبكه وهو يتنوع إلى تعريفات عديده سوف يتم اختيار‬ ‫منها التعريف المناسب لمجال البحث ومؤداه أنها ‪ ،‬إحدى وسائل االتصال الحديثة للتفاوض‬ ‫إو برام العقود وتنفيذها أحياناً ‪ ،‬وتعتمد على أجهزة الحاسب اآللى بين األشخاص المختلفة فى‬ ‫جميع أنحاء العالم وبسرعة فائقة ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫أما عن مضمون فكرة قانون اإلرادة فهى ‪ :‬القانون الذى يختاره‬ ‫المتعاقدين بإرادتهم الصريحة أو الضمنية للتطبيق على العقد ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫أما عن مبدأ قانون اإلرادة فمؤداه ‪ ،‬حرية األطراف فى اختيار المحكمة المختصة بنظر‬ ‫النزاعات التى تثور بينهم ‪.‬‬ ‫أما مبدأ االحتيار الصريح هو ‪ ,‬حق األطراف فى اختيار القانون المختص بحل ما يثور‬ ‫بينهم من منازعات فى المستقبل على صفحة االستقبال ‪،‬ويمكن إيضاح هذه الشروط على صفحه‬ ‫أخرى من الموقع ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫يمكن تعريف التحكيم االلكتروني بأنه «التحكيم الذي تتم إجراءاته عبر شبكة اتصاالت‬ ‫دولية بطريقة سمعية بصرية ودون الحاجة إلى التواجد المادي ألطراف النزاع والمحكمين في‬ ‫مكان معين»‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫إو ذا كان االختصاص القضائى والتحكيم فى العقود الدوليه قد عرف عدة معايير تأخذ‬ ‫فى االعتبار عند تحديد المحكمة المختصة بمنازعات العقود التى يكون أحد أطرافها أجنبياً أو‬ ‫اختيار محكم مختص بنظر النزاع ‪ ،‬فإنه البد من تطبيق هذه المعايير على النطاق اإللكترونى‬ ‫عند معالجة قواعد االختصاص بتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية ‪ .‬وتأسيساً على ذلك ‪،‬‬ ‫‪ - 3‬انظر ‪ ،‬السيد عطية عبد الواحد ‪ ،‬التجارة اإللكترونية ‪ ،‬بحث مقدم لكلية الحقوق – جامعة المنوفية ‪ ،‬مجلة‬ ‫البحوث القانونية واالقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ 16‬أكتوبر ‪ . 1999‬وفى نفس المعنى ‪ ،‬أحمد الهوارى ‪ ،‬عقود ‪-‬التجارة‬ ‫اإللكترونية فى القانون الدولى الخاص ‪ .‬وفى نفس المعنى ‪ ،‬حسين الماحى ‪ ،‬نظرات قانونية فى التجارة‬ ‫اإللكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 281‬‬ ‫‪ -4‬انظر ‪ ،‬بشار طالل أحمد مؤمنى ‪ ،‬مشكالت التعاقد عبر اإلنتر نت ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬بكلية‬ ‫الحقوق ‪ ،‬جامعة المنصورة ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 9‬‬ ‫‪ -5‬انظر ‪ ،‬أحمد عبد الكريم سالمه ‪ ،‬قانون العقد الدولى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪– 2000 ،‬‬ ‫‪ ، 2001‬ص ‪. 166‬‬ ‫‪ -6‬انظر ‪ ،‬عادل أبو هشيمه محمود حوته ‪ ،‬عقود خدمات المعلومات ‪ ،‬دار النهضه العربيه ‪ ، 2005 ،‬ص‬ ‫‪. 75‬‬ ‫‪ -7‬انظر ‪ ،‬ياسين بوتيتى ‪ ،‬تعريف التحكيم اإللكترونى ‪،‬جريدة الحرية ( النشرة اإللكترونية ) ‪ ،‬السبت ‪ 15‬أوت‬ ‫‪http://www.alhorria.info.tn/?ID=562&page=article&article=39973 ، 2009‬‬ ‫‪3‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫فلن يمكن تحديد االختصاص القضائى فى منازعات عقود التجارة اإللكترونية إال بعمل إطالله‬ ‫على المعايير التقليديه لالختصاص القضائى ‪ ،‬وبعد ذلك تطبيقها على منازعات عقود التجارة‬ ‫اإللكترونية ‪.‬‬ ‫ موضوع البحث ‪:‬‬‫يتمثل عنوان ذلك البحث فى (تسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية عبر شبكات‬ ‫االتصال الدولية) ‪ .‬ويقصد بهذا العنوان معالجة االختصاص القضائى وتعين مختص بنظر‬ ‫المنازعات التى تثور بين المتعاقدين من خالل شبكة اإلنترنت ‪ .‬وسيتناول ذلك البحث عرض‬ ‫المعايير والضوابط العامة لالختصاص القضائى والتحكيمى ‪ ،‬وهى التى يتم اللجؤ إليها عند‬ ‫نشوب نزاع بين المتعاقدين فى العقود الدوليه لتحديد المحكمة المختصة بنظر النزاع ‪ ،‬ومحاولة‬ ‫تطبيق ذلك على منازعات عقود التجارة اإللكترونية ‪ .‬حتى يتم فى ذلك البحث إيجاد الوسيلة‬ ‫المناسبة لحل المنازعات التى تثور بين المتعاقدين على الشبكة من خالل بعض الوسائل التى‬ ‫يتم جزء منها على شبكة اإلنترنت ‪ ،‬والجزء اآلخر فى الواقع المادى ‪.‬‬ ‫وتأسيساً على ذلك ‪ ،‬ففى إطار ذلك البحث سيتم اإلجابة على العديد من التساؤالت وهى‬ ‫‪:‬‬ ‫ هل تالئم المعايير التقليدية لالختصاص القضائى والتحكيمى منازعات عقود التجارة‬‫اإللكترونية عند تطبيقها عليها ؟‬ ‫ وما مدى هذه المالئمة ؟ وهل تحتاج هذه المعايير للتعديل حتى تصلح للتطبيق على الوسط‬‫االفتراضى الذى تتميز به عقود التجارة اإللكترونية ؟‬ ‫ وما هى صعوبات ذلك التطبيق ؟ وكيف يمكن مواجهتها ؟‬‫ أهمية موضوع البحث ‪:‬‬‫يحقق اختيار ذلك الموضوع فائده علمية وعملية معاً ‪ .‬وتتمثل األهمية العملية فى أن ‪،‬‬ ‫موضوع هذا البحث له ارتباط بمشكلة متعلقة بعقود تزايدت بصورة كبيرة بشكل جعلها واقعاً‬ ‫ملموساً يفرض نفسه على الساحات التجارية للدول ‪ ،‬فلها قيمة تقدر بالمليارات إن لم تكن‬ ‫تتجاوزها وأصبح تنقيذها من عدمة يؤثر فى ميزانيات الدول التجارية ‪ ،‬وتعددت مجاالتها‬ ‫وموضوعاتها ‪.‬‬ ‫أما األهمية العلمية والقانونية لذلك البحث فتتمثل فى أن ‪ ،‬هذا البحث يشتمل على‬ ‫محاولة لتطبيق المعايير العامة لالختصاص القضائى والتحكيمى التى تطبق على المنازعات‬ ‫التى قد تثور فى الواقع المادى على منازعات التجارة اإللكترونية التى تثور فى المجال‬ ‫االفتراضى ‪ ،‬ويعرض البحث لبعض الصعوبات التى يمكن أن تواجه ذلك التطبيق محاوالً اقتراح‬

‫‪4‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫الحلول للتغلب عليها ‪ .‬ولذلك فهذا البحث يقدم مشاركة متواضعة فى بعض الجهود الرامية‬ ‫لتيسير عمل التجارة اإللكترونية والمبادالت التى تتم عبر شبكة اإلنترنت ‪.‬‬

‫منهج البحث ‪:‬‬ ‫يجمع عرض ذلك البحث بين منهجين من مناهج البحث وهما‬ ‫المنهج التأصيلى ‪ :‬ففى ذلك البحث سيتم محاولة رد الفروع ألصولها فى االختصاص‬ ‫القضائى والتحكيمى التقليدى فى مجال عقود التجارة الدولية ؛ حيث أن عقود التجارة اإللكترونية‬ ‫فى حقيقتها ما هى إال عقود دولية اختلف وسط التعامل فيها‪.‬‬ ‫المنهج التحليلى ‪ :‬ألنه سيتم فى ذلك البحث تحليل بعض النصوص القانونية فى مجال‬ ‫العقود الدولية التقليدية من أجل تطبيقها على العقود اإللكترونية ‪.‬‬ ‫خطة البحث ‪:‬‬ ‫تأسيساً على ما سبق تقديمه فإن ‪ ،‬موجبات بلوغ هذا البحث أهدافه تقتدى أن يتم‬ ‫عرض تفصيلى للمعايير التقليدية لالختصاص القضائى والتحكيمى فى عقود التجارة الدولية‬ ‫وذلك لتطبيقها على عقود التجارة اإللكترونية ‪ ،‬ثم عرض لبعض العقبات التى تعترى هذا‬ ‫التطبيق ‪ ،‬ثم بعد ذلك سيتضمن هذا البحث لمحاولة متواضعة من جانب الباحث لتفادى هذه‬ ‫العقبات مستعيناً فى ذلك ببعض األعمال الدولية واإلقليمية فى تقديم هذه الحلول وذلك من خالل‬ ‫‪:‬التقسيم التالى‬

‫المبحث األول ‪ :‬ضوابط االختصاص التحكيمى والقضائى التقليدية فى مجال عقود‬ ‫التجارة الدولية‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الضوابط التقليدية الختصاص التحكيم فى عقود التجارة الدولية‬ ‫المطلب الثانى ‪ :‬الضوابط الشخصية لالختصاص القضائى فى مجال عقود التجارة‬ ‫الدولية‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الضوابط الموضوعية لالختصاص القضائى فى مجال عقود التجارة‬ ‫الدولية‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬مدى مالئمة تطبيق قواعد االختصاص القضائى التقليدية على عقود التجارة‬ ‫اإللكترونية‬ ‫‪5‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬صعوبات إعمال المعايير التقليدية لالختصاص القضائى والتحكيمى‬ ‫فى مجال عقود التجارة اإللكترونية‬ ‫المطلب الثانى ‪ :‬محاولة تفادى صعوبات إعمال المعايير التقليدية فى مجال بعض‬ ‫العقود اإللكترونية‬ ‫‪ :‬الخاتمة‬

‫المبحث األول‬ ‫ضوابط االختصاص التحكيمى والقضائي‬ ‫التقليدية في مجال عقود التجارة الدولية‬ ‫رغم أن قواعد االختصاص القضائي والتحكيمى الدولي تتصف بحسب األصل العام‬ ‫بوطنيتها أسوة بغيرها من قواعد القانون الدولي الخاص ‪ ،‬إال أن الدراسة المقارنة لمختلف النظم‬ ‫القانونية كشفت لنا عن وجود مبادئ أساسية تشترك معظم الدول في األخذ بها ‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك إلي وحدة األهداف التي تسعي الدول للتوصل إليها‪ ،‬والتي تتمثل في‬ ‫التنظيم بين فكرة سيادة الدولة وحاجة المعامالت الدولية بوضع القواعد التي تيسر سيرها ‪.‬‬ ‫وتأسيساً علي ذلك ‪ ،‬تستقل كل دولة بتنظيم االختصاص القضائي الدولي لمحاكمها‬ ‫وكذلك قواعد التحكيم الدولى فيها ‪ ،‬أسوة في هذا الصدد باالختصاص القضائي والتحكيمى‬ ‫الداخلي ‪ ،‬فالمشرع في كل دولة يستقل برسم حدود اختصاص محاكم ومحكمين دولته ‪ ،‬وال يجوز‬ ‫ألي فرد أو دولة أجنبية أو هيئة دولية التدخل في هذا التنظيم جب اًر عن الدولة ‪ ،‬ويعتبر ذلك‬ ‫النتيجة المنطقية لمبدأ سيادة الدولة علي إقليمها ‪ .‬ولكن ذلك ال يعني أن تقرر الدولة اختصاص‬ ‫محاكمها الوطنية ومحكميها بنظر جميع المنازعات التي تنطوي علي عنصر الصفة األجنبية‬ ‫لتعارض ذلك مع حاجة المعامالت الدولية واعتبارات العدالة ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫فضال عن ذلك سيؤدي في النهاية إلي أن ‪ ،‬األحكام التي ستصدرها تلك الدولة في هذه‬ ‫المنازعات سوف تظل عديمة القيمة أو األثر في تقدير الحقوق أو أو ترتيبها علي مستوي‬ ‫الجماعة الدولية مما يعطل مصالح المواطنين ومعامالت التجارة الدولية ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬انظر د ‪ /‬صالح المنز الوي ‪ ،‬االختصاص القضائي ‪ -‬بالنزعات الخاصة واالعتراف والتنفيذ الدولي لألحكام‬ ‫األجنبية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬ ‫‪6‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫ونظ اًر ألننا في نطاق هذا البحث سنتناول ضوابط االختصاص القضائي والتحكيم الدولي‬ ‫للمحاكم المصرية والمحكمين المصريين في مجال العقود الدولية ‪ ،‬فإنه يجدر بنا اإلشارة إلى‬ ‫أن ‪ ،‬المشرع المصري حرص علي أن يجمع في صعيد واحد كافة القواعد التي يبني عليها انعقاد‬ ‫االختصاص للمحاكم المصرية في خصوص المنازعات الخاصة الدولية بدال من تشتتها بين أفرع‬ ‫القانون المختلفة ‪ ،‬وقد جاء تطبيقا لذلك في المذكرة اإليضاحية لمشروع قانون المرافعات المدنية‬ ‫والتجارة الصادر في ‪ 7‬مايو ‪. )9( 1968‬‬ ‫المطلب األول‬ ‫الضوابط التقليدية الختصاص التحكيم فى عقود التجارة الدولية‬ ‫فى البداية فإنه يجب التنويه إلى أن ‪ ،‬عقود التجارة الدولية هى عقود تتميز بسيادة مبدأ‬ ‫سلطان اإلرادة أكثر من غيرها من العقود الداخلية ؛ حيث يسرى على أطراف النزاع قواعد‬ ‫القانون الذى يقومون باختياره بمحض إرادتهم واتفاقهم ‪10.‬وهذا يدفع المتعاملين فى عقود التجارة‬ ‫الدولية لتحرير عقودهم بشكل تفصيلى لتكون بمثابة قانون مستقل لهم ‪ .‬إال أن ذلك اليسرى على‬ ‫كافة جوانب العقد بصورة مطلقة ألن هذا الشرط مقيد باحترام القواعد اآلمرة والنظام العام فى‬ ‫القوانين الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫باإلضافة لذلك فإنه ‪ ،‬هناك عدة مراحل لصياغة إو برام عقود التجارة الدولية ‪ .‬وفى ذلك‬ ‫فهى مثلها مثل أى عقود أخرى فى هذه المراحل والتى تتمثل فى اآلتى ‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ -1‬مرحلة المفاوضات والمناقشات ‪:‬‬ ‫وهى مرحلة تعتبر بمثابة إيجاب مشترك للطرفين يتم إنتهائها بصياغة مشروع العقد ‪،‬‬ ‫الذى يلتزم كال الطرفين بما تم إدراجه فية بالكتابه‪ .‬ألن كل ما جاء فى ذلك العقد كان تعبير عن‬ ‫إرادتهما ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مرحلة اإلبرام ‪:‬‬ ‫وهي تالقي اإلرادتين إو برام العقد بحيث يلتزم أطراف التعاقد باالشتراطات العقدية التي‬ ‫الدولية هي القانون الذي يحكم العقد‪ ،‬دون أن يخضع ألي قانون آخر إذا لم‬ ‫تعتبر في العقود‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 9‬انظر ‪ ،‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬قانون العالقات الخاصة الدولية ‪ ،‬مكتبة العالمية بالمنصورة ‪ ، 1985 ،‬ص‬ ‫‪ 85‬بند ‪. 63‬‬ ‫‪ -10‬انظر ‪ ،‬احمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون العقد الدولي‪،‬مفاوضات العقود الدولية ‪ -‬القانون واجب التطبيق‬ ‫وأزمته ‪ ،‬ص ‪. 264‬‬ ‫ انظر ‪ ،‬محسن شفيق‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المصري ‪،‬ج ‪، 1،1952‬ص ‪. 59‬‬‫‪11‬‬ ‫بسطة في عقود التجارة الدولية ‪ ،‬ندوة صياغة و إبرام عقود التجارة الدولية ‪،‬‬ ‫‪ -‬انظر ‪ ،‬طارق الحمورى ‪ ،‬قراءة ُم ّ‬

‫شرم الشيخ – جمهوریة مصر العربية ‪ 29 ،‬ديسمبر ‪ ،25 – 2007‬ص ‪. 4‬‬ ‫‪7‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫ينص العقد نفسه على قانون معين عند اللجوء للتحكيم ‪ ،‬حيث أن العقد شريعة المتعاقدين في‬ ‫الدولية وهكذا‪ ،‬فإن إبرام العقد ال يتوقف على مشيئة أحد المتعاقدين وحده‪ ،‬إذ أن‬ ‫هذه العقود‬ ‫ّ‬ ‫اإليجاب يكون ملزماً عندما يرتبط بالقبول‪ ،‬شأن العقد في ذلك شأن بقية العقود‪ ،‬فال ينعقد بإرادة‬ ‫طرف واحد‪ ،‬سواء أن كان هذا الطرف صاحب اإليجاب أو صاحب القبول ‪.‬‬ ‫‪ -3‬انقضاء العقد ‪:‬‬ ‫قد يكون العقد محدد المدة‪ ،‬وفي هذه الحالة ينتهي العقد بانتهاء مدته‪،‬‬ ‫وقد يكون العقد لغرض معين فينتهي بانتهاء ذلك الغرض‪ ،‬مثل عقد فتح االعتماد المستندي‬ ‫حيث ينتهي عند تنفيذ التزامات االعتماد‪ .‬وفضالً عن النوعين المذكورين‪ ،‬هناك العقود الدولية‬ ‫غير محددة المدة‪ ،‬وهنا يختلف انتهاء العقد حسب طبيعته‪ ،‬مثل عقد التوريد المستمر‪ ،‬حيث‬ ‫ينتهي باتفاق األطراف على إنهائه‪.‬‬ ‫وبعد التعرض لطبيعة عقود التجارة الدولية ومراحل إبرامها ‪ ،‬فإنه من الجدير بالذكر‬ ‫الحديث اآلن عن التحكيم فى المنازعات التى تنشأ عن هذه العقود ‪ ،‬وفى ذلك يمكن القول بإن ‪،‬‬ ‫عقود التجارة الدولية تتميز بأنها تتضمن بنداً حول كيفية حل المنازعات التي تنشأ عن هذه‬ ‫العقود‪ ،‬ومن أكثرما ينص عليه هذا البند هو إحالة الخالف الى التحكيم التجاري الدولي؛حيث‬ ‫يعتبر من المصادر المهمة لقانون التجارة الدولية‪ ،‬وأحياناً يتبع المتعاقدون الصياغة المرنة عند‬ ‫تحرير هذا الشرط‪ ،‬آما لو جاء على النحو االتي " يخضع التحكيم لقواعد غرفة التجارة الدولية"‪.‬‬ ‫المتَ َع ِاقدين قر ار ترك كافة التفاصيل إلى ما هو منصوص عليه‬ ‫إن مثل هذه الصياغة‪ ،‬تعني أن ُ‬ ‫في نظام هذه الغرفة مثل ‪ :‬عدد المحكمين ‪ ،‬وتحديد قانون اإلجراءات والقانون الموضوعي الذي‬ ‫يسري على العقد موضوع التحكيم ومكان إجراء التحكيم ‪ ،‬وتفويض المحكم بالصلح‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫وفيما يتعلق بالتحكيم الشك أن التحكيم ُيستخدم حالياً على نطاق واسع لح ّل المنازعات‬ ‫التي تنشأ عن العقود التجارية ‪ ،‬السيما تلك التي تجري في ظل التجارة الدولية‪ ،‬والتحكيم بصورته‬ ‫التقليدية ُيلبي إلى حد ما متطلبات التجارة الوطنية والدولية من حيث السرعة في فصل المنازعات‬ ‫واحترام طابع السرية وتخفيض النفقات‪ ،‬إال أن هذا التحكيم يبقى بالنسبة لمعامالت التجارة‬ ‫االلكترونية بطيئا ًومكلفاً بالمقارنة مع التحكيم االلكتروني الذي ُيعتبر األكثر مالئمة لعقود التجارة‬

‫‪ -12‬انظر ‪ ،‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪ . 2،1992‬وفى نفس المعنى ‪ ،‬محمود‬ ‫سمير الشرقاوي‪ ،‬التحكيم في العقود الدولية لالنشاءات‪ ،‬مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث‬ ‫القانونية‪ ،‬عدد ( ‪ )3‬سنة ‪ ، 1996‬آلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة ‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫فهويلغي التعامل‬ ‫اإللكترونية ألنه يستطيع أن يتعايش مع هذه العقود في ذلك العالم االفتراضي‪ُ ،‬‬ ‫باألوراق وال يتطلب الحضور الشخصي ألطراف النزاع أوالمحكمين‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫باإلضافة لذلك فإن هذه الوسائل لها مزايا عديده من حيث السرعة واالقتصاد في الوقت‬ ‫والنفقات‪ .‬مع العلم أن هذا األمر لم يقتصرعلى الوسائل البديلة لح ّل المنازعات بل ُأفسح المجال‬ ‫كذلك إلنشاء محاكم إلكترونية‪.‬‬ ‫وهذا يقودنا للتعرف على ضوابط االختصاص القضائى فى عقود التجارة الدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثانى‬ ‫الضوابط الشخصية لالختصاص‬ ‫القضائي في عقود التجارة الدولية‬ ‫وهذه الضوابط الشخصية مضمونها يتعلق باألشخاص أطراف العالقة ذات الطابع الدولي بدولة‬ ‫معينة ‪ ،‬وأطراف العالقة هم " المدعي والمدعي عليه" وهذا االرتباط إما أن يأتي عن طريق‬ ‫جنسية الدولة التي يتمتعون بها أو عن طريق التوطن أو اإلقامة علي إقليم هذه الدولة ‪.‬‬ ‫وقد يتعلق هذا الضابط باألشخاص من ناحية أخري حينما يتم االتفاق بينهم علي عقد‬ ‫االختصاص القضائي لمحكمة معينة في حالة حدوث نزاع بينهم من هذا المنطلق فأننا سنعرض‬ ‫هذه الضوابط من خالل عرض االختصاص القضائي القائم علي محكمة موطنه ‪ ،‬أو محل إقامة‬ ‫المدعي عليه ‪ ،‬ثم في النهاية نعرض االختصاص القضائي القائم علي الخضوع االختياري علي‬ ‫التفصيل التالي ‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬االختصاص القائم علي جنسية المدعي عليه ‪:‬‬

‫‪ -13‬انظر ‪ ،‬محمد سليم العوا ‪ ،‬التحكيم فى األعمال المصرفية اإللكترونية ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر األعمال‬ ‫المصرفية اإللكترونية بين الشريعة والقانون ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون بجامعة اإلمارات العربية الفترة من ‪11-9‬‬ ‫ربيع األول ‪ 1424‬ه ‪ ،‬الموافق ‪12-10‬مايو ‪ 2003‬م ص ‪2384‬‬

‫‪9‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫جري العمل علي اختصاص محاكم الدولة بالنظر في الدعاوي التي ترفع علي رعاياها بغض‬ ‫النظر عن موطنهم تأسيساً علي ما للدولة من قدرة علي كفالة آثار أحكامها في مواجهة‬ ‫المتمتعين بجنسيتها‬

‫(‪)14‬‬

‫وهذا االختصاص هو المعقود للمحاكم المصرية بناء علي كون المدعي عليه مصري الجنسية‬ ‫فقد نصت عليه المادة ‪ 28‬مرافعات حيث نصت علي أن " تختص محاكم الجمهورية بنظر‬ ‫الدعاوي التي ترفع علي المصري ولو لم يكن له موطن أو محل إقامة في الجمهورية "(‪.)15‬‬ ‫مؤدي هذا النص أن المشروع اكتفي بمجرد تمتع الشخص بالجنسية المصرية بعقد‬ ‫االختصاص لمحاكم الجمهورية سواء كان هذا الشخص طبيعيا أو معنويا ‪ ،‬ولم ينص علي أي‬ ‫ضابط يتعلق بالمدعي ‪ .‬وهذه قاعدة عامة في االختصاص القضائي الدولي فغالباً ما يشار إلي‬ ‫محكمة جنسية المدعي عليه بأنها محكمة جنسية المدعي عليه أو محكمة قاضية الطبيعي ‪.‬‬

‫(‪)16‬‬

‫ويرجع األساس الصحيح لهذا االختصاص إلي أن ؛ الوطن يخضع لوالية القضاء الوطني‬ ‫سواء كان مقيما في الجمهورية أم خارجها وهذه الوالية إقليمية بالنسبة للمواطنين واألجانب‬ ‫المقيمين في إقليم الدولة ‪ ،‬وشخصية بالنسبة للمواطنين المقيمين في الخارج‬

‫(‪)17‬‬

‫وتعليقا علي هذا النص يمكننا إبداء المالحظات التالية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬نص م ‪ 28‬مرافعات لم يتطلب أي شرط آخر بجوار شرط الجنسية المصرية لكي يثبت‬ ‫االختصاص للمحاكم المصرية ‪ ،‬رغم أن الضرورات العملية تتطلب إقامة الشخصية في‬ ‫الجمهورية حتى يمكن أن ينفذ عليه الحكم الصادر في غير صالحه ‪ .‬ولكن صراحة النص‬ ‫وعمومية لم تدع مجاالً للقول بذلك وتكتفي بكون المدعي عليه مصري الجنسية ‪.‬‬ ‫‪ .2‬كما أنه يثبت االختصاص للمحاكم المصرية حتى ولو كان المدعي عليه مقيما بالخارج وسواء‬ ‫كان رافع الدعوي المصرياً أم أجنبياً ‪.‬‬ ‫‪ .3‬كما يثبت هذا االختصاص ولو كان سبب العالقة محل النزاع منشأ في مصر أو في الخارج ‪،‬‬ ‫وسواء كان القانون المصري هو القانون الواجب التطبيق أم القانون األجنبي ‪.‬‬ ‫‪ .4‬إطالق لفظ المصري في النص يعني أن االختصاص ينعقد لألشخاص المصرية الطبيعية‬ ‫واالعتبارية ‪ ،‬وقصر النص علي األشخاص الطبيعية تقيد ال محل له ألن المطلق يظل علي‬ ‫إطالقه حتى يأتي ما يقيده والنص هنا جاء عاماً بدون تقييد ‪.‬‬ ‫‪ 14‬أنظر د ‪ /‬فؤاد عبد المنعم رياض ‪ ،‬د‪ /‬سامية راشد ‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي الخاص ‪ ،‬دار النهضة العربية‬ ‫‪ ، 1979 ،‬ص ‪. 438‬‬ ‫‪ - 15‬انظر‪ ،‬د ‪ /‬عز الدين عبد هللا ‪،‬القانون الدولي الخاص ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ، 1972 ،‬ص‬ ‫‪ 672‬بند ‪. 179‬‬ ‫‪ - 16‬أنظر د ‪ /‬بدر الدين عبد المنعم شوقي ‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص ‪ ، 1990 ،‬بدون دار نشر ‪ ،‬ص‬ ‫‪. 69‬‬ ‫‪ -17‬انظر‪ ،‬د ‪ /‬عز الدين عبد هللا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 674‬د‪ /‬عبد الواحد محمد الفار ‪ ،‬بحث مقدم لمجلة‬ ‫الدراسات القانونية ‪ ،‬كلية الحقوق – جامعة أسيوط ‪ ،‬العدد ‪ 18‬يونيو ‪ ، 1996‬ص ‪. 30‬‬ ‫‪10‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫‪ .5‬حكم م ‪ 28‬جاء عاماً يشمل جميع العاوي سواء ما تعلق منها باألحوال الشخصية أم العينية ‪.‬‬ ‫وفي النهاية وعند تقييمنا لمدعي إلزامية نص م ‪ 28‬فإننا نري أنه ‪ ،‬إذا كان تقرير االختصاص‬ ‫للمحاكم المصرية ( محكمة جنسية المدعي عليه ) فيه امتياز للمدعي عليه فإنه يجوز التنازل‬ ‫عنه بإرادته (‪ ، )18‬ألن مالك الحق يملك التنازل عنه كما يملك المطالبة به ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االختصاص القائم علي محكمة موطن المدعي عليه ‪:‬‬ ‫يعتبر هذا المبدأ من أهم المبادئ التي يقوم عليها كل من االختصاص القضائي الدولي‬ ‫واالختصاص الداخلي ( المحلي ) للمحاكم ‪ ،‬فالمدعي هو الذي يسعي لمحكمة المدعي عليه‬ ‫ليقاضيه أمامها ‪ ،‬وأساس ذلك ؛ أن األصل هو براءة ذمة المدعي عليه إلي أن يثبت المدعي‬ ‫العكس وليس ليس من العدل في شيء أن يذهب المدعي عليه إلي محكمة المدعي الذي يتضح‬ ‫أن دعواه كيدية ويتكبد المدعي عليه نفقات االنتقال ‪.‬‬ ‫كما أن دفاع المدعي عليه عن نفسه يكون أيسر أمام المحاكم األجنبية ‪ ،‬كما أن إعمال مبدأ‬ ‫قوة النفاذ لألحكام يكون أيسر في المحاكم الوطنية عند تنفيذه منه في المحاكم األجنبية ‪.‬‬ ‫حيث يمكن للمحكمة تنفيذ حكمها علي مال المدعي عليه بسهوله ويسر ؛ ألنه في دائرة‬ ‫سلطتها ‪ ،‬كما أن مثوله أمام هيئة قضائية غير معروفة يؤدي لصعوبة اختيار محامي ‪ ،‬ومما‬ ‫سبق فإن محكمة موطن المدعي عليه هي أقدر المحاكم علي إلزامه بالحكم ‪.‬‬

‫( ‪)19‬‬

‫وعلي ذلك تعرض التشريع لتنظيم هذا األمر بما جاء بنص م ‪ 29‬مرافعات التي تنص علي‬ ‫أن " تختص محاكم الجمهورية بنظر الدعاوي التي ترفع علي األجنبي الذي له موطن أو محل‬ ‫إقامة في الجمهورية ‪" ....................‬‬ ‫يتضح من النص أن المشرع يعقد االختصاص لمحل الجمهورية بالنسبة لألجانب الذين لهم‬ ‫موطن أو محل إقامة في مصر ‪.‬‬

‫( ‪)20‬‬

‫والواقع أن تحديد معني الموطن أو اإلقامة يكون دائما بالرجوع إلي قانون القاضي ‪ ،‬إذا تعلق‬ ‫األمر بتفسير أحد قواعد االختصاص الوطنية ‪.‬‬ ‫فما معني الموطن ؟ وهل له معني واحد أم تتعدد معانيه ؟ وهل يختلف عن معني محل‬ ‫اإلقامة ؟‬ ‫‪ - 18‬انظر د ‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬قانون العالقات الخاصة الدولية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 70‬بند ‪. 67‬‬ ‫‪ - 19‬أنظر د ‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص ‪ ،‬المرجع السابق د ‪ /‬أحمد عبد الكريم‬ ‫سالمة ‪ ،‬قانون العالقات الخاصة الدولية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 74‬د‪ /‬هشام صادق ‪ ،‬تنازع االختصاص‬ ‫القضائي الدولي ‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية ‪ ، 1972 ،‬ص ‪. 76‬‬ ‫‪ - 20‬انظر‪ ،‬د ‪ /‬عز الدين عبد هللا ‪،‬القانون الدولي الخاص ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 678‬د ‪ /‬عبد هللا بن إبراهيم بن‬ ‫عبد هللا الناصر ‪ ،‬العقود اإللكترونية ‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة بحث مقدم لمؤتمر األعمال المصرفية إللكترونية بين‬ ‫الشريعة والقانون ص ‪ ، 2143‬د ‪ /‬عبد الواحد محمد الفار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪31 ، 30‬‬

‫‪11‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫كل هذه التساؤالت نزيل إبهامها في السياق التالي ‪:‬‬ ‫معني الموطن ‪ :‬ليس له معني محدد حيث ينقسم الموطن إلي موطن عام وموطن حكمي‬ ‫وموطن مختار وموطن خاص أو موطن األعمال ومحل اإلقامة ولكل واحد‬ ‫من هؤالء معنا مختلف عن اآلخر وله قاعدة وضابط يميزه ‪.‬‬ ‫فالموطن العام ‪ :‬هو المكان الذي يوجد فيه الشخص عادة بنية التوطن فيه وهذا يعقد‬ ‫الختصاص لمحكمة هذا الوطن‬ ‫الموطن الخاص ‪ :‬هو المكان الذي يباشر فيه الشخص تجارة أو حرفة ويعد موطنا له بالنسبة‬ ‫إلدارة األعمال المتعلقة بهذه التجارة أو لحرفة ‪ ،‬ويعقد االختصاص لمحاكمة وقد يطلق عليه‬ ‫موطن األعمال ‪.‬‬ ‫الموطن الحكمي أو الموطن القانوني ‪ :‬هو الموطن الذي حدده المشرع بالنسبة لألشخاص الذين‬ ‫لديهم عارض يحول دون مباشرتهم حياتهم القانونية ‪ ،‬مثل القصروالمحجوز عليهم ‪ ،‬المفقودين ‪،‬‬ ‫الغائبين وهؤالء يباشرون أعمالهم القانونية بواسطة شخص آخر موطن هذا الشخص هو الموطن‬ ‫الحكمي ‪.‬‬ ‫الموطن المختار ‪ :‬هو الموطن الذي يختاره الشخص لتنفيذ عمل قانوني معين ويكون هذا‬ ‫الموطن هو موطنا تختص محاكمة بكل ما يتعلق بهذا العمل إذا اشترط صحة قصر هذا‬ ‫الموطن علي أعمال دورية أخري ‪.‬‬ ‫بعد أن تعرفنا علي الموطن وأنواعه وحكمه ننتقل إلي تعريف بماهية محل اإلقامة ‪.‬‬ ‫محل اإلقامة هو ‪:‬يتحقق فيه العنصر المادي لمفهوم الموطن وهو تواجد الشخصية فيه دون‬ ‫العنصر المعنوي وهو نية البقاء واالستقرار فيه بعبارة أوضح تعد دولة ما محل‬ ‫إقامة للشخص لمجرد وجود سكن لهذا الشخص علي إقليم هذه الدولة ‪.‬‬ ‫ويعد اإلشارة إلي معني الموطن ومحل اإلقامة وأحكامها يجب التنويه لحالة هامة قد يتواجد فيها‬ ‫الشخص وهي حالة ‪.‬‬ ‫الوجود العارض للمدعي عليه في مكان ما‪،‬هل يمكن عقد االختصاص لمحكمة هذا‬ ‫المكان ؟ وهذه الحالة يتصور فيها وجود شخص بصورة عارضة أو مؤقتة علي إقليم دولة معينة‬ ‫بغرض السياحة أو العالج مثال ‪ ،‬أو ألي سبب عارض وفي هذا الغرض تتجه أغلب‬ ‫التشريعات التي تأخذ به تشترط ألعماله أن يتم إعالن الدعوي للمدعي عليه وهو في هذا المكان‬ ‫سواء كان وجوده به اختياريا أم إجباريا‬ ‫يبقي لنا أن نجيب علي تساؤلين ‪:‬‬

‫‪12‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫األول ‪ :‬ما هو الحكم لو تعدد المدعي عليهم ؟ ما هو الحكم لو غير المدعي عليه موطنه ؟‬ ‫وماذا لو تعدد موطن المدعي عليه ؟‬ ‫الثاني ‪ :‬ما هو موقف الشخص االعتباري ؟ وما هو نطاق االعتداد بالنسبة له‬ ‫وسوف نجيب علي هذه التساؤالت بين طيات األسطر التالية ‪:‬‬ ‫في حالة تعدد المدعي عليهم ‪ :‬فيما يتعلق بهذه الحالة فإن المشرع لم يغفل إدراك تنظيم له فنص‬ ‫في م ‪ 9 /30‬مرافعات الجديد علي اآلتي ‪:‬‬ ‫" تختص محاكم الجمهورية بالدعاوي التي ترفع علي األجنبي الذي ليس له موطن أو محل‬ ‫إقامة بالجمهورية إذا كان ألحد المدعي عليهم موطن أو محل إقامة بالجمهورية "‬

‫(‪)21‬‬

‫من هذا النص يتضح أن ‪ ،‬إذا رفعت دعوي أمام أحد محاكم الجمهورية علي أساس أنها محكمة‬ ‫موطن المدعي عليه فإن والية هذه المحكمة تمتد لسائر المدعي عليهم في حالة تعددهم ‪.‬‬ ‫ولكن يجدر اإلشارة أنه ‪ ،‬لو تنازل المدعي عن دعواه قبل المدعي عليهم الذي عقد لمحكمه‬ ‫موطنهم االختصاص فإن والية هذه المحكمة تزول بالنسبة للباقين من المدعي عليهم ‪.‬‬ ‫إو ن كان الهدف من إعمال هذا النص هو ضمان سير العدالة بإصدار حكم واحد فى منازعة‬ ‫تعدد أطرافها لتفادي صدور أحكام متضاربة بصدد نفس النزاع ‪ ،‬ولكن يشترط ألعمال هذا الحكم‬ ‫اختصاص محكمة المدعي عليهم بصفة أصلية ‪ ،‬وأن يكونوا مرتبطين ارتباط جدي ‪ .‬وأن يكون‬ ‫تعددهم حقيقي ‪ ،‬ويجب أن تكون المحكمة المختصة موطن أحدهم‬

‫(‪)22‬‬

‫أما في حالة تغير المدعي عليه موطنه ‪ ،‬فالقاعدة أن العبرة بمحكمة موطنه وقت رفع‬ ‫الدعوي منعاً لتحاليل المدعي عليه من أجل اإلفالت من اختصاص محكمة موطنه األول ‪.‬‬ ‫أما في حالة تعدد موطن المدعي عليه ‪:‬فالمنطق إو ن كان يقتضي أن يختار‬ ‫المدعي محكمة الموطن المالئم بالنسبة له نظ اًر ألنه في هذه الحالة ‪ ،‬وطبقا للنص يكون محاكم‬ ‫كل موطن من مواطن المدعي عليه صالحة لالختصاص بالفصل في الدعوي ومن حق المدعي‬ ‫إقامة الدعوي أمام أي منهم ‪.‬‬

‫ولكن رأينا الخاص رغم ذلك أنه ‪:‬‬ ‫تأسيسا علي أن المادة ‪ 29‬مرافعات عندما تحدثت عن شرط محل اإلقامة أو الموطن لعقد‬ ‫االختصاص لمحكمة موطن المدعي عليه كان ذلك لتحقيق مصلحة المدعي عليه أو محل‬ ‫‪ - 21‬أنظر د ‪ /‬فؤاد عبد المنعم رياض ‪ ،‬د‪ /‬سامية راشد ‪ ،‬الوسيط في القانون الدولي الخاص ‪ ،‬دار النهضة‬ ‫العربية ‪ ، 1979 ،‬ص ‪. 437‬‬ ‫‪ - 22‬انظر د ‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬قانون العالقات الخاصة الدولية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 82‬ص ‪83‬‬ ‫‪13‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫إقامته يكون االختصاص للمحكمة التي يكون المدعي عليه متواجدا علي إقليمها بالفعل إو ال لما‬ ‫تحققت الغاية من النص ‪.‬‬ ‫أما عن موطن الشخص االعتباري ‪ :‬فإنه نظ اًر لعموم النص فإنه يسري بالنسبة للشخص‬ ‫االعتباري ما يسري بالنسبة للشخص الطبيعي من أحكام ‪ ،‬ولكن تحديد موطن الشخص‬ ‫االعتباري تذهب بعض التقنيات ومنها التقنين المصري إلي تحديد موطن الشخص االعتباري‬ ‫وفقا لمركز إدارته الرئيسي ‪ ،‬فيعد متواطناً في المكان الذي به محل إدارته الرئيسي ‪ ،‬ولم يكتفي‬ ‫(‪)24‬‬

‫المشرع بذلك بل عقد االختصاص لمحكمة موطن الفرع (‪ )23‬أو محكمة موطن الوكالة ‪.‬‬ ‫ومما سبق يتبين أن ‪:‬‬

‫‪ .1‬نص المادة ‪ 29‬مرافعات يتسع نطاقه ليشمل دعاوي األحوال العينية إال ما استثني منها‬

‫(‪)25‬‬

‫وكذلك دعاوي األحوال الشخصية ‪ .‬فهو ضابط قانوني وعام يقوم علي فكرة قانونية وال يقتصر‬ ‫إعماله علي طائفة محددة من النازعات ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن االختصاص ينعقد للمحاكم الوطنية بناءا علي كون المدعي عليه متوطناً أو مقيما في‬ ‫الجمهورية‬ ‫‪ .3‬أن المشرع أكتفي بمجرد اإلقامة لعقد االختصاص للمحاكم الوطنية ولم يشترط الموطن فقط ‪.‬‬ ‫بذلك قد نكون عرضنا الضوابط الشخصية لالختصاص القضائي التي يتم إعمالها في حالة عدم‬ ‫اتفاق األطراف علي عقد االختصاص لمحكمة دولة معينة ‪.‬‬ ‫ويثور التساؤل اآلن لو تم هذا االتفاق ( الخضوع االختياري) فكيف يتم؟ وما هي أحكامه ؟ ‪ .‬كل‬ ‫تفصيالت هذا األمر سنقوم بمعالجتها في غضون األسطر التالية إن شاء اهلل‬ ‫ثالثا ‪ :‬االختصاص القضائي لمحاكم الجمهورية القائم علي الخضوع االختياري " قبول الخصم‬ ‫"‪:‬‬ ‫تنص م ‪ 32‬مرافعات علي أن " تختص محاكم الجمهورية بالفصل في الدعوي ولو لم‬ ‫تكن داخلة في اختصاصها طبقا للمواد السابقة إذا قبل الخصم واليتها طراصة أو ضمنا ‪".‬‬ ‫مؤدي هذه القاعدة أنه ؛ يجوز لألطراف االتفاق علي عقد االختصاص القضائي للفصل في‬ ‫الدعاوي التي ستنشأ بينهم في المستقبل أو الناشئة بينهم لمحكمة معينة غير مختصة بالفصل‬ ‫في النزاع طبقاً للقواعد العامة لالختصاص القضائي الواردة في مواد المرافعات ‪ ،‬ألنه ال معني‬

‫‪-23‬الفرع هو ‪ /‬امتداد للشركة األصلية‬ ‫‪ - 24‬موطن الوكالة ‪ /‬هو موطن الشخصية االعتباري الذي يعمل لحساب األصل ويقوم بتوزيع منتجاته بتوكيل مثل‬ ‫توكيل لخدمات المحمول‬ ‫‪ -25‬العقارات الواقعة في الخارج‬ ‫‪14‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫الشتراط قبول األطراف الخضوع لوالية القضاء المصري إذا كان القضاء المختص أصالً وفقاً‬ ‫ألي ضابط آخر من الضوابط العامة ‪.‬‬

‫(‪)26‬‬

‫أما عن طبيعة الخضوع االختياري فنجد أن ‪ ،‬هذا الشرط يطلق عليه الشرط المانح لالختصاص‬ ‫القضائي فهو يمثل شرطا جالباً لالختصاص لمحكمة الدولة التي يتفق األطراف علي الخضوع‬ ‫لها وشرطاً سالباً لالختصاص المحكمة المختصة أصالً بنظر النزاع ‪.‬‬ ‫ويجب التنويه إلي أن ‪ ،‬الطبيعة العقدية لمثل هذا االتفاق غير مذكورة حتى في حالة‬ ‫القبول الضمني ‪ ،‬ورغم ذلك ال يمكن القول بأن هذا االتفاق يحقق مصلحة خاصة لألفراد أطراف‬ ‫العقد ‪ ،‬إو نما يتعلق بتعديل االختصاص القضائي وبالدعاوي القضائية ‪.‬‬ ‫وهذا يجعلنا نقول أن ‪ ،‬الطبيعة اإلجرائية لهذا العقد ال تغيب عنه بل تعمل جنباً إلي‬ ‫جنب مع الطبيعة العقدية ‪ ،‬لالتفاق علي اختيار قضاء معين ‪ ،‬ومما ال شك فيه أن تدخل‬ ‫الجانب اإلجرائي فيه تحديد طبيعة الخضوع اإلرادي لوالية المحاكم الوطنية اليدع مجاالً لقانون‬ ‫اإلرادة الذي يحكم العقد لينفرد بحكم الشرط الخاص بتحديد المحكمة المختصة ‪.‬‬ ‫فنظ اًر ألن الشرط األخير موضوعة تعديل االختصاص القضائي لمحكمة غير مختصة أصالً‬ ‫بنظر النزاع ‪ ،‬ولذلك فمن المتصور أن يتدخل قانون القاضي أي عقد االختصاص لمحكمة غير‬ ‫مختصة أصالً بنظر النزاع ‪ ،‬ولذلك فمن المتصور أن يتدخل قانون القاضي أي قانون المحكمة‬ ‫التي اتفق األطراف علي عرض النزاع أمامها لتحديد اآلثار المترتبة علي اتفاق األطراف علي‬ ‫الخضوع لوالية هذا القضاء ويقف قانون القاضي عند هذا الحد ‪ ،‬علي أن يظل حكم شروط‬ ‫صحة االتفاق‬ ‫( ‪ . )27‬خاضعا للقانون الذي يحكم العقد المدرج فيه الشرط المانح لالختصاص ( قانون اإلرادة)‬ ‫(‪)28‬‬

‫وقد اتفق الفقه علي عدم إمكانية األخذ بالتطبيق الجامع لقانون الحكمة التي اتفق األطراف علي‬ ‫منحها االختصاص والمحكمة المختصة أصال بنظر النزاع ‪.‬‬ ‫إو ن كان األستاذ ( دي ال بردايل) قد قال " أنه يمكن أخذ قواعد االختصاص القضائي‬ ‫للمحكمة المختصة أصالً بنظر الدعوي كشرط لتطبيق قانون القاضي الذي اتفق أصالً علي‬ ‫تخويله االختصاص "‬

‫(‪)29‬‬

‫‪ -- 26‬انظر د ‪ /‬صالح المنز الوي ‪ ،‬االختصاص القضائي ‪ -‬بالنازعات الخاصة واالعتراف والتنفيذ الدولي‬ ‫لألحكام األجنبية ‪ ،،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ - ، 114‬أنظر د ‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬دراسات في القانون الدولي‬ ‫الخاص ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪129‬‬ ‫‪ - 27‬مثل التحقق من وجود االتفاق السابق والتأكد من سالمة التراضي ‪.‬‬ ‫‪ --28‬انظر د ‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ،91‬د ‪ /‬عبد الواحد محمد الفار ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬ ‫ص ‪33‬‬ ‫‪ - - 29‬انظر د ‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬قانون العالقات الخاصة الدولية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪93‬‬ ‫‪15‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫أما عن شروط التطبيق ضابط الخضوع االختياري فرغم أن م ‪ 32‬مرافعات لم تبينها فأنها يمكن‬ ‫أن تستنتج من الشروط التي تقررها حسن إدارة العدالة لتتبلور في اآلتي ‪-:‬‬

‫(‪)30‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬جدية ارتباط النزاع بإقليم المحكمة التي اتفق األطراف علي عقد االختصاص‬ ‫لها ‪:‬‬ ‫وذلك الشرط يتأسس علي ضمان حسن اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ األحكام الصادرة‬ ‫من هذه المحكمة فلم يطلق المشرع العنان إلرادة األطراف في االختيار بل يجب أن تكون‬ ‫مصالح الخصوم أو أحدهم علي األقل مرتبطة بإقليم المحكمة المختارة لضمان فاعلية تنفيذ‬ ‫الحكم الصادر في النزاع ‪.‬‬ ‫الشرط الثاني ‪ :‬عدم انطواء االتفاق علي غش ‪:‬‬ ‫فيجب أن يكون االتفاق صحيحاً وسليماً وهذا هو الوجه اآلخر للشرط األول وهذا الشرط يمنع‬ ‫ما يسمي بالغش نحو االختصاص الذي يتمثل في اختيار الخصمين أو أحدهما للمحكمة‬ ‫التي يعلم أنها ستطبق قانوناً من تلقاء نفسها وتلبي رغباتهم علي خالف القانون ‪.‬‬ ‫وجزاء ذلك هو رفض شمول الحكم الصادر من هذه المحكمة بالتنفيذ بناءاً علي الغش‬ ‫الشرط الثالث ‪ :‬يجب أن يكون النزاع ذا صفة دولية ‪:‬‬ ‫وهذا الشرط إن كان شرطاً بديهياً إال أننا تعمدنا ذكره من أجل أن نشير أنه يدع مجاالً‬ ‫واسعاً للسلطة التقديرية للقاضي في تقدير توافر الصفة الدولية للمنازعة مما يخشي معه تحكم‬ ‫القاضي في هذا التقدير تحكما يضر بالخصوم ‪.‬‬ ‫الشرط الرابع ‪ :‬أال تكون المحاكم المصرية مختصة أصال بنظر النزاع ‪:‬‬ ‫وهذا الشرط من أهم شروط الخضوع االختياري ومؤاده هو عدم اختصاص المحاكم‬ ‫المصرية أصالً بنظر النزاع ‪ ،‬وعلي ذلك لو اتفق األطراف علي الخضوع لوالية القضاء المصري‬ ‫وكان هذا القضاء مختص أصالً طبقاً ألحد الضوابط العامة لالختصاص الواردة في مواد قانون‬ ‫المرافعات فإن هذا االتفاق يكون عديم القيمة ‪.‬‬

‫(‪)31‬‬

‫‪ -- 30‬انظر د ‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬قانون العالقات الخاصة الدولية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪93‬‬ ‫‪ -31‬أنظر د – صالح المنزالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬ ‫‪16‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫المطلب الثالث‬ ‫الضوابط الموضوعية لالختصاص‬ ‫القضائى فى مجال عقود التجارة الدولية‬ ‫وهذه الضوابط مضمونها يتعلق باتصال عناصر المنازعة الموضوعية بإقليم الجمهورية وقد‬ ‫تضمنت النص عليها ‪ 30/2‬من قانون المرافعات حيث نصت على أن " تختص محاكم‬ ‫الجمهورية بنظر الدعاوى التى ترفع على األجنبى الذى ليس له موطن أو محل إقامة فى‬ ‫الجمهورية إذا كانت الدعوى متعلقة بمال موجود فى الجمهورية أو متعلقة بإلتزام نشأ أو نفذ أو‬ ‫كان واجباً تنفيذه فيها ‪" ..........‬‬ ‫من هذا النص يتضح أن م ‪ 30‬من قانون المرافعات قد عددت الضوابط الموضوعية‬ ‫لالختصاص القضائى فى اختصاص محكمة موقع المال أو اختصاص محكمة محل نشأة‬ ‫األلتزام واختصاص محكمة محل تنفيذه ‪ ،‬وسنتناول فى السياق التالى كل ضابط من الضوابط‬ ‫السابقة على حده بشئ من التفصيل ‪.‬‬ ‫أوالً ‪ :‬اختصاص محكمة موقع المال‪:‬‬ ‫نجد أن هذا االختصاص طبقاً للمادة ‪ 30‬مرافعات سالفة الذكر يقضى بأنه إذا تعلق‬ ‫النزاع بمال موجود فى مصر هى حالة جالبة لالختصاص للمحاكم المصرية حتى ولو كانت‬ ‫الدعوى مرفوعة على أجنبى ليس له موطن أومحل إقامة فى دولة موقع المال ‪.‬‬ ‫إذاً يتضح هنا أن المشرع اتخذ من موقع المال أساساً لعقد االختصاص للمحاكم المصرية‬ ‫دون نظر لتوافر أى شرط فى المدعى عليه ‪ ،‬باإلضافة إلى أنه لم يشترط أى شرط فى المدعى‬ ‫سواء كان أجنبياً متوطناً أو مقيماً فى مصر أوفى الخارج ((‪ ، )33‬كما أن عمومية لفظ األموال‬ ‫يتضح منها أنه اليختص بنوع معين من األموال وبالتالى الدعاوى بل يشمل جميع األموال‬ ‫والدعاوى فى اختصاصه ‪.‬‬ ‫ويرجع إقرار المحكمة لهذه القاعدة إلى عدة إعتبارات ((‪ )34‬بعضها عملى ومنها ‪ ،‬أن‬ ‫محكمة موقع المال هى األقدر على اتخاذ إجراءات التحقيق والمعاينة الخاصة بالمال ‪.‬‬ ‫والبعض اآلخر منها قانونى ويتعلق بسيادة الدولة على إقليمها حيث يقضى هذا المبدأ ‪،‬‬ ‫بخضوع جميع المنازعات المتعلقة بأموال كائنة بها لوالية محاكمها ‪ ،‬كما أن قوانين تنظيم الملكية‬ ‫متعلقة بصالح المجموع وليس هناك أحرص من محكمة موقع المال للتطبيق على المنازعات‬ ‫المتعلقة بهذا المال ‪.‬‬ ‫(‪ 33‬أنظر ‪ ،‬د‪/‬عز الدين عبد هللا ‪ ،‬القانون الدولى الخاص ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪710‬‬ ‫(‪ 34‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬بدرالدين عبد المنعم شوقى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪101‬‬ ‫‪17‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫والبعض اآلخر من هذه االعتبارات متعلقة بكفالة تنفيذ األحكام فالدولة لن تعترف بتنفيذ‬ ‫أحكام على أقليمها صادرة من دولة أجنبية ألن ‪ ،‬ذلك يتعلق بسيادتها ‪.‬‬ ‫يتضح من ذلك أن ؛ هذه القاعدة تقوم على ضابط موضوعى وواقعى إذ يكفى وجود المال‬ ‫بالفعل على إقليم الدولة لتقرير االختصاص لمحاكمها بصرف النظر عن أطراف النزاع ‪ ،‬كما أنه‬ ‫ضابط أقليمى يتحدد بالنظر إلقليم الدولة وضابط خاص ألنه يقتصر على طائفة معينة من‬ ‫المنازعات وهى المنازعات المتصلة بالمال ‪.‬‬ ‫ومايجدر بنا اإلشارة إليه أنه إذا تعددت أجزاء المال بحيث وقع كل جزء من المال فى‬ ‫دولة فإن محاكم الجمهورية التختص إال بالمنازعات المتعلقة بجزء المال الواقع بها ((‪. )35‬‬ ‫ومايجب التنويه إليه أنه ‪ ،‬يكفى لعقد االختصاص لمحكمة موقع المال أن يكون هذا المال‬ ‫محـالً لاللتزام واليشترط نشأة االلتزام فى دولة المال بل يكفى أن يكون هذا المال محل االلتزام‬ ‫موجود فى هذه الدولة((‪ )36‬فأساس االختصاص مجرد تعلق االلتزام بمال موجود فى الجمهورية ‪.‬‬ ‫والعبرة فى تحديد موقع المال هو موقع المال وقت رفع الدعوى حتى ولو تغير موقع هذا‬ ‫المال بعد رفع الدعوى تظل محاكم الجمهورية لموقعه األول مختصة بنظر النزاع ‪ ،‬وذلك حتى‬ ‫التتاح الفرصة للتحايل على القانون والتهرب من اختصاص المحكمة التى يرى المتحايل أن‬ ‫)‬

‫أحكامها ليست فى صالحة((‪37‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اختصاص محكمة محل نشأة االلتزام أومحل تنفيذه‪:‬‬ ‫تنص م ‪ 30/2‬مرافعات على أن " تختص محاكم الجمهورية بنظر الدعاوى التى ترفع‬ ‫على األجنبى الذى ليس له موطن أومحل إقامة بالجمهورية ‪ .......‬إذا كانت الدعوى متعلقة‬ ‫بالتزام نشأ أو نفذ أو كان واجباً تنفيذه فى الجمهورية " ‪.‬‬ ‫هذه المادة تعقد األختصاص لمحاكم الجمهورية إذا كان محل نشأة االلتزام ‪ (ß‬محل‬ ‫انعقاد التصرف القانونى ) أومحل تنفيذ االلتزام ‪ ( ß‬مكان تنفيذ العقد ) فى الجمهورية ‪.‬‬ ‫فضابط االختصاص لهذه القاعدة هو محل مصدر االلتزام أومحل تنفيذه وهما ضابطان‬ ‫موضوعيان إقليميان ‪ ،‬خاصان يتعلقان بطائفة معينة من المنازعات وهى تلك المتعلقة‬

‫(‪ 35‬أنظر‪ ،‬د‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬نفس الموضوع السابق ‪.‬‬ ‫(‪ 36‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬عز الدين عبد هللا ‪ ،‬القانون الدولى الخاص ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫(‪ 37‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪712‬‬ ‫‪18‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫بااللتزامات((‪ . )38‬دون التقيد بنوع الدعوى ‪ .‬ودون التقييد بشروط خاصة فى المدعى أو‬ ‫المدعى عليه((‪. )39‬‬ ‫كما أنه اليقتصر هذا االختصاص على نوع معين من االلتزامات فيمكن أن يكون االلتزام‬ ‫عقدياً أو تقصيرياً طالما أن إقليم الجمهورية كان محال لنشأة االلتزام أو محالً لتنفيذه حتى ولو‬ ‫تعين فقط التنفيذ فيه ضمن شروط العقد ولو لم يتم فعالً((‪. )40‬‬ ‫وعلة ذلك أن ؛ محكمة محل االلتزام هى غالباً األكثر إلماماً بالظروف والمالبسات‬ ‫المحيطة به ‪ ،‬وكما هو معروف أن االلتزامات إما إلتزامات تعاقدية إو ما إلتزامات غير تعاقدية‬ ‫ونظ اًر ألننا فى مجال العقود فسنقتصر فى حديثنا على االلتزامات التعاقدية ‪.‬‬ ‫محل االلتزام هو المكان الذى تم فيه العقد ‪ ،‬أما عن نشأة االلتزام فإنه يظهر من نص م‪30‬‬ ‫مرافعات أن محاكم الجمهورية تختص بالنزاع لمجرد أن االلتزام نشأ فيها أى أبرم فيها((‪. )41‬‬ ‫هناك فارق بين مكان تمام العقد فى حالة التعاقد بين غائبين عنه فى حالة التعاقد بين‬ ‫حاضرين((‪. )42‬‬ ‫الحالة األولى ‪ :‬لو كان التعاقد بين حاضرين ‪:‬‬ ‫هذه الحالة التثير أدنى مشكلة ويختص قانون البلد بتحديد متى يكون العقد قد تم ‪ ،‬ويدخل‬ ‫فى هذه الحالة أيضاً التعاقد مع وكيل أحد الطرفين ألنه يمثل موكله داخل مجلس العقد‬ ‫يتبين مما تقدم أن ‪ ،‬محل نشأة االلتزام التعاقدى هو المكان الذى يتواجد فيه طرفى العقد‬ ‫الحاضرين مجلسه أو وكيلهما أو أحد الطرفين ووكيل اآلخر ويختص قانون هذا المكان ببيان‬ ‫متى يكون العقد قد تم ‪.‬‬ ‫الحالة الثانية ‪ :‬حالة التعاقدين غائبين ‪:‬‬ ‫األمر فى هذه الحالة محل خالف ‪ ،‬ولكن يتفق على أن يرجع لقانون البلد الذى تم فيه‬ ‫التعاقد وعملية تماماً التعاقد مسئلة تكييف تخضع للقاضى ويطبق فيها قانونه ‪.‬‬ ‫ونظ اًر ألننا نأخذ القانون المصرى كمثال فإنه يقتضى األمر بنا أن نوضح ما أجلناه فى هذا‬ ‫الشأن ‪.‬‬ ‫(‪ 38‬لمزيد من التفصيل أنظر د‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪102‬‬ ‫(‪ 39‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬عز الدين عبد هللا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪713‬‬ ‫(‪ 40‬أنظر د‪ /‬فؤاد عبد المنعم رياض ‪ ،‬د‪ /‬ساميه رشاد ‪ ،‬الوسيط فى القانون الدولى الخاص ‪ ،‬بدون دار نشر‪،‬‬ ‫‪ ، 979‬ص ‪، 438‬‬ ‫د‪ /‬عبد هللا بن إبراهيم بن عبد هللا الناصر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪2143‬‬ ‫(‪ )1‬أنظر د‪ /‬عز الدين عبد هللا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪714‬‬ ‫(‪ 42‬أنظر د‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪105‬‬ ‫‪19‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫القانون المصرى مثالً وفقا للمادة ‪ 97‬من القانون المدنى فإنه يأخذ بنظرية العلم بالقبول‬ ‫والتى تنص على أن " العقد مابين غائبين يعتبر أنه قد أبرم فى المكان الذى علم فيه الموجب‬ ‫بالقبول مالم يوجد إتفاق أو نص يقضى بغير ذلك " واليهم بعد ذلك إن كان العقد قد نفذ أو كان‬ ‫واجباً تنفيذه بالخارج((‪.)1‬‬ ‫أما عن تنفيذ االلتزام فإن تنفيذ االلتزام العقدى يتحدد معناه وفقا لقانون القاضى ‪ ،‬حيث‬ ‫ينعقد األختصاص لمحاكم الجمهورية إذا تعلقت الدعوى بالتزام عقدى وكانت األخيرة ( محاكم‬ ‫الجمهورية ) محل تنفيذه سواء كان قد نفذ بالفعل أولم يتم بعد ‪ .‬ويرجع فى تحديد معنى‬ ‫األلتزامات العقدية لقانون القاضى خاصة إذا تعلق األمر بتفسير قاعدة من قواعد االختصاص‬ ‫الوطنية ‪.‬‬ ‫ومايجدراإلشارة إليه أن ‪ ،‬المشرع لم يفرق بين العقود المدنية والعقود التجارية ؛ فتختص‬ ‫محاكم الجمهورية بنظر النزاع إذا أبرم العقد أو نفذ أو كان واجب التنفيذ فى الجمهورية سواء كان‬ ‫عقداً مدنياً أم تجارياً ‪.‬‬ ‫ولكن مايجدر اإلشارة إليه أن المشرع المصرى هو الذى وضع هذه القاعدة وتبنى هذا‬ ‫االتجاه على خالف القانون الفرنسى ‪ ،‬وحكمته فى ذلك أن ‪ ،‬إذا كانت المواد التجارية تقتضى‬ ‫حلوالً موضوعية تختلف عن التى تستلزمها المدنية إال أن قواعد اإلسناد أو قواعد تنازع القوانين‬ ‫هى قواعد عامه تالئم كال النوعين ‪.‬‬ ‫كما أنه لو أن طرفى النزاع لم يلجأ لقضاء التحكيم لفض النزاع التجارى يكون المختص‬ ‫( ‪)2‬‬

‫فى الحالتين هو القضاء الوطنى سواء كانت منازعة مدنية أم تجارية (‬

‫كما أننا نود اإلشارة إلى أنه عند المفاضلة بين محكمة نشأة االلتزام التعاقدى ومحكمة‬ ‫تنفيذه ‪ ،‬فقد ذهب البعض إلى عقد االختصاص لمحكمة تنفيذ العقد باعتبار التنفيذ هو العنصر‬ ‫األساسى فى العقد ‪.‬‬ ‫بينما ذهب البعض اآلخر ونحن نؤيده إلى ترك األمر لصاحب الشأن الختيار المحكمة‬ ‫التى تتناسب مع مصالحه((‪. )1‬‬

‫خالصة هذا المبحث أن ‪:‬‬

‫((‪ )1‬أنظر د‪ /‬أحمد عبد الكريم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر د‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪103‬‬ ‫((‪ )1‬لمزيد من التفصيل ‪ ،‬أنظر د‪ /‬بدر الدين عبد المنعم ‪ ،‬المرجع السابق‬ ‫‪20‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫أن االختصاص التحكيمى فى عقود التجارة الدولية يخضع للعديد من المعايير ‪ ،‬التى‬ ‫يحكمها سلطان اإلرادة لدى المتعاقدين ‪ ،‬كما أن الفقه قد قسم الضوابط العامة لالختصاص‬ ‫القضائى إلى نوعين ضوابط موضوعية وضوابط شخصية ويمكن أن يتفق المتعاقدين على عقد‬ ‫االختصاص لمحكمة معينه ‪ ،‬وهو ضابط الخضوع األختيارى وفى هذه الحالة يتم إعمال هذا‬ ‫الضابط دون األثنين األولين ‪ ،‬ألنه عند ذلك اليكون هناك مجال إلعمالهما لوجود إرادة‬ ‫للمتعاقدين يجب إعمالها ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫المبحث الثانى‬ ‫مدى مالئمة تطبيق قواعد االختصاص‬ ‫القضائى والتحكيمى التقليدية على عقود التجارة اإللكترونية‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫يثير استخدام شبكات االتصال اإللكترونى فى إنجاز معامالت التجارة فى مجال العقود‬ ‫الدولية التى تتم عبر الشبكة عدة مسائل مرتبطة باالختصاص القضائى والتحكيمى بمنازعتها‬ ‫التى تثور عبر الشبكة من حيث ‪ ،‬اختيار المكان الذى سيجرى فيه تسوية النزاع ‪ ،‬وأيضاً تحديد‬ ‫معايير اختيار المحكمة المختصة بنظر النزاع من بين محاكم الدول المتنازعة فى االختصاص‬ ‫((‪.)1‬‬ ‫فى الواقع لو أردنا األلمام بالمشاكل المتعلقة بذلك االستخدام لوجدنا أنها تتبلور فى جانبين‬ ‫من الصعوبات ‪ ،‬األول يرجع إلى طبيعة شبكات االتصال اإللكترونية والتى يجرى إنجاز‬ ‫التعامالت من خاللها ‪ ،‬أما الجانب الثانى فهو يتعلق بطبيعة المعايير أو الضوابط التقليدية التى‬ ‫التتسق مع طبيعة الشبكة والمعامالت التى تجرى عليها ‪ ،‬حيث ترتبط تلك المعايير بضوابط‬ ‫مكانية وجغرافية ‪ ،‬التستجيب لطبيعة المعامالت عبر الشبكة التى تتميز بالسرعة ‪ ،‬وتنفر من‬ ‫طابع التحديد المكانى والجغرافى وتقوم على معطيات إفتراضية وغير مادية ((‪.)2‬‬ ‫وبعد أن أصبحت التجارة اإللكترونية حقيقة واقعية اليمكن تجاهلها من جانب العاملين فى‬ ‫مجاالت المبادالت االقتصادية ‪ ،‬فإن مسألة مشاركة الدول فيها مسألة وقت ‪ ،‬ومن ثم فإن الدول‬ ‫مطالبة بتوفير البيئة المناسبة للتجارة األلكترونية إو ال فأنها لن تكون إال على الهامش فى ذلك‬ ‫االقتصاد الرقمى أو الشيكى((‪. )3‬‬ ‫ونرى من جانبنا أن هذا لن يتأتى ألى دولة فعله إال لو نجحت فى تذليل الصعوبات التى‬ ‫تواجه معامالتها اإللكترونية والتى من بينها ‪ ،‬صعوبة إعمال المعايير التقليدية لالختصاص‬ ‫القضائى فى مجال المعامالت اإللكترونية ‪.‬‬ ‫ففى الحقيقة أنه من المسلم به أنه ‪ ،‬اليمكن ألى نظام أن يوفر اليقين والقابلية للتنبؤ‬ ‫والتوقع الذين يستحيل بدونها إقامة عالقات تجارية دولية أوعمالية تتمتع بالثقة واالستقرار فى‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬الجوانب القانونية للتجارة األلكترونية ‪ ،‬وآلية تسوية منازعتها ‪ ،‬مؤتمر‬ ‫األعمال القانونية والمصرفية ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 1586‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬رسالة دكتوراه فى القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪،‬‬ ‫دار النهضة العربية ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪ ،‬ص ‪. 347‬‬ ‫((‪ )3‬أنظرد‪ /‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1575‬‬ ‫‪22‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫الحاضر والقدرة على التوسع واالزدهار فى المستقبل إال بإقامة أسس خاصة لتسوية المنازعات‬ ‫التى تحدث بين أطرافه((‪ . )1‬خاصة فيما يتعلق بتحديد المحكمة المختصة بنظر النزاع من بين‬ ‫محاكم الدول التى تنازع اختصاصها وكذلك تعين محكمين لفض النزاع ‪ ،‬وذلك لتوفير األمان‬ ‫واألستقرار للمتعاقدين عبر الشبكة ‪.‬‬ ‫وتأسيساً على ذلك سنتناول فى هذا الجزء من بحثنا عرضاً لبعض الصعوبات التى تواجه‬ ‫الضوابط التقليدية لألختصاص التحكيمى القضائى فى مجال العقود الدولية عند تطبيقها على‬ ‫المعامالت اإللكترونية فى مجال العقود التجارية التى تتم عبر الشبكة ‪ ،‬ثم نقوم بتقديم محاوالت‬ ‫الفقه لتقديم بعض الحلول للتغلب على هذه الصعوبات مع عرضه األعمال الدولية واألقليمية فى‬ ‫هذا الشأن وسيتأتى لنا عرض ذلك إن شاء اهلل من خالل المطلبين التاليين ‪.‬‬ ‫المطلـب األول ‪ :‬صعوبات إعمال المعايير التقليدية لألختصاص القضائى والتحكيمى فى مجال‬ ‫عقود التجارة اإللكترونية ‪.‬‬ ‫المطلـب الثانى ‪ :‬محاولة تفادى صعوبات إعمال تلك المعايير فى يعض العقود األلكترونية ‪.‬‬ ‫ولكن قبل عرض التفاصيل يجدر بنا اإلشارة إلى المنهج الذى سنتبعه فى العرض اال وهو ؟!‬ ‫أننا سنقوم بالربط بين المعايير والضوابط التقليدية لالختصاص التحكيمى وكذلك‬ ‫الضوابط الشخصية والموضوعية لالختصاص القضائى سالفة الذكر فى المبحث األول ‪ ،‬ومدى‬ ‫صالحيتها للتطبيق على المبحث الثانى حتى النقطع رباط حديثنا فى هذا المجال ‪.‬‬

‫المطلب األول‬ ‫صعوبات إعمال المعايير التقليدية‬ ‫لالختصاص التحكيمى والقضائى فى مجال عقود التجارة اإللكترونية‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬أتفاقية ( الجات ) أتفاقية العالمية ‪ ،‬الجزء الثانى ‪ ،‬د‪ /‬أحمد جامع ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ 2001 ،‬ص‬ ‫‪1401‬‬ ‫‪23‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫يقول األستاذ الفرنسى (‪ )louis locas‬أن منهج ماال يعدو أن يكون نظرية توقفت عن‬ ‫التطور فهو أكثر طريقة عمياء((‪. )1‬‬ ‫وبداية كل تطور هو االنتقاد وبيان أوجه الصور فلن يمكن ألحد أن يتطور إال لو وضع‬ ‫يده على الخطأ والقصور وحاول تقديم العالج((‪. )2‬وبتطبيق ذلك على حديثنا نجد أننا لجعل‬ ‫المعايير التقليدية للتجارة الدولية تتالئم مع التجارة األلكترونية فيما يتعلق بتحديد األختصاص‬ ‫القضائى والتحكيمى فإنه البد من التطرق لمعرفة الصعوبات التى تحول دون عمل هذا التالئم ‪.‬‬ ‫فكما سبق وأن أشرنا فى المبحث السابق أن كل دولة تقوم بعمل قواعد لالختصاص‬ ‫التحكيمى والقضائى تطبق على إقليمها تتماشى مع الحفاظ على سيادتها تمثلت فى إعمال مبدأ‬ ‫قانون اإلدارة المنفردة فى حالة إتفاق األطراف إو ن لم يوجد ذلك فقد وضع قواعد بعضها‬ ‫شخصى مثل ضابط الجنسية ‪ ،‬ضابط الموطن أو محل اإلقامة للمدعى عليه ‪ ،‬والبعض األخر‬ ‫موضوعى مثل محل نشأة اإللتزام ‪ ،‬موقع المال ‪ ،‬محل تنفيذ االلتزام ‪ .‬من هذا المنطلق كان‬ ‫هناك تساؤالً يطرح نفسه أال وهو ؛ هل هناك صعوبات تحول دون تطبيق تلك المعايير التقليدية‬ ‫على المجال االفتراضى للتجارة األلكترونية ؟ ولو كان هناك فما هى هذه الصعوبات ؟ ومن هنا‬ ‫فأننا إلزالة إبهام هذا التساؤل سنتناول بالعرض فى هذا المطلب صعوبات إعمال تلك المعايير‬ ‫التقليدية السابق عرضها تفصيالً فى المبحث السابق على عقود التجارة األلكترونية ‪ .‬ومن‬ ‫الجدير بالذكر فإننا سنقوم بالربط بين االختصاص التحكيمى والقضائى نظ اًر التفاقهما فى‬ ‫الصعوبات والمعايير ‪.‬‬ ‫أوالً ‪ :‬الخضوع اإلرادى أو قبول والية القضاء والتحكيم ‪:‬‬ ‫من الثابت قانوناً أن إرادة األنسان حرة بطبيعتها ‪ ،‬واليمكن أن تقيد االنسان إال بإرادته ‪،‬‬ ‫فاإلرادة هى أساس التصرف القانونى فهى التى تنشئة وهى التى تحدد آثاره وهذا ماعبر عنه‬ ‫الفقه ‪.‬‬ ‫مبدأ سلطان األرادة )‪ l'autonomie de la volonte ((1‬ويسمى فى مجال االختصاص‬ ‫القضائى والتحكيمى فيما يتعلق باالختيار للمحكمة المختصة أو المحكم بالنزاعات الدولية الناشئة‬ ‫عن العقود ( شرط األختصاص القضائى )((‪ )2‬أو ( الشرط المانح لألختصاص ) ‪.‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬أ‪.‬د‪/‬عصام القصبى ‪ ،‬تنازع األختصاص القانونى والقضائى الدوليين فى مجال التجارة األلكترونية ‪،‬‬ ‫مؤتمر األعمال المصرفية واأللكترونية ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون ‪ ،‬ص ‪. 1613‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬أ‪.‬د‪/‬عصام القصبى ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 1613‬‬ ‫((‪ )1‬راجع المطلب األول من المبحث األول ‪ ،‬ص ‪.‬‬ ‫((‪ )2‬مشار إليه د‪ /‬نعمان محمد خليل جمعه ‪ ،‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬القانون الواجب‬ ‫التطبيق على عقود التجارة اإللكترونية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ص ‪ 257‬بند ‪130‬‬ ‫‪24‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫وقد أشرنا فى المبحث األول من هذا البحث إلى معنى هذا الضابط ‪ ،‬ولكننا نجد أن‬ ‫إعمال هذا الضابط فى مجال المعامالت اإللكترونية يواجه عدة صعوبات منها ‪ ،‬مايتعلق‬ ‫باألختيارالصريح ومنها مايتعلق باألختيار الضمنى فقد وجدنا أنه قد يكون اختيار األطراف‬ ‫للمحكمة المختصة أو المحكم اختيا اًر صريحاً وقد يكون ضمنياً((‪. )3‬‬ ‫فيما يتعلق باالختيار أو الخضوع الصريح الذى يتم فيه االتفاق على المحكمة أو المحكم‬ ‫المختارين بموجب اتفاق شفهى أو مكتوب بين طرفى العقد ‪ ،‬ظاهرياً اليبدو أن هناك مشكلة فى‬ ‫حالة أن يقوم األطراف بالتعبير عن إرادتهما إيجابياً وقبوالً عبر شاشات الحواسيب اآللية طالما‬ ‫أن لكل منهما صالحية إصدارها ولم يتم إنكارها من إحداهما((‪. )4‬‬ ‫ولكن عند روية األمر من جانب أوضح نجد أن ‪ ،‬هناك العديد من المشكالت أهمها هو‬ ‫صعوبة التحقق من وجود هذه اإلرادة أصالً خاصة فى الحاالت التى يتم فيها التعاقد من خالل‬ ‫الوكالء اإللكترونيون حيث يتم التعاقد من خالل أجهزة ووسائط إلكترونية التملك إرادة‬ ‫أصالً((‪ ، )5‬وبصفة خاصة عندما يقوم الحاسوب المبرمج ببث رسائل مشوبة بالخطأ بشكل‬ ‫يستحيل توقعه من الشخص الذى يعمل الحاسوب لحسابه((‪. )6‬‬ ‫وحتى فى حالة التعاقد بين األطراف ذاتهم دون استخدام الوكالء اإللكترونية فإن التعاقد‬ ‫يتم بين غائبين اليرى كل منهما اآلخر ‪ ،‬وبالتالى قد يتم التعاقد من قبل شخص ليس له‬ ‫صالحية التصرف نيابة عن المتعاقد األصلى ‪،‬‬

‫أويصدر التعبير عن اإلرادة من شخص ليس له األهلية الكاملة إلبرام التصرفات ‪،‬‬ ‫أويتم أصـالً التغير فى محتوى الرسالة أو مضمونها خاصة إذا علمنا أن الشبكة معرضة‬ ‫لإلختراق من جانب الغير فى أى وقت((‪. )1‬‬ ‫سبق اإلشارة إلى أن االختيار الصريح للمحكمة المختصة أو المحكم المختص يتم‬ ‫بتضمين األطراف عقدهم شرطاً يحددون فيه المحكمة التى تفصل فى المنازعات التى تثور فيما‬ ‫((‪ )3‬لمزيد من التفصيل راجع المطلب األول من المبحث األول ‪ ،‬ص ‪.‬‬ ‫((‪ )4‬أنظر د‪/‬عادل أو هشيمة محمود حوته ‪ ،‬عقود خدمات المعلومات األلكترونية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬طبعة‬ ‫‪ 2005‬ص ‪. 233‬‬ ‫((‪ )5‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 352‬بند ‪. 176‬‬ ‫((‪ )6‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫بينهم((‪ . )2‬ولكن فى مجال العقود اإللكترونية قد تبرز صعوبة التحقق من جدية هذا التعاقد‬ ‫إو ثباته ‪ ،‬حيث يغيب فى ظل هذا العالم اإلفتراضى األدلة المادية والتوقيعات الخطية فيتحدد‬ ‫موضوع المعاملة وكيفية تنفيذها دون دعامة مادية مكتوبة((‪ . )3‬وبالتالى يصعب التحقق من‬ ‫وجود هذا الشرط خاصة عندما يحدث عطل داخل األجهزة اإللكترونية يؤدى لضياع البيانات‬ ‫المخزنة داخلها أو إنتهاء فترة الصالحية المقررة لتخزينها أو صعوبة إسترجاعها إذا تم تحميل‬ ‫األجهزة بشكل غير سليم أوغيرها من الوسائل التى قد يصعب مع وجودها التحقق من وجود هذا‬ ‫الشرط((‪. )4‬‬ ‫ماسبق كانت مشكالت االختيار الصريح أما الصورة الثانية من اختيار المحكمة‬ ‫المختصة أو المحكم هى االختيار الضمنى للمحكمة أو المحكم والذى سبق اإلشارة لحقيقته فى‬ ‫المبحث األول سواء من قبل المدعى أو المدعى عليه ‪ .‬ولكن تبرز صعوبة إعماله فى المجال‬ ‫اإللكترونى حيث يصعب على القاضى التحقق من وجودها ألنها قد تستنتج من خضوع المدعى‬ ‫عليه لهذه المحكمة عن طريق ترافعه أمامها دون إبداء أى دفع بعدم اختصاصها أو إقامة‬ ‫المدعى الدعوى أمام هذه المحكمة التى قد يكون موقعها موجوداً على الشبكة من خالل موقع او‬ ‫عنوان الكترونى الينتمى لدولة بعينها ( القاضى األفتراضى ) ‪ .‬وكذلك بالنسبة للخضوع لمحكم‬ ‫معين ‪.‬‬ ‫القاعدة أنه يتم إعمال ضابط الخضوع اإلرادى لوالية القضاء أو التحكيم عندما يتفق‬ ‫األطراف على اختيار المحكمة المختصة أو المحكم المختص بنظر النزاع حتى ولو لم تكن‬ ‫مختصة طبقاً للضوابط العامة لالختصاص القضائى ولكن فى حالة عدم وجود مثل هذا االتفاق‬ ‫فأننا نرجع إلى القواعد العامة التى ال تخلو من الصعوبات التى تواجه إعمالها فى المجال‬ ‫اإللكترونى والتى سنقوم بعرضها فى السياق التالى ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬األختصاص القائم على جنسية المدعى عليه ‪:‬‬ ‫هذا االختصاص الذى سبق إليه فى م ‪ 28‬مرافعات((‪ ، )1‬إو ن كان صالحاً لحكم‬ ‫المعامالت الدولية التى تتم فى عقود التجارة الدولية إال أنه عند تطبيقه على المعامالت‬ ‫اإللكترونية التى تتم عبر شبكات اإلنترنت فأننا نجد أن تعترضه العديد من الصعوبات التى‬ ‫تنبثق عن طبيعة هذا العالم االفتراضى الذى يتم التعاقد فيه بين حاضرين فى الزمان وغائبين فى‬ ‫مكان ‪ ،‬باإلضافة إلختالف هوية كالً منهما الذى يصعب التأكد منها ‪.‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر د‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫((‪ )3‬لمزيد من التفصيل أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫((‪ )4‬أنظر د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق‬ ‫((‪ )1‬راجع المطلب األول من المبحث األول ص ‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫فالحقيقة أن طبيعة عقود التجارة اإللكترونية تتسم بغياب التواجد المادى لطرفى العقد‬ ‫لحظة إبرامه وبالتالى التحقق من هوية وشخصية المتعاقدين قد التكون فى مجال التعاقد عبر‬ ‫اإلنترنت بالسهولة ذاتها فى المجال التقليدى للتعاقد((‪ )2‬؛ حيث يصعب مراقبة العناوين‬ ‫اإللكترونية التى يستخدمها المتعاقدون للتحقق من هوية الشخص اآلخر ( الطرف الثانى فى‬ ‫العقد ) ‪ ،‬فالتجار غير مسموح لهم بتخزين عناوين العمالء على قاعدة البيانات الخاصة بهم‬ ‫للتحقق من هويتهم ‪ ،‬ألن هذا العمل يعد مخالفاً للقانون الخاص بحماية المعلومات المتعلقة‬ ‫بالحريات الشخصية وهذا يتفق مع التوجية األوروبى الصادر فى ‪ 24‬أكتوبر ‪ 1995‬المتعلق‬ ‫بحماية البيانات ذات الطابع الشخصى وحرية تداولها عبر الحدود وبالتالى يصعب التأكد من‬ ‫جنسية األطراف المتعاقدة((‪. )3‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك فإن األخذ بضابط الجنسية كأساس لالختصاص القضائى يؤدى إلى‬ ‫تركيز وتوطين الرابطة العقدية مكانياً‪،‬وهذا إو ن كان يسهل إعماله فى المجال التقليدى للعقود‬ ‫الدولية إال أنه يواجه صعوبات عديدة عند إعماله على العقود اإللكترونية ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬االختصاص القائم على محكمة موطن أومحل إقامة المدعى عليه وهذا الضابط أشارت‬ ‫له المادة ‪ 29‬مرافعات السالفة الذكر((‪ ، )4‬إو ن كان يمكن إعماله فى مجال عقود التجارة الدولية‬ ‫التقليدية إال أن إعماله فى مجال عقود التجارة اإللكترونية وعقداالختصاص لمحكمة موطن أو‬ ‫محل إقامة المدين باألداء المميز يواجه العديد من الصعوبات المنبثقة من طبيعة المعامالت‬ ‫اإللكترونية التى تقوم على األرقام والبيانات فى عالم غير مادى((‪. )5‬‬ ‫وعلة ذلك أن ؛ تحديد موطن أومحل إقامة المدعى عليه فى المعامالت التقليدية التى‬ ‫تتم من خالل الوسائل االلكترونية لالتصال كالفاكس أو التلكس أو التليفون يمكن معرفته من‬ ‫قبل األطراف من خالل الرقم الكودى الذى يطلبونة ‪ ،‬فى الوقت الذى يفتقر فيه اإلنترنت إلى‬ ‫ذلك التحديد فالعنوان اإللكترونى الذى يتم التعامل من خالله غير مرتبط ببلد معين ‪ ،‬مثال‬ ‫العناوين التى يشار إليها فى المقطع الخير منها بـ(‪ )com.‬أو (‪ ، )org.‬وبالتالى فال يشكل مثل‬ ‫هذا العنوان محل قامة أو موطن ثابت بالمعنى المفهوم فى االتفاقيات الدولية((‪. )1‬‬ ‫ونتيجة لما سبق يصعب التأكد من شخصية المدعى عليه ومكان وجوده خاصة عند‬ ‫عدم إلتزامه باألدالء بالبيانات الشخصية له كاألسم والعنوان الجغرافى وخالفه ‪ ،‬كما أن المدعى‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 353‬بند ‪177‬‬ ‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ 354‬بند ‪177‬‬ ‫((‪ )4‬راجع المطلب األول فى المبحث األول ص ‪.‬‬ ‫(‪ ) 5‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق نه‬ ‫ص ‪ ، 367‬بند ‪184‬‬ ‫( أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 354‬بند ‪177‬‬ ‫‪27‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫سيجد صعوبة فى إثبات وتأكيد إدعائه ‪ ،‬ألنه اليسيطر على األجهزة المعلوماتية إو نما السيطرة‬ ‫كلها تكون للمدعى عليه مما يصعب مهمته((‪. )2‬‬ ‫باألضافة لذلك فإن هناك عناوين إلكترونية التحمل أى إشارة أو مؤشر صحيح يدل‬ ‫على الموطن أومحل األقامة ‪ ،‬بل وعلى أفتراض أن التاجر سيقوم بتسجيل موقعه على عنوان‬ ‫إلكترونى وطنى يسمح بالتوطين ‪ ،‬فال يوجد مايضمن مطابقة محل األقامة أو الموطن والمؤشر‬ ‫الوطنى الذى تم فيه تسجيل العنوان اإللكترونى ‪ ،‬ألن سياسة منح هذه العناوين اإللكترونية‬ ‫تختلف من مكان آلخر والتطابق توطينا حقيقياً لألطراف((‪. )3‬‬ ‫مماسبق فإن هذا الضابط اليمكن تطبيقه بصورته التقليدية كاملة دون تعديل على عقود‬ ‫التجارة اإللكترونية ‪ .‬وبصورة أعم فإن الضوابط الشخصية التقليدية لالختصاص القضائى‬ ‫والتحكيمى أثبتت التجربة صعوبة تطبيقها بصورتها األولية وبدون تعديل على عقود التجارة‬ ‫اإللكترونية التى تتم عبر شبكة اإلنترنت التى تنفر من التركيز المكانى والجغرافى والتتقيد بحدود‬ ‫‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬إختصاص محكمة موقع المال ‪:‬‬ ‫أشارت إلى مؤدى هذا األختصاص م ‪ 30‬من قانون المرافعات ولو نظرنا إلى مؤداه‬ ‫سالف الذكر((‪ )1‬لوجدنا أنه من الصعوبة بمكان تطبيقه على عقود التجارة األلكترونية وذلك‬ ‫يتأسس على أن ؛ هذا الضابط يقوم على فكرة أختصاص محاكم الدولة بكافة المنازعات المتعلق‬ ‫بمال موجود فيها سواء كان عقا اًر أم منقوالً مادياً((‪. )2‬‬ ‫وعند إعمال ذلك على عقود التجارة األلكترونية التى تتم على الشبكة نجد أننا نستبعد‬ ‫العقار بصور كاملة والمنقوالت المادية بصورة شبه كاملة من نطاق عقود التجارة اإللكترونية‬ ‫التى تتم على الشبكة ألن هذه العقود قد يكون موضوعها أشياء غير مادية مثل البرامج‬ ‫( ‪)3‬‬

‫الموسيقية أو المؤلفات الفقهية ‪ ،‬وهى عقود تتم وتنفذ فى مجال افتراضى ليس له وجود مادى (‬ ‫‪ ،‬وبالتالى يصعب تحديد الدولة محل هذا المال وحتى ولو تم تحديدها على أساس افتراض‬

‫( أنظر ‪ ،‬د‪ /‬عادل حسونه ‪ ،‬عقود خدمات المعلومات ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 331‬‬ ‫( أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ص ‪ 371‬بند ‪. 189‬‬ ‫((‪ )1‬راجع المطلب الثانى من المبحث األول ص ‪.‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬هشام صادق ‪ ،‬تنازع األختصاص القضائى الدولى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 48‬بند ‪15‬‬ ‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ص ‪ 50‬بند ‪. 25‬‬ ‫‪28‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫معرفتها من الموقع اإللكترونى فإن المحكمة التى سيعقد لها االختصاص قد يكون موقعها على‬ ‫الشبكة الينتمى لدولة بعينها فيكون وجودها من خالل موقع أوعنوان إلكترونى((‪.)4‬‬ ‫هذا بالنسبة لعقود التجارة اإللكترونية التى تتم على الخط كلية ‪ ،‬أما بالنسبة للعقود التى‬ ‫قد يكون موضوعها أشياء مادية قد يدق األمر فى معرفة دولة هذه األشياء ‪ ،‬وكذلك المحكمة‬ ‫المختصة بمنازعاتها ‪ ،‬ولكن اليجب أن نغفل ذكر أن النوع األول وهو العقود التى تتم كلية على‬ ‫الخط ‪ on line‬هى التى تتميز بها عقود التجارة اإللكترونية عن غيرها من العقود((‪. )5‬‬ ‫خامساً ‪ :‬إختصاص محكمة مكان نشأة االلتزام أو تنفيذه ‪:‬‬ ‫وهذا الضابط أشارت له المادة ‪ 30‬من قانون المرافعات سالفة الذكر(‪ )632‬وهو إو ن كان‬ ‫فى المعامالت التى تتم فى عقود التجارة الدولية لمعرفة محل نشأة االلتزام أومحل تنفيذه نفرق‬ ‫فيه بين حالتين األولى حالة التعاقد بين حاضرين والثانية حالة التعاقد بين غائبين ‪ ،‬ونظ اًر ألن‬ ‫عقود التجارة اإللكترونية ذات الطابع الدولى تبرم بين حاضرين فى الزمان وغائبين فى المكان‬ ‫فأننا سنقتصر على تناول المعايير المتعلقة بحالة التعاقد بين غائبين فقط‬ ‫ولكن عند إعمال تلك المعايير يتضح لنا أن محاولة توطين العقد من أجل تحديد مكان‬ ‫إبرامه أو تنفيذه فى مجال العقود التقليدية قد آثار صعوبات عديدة((‪ ، )1‬هذه الصعوبات قد‬ ‫أزدادت تعقيداً خاصة فيما يتعلق بمكان إبرام العقد فى النطاق العالمى للتجارة اإللكترونية وأساس‬ ‫هذه الصعوبة والتعقيد هو أن العالم الشبكى اليقوم على تواجد حقيقى فى مكان محدد فهو عالم‬ ‫افتراضى ‪ ،‬فمثالً ‪:‬‬ ‫دولة تصدير اإليجاب قد تكون مصر ‪ ،‬فى الوقت الذى يكون العنوان اإللكترونى‬ ‫للشركه فى فرنسا ‪ ،‬وربما تكون الشركة التى تدير الموقع وسيط ‪ .......‬الــخ‬ ‫وبالتالى على من يدعى أن محل إبرام العقد مكان ما أن يقدم الدليل على صحة‬ ‫إدعاءه((‪ . ) 2‬وهذه صعوبة اليمكن إغفالها بل يمكننا القول استحالة تنفيذها ‪.‬‬

‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 365‬بند ‪183‬‬ ‫((‪ )5‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ص ‪17‬‬ ‫‪ )6(32‬راجع المطلب الثانى من المبحث اول ص ‪.‬‬ ‫((‪ )1‬راجع المطلب الثانى من هذا البحث األول ص‬ ‫((‪ ) 2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪ ، 369‬بند ‪187‬‬ ‫‪29‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫أما عن مكان تنفيذ العقد إو ن كانت الدول والقوانين التابع لها هذا التنفيذ قد اختلفت فى‬ ‫تحديد مكانه((‪ . )3‬إال أنه فى النطاق العالمى للتجارة اإللكترونية فإن موضوع العقد اليخلو من‬ ‫فرضين ‪:‬‬ ‫" أمـا أن يكون أشياء غير مادية وفى هذه الحالة يتم إبرام العقد وتنفيذه على الخط ‪،‬‬ ‫وبالتالى يصعب توطين العقد ويتأسس على ذلك صعوبة تحديد مكان تنفيذه ‪ ،‬ويتضح ذلك فى‬ ‫عقود خدمات المعلومات وعقود نقل التكنولوجيا وعقود شراء األوراق المالية ‪ ،‬الذى يتم عن‬ ‫طريق النظام الى الخادم للبائع ‪.‬‬ ‫أما أن يكون محله أشياء مادية وهذا اليثير صعوبة فى توطين عقده ألن تنفيذ العقد‬ ‫سيتم مادياً خارج الخط ‪ ،‬وبالتالى سيكون محل التسليم هو مكان تنفيذ العقد((‪. )4‬‬ ‫نخلص مما تقدم أن ‪ :‬أن تطبيق المعايير التقليدية لالختصاص القضائى والتحكيمى‬ ‫لعقود التجارة الدولية على عقود التجارة اإللكترونية يثير العديد من الصعوبات منها مايتعلق‬ ‫بالضوابط الشخصية وأخر بعضها بالضوابط الموضوعية ‪ ،‬ولكن ليس معنى ذلك أن تطبيق هذه‬ ‫المعايير التقليدية على عقود التجارة اإللكترونية غير صالح بصورة مطلقة ‪ ،‬بل يمكن إعمالها‬ ‫مع إدخال بعض التعديالت عليها وهذا ماسنتناوله فى المطلب التالى من خالل محاولة عرضنا‬ ‫لبعض الحلول المتبعة لتفادى هذه الصعوبات والواضحة فى بعض العقود مثل عقود خدمات‬ ‫المعلومات وعقود المستهلك (‪. )Business to comsumer‬‬

‫المطلب الثانى‬ ‫محاولة تفادى الصعوبات التى يثيرها إعمال المعايير‬ ‫التقليدية لالختصاص القضائى والتحكيمى فى مجال عقود التجارة اإللكترونية‬

‫((‪3‬لمزيد من التفصيل ‪ ،‬أنظر د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 370‬بند ‪188‬‬ ‫((‪ 4‬أنظرد‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 370‬بند ‪188‬‬ ‫‪30‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫تأسيساً على أن دوراإلنترنت لم يعد يقتصر على المجاالت الثقافية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية فقط إو نما شمل العالقات القانونية كإبرام العقود عبر اإلنترنت بين طرفين اليجمعهما‬ ‫مجلس عقدى واحد((‪. )1‬‬ ‫ولما كانت المعامالت اإللكترونية تتفق مع المادية فى ارتكازها على تبادل السلع‬ ‫والخدمات إال أنهما يختلفان من حيث الوسيلة المستخدمة فى التعاقد والوسط الذى يتم فيه‬ ‫التعاقد((‪ . )2‬ومع انتشار التعامل عبر الفضاء اإللكترونى بواسطة اإلنترنت ‪ ،‬كان ينبغى على‬ ‫صانعى السياسات بوجه عام التواصل إلى وسيلة لعمل منهج ينظم قواعد التعامل فى هذا العالم‬ ‫االفتراضى ويكون بسيطاً وقابالً للتطبيق المتبادل لحماية المتعاملين عبر الشبكة((‪. )3‬‬ ‫وتسليماً منا بمدى فاعلية الدور الذى يلعبه تطبيق المعايير التقليدية لالختصاص‬ ‫القضائى والتحكيمى فى عقود التجارة الدولية على عقود التجارة اإللكترونية ومدى مساهمته‬ ‫بشكل كبير فى تطور ونمو التجارة اإللكترونية((‪ )4‬؛ فسوف نحاول فى هذا المطلب عرض‬ ‫للمحاوالت التى قال بها الفقه واألعمال الدولية المختلفة لتطويع هذه المعايير التقليدية لتالئم‬ ‫العالم اإللكترونى وذلك بعرضنا لبعض الحلول للصعوبات التى قد تواجه هذا التطبيق ‪.‬‬ ‫وسوف نتبع فى عرضنا لهذه المحاولة منهجاً يقوم على عرض المشكلة ‪ ،‬وبيان الحلول‬ ‫المطروحة لها ثم يلى ذلك تقسيم لهذه الحلول لبيان مدى كفايتها مع عرض لألعمال الدولية‬ ‫واإلقليمية لمحاولة وضع حلول لهذه المشكلة((‪. )5‬‬

‫أوالً ‪ :‬اإلختصاص القائم على إعمال ضابط الخضوع االختيارى أوقبول والية القضاء أو‬ ‫التحكيم ‪:‬‬ ‫عرض المشكلة ‪-:‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬بشار طالل مؤمن ‪ ،‬رسالة دكتوراه فى مشكالت التعاقد عبر األنترنت ( دراسة مقارنة ) طبعة ‪2003‬‬ ‫ص ‪14‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬بشار طالل نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪24‬‬ ‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬ترجمة الشحات منصور ‪ ،‬التجارة األلكترونية العالمية ‪ ،‬سوا إيكبرت ‪ ،‬سارة كليالند تايت ‪ ،‬ص ‪135‬‬ ‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬المستشار ‪ /‬محمد أبو العنين ‪ ،‬مقدمة فى حسن منازعات التجارة األلكترونية فى الدول العربية ‪ ،‬بحث‬ ‫مقدم لمؤتمر الجوانب القانونية للتجارة األلكترونية‪،‬واألتجاهات الحديثة فى وسائل حسم المنازعات ‪ ،‬مركز‬ ‫القاهرة األقليمى للتحكيم التجارى الدولى ‪.‬‬ ‫((‪ )5‬أنظر‪ ،‬د‪/‬صالح المنزالوى ‪،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ص‬ ‫‪. 373‬‬ ‫‪31‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫‪ -1‬كما سبق وأن ذكرنا أنه من الثابت قانوناً أن إرادة اإلنسان حرة بطبيعتها وعند االتفاق بين‬ ‫األطراف على محكمة ما فإن اإلنسان هو الذى يتقيد بإرادته ‪ ،‬بيد أن المشكلة ظهرت فى مجال‬ ‫التعاقد اإللكترونى الذى يتم عن طريق الوكالء اإللكترونيون ( الحاسوب المبرمج) خاصة عندما‬ ‫يقوم بإرسال رسائل مشوبة بالخطأ فيصعب تحديد من تنسب له هذه اإلرادة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وحتى فى حالة التعاقد بين األطراف ذاتهم فأنه يصعب التحقق من صالحية المتعاقد للتعاقد‬ ‫نيابة عن األصيل ‪ ،‬أو وجود أهلية التعاقد لديه على اختيار المحكمة المختصة بالنزاع ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وأيضاً مشكلة اختراق الشبكة من قبل الغير وتغير مضمون الرسالة وهذه مشكلة قد تكون‬ ‫مشتركة فى باقى المعايير ‪ ،‬وصعوبة إثبات هذا االتفاق تبرز أيضاً فى المجال اإللكترونى ‪.‬‬

‫الحلول المقترحة لحل هذه المشكالت ‪:‬‬ ‫فى حالة صعوبة التحقق من اإلرادة فى حالة التعاقد عن طريق الوكالء اإللكترونيون قد‬ ‫يتم ذلك عن طريق االتفاق بين المتعاقدين على شفرة أو رمز يوضع على الوثيقة محل التعاقد أو‬ ‫عن طريق وسيط يستوثق من هويتهم عن طريق كلمة مرور ‪ ،‬بحيث يقترن استخدام هذه الكلمة‬ ‫بشخص المتعاقد((‪ . )1‬وبالتالى يمكن التأكد من أن الرسالة المرسلة عن طريق الحاسوب صادرة‬ ‫عن صاحبها بإرادته ‪ .‬كان ذلك أحد اتجاهات الفقه ‪.‬‬ ‫اتجاه أخر جاء فيما يتعلق بإسناد اإلرادة فإن هناك اتجاه فى الفقه اعتبر الحاسوب‬ ‫مجرد وسيلة للتعاقد ‪ ،‬وبالتالى إذا قام المتعاقد بإبرام العقد عن طريقه فإن اإلرادة التنسب‬ ‫للحاسوب إو نما تنسب لمستخدمة وهذا يتفق مع مانصت عليه م ‪ 13‬من قانون األونستيرال‬ ‫النموذجى والذى اعتبرت نصوصه رسالة البيانات صادرة عن المرسل فى حالتيــن ‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬إذا كانت رسالة البيانات صادرة عن المرسل أو عن شخص له سلطة‬ ‫التصرف نيابة عنه ( المرسل – المنشئ ) وذلك عندما يكون هذا الشخص نائبا أو وكيالً عن‬ ‫صاحب اإلرادة ‪ ،‬أوغير ذلك من صور النيابة فى التعاقد ‪.‬‬

‫((‪ )1‬لمزيد من التفصيل أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪،‬‬ ‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 374‬‬ ‫‪32‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬إذا تم إرسال الرسالة من نظام المعلومات المبرمج من المنشئ ويشترط‬ ‫العتبارها صادرة منه أن يكون هذا الجهاز يعمل بشكل تلقائى ومباشر ‪ ،‬وأن يكون تحت سيطرة‬ ‫وهيمنة صاحب اإلرادة((‪.)1‬‬ ‫أما عن مسألة التحقق من شخصية المتعاقد وصالحيته ألبرام العقد ‪ ،‬فهى مسألة إو ن كانت‬ ‫فنية بالدرجة األولى وتحتاج لخبراء متخصصين فى هذا المجال ( مجال اإلنترنت ) والتجارة‬ ‫اإللكترونية بإيجاد حلول لها إال أن هناك تقنيات مستخدمة لتحديد هوية المتعاقد نذكر منها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تقنية الحائط النارى (‪ )fire wall‬لتجميع األليات البرمجية والتى عن طريقها يمكن بث‬ ‫رسالة تحذيرية عندما تكون الشبكة معرضة لالختراق أو التدخل األجنبى((‪. )2‬‬ ‫‪ -2‬تقنية األستيثاق من المواقع وتعقبها خوفاً من وجود أشخاص أو شركات وهمية((‪، )3‬‬ ‫وكانت هذه هى الحلول الفنية ‪ ،‬أما عن الحلول القانونية فى هذا الصدد فأن لدينا نص االتفاق‬ ‫النموذجى األوروبى لتبادل البيانات إلكترونياً أشترط أن تشمل " اإلجراءات األمنية التحقق من‬ ‫منشئ الرسالة والتحقق من صحتها وعدم رفض منشئ الرسالة لها وتلقى البيانات إلكترونياً مع‬ ‫مراعاة سريتها((‪. )4‬‬ ‫ومايؤكد عليه االتفاق هو أن التدابير األمنية للتحقق من منشئ الرسالة وصحتها إلزامية فى حالة‬ ‫تبادل البيانات إلكترونياً ‪ .‬وللتأكد من شخصية المتعاقد يلزم أن يوقع صراحة على إعالن يوضح‬ ‫فيه قبوله شرط االختصاص القضائى أو التحكيمى ‪ ،‬ويمكن عمل ذلك بطباعته على صفحة‬ ‫بشبكة اإلنترنت ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلختصاص القائم على جنسية المدعى عليه ‪:‬‬ ‫عرض المشكلة ‪-:‬‬

‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪ ، 380‬بند ‪194‬‬ ‫((‪ )2‬مشار أليه د‪ /‬أحمد جمال الدين ‪ ،‬النقود القانونية وتأثيرها على دور المصارف المركزية فى إدارة السياسة‬ ‫النقدية ‪ ،‬أنظر د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬ ‫ص ‪ ، 380‬بند ‪196‬‬ ‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 382 ، 381‬بند ‪196‬‬ ‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬األنترنت والقانون الدولى الخاص فراق أم تالق ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر‬ ‫القانون والكمبيوتر واألنترنت ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون – بجامعة األمارات العربية المتحدة ‪ 13-12‬مايو‬ ‫‪ ، 2000‬ص ‪ 32‬بند ‪40‬‬ ‫‪33‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫غياب التواجد المادى لطرفى التعاقد لحظة إبرام العقد وبالتالى صعوبة التحقق من هوية‬ ‫وجنسية كال منهما ‪ ،‬وصعوبة مراقبة العناوين اإللكترونية والتركيز المكانى الذى يؤدى له األخذ‬ ‫بهذا الضابط ‪.‬‬ ‫الحلول المقترحة لحل هذه المشكالت ‪:‬‬ ‫وقد تصدى لذلك التوجيه األوربى فى مادته الخامسة هذا التوجيه الصادر فى ‪ 8‬يوليو‬ ‫عام ‪ 2000‬والمادة ‪ 14‬من مشروع األمم المتحدة بشأن التعاقد بين الدول األعضاء ‪ ،‬حيث‬ ‫نصت هذه المواد على أن ؛ تجعل مؤدى الخدمة يتيح لمتلقى الخدمة بشكل دائم معرفة أسمه ‪،‬‬ ‫وعنوانه الجغرافى ‪ ،‬وعنوانه اإللكترونى ‪ ،‬وأسم السجل لتجارى المقيد به ‪ ،‬ورقمه ‪ ،‬وأى معلومات‬ ‫آخرى تفيد فى تحديد هويته((‪ . )1‬وبالتالى يمكن للطرف المتعاقد معرفة جنسية الشخص‬ ‫اآلخر ‪،‬ولما كانت هذه األحكام ليست إجبارية واليوقع جزاءات على المخالف لها ‪ ،‬وبالتالى قد‬ ‫يتعمد بعض المتعاقدين إخفاء جنسيتهم ولذلك ذهب بعض الشراح إلى األخذ بالوضع الظاهر‬ ‫( ‪)2‬‬

‫(‬

‫وبالتالى يكون الفقه قد تغلب إلى حد ما على مشكلة الجهل بجنسية الطرف المتعاقد ‪،‬‬ ‫وتحرر من التركيز المكانى بإتباع العنوان اإللكترونى للمتعاقد ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬اإلختصاص القائم على محكمة موطن أومحل إقامة المدعى عليه ‪:‬‬ ‫عرض المشكلة ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬إجراء التعامل عبر اإلنترنت من خالل العنوان اإللكترونى يجعل موطن الشخص أو محل‬ ‫إقامته غير مرتبط ببلد معين خاصة العناوين التى تنتهى بـ ‪com.‬أو ‪ org.‬وبالتالى اليشكل‬ ‫موطن أومحل إقامة ثابت ‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم إلتزام المتعاقد باإلدالء ببياناته الشخصية بصورة صحيحة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬صعوبة التأكد من مطابقة العنوان اإللكترونى الذى يتخذه المتعامل على الشبكة بالمؤشر‬ ‫الوطنى الحقيقى ‪.‬‬ ‫الحلول المقترحة لحل هذه المشكالت ‪:‬‬ ‫وهذه الحلول سنتناولها من بين ثنايا مواد وحيثيات التوجيه األوروبى ‪ ،‬فبالنسبة لعدم‬ ‫ارتباط العناوين اإللكترونية ببلد معين فإن االتحاد األوروبى قد قام بتمكين المتضررين من‬ ‫اللجوء إلى آلية سريعة لوقف األعتداء على مصالحهم وحقوقهم فقام لذلك بالنص على أنـه ؛‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ ، /‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 382‬بند ‪196‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ ، /‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 382‬بند ‪196‬‬ ‫‪34‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫يعتبر موطناً ( مكان التأسيس ) لمورد الخدمات ‪ :‬المكان الذى يمارس فيه نشاطا‬ ‫اقتصاديا من خالل منشأة ثابته لمدة غير محددة بصرف النظر عن الوجود المادى للتقنية‬ ‫المستخدمة فى أداء الخدمة((‪. )1‬‬ ‫إو ذا كان الغرض من اتخاذ هذا الموطن هو التهرب من تطبيق قانون الدولة الموجه لها‬ ‫النشاط ‪ ،‬ففى هذه الحالة ينعقد االختصاص لمحاكم هذه األخيرة فى اتخاذ التدابير التحفظية‬ ‫بغرض وقف االعتداءات على مصالح ذوى الشأن((‪. )2‬‬ ‫أما عن عدم االلتزام من قبل المتعاقد باإلدالء ببياناته صحيحة فقد عالج ذلك توصية (م‬ ‫‪ ) 5‬من التوجيه األوروبى الصادر فى ‪ 8‬يوليو عام ‪ 2000‬و (م ‪ ) 14‬من مشروع األمم‬ ‫المتحدة بشأن التعاقد اإللكترونى بين الدول األعضاء بأن جعل مؤدى الخدمة يتيح لمتلقى‬ ‫الخدمة بشكل دائم أسمه ‪ ،‬وعنوانه الجغرافى ‪ ،‬واإللكترونى ‪ ،‬إسم السجل التجارى المقيد به‬ ‫ورقمه ‪ ،‬وأى معلومات أخرى تفيد فى تحديد هويته((‪ )3‬أما عن صعوبة مطابقة الموقع اإللكترونى‬ ‫بالمؤشر الوطنى فإن ذلك قد عالجه االتحاد األوروبى عندما أتاح للمضرورين اتخاذ حقوقهم رغم‬ ‫ذلك ؛ من خالل نصه على أن ‪ ،‬تأسيس الموقع الشبكى والذى يجرى من خالله بث األعمال‬ ‫الضارة فى بلد معين اليحول دون قيام السلطات المختصة فى البلد الذى يمكن للمقيمين فيه‬ ‫( ‪)4‬‬

‫النفاذ إلى هذا الموقع باتخاذ مايلزم من إجراءات (‬

‫رابعاً ‪ :‬إختصاص محكمة موقع المال ‪:‬‬ ‫عرض المشكلة ‪-:‬‬ ‫األموال غير لمادية يصعب تحديد موقعها ألنها عندما توجد على الشبكة توجد من‬ ‫خالل موقع افتراضى ( العنوان اإللكترونى ) ‪.‬‬ ‫األموال المادية يصعب تحديد موقعها لخروجها من نطاق التعاقد اإللكترونى واحتفاظ‬ ‫المورد لها أحيانا بموقعها الحقيقى ‪.‬‬ ‫الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة ‪:‬‬ ‫((‪ )1‬ووفقا للتوجيه ( م ‪ / 2‬ج ) ‪.‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬بحث د‪ /‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬مؤتمر األعمال المصرفية األلكترونية بين الشريعة والقانون ص‬ ‫‪. 1593‬‬ ‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 382‬بند ‪196‬‬ ‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬بحث د‪ /‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬بحث الجوانب القانونية للتجارة األلكترونية وآلية تسوية منازعاتها ‪،‬‬ ‫مؤتمر األعمال المصرفية األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1593‬‬ ‫‪35‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫وحلول هذه المشكالت سنقوم بستنباطها طبقا لرأينا الخاص من خالل الحلول السابقة‬ ‫بالنسبة لألموال غير المادية فأننا سنفترض أن موقعها على الشبكة هو المكان الذى‬ ‫تمارس فيه الشركة موقع المال أنشطتها االقتصادية وليس المقصود به مكان الشركة المؤدية‬ ‫للخدمة على مواقع اإلنترنت أو مكان أدوات التقنية ((‪. )1‬‬ ‫أما بالنسبة لألموال المادية فأننا نرى أن يكون موقعها التى يحدد على أساسه المحكمة‬ ‫المختصة بمنازعتها أ المحكم المختص هو مكان إبرام العقد المتعلق بها أو مكان تنفيذه وعلى‬ ‫األخص مكان التنفيذ على أساس أنه سيكون واقعا ماديا ملموسا يسهل تداركها ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬إختصاص محكمة محل نشأة العقد أو تنفيذه ‪:‬‬ ‫عرض المشكلة ‪-:‬‬ ‫صعوبة تحديد مكان إبرام العقد أو نشأته ‪ ،‬صعوبة تحديد مكان تنفيذ العقد خاصة الذى‬ ‫يكون محله أشياء غير مادية مثل عقود شراء األوراق المالية الذى يتم عن طريق النظام اآللى‬ ‫الخادم للبائع ‪ ،‬عقود خدمات المعلومات ألنه فى المجال االفتراضى تحديد مكان إرسال الرسالة‬ ‫أوتسلمها أكثر تعقيداً ‪ ،‬ألن أجهزة البيانات لو أوضحت لحظة تسلم الرسالة فأنها التبين من‬ ‫( ‪)2‬‬

‫قريب أومن بعيد مكان االتصال الجغرافى هذا عن إبرام العقد (‬

‫أما عند تنفيذه يصعب تحديد مكان التنفيذ خاصة فى العقود التى محلها أشياء غير‬ ‫مادية ألنه يصعب تحديد هل هو مكان الخادم أو المستضيف ‪ ،‬والذى يتم بواسطته تحميل‬ ‫البرنامج ؟ أم هو مكان الحاسوب الذى يوجد فيه المرسل إليه البرنامج الذى تم تحميله ؟((‪. )1‬‬ ‫الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة ‪:‬‬ ‫فى حالة اتفاق األطراف على تحديد المحكمة المختصة أو المحكم المختص أو عدم‬ ‫اتفاقهما لحل مشكلة تحديد مكان إبرام العقد لتحديد االختصاص ‪.‬‬ ‫وسنقوم بعرض بعض الحلول المقدمة ثم نقوم بترجيح إحداهما((‪. )2‬‬ ‫األول هو‪ :‬نظام إعالن القبول مؤداه أن ؛ مكان القبول يتحدد بالحظة التى حرر فيها القابل‬ ‫قبوله ‪ .‬وهذا يصعب إثباته تأسيساً على أن ؛ القبول خاص بالقابل ويصعب إثباته ألن أثره‬ ‫اليتعدى نطاق حاسوب القابل ‪.‬‬ ‫((‪ )1‬مشار إليه ‪ cosiderantnigs‬أنظر د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪145‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪410‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪419‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪411‬‬ ‫‪36‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫الثانى هو‪ :‬نظام إرسال القبول مؤداه أن ؛ مكان إبرام العقد هو المكان الذى يضغط فيه القابل‬ ‫على المفتاح المخصص للقبول من أجل إرسال قبوله للموجب ‪ ،‬وهنا يعتبر العقد قد تم بمجرد‬ ‫تصدير القبول ‪ .‬ولكن هذا الرأى يلقى على عاتق الموجب كل األخطاء التى يمكن أن تشوب‬ ‫القبول من عيوب فنيه(‪. )333‬‬ ‫باإلضافة الى أخذه فى االعتبار وجود فاصل زمنى بين تصدير اإليجاب ووصول القبول ‪ ،‬وهذا‬ ‫اليتصور إال فى حالة حدوث خطأ أوعيب فنى يجعل الرسالة ( بالقبول ) حبيسة الحاسوب‬ ‫الخاص بالقابل ‪.‬‬ ‫الثالث هو‪ :‬نظام تسلم القبول مؤداه أن ؛ إبرام العقد يتم فى اللحظة التى يتسلم فيها الموجب‬ ‫قرار القبول من المتعاقد األخر الموجه إليه اإليجاب حتى ولو لم يطلع عليه ‪ .‬ولكن هذه النظرية‬ ‫لم تتناول كل صور القبول فأغفلت مثال الحالة التى يتم فيها قيام القابل باألعمال الالزمة ألبرام‬ ‫( ‪)4‬‬

‫العقد دون إعالن إرادته فى هذا الشأن (‬

‫الرابع هو‪ :‬نظام العلم بالقبول مؤداه أنه ؛ يتحدد مكان وزمان العقد فى اللحظة التى يصل فيها‬ ‫إلى علم الموجب القبول عند مطالعة بريده اإللكترونى ‪.‬‬ ‫وهذا االتجاه يعيبه قصور العلم بالقبول على الموجب فقط ألنه على حاسوبه الخاص‬ ‫وبالتالى يمكنه إنكاره((‪. )1‬‬ ‫الخامس هو‪ :‬يرى أنه يمكن االتفاق بين األطراف على مكان محدد يكون هو مكان العقد‬ ‫مستنداً فى ذلك للطبيعة االفتراضية للعالم اإللكترونى ‪.‬‬ ‫ولكن بالرغم من احترامنا وتقديرنا لكل األراء السابقة اال أننا ‪ ،‬نميل إلى األخذ بالرأى‬ ‫األخير القائل أنه يمكن االتفاق بين الطرفين على مكان محدد يكون هو محل إبرام العقد ‪،‬‬ ‫وتختص محكمته ومحكميه بنظر النزاع القائم بين المتعاقدين ‪ ،‬سواء كان هذا هو مكان إرسال‬ ‫اإليجاب أو مكان تسلمه ذلك فى حالة الخضوع االختيارى الوارد فى العقد ‪ ،‬أما فى حالة عدم‬ ‫االتفاق فإننا نرى أن تكون المحكمة المختصة أو المحكم المختص هى محكمة أو محكم موقع‬ ‫النشاط االقتصادى على الشبكة الذى أبرام العقد بصدده‬

‫‪ )3(33‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪411‬‬ ‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪413‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪416‬‬ ‫‪37‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫أما عن مكان تنفيذ العقد فأننا يجدر بنا فى البداية اإلشارة إلى االفتقار الى الحلول‬ ‫القانونية الكافية فالنصوص الوطنية واالتفاقات الدولية األوربية لم تقدم حلوال واضحة لمشكلة‬ ‫تحديد المكان الحقيقى إلبرام العقود عبر شبكة اإلنترنت ‪.‬‬ ‫ولكن ذلك لم يمنع بعض الفقه من تقديم حلوالً مقترحة لحل هذه المشكلة منها ‪ ،‬أن‬ ‫بعض الفقه حاول إيجاد حل لهذه المشكلة عن طريق قياسها على بيع البضائع ‪ ،‬فأعتبر مكان‬ ‫التنفيذ هو مكان تسلم األشياء أو الخدمات ‪ .‬ولكن هذا االستدالل لم يكن كافيا ً بالقدر الذى‬ ‫( ‪)2‬‬

‫يحدد فيه مكان التنفيذ (‬

‫‪.‬‬

‫وذهب بعض األساتذة أن أفضل الحلول هى التى تضمنها قانون األونسترال النموذجى‬ ‫الذى أصدرته لجنة األمم المتحدة للقانون التجارى الدولى ‪ 1996‬خاصة م ‪ 15‬منه نصت على‬ ‫أن " تعتبر رسالة البيانات قد أرسلت من المكان الذى يقع فيه مقر عمل المنشئ ‪ ،‬ويعتبر إنها‬ ‫سلمت فى المكان الذى يقع فيه مقر عمل المرسل إليه " ‪.‬‬ ‫مما سبق فإن مكان تنفيذ العقود اإللكترونية هو مكان المنشأة الرئيسية للبائع وهو ايضا‬ ‫محل إقامة المشترى وذلك من النص السابق ‪.‬‬ ‫إذا كان ذلك هو دور الفقه والقضاء فى مواجهة صعوبات إعمال المعاييرالتقليدية‬ ‫لالختصاص القضائى والتحكيمى على عقود التجارة اإللكترونية ‪ ،‬والتى كانت تميل بشكل أكبر‬ ‫لحل مشكلة االختصاص القضائى فإن مايجدر عرضه االن هو األعمال الدولية واإلقليمية‬ ‫بشأن تسوية نزاعات التجارة اإللكترونية ‪ ،‬والتى تميل بشكل أكبر لحل مشلة االختصاص‬ ‫التحكيمى ‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬األعمال الدولية واإلقليمية بشأن تسوية نزاعات التجارة اإللكترونية ‪:‬‬ ‫وقد كان فى هذا الصدد توصيات ومبادئ عديدة من الدول خاصة دول االتحاد‬ ‫األوروبى ووجدت هذه األعمال تطبيقات لها فعلية ومتنوعة يجدر بنا إيضاحها على النحو التالى‬ ‫‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مشروع القاضى األفتراضى ‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫ب‪ -‬محكمة القضاء (‬

‫ولكن قبل عرضها تفصييال يجدر بنا اإلشارة الى أن أراء الفقه والقضاء‬ ‫السابقة إو ن كانت عرضت محاوالت لتحديد المحكمة المختصة بنظر النزاع أو المحكم المختص‬ ‫((‪ )2‬لمزيد من التفصيل ‪ ،‬أنظر د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪،‬‬ ‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 420‬بند ‪210‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬مقالة تسوية النزاعات التجارية عبر شبكات األتصال األلكترونية – مجلة‬ ‫التشريع – العدد الخامس ‪ ،‬ابريل ‪2005‬‬ ‫‪38‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫إال أنها لم تحدد لألفراد واقعيا كيفية اللجؤ لها ‪ ،‬وهذا ماسنتناوله إن شاء اهلل من خالل مناقشة‬ ‫كالً من القاضى االفتراضى ومحكمة الفضاء ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬مشروع القاضى االفتراضى((‪. )2‬‬ ‫هذا المشروع هو التجربة األولى فى مجال تسوية الخصومات عبر الفضاء‬ ‫اإللكترونى ‪ ،‬وتم إرساء دعائمه فى مارس ‪ ، 1996‬وتولى إدارته واإلشراف عليه عدة جهات‬ ‫وهى ‪ ،‬معهد قانون الفضاء ‪ ،‬وجمعية التحكيم األمريكية ‪ ،‬المركز الوطنى ألبحاث المعلوماتيه ‪،‬‬ ‫ومركز القانون وقواعد المعلومات ‪.‬‬ ‫والهدف الرئيسى لهذا المشروع هو إعطاء حلول سريعة للمنازعات المتعلقة باإلنترنت‬ ‫عن طريق وسيط يتمثل فى قاضى محايد يكون خبي اًر فى التحكيم والقوانين التى تحكم أنشطة‬ ‫اإلنترنت أو قانون الفضاء اإللكترونى ‪.‬‬ ‫وآلية تحقيق هذا الهدف تتم كاآلتــى ‪:‬‬ ‫يقوم مستخدم اإلنترنت بإرسال شكواه إلى الهيئة عن طريق البريد اإللكترونى ‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫تقوم الهيئة بإختيار قاضى محايد ليفصل فى النزاع ‪.‬‬ ‫أما عن القيمة القانونية للق اررات التى يصدرها هذا القاضى فإن مايجدر اإلشارة إليه أن‬ ‫هذا القرار يكون مجرداً من هذه القيمة إال إذا قبله األطراف ‪ .‬وهذا ما يقربنا من قواعد‬ ‫االختصاص التحكيمى التقليدية ولكن هنا هى على شبكة اإلنترنت ‪.‬أما عن تكلفة هذه الخدمة‬ ‫فأنها مجانية وتتم بدون مقابل ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬محكمة الفضاء‪: cyber Tribunal‬‬ ‫نتيجة التجاه التفكير لالستفادة من اإلمكانات التى تنتجها شبكات االتصال‬ ‫اإللكترونية ‪ ،‬الى إنجاز نظم جديدة لتسوية المنازعات من خالل الشبكات ‪ ،‬كان من أهم هذه‬ ‫النظم المحكمة الفضائية التى تتجه لتقديم الوساطة والتحكيم عبر قنوات ووسائط إلكترونية((‪.)1‬‬ ‫نشأت هذه المحكمة وتكونت فى كندا بمركز بحوث القانون العام بكلية الحقوق بجامعة‬ ‫مونتلاير فى سبتمبر ‪. )2(( 1996‬‬ ‫ووفقا لهذا النظام تتم اإلجراءات بطرق إلكترونية على الموقع الشبكى للمحكمة ‪ ،‬بداية‬ ‫من ملئ النموذج اإللكترونى لطلب لتسوية ومرو ار باإلجراءات التى تفرغ فى أشكال إلكترونية‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬تسوية النزاعات التجارية عبر شبكات األتصال األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬المستشار محمد أبو العنين ‪ ،‬مقدمة فى حسن منازعات عقود التجارة األلكترونية فى الدول العربية‬ ‫ودور المنظمات والمؤسسات المختلفة ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر الجوانب القانونية للتجارة األلكترونية واألتجاهات‬ ‫ووسائل حسم المنازعات ‪ ،‬مركز القاهرة األقليمى للتحكيم التجارى الدولى ‪.‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬تسوية النزاعات التجارية عبر شبكات األتصال األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬ ‫ص ‪164‬‬ ‫‪39‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫وأنتهاءاً بإصدار حكم ‪ ،‬ومن ثم قيده على الموقع الشبكى اإللكترونى للمحكمة ((‪ ، )3‬وهدف هذه‬ ‫المحكمة الذى طورته هيئات غير حكومية إلى وضع قواعد سلوك تستجيب لطبيعة التجارة‬ ‫اإللكترونية وتضمن سالمة بياناتها من ناحية ‪ ،‬ومن ناحية أخرى تسوية منازعاتها بموجب نظام‬ ‫يكفل مصداقية اإلجراءات اإللكترونية ‪ ،‬وينضم إليه أطراف النزاع ويحقق االرتباط بينهم بموجب‬ ‫إطار تعاقدى((‪. )4‬‬ ‫وذلك من خالل إيجاد حلول للمشكالت التى تثور فى مجتمع الفضاء اإللكترونى ‪،‬‬ ‫باإلضافة لتوحيد القواعد القانونية المطبقة على المعامالت الموجودة على شبكة اإلنترنت ((‪.)5‬‬ ‫ولكى تؤكد هذه المحكمة ثقة المتعاملين عبر الشبكة فى نظامها فإنها تقوم بإصدار‬ ‫شهادات مصادقة على الموقع اإللكترونى التى تتحقق فيها الشروط المطلوبة ‪ ،‬وهذه الشهادات‬ ‫تجيز ألصحاب المواقع أو المسئولين عنها تسوية منازعتهم وفقا إلجراءات المحكمة ‪ ،‬ولذلك‬ ‫يجب أن يكون هؤالء على علم تام بالمبادئ التى يكفلها هذا النظام من أجل احترامها وااللتزام‬ ‫بقواعد السلوك التى تتضمنها((‪. )1‬‬ ‫أما عن اللغة التى تستخدمها هذه المحكمة فإن ‪ ،‬هذه المحكمة تتميز بتقديم خدماتها‬ ‫باللغتين الفرنسية واإلنجليزية ‪ ،‬فمجرد وجودها فى دولة ذات طبيعة قانونية مختلطة وهى مونتلاير‬ ‫تجمع بين النظامين الالتينى واألنجلوسكسونى يؤدى إلى توحيد القواعد القانونية بين أنظمة ذات‬ ‫ثقافات متباينة((‪. )2‬‬ ‫أما عن نطاق اختصاص هذه المحكمة ‪ ،‬فأننا نجد أن هذه المحكمة تتميز عن القاضى‬ ‫االفتراضى كذلك باتساع اختصاصها أو نطاق تطبيقها حيث تشمل خمسة مجاالت هى ‪:‬‬ ‫التجارة اإللكترونية ‪ ،‬المنافسة ‪ ،‬حق المؤلف ‪ ،‬حرية التعبير ‪ ،‬الحياة الخاصة ‪.‬‬ ‫ولكن هذا اليعنى أن اختصاصها غير محدد ‪ ،‬بل أنه محدود بالنظام العام فهى‬ ‫التفصل فى المسائل ذات الصلة بالنظام العام ولكن تعالج المسائل ذات الصلة بالقانون الجديد‬ ‫للتكنولوجيا((‪. )3‬‬

‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬م‪ /‬محمد أبو العنين ‪ ،‬نفس المرجع السابق‬ ‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬م‪ /‬محمد أبو العنين ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫((‪ )5‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة األلكترونية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪165‬‬ ‫((‪ )2‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪165‬‬ ‫((‪ )3‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪166‬‬ ‫‪40‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫وتقوم محكمة الفضاء بالفصل فى القضايا بطريقتين ‪ - :‬الوساطة أو التحكيم وهذه‬ ‫الخدمة التى تقدمها المحكمة مجانية ‪ ،‬والمحكمة تضمن سرية المعلومات الخاصة بالقضايا‬ ‫المنظورة أمامها عن طريق التشفير ‪ ،‬ويتم اختيار المحكمين الذين يقومون بالوساطة عن طريق‬ ‫سكرتير المحكمة من ضمن قامة خبراء قانونيين وفنيين فى مجال القضاء ((‪. )4‬‬ ‫غير أن سريان إجراءات التحكيم بموجب نظام المحكمة الفضائية سيصادفه تحدى‬ ‫صعب رغم قبول أطراف النزاع تطبيقة ‪ ،‬ألن النظام المذكور يعتمد تشغيلة على أدوات سواء‬ ‫فيما يتعلق بالكتابة أو التوقيع أو نقل المستندات أو إصدار األحكام ‪ ،‬تختلف عن تلك التى تقوم‬ ‫عليها قواعد التحكيم التقليدية((‪. )5‬‬ ‫ولذلك فهناك احتمال أن يواجه االعتراف بأحكام هذه المحكمة وتنفيذها فى الدول التى لم‬ ‫تطبق هذا النظام بعد بعدم إعتراف هذه الدول بأحكامها حيث أن ؛ محاكم هذه الدول التطبق إال‬ ‫قوانينها الوطنية واالتفاقات الدولية الملزمة لدولها ‪ ،‬وهى غير ملزمة بإنفاذ أحكام التحكيم التى‬ ‫تصدر بناءاً على إتفاقات خاصة بين أطراف النزاع أو أنظمة انضموا إليها لم تستوف بعد‬ ‫األشكال المنصوص عليها لتكون ملزمة للدول ((‪. )1‬‬ ‫ومن هنا جاءت الدعوى إزاء إنتشار تقنيات المعلومات واالتصال فى إنجاز المبادالت‬ ‫التجارية إلى توسيع نطاق النصوص الملزمة للدول فى هذا المجال ‪ ،‬لتغطى عمليات التحكيم‬ ‫وغيرها من أساليب تسوية المنازعات إلكترونياً عبر شبكات االتصال اإللكترونية ‪ ،‬ويشمل‬ ‫التطوير االتفاقات الدولية والتشريعات الوطنية فى مجال التحكيم فى اتجاه إعتماد هذه الشبكات‬ ‫كمكان لتسوية المنازعات إو صدار الق اررات واألحكام ‪ ،‬ألنه رغم تعدد الحلول الفقهية السابقة ‪،‬‬ ‫واألعمال الدولية واألقليمية فى هذا المجال إال أننا نرى أنها مازالت قاصرة على أن تكون نظاما‬ ‫كامالً وجامعا يغطى منازعات عقود التجارة اإللكترونية خاصة مجال االختصاص القضائى فيها‬ ‫‪.‬‬

‫خالصـة هذا المبحث ‪:‬‬ ‫عند إعمال الضوابط العامة لالختصاص القضائى التقليدية على عقود التجارة‬ ‫اإللكترونية فأننا نواجه العديد من الصعوبات التى تبين أن هذه القواعد مازالت قاصرة على أن‬ ‫((‪ )4‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬صالح المنزالوى ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪166‬‬ ‫((‪ )5‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬تسوية المنازعات إلكترونيا ‪ ،‬المرجع السابق‬ ‫((‪ )1‬أنظر ‪ ،‬د‪ /‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬نفس المرجع السابق‬ ‫‪41‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫تكون نظام قانونى يحكم عقود التجارة اإللكترونية ‪ ،‬وحتى مع وجود بعض المحاوالت لتقديم‬ ‫حلوالً لتذيل هذه الصعوبات إال أنها مازالت قاصر عن أن تكون نظام قانونى مستقل بذاته يحكم‬ ‫عقود التجارة اإللكترونية ‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫وفى نهاية ذلك البحث فقد تم التوصل لمجموعة من النتائج التى يتعين مراعاتها من قبل‬ ‫المتعاملين على شبكة اإلنترنت عند نشوب نزاع بينهم ‪ .‬وهى كاآلتى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن عقود التجارة اإللكترونية هى عقود تختلف عن العقود التقليدية فى أنها تتم عن‬ ‫بعد بين حاضرين فى الزمان وغائبين فى المكان ‪ ،‬وهذه الخصوصية كان لها دو اًر فعاالً فى‬ ‫اختالف المعايير العامة لالختصاص القضائى المطبقة عليها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحدود التى كانت تفصل بين الدول وأحكامها القضائية ذابت وسقطت مع وجود‬ ‫المعامالت التى تتم عبر اإلنترنت ‪ ،‬ألنها أنشات عالماً افتراضياً جديداً ‪ ،‬بل نقول أنها أنشأت‬ ‫قرية كونية صغيرة تجعل العالم كله طوع بنان المتعاملين عبر الشبكة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬عجز المعايير والضوابط العامة لالختصاص القضائى فى العقود التقليدية عن‬ ‫تغطية معامالت التجارة اإللكترونية فى حالة نشوب نزاع على االختصاص القضائى فى عقودها‬ ‫الختالف طبيعة الوسط المطبق فيه كالً منهما ‪.‬‬ ‫‪ -4‬إذا كانت المعايير الشخصية والموضوعية لالختصاص القضائى قادرة على حل‬ ‫مشكالت تنازع االختصاص القضائى فى العقود التقليدية فإن اعتمادها على التركز والتوطن‬ ‫الجغرافى والمكانى يجعل تطبيقها على العقود اإللكترونية أم اًر يثير العديد من الصعوبات حيث‬ ‫أن العالم الذى تقوم فيه عقود التجارة اإللكترونية عالماًينفر من الحدود والتوطن الجغرافى‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن الحلول المطروحة لحل مشكلة االختصاص القضائى فى عقود التجارة‬ ‫اإللكترونية ومنها محكمة الفضاء تواجه العديد من الصعوبات ‪ ،‬منها صعوبة االعتراف باألحكام‬ ‫الصادرة من المحكمين على شبكة أو تنفيذها فى بعض الدول نظ اًر ألن هذا النظام لم يأخذ القوة‬ ‫اإللزامية فى الدول من ناحية تطبيقة ‪.‬‬ ‫التوصيات‬

‫‪42‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫‪ -1‬يهيب الباحث بالمشرع المصرى على وجه الخصوص بأن يقوم بوضع تنظيم قانونى‬ ‫خاص بعقود التجارة اإللكترونية ينظم من بينه معايير وضوابط اللجؤ للقضاء فى هذه المعامالت‬ ‫ألهميتها واتساع مجالها وفاعليتها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬كما يتم التوصية بضرورة التعاون بين الدول لوضع نظام محدد يبين أحكام تطبيق‬ ‫وتنفيذ أحكام المحكمة الصادرة فى المنازعات اإللكترونية ألن الحكم القيمة له بدون تنفيذه ‪.‬‬ ‫‪ -3‬يجب على كافة الدول وخاصة الدول األعضاء فى االتحاد األوربى ( لما كان لها‬ ‫من سبق فى هذا المجال ) أن تضع تنظيم جامع خاص بعقود التجارة اإللكترونية تغطى فية‬ ‫معايير اللجؤ للقضاء وتطبيق األحكام الصادرة فى منازعاته وتنفيذها فى الدول المختلفه ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫أوالً ‪ :‬الكتب والمؤلفات العامة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أحمد عبد الكريم سالمة‬ ‫ قانون العالقات الخاصة الدولية ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬مكتبة العالمية بالمنصورة ‪. 1985،‬‬‫‪ -2‬بدر الدين عبد المنعم شوقى ‪:‬‬ ‫ القانون الدولى الخاص ( تنازع القوانين – االختصاص القضائى الدولى ) ‪ ،‬بدون‬‫ناشر ‪. 1990 ،‬‬ ‫‪43‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫‪ -3‬عز الدين عبد اهلل ‪:‬‬ ‫ القانون الدولى الخاص ( تنازع القوانين ) ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬‫‪. 1972‬‬ ‫‪ -4‬عصام الدين مختار القصبى ‪:‬‬ ‫ القانون الدولى الخاص ( تنازع القوانين – تنازع االختصاص القضائى الدولى ) ‪،‬‬‫بدون دار نشر ‪. 2005- 2004 ،‬‬ ‫‪ -5‬فؤاد عبد المنعم رياض ‪ ،‬سامية راشد ‪:‬‬ ‫ القانون الدولى الخاص ( تنازع القوانين – تنازع االختصاص القضائى الدولى ) دار‬‫النهضة العربية ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة ‪1979 ،‬‬

‫‪ -6‬هشام على صادق ‪:‬‬ ‫ تنازع االختصاص القضائى الدولى ‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية ‪. 1972 ،‬‬‫ثانياً ‪ :‬المؤلفات المتخصصة والرسائل والمقاالت ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أحمد شرف الدين ‪:‬‬ ‫ الجوانب القانونية للتجارة اإللكترونية وآليات تسوية منازعاتها ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر‬‫األعمال المصرفية اإللكترونية بين الشريعة والقانون ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون بجامعة اإلمارات‬ ‫العربية فة الفترة من ‪ 11-9‬ربيع األول ‪ 1424‬ه ‪ ،‬الموافق ‪12-10‬مايو ‪ 2003‬م ‪.‬‬ ‫ تسوية المنازعات اإللكترونية ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر الجوانب القانونية للتجارة‬‫اإللكترونية واالتجاهات الحديثة فى وسائل حسم المنازعات – مركز القاهرة اإلقليمى للتحكيم‬ ‫التجارى الدولى ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪:‬‬ ‫ قانون العقد الدولى ( مفاوضات العقود الدولية – القانون الواجب التطبيق وأزمتة ) ‪،‬‬‫الطبعة األولى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪. 2001 -2000 ،‬‬

‫‪44‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫ اإلنترنت والقانون الدولى الخاص فراق أم تالق ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر القانون‬‫والكومبيوتراإلنترنت ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون – بجامعة اإلمارات العربية المتحده ‪ ،‬مايو ‪. 2000‬‬

‫‪ -3‬أحمد جمال الدين موسى ‪:‬‬ ‫ النقود اإللكترونية وتأثيرها على دور المصارف المركزية فى إدارة السياسة النقدية ‪،‬‬‫مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ‪ ،‬بكلية الحقوق – جامعة المنصورة ‪ ،‬عدد ‪ 29‬إبريل‬ ‫‪. 2001‬‬ ‫‪ -4‬أحمد الهوارى ‪:‬‬ ‫ عقود التجارة اإللكترونية فى القانون الدولى الخاص ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر األعمال‬‫المصرفية اإللكترونية بين الشريعة والقانون ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون بجامعة اإلمارات العربية فة‬ ‫الفترة من ‪ 11-9‬ربيع األول ‪ 1424‬ه ‪ ،‬الموافق ‪12-10‬مايو ‪ 2003‬م ‪.‬‬ ‫‪ -7‬السيد عطية عبد الواحد ‪:‬‬ ‫ التجارة اإللكترونية ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 16‬أكتوبر‬‫‪ ، 1999‬كلية الحقوق – جامعة المنوفية ‪.‬‬ ‫‪ -8‬بشار طالل أحمد مؤمنى ‪:‬‬ ‫ مشكالت التعاقد عبر اإلنترنت ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬رسالة دكتوراة ‪ ،‬بكلية الحقوق ‪،‬‬‫جامعة المنصورة ‪. 2003 ،‬‬ ‫‪ -9‬حسين عبده الماحى ‪:‬‬ ‫ نظرات قانونية فى التجارة اإللكترونية ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ‪ ،‬بكلية‬‫الحقوق – جامعة المنصورة ‪ ،‬العدد‪ 31‬إبريل ‪. 2002‬‬

‫‪ -10‬صالح جاد المنزالوى ‪:‬‬ ‫ القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة اإللكترونية ‪ ،‬رسالة دكتوراة ‪ ،‬بكلية‬‫الحقوق ‪ ،‬جامعة المنصورة ‪،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫ تسوية النزاعات التجارية عبر شبكات االتصال اإللكترونية ‪،‬‬‫مقاله مقدمة لمجلة التشريع ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬إبريل ‪. 2005‬‬ ‫ االختصاص القضائى بالمنازعات الخاصة الدولية واالعتراف والتنفيذ الدولى لألحكام‬‫األجنبية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪.‬‬ ‫‪ -11‬عادل أبو هشيمة محمود حوته ‪:‬‬ ‫ عقود خدمات المعلومات اإللكترونية فى القانون الدولى الخاص ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬‬‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪. 2005 ،‬‬ ‫‪ – 12‬عبد اهلل ابن إبراهيم بن عبد اهلل الناصر ‪:‬‬ ‫ العقود اإللكترونية ‪ ،‬دراسة فقهية تطبيقية مقارنة ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر األعمال‬‫المصرفية اإللكترونية بين الشريعة والقانون ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون بجامعة اإلمارات العربية فة‬ ‫الفترة من ‪ 11-9‬ربيع األول ‪ 1424‬ه ‪ ،‬الموافق ‪12-10‬مايو ‪ 2003‬م ‪.‬‬

‫‪ – 13‬عصام الدين القصبى ‪:‬‬ ‫ تنازع االختصاص القانونى والقضائى الدوليين فى مجال التجارة اإللكترونية ‪ ،‬بحث‬‫مقدم لمؤتمر األعمال المصرفية اإللكترونية بين الشريعة والقانون ‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‬ ‫بجامعة اإلمارات العربية الفترة من ‪ 11-9‬ربيع األول ‪ 1424‬ه ‪ ،‬الموافق ‪12-10‬مايو ‪2003‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪ -14‬عبد الواحد محمد الفار‬ ‫ االختصاص القضائى الدولى فى النزاعات ذات العنصر األجنبى ‪ ،‬مجلة الدراسات‬‫القانونية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة أسيوط ‪ ،‬العدد ‪ ، 18‬يونيو ‪. 1996‬‬ ‫‪ – 15‬كاترين ك ‪ .‬مان ‪ ،‬سوا إيكيرت ساره كليالند نايت ‪:‬‬ ‫ترجمة الشحات منصور ‪ ،‬التجارة اإللكترونية العالمية ‪ ،‬بدون ناشر ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪.‬‬ ‫‪ -16‬محمد أبو العنين ‪:‬‬

‫‪46‬‬


‫قضايا استراتجية – المركز العربي البحاث الفضاء االلكتروني – يناير ‪2012‬‬

‫ مقدمة فى حسم منازعات التجارة اإللكترونية فى الدول العربية ودور المنظمات‬‫والمؤسسات المختلفة ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر الجوانب القانونية للتجارة اإللكترونية واالتجاهات‬ ‫الحديثة فى وسائل حسم المنازعات ‪ ،‬مركز القاهرة اإلقليمى للتحكيم التجارى الدولى ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬االتفاقات الدولية ‪:‬‬ ‫ أحمد جامع ‪:‬‬‫ اتفاقية التجارة العالمية ( الجات ) الجزء الثانى ‪. 2001 ،‬‬‫رابعاً ‪ :‬القوانين النموذجية ‪:‬‬ ‫قانون األونسترال النموذجى بشأن التجارة اإللكترونية ‪. 1996 ،‬‬

‫‪47‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.