قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي وصفا وتطبيقا د. محمد علي عطا

Page 1

‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪1‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي‬ ‫(وصفا وتطبيقا)‬

‫د‪ .‬محمد علي محمد عطا‬

‫‪2‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي‬ ‫(وصفا وتطبيقا)‬ ‫يف كتابو "اإلكسَت يف قواعد التفسَت" شغلت النجم الطويف (ت‪ٚٔٙ‬ىـ) قضية منهجة تفسَت‬ ‫القرآن الكرمي ‪ ،‬يي أصح يف مقدمتو ع إشكال يتلجلج يف صدره م جهة التفسَت ‪ ،‬وىذا‬ ‫صحلو يف القسم األول م "اإلكسَت" الذي عنونو‪" :‬يف‬ ‫اإلشكال الذي أهبمو يف ىذه ا‪١‬تقدمة َّ‬ ‫معاين القرآن" ‪ ،‬وقد سلك يف سبيل توضيحو طريقة متدرجة ‪ ،‬بدأت ٔتقدمة ٖتدث صيها ع القرآن‬ ‫ٍ‬ ‫ألفاظ‬ ‫م يي وضوح لفظو ومعناه ‪ ،‬وم يي غموضهما ‪ ،‬مث َّبُت أسبا اشتمال القرآن عل‬ ‫غر ٍ‬ ‫صسر غامض القرآن كلو يف‬ ‫يبة ٖتتاج لتفسَت رغم أنو نزل للتعبد الفوري ‪ ،‬مث َّبُت أن الرسول َّ‬ ‫يياتو ‪ ،‬ولك دل جيمعو كلو عنو صحايب وايد ولك تفرق علمو بُت الححابة ‪ ،‬صضاع كثَت منو‬ ‫وبُت ما اعتمدوا عليو يف‬ ‫ٔتوهتم ‪ ،‬وأدى ىذا إذل أن جيتهد ا‪١‬تفسرون صيما دل يحل إليهم تفسَته ‪َّ ،‬‬ ‫تفسَتىم ‪٢‬تا ‪ ،‬مث رد شبهة تتعلق باجتهاد ا‪١‬تفسري برأيهم وىم أىل ورع والرسول هن ع ذلك ‪،‬‬ ‫وبعد أن انته م ىذه ا‪١‬تقدمة ا‪١‬تمهدة لفهم منهجو ا‪١‬تقًتح ‪ ،‬أو القانون كما ‪ٝ‬تَّاه ‪ ،‬بدأ يف ذكر‬ ‫ىذا القانون موضحا لو ‪ ،‬ومبينا ‪١‬ت وضعو ‪ ،‬ورد عل اعًتاض قد يثار عليو‪.‬‬ ‫وىذا البح يعٌت بالتعريف هبذا القانون‪/‬ا‪١‬تنهج ‪ ،‬ورصد ا‪١‬تاليظات اليت اليظها الباي عل‬ ‫ىذا القانون‪/‬ا‪١‬تنهج ‪ ،‬وعقد ا‪١‬تقارنة بينو وبُت منهج اب تيمية(ت‪ٕٚٛ‬ىـ) الذي ذكره يف مقدمتو يف‬ ‫التفسَت ‪ ،‬مث يرص الباي عل تطبيق قانون‪/‬منهج النجم الطويف(ت‪ٚٔٙ‬ىـ) ‪ ،‬وقد اختار سورة‬ ‫الكوثر للتطبيق عليها؛ نظرا لقلة عدد آياهتا ‪ ،‬واتساع اآلراء يف تفسَتىا؛ ‪٦‬تا يعطي مساية لتطبيق‬ ‫ىذا القانون‪ /‬ا‪١‬تنهج‪.‬‬ ‫ا‪١‬تبح األول‪ :‬التعريف بنجم الدي الطويف(ٔ)‪ :‬ىو سليمان ب عبد القوي ب عبد الكرمي ب‬ ‫رصري البغدادي ‪ ،‬أبو الربيع ‪٧ ،‬تم الدي ‪ ،‬ولد عام (٘‪ٙٚ‬ىـ) يف قرية طوف ببغداد‬ ‫سعيد الطويف َّ‬ ‫الح َ‬ ‫بعد سقوط ا‪٠‬تالصة العباسية‪.‬‬ ‫(ٔ) انظر يف تر‪ٚ‬تتو‪ :‬الذيل عل طبقات ا‪ٟ‬تنابلة الب رجب ‪ ، )ٖٙ​ٙ/ٗ( ،‬دار ا‪١‬تعرصة ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬والدرر الكامنة ‪ ،‬الب‬ ‫يجر العسقالين ‪ ، )ٔ٘ٗ/ٕ( ،‬دار ا‪ٞ‬تيل ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬وشذرات الذىب ‪ ،‬الب العماد ا‪ٟ‬تنبلي ‪ ، )ٖٜ/٘( ،‬ا‪١‬تكتب‬ ‫التجاري ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬ومعجم ا‪١‬تؤلفُت ‪ ،‬لعمر رضا كحالة ‪ ، )ٕٙ​ٙ/ٗ/ٕ( ،‬مكتبة ا‪١‬تثٌت ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬وانظر أيضا مقدمات‬ ‫‪3‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ِ‬ ‫صر" صقرأ صيها‬ ‫يفظ يف طُ َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫وف "‪٥‬تتحر ا‪٠‬تَرقي" ‪ ،‬و "اللمع يف النحو" الب جٍت ‪ ،‬وتردد عل " َ‬ ‫الحرصري ا‪ٟ‬تنبلي ‪ ،‬مث دخل بغداد سنة (ٔ‪ٜٙ‬ىـ) وقرأ هبا ‪ ،‬مث ىاجر إذل‬ ‫الفقو عل زي الدي َّ‬ ‫الشام عام(٘ٓ‪ٚ‬ىـ) إثر ىجمات ا‪١‬تغول ‪ ،‬وقرأ عل أيب الفت البعلي بعض ألفية اب مالك ‪ ،‬مث‬ ‫ساصر إذل محر وأقام بالقاىرة و‪ٝ‬تع هبا م عدة شيوخ منهم‪ :‬ا‪ٟ‬تاصظ عبد ا‪١‬تؤم ب خلف‬ ‫والقاضي سعد الدي ا‪ٟ‬تارثي ‪ ،‬وتنقل داخل محر بُت قوص بحعيد محر ودمياط مث إذل قوص‬ ‫مرة أخرى ‪ ،‬مث ساصر للحج عام(ٗٔ‪ٚ‬ىـ) ‪ ،‬مث ريل للشام مرة أخرى وقحد بيت ا‪١‬تقدس ‪ ،‬ونزل‬ ‫با‪٠‬تليل إذل أن تويف عام (‪ٚٔٙ‬ىـ)‪.‬‬ ‫وشيوخو كثَتون ‪ ،‬منهم‪ :‬القالنسي البغدادي(تٗٓ‪ٚ‬ىـ) ‪ ،‬الفارقي الشاصعي(ت‪ٚٓٙ‬ىـ) ‪ ،‬اب‬ ‫الطبَّال(ت‪ٚٓٛ‬ىـ) ‪ ،‬واب تيمية(ت‪ٕٚٛ‬ىـ) ‪ ،‬و‪ٚ‬تال الدي ا‪١‬تِ​ِزي(ت ٕٗ‪ٚ‬ىـ)‪.‬‬ ‫وأما تالميذه صقليلون ‪ ،‬ىم ‪٣‬تد الدي اب قرطاس الحرصري(تٕٗ‪ٚ‬ىـ) ‪ ،‬واب كاتب ا‪١‬ترج‬ ‫الحعيدي(ت٘ٗ‪ٚ‬ىـ) ‪ ،‬ولعل سبب ذلك يرجع لكثرة تنقلو وكثرة الشبهات يولو‪.‬‬ ‫كان صقيها ينبليا أصوليا قوي ا‪ٟ‬تاصظة ‪ ،‬شديد الذكاء ‪ ،‬كثَت ا‪١‬تطالعة ‪ ،‬ديـنًا ‪ ،‬ساكنا ‪ ،‬قانعا ‪،‬‬ ‫مقتحدا ‪ ،‬متقلال م الدنيا‪ .‬رصد لو مًت‪ٚ‬توه أكثر م ثالثُت كتابا ‪ُ ،‬يقق كثَت منها ويظي‬ ‫بالعناية؛ نظرا ألمهية كثَت منها يف باهبا‪.‬‬

‫ٖتقيق كتبو ‪ ،‬وْت ‪٧:‬تم الدي الطويف سَتتو ومؤلفاتو ‪ ،‬زكية يس إبراىيم ‪ ،‬ورقية يونس حيِت ‪٣ ،‬تلة كلية اآلدا ‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ، ٜٚ‬ومنو ‪٠‬تحت التعريف بو‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ا‪١‬تبح الثاين‪ :‬مقدمات قانونو‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬الداصع لوضع ىذا القانون‪:‬‬ ‫وض النجم الطويف أسبا وضعو ‪٢‬تذا القانون يف مقدمة كتابو "اإلكسَت" ‪ ،‬صقال(ٕ)‪":‬دل يزل‬ ‫َّ‬ ‫يتلجلج يف صدري إشكال علم التفسَت ‪ ،‬ودل َأر أيدا منهم كشفو صيما ألَّفو ‪ ،‬وال ‪٨‬تَّاه صيما ‪٨‬تَاه ‪،‬‬ ‫عول عليو ‪ ،‬ويُحار يف‬ ‫صتقاضتٍت النفس الطالبة للتحقيق ‪ ،‬الناكبة ع ‪ٚ‬تر الطريق ‪ ،‬لوضع قانون يُ َّ‬ ‫ىذا الف إليو"‪.‬‬ ‫صحلو يف القسم األول م "اإلكسَت" الذي عنونو‪" :‬يف‬ ‫وىذا اإلشكال الذي أهبمو يف ىذه ا‪١‬تقدمة َّ‬ ‫معاين القرآن" ‪ ،‬كما ذكرت سابقا ‪ ،‬وىو كما يفهم م كالمو اختالط اآلراء يف التفسَت ‪ ،‬واشتباك‬ ‫األصلي بالدخيل ‪٦ ،‬تا جيعل ا‪ٟ‬تاجة ماسة لقانون‪/‬منهج ينظم أمري ‪ :‬األول تفسَت القرآن ‪ ،‬والثاين‪:‬‬ ‫الًتجي بُت آراء ا‪١‬تفسري ‪ ،‬وقد قدم لقانونو بتمهيد طويل‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التمهيد للقانون‪:‬‬ ‫أ‪ -‬بدأ ببيان ايتياج بعض قراء القرآن إذل التفسَت والتأويل‪ :‬وبُت صيو أن القرآن م يي الوضوح‬ ‫والغموض يف لفظو ومعناه ينقسم إذل‪:‬‬ ‫بُت بنفسو؛ التضاح معناه واشتهاره‬ ‫ٔ‪ .‬واض اللفظ وا‪١‬تعٌت صهو ال حيتاج لتفسَت ‪" ،‬صهو ٌ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َس َقْيـنَا ُك ُموهُ﴾ [‬ ‫الس َماء َماءً صَأ ْ‬ ‫وضعا أو عرصا ‪ ،‬ونحوصيتو يف معناه ‪٨ ،‬تو‪ ﴿:‬صَأَنْـَزلْنَا م َ‬ ‫ا‪ٟ‬تجر‪ .]ٕ​ٕ:‬صإن لفظ اإلنزال والسماء وا‪١‬تاء واإلسقاء معروصة مشهورة ‪ ،‬ونحوصيتها يف مدلوالهتا‬ ‫غَت منكورة"(ٖ)‪.‬‬ ‫ٕ‪ .‬غَت واض اللفظ وا‪١‬تعٌت ‪ٚ‬تيعا وحيتاج لتفسَت ‪ ،‬إما بسبب االشًتاك؛ ‪٨‬تو﴿ثَ​َالثَ َة قُـر ٍ‬ ‫وء﴾‬ ‫ُ‬ ‫[البقرة‪ ]ٕ​ٕٛ:‬للطهر وا‪ٟ‬تيض ‪ ،‬وعسعس الليل ألقبل وأدبر ‪ ،‬و﴿َال ديَ​َسوُ إَِّال الْ ُمطَ َّهُرو َن﴾‬ ‫[الواقعة‪ ]ٜٚٛ:‬اليتمالو النهي وا‪٠‬ترب‪.‬‬

‫(ٕ) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪٧ ،‬تم الدي الطويف ‪ٖ ،‬تقيق عبد القادر يسُت ‪(،‬ص‪ ، )ٕٚ‬مكتبة اآلدا ‪ ،‬طٕ ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫(ٖ) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬صٖ​ٖ)‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫أو لظهور تشبيو كآيات الحفات ‪٨‬تو‪﴿:‬ي َداه مبسوطَتَ ِ‬ ‫ك﴾‬ ‫ان﴾ [ا‪١‬تائدة‪َ ﴿ ، ]ٙٗ:‬و ْج ُو َرب َ‬ ‫َ ُ َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك﴾ [ا‪١‬تائدة‪.]ٔ​ٔٙ:‬‬ ‫حنَ َع َعلَ َعْي ٍِت﴾ [طو‪َ ﴿ ، ]ٖٜ:‬وَال أ ْ‬ ‫َعلَ ُم َما ِيف نَـ ْف ِس َ‬ ‫[الر‪ٛ‬ت ‪َ ﴿ ، ]ٕٚ:‬ولتُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أو لغرابة يف اللفظ ‪٨‬تو‪﴿:‬ض َ ِ​ِ‬ ‫َص َحاهبِ​ِ ْم﴾‬ ‫َ‬ ‫اق هب ْم ذَ ْر ًعا﴾ [ىود‪﴿، ]ٚ​ٚ:‬ذَنُوبًا مثْ َل ذَنُو ِ أ ْ‬ ‫ت ِم ْ قَ ْس َوَرٍة﴾ [ا‪١‬تدثر‪ ، ]٘ٔ:‬وىو ا﵀تاج إذل التفسَت"(ٗ)‪.‬‬ ‫[الذاريات‪ ، ]ٜ٘:‬و﴿صَـَّر ْ‬

‫مؤداه‪ :‬ما صائدة اشتمال القرآن عل‬ ‫ثالثا‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫إشكال ورده‪ :‬ويف أثناء بيانو السابق أجا ع إشكال َّ‬ ‫ألفاظ غريبة ٖتتاج إذل تفسَت ‪ ،‬وىو نزل لتكليف ا‪٠‬تلق بالعمل ٔتضمونو ‪ ،‬وقد كان واضحا وقت‬ ‫نزولو؟ وكان جوابو ىو‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬لغة العر ٖتتوي عل الواض والغامض وكالمها بليغ يف موضعو ‪ ،‬والقرآن جاء عل لغة‬ ‫العر ‪ ،‬صلو جاء بأيدمها صقط لكان مقحرا ع رتبة اللغة ‪ ،‬صال يحل لإلعجاز‪.‬‬ ‫ٕ‪ .‬الواض م القرآن جاء للتعبد عل الفور م غَت ايتياج إذل نظر ‪ ،‬وغَت الواض جاء‬ ‫ليتعبد العلماء باستخراج معناه ‪ ،‬وليتعبد ا‪١‬تقلدون ‪٢‬تم أيضا بتقليدىم صيو ‪ ،‬صيعظم أجرمها ‪ ،‬وأنزل ا﵁‬ ‫ا‪١‬تتشابو ليتعبد ا‪ٞ‬تميع باإلديان بو ‪ ،‬صالعمل با‪١‬تفهوم منو واإلديان بغَت ا‪١‬تفهوم منو تعبدان صحيحان‬ ‫دييزان بُت الطاعة والعحيان‪.‬‬ ‫ٖ‪ .‬لعل غَت الواض شرك م أشراك الضالل يوقع صيو ا‪١‬تعًتض ‪ ،‬وقد ذكر ا﵁ أنواعا م ىذه‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم بِبَـ ْع ٍ‬ ‫ض لِيَـ ُقولُوا أ َ​َى ُؤَال ِء َم َّ اللَّوُ َعلَْي ِه ْم ِم ْ بَـْينِنَا﴾‬ ‫األشراك ‪ ،‬صقال تعاذل‪َ ﴿:‬وَك َذل َ‬ ‫ك صَـتَـنَّا بَـ ْع َ‬ ‫[األنعام‪ ، ]ٖ٘:‬وقولو تعاذل‪ ﴿:‬لِيجعل ما يـلْ ِقي الشَّيطَا ُن صِْتـنَ ًة لِلَّ ِذي ِيف قُـلُوهبِ​ِم مرض والْ َق ِ‬ ‫اسيَ ِة‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ​َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫قُـلُوبُـ ُه ْم﴾ [ا‪ٟ‬تج‪.)٘( ]ٖ٘:‬‬ ‫ٗ‪ .‬ولعل ذلك ‪ٟ‬تكمة خفيت علينا ؛ ألن ا﵁ تعاذل ال يفعل شيئا عبثا بدون يكمة ‪ ،‬وخفاء‬ ‫ا‪ٟ‬تكمة ال يعٍت عدم وجودىا ‪ ،‬وم زعم عدم وجودىا ألهنا خفيت عليو كان مدعيا مساواة ا﵁‬ ‫يف علمو ومشاركتو يف معلوماتو ‪ ،‬وىذا كفر(‪.)ٙ‬‬

‫(ٗ) انظر السابق ‪( ،‬صٖ​ٖ‪.)ٖٗ -‬‬ ‫(٘) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬صٖ٘)‪.‬‬ ‫(‪ )ٙ‬السابق ‪( ،‬صٖ٘)‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫رابعا‪ :‬ىل صسر الرسول القرآن يرصا يرصا‪ :‬أثار الطويف ىذا السؤال ‪ ،‬مث أجا عنو بأن ظاىر‬ ‫األمر أن الححابة رضي ا﵁ عنهم كانوا يأخذون التفسَت ع النيب صل ا﵁ عليو وسلم ‪،‬‬ ‫واستشف ذلك م قول اب مسعود رضي ا﵁ عنو‪":‬كنا ال ‪٧‬تاوز عشر آيات يىت نعرف أمرىا‬ ‫وهنيها وأيكامها" ‪ ،‬وكانوا يأخذونو ع بعض الححابة أيضا؛ ألن بعض الححابة كانوا يفتون‬ ‫ويؤخذ عنهم العلم يف عهد رسول ا﵁ ‪ ،‬وحيتمل أهنم كانوا يأخذون التفسَت ع الرسول صل ا﵁‬ ‫عليو وسلم وع بعض الححابة يف ٍ‬ ‫آن ‪ ،‬صل م ديت النيب صل ا﵁ عليو وسلم إال وقد أخذ عنو‬ ‫التفسَت يرصا يرصا‪.‬‬ ‫وبعد ىذا التأكيد عل أن الرسول صل ا﵁ عليو وسلم صسر القرآن كامال ‪ ،‬أجا ع سؤال‪ :‬ىل‬ ‫وصل إلينا تفسَت الرسول صل ا﵁ عليو وسلم كامال؟‬ ‫ويف اإلجابة ع ذلك أكد النجم الطويف أنو ضاع كثَت م تفسَت رسول ا﵁ بسبب‪ :‬عدم أخذ‬ ‫كل الححابة ع النيب كل التفسَت بل بعضو ‪ ،‬وموهتم قبل نقلو كلو لغَتىم ‪ ،‬صلم يكتمل التفسَت‬ ‫عند وايد م الححابة بل تفرق علمو بينهم ‪ ،‬ىذا باإلضاصة إذل أن النفر الذي عنوا ّتمع القرآن‬ ‫عل عهد رسول ا﵁ كانوا نفرا معدودي قليلُت‪.‬‬ ‫ولعل التابعي الذي أخذ بعض التفسَت ع الححايب دل جيتمع بححايب آخر يكمل لو التفسَت أو‬ ‫اجتمع ٔت ال زيادة عنده عل ما أخذ ع الححايب األول‪.‬‬ ‫وبناء عل ىذا النقص شرع ا‪١‬تفسرون يف إكمال التفسَت باجتهادىم؛ معتمدي عل اللغة تارة ‪،‬‬ ‫وعل السنة تارة ‪ ،‬وعل نظَت اآلية ا‪١‬تطلو تفسَتىا م القرآن تارة ثالثة ‪ ،‬إضاصة إذل االعتماد‬ ‫عل موارد أخرى ‪ ،‬مثل‪ :‬التاريخ ‪ ،‬وأيام األمم ا‪٠‬تالية ‪ ،‬واإلسرائيليات و‪٨‬توىا‪.‬‬ ‫ومعٌت ذلك أن التفاسَت ا‪١‬تتداولة بُت األمة صيها كثَت ‪٦‬تا دل يقلو النيب صل ا﵁ عليو وسلم ‪ ،‬بل‬ ‫صيها ما لو عرض عل النيب صل ا﵁ عليو وسلم لرده وزجر قائلو ‪ ،‬ويتأكد ىذا م اختالف‬ ‫ا‪١‬تفسري يف اآلية الوايدة أو يف ا‪ٟ‬ترف الوايد عل عشرة أقوال وأكثر وأقل ‪ ،‬وبعض ىذه األقوال‬ ‫يرد بعضو أو يضاده أو يناقضو‪.‬‬ ‫ونتج ع ذلك كثرة الدخل يف التفاسَت يىت آل األمر إذل وجود أقوال كثَتة ‪ ،‬وصعلت كل طبقة م‬ ‫ا‪١‬تفسري كما تفعل األخرى م زيادة الوجوه واألقوال واالختيارات ‪ ،‬وينسبون ىذه األقوال‬ ‫‪١‬تذاىبهم وآرائهم‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫٘تاما كما يدث يف مذاىب الفقهاء ‪ ،‬صقد نشأ ع تفرق الححابة يف األمحار واختحاص بعضهم‬ ‫ٔتا ليس عند اآلخر م ناسخ ومنسوخ ‪ ،‬أو زيادة يف يكم تقييد مطلق أو ٗتحيص عام و‪٨‬توه ‪،‬‬ ‫صأصىت كل منهم ٔتا انته إليو علمو ‪ ،‬مث أضيف إذل ذلك اختالصهم يف تأويل الكتا والسنة‬ ‫ْتسب صهمهم وْتسب لغات العر والقرائ واأليوال ‪ ،‬مث تلق التابعون عنهم ذلك ‪ ،‬وساروا‬ ‫سَتىم صكثر االختالف جدا ‪ ،‬وقد استشهد الطويف بأن ما ذكره ىذا يف اختالف الفقهاء ىو ما‬ ‫ذكره ا‪ٟ‬تُ َميدي(‪.)ٚ‬‬ ‫مؤداىا‪:‬كيف يقول ا‪١‬تفسرون برأيهم وىم أىل ورع‬ ‫خامسا‪ :‬رد الطويف شبهة قد تثار عل كالمو ‪َّ ،‬‬ ‫وىناك يدي حيرم ذلك بشدة يي يقول رسول ا﵁‪":‬م قال يف القرآن برأيو صليتبوأ مقعده م‬ ‫النار"(‪ .)ٛ‬وقال أب و بكر الحديق‪":‬أي ‪ٝ‬تاء تظلٍت وأي أرض تقلٍت إذا قلت يف القرآن ما ال‬ ‫أعلم"(‪ .)ٜ‬وكان األصمعي مع تقدمو وسعة باعو حيتمي تفسَت القرآن وإعرابو؟ صهذا ‪٤‬تال ‪ ،‬والبد‬ ‫أن كل ما أوردوه م تفسَت ىو منقول ع الرسول صل ا﵁ عليو وسلم‪.‬‬ ‫وأجا ع ذلك بأنو جيوز أهنم ما علموا ْتدي ٖترمي القول يف القرآن بالرأي ‪ ،‬والذي علمو منهم‬ ‫َّنفذه ودل يتكلم برأيو ‪ ،‬والذي تكلم منهم وأخطأ يكون خطؤه خطأ اجتهاديا ‪ ،‬وىو مرصوع كما يف‬ ‫أيكام الفروع‪.‬‬ ‫وجيوز أهنم علموا ولكنهم ‪ٛ‬تلوا ا‪١‬تنع عل ا‪ٞ‬تاىل وليس العادل ‪ ،‬بدليل لفظ ا‪ٟ‬تدي ‪":‬بغَت علم" ‪،‬‬ ‫كما قال ا‪ٟ‬تسُت ب مسعود يف مقدمة تفسَته ‪ ،‬وموقف أيب بكر الحديق خيرج بأنو قال ذلك يف‬ ‫ما ال يعلم بدليل أنو تكلم يف أيكام الشريعة ٔتا يعلم ‪ ،‬والشريعة والقرآن كالمها م دي ا﵁ ‪،‬‬ ‫وخيرج موقف األ صمعي بأنو إما أن يكون ايتماؤه للكالم صيما ال يعلم وىذا توصيق؛ ألنو ال‬ ‫(‪ )ٚ‬اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬ص‪.)ٖٛ-ٖٚ‬‬ ‫(‪ )ٛ‬أخرجو الًتمذي (ٓ٘‪ ، )ٕٜ‬والنسائي يف "الكربى" (٘‪ ، )ٛٓٛ‬والطربي (ٔ‪ ، )ٖٗ/‬والطرباين (ٕ‪ ، )ٕٖٜٔ‬والبغوي‬ ‫(‪ ، )ٔ​ٔٛ‬وقال ‪٤‬تققو مسند أ‪ٛ‬تد‪ " :‬إسناده ضعيف لضعف عبد األعل الثعليب ‪ ،‬ومع ذلك صقد يسنو الًتمذي‬ ‫وصححو اب القطان كما يف "النكت الظراف" ٗ‪ ."ٕٖٗ/‬انظر مسند أ‪ٛ‬تد (ٖ‪ٖ ، )ٕٜٓٙ()ٜٗٙ/‬تقيق شعيب‬ ‫األرنؤوط وآخري ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬طٔ ‪ٕٔٗٔ ،‬ىـ‪ٕٓ​ٓٔ/‬م‪.‬‬ ‫(‪ )ٜ‬محنف اب أيب شيبة ‪ٖ .)ٖٖٓٔٓ( )ٖٔٙ/ٙ( ،‬تقيق كمال يوسف ا‪ٟ‬توت ‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬طٔ ‪،‬‬ ‫‪ٜٔٗٓ‬م‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫يعلمو ‪ ،‬وإما أن يكون مع العلم وىذا قد يكون جبنا و‪ٚ‬تودا أو خروجا إذل السالمة واكتفاء ٔت‬ ‫تكلم صيو قبلو‪.‬‬ ‫وجيوز أهنم رأوا أنو يتعُت عليهم الكالم صزىدىم وورعهم يثهم عل سد ىذا ا‪٠‬تلل يىت ال يقول‬ ‫صيو أىل ا‪ٞ‬تهل ‪ ،‬وأن يدرس م علم الشريعة ما ال ديك تداركو ‪ ،‬ورأوا أن ا‪٠‬تطأ عنهم مرصوع يف‬ ‫ذلك كما رصع ع ا‪٠‬تطأ يف األيكام الفرعية االجتهادية ‪٘ ،‬تاما كما يدث مع موس ب عقبة‬ ‫عندما َّنق ا‪١‬تغازي ‪٦‬تا دخل عليها م الكذ ‪ ،‬وأثٌت العلماء عل صنيعو(ٓٔ)‪.‬‬ ‫ا‪١‬تبح الثال ‪ :‬القانون ا‪١‬تقًتح‬ ‫بعد ىذه ا‪١‬تقدمة ا‪١‬تمهدة اليت مشلت تاريخ التفسَت وإشكاالتو ‪ ،‬بدأ يف عرض قانونو الذي يقًتيو‬ ‫لتنقية التفسَت ‪٦‬تا علق بو ‪ ،‬وىذا القانون يشمل شقُت؛ منهج تفسَت الغامض ‪ ،‬ومنهج الًتجي بُت‬ ‫اختالصات ا‪١‬تفسري ‪.‬‬ ‫الوضوح‬

‫الشق األول‪ :‬منهج تفسَت الغامض‪ :‬صقد رأى النجم الطويف أن القرآن م يي‬ ‫والغموض بُت أمري ‪:‬‬ ‫ٔ‪ .‬واض ا‪١‬تعٌت واللفظ وىذا ال إشكال صيو؛ ألن ا‪١‬تراد منو ىو ا‪١‬تفهوم منو لكل عاقل ‪ ،‬مثل‬ ‫ِ‬ ‫الح َالةَ َوآتُوا َّ‬ ‫الزَكاةَ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وَال تَـ ْقَربُوا الزنَا﴾ [اإلسراء‪...]ٖٕ:‬إخل‪.‬‬ ‫يموا َّ‬ ‫قولو‪َ ﴿:‬وأَق ُ‬ ‫ٕ‪ .‬وغامض اللفظ وا‪١‬تعٌت وىذا الذي حيتاج لتفسَت ‪ ،‬وقد يكون بُت أمري ‪:‬‬ ‫صيو دليل عقلي قاطع ‪ ،‬أو نص تواتري ع النيب ‪ ،‬أو إ‪ٚ‬تاع العلماء ‪ ،‬أو نص آيادي‬ ‫أ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويينئذ جيب ا‪١‬تحَت صيو إذل ما دل عل أنو ا‪١‬تراد منو ‪ ،‬سواء كان ما دل عليو أيد ىذه‬ ‫صحي ‪.‬‬ ‫الطرق مواصقا لظاىر لفظ الكالم أو ال؛ ألن الدليل العقلي وا‪١‬تتواتر يفيدان العلم القاطع ‪ ،‬صال‬ ‫يعارضهما الظاىر ا﵀تمل ‪ ،‬ولذلك قدمهما‪ .‬وأما اإل‪ٚ‬تاع صالستلزامو دليال تقوم عليو ا‪ٟ‬تجة م‬ ‫نص وغَته ‪ ،‬صال إ‪ٚ‬تاع إال ع مستند ‪ ،‬ولقيام الدليل عل أن األمة معحومة م االجتماع عل‬ ‫ضاللة ‪ ،‬وأما النص اآليادي الححي صألنو يعتاد عليو الظ ‪ ،‬ويوجب العمل والعلم عل مذىب‬ ‫مرجوح ‪ ،‬لذلك ىو أوذل م غَته‪.‬‬ ‫(ٓٔ) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬ص‪.)ٖٜ‬‬ ‫‪9‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ليس صيو شيء ‪٦‬تا سبق بل صيو‪ :‬آياد ضعيفة ‪ ،‬أو شيء م أصحا التاريخ والسَت غَت‬ ‫‬‫مفيد للعلم بححة ما دل عليو ‪ ،‬أو ظنو بدليل خارج ع قرينة عقلية أو غَتىا ‪ ،‬أو تأويل ‪٥‬تتلف‬ ‫عليو متعارض بُت العلماء‪.‬‬ ‫ويف ىذه ا‪ٟ‬تالة ننظر صإن كان ما ورد صيو م األيادي الضعيفة والتواريخ والسَت ا‪١‬تذكورة مواصقا‬ ‫للمفهوم م ظاىر الكالم أو م صحواه أو معقولو= صنحملو عل ما صهم منو ‪ ،‬ويف ىذه ا‪ٟ‬تالة‬ ‫يكون ا‪٠‬ترب الضعيف و‪٨‬توه مؤكدا ‪١‬تا استفيد م اللفظ‪.‬‬ ‫وإن دل يك شيء منها يواصق ا‪١‬تفهوم م ظاىر اللفظ أو معقولو ألغي ىذا الدليل؛ لضعفو وضعف‬ ‫ما يفيده الظ ‪ ،‬واعترب مفهوم ظاىر الكالم لقوتو وقوة ما يفيده م ظ ما دل دينع منو مانع أقوى‬ ‫منو؛ ألن ا‪١‬تقحود م الكالم ىو اإلصهام ‪ ،‬والظاىر م ا‪١‬تتكلم ا‪ٟ‬تكيم إرادة ظاىر الكالم‪.‬‬ ‫الشق الثاين‪ :‬الًتجي بُت التأويالت ا‪١‬تختلفة ع العلماء‪.‬‬ ‫ننظر يف ىذه التأويالت ‪ ،‬صإن كانت تشتمل عل التناقض والتضاد مثل "ال ُقرء" كان أيد الضدي‬ ‫متعينا لإلرادة؛ الستحالة ا‪ٞ‬تمع بينهما ‪ ،‬ويينئذ جيب الوصول للمراد بطريق قوي راج م الطرق‬ ‫السابقة أو غَتىا إن أمك ‪.‬‬ ‫وإن كان ال يشتمل عل التناقض والتضاد بل ىو ‪٣‬ترد اختالف ‪ ،‬صفي ىذه ا‪ٟ‬تالة ننظر‪ :‬ىل‬ ‫حيتمل اللفظ ‪ٚ‬تيع ىذه التأويالت ‪ ،‬صإن كان ذلك حيمل عليها ‪ٚ‬تيعها ما أمك ‪ ،‬سواء كان‬ ‫ايتمالو ‪٢‬تا مساويا أو كان يف بعضها أرج م بعض؛ ألن ‪ٛ‬تلو عل بعض دون بعض إلغاء‬ ‫للفظ بالنسبة لبعض ‪٤‬تتمالتو م غَت موجب وىو غَت جائز ‪ ،‬وألنو لو كان مرادا صإعمال اللفظ‬ ‫بالنسبة إليو أيوط م إمهالو‪.‬‬ ‫وإن كان ايتمال اللفظ ‪٢‬تذا القول متفاوتا يف الرجحان جاز يف مقام الًتجي تقدمي األرج‬ ‫صاألرج ْتسب‪ :‬داللة اللفظ عليو ‪ ،‬أو جاللة قائلو ‪ ،‬أو عاضده ا‪٠‬تارجي ‪ ،‬وغَت ذلك م وجوه‬ ‫الًتجيحات‪.‬‬ ‫وضر النجم الطويف مثاال اليتمال اللفظ لوجوه متعددة بقولو تعاذل‪﴿:‬صَ َال أُقْ ِس ُم ِٔتَ​َواقِ ِع‬ ‫الن ُج ِوم﴾ [الواقعة‪ ، ]ٚ٘:‬صقد قيل‪ :‬ىي مساقط النجوم يف ا‪١‬تغر ‪ .‬وقيل‪ :‬نزول القرآن؛ ألنو نزل‬ ‫‪11‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫يف ثالث وعشري سنة ‪ ،‬صاللفظ حيتمل القولُت ‪ ،‬صيجوز أن يكون ال َق َسم هبما مرادا ﵁ عز وجل؛‬ ‫ألهنما عظيمان ‪ ،‬صإنو جيوز إرادة يقيقة اللفظ و‪٣‬تازه ‪ٚ‬تيعا منو ‪ ،‬وكذلك القسم بعظيم؛ الضح ‪،‬‬ ‫الليل ‪ ،‬الشمس ‪ ،‬يراد ال َق َسم ْتقائقها لعظم اآليات صيها ‪ ،‬وجيوز أن القسم ٓتالقها ورهبا عل‬ ‫يذف ا‪١‬تضاف؛ أي ور الضح ‪ ،‬وكذلك األقوال يف ا‪١‬تقام ا﵀مود صقد قيل صيها اثنا عشر قوال‬ ‫واللفظ حيتملها ‪ٚ‬تيعا وإرادهتا جائزة واجتماعها ‪٦‬تك ‪.‬‬ ‫وإن كان ال حيتمل اللفظ ‪ٚ‬تيع التأويالت لدليل ‪ ،‬صال حيمل إال عل ما أمك م ىذه التأويالت‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أمهية ىذا القانون‪ :‬بُت النجم الطويف أمهية التزام ىذا القانون ‪ ،‬صبُت أنو يدصع كثَتا م خبط‬ ‫ا‪١‬تفسري بتباي أقوا‪٢‬تم ‪ ،‬واختالف آرائهم(ٔ​ٔ)‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ا‪١‬تستفيد م ىذا القانون‪َّ :‬بُت النجم الطويف م الذي يستفيد هبذا القانون ‪ ،‬وبُت أنو يستفيد‬ ‫منو "م كانت لو يد يف معرصة ا‪١‬تعقول وا‪١‬تنقول واللغة وأوضاعها ‪ ،‬ومقتضيات ألفاظها ‪ ،‬وا‪١‬تعاين‬ ‫والبيان ‪ْ ،‬تي إذا استبهم عليو تفسَت آية وتعارضت صيها األقوال صار إذل ما دل عليو القاطع‬ ‫العقلي أو النقلي عل تفحيل سبق ‪ ،‬مث إذل مقتض اللفظ لغةً و‪٨‬تو ذلك‪ .‬أما الذي يقحر يف ىذه‬ ‫العلوم صال ينتفع هبذا القانون؛ ألنو يكون كم لو سيف قاطع لكنو ال تُـقلو يده لعِلٍَّة بو"(ٕٔ)‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬شبهة يول ىذا القانون‪ :‬استحضر النجم الطويف شبهة ستثار يول قانونو مؤداىا أنو‬ ‫الشك أن ا‪١‬تفسري نقلوا كل ما بلغهم م وجوه التفسَت ودل يتعرض أيد منهم ‪١‬تا ذكر الطويف يف‬ ‫قانونو؛ لذلك صقانونو غَت معترب ‪ ،‬والزعم بأنو ال سبيل إذل االنتحاف م علم التفسَت بغَت ىذا‬ ‫القانون بعيد جدا(ٖٔ)‪.‬‬ ‫وأجا الطويف ع ىذه الشبهة بأن عدم تعرضهم ‪٢‬تذا القانون ال يدل عل عدم اعتباره؛ ‪ٞ‬تواز‬ ‫أهنم نقلوا ما نقلوه ليعترب بالقانون ا‪١‬تذكور ‪ ،‬مثل علم ا‪ٟ‬تدي الذي نقل صيو العلماء كل ما بلغهم‬ ‫يىت جاء جهابذة علماء ا‪ٟ‬تدي ووضعوا قانونا نقحوا بو ىذه الروايات‪.‬‬ ‫(ٔ​ٔ) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬ص‪.)ٖٗ ، ٕٚ‬‬ ‫(ٕٔ) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬ص‪.)ٖٗ ، ٕٚ‬‬ ‫(ٖٔ) اإلكسَت يف علم التفسَت ‪( ،‬صٖٗ)‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫مث جا ء الفقهاء وتسلموا ا‪ٟ‬تدي م أىلو وصيو ا‪١‬تتعارض وا‪١‬توىم للمتناقض صقام لو األصوليون‬ ‫ووضعوا قانونا يزيل تعارضو وتناقضو ‪ ،‬صاستخرجوا بذلك أقواال صقهية متعارضة وآراءً متناقضة ‪،‬‬ ‫صتسلمها كل أىل مذىبهم ع إمامهم صاجتهدوا صيها باعتبارىا قوانُت ذلك اإلمام وقواعد مذىبو ‪،‬‬ ‫ودل يقل أيد إن نقل ا﵀دثُت واألصوليُت والفقهاء لكل ما وردىم دليل عل عدم اعتبار القوانُت‬ ‫ا‪١‬تميزة ‪١‬تا جيب إعمالو ‪٦‬تا جيب إمهالو‪.‬‬ ‫وا‪ٞ‬توا الثاين أنو ال أيد يفت طريقا إذل مقحد ‪٧‬تيب يوصل إليو قطعا بسهولة ويسر ويقال لو‬ ‫إن أيدا ‪٦‬ت تقدمك دل يفت ىذا الطريق؛ لذا صهو غَت موصل للمقحود‪ .‬صهذا استدالل با‪ٞ‬تهل ‪،‬‬ ‫ورٔتا يغفل ا‪١‬تتقدم عما تنبو لو ا‪١‬تتأخر ‪ ،‬وإال لزم أال يزداد علم الشريعة عما كان عليو يف َّأول أمره ‪،‬‬ ‫وىذا غَت ياصل صعلم الشريعة زاد جدا بسبب استدراك ا‪١‬تتأخر عل ا‪١‬تتقدم‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫خامسا‪ :‬بُت قانون اب تيمية وقانون النجم الطويف‪:‬‬ ‫ذكر اب تيمية(ت‪ٕٚٛ‬ىـ) ر‪ٛ‬تو ا﵁ يف كتابو "مقدمة التفسَت"(ٗٔ) منهجا لتفسَت القرآن ‪ ،‬ولو‬ ‫شقان أيضا؛ شق يبُت كيفية التفسَت ‪ ،‬وشق يبُت كيفية معا‪ٞ‬تة ا‪٠‬تالف بُت ا‪١‬تفسري ؛ وأىم قواعد‬ ‫الشق األول ‪ ،‬ىي‪:‬‬ ‫ٔ‪.‬‬ ‫ٕ‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬‬ ‫ٗ‪.‬‬ ‫٘‪.‬‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫تفسَت القرآن بالقرآن‪.‬‬ ‫تفسَت القرآن بالسنة‪.‬‬ ‫تفسَت القرآن بأقوال الححابة‪.‬‬ ‫تفسَت القرآن بأقوال التابعُت ‪ ،‬وإ‪ٚ‬تاعهم يجة‪.‬‬ ‫التفسَت ٔتجرد الرأي يرام‪.‬‬ ‫اإلسرائيليات يُستأنس هبا‪.‬‬

‫وأىم قواعد الشق الثاين ىي‪:‬‬ ‫ٔ‪ .‬استيعا األقوال كلها؛ ألن م يك ا‪٠‬تالف ودل يستوعب األقوال صهو ناقص ‪ ،‬صقد‬ ‫يكون الحوا صيما سبق‪.‬‬ ‫ٕ‪ .‬بيان الباطل م الححي ؛ ألن م حيكي ا‪٠‬تالف ويطلقو وال ينبو عل الححي ناقص‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ٖ‪ .‬ذكر صائدة ا‪٠‬تالف و‪ٙ‬ترتو لئال يطول النزاع وا‪٠‬تالف صينشغل بو ع األىم‪.‬‬ ‫وياليظ عل قانون اب تيمية أنو دل يذكر اللغة م قريب أو بعيد ‪ ،‬بينما النجم الطويف جعل اللغة‬ ‫مؤنسة إن واصقت الرأي أو النص التواتري أو اإل‪ٚ‬تاع أو النص اآليادي الححي ‪.‬‬ ‫وجعلها مقدمة عل اآلياد الضعيفة والتاريخ ‪ ،‬والظ بدليل خارج ع قرينة ‪ ،‬والتأويل ا‪١‬تختلف‬ ‫عليو ا‪١‬تتعارض بُت العلماء ‪ ،‬صإن واصقتها كانت مؤكدة للغة ‪ ،‬وإن خالفتها ال يؤخذ هبا‪.‬‬ ‫وىي نقطة تفوق لحاحل قانون النجم الطويف‪.‬‬

‫(ٗٔ) مقدمة التفسَت ‪ ،‬اب تيمية ‪ ،‬شرح اب عثيمُت ‪( ،‬صٖٗٔ‪ ، )ٔ٘ٔ-‬مدار الوط ‪ٕٔٗٙ ،‬ىـ‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫يرم اب تيمية التفسَت بالرأي ‪ ،‬بينما جعلو النجم الطويف يف أول ا‪١‬توارد‪.‬‬ ‫وقد َّ‬ ‫كما أن قانون النجم الطويف أكثر تفحيال وجرأة ‪ ،‬وقانون اب تيمية أكثر عمومية وٖتفظا‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬ماليظات يول ىذا القانون‪.‬‬ ‫ا‪١‬تاليظة األوذل‪ :‬أول ماليظة عل ىذا القانون وىي ماليظة الصتة أن الطويف قدم الدليل العقلي‬ ‫القاطع عل النص الححي ا‪١‬تتواتر ع رسول ا﵁ صل ا﵁ عليو وسلم ‪ ،‬وعل إ‪ٚ‬تاع العلماء ‪،‬‬ ‫وعل النص اآليادي الححي ‪.‬‬ ‫و‪ٝ‬تة العقالنية ىي السمة الغالبة عل صكر ‪٧‬تم الدي الطويف ‪ ،‬وقد ظهرت يف نظريتو يول‬ ‫ا‪١‬تحلحة وتقدديها عل النص ‪ ،‬وقد سببت لو مشاكل يف عحره مع ‪٣‬تايليو م العلماء ‪ ،‬وأثارت‬ ‫يولو الشكوك م زندقة وتشيع ‪ ،‬وقد يرم اب تيمية القول يف القرآن بالرأي ‪ ،‬وشدد عل ذلك‬ ‫جدا ‪ ،‬وأكثر م النقول اليت ينفر أصحاهبا م ذلك(٘ٔ)‪.‬‬ ‫ا‪١‬تاليظة الثانية‪ :‬ذكر النجم الطويف أن تفسَت رسول ا﵁ للقرآن دل يقع كامال أليد م الححابة ‪،‬‬ ‫‪٣‬تزءا صيهم ‪ ،‬وىذا القول غَت صحي ‪ ،‬صقد ذكر ‪٣‬تاىد‬ ‫وبالتارل دل يقع كامال للتابعُت ‪ ،‬ولك وقع َّ‬ ‫أنو عرض ا‪١‬تححف عل اب عباس يوقفو عند كل آية منو ‪ ،‬ويسألو عنها ‪ ،‬و‪٢‬تذا قال الثوري‪":‬إذا‬ ‫جاءك التفسَت ع ‪٣‬تاىد صحسبك بو" ‪ ،‬و‪٢‬تذا يعتمد عل تفسَته الشاصعي والبخاري واإلمام أ‪ٛ‬تد‬ ‫وغَته م أىل العلم بالتفسَت الذي كانوا يكررون الطرق ع ‪٣‬تاىد ‪ ،‬وكذلك اب عباس الذي‬ ‫صيم نزلت وأي نزلت(‪.)ٔٙ‬‬ ‫أقسم أنو ما نزلت آية إال وىو يعلم َ‬ ‫ا‪١‬تاليظة الثالثة‪ :‬أن النجم الطويف دل يعترب النظائر القرآنية يف قانونو ‪ ،‬صلم أجد ‪٢‬تا ذكرا ‪ ،‬رغم أنو‬ ‫صسر بالنظائر القرآنية كثَتا يف كتابو "تفسَت سورة ق"‪.‬‬

‫(٘ٔ) السابق ‪( ،‬صٖٗٔ‪.)ٔ٘ٔ-‬‬ ‫(‪ )ٔٙ‬مقدمة التفسَت ‪ ،‬اب تيمية ‪( ،‬ص‪.)ٖٕٔ ، ٕٚ‬‬ ‫‪14‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويف مفارقة ‪٢‬تا اعتبارىا جعل اب تيمية التفسَت بالنظائر القرآنية أول مريلة يف التفسَت(‪.)ٔٚ‬‬ ‫ا‪١‬تاليظة الرابعة‪ :‬اعترب جاللة القائل مرجحا عند االختالف يف التأويل ‪ ،‬ودل يبُت مقحوده منها ‪،‬‬ ‫ىل ا‪١‬تقحود هبا جاللة القائل م الححابة ‪ ،‬أم م علماء التفسَت؟‬ ‫وقد تفهم عل وجوه ٍ‬ ‫تفسَته ‪ ،‬وقد يقول‬ ‫عدة ‪ ،‬صعلي ب أيب طالب وىو م ىو يف العلم! كان يُرد‬ ‫ُ‬ ‫ي ع علي وال يح " ‪ ،‬وقدموا تفسَت غَته عل تفسَته‪ .‬وقد يكون‬ ‫عليو بعض ا‪١‬تفسري (‪ُ )ٔٛ‬‬ ‫‪":‬رِو َ‬ ‫القائل جليال ولكنو يقول يف غَت صنو أو يقول برأيو ‪ ،‬صيكون قولو واجب التمحيص‪.‬‬ ‫وقد يوض ذلك ما قالو اب تيمية ر‪ٛ‬تو ا﵁ يف "مقدمة التفسَت" ‪ ،‬يي ٖتدث ع جاللة القائل‬ ‫وضعتو م عدة وجوه ‪ ،‬أو‪٢‬تا‪ :‬أن أىل مكة م األجالء يف التفسَت ‪ ،‬يي قال(‪":)ٜٔ‬وأما‬ ‫التفسَت صإن أعلم الناس بو أىل مكة؛ ألهنم أصحا اب عباس ‪ ،‬كمجاىد ‪ ،‬وعطاء ب أيب رباح ‪،‬‬ ‫وعكرمة موذل اب عباس ‪ ،‬وغَتىم م أصحا اب عباس؛ كطاووس ‪ ،‬وأيب الشعثاء ‪ ،‬وسعيد ب‬ ‫جبَت ‪ ،‬وأمثا‪٢‬تم ‪ ،‬وكذلك أىل الكوصة م أصحا عبد ا﵁ ب مسعود ‪ ،‬وم ذلك ما ٘تيزوا بو ع‬ ‫غَتىم ‪ ،‬وعلماء أىل ا‪١‬تدينة يف التفسَت مثل زيد ب أسلم الذي أخذ عنو مالك التفسَت ‪ ،‬وأخذه‬ ‫عنو أيضا ابنو عبد الر‪ٛ‬ت وعبد ا﵁ ب وىب"‪.‬‬ ‫وقد يُقحد بغَت ا‪ٞ‬تليل أىل البدع واألىواء ‪ ،‬وأصحا ا‪١‬تناىج ا‪١‬تخالفة ألىل السنة وا‪ٞ‬تماعة الذي‬ ‫يفسرون القرآن ٔتا يواصق بدعهم ومذاىبهم(ٕٓ)‪.‬‬ ‫ا‪١‬تاليظة ا‪٠‬تامسة‪ :‬قدم النجم الطويف يف قانونو اإل‪ٚ‬تاع عل اآلياد الححيحة ‪ ،‬وىذا عكس ما‬ ‫ذىب إليو اب تيمية يف مقدمتو للتفسَت ‪ ،‬يي قدم اآلياد الححيحة عل اإل‪ٚ‬تاع(ٕٔ)‪.‬‬ ‫(‪ )ٔٚ‬السابق ‪( ،‬صٖٓٔ)‪.‬‬ ‫(‪ )ٔٛ‬تفسَت اب كثَت(‪ٖ ، )ٖ٘ٓ/ٛ‬تقيق سامي ‪٤‬تمد سالمة ‪ ، )ٕ٘ٓ-ٜٗ​ٜ/ٛ( ،‬دار طيبة للنشر ‪ ،‬طٕ ‪،‬‬ ‫ٕٓٗٔىـ‪ٜٔ​ٜ​ٜ/‬م‪.‬‬ ‫(‪ )ٜٔ‬مقدمة التفسَت ‪ ،‬اب تيمية ‪( ،‬صٔ‪.)ٕٚ-ٚ‬‬ ‫(ٕٓ) مقدمة التفسَت ‪ ،‬اب تيمية ‪( ،‬ص‪.)ٕٜٔ-ٕٔٛ ، ٜ​ٜ‬‬ ‫(ٕٔ) السابق ‪( ،‬صٕ‪.)ٖٛ ، ٛ‬‬ ‫‪15‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ا‪١‬تاليظة السادسة‪ :‬دل يبُت النجم الطويف مقحده باإل‪ٚ‬تاع ‪ ،‬ىل ىو إ‪ٚ‬تاع الححابة ‪ ،‬أم التابعُت ‪،‬‬ ‫أم أىل ا‪ٟ‬تدي ‪ ،‬أم أىل التفسَت ‪ ،‬أم غَتىم؟ وقد خحص اب تيمية يف مقدمتو عل التفسَت‬ ‫اإل‪ٚ‬تاع بأنو إ‪ٚ‬تاع أىل العلم با‪ٟ‬تدي (ٕ​ٕ)‪.‬‬ ‫ا‪١‬تاليظة السابعة‪ :‬يشًتك اب تيمية مع النجم الطويف يف االعتبار باألخبار الضعيفة يف‬ ‫التفسَت(ٖٕ) ‪ ،‬ولكنو ال يطلب مقابلتها باللغة ‪ ،‬كما طلب النجم الطويف‪.‬‬ ‫ا‪١‬تبح الرابع‪ :‬تطبيق قانون الطويف عل سورة الكوثر‪:‬‬ ‫ياولت تلمس تطبيق ‪٢‬تذا القانون يف مؤلفات الطويف ا‪٠‬تاصة بالتفسَت أو اليت تدور يول شيء‬ ‫م القرآن وعلومو ‪ ،‬صلم أجد؛ صهذه رسالتو"إيضاح البيان ع معٌت أم القرآن" ‪ ،‬وكتا "تفسَت سور‬ ‫ق ‪ ،‬النبأ ‪ ،‬االنشقاق ‪ ،‬الطارق" ‪ ،‬ال ٕتد صيها أثرا ‪٢‬تذ ا‪١‬تنهج(ٕٗ) ‪ ،‬غَت أنو البد م جذ النظر إذل‬ ‫أمهية ٖتقيق تاريخ تأليفو ‪٢‬تذه الكتب لنعلم أيها أسبق يف التأليف؛ صرٔتا ألف "اإلكسَت" بعد ىذه‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫وأراه لزاما أن يكون التطبيق العملي جزءا م ىذا البح ؛ لذا اخًتت سورة الكوثر ألطبق عليها ‪،‬‬ ‫وقد اخًتهتا لحغرىا وكثرة ا‪٠‬تالصات صيها ‪٦‬تا يعطي مساية لتطبيق قانون الطويف عليها‪.‬‬ ‫تفسَت اآلية األوذل‪ :‬قولو تعاذل‪﴿ :‬إنّا أ َْعطَْيناك ال َك ْوثَر﴾‪ .‬صيو عشرة تأويالت(ٕ٘)‪ :‬أو‪٢‬تا‪ :‬أن‬ ‫الكوثر النبوة ‪ ،‬قالو عكرمة‪ .‬الثاين‪ :‬القرآن ‪ ،‬قالو ا‪ٟ‬تس ‪ .‬الثال ‪ :‬اإلسالم ‪ ،‬يكاه ا‪١‬تغَتة‪ .‬الرابع‪ :‬أنو‬ ‫(ٕ​ٕ) السابق ‪( ،‬صٖ‪.)ٛ‬‬ ‫(ٖٕ) السابق ‪( ،‬ص٘‪.)ٛ‬‬ ‫(ٕٗ) انظر "إيضاح البيان ع معٌت أم القرآن" لنجم الدي الطويف ‪ٖ ،‬تقيق علي يسُت البوا ‪٣ ،‬تلة البحوث‬ ‫اإلسالمية ‪ ،‬صٖ٘​ٖ ‪ ،‬العدد السادس والثالثون ‪ ،‬م ربيع األول إذل ‪ٚ‬تادى الثانية ٖٔٗٔىـ‪ .‬وتفسَت بعض سور القرآن‬ ‫الكرمي ‪ ،‬لنجم الدي الطويف ‪ٖ ،‬تقيق علي يسُت البوا ‪ ،‬مكتبة التوبة ‪ ،‬طٔ ‪ٕٔٗٔ ،‬ىـ‪ٜٔ​ٜٕ/‬م‪.‬‬ ‫(ٕ٘) تفسَت ا‪١‬تاوردى(النكت والعيون) ‪ٖ ، )ٖ٘ٙ-ٖ٘ٗ/ ٙ( ،‬تقيق السيد عبد ا‪١‬تقحود عبد الرييم ‪ ،‬دار الكتب‬ ‫العلمية ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬وتفسَت الثعليب ‪ٖ ،‬تقيق أيب ‪٤‬تمد ب عاشور ‪ ، )ٖٔٓ/ٔٓ( ،‬دار إيياء الًتاث العريب ‪ ،‬بَتوت ‪،‬‬ ‫طٔ ‪ٕٔٗ​ٕ ،‬ىـ‪ٕٓ​ٕٓ/‬م ‪ ،‬والدر ا‪١‬تنثور يف التفسَت با‪١‬تأثور ‪ ،‬للسيوطي ‪ٖ ،‬تقيق مركز ىجر ‪ .)ٜٙ٘/ٔ٘(،‬محر ‪ ،‬طٔ ‪،‬‬ ‫ٕٗٗٔىـ‪ٕٓ​ٖٓ/‬م‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫هنر يف ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬رواه اب عمر وأنس مرصوعا‪ .‬ا‪٠‬تامس‪ :‬أنو يوض النيب صل ا﵁ عليو وسلم الذي‬ ‫يكثر الناس عليو يوم القيامة قالو عطاء‪ .‬السادس‪ :‬أنو ا‪٠‬تَت الكثَت ‪ ،‬قالو اب عباس‪ .‬السابع‪ :‬أنو‬ ‫كثرة أمتو ‪ ،‬قالو أبو بكر ب عياش‪ .‬الثام ‪ :‬أنو اإليثار ‪ ،‬قالو اب كيسان‪ .‬التاسع‪ :‬أنو ِرصعة الذكر ‪،‬‬ ‫وىو صوعل م الكثرة ‪ ،‬العاشر‪ :‬األمر العظيم ‪ ،‬قالو ‪٤‬تمد ب إسحاق‪.‬‬ ‫ويسب قانون النجم الطويف ال بد أن نبدأ بالبح ع دليل عقلي قاطع ‪ ،‬وىذا ما دل يتواصر يف‬ ‫تفسَت ىذه الكلمة‪.‬‬ ‫ويسب قانون النجم الطويف أيضا البد أن نثٍت بالبح ع نص تواتري ‪ ،‬وىناك يدي ع النيب‬ ‫صل ا﵁ عليو وسلم يف صحيحي البخاري ومسلم(‪ ، )ٕٙ‬وقد ‪ٚ‬تع اب كثَت طرقو يف تفسَته(‪)ٕٚ‬‬ ‫يفسر الكوثر بأنو هنر يف ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬صا‪ٟ‬تدي خيحص الكوثر بالنهر يف ا‪ٞ‬تنة‪.‬‬ ‫وىناك يدي آخر صحي يعمم الكوثر با‪٠‬تَت عامة ‪ ،‬صقد روى البخاري(‪ :)ٕٛ‬يدثنا يعقو‬ ‫ب إبراىيم ‪ ،‬يدثنا ُى َشيم ‪ ،‬أخربنا أبو بشر ‪ ،‬ع سعيد ب جبَت ‪ ،‬ع اب عباس أنو قال يف الكوثر‪:‬‬ ‫ناسا يَـ ْز ُعمون أنو هنر يف‬ ‫ىو ا‪٠‬تَت الذي أعطاه ا﵁ إياه‪ .‬قال أبو بشر‪ :‬قلت لسعيد ب جبَت‪ :‬صإن ً‬ ‫ا‪ٞ‬تنة؟ صقال سعيد‪ :‬النهر الذي يف ا‪ٞ‬تنة م ا‪٠‬تَت الذي أعطاه ا﵁ إياه‪ .‬ورواه أيضا‬ ‫البخاري(‪)ٕٜ‬م يدي ىشيم ‪ ،‬ع أيب بشر وعطاء ب السائب ‪ ،‬ع سعيد ب جبَت ‪ ،‬ع اب‬ ‫عباس قال‪ :‬الكوثر‪ :‬ا‪٠‬تَت الكثَت‪.‬‬

‫(‪ )ٕٙ‬صحي البخاري(‪ٖ ، )ٜٗٗٙ‬تقيق ‪٤‬تمد ب زىَت الناصر ‪ ،‬دار طوق النجاة ‪ ،‬طٔ ‪ٕٔٗ​ٕ ،‬ىـ ‪ ،‬وصحي مسلم‬ ‫(ٓ​ٓٗ) ‪ٖ ،‬تقيق ‪٤‬تمد صؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار إيياء الًتاث العريب ‪ ،‬بَتوت‪.‬‬ ‫(‪ )ٕٚ‬تفسَت اب كثَت ‪ٖ ،‬تقيق سامي ‪٤‬تمد سالمة ‪ ، )ٕ٘ٓ-ٜٗ​ٜ/ٛ( ،‬دار طيبة للنشر ‪ ،‬طٕ ‪ٕٔٗٓ ،‬ىـ‪ٜٔ​ٜ​ٜ/‬م‪.‬‬ ‫(‪ )ٕٛ‬صحي البخاري ‪.)ٜٗٙ​ٙ ( ،‬‬ ‫(‪ )ٕٜ‬صحي البخاري ‪.)ٙ٘ٚٛ( ،‬‬ ‫‪17‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫صعندنا نحان صحيحان ‪ ،‬نص مقيد بالنهر يف ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬ونص معمم با‪٠‬تَت كلو‪.‬‬ ‫ويلي ذلك يف قانون النجم الطويف البح ع إ‪ٚ‬تاع للعلماء مث نص آيادي صحي ‪ ،‬وىاتان‬ ‫ا‪٠‬تطوتان ال ياجة لنا هبما؛ ألن النص الححي ع الرسول يسم األمر‪.‬‬ ‫ورغم أننا غَت مطالبُت ‪ -‬يف وجود يدي صحي ع النيب حيسم األمر‪ -‬بالنظر يف اللغة ىل‬ ‫تواصق ىذا ا‪ٟ‬تدي أم ال ‪ ،‬ولك ا‪١‬تساية اليت تركها النحان الححيحان ٕتعلنا يف شوق ‪١‬تعرصة رأي‬ ‫اللغة‪.‬‬ ‫صقد قال يف مقاييس اللغة‪ :‬يف الكاف والثاء والراء أصل صحي يدل عل ِخالف ِ‬ ‫القلّة(ٖٓ)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أعط اللَّوُ َعز‬ ‫وقال يف البحر ا﵀يط(ٖٔ)‪" :‬وال َك ْوثَـُر‪ :‬نَـ َهٌر يف ا‪ٞ‬تَن َِّة َّ‬ ‫خاص ًة ‪ ،‬وقيل‪ :‬ىو ا‪٠‬تَْيـُر الذي ْ‬ ‫ِ‬ ‫بعضو عل بعض‪.‬‬ ‫اج‪ :‬الْتَ َّ‬ ‫َّيب ‪ -‬عليو َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف ُ‬ ‫وجل النِ َّ‬ ‫يامة‪ .‬وتَ َك ْوثَـَر النَّـ ْق ُع و َ‬ ‫الس ُ‬ ‫الم ‪ -‬وأ َُّمتَو يوم الق َ‬ ‫الع َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫أعضاء البَعِ َِت‪ :‬ال َكثِ َُت اللَّ ْحم ‪،‬‬ ‫الس ْم ُ ‪ .‬وىو م‬ ‫اج والغُبَ ُار‪ .‬وال َك ْوثَـُر‪َّ :‬‬ ‫الس ِخي َّ‬ ‫الر ُج ُل َّ‬ ‫وال َك ْوثَـُر‪َ :‬‬ ‫الع َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫العط ِاء وا‪٠‬تََِْت"‪.‬‬ ‫وىو صَـ ْو َع ٌل م ال َكثْـَرة ‪ ،‬ويُقال‪َ :‬كْيثَـٌر أيضاً‪ .‬وال َك ْوثَـُر‪ :‬ال َكث َُت َ‬

‫صنجد أن ا‪١‬تعٌت اللغوي يدور عل كثرة ا‪٠‬تَت ‪ ،‬وا‪٠‬تَت الكثَت يتسع ألن يشمل‪ :‬النبوة ‪ ،‬والقرآن ‪،‬‬ ‫واإلسالم عامة ‪ ،‬وهنر الكوثر يف ا‪ٞ‬تنة ‪ ،‬ويوض النيب صل ا﵁ عليو وسلم ‪ ،‬وكثرة أمتو ‪ ،‬ورصعة‬ ‫الذكر‪.‬‬

‫ولكنو يأىب أن حيتمل تفسَت عطاء للكوثر بأنو اإليثار رغم أنو يواصق اللغة؛ الرجل السخي ‪،‬‬ ‫ولكنو ال يتسق مع سياق اآليات ‪ ،‬صال ديك أن نقول يف غَت القرآن‪ :‬إنا أعطيناك اإليثار صحل‬ ‫لربك وا‪٨‬تر‪ .‬وا﵁ أعلم‪.‬‬

‫(ٖٓ) مقاييس اللغة ‪ ،‬الب صارس ‪ٖ ،‬تقيق عبد السالم ىارون ‪ ، )ٖٔٓ/٘( ،‬اٖتاد الكتا العر ‪ٕٖٔٗ ،‬ه‪ٕٓ​ٕٓ/‬م‪.‬‬ ‫(ٖٔ) البحر ا﵀يط ‪ ،‬أليب ييان األندلسي ‪ٖ ،‬تقيق صدقي ‪٤‬تمد ‪ٚ‬تيل ‪ ، )ٗ​ٗ/ٕ( ،‬دار الفكر ‪ ،‬بَتوت ‪ٕٔٗٓ ،‬ىـ‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقد قال اب كثَت يف تفسَته(ٕٖ)‪" :‬وىذا التفسَت يعم النهر وغَته؛ ألن الكوثر م الكثرة ‪ ،‬وىو‬ ‫ا‪٠‬تَت الكثَت ‪ ،‬وم ذلك النهر كما قال اب عباس ‪ ،‬وعكرمة ‪ ،‬وسعيد ب جبَت ‪ ،‬و‪٣‬تاىد ‪ ،‬و‪٤‬تار‬ ‫ب ِدثَار ‪ ،‬وا‪ٟ‬تس ب أيب ا‪ٟ‬تس البحري‪ .‬يىت قال ‪٣‬تاىد‪ :‬ىو ا‪٠‬تَت الكثَت يف الدنيا واآلخرة"‪.‬‬ ‫حل﴾‪ .‬صيو عدة أقاويل(ٖ​ٖ)‪ :‬أو‪٢‬تا‪ :‬الحالة ا‪١‬تكتوبة ‪ ،‬وىي‬ ‫تفسَت اآلية الثانية‪ :‬قولو تعاذل‪﴿ :‬صَ َ‬ ‫صالة الحب ٔتزدلفة ‪ ،‬قالو ‪٣‬تاىد‪ .‬الثاين‪ :‬صالة العيد ‪ ،‬قالو عطاء‪ .‬الثال ‪ :‬معناه اشكر ربك ‪ ،‬قالو‬ ‫عكرمة ‪ ،‬والرابع‪ :‬صالة الغداة ا‪١‬تفروضة ّتَ ْمع ‪ ،‬وا‪٠‬تامس‪ :‬نزلت يف صل ا‪ٟ‬تديبية ‪ ،‬أمره ا﵁ بالحالة‬ ‫والنحر واالنحراف‪.‬‬ ‫وليس لدينا دليل عقلي يرج أيد ىذه التفاسَت ‪ ،‬وال يدي صحي وال إ‪ٚ‬تاع للعلماء وال نص‬ ‫آيادي صحي ‪ ،‬لذلك البد أن نرجع لألدلة األخرى األقل مرتبة ‪ ،‬وىي‪ :‬اآلياد الضعيفة ‪ ،‬مث‬ ‫التاريخ ‪ ،‬مث الظ بدليل خارج ع قرينة عقلية ‪ ،‬مث التأويل ا‪١‬تختلف عليو بُت ا‪١‬تفسري ‪ .‬وْت مدى‬ ‫مالءمتها ‪١‬تفهوم اللغة‪.‬‬ ‫ولغ ًة يقال(ٖٗ)‪ِ " :‬‬ ‫الرجل ‪ِ ،‬‬ ‫َص ُل يف‬ ‫كاصطَلَ ‪ .‬قال َّ‬ ‫اج‪ :‬وىذا ىو األ ْ‬ ‫كرض َي‪ :‬لَ ِزَم ‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الزج ُ‬ ‫صل َي َّ ُ ُ َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫حلَ يف النَّا ِر ‪ ،‬أَي يُـلَْزُم ‪ُٝ ،‬تيَت هبا َّ‬ ‫رض اللَّوُ تعاذل هبا‪ .‬وقيل‬ ‫الحالة؛ ومنو‪َ :‬م ْ يُ ْ‬ ‫زوم ما صَ َ‬ ‫ألهنا لُ ُ‬ ‫الحالةُ) قيل أصلها يف اللغة الدعاء؛ لقولو تعاذل‪﴿ :‬وصل علَي ِهم﴾ أي ادع ‪٢‬تم ‪﴿ ،‬و َِّ‬ ‫اٗت ُذوا‬ ‫أيضا‪َّ ( :‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حلَّ ﴾ أي دعاء ‪ ،‬مث ‪ٝ‬تي هبا ىذه األصعال ا‪١‬تشهورة الشتما‪٢‬تا عل الدعاء ‪،‬‬ ‫يم ُم َ‬ ‫م ْ َم َقام إبْـَراى َ‬ ‫وىل سبيلو النقل يىت تكون الحالة يقيقة شرعية يف ىذه األصعال ‪٣‬تازا لغويا يف الدعاء؛ ألن‬ ‫(ٕٖ) تفسَت اب كثَت ‪)٘ٓٔ/ٛ( ،‬‬ ‫(ٖ​ٖ) تفسَت اب كثَت(‪ ، )ٖ٘ٓ/ٛ‬وتفسَت ا‪١‬تاوردي(‪ ، )ٖ٘​٘/ٙ‬وتفسَت الثعليب(ٓٔ‪ ، )ٖٕٔ/‬والدر ا‪١‬تنثور‬ ‫للسيوطي(٘ٔ‪.)ٖٚٓ/‬‬ ‫(ٖٗ) تاج العروس م جواىر القاموس ‪١ ،‬ترتض الزبيدي ‪٣ ،‬تموعة م ا﵀ققُت ‪ ، )ٖٗٙ/ ٖٛ( ،‬دار ا‪٢‬تداية ‪ ،‬وا‪١‬تحباح‬ ‫ا‪١‬تنَت يف غريب الشرح الكبَت للراصعي ‪ ،‬للفيومي ‪ ، )ٖٗٙ/ٔ( ،‬ا‪١‬تكتبة العلمية ‪ ،‬بَتوت‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫النقل يف اللغات كالنسخ يف األيكام؟ أو يقال استعمال اللفظ يف ا‪١‬تنقول إليو ‪٣‬تاز راج ‪ ،‬ويف‬ ‫الحالةُ) يف اللغة مشًتكة بُت‬ ‫ا‪١‬تنقول عنو يقيقة مرجوية؟ صيو خالف بُت أىل األصول ‪ ،‬وقيل ( َّ‬ ‫صل َعلَ ِآل أَِيب أ َْو َف"‪ .‬أي بارك عليهم أو ار‪ٛ‬تهم ‪،‬‬ ‫الله َّم َ‬ ‫الدعاء والتعظيم والر‪ٛ‬تة والربكة ومنو‪ُ ":‬‬ ‫وعل ىذا صال يكون قولو‪﴿ :‬يحلون عل النيب﴾ مشًتكا بُت معنيُت بل مفرد يف معٌت وايد وىو‬ ‫التعظيم"‪.‬‬ ‫صالحالة ٖتتمل الحالة ا‪١‬تفروضة يف اإلسالم أو ا‪١‬تسنونة سواء كانت صالة عيد أو صالة الحب ‪،‬‬ ‫وٖتتمل الدعاء والذكر ‪ ،‬والشكر نوع م أنواع الدعاء والذكر؛ صاللغة تقبل ىذه التفاسَت كلها‪.‬‬ ‫تفسَت قولو‪﴿ :‬وا‪٨‬تَْر﴾‪ .‬وصيو ‪ٙ‬تانية تأويالت(ٖ٘)‪ :‬أيدىا‪ :‬وا‪٨‬تر ىديك أو أضحيتك ‪ ،‬قالو اب‬ ‫وس ْل ‪ ،‬قالو الضحاك‪ .‬الثال ‪ :‬معناه أن يضع‬ ‫جبَت وعكرمة و‪٣‬تاىد وقتادة‪ .‬الثاين‪ :‬وا‪٨‬تر أي َ‬ ‫علي واب عباس رضي ا﵁ عنهما‪ .‬الرابع‪ :‬أن يرصع‬ ‫اليمُت عل الشمال عند ‪٨‬تره يف الحالة ‪ ،‬قالو ّ‬ ‫علي‪ .‬ا‪٠‬تامس‪ :‬أنو أراد واستقبل القبلة يف الحالة بنحرك ‪ ،‬السادس‪ :‬ارصع‬ ‫يديو يف التكبَت ‪ ،‬رواه ّ‬ ‫صلبك بعد الركوع واعتدل ‪ ،‬وأبرز ‪٨‬ترك ‪ ،‬يعٍت بو االعتدال ‪ ،‬السابع‪ :‬است ِو جالسا بُت السجدتُت ‪،‬‬ ‫الثام ‪ :‬اذب ىواك يف قلبك‪.‬‬ ‫وتبعا لقانون النجم الطويف البد أن نبح أوال ع الدليل العقلي القاطع ‪ ،‬مث النص ا‪١‬تتواتر ‪ ،‬مث‬ ‫ً‬ ‫اإل‪ٚ‬تاع ‪ ،‬مث النص اآليادي ‪ ،‬ودل يرد شيء م ذلك يف تفسَت ىذه الكلمة يسب ْتثي‪.‬‬ ‫وبذلك نلجأ إذل ا‪٠‬تطوة الثانية وىي البح ع آياد ضعيفة أو شيء م التاريخ ‪ ،‬أو ظ بدليل‬ ‫خارج ع قرينة عقلية ‪ ،‬أو تأويل ‪٥‬تتلف عليو ‪ ،‬ومطابقة ىذه األدلة باللغة ‪ ،‬صإن واصقت ظاىرىا أو‬ ‫مفهومها ‪ ،‬أو صحواىا أخذنا هبا معضدا للدليل اللغوي ‪ ،‬وإن دل تواصق ألغيناىا‪.‬‬

‫(ٖ٘) تفسَت اب كثَت(‪ ، )ٖ٘ٓ/ٛ‬وتفسَت ا‪١‬تاوردي(‪ ، )ٖ٘​٘/ٙ‬وتفسَت الثعليب(ٓٔ‪ ، )ٖٖٔ/‬والدر ا‪١‬تنثور‬ ‫للسيوطي(٘ٔ‪.) ٚٓٙ-ٕٚٓ/‬‬ ‫‪21‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ودل يحلنا يف تفسَت ىذه الكلمة غَت يدي منكر جدا كما وصفو اب كثَت يف تفسَته(‪ )ٖٙ‬ع‬ ‫وىب ب إبراىيم الفامي ‪-‬سنة ‪ٜ‬تس و‪ٜ‬تسُت ومائتُت‪-‬يدثنا إسرائيل ب ياًب ا‪١‬تروزي ‪ ،‬يدثنا‬ ‫مقاتل ب ييان ‪ ،‬ع األصبغ ب نباتة ‪ ،‬ع علي ب أيب طالب قال‪١ :‬تا نزلت ىذه السورة عل‬ ‫اك الْ َكوثَـر صَ ِ‬ ‫ك َو ْا‪٨‬تَْر﴾‪ .‬قال رسول ا﵁‪" :‬يا جربيل ‪،‬‬ ‫حل لَرب َ‬ ‫النيب صل ا﵁ عليو وسلم‪﴿ :‬إِنَّا أ َْعطَْيـنَ َ ْ َ َ‬ ‫ٖترمت للحالة ‪ ،‬ارصع‬ ‫ما ىذه النحَتة اليت أمرين هبا ريب؟ " صقال‪ :‬ليست بنحَتة ‪ ،‬ولكنو يأمرك إذا َّ‬ ‫يديك إذا كربت وإذا ركعت ‪ ،‬وإذا رصعت رأسك م الركوع ‪ ،‬وإذا سجدت ‪ ،‬صإهنا صالتنا وصالة‬ ‫ا‪١‬تالئكة الذي يف السموات السبع ‪ ،‬وإن لكل شيء زينة ‪ ،‬وزينة الحالة رصع اليدي عند كل‬ ‫تكبَتة"‪.‬‬ ‫عَت يف‬ ‫َّحُر ذَ ْ​ْتُ َ‬ ‫وىذا ا‪ٟ‬تدي ا‪١‬تنكر جدا ‪ ،‬ال يواصق اللغة صقد قال يف ا﵀يط(‪" :)ٖٚ‬الن ْ‬ ‫ك البَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ال َق ْوُم عل َش ْي ٍء قيل‬ ‫األضح ‪ .‬وإذا تَ َش َّ‬ ‫َّح ِر يَـ ْوُم ْ‬ ‫َّح ِر‪ .‬ويَـ ْوُم الن ْ‬ ‫ا‪١‬تَْن َح ِر‪ .‬والنّايُر ع ْر ٌق يف ثـُ ْغَرِة الن ْ‬ ‫ت دار دارا قيل‪ :‬ىذه تَـْنحر تلك‪ .‬وجلَس يف َْ‪٨‬ت ِر ٍ‬ ‫صالن‪ :‬أي ُمقابِالً لو‪.‬‬ ‫انْـتَ َحُروا عليو‪ .‬وإذا ْ‬ ‫استَـ ْقبَـلَ ْ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫وجل‪" :‬صَ ِ‬ ‫وإذا انْـتَحب اإلنسان يف ِ‬ ‫ك و ْا‪٨‬تَْر "‬ ‫ص ْد ُره قيل‪٨َ :‬تَ​َر ‪ ،‬ومنو قَـ ْولُو َّ‬ ‫حل لَرب َ‬ ‫عز َّ َ‬ ‫صالَتو صَـنَـ َه َد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫مُت عل الش ِ‬ ‫الحالة"‪.‬‬ ‫مال يف َّ‬ ‫قيل‪ْ :‬ا‪٨‬تَ ِر البُ ْد َن ‪ ،‬وقيل‪َ :‬‬ ‫ض ِع اليَ َ‬ ‫صاللغة تسع ىذه التأويالت ‪ٚ‬تيعها إال‪ :‬السؤال الذي قال بو الضحاك‪ .‬ورصع اليدي يف التكبَت‬ ‫الذي قال بو اإلمام علي رضي ا﵁ عنو ‪ ،‬وذب ا‪٢‬توى يف النحر ‪ ،‬صاألخَت صيو ٗتحيص ال دليل‬ ‫عليو ‪ ،‬بل تعارضو األيادي اليت تتحدث ع غسل صدر النيب صل ا﵁ عليو وسلم م مثل‬ ‫ىذا ‪ ،‬كما أن الحالة كانت قرة عُت النيب صال حيتمل أن ينازعو صيها ىوى نفسو ‪ ،‬وا﵁ أعلم‪.‬‬ ‫وقد قال اب كثَت معقبا عل ىذه األقوال(‪ :)ٖٛ‬كل ىذه األقوال غريبة جدا والححي القول‬ ‫األول ‪ ،‬أن ا‪١‬تراد بالنحر ذب ا‪١‬تناسك‪.‬‬ ‫(‪ )ٖٙ‬تفسَت اب كثَت(‪.)ٖ٘ٓ/ٛ‬‬ ‫(‪ )ٖٚ‬ا﵀يط يف اللغة (ٔ‪.)ٕ​ٕٓ/‬‬ ‫(‪ )ٖٛ‬تفسَت اب كثَت (‪.)٘ٓٗ/ٛ‬‬ ‫‪21‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقال اب كثَت ع التأويل بوضع اليد اليمٌت عل اليسرى ٖتت النحر (‪":)ٖٜ‬روي ع علي وال‬ ‫يح "‪.‬‬ ‫وقال الطربي‪" :‬والحوا قول م قال‪ :‬معٌت ذلك‪ :‬صاجعل صالتك كلها لربك خالحا دون ما‬ ‫شكرا لو عل ما أعطاك م الكرامة‬ ‫سواه م األنداد واآل‪٢‬تة وكذلك ‪٨‬ترك اجعلو لو دون األوثان؛ ً‬ ‫وخحك بو"‪ .‬وقال اب كثَت معقبا(ٓٗ)‪" :‬ىذا الذي قالو يف غاية‬ ‫وا‪٠‬تَت ‪ ،‬الذي ال كِ َفاء لو ‪َّ ،‬‬ ‫ا‪ٟ‬تس "‪.‬‬ ‫ك ُى َو ْاألَبْـتَـُر﴾ ‪ ،‬يف شانئك وجهان‪:‬أيدمها‪ :‬مبغضك ‪ ،‬قالو اب‬ ‫تفسَت اآلية الثالثة‪﴿ :‬إِ َّن َشانِئَ َ‬ ‫عدوك ‪ ،‬قالو اب عباس‪ .‬وىذا م الواض الذي ال حيتاج إذل تفسَت‪.‬‬ ‫شجرة‪ .‬الثاين‪ّ :‬‬ ‫ويف (األبًت) ‪ٜ‬تسة تأويالت(ٔٗ)‪ :‬أيدىا‪ :‬أنو ا‪ٟ‬تقَت الذليل ‪ ،‬قالو قتادة‪ .‬الثاين‪ :‬معناه الفرد‬ ‫الوييد ‪ ،‬قالو عكرمة‪ .‬الثال ‪ :‬أنو الذي ال خَت صيو يىت صار مثل األبًت ‪ ،‬وىذا قول مأثور ‪،‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن قريشاً كانوا يقولون ‪١‬ت مات ذكور ولده‪ :‬قد بُِ ًَت صالن‪ .‬صلما مات لرسول ا﵁ صل ا﵁‬ ‫عليو وسلم ابنو القاسم ٔتكة ‪ ،‬وإبراىيم با‪١‬تدينة ‪ ،‬قالوا‪ :‬بُِ ًَت ‪٤‬تمد‪ .‬صليس لو م يقوم بأمره م بعده ‪،‬‬ ‫صنزلت اآلية ‪ ،‬قالو السدي واب زيد‪ .‬ا‪٠‬تامس‪ :‬أن ا﵁ تعاذل ‪١‬تا أوي إذل رسول ا﵁ صل ا﵁ عليو‬ ‫وسلم ودعا قريشا إذل اإلديان ‪ ،‬قالوا‪ :‬ابْـتًُِت منا ‪٤‬تمد ‪ ،‬أي خالفنا وانقطع عنا ‪ ،‬صأخرب ا﵁ تعاذل‬ ‫رسولو أهنم ىم ا‪١‬تبتورون ‪ ،‬قالو عكرمة وشهر ب يوشب‪.‬‬

‫(‪ )ٖٜ‬السابق (‪.)ٖ٘ٓ/ٛ‬‬ ‫(ٓٗ) السابق (‪.)٘ٓٗ/ٛ‬‬ ‫(ٔٗ) تفسَت اب كثَت(‪ ، )٘ٓٛ/ٛ‬وتفسَت ا‪١‬تاوردي(‪ ، )ٖ٘ٙ/ٙ‬والدر ا‪١‬تنثور للسيوطي(٘ٔ‪.)ٚٓٙ/‬‬ ‫‪22‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫ويف غيا دليل عقلي ويدي نبوي ‪ ،‬وإ‪ٚ‬تاع ونص آيادي صحي ‪ ،‬نلجأ إذل اللغة ‪ ،‬صقد قال يف‬ ‫الذنَ ِ‬ ‫حال الشيء قطعاً‪ ...‬البَْتـر قَطْ ُع َّ‬ ‫ب و‪٨‬توه إِذا استأْصلو"(ٕٗ)‪ .‬صاللغة ٖتتمل‬ ‫استِْئ ُ‬ ‫ا﵀يط‪" :‬البَْتـُر ْ‬ ‫ُ‬ ‫كل ىذه التأويالت‪.‬‬ ‫واختُلف يف ا‪١‬تراد م قريش بقولو‪ :‬إ ّن شانئك ىو األبًت ‪ ،‬عل ثالثة أقاويل‪ :‬أيدىا‪ :‬أنو أبو ‪٢‬تب ‪،‬‬ ‫قالو عطاء‪ .‬الثاين‪ :‬أبو جهل ‪ ،‬قالو اب عباس‪ .‬الثال ‪ :‬أنو العاص ب وائل ‪ ،‬قالو عكرمة‪.‬‬ ‫وىذا ‪٦‬تا ال سبيل للتحقق منو بدليل عقلي قاطع ‪ ،‬وال بنص متواتر وال بإ‪ٚ‬تاع للعلماء ‪ ،‬وال بنص‬ ‫آيادي ‪ ،‬كما أنو ال ديك ترجيحو باللغة ‪ ،‬ويوجد صيو آثار ال ترج قوال عل قول ‪ ،‬ولك ديك‬ ‫الًتجي بُت ىذه األقوال ٔتعقول ‪ ،‬وىو أننا عندما نتتبع سَتة ىؤالء ‪٧‬تد أن ‪٢‬تم أوالدا ‪ٛ‬تلوا‬ ‫ِذ ْكَرىم ‪ ،‬صلم يلحقهم بًت م ىذه ا‪ٞ‬تهة ‪ ،‬وأيضا ‪٧‬تد أن كعب ب األشرف مات مقتوال يف قحة‬ ‫مشهورة ‪ ،‬وعقبة ب أيب ُمعيط قتلو الرسول ‪١‬تا أسره يف بدر ‪ ،‬بينما الوييد م الثالثة الذي وقع لو‬ ‫بًت أو شبهو ‪ ،‬ىو العاص ب وائل ‪ ،‬إذ دعا عليو الرسول قائال‪" :‬اللهم سلط عليو شوكة م أشواك‬ ‫صتورمت ‪،‬‬ ‫األرض"‪ .‬بعد أن سخر م الرسول صل ا﵁ عليو وسلم ‪ ،‬صأصيب بشوكة يف قدمو َّ‬ ‫وجاص ت ‪ ،‬وكان يقها أن تبًت ‪ ،‬ولكنها دل تبًت لعدم الطبيب ‪ ،‬وذىب ابنو يلتمس لو طبيبا يف‬ ‫الطائف ‪ ،‬ولكنو دل يدرك أباه ‪ ،‬يي انتشر ا‪١‬ترض يف جسده كلو ومات ‪ ،‬صقد بًت جسده كلو‬ ‫وليس قدمو صقط‪.‬‬ ‫وقد يعًتض بأن ذلك ليس صيو قطع يقيقة ‪ ،‬قلت‪ :‬بل صيو قطع للحياة م جسده تدرجييا ‪ ،‬وىو‬ ‫أوقع وأنك م البًت العضوي ‪ ،‬وإن دل نثبت البًت أليدىم صهذا تقليل م محداقية القرآن الكرمي ‪،‬‬ ‫إال أن تظهر يقيقة أخرى تثبت البًت بشكل آخر‪ .‬ىذا وا﵁ أعلم‪.‬‬ ‫وم ا‪١‬تاليظ أننا دل نستخدم كل منهج النجم الطويف؛ إذ يستحيل تطبيقو كلو يف تفسَت سورة‬ ‫وايدة قحَتة ‪ ،‬ولكنو يتحقق كلو يف السور الكبَتة أو يف عدة سور ‪ ،‬وىذا خيرج ع قدرة ىذا‬ ‫البح ‪.‬‬

‫(ٕٗ) لسان العر ‪ ،‬اب منظور ‪ ، )ٖٚ/ٗ( ،‬دار صادر بَتوت ‪ ،‬طٔ ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫صهرس ا‪١‬تحادر وا‪١‬تراجع‬ ‫أوال‪ :‬الكتب‪.‬‬ ‫ٔ‪ .‬اإلكسَت يف علم التفسَت ‪٧ ،‬تم الدي الطويف ‪ٖ ،‬تقيق عبد القادر يسُت ‪ ،‬مكتبة اآلدا ‪،‬‬ ‫طٕ ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫ٕ‪ .‬البحر ا﵀يط ‪ ،‬أليب ييان األندلسي ‪ٖ ،‬تقيق صدقي ‪٤‬تمد ‪ٚ‬تيل ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بَتوت ‪،‬‬ ‫ٕٓٗٔىـ‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫تاج العروس م جواىر القاموس ‪١ ،‬ترتض الزبيدي ‪٣ ،‬تموعة م ا﵀ققُت ‪ ،‬دار ا‪٢‬تداية ‪ ،‬د‬

‫ٗ‪ .‬تفسَت بعض سور القرآن الكرمي ‪ ،‬لنجم الدي الطويف ‪ٖ ،‬تقيق علي يسُت البوا ‪ ،‬مكتبة‬ ‫التوبة ‪ ،‬طٔ ‪ٕٔٗٔ ،‬ىـ‪ٜٔ​ٜٕ/‬م‪.‬‬ ‫تفسَت الثعليب ‪ٖ ،‬تقيق أيب ‪٤‬تمد ب عاشور ‪ ،‬دار إيياء الًتاث العريب ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬طٔ ‪،‬‬ ‫٘‪.‬‬ ‫ٕ​ٕٗٔىـ‪ٕٓ​ٕٓ/‬م‪.‬‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫تفسَت اب كثَت ‪ٖ ،‬تقيق سامي ‪٤‬تمد سالمة ‪ ،‬دار طيبة للنشر ‪ ،‬طٕ ‪ٕٔٗٓ ،‬ىـ‪ٜٔ​ٜ​ٜ/‬م‪.‬‬

‫تفسَت ا‪١‬تاوردى(النكت والعيون) ‪ٖ ،‬تقيق السيد عبد ا‪١‬تقحود عبد الرييم ‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪.ٚ‬‬ ‫العلمية ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪ .ٛ‬الدر ا‪١‬تنثور يف التفسَت با‪١‬تأثور ‪ ،‬للسيوطي ‪ٖ ،‬تقيق مركز ىجر ‪ ،‬محر ‪ ،‬طٔ ‪،‬‬ ‫ٕٗٗٔىـ‪ٕٓ​ٖٓ/‬م‪.‬‬ ‫‪.ٜ‬‬

‫الدرر الكامنة ‪ ،‬الب يجر العسقالين ‪ ،‬دار ا‪ٞ‬تيل ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬د ت‪.‬‬

‫ٓٔ‪ .‬الذيل عل طبقات ا‪ٟ‬تنابلة الب رجب ‪ ،‬دار ا‪١‬تعرصة ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‪ .‬شذرات الذىب ‪ ،‬الب العماد ا‪ٟ‬تنبلي ‪ ،‬ا‪١‬تكتب التجاري ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬صحي البخاري ‪ٖ ،‬تقيق ‪٤‬تمد ب زىَت الناصر ‪ ،‬دار طوق النجاة ‪ ،‬طٔ ‪ٕٔٗ​ٕ ،‬ىـ‪.‬‬ ‫ٖٔ‪ .‬صحي مسلم ‪ٖ ،‬تقيق ‪٤‬تمد صؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار إيياء الًتاث العريب ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫ٗٔ‪ .‬لسان العر ‪ ،‬اب منظور ‪ ،‬دار صادر بَتوت ‪ ،‬طٔ ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬ ‫‪www.alukah.net‬‬

‫٘ٔ‪ .‬مسند أ‪ٛ‬تد ‪ٖ ،‬تقيق شعيب األرنؤوط وآخري ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬طٔ ‪ٕٔٗٔ ،‬ىـ‪ٕٓ​ٓٔ/‬م‪.‬‬ ‫‪ .ٔٙ‬ا‪١‬تحباح ا‪١‬تنَت يف غريب الشرح الكبَت للراصعي ‪ ،‬للفيومي ‪ ،‬ا‪١‬تكتبة العلمية ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪ .ٔٚ‬محنف اب أيب شيبة ‪ٖ ،‬تقيق كمال يوسف ا‪ٟ‬توت ‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬طٔ ‪،‬‬ ‫‪ٜٔٗٓ‬م‪.‬‬ ‫‪ .ٔٛ‬معجم ا‪١‬تؤلفُت ‪ ،‬لعمر رضا كحالة ‪ ،‬مكتبة ا‪١‬تثٌت ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫‪ .ٜٔ‬مقاييس اللغة ‪ ،‬الب‬ ‫ٖٕٗٔه‪ٕٓ​ٕٓ/‬م‪.‬‬

‫صارس ‪ٖ ،‬تقيق عبد السالم ىارون ‪ ،‬اٖتاد الكتا‬

‫العر ‪،‬‬

‫ٕٓ‪ .‬مقدمة التفسَت ‪ ،‬اب تيمية ‪ ،‬شرح اب عثيمُت ‪ ،‬مدار الوط ‪ٕٔٗٙ ،‬ىـ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األْتاث والدوريات‪:‬‬ ‫ٕٔ‪ْ .‬ت "إيضاح البيان ع معٌت أم القرآن" لنجم الدي الطويف ‪ٖ ،‬تقيق علي يسُت البوا ‪،‬‬ ‫‪٣‬تلة البحوث اإلسالمية ‪ ،‬صٖ٘​ٖ ‪ ،‬العدد السادس والثالثون ‪ ،‬م ربيع األول إذل ‪ٚ‬تادى الثانية‬ ‫ٖٔٗٔىـ‪.‬‬ ‫ٕ​ٕ‪ْ .‬ت "‪٧‬تم الدي الطويف سَتتو ومؤلفاتو" ‪ ،‬زكية يس إبراىيم ‪ ،‬ورقية يونس حيِت ‪٣ ،‬تلة كلية‬ ‫اآلدا ‪ ،‬العدد ‪.ٜٚ‬‬

‫‪25‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.