-العدد الرابع لمجلة العلوم الإنسانية للمركز الجامعي تندوف الجزائر

Page 1


‫‪ISSN : 2571-9807‬‬

‫مجلة العلوم‬ ‫اإلنسانية‬ ‫دورية دولية أكادميية حمكمة تصدر عن‬ ‫املركز اجلامعي تندوف‬

‫العدد الرابع‬

‫مارس ‪ -2018‬رجب ‪1439‬‬



‫المديرة الشرفـية للمجلة‬ ‫د‪ .‬فاطنة يحياوي‬ ‫مديرة االمركز الجامعي‬

‫الرئيس الشرفـي للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد هللا حمدينا‬ ‫نائب المدير المكلف بالتنمية واالستشراف‬

‫رئيس التحرير‬

‫د ‪ /‬مراد بن حرزهللا‬ ‫مدير معهد العلوم اإلقتصادية التسيير‪ ،‬والعلوم التجارية‬

‫هيئة التحرير‬ ‫د‪.‬فاطنة يحيــاوي‬

‫د‪ .‬عبد هللا حمدينة‬

‫د‪ .‬محمد بودالــي‬

‫د‪ .‬بياض مصطفى‬

‫د‪.‬مليكة جـــامع‬

‫أ‪ .‬قتال منير أ‪.‬نوردين مانوني أ‪ .‬بلحاج بلخـــير أ‪ .‬محمود كريفار‬


‫اهليئة العلمية‬ ‫أ‪.‬د سالطنية بلقاسم‬

‫جامعة بسكرة‬

‫اجلزائر‬

‫أ‪.‬د برقوق عبد الرمحان‬

‫جامعة بسكرة‬

‫اجلزائر‬

‫أ‪.‬د إبراهيم أمحد خمفي‬

‫جامعة مستغامن‬

‫اجلزائر‬

‫أ‪.‬د اتجر كمال‬

‫جامعة تيزي وزو‬

‫اجلزائر‬

‫أ‪.‬د نوردين زمام‬

‫أ‪.‬د سعيد فكرة‬

‫أ‪.‬د عبد الباسط سعيد عطااي‬

‫جامعة بسكرة‬

‫جامعة تبسة‬

‫اجلزائر‬ ‫اجلزائر‬

‫جامعة األزهر الشريف‬

‫مصر‬

‫جامعة شقراء‬

‫السعودية‬

‫أ‪.‬د هشام يسري حممد العريب‬

‫جامعة جنران‬

‫أ‪.‬د عبدهللا بن عيسى األمحدي‬

‫جامعة امللك عبد العزيز‬

‫السعودية‬

‫أ‪.‬د هالة ابراهيم حسن امحد‬

‫جامعة اخلرطوم‬

‫السودان‬

‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬

‫اجلزائر‬

‫أ‪.‬د طالل انظم الزهريي‬

‫اجلامعة املستنصرية‬

‫العراق‬

‫أ‪.‬د خمتار رحاب‬

‫جامعة املسيلة‬

‫اجلزائر‬

‫أ‪.‬د أمحد حيىي علي‬

‫جامعة عني مشس‬

‫د مراد بن حرزهللا‬

‫املركز اجلامعي تندوف‬

‫أ‪.‬د انيف عبد العزيز املطوع‬

‫أ‪.‬د ماهر فؤاد إبـراهيم اجلباىل‬

‫جامعة اجلوف‬

‫أ‪.‬د عبد املنعم يوسف عبد احلفيظ‬

‫جامعة النيلني‬

‫أ‪.‬د زواقري الطاهر‬

‫جامعة خنشلة‬

‫أ‪.‬د عزالدين بودرابن‬

‫أ‪.‬د كمال بوقرة‬

‫د فاطمة حيياوي‬

‫جامعة ابتنة ‪1‬‬

‫السعودية‬

‫السعودية‬ ‫السودان‬ ‫اجلزائر‬ ‫اجلزائر‬

‫مصر‬

‫املركز اجلامعي تندوف‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬عبد هللا محدينا‬

‫املركز اجلامعي تندوف‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬مصطفى بياض‬

‫املركز اجلامعي تندوف‬

‫د‪ .‬محاد فردي‬

‫د‪ .‬عبد الكرمي بن ممنصور‬

‫املركز اجلامعي تندوف‬ ‫املركز اجلامعي تندوف‬

‫د‪ .‬حممد امساعيل فرجاين احلشاش‬

‫جامعة طنطا‬

‫د‪ .‬شهاب اليحياوي‬

‫جامعة قفصة‬

‫د‪ .‬إلياس سليماين‬

‫جامعة بشار‬

‫اجلزائر‬ ‫اجلزائر‬ ‫اجلزائر‬ ‫اجلزائر‬

‫مصر‬

‫اجلزائر‬

‫تونس‬


‫د‪ .‬املنجي حامد‬

‫جامعة قفصة‬

‫د‪.‬أبو بكر بوسامل‬

‫املركز اجلامعي ميلة‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬الذوادي قوميدي‬

‫جامعة ابتنة ‪1‬‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬شرفاوي حاج عبو‬

‫جامعة بشار‬

‫د‪.‬شايب دراع اتين بنت النيب‬

‫جامعة وهران‬

‫د اابهر السقا‬

‫د‪ .‬بودايل بن عون‬ ‫د‪.‬حليمة قادري‬

‫د‪ .‬حممد بن عمارة‬

‫د‪ .‬مشحن زيد حممد التميمي‬

‫جامعة بريزيت‬

‫جامعة األغواط‬

‫تونس‬

‫فلسطني‬

‫اجلزائر‬

‫جامعة وهران ‪2‬‬

‫اجلزائر‬

‫جامعة بشار‬

‫اجلزائر‬

‫اجلزائر‬ ‫اجلزائر‬

‫اجلامعة املستنصرية‬

‫العراق‬

‫جامعة مستغامن‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬خالد كاظم محيدي احلميداوي‬

‫جامعة النجف‬

‫د خالد كاظم محيدي وزير‬

‫جامعة جنف‬

‫جامعة ورقلة‬

‫اجلزائر‬

‫د‪.‬بوقرة إمساعيل‬

‫جامعة خنشلة‬

‫اجلزائر‬

‫د ادريسي مجال‬

‫جامعة اجلزائر‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬حسينة بوعدة‬

‫د ‪ .‬محداوي عمر‬

‫د‪.‬زايد عادل‬

‫جامعة خنشلة‬

‫العراق‬ ‫العراق‬

‫اجلزائر‬

‫د‪.‬حممد بوكماش‬

‫جامعة خنشلة‬

‫جامعة معسكر‬

‫اجلزائر‬

‫د‪.‬دليلة براس‬

‫جامعة وهران ‪2‬‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬نعيم مخار‬

‫جامعة تبسة‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬فاطمة معمري‬

‫جامعة أم البواقي‬

‫اجلزائر‬

‫د‪ .‬رمي بالل‬

‫اجلزائر‬

‫إن اخلرباء ال يتحملون أي مسؤولية تتعلق أبصالة البحث اليت تقع ابلكامل‬ ‫على عاتق الباحث‪ ،‬فهم يقيمون مادة األحباث املقدمة هلم كما هي‪.‬‬


‫كلمة العدد ‪:‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على املبعوث رمحة للناس أمجعني‪ ،‬رسولنا الكرمي وعلى آله‬ ‫وصحبه ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:...‬‬ ‫أييت صدور العدد الرابع جمللة العلوم اإلنسانية للمركز اجلامعي علي كايف بتندوف‪ ،‬وكأول عدد للسنة‬ ‫امليالدية ‪ ،2018‬يف ظل متغريات كثرية عرفها املركز اجلامعي‪ ،‬أبرزها استقالة مدير املركز األستاذ الدكتور عبد‬ ‫احلميد هتامي‪ ،‬وتعيني الدكتورة فاطنة حيياوي كمديرة للمركز‪ ،‬وهلذا فإننا وإذ نثمن اجلهود الكبرية اليت عرفها املركز‬ ‫يف ظل اإلدارة السابقة اليت جاء ميالد هذه اجمللة يف ظل سياستها الرشيدة‪ ،‬فإننا نتمىن التوفيق والنجاح لإلدارة‬ ‫اجلديدة اليت نتمىن أن تكون هلا رؤية أكثر سداد‪ ،‬وأكثر حكامة‪.‬‬ ‫ولقد جاء هذا العدد الرابع حافال مبقاالت متنوعة يف عدة جماالت‪ ،‬ومن العديد من اجلامعات الوطنية‬ ‫والدولية‪ ،‬إذ إنطوى عالوة على ممقاالت من خمتلف اجلامعات الوطنية‪ ،‬على مقاالت من كل من العراق‪،‬‬ ‫والسودان‪ ،‬والسعودية‪..‬‬ ‫ولقد استهليننا العدد الرابع‪ ،‬واألول هلذه السنة امليالدية اجلديدة مبقال ملديرة املركز اجلامعي بعنوان عندما‬ ‫تكتب شهرزاد نصا ضدها‪ .. .‬مقاربة نقدية يف السرد النسائي " أحالم مستغامني ‪ ،‬غادة السمان ‪ ،‬أمنوذجا‪،‬‬ ‫حيث كشفت الدكتورة النقاب من خالل مقاهلا على ما وصفته ابلنقلة النوعية يف مسألة اإلفصاح عن األنثى‪ ،‬إذ‬ ‫مل يعد الرجل هو املتكلم عنها واملفصح عن حقيقتها وصفاهتا ـ كما فعل على مدى قرون متوالية ـ ولكن املرأة‬ ‫صارت تتكلم وتفصح وتشهر عن إفصاحها هذا بواسطة (القلم)‪ ،‬هذا القلم الذي ظل مذكرا وظل أداة‬ ‫ذكورية‪...‬‬ ‫كما أن هذا العدد تضمن مقاالت متنوعة ومتعددة يف خمتلف جماالت العلوم اإلنسانية أنمل أن تكون‬ ‫مرجعا وسندا ملساعدة الباحثني عموما‪ ،‬والطلبة خصوصا‪.‬‬ ‫وأمام الكم اهلائل من األحباث اليت ترد إىل اجمللة‪ ،‬الحظنا هذه املرة أن بعض احملكمني إما يطيلون فرتة‬ ‫إجراء اخلربة املطلوبة منهم‪ ،‬أو ال جييبون هنائيا على طلباتنا‪ ،‬ليرتكوننا يف حرج أمام الباحثني الذين هم يف أمس‬ ‫احلاجة لنشر أحباثهم إما إلعتبارات مهنية‪ ،‬أو أكادميية هلذا فإن إدارة اجمللة قررت القيام مبراجعة دورية لقائمة‬ ‫اللجنة العلمية للمجلة وحتديد فرتة شهر واحد أبقصى مدة للتحكيم‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫الدكتور مراد بن حرزهللا‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية مجلة علمية أكاديمية دولية محكمة تعنى بنشر الدراسات‬ ‫والبحوث في ميدان العلوم اإلنسانية باللغات العربية واالنجليزية والفرنسية و اإلسبانية‬ ‫على أن يلتزم أصحابها بالقواعد التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن تكون المادة المرسلة للنشر أصيلة ولم ترسل للنشر في أي جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون المقال في حدود ‪ 20‬صفحة بما في ذلك قائمة المراجع والجداول واألشكال‬ ‫والصور‪.‬‬ ‫‪ -3‬يكتب المقال ببرنامج « ‪ » Microsoft Word‬بالنسق ‪ ،RTF‬وأن يتبع المؤلف‬ ‫األصول العلمية المتعارف عليها في إعداد وكتابة البحوث وخاصة فيما يتعلق بإثبات‬ ‫مصادر المعلومات وتوثيق االقتباس‪.‬‬ ‫‪ -5‬تتضمن الورقة األولى العنوان الكامل للمقال بلغة المقال‪ ،‬وترجمة لعنوان المقال باللغة‬ ‫األنجليزية‪ ،‬كما تتضمن اسم الباحث ورتبته العلمية‪ ،‬والمؤسسة التابع لها‪ ،‬الهاتف‪ ،‬والفاكس‬ ‫والبريد االلكتروني وملخصين‪ ،‬في حدود مائتي كلمة للملخصين مجتمعين‪( ،‬حيث ال يزيد‬

‫عدد أسطر الملخص الواحد عن ‪ 10‬أسطر بخط ‪ simplified Arabic 12‬للملخص‬ ‫العربي و ‪Times New Roman 12‬للملخص باللغة االنجليزية)‪،‬‬ ‫‪ -6‬تكتب المادّة العلمية العربية بخ ّ‬ ‫ط من نوع ‪ Simplified Arabic‬مقاسة ‪ 12‬بمسافة‬ ‫‪ 21‬نقطة بين األسطر‪ ،‬العنوان الرئيسي‪ ، Simplified Arabic 14 Gras‬العناوين‬ ‫الفرعية‪ ، Simplified Arabic 12 Gras‬أ ّما الفرنسية أو اإلنجليزية أو اإلسبانية فتقدّم‬ ‫بخ ّ‬ ‫ط من نوع ‪ Times New Roman‬مقاسة ‪.12‬‬ ‫‪-7‬هوامش الصفحة ‪ 02‬سم لكل الجهات رأس الورقة ‪ 1.25‬سم أسفل الورقة ‪ 1.25‬سم‬ ‫‪ ،‬حجم الورقة مخصص (‪ ،)16 x 23.5‬أحدهما بلغة المقال والثاني باللغة االنجليزية‬ ‫على أن يكون أحد الملخصين باللغة العربية‪.‬‬ ‫‪ -8‬يرقم التهميش واإلحاالت بطريقة آلية ‪ Not de fin‬على أن تعرض في نهاية‬ ‫المقال‪.‬‬ ‫‪ -9‬المقاالت المرسلة ال تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أو لم تنشر‪.‬‬ ‫‪ -10‬كل مقال ال تتوفر فيه الشروط ال يؤخذ بعين االعتبار وال ينشر مهما كانت قيمته‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫‪ -11‬يحق لهيئة التحرير إجراء بعض التعديالت الشكلية على المادة المقدمة متى لزم‬ ‫األمر دون المساس بالموضوع‪.‬‬ ‫‪ -12‬المقاالت المنشورة في المجلة ال تعبر إال على رأي أصحابها‪.‬‬ ‫مالحظة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ترسل المقاالت على عنوان البريد اإللكتروني التالي‪:‬‬ ‫‪journalof.humansciences@gmail.co m‬‬ ‫رابط المجلة على الموقع االلكتروني للمركز الجامعي تندوف‪www.univ-cut.dz :‬‬ ‫ألي معلومات إضافية يمكنكم اإلتصال على رقمي الهاتف‪:‬‬ ‫‪213772462471/213696525435‬‬


‫الفهرس‬ ‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها‪...‬‬ ‫مقاربة نقدية في السرد النسائي‬ ‫" أحالم مستغانمي ‪ ،‬غادة السمان ‪ ،‬أنموذجا "‬ ‫د‪ .‬فاطنة يحياوي‬ ‫المركز الجامعي علي كافي تندوف ‪ -‬الجزائر‬

‫البلبلة اللغوية في ارض بابل بين الفكرين العربي والغربي‬ ‫دراسة لغوية تاريخية‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‬ ‫جامعة تكريت ‪ -‬العراق‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬ ‫جامعة تكريت ‪ -‬العراق‬

‫وص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫الهَبْيرِ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ف دْي ٍك ألبي الَقاسمِ ُ‬ ‫وشرح َغريِب ِه ِ‬ ‫البن َخاَل َوْي ِه‬ ‫ُ‬ ‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫جامعة الملك سعود‪ -‬السعودية‬ ‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‬

‫دراسة في الواقع والمأمول‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫جامعة أدرار‬


‫التطورات السياسية في تشاد‬

‫عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستقاللي‬

‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫جامعة عباس لغرور خنشلة‪ -‬الجزائر‬

‫النخبة االندماجية في الجزائر‬

‫ومسألة التجنيد اإلجباري (‪1918-1912‬م)‪ ،‬وهم الفرنسة‪ ،‬وفشل التحديث‬

‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫جامعة عمار ثليجي‪ -‬األغواط‪ -‬الجزائر‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‬ ‫أ‪ .‬ليلى كرفاح‬

‫المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية –الجزائر‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطفل في المجتمع الجزائري‬ ‫‪-‬دراسة حالة بحي بوعلي السعيد ‪-‬عنابة‪ -‬الجزائر‬

‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‬

‫جامعة باجي مختار‪ -‬عنابة ‪ -‬الجزائر‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية‬ ‫د‪ .‬فتيحة طويل‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ -‬الجزائر‬


‫اإلعالم الجديد و دوره في حماية حقوق اإلنسان‬ ‫د‪.‬سمراء غربية‬ ‫جامعة العقيد أحمد دراية أدرار ‪ -‬الجزائر‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬ ‫جامعة العقيد أحمد دراية أدرار – الجزائر‬ ‫القائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‬ ‫"الفايسبوك وتويتر أنموذجا"‬

‫دراسة وصفية على عينة من صحفي القطاع المكتوب‬ ‫والمسموع والمرئي في الجزائر‬

‫أ‪.‬منير عيادي‬

‫جامعة برج بوعريريج ‪ -‬الجزائر‪-‬‬ ‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل‬ ‫الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫جامعة ابي بكر بلقايد تلمسان ‪ -‬الجزائر‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية لدى الموارد البشرية‬ ‫العاملة بالمؤسسة العمومية اإلستشفائية حكيم سعدان ببسكرة – الجزائر‬

‫د‪ .‬صورية زاوي‬

‫د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫جامعة محمد خيضر‪ .‬بسكرة – الجزائر‬

‫الثقافة التنظيمية وعالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‬

‫دراسة ميدانية على عينة من موظفين مؤسسة إسمنت الجزائر العاصمة‬ ‫أ‪.‬طيار ليندة‬

‫جامعة أبو قاسم سعد هللا –الجزائر ‪-2‬‬


‫مستويات الخصوبة والعوامل االقتصادية المؤثرة فيها‬

‫بمحلية الدويم في السودان‬

‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‬

‫جامعة بخت الرضا – السودان‬ ‫أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫جامعة االمام محمد بن سعود اإلسالمية – السعودية‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي للدينار الجزائري‬

‫دراسة قياسية حالة الجزائر‪ -‬من ‪ 1970‬إلى ‪.2012‬‬ ‫أ‪ .‬احمد زغودي‬

‫د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫جامعة أبو بكر بلقايد –تلمسان‪ /‬الجزائر‬

‫دور المقاولة النسوية في التنمية المستدامة‬ ‫دراسة تحليلة بمدينة عنابة ‪ -‬الجزائر‬

‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫جامعة باجي مختار عنابة ‪ -‬الجزائر‬

‫التسويق بالعالقات وتحقيق رضا العميل‬

‫دراسة حالة عمالء مجمع صيدال لوالية بشار‬ ‫أ‪ .‬محمد بن يحي‬

‫أ‪.‬د بودي عبد القادر‬

‫جامعة طاهري محمد بشار‪ .‬الجزائر‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف‬ ‫الواقع في دائرة العالقات الزوجية‬

‫د‪ .‬بختة لعطب‬

‫المركز الجامعي أحمد بن يحيى الونشريسي‬ ‫تيسمسيلت‪.‬الجزائر‬


‫العدالة االنتقالية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية‬

-‫في ظل السياسة الخارجية الروسية تجاه المنطقة‬

‫بشرى شيبوط‬.‫أ‬

‫ – الجزائر‬03 ‫جامعة قسنطينة‬

La Problématique des Centres d’enfouissements techniques en Algérie et ses dynamiques sociales Pr. Dr. Faradji mohamed akli, Pr.Sifer Abdenacer Université de Bejaia, Algerie

The Reformation of the Judiciary in the Thought of Writers and Ministers in the 1stAbbasid Era Pr. Djouad Moussa Msila University - Algeria


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها‪...‬‬ ‫مقاربة نقدية في السرد النسائي " أحالم مستغانمي ‪ ،‬غادة السمان ‪ ،‬أنموذجا "‬ ‫د‪ .‬فاطنة يحياوي‬ ‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫الملخص‬ ‫إن توظيف المرأة للكتابة وممارستها للخطاب المكتوب بعد عمر مديد من الحكي‬ ‫واالقتصار على متعة الحكي وحدها‪ ،‬يعني أننا أمام نقلة نوعية في مسألة اإلفصاح عن‬ ‫األنثى ‪ ،‬إذ لم يعد الرجل هو المتكلم عنها والمفصح عن حقيقتها وصفاتها ـ كما فعل على‬ ‫مدى قرون متوالية ـ ولكن المرأة صارت تتكلم وتفصح وتشهر عن إفصاحها هذا بواسطة‬ ‫(القلم)‪ ،‬هذا القلم الذي ظل مذك ار وظل أداة ذكورية ‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬السرد النسائي‪ ،‬أحالم مستغانمي ‪ ،‬غادة السمان‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬ ‫‪The use of women to write and practice written speech after a‬‬ ‫‪long life of the story and exclusive to the pleasure of telling alone,‬‬ ‫‪means that we are in front of a qualitative shift in the issue of‬‬ ‫‪disclosure of the female, as no longer the man is the talk about them‬‬ ‫‪and the disclosure of the truth and descriptions as he did for centuries‬‬ ‫‪consecutive but the woman has become She speaks, expounds, and‬‬ ‫‪announces this disclosure by means of the pen, the pen which remains‬‬ ‫‪a reminder and remains a male instrument.‬‬ ‫‪Keywords: Women's narration, Ahlam Mostaganemi, Ghada‬‬ ‫‪Samman.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪8‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫وإذا ما جاءت المرأة أخي ار إلى المشهد اللغوي من حيث ممارستها للكتابة ‪ ،‬فإنها تقف‬ ‫أمام أسئلة حادة عن الدور الذي يمكنها أن تصطنعه لنفسها في لغة ليست من صنعها ‪،‬‬ ‫وليست من إنتاجها ‪ ،‬وال تملك امتيا از فيها ‪ ،‬بل هي مجرد مادة لغوية قرر الرجل أبعادها‬ ‫ومراميها وموحياتها ‪..‬‬ ‫يقول عبد الحميد بن يحي الكاتب ‪ " :‬خير الكالم ما كان لفظه فحال ومعناه بك ار "‬ ‫‪1‬‬

‫وكأنه بهذه القاعدة يقر رسالة مؤداها أن هناك قسمة ثقافية يأخذ فيها الرجل أخطر مافي‬

‫اللغة وهو (اللفظ ) بما أنه التجسد العملي للغة واألساس الذي ينبني عليه الوجود الكتابي‬ ‫والوجود الخطابي لها ‪ ،‬فاللفظ فحل (ذكر) و للمرأة المعنى ‪ ،‬ال سيما وأن المعنى خاضع‬ ‫وموجه بواسطة اللفظ ‪.‬‬ ‫هذه قسمة أفضت إلى محصلة أخرى ‪ ،‬أخذ فيها الرجل (الكتابة ) واحتكرها كحق‬ ‫خالص له ‪ ،‬وترك للمرأة (الحكي) واعتبرها موضوعا تابعا له ‪ ،‬وبهذا أحكم السيطرة على‬ ‫الفكر اللغوي والثقافي‬

‫‪2‬‬

‫وعلى التاريخ من خالل كتابة هذا التاريخ بيد من يرى نفسه صانعا‬

‫للتاريخ ‪ .‬وحينما نترك المجال لصوت المرأة كي يتكلم ويعبر‪ ،‬فإننا بهذا نضيف صوتا جديدا‬ ‫إلى اللغة‪ ،‬صوتا مختلفا ونفتح بابا للنظر ظل مغلقا على مدى طويل وفي كل الثقافات‪.‬‬ ‫فلنستنطق هذا الصوت ولنكشف عن إفصاحه وما يدل عليه وما يعلن عنه ‪.‬على األقل من‬ ‫زاوية إثبات الذات في عالم ليس فيه مكان إال للمرأة الجسد ‪ ،‬وليس للمرأة العقل أو اإلبداع ‪.‬‬ ‫تكشف المرأة عن أن عدوها الحقيقي هو الثقافة ‪ ،‬وعن أن الثقافات العالمية قد‬ ‫تمادت في تهميش المرأة ‪ ،‬وترى المرأة أن الدين قد أنصفها وأعطاها حقها كما تقرر مي‬ ‫زيادة وبنت الشاطئ ومي غصوب ‪ ،‬بيد أن الرجل بثقافته المتوارثة وبسيطرته على اللغة حرم‬ ‫المرأة من حقوقها اإلنسانية وقمة هذا الحرمان وسببه وخالصته كانت في حرمانها من‬ ‫حقوقها اللغوية ومنعها من الكتابة من طرف الذهنية الذكورية ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪9‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫دخلت الم أرة إلى المحظور ومدت يدها إلى اللفظ الفحل والقلم المذكر ‪ .‬فعلت هذا‬ ‫عمليا ولكن السؤال هو هل بيدها أن تجعل من لغة اآلخر لغة لألنوثة ‪..‬؟؟‬ ‫فقبل أن تقترب على رسلك من عباب بحيرة عذبة وادعة ‪ ،‬وأنت ال تزال بعد‬ ‫تتقدم وجال فوق رمالها الحريرية الناعمة متهيبا تلك اللجة الغامضة وذاك الموج الهادىء‬ ‫وتلك الزرقة الصارمة ‪ ،‬تشهق أمام المشهد الباذخ وتحبس دفقة الهواء المشبع في صدرك ‪.‬‬ ‫تستنهض دواخلك ‪ ،‬تستحثها على التقدم محاذ ار مكاب ار مثخنا بروح المغامرة وأسئلة الكتابة ‪.‬‬ ‫يكون الواحد مثقل باالفتراضات المسبقة ‪ ،‬ما هي رؤية المرأة حين تكتب ينكشف‬ ‫ذلك في أفكار من خالل اللغة وفعل الكتابة ليتواصل أزرق ‪ ..‬أزرق في عباب البياض‬ ‫المترع ‪.‬تكتب المرأة كنوع من البكاء المستور والفاضح كما تقول الشاعرة السورية " أنيسة‬ ‫عبود "‪ 3‬وهي (الكتابة) وجه آخر للصراخ على ناصية الشارع وهي الضوء الذي يضيء‬ ‫زاوية مظلمة وفجأة ينبثق ينبوع جمال أو تنبت غابة زيتون ‪ ،‬فالكتابة لديها تظل رأس‬ ‫الحربة الجارح وعطر القرنفل الفواح ‪.‬‬ ‫وتبدع الكاتبة الكبيرة غادة السمان عندما تقول بأنها تهرب للكتابة دوما كعالم‬ ‫متقشف متوحد‪، 4‬كخيمة بدوي لتحاول رسم بالحرف عما يثقل ذاتها الطافحة بالتساؤالت‬ ‫الكثيرة والمتعددة ‪. .‬وعلى غرار غادة السمان مازالت الكاتبة المتألقة " أحالم مستغانمي "‬ ‫تركض في بالط األبجدية حافية القدمين بكل أناقة الحرف ‪..‬‬ ‫سنحاول من خالل هذه المقاربة النقدية في قراءة بعض أهم أقطاب الكتابة النسائية‬ ‫(أحالم مستغانمي غادة السمان )أن نقف على ما مدى محاولة هؤالء الكاتبات ـ بالقلم ـ‬ ‫استرداد اللغة أنوثتها المسلوبة ‪ ،‬وان شئنا أن نقول الخراب الجميل من حيث محاولة هؤالء‬ ‫الكاتبات تفكيك البنيان وإعادة صياغته من جديد تصبح المرأة فيه فاعال لغويا حاض ار وليس‬ ‫مجرد موضوع تابع ‪..‬‬ ‫لما تزل صورة المرأة تختبئ تحت تراكمات اللغة والثقافة على أنها كائن مسجون‬ ‫داخل اللغة ‪ ،‬فهي مفردة في المعجم الداللي ‪ ،‬ومجاز بالغي ‪ ،‬وهي موضوع وأداة أو رمز‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪10‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫أدبي يتسوى مع رموز أخرى تشيع في لغة الرجل والمرأة في ذلك مثلها مثل الناقة والفرس‬ ‫والغزال أو المطية الجميلة ‪ ،‬هي غزال في الطلعة ‪ ،‬والحديث عنها غزل ‪.‬‬ ‫وما بين الغزل والغزال تأتي المرأة بوصفها داال رمزيا ومفردة في معجم لغوي ثري‬ ‫تعامل معه الرجل وتلبست به اللغة والثقافة ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫هي مسجون و الرجل السجان وتقف أسوار اللغة ودهاليزها العميقة والسحيقة‬ ‫لتضمرها من داخل غائر عبر تاريخ عميق يكرس نمطا خاصا من االستعمال والتصور‬ ‫والقبول ‪ ،‬مما شكل ذائقة معينة لمستعمليها‬

‫‪ ،‬والذين استجابوا لرمزية المفردة (المرأة)‬

‫وجمالها ‪ .‬هذا هو العرف الثقافي السائد ‪ ،‬غير أن العرف شيء ‪ ،‬وخيارات المرأة شيء‬ ‫آخر ‪.‬‬ ‫قد يحدث أحيانا أن يطول سجن المسجون ‪ ،‬وتتوق نفسه إلى الحرية ‪ ،‬فيحاول أن‬ ‫يتفلت من سجنه بالحيلة على سجانه ‪ .‬وفي أول مقارباتنا سنقف على محاولة المرأة القفز ـ‬ ‫بحيلة لغوية ـ إن جاز هذا التعبير من مجرد كونها موضوعا لغويا أو مجرد مفعول به ‪ ،‬إلى‬ ‫كونها فاعلة ‪ ،‬حيث تدخل تاء التأنيث على الفاعل اللغوي ‪ ،‬ويدخل الضمير المؤنث إلى‬ ‫المرجع النحوي ‪ ،‬وحيث تعمد المرأة بطريقة ذكية إلى إدخال الرجل معها في سجن اللغة ‪،‬‬ ‫فيتقابل السجان والمسجون ‪ ،‬هي مناورة مابين األنوثة والفحولة ‪ .‬وهذا ما نستشفه في أولى‬ ‫محطاتنا عبر رواية (ذاكرة الجسد)‬

‫‪6‬‬

‫ألحالم مستغانمي كمثال على محاولة اإلنقالب الجميل‬

‫في البداية علينا أن نقر أن نقد وتحليل كتابات أحالم مستغانمي ‪ ،‬هو طقس صاخب‬ ‫بالرعد والبرق باعتبار أن الكتابة عند أحالم مستغانمي فصل حياة متجدد ‪ ،‬وطقس تواصل‬ ‫وتواعد ‪ ،‬وفضاء مناجاة حارة ‪ ،‬ورافعة جاهرة لتقليب المواجع الكثيرة ‪ ،‬وفتح الجراحات‬ ‫الساخنة ‪ ،‬واجتياز الكمائن الجديدة بعدة من القلق والتلهف ‪..‬‬ ‫‪-1‬تعد تجربة الروائية " أحالم مستغانمي " رائدة في وظيفة الثنائية اللغوية الجامعة بين‬ ‫الحقيقة والمجاز توسيعا للداللة ‪ ،‬كلما اقتربت وغصت أكثر وجدت عمقا يزداد ايغاال كلما‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪11‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫قرأت وحللت أكثر ‪.‬وتتجلى هذه الخصوصية األنثوية في كتابات أحالم في كونها ترفض‬ ‫المتون األنثوية المنقادة لسلطة االستالب وبين النسق األنثوي المستلب والمروج للثقافة‬ ‫الفحولية الساعي إلى ردع تطلعاتها وإعادتها إلى نصابها المعهود‪.‬‬ ‫في رواية (ذاكرة الجسد) تعلن األنوثة عن نفسها وتقدم ذاتها بوصفها قيمة لغوية‬ ‫فاعلة ‪ ،7‬وهذا في حد ذاته تمرد على نمطية مكرسة على موروث لغوي من الفحولة ‪ ،‬هذه‬ ‫األخيرة التي كانت ترى نفسها كقيمة مطلقة شعرية للغة فالفحولة هي قمة السمو اللغوي‬ ‫األدبي ‪ ،‬بل إن الفحل هو الشاعر الذي ملك زمام اللغة وتسيد غاياتها ‪ ،‬فهي حق ذكوري‬ ‫خالص ‪ ،‬بينما تنعكس هذه الصفة سلبا إذا ما ارتبطت بالمرأة ‪ ،‬فأي امرأة تصبح (فحلة)‬ ‫فهي سليطة اللسان‬

‫‪8‬‬

‫مما يعني أنها تجاوزت وتجرأت ومدت يدها على شيء ليس من حقها‬

‫اللغة و الفحولة حق خالص للرجل فقط ‪ .‬ولكن المرأة تجرأت على هذا االحتكار ودخلت‬ ‫تعلن عن أنوثة اللغة وتجعل (األنوثة) مقابلة (للفحولة) وتضيف مصطلحا أدبيا جديدا‬ ‫وتدخل في اللغة (مجازا) لم يكن معروفا من قبل ‪.‬‬ ‫تطرح األنوثة ذاتها كقيمة لغوية في الخطاب األدبي ‪ ،‬وهذا يقتضي من الكتابة‬ ‫النسائية دو ار مزدوجا أولهما ‪ :‬تأسيس لخطاب أدبي أنثوي حقيقي األنوثة ‪ ،‬وهذا ال يمكن‬ ‫تحقيقه إال بتخليص اللغة من فحولتها التاريخية وهذا ما سعت له هذه الرواية ‪.‬‬ ‫وثانيهما ‪ :‬أن تكون غاية اللغة هي كتابة نفسها ونقش صورتها على الورق‬ ‫بوصفها أنثى تتكلم بلسان المرأة وتكتب بقلم المرأة ‪ ،‬فتسترد اللغة بذلك أنوثتها التي استلبت‬ ‫منها من عبر االحتكار الفحولي تاريخيا ‪ ،‬الذي سيطر على فعل الكتابة ‪ ،‬وفعل القراءة ‪،‬‬ ‫وفعل التأويل ‪ ،‬وهي أفعال كانت جميعها من حق الرجل وممتلكاته ‪.‬حتى قال ابن جني "‬ ‫(األصل في اللغة التذكير) ‪ 9‬وبهذا حول اللغة إلى الفحولة وجعل ضميرها للرجل ‪ .‬وجاء‬ ‫صوت (ذاكرة الجسد ) معلنا بصوت كل النساء ‪( :‬نحن نكتب لنستعيد ما أضعناه وما سرق‬ ‫خلسة منا ) ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪12‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫ولكن السؤال المهم هنا لماذا كتابة الرواية وليست الشعر مثال ؟ وهو نفسه السؤال‬ ‫الذي طرح على الكاتبة " أحالم مستغانمي " في حوار لها مع جريدة " البيان " ‪ ،‬حيث‬ ‫أجابت"‪ :‬إذا فقدنا حبيبا (نكتب شع ار ) ‪ ،‬لكن عندما نفقد وطنا نكتب (رواية) (‪ )...‬ألنه لدينا‬ ‫أسئلة أكبر من الشعر ‪ ،‬فالرواية ترتبط بوعي كبير وتحتاج إلى رصيد من الحياة لنتمكن‬ ‫من إنجازها "‬ ‫هي كتابة واعية ‪ ،‬وعي بالمفقود ‪ ،‬ووعي بالمطلوب ‪ ،‬ومن هنا تأتي هذه الرواية‬ ‫كمثال قوي ودقيق على الكتابة النسائية وعلى المجاز األنثوي في مواجهة الفحولة ومجازاتها‬ ‫كما تأتي الرواية تتويجا لجهود عظيمة في مجال الكتابة النسائية واقتحامها عوالم اللغة‬ ‫بخطابيها السردي والشعري ‪.‬‬ ‫من هنا تصبح كتابة المرأة اليوم ليست مجرد عمل فردي من حيث التأليف أو من‬ ‫حيث النوع ‪ .‬إنها بالضرورة صوت جماعي ‪ ،‬فالمؤلفة هنا وكذلك اللغة هما وجودان ثقافيان‬ ‫فيهما تظهر المرأة بوصفها جنسا بشريا ‪ ،‬ويظهر النص جنسا لغويا ‪ ،‬وتكون األنوثة حينئذ‬ ‫فعال من أفعال التأليف واإلنشاء ومن أفعال القراءة والتلقي ‪ ،‬وكذلك هي فعل من أفعال‬ ‫استعادة المسروق والمستلب ‪ .‬ولذا اتحد اسم المؤلفة (أحالم) مع اسم البطلة في النص‬ ‫(أحالم) ليصي ار شيئا واحدا ‪ ،‬فال غرو أن تعلن البطلة أنها" مجموعة نساء داخل ام أرة "‪.11‬‬ ‫هذه كتابة نوعية ‪ ،‬من حيث أنها أنوثة ال فحولة ‪ ،‬وهي استقالل الذات وتحررها‬ ‫من المستعمر‬ ‫المرأة بحاجة إلى تأنيث ذاتها حينما تكتب كيال تكون امرأة استرجلت أو فحلة‬ ‫سليطة اللسان ‪ ،‬أو مجرد أنثى عانس دخلت سن اليأس فمارست األدب تعويضا عن‬ ‫ممارسات أخرى ‪ "،‬حسب تصور أحد رجال الرواية "‬

‫‪12‬‬

‫‪.‬‬

‫تحتاج اللغة إلى امرأة واعية تناضل من أجل أنوثة النص وأنوثة قلم الكاتبة ‪،‬‬ ‫لكي ترد اللغة إلى أصلها األول وتسعى حقا إلى تأنيث المؤنث ‪ .‬وهذه هي رسالة رواية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪13‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫(ذاكرة الجسد) وهي وعيها النصوصي الصريح والمعلن إذن (ذاكرة الجسد ) نص حضرت‬ ‫فيه المرأة بوصفها مؤلفة مبتكرة للشخصية وللغة البطل ‪ ،‬حيث شكلت جسده وألبسته‬ ‫مسلكياته وأخالقه وصاغت لغته ‪ ،‬وال ريب أننا أمام صياغة جديدة لخطاب العشق من‬ ‫وجهة نظر المعشوقة وليس العاشق ‪ ،‬على عكس ما تعودنا سابقا من حكايات العشق‬ ‫المعروفة والمتواترة إلينا تاريخيا كحكاية " جميل وبثينة "أو "حكاية قيس وليلى "‪ ،‬حيث‬ ‫خطاب العشق يتم بصياغة العاشق وحده ‪.‬‬ ‫إن السبب الجوهري في كتابة رواية " ذاكرة الجسد " هو البحث عن " الذاكرة‬ ‫والحفاظ على الذاكرة واسترجاعها ‪ ..‬قدر اإلمكان ‪ ،‬مع إمكانية‬

‫بالنسبة للبطلة "حياة‬

‫االمتداد على زمن الحاضر أيضا بوجود " الحب " بالنسبة لخالد ‪.‬‬ ‫إن أصل العالقة بين "خالد"و" حياة " ‪ /‬أحالم قائمة على التضاد واالختالف في‬ ‫كل شيء ‪ ،‬ربما هذا الذي زاد من شهوة اللقاء ‪ " :‬أنت تملئين ثقوب الذاكرة الفارغة بالكلمات‬ ‫الفارغة وتتجاوزين الجرح بالكذب ‪ ،‬وربما كان هذا سر تعلقك بي ‪ ،‬أنا الذي أعرف الحلقة‬ ‫المفقودة من عمرك "‬

‫‪13‬‬

‫إذن لشخصية " حياة "‪ /‬أحالم الروائية إمكانات كثيرة مفتوحة على كل االحتماالت‬ ‫مما يجعلها شخصية مطاطية أو عجينة قابلة للتشكل كم من مرة وعلى أشكال وأنماط‬ ‫ووظائف عدة ‪ .‬فهي من منظور عاملي ‪ :‬المرسل إليه األول ‪ ،‬والمعارض األول كذلك ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫والرواية هي حكاية رجل مقاتل كان أحد المناضلين في حرب التحرير الجزائرية‬ ‫تحت إمرة قائد فذ هو (سي الطاهر) ويصاب الرجل في أحدى العمليات ويفقد ذراعه اليسرى‬ ‫مما يجعله غير صالح للحرب ‪ ،‬ويخرج (خالد) من الجبهة ومن النضال بعد فقدانه لذراعه ‪،‬‬ ‫ويفر إلى تونس ومعه رسالة وبعض من المال وصية من (سي الطاهر) الذي أوصاه بتسليم‬ ‫ذلك إلى زوجته الالجئة في تونس وأوصاه أيضا بتسمية ابنة ودون أن يسميها سي الطاهر‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪14‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫التي ولدت دون أن يراها أبوها ودون أن يسميها ‪ .‬وعبر خالد الحدود يحمل االسم الوصية‬ ‫(أحالم) حيث يمنحه للبنت ‪ .‬وينقطع الزمن هنا خمسة وعشرين عاما ليتشابك مرة أخرى في‬ ‫لقاء مفاجئ في باريس بين خالد األب الرمزي وأحالم البنت الرمزية ‪ ،‬يتالقى الوصي مع‬ ‫الوصية ‪ .‬ويقع خالد ذو الخمسين سنة في حب مجنون مع (الوصية) ويدخل معها في تغير‬ ‫كوني صاخب يتحول بسببه من رسام إلى كاتب روائي ‪ ،‬حيث يروي حكايته مع (أحالم)‬ ‫وينتهي خاس ار لكل أحالمه وآالمه ويعود إلى الجزائر مبتور اليد ومقطوع الرحم ‪ ،‬حيث ال‬ ‫محبوبة إ ذ تزوجت أحالم من رجل آخر وال أخ حيث مات أخوه وهو يمشي على الرصيف‬ ‫برصاصة طائشة ‪ ،‬وحيث ال وطن إذ سرق رجال أخرون مكاسب الثورة واحتكروا الوطن‬ ‫لمطامعهم الشخصية ‪.‬‬ ‫وتتمظر حبكة الرواية الجوهرية في جملتين مركزيتين وردتا في موقعين ‪ ،‬في أول‬ ‫الرواية ‪ ،‬وفي آخر صفحة فيها وهما كالتالي ‪:‬‬ ‫‪ ( .1‬الحب هو ما حدث بيننا واألدب هو كل مالم يحدث)‬

‫‪15‬‬

‫‪ ( .2‬الحب هو ما حدث بيننا ‪ ..‬واألدب هو كل مالم يحدث)‬ ‫كلتا الجملتين ( أو الجملة الواحدة ) نطقت بهما أحالم مخاطبة خالد ‪ ،‬ويوردهما خالد حكاية‬ ‫عنها ‪.‬‬ ‫ما حدث وما لم يحدث هو تحويل المرأة والرجل من كائنين واقعيين إلى كائنين‬ ‫نصوصيين ‪ ،‬فالبطلة صارت امرأة (من ورق)‬

‫‪16‬‬

‫وهو صار (رجال من ورق ) ‪ .‬وتتحول هي‬

‫من أحالم مؤلفة الرواية إلى أحالم طلة النص وهو من مناضل على الجبهة ووصي‬ ‫يحمل أمانة قائده ‪ ،‬يتحول إلى رجل ناقص مبتور الجسد ‪ .‬كائنان ورقيان يتقابالن على‬ ‫صفحات بيضاء ‪ ،‬وينكتب الجسد حب ار أسود وحروفا مرصوصة تتكون من مجازات اللغة‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪15‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫األنثوية الجديدة ‪ ،‬وتعيد اللغة كتابة ذاتها بعد إضافة تاء التأنيث إلى مصطلح (مؤلف ‪:‬‬ ‫مؤلفة) ‪.‬‬ ‫إذن منح الرجل المرأة اسمها وجعلها (أحالم) وبادلته هي الهدية بأخرى مثلها‬ ‫فجعلته يكتب رجولته على ورق والتقت الورقتان األنثى والفحل فصار الحب هو ما حدث‬ ‫واألدب هو كل مالم يحدث ‪ ،‬وبين ما كان ومالم يكن نشأ بياض فسيح امتأل بسواد أكثر‬ ‫فساحة ‪ .‬وهذه هي انكتابية الرجل ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫تتأسس الرواية ـ إذن ـ من وقت مبكر على فكرة كسر الفحولة ‪ ،‬ويتوفر من ذلك‬ ‫زمنان ثقافيان هما زمن الفحولة حينما كان خالد محاربا في الجبهة ويملك جسدا كامل‬ ‫األعضاء ‪ .‬والزمن الثاني هو زمن الرجل الناقص‬

‫‪18‬‬

‫حيث صار بتر الذراع عالمة على‬

‫عصر ثقافي جديد يخرج الرجل فيه من الفحولة ذات السلطان المطلق واليد العليا فوق كل‬ ‫ما هو مؤنث ‪ ،‬إلى حال جديدة تتجلى فيها الفحولة عن سلطتها المطلقة وتدخل في عالقة‬ ‫نسبية مع األنوثة ‪.‬وتتحد شروط المواجهة ومجاالتها داخل نص مشترك ‪ .‬يترك الرجل فيه‬ ‫مع المرأة في الكتابة ‪ ،‬فمنه رواية ومنها رواية ‪ ،‬منه ذاكرة ومنها ذاكرة ‪ .‬وكلتا الذاكرتين هما‬ ‫لجسدين ناقصين واحد نقص بزعم (فحولي) والثاني نقص بفعل نصوصي (أنثوي) ‪.‬‬ ‫بهذا العنف المتعمد ضد الفحولة تحول المرأة الرجل من معناه األسطوري إلى‬ ‫داللته الواقعية ‪ ،19‬تجعله بش ار عاديا ‪ .‬وتعلن ذلك في النص حيث تقول ‪ " :‬ال أريد أن أكون‬ ‫ابنة ألسطورة ‪ .‬أريد أن أكون ابنة لرجل عادي بقوته وبضعفه ‪ ،‬بانتصاراته و بهزائمه ففي‬ ‫حياة كل رجل خيبة ما وهزيمة ما "‬

‫‪20‬‬

‫هكذ أشهرت المرأة عن هدفها وراحت تكتب هزائم الرجل وتصنع عيوبه وتكسر‬ ‫ذراعه أوال ثم عرجت على لغته لتأنيثها بعد أن قتلت المؤلف ووضعت مكانه المؤلفة ‪ ".‬ربع‬ ‫قرن من الصفحات البيضاء الفارغة التي لم تمتلىء بالمرأة "‪.21‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪16‬‬


‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫مكنت الروائية الرجل من البطولة واألسبقية واختارت له اسما يحمل معنى ‪ ،‬وكأنها‬ ‫تريد أن تشبع رغبته الجامحة في البقاء والسيطرة واالمتداد على كل المساحات لتشبع غروره‬ ‫‪ ،‬بإحساس الذي يود امتالك كل شيء‪ ،‬ثم فجأة تسحب منه كل شيء ليغدو نموذج كائن‬ ‫الضياع‬

‫‪22‬‬

‫راحت الرواية بين الحين واآلخر تمارس سحرها اللغوي ‪ /‬الشعري وتشوقنا إلى‬ ‫از لي‬ ‫االسم ‪ ،‬وتحيرنا بألغاز حروفه ‪ ،‬وتغرينا بهواية فكها ‪ ":‬وربما كان اسمك األكثر استفز ا‬ ‫‪ ،‬فهو مازال يقفز إلى الذاكرة قبل أن تقفز حروفه المميزة إلى العين اسمك الذي ال يق أر وإنما‬ ‫يسمع كموسيقى تعزف على آلة واحة من أجل مستمع واحد‬

‫‪23‬‬

‫هذا تحويل نوعي صار الرجل فيه يلعب دور شهرزاد بعد أن كان اسمه شهريار‬ ‫في زمن الفحولة الغابر ‪ ،‬لقد أخرجته المرأة من النهار و أدخلته في ليل الحكايات والسرد‬ ‫وجعلته يخضع لهذا الدور حتى صار رغبة يرغب فيها ‪( :‬أريد أن أكتب عنك في العتمة)‬ ‫‪ 24‬تقول البطلة مفتخرة "‪ :‬مدهش أنت عندما تتحدث تفجر في أكثر من موضوع للكتابة "‬ ‫‪25‬‬

‫‪.‬‬ ‫إن تحويل الرجل إلى مادة كتابية ليس لمجرد االنتشاء بفعل الكتابة ولكنه تغيير‬

‫جذري في عالقة الجنسين مع بعضهما ‪ .‬والكتابة هي تحويل للواقع إلى خيال أو حسب‬ ‫تعبير القرطاجني هي تخييل مما يعني تحويل الكائن البشري إلى كائن من ورق ‪ ،‬من‬ ‫موجود عيني إلى متصور ذهني ‪ ،‬وهذا ما تفصح عنه بطلة الرواية قائلة ‪":‬نحن نكتب‬ ‫الروايات لنقتل األشخاص الذين أصبح وجودهم عبئا علينا ‪ ..‬نحن نكتب لننتهي منهم "‬

‫‪26‬‬

‫تسترجع المرأة كامل الصالحيات في ممارسة الفعل (الرسم ‪ ،‬الكتابة ‪ ،‬التعذيب‪،‬‬ ‫القتل ‪ ،‬السلطة ‪ )..‬وبحرية مطلقة تماما كما يفعل البطل (الرجل) في إبداع الروائي (الرجل)‬ ‫‪ ،27‬وفي واقع اإلنسان (الرجل)‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪17‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫جاء جنس الرجال مربوطا بالموت وبالنهاية وبالتالشي واحدا تلو آخر ‪ .‬هذا ما فعله النص‬ ‫األنثوي (نحن نكتب لننتهي منهم) ‪ .‬وانكتابية الرجل هي إلنهاء سلطانه على اللغة ووصايته‬ ‫عليها وأبوته المطلقة على الكتابة ‪ ،‬لقد تحررت البنت من األب المزور وتخلصت من‬ ‫الوصية الكاذبة ‪ ،‬فعلت ذلك ألنها حولت الرجل إلى كائن ورقي وجعلته مادة قابلة لالنكتاب‬ ‫والتفكيك والتشريح ‪ .‬بدءا ببترها ليده وانتهاءا لقلمه وللغته ‪ .‬وفكت بذلك االرتباط العضوي‬ ‫القديم ما بين الفحولة واللغة ‪ ،‬مما جعل اللغة عالما ح ار تم تحريره من المستعمر وتم إعالن‬ ‫استقالل الخطاب اللغوي مثلما استقلت الجزائر عن مستعمرها ‪.‬‬ ‫لن نبالغ إذا قلنا أن الرواية لم تكتب إال من أجل تمجيد اللغة واالحتفال بها ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫وتبعا لذلك جاءت الرواية كلها بخطاب عاشقة وعاشق للغة ‪ ،‬واسترسل البطالن في إبراز‬ ‫سحر اللغة والولوج لعالمها الجميل ‪ ،‬حيث اللغة هي األم الوطن ‪ ،‬األنثى‬

‫‪29‬‬

‫واللغة قوة‬

‫ونضال من أجل الحرية ودحض بقايا المستعمر ‪.‬‬ ‫إذن االحتفال باللغة العربية وبالعروبة وبالحرية كلها قيم ثابتة يتأسس عليها النص‬ ‫‪ ،‬وتصبح فيه اللغة عالمة ظاهرة على بداية عهد جديد تتخلص فيه الذات واألرض من‬ ‫براثن العبودية ‪ ،‬وتأتي اللغة كشعور داخلي بأن ما هو حق مغتصب البد أن يستعاد " من‬ ‫أين أتيت بكل هذه األمواج المحرقة من النار ‪ ..‬من أين أتيت بكل ما تال ذلك اليوم من‬ ‫دمار ‪..‬؟؟‬

‫‪30‬‬

‫تتحول اللغة إلى مفاجأة ساحرة تهز راحة الرجل وتربكه في فهم دالالت اللغة ‪،‬‬ ‫تصبح " رمو از هيروغليفية "‬

‫‪31‬‬

‫ال يعرف معها هل المرأة صادقة أم كاذبة ؟ هل هي عاشقة‬

‫أم خائنة ؟ ويتحول السجن على السجان ويتحول العمالق إلى ورق " أنا الرجل الذي حولته‬ ‫من حجار كريمة إلى حصى " ‪.32‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪18‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫تلك هي المرأة ‪ /‬اللغة أو اللغة ‪ /‬المرأة التي تجري مجرى العالمات والسمات ‪" ،‬‬ ‫وال معنى للعالمة أو السمة حتى يحتمل الشيء ما جعلت العالمة دليال عليه وخالفه "‬

‫‪33‬‬

‫وهذا ما يجعلها عالمة تدل داللة ازدواج على الشيء وخالفه ‪ ،‬فهي كاذبة صادقة وهي‬ ‫عاشقة خائنة ‪ ،‬وهي رموز هيروغليفية ألنها تحولت من الكائن البسيط العادي إلى كائن‬ ‫يكتب ويملك لغته ويتحد مع اللغة في مواجهة الفحولة ‪.‬‬ ‫إنها لغة بوجهين دال ومدلول ‪ ،‬محكي ومكتوب ‪ ،‬شعري وسردي ‪ ،‬هي المحرم‬ ‫والمقدس‬

‫‪34‬‬

‫هذا ما أوقع البطل (الفحل) في حيرة مع نفسه ولغته ‪ ،‬حيث تواجهه اللغة بلغتها‬ ‫واألنثى بأنوثتها فتبعثر أمام ذلك الوضع ‪ " :‬تبعثرت لغتي أمام لغتك التي لم أكن أدري من‬ ‫أين تأتين بها "‬

‫‪35‬‬

‫في ذاكرة الجسد نجد أنفسنا في نهاية النص أمام هذا النسق الثابت ‪ ،‬حيث تتأنث‬ ‫اللغة ‪ ..‬نعم ولكن الذاكرة الداخلية للغة لما تزل ذاكرة الفحولة ويظل فعل هذه الذاكرة ‪ ،‬إذ‬ ‫البطلة تقرر الخضوع لنداء ذاكرة الجسد وتسلم نفسها لولي أمرها وتختار العبودية واالنصياع‬ ‫التام ‪.‬و تسجل بذلك نهاية اللقاء ونهاية النص أيضا ‪.‬‬ ‫‪ .2‬غادة السمان ورحلة تأنيث الذات ‪.‬‬ ‫تعتبر الروائية " غادة السمان " من أكثر الكاتبات العربيات ومن أكثرهن انتشا ار‬ ‫وأهمية ‪ .‬والسؤال الذي يدفعنا في هذا المقام هو هل كتابة المرأة إفصاح عن (األنوثة )‪ ..‬أم‬ ‫أنها هروب عن (األنوثة ) وتسام عن صفة األنثى في المرأة وترفع عن الجسد المؤنث‬ ‫وبالتالي فالكتابة مفارقة لألنوثة وليست تعبي ار عنها ‪..‬؟؟‬ ‫تروي غادة السمان حكاية عن امرأة ولدت أنثى ‪ ،‬ولكنها عاشت وتصرفت وكأنها‬ ‫(رجل ) ‪ .‬وهي حكاية (األستاذة طلعت)‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪36‬‬

‫وهي بنت من أصل خمس بنات كان والدهن‬ ‫‪19‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يأمل بولد ذكر يسميه طلعت وقبل والدة هذه البنت الخامسة كان األب قد هدد األم وتوعدها‬ ‫إن لم تلد ولدا ذك ار ‪ .‬ولقد بذلت األم قصارى جهدها لتنتج غالما يسعد الزوج ويلبي رغبته ‪،‬‬ ‫وعلقت التمائم وأكثرت من األدعية ‪ .‬ولكنها ولدت بنتا خامسة مما جعل األب يثور ويرغي‬ ‫ويزبد عند فراش األم الوالدة ‪ ،‬وهجم على الفراش وبيده سكينا وكان يريد إرجاع الطفلة إلى‬ ‫بطن أمها بالقوة ‪..‬‬ ‫ال يريد األب بنتا خامسة‪ ،‬إنه يريد ولدا ذك ار اسمه طلعت ‪ .‬ولما أعجزه مجيء‬ ‫الولد اضطر ألن يسمي البنت (طلعت) لتكون جسدا مؤنثا يحمل عالمة مذكرة ‪ .‬وهذا‬ ‫بالتحديد ما صارت إليه حال البنت حينما استوى عودها ‪ .‬إذ صارت تتصرف مثل الرجال‬ ‫فهي " ال تتهادى بدالل ‪..‬ال تعتني بمظهرها ‪ ..‬ال تثير اهتمام أحد ‪ ..‬تكره الرجال والشباب‬ ‫"‬

‫‪37‬‬

‫‪ (..‬صارت رجل الدار ) تضع على عينيها نظارة سوداء وتلبس مالبس فضفاضة‬

‫وتمشي مشية مسترجلة ‪ ،‬وتردد بثقة رجولية قائلة ‪ " :‬ال شيء في حياتي سوى عملي ‪ ..‬أنا‬ ‫سعيدة ‪ ..‬ال ينقصني ‪ ..‬أملك حريتي وقدري كأي رجل في هذه المكاتب ‪ ..‬أنا حرة سعيدة‬ ‫"‬

‫‪38‬‬

‫‪ .‬واصطنعت لنفسها عادة مسائية ـ مثل الرجال ـ حيث تجلس مع أبيها تسمر معه‬

‫وتشاركه في نرجيلته ‪ ،‬وأمها تروح وتجيء لتخدم رجال الدار وهما الزوج وهذه البنت‬ ‫المسترجلة التي تنفث الدخان من فمها ومنخريها وكأنها نمرة ‪ ..‬إنها نمرة في البيت ونمرة‬ ‫في المكتب ‪ ،‬حيث تعود زمالؤها الرجال على احترامها والتعامل معها بجد ( وكلما وقفت‬ ‫لتتكلم بصرامتها المعروفة ينصت الجميع بإجالل وإكبار )‪.39‬‬ ‫وفوق ذلك كله تأتي النظارة السوداء لتغطي على عينيها ‪ ،‬وتظهر وجهها المؤنث‬ ‫وكأنما هو وجه لشاب غاضب ساخط ‪ .‬والنظارة السوداء حجاب مادي وقناع حسي تحرس‬ ‫به عينيها من أن تضعف أمام شموس الواقع وأنواره الباهرة ‪ ،‬النظارة السوداء لغة الكتابة بعد‬ ‫أن اتخذتها غادة الكاتبة للخروج من (الظالم الحالك ) إلى (النهار الساطع ) كما قالت مي‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪20‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫زيادة " ليس من الممكن أن نخرج من الظالم الحالك إلى النهار الساطع دون أن تبهرنا‬ ‫األنوار فتتضعضع البصائر ‪ ،‬وال نعود نرى األشياء في مكانها كما هي "‬

‫‪40‬‬

‫تلك هي حكاية األستاذة طلعت كما روتها غادة السمان ‪ .‬وهذه النظارة السوداء ‪ ،‬لقد‬ ‫اختارت األستاذة طلعت طريق (االسترجال) ووضعت النظارة السوداء لتحجب أنوثتها ‪.‬‬ ‫وفكرة قتل األنوثة‬

‫موضوع يندس في كتابات غادة السمان ‪ .‬وليست حكاية‬

‫األستاذة طلعت سوى صورة لهذا التعالي والهروب من األنوثة ‪ .‬فلماذا كل هذا الخوف من‬ ‫والقلق من أنثوية الجسد ‪ ..‬؟؟‬ ‫كعلبة سحرية تحتوي على سر ‪ ..‬هكذا تقدم غادة السمان أعمالها الروائية مع‬ ‫كثير من بساطة الفلسفة في سفر الحياة الكبير ‪ ،‬سفر األحاجي والحياة ‪ .‬القاسم المشترك‬ ‫في قصص غادة ‪ ،‬أكبر وأغرب أحجية ‪ ،‬وبالتالي فعملية فهم وقراءة هذا األثر ‪ ،‬ال تقل‬ ‫أهمية ومسؤولية عن عملية صياغته وسبكه لندخل معا بيت القصيد ‪ ..‬ونطل منها على‬ ‫رحاب هذه الرواية المميزة لغادة ‪..‬‬ ‫إن الكتابة عند غادة السمان قيمة ذكورية خالصة ‪ ،‬ولهذا ترى أن نجاح الكاتبة‬ ‫يستلزم التلبس بذكورية القلم لكي تكون ذات قلم وكاتبة حقيقية ‪ ،‬وطوق النجاة في هذا هو‬ ‫الخالص من (أنوثة الجسد) ‪ .‬وقد ال تعرف المرأة عند غادة السمان هدفها وغايتها ‪ ،‬ولكنها‬ ‫تعرف ما ال تريد‬

‫‪41‬‬

‫هذا هو المحبوس داخل لغة غادة السمان ‪ ،‬حيث تريد القلم والكتابة ‪ ،‬غير أنها لما‬ ‫تزل ترى أن الجسد المؤنث تركة من تركات الظالم الحالك وليس ـ بعد ـ مقبوال في زمن‬ ‫النهار الساطع ‪ .‬والمبدعة هي من تحبل باللغة وليست ـ بعد ـ من تحبل باألطفال‪ ،‬والسؤال‬ ‫الذي يطرح نفسه بقوة ماالذي يوقع كاتبة ذكية ومبدعة مثل غادة السمان في مثل هذه‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪21‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الورطة اإلبداعية ‪..‬؟؟ بأن يكون خطابها ضد أنوثتها وتكون اللغة وهي في البدء أنثى ‪،‬‬ ‫ضد قرينتها المرأة ؟؟‬ ‫إن النظارة السوداء التي وضعتها األستاذة طلعت لتمنعها من النظر إلى الرجل ‪،‬‬ ‫والذي ال ترغب أن يكون له وجود في حياتها إنها " تكره الرجال والشباب ‪.‬ال ‪ ..‬ال تكرههم‬ ‫‪ ..‬الكراهية اعتراف بوجود الشيء المكروه ‪ ،‬وهي ال تحس بوجودهم على اإلطالق ‪ ..‬ال تريد‬ ‫أن تحس بوجودهم "‪ .42‬ولكنها تقع أخي ار في ما كانت تزعم أنها تكرهه والنظارة السوداء‬ ‫التي وضعتها حاج از وسدا يمنعها من النظر إلى الرجال تكسرت أخي ار عندما التقت "عماد "‬ ‫وأحبته ولم تستطع الصمود أمام عينيه ‪ ،‬وهما عينان صارتا قد ار نهائيا للمرأة ‪ /‬الرجل‬ ‫وصارتا عنوانـ ـا للروايـ ـة " عيناك قدري " ‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫هي جملة قالتها األستاذة طلعت واتخذتها غادة السمان عالمة وعنوان على كتابها‬ ‫‪ .‬هل معنى هذا أن المرأة دخلت في معركة خاسرة ‪ ..‬أم أنها لم تكن تحارب سوى نفسها ‪..‬؟‬ ‫الجواب أخبرتنا به األستاذة طلعت بقولها ‪ " :‬لقد انتصرت في أن تهزمي نفسك ‪ ..‬قضيتك‬ ‫منذ البداية كانت فاشلة ‪ ..‬نصرك فيها أعظم فشل ‪ ،‬أنت فاشلة كبيرة أيتها المرأة الرجل "‬

‫‪44‬‬

‫يذهب الدكتور شكري غالي في كتابه " غادة السمان بال أجنحة " إلى التأكيد على‬ ‫محاولة غادة لتأنيث ذاتها إنها تعيش معركة ال تنتهي مع الموت ‪ ..‬مع أن انتماءها هو‬ ‫للفن والحب والحرية ‪ ،‬فهي في قلق دائم ‪ ،‬وتوقد إلى رحلة االغتراب في أعماق الذات إيمانا‬ ‫بالتجربة التي تستند إلى مغامرة النفاذ إلى أعماق الحياة وكشف أسرارها الخفية بصدق مهما‬ ‫كانت التضحية ‪ ،45‬في حين تذهب الناقدة سمر رسالن في كتابها الجديد " غادة السمان ـ‬ ‫رؤية نقدية تأملية " أن أكثر ما تصارع غادة السمان في أدبها الموت ‪ ،‬فهي مواجهة الموت‬ ‫ترى فيه شرطا للحياة فمن خالله صارعت الماضي والحاضر وأسرتها ونفسها مثلما صارعت‬ ‫الثابت والمتحول من القيم وما يعد عرفا لدى الناس وما يراد لإلنسان في عصرنا من‬ ‫تأطير"‬

‫‪46‬‬

‫فربحت من ذلك كله الوعي وكسرت أسوار التقليد البورجوازي في مجتمعاتها وتقليد‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪22‬‬


‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫األسرة والمجتمع فحوربت واتهمت وحطمت أسوار الموت بالرحلة خارج اإلطار االجتماعي‬ ‫الذي رسم لها وبالحرف الذي اتخذته مطية للطيران منه ولدت والدتها الثانية بكل شجاعة ‪...‬‬ ‫لم تعد غادة تعنى بالجوانب الهامشية من حياتنا كمشكلة الرجل والمرأة ‪ ،‬بل أدركت أن تلك‬ ‫الجوانب ترتد إلى قضية أكبر هي قضية أمتها ومصيرها وواقعها المتخلف المهدد ‪ .‬مع‬ ‫إيمان الناقد بأن الفن حقيقة موضوعية مستقلة عن ذات الفنان ‪ ،‬فإنه يؤمن بحقيقة العالقة‬ ‫بين الفنان وفنه وواقعه " ويقدم الناقد عبد العزيز الشبيل لكتابه " الفن الروائي عند غادة‬ ‫السمان " ‪ ..‬إن الرواية ليست عملية اكتشاف للواقع ‪ ،‬وإنما هي إضافة اليه تنطلق منه كما‬ ‫أن الفجوة بين الرواية والواقع تجعلها كاملة ومغلقة وناقصة ومفتوحة في آن واحد ‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن الرواية ال تكشف عن كل ما تنطوي عليه فهي مفتوحة لق ارءات جديدة وفهم جديد إلى‬ ‫ما ال نهاية في االمتالك الجمالي للمعرفة وبناء مركب يسيد فوق الواقع واقعا آخر ‪...‬‬ ‫فالتربية الخاصة التي تلقتها غادة السمان ‪ ،‬حيث نشأت في كنف والد يؤمن بالتربية وبالعمل‬ ‫للوصول إلى هدف مما دفع ابنته إلى التمرد والثورة على المفاهيم التقليدية في المجتمع‬ ‫الدمشقي ‪ ..‬باإلضافة إلى خاصية محورية في المنجز السردي لغادة السمان ويتمثل في‬ ‫الرؤى ‪..‬فالرؤية الخلفية التي تعكس قدرة الراوي على معرفة الرغبات الخفية للبطل ‪ .‬والرؤية‬ ‫الخارجية وفيها يتخلى الراوي عن التدخل ويترك ألبطاله اإلفصاح عن ضمائرهم كما في‬ ‫الروايات البوليسية والرؤية الصاخبة حين ال يعرف الرواي أبطاله أكثر مما يعرفون هم عن‬ ‫أنفسهم ‪ ..‬وقد أجمع النقاد على براعة غادة السمان في استخدام اللغة الشعرية المجنحة‬ ‫وتفردها في هذا المجال ‪،‬حيث تبرز طالئع الحبك ‪ ،‬وتتميز طريقة العرض كونها تعتمد‬ ‫جمال صغيرة وأفكار متالحقة‬

‫‪47‬‬

‫مضغوطة ‪ ،‬وشحنات عاطفية متدفقة ‪ .‬من جهة أخرى‬

‫تبرز براعة غادة السمان في قدرتها على رصد فنية مدروسة تؤخر الموضوعات التي‬ ‫نطرقها وتطرحها كمشكالت اجتماعية وحياتية قائمة في ما بيننا ولكنها ال تخلو من الحيرة‬ ‫واالبتكار في كثير من المواقف ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪23‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫لقد وضعت غادة السمان " األستاذة طلعت " في دائرة المحال عندما جعلتها تعرف‬ ‫(ما ال تريد)‬

‫‪48‬‬

‫ولم تجعلها تعرف ما تريد حتى تكسرت نظارتها ولم تجد بدا من القول "‬

‫سوف تنتصر على الهزيمة بأن تحبها " ‪ .‬بمعنى أن تقبل بالهزيمة وتتعايش معها وترضى‬ ‫بالبديل الواقعي الجاهز الذي هو لغة الرجل وثقافته الحاضرة ‪.‬‬ ‫هذا أنموذج ظل يتكرر في ثقافة المرأة المبدعة (شهرزاد) منذ زمن الحكي ‪ ،‬حيث‬ ‫مازال األنموذج النسائي أنموذجا فرديا ولم يتحول أو يتبلور ـ بعد ـ إلى تيار فكري بديل‬ ‫لألنموذج الذكوري ‪ .‬وكما عادت "األستاذة طلعت " إلى (سيدها ) ‪ ،‬عادت " أحالم " بطلة‬ ‫(ذاكرة الجسد) ألحالم مستغانمي التي تختار زواجا تقليديا وترضى أن تكون زوجة لرجل‬ ‫بسن والدها ولديه زوجة سابقة تتساوى أعمار أطفالها مع عمر البطلة ‪.‬‬ ‫إن كتابة المرأة ـ "أحالم مستغانمي" ‪" ،‬وغادة السمان " أغرز الكاتبات العربيات‬ ‫إنتاجا وشهرة ـ تعكس قلقا إبداعيا حاد تتصارع فيه شروط األنوثة مع شروط الفحولة ‪ ،‬من‬ ‫حيث أن القلم لما يزل رجال ‪ ،‬مما يجعل القلم الذكوري هو المثال السائد والقائم ‪ ،‬ومحاوالت‬ ‫التأنيث في مواجهة علنية مع تراكمات التاريخ واألعراف والتقاليد الذكورية التي اختارت بطلة‬ ‫"أحالم مستغانمي " و" غادة السمان " أن تحبها وتستسلم لها في نهاية المطاف (سوف‬ ‫تنتصر على الهزيمة بأن تحبها)‬ ‫ولنا أن نختم حديثنا بتساؤل الكاتبة الكويتية " فاطمة حسين " هل أبدعت المرأة‬ ‫الكاتبة نصا ينعكس ضدها ؟؟؟‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ إحسان عباس ‪ :‬عبد الحميد بن يحي الكاتب وما تبقى من رسائله ‪ ،29 ،‬دار الشروق عمان (األردن)‬ ‫‪ ،1988‬ص ‪7‬‬ ‫‪ 2‬ـ عبد الغذامي ‪ :‬المرأة واللغة ‪ ،‬المركز الثقافي العربي (المغرب) ‪ ،2006‬ط‪ ،3‬ص ‪ 7‬ـ ‪8‬‬ ‫‪ 3‬ـ ينظر جريدة الثورة (الملحق الثقافي) ‪ :‬العدد ‪ ،11086‬حوارات بدر أحمد دمشق ‪ .‬تاريخ ‪200/01/30‬م ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪24‬‬


‫د‪ .‬ف اطنة يحياوي‬

‫عندما تكتب شهرزاد نصا ضدها ‪...‬‬

‫‪ 4‬ـ ينظر مجلة الثقافية ‪ :‬العدد ‪ 278/‬ربيع األول ‪ /36/‬بقلم ياسين رفاعية " غادة السمان ‪ :‬أنا حجازية " ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ صادق جالل العظم ‪ :‬في الحب والحب العذري ‪ ،‬دار الجرمق دمشق د‪.‬ت ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪ 6‬ـ أحالم مستغانمي ‪ :‬ذاكرة الجسد ـ دار اآلداب بيروت ‪ ،1993 ،‬ص ‪180‬‬ ‫‪ 7‬ـ عبدهللا الغذامي ‪ :‬المرأة واللغة (مرجع سابق) ‪ ،‬ص ‪180‬‬ ‫‪ 8‬ـ ينظر في القاموس المحيط مادة (فحل) ‪ :‬فحلة سليطة اللسان ‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ ابن جني ‪ :‬الخصائص ج‪ ، /2‬تحقيق محمد علي النجار ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،1952 ،‬ص‬ ‫‪.415‬‬ ‫‪ 10‬ـ أحالم مستغانمي ‪ :‬ذاكرة الجسد(مرجع سابق) ‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪ 11‬ـ (المرجع نفسه)‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫‪ 12‬ـ المرجع السابق نفسه ص‪.194‬‬ ‫‪ 13‬ـ المرجع نفسه ص ‪.102‬‬

‫‪ 14‬ـ هند سعدوني ‪ :‬قراءة في رواية ذاكرة الجسد ألحالم مستغانمي ‪ ،‬دمشق ‪،‬مركز أبحاث ودراسة الحقوق ‪،‬‬

‫العدد ‪.200 ،12‬‬ ‫‪ 15‬ـ أحالم مستغانمي ‪( :‬مرجع سابق) ص ‪16‬‬ ‫‪ 16‬ـ عبد المالك مرتاض ‪ :‬تحليل الخطاب السردي ـ معالجة تفكيكية مركبة لرواية " زقاق المدق " ‪ ،‬سلسلة "‬

‫المعرفة " ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بن عكنون الجزائر ‪ ،1995 ،‬ص ‪ 134‬و‪144‬‬

‫‪ 17‬ـ محي الدين صبحي ‪ :‬البطل في مأزق ـ دراسة في التخييل العربي ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب ‪،‬‬

‫دمشق ‪ ،1979‬ص ‪.175‬‬

‫‪ 18‬ـ إدريس بوديبة ‪ :‬الرؤية والبنية في روايات الطاهر وطار ‪ ،‬منشورات جامعة منتوري ‪ ،200 ،‬ط‪،1‬‬

‫ص‪.92‬‬ ‫‪ 19‬ـ أحالم مستغانمي ‪( :‬مرجع سابق) ص ‪103‬‬ ‫‪ 20‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪99‬‬ ‫‪ 21‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪82‬‬ ‫‪ 22‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص‪41‬‬ ‫‪23‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪42‬‬ ‫‪ 24‬المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪123‬‬ ‫‪ 25‬ـ المرجع نفسه ‪:‬ص ‪124‬‬ ‫‪ 26‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪132‬‬ ‫‪ 27‬ـ حسن عليان ‪ :‬البطل في الرواية العربية في بالد الشام ‪( ،‬ينظر مكتبة النيل والفرات على االنترنت)‬ ‫‪ 28‬ـ أحالم مستغانمي ‪( :‬مرجع سابق ) ينظر الصفحات ‪96 ،91 ،318 ،317 ،310 ،306 :‬‬ ‫‪ 29‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪105‬‬ ‫‪ 30‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪379‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪25‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ 31‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪374‬‬ ‫‪ 32‬ـ عبد القاهر الجرجاني ‪ :‬أسرار البالغة ‪ ،347‬تحقيق ه‪.‬ريتر ‪ ،‬مطبعة و ازرة المعارف ‪ ،‬استانبول ‪،‬‬ ‫‪ ،1954‬ص ‪196‬‬ ‫‪ 33‬ـ أحالم مستغانمي ‪( :‬مرجع سابق ) ص ‪ 317‬و ‪308‬‬ ‫‪ 34‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪88‬‬

‫‪ 35‬ـ غادة السمان ‪ :‬عيناك قدري ‪ ،‬منشورات غادة السمان ‪ ،‬بيروت ‪ ،1977‬ص‪20‬‬ ‫‪ 36‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪9‬‬ ‫‪ 37‬ـ المرجع السابق نفسه ‪ :‬ص ‪ 8‬ـ ‪14‬‬ ‫‪ 38‬ـ مي زيادة ‪ :‬المؤلفات الكاملة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مؤسسة نوفل ‪ ،‬بيروت ‪ ،1975‬ص ‪113‬‬ ‫‪ 39‬ـ غادة السمان ‪ :‬ليل الغرباء ‪ ،‬دار اآلداب ‪ ،‬بيروت ‪ ،1975 ،‬ص ‪83‬‬ ‫‪ 40‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪71‬‬ ‫‪ 41‬ـ المرجع السابق نفسه ‪ :‬ص ‪9‬‬ ‫‪ 42‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪14‬‬

‫‪ 43‬ـ شكري غالي ‪ :‬غادة السمان بال أجنحة ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص ‪12‬‬ ‫‪ 44‬ـسمر رسالن ‪ :‬غادة السمان ‪ :‬رؤية نقدية تأملية ‪ ،‬دار رسالن للنشر دمشق ‪ ،200 ،‬ص ‪50‬‬ ‫‪ 45‬ـ ينظر مجلة سيدتي ‪ :‬العدد ‪20‬ـ ‪ ، 266 ، 14‬أبريل ‪ ،1986‬ص‪22‬‬ ‫‪ 46‬ـ غادة السمان ‪ :‬عيناك قدري (مرجع سابق ) ص ‪40‬‬

‫‪ 47‬ـ غادة السمان ‪ :‬ليل الغرباء (مرجع سابق) ص ‪33‬‬ ‫‪ 48‬ـ المرجع نفسه ‪ :‬ص ‪34‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪26‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫البلبلة اللغوية في ارض بابل بين الفكرين العربي والغربي‬ ‫دراسة لغوية تاريخية‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‬

‫أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫جامعة تكريت ‪ -‬العراق‬

‫جامعة تكريت ‪ -‬العراق‬

‫الملخص‬ ‫لقد حاولنا في هذا البحث عرض المسألة التي تفسر التعددية اللغوية والتي عرفها العالم القديم تحت‬ ‫مسمى ( البلبلة اللغوية ) وفق ما ورد ذكرها في العهد القديم _ سفر التكوين‪ ،‬وما ورد في االسطورة السومرية ‪،‬‬ ‫ومن ثم دراستها دراسة علمية رصينة‪ ،‬اعتمادا على مصادر ومراجع ذات صلة بالموضوع‪ ،‬فأخذنا بالحسبان‬ ‫عرض الموضوع على الفكرين العربي والغربي على حد سواء‪ .‬وبناء على ما تقدم تم تناول البحث على النحو‬ ‫االتي‪:‬‬ ‫بابل والتعدد اللغوي‪ ،‬البلبلة في الفكر العربي‪ ،‬البلبلة في الفكر الغربي‪ ،‬نقد ورأي وتوجيه ‪ .‬وقد مكننا‬ ‫ذلك من الوصول الى َّ‬ ‫أن قصة برج بابل وتعدد لغات البشر حسب ما اورده سفر التكوين ‪ ،‬ماهي إال قصة‬ ‫اسطورية مستوحاة من اساطير الشعوب القديمة التي تُرجع اختالف لغات البشر الى تدخل اإلله ‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬البلبلة اللغوية‪ ،‬أرض بابل‪ ،‬الفكر العربي‪ ،‬الفكر الغربي‪ ،‬برج بابل‪ ،‬قصة أسطورية‬

‫‪Abstract :‬‬ ‫‪In this research ,have been endeavor to put Forward to discussed the idea that‬‬ ‫‪explained the manifold of Languages ,which known by the ancient word as "the‬‬ ‫‪confusion of language" that mentioned in the old Testament ,and mentioned in the‬‬ ‫‪Sumerian Legend , then have been Studied Zit Scientific study and using the related‬‬ ‫‪reference to this subject ,in the conception of Arabs and Occident. There fore to the‬‬ ‫‪above the subject has the following :‬‬ ‫‪Babylon and the manifold language, The confusion in the Arabic conception,‬‬ ‫‪The confusion in the Occident conception, Criticism and Opinion and Leading. This‬‬ ‫‪study Leading to that the Babylon castle and manifold of languages as mention in‬‬ ‫‪old testament is only Lang end story take from old popular legends that had been‬‬ ‫‪returned the different of human language to the lords.‬‬ ‫‪Keywords: linguistic confusion, Babylonian land, Arab thought, Western thought,‬‬ ‫‪Tower of Babel, mythical story‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪27‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫المقدمة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫إن من القضايا المهمة التي تثار عند دراسة تاريخ الجنس البشري ‪ ،‬قضية أو اشكالية‬ ‫اللغة ‪ ،‬فمما الشك فيه َّ‬ ‫أن البشرية ترجع الى أصل واحد ‪ ،‬وهو اإلنسان األول آدم وحواء ‪،‬‬ ‫والشك أيضا أنه كانت تجمعهم وحدة اللغة ‪.‬‬ ‫وهنا يمكن لنا أن نتساءل عن اللغة المشتركة وعن التعدد اللغوي الذي يشهده العالم ‪ ،‬ما‬ ‫سبب هذه التعددية ‪ ،‬وما أصلها؟ وعن زمان ومكان حدوثها ؟مسلطين الضوء على التفاسير‬ ‫قدمتها الثقافة االنسانية لهذه التعددية ‪.‬‬ ‫األيديولوجية التي ّ‬

‫لقد حاولنا في هذا البحث عرض المسألة التي تفسر التعددية اللغوية والتي عرفها العالم‬

‫القديم تحت مسمى ( البلبلة اللغوية ) وفق ما ورد ذكرها في العهد القديم _ سفر التكوين ‪،‬‬ ‫وما ورد في االسطورة السومرية ‪ ،‬ومن ثم دراستها دراسة علمية رصينة ‪،‬اعتمادا على‬ ‫مصادر ومراجع ذات صلة بالموضوع ‪ ،‬فأخذنا بالحسبان عرض الموضوع على الفكرين‬ ‫العربي والغربي على حد سواء‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدم تم تناول البحث على النحو االتي‪:‬‬ ‫ـ بابل والتعدد اللغوي ‪.‬‬ ‫ـ البلبلة في الفكر العربي‪.‬‬ ‫ـ البلبلة في الفكر الغربي‪.‬‬ ‫ـ نقد ورأي وتوجيه ‪.‬‬ ‫وقد مكننا ذلك من الوصول الى َّ‬ ‫أن قصة برج بابل وتعدد لغات البشر حسب ما اورده سفر‬ ‫التكوين ‪ ،‬ماهي إال قصة اسطورية مستوحاة من اساطير الشعوب القديمة التي تُرجع‬ ‫اختالف لغات البشر الى تدخل اإلله ‪.‬‬ ‫بابل والتعدد اللغوي ‪ :‬قامت مدينة بابل على الضفة اليسرى للفرات ‪ ،‬ولم تحظ أية مدينة ـ‬ ‫في العالم القديم ـ بما حظيت به بابل من شهرة وبريق في أعين الناس عامة ‪ ،‬وسكان بالد‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪28‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الرافدين خاصة ‪ ،‬فهي مركز تجاري ‪ ،‬اقتصادي ‪ ،‬ديني ‪ ،‬حتى عدت ألجل ذلك قبلة العالم‬ ‫القديم ‪ ،‬وحصنا منيعا ومق ار للحكم آنذاك ‪.1‬‬ ‫َّ‬ ‫إن االهمية التي حظيت بها بابل على مر العصور جعلت منها المدينة األولى التي‬ ‫تقصدها األنظار وتحدق بها األخطار ‪ ،‬كما أنها أصبحت محور األساطير والقصص‬ ‫القديمة ‪.‬‬ ‫أعظم ما في هذه المدينة برجها الذي كان حديث أغلب المؤرخين العرب والغرب‪ ،‬وجاء‬ ‫ذكره في االساطير البابلية القديمة ‪،‬كما ارتبط ذكره في سفر التكوين بحادثة البلبلة‬ ‫اللغوية(التعدد اللغوي)‪.‬‬ ‫إذ َّ‬ ‫أن معظم العالم القديم ـ إن لم يكن كله ـ انتج اساطير تتعلق بتفسير اختالف لغات‬ ‫البشر على الرغم من مرجعهم الى اصل واحد ‪ ،‬فذكروا انهم كانوا يجتمعون على لغة واحدة‬ ‫ثم تفرقوا بعد ذلك ‪ ،‬وفق ما نصت عليه اسطورة البلبلة اللغوية الواردة في الكتابات القديمة‬ ‫التي قيل َّ‬ ‫إن اسم المدينة ـ بابل ـ مستوحى من تلك الحادثة التي وقعت فيها‪.‬‬ ‫البد من عرض النصوص التي تناولت‬ ‫وقبل الدخول في نقاش مسألة البلبلة اللغوية ‪ّ ،‬‬

‫هذه المسألة ‪ ،‬لذا سنعرض هنا نصين هما النص التوراتي المتمثل بما ورد في سفر التكوين‬ ‫‪ ،‬والنص الوارد في النقوش البابلية القديمة ‪.‬‬ ‫فقد ورد النص في سفر التكوين‪ 2‬على النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫(( كانت األرض كلها لساناً واحداً ‪ ،‬ولغة واحدة ‪ ،‬وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة‬ ‫"ه ّلم نصنع لبناً ونشويه شيآ "‪،‬‬ ‫في أرض شنعار ‪،‬وسكنوا هناك ‪ ،‬وقال بعضهم لبعض ‪َ :‬‬ ‫فكان لهم اللبن مكان الحجر ‪ ،‬وكان لهم الحمر مكان الطين ‪ ،‬وقالوا ‪َ " :‬ه ّلم نبن ألنفسنا‬

‫مدينة وبروجاً رأسه بالسماء‪ ،‬ونضع ألنفسنا اسماً لئال نتبدد على وجه كل األرض " ‪ ،‬فنزل‬ ‫الرب ‪ ":‬هوذا شعب واحد ‪،‬‬ ‫رب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما ‪ ،‬وقال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫كل ما ينوون أن يعملوه‬ ‫ولسان واحد لجميعهم ‪،‬وهذا ابتداؤهم بالعمل ـ واآلن ال يمتنع عليهم ُّ‬ ‫الرب من‬ ‫‪َ ،‬ه ّلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى ال يسمع بعضهم لسان بعض" ‪ ،‬فبددهم ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪29‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫كل األرض ‪ ،‬فكفوا عن بنيان المدينة ‪ ،‬لذلك ُدعي اسمها " بابل " َّ‬ ‫الرب‬ ‫ألن َّ‬ ‫هناك على وجه ّ‬ ‫الرب على وجه كل األرض ))‪.‬‬ ‫هناك بلبل لسان كل األرض ‪ ،‬ومن هناك بددهم َّ‬

‫أما االساطير البابلية فإنها تروي قصة البلبلة اللغوية ‪ ،‬على النحو االتي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫(( َّ‬ ‫إن اإلله أنكي الذي كان غاضباً بسبب غيرته من سلطة إنليل المتعاظمة ‪ ،‬والتي شملت‬ ‫الكون بأجمعه قرر ـ انكي ـ تخريب إمبراطورية إنليل اآلمنة ))‪. 3‬‬ ‫فأثار األزمات والحروب بين الشعوب ‪ ،‬كما ُنسب إلى أنكي تهمة بلبلة األلسن ‪ ،‬ويوضح‬

‫سيد الكثرة ‪ ،‬ذو األوامر الثابتة أ إله الحكمة ‪ ،‬الذي يتفحص‬ ‫النص اآلتي ذلك ‪ (( :‬أنكي ‪ّ ،‬‬

‫األرض ‪ ،‬سيد اآللهة ‪ ،‬إله أريدوا ‪ ،‬المتميز بالحكمة ‪ّ ،‬بدل الكلمات من أفواههم ‪ ،‬وأدخل‬

‫االختالف ‪ ،‬الى لغات البشر ‪ ،‬بعد أن كانت لغتهم واحدة))‪. 4‬‬

‫َّ‬ ‫عدة تتعلق بموضوع الحادثة‬ ‫إن االختالف الحاصل بين الروايتين يطرح امامنا تساؤالت ّ‬

‫‪ ،‬والوجهة التي اتجهتها في تفسير سبب حدوث التعدد اللغوي‪.‬‬ ‫ففي النص التوراتي برزت ِعّدة امور ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬فرضية األصل الواحد للغات ‪.‬‬

‫‪ .2‬وصف طريقة معينة للبناء ‪ ،‬وهذه الطريقة تشير الى األبنية الشاهقة التي اعتاد‬ ‫البابليون بناءها ‪ ،‬وتكون على شكل ابراج هرمية متعددة الطوابق ‪ ،‬مصنوعة من اآلجر‬ ‫والقار ُعرفت بالزقورة‪. 5‬‬

‫‪َّ .3‬إنها تصور مجتمع متجانس ومنظم نسبياً ‪.‬‬ ‫‪ .4‬فكرة العقاب اإللهي ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ارتباط اسم المدينة (بابل ) بحادث تفرق األلسن ‪.‬‬ ‫أما الرواية البابلية فقد صورت لنا اآلتي ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.1‬فرضية األصل الواحد للغات‪.‬‬ ‫‪ .2‬صراعا بين اآللهة ‪ ،‬فتتعارض قوتان ليكون التعدد اللغوي واحداً من النتائج المترتبة على‬ ‫هذا الصراع الذي تعاظم أمره فامتد الى لغة البشر ‪ ،‬فتعددت اللغات بعد ان كانت واحدة ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪30‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫وعلى كل حال فاألسطورتان تتعارضان في سرد األحداث التي أدت الى البلبلة اللغوية‬ ‫وتعدد لغات البشر ‪ ،‬ولكنهما تتفقان على جعل تعدد االلسن لعنة وعقوبة نتيجة لصراح‬ ‫حاصل أو غضب واقع‪.‬‬ ‫وبعد هذا العرض ال بد من أن نعرج الى عرض الحادثة على الفكر العربي والفكر الغربي‬ ‫لبيان رأي الفريقين ‪ ،‬وكيف تناول كل منهما هذه االسطورة ‪ ،‬وعلى النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫البلبلة اللغوية في الفكر العربي ‪:‬‬ ‫عرف العرب مسألة التعدد اللغوي منذ القدم ‪ ،‬فقد آمنو َّ‬ ‫بأن هللا جعل لكل أمة من‬ ‫األمم لساناً خاصاً بهم ‪ ،6‬والمراد باأللسن هنا ‪ ،‬اللغات المنتشرة في األرض ‪.‬‬ ‫وقد تناول العلماء العرب بحث هذه المسألة ‪ ،‬فذهب بعضهم الى القول َّ‬ ‫أن اللغة كانت‬ ‫واحدة ‪ ،‬ثم تفرقت بعد ذلك في زمن ما ‪ ،‬ولم يشر أحد منهم إلى السبب الذي أدى الى تفرق‬ ‫األلسن ‪ ،‬يقول المسعودي في إشارة إلى تفرق األلسن التي أرجعها إلى حادثة الطوفان زمانا‬ ‫‪ ،‬وإلى أرض بابل مكانا‪ ،‬فقال‪((:‬كان الناس بعد الطوفان مجتمعين في مكان واحد ‪ ،‬بأرض‬ ‫بابل ‪ ،‬ولغتهم السريانية ‪ ،‬ثم تفرقوا))‪. 7‬‬ ‫طلعا على ما جاء في‬ ‫كما جاء ذكر حادثة تفرق األلسن عند ابن النديم ‪ ،‬الذي كان م ّ‬ ‫التوراة ‪ ،‬فقال‪ (( :‬ذكر تيادورس المفسر في تفسير للسفر األول من التوراة ‪َّ ،‬‬ ‫إن هللا تبارك‬ ‫وتعالى خاطب آدم باللسان النبطي ‪ ،‬وهو أفصح اللسان السرياني ‪ ،‬وبه كان يتكلم أهل بابل‬ ‫‪ ،‬فلما بلبل هللا األلسنة تفرقت األمم إلى االصقاع والمواضع))‪.8‬‬ ‫ومهما تكن دقة هذه الرواية التي نقلها ابن النديم ‪ ،‬فإنها تحمل إشارة واضحة الى معرفة‬ ‫ابن النديم بالحادثة وان اكتفى بعرضها دون محاولة مناقشتها‪.‬‬ ‫فيما يتجه ابن جني اتجاها اخر ‪ ،‬فيرى َّ‬ ‫أن اللغات ال ترجع إلى لغة واحدة ‪ ،‬بل هي‬ ‫أن هللا سبحانه َّ‬ ‫لغات ‪،‬و (( َّ‬ ‫علم آدم اسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات ‪ :‬العربية ‪ ،‬و‬ ‫الفارسية ‪ ،‬و السريانية ‪ ،‬و العبرانية ‪ ،‬و الرومية ‪ ،‬و غير ذلك من سائر اللغات ‪ ،‬فكان آدم‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪31‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫إن ولده تفرقوا في الدنيا ‪ ،‬وعلق كل منهم بلغة من تلك اللغات ‪،‬‬ ‫وولده يتكلمون بها ‪ ،‬ثم ّ‬ ‫فغلبت عليه ‪ ،‬واضمحل عنه ما سواها ‪ ،‬لبعد عهدهم بها ))‪. 9‬‬

‫وهذا الرأي تبناه ابن حزم الظاهري ‪،‬فعد اختالف اللغات داخل اللغة الواحدة بمثابة‬ ‫الترادف ‪ ،‬فقال‪ ((:‬وقد يمكن أن يكون هللا تعالى وقف آدم عليه السالم على جميع اللغات‬ ‫التي ينطق بها الناس كلهم اآلن ‪ ،‬ولعلها كانت حينئذ لغة واحده مترادفه االسماء على‬ ‫المسميات ‪ ،‬ثم صارت لغات كثيرة ‪ ،‬إذ توزعها بنوه بعد ذلك ‪ ،‬وهذا هو األظهر عندنا‬ ‫واألقرب ‪ ،‬إال أننا ال نقطع على هذا ‪ ،‬كما نقطع على أنه ال ّبد من لغة واحدة وقف هللا‬

‫تعالى عليها))‪.10‬‬

‫فهو هنا يبدو مترددا بين الرأيين ‪،‬أي بين مسألة اإلقرار بأن التعدد اللغوي هو األصل ‪،‬‬ ‫والقول باألصل الواحد للغات‪ ،‬لكنه يستدرك على كالمه ‪ ،‬فيقول ‪(( :‬ولكن هذا هو األغلب‬ ‫عندنا ‪ ،‬نعني َّ‬ ‫أن هللا تعالى وقف على جميع هذه اللغات المنطوق بها))‬

‫‪11‬‬

‫‪.‬‬

‫إن ما ذهب إليه كل من ابن جني وابن حزم ‪ ،‬له ما يؤيده ‪ ،‬وخاصة إذا ما علمنا َّ‬ ‫َّ‬ ‫أن‬ ‫تفرق األلسن يتأثر بعاملي الزمان والمكان ‪ ،‬فتكتسب كل لغة جرسا ونمطا خاصا بها بفعل‬ ‫تأثير العاملين المذكورين‪.‬‬ ‫هذا ويمضي اآلمدي مؤيدا لمن سبقه في إقرار مسألة التعدد اللغوي في أصل الخليقة‬ ‫‪ ،‬معتمدا في ذلك على ما جاء في قوله تعالى ‪:‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ‬

‫ﮩ ﮪ ﮫ‬

‫ﮪ ﭽ الروم‪ ، ٢٢ :‬فيقول في تفسير ذلك ‪َّ (( :‬‬ ‫فإنه ال يجوز أن يكون المراد اختالف تأليفات‬ ‫األلسن بالذكر ‪ ،‬فبقى أن يكون المراد اختالف اللغات)) ‪.12‬‬ ‫ويطالعنا في هذا الصدد ابن خلدون ‪ ،‬فيعرض لحادثة البلبلة كما ورد ذكرها في التو ارة‬ ‫‪ ،‬فيقول مستنك ار الخبر‪ (( :‬أصاب النمرود وقومه على عهد سيدنا ابراهيم عليه السالم ‪ ،‬ما‬ ‫اصاب الصرح ‪ ،‬وكانت البلبلة ‪ ،‬وهي المشهورة ‪ ،‬وقد وقع ذكرها في التوراة ‪ ،‬وال اعرف‬ ‫معناها ‪ ،‬والقول َّ‬ ‫بأن الناس اجمعين كانوا على لغة واحدة فباتوا عليها ثم اصبحوا وقد افترقت‬ ‫لغاتهم ‪ ،‬قول بعيد في العادة))‪ .13‬فهو هنا يرجع ينكر القصة جملة وتفصيال‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪32‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ومما تقدم يمكن القول َّ‬ ‫إن العلماء العرب يجتمعون على اإليمان بالتعدد اللغوي وأنه آية‬ ‫من اآليات الدالة على عظمة هللا وهي بالتالي طبيعة فطر هللا الناس عليها وليست نتاجا‬ ‫للعقوبة االلهية‪.‬‬ ‫البلبلة اللغوية في الفكر الغربي ‪:‬‬ ‫أما الفكر الغربي ‪ ،‬فإنهم يجمعون على مسألة تفرق األلسن ‪،‬وتعدد اللغات بعد أن كانت‬ ‫ّ‬ ‫واحدة ‪ ،‬مستندين في ذلك على ما جاء في الكتاب المقدس ـ سفر التكوين ‪،‬وهذا ما ذكره‬ ‫علماء الغرب (الفالسفة والمؤرخين واللغويين) ‪ ،‬يقول المؤرخ اليوناني يولهيستر ‪َّ ((:‬‬ ‫إن الناس‬ ‫كانوا يتكلمون بلغة واحدة وفكروا في إقامة بناء يصل الى السماء ‪ ،‬فبلبلت اآللهة‬ ‫َّ‬ ‫فيقول‪((:‬إن الناس قديما فكروا‬ ‫ألسنتهم))‪ ،14‬وينقل المؤرخ أبيدينوس خب اًر عن اآلشوريين ‪،‬‬ ‫في بناء برج يتحدون به مع اآللهة ‪ ،‬فأحبطت اآللهة مسعاهم ‪ ،‬وهدمت بناءهم ‪ ،‬وبلبلة‬ ‫ألسنتهم ‪ ،‬و َّ‬ ‫أن بابل قامت في المكان الذي وقع فيه))‪ .15‬وهذا ما يؤكده أفالطون ‪ ،‬فيقول‬ ‫إن الناس كانوا يتكلمون بلسان واحد ‪ ،‬ولكن جوبيتر بلبل ألسنتهم ألنهم كانوا يطمعون‬ ‫‪َّ ((:‬‬ ‫في الخلود))‪.16‬‬ ‫ولعل هذا التسليم بصحة ما ورد في الكتاب المقدس أوقع بعضهم في خطأ تأريخي ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما وجدناه عند القس وليم مارش ‪ ،‬حين قال‪ (( :‬وقصص بابل عند القدماء الوثنيين موافقة‬ ‫أن ذلك البرج أريد أن يكون رأسه في السماء ‪ ،‬وأن الذين أخطؤوا وأثموا‬ ‫لنبأ التوراة ‪ ،‬فإن فيها ّ‬

‫أن الكاتب سر بخيبتهم ‪ ،‬و َّ‬ ‫‪ ،‬وظهر فيها َّ‬ ‫أن اآللهة كانت تهدم ليال ما يبنونه نها اًر ‪ ،‬فبلبل‬ ‫أخي اًر بعل أبو اآللهة السنتهم))‪ .17‬والقس هنا وقع في خطأ تاريخي عندما ذكر َّ‬ ‫أن (قصص‬

‫بابل عند الوثنيين موافقه لنبأ التوراة) ‪ ،‬والعكس هو الصحيح ‪ ،‬اذا ما اخذنا بنظر االعتبار‬ ‫مسألة ِ‬ ‫القدم‪َّ ،‬‬ ‫ألن حضارة بابل سبقت نزول التوراة ‪ ،‬وربما أنه كان مضط اًر لذلك لئال يقع في‬ ‫قضية اقتباس التوراة من اساطير بابل‪ .‬ولكن هذا التسليم لم يمنع عدد منهم من الطعن بما‬ ‫ورد في هذه الرواية ‪ ،‬لذا يصفها جيمس جورج فريزر "باألسطورة" قائالً‪َّ (( :‬‬ ‫إن مشهد هذه‬ ‫صور في أرض بابل ‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫أن بلبل هي الصيغة العبرية الوحيدة السم هذه‬ ‫االسطورة قد ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪33‬‬


‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫المدينة ‪ ...‬وربما كان الشارحون على حق في إرجاع دافع الحكاية األصلي الى التأثير‬ ‫العميق لهذه المدينة الكبيرة على عقول البدو الساميين الس ّذج ‪ .‬فهؤالء الذين كانوا قد اعتادوا‬ ‫الوحدة وسكن الصحراء ‪ ،‬قد أذهلهم ضجيج الشوارع واألسواق ‪ ،‬وابهرتهم األلوان المتغيرة في‬ ‫الزحام المصطخب ‪ ،‬كما أدهشوا لضجيج األصوات التي تنطلق من ألسنة غريبة ‪ ،‬وذعروا‬ ‫لرؤية المباني الشاهقة ‪ ،‬وبصفة خاصة تلك المعابد ذات االرتفاع الشاهق ‪ ،‬وهي تعلو طابقاً‬ ‫البراقة المبنية من الطوب المصقول وكأنها تمس صفحة‬ ‫فوق اآلخر حتى كانت قممها ّ‬ ‫السماء الزرقاء))‪ .18‬فهو ينظر الى حادثة ( البلبلة اللغوية ) على َّأنها اسطورة من صنع‬ ‫أن هؤالء الذين‬ ‫الخيال ‪ ،‬ثم يضيف قائال‪ (( :‬وليس بعيدا بعد هذا أن يتصور ساكنوا الخيام ّ‬

‫تسلقوا هذا البرج عن طريق انحداراته الملتفة حتى كانوا يبدون في النهاية كالذرة المتحركة‬ ‫على قمة البرج ‪ ،‬أنهم كانوا اقتربوا من اآللهة بحق))‪ .19‬ويرى إمبرتوا ايكو رأيا مقاربا لما‬ ‫تقدم فيقول ‪ (( :‬فبينما نجد سفر التكوين ‪ ،‬درامياً وغنياً من حيث رموزه وحججه ذلك يكمن‬ ‫في ثراء التصورات والتمثيالت التي أوحى بها البرج على مدى القرون ‪ ،‬نجد َّ‬ ‫أن تلميحات‬ ‫ومحرفه عمداً ‪ ،‬وتكشف بالتأكيد عن مسرحة ما))‪.20‬‬ ‫سفر التكوين كلها منحولة‬ ‫ّ‬ ‫ثم يعرض َّ‬ ‫عدة تساؤالت على شكل افتراضات تهكمية تبين زيف هذه الرواية ‪ ،‬و ّأنها‬ ‫عبارة عن اسطورة ال صحة لها‪ ،‬فيقول‪ (( :‬لكن إذا كان من السهل تأويل سفر التكوين ـ‬

‫حيث كانت هناك في البدء لغة واحدة ثم أصبحت ‪ 70‬لغة أو أكثر‪َّ ....‬‬ ‫فإن سفر التكوين‬ ‫بالمقابل ‪ ،‬يحتوي على افتراضات مذهلة ‪ ،‬فلئن كانت اللغات قد تباينت بعد نوح فلماذا لم‬ ‫يكتب لها التباين ‪ ،‬كذلك من قبل ؟ هنا تكمن إحدى الثغرات في اسطورة بابل ))‪.21‬ويضيف‬ ‫قائال‪ (( :‬فإذا كانت اللغات لم تتباين بعد العقاب ‪ ،‬وإنما تباينت تبعاً لتوجه طبيعي وعادي ‪،‬‬ ‫فلماذا إذن تم تأويل البلبلة اللغوية على أنها نقمة ؟؟))‪.22‬‬ ‫وهذا ما دعا لويس جان كالفي إلى أن يصفها بأنها اسطورة ال يجب تصديقها ‪ ،‬قائالً ‪:‬‬ ‫(( ال ريب في أنه ال ينبغي أن تُحمل االساطير على محمل الجد ‪ ،‬ولو كانت اساطير دينية‬ ‫‪ ،‬غير أنه ال ينبغي كذلك أن ننسى َّ‬ ‫أن مثل هذه االساطير‪ ،‬كمثل االفكار الجاهزة ‪ ،‬تحكمنا‬ ‫وتسم بميسمها عشرات االجيال من البشر ))‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪23‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫نقد ورأي وتوجيه‪:‬‬ ‫بعد هذا العرض الذي قدمناه لنص اسطورة التعدد اللغوي وبلبلة األلسن عند بابل ‪ ،‬ال ّبد‬

‫من أن تكون لنا وقفة تحليلية أمام هذه الرواية ‪ ،‬فالنص التوراتي يطرح أكثر من تساؤل ‪،‬‬ ‫وقصة برج بابل ذات اآليات التسع األولى في سفر التكوين يلفها الغموض وتحيطها هالة‬ ‫ضبابية منذ بدايتها حتى نهايتها ‪ ،‬وهدفها في النهاية هو محاولة جعل التعدد اللغوي نتاجاً‬ ‫لعقوبة ‪َّ ،‬‬ ‫أن هذا الغموض يأتي من جهات مختلفة يمكن أن نوضح هنا أهم جوانبه‪:‬‬ ‫‪ .1‬انعدام الرابط المنطقي بين أحداث النص ‪ ،‬فهو عبارة عن خبر عام ينقصه الربط‬ ‫المنطقي بين اجزاءه ‪ ،‬ومن يمعن في تأمله يلحظ أنه عبارة عن حوادث مشتتة‪.‬‬ ‫ان هؤالء القوم قد ارتحلوا شرقاً إلى أرض اسمها شنعار ‪ ،‬ثم نراه‬ ‫‪ .2‬جاء في سفر التكوين ّ‬

‫يفصل في طبيعة تلك البالد ‪ ،‬ويذكر َّ‬ ‫أن هؤالء المستوطنين الجدد أرادوا أن يكون لهم مستق ار‬ ‫في االرض التي رحلوا إليها ‪ ،‬فأخذوا يعملون على بناء األبراج ‪ ،‬وهذا بحد ذاته يدعو إلى‬ ‫التساؤل ‪ :‬كيف لشعب مرتحل أن يتقمص هوية سكان البالد األصليين ويتحدث بلسانهم‬ ‫وكأنه جزء منهم ؟‬ ‫وهنا تبرز مسألة أخرى ‪ ،‬وهي المواد المستعملة في البناء ‪ ،‬فقد استعملوا مواداً للبناء متكونة‬ ‫من ( اللبن والحمر ) بدالً عن ( الحجر والطين ) ومن المعلوم َّ‬ ‫أن أرض بابل هي ارض‬ ‫فإن السكان الجدد سوف يستعملون المواد الجديدة للبناء بدال مما‬ ‫سهل رسوبي وبالتالي ّ‬ ‫اعتادوا عليه في بالدهم ‪ ،‬وهذا يحمل اشارة للبالد التي ارتحلوا منها وهي بالد صخرية في‬

‫إشارة الى بالد فلسطين ‪.‬‬ ‫‪ .3‬يذكر النص التوراتي خطأَ تاريخيا كبي اًر ‪ ،‬وهو َّ‬ ‫إن هؤالء الشعب تبددوا قبل أن يتموا بناء‬ ‫البرج ـ وهذا خطأ كبير ـ َّ‬ ‫ألن حضارة بابل كانت حضارة عريقة قوية تتميز بأبراجها العالية ‪،‬‬ ‫إذ اعتنى البابليون بالمظاهر العمرانية وبناء المعابد على نحو خاص ‪ ،‬فقد (( كانت بيوت‬ ‫العبادة في بابل كما في اور بالغة الفخامة أقيمت على مساحة واسعة من األرض ‪ ...‬ففي‬ ‫بابل وحدها يوجد ‪ 53‬معبداً ‪ ...‬وكان أكبر المعابد البابلية وأكثرها روعة وفخامة هو معبد‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪35‬‬


‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫اإلله مردوخ ‪ ،‬إله بابل الرئيس ‪ ،‬وكان يعرف هذا المعبد باسم ( اساجيال ) ومعناه ( البيت‬ ‫المرفوع الرأس) تحيط به جدران عالية ذات أبراج صغيرة ‪ ،‬وفي الشمال باحته الواسعة ‪ ،‬تقوم‬ ‫زقورة ‪ ،‬وهي ما يعرف في التاريخ برج بابل))‬

‫‪24‬‬

‫‪ .‬ومن المعلوم َّ‬ ‫إن حادثة البلبلة ـ وفق ما‬

‫جاء ذكره في نص التوراة ـ قد جرت أحداثها في المعبد الذي يقع في مدينة بلبل ‪ ،‬وهو‬ ‫المعبد الذي (( كان مخصصاً لعبادة اإلله مردوخ))‬

‫‪25‬‬

‫‪.‬‬

‫ولعل البرج الذي دفع مدونو التوراة الى اختالق القصة ‪ ،‬هو برج بورسيبا الذي كان‬ ‫مخصصا لعبادة اإلله "نبو " عندما نظروا إلى شكله غير المكتمل ‪ ،‬فحاولوا اختالق اسطورة‬ ‫تفسر ذلك ‪ ،‬يقول جيمس فريزر ‪ (( :‬ونحن نعلم من مخطوط عثر عليه في هذا المكان ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أن الملك البابلي القديم الذي بدأ بناء برج المعبد عند بوسيبا ‪ ،‬تركه ناقصاً بدون قمة ‪ ،‬وربما‬ ‫كان منظر هذا الصرح الهائل في شكله غير المكتمل هو الدافع وراء نشأة برج بابل))‬

‫‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫ولم يذكر التأريخ َّ‬ ‫أن بابل مدينة تبدد شعبها قبل أن يتموا بناءها‪.‬‬ ‫‪ .4‬جاء في النص التوراتي ذكر السم اإلله الذي بلبل األلسن وفرقها ‪ ،‬وقد كان اسمه "‬ ‫يهوه" ‪ ،‬ومن المعلوم َّ‬ ‫أن بالد سومر لم تعرف الهة بهذا االسم ‪ ،‬ولم يأتي ذكر هذا االله في‬ ‫النقوش السومرية ‪ ،‬وال في المصادر التي تولت الحديث عن العبادات في بالد سومر‬

‫‪27‬‬

‫‪.‬‬

‫و " يهوه " هو إله النصوص التوراتية وهذا ما توصل إليه الباحثين ‪ ،‬يقول د‪ .‬عبد المجيد‬ ‫همو ‪ (( :‬اسم يهوه اسم إله قبلي خاص ‪ ،‬وليس إلهاً عالمياً ‪ ،‬ولم يستطيعوا أن يرتفعوا ـ‬ ‫اليهود ـ به إلى مستوى العالمية))‬

‫‪28‬‬

‫‪ .‬وهذا ما أكدته دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬وجاء تحت‬

‫عنوان " يهوه " ‪ (( :‬يهوه ‪ :‬هذا هو اسم العلم الشخصي إلله إسرائيل كما كان كموش إله‬ ‫موآب ‪ ،‬و داجوان إله الفلسطينيين))‪.29‬‬ ‫وال يعني َّ‬ ‫أن عبدة " يهوه " آمنوا بأنه هو إالله الواحد ‪ ،‬و َّإنما على العكس من ذلك ‪،‬‬ ‫كانوا يعتقدون بوجود آلهة غيره ‪ ،‬وهذا االله خاصاً بهم ‪ ،‬يقول د‪ .‬جمال الدين الشرقاوي ‪:‬‬ ‫(( ولمعلومية القارئ المثقف ‪َّ ،‬‬ ‫فإن ُعّباد يهوه ال يؤمنون به كإله واحد أحد ال إله غيره ‪ ،‬وإنما‬ ‫آمنو به إلهاً خاصاً بهم ‪ ،‬دون سائر الناس ‪ ،‬و َّأنه يوجد آلهة غيره كثيرة تعبدها شعوب العالم‬ ‫))‬

‫‪30‬‬

‫‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪36‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ .5‬في النص التوراتي خطأ لغوي في تفسير اسم مدينة بابل‪ ،‬الذي ارتبط ـ حسب النص‬ ‫ألنها كانت المكان‬ ‫المذكور ـ بحادثة البلبلة اللغوية ‪ ،‬حتى َّأنهم ادعوا أنها سميت بهذا االسم ّ‬ ‫الذي تفرقت فيه األلسن وتشعبت ‪ ،‬فقد قيل في تأثيل االسم "بابل" هو من بلبلة االلسن ‪،‬‬

‫لذلك ُدعي اسمها بابل ‪َّ ،‬‬ ‫ألن اإلله هناك بلبل لسان كل أهل األرض‬

‫‪31‬‬

‫‪ .‬وفي الحقيقة َّ‬ ‫أن‬

‫يعول عليها كثي اًر ‪ ،‬ألنها جاءت نتيجة للمح التوافق اللغوي القائم بين ‪،‬‬ ‫مثل هذه التأثيالت ال ّ‬ ‫اسم المدينة " بابل " والفعل " بلل " في اللغة العبرية والذي يعني ( شوش أو خلط) ‪ ،‬فقادهم‬ ‫ذلك الى أن يفسروا ((اسم بابل على أنه مشتق من الفعل بلل الذي يفيد في العبرية معنى‬ ‫البلبلة ))‪َّ .32‬‬ ‫إن هذا الربط المختلق بين " بلبل " والفعل العبري "بلل" ‪ ،‬يحتاج الى إدامة‬ ‫النظر ومراجعة الفكر ‪ ،‬ويمكن اثبات بطالن هذا الزعم من خالل الحقائق االتية ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬جاء في دائرة المعارف الكتابية‪ ((:‬نعرف من سفر التكوين أنه قد ُدعي اسمها "بابل"‬

‫الرب هناك بلبل لسان كل األرض ‪ ،‬فبابل تعني تشويش أو بلبلة ‪ ،‬وهذا مما الشك فيه‬ ‫‪،‬ألن ّ‬

‫ُبني على أساس اللفظة العبرية بلل بمعنى يشوش أو يخلط ‪ ،‬ولكن النقوش المسمارية العديدة‬ ‫تدلنا على َّ‬ ‫أن بابل ليس من " بااللو " بمعنى يخلط ‪ ،‬حيث إنه في البابلية يكتب االسم "‬ ‫باب ـ إيلي " أو " إيالني " ‪ ،‬أي باب هللا أو باب اآللهة ))‪.33‬‬ ‫ب‪ .‬يقول ‪ ((: E.A.Wallis Bude‬بابل أو بابليم في األشورية تعني " باب هللا " ‪ ،‬وقد‬ ‫أثبت النص عموماً أنها تعني " بلبل " ‪ ،‬لكن النقوش تثبت َّ‬ ‫أن هذا غير صحيح ))‪.34‬‬ ‫جـ ‪ .‬يرى جيمس جورج فريزر َّ‬ ‫أن مسألة ((كون الكلمة ـ بابل ـ هي الصيغة الشائعة‬ ‫المستخلصة من الفعل بلل ( بلبل اآلرامية ) بمعنى بابل ‪ ،‬فهذا خطأ ))‪ ،35‬ويحتكم الى اللغة‬ ‫البابلية في اثبات ما توصل إليه ‪ ،‬فيقول ‪َّ (( :‬‬ ‫إن العالقة اللغوية بين أمم بابل وبين بلبلة‬ ‫أن الثابت علمياً َّ‬ ‫األلسن ما هي إال من الخيال الشعبي ‪ ،‬إذ َّ‬ ‫أن كلمة " بابل " أصلها في‬ ‫اللغة البابلية نفسها " باب ـ إيلو " أو " باب إل "))‪.36‬‬

‫د‪ .‬وهذا ما ذهب إليه كمال الصليبي محتكماً الى الجانب اللغوي االشتقاقي ‪ ،‬فيقول‪ (( :‬وال‬ ‫يخفى على أحد َّ‬ ‫أن اسم مدينة بابل التاريخية (باللغة االكاديمية باب ء يلي ‪ ،‬أي ببـ ءل) ‪،‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪37‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫يعني بكل بساطة " باب هللا " ‪ ،‬واذا كانت هناك مدينة تحمل اسماً مشتقاً من الجذر بلل ‪،‬‬ ‫فال َّبد أن يكون اسم هذه المدينة " بالل " وليس بابل ))‪.37‬‬ ‫هـ ‪َّ .‬‬ ‫عد لويس جان كالفي ذلك تالعباً لفظياً ‪ ،‬فقال في معرض حديثه عن النص التوراتي‬ ‫الذي ربط بين اسم المدينة والفعل "ببل" في اللغة العبرية ‪ (( :‬يستند هذا المقطع إلى تالعب‬ ‫باأللفاظ أو إلى اشتقاق زائف يجمع بين لفظ " بابل" وفعل " بلبل" (بالل بالعبرية ) الذي‬ ‫يعني في العبرية ( َوِهم والتبس عليه األمر) ‪ ،‬في حين َّ‬ ‫أن لفظ‬ ‫األمر إلى ( باب إيلي) الذي يعني ( باب هللا) الذي جاءت منه بالد بابل))‪.38‬‬

‫" بابل" يرجع في حقيقة‬

‫وفي الحقيقة َّ‬ ‫إن هذا الربط الذي ذكره النص التوراتي ‪ ،‬ال يعدو من أن يكون زلة تحسب‬ ‫على النص ‪ ،‬وال سيما و َّ‬ ‫إن هذه المدينة قد أخذت اسمها من قبل أهلها منذ عقود سحيقة‬ ‫تبتعد عن زمن انشاء البرج ‪ ،‬و َّ‬ ‫إن أمر تعدد األلسن لم يكن جديداً بحسب النص السومري ‪،‬‬ ‫وكان قد مضى عليه (‪ ) 25‬قرناً قبل تدوين التوراة‪.39‬‬ ‫عما تقدم َّ‬ ‫فإنه في سفر التكوين حقيقة تنطق بزيف وبطالن ما ادعاه هؤالء ‪ ،‬ولو‬ ‫وفضالً ّ‬ ‫تتبعنا النصوص الواردة في سفر التكوين تتبعاً ترتيبياً ‪ ،‬سوف نجد َّ‬ ‫أن حادثة تفرق األلسن‬ ‫تقع في االصحاح الحادي عشر ‪ ،‬يسبقها في االصحاح العاشر حادثة الطوفان وانتشار أوالد‬ ‫نوح وتفرقهم في اصقاع األرض ‪ ،‬فيقول بخصوص ذرية يافث‪ ((:‬هؤالء هم أبناء يافث في‬ ‫أرضهم ‪ ،‬كل بلغته ‪ ،‬وأسرته ‪ ،‬وأوطانهم خاصة))‪.40‬‬ ‫وتطرح القضية من جديد بنفس الكلمات تقريباً عند الحديث عن أبناء حام (( هؤالء بنو حام‬ ‫حسب قبائلهم كألسنتهم بأراضيهم وأممهم))‪ ،41‬وكذلك عند الحديث عن أبناء سام ((هؤالء‬ ‫بنو سام حسب قبائلهم كألسنتهم بأراضيهم وأممهم))‪.42‬‬ ‫وبناء على هذه النصوص التي تخص األنساب ‪ ،‬والتي تسبق قصة برج بابل من حيث‬ ‫الترتيب على مستوى االصحاح ‪ ،‬فإن هذا يعد دليال واضحا على َّ‬ ‫أن تفرق األلسن وبلبلة لغة‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪38‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الجنس البشري الى لغات ِعدة ‪ ،‬حدثت قبل بناء برج بابل ‪َّ ،‬‬ ‫ألن واقعة البرج تقع ضمن‬ ‫االصحاح الحادي عشرة ‪ ،‬في حين الحديث عن تفرق األلسن يقع في اإلصحاح العاشر‪.‬‬ ‫وأخي اًر بعد هذا العرض المفصل لحادثة البلبلة اللغوية التي نسوغ ألنفسنا أن نطلق عليها‬ ‫اسم " اسطورة" ‪ ،‬هي في الواقع قصة منتحلة من التاريخ البابلي ‪ ،‬وكل ما فيها يشير إلى‬ ‫ذلك ‪ ،‬بل إنه يعطينا داللة قطعية بصحة ما ذهبنا إليه وخاصة إذا ما علمنا َّ‬ ‫أن ((تاريخ‬ ‫اليهود القديم ـ الذي تضمنته التوراة ـ قد وضعه كتّاب عاشوا في بابل بعد حوادثه بمئات‬ ‫السنين ‪ ،‬واستندوا في رواياتهم عن قصص مروية تناقلتها أجيال من أسالف اليهود الذين‬ ‫كانوا قد تزاوجوا مع سكان البالد األصليين من كنعانيين ‪ ،‬وحيثيين ‪ ،‬وبابليين ‪ ...‬وبالتالي‬ ‫خضعت تلك القصص إلى التأثيرات التي أملتها مصالح الفئات المتناحرة))‪.43‬‬ ‫فاليهود كانوا على اطالع على الحكمة البابلية بحكم التعايش الذي كان بينهم ‪ ،‬لذا‬ ‫جاءت قصص التوراة مشابهة لنصوص بابلية ‪ ،‬وال سيما اذا ما علمنا َّ‬ ‫أن (( اليهود قد سباهم‬ ‫االشوريون و الكلديون إذ جلبهم نبوخذ نصر إلى بابل ‪ ،‬كما سباهم قبله سنحاريب واسرحدون‬ ‫‪ ...‬فادخلوا الكثير من النصوص العراقية القديمة في نصوص األسفار التو ارتية بعد تحويرها‬ ‫وتوظيفها لما يتناسب وآراءهم الدينية))‪.44‬‬ ‫وانطالقاً مما تقدم تصبح حادثة البلبلة اللغوية عبارة عن تفكير وتأمل ال بوصفها مثاالً‬ ‫صب فيه اإلله غضبه ‪ ،‬بل بوصفها جرحاً في حاجة لالندمال بأي شكل من‬ ‫لفعل كبريائي َّ‬ ‫األشكال على ِ‬ ‫حد تعبير امبرتو ايكو‪. 45‬‬ ‫ّ‬ ‫عد تركة‬ ‫ونحن نسلم بهذا الرأي المتقدم إذا ما علمنا بقصة السبي البابلي لليهود والذي ّ‬

‫َّ‬ ‫((ألن عقدة‬ ‫ثقيلة ورثها العراق ‪ ،‬حتى أنها مثلت جوهر العداء التاريخي اليهودي للعراق‬

‫األسر البابلي كانت وال تزال ـ وستبقى إحدى أكبر العقد التاريخية اليهودية وأهمها في التاريخ‬ ‫اليهودي))‪ .46‬لذا توصل سهيل قاشا وبعد االبحاث التي أجراها إلى َّ‬ ‫أن ما ورد في العهد‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪39‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬

‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫القديم من الكتاب المقدس مقتبس ومنتحل أخذ من آداب العراق القديم ‪ .47‬ومصداقاً لذلك‬ ‫يقول إدوار كبي ار ‪َّ (( :‬‬ ‫إن ما تضمنته أسفار العهد القديم من قصص واساطير وشرائع‪َّ ،‬إنما‬ ‫يرجع أصله إلى المدونات السومرية والبابلية واالشورية ‪ ،‬و َّ‬ ‫إن اليهود اقتبسوا منها ما ينفعهم ‪،‬‬ ‫وحذفوا بال هوادة كل ما لم يلق استحسانهم))‪.48‬‬ ‫وهكذا كانت االساطير البابلية مصدر الهام (( تأثرت بها الميثولوجيا االغريقية ‪،‬‬ ‫واضحت أساساً وجوه اًر لها وتأصلت ثم استقامت وحدتها التكوينية ‪ ،‬ولعمق أثر هذه‬ ‫القصص واألساطير فإنها صيغت صياغة تاريخية في كثير من الكتب الدينية وبصورة‬ ‫خاصة العهد القديم ‪َّ ،‬‬ ‫فإن أكثر القصص المروية في التوراة هي نفسها القصص واالساطير‬ ‫السومرية والبابلية))‬

‫‪49‬‬

‫َّ‬ ‫إن هذا التفسير للتعددية اللغوية على أساس انها نتاج الغضب‬

‫االلهي ‘ يمكن أن يفسر على أنه عبارة عن حركة ملتوية ساخرة تغذي القصة التوراتية ‪،‬‬ ‫هدفها القضاء على التنوع اللغوي الذي اصبح ـ في الوقت الحاضر ـ أحد المنطلقات‬ ‫االساسية التي نادت بها العولمة االمريكية‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫كبير منها في‬ ‫اً‬ ‫وختاماً ندرج هنا أهم النتائج التي تم التوصل اليها ‪ ،‬والتي ذكرنا قسماً‬ ‫طيات البحث ‪.‬‬ ‫‪.1‬لقد آمن العالم القديم بفكرة التعدد اللغوي ‪ ،‬واختالف لغات البشر ‪ ،‬لذا ظهرت العديد من‬ ‫االساطير والقصص التي حاولت تفسير سر ذلك التعدد ‪ ،‬فنشأت عن ذلك اسطورة البلبلة‬ ‫اللغوية‪.‬‬ ‫‪.2‬اختلفت نظرة االديان للتعدد اللغوي‪ ،‬ففي الوقت الذي جعل القران الكريم مسألة التعدد آية‬ ‫من آيات هللا الدالة على قدرته‪ ،‬نجد التوراة يعدها نقمة وغضبا االهياً‪.‬‬ ‫‪.3‬عرف العرب مسألة التعدد اللغوي مثلما عرفها الغرب ‪ ،‬وان اختلف الفريقان في تفسير‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪40‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪.4‬تبين من خالل البحث زيف االسطورة التي ذكرت في التوراة بخصوص البلبلة اللغوية‬ ‫وعدم صحة ما بني عليها من نتائج‪.‬‬ ‫‪.5‬تبين من خالل البحث َّ‬ ‫إن اسطورة البلبلة اللغوية ‪ ،‬هي في الواقع قصة منتحلة من التاريخ‬ ‫البابلي ‪ ،‬وكل ما فيها يشير إلى ذلك ‪ ،‬فاليهود كانوا على اطالع على الحكمة البابلية بحكم‬ ‫التعايش الذي كان بينهم ‪.‬‬ ‫‪.6‬مما تقدم تصبح حادثة البلبلة اللغوية عبارة عن تفكير وتأمل ال بوصفها مثاالً لفعل‬ ‫صب فيه اإلله غضبه ‪ ،‬بل بوصفها جرحاً في حاجة لالندمال بأي شكل من‬ ‫كبريائي‬ ‫َّ‬ ‫األشكال‬ ‫‪. 7‬إن اسطورة البلبلة اللغوية يمكن أن تفسر على أنها عبارة عن حركة ملتوية ساخرة تغذي‬ ‫القصة التوراتية ‪ ،‬هدفها القضاء على التنوع اللغوي الذي اصبح ـ في الوقت الحاضر ـ أحد‬ ‫المنطلقات االساسية التي نادت بها العولمة االمريكية‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ليس من غرضنا هنا االطالة في الحديث عن تاريخ هذه المدينة ‪ ،‬فقد تكفلت مراجع وابحاث بالحديث عنها ‪،‬‬

‫لالستزادة ينظر‪ :‬بالد ما بين النهرين ‪ 93:‬وما بعدها ‪ ،‬و الحياة اليومية في بالد بابل و أشور ‪ 185 :‬وما‬ ‫بعدها ‪ ،‬و اليهود وعقدة بابل ‪ 181 :‬ـ ‪.182‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫سفر التكوين ‪1:‬ـ‪ 9‬وقد اعتمدنا الترجمة العربية في نقل النص‪.‬‬ ‫ديوان االساطير سومر وأكاد وأشور ـ الكتاب الثاني ‪:‬االلهة والبشر ‪.365 :‬‬ ‫المصدر نفسه ‪.365 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬الحياة اليومية في بالد بابل و أشور‪67 :‬ـ ‪.68‬‬

‫‪6‬‬

‫يراجع في مسألة جهود العرب في مسألة لغات االمم والتعدد اللغوي كتاب ( تاصيل النظريات اللسانية‬

‫‪7‬‬

‫اخبار الزمان ‪.80:‬‬

‫الحديثة في التراث اللغوي عند العرب)‪.39-30 :‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬

‫الفهرست ‪.14 :‬‬ ‫الخصائص ‪.51/1 :‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬

‫االحكام – ابن حزم ‪.35/1 :‬‬ ‫المصدر نفسه ‪.35/1‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪41‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د هدى صالح رشيد‪ ،‬أ‪.‬م‪.‬د ادهام حسن فرحان‬ ‫‪12‬‬

‫االحكام ـ اآلمدي ‪.74/1 :‬‬

‫‪14‬‬

‫تفسير الكتاب المقدس ـ سفر التكوين ‪.192 :‬‬

‫‪13‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬

‫لبلبلة اللغوية في أرض بابل بين الفكرين ‪...‬‬

‫تاريخ ابن خلدون ‪.78/2 :‬‬ ‫المصدر نفسه ‪.192 :‬‬ ‫المصدر نفسه ‪.192 :‬‬ ‫السنن القويم في تفسير اسفار العهد القديم ‪.73 :‬‬ ‫الفولكلور في العهد القديم ‪.222 :‬‬ ‫المصدر نفسه ‪222 :‬ـ‪.223‬‬ ‫من أدم الى البلبلة اللغوية ‪.112‬‬ ‫من ادم الى البلبلة اللغوية ‪.112:‬‬ ‫المصدر نفسه ‪.112:‬‬ ‫حرب اللغات ‪.66 :‬‬ ‫موسوعة األديان السماوية والوضعية ـ ميثولوجيا واساطير الشعوب القديمة ‪.77 :‬‬ ‫الفولكلور في العهد القديم ‪.223 :‬‬ ‫المصدر نفسه ‪.223 :‬‬ ‫ينظر ‪ :‬الحياة اليومية في بالد ما بين النهرين‪ 452 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫هللا أم يهوه ؟ أيهما إله اليهود ‪.101 :‬‬ ‫دائرة المعارف الكتابية ‪.380/1 :‬‬ ‫تابوت يهوه ‪61 :‬‬ ‫يراجع سفر التكوين ‪.9،7 :‬‬ ‫خفايا التوراة ‪.79 :‬‬

‫‪33‬‬

‫دائرة المعارف الكتابية ‪.18/2 :‬‬

‫‪35‬‬

‫الفولكلور في العهد القديم ‪.222 :‬‬

‫‪Babylonian Life and Third Edition:p19 . 34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬

‫المصدر نفسه ‪.365 :‬‬ ‫خفايا التوراة ‪.79 :‬‬ ‫حرب اللغات‪.63 :‬‬ ‫ينظر‪The Project E book of Sumerian Liturgies and psalms: 76 :‬‬ ‫سفر التكوين ـ االصحاح ‪.5/10 :‬‬ ‫سفر التكوين ـ اإلصحاح ‪.20/10 :‬‬ ‫سفر التكوين ـ اإلصحاح ‪.31/10:‬‬ ‫أثر الكتابات البابلية في المدونة التوراتية‪.8 :‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪42‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪04‬‬

‫المصدر نفسه‪.69 :‬‬ ‫من آدم الى البلبلة اللغوية ‪.118 :‬‬ ‫اليهود وعقدة بابل ‪.34 :‬‬ ‫ينظر‪ :‬المصدر نفسه ‪5 :‬‬ ‫كتبوا على الطين‪.135 :‬‬ ‫اساطير بابلية‪.13 :‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪43‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫ف ِديك ألبي َ ِ‬ ‫الهَبْي ِرِي‬ ‫َو ْص ُ ْ‬ ‫القاسمِ ُ‬ ‫وشرح َغري ِب ِه ِ‬ ‫البن َخاَل َوْي ِه‬ ‫ُ‬ ‫د‪ .‬محمد علي عطا‬ ‫جامعة الملك سعود‪ -‬السعودية‬ ‫الملخص‪:‬‬ ‫كان العصر العباسي قمة االزدهار في األدب العربي كما هو معروف‪ ،‬ووصل فيه‬ ‫األدب لمرحلة الرفاهية المفرطة التي تصل إلى صرف الملكة األدبية إلى وصف ديك كما‬ ‫في هذا النص‪ ،‬الذي ألفه أديب لم يسعدنا الحظ بوصول أدبه إلينا‪ ،‬غير قليل من األبيات‬ ‫الشعرية وهذا النص النثري الطريف في موضوعه‪ ،‬وتأتي أهمية هذا النص من‪ :‬انتمائه‬ ‫للعصر العباسي‪ ،‬وندرة ما وصل من آثار مؤلفه‪ ،‬باإلضافة إلى عناية ابن خالويه(ت‪370‬هـ)‬ ‫بتفسير غريبه‪ ،‬وقد قام الباحث بتحقيقه ودراسته وتيسيره للباحثين‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬العصر العباسي‪ ،‬وصف ديك‪ ،‬ابن خولية‬ ‫‪Abstract :‬‬ ‫‪The Abbasid period The peak of prosperity in Arabic literature,‬‬ ‫‪as is known, and reached the literature of the stage of luxury that‬‬ ‫‪reaches the luxury literary literary description of the Rooster as in this‬‬ ‫‪text, written by Adib was not happy with the arrival of literature to us,‬‬ ‫‪quite a few poetic verses and this interesting prose text The‬‬ ‫‪importance of this text comes from its belonging to the Abbasid‬‬ ‫‪period, the scarcity of the works of its author, and the care of Ibn‬‬ ‫‪Khalawiyah (D 370 H) with a strange interpretation, which the‬‬ ‫‪researcher investigated and facilitated.‬‬ ‫‪Keywords : Abbasid period , Description of the Rooster, Ibn Khalawiyah‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪44‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫احتل الحيوان مساحة كبيرة في تراث العرب الجاهلي واإلسالمي‪ ،‬مثل‪ :‬اإلبل‬ ‫والخيل وكالب الصيد والحمر الوحشية والذئب والمها وغيرها؛ ألنها شغلت حي از كبي ار من‬ ‫ونثر‪.‬‬ ‫شعر ا‬ ‫حيز كبي ار من أدبه ا‬ ‫البيئة حول اإلنسان العربي‪ ،‬وبالتالي شغلت ا‬ ‫وعلى مستوى التأليف والتصنيف حظيت الحيوانات بعدة مؤلفات‪ ،‬قسمها محمد‬ ‫باقر علوان إلى(‪:)1‬‬ ‫أ‪-‬الكتب والرسائل التي تبحث عن نوع واحد من أنواع الحيوان كاإلبل والخيل والبغال‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫ب – الكتب التي تبحث عن طبائع الحيوان‪.‬‬ ‫ج‪-‬الكتب التي تهتم بعالج حيوان من الحيوانات أو بعالجها جميعا‪ ،‬وهذا يدخل ضمن علم‬ ‫البيطرة‪.‬‬ ‫د‪-‬الكتب التي تختص بشيء يمت من قريب أو بعيد إلى الحيوان بصلة‪ ،‬مثل كتب السرج‬ ‫وكتب اللجام والغذاء والصيد‪.‬‬ ‫ه _ الكت ب اللغوية التي تهتم بالبحث عن أسماء الحيوانات وصفاتها وأفعالها وألوانها وعن‬ ‫اشتقاق هذه المسميات وأصولها واستعمالها في كتب األدب والشعر‪.‬‬ ‫و‪-‬الكتب التي اتخذت ما يسمى بغرائب المخلوقات مثل الجن والغيالن والسعالي مادة لها‪.‬‬ ‫ز‪-‬الكتب التي تبحث فيما يباح وما يحرم أكله من الحيوان حسب الشرع اإلسالمي وتقاليده‪.‬‬ ‫ح‪-‬الكتب التي تبحث عن الحيوان عامة‪.‬‬ ‫ولكن هذا التقسيم ال يستوعب كل ما ألف عن الحيوان عند العرب‪ ،‬كما أن فيه‬ ‫تداخال‪ ،‬فالبنود (أ ‪ ،‬د ‪ ،‬هـ) بينهم تداخل بين التصنيف بغرض لغوي والتصنيف بغرض‬ ‫علمي والتصنيف بغرض أدبي علمي‪ ،‬كما أغفلت التصنيف الح َكمي‪ ،‬ويمكن عوض هذا‬ ‫التقسيم أن نقسمها إلى(‪:)2‬‬ ‫ما كان هدفه أدبيًّا ح َكميًّا إصالحيًّا فلسفيًّا تهذيبيًّا‪ ،‬مثل‪" :‬كليلة ودمنة" الذي قام بتصنيفه أو‬‫المَقفع(ت‪145‬هـ)‪ ،‬و"فضل الكالب على كثير ممن‬ ‫ترجمته‪ -‬على خالف لم يحسم‪ -‬ابن ُ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪45‬‬


‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫الم ْرَزبان(ت‪309‬هـ)‪ ،‬الذي جمع فيه ما جاء في‬ ‫لبس الثياب"‪ ،‬ألبي بكر محمد بن خلف َ‬ ‫فضل الكلب على شرار اإلخوان ومحمود خصاله في السر واإلعالن‪ ،‬و"النمر والثعلب"‪،‬‬

‫وعفرة" لسهل بن هارون(ت‪215‬هـ)‪ ،‬والرسالة الخاصة بالحيوان في رسائل إخوان‬ ‫و"ثُعلة ُ‬ ‫الصفا‪ ،‬و"رسالة الطير" للغزالي(ت‪505‬هـ)‪ ،‬وقصيدة "تسبيح الطير" من ديوان حديقة الحقيقة‬

‫للشاعر الصوفي عبد المجيد السنائي(ت‪525‬هـ)‪ ،‬و"منطق الطير" لفريد الدين‬ ‫العطار(ت‪627‬هـ)‪ ،‬و"كشف األسرار في ح َكم الطيور واألزهار" لعز الدين ابن غانم‬ ‫المقدسي(ت‪678‬هـ)‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪-‬ومنها ما كان هدفه علميًّا محضا مثل‪" :‬منافع الحيوان" َلب ْخت ْي ُشوع(ت‪451‬هـ)‪ ،‬و"شرح أبواب‬

‫من‬

‫كتاب‬

‫الحيوان‬

‫طال ْيس"‪،‬‬ ‫طا َ‬ ‫ألَرْس َ‬

‫البن‬

‫باج َة‬

‫األندلسي(ت‪523‬هـ)(‪،)3‬‬

‫وزكريا‬

‫الَق ْزويني(ت‪817‬هـ) وكتابه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات"‪ ،‬الذي أفرد فيه حديثا‬ ‫للدواب والنعم والسباع والطير والهوام والحشرات والحيوانات التي تخالف أشكالها وصورها‬ ‫أشكاالت الحيوانات المعهودة وصورها‪ .‬وتحدث فيه عن أفعالها وخواص أعضائها‪ .‬و"نزهة‬ ‫النفوس واألفكار في خواص النبات والحيوان واألحجار"‪ ،‬البن داود الدمشقي‬ ‫الصالحي(ت‪856‬هـ)‪ ،‬وتفرد فيه بخصائص ذبح الحيوانات الزراعية(‪ ،)4‬ويضاف لها ما كان‬ ‫هدفه البيطرة والبيزرة والزردقة‪.‬‬ ‫ومنها ما كان هدفه فقهيًّا محضا مثل كتاب‪":‬البيان فيما يحل ويحرم من الحيوان" لشهاب‬‫الدين األَْقَف ْهسي(ت‪808‬هـ)‪.‬‬

‫ومنها ما كان هدفه أدبيًّا وعلميًّا في ٍ‬‫آن‪ ،‬مثل كتاب "الحيوان"‪ ،‬و"البغال"‬

‫للجاحظ(ت‪255‬هـ)‪.‬‬ ‫ومنها ما كان هدفه لغويًّا محضا‪ ،‬مثل‪" :‬كتاب اإلبل" و"الشاء"لألصمعي(ت‪216‬هـ) وغيره‬‫كثير ذكره حاتم صالح الضامن في مقدمة تحقيقه لإلبل السابق‪ ،‬و"أسماء األسد" البن‬ ‫خالويه(ت‪370‬هـ)‬

‫الذي‬

‫رصد‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫فيه‬

‫خمسمائة‬

‫اسم‬

‫له‪،‬‬

‫و"التبري‬

‫من‬

‫معرة‬

‫‪46‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫المعري"للسيوطي(ت‪911‬هـ) الذي رصد فيه أكثر من سبعين اسما للكلب‪ ،‬ويدخل ضمنها‬ ‫كتب السرج واللجام والر ْحل‪ ،‬فكلها ذات هدف لغوي‪.‬‬

‫‪-‬ومنها ما كان موسوعيا يشمل األدب والفقه والبيطرة والمنافع والعالج مثل "حياة الحيوان‬

‫الكبرى" للدم ْيري(ت‪808‬هـ)‪.‬‬

‫ولم تكن العالقة بين اإلنسان والحيوان عالقة ظاهرية جامدة‪ ،‬بل كانت عالقة تشبه‬

‫العالقات اإلنسانية إن لم تفقها‪ ،‬ويظهر هذا من مظهرين‪ :‬األول‪َ :‬س ْوق حوار بين األديب‬ ‫والحيوان‪ ،‬أو ما سماه الدكتور عبد الكريم األشتر"أنسنة الحيوان"(‪ ،)5‬والثاني‪ :‬رثاء الحيوانات‬ ‫بعد موتها‪ ،‬ولها نماذج كثيرة في رثاء كلب صيد‪ ،‬أو شاة‪ ،‬أو سنور‪ ،‬أو فرس أو ب ْرَذون وقد‬ ‫حظي بقصائد كثيرة سميت الب ْرَذونيات‪ ،‬أو حمار‪ ،‬أو ُق ْمرٍي أو طاووس‪ ،‬أو ديك (‪.)6‬‬ ‫الديك في التراث العربي واإلسالمي‪:‬‬

‫الديك في األساطير الجاهلية‪ُ :‬نسجت في الجاهلية أساطير مشتركة بين الديك والغراب تارة‪،‬‬

‫وبين الديك والبازي تارة أخرى‪.‬‬

‫ُمية بن أبي الصْلت في شعره أسطورة خاصة بالديك والغ ارب(‪،)7‬‬ ‫الديك والغراب‪ :‬ذكر أ َ‬ ‫وأوجزها األصمعي(ت‪216‬هـ) بقوله‪":‬كانت العرب تزعم أن الديك كان ذا جناح يطير به في‬ ‫الجو‪ ،‬وأن الغراب كان ذا جناح كجناح الديك ال يطير به‪ ،‬وأنهما تنادما ليلة في حانة‬ ‫يشربان‪ ،‬فنفد شرابهما‪ ،‬فقال الغراب للديك‪ :‬لو أعرتني جناحك ألتيتك بشراب‪ .‬فأعاره جناحه‬ ‫فطار ولم يرجع إليه‪ ،‬فزعموا أن الديك إنما يصيح عند الفجر استدعاء لجناحه من الغراب"‪.‬‬ ‫وعبر عنها الجاحظ(ت‪255‬هـ) مختصرا‪ ،‬قال(‪" :)8‬من أحاديث العرب أن الديك كان نديما‬ ‫للغراب وأنهما شربا عند خمار ولم يعطياه شيئا‪ ،‬فذهب الغراب ليأتيه بالثمن ورهن الديك‪،‬‬ ‫فخاس بالعهد وبقي الديك محبوسا"‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫أقل وفاء‬ ‫قال للديك‪ :‬ما في األرض‬ ‫شيء ُّ‬ ‫الديك والبازي‪ :‬نقل الجاحظ ‪":‬زعموا أن البازي َ‬ ‫ٌ‬ ‫وك َعَلى‬ ‫جت على أيديهم‬ ‫فحضُنوك ثم خر َ‬ ‫ك أهُل َك بيضة َ‬ ‫فأطعم َ‬ ‫قال‪ :‬أخ َذ َ‬ ‫قال‪ :‬وكيف؟ َ‬ ‫منك‪َ .‬‬ ‫ُ‬

‫طرت هاهنا وهاهنا‬ ‫أحد إال‬ ‫كبرت‬ ‫ونشأت بينهم‪ ،‬حتى إذا‬ ‫أكفهم‬ ‫صرت ال يدنو منك ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪47‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫ذت أنا من الجبال ُمسًّنا فعلموني وألفوني‪ ،‬ثم يخلى َعني فآخ ُذ‬ ‫وضج ْج َت َوصحت‪ ،‬وأُخ ُ‬ ‫َ‬ ‫البزاة في‬ ‫يك‪ :‬إنك لو ر َ‬ ‫َجيء به إلى صاحبي‪ .‬فقال له الد ُ‬ ‫أيت من ُ‬ ‫صيدي في الهواء فأ ُ‬

‫أيت من ُّ‬ ‫أنف َر مني"‪.‬‬ ‫لكنت َ‬ ‫الدُيوك َ‬ ‫مثل ما ر ُ‬ ‫َسفافيدهم َ‬ ‫الديك في األمثال العربية‪ :‬حظي الديك بعدة أمثلة‪ ،‬هي(‪ :)10‬أثقل من الزواقي؛ ألنها تفرق‬ ‫َ‬ ‫َش َجع من ديك‪،‬‬ ‫أسخى من القطة‪ ،‬أ ْ‬ ‫أسمح من ديك‪َ ،‬‬ ‫المحبين‪ ،‬أ َْزَهى من د ْيك‪ ،‬أ ْ‬ ‫َسَفد من ديك‪َ ،‬‬

‫َغَير من ديك‪ ،‬أ َْن َخى من ديك؛ من‬ ‫َصَفى من عين الديك؛ ويضرب مثال في الصفاء‪ ،‬أ ْ‬ ‫أْ‬

‫الع ْرش‪ ،‬وديك الجن‪ ،‬ويضرب مثال للديك النجيب الحاذق الكثير‬ ‫وحسن الديك‪ ،‬وديك َ‬ ‫النخوة‪ُ ،‬‬ ‫السَفاد‪ ،‬وديك مز ٍبد‪ ،‬ويضرب مثال للحقير يجلب النفع الكبير وله قصة‪ ،‬وبيضة الديك‪ ،‬أو‬

‫كح ْسو‬ ‫العْقر؛ يضرب مثال لما يحدث مرة واحدة‪ ،‬وسماحة الديك‪ ،‬وما كلمته إال َ‬ ‫بيضة ُ‬ ‫الديك؛ يريدون السرعة‪.‬‬

‫َّ‬ ‫فشعر كتبت فيه عدة‬ ‫ا‬ ‫شعر ونثرا؛‬ ‫ا‬ ‫المصنفات اإلسالمية‪ :‬حظي الديك بالتأليف‬ ‫الديك في‬ ‫مقطعات وقصائد(‪ ،)11‬منها‪:‬‬ ‫‪-1‬قصيدة أبي الفرج األصبهاني(ت‪356‬هـ)‪ ،‬وقد حظيت بثالثة تحقيقات‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫بحث"من نوادر القصيد رثاء الديك ألبي الفرج األصبهاني تحقيق ودراسة وتقديم"‪ ،‬الدكتور‬‫محمد خير شيخ موسى‪ ،‬مجلة نهج اإلسالم‪ ،‬و ازرة األوقاف السورية‪ ،‬المجلد‪ ،17‬عدد ‪،64‬‬ ‫‪1996‬م‪( ،‬ص‪ ،)99-90‬وقد اعتمد فيها على عيون التواريخ فقط‪ ،‬وهي عنده تسعة وثالثون‬ ‫بيتا فقط‪.‬‬ ‫وبحث"قصيدة في رثاء الديك ألبي فرج األصبهاني"‪ ،‬جليل إبراهيم العطية‪ ،‬مجلة العرب‪،‬‬‫السعودية‪ ،‬المجلد‪ ،47‬العدد ‪ ،8 ،7‬يناير‪ ،‬صفر‪2012 ،‬م‪( ،‬ص‪ ،)479-492‬ولم يرد فيها‬ ‫أي ذكر لبحث محمد خير‪ ،‬وعدد أبياتها عنده واحد وأربعون بيتا فقط‪ ،‬ووقع في تصحيفات‬ ‫عدة‪.‬‬ ‫وبحث"قصيدة في رثاء ديك ألبي الفرج األصبهاني‪..‬تحقيقا ودراسة"‪ ،‬د‪ .‬محمد علي عطا‪،‬‬‫نشر على(‪ ،)12‬واستدرك تصحيفات وأبياتا على التحقيقين السابقين‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪48‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ -2‬وهناك قصيدة البن َم ْع َمعة المنبجي الح ْمصي‪ ،‬في اثنين وثالثين بيتا‪ ،‬ذكرها ابن‬ ‫العديم(ت‪660‬هـ) في "التذكرة"(‪ ،)13‬وذكر سنده إليها‪ ،‬وهي عندي أقل جودة من قصيدة أبي‬ ‫الفرج األصبهاني‪.‬‬ ‫‪ -3‬وذكر ابن َخير اإلشبيلي(ت‪575‬هـ) أن هناك قصيدة في رثاء ديك ألبي محمد بن الس ْيد‬ ‫طْلَي ْوسي(ت‪521‬ه)(‪ ،)14‬وال ذكر لها فيما جمعه الدكتور رجب عبد الجواد إبراهيم من‬ ‫الب َ‬ ‫َ‬

‫شعر ابن الس ْيد‪ ،‬فهي مفقودة حتى اآلن(‪.)15‬‬

‫‪ -4‬واشتهر في العصر الحديث قصة الثعلب والديك ألمير الشعراء أحمد شوقي‪ ،‬التي جعل‬ ‫فيها الديك حكيما ال يخدع بمكر الثعلب‪ ،‬ويقول فيها‪:‬‬ ‫الواعظ ْيَنا‬ ‫َب َرَز الث ْعَل ُب َي ْوما‪ ...‬في ثَياب َ‬ ‫الماكرْيَنا‬ ‫َف َم َشى في األ َْرض َي ْهذ‬ ‫ي‪...‬وَي ُس ُّب َ‬ ‫َ‬

‫‪ -5‬وقصيدة نزار قباني "الديك السادي"‪ ،‬التي جعل فيها الديك معادال موضوعيا للمستبد‪،‬‬ ‫ويقول فيها‪:‬‬ ‫اح‬ ‫ديك‬ ‫ٌّ‬ ‫"في حارتنا ٌ‬ ‫سادي سف ْ‬

‫صباح‬ ‫يش دجاج الحارة كل‬ ‫فرَ‬ ‫ينت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ينقرهن‪ ,‬يطاردهن‪ ,‬يضاجعهن‬ ‫صان"‬ ‫وال يتذكر أسماء الص ْي ْ‬

‫نثر فقد ورد ذكره في مؤلفات الحيوانات الجامعة السابقة‪ ،‬وأُلف فيه مستقال عدة‬ ‫أما ا‬ ‫كتب‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫وم ْعَبد في مساوئ الديك ومحاسنه وفي ذكر منافع‬ ‫‪-1‬مناظرة بين أبي إسحاق َ‬ ‫الكلب ومضاره(‪.)16‬‬ ‫‪-2‬فضل الديك‪ ،‬ألبي ُن َعيم األصبهاني(ت‪430‬هـ)‪ ،‬مفقود‪ ،‬ولكن غالب مادته في‬

‫كتاب السيوطي(ت‪911‬هـ) التالي (‪.)17‬‬

‫‪-3‬فضل الديك‪ ،‬ألبي سعد الس ْم َعاني(ت‪562‬هـ)‪ ،‬مفقود (‪.)18‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪49‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫‪-4‬الوديك في فضل الديك‪ ،‬للسيوطي(ت‪911‬هـ)‪ .‬وقد طبع قديما‪ ،‬بمطبعة‬ ‫الحرمين‪ ،‬عام ‪1904‬م‪ ،‬على نفقة حسين برادة‪ .‬وقد اعتمد فيه على كتاب أبي نعيم‬ ‫وزاد عليه‪ ،‬ويدور حول األحاديث التي جاءت في فضائل الديك‪ ،‬وعن تفسير رمزه‬ ‫في الحلم وعن خصاله وأخالقه‪ ،‬والشعر الوارد فيه‪.‬‬ ‫‪-5‬التزميك ألخبار الديك‪ ،‬لمحمد بن طولون الصالحي(ت‪953‬هـ) (‪ ،)19‬ولعله‬ ‫لخص فيه كتاب السيوطي السابق‪ ،‬فقد فعل ذلك في كثير من كتبه‪.‬‬ ‫‪-6‬إلى جانب الرسالة موضوع هذا البحث‪.‬‬ ‫الع ْت ُرفان‪،‬‬ ‫أسماؤه ُ‬ ‫العرف‪ ،‬و ُ‬ ‫وكَناه‪ :‬من أسمائه‪ :‬األنيس‪ ،‬والمؤانس‪ ،‬والحيزاب‪ ،‬والزاقي‪ ،‬و ُ‬ ‫والط ْخميل‪ ،‬والصارف‪ ،‬و ُّ‬ ‫العترس‪ ،‬والد ْيش‪،‬‬ ‫الع ْت َرس‪ ،‬و َ‬ ‫الع ْت ُرسان‪ ،‬و َ‬ ‫الشَفر‪ ،‬والص ْرصر‪ ،‬و ُ‬

‫والالقطة‪.‬‬

‫وكَناه كثيرة‪ :‬أبو حسان‪ ،‬أبو حماد‪ ،‬أبو سليمان‪ ،‬أبو ُعقبة‪ ،‬أبو ُم ْدلج‪ ،‬أبو المنذر‪،‬‬ ‫ُ‬

‫البرائل‪ :‬هي ما يرتفع من ريش الطائر في‬ ‫اليْقظان‪ ،‬أبو وائل‪ ،‬أبو ُب َرائل‪ ،‬و ُ‬ ‫أبو َن ْبهان‪ ،‬أبو َ‬ ‫عنقه فينفشه للقتال‪ ،‬وأبو سعد‪.‬‬

‫أخالقه الحسنة‪ُ :‬رفع مقداره إلى منزلة المخلوقات السماوية‪ ،‬حيث يذكر أن ديكا أبيض اللون‬ ‫يعيش في الجنة وعندما يؤذن تعرف جميع المخلوقات ‪-‬إال اإلنسان‪ -‬أن ساعة البعث قد‬

‫حانت‪ .‬ويعرف مواقيت الصالة‪ ،‬ويؤذن فج ار لذلك قيل عنه عدو المحبين؛ ألن صياحه يقطع‬ ‫نوم العشاق‪ ،‬وينذرهم بالفراق‪ ،‬وهناك مخطوطات في هذا المعنى عند المغول تصور عاشقا‬ ‫يطلق النار على ديك ألنه فرق بقسوة بينه وبين حبيبته(‪.)20‬‬ ‫أخالقه السيئة‪ :‬وله جوانب سيئة فهو سيئ الخلق مغرم بالملذات الحسية ال يترك دجاجة‬ ‫دون وطء‪ ،‬وليس وفيًّا‪ ،‬ونظم الشعراء الفرس القدامى أبياتا تسخر من الديك غير الوفي الذي‬ ‫يأتي من الخطايا الكثير لينتهي به المصير إلى الذبح(‪.)21‬‬ ‫وللجاحظ رأي سيئ فيه‪ ،‬حيث يقول‪":‬وأما الديك فمن بهائم الطير وبغاثها ومن‬ ‫كلولها والعيال على أربابها وليس م ْن أحرارها وال م ْن عتاقها وجوارحها وال مما ُيطرب‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪50‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫حسنه كالطواويس‪ ،..‬وال مما‬ ‫ويشجي بلحنه‪...‬وال مما ُيونق بمنظره ويمتع األبصار ُ‬ ‫بصوته ُ‬

‫ويعَقد الذمام بإْلفه ونزاعه وشدة أُنسه وحنينه‪ ،‬وتُريده بإرادته لك‪ ،‬وتَعطف عليه‬ ‫يعجب بهدايته ُ‬

‫طائر ال يطير وبهيم ٌة ال‬ ‫لحبه إياك كالحمام‪ ،‬وال هو أيضا من ذوات الطيران منها فهو‬ ‫ٌ‬ ‫ويراد لهذه اللذة‪ ...‬والديك يكون‬ ‫َيصيد‪ ،‬وال هو أيضا مما يكون صيدا ُفي ْمتع من هذه الجهة ُ‬ ‫خرج من باب الدار‬ ‫ا‬ ‫كان َفُّروجا‬ ‫في الدار من َل ُد ْن َ‬ ‫صغير إلى أن صار ديكا كبيرا‪ ،‬وهو إن َ‬

‫ف كيف ُّ‬ ‫الرجوعُ‬ ‫أو سقط على حائط من حيطان الجيران أو على موض ٍع من المواضع لم يعر ْ‬

‫ذكر وال يت َذكر وال يهتدي وال يتصور َله‬ ‫ا‬ ‫وإن كان ُي َرى منزُله قريبا وسهل المطلب‬ ‫يسير وال َي ُ‬ ‫الخ ْب ُر في طباعه‬ ‫كيف يكو ُن االهتداء‪ ،‬ولو حن َل َ‬ ‫طَل َب ولو احتاج اللتمس‪ ،‬ولو كان هذا ُ‬ ‫يسف ُد الدجاج َة وال يعرُفها هذا مع شدة‬ ‫ظ َهر ولكن َها طبيع ٌة‬ ‫لَ‬ ‫بلهاء مستبهمة طامحة وذاهلة‪ ،‬ثم َ‬ ‫ُ‬ ‫حاجته إليهن وحرصه على السفاد‪ ،‬والحاجةُ تفت ُق الحيَلة وتَُد ُّل على المعرفة إال ما عليه‬

‫ٍ‬ ‫يحضن بيضا‬ ‫الديك فإنه مع حرصه على السفاد ال‬ ‫يعرف التي َ‬ ‫يسفد وال يقصد إلى ولد وال ُ‬ ‫ُ‬

‫أعق من الضب"(‪.)22‬‬ ‫وال يعطُفه َرح ٌم‪ ،‬فهو من ها هنا‬ ‫بارى و ُّ‬ ‫الح َ‬ ‫أحمق من ُ‬ ‫ُ‬ ‫الهَبْيري(‪:)23‬لم أقف له على ترجمة إال في "بغية الطلب في تاريخ حلب" البن‬ ‫ترجمة ُ‬ ‫العديم(ت‪660‬هـ)(‪ ،)24‬ومنها نستشف أن‪:‬‬ ‫َ‬

‫الف َزاري الحلبي‪ ،‬من ولد عمر بن ُهَب ْيرة‪،‬‬ ‫الهَب ْيري‪َ :‬‬ ‫اسمه‪" :‬هو الحسين بن محمد أبو القاسم ُ‬ ‫ومن مذكوري الثناء بحلب وأرباب النعم المشهورة بجند قنسرْين والعواصم‪ ،‬وأهل بيته يقال لهم‬ ‫الهَب ْيريُّون‪ ،‬بيت قديم من بيوت حلب ومن أهل المروءة والمعروف والتقدم عند الخلفاء‬ ‫ُ‬

‫والوزراء والملوك‪ ،‬وولوا واليات بالعراق والشام"‪ ،‬وله رسالة يذكر فيها فضل بيته وعائلته‪.‬‬

‫كان"شاعر مجيدا وكاتبا بليغا وله معرفة تامة باللغة واألدب"‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ثقافته‪ :‬ذكر ابن العديم أنه‬ ‫ويظهر هذا من األشعار التي ستأتي ومن نص الرسالة‪ ،‬ومن صحبته البن خاَلَويه‪.‬‬

‫مكانته وعالقاته االجتماعية‪ :‬يبدو من رسالته في وصف الديك أنه كان ميسور الحال‪،‬‬

‫وصاحب أمالك وضياع‪ ،‬ويوكل عليها من يقوم بها‪ ،‬وكان ذا عالقة جيدة مع األمير سيف‬ ‫الدولة أبي الحسن علي بن عبد هللا ابن حمدان(ت‪356‬هـ)‪" ،‬وكتب له رقاعا حسنة تشتمل‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪51‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫على نثر ونظم"‪ ،‬طالعها ابن العديم في مجلدة من رسائله وقف عليها سيأتي ذكرها في‬ ‫مؤلفاته‪ ،‬وله فيه شعر وصلنا منه مقطعة من ثالثة أبيات ستأتي في شعره‪.‬‬ ‫وكان بينه وبين أبي عبد هللا الحسين بن أحمد بن َخاَل َويه(ت‪370‬هـ) عالقة‬

‫لصيقة‪ ،‬فقد كانت بينهما مكاتبة ومشاعرة‪ ،‬وكان أبو عبد هللا بن خالويه راويتَه‪ ،‬وهو الذي‬ ‫اقترح عليه أن يؤلف رسالته هذه في وصف الديك‪ ،‬وهو الذي قام بشرح غريبها‪ ،‬كما كتب‬ ‫أبو القاسم شع ار في ابن خالويه أثناء رحلته إلى َمياَفارق ْين‪ ،‬كما سيأتي في شعره‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العديم(ت‪660‬هـ) مجلدة من رسائله‪ ،‬تحتوي على‬ ‫مؤلفاته‪ :‬كان له رسائل عدة فقد طالع ابن َ‬ ‫رقاع حسنة فيها شعر ونثر‪ ،‬ومن محتوياتها رسالة وضح فيها أصل عائلته ودورها‪ ،‬ورقاع‬

‫إلى األمير سيف الدولة الحمداني(ت‪356‬هـ)‪ ،‬وقد نقل لنا ابن خالويه(ت‪370‬هـ) منها رسالته‬ ‫في وصف الديك موضوع هذا البحث وسيأتي الحديث عنها‪.‬‬ ‫ِش ْعره‪ :‬نقل ابن العديم(‪)25‬أربعة مقطعات من شعره مجموع أبياتها ثمانية عشر بيتا‪ ،‬تدل على‬ ‫شاعرية عالية؛ واحدة في الغزل‪ ،‬وثالثة منها في اإلخوانيات؛ لسيف الدولة(ت‪356‬هـ) والبن‬

‫خالويه(ت‪370‬هـ) ولشخص لم ُيذكر‪ ،‬وهي حسب ترتيب روي القافية‪:‬‬

‫الهَبيري الكاتب رحمة هللا تعالى عليه‪:‬‬ ‫ قال أبو القاسم ُ‬‫اح س ٍ‬ ‫اب‬ ‫اق‪ُ ،‬ك ُّل َر ٍ‬ ‫اح‪...‬سَوى أَْل َح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاظ َع ْيَن ْيه َس َر ُ‬ ‫‪َ .1‬سَقـ ــاني الر َ َ‬ ‫ـاب؟‬ ‫‪ُ .2‬يد ْي ُر َ‬ ‫ْس ُم ْبتَسما َعَل ْيَنا ‪َ ...‬ف َم ـ ــا َن ـ ـ ـ ْـدري أَثٌَّر أ َْم ُحَب ـ ـ ـ ُ‬ ‫الكأ َ‬

‫‪َ .3‬وَق ْد َسَف َر ُّ‬ ‫اب‬ ‫الد َجى َع ْن ثَ ْوب َف ْج ٍر ‪ُ ...‬من ْي ٍر م ْثَل َما َسَف َر النَق ُ‬ ‫ـاب‬ ‫الص ْب َح في أَثَر الثَُّريا‪َ ...‬بش ا‬ ‫‪َ .4‬فخْل ُت ُّ‬ ‫ـاء في َيده كتَـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ير َجـ ـ ـ ـ َ‬

‫العديم‪َ :‬ومما َق َأرْتُ ُه م ْن شعره في هذا الجزء‪ ،‬وكتبه إلى األمير سيف الدولة‪:‬‬ ‫قال ابن َ‬‫ظ َـال َمة ‪َ ...‬وأ َْن َت َعَلى َع ـ ـ ـ ـ ـ ْـين الزَمان َرق ْي ُب‬ ‫لزمـ ـ ــان ُ‬ ‫‪َ .1‬وَك ْي َ‬ ‫ف ْ‬ ‫احت َمـ ـ ــالي ل َ‬

‫‪ .2‬وفي ُك ـ ــل أ َْر ٍ‬ ‫ـك آهـ ـ ٌـل ‪َ ...‬وُكـ ـ ـ ُّـل َقرْي ٍب َل ْم تَصْل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـه َغرْي ُب‬ ‫ض في َجَنابـ ـ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ْت حال ٍ‬ ‫طب ْي ُب‬ ‫ضل إ ْن َعام األَم ْير َ‬ ‫لها‪ ...‬سَوى َف ْ‬ ‫‪ .3‬إ َذا َمر َ‬ ‫امرئ َل ْم َي ُك ْن َ‬ ‫َ ُ ْ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪52‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ونثر أبياتا له‬ ‫الهَبيري نظما ا‬ ‫قال ابن َ‬‫العديم‪ :‬قرأت في جزء وقع إلي من كالم أبي القاسم ُ‬

‫كتبها إلى أبي عبد هللا بن خالويه وقد سار إلى َمياَفارق ْين(‪:)26‬‬

‫الب ْع ـ ـ ــد‬ ‫ص ُر ُخ ْ‬ ‫ص ْبر َي أ ْ‬ ‫صاَب َحة ُ‬ ‫َضَي ُق َس ـ ـ ـ َ‬ ‫طوا َعـ ـ ـ ـ ـ ْـن ُم َ‬ ‫ـاحـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪َ ...‬وأَ ْق َ‬ ‫‪َ .1‬عَلى أَن َ‬ ‫الس ْهد‬ ‫ان َم ْ‬ ‫الجُف ْون َعَلى ُّ‬ ‫‪َ .2‬عزْيٌز َعَلى َع ْيني َوَق ْد غ ْب َت َل ْح ُ‬ ‫ظ َها ‪َ ...‬وإ ْن َك َ‬ ‫طوي ُ‬ ‫ـال‬ ‫‪َ .3‬وإن َرح ْيال َحـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ان َقْلبي م ْن‬ ‫‪َ .4‬لَق ْد َك َ‬

‫الح َجر الصْلد‬ ‫ُد ْو َن لَقائَنا ‪َ ...‬ألَْق َسى بَنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا َقْلـ ـ ـ ـ ــبا م َن َ‬ ‫الو ْجد‬ ‫َيد الش ْوق ُم ْ‬ ‫طَلقا ‪َ ...‬فأ َْوَق ْعتَ ُه في َق ْبـ َ‬ ‫ـضة الش ْوق َو َ‬

‫لم ْكـ ــدي‬ ‫‪َ .5‬وَق ْد ُك ْن َت في َد ْوَل ــة الُق ْرب َسْلـ ـ ـ َـوة ‪َ ...‬عن الس َكن َ‬ ‫الجـاف َي َواأل َ​َمـ ــل ا ُ‬ ‫الب ْين َوالصد‬ ‫اله ْجـ ـ ـ َـران َو َ‬ ‫ـام ُبـ ـ ـ ْـرَء سَقام َهـ ــا ‪ ...‬إَلى َم ْن َعَلى ُ‬ ‫‪ .6‬ب َم ْن أَع ـ ـ ُـد األَيـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫الب ْين والصد‬ ‫الهَوى عالقا ‪َ ...‬عَلى ُ‬ ‫اله ْج َران َو َ‬ ‫ط ُرق ُ‬ ‫صح ْب ُت َ‬ ‫‪َ .7‬و َما َز َ‬ ‫ال َقْلبي ُم ْذ َ‬

‫ام ف ْي َك م ْن َو ْعد‬ ‫‪َ .8‬وم ْن َعـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ـادة األَيـ ـ ــام إ ْخ َال ُ‬ ‫ف َو ْع ــد َها ‪َ ...‬ف َه ْل تُْنج ـ ُـز األَي ُ‬ ‫قال ابن العديم‪ :‬ومنه أيضا وكتبها إلى بعض إخوانه‪:‬‬‫اإلخَوان ‪َ ...‬ل َس َم ْحَنا لَنائَبات الزَمان‬ ‫‪َ .1‬ل ْو َسل ْمَنا م ْن ُف ْرَقة ْ‬ ‫َجَفان‬ ‫‪ .2‬أ ْ‬ ‫الب ْي ُن ُكل س ٍر َوأ َْب َدى ‪َ ...‬خف َرات الد ُموع لأل ْ‬ ‫َعَل َن َ‬

‫َحَباب ع ْند َي إال ‪َ ...‬كف َراق األ َْرَواح لأل َْب َدان‬ ‫‪َ .3‬ما ف َر ُ‬ ‫اق األ ْ‬ ‫الح ْم َداني(ت‪356‬هـ)‪،‬‬ ‫صري سيف الدولة َ‬ ‫وفاته‪ :‬لم يذكر ابن العديم سنة وفاته‪ ،‬ولكنه كان َع ْ‬

‫وابن خاَل َويه(ت‪370‬هـ)‪.‬‬

‫رسالته في وصف الديك‪:‬‬ ‫الهَب ْيري األدبية‪ ،‬وقد وصلت‬ ‫مصدرها وسندها‪ :‬ذكرها ابن العديم نموذجا ألعمال أبي القاسم ُ‬ ‫له من روايتين أو ثالثة‪:‬‬

‫األولى رواية ابن َخاَل َويه‪ ،‬وذكر طريقه إليها؛ فذكر أنه وجدها في مجموع أهداه له‬ ‫والده‪ ،‬وقد ُكتب هذا المجموع بخط أبي الفتح أحمد بن علي بن النخاس المدائني الحلبي(‪،)27‬‬ ‫ق ال‪ :‬حدثنا الشيخ أحمد بن علي بن عبد هللا بن أبي أسامة‪ ،‬قال أملى علينا ابن‬ ‫الهَبيري إلى وكيل له في القرية‪.‬‬ ‫َخاَل َوْيه(ت‪370‬هـ)‪ ،‬قال‪ :‬كتب أبو القاسم ُ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪53‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫والثانية رواية من طريق آخر غير ابن خالويه‪ ،‬لم يذكره ابن العديم‪ ،‬ولكن أشار‬ ‫إليه أثناء نقله لتفسير ابن خالويه للغريب‪ ،‬حيث قال عند تفسير قوله"البادي"‪":‬والبادي‪:‬‬ ‫الظاهر‪ .‬قلت[أي ابن العديم]‪ :‬وهذا في رواية ابن خالويه‪ ،‬ووقع إلي في غير هذه الرواية‬ ‫بازي المنقار‪ ،‬أي شبيه بمنقار البازي"(‪.)28‬‬ ‫والثالثة رواية محتملة‪ ،‬قد تكون هي السابقة نفسها أو غيرها‪ ،‬حيث قال ابن‬ ‫الهبيري‪ ،‬وذكر أن ابن‬ ‫العديم‪":‬وقد وقع إلي في بعض مطالعاتي هذه الرسالة ألبي القاسم ُ‬

‫خالويه اقترح عليه إنشاءها"‪.‬‬

‫ولم أقف على ترجمة للمدائني وأبي أسامة المذكورين في السند األول‪.‬‬ ‫سبب التأليف‪ :‬ألفها أبو القاسم تَ َرفا ورفاهية‪ ،‬بإيعاز من ابن َخاَلويه‪ ،‬والهدف منها لغوي‬ ‫فكاهي‪ ،‬حيث تحتوي على ألفاظ غريبة كثيرة‪ ،‬لم يعرفها وكيل أبي القاسم على القرية‪،‬‬ ‫وتظهر الفكاهة من رد الوكيل في آخر الرسالة‪.‬‬ ‫محتواها‪ :‬هي رسالة من أبي القاسم إلى وكيله على قرية يطلب منه أن يبحث له عن ديك‬ ‫بمواصفات خاصة‪ ،‬تحتوي على وصف ألجزاء الديك المراد‪ ،‬من حيث نوعه‪ :‬هندي أو‬ ‫ُقبرسي‪ ،‬ولونه أبيض أو عاجي أو أسود أو ُموشح‪ ،‬ووصف شكله العام‪ :‬مفتول الجسم‪،‬‬ ‫منتفخ الجوانب‪ ،‬رأسه وظهره مكسو بالريش‪ ،‬سمين‪ ،‬بهي اإلطاللة‪ ،‬هذا من حيث الشكل‬ ‫العام‪.‬‬ ‫وأما أجزاء جسده وتفاصيلها‪ ،‬فبدأ بالمنقار الذي يحب أن يكون ظاه ار مرتفعا‪ ،‬في‬ ‫رأس مرتفع شامخ‪ ،‬ووجه ممتلئ‪ ،‬أملس الحلقوم‪ ،‬واسع المعدة والبلعوم‪ ،‬واسع العينين‬ ‫والمنخرين‪ ،‬بارز األذنين‪ ،‬اللحم األحمر المتدلى في رقبته قصير ولونه ساطع‪ ،‬عنقه غليظ‬ ‫وعرفه شديد الحمرة مفرق بين جزئيه‪ ،‬نظره حاد‪ ،‬ومقلته غليظة المدار‪ ،‬أحمر‬ ‫طويل‪ُ ،‬‬ ‫الحدقة‪ ،‬وصدره منقش واسع سمين‪ ،‬وجناحه قوي الريش واألنبوب‪ ،‬وريشه يشبه المالبس‬ ‫زاهية األلوان أو زهور البستان في الجودة واللون‪ ،‬نهايات ريش القوادم مرصعة باألشكال‬ ‫الهندسية المنتظمة الملونة بألوان حسان‪ ،‬وذيله مرتفع مفرق الريش‪ ،‬وسائر ريشه كثيف‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪54‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يغطي كل بدنه ويزيد‪ ،‬وعظام ركبتيه ليست بارزة‪ ،‬فكأن ساقه عود مستقيم‪ ،‬ولون ساقه وقدمه‬ ‫أصفر بارز الصفرة‪ ،‬عندما يتعارك تبرز مخالبه برو از واضحا‪ ،‬وهي غليظة مثل مخلب‬ ‫السبع‪ ،‬إذا بحث بها في األرض رفع التراب إلى أعلى‪ ،‬وإن ضرب بها جمعها فتصير كالرمح‬ ‫القصير‪ ،‬أو كالسهم قبل أن يوضع فيه الريش‪ ،‬شكله يسر الناظر سواء من األمام أو‬ ‫الخلف‪ ،‬ويسر عند جماع الدجاج‪ ،‬حيث يقف على ذيله ويرفرف بجناحيه ويرفع صدره‪.‬‬ ‫ويكون خاليا من العيوب؛ فليس منقاره مختلف الجزئين‪ ،‬وال طويال وال ضخما‪،‬‬ ‫وليس ريشه قليال‪ ،‬وليس بصوته بحة‪.‬‬ ‫ويجب أن يكون صوته كصهيل الجواد‪ ،‬وإذا نشط بجناحيه ووقف على ذيله ورفع‬ ‫صدره في الهواء أشبه ستارة انسدلت‪ ،‬هو أحسن من الطاووس في اللون والشكل والحجم‬ ‫والقدر‪.‬‬ ‫إذا قاتل ديكا آخر غلبه‪ ،‬وإذا نظر إليه ناظر أعجبه‪ .‬يتوقد نشاطا وذكاء‪ ،‬ولونه‬ ‫صاف رائق‪ ،‬وإذا ارتفع وصفق بجناحيه ونهض للطيران وارتفع قليال في الهواء ونشط سر‬ ‫الناظر منظره‪ ،‬وإذا صاح أحدث دويا‪ ،‬وإذا عال الجدار ووعظ وأذن أيقظ للصالة حتى من‬ ‫ثقل نومه بسبب شرب الخمر ليال‪ ،‬فيذكر الناس باهلل ويبشر ببهجة الصباح وحث على تناول‬ ‫الخمر وتبادل األقداح‪ ،‬ويعجب من يراه حتى يقول تبارك هللا أحسن الخالقين‪.‬‬ ‫ملحوظات على الوصف‪ :‬ربما ليس من ُّ‬ ‫الظ ْرف االنخالع من متعة الوصف في هذا النص‬

‫الهَبيري في الوصف الظاهر للديك‪ ،‬ووصف‬ ‫إلى نقده‪ ،‬ولكنه ضرورة علمية‪ ،‬فقد أبدع ُ‬ ‫األعضاء حسب الترتيب من أعلى الرأس لألسفل‪ ،‬ولكن وقع في عدة مالحظات‪:‬‬

‫تفريق ما ينبغي أن يجتمع؛ فقد جاء وصفه للمنقار أول شيء ثم بعد ذلك بكثير عاد وحذر‬‫من عيوب المنقار وهي اختالف أجزائه‪ ،‬وكان يجب أن يقرن هذا كله وال يفرق‪ ،‬كما فرق‬ ‫بين وصف الصوت والمنقار‪ ،‬والفم آلة الصوت فاألفضل أن يقترنا ليكون الوصف ظاه ار‬ ‫الحدقة‪.‬‬ ‫وحمرة َ‬ ‫وباطنا‪ ،‬وتحدث عن وسع العينين وبعد فترة تحدث عن اتساع المقلة ُ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪55‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫التكرار‪ :‬فقد كرر الحديث عن الصوت ثالث مرات‪ ،‬وكرر إعجاب الناظر به ثالث مرات‪،‬‬‫وكرر صورة الزَيفان ثالث مرات‪ ،‬ولكن بألفاظ مختلفة‪.‬‬

‫االكتفاء بالوصف الخارجي‪ :‬فلم يتعرض للصفات الحسية الحسنة التي يعرف بها الديك؛‬‫مثل اإليثار على نفسه وإلقاء الحب للدجاج ليأكله‪ ،‬فقد ضرب به المثل في ذلك كما مر‪،‬‬

‫فقيل"أجود من الفظة"‪ ،‬وغيرته على دجاجه‪ ،‬وقدرته على تصويب ص ْيصته بدقة في مقتل‪.‬‬ ‫‪-‬وهناك تناقض بين دعوة الديك للذكر والتسبيح‪ ،‬ودعوته للصبوح ومعاقرة الخمر‪.‬‬

‫الهَبيري‪:‬‬ ‫التناص في رسالة ُ‬

‫الهبيري وُلحق بعدة قصائد ومقطعات في الديك كما سبق‪ ،‬منها قصيدة في‬ ‫ُسبق ُ‬ ‫(‪)29‬‬ ‫للهَبيري‪ ،‬ورغم اختالف ما‬ ‫رثاء الديك ألبي الفرج األصبهاني(ت‪356‬هـ) ‪ ،‬وهو معاصر ُ‬ ‫بينهما في الغرض فإنهما يحتويان على أوصاف للديك متشابهة‪ ،‬وال يمكننا أن نؤكد حدوث‬

‫تناص ولكن األوصاف مشتركة بينهما ومشتركة بين أشعار أخرى قيلت قبلهم وبعدهم(‪،)30‬‬ ‫فهي لوازم شائعة لوصف الديك‪.‬‬ ‫ومن الصورة المشابهة في هذه القصيدة‪:‬‬ ‫صب اليمان والمرط؛ أي المالءة‬ ‫الهَبيري الريش بالمالبس المزركشة مثل الطْيَلسان و َ‬ ‫شبه ُ‬‫الع ْ‬ ‫البيضاء‪ ،‬فقد شبهه أبو الفرج في القصيدة بالم ْرط أيضا‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ف أَن ْيق‬ ‫الو ْشي َك ُّ‬ ‫َو َغ َد ْو َت ُمْلتَحفا بم ْرط َحب َر ْت‪...‬ف ْيه َبد ْي َع َ‬ ‫‪-‬شبه الر ْعثَْين وهو اللحم األحمر المتدلي من عنق الديك بالمصباحين وبم ْد َهنتي العقيق‪،‬‬

‫وجاء مثله في القصيدة‪:‬‬

‫صَفاء َعق ْيَق ٍة‪...‬أ َْو َل ْمع َن ٍار أ َْو َوم ْيض ُب ُرْوق‬ ‫ُ‬ ‫كالجلَن َارة أ َْو َ‬ ‫العرف بتاج من العقيق األحمر‪ ،‬وجاء هذا التشبيه في القصيدة‪:‬‬ ‫شبه ُ‬‫اج َعق ْيق‬ ‫المَفارق م ْن َك تَ ُ‬ ‫‪...‬و َعَلى َ‬ ‫َوَكأَن َسالَفتَْي َك ت ْبٌر َسائ ٌل َ‬ ‫ وصف الديك حال َة الزَيَفان‪ ،‬جاء مثله في القصيدة في قوله‪:‬‬‫ٍ‬ ‫صف ْيق‬ ‫صف ُق ب َ‬ ‫صَل ْت َي َداهُ النْق َر بالت ْ‬ ‫تَ ْزُق ْو َوتَ ْ‬ ‫‪...‬و َ‬ ‫الجَناح َك ُم ْنتَش َ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪56‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫َح َدَق ْت بَفن ْيق‬ ‫الم َهاري أ ْ‬ ‫َوتَم ْي ُس ُم ْم َتطيا ل َس ْبع َد َجائ ٍج‪...‬م ْث َل َ‬ ‫‪-‬تشبيه الريش وجماله بالطاووس‪ ،‬جاء في القصيدة‪:‬‬

‫العدد ‪04‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫ُمتَ َألْلئا َذا َرْوَن ٍق َوَبرْيق‬

‫َوُكس ْي َت َكالط ُاووس رْيشا َالمعا‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫صْف َرٍة في ُزْرَق ٍة‪...‬تَ ْخيْيُل َها ُي ْغ ـ ـ ـ ــني َع ـ ـ ــن الت ْحق ْيق‬ ‫م ْن ُح ْم َرة في ُ‬ ‫منهجي في تحقيق النص‪:‬‬ ‫ استللت الرسالة من بغية الطلب البن العديم‪.‬‬‫‪-‬ضبطتها ضبطا تاما‪.‬‬

‫ أورد ابن العديم شرح ابن خالويه للغريب منفصال بعد الرسالة‪ ،‬فغيرت هذا النظام وجعلت‬‫تفسير كل كلمة مرقوما أمامها في الهامش‪.‬‬ ‫الهبيري‪ ،‬مثل‬ ‫ ومن شرح ابن خالويه ما جاء على غير ترتيب ورود الكلمات في رسالة ُ‬‫َض َجم‪ ،‬فعالجت ذلك وأصلحت الترتيب‪.‬‬ ‫َج َوق واأل ْ‬ ‫صب والرَياط‪ ،‬واأل ْ‬ ‫تفسيره َ‬ ‫الع ْ‬ ‫‪-‬قد يعرف ابن خالويه كلمتين في النص بينهما مسافة تعريفا مجمعا مثل جمعه بين‪ :‬الزْور‬

‫اح َأزَل وارتاح‪ ،‬ففرقت ذلك كال في موضعه‪.‬‬ ‫وش َرْنَبث َ‬ ‫الج ْؤ ُجؤ‪َ ،‬‬ ‫وش َشن‪ ،‬و ْ‬ ‫و ُ‬

‫‪ -‬إن لم يكن تعريفه كافيا في إيضاح المعنى وضحته أكثر من المعاجم‪ ،‬كما حدث في‬

‫تعريف‪َ :‬زَمجي‪ ،‬والرَياط‪.‬‬ ‫قد يوجد اختالف بين الكلمة في النص والشرح‪ ،‬فضبطت لفظها من المعاجم‪ ،‬كما حدث‬‫مع ُم َونف‪ ،‬والزَغل‪.‬‬ ‫ مالم يعرفه ابن خالويه من الكلمات الغريبة قمت بتعريفه من المعاجم‪ ،‬وميزته في الحواشي‬‫بقولي‪:‬لم يفسره ابن خالويه‪.‬‬ ‫ استدركت عليه من المعاجم ما خالفهم فيه مثل ُك ْنَفج‪.‬‬‫ وقعت في الرسالة وشرحها تصحيفات وتحريفات حررتها من كتب اللغة مثل‪ :‬مونف‬‫والرغل‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪57‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫اعتمدت على لسان العرب وتاج العروس‪ ،‬ولم أذكر إال في المواضع التي وجدت أهمية‬‫للذكر‪.‬‬ ‫ صنعت الدراسة السابقة‪.‬‬‫نص الرسالة وشرحه َّ‬ ‫محقَقْين‪:‬‬ ‫ُّ‬

‫(‪)32‬‬ ‫مد بن علي بن النخاس‬ ‫ْت ب َخط أَبي َ‬ ‫َح َ‬ ‫العد ْيم(ت‪660‬ه) ‪َ ":‬ق َأر ُ‬ ‫الف ْتح أ ْ‬ ‫ال ْاب ُن َ‬ ‫َق َ‬

‫بن َعلي‬ ‫َح َم ُد ُ‬ ‫الح َس ْين أ ْ‬ ‫الحَلبي في مجموٍع َو َهَبن ْيه َوالدي َرح َم ُه هللاُ‪َ :‬حدثَ​َنا الش ْي ُخ أَُبو ُ‬ ‫الم َدائني َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ :‬كتَ َب أَُبو الَقاسم‬ ‫ال‪ :‬أ َْمَلى َعَل ْيَنا ا ُ‬ ‫بن َخاَلَوْيه‪َ ،‬ق َ‬ ‫ُسام َة َرح َم ُه هللاُ‪َ ،‬ق َ‬ ‫بن َع ْبد هللا بن أَبي أ َ‬ ‫الهَب ْيرُّي إَلى َوكْي ٍل َل ُه في الَق ْرية‪:‬‬ ‫ُ‬

‫(‪)33‬‬ ‫وت ْنتَض ْيه(‪ ،)34‬أ َْو ُق ْب ُرسيًّا‬ ‫فاحم ْل إلي ح ْن َزابا‬ ‫ه ْنديًّا تَ ْختَب ُرهُ َ‬ ‫إ َذا َق َأر َ‬ ‫ْت كتَابي هذا ْ‬ ‫(‪)36‬‬ ‫(‪)35‬‬ ‫َسَوَد َحالكا(‪َ ،)37‬وَال‬ ‫تَ ْختَ ُارهُ َوتَ ْرتَض ْيه‪ ،‬أ َْبَي َ‬ ‫َسَوَد َد ُج ْوجًّيا ‪َ ،‬فإ ْن َل ْم تَج ْدهُ أ ْ‬ ‫ض َعاجيًّا ‪ ،‬أ َْو أ ْ‬ ‫الرْس‬ ‫ض َيَققا(‪َ ،)38‬فْلَي ُك ْن ُم َوشحا َبَلقا(‪َ ،)39‬ذا َخْل ٍق ُم ْد َم ٍج(‪َ ،)40‬و َج ْن ٍب ُك ْنَف ٍج(‪ُ ،)41‬مَب ْرَن َس(‪ )42‬أ‬ ‫أ َْبَي َ‬

‫ُمتَو َج ُه‪ُ ،‬م َدب َج(‪ )43‬الظ ْهر ُم َخ ْرَف َج ُه(‪َ ،)44‬باد َي(‪ )45‬ال ْمنَقار ُم َؤنَف ُه(‪َ ،)46‬زَمجي‬ ‫(‪)53‬‬ ‫(‪)52‬‬ ‫(‪)51‬‬ ‫(‪)50‬‬ ‫(‪)49‬‬ ‫البْل ُع ْوم(‪،)54‬‬ ‫اف‬ ‫امة‬ ‫ُمَفوَف ُه(‪ُ ،)48‬م َد ْمَل َك‬ ‫الحْلُق ْوم ‪ُ ،‬م ْستَ َج َ‬ ‫صَلة و ُ‬ ‫َ‬ ‫ُم َح ْد َرَج ُ‬ ‫َ‬ ‫الح ْو َ‬ ‫اله َ‬ ‫(‪)47‬‬

‫الو ْجه‬ ‫َ‬

‫(‪)56‬‬ ‫(‪)55‬‬ ‫طان ُم َعلَقان‬ ‫ص الر ْعثَْين(‪ ،)57‬كأنهما ُق ْر َ‬ ‫الم ْن َخ َرْين‪َ ،‬بارَز الص َم َ‬ ‫اخ ْين ‪ُ ،‬مَقل َ‬ ‫الم ْب َرج و َ‬ ‫َرح ْي َب َ‬ ‫(‪)60‬‬ ‫(‪)59‬‬ ‫(‪)58‬‬ ‫َعَن َق(‪،)61‬‬ ‫َغَل َب‬ ‫احان َيق َدان‪ ،‬أ َْو م ْد َهَنتَا َعق ْي ٍق ‪ ،‬أ َْو َوْرَدتَا َشق ْي ٍق ‪َ ،‬ذا ُعُن ٍق أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫صَب َ‬ ‫أ َْو م ْ‬

‫(‪)64‬‬ ‫(‪)63‬‬ ‫(‪)62‬‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫اج ُه‪ ،‬فهو َيز ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اج ُه وأَْلَب َس ُه تَ َ‬ ‫وع ْرف َقان ٍئ أَ ْف َر َق ‪َ ،‬كأن َملكا أَْل َحَف ُه د ْيَب َ‬ ‫(‪)67‬‬ ‫(‪)66‬‬ ‫ط ْوَر‬ ‫ويش ُّ‬ ‫طَل َع‪ ،‬أ َْو ُّ‬ ‫ط َب إ َذا أ َْيَن َع(‪ ،)69‬أ َْو ُس ُ‬ ‫الر َ‬ ‫المرْي َخ(‪ )68‬إ َذا َ‬ ‫َ‬ ‫ف ماثال ‪ ،‬تَ ْح َسُب ُه َ‬ ‫(‪)71‬‬ ‫(‪)70‬‬ ‫وح َم َج(‪ )73‬م ْن ُمْقَل ٍة‬ ‫اض‬ ‫الب َراري(‪َ ،)72‬فإ َذا َن َ‬ ‫ُجلَنار ‪ ،‬أ َْو َله ْي َب النار‪ ،‬أ َْو ُحم َ‬ ‫َ‬ ‫ظ َر َب ْرَش َم َ‬ ‫(‪)65‬‬

‫َخدرة‬

‫(‪)74‬‬

‫َزْوٌر‬

‫(‪)77‬‬

‫َعَل ْيه َمائال‪،‬‬

‫(‪)76‬‬ ‫ون ْور الرَياض األ َْزَهر‪َ ،‬ل ُه‬ ‫اليا ُقوت‬ ‫الم ْح َجج(‪َ ،)75‬ي ْ‬ ‫َح َمر‪َ ،‬‬ ‫طر ُ‬ ‫األ ْ‬ ‫صوص َ‬ ‫ف َع ْن ُف ُ‬ ‫َ‬ ‫(‪)82‬‬ ‫ٍ (‪)81‬‬ ‫(‪)80‬‬ ‫(‪)79‬‬ ‫(‪)78‬‬ ‫الت ْرك ْيب‪،‬‬ ‫اح ُم َؤج ُد‬ ‫تَ ٌّار‬ ‫وج ْؤ ُج ٌؤ‬ ‫ُم َول ٌع‬ ‫وجَن ٌ‬ ‫َغ ْي ُر َسل ْيب ‪َ ،‬‬ ‫َرح ْي ٌب‪ُ ،‬‬

‫ُم َؤزُر الزف‬

‫(‪)83‬‬

‫واأل ُْنُب ْوب(‪َ ،)84‬ك َه ْيَئة الطْيَل َسان(‪ ،)85‬أ َْو رَياط‬

‫(‪)86‬‬

‫الي َمان(‪ ،)87‬أ َْو‬ ‫صب َ‬ ‫َ‬ ‫الع ْ‬

‫(‪)89‬‬ ‫َعالم(‪ ،)90‬أ َْو‬ ‫‪،‬كأَنما ُحف ْت َق َواد ُم ُه(‪ )88‬بَقَواطع األَْقالم‬ ‫الب ْستَان َ‬ ‫أ َْو َحَواشي األ ْ‬ ‫رَياض ُ‬ ‫مصاريب العيدان(‪ ،)91‬أَو ر ْخص البنان(‪ ،)92‬وَذنب ناشر َشائل(‪ ،)93‬وسروال(‪ )94‬ض ٍ‬ ‫اف‬ ‫َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ٌَ َ ٌ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪58‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫ورَكُب ُه ُم َركَب ٌة‬ ‫َس ٌ‬ ‫ائل‪ُ ،‬‬ ‫والش َراك(‪ُ ،)98‬م َحس ُر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫اق درماء(‪َ ،)95‬كأَنها َقناة خط ٍي(‪ )96‬صماء‪ ،‬أَصَفر ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫الظ ْنُبوب‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬ ‫في َس َ ْ َ َ‬ ‫(‪)102‬‬ ‫صة(‪ )99‬ع ْن َد الع َراك(‪َ ،)100‬ش َرْنَب ُث(‪َ )101‬ش ْوك الر ْجل‪َ ،‬شثَ ُن‬ ‫الص ْي َ‬ ‫(‪)97‬‬

‫(‪)104‬‬ ‫(‪)103‬‬ ‫ضَب َث(‪،)105‬‬ ‫َصابع‪َ ،‬كأَن َها َب َراث ُن‬ ‫ضُب ٍع‪ ،‬أ َْو َم َخال ُب َسُب ٍع‪ ،‬إ ْن َب َح َث َنَب َث ‪ ،‬أ َْو َرَك َل َ‬ ‫َ‬ ‫األ َ‬ ‫(‪)106‬‬ ‫ضال الق َداح(‪َ ،)107‬ح َس ُن اإل ْش َراف واإل ْيَفاد(‪،)108‬‬ ‫َكأَن َما َي ْنُق ُر بَنَيازك الرَماح ‪ ،‬أ َْو ُيَناض ُل بن َ‬

‫(‪)112‬‬ ‫(‪)111‬‬ ‫(‪)110‬‬ ‫(‪)109‬‬ ‫َجَو َق(‪،)113‬‬ ‫َش َغى‬ ‫َوالزَيَفان‬ ‫ع ْن َد السَفاد ‪ ،‬وال َي ُك ْو ُن أ ْ‬ ‫وال أ َْوَر َق ‪َ ،‬وَال أ ْ‬ ‫َض َج َم َوَال أ ْ‬ ‫(‪)114‬‬ ‫اف(‪ُ )115‬قْل َت س ْت ار‬ ‫َحص‬ ‫ص َه َل‪ ،‬أ َْو َز َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫َوَال أ َ‬ ‫اح خْل َت َجَوادا َ‬ ‫الجَناح‪َ ،‬وَال أَ​َبح الصَياح‪ ،‬إ ْن َ‬

‫(‪)116‬‬ ‫وي ْوفي َعَل ْيه َق ْد ار َوَوْزنا‪ ،‬إ ْن َق َات َل ع ْترَفانا‬ ‫ُسد َل ‪َ ،‬ي ْزَهى َعَلى الط ُاووس َش ْكال َو ُح ْسنا‪ُ ،‬‬ ‫(‪)118‬‬ ‫َع َجَب ُه َوَارَق ُه(‪َ ،)119‬يتَ​َوق ُد َزَغال(‪َ )120‬وَذ َكاء‪َ ،‬وَي ْجري َل ْوُن ُه َماء‬ ‫َوَفا َق ُه‪ ،‬أ َْو َرآهُ َناظٌر أ ْ‬ ‫َبذهُ‬ ‫(‪)124‬‬ ‫(‪)123‬‬ ‫(‪)122‬‬ ‫(‪)121‬‬ ‫َع َج َب‪،‬‬ ‫اح‬ ‫صف َق‬ ‫َفأ ْ‬ ‫ص َب َف ْ‬ ‫استَ​َقل ‪َ ،‬و ْارتَ َ‬ ‫َف ْ‬ ‫اح َأزَل ‪َ ،‬و َ‬ ‫َوضَياء‪َ ،‬حتى إ َذا ْانتَ َ‬ ‫(‪)117‬‬

‫ظ إَلى الصالة‬ ‫َجَل َب(‪َ ،)125‬و َعال الج َد َار َخاطبا َو َسب َح ُم ْعلنا‪َ ،‬وَق َام ُم َؤذنا‪ ،‬أ َْيَق َ‬ ‫صو َت َفأ ْ‬ ‫َو َ‬ ‫(‪)126‬‬ ‫طاة‬ ‫صَباح‪َ ،‬و َحث َعَلى الصُب ْوح(‪َ )127‬و ُم َعا َ‬ ‫َغابقا ‪َ ،‬وأَ ْذ َك َر َناسيا‪َ ،‬وَبش َر بَب ْه َجة اإل ْ‬

‫(‪)128‬‬ ‫الخالق ْي َن‪.‬‬ ‫ك هللاُ أَ ْح َس ُن َ‬ ‫األَْق َداح ‪َ ،‬فُي ْعج ُب َوَي ُرْو ُق َم ْن َرآهُ‪َ ،‬فُي َسب ُح َوَيُق ْو ُل‪ :‬تَ​َب َار َ‬ ‫ص َب الس ْبق‪َ ،‬و َحقْق َت َمخْيَل َة الظن‪،‬‬ ‫َفإ َذا ج ْئ َت به ُمالئما ل َهذه َ‬ ‫اله ْيَئة َحَوْي َت َق َ‬ ‫اء هللاُ"‪.‬‬ ‫استَ ْو َج َب ُح ْس َن الن َ‬ ‫َو ْ‬ ‫ظر إ ْن َش َ‬

‫الوكْي ُل‪َ :‬ق َ ْأر ُت كتَ َاب َك‬ ‫َفأَ َج َاب ُه َ‬ ‫َهذه الصَف َة م ْن َرب َك َف َع َسى أَ ْن ُي ْعطَي َك‬ ‫الهوامش‪:‬‬

‫طُل َب‬ ‫اب أَ ْن تَ ْ‬ ‫َوَفه ْم ُت َب ْع َ‬ ‫ض ُه َوأَ ْكثَُرهُ َل ْم أَ ْف َه ْم ُه‪َ ،‬والصَو ُ‬ ‫الع ْرش‪ ،‬إن ُه َعَلى ُكل شي ٍء َقد ْيٌر"‪.‬‬ ‫د ْي َك َ‬ ‫ْ‬

‫(‪ )1‬انظر بحث "كتب الحيوان عند العرب"‪ ،‬محمد باقر علوان‪ ،‬مجلة المورد العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،4-3‬يناير‬ ‫‪1972‬م‪( ،‬ص‪.)34-24‬‬ ‫(‪ ) 2‬انظر بحث"علم الحيوان عند المسلمين والعرب"‪ ،‬دكتور جليل أبو الحب‪ ،‬مجلة األقالم‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد‪،2‬‬ ‫فبراير ‪1965‬م‪( ،‬ص‪ ،)190-182‬وعدد‪ ،12‬ديسمبر ‪1966‬م‪( ،‬ص‪ .)95-90‬وتحدث فيه عن‪ :‬لمحات‬ ‫من علم الحيوان في نهج البالغة‪ ،‬ابن طفيل وعلماء األجنة والتشريح من خالل روايته حي بن يقظان‪،‬‬

‫وكتاب"اإلسالم وعجائب المخلوقات‪ :‬مملكة الحيوان" آنماري شيمل‪ ،‬مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬لندن‪،‬‬ ‫‪2003‬م‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪59‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫(‪ )3‬انظر بحث"تلخيص كتاب الحيوان البن باجة األندلسي"‪ ،‬محمد صغير حسن المعصومي‪ ،‬مجلة المجمع‬ ‫العلمي الهندي‪ ،‬المجلد‪ ،4‬العدد‪ ،2-1‬يونيو ‪1979‬م(ص‪.)90-1‬‬ ‫(‪ )4‬انظر بحث "خصائص اللحم وذبائح الحيوانات في مخطوطة كتاب "نزهة النفوس واألفكار في خواص‬ ‫النبات والحيوان واألحجار"‪ ،‬البن داود الدمشقي الصالحي(ت‪856‬هـ)‪ ،‬د‪ .‬محمد مروان السبع‪ ،‬مجلة التراث‬ ‫العربي‪ ،‬العدد رقم ‪ ،38-37‬أكتوبر ‪1989‬م‪( ،‬ص‪.)166-150‬‬ ‫(‪ )5‬انظر بحث "أنسنة الحيوان في تراثنا األدبي صور مختارة منه عبر العصور وداللتها فيه"‪ ،‬مجلة المعرفة‪،‬‬ ‫سوريا‪ ،‬العدد ‪ ،524‬مايو ‪2007‬م‪( ،‬ص‪.)31-21‬‬ ‫(‪ )6‬انظر في تفصيل ذلك‪ :‬بحث"مالمح من رثاء الحيوان في الشعر العباسي (‪ ،")476-457‬طه محسن‬ ‫عبد الرحمن‪ ،‬أدب الرافدين العراق‪ ،‬العدد رقم‪1 ،7‬يناير ‪1976‬م‪( ،‬ص‪ .)471‬و"مراثي الطير والحيوان في‬ ‫الشعر العربي"‪ ،‬محمد خير الشيخ يوسف‪ ،‬مجلة التراث العربي ‪ ،‬سوريا‪ ،‬العدد‪ 1 ،40-39‬أبريل ‪1990‬م‪،‬‬ ‫(ص‪ .)54-44‬و"وصف الحيوان في شعر العصر العباسي الثاني"‪ ،‬رسالة ماجستير بجامعة الفيوم‪ ،‬منى‬ ‫حسن رجب السيد‪2013 ،‬م‪ .‬وقد روى ابن خير اإلشبيلي سنده لقصيدة في رثاء حمار أبي المظفار عبد‬

‫اللطيف بن حمزة األركشي‪ ،‬لذي الو ازرتين ابن أبي الخصال‪ ،‬انظر الفهرست‪( ،‬ص‪ ،)370‬وضع حواشيه‬ ‫محمد فؤاد منصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬ ‫(‪ )7‬انظر ديوان أمية بن أبي الصلت‪ ،‬جمع وتحقيق سجيع جميل الجبيلي‪( ،‬ص‪ ،)154-153‬دار صادر‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬ ‫(‪ )8‬الحيوان‪ ،‬للجاحظ‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون‪ ،)320/2( ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1996 ،‬م‪.‬‬ ‫(‪ )9‬الحيوان‪.)362/2( ،‬‬ ‫(‪ )10‬انظر‪ :‬ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي‪ ،‬تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم‪( ،‬ص‪-361‬‬ ‫‪ ،)364‬دار المعارف‪1985 ،‬م‪ ،‬ومجمع األمثال‪ ،‬الميداني(ت‪518‬هـ)‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد‪،‬‬ ‫دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪2004 ،‬م‪ ،)357 ،131 ،66/2( ،)391 ،383 ،356 ،327/1( ،‬والوديك في فضل‬ ‫الديك للسيوطي‪ ،‬مخطوط‪.‬‬ ‫(‪ )11‬ذكرها شاكر هادي شاكر‪ ،‬في كتاب "الحيوان في األدب العربي"‪( ،‬ص‪ ،)113-85‬مكتبة النهضة‬ ‫العربية‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪1985 ،1‬م‪.‬‬ ‫(‪ )12‬انظر موقع حماسة على الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.hamassa.com/2017/05/15/%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D‬‬ ‫‪.)/‬‬ ‫(‪ )13‬تذكرة ابن العديم‪ ،‬تحقيق إبراهيم صالح‪( ،‬ص‪ ،)73-71‬هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫(‪ )14‬فهرسة ابن خير اإلشبيلي‪ ،‬ص‪ ،370‬وسنده متصل لمؤلفي القصيدتين‪.‬‬ ‫(‪ )15‬انظر شعر ابن السيد البطليوسي‪ ،‬جمع وتوثيق ودراسة‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪60‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫(‪ )16‬ذكره الجاحظ في الحيوان في عدة مواضع‪ ،‬بدءا من (‪.)3/1‬‬ ‫(‪ )17‬ذكره السيوطي في مقدمة "الوديك"‪ ،‬مخطوط‪.‬‬ ‫(‪ )18‬صلة الخلف بموصول السلف‪ ،‬لمحمد بن سليمان الروداني‪ ،‬تحقيق الدكتور محمد حجي‪( ،‬ص‪-419‬‬ ‫‪ ،)420‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1988 ،1‬م‪.‬‬

‫(‪ )19‬عقود الجوهر فيمن لهم خمسون تصنيفا فمائة وأكثر‪ ،‬جالل بك العظم‪ ،)237/1( ،‬المطبعة األهلية‪،‬‬

‫بيروت‪1908 ،‬م‪.‬‬ ‫(‪ )20‬آنماري‪( ،‬ص‪.)25-24‬‬ ‫(‪ )21‬السابق‪( ،‬ص‪.)25-24‬‬ ‫(‪ )22‬الحيوان‪.)196 ،194-193/1( ،‬‬

‫(‪ )23‬اكتفيت بترحمة أبي القاسم الهبيري ولم أترجم البن خالويه؛ لشهرته‪.‬‬ ‫(‪ )24‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،‬ابن العديم‪ ،‬تحقيق سهيل زكار‪ ،)2788-2784/6( ،‬دار الفكر للطباعة‬ ‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ت‪.‬‬ ‫(‪ )25‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪.)2788-2786/6( ،‬‬ ‫(‪ ) 26‬كذا في بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،‬واألبيات بها خلل كبير عروضيا‪ ،‬وتكرر شطر كامل في البيتين‬ ‫‪.7 ،6‬‬ ‫(‪ )27‬نقل عنه ابن العديم نقال آخر في البغية‪.)3207/7( ،‬‬ ‫(‪ )28‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪.)2787/6( ،‬‬ ‫(‪ ) 29‬انظر بحث‪" :‬قصيدة في رثاء ديك ألبي الفرج األصبهاني‪..‬تحقيقا ودراسة"‪ ،‬على موقع حماسة‪ ،‬على‬ ‫الرابط‪:‬‬ ‫( ‪(/ http://www.hamassa.com/2017/05/15/%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF‬‬ ‫(‪ُ )30‬جم َع غالب ما قيل في وصف الديك في كتاب الحيوان في األدب العربي‪- 89/2( ،‬ص‪.)112‬‬ ‫ركب‪.‬‬ ‫(‪ )31‬الفنيق‪ :‬الفحل المكرم‪ ،‬ال ُي ْؤَذى عند أهله وال ُي َ‬ ‫(‪ )32‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪.)2786-2784/6( ،‬‬ ‫(‪ )33‬الحنزاب‪ :‬الديك‪.‬‬ ‫(‪ )34‬تنتضيه‪ :‬تختاره‪.‬‬ ‫(‪ )35‬أبيض عاجيًّا‪ :‬شديد البياض يضرب إلى الصفرة‪.‬‬ ‫(‪ )36‬وأسود دجوجيًّا‪ :‬شديد السواد‪.‬‬ ‫(‪ )37‬حالكا‪ :‬شديد السواد‪.‬‬ ‫(‪ )38‬واليقق‪ :‬الشديد البياض‪.‬‬ ‫(‪ )39‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وديك موشح‪ :‬إذا كان له خطتان كالوشاح‪ .‬والبلق‪ :‬سواد وبياض‪.‬‬ ‫(‪ )40‬تصحفت في شرح ابن خالويه إلى "المومج"‪ ،‬وقال في تفسيرها‪ :‬المفتول الخلق‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪61‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫الكَنافج‪ :‬وهو السمين‪.‬‬ ‫الك ْنفج‪ :‬المنتفخ‪ .‬كذا قال ابن خالويه‪ ،‬وما وجدته في المعاجم هو ُ‬ ‫(‪ )41‬و ُ‬ ‫البس ُبرنس‪.‬‬ ‫(‪ )42‬والمبرنس‪ :‬كأنه ٌ‬ ‫(‪ )43‬والمدبج‪ :‬كأنه البس ديباج‪.‬‬

‫(‪ )44‬والمخرفج‪ :‬السمين المحسن الغذاء‪.‬‬ ‫(‪ )45‬والبادي‪ :‬الظاهر‪ .‬قال ابن العديم‪":‬قلت‪ :‬وهذا في رواية ابن خالويه‪ ،‬ووقع إلي في غير هذه الرواية‪:‬‬

‫بازي المنقار؛ أي شبيه بمنقار البازي"‪.‬‬

‫(‪ )46‬عند ابن العديم ف ي النص وفي الشرح‪":‬مونف" بالتخفيف‪ ،‬وقال ابن خالويه‪" :‬مونف‪ :‬مرتفع"‪ .‬ولم أجد‬ ‫هذا المعنى فيما بين يدي من معاجم‪ ،‬والذي فيها‪ :‬المحدد من كل شيء‪ ،‬والمسوى‪.‬‬ ‫(‪ )47‬قال ابن خالويه‪":‬وقوله َزَمجي الوجه‪ :‬أي شبيه بالزمج‪ ،‬كما تقول وجه متترك يشبه األتراك"‪ ،‬وفي‬ ‫اللسان(زمج)‪َ :‬زَمجي‪ :‬بمعنى ممتلئ الوجه‪.‬‬ ‫(‪ )48‬مفوفه‪ :‬فيه سواد وبياض‪.‬‬ ‫(‪ )49‬مدملك‪ :‬مدور‪.‬‬ ‫(‪ )50‬الهامة لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وهو الرأس‪.‬‬ ‫(‪ )51‬ومحدرج الحلقوم‪ :‬أملس‪.‬‬ ‫(‪ )52‬مستجاف الحوصلة‪ :‬واسع‪.‬‬ ‫(‪ )53‬لم يفسرها ابن خالويه‪ ،‬وهي بمنزلة المعدة‪.‬‬

‫(‪ )54‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والبلعوم‪ :‬مجرى الطعام في الحلق وهو المريء‪.‬‬ ‫(‪ )55‬رحيب المبرج‪ :‬واسع البرج‪ ،‬يعني نظر عينيه‪.‬‬ ‫(‪ )56‬وبارز الصماخين‪ :‬أي ظاهر األذنين‪.‬‬ ‫(‪ )57‬والرعثان ما تدلى من حنكه ومذابحه‪ ،‬شبهه بقرطين؛ ألن القرط يقال له الرعثة‪.‬‬ ‫(‪ )58‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وهو حجر يصنع منه خرز وفصوص حمراء‪.‬‬ ‫(‪ )59‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وشقيق‪ :‬مفرد شقائق النعمان‪ ،‬وهو نبات له زهرة حمراء‪.‬‬ ‫(‪ )60‬وقوله عنق أغلب‪ :‬يعني غليظ‪.‬‬ ‫(‪ )61‬وأعنق‪ :‬طويل‪.‬‬ ‫(‪ )62‬وقانئ‪ :‬شديد الحمرة‪.‬‬

‫الف َرق‪ :‬ذو ُع ْرَف ْين للذي‬ ‫(‪ )63‬لم يفسره ابن خالويه هنا‪ ،‬وجاء في تاج العروس (ف ر ق)‪":‬‬ ‫أفر ُق بي ُن َ‬ ‫ٌ‬ ‫وديك َ‬ ‫انفرَقت ُق ْن ُزَعتُه"‪.‬‬ ‫ُعرُفه َمْف ٌ‬ ‫روق‪ ،‬وذلك ْ‬ ‫ابن خاَل َويه‪ٌ :‬‬ ‫النفراج ما َ‬ ‫بين ُهما‪ .‬وقال ُ‬ ‫ديك أ ْف َر ُق‪َ :‬‬ ‫(‪ )64‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬الديباج‪ :‬ضرب من الثياب‪.‬‬ ‫(‪ )65‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬ويزف‪ :‬يمشي بسرعة مع تقارب الخطو وسكون‪.‬‬ ‫(‪ )66‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وشف‪ :‬نقص‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪62‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫(‪ )67‬والماثل‪ :‬القائم‪.‬‬ ‫(‪ )68‬والمريخ‪ :‬نجم‪.‬‬ ‫(‪ )69‬وأينع‪ :‬نضج‪.‬‬ ‫(‪ )70‬لم يفسره ابن خالويه‪ .‬والجلنار‪ :‬الرمان البري‪.‬‬ ‫(‪ )71‬والحماض‪ :‬نبات أحمر شبه به ُعرفه‪.‬‬

‫(‪ )72‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والبراري‪ :‬جمع برية وهي الصحراء‪.‬‬ ‫(‪ )73‬في المتن"جمح"‪ ،‬وهو تصحيف‪ ،‬وقال ابن خالويه‪ :‬برشم وحمج‪ :‬أدام النظر‪.‬‬ ‫(‪ )74‬وخدرة‪ :‬غليظة‪.‬‬ ‫(‪ )75‬والمحجج‪ :‬من الحجاجين وهي عظام المقلة‪.‬‬ ‫(‪ )76‬ويطرف عن فصوص الياقوت‪ :‬شبه حمرة َح َدقته بذلك‪.‬‬ ‫(‪ )77‬والزور ‪ :‬الصدر‪.‬‬ ‫(‪ )78‬مولع‪ :‬منقش‪.‬‬ ‫(‪ )79‬والجؤجؤ‪ :‬الصدر‪.‬‬ ‫التار‪ :‬السمين‪.‬‬ ‫(‪ )80‬و ُّ‬

‫(‪ )81‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وسليب‪ :‬ضامر‪.‬‬ ‫المؤجد‪ :‬الشديد‪.‬‬ ‫(‪ )82‬و َ‬ ‫(‪ )83‬والزف‪ :‬الريش‪.‬‬ ‫(‪ )84‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬ولعله أنبوب الريش‪.‬‬ ‫(‪ )85‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وهو ضرب من األكسية‪.‬‬

‫(‪ )86‬قال ابن خالويه‪ :‬والرياط‪ :‬البيض‪ .‬وتقول المعاجم‪ :‬هي المالءة البيضاء من قطعة واحدة‪ ،‬وال تكون‬ ‫الرياط إال بيضاء‪.‬‬ ‫الع ْصب‪ :‬ثياب اليمن‪.‬‬ ‫(‪ )87‬و َ‬ ‫(‪ )88‬وقوادمه‪ :‬ريش‪.‬‬

‫(‪ )89‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬ولعله يقصد بقواطع األقالم‪ ،‬فضالت بري القلم بشكلها الهندسي‪.‬‬ ‫(‪ ) 90‬لم يفسره ابن خالويه‪ :‬الحواشي‪ ،‬األطراف‪ ،‬مفردها‪ :‬حاشية‪ .‬واألعالم‪ :‬الثوب المرقم في أطرافه‪ ،‬مفردها‬ ‫َعَلم‪.‬‬

‫ضابة العيدان‪ ،‬وهو ما سقط من أعالي‬ ‫(‪ )91‬كذا ولم أهتد لصوابها‪ ،‬ولم يفسرها ابن خالويه‪ ،‬واألقرب لها ‪ُ :‬ق َ‬ ‫عيدان الشجر‪ .‬انظر اللسان(ق ض ب)‪.‬‬ ‫(‪ )92‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والرخص‪ :‬الناعم‪ ،‬والبنان‪ :‬األصابع‪.‬‬ ‫(‪ )93‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وشايل‪ :‬مرفوع‪.‬‬ ‫(‪ )94‬والسروال‪ :‬يعني الريش الذي عليه‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪63‬‬


‫د‪ .‬محمد علي عطا‬

‫البن خالَويهِ‬ ‫ِ‬ ‫وص ِ ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الهبَيْرِ ِ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ف ديْك ألبي القَاسم ُ‬ ‫ي وشرحُ غَريبِه ِ َ َ ْ‬

‫(‪ )95‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬ودرماء‪ :‬ليس لرؤوس عظامها حجم‪.‬‬

‫(‪ )96‬عند ابن العديم‪" :‬خط"‪ ،‬وشرحها ابن خالويه مباشرة دون إعادة ذكرها‪ ،‬بقوله‪":‬منسوب إلى الخط وهي‬ ‫قرية على شاطئ البحر"‪.‬‬ ‫(‪ )97‬والظنبوب‪ :‬عظم الساق‪.‬‬ ‫(‪ )98‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والشراك‪ :‬الن ْع ُل‪.‬‬

‫(‪ )99‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والصيصة‪ :‬مخلب الديك الذي في ساقه‪.‬‬ ‫(‪ )100‬عند العراك‪ :‬يعني القتال‪.‬‬ ‫(‪ )101‬والشرنبث‪ :‬يعني الغليظ‪.‬‬ ‫(‪ )102‬الششن‪ :‬يعني الغليظ‪.‬‬ ‫(‪ )103‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والبراثن‪ :‬المخالب ‪.‬‬ ‫(‪ )104‬ونبث‪ :‬أخرج التراب‪ ،‬واالرتفاع‪.‬‬ ‫ض‪.‬‬ ‫(‪ )105‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وضبث‪َ :‬قَب َ‬

‫قصير ال ُيْل َح ُق‪.‬‬ ‫(‪ )106‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬ورمح نيزك‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ )107‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والقداح مفردها قدح‪ ،‬وهو السهم قبل أن يوضع فيه النصل والريش‪.‬‬ ‫(‪ )108‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬واإليفاد‪ :‬القدوم واإلشراف‪.‬‬ ‫(‪)109‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والزيفان‪ :‬التبختر في المشي‪ ،‬ونشر الجناحين والذنب على األرض‪ .‬انظر‬ ‫التاج(ز ي ف)‪.‬‬ ‫(‪)110‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والسفاد‪ :‬الجماع‪.‬‬ ‫(‪ )111‬واألشغى‪ :‬المختلف المنقار‪.‬‬ ‫(‪ )112‬واألورق‪ :‬الطويل‪.‬‬

‫(‪ )113‬واألضجم‪ :‬المعوج‪ ،‬وكذلك األجوق‪.‬‬ ‫(‪ )114‬واألحص‪ :‬القليل الريش‪.‬‬ ‫(‪ )115‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وزاف‪ :‬إذا نشر جناحيه وذنبُه على األرض‪.‬‬ ‫(‪ )116‬وسدل‪ :‬أسبل‪.‬‬

‫(‪ )117‬والعترفان‪ :‬الديك‪.‬‬ ‫(‪ )118‬وبذه‪ :‬سبقه‪.‬‬ ‫(‪ )119‬وراقه‪ :‬أعجبه‪.‬‬ ‫(‪ )120‬جاء في الشرح‪":‬والرغل"‪ ،‬والمثبت هو الصواب‪ ،‬وقال ابن خالويه في تفسيره‪" :‬النشاط"‪.‬‬ ‫(‪ )121‬احزأل‪ :‬ارتفع‪.‬‬ ‫(‪)122‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وصفق‪ :‬ضرب بجناحيه‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪64‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫(‪)123‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬واستقل‪ :‬نهض للطيران وارتفع في الهواء‪.‬‬ ‫(‪ )124‬وارتاح‪ :‬نشط‪.‬‬ ‫(‪)125‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬وأجلب‪ :‬أحدث دويا وصوتا مرتفعا‪.‬‬ ‫(‪ )126‬والغابق‪ :‬الذي يشرب الغبوق‪ ،‬وهو شرب العشي‪.‬‬ ‫(‪)127‬لم يفسره ابن خالويه‪ ،‬والصبوح‪ :‬شراب الصباح‪.‬‬ ‫(‪ )128‬ومعاطاة‪ :‬مناولة‪ ،‬وناولته وعاطيته واحد‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪65‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‬ ‫ دراسة في الواقع والمأمول ‪-‬‬‫د‪ .‬حورية بكوش‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫الملخص ‪:‬‬

‫ظّلت عالقة الفن بالمعتقد عالقة غير واضحة يرفضها البعض باعتبار الفن جمال ال‬

‫غير ويراها البعض اآلخر عالقة شرعية باعتبار الفن هو عصارة مافي داخلنا من رؤى‬ ‫وأفكار ومعتقدات ‪ .‬حاولت هذه الدراسة تسليط الضوء على عالقة الفن باإلسالم كعقيدة‬

‫أن وجود نقد‬ ‫‪.‬كما تطرقت إلى نظرية النقد اإلسالمي وصفا ونقدا لتخلص في األخير إلى ّ‬ ‫إسالمي ال يعني التفريط في لذة النص ومتعته وجماله كما ال يعني تلك االيديولوجيا‬ ‫الفاضحة ‪.‬‬ ‫المنهج اإلسالمي في النقد ليس بمعزل عن متغيرات العالم واألدب العالمي اإلنساني‬

‫لكنه منهج يقظ ينتقي ما يوائم خصوصيات تصوراتنا الدينية‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬النقد اإلسالمي‪ ،‬الحضارة‪ ،‬الهوية‪ ،‬اإلنتماء‪ ،‬العقيدة‪.‬‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫‪The relationship between art and belief has always been‬‬ ‫‪ambiguous. A reality that some refute because they consider art only as‬‬ ‫‪aesthetic. While others think that it is a legal relationship to the extent‬‬ ‫‪that art is the quintessence of what is buried in us, visions and beliefs.‬‬ ‫‪This study attempts to highlight the relationship between art and Islam‬‬ ‫‪as a belief through the theory of Islamic criticism. We will try to‬‬ ‫‪demonstrate that Islamic criticism does not aim at marginalizing the‬‬ ‫‪beauty and pleasure of the text.‬‬ ‫‪The Islamic approach in criticism is not isolated from global‬‬ ‫‪changes and world literature but constitutes a modern approach that‬‬ ‫‪follows our religious visions.‬‬ ‫‪Keywords: Islamic criticism, civilization, identity, belonging, belief.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪66‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫حري بنا قبل الخوض في قضية عالقة المنهج النقدي باالنتماء الحضاري ‪ ،‬ان نعرج‬

‫على بعض المصطلحات التي تصنع هذا المشهد الذي أصبح بحكم اختالف الرؤى وتباين‬

‫المواقف من مدى وشائجية النقد واالنتماء الحضاري أصبح معتركا نقديا مستشريا ‪ ،‬يضاف‬ ‫إلى زخم المعارك األدبية والنقدية التي تحفل بها ذاكرة الفن عموما ‪.‬‬

‫المنهج ‪:‬حسب ما جاء في لسان العرب البن منظور من مادة نهج‬

‫‪1‬‬

‫ض ُح ُه والمنهاج كالمنهج‬ ‫وم ْن َه ُج الطريق َو َ‬ ‫ونهج طريق ونهج ّ‬ ‫‪:‬بين واضح سبيل ومنهج كنهج َ‬ ‫‪2‬‬ ‫لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا‬ ‫وفي القرآن الكريم ‪ّ :‬‬ ‫فما جاء في لسان العرب حول المنهج يتفق حول معنى الوضوح واإلبانة ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬تجمع كل التفريعات الموجودة في لسان العرب المادة نقد على ‪:‬‬

‫التمييز –إخراج الزيف – الضرب – اختالس النظر‪-‬اللدغ – ونقد الناس عابهم‬

‫‪3‬‬

‫وهي افعال حركية دينامية تتجه نحو اآلخر في حركة تغيير وتمحيص فال تخلو الشروح‬ ‫القاموسية للفظة من فعاليات المصطلح وأداءاته بل تاثيراته ‪.‬‬

‫وتشعبت تعاريف النقد حتى يعجز الدارس عن حصرها‪ ،‬وسأكتفي ببعض التعاريف المنتقاة‬ ‫حسب مقتضيات البحث ‪.‬‬

‫«‪..‬النقد تحول فكري من مجال الخلق الفني إلى محاولة إحكامه بأدوات فنية تفضي إلى‬ ‫السيطرة على الظاهرة اإلبداعية بواسطة العقل ‪ ،‬فالنقد معرفة ‪ ،‬وهو معرفة من طبيعة خاصة‬

‫‪ ،‬إذا نظرت إليه من زاوية الفن قلت إنه علم الفن القولي ‪،‬‬

‫وإذا نظرت إليه من زاوية اللغة قلت إنه علم القول الفني ‪...‬وال يضير في ذلك شيء أنه علم‬ ‫لألدب ‪.‬له مقايييسه الخاصة وله مناهجه التي يتوسل بها أصحابه كما له منظومته النوعية‬ ‫من المفاهيم والمصطلحات ‪»..‬‬

‫‪4‬‬

‫في هذه اإلضاءة التي جاد بها الدكتور عبد السالم المسدي محاولة جادة لإلمساك بعصا‬

‫النقد من الوسط واإلقرار بعلميته‪ ،‬مع فنيته ‪ .‬وأنه جهاز قائم بذاته له مناهجه وطرائقه‬ ‫فضال عن مصطلحاته ‪.‬‬

‫أما صالح فضل فيرى أن النقد هو « ‪ ..‬التذوق الجمالي لألدب والتواصل الشخصي الحميم‬

‫مع اإلبداع اللغوي الفني ‪..‬واالستجابة الكلية لما تثيره فينا النصوص من حس وشعور ‪..‬وما‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪67‬‬


‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫تقدمه من فكر عاطفي ‪..‬وما تنتجه من متعة رائعة وتواصل حلو ومطارحة بهيجة ‪..‬بحيث‬ ‫يصبح هذا النقد عشق الفن الموصول ولذته الدائمة ‪»..‬‬

‫‪5‬‬

‫هذا التعريف يتوقف إلى درجة كبيرة على خواص اللغات اإلبداعية وفاعلية عناصرها‬

‫الموروثه ودرجة تداخلها مع اللغات السمعية والبصرية ‪.‬‬

‫فالتذوق والتواصل الشخصي والحس والشعور‪،‬‬

‫كّلها كيانات مستقلة غير قابلة للتعميم‬

‫عصية على الفهم التام مما يجعل النقد رهين اللغة والشخصية والمذاق المحلي ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ويجعله إبداعا بل لغة تستقرئ لغة ‪..‬‬

‫بيد أن صالح فضل يفتح عيون الباحثين على تمفصل واضح بين النقد ونظرية النقد ؛‬ ‫فهذه األخيرة أمر آخر ‪..‬‬

‫«إنها [أي النظريات ]الفروض الكبرى التي يقدمها الفكر عن ماهية األدب وعالقته بالواقع‬ ‫وطبيعة المتخيل وكيفية تشكيله أي أنها تتضمن نظرية األدب ذاته من ناحية ومناهج تناوله‬

‫وتحليله من ناحية اخرى ‪» ..‬‬

‫‪6‬‬

‫فنظرية النقد – إذن‪ -‬هي النقد ممنهجا ومتسلحا بفتوحات العلوم التي تصب بفروعها في‬ ‫األدب‪.‬‬

‫أما الدكتور عبد المالك مرتاض فيرى أن النقد بأبسط نظرة ‪ ،‬هو تقديم تعليق على عمل‬ ‫أدبي ولكن بحساسية مرهفة تسعى إلى إبراز األسس الجمالية ومخبوءات النصوص لكل‬

‫سالك ‪ ،‬ليصل إلى الحكم على األدب بأنه ينتمي إلى أشكال التبليغ االسمى‪ ،‬في حين‬ ‫ينتمي النقد إلى اإليديولوجيات ‪،‬والثقافات واالتجاهات الفكرية والنظريات المعرفية‪ .‬فالكتابة‬ ‫أدب قوامه الخيال والنقد كتابة قوامها المعرفة‬

‫‪7‬‬

‫ال يمكن الزعم أن المصطلح قابل للقبض أو الجزم لكننا نكتفي بالقول بأنه الوسيلة المثلى‬ ‫لفهم األثر والبحث في دالالته ومضامينه ‪.‬‬ ‫‪ -1‬عالقة الفن عموما بالمعتقد ‪:‬‬

‫ولكننا ما نفتأ نغادر عتبات المصطلح حتى نواجه جدال أعتى تبدأ خيوطه من جدلية‬

‫غائية األدب ‪.‬‬

‫فال يزال األدب منذ اكتحلت عين الدهر به رهين األسئلة الخالدة ‪:‬‬ ‫ماذا نكتب ؟ ولمن نكتب ؟ وماذا ينبغي أن نكتب ؟ وماذا سيتحقق بالسواد الملقى في‬ ‫البياض ؟؟‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪68‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫تبنى أجوبة معينة واعتقدها ‪..‬‬ ‫وانبثق عن هذه األسئلة تياران عظيمان كل تيار ّ‬ ‫فكانت المدارس والمذاهب ‪( :‬الفن للفن) و(الفن للحياة) كصلبين ولدا بقية التشقيقات ‪..‬‬

‫مما جعل النقد تبعا لذلك يعرف اتجاهات تتصدى لألثر األدبي منشقة عن صلب من‬ ‫الصلبين المذكورين‬ ‫فاألثر األدبي اختصا ار هو صنعة فنية وتجربة حياتية ذاتية كانت ‪ ،‬أو من خصوصيات‬

‫اآلخر دون أن نلغي دور الخيال في اصطياد الطرائد التي أفلتها الواقع فاستأثر بها الخيال ‪.‬‬

‫واألدب يحسن صوغ هذه التجارب وتقديمها بشكل مؤثر ‪.‬‬

‫ذلك أن النص ينماز ببنيته ‪ ،‬ال سيما إذا كان شعريا وألمع الجاحظ إلى ذلك حين قال في‬ ‫ِسْف ِرهِ الحيوان ‪:‬‬

‫«المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي والمدني ‪..‬وإنما‬ ‫الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج وكثرة الماء وصحة الطبع وجودة السبك‬

‫‪» ...‬‬

‫‪8‬‬

‫ذلك أن ما يمنح النص سمة األدبية صياغته وكما يقول الدكتور عبد السالم المسدي ‪:‬‬

‫خصوصية الصياغة تظل شرطا واجبا لتحول التركيب اللغوي إلى نسيج أدبي‬

‫‪9‬‬

‫فاإلقرار بل التسليم بوجود بنية نصية خاصة جعلت أصواتا كثيرة ترتفع داعية إلى استقالل‬ ‫الحكم النقدي عن االرتباط بأي معيار آخر غير فني ‪ ،‬سواء كان هذا المعيار أخالقيا‪،‬‬

‫سياسيا أو اجتماعيا وتمخص عن هذا التصور ظهور اتجاه يدعو إلى الفنية الخالصة أو‬ ‫الفن للفن‪ ،‬منزها عن أي غاية نفعية بل هي نظريات قامت تشيد بالجمال في الفن وتقول‬ ‫بتخليصه من النفعية أو الغائية‪ ،‬وعزله عن وظيفته االجتماعية بل اإلنسانية ‪ ،‬لتجعل‬ ‫األنظار كلها ممحضة تتجه إلى التشكيل اللفظي وحده وهي نظريات أوغلت في فصل الشكل‬

‫عن المضمون ‪.‬‬

‫إذن هل يمكن بمكان الحديث عن فن ال يتلون بمعتقد ؟ونقد ال يحتكم إلى رؤى عقدية ؟‬

‫بل هل نستطيع التحرر من مخزوننا العقدي وموروثاتنا اإليديولوجية ؟‬ ‫الواقع أن المؤلفات األدبية ليست أشكاال منغلقة على ذواتها‪ ،‬وإنما من داخلها تكمن عالقات‬

‫معقدة بين األدبي وغير األدبي فالنص ال يكتب من فراغ ‪..‬إنه حصيلة مرئيات المجتمع‬ ‫وإمالءات الهوية‬

‫‪10‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪69‬‬


‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫فاألدب باعتباره بنية لغوية جمالية ال ينقص من أدبيته كونه ملتقى النوازع النفسية والثقافية‬ ‫لألمة مبصوما برؤيتها الحضارية والجمالية للعالم والوجود مشحونا بخصوصية صالتها‬ ‫الوجدانية باألشياء‬

‫‪11‬‬

‫فوجود فاعليات ونظريات أدبية وجمالية ليس معناه استحواذها على كل طاقات النص ‪ ،‬بل‬

‫إنها تتفاعل مع قنوات معرفية أخرى توجهها زاوية نظر إيديولوجيا مذهبية عقدية في كل‬ ‫األحوال ‪.‬‬ ‫وعليه فإن النص الذي تعتمل فيه كل هذه الطاقات والذي ال يكتب من فراغ بل إنه منتظم‬

‫برؤى الحضارة ومشحون بإف ارزات الوجدان ال يجب أن يواجه إال بنقد يحتفي بهذه التركيبة ‪.‬‬

‫وعبثا يدعي بعض ممارسي العملية النقدية انعدام سلطان اإليديولوجية فيما يقدمون بدعوى‬ ‫جدار الجمالية الفاصل والحياد والموضوعية ‪..‬‬ ‫هذا ادعاء باطل يغمط واقعا‪ ،‬إن لم يكن ّبينا فهو موجود ‪ ،‬إذ ال يمكن فصل األدب والنقد‬ ‫عن التصورات العقدية والرؤى اإليديولوجية ‪.‬‬

‫ونحن نتناول قضية صلة العقيدة باألدب نواجه مصطلحات تتداخل مع العقيدة وهي‬ ‫اإليديولوجية والدين وال مجال للتوسع هنا إال بقدر ما يدفع الغموض أو الخلط ‪..‬‬ ‫فالعقيدة هي كل ما يعتقده الفرد سواء كان سماويا أو بشريا من صنع العقل اإلنساني‬

‫والدين هو تصور شامل عن الكون والحياة واإلنسان فينعكس على نشاطات اإلنسان كلها‬ ‫على سلوكه وثقافته ويلونها بلون خاص ‪.‬‬

‫وقد يكون هذا االنعكاس بار از مباش ار وقد يكون خفيا ‪ ،‬والدين في األخير هو الضمير‬ ‫الجمعي لألمة والجماعة‬

‫‪12‬‬

‫فالعقيدة كما سبق هي ما نحمله من معتقدات بغض النظر عن مصدرها ‪ .‬والدين كما‬ ‫أسلفنا هو العقيدة السماوية ‪.‬في حين ُي َرَّو ُج لمصطلح اإليديولوجية بشكل أكبر وهي – أي‬ ‫األيديولوجيا ‪ -‬مجموعة األفكار ووجهات النظر التي تكونها الجماعة البشرية عن ذاتها‬ ‫وموقفها اإلستراتيجي من اآلخرين وتستمدها من خبرتها العريقة في التاريخ والموروث‬

‫الحضاري مما يشكل رؤيتنا للعالم‬

‫‪13‬‬

‫فاإليديولوجية معتقد بشري ‪...‬‬

‫لتبني معتقد ‪..‬بل إن اإللحاد‬ ‫والقول فيما سبق يدفعنا إلى الجزم بأن في اإلنسان ميال غريزيا ّ‬ ‫في حد ذاته معتقد أوليس إيديولوجيا تبنى على تأليه الطبيعة ؟‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪70‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫إذن وجود فن في محضن عقائدي إيديولوجي ليس سبة لألدب أو إطراحا ألدبيته ‪.‬‬ ‫وعد الكاهن أول أديب وكل حضارة‬ ‫فالتاريخ يشهد على والدة األدب في أحضان العقيدة ّ‬ ‫انطلقت من معتقد‬ ‫معين ‪ :‬فالفرعونية أّلهت الفرد وفتشت له عن الخلو‪ ،‬واليهودية قامت على معتقد شعب هللا‬

‫المختار ‪ ،‬واإلسالم قام على التمايز الصحيح بين الخالق والمخلوق والنظر إلى الخلود كعالم‬ ‫مستقل ‪.‬‬

‫ووجود عقيدة كما أسلفنا ليس معناه التفريط في جمال النص بل بالعكس هما عالمان‬

‫متجانسان « ‪..‬كل منهما يهدف إلى تجميل الحياة وإعطائها قيمة وهدفية وكل منهما يهدف‬ ‫إلى إسعاد اإلنسان وجعله قيمة كبرى في هذه الحياة وهو يكون قيمة كبرى حين يتجاوب مع‬

‫هذين العالمين فمن الدين يستلم القيم وفي األدب يجسد هذه القيم ويسير على هداها‪» ..‬‬

‫‪14‬‬

‫إذن ال يمكن أن نلغي عالقة الفن بأي حال من األحوال بالروح والعقيدة والمحيط ‪،‬‬

‫فااللتزام مطلب حضاري ألنه يعني تواصل اإلنسان مع العصر وعيشه فيه ‪ ،‬والفن حسب‬ ‫روم الندو صاحب كتاب اإلسالم والعرب رمز حقيقي لموقف صاحبه من هللا ومن العالم‬ ‫الذي يحيا فيه‬

‫‪15‬‬

‫تعد األغاني‬ ‫وعبر التاريخ نشأ األدب في أحضان العقيدة بدءا بحلقته األولى اليونانية حيث ّ‬ ‫عدت منها التراجيديا والكوميديا أصداء لطقوس‬ ‫المقدسة بواكير الفن القولي فالمسرحية التي ّ‬

‫األعياد الدينية منذ عصور سحيقة ‪.‬‬ ‫ومرو ار بالرومانية فالحال ذاتها ‪..‬‬

‫صبغت بالمفاهيم‬ ‫ناهيك عن اآلداب األوروبية في عصورها الوسيطة كلها آداب ُ‬ ‫والتصورات الدينية في مراحلها المختلفة وظل األدب األوروبي حتى أواخر عصر النهضة‬

‫يجيب عن التساؤالت الكبرى ويرسم تصوره للوجود غرفا من معين الدين ‪.‬‬

‫حتى كان االنفصال عن الدين دون أن يكون انفصاال عن المعتقد أيا كان نسيجه والمتتبع‬ ‫للمذاهب األدبية الغربية ال يعدم وجود معتقدات خاصة أو ايديلوجيات صنعت المذهب‬

‫أسست له بنيانه ‪.‬‬ ‫وّ‬ ‫قد يطول الحديث عن عالقة المعتقد بالفن ومن ثمة بالنقد كفعالية امتالك لهذا الفن ‪..‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪71‬‬


‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫لكن المؤكد أن تفعيل العقيدة في األدب دعوى غير منطقية كدعوى تعطيلها ألنه وبشكل آلي‬ ‫تدخل معتقداتنا وأفكارنا حرم نتاجنا ونقدنا وبثنا وتلقينا واإلقرار بالضد سراب يحسبه الظمآن‬ ‫ماء ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لماذا نظرية أدب ونقد بديلين للنظريات الحداثية ؟‬

‫انتقل النقد من مرحلته السياقية التي وسمت بل عِّيرت بالمعيارية وباالهتمام بما هو‬ ‫خارج عن مجال النص كالتاريخ والبيئة وصاحب النص‪ ،‬إلى مرحلة ما يطلق عليه بالنقد‬

‫الحديث‬ ‫سادت‬

‫الحركة أنجلو أمريكية خالل النصف األول من القرن العشرين ‪ ،‬وقامت هذه‬

‫الحركة‪ -‬التي أولت عناية خاصة بالنسق‪ -‬على أسس وخصائص منهجية عامة تلخص في‬ ‫‪:‬‬

‫‪ -1‬االهتمام بالتحليل العلمي للنص ونبذ المعيارية ما أمكن ‪.‬‬ ‫‪ -2‬نبذ االلتزام ورفض استخدام األدب وسيلة لغاية رسالية معينة ‪.‬‬ ‫وفي حركة استيراد أعمى منظم تبررها مقولتا ؛ علمية النقد وعالميته ‪ ,‬حّلت النظريات‬ ‫الحداثية بوادينا منادية بضرورة فصل األدب عن أي معتقدات ‪.‬‬

‫في هذا السياق يقول الدكتور احمد درويش في ندوة إشكالية الناقد المعاصر والتنظير‬

‫الغربي ‪:16‬‬ ‫على األديب الناقد أن يتمثل االتجاهات والنظريات النقدية الحديثة ليجيد طرحها بما‬ ‫يتناسب مع معطيات واقعه الثقافي خاصة بما يتعلق بخاصية اللغة ‪..‬‬

‫ثم يضرب مثال عن المذهب الرومانسي الذي ظهر في النصف األول من القرن‬

‫العشرين عندنا ‪ ،‬في حين كان في أوج ازدهاره في الغرب في القرن التاسع عشر حيث‬

‫كان المناخ مناسبا لتطوره هناك السيما غداة الحرب العالمية األولى ‪.‬‬ ‫وكأننا حين نستورد مذهبا نحسب أنه ِ‬ ‫فصل لنا لنكتشف بعد ممارسة وأخرى انه ليس‬ ‫ّ‬ ‫على مقاسنا ‪.‬‬

‫لذلك يعيب هذا الباحث االنفتاح العشوائي على فكر الغرب دون االنتقاء والفرز‬

‫والتطويع ‪،‬واإلضافة ودون النظر في قضية المواءمة ودون النظر إلى خصوصياتنا‬ ‫الحضارية والثقافية‬

‫‪17‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪72‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫لقد تحولت هذه النظريات المستوردة منذ البنيوية إلى نظريات في ظواهر اإلبداع األدبي‬ ‫من منظور جمالي بحيث لم تعد نظريات في الحياة ‪.‬‬

‫فالشكالنية مثال أعلت من شأن الشكل في األدب وجعلته المحور األساس لإلشادة أو‬ ‫القدح بالعمل الفني بل نادت إلى علمنة الدراسة األدبية ونادت بموت صاحب الشكل‪.‬‬

‫وموته البد ّأنه موت لكل مرجعية أو هدفية ‪.‬‬ ‫عدت اللغة شكال للتعبير‪ ،‬أو أداته وهي ال تحمل أي معنى‬ ‫والبنيوية كشكالنية مفرطة ّ‬

‫ثم‬ ‫‪ ،‬والمدلول عبرها مندمج في الدال ومن أجل ذلك رفضت مضمون اللغة ومن ّ‬ ‫وعدته مجرد شكل ‪.18‬‬ ‫مضمون الكتابة ّ‬ ‫البنيوية رفضت كل ما سبق من مدارس نقدية ‪،‬وبأسسها ّقوضت الجهود السابقة‬ ‫ويمكن إجمال هذه األسس في ‪:‬‬

‫‪ -1‬النزوع إلى الشكالنية‬ ‫‪ -2‬رفض التاريخ‬

‫‪ -3‬رفض المؤلف‬ ‫‪ -4‬رفض المرجعية االجتماعية‬ ‫‪ -5‬رفض المعنى من اللغة‬

‫‪19‬‬

‫إذن سعت البنيوية إلى علمنة النقد إلنارة النص‪.‬وبدل إنارته حجبته اللغة النقدية‬

‫المراوغة التي تلفت النظر إلى نفسها متذرعة بعلمية التفسير للنص األدبي ولم تحقق‬ ‫المعنى ‪...‬فانشغلوا بآلية الداللة ونسوا ماهية الداللة ‪ ،‬وانهمكوا في تحديد األنسقة‬ ‫واألنظمة كيف تعمل وتجاهلوا ماذا يعني النص وتحولوا في األخير إلى سجناء‬

‫للغة‬

‫‪20‬‬

‫وفضال عن فشلها في صيد المعنى فقد حاولت تغييب الخصوصية الفنية للنص الواحد‬ ‫في تميزه كيف ال والبنيوية قتل لإلنسان ‪.‬‬

‫األسلوبية تتداخل مع البنيوية وتنظر إلى األدب نظرة لغوية وتعلي من شأن األساليب‬

‫وتدرسها علميا ‪ ،‬كما ينبغي أن نشير إلى التفكيكية أو التشريحية ‪ ،‬وهو نبأ جديد يدعو‬ ‫إلى استنطاق النص والوصول إلى فرضيات وعلى عكس البنيوية تقوم التفكيكية على‬ ‫سلطة القراءة وتفضل سلطة الرسالة والمرسل إليه ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪73‬‬


‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫وهي رفض لعلمية النقد التي نادت بها البنيوية والشك في كل ما اختمر في الممارسات‬ ‫السابقة من أنظمة وقوانين وتقاليد وتحولت إلى ما ال نهاية المعنى واستبدلوا بعلمية النقد‬

‫أدبية اللغة النقدية ووصلوا في آخر المطاف إلى ما وصل إليه البنيويون وهو حجب‬

‫النص‪.‬‬

‫وخالصة األمر أن البنيوية والتفكيكية وهما أبرز النظريات الحداثية انطلقت من رفض‬ ‫مشترك للمذاهب النقدية السابقة واتجهت إلى هدف واحد أوحد هو تحقيق المعنى ‪،‬‬

‫فانتهى البنيويون إلى الفشل في تحقيق المعنى ونجح التفكيكيون في تحقيق الالمعنى ‪.‬‬ ‫لقد رفضوا كل شيء ولم يقدموا بديال أو بدائل مقنعة ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫كانت الحداثة الغربية نتيجة ثقافة الغرب‪ .‬ومصطلحاتها إف ارزات للفلسفة الغربية أيضا‪.‬‬

‫وعلى الرغم من ذلك لقيت رفضا وأعداء من تربتها ‪.‬فبديهي إذن أن تكون النسخة‬

‫العربية من الحداثة أكثر هجوما واستنكا ار ‪ ،‬ألنها ببساطة ال تمت للتراث بصلة وتقطع‬ ‫أوصال اإلبداع بانتمائنا ومعتقداتنا‬ ‫فالناقد على رأي احد الباحثين ‪:‬‬

‫يحتاج دائما إلى منهج وثيق الصلة بتراثه اإلبداعي والنقدي وليس على الناقد أن يردد‬ ‫هذه التيارات النقدية ترديد ببغاء ‪،‬ولكن عليه أن يستوعبها ويستخلص منها ما يناسب‬ ‫ظرفه النقدي واإلبداعي ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫إن أغلب الدراسات النقدية تحاول العلمية‪ ،‬فتعتمد على المالحظة والتصنيف والتفسير‬ ‫‪،‬وتنأى بنفسها عن االنطباعية والتأمل الميتافيزيقي ‪ ،‬بل تسعى جاهدة الكتساب طابع‬ ‫العلمية والمعرفة المؤسسة‪ .‬لكنها لم تحقق الغرض المنشود للنقد ‪:‬‬

‫«ألنها تستند إلى نظرة غير موضوعية لطبيعة األثر األدبي من جهة وطبيعة العلم من‬ ‫جهة أخرى ‪ ،‬فالمنهج اللغوي وحده يبدو عاج از عن إدراك مجمل دالالت األثر األدبي‬

‫نظ ار ألن حصر اهتمام الناقد أو الباحث في البناء اللغوي دون سواه يهمل البحث في‬ ‫رؤية العالم المضمرة في ثنايا العمل األدبي ويهمل أيضا دور البحث عن الدالالت‬ ‫الموضوعية والذاتية وعالقتها بالمجتمع وبالعصر ‪.23 » ..‬‬

‫وال شك‪ -‬إذن – أن المنهج اللغوي الوصفي وسيلة مثلى الكتشاف الدالالت المختلفة‬ ‫في بناء ومضمون األثر ‪ ،‬أما التفسير فيقتضي وجود مناهج أخرى فاألدب باعتباره‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪74‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫نابعا من الوجدان والذات فإنه يتفرد بروح مختلفة عن غيره والمنهج تبعا لذلك ال بد أن‬

‫يكون نشاطا تأمليا يسعى إلى إبراز الدالالت المختلفة في هذا األثر عن طريق قسط‬

‫من الموضوعية ‪ ،‬ينهض على أساس المعرفة الفنية والمعرفة العلمية فاألولى تعمل على‬

‫تنمية القدرات على تذوق الجمال والثانية تعمل على تفسير هذه الدالالت‬

‫‪24‬‬

‫فالذين يريدون حصر النقد في منهج لغوي بحت‪ ،‬يسعون إلى تحقيق العلمية للنقد ومنه‬ ‫العالمية ‪.‬‬

‫ولكن الواقع والممارسة تثبت أن النقد ليس علما وإن كان يستعير منه بعض فتوحه ‪.‬‬ ‫فاألثر يمتاز بالتفرد والمرونة مما جعله عصيا على العلم الخالص ومما يجعل النقد‬

‫عاج از عن التوصل إلى قوانين دقيقة ‪.‬‬ ‫النقد – إذن – ليس علما وبالتالي تسقط إدعاءات عالميته ‪ ،‬ألن العالمية صبغة العلوم‬ ‫الطبيعية والتجريبة ‪ ،‬أما مناهج النقد فهي مرتبطة بظروف تاريخية وحضارية معينة ‪.‬‬

‫وعليه ال يمكن تصور وجود منهج أو مناهج صالحة للتطبيق على جميع آداب األمم‬

‫المختلفة ‪ ،‬ألن األعمال األدبية لكل امة أو حضارة مطبوعة بطابعها بل هي روحها ‪.‬‬

‫وتغييب المضمون واالنغالق على البنية المجردة عن كل أثر وتأثير ذر رماد على‬ ‫العيون ‪ ,‬وتغييب تعسفي لروحية األثر األدبي ‪.‬‬

‫لقد خلصنا في مبحث سابق إلى أن صدور النقاد عن منظومات منهجية مسيجة‬

‫بقناعات إيديولوجيا من الممارسات البديهية ‪،‬وبناء عليه فإن الدعوة إلى منهج عربي‬ ‫إسالمي بديل مطلب مشروع‪ ،‬يحفظ لألمة توازنها وخصوصيتها ويجنبها التغريب ‪ ،‬وما‬

‫دمنا أقررنا بجدوى االلتزام في األدب والنقد فمن باب أولى أن نلتزم بالعقيدة اإلسالمية‬ ‫ومن باب أولى أن يستصحب الناقد المسلم المفاهيم اإلسالمية في نقده ‪ ،‬بل إن النقد‬ ‫الديني األخالقي كان مما أخذ به السلف الصالح في األمة ‪ ،‬ثم إن من ّيدعي قصور‬

‫الفكر العربي المسلم عن إنشاء نظرية إسالمية عليه أن يعود إلى جهود الباقالني‬

‫والجرجاني والزمخشري عندما درسوا اإلعجاز القرآني دراسة نقدية جمالية‬

‫وسجلوا فيها سبقا منهجيا يدركه ‪ -‬كما ذكر ذلك الدكتور بكري عبد الكريم – كل من‬ ‫اطلع على المناهج الغربية ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫فالتراث واألصالة واالنتماء ليست عاجزة عن التناغم مع ما يصلح من مناهج حديثة‬ ‫ليؤسس نظرية نقدية عربية إسالمية بديلة تحفظ لألمة ولألدب كينونتهما وتميزهما ‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪75‬‬


‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫‪ – 3‬المالمح العامة لهذه النظرية ‪:‬‬

‫انتهينا إلى ضرورة منهج نقدي بديل اصطلحنا عليه المنهج اإلسالمي ‪.‬‬

‫وكنا أشرنا إلى أن اختالف األلسنة بحد ذاته مبر ار « ومن آياته خلق السموات واألرض‬ ‫واختالف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك آليات للعالمين »‬

‫‪26‬‬

‫فاألدب ال مناص ثمرة القسمات البيئية كما هو امتداد للجذور اإلنسانية والمقومات‬

‫الفطرية والمكونات الذاتية للكاتب ‪..‬والناقد قارئ حصيف ومتتبع لهذه المحموالت ومنهج‬

‫النقد ونظرية األدب اللذان ألمعنا لهما يعمالن على إعادة التوازن للعالقة القائمة بين‬ ‫اإلنسان ووسائله الفنية في التعبير عن ذاته معتمدة الوسطية والتعادلية في النظر إلى‬ ‫طاقات اإلنسان كلها ‪ ،‬فال تغّلب عقال على عاطفة وال شعور‪ .‬وال ذاتية على مصلحة‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وال تذيب الذاتية نهائيا في الكيان العام‬

‫‪27‬‬

‫ألنها نظرية أدركت أن طغيان عنصر على آخر جعل النظريات تتبدل وتتقسم بشكل‬ ‫عشوائي كالخاليا السرطانية ‪.‬‬

‫وإن الناقد الذي تبنى هذه النظرية ليتعامل مع ماهو مزيج من المعتقد والفكر والسلوك‬ ‫والمشاعر والشكل ‪،‬مؤمنا بنظرية التجانس بين العناصر المكونة للعمل األدبي فالكيان‬ ‫اإلنساني كيان مركب معقد ال يمكن تفسير نشاطه بعامل واحد آو النظر إليه من زاوية‬

‫واحدة ‪.28‬‬

‫نحتاج إذن نقدا وأدبا صادرين عن رؤية إسالمية دون تغييب لروح العصر وهذا المنهج‬ ‫الذي نعتناه بالبديل ينهض على دعامتين على حد رأي واحد من أقطاب هذه النظرية د‬ ‫وليد قصاب‬

‫‪29‬‬

‫‪ -1‬روح األمة وخالصة تجربتها ونظرتها إلى الكون والحياة واإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ -2‬روح الحضارة وتلبية رغبة العصر ‪.‬‬

‫هما دعامتان ال تتحققان إال بتناغم وبتوازن مع قيم الحق والخير والجمال ‪.‬‬ ‫الحق في الفكر ‪ .‬و الخير في هدفية السلوك والجمال في المتعة واإلحساس والعواطف‬ ‫وإنها لقيم صدح بها الدين واألدب والفن ‪.‬‬

‫ندون ذلك أنه ال يمكن بمكان – كما يرى‬ ‫يجب أن ال تتسع الهوة بين ما نعتقد وما ّ‬ ‫الدكتور بدر عبد الباسط – أن يعيش المسلم اإلسالم في حياته العادية وسلوكه وعالقاته‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪76‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫العائلية ثم ينفصل عنه في لحظات الصدق الوجداني ‪ ،‬وإذا وقع هذا فسوف يقوده إلى‬ ‫االنفصال ‪.30‬‬

‫فالتجربة الشعورية تسبق دوما التجربة التعبيرية وتكون األساس الفكري العاطفي للنص‬

‫األدبي ‪ ،‬إذ كيف يدعي مدع اإلسالم مثال ويسب الذات اإللهية بدعوى توخي الفن‬ ‫والجمال كما لو أن الجمال ال يتحقق إال بالنيل من المقدسات !‬

‫ولعل ما أثارته قصيدة شرفة ليلى مراد لحلمي سالم دليل على الغرس الخبيث لبعض‬

‫المناهج الحداثية التي أعلت الجمال الشكلي وال شيء غير الجمال ‪.‬‬ ‫إذ يقول ‪:‬‬ ‫ليس من حل أمامي‬

‫سوى أن أستدعي هللا واألنبياء‬ ‫ليشاركوني في حراسة الجثة‬

‫فقد تخونني شهوتي‬ ‫أو يخذلني النقص‬ ‫ثم يقول ‪:‬‬ ‫الرب ليس شرطيا‬

‫حتى يمسك الجناة من قفاهم‬

‫إنما هو قروي يزعط البط‬

‫‪31‬‬

‫وتمضي القصيدة على هذا النمط العبثي المستورد من فكر يؤمن بالثنائيات الضديه هذا‬ ‫أو ذاك‪ ،‬فرد أو جماعة‪ ،‬عدل او حرية‪ ،‬شكل او مضمون‪ ،‬عكس فكرنا اإلسالمي الذي‬ ‫هو وسطي يقر بالثنائيات المحققة بشقيها فثنائية الجمال والنفع حقيقة في نظرينا البديلة‬

‫وليست هذيانا ‪.‬‬

‫ألجل التصدي الممنهج لهذه الممارسات الفنية كان المنهج اإلسالمي الذي يعلي من‬ ‫شأن ما ازدرته أو أهملته الممارسات النقدية الحداثية أال وهي القيم الفكرية ‪.‬‬

‫هذه القيم األمات التي تتفرع عنها كل القيم األخرى ‪:‬‬

‫فتفرق بكم عن‬ ‫‪ -1‬الربانية ‪ :‬إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل ّ‬ ‫‪32‬‬ ‫سبيله‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪77‬‬


‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫فالربانية نسبة البشر إلى هللا وليس إلى وطن أو قبيلة أو ‪..‬وحين ينعكس هذا التصور‬ ‫على أدب أديب أو نتاج فنان فإنه يسمه بميسم التطلع إلى األعلى و األسمى ويعتقه من‬

‫قيوده األرضية دون أن يفصله عن األرض وساكنيها ‪ .‬إنها الربانية القائمة على الحب‬ ‫يحبهم ويحبونه‬

‫‪33‬‬

‫مع هذا الحب سيجد األدب والفن عالمهما الرحب البعيد عن الصراع والنوازع ‪.‬‬ ‫فالربانية التزام بنظرية األدب يؤكد هدفية اإلنسان في هذه الحياة ‪.‬‬

‫ثم األخالقية ليس في صورتها الوعظية الباهتة بل روحها التي تحركها األفراد والجماعات‬ ‫‪.34‬‬ ‫قد يظن متابع أن هذا المنهج سيضيق الخناق على اإلبداع ويفصله عن أدران المجتمع‬

‫لكن الواقع أنه منهج مرن قد يصور القبح أحيانا لكن بطريقة نظيفة تنتهي إلى رفض هذا‬ ‫القبح واالعتبار به وعدم اإلغراء به كما نالحظ من إشاعة الفاحشة في األدب األوروبي ‪.‬‬

‫والتصدي لمروجي اإلغراء كفاح تاريخي بدءا من أدب روما حين وضع أوفيدا كتابه‬ ‫الموسوم بفن الحب فحاكمه القيصر ونفاه ألنه ـ حسبهم ـ أفسد بكتاباته الشباب‬

‫ثم أن فلوبير قدم للقضاء إثر تقديمه قصة مدام بوفاري متعرضا للقبائح ‪.‬‬

‫وحين نظم بودلير ديوانه أزهار الشر وصفه القضاء بالتسفل وحكم عليه بغرامة ‪.35‬‬

‫ألن األخالق والشرف مباديء إنسانية والدعوى إلى كشف المخزيات والفضائح بشكل‬ ‫مغري ال يطمئن لها حر ‪.‬‬

‫على العموم أشرنا فقط إلى المالمح العامة لهذه النظرية التي ينبغي أن تخرج شطأها‬ ‫ونتقبلها قبوال حسنا أمام حاجتنا إليقاف فوضى الالقيم وانحسار مد القيم في الكتابات‬ ‫المعاصرة الرائجة وهي كتابات تتلخص بعضها في ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬سوء األدب في تصوير األلوهية كما سبق وذكرنا ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -‬قلب الرموز اإلسالمية وتشويه دالالتها كقول نزار مثال لمحبوبته ‪:‬هل تصبحين‬

‫‪‬‬

‫إشاعة الرموز النصرانية‬

‫شريكتي في قتل هارون الرشيد ؟‬ ‫كقول البياتي ‪:‬‬

‫أقسمت يا جزائري الجديدة‬

‫أن أحمل الصليب‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪78‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫أن أطأ اللهب‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪36‬‬

‫وكتابات أخرى ضربت األخالق والفضيلة عرض الحائط وللروايات نصيب األسد في هذا‬ ‫التجني على حياض األخالق وتمزيق براقع الحياء باسم األدب المكشوف الذي يدعي‬

‫أصحابه أنه ال جديد يأتي به فالواقع مكشوف ناطق عبر حروفهم التي تنتكس حسب‬

‫العقاد – وتعود بهم إلى العصر الحجري حيث ال فارق بين اإلنسان والحيوان‬

‫‪37‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬ ‫لست ادعي في األخير أني جئت بالفتح المبين أو أني قوضت أركان الحداثة بتصوري‬ ‫المتواضع هذا ‪.‬‬ ‫لكنها في الواقع ليست إال خطوات عجلى ينقصها االلتحام أكثر بطينة الممارسة التطبيقية‬

‫ألخلص في األخير إلى نتائج نسبية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عالقة الفن باالنتماء الحضاري عالقة شرعية يجب أن تصحح وتفعل بل تبعث من‬

‫جديد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وجود نقد إسالمي ال يعني التفريط في لذة النص ومتعته وجماله كما ال يعني تلك‬

‫‪‬‬

‫المنهج اإلسالمي في النقد ليس بمعزل عن متغيرات العالم واألدب العالمي اإلنساني‬

‫األدلجة السافرة الفجة ‪.‬‬

‫لكنه منهج يقظ ينتقي ما يوائم خصوصيات تصوراتنا الربانية ‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ - 1‬لسان العرب البن منظور دار صادر بيروت ط‪ 2000 1‬مج ‪ 14‬ص‪364‬‬ ‫‪ -2‬القرآن الكريم ‪ :‬رواية ورش عن نافع ‪ ،‬سورة المائدة من اآلية ‪48‬‬ ‫‪ - 3‬للتوسع ينظر لسان العرب مصدر سابق مادة نقد ص ‪.334‬‬

‫‪ - 4‬ماوراء اللغة بحث في الخلفيات المعرفية ‪ ،‬عبد السالم المسدي مؤسسات عبد الكريم بن عبد هللا‬ ‫لللنشر والتوزيع تونس ‪ 1994‬ص ‪.140‬‬

‫‪ - 5‬مجلة المنهل ‪ ،‬مصطلح مغلوط ‪ ،‬صالح فضل ‪ ،‬العدد السنوي الخاص النقد والنقاد ‪،‬‬ ‫العدد ‪ 530‬المجلد ‪ 57‬فبراير ‪/‬مارس‪ ، 1996 .‬ص ‪. 17‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪79‬‬


‫د‪ .‬حورية بكوش‬

‫نظرية النقد اإلسالمي بين الحتمية الحضارية والتأسيس للبناء‪...‬‬

‫‪ - 6‬المرجع نفسه المقال نفسه ص ن ‪.‬‬

‫‪ - 7‬ينظر في نظرية النقد عبد الملك مرتاض دارهومة ‪ 2005‬ص ‪.30‬‬

‫‪ –-‬الحيوان ‪ :‬أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ تحقيق عبد السالم محمد هارون ج‪ 3‬مطبعة‬

‫‪8‬‬

‫مصطفى البابي الحلبي وأوالده القاهرة ط‪ 1‬ص ‪.132- 131‬‬

‫‪ - 9‬مجلة المنهل – مرجع سابق – مقال النقد وبعض وظائفه عبد السالم المسدي ص‪.4‬‬

‫‪ - 10‬المرجع نفسه ‪ ،‬محاور النقد األدبي د محمد أحمد حمدون ص‪.26‬‬

‫‪ - 11‬المرجع السابق ‪ ،‬المكونات المعرفية في ثقافة الناقد وفاعلياتها في القراءات النقدية االخضر‬ ‫جمعي ص‪.33‬‬

‫‪ - 12‬مقدمة لنظرية األدب اإلسالمي الدكتور عبد الباسط بدر دار المنارة للنشر جدة ط‪ 1985 1‬ص‬ ‫‪.22‬‬

‫‪ - 13‬المالمح العامة لنظرية االدب اإلسالمي ‪ ،‬شلتاغ عبود شراد مؤسسه الثقافة الجامعية دت د ط‬

‫‪.‬ص‪.41‬‬

‫‪ - 14‬مجلة المنهل صالح فضل مقال سابق ص ‪15‬‬

‫‪ - 15‬المالمح العامة لنظرية االدب اإلسالمي _ مرجع سابق _ ص‪.46‬‬

‫‪ - 16‬الفن والعقيدة الدكتور عماد الدين خليل مؤسسة الرسالة دت دط ص‪.5‬‬ ‫‪ - 17‬ينظر مجلة المنهل – مرجع سابق – ص ‪225‬‬ ‫‪ - 18‬ينظر المرجع نفسه ص ن‪.‬‬

‫‪ - 19‬في نظرية النقد ‪ .‬عبد المالك مرتاض ص‪210‬‬ ‫‪ - 20‬للتوسع ينظر المرجع السابق ص‪220 -190‬‬

‫‪ - 21‬المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيكية ت دعبد العزيز حمودة سلسلة عالم المعرفة الكويت‬

‫العدد‪ 232‬ص‪7‬‬

‫‪ - 22‬المرجع السابق ص ‪8‬‬

‫‪ - 23‬مجلة المنهل ص ‪.237‬‬

‫‪ - 24‬النقد العربي وأوهام رواد الحداثة د سمير سعيد حجازي ط‪ 2005 1‬ص‪247‬‬ ‫‪ - 25‬ينظر مجلة المنهل ص ‪312‬‬ ‫‪ - 26‬سورة الروم آية ‪22‬‬

‫‪ - 27‬المالمح العامة لنظرية األدب اإلسالمي‪ -‬مرجع سابق – ص‪45‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -‬المرجع نفسه ص ‪185‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪80‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ - 29‬كيف يتأسس مشروعنا الثقافي مقال للدكتور وليد قصاب الموقع الرسمي للدكتور ‪- 07- 9‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪http://www.alukah.net/my/kassab/ArticleDetails.aspx?ArticleID=29‬‬ ‫‪ - 30‬مقدمة لنظرية األدب اإلسالمي – مرجع سابق – ص‪.4‬‬

‫‪ - 31‬شرفة ليلى مراد كنموذج للقذارة الفكرية واألدبية مقال لعبد الحميد ضحا ‪.‬موقع األلوكة ‪:.‬‬ ‫‪ 2009 _ 8 _ 15 http://www.alukah.net/articles/1/7491.aspx‬م ‪ 1430 _ 8 _ 23 /‬ه‬

‫‪ - 32‬سورة األنعام من اآلية ‪153‬‬ ‫‪ - 33‬سورة المائدة من اآلية ‪54‬‬

‫‪ - 34‬المالمح العامة لنظرية األدب اإلسالمي – مرحع سابق ص ‪86‬‬

‫‪ - 35‬للتوسع ينظر مجلة المنهل مقال الميزان الخلقي في النقد األدبي أ‪.‬د محمد رجب البيومي ص‬ ‫‪93‬‬ ‫‪ - 36‬ينظر مقدمة لنظرية األدب اإلسالمي – مرجع سابق ص‪63 -60‬‬ ‫‪ - 37‬مجلة المنهل المقال السابق ص ‪95‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪81‬‬


04 ‫العدد‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫التطورات السياسية في تشاد‬ ‫ وبداية بروز التيار االستقاللي‬1958 ‫عام‬ ‫نوي بن مبروك‬.‫أ‬ ‫ الجزائر‬-‫جامعة عباس لغرور خنشلة‬ :‫الملخص‬ 1958 ‫من خالل هذه الدراسة يمكن الوقوف على التطورات السياسية التي شهدتها تشاد خالل عام‬ ، ‫والتي تعتبر سنة الصراع بين التيار المنادي باالستقالل التام والرافض للسياسة الفرنسية الممارسة في تشاد‬ ‫ كما سنشير الى الدور الذي سيلعبة قاربيرييل‬، ‫والتيار الذي يريد اإلبقاء على الوجود الفرنسي في المنطقة‬ ‫ إال ان هذه‬، ‫ وساحتها السياسية مقبله على انتخاب المجلس االعلى‬، ‫ليسيت لتهدئة األوضاع في تشاد‬ ‫االنتخابات عرفت تدخل اإلدارة الفرنسية التي قامت بتزوير النتائج في مقاطعة الشاري باقرمي وأعيدت فيها‬ ‫ وامام هذه األوضاع قرر شارل ديغول تخصيص زيارة لتشاد بعد وصوله‬، 1958 ‫االنتخابات في نفس العام‬ ‫ مهنا احزاب الشمال‬، ‫ اال ان األمور السياسية أدت الى انقسام األحزاب فيما بينها‬، 1958 ‫الى السلطة عام‬ . ‫ حول استقالل تشاد من عدمه‬1958 ‫ سبتمبر‬28 ‫واحزاب الجنوب ليتم تقرير تنظيم استفتاء في‬ .‫ مقاطعة الشاري باقرمي‬،‫ قاربيرييل ليسيت‬،‫اإلنتخابات‬،‫ تشاد‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract : Through this study, we can dwell on the political developments that occurred in Chad during the year 1958 considered the year of the conflict between the current calling for perfect independence and refusing the French policy practiced in Chad. And the current wanting to maintain the French existence in the region. We will discuss the role that will play Gabriel Lissit to calm situations in Chad that will know the election of the higher council. Unfortunately, these elections have seen the intervention of the French administration through the recourse to fraud results in the province Chari-Baguirmi which requires to redo the elections in the same year 1958. In the face of these situations, Charlles de Gaul decided, after gaining access, to devote a visit to Chad. Unfortunately, political affairs have led to the dispersion of parties. Among them we quote from the North and from the South. To arrive at the decision to organize a referendum on September 28 on the independence of Chad Keywords: Tchad, Elections, Garbériel Lissit, Chari-Baguirmi province

82

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫التطورات السياسية في تشاد عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستق اللي‬

‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫المقدمة‬ ‫كانت فرنسا تسعى دوما الى تكوين قاعدة انتخابية لصالحها في تشاد فهي تعلم بان‬ ‫التطورات القادمة او هذه الصحوة لدى التشاديين وخاصة في الشمال ستجبرها على الدخول‬ ‫في عمليات انتاخابية او استفتاءات تريدها دوما ان تكون لصالحها ‪ ،‬وراى التشاديون‬ ‫الشماليون ان غابرييل ليسيت جيئ به لتطبيق هذه السياسة في تشاد‪ ،‬هو بدوره تحرك في‬ ‫هذا االتجاه ووطد العالقات مع التجمع الديمقراطي االفريقي والحزب االشتراكي الفرنسي الذي‬ ‫كان انذاك بزعامة متيران ‪ ،‬وبدأ ليسيت يظهر في البرلمان الفرنسي انه االفريقي الذي يؤمن‬ ‫باإلصالحات وبتطوير الشعوب اإلفريقية ‪ ،‬اال انه في عمقه ال يؤمن بتشاديته ‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫األساس سيكون عمله المستقبلي هو العمل من اجل اإلبقاء على العالقات التي تربط بين‬ ‫فرنسا وتشاد ‪.‬‬ ‫ازمة سياسية في ‪ :1958‬بمقتضى المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 29‬جانفي ‪ ،1958‬تم تعيين‬ ‫"بيار مسمار"‪ Pierre Messmer‬حاكما من الدرجة الثانيه ومحافظا إلفريقيا االستوائية‬ ‫الفرنسيه ‪ ،‬و" جين ميشال سوبوليت"‪ ، Jean Michel Soupault‬كاتبا عاما ‪ ،‬على راس‬ ‫الحكومة التشادية ‪ ،‬اال ان االهالي رفضوا ذلك وتازمت االمور من جديد ‪ ،‬مما ادى الى‬ ‫تقصير مشوارهما الوظيفي الذي لم يدم طويال وانتهت مهمتهما في شهر فيفري ‪، 1958‬‬ ‫فكانت فرنسا في هذا العام مثقلة باالزمات وخاصة اتجاه مستعمراتها التي تطورت الحركات‬ ‫الوطنية فيها ‪ ،‬اضف الى ذلك حربها مع الجزائر التي اصبحت مكلفة ماديا وخلقت لها‬ ‫ازمات سياسية‬

‫‪1.‬‬

‫تشاد هذه الدولة التي حاول السكان فيها رفض قوانين التسخير والضرائب والقوانين‬ ‫الفالحية التي الحقت الضرر بالمواطن ‪ ،‬حاول ليسيت ‪ ، Lissite‬في الفترة الممتدة من ‪04‬‬ ‫الى ‪ 06‬فيفري ‪ ، 1958‬عقد لقاء استدعى اليه قادة االقاليم في تشاد ‪ ،‬وكانوا في معظمهم‬ ‫من االداريين ومنهم " ال نيال لو فرنسي" ‪ ، Laniel Le Français‬قائد لناحية بطحا‬ ‫‪ ، Batha‬والعقيد " كوفيني" ‪ ، Coffinier‬عن منطقة ‪ ،– B.E.T‬وموزون ‪ Mouzon‬عن‬ ‫منطقة شاري باقرمي ‪ ،‬وعن ناحية قي ار ‪ ،Guéra‬دوقلوز ‪ ، Deglos‬وعن سلطنة كانم جين‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪83‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫بازات ‪ ، Jean Pazet‬وعن لوقون ‪ ، Logone‬بيار هيقوت ‪ ، Pierre Hugot‬وعن‬ ‫مايو كيبي بودور ‪ ، Le Bouder‬وديليني ‪ Déligne‬عن شاري االوسط ‪ ،‬ومثل سلطنة‬ ‫الواداي ديسيسيار ‪ ،Décisier‬وعن السالمات فلوش ‪ ، Le Floch‬وبهذا كل المقاطعات‬ ‫التشادية ممثلة في هذا اللقاء لدراسة ازمة تسيير تشاد وانتشار الرفض الشعبي للسياسة‬ ‫الفرنسية‪2.‬‬

‫غابرييل ليسيت من القادة الذين عملوا في تشاد زمنا طويال وهو على دراية بكل التطورات‬ ‫التي ادت الى هذا التازم ‪ ،‬فافتتح الجلسة بكلمات ذات معنى ووظيفية‪ ،‬واشار الى ان االزمة‬ ‫الراهنة في تشاد ال يمكن حلها واكتسابها اليوم اوغد ‪ ،‬حتى ان نقص الخبرة لدى بعض‬ ‫االداريين الفرنسين في شؤون افريقيا كان سببا في ذلك ‪ ،‬كما نصح الحضور بضرورة التفكير‬ ‫قبل التنفيذ ‪ ،‬والتريث في اتخاذ الق اررات نظ ار لصعوبة المرحلة ‪،‬كما اشار الى المشاكل التي‬ ‫تعيشها سلطة باريس مع دول الجوار‪ ،‬والى المشاكل االقتصادية واالجتماعية التي يعاني منها‬ ‫سكان االقاليم والتي تعيق التسيير وتجعله صعبا ‪ ،‬فال بد عليكم من التمسك بقيادتكم لهذه‬ ‫المناطق الى غاية ايجاد الحلول هذه نصائح جبريل ليسيت‪ .‬واتفق الحاضرون على ما يلي‪:‬‬ ‫ تكوين نخبة من التشاديين الشباب الذين يتم تأطيرهم من طرف المصالح االدارية‬‫الفرنسية ‪.‬‬ ‫ تكوين التجمعات الحضرية وتنظيم التوزيع السكاني‪.‬‬‫ تكوين البلديات المختلطة ولكن ال تكون لها كامل الصالحيات‪.‬‬‫ تجنيد النخبة التشادية للمساهمة في القضاء عى المشاكل االدارية ‪.‬‬‫‪ -‬دمج النخبة للمساهمة في وضع خطط لتنمية التعليم الحكومي في تشاد‬

‫‪3.‬‬

‫هذا معناه ان السلطات الفرنسية بدأت تقرب النخبة التشادية لقيادة امور البالد ‪ ،‬وتحمل‬ ‫المشاكل المطروحة ‪ ،‬واالستقالل عن االدارة الفرنسية ‪ ،‬الن الفرنسيين اصبحوا وجها لوجه‬ ‫امام بعض القضايا العرقية الحساسة في تشاد ‪ ،‬فجبريل ليسيت كان يحمل فكره ان دولة تشاد‬ ‫من عائلة واحدة ‪ ،‬مكونة من المسلمين والمسيحيين ‪ ،‬ومعناه احداث االخاء بين الجنوبيين‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪84‬‬


‫التطورات السياسية في تشاد عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستق اللي‬

‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫والشمالين ‪ ،‬والقضاء على التفرقة التي احدثتها فرنسا منذ عام ‪ ،1890‬وحسب راي لسيت انه‬ ‫يستطيع ان يحدد الجيهات التي تسطيع حل هذه المشاكل ‪ ،‬الن الضرورة المطروحة امام‬ ‫االدارة الفرنسية هي الوحدة بين الشمال والجنوب ‪ ،‬وال بد من اعطاء االولوية للقضايا‬ ‫االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬كما ان جبريل ليسيت بصفة مسئوال على الشؤون التشادية يقول "‬ ‫لنا القدرة على بناء اقتصاد صلب بفضل انتجانا ‪ ،‬وهذا يساعدنا على حل كل المشاكل التي‬ ‫تنجم عن الصراعات العرقية واالجتماعية ‪ ،‬وذلك دون االعتماد على مساعدات الخارج ‪،‬‬ ‫ومن االفضل بناء اتحاد فيدرالي تشادي مربوط بفرنسا ‪ ،‬الن فرنسا في هذه الفترة اصبحت‬ ‫تؤمن بأن استقالل الشعوب حق ‪ ،‬ولكن يكون هذا االستقالل تدريجيا ‪.4‬يتظاهرون دوما‬ ‫ضد السلطة ‪ ،‬وكان غالم هللا يقود فكرة عدم الدخول في اتفاق مع الجنوبيين حسب الطرح‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وال بد على النخبة التشادية من قيادة البالد للخروج من هذه االزمة وليكون طريقها‬ ‫الى االستقالل واالعتماد على النفس‪ 5‬وذلك بـ‪:‬‬ ‫‪-01‬‬

‫انتخاب المجلس االعلى ‪ :‬بعد قضاء جبريل ليسيت اياما في باريس عاد الى‬

‫ب ارزافيل‪ ،‬وكان محمال بتعليمات استثنائية ‪ ،‬لتوجيه هذه االنتخابات ‪ ،‬حيث ان رئيس المجلس‬ ‫االعلى لدول افريقيا االستوائية الفرنسية ‪ ،‬بوقاندا ‪ 6. Boganda‬رفض انتساب حزبه حركة‬ ‫التغيير االجتماعي في افريقيا السوداء ‪Mouvement d'évolution sociale de ،‬‬ ‫‪ ، l'Afrique noire‬الى حزب التجمع الديمقراطي االفريقي‬

‫‪Rassemblement‬‬

‫‪ ،démocratique africain‬الذي طلب من البي يولو ‪7، L’ABBé Youlou‬االنضمام‬ ‫الى االتحاد الديمقراطي للدفاع عن المصالح االفريقيه ‪ U.D.D.I.A‬في وسط المنافسة بين‬ ‫االحزاب النتخاب رئيس المجلس االعلى بدال من بوقاندا ‪ ،‬وتوصلوا الى النتيجة التالية‬ ‫اختيار احمد كوتوكو الذي حاز على ‪ 11‬صوتا من اصل ‪ 20‬صوتا‪ ،‬وحسب االراء فهو‬ ‫رجل متواضع ولطيف ويمكنه كسب العامة والوقوف في وجه غالم هللا ‪ ،‬وسيسعى من اجل‬ ‫االستقالل الذاتي لتشاد‬

‫‪8.‬‬

‫‪ -02‬انتخابات شاري باقرمي‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪85‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫تم البث في االستئناف المقدم من المجلس االداري في ب ارزافيل ‪ ،‬في ‪ 29‬مارس ‪1958‬‬ ‫‪ ،‬والذي بمقتضاه تقرر الغاء نتائج ‪ 31‬مارس‪ ، 1957‬التي كانت في منطقة شاري باقرمي ‪،‬‬ ‫ويرجع سبب االلغاء الى انه لم يتم توزيع بطاقات االنتخاب على الناخبين المسجلين في هذه‬ ‫الناحية ‪ ،‬وبعد قبول االسئناف صدر امر من الديوان تحت رقم ‪ 31‬بتاريخ ‪ 28‬افريل‬ ‫‪ ،1958‬قرر تعيين يوم ‪ 01‬جوان ‪ 1958‬تاريخ اجراء انتخابات فرعية في شاري باقرمي ‪،‬‬ ‫وحددت فترة الحملة االنتخابية في شهري افريل وماي ‪ ،‬هذه الحملة التي اشتد فيها التنافس‬ ‫بين المترشحين وكانت من اصعب االيام سياسيا في تشاد‪ 9‬كان احمد غالم هللا من اشد‬ ‫المنافسين في هذه االنتخابات ‪ ،‬التي دخلها بقوة راغبا في الفوز بها نظ ار لما الحق به من‬ ‫هزيمة في انتخابات ‪ ، 1957‬مستغال قوة تواجده السياسي واالجتماعي بالمنطقة ‪ ،‬وفي هذا‬ ‫االطار بدأت التحالفات السياسية حيث اجرى غالم هللا اتصاالت مع بابتيست ‪، Baptiste‬‬ ‫وجبريل خير هللا ‪ ، Djebrine Kherallah‬وذلك من اجل الوقوف في وجه ‪ ، P.P.T‬اال‬ ‫انه حسب صبر االراء حول مجريات الحملة االنتخابية اتضح ان التقارب بين خيرهللا ‪ ،‬و‬ ‫احمد غالم هللا لم تكن نتائجه ايجابية كون انه لم يرفع من عدد المؤيدين لهما ‪ ،‬الن االقبال‬ ‫على قائمتي حزبي ‪ ، ،M.S.A‬و ‪ A.S.T‬اكثر من هذا التحالف‬

‫‪10‬‬

‫ومن التطورات الحادثة‬

‫على الساحة اثناء هذه الحملة انه في تاريخ ‪ 03‬ماي ‪ ،1958‬كانت الدورة العادية للجمعية‬ ‫االقليمية ‪ ،‬وكان الحاكم ريني تراوداك ‪ René Troadec‬رئيسا للجلسة واجريت عملية‬ ‫انتخابية داخل المجلس وبالتصويت اصبح صاهولبا بدون منازع رئيسا للمجلس اذ تحصل‬ ‫على ‪ 47‬صوتا مقابل ‪ 07‬اصوات امتنعت عن التصويت‬

‫‪11‬‬

‫امام هذه التطورات والتغيرات‬

‫في قيادة مجلس الجمعية االقليمية ‪ ،‬عقد حزب ‪ ، P.P.T،‬مؤتم ار استثنائيا في مدينة فور‬ ‫المي ‪ ، Fort Lamy،‬في الفترة الممتدة من ‪ 05‬الى ‪ 08‬ماي ‪ ،1958‬وافتتحت الجلسة من‬ ‫قابرييل ليسيت ‪ ، Lessette‬الذي قدم تقري ار حول االوضاع السياسية السائدة في تشاد ‪ ،‬ومن‬ ‫خالل كلمته حاول اعداد الئحة لنشطاء الحزب السياسيين المشاركين في الحملة االنتخابية‬ ‫وللمرشحين لالنتخابات ‪ ،‬حتى ان يبتعدوا عن االثارات في خطاباتهم اثناء الحملة والبد من‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪86‬‬


‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫التطورات السياسية في تشاد عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستق اللي‬

‫االلتزام بالبرامج السياسية لالحزاب ‪ ،‬ورأيه حول التسيير االداري قال ليسيت للحاضرين من‬ ‫حزبه "انتم محقون للمطالبة برحيل هؤالء االداريين اصحاب المواقف غير المقبولة ‪ ،‬والحل‬ ‫هو ضوررة تكوين نخبة وتأطير االدارة باالفارقة لتعويض الخبرة الفرنسية ‪ ،‬والسرعة في‬ ‫تكوينهم وتحسين المستوى العلمي‬

‫للشباب"‪12،‬‬

‫وهذا ايحاء من ليسيت باقتراب موعد تحمل‬

‫االفارقة لشؤون تسيير بلدانهم ‪ ،‬الن الرجل كان مقربا من سلطة باريس ‪ ،‬وعمل حتى مع‬ ‫شارل ديقول ‪ ،‬وتشاد اصبحت بحاجة الى هذا المطلب لتسيير شؤونها من قبل نخب من‬ ‫شبابها‪13.‬‬

‫اشار غابرييل ليسيت ‪ ،‬الى العالقات الموجودة على االرض بين االحزاب والمترشحين‬ ‫لهذه االنتخابات ‪ ،‬ومنها عالقة ‪ ، U.D.S.R‬كانت له عالقة مع جبرين خير هللا ‪ ،‬الذي‬ ‫هو اصله مناضال في حزب ‪ ،‬العمل االجتماعي التشادي ‪ ،‬كما ابدى ليسيت لمناضليه‬ ‫تخوفه كذلك من زعيم الحركة االجتماعية التشادية ‪ ،‬على خالفه مع الحزب التقدمي التشادي‬ ‫‪ ،‬وكان جون باتيست ‪ Jean Baptiste‬على اتصال دائم مع غالم هللا ‪ ،‬اما خير هللا فقد‬ ‫اصبح رئيسا لالقليم الذي ابعد منه بمقتضى االمر رقم ‪ 308‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬ماي‬ ‫‪14.1958‬‬

‫تتسع دائرة الحملة االنتخابية بانضمام رونيه ماليبرون ‪ ، René Malbrant‬الذي يدخل‬ ‫االنتخابات مع حلفائه التقليديين من حزب االتحاد االجتماعي التشادي ‪ ، U.S.T‬وحزب‬ ‫الحركة االجتماعية االفريقية ‪ ، M.S.A ،‬وحزب العمل االجتماعي التشادي ‪، A.S.T،‬‬ ‫بهذا دخل الحملة االنتخابية بصفة قانونية ‪ ،‬وقدمت عريضة ضد الحزب التقدمي التشادي‬ ‫‪ ، P.P.T‬الذي يرى معارضوه انه حزب يؤمن بالتسيير الديكتاتوري وان معظم مناضيليه‬ ‫يؤمنون ببقاء تشاد تابعة الحتالل الفرنسي وهم من كان وراء فكرة تقسيم البالد الى شمال‬ ‫وجنوب ونشرت في عهد حكمهم الصراعات العرقية ‪ ،‬اال ان غابرييل ليسيت طلب من‬ ‫المتنافسين في هذه االنتخابات التهدئة وعدم استعمال الخطابات المثيرة‬

‫‪15.‬‬

‫والسؤال االمطروح عن الموقف الفرنسي من الحملة االنتخابية وما هو موقع السلطات الفرنسية‬ ‫فيها؟‪ ،‬نجد ان الحاكم العام اوجان بوقارد ‪ ، Eugène Bourgade‬اصبح حليفا للحزب‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪87‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫التقدمي التشادي ‪ ،‬وجين جاكيت ‪ Jean Jacquet‬وافين بيالن ‪ ، Yven Bbelan‬حليفا‬ ‫لحزب العمل االجتماعي التشادي ‪ ،‬وجاك هيبل ‪ ، Jaques Hublot‬وكذلك روجي ‪Rogué‬‬ ‫‪ ،‬كانا قد تحالفا مع حزبي االتحاد الديمقراطي االجتماعي للمقاومة ‪ ، U.D.S.R‬والحزب‬ ‫التقدمي التشادي وكانت هذه االطراف الفرنسية لها سلطة في باريس وهم من كبار رجال‬ ‫االعمال سواء في تربية المواشي والزراعة والنقل ‪ ،‬واراضي تشاد خصبة لهذه االنشطة ‪ ،‬اال‬ ‫ان المفاجيء هو ان روجي ‪ ، Rogué‬وجد نفسه ضمن قائمة المترشحين في حزب االتحاد‬ ‫االجتماعي التشادي ‪U.S.T‬‬

‫‪16،‬‬

‫نتائج االنتخابات‪ :‬افرزت االنتخابات الجزئية لمنطقة شاري باقرمي والتي كانت في تاريخ‬ ‫‪ 01‬جوان ‪ ،1958‬اذ خصصت لها اوراق حمراء الحزاب االتحاد المتحالفة مع الحزب‬ ‫التقدمي التشادي ‪ ،‬واوراق زرقاء للمجموعة االخرى واظهرت هذه االنتخابات النتائج التاليه ‪:‬‬ ‫ الصراع والشدة التي خلقت نفو ار بين السكان في تشاد واتساع الهوة بين الشماليين‬‫والجنوبين‪.‬‬ ‫ بالرغم من قوة الحملة االنتخابية اال ان االقبال كان اقل من المتوسط ‪ ،‬حيث ان عدد‬‫المسجلين لهذه االنتخابات وصل الى ‪ 139717‬ناخبا مسجال‪ ،‬اما عدد المصوتين‬ ‫فوصل الى‬

‫‪17.41097.‬‬

‫ اتحاد االحزاب التي كانت مع الحزب التقدمي التشادي وتحالفت معه في هذه‬‫االنتخابات ‪ ،‬اضف الى ذلك بعض الشخصيات التي تقدمت في قوائم مستقله فتحصلوا‬ ‫على النتيجة التالية ‪ ،‬تحصل الحزب التقدمي التشادي على ‪ 28 ،‬مقعدا ‪ ،‬واالتحاد‬ ‫الديمقراطي االجتماعي للمقاومة على ‪ 08‬مقاعد ومجموعة جبريل خير هللا تحصلت‬ ‫على ‪ 03‬مقاعد والنتيجة هي ‪ 39‬مقعدا للتحالف الحزبي‪.‬‬ ‫ اما بقية المقاعد فهي ‪ 26‬مقعدا منها ‪ 14‬مقعدا لالتحاد االجتماعي التشادي ‪05 ،‬‬‫مقاعد لالتحاد الديمقراطي المستقل تشاد ‪ ،‬و‪ 04‬مقاعد للحركة االجتماعية االفريقية ‪،‬‬ ‫و‪ 03‬مقاعد للمستقلين ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪88‬‬


‫التطورات السياسية في تشاد عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستق اللي‬

‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫االوضاع السياسية في تشاد بعد عودة الجنيرال ديغول الى السلطة ‪:1958‬‬ ‫في هذه الفترة كانت الساحة السياسية في تشاد تعاني من االنقسامات ‪ ،‬والصراعات‬ ‫الفردية التي افرزتها انتخابات ‪ 01‬جوان ‪ ،1958‬اما في فرنسا فتم ابعاد رئيس الجمعية‬ ‫الوطنية الفرنسية فليكس قايار ‪ ، Filix Gaillard‬في ‪ 15‬افريل ‪ ، 1958‬وحدوث انقالب‬ ‫‪13‬ماي ‪ 1958‬الذي تزعمه الجيش الفرنسي بتاييد من المستوطنين في الجزائر ‪ ،‬ومن‬ ‫جهتها الجمعية الوطنية الفرنسية تستدعي الجنيرال شارل ديغول لقيادة فرنسا في هذه المرحلة‬ ‫الحاسمه ‪ ،‬وقد تم تزكيته في ‪ 01‬جوان ‪ 1958‬بـ ‪ 329‬صوتا بنعم مقابل ‪ 224‬صوتا ‪ ،‬كما‬ ‫انه في ‪ 02‬جوان من نفس السنه اعطيت له كامل الصالحيات في تسيير شؤون فرنسا‬ ‫وشؤون مستعمراتها‬

‫‪19.‬‬

‫اما في المستعمرات االفريقية والذي يهمنا في الدراسة تشاد ‪ ،‬بقيت تعيش جوا من‬ ‫االضطرابات السياسية ‪ ،‬التي كانت بدايتتتها من بداية نمو الوعي السياسي لدى النخب‬ ‫التشادية الرافضة للسياسة الفرنسية ‪ ،‬فبعد االنتخابات الفرعية التي كانت في ‪ 01‬جوان‬ ‫‪ ،1958‬عقدت الجمعية االقليمية اجتماعا في ‪ 06‬جوان ‪ 1958‬برئاسة ايجين بورقاد‬ ‫‪ ، Eugene Bourgade ،‬في هذا اللقاء انضم سبعة وافدين من التنظيم الجديد اتحاد‬ ‫النقابيين التشاديين ‪ ، U.S.T،‬الذين طالبوا بضرورة تنحي وزير الداخلية فازال ‪ ، Vazel‬من‬ ‫منصبه وان تشكل لجان لدراسة انشغاالت الوافدين الجدد من التنظيمات السياسية والعمالية‬ ‫الجديدة ‪ ،‬اال ان فازال بقي في منصبة لم يقدم االستقاله وحتى ليسيت رفض هذا الطلب‬

‫‪20.‬‬

‫اقترح ثمائية اعضاء من مجلس الجمعية االقليمية في جلسة ‪ 16‬جوان ‪ ،1958‬وقرروا‬ ‫اضافة مجموعة اخرى للمجلس تكون من االحرار والريفيين التشاديين‬

‫‪Groupement‬‬

‫‪21 ، des indépendants et des ruraux du Tchad‬واصبح هذا التشكيل حزبا‬ ‫سياسيا بتاريخ ‪ 30‬جويلية ‪ ، 1958‬الذي اكد عضويته في االئتالف الحزبي ‪ ،‬وقد ابرم‬ ‫الريفيون التشاديون اتفاقا مع صاهولبا ‪ ،‬الذي اصبح رئيسا شرفيا و جبريل خير هللا رئيسا‬ ‫بالنيابة اما نواب الرئيس فهما الشيخ هارون رشيد ‪ ،‬وموسى شاباكا ‪،‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪Cheikh Haroun‬‬

‫‪89‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ ، Saïd et Moussa Chabaka‬وعلي باري ‪ Ali Barry‬كاتبا عاما ‪ ،‬وينوبه بابا ادومبا‬ ‫‪ Baba Adoumbo ،‬اما امين ا لمال فهو يريما ماقوصي‪Yérima Mangoussi،‬‬

‫‪22.‬‬

‫عينت الجمعية العامة في ‪26‬جوان ‪ 1958‬عشرة اعضاء جدد في الحكومة لتعوض‬ ‫بهم اعضاء اخرين كما اعلن غايرييل ليسيت انه سيكون تعديال حكومي في شهر جويلية‬ ‫‪ ،1958‬وبناء على االمر رقم ‪ 58/456‬ان كل المسئوليات التي كان يمارسها عبد الرحيم‬ ‫جالل حولت الى باتست ‪ ،‬كما انه صدر مرسوم في جويليه ‪ 1958‬رقم ‪ 58/637‬الذي‬ ‫جعل رئيس المجلس الذي عين سابقا بالنيابة رئيسا بصفة رسمية‬

‫‪23.‬‬

‫من اجل انهاء هذه‬

‫الصراعات واالضطرابات في تشاد عاد ليسيت الى تشاد وبالضبط الى فورت المي ‪Fort ،‬‬ ‫‪ ، –Lamy‬وعقد اجتماعا دام يومين من ‪ 22‬الى ‪ 23‬جويليه ‪ 1958‬وكان من الحضور‬ ‫البي يولو ‪ ، L’abbé Youlou‬وممثلين من الغابون ‪ ،‬واالوبانقي شاري ‪ ،‬وقد نقل‬ ‫للحضور ان تقرير المصير لالراضي اصبح مقبوال ومتفق عليه ‪ ،‬شريطة الحفاظ على‬ ‫التنسيق في المجاالت االستراتيجية واالقتصادية مع حكومة باريس ‪ ،‬فكل االحزاب التشادية‬ ‫صوتت بنعم لهذا المقترح الجديد ‪ ،‬وعبر كل عضو من اعضاء المجلس عن القرار الذي‬ ‫جاء به ليسيت ‪ ،‬حيث ان اراء االحزاب كانت على النحو التالي ‪ ،‬فموسى نان ‪Moussa ،‬‬ ‫‪Nene‬‬

‫عن حزب ‪ ، L’A.S.T‬ونيبو ‪ ، Me Nébot‬عن ‪ ، L’U.D.I.T‬ومالبران‬

‫‪ ، Malbrant‬قالوا " يجب ان نقول نعم للجنرال "‪ ،‬اما موسى توري ‪، Moussa Touré‬‬ ‫عن ‪ ، M.S.A‬وغالم هللا ‪ ،‬فقاال "نعم هي التي تفتح كل االبواب" وكان رد ليسيت في ‪23‬‬ ‫جويليه ‪ 1958‬ان الجنرال شارل ديغول صرح "بان تاريخ افريقيا سيقفز عشر سنوات‬ ‫وستكون فرنسا الى جانب مستعمراتها في‬

‫افريقيا"‪24.‬‬

‫قام ليسيت في ‪ 25‬جويلية ‪ 1958‬بجوالت الى مختلف المناطق ‪ ،‬منها مانقو‪Mango ،‬‬ ‫‪ ،‬ووصل كذلك الى فورت ارشمبولت ‪ ، Fort- Archambault،‬وعقد لقاء في قاعة‬ ‫سنيماء ‪ ، Rex ،‬وذلك بحضور حوالي الفين مواطن ‪ ،‬في هذه القاعة نادى غابرييل ليسيت‬ ‫بنعم لتقرير‬

‫المصير‪25.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪90‬‬


‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫التطورات السياسية في تشاد عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستق اللي‬

‫صدر االمر رقم ‪ 104‬عن ديوان المجلس االقليمي تشاد في تاريخ ‪ 04‬سبتمبر ‪1958‬‬ ‫‪ ،‬الذي حدد االحزاب التي لها حق المشاركة في تنظيم االستفتاء وهي ‪P.P.T – :‬‬ ‫‪ .U.D.I.T –U.D.S.R- R.D.A- M.S.A- P.S.I.T.-M.E.S.A.N‬هذا الوافد‬ ‫السياسي الجديد ‪ ،‬وذلك قصد االنتخاب بنعم في تقرير مصير التشاديين ‪ ،‬وقد شكلت لجنة‬ ‫لالشراف على هذه العمليه ‪ ،‬كما هو الحال في ابيشا ‪ ،‬وموندو ‪ ،‬وفورت اشمبولت‬

‫‪26.‬‬

‫كانت الحملة االنتخابية لهذا االستفتاء المقرر في ‪ 28‬سبتمبر‪ ،1958‬والتي حددت لها‬ ‫الفترة الممتدة ما بين شهري جويلية واوت ‪ ،‬البالغ الهيئة الناخبة بالبرامج من كال الطرفين‬ ‫التشادي والفرنسي ‪ ،‬اال ان هذه الحملة ارتكزت على معطيات بسيطة من الجانب التشادي‬ ‫في ضل انقسام االراء بين الشماليين والجنوبيين ‪ ،‬تم فيها رفض القوانين الفرنسية منها قوانين‬ ‫الضرائب واالستغالل وقانون االهالي والعدالة ‪ ،‬اال ان االدارة الفرنسية المشاركة في‬ ‫االستفتاء والتي لها قوة شعبية وخاصة في الجنوب تريد اظهار البديل ‪ ،‬ورفض كل ما وجه‬ ‫اليها من اتهامات كون انها بنت اقتصادا منظما في تشاد وكونت نخبة من الشباب وفتحت‬ ‫المدارس وبنت المستشفيات ‪ ،‬وركز الفرنسيون في حملتهم على الفراغ الذي سيحدث في حالة‬ ‫مغادرة االطارات الفرنسية بصفة كامة االراضي التشادية‬

‫‪27‬‬

‫اال ان الحملة االنتخابية من قبل التشاديين كانت نشيطه كلها حماس وخاصة في الشمال‬ ‫وبعض المناطق من الجنوب ‪ ،‬واشتد الصراع حول تثبيت فكرة ابقاء تشاد تحت سيطرة‬ ‫الفرنسيين او التمسك باالستقالل التام ‪ ،‬ونجد ان كل الفيئات التشادية شوهدت على الساحات‬ ‫التي اعدت لهذا الغرض ‪ ،‬بالرغم من الوسائل البسيطة التي كانت لدى التشاديين ‪ ،‬من حيث‬ ‫التبليغ والتنقل ‪ ،‬اضف الى ذلك ان الفترة التي برمجت فيها الحملة االنتخابية فترة هطول‬ ‫االمطار وخاصة في الجنوب ما يعيق حركة‬

‫التنقل‪28.‬‬

‫النتائج االولية لالستفتاء‬ ‫كانت النتائج االولية الستفتاء ‪ 28‬سبتمبر ‪ 1958‬حول تقرير المصير ‪ ،‬مختلفة بين‬ ‫منطقة واخرى ‪ ،‬من حيث المشاركة وطبيعة النتائج المحصلة ‪ ،‬فنجد ان الكثير من مناطق‬ ‫الجنوب كانت تميل الى ابقاء الوجود الفرنسي في تشاد ‪ ،‬على خالف النتائج المسجلة في‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪91‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الشمال ‪ ،‬وهي مبنية على الصراع االيديولوجي والديني بين الجيهتين ‪ ،‬اال ان المالحظ على‬ ‫النتائج المستنقات من الجريدة الرسمية الفرنسية في عددها الصادر في ‪ 05‬اكتوبر ‪1958‬‬ ‫‪29‬‬

‫ان هناك ارقام خاطئة في منطقة مايو كيبي ‪ ،‬وهي بدورها اخذتها من السجالت الفرنسية‬

‫الخاصة بالمستعمرات االفريقية ‪ ،‬اال ان المالحظ من خالل هذه النتائج ان عدد المصوتين‬ ‫فعال في االنتخابات وصل الى ‪ 823001‬من اصل ‪ 1243450‬مسجال عبر التراب‬ ‫التشادي ‪ ،‬فيمكن القول ان المشاركة كانت متوسطه رغم الحماس الذي ساد ايام الحملة‬ ‫وبلغت نسبة المشاركة ‪ ،%66.10‬وهو رقم لم يسجل منذ بدء عمليات االستفتاء حول تقرير‬ ‫المصير في الدول الخاضعة لالحتالل الفرنسي ‪ ،‬كانت معظم االرقام المسجله في دول‬ ‫العالم االخرى تعبر عن الرفض الكلي للتواجد االجنبي ‪ ،‬اال ان تشاد من خالل النتيجة يبدو‬ ‫وكأنه مقسم الى ايديولوجيتين‬

‫‪30.‬‬

‫هناك امتناع كبير عن التصويت في بعض المناطق ومنها مثال في منطقة السالمات‬ ‫بلغت نسب االمتناع ‪ ، 54.56%‬وفي بطحا ‪ ، 50.90%‬وذلك بسبب الظروف الطبيعية‬ ‫وصعوبة التنقل مما صعب على المصالح االدارية توصيل بعض المعدات االنتخابية لسكان‬ ‫هذه النواحي‪ ،‬وكانت نسب المشاركة متراجعة نوعا ما في منطقة الشاري باقرمي اذ وصلت‬ ‫نسبة االمتناع ‪ ، 46.47%‬كما ان المناطق الجنوبية سجلت مشاركة عاليه وصلت الى‬ ‫‪ ،79.74%‬من المسجلين المنتخبين ‪ ،‬اال ان المالحظ في اقصى الشمال في اقليم ‪B.E.T‬‬ ‫كانت االنتخابات في هذه الدوائر الثالث قد سجلت نجاحا كبي ار ‪ ،‬النها اتبعت التعليمات‬ ‫والتوجيهات المقدمة من قبل ائتالف االحزاب واالدارة العسكرية التي حثت المواطنين على‬ ‫ضرورة المشاركة في االستفتاء ‪ ،‬والمناطق الجنوبية الثالث التي سجلت مشاركة قوية بنسب‬ ‫تبدوا متقاربة وهي على النحو التالي ‪ ،‬شاري االوسط ‪ ، 78.16%‬لوقون ‪ ، 74.63%‬مايو‬ ‫– كيبي ‪79.54%‬‬

‫‪31.‬‬

‫بالنسبة للمصوتين بنعم ‪ OUI‬بلغت نسبهم من عدد المصوتين ‪ 98.28%‬وعلى نطاق‬ ‫واسع وخاصة في بوركو ‪ ،‬انيدي والتبيستي ‪ ،‬و شاري االوسط ‪ ،‬و كانم ‪ ،‬والواداي ‪ ،‬اما‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪92‬‬


‫التطورات السياسية في تشاد عام ‪ 1958‬وبداية بروز التيار االستق اللي‬

‫أ‪.‬نوي بن مبروك‬

‫بالنسبة للموصتين بـ‪:‬ال فبلغت نسبتهم ‪ ،01.72%‬من عدد المصوتين حيث نجد منهم في‬ ‫شاري باقرمي ‪ 03.74%‬اما قي ار ‪ ، %03.61 Guéra‬وفي سالمات ‪، 03.32%‬‬ ‫‪32‬ويمكن تفسير نجاج التصويت بنعم لعدة اسباب بالرغم من ضعف المشاركة ‪:‬‬ ‫ ان معظم االحزاب المعنية والمستدعات من قبل االدارة الفرنسية للمشاركة في‬‫االستفتاء ‪ ،‬جندت نفسها رفقة االداريين من اصل تشادي سخروا انفسهم من اجل ان‬ ‫يكون التصويت بنعم لالستقالل‪.‬‬ ‫ دور زعماء القبائل الذين دعوا المواطين واتباعهم الى االنتخاب بنعم‪.‬‬‫ نداء ديغول اثناء زياررته لتشاد في سبتمبر ‪ 1958‬ودعوته لضرورة المشاركة بقوة في‬‫االستفتاء دون توجيه االهالي ‪ ،‬جعلت البعض يقدم على العملية وخاصة منهم قدماء‬ ‫المحاربين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اقدام االحزاب والجمعيات والحركات ذات الطابع السياسي الجديدة والمؤسسة سنة‬ ‫‪ ، 1958‬والتي لم يتم استدعائها من قبل االدارة الفرنسية للمشاركة في االستفتاء ‪،‬‬ ‫على دعوة الشعب الى االنتخاب بنعم ‪ ،OUI‬ورفضها لسيطرة الرجل االبيض على‬ ‫تشاد‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪.‬‬

‫‬‫الخاتمة‬ ‫من خالل تتبع الدراسات السابقة والمعطيات التاريخية التي‬

‫سبق التطرق لها ‪،‬‬

‫كاالضطرابات السياسية في تشاد ورفض األهالي للسياسة المنتجهة من قبل االدارة الفرنسية‬ ‫‪ ،‬نصل الى االستنتاجات التاليه‪:‬‬ ‫ عدم اقتناع االهالي وخاصة سكان الشمال بالمسييرين الفرنسين الذين يتم تعيينهم‬‫من قبل سلطات باريس لتسيير شؤون تشاد ‪ ،‬وحدث ذلك بان رفضت تعييات‬ ‫االداريين الذين تمت في ‪ 29‬جانفي ‪ 1958‬وتوجيههم لتسيير شؤون تشاد‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪93‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ تفطن التشاديين لالوضاع التي تعيشها فرنسا ‪ ،‬بسبب ما يحيط بها من ازمات‬‫اقتصادية وسياسية بسبب حرب الجزائر مما ادى الى عدم االستقرار السياسي‬ ‫وتعدد الحكومات‪.‬‬ ‫ امكانية ترشح التشاديين للمجلس االعلى ‪ .‬والذي تم تزوير نتائجه من قبل بعض‬‫االداريين الفرنسيين الرافضين لمشاركة االهالي في هذه المجالس‪.‬‬ ‫ قبول الفرنسيين للممارسة الديمقراطية وذلك بقبول الطعن في نتائج االنتخابات‬‫السابقة التي جرت في ‪ 31‬مارس ‪ 1959‬وتم اعادتها في ‪ 01‬جوان ‪ ،1958‬في‬ ‫مقاطعة شاري باقرمي‪.‬‬ ‫ دخول النخبة التشادية العملية السياسية بالمشاركة في التحالفات التي حدثت بين‬‫االحزاب الرافضة للسيطرة الفرنسية حتى ال تكون النتائج لصالح االحزاب المواليه‬ ‫لحكومة باريس‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪1 - Michel Winock, L'agonie de la IVe République. 13 mai 1958, Gallimard, Paris,‬‬ ‫‪2006, p.160.‬‬ ‫‪ - 2‬الخنديري سعيد احمد عبد الرحمن‪ :‬تطور الحياة السياسية في تشاد ‪ ،‬منذ االحتالل الفرنسي الى نهاية‬ ‫حكم تمبلباي (‪ ،)1975 – 1900‬مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية ‪ ،‬الجماهيرية العربية الليبية ‪،‬‬ ‫‪،.1998‬ص‪112،‬‬ ‫‪3 - - Lanne Bernard : Histoire Politique du tchad.1945-1958.. Administration,‬‬ ‫‪partis, elections . Khartala . Paris . 1998.p.284.‬‬ ‫‪4 - - Couteaux Paul-Marie : Gabriel Lisette. Le combat du Rassemblement‬‬ ‫‪démocratique africain. Politique étrangère. L'éditeur du site « PERSEE ».‬‬ ‫‪1983.p.129..‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪94‬‬


‫ وبداية بروز التيار االستق اللي‬1958 ‫التطورات السياسية في تشاد عام‬

‫نوي بن مبروك‬.‫أ‬

5 - - DEBOS Marielle :Le métier des armes au Tchad. Le gouvernement de l'entre-guerres.Karrthala.Paris.2013.p.63. ‫ وهو رجل‬، 1959 ‫ مارس‬29 ‫ وتوفي‬1910 ‫ افريل‬04 ‫ ولد بتاريخ‬، Barthélemy Boganda ‫ وهو‬- - 6 ‫ الى‬1946 ‫ نوفمبر‬10 ‫ وكان نائبا ممثال لالوبانقي شاري من‬، ‫سياسي من افريقيا الوسطى من جنسية فرنسية‬ ، ‫ انظر‬،1959 ‫ مارس‬29 ‫ الى‬1958 ‫ نوفمبر‬01 ‫ كما كان رئيسا الفريقيا الوسطى من‬، 1959 ‫ مارس‬29 Pierre Kalck : Un explorateur du centre .

de L’Afrique . , Paul Crampel .

.,(1864-1891), L’HARMATTAN , Paris , 1993 . p .26 ‫ وكان اول‬1972 ‫ ماي‬05 ‫ وتوفي في‬1917 ‫ جوان‬09 ‫ ولد بتاريخ‬، L’abbé Fulbert Youlou ‫ وهو‬- 7 Adolphe Tsiakaka : L'abbé ، ‫ انظر‬.1963 ‫ الى‬1959 ‫ الى‬1959 ‫رئيس لجمهورية الكونغو من‬ Fulbert Youlou , la mémoire oubliée du Congo-Brazzaville . A. Tsiakaka

,

2009.p.12 . 17‫ ع‬،‫ المجلة السياسية والدوليه‬،‫ النظام السياسي التشادي‬: ‫ هيفاء احمد محمد وصدام عبد الستار رشيد‬- 8 .236،‫ ص‬،2010 ، ‫ بغداد‬، ‫ كملية العلوم السياسية‬، ‫ الجامعة المستنصيرية‬، 9 - HUGOT Pierre : Le Tchad, Nouvelles éditions latines, Paris,1965.p.124. 10 - Gbot Jean et Christian Bouquet :Le Tchad. Presses Universitaires de France.1973.92.. 11 Antoine Bangui-Rombaye : TCHAD : ÉLECTIONS SOUS CONTRÔLE. L’Harmattan .Paris.1999.p.38. 12- MADANA Nomay : Les politiques éducatives au Tchad, l’Harmattan, Paris, 2001.p.156. ‫ الهيئة‬،1،‫ط‬،)1960 – 1894( ‫ تشاد من اإلستعمار حتى اإلستقالل‬:‫ الماحي عمر عبد الرحمن‬- 13 .233،‫ص‬،1982 ، ‫المصرية العامة للكتاب‬ .112،‫ص‬، ‫ المرجع السابق‬، ‫ تطور الحياة السياسية في تشاد‬:‫ سعيد احمد عبد الرحمن الخنديري‬- 14 15- Arnaud Dingammadji,Arnaud :Op.Cit.p.35 16- pierre hugot:Op.Cit.p.85. 17- Lanne Bernard :Histoire Politique du Tchad.Op.Cit.305.. 18- ، Lanne Bernard : Histoire Politique du tchad.Op.Cit.p.304. .90،‫ص‬، ‫ المرجع السابق‬، ‫ تشاد من االستعمار الى االستقالل‬: ‫ عمر عبد الرحمن الماحي‬- 19

95

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


04 ‫العدد‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

20- ،Lanne Bernard : Histoire Politique du Tchad.Op.Cit.p.313. 21- Eugène Le-yotha Ngartebaye : La participation de la femme à la vie politique au Tchad:1933-2003. Université Catholique d'Afrique Centrale 2003.p.134 22- Daouda DIAGNE et Denis PESCHE : Les organisations paysannes et rurales en Afrique sub-saharienne. Réseau GAO.Paris.1995.p.152. ، ‫ دار الكتاب العربي‬، ‫ تطورها واتجاهاتها نحو الوحدة‬، ‫ النظم السياسية في افريقيا‬:‫ ميخائيل نزيه‬- 23 .99،‫ ص‬،1967 ، ‫القاهرة‬ .95،‫ ص‬،2008، ‫ بيروت‬، ‫ الحكمة للنشر‬، ‫ نمط جديد للحكم‬، ‫ االفروقراطية‬: ‫ حامد ايمن‬- 24 25- Lanne Bernard : Histoire Politique du Tchad . Op.Cit.p.312. 26-

DURAND Claude : Fiscalité et politique. Les redevances coutumières au

Tchad 1900-1959, L’Harmattan, Paris, 1995.p.195.. ، ‫ جامعة المنصورة‬، 153‫ ع‬،‫ مجلة السياسة الدوليه‬، ‫ التعددية والديمقراطية في افريقيا‬: ‫ حجاج احمد‬- 27 .285،300 ،‫ص‬، ‫ ص‬،2003 ، ‫مصر‬ ‫ رسالة‬،‫ أهمية الموقع الجغرافي وعالقته بالتطورواالستقرار السياسي في دولة تشاد‬:‫ إبراهيم محمد إسحاق‬- 28 .33،‫ص‬،1988، ‫ جامعة الملك سعود‬،‫ قسم الجغرافيا‬،‫ كلية اآلداب‬،‫ ماجستير‬، Lanne Bernard : Histoire Politique ،‫ الخاص بنتائخ االستفتاء انظر‬26 ‫ انظر الملحق رقم‬- 29 du Tchad.Op.Cit.p.313. 30 Lanne Bernard : Histoire Politique du Tchad.Op.Cit.p..314. 31- Lanne Bernard : Répertoire De L’Administration Tirritoriale Du Tchad . Op . Cit .p,157. 32-

Lanne

bernard :

Histoire

Politique

du

Tchad

.OP.Cit.p.p.p.315.316.317..318. 33- Lanne Bernard : L’Indépendance du Tchad .éditions.CNRS.1992.p.44.

96

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫النخبة االندماجية في الجزائر‬

‫ومسألة التجنيد اإلجباري (‪1918-1912‬م)‪ ،‬وهم الفرنسة‪ ،‬وفشل التحديث‬ ‫د‪.‬سعودي أحمد‬ ‫جامعة عمار ثليجي‪ -‬األغواط‪ -‬الجزائر‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫جاء قانون التجنيد اإلجباري ( ‪1912‬م) ليمثل فرصة سانحة للنخبة االندماجية في الجزائر‬

‫والمتأثرة قلبا وقالبا بالثقافة الفرنسة لتعرب عن حجم والئها لفرنسا بدعوة الجزائريين لالنخراط الجماعي‬ ‫في الجيش الفرنسي و الدفاع عن فرنسا باعتبارها الوطن األم الذي يجب الدفاع عنه ‪،‬والعجيب أن‬ ‫هذه النخبة تخيلت أن فرنسا سترد للجزائريين هذا الجميل بإصالح أحوالهم وتطوير بلدهم ومجتمعهم‬ ‫على كافة المستويات فهل كان لهم ذلك‪ ،‬وكيف قابلت فرنسا هذه التوجه لدى النخبة االندماجية ؟‬ ‫وما موقف عامة الجزائريين من ذلك في ظل الصراع الدعائي في الجزائر بين أنصار فرنسا وأنصار‬ ‫الجامعة االسالمية والتحالف مع الدولة العثمانية وألمانيا القيصرية‪.‬‬ ‫الكلمات االمفتاحية‪ :‬النخبة اإلندماجية ‪ ،‬قانون التجنيد اإلجباري‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الحرب العالمية‬ ‫األولى ‪ ،‬الجامعة اال سالمية‪.‬‬ ‫‪Abstract :‬‬ ‫‪The Compulsory Recruitment Act (1912) represents an opportunity‬‬ ‫‪for the integration elite in Algeria, which is deeply influenced by French‬‬ ‫‪culture, to express its loyalty to France by inviting the Algerians to join the‬‬ ‫‪French army and to defend France as the motherland to be defended. Will‬‬ ‫‪respond to the Algerians this beautiful reform of their situation and the‬‬ ‫‪development of their country and society at all levels, did they have it, and‬‬ ‫‪how France met this trend of the integration elite? The general attitude of the‬‬ ‫‪Algerians in light of the propaganda conflict in Algeria between the‬‬ ‫‪supporters of France and the supporters of the pan Islamism and the alliance‬‬ ‫‪with the Ottoman Empire and Tsarist Germany.‬‬ ‫‪Key words: The Integration Elite, The Conscription Law, Algeria, France,‬‬ ‫‪World War I, The pan islamism‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪97‬‬


‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‪...‬‬

‫إننا ومنذ البداية وعندما نتناول بالبحث لقضايا "النخبة الجزائرية" عامة و"النخبة‬

‫االندماجية" بشكل خاص نجد أنفسنا في حاجة ماسة للتحكم في المصطلحات والمفاهيم‬ ‫"النخب " في عمومها و" النخبة االندماجية" السيما خالل الربع‬ ‫خشية الخلط بين ظاهرة ُ‬ ‫األول من القرن العشرين في الجزائر ( ‪1925 – 1900‬م) مما يستوجب في كل الحاالت‬ ‫إرفاق مصطلح النخبة بما يسمح للقارئ والباحث ب إمكانية تصنيفها وتحديد طبيعتها‪ ،‬كقولنا‬ ‫" نخبة محافظة" أو نخبة اندماجية" أو " نخبة مجددة" وغير ذلك من التصنيفات الممكنة‪.‬‬

‫إن مصطلح " النخبة" فيشير بمفهومه العام إلى جماعة من األشخاص الذين يشغلون‬

‫مراكز النفوذ والسيطرة في مجتمع معين‪ ،1‬أي هي أقلية ذات نفوذ تسود جماعة أكبر حجما‪،2‬‬

‫ثم أصبحت كمفهوم أدخله عالم االجتماع "باريتو" إلى مجاله العلوم االجتماعية ليشير‬

‫‪3‬لمجموعة من األفراد البارزين في مجال نشاط ما بغض النظر عن كون النشاط فكريا أو‬

‫سياسيا أو اقتصاديا‪ ،‬و هم أيضا أولئك الذين يملكون في نفس الوقت تأثي ار في تشكيل قيم‬ ‫واتجاهات القطاعات التي يمثلونها في المجتمع‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫إذن فمفهوم النخبة كان مفهوما سياسيا ارتبط بالحكم‪ ،‬والنخبة الحاكمة أو النخبة‬ ‫المركزية هي القلة المختصة بمهمة رسم السياسات العامة واتخاذ الق اررات السلطوية الملزمة‪،‬‬ ‫في حين تقوم األغلبية أي المواطنون بااللتزام بالق اررات والقوانين‪ 5.‬وعليه فإن التعاريف‬ ‫الحديثة للنخبة لم تركز على األفراد الذين يشغلون مواقع داخل هذه النخبة وإنما ركزت على‬ ‫قضية السيطرة على زمام القوة سواء في المجال السياسي العام أو الميادين الخاصة أي‬ ‫النخب االجتماعية والثقافية و اإلدارية ‪.‬‬ ‫لهذا نجد أن للنخبة تأثير كبير في عملية تكيف المجتمع وتطوره‪ ،‬وانفتاحه أو انغالقه‬ ‫أمام األوضاع المستجدة‪ ،‬لقد ظهر مفهوم النخبة في إطار النقاش حول أشكال الال مساواة‬ ‫االجتماعية التي أفرزها النظام الرأسمالي‪ ،6‬ثم اتسعت النظرة في مفهوم النخبة لتشمل ميادين‬ ‫أخرى غير السياسية كاالقتصاد والجيش والفكر ‪....‬هذه الميادين كلها تتشابك لتخلق مجال‬ ‫قوة يمكن للنخبة من خالله ممارسة السيطرة في المجتمع‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪98‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫وعليه فقد أمكن الحديث عن نخب اجتماعية غير النخب السياسية ‪ ،‬أي بعيدة عن النفوذ‬ ‫السياسي ولكنها تمارس نفوذا أخر ‪ ،‬هو النفوذ االجتماعي داخل ميدان معين من الميادين‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وبالتالي فهي تتحرك في مجال بعيد عن مجال حراك النخبة السياسية وهو‬ ‫المدينة ‪ ،‬القرية ‪ ،‬المؤسسة‪ ،‬أو أي تنظيم أخر من األفراد وتتبارى هذه النخب خارج دائرة‬ ‫القوة المركزية‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫هنا ظهرت مفاهيم النخبة المهنية ‪،‬المدنية ‪ ،‬العسكرية‪ ،‬الريفية ‪ ،‬الحضرية‪ ....‬وال يمكن‬ ‫إنكار تشابك هذه النخب فيما بينها رغم أنها تبدو نخبا اجتماعية بعيدة عن المجال السياسي‬ ‫إال أنها في تبادل مستمر معها لألدوار‪ .‬أما فيما يخص الجزائر فقد شاع مصطلح النخبة في‬ ‫بداية القرن العشرين كغيره من المصطلحات االستعمارية التي احتلت المقام األول في‬ ‫األدبيات المتداولة وضمن الكتابات الصحفية والنقاشات المختلفة ‪ ،‬ومن هنا فان المصطلح‬ ‫جديد دخل األدبيات التاريخية والسياسية في الجزائر مع الربع األول للقرن العشرين بشكل‬ ‫واسع التداول‪ ،‬ولكن ذلك ال ينفي وجود نخب جزائرية ورموز للثقافة والنضال السياسي‬ ‫بأساليب متعددة قبل هذه الفترة بل ومنذ بداية االحتالل الفرنسي للجزائر ( ‪1830‬م )‪ ،‬وهو‬ ‫ما يحيلنا إلى شخصية حمدان خوجة‪ 8‬أو نضال جماعة الحضر‪ 9‬مع بداية االحتالل ‪.‬‬ ‫أما مع بداية القرن العشرين فقد برز نوعان من النخبة مارست ضمن حقلي الثقافة‬ ‫والسياسة‪ :‬نخبة حملت الجنسية الفرنسية‪ ،‬أي متخلية بذلك‬

‫عن مقتضيات‬

‫الشريعة‬

‫اإلسالمية واستبدلتها بالقانون الفرنسي وذابت في أتون الحضارة الغربية والثقافة الفرنسية‬ ‫بشكل واضح ‪،‬لتختار اللغة الفرنسية كأداة للتواصل والتفكير والتعبير ولم تترك فرصة إال‬ ‫وجاهرت بوالئها لفرنسا وقضاياها كما كان من أبرز رجال هذه النخبة اال ندماجية التغريبية‬ ‫أمثال ابن التهامي‪ ،‬والطيب المرسلي‪ ،‬وعمر بوضربة‪.‬‬ ‫أما النخبة الثانية فقد بقيت محافظة على أحوالها الشخصية اإلسالمية وتمسكت بهويتها‬ ‫الوطنية‪ ،‬لغة وعقيدة وحافظت على صالتها بالبالد العربية والعالم اإلسالمي كامتداد طبيعيي‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪99‬‬


‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‪...‬‬

‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫ومجال حضاري وتاريخي للجزائر ال يمكن االنفصال عنه ‪،‬ونذكر من هذه النخبة المحافظة‬ ‫مزدوجة التعليم واللغة مثل ‪ :‬محمد بن أبي الشنب‪ ،10‬وعبد الحليم بن سماية‪ ،11‬والمولود ابن‬ ‫الموهوب‪.12‬‬ ‫وكانت النخبة حتى الحرب العالمية األولى تنشط من خالل الجمعيات الثقافية التي أسست‬ ‫العديد منها وكانت تقيم فيها العديد من المحاضرات والندوات بغية تثقيف الشباب الجزائري‬ ‫وإطالعه على ما يحدث في العالم من تطورات مختلفة أو من خالل الصحافة التي بدأت‬ ‫ترى النور شيئا فشيئا مع بدايات القرن‪ ،‬وقد ركزت النخبة االندماجية في معظم نشاطاتها‬ ‫على المناداة بتطبيق االدماج‬

‫الفعلي والحقيقي عليهم أي تطبيق المساواة في الحقوق‬

‫والواجبات وإلغاء القوانين االستثنائية كقانون األهالي والمحاكم الرادعة‪ ،‬وطالبوا بالتمثيل‬ ‫النيابي وتوسيعه ‪ ،‬ومساواتهم في الضرائب والتعليم وفرص العمل كآداة تضمن انصهار‬ ‫الجزائريين الكامل ضمن فرنسا " األم"‪.‬‬ ‫وجاء قانون التجنيد اإلجباري‬

‫‪13‬‬

‫ليمثل فرصة سانحة لهذه النخبة المتفرنسة لتعرب عن‬

‫حجم والئها لفرنسا بدعوة الجزائريين لالنخراط الجماعي في الجيش الفرنسي و الدفاعى عن‬ ‫فرنسا باعتبارها الوطن األم الذي يجب الدفاع عنه ‪،‬والعجيب أن هذه النخبة تخيلت أن فرنسا‬ ‫سترد للجزائريين هذا الجميل بإصالح أحوالهم وتطوير بلدهم ومجتمعهم على كافة المستويات‬ ‫فهل كان لهم ذلك ؟‬ ‫قانون التجنيد اإلجباري يرسم الحدود النهائية بين المحافظة والفرنسة‪ :‬ال يمكن‬

‫إغفال التأثير الواضح للتطورات الخارجية في نشأة وتكوين النخب الجزائرية خالل الربع‬

‫األول للقرن العشرين والذي شهد أحداثا بارزة كان من أهمها وصول اإلتحاد والترقي إلى‬ ‫السلطة في شخص مصطفى كمال أتاتورك سنة ‪1908‬م وما صحبه من تبنى لسياسة‬ ‫العلمنة و التتريك التي انتهت بإلغاء الخالفة سنة ‪1924‬م‪ .‬كما كان لالحتالل اإليطالي‬

‫لطرابلس الغرب بالغ األثر على النخبة ال سيما المحافظة منها دون أن ننسى حدوث ثورتين‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪100‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫بارزين شرق وغرب الوطن العربي وهما ثورة الشريف حسين سنة ‪1916‬م ضد العثمانيين‬ ‫وثورة الريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي ضد االسبان و الفرنسييين بين ‪– 1921‬‬ ‫‪ 1926‬م وما عرفه الحدثان من اهتمام لدى النخبة الجزائرية‪ ،‬غير أن الحرب العالمية‬ ‫األولى ‪ 1918 – 1914‬م كانت من أبرز األحداث المؤثرة في تطور النخبة الجزائرية و‬ ‫االندماجية بشكل خاص ‪،‬السيما في ظل احتدام النقاش حول قضية التجنيد اإلجباري‬ ‫ومدى استفادة الجزائريين منه وهو ما نسعى لتوضيحه في هذا المقال‪.‬‬

‫هكذا تشكلت في الجزائر حركة الشبان الجزائريين ‪،‬عبر ثالثة سبل رئيسة‪:‬تونس‬

‫ذاتها والقاهرة وإسطنبول‪.‬كان قوامها بعض األطباء والحقوقيين وحملة ليسانس جامعية‬ ‫ومدرسين‪،‬لكن أغلبيتهم تشكلت من صغار موظفي اإلدارة العامة والعدالة والتعليم‪،‬في حين‬

‫تشكلت أقليتهم من ممثلين للبرجوازية التجارية المرتبطة بالسوق االستعماري‪.‬هذه المجموعة‬ ‫غير المنسجمة‪،‬المتولدة عن األقلية الهزيلة للذين تلقوا تكوينا فرنسيا حاولت على غرار‬ ‫الشبان األتراك والتونسيين‪،‬استالف وسائل وشعارات القوة االستعمارية‪ .‬لقد كانت تبحث عن‬

‫المساواة عن طريق التماهي مع الفرنسيين‪.14‬‬

‫ينتمي أغلب من عرف بالشبان الجزائريون‪، 15‬إلى فئة تخرجت من المدارس‬ ‫والجامعات الفرنسية ‪،‬أين تأثروا بالثقافة الغربية‪،‬وقد كانوا عموما من عائالت ميسورة الحال‬

‫يمارس أفرادها وظائف لدى السلطات الفرنسية سواء مدنية أو عسكرية فقد كان جلهم من‬ ‫المحامين و األطباء والمعلمين والضباط العسكريين‪،‬وقد حملت هذه التسمية نوعا من‬ ‫التمييز لهم داخل النخبة نفسها‪،‬باعتبارها تجمع التيارين المحافظ واالندماجي‪،‬فهاهو أحد‬ ‫منتسبيه يعرفها قائال إنها ‪":‬ثريات الجزائريين المتخرجين من الجامعات الفرنسية والذين كانوا‬

‫قادرين بأعمالهم‪،‬أن يصعدوا فوق الجماهير وان يضعوا أنفسهم في‬ ‫الحضارة الحقيقيين"‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫مصاف ناشري‬

‫أي الذين أصبحوا يشبهون األوروبيين في كثير من مناحي حياتهم‬

‫‪،‬حتى وصفهم المؤرخ الفرنسي (لوري بوليو) بأنهم أولئك "الجزائريين المتأوربين"‪.17‬‬

‫ومما يالحظ أن هؤالء الشبان لم يشكلوا حزبا سياسيا منظما ‪،‬بل كانوا ينشطون‬ ‫ضمن نوادي أو جمعيات ثقافية مثل "الراشدية" التي تأسست بالعاصمة ‪،‬أو عن طريق‬

‫الكتابة في جرائد مثل " اإلسالم" )‪ )L'Islam‬و" الرشيدي"( ‪.( Rachidi‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪101‬‬


‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‪...‬‬

‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫وقد تبنت هذة الفئة من الجزائريين الثقافة الغربية وأسلوب عيش الغربيين‬

‫ومبادئ الديموقراطية والعدل والمساواة الفرنسية كنموذج للمجتمع الجزائري المأمول‪،‬لكنهم‬

‫كانوا أحيانا ما يفرقون بين فرنسا الديموقراطية وفرنسا االستبدادية‪،‬ويستنجدون باألولى ضد‬ ‫الثانية وبالفرنسيين الليبيراليين والجمهوريين األحرار ضد المستوطنين المستبدين‪18.‬كما كانوا‬

‫يطالبون بالمساواة في الحقوق السياسية مع الفرنسيين‪،‬وبإلغاء قانون األهالي وغيره من‬ ‫القوانين االستثنائية‬

‫‪19‬‬

‫وبالتمثيل النيابي للجزائريين والمساواة في التعليم والضرائب وفرص‬

‫العلم والتجنيس بالجنسية الفرنسية‪،‬لكن دون اشتراط التخلي‬

‫عن أحوالهم الشخصية‬

‫كمسلمين‪،‬عكس ما نص عليه قانون مجلس الشيوخ لسنة ‪1865‬م ‪،‬من أن الجزائري ال‬ ‫يمكنه أن يتحصل على امتيازات الجنسية الفرنسية إال عندما يتخلى عن حالته الشخصية‬ ‫كمسلم‪،‬وكانت مطالبتهم بهذه المطالب بأسلوب سلمي متخذين في ذلك سبل التسامح واللين‬

‫ونابذين أسلوب القوة والعنف ‪،‬حيث اعتمدوا على الصحافة والعرائض وإرسال الوفود‪،‬وهي‬

‫أساليب مقاومة جديدة في الحركة الوطنية الجزائرية‪.‬‬

‫وقد وجد هؤالء الشبان في قضية التجنيد فرصة لطرح مجموعة من األفكار‬

‫علنيا السيما ما يتحقق بوضعية الجزائريين السياسية و االجتماعية ‪،‬ومسألة توافق هذا مع‬

‫األحوال الشخصية اإلسالمية ‪،‬وقضية المساواة وغيرها من القضايا التي كثر النقاش فيها‪.‬‬

‫علي بن فخار‬

‫ومنذ البداية عبر الكثير من الشبان عن آرائهم حول هذه القضايا‪ ،‬فقد صرح‬ ‫‪20‬‬

‫معترفا بأن الوضع الذي كان يعيشه األهالي في هاته المرحلة جد صعب‬

‫وأن" التجنيد اإلجباري حمل ثقيل عليهم وسيؤدي إلى نتائج خطيرة ألنه لم يمنح لهم بالمقابل‬ ‫ومستعبدا‪.21‬‬ ‫أي شيئ‪،‬إن التجنيد اإلجباري يجعل منهم شعبا ُمسخ ار ٌ‬

‫أما عبد الرحمان محمد وهو نائب مالي وبلدي بمستغانم فأبدى رأيه قائال أن‬

‫" الوقت لم يحن بعد لتطبيق التجنيد اإلجباري على الجزائريين‪،‬ذلك أنهم خاضعون لوضع‬ ‫خاص تضبطه القوانين االستثنائية(‪)...‬ثم إن الخدمة العسكرية اإلجبارية تتطلب أوال‬

‫الحصول على الحقوق المدنية الفرنسية التي تتعارض مع األحوال الشخصية اإلسالمية‬

‫ولذلك فإن تطبيق التجنيد اإلجباري أمر مستحيل في ظل الوضع الراهن"‪.22‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪102‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫وفي هذا التصريح بيان واضح لمدى التباين في اآلراء بين حركة الشبان أنفسهم‬

‫‪،‬بين فئة ترى أن في التجنيد تعارض واضح مع األحوال الشخصية اإلسالمية وهم األقل‬

‫‪،‬وفئة أكبر منها ال تعير ذلك اهتماما وترى أن الفرصة مواتية للمطالبة بحقوق المواطنة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬أو على األقل للنخبة المثقفة منهم كما أوضح ذلك النائب المالي والبلدي بحسين‬

‫داي محمد بن صيام قائال ‪":‬إنني أرى أنه من المستحق مقابل تجنيد المسلمين‪،‬توسيع‬

‫وزيادة الحقوق السياسية بالنسبة إليهم ‪.‬وبالطبع لن تمنح هذه الحقوق لكل العرب و السيما‬ ‫الجنسية الفرنسية‪،‬وإنما تمنح للذين تتوفر فيهم بعض الشروط الخاصة‪".‬‬

‫‪23‬‬

‫وفي كل هذه التصريحات إبراز لمسألتين اثنتين أولهما ‪،‬انعدام وجه نظرة موحدة‬ ‫لهذا التيار في تلك القضايا المطروحة ‪،‬خاصة فيما يتعلق بالتجنيد واألحوال الشخصية‬

‫وقضية التجنيس ‪،‬والمسألة الثانية هي وجود جزء من هذا التيار من يرى أنه مختلف عن‬ ‫بقية الجزائريين وأنه أولى من الجزائريين األهالي في بعض الحقوق السياسية بحكم تكوينه‬ ‫وثقافته الغربية‪.‬‬

‫وبعد صدور مرسوم‪ 17‬جويلية ‪1908‬م الخاص بإحصاء الشباب الجزائري البالغ‬

‫سن الثامنة عشر و أكثر ‪،‬قصد تجنيدهم‪،‬حاول الشبان الجزائريون العمل جماعيا ‪،‬للحصول‬ ‫على مقابل من التجنيد من لدن اإلدارة الفرنسية‪،‬فشكلوا وفدا ذهب إلي باريس ليسلم عريضة‬

‫خاصة بالخدمة العسكرية‪،‬والتي نصت أنهم يقبلون مبدأ الخدمة مقابل حصولهم على‬

‫الحقوق السياسية للمسلمين األهالي ‪ ،‬وقاد الوفد عمر بوضربة ‪،‬عضو المجلس البدي‬ ‫للعاصمة‪،‬وقد التقى الوفد برئيس الوزراء الفرنسي كليمنصو في ‪ 03‬اكتوبر‪1908‬م وقدموا‬

‫إليه العريضة باسم الجزائريين‪.‬‬

‫إال أن تسارع األحداث وتزايد الحاجة الفرنسية للجزائرين في حربها‪،‬دفع اإلدارة الفرنسية‬ ‫إلى التسريع في إصدار القوانين المرتبطة بتجنيد الجزائريين‪،‬فكثرت على إثر ذلك‬ ‫التصريحات والتلميحات الفرنسية‪،‬ولما أحست مجموعة من الجزائريين الممثلين لتيار النخبة‬

‫االندماجية‪،‬بتلك التلميحات من الحاكم العام في خطابيه في أوت ونوفمبر ‪1914‬م‪،‬بإمكانية‬ ‫إحداث إصالحات على واقع الجزائريين السياسي واالجتماعي بعد نهاية الحرب في حال‬

‫انتصار فرنسا ‪،‬فيما إذا كان الجزائريون طرفا في هذا االنتصار‪ ،‬فضل العديد من الشبان‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪103‬‬


‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‪...‬‬

‫الجزائريين‪ ،‬االنضمام إلى الجيش الفرنسي والدفاع عن فرنسا‪،‬لعل تضحياتهم تشفع لهم بعد‬

‫ذلك‪،‬فتمنحهم فرنسا بعض حقوقهم الطبيعية كمواطنين كاملي الحقوق‪.‬‬

‫لكنهم كان هؤالء دائما يعلنون أن هدفهم األول هو الدفاع عن العدالة والحق‬

‫ضد الظلم والقهر‪،‬فها هو األمير خالد يصرح ‪ ":‬إن الجزائريين يشاركون في الحرب دفاعا‬ ‫عن الحق والعدالة‪،‬ضد طغيان وبربرية ألمانيا"‪.24‬‬

‫ومما يؤكد أن الشبان الجزائريين كانوا يهدفون إلى الحصول على بعض الحقوق‬ ‫مقابل مشاركتهم في الحرب إشارة األمير خالد سنة ‪1919‬م ‪ ":‬إن مئات الجزائريين ماتوا‬

‫من أجل وطن بقي دائما يعتبرهم رعايا‪ ،‬ومن أجل حقوق لم ينالوا منها شيئا‪،‬حتى بعد‬ ‫انتصار فرنسا"‪ .25‬ولئن كان موقف األمير خالد متمي از برفضه للتجنس منذ البداية وإعادته‬

‫لبعث الجنسية الجزائرية بتشديده في كالمه وسلوكه‪،‬على هوية الجزائري المبنية على‬ ‫مرجعية اإلسالم الممزوجة بالدفاع عن اللغة العربية والثقافة العربية وقضايا العرب‬ ‫والمسلمين‪،‬مما جلب ثناء البعض وكراهية األخر حتى من بين الشبان الجزائريين‪ ،‬فإن‬

‫مجموعة معتبرة من هؤالء الشبان أبدوا والئهم المطلق لفرنسا ‪،‬فقد صرح الحاج عمار‪":26‬‬ ‫نحن نحمل السالح للدفاع عن الحق وعن بلدنا المهدد فرنسا (‪ )...‬يا مسلمي الجزائر يجب‬ ‫أن نحمل السالح رفقة إخواننا الفرنسيين ونحارب من أجل العدالة والحرية"‪.27‬‬

‫أما الصادق دندان فقد عبر عن سعادته بهذه الفرصة التي سمحت له ولرفاقه‬ ‫بإثبات والئهم لفرنسا قائال ‪ ":‬إننا سعداء بأننا أخذنا مكاننا في العائلة الفرنسية ‪،‬إن الحرب‬

‫فرصتنا إلثبات إخالصنا لفرنسا"‪.28‬‬

‫كما دعا الشبان األهالي الجزائريين إلى التزام الهدوء وعدم اإلصغاء إلى الداعين‬ ‫للثورة على فرنسا في الجزائر‪،‬حيث وجه النائب البلدي بحسين داي‪ ،‬محمد بن صيام نداء‬

‫لألهالي جاء فيه ‪":‬أجيبوا نداء فرنسا وكونوا في خدمتها‪،‬فأنتم تدافعون عن الحق وعن قضية‬ ‫إنسانية(‪ )...‬وحافظوا على هدوئكم وال تثيروا االضطرابات(‪ )...‬إنه من واجبكم حسن‬

‫الجوار‪،‬وهللا يأمركم باإلحسان إلى الجيران‪،‬فأحسنوا إلى جيرانكم لتكونوا مسلمين حقا"‪.29‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪104‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ولم ينس هؤالء أن يبنوا للجزائريين ما ينتظرونه من هذه الخدمات الجليلة‬ ‫لفرنسا فقد جاء في أحد تصريحات الدكتور مرسل ي‬

‫‪30‬‬

‫‪":‬لقد تربينا مع الفرنسيين‪ ،‬نحن‬

‫نعرفهم‪ ،‬قد يحدث أحيانا أن نتلقى منهم بعض الضربات‪ ،‬و التي نردها لهم وعليه فنحن‬

‫متساوون‪ ،‬بينما بالنسبة لآلخرين (األلمان) لن يكون األمر كذلك‪ ،‬وعليكم أنتم يا أيها‬

‫السكان المسلمون في الجزائر وتونس والمغرب األقصى ‪ ،‬أنتم الذين بدون مساومة منكم‪،‬‬

‫قدمتم أبناءكم للوطن األم‪ ،‬أكيد لن تجازون بنفس الطريقة‪ ،‬لقد تحصلتم من اآلن فصاعدا‬ ‫على مكانة مرموقة ضمن العائلة الفرنسية‪ ،‬وعند المحاسبة وبنهاية الحرب بهزيمة أعداءنا‬

‫والتي لن تتأخر‪ ،‬لن يتم نسيانكم‪ ،‬صدقوني إن والءكم لثمانيين(‪ )80‬سنة سيؤخذ بعين‬

‫االعتبار ومزيد من الحقوق ستمنح لكم و تحفظ"‪.31‬‬

‫وفي محاولة للرد على اتهامهم بأنهم يحرضون األهالي على المطالبة بالحقوق‬ ‫السياسية مقابل تجنيدهم وهو ما يخدش والئهم البديهي لفرنسا ‪ ،‬كما فعل الكاتب الفرنسي(‬

‫أوكتاف ديبون)‪،‬مفتش عام على مستوى البلديات المختلطة الذي اتهم الشبان بإثارة األهالي‬ ‫لكي يطالبوا بالتعويض السياسي على الخدمة العسكرية‪. 32‬نفى بعض الشبان تلك التهمة‬ ‫عنهم‪ ،‬ونفوا أي عالقة لهم بالجامعة اإلسالمية ‪،‬مقابل والئهم لفرنسا وقضاياها‪،‬ففي رسالة‬ ‫للمحامي الحاج سعيد إلى أصدقائه من جماعة الشبان الجزائريين بين عالقة جماعته‬

‫بالجامعة اإلسالمية قائال ‪ ":‬إن الجزائريون المسلمون يعتبرون إسطمبول و الخالفة ‪،‬بنفس‬ ‫االعتبار الذي يضفيه المسيحيون على روما والبابوية‪،‬ورغم اعترافهم‪-‬أي الشبان‪ -‬أنهم قاموا‬

‫بنشاطات مختلفة لصالح الليبيين ولصالح لجنة الوحدة والتقدم التركية خالل الحرب‬

‫العثمانية –االيطالية‪،‬لكنها نشاطات أذنت بها اإلدارة الفرنسية نفسها"‪.33‬‬

‫ومع دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا‪،‬لم يتأخر النائب البلدي‬ ‫بوهران علي محي الدين في التصريح‪":‬إن موقف الدولة العثمانية ال يعنينا وال يغير من‬

‫والئنا وإخالصنا لفرنسا شيئا‪،‬بل يربطنا بها و بحكومتها أكثر فأكثر "‪.34‬‬

‫وفي نفس السياق يذكر (جون ميليا) أن الجزائريين كانوا مع فرنسا منذ اليوم‬ ‫األول‪.‬وفيما يخص موقف الشبان الجزائريين‪ ،‬فقد كانوا في رأيه صادقين نحو فرنسا والدليل‬ ‫على ذلك تصريحاتهم المعادية لتركيا ومن بين الذين يذكرهم الدكتور بلقاسم بن التهامي‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪105‬‬


‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‪...‬‬

‫الذي قاد وفد الشبان سنة‪1912‬م إلى باريس و مختار حاج سعيد و الصادق دندان مدير‬ ‫جريدة" اإلسالم "وجريدة "الراشدي" التي أوقفت من طرف مسؤوليها للتعبير عن مشاركتهم‬ ‫في مجهود الحرب‪ .‬ومن التصريحات في هذا الصدد ما جاء على لسان الطبيب القسنطيني‬

‫"مرسلي" والتي يتهجم فيها على تركيا بسبب دخولها الحرب قائال‪ ":‬وهكذا تعاود تركيا‬ ‫السقوط بين مخالب ألمانيا‪ ،‬وهذه المرة لتبقى إلى األبد‪ ،‬فهي بدل أن تحافظ على حيادها‬ ‫في الحوادث الحالية‪ ،‬تنضم إلى أعداء فرنسا‪ "..‬ثم يضيف"‪ ":..‬ال تعتمدوا علينا فنحن ال‬

‫نعرفكم‪،‬ألننا لسنا ال بالشبان األتراك وال بأصحاب العمائم ‪،‬بل نحن فرنسيون مسلمون‬ ‫وسنبقى كذلك إلى األبد "‪.35‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬مصر‪(،‬دت ن)‪ ،‬ص‪.155‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬ط‪،2‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت ‪،1986 ،‬ص‪129‬‬

‫‪-3‬مرجع نفسه‬

‫‪4‬‬

‫‪ -‬السيد عبد الحليم الزيات‪ ،‬في سوسيولوجيا بناء السلطة‪ -‬الطبقة‪-‬القوة‪ -‬الصفوة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪،‬‬

‫مصر‪،1990 ،‬ص‪.239‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫ السيد عبد الحليم الزيات ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.239‬‬‫‪-‬أحمد زايد ‪" ،‬النخب السياسية واالجتماعية مدخل نظري‪:‬مع إشارة خاصة إلى تشكلها في المجتمع‬

‫المصري"‪،‬في النخب االجتماعية حالة الجزائر ومصر‪ ،‬تحرير‪ :‬احمد زايد وزبير عروس‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪،‬مصر‪،2005‬ص‪.09‬‬ ‫‪ - 7‬أحمد زايد ‪ ،‬النخب السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬حمدان بن عثمان خوجة‪ ،‬من مواليد مدينة الجزائر حوالي ‪1773‬م‪ ،‬من عائلة جزائرية عريقة مالكة عاشت‬

‫بضواحي مدينة الجزائر ‪ ،‬عاش حمدان خوجة متنقال بين الجزائر والقسطنطينية وفرنسا ‪ ،‬مشتغال بالتجارة‬ ‫والدبلوماسية والسياسة‪ ،‬وقد واصل مهامه عند عودته‪ ،‬إلى الجزائر حتى نفيه إلى باريس بعد وشاية المعمرين‬ ‫به‪ ،‬اما عن تاريخ وفاته فغير معروف على وجه التحديد رغم أن جورج إيفار (‪ ( George Yver‬حدده مابين‬ ‫‪ 1840‬و‪1845‬م‪ ،‬في حين قال محمد بن عبد الكريم ثبوت وفاته أواخر ‪1840‬م‪ ،‬أبو ظبي‪ ،2004 ،‬على‬ ‫الرابط ‪http://alrihlah.com/nadawat/research/492 :‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ -‬قسم أبو القاسم سعد هللا المقاومة المدنية والسياسية في بداية اإلحتالل إلى ثالث تيارات سياسية ‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪106‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫ الحزب الوطني والذي كان يضمن عناصر جزائرية تنظر داخليا‪ ،‬وتعمل على تحرير الجزائر بكل الوسائل‪،‬‬‫كأحمد بوضربة‬ ‫ الحزب العثماني الذي يهدف أصحابه إلى إبقاء الجزائر ضمن الخالفة العثماني والذين من بينهم حمدان‬‫خوجة و ابن العنابي‬ ‫ الحزب الفرنسي وهم اللذين ربطوا مصالحهم باإلحتالل الفرنسي كمصطفى ابن اسماعيل‪ ،....‬أنظر ‪ :‬أبو‬‫القاسم سعد هللا ‪ ،‬الحركة الوطنية الجزائرية (ج‪ )1‬دار البصائر للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪،2007 ،‬صص‬ ‫‪.106-105‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -‬محمد بن ابي الشنب ‪ :‬ابن أبي شنب‪ (1286-1347‬هـ‪/ 1869-1929‬م )هو محمد بن العربي بن‬

‫محمد أبي شنب الجزائري األديب الباحث‪ ،‬أحد أعالم المغرب العربي النابهين في نهاية القرن التاسع‬

‫عشر وبدايةالقرن العشرين‪ ،‬وأحد رواد النهضة العربية الحديثة‪ .‬أول جزائري حامل لشهادة الدكتوراه في العصر‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫ولد في قرية المدية جنوب مدينة الجزائر‪ ،‬ونشأ في ظل االحتالل الفرنسي‪ ،‬فق أر شيئ ًا من القرآن الكريم قبل أن‬

‫يلتحق بمدرسة المدية الثانوية‪ ،‬ليتعلم اللغة الفرنسية والعلوم الغربية وفق المنهج المفروض من قبل سلطات‬

‫االحتالل‪ ،‬ثم انتسب إلى دار المعلمين ببلدة أبي زريعة قرب العاصمة‪ ،‬وتخرج منها بعد عام حاصالً على‬ ‫إجازة تعليم اللغة والعلوم الفرنسية في المدارس االبتدائية الوطنية‪ .‬وأمضى عشر سنوات في هذه المدارس‪ُ ،‬ش ِغل‬

‫فيها بالتعليم وتحصيل علوم اللغة العربية واستدراك ما فاته منها‪ ،‬فق أر النحو والصرف والعروض‪ ،‬وشيئاً من‬

‫علوم الدين‪ ،‬وتقدم بما حصله إلى مدرسة اآلداب العليا‪ ،‬ونال إجازتها‪ ،‬فتولى تدريس آداب العربية في مدرسة‬

‫آداب مدينة قسنطينة ‪ ،‬وبعد أن أمضى في عمله الجديد أربع عشرة سنة‪ ،‬ارتقى إلى القسم األعلى من هذه‬ ‫المدرسة‪ ،‬فأق أر فيها النحو واألدب والبالغة والمنطق‪ .‬وفي أواخر عام «‪1922‬م» تقدم إلى كلية اآلداب‬ ‫الجزائرية ببحثين للحصول على درجة الدكتوراة‪ ،‬هما‪« :‬حياة أبي دالمة وشعره» و«األلفاظ التركية والفارسية‬ ‫الباقية في اللهجة الجزائرية» ‪ ،‬فمنح درجة الدكتوراة وكلف بالتدريس في الكلية‪ ،‬وظل يدرس ويبحث إلى أن وافته‬ ‫قافية‪ ,‬ط‪/1400 ,2‬‬ ‫المنية‪ .‬أنظر ‪ :‬عادل نويهض‪ ,‬معجم أعالم الجزائر ‪,‬بيروت ‪,‬مؤسسة نويهض الثّ ّ‬ ‫‪,1980‬ص ‪.189‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -‬عبدالحليم بن علي بن عبدالرحمن خوجة بن سماية‪.‬ولد بالجزائر (العاصمة)‪ ،‬وفيها توفي‪.‬عاش في‬

‫الجزائر‪،‬‬

‫وأقام‬

‫في‬

‫مدة‬

‫تونس‪،‬‬

‫كما‬

‫بالد‬

‫زار‬

‫الشام‪.‬‬

‫حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وتعلم على يد والده العربية والفقه والتوحيد‪ ،‬كما أخذ المنطق والبالغة عن طاهر تيطوس‪،‬‬ ‫والحساب‬

‫والفرائض‬

‫عن‬

‫علي‬

‫بن‬

‫حمودة‪.‬‬

‫وتتلمذ على‬

‫نخبة‬

‫من‬

‫كبار‬

‫العلماء‪.‬‬

‫تكونت له ملكة قوية في العلوم العربية والشرعية‪ ،‬ودرس اللغة‬ ‫حفظ المتون وق أر أمهات كتب التراث حتى ّ‬ ‫الفرنسية‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪107‬‬


‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‪...‬‬

‫د‪.‬سعودي أحمد‬

‫متطوعا في‬ ‫صحفيا في جريدة «المبشر»‪ ،‬ثم بالتجارة في دكان صغير؛ في حين كان يلقي الدروس‬ ‫عمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يدرس فيه والده‪ .‬قلدته اإلدارة الفرنسية (‪ )1896‬خطة التدريس بالمدرسة الرسمية بالجزائر‬ ‫المسجد الذي كان ّ‬ ‫العاصمة‪ ،‬وفي (‪ )1900‬أسندت إليه خطة التد ريس بالجامع الجديد الحنفي‪ ،‬وعندما افتتحت المدرسة الثعالبية‬

‫(‪) 1905‬‬ ‫انتقل‬

‫وظل‬

‫إليها‬

‫مدرسا‬ ‫ً‬

‫بها‬

‫إلى‬

‫أن‬

‫إلى‬

‫أحيل‬

‫التقاعد‪.‬‬

‫التقى اإلمام محمد عبده زمن وجوده بالجزائر‪ ،‬وسفرت الرسائل بينهما حين غادر اإلمام إلى صقلية‪ ،‬وظل‬ ‫المترجم‬

‫وفيا‬ ‫ً‬

‫له‬

‫اإلمام‬

‫لمنهج‬

‫اإلصالح‪.‬‬

‫في‬

‫كان من مناضلي الجامعة اإلسالمية (الوحدة تحت راية الخالفة اإلسالمية)‪ ،‬كما كان من معارضي تجنيد‬ ‫الجزائريين في الجيش الفرنسي‪.‬أنظر ‪ :‬أبوعمران الشيخ (إشراف)‪ :‬معجم مشاهير المغاربة ‪ -‬المؤسسة الجزائرية‬ ‫للطباعة ‪ -‬الجزائر ‪ .1995‬ص‪.44‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ -‬أبو القاسم سعد هللا ‪،‬حصاد الخريف‪(،‬ط‪،)1‬عالم المعرفة للنشر والتوزيع‪،‬الجزائر ‪،2010،‬ص‪.235‬‬

‫‪13‬‬

‫شباط ‪ 1912‬قرار بإجبار الجزائريين على‬ ‫‪ -‬إتّخذ البرلمان الفرنسي في النهاية يوم الثالث من شهر فبراير‪ّ -‬‬

‫ينص على تجنيد الجزائريين في الجيش‬ ‫الخدمة العسكرية بصفتهم رعايا فرنسيين‪ .‬إذن هو قانون سياسي ّ‬ ‫بغض النظر عن رفضهم له‪ ،‬جاء هذا القانون بعد فترة تضاربت فيها مختلف اآلراء السياسية و‬ ‫الفرنسي‬ ‫ّ‬

‫التطرق إليها‪ ،‬و ذلك منذ‬ ‫العسكرية من خالل المشاريع األولى التي تهدف إلى تجنيد الجزائريين‪ ،‬و التي سبق‬ ‫ّ‬ ‫القرن‬ ‫القرن‬ ‫العشرين‪.‬‬ ‫بداية‬ ‫غاية‬ ‫إلى‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫من‬ ‫الثاني‬ ‫النصف‬ ‫القانون‪:‬‬

‫‪3-2-‬مراسيم‬

‫قانون ‪ 03‬فيفري ‪ 1912‬الذي نشر في الجريدة الرسمية " ‪:" le Mobacher‬يوم السبت ‪ 02‬مارس‪، 1912‬‬ ‫حيث‬

‫يحتوي‬

‫على‬

‫] ‪[ 30‬‬

‫ثالثين‬

‫مادة‬

‫مقسمة‬

‫في‬

‫أربعة‬

‫أبواب‪.‬‬

‫تنص على تجنيد األهالي المسلمين بصيغة‬ ‫الباب األول ‪:‬عبارة عن أحكام عامة‪ ،‬يضم المادة األولى التي ّ‬‫التجنيد‪.‬‬ ‫إعادة‬ ‫أو‬ ‫االختيار‬ ‫‪-‬الباب الثاني ‪:‬جاء للتأكيد على األحكام الواردة في الباب األول‪ ،‬و هذا ما نلتمسه في المادة الثانية‪.‬‬

‫‪-‬الباب الثالث ‪:‬يحتوي على ] ‪ [ 8‬ثمانية فصول تضم ] ‪ [ 23‬ثالثة و عشرين مادة ( من المادة الثالثة إلى‬

‫غاية المادة السادسة و العشرين )‪ ،‬حيث نجد ‪:‬الفصل األول ‪:‬يحتوي على ] ‪ [ 4‬أربعة مواد ( من المادة الثالثة‬ ‫إلى غاية المادة السادسة) و هو متعلق باالستدعاء‪ ،‬الفصل الثاني ‪:‬يحتوي على خمس مواد‪.‬‬

‫( من المادة السابعة إلى غاية المادة الحادية عشر )‪ ،‬و المتعلق بإحصاء الجزائريين‪ ،‬الفصل الثالث‪:‬‬

‫و يحتوي على ] ‪ [ 3‬ثالثة مواد‪ ( ،‬من المادة الثانية عشر إلى غاية المادة الرابعة عشر )‪ ،‬و الذي يبين‬ ‫األشخاص الذين لهم الحق اإلعفاء و التأجيل و األعذار‪ ،‬الفصل الرابع ‪:‬يحتوي على ] ‪ [ 7‬سبعة مواد ( من‬ ‫المادة الخامسة عشر إلى غاية المادة الواحد و العشرين) و المتعلق بالقرعة و جمع األشخاص‪.‬‬ ‫الفصل الخامس ‪:‬الخاص بالبديل أو إيجاد العوض و الملخص في المادة ] ‪ [ 22‬الثانية‬ ‫والعشرين‪،‬الفصل السادس ‪:‬يضم المادتين ‪ [ 23‬و ] ‪ 24‬الثالثة و العشرين و الرابعة و العشرين‪ ،‬الخاص بجمع‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪108‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫تنص عليه المادة ] ‪ [25‬الخامسة و‬ ‫العسكرّيين‪،‬الفصل السابع ‪:‬الخاص بالمرتب اليومي و الجوائز‪ ،‬و هذا ما ّ‬ ‫العشرين‪،‬الفصل الثامن ‪:‬المتعلق باألحكام الجزائية‪ ،‬و يشمل على المادة ] ‪ [ 26‬السادسة و العشرين‪.‬‬ ‫‪-‬الباب الرابع ‪:‬يحتوي على ] ‪ [ 4‬أربع مواد ( من المادة السابعة و العشرين إلى غاية المادة الثالثين ) و‬

‫الخصوصية‪ ،‬حيث تحدد مواده االمتيازات الخاصة بالعسكريين القدامى‪ ،‬تنظيم الجنود‪ ،‬و‬ ‫المتعلق باألحكام‬ ‫ّ‬ ‫القانون ساري المفعول في المناطق المدنية دون غيرها من المناطق العسكرية‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬أحمد رضوان شرف الدين ‪ ،‬مشروع الدولة‪ -‬األمة العروبة عند النخب الجزائرية ‪،‬رسالة لنيل شهادة‬

‫الدكتوراه ف ي التاريخ الحديث والمعاصر ‪،‬قسم التاريخ ‪ ،‬كلية العلوم اإلجتماعية واإلنسانية ‪،‬جامعة الجزائر‬ ‫‪ .2005-2004،‬ص‪.29‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬يجدر التذكير أن حركات شباب كثيرة نشأت غداة ثورة ‪ 1830‬األوروبية‪ ،‬بتأسيس مباشر أو بإيعاز من‬

‫جيوسبي مازيني‪:‬إيطاليا الفتاة‪،‬سويس ار الفتاة‪،‬فرنسا الفتاة‪ ،‬ألمانيا الفتاة‪...‬وتلتها تركيا الفتاة ثم العربية الفتاة ‪،‬‬ ‫فالشباب التونسي والشباب الجزائري للمزيد أنظر ‪ :‬أحمد رضوان شرف الدين ‪،‬نفسه ‪،‬صص ‪.21-20‬‬ ‫‪indigéne,Alger‬‬

‫‪un‬‬

‫‪par‬‬

‫‪vue‬‬

‫‪Française‬‬

‫‪habiles,Chérif,L'Algérie‬‬

‫‪Ben‬‬

‫‪-‬‬

‫‪16‬‬

‫‪orintale,1914,p104.‬‬ ‫‪-Leroy Baulieu,"La France dans l'Afrique du nord,indigénes et colons",Revue des‬‬

‫‪17‬‬

‫‪deux mondes,1906,pp,60-62.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪-‬‬

‫عباس‬

‫فرحات‬

‫‪،‬حرب‬

‫الجزائر‬

‫وثورتها‬

‫‪،‬ليل‬

‫الستعمار‬

‫‪،‬تعريب‬

‫بن‬

‫أبوبكر‬

‫رحال‪،‬المحمدية‪،‬المغرب‪،1962،‬ص‪.106‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ -‬أصدرت فرنسا العديد من القوانين الجائرة ضد الجزائريين ‪،‬لعل أشدها إجحافا قانون األهالي الذي صدر‬

‫سنة ‪1871‬م وتم تجديده سنة‪ 1881‬م‪،‬والذي إنجرت عنده العديد من القوانين أخطرها تحميل الجزائريين‬ ‫المسؤولية جماعيا مقابل األخطاء الفردية‪،‬كما أعطيت صالحيات كبيرة للمحاكم في معاقبة الجزائريين دون‬

‫إعطائهم أية حقوق قضائية‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪ -‬علي بن فخار‪ :‬من مدينة تلمسان ‪،‬درس في مدرستها الفرنسية‪،‬ذهب إلى فرنسا سنة ‪1901‬م حيث علم‬

‫اللغة العربية الدارجة في الغرفة التجارية بمدينة ليون وهناك درس القانون وتخصص في الشريعة اإلسالمية‬ ‫وتحصل سنة‪ 1908‬ع لى الدكتوراه ‪ ،‬أنظر ‪:‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي ‪( ،‬ط‪، )6‬دار البصائر‬ ‫‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص ‪.241‬‬ ‫‪- "la consicription des indigénes",La Dépèche Algérienne,N8493,vendredi30oct1908.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ -‬مقتطف من تصريحه أمام المجلس المالي في دورة ‪ 03‬افريل ‪1908‬م‪ ،‬أنظر ‪"les veux des‬‬

‫‪indigenes »,la Revue indigénes",N30,oct1908,pp404-411.‬‬ ‫‪-" le veux indigénes"N30,op-cit.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪23‬‬

‫‪109‬‬


...‫النخبة االندماجية في الجزائر ومسألة التجنيد اإلجباري‬

‫سعودي أحمد‬.‫د‬

- Emir Khaled,la situation des musulmans d'Algérie 1924,opu,Alger,1987,p41. - Khaled, Ibid,p41.

24 25

.‫كما كان نائبا بلديا في بلدية جيجل‬،"Rachidi " ‫ الحاج عمار من الشبان الجزائريين وهو مدير جريدة‬27

- Hadj,Ammar,"Tous pour la France",L'Islam,N205,samedi03oct1914.

28

- Denden,Sadek,"Notre action dans la guerre",L'Islam,N204,22Aout1914. - Ben Siam mMohamed;"Jour d'epreuve",Akhbar,N13762,dim 30Aout1914.

29

‫ تخرج من مدرسة الطب‬،‫كان والده ضابطا في الصبايحية‬،‫ من مواليد وهران‬،) Morsli( ‫ الدكتور مرسلي‬-

26

30

‫كتوقيع‬،‫ثم إنتقل إلى قسنطينة أين شارك في الكثير من النشاطات التي قام بها األعيان‬، ‫الفرنسية بالعاصمة‬ la question ( ‫ له كتاب بعنوا ن‬، ‫متجنس ومتزوج بفرنسة‬،‫التي قدمت لجول فيري‬،‫م‬1891 ‫عريضة‬ .231‫ص‬، ‫ مرجع سابق‬،6‫ج‬، ‫تاريخ الجزائر الثقافي‬، ‫أبو القاسم سعدهللا‬: ‫أنظر‬،1884 ‫) ألفه سنة‬indigéne 31

-MEYNIER G, « Loyalisme et insécurité en Algérie pendant la guerre de 1914-

1918 », Les Cahiers de Tunisie (Tunis), t. XIX, n° 75-76, 3e et 4e trimestre 1971, p. -,p192. 32 - Octave,dépont,"une insurrection en Algérie pendant la guerre",in Revue de l'Afrique du Nord,T01,Nov-Déc 1921,p11. 33 - Ben habiles,op-cit,128. 34 - " les protestations de loyalisme des Musulmans d'Algérie",le Temps,N19481,07nov 1914. 35 -G Meynier;op-cit,p267.

110

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‬ ‫أ‪ .‬ليلى كرفاح‬ ‫المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية –الجزائر‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫أن سيولة‬ ‫هذا المقال يعكس قراءة لمجموع الوقائع التي تعرفها المنطقة العربية منذ نهاية ‪2010‬م‪ .‬بحيث ّ‬

‫حد اليوم ديناميكية جيوسياسية إقليمية ودولية؛ أفضت إلى أشكال من الفوضى والحروب‬ ‫األحداث تنتج إلى ّ‬ ‫تحديات‬ ‫الداخلية‪ .‬هذا المشهد االستراتيجي الذي يتّسم بمزيد من الفوضى والالاستقرار يجعل من الجزائر تعيش ّ‬

‫حقيقية أمام ضمان أمنها واستقرارها‪ .‬ولفهم الوضع الراهن للمنطقة العربية؛ البد من التركيز على جميع العوامل‬ ‫داخلية كانت أو خارجية‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬والتي استثمرت في البيئة السياسية العربية؛ األمر الذي جعل‬

‫منها بؤرة للتوتر واألزمات البعيدة المدى‪.‬‬ ‫أن الجزائر ليست بمأمن عن هذه االنعكاسات الخطيرة التي يفرزها المشهد‬ ‫أي كان ّ‬ ‫ال يخفى على ّ‬

‫االستراتيجي لما بعد الحراك العربي‪ .‬مما يضع الجزائر مباشرة أمام تهديدات استراتيجية؛ والتي تستوجب ضرورة‬ ‫بجدية لمواجهتها‪ .‬وال يتحقق ذلك إالّ باتخاذ مقاربات علمية ودراسة واقعية وموضوعية وتاريخية للنسق‬ ‫التّفكير ّ‬ ‫اإلقليمي والدولي للجزائر مع التركيز على الجبهة الداخلية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬األمن القومي‪ ،‬الحراك العربي‪ ،‬االستراتيجية األمنية‪ ،‬التحديات‪ ،‬الجزائر‬

‫‪Abstract :‬‬ ‫‪This article reflects a reading of the total facts known by the Arab region since‬‬ ‫‪the end of 2010. So that the fluidity of events to the present day to produce geopolitical‬‬ ‫‪regional and international; led to forms of chaos and internal wars. This more chaotic‬‬ ‫‪and unstable strategic landscape makes Algeria face real challenges to its security and‬‬ ‫‪stability. To understand the current situation of the Arab region, it is necessary to‬‬ ‫‪focus on all internal and external factors, whether directly or indirectly, which have‬‬ ‫‪invested in the Arab political environment, which has made it a focus of tension and‬‬ ‫‪long-term crises.‬‬ ‫‪It is no secret to anyone that Algeria is not immune to these serious‬‬ ‫‪repercussions of the post-Arab strategic landscape. Putting Algeria directly in the face‬‬ ‫‪of strategic threats; This can only be achieved by taking scientific approaches and‬‬ ‫‪studying the realism, objectivity and history of the regional and international context‬‬ ‫‪of Algeria with a focus on the domestic front.‬‬ ‫‪Keywords: national security, Arab mobility, security strategy, challenges, Algeria‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪111‬‬


‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يعتبر الحراك العربي من بين القضايا السياسية المتشابكة خاصة في خضم ال ّكم الهائل‬ ‫تحوالت استراتيجية‬ ‫من التحليالت المتناقضة‪ ،‬وحتى بمعزل عنها؛ ّ‬ ‫ألن الحراك العربي أفرز ّ‬ ‫مازالت سياقاتها ممتدة وتداعياتها متفاعلة‪ ،‬وتأثيراتها متنقلة‪.‬‬ ‫وفي خضم هذا الغموض والتحليالت المتناقضة فهناك من هتف لهذا الحراك على‬ ‫أساس ّأنها ثورات؛ على خطى الثورة الفرنسية التي أدخلت فرنسا؛ بل وأروبا في عصر جديد‬

‫أن هذا الحراك ما هو إالّ مؤامرة غربية ضمن‬ ‫في نهاية القرن الثامن عشر‪ .‬وهناك من يرى ّ‬

‫سيرورة تاريخية تبدأ من اتفاقية سايكس بيكو إلى مشروع الشرق األوسط الجديد الذي تبنته‬ ‫االستراتيجية االمريكية بدءا باحتالل العراق كتمهيد له‪ .‬وهناك من يتبنى موقفا وسطا بحيث‬ ‫يجمع بين توفر األرضية لقيام هذا الحراك واالختراق الدولي أو التوظيف الخارجي لهذا الحراك‪.‬‬

‫طالع‬ ‫والجتناب‬ ‫التحيزات الفكرية واأليديولوجية والتفكير بذهنية التمنيات والعواطف‪ ،‬وبعد اال ّ‬ ‫ّ‬

‫أن الحراك العربي هو عبارة عن عملية ذات‬ ‫كم معتبر من الوثائق‪ ،‬أصبح يمكن القول ّ‬ ‫على ّ‬ ‫مدخالت ومخرجات جيواستراتيجية‪ .‬لذلك كان لزاما علينا تشريح هذه االحداث لمعرفة األسباب‬ ‫التطرق إلى انعكاساتها الخطيرة على أمن واستقرار‬ ‫الكامنة وراءها واألهداف المرجوة منها‪ .‬مع‬ ‫ّ‬

‫الجزائر‬

‫أن على الجزائر إعادة ترتيب‬ ‫أهمية البحث‪ :‬تكمن أهمية الموضوع في األمن ذاته‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫أولويات مقتضيات بناء أمنها‪ ،‬خاصة مع التحوالت االستراتيجية بعد الحراك الذي عرفته‬

‫المنطقة العربية ودخولها في مزيد من الفوضى‪ ،‬لذلك يستوجب على الجزائر وضع استراتيجية‬ ‫أمنية شاملة تتضمن كل مستويات األمن‪ ،‬الحتواء كل التهديدات والتحديات التي يفرزها النسق‬ ‫اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة‪ :‬أفرز الحراك العربي العديد من التحوالت االستراتيجية سواء أمنية اجتماعية‬ ‫سياسية‪ ،‬قد يتم االستثمار فيها واليوم تجد المنطقة نفسها أمام فاعلين جدد من غير الدول‪،‬‬ ‫كالجماعات المسلحة غير الخاضعة للدولة‪ ،‬وعصابات الجريمة المنظمة واالسلحة التي‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪112‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أصبحت في متناول االثنيات مما أدى إلى تفعيل الشوائج الطائفية مما يزيد من تأكيد سيناريو‬ ‫فشل الدول باإلضافة إلى تنظيم داعش الذي يضاف إلى تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي أن تؤثر هذه الفوضى على الجزائر باعتبارها تقع على امتداد هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬وذلك بانتقال السالح وانتشار الجماعات اإلرهابية‪ ،...‬ما يبعث على بحث استراتيجية‬ ‫لمواجهة مجمل التحديات األمنية؛ لذلك كان لزاما أن ننطلق من السؤال التالي‪ :‬كيف للجزائر‬ ‫أن تضمن أمنها في ظل الفوضى التي أفرزها المشهد االستراتيجي للحراك العربي؟‬ ‫منهج البحث‪ :‬المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬يستخدم المنهج الوصفي في دراسة األوضاع الراهنة‬ ‫أن المنهج الوصفي‬ ‫من حيث خصائصها‪ ،‬أشكالها‪ ،‬عالقاتها والعوامل المؤثرة في ذلك‪ ،‬كما ّ‬

‫يشمل في كثير من األحيان على عمليات التنبؤ لمستقبل الظواهر التي يدرسها الباحث‪ ،‬لذلك‬

‫فإن المنهج يساعد الدراسة على رصد ومتابعة دقيقة للظاهرة من أجل التعرف على مضمونها‬ ‫ّ‬

‫وطبيعتها وكذلك يساعد الدراسة على الوصول إلى نتائج وتعميمات تساعد على فهم الواقع‬ ‫وتطويره‪.‬‬ ‫أن الدراسة قد استعانت بمصطلح الحراك بدل الثورة‬ ‫‪-1‬إشكالية تحديد المفاهيم‪ :‬الواضح ّ‬

‫التوصل إليها من خالل االطالع على مجموعة من الوثائق والتقارير‪،‬‬ ‫تم‬ ‫ّ‬ ‫ألسباب تحليلية ّ‬ ‫وكذلك بعد تشريح لمفهوم الثورة‪ ،‬وكذلك من خالل استقراء الواقع واالدوار الفاعلة في مسار‬ ‫الحراك العربي‪.‬‬

‫"التحول المفاجئ والعنيف الذي ال يتوقف إالّ عند‬ ‫إن الثورة بمفهومها المعاصر تعني‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يمس جميع الجوانب السياسية واالقتصادية‬ ‫تحقيق هدف معين يشتمل على ّ‬ ‫الجدة‪ ،‬بحيث ّ‬

‫واالجتماعية والثقافية لمجتمع ما‪ ،‬ويتم ذلك بواسطة حراك شعبي"؛ ويتضمن في المشروع الذي‬

‫الجدة‪ ،‬الذي البد من تحقيقه‪ .‬لذلك البد من أن ننفي مصطلح الثورة على تلك‬ ‫تحمله الثورة ّ‬

‫بأنها‪:‬‬ ‫يعرف صامويل هنتغتون ‪ Samuel Huntington‬الثورات الكبرى ّ‬ ‫التي لم تكتمل‪ .‬و ّ‬

‫يمس القيم‪ ،‬البنية االجتماعية‪ ،‬والمؤسسات‬ ‫"ذلك‬ ‫التحول السريع‪ ،‬الكامل والعنيف الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪113‬‬


‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫‪1‬‬ ‫أن الثورة هدفها‬ ‫يتبين ّ‬ ‫السياسية‪ ،‬والممارسات الحكومية‪ ،‬والقيادات السوسيوسياسية"‪ .‬منه ّ‬ ‫التغيير اإليجابي حسب تصورات أفرادها‪ ،‬بحيث يقول المؤرخ األمريكي كرين برينتون ‪Crane‬‬

‫أن الثورات تولد من األمل على عكس ما يتصوره الكثيرون"‪ 2.‬ويعود هذا التركيز‬ ‫‪ّ ":Brinton‬‬ ‫يسهل‬ ‫على تحديد المفاهيم إلى ّأنه ّ‬ ‫يعد ضروريا ّ‬ ‫للتعرف على أبعادها ومجاالتها ومدلوالتها مما ّ‬

‫أن‬ ‫صياغة األفكار وتوضيح مقاصدها‪ .‬بمعنى أننا ال نسعى إلى بناء مشروع مفهومي؛ إالّ ّ‬ ‫الحقائق تبقى موضوعية والتي تبقى مجرد بيانات عن الظواهر‪ .‬هذا األمر الذي أجبرنا على‬

‫أدعم هذه‬ ‫التطرق إلى تحليل مفهومي مما يساعدنا على رصد حقيقة الظاهرة محل الدراسة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫الرؤية بما قاله طارق رمضان‪ " :‬البعض يستعمل ثورة وربيع‪ ،‬وأان استعمل كلمة انتفاضة ألسباب‬ ‫متعددة‪ ،‬أوال ألين أعتقد أننا نعيش ثورات منتهية ميكنين حىت أن أملس يف بعض الوقائع أ ّن األمر يتعلق بثورات‬ ‫مسروقة أي ا ّن هناك انتفاضات سرقت‪ .‬مث إنين ما زلت أضع عالمة استفهام أمام مصطلح الربيع العريب‪ ،‬هذا‬ ‫ما أكرره دائما يف حتلياليت ال أابلغ كثريا يف التفاؤل‪ ،‬أقصد أ ّن هناك جمموعة من املسائل اليت جيب التوقف‬ ‫أن الثورة عند طارق رمضان تتحدد وفقا لنتائجها‪ .‬بقدر ما كان االختالف حول‬ ‫عندها‪ ".‬بمعنى ّ‬

‫تحديد حقيقة ما حدث في المنطقة العربية منذ ‪2011‬م بين ثورات وانتفاضات‪ ،‬كذلك كان‬ ‫االختالف حول األسباب والعوامل التي أدت بهذه المنطقة أن تعرف مثل هذه األحداث والتي‬

‫تعتبر منعطفا تاريخيا في المنطقة‪.‬‬ ‫أن قراءتنا حددت طبيعة هذا الحراك العربي على ّأنه عملية جيواستراتيجية استفادت‬ ‫وبما ّ‬

‫من حقيقة األوضاع التي تعرفها شعوب المنطقة‪ ،‬لذلك يمكن تحديد مجمل هذه األسباب‬ ‫الداخلية والتي ترتبط أساسا في سوء األوضاع االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪ )1‬تفسير الحراك العربي (بين األسباب الداخلية واألسباب الخارجية)‪:‬‬ ‫*العوامل الداخلية‪ :‬تعددت المقاربات والتفسيرات لألحداث التي تعرفها المنطقة العربية منذ‬ ‫ان هناك مجموعة من العوامل‬ ‫أواخر سنة ‪2010‬م‪ ،‬حول طبيعة وأسباب الحراك العربي‪ ،‬إالّ ّ‬ ‫تم االستثمار فيها‪ ،‬في ظل عملية جيواستراتيجية إلعادة صياغة الخارطة السياسية‬ ‫الداخلية التي ّ‬ ‫للمنطقة العربية‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪114‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أن الشعوب العربية لم تنتفض بسبب المأزق الفلسطيني‪ ،‬ولم تثر بسبب‬ ‫يقول روبرت كابالن ّ‬

‫ضد البطالة والطغيان واهدار الكرامة في‬ ‫الغرب والواليات‬ ‫المتحدة االمريكية بقد ما ثارت ّ‬ ‫ّ‬

‫مجتمعاتها الداخلية وهذا ما يش ّكل الموجة من التغيير في تاريخ الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫حد بعيد‬ ‫فسياسيا يمكن ترجمة هذه األسباب في طبيعة الدولة العربية بحيث ّأنها وإلى ّ‬

‫تتميز‬ ‫مجسدة في شخص الحاكم‪ ،‬األمر الذي جعل منها أداة في ّيد النخبة الحاكمة‪ .‬كما ّ‬ ‫هي ّ‬ ‫أن‬ ‫بعض من هذه الدول بعدم اكتمال بنائها المؤسسي وتبقى ليبيا خير مثال على ذلك‪ .‬إالّ ّ‬

‫معظم هذه الدول قامت بإنشاء مزيد من المؤسسات ورغم ذلك تبقى دول فاشلة هشة وضعيفة‬ ‫يركز‬ ‫سواء ما يتعلق في خلق عالقة مع مجتمعها خاصة في ظل غياب مشروع مجتمع الذي ّ‬ ‫عليه المفهوم المعاصر للدولة‪ .‬مما أدى إلى إضعاف روح المواطنة األمر الذي أدى إلى تحفيز‬ ‫التحديات والتي تؤثر على بقائها‪.‬‬ ‫الشوائج الطائفية والقبلية مما جعل من الدولة تواجه بيئة من‬ ‫ّ‬ ‫تأسست في‬ ‫تبقى هذه الدول العربية فقيرة سياسيا بمعنى ّأنها نسخة عن الدولة األمة التي ّ‬ ‫أوروبا‪ ،‬والتي كانت وليدة ظروف وبيئة معينة‪ ،‬وينعكس هذا األمر في طبيعة قوانينها ودساتيرها‬ ‫التي ال تراعي خصوصية مجتمعاتها‪.‬‬ ‫حد بعيد‬ ‫فسياسيا يمكن ترجمة هذه األسباب في طبيعة الدولة العربية بحيث ّأنها وإلى ّ‬

‫تتميز‬ ‫مجسدة في شخص الحاكم‪ ،‬األمر الذي جعل منها أداة في ّيد النخبة الحاكمة‪ .‬كما ّ‬ ‫هي ّ‬ ‫أن‬ ‫بعض من هذه الدول بعدم اكتمال بنائها المؤسسي وتبقى ليبيا خير مثال على ذلك‪ .‬إالّ ّ‬ ‫معظم هذه الدول قامت بإنشاء مزيد من المؤسسات ورغم ذلك تبقى دول فاشلة هشة وضعيفة‬

‫يركز‬ ‫سواء ما يتعلق في خلق عالقة مع مجتمعها خاصة في ظل غياب مشروع مجتمع الذي ّ‬ ‫عليه المفهوم المعاصر للدولة‪ .‬مما أدى إلى إضعاف روح المواطنة األمر الذي أدى إلى تحفيز‬ ‫التحديات والتي تؤثر على بقائها‪.‬‬ ‫الشوائج الطائفية والقبلية مما جعل من الدولة تواجه بيئة من‬ ‫ّ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪115‬‬


‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تأسست في‬ ‫تبقى هذه الدول العربية فقيرة سياسيا بمعنى ّأنها نسخة عن الدولة األمة التي ّ‬ ‫أوروبا‪ ،‬والتي كانت وليدة ظروف وبيئة معينة‪ ،‬وينعكس هذا األمر في طبيعة قوانينها ودساتيرها‬ ‫التي ال تراعي خصوصية مجتمعاتها‪.‬‬ ‫المتحدة للدول ووفقا لمؤشر االستقرار السياسي‪ ،‬الذي يتوقف على‬ ‫وفقا لتصنيفات األمم‬ ‫ّ‬

‫التوترات االثنية‪ ،‬النزاعات العسكرية‪ ،‬النزاعات الداخلية‪ ،‬العنف السياسي‪ ،‬والتعديالت‬ ‫تم تصنيف األنظمة العربية أنظمة‬ ‫الدستورية‪ ،‬واالنقالبات العسكرية‪ ،‬االضطرابات االجتماعية‪ّ ،‬‬

‫‪5‬‬ ‫أن طبيعة الدولة‬ ‫أن أغلب األنظمة القائمة فاقدة للشرعية‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫سياسية غير مستقرة‪ .‬بحيث ّ‬

‫تتحدد بدرجة الشرعية‪.‬‬

‫اقتصاديا تعتبر اغلب الدول العربية دول ذات طبيعة ريعية تعتمد على العائدات النفطية‪،‬‬ ‫مما جعلها تخفق في تنويع مصادر الدخل‪ ،‬بل لم تنجح حتى في استثمار العائدات الريعية‬ ‫لخلق التنمية الحقيقية التي تتوقف على تنويع القاعدة اإلنتاجية‪ .‬هذا األمر جعلها تواجه أزمات‬ ‫بفعل انخفاض أسعار النفط (الجزائر حاليا) األمر الذي يجعلها في مواجهة أزمات اجتماعية‬ ‫محتملة وأكيدة‪.‬‬

‫يعرفه البنك الدولي‬ ‫كما تعاني هذه الدول من ارتفاع مؤشر الفساد والذي ّ‬

‫على ّأنه " إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص؛ فالفساد يحدث عندما يقوم موظف‬

‫بقبول أو طلب أو ابتزاز رشوة لتسهيل عقد أو اجراء طرح لمناقصة عامة‪ ،‬كما يتم عندما يقوم‬ ‫وكالء أو وسطاء لشركات أو أعمال خاصة بتقديم رشاوي االستفادة من سياسات أو إجراءات‬ ‫للتغلب على منافسين وتحقيق أرباح خارج إطار القوانين‪ ،‬كما يمكن للفساد أن يحدث عن‬ ‫طريق استعمال الوظيفة العامة دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين األقارب او سرقة أموال‬ ‫الدولة مباشرة‪ 6".‬هذا التعريف للبنك الدولي يعتمد على مؤشرين أالّ وهما الرشوة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫االستحواذ على المناصب اإلدارية والحكومية لألقارب وأفراد عائلة المعنيين باإلضافة إلى‬ ‫االستحواذ على المال العام‪ .‬كما يرتبط الفساد باعتباره ظاهرة مرضية بالدولة الريعية‪ ،‬عندما‬ ‫يصبح أداة في يد النخبة للسيطرة على الثروة‪ ،‬وبالتالي يؤسس لحكم سيء من خالل تزاوج‬ ‫ثنائية السلطة والثروة؛ أين يتم توجيه هذه الثروة لخدمة فئة معينة وبالتالي تجاهل المصلحة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪116‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫العامة‪ .‬وهنا تظهر األمثلة بارزة في حاالت مثل الجزائر وليبيا وغيرها‪ .‬هذا األمر أدى إلى‬ ‫تفاقم األوضاع واستفحال مسببات األزمة‪ .‬وتعاني أغلب هذه الدول من ارتفاع البطالة‪ ،‬حيث‬ ‫بلغت في سنة ‪ 2005‬نسبة ‪ 14.4‬بالمئة أي ما يعادل ‪ 17‬مليون متعطل عن العمل‪،7‬‬ ‫باستثناء ليبيا التي تستقبل حوالي‪ 3.5‬عامل أجنبي"‪ .8‬وتختلف نسبة البطالة من دولة إلى‬ ‫فإن الدول العربية بحاجة إلى استحداث حوالي ‪ 51‬مليون منصب شغل‬ ‫أخرى؛ لكن حقيقة ّ‬

‫للقضاء على البطالة بحلول ‪2020‬م‪ .‬ويالحظ وجود تباين كبير في معدالت البطالة بين‬ ‫الشباب في الدول العربية‪ ،‬اذ تنخفض إلى نحو‪ 11‬بالمئة في الكويت؛ بينما تصل في تونس‬

‫إلى ‪ 42‬بالمئة‪ .‬بحيث يبدو الوضع حرجا بصورة خاصة في البلدان األقل نموا والتي تعاني‬ ‫من الصراعات‪ ،‬ويهدد ارتفاع مستويات البطالة بين الشباب تماسك النسيج واالستقرار‬ ‫‪9‬‬ ‫أن دول المنطقة تعاني من انتشار واسع‬ ‫االجتماعي في المنطقة‪ .‬مع ضرورة اإلشارة إلى ّ‬

‫للفقر‪ ،‬حيث بلغت قيمة مؤشر الفقر البشري‪ ،‬أكثر من ‪ 30‬بالمئة في كل من عمان ومصر‬ ‫والمغرب وجزر القمر والسودان واليمن وموريتانيا وجيبوتي‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫يمكن تحديد محركات مشتركة بين جميع دول المنطقة التي ّأدت إلى الحراك الذي عرفته هذه‬ ‫الدول وهي‪:‬‬

‫‪-‬بروز جيل جديد من الشباب المتعّلم والطموح لحياة أفضل‪.‬‬

‫‪-‬التهميش االقتصادي واالجتماعي والذي يعود إلى الالّعدالة في توزيع الثروة‪ ،‬مما خلق فجوة‬

‫بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫غياب الحريات السياسية أدى إلى قهر سياسي واجتماعي‪.‬‬‫*العوامل الخارجية‪ :‬بالنسبة للعوامل الخارجية فتستنبطها الدراسة من خالل استقراء الواقع‬ ‫أن الحراك ما هو إّالّ مخطط أمريكي ألهداف‬ ‫وباالعتماد على مجموعة من الوثائق التي تؤّكد ّ‬

‫ألنه وحسب تعبير‬ ‫أن التحليل سيكون وفق مقاربات‪ّ ،‬‬ ‫معينة سنوضحها فيما بعد مع التذكير ّ‬

‫أن كل هذه المواقف السياسية ال يمكن فهم شيء منها؛ إذا لم نق أر معها المصالح‬ ‫طارق رمضان ّ‬

‫االقتصادية والجيواستراتيجية اإلقليمية والدولية بمعنى من الضروري القيام بقراءة ثالثية األبعاد‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪117‬‬


‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫التحول هو نتاج لعملية‬ ‫ألن كل شيء مرتبط‪ .11‬فهذا‬ ‫سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬وجيواستراتيجية ّ‬ ‫ّ‬ ‫تستهدف تغيير المالمح السياسية للمنطقة‪.‬‬ ‫أمريكية‬ ‫ّ‬ ‫مقدمة لحركة واسعة‬ ‫أن هذه ّ‬ ‫جورج بوش االبن في ‪2003‬م في حربه على العراق يقول ّ‬

‫المتعدد األبعاد‬ ‫لدمقرطة المنطقة‪ ،‬األمر الذي ّأدى إلى تعبئة كل الوسائل لتحقيق هذا المشروع‬ ‫ّ‬

‫واألهداف‪ .‬تظهر تفاصيل العملية مع صدور القرار الرئاسي األمريكي رقم ‪11‬في‬

‫‪2010/08/12‬م أصدرها أوباما تحت عنوان" اإلصالح السياسي في الشرق األوسط وشمال‬ ‫افريقيا موثق في السجالت والمحفوظات الرسمية األمريكية‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫لقد شارك في تحضير هذه‬

‫العملية الجيواستراتيجية دول وحكومات ومنظمات شبابية وشبكات انترنت وقنوات تلفزيونية‬ ‫وشخصي ات إسالمية عالمية‪ ،‬ومعاهد تدريبية وبحثية من بينها معهد السالم األمريكي الذي‬ ‫ودرب أالف الناشطين العرب على "استراتيجيات‬ ‫صاغ مشروع الربيع العربي عام ‪2010‬م ّ‬ ‫الكفاح غير المسلح والالّعنف" دون استخدام القوة العسكرية والعنف وقد صاغها ‪Gene‬‬ ‫‪( Sharp‬جين شارب) * المفكر السياسي لوكالة ‪ CIA‬ورئيس مؤسسة "ألبرت أينشتاين"‬

‫‪13‬‬

‫الملونة التي‬ ‫يوضح ّ‬ ‫كل شيء ّ‬ ‫أن ما حدث في المنطقة العربية هي امتداد للثورات ّ‬ ‫المتحدة األمريكية‬ ‫أن الواليات‬ ‫ّ‬ ‫عرفتها دول أوروبا الشرقية في سنة ‪2000‬م‪ ،‬كما يظهر للجميع ّ‬

‫هي من تقف خلف هذه االنتفاضات العربية‪ 14.‬ولقد ساهم في هذا األمر مجموعة من المنظمات‬ ‫غير الحكومية المتخصصة على رأسها منظمة )‪ ،Otpor(résistance‬وهي المنظمة التي‬ ‫لعبت دو ار كبي ار في اسقاط نظام ميلوزوفيتش في صربيا سنة‪2000‬م‪ ،‬بمساعدة الواليات المتحدة‬

‫األمريكية‪ .‬أصبحت هذه المنظمة من أهم مراكز التكوين دوليا لحركة الالّعنف‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫الملونة مثل ‪ kmara‬في جورجيا‪ Pora ،‬في أوكرانيا‪ ،‬ومنظمة‬ ‫منظمات أخرى لقيادة الثورات ّ‬ ‫‪ Kelekel‬في كيرخيستان وكلها تحمل نفس المعنى" كفى"‪ 15.‬لقد بدأت هذه المنظمات ابتداء‬ ‫من المعارضة البورمية ‪ ،1993‬وانتقلت إلى أندونيسيا‪ ،1998‬وصربيا ‪ ،2002‬وأوكرانيا‬ ‫‪ ،2006‬وجورجيا ‪ ،2006‬وتايلند ‪ ،2007‬وقرغيزيستان‪ ،2008‬وماليزيا‪ ،2009‬ووصلت إلى‬ ‫‪16‬‬ ‫أسست حركات لها في المنطقة العربية مثل‬ ‫إيران ‪ . 2009‬كما نجد ّ‬ ‫أن هذه المنظمات قد ّ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪118‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يؤكد عالقتها بحركة‬ ‫حركة ‪ 6‬افريل والتي تحمل نفس الرمز الذي يرمز إلى قبضة اليد مما ّ‬ ‫‪ .Otpor‬وقد تحدث عن هذه العالقة الكاتبان األمريكيان كير كباتريك ‪ Kir Kpatrik‬وديفيد‬ ‫سانجر (‪ )David Sanger‬في مقالة نشرتها صحيفة ‪( New York Times‬نيويورك تايمز)‬ ‫سنة ‪ ،2011‬تحت عنوان ‪( .The Link Otpor an 6 April17‬أي ارتباط أوتبور و‪6‬‬ ‫افريل)‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫لقد انخرط العديد من الشباب في هذه الحركات خصوصا في مصر وتونس نذكر على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر الناشط التونسي سليم عمامو عضو مجموعة " أنونيموس" التونسية‬ ‫للقرصنة على االنترنت التي توّلت اختراق مواقع الحكومة التونسية على شبكة االنترنت والحقا‬ ‫أصبح وزي ار وكاتبا للدولة لشؤون الشباب في حكومة الثورة التونسية الجديدة‪19‬باإلضافة إلى‬ ‫تشربوا‬ ‫العديد من الناشطين من دول عربية أخرى كأسامة المنجد وفداء ّ‬ ‫السيد من سوريا‪ ،‬الذين ّ‬

‫أفكار ‪(Gene Sharp‬جين شارب)‪ ،‬هذا األخير قامت قناة الجزيرة الفضائية بتكريمه بإنتاج‬ ‫فيلم وثائقي خاص به بثته تحت عنوان" أستاذ الثورة" وعرض في ‪ 2012/1/14‬وتحدث فيه‬ ‫ناشطون عرب من مصر وتونس وسوريا‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫هذا المف ّكر األمريكي ينصح بضرورة " أالّ تحمل‬

‫أي هوية فكرية أو سياسية كي يشارك فيها الجميع وينضوي فيها الجميع‪ ،‬وهذا ما‬ ‫الثورات ّ‬ ‫يمكنها من خداع أجهزة األمن والشرطة واجتذاب أكبر عدد من الناس من كل التيارات‪ ،‬مع‬ ‫ثم تتدرج المطالب لتصل إلى‬ ‫حمل هذه المطالب الشعبية والعمالية والحقوقية في البداية‪ ،‬ومن ّ‬ ‫النظام"‪.21‬‬ ‫اسقاط رأس ّ‬ ‫تم اإلشارة‬ ‫ال يكفي المقام لذكر كل المنظمات وأدوارها واجتماعاتها وكيفية تمويلها‪ ،‬لكن ّ‬

‫تقل عن‬ ‫اليها لنفهم سياسة الواليات المتحدة األمريكية التي ساندت هذه الديكتاتوريات لمدة ال ّ‬

‫أن هذه العملية‬ ‫‪ 30‬سنة‪ ،‬وفجأة أصبحت تنادي بإسقاطها‪ ،‬لنفهم ما وراء الستار‪ .‬بحيث ّ‬

‫الدماء لتظهر على ّأنها ثورات مما يعطي لها المصداقية‪ .‬كما ال يمكن تجاهل‬ ‫استوجبت إسالة ّ‬

‫دور وسائل االتصال في الحراك العربي الفايسبوك‪ ،‬تويتر‪ ،Google ،‬فمثال عند قطع االنترنت‬ ‫حل‬ ‫من طرف السلطات المصرية والهواتف النقالة‪ ،‬اجتمعت إدارة ‪ twitter،Google‬إليجاد ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪119‬‬


‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫يسمح للناشطين على االنترنت المصريين بالتواصل والحل كان ‪ speak2 tweet‬هذا يسمح‬ ‫بتشكيل مجانا رقم من ثالثة أرقام هاتف متاح وترك رسالة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫لقد ساعدت الجهات األمريكية‬

‫تقنيا في نجاح المنظمات الشبابية في الوصول إلى شبكة االنترنت عبر تزويدهم ببرنامج‬ ‫‪ ،*TOR‬وبرنامج أخر أكثر تطو ار ويدعى ‪ commotion‬تموله مؤسسة مبادرة التكنولوجيا‬ ‫المفتوحة األمريكية التي تديرها شركة ‪ ،Google‬ويسمح للناشطين باالحتفاظ بالمواد وارسالها‬ ‫في الوقت المناسب بدون التأثر باإلجراءات األمنية لألجهزة التونسية‪.‬‬ ‫ويجب ان نوضح ّأنه ومن أجل فهم حقيقة هذه العملية الجيواستراتيجية كان ال بد من‬

‫ألنه وقبل النزول إلى الشارع لطلب الحري ّة البد أن نسأل من‬ ‫التركيز على البعد االقتصادي‪ّ ،‬‬

‫ألنه ومن المستحيل أن نجد ديموقراطيات دون استقالل‬ ‫يتحكم بالبورصة وباقتصاد العالم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن ذلك يكون سببه ديناميكية‬ ‫اقتصادي‪ ،‬لذلك وإن حّللنا من خالل المقاربة االقتصادية ّ‬ ‫الرأسمالية التي تعمل على خلق سوق عالمية ويتحقق ذلك من خالل تفتيت دول المحيط‬ ‫إلخضاعها لقوانين الرأسمالية التي تعمل على إعادة تكوينها لصالح بقاء الهيمنة الرأسمالية‪،‬‬ ‫لتطور الرأسمالية حسب تعبير لينين‪.‬‬ ‫وهو أمر حتمي ّ‬ ‫لم تعرف ديناميكية الرأسمالية حدودا‪ ،‬بل ودمجت العالم بأسره في نظامها مخضعة‬ ‫تقدم‬ ‫البلدان التي كانت تسيطر فيها أنماط انتاج ما قبل رأسمالية لهيمنتها‪ .‬فالعولمة الحالية ّ‬

‫توجه كوني‪ ،‬مما جعل نمط اإلنتاج الرأسمالي قائما على‬ ‫نفسها على ّأنها مشروع جديد ذو ّ‬ ‫التبعية‪ ،‬والذي يعمل على خلق سوق عالمية جديدة تخضع لقوانين الرأسمالية والتي تعمل على‬ ‫التوسع الرأسمالي‬ ‫إعادة تشكيل العالم لصالحها مما يضمن لها السيطرة والبقاء‪ .‬لقد رافق هذا‬ ‫ّ‬ ‫صراعا عالميا حول من سيقود هذه اإلمبراطورية الجديدة أو سيكون مركزها‪ ،‬وخاصة الواليات‬ ‫تم رصد العديد من الوسائل لتجسيد هذا المشروع‪ ،‬من أهمها توظيف‬ ‫ّ‬ ‫المتحدة األمريكية‪ .‬ولقد ّ‬ ‫متعصبة‪ ،‬فالعولمة الرأسمالية تعمل على‬ ‫المكونات الثقافية لألمم وتحويلها إلى ايديولوجيات‬ ‫ّ‬

‫التوسع‪ ،‬هذا األمر تقابله ردود‬ ‫فرض هويتها ونمط استهالكها وانتاجها‪ ،‬مما يساعدها على‬ ‫ّ‬ ‫أفعال من الهويات الداخلية لألمم‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى التفتيت الثقافي للدول المركبة الهوية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪120‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫المتعددة الطوائف واإلثنيات‪ ،‬وهو من شأنه أن يدخلها في فوضى وحروب أهلية‪ .‬هنا تبدو‬ ‫أو‬ ‫ّ‬ ‫كلها منبهرة بالنماذج الغربية خاصة األمريكية والتي تعيش حالة سالم‪ ،‬مما يفتح الطريق‬

‫التشكل‪ ،‬وهذا ما ظهر‬ ‫التدريجي النخراطها في الدولة الرأسمالية العالمية التي هي في طريق‬ ‫ّ‬ ‫في كتابات فوكوياما على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫وهنا نكون قد تجاوزنا حدود القراءة السياسية وأخذنا في اعتباراتنا المعطيات االقتصادية‬ ‫التغير‪ .‬الصين ضاعفت‬ ‫الدولية‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫تغيرت وهي إلى مزيد من ّ‬ ‫أن العالقات االقتصادية ّ‬

‫عالقاتها االقتصادية سبع مرات في المنطقة العربية‪ ،‬الهند بدأت في التدخل على المستوى‬

‫التكنولوجي‪ ،‬وعلى العالقات الجديدة التجارية خاصة فيما يخص البترول والغاز‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫هذا األمر‬

‫يساعدنا في فهم المنطق المتناقض سياسيا‪ ،‬ذلك من خالل التحديات االقتصادية العالمية‪،‬‬ ‫لذلك كان البد من خلق تغيير وإيجاد سبل جديدة لضمان الهيمنة والسيطرة من خالل هذا‬ ‫الزلزال الجيواستراتيجي مما يحقق تقويض الوجود الصيني في المنطقة‪ ،‬مع ضمان أمن إسرائيل‬ ‫الحليف االستراتيجي للواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫إن عملية الربيع العربي ستستمر وفق تقدير اإلدارة األمريكية من عشر إلى عشرين‬ ‫ّ‬

‫عاما حسب تصريح وليام تايلور في الخارجية األمريكية‪ ،‬وهذا ما يعني صعوبة إجراء تقييم‬ ‫نهائي لحسابات الربح والخسارة‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪25‬‬

‫أن المنطقة‬ ‫ّ‬ ‫التحديات األمنية على الجزائر بعد الحراك العربي‪ :‬يبدو بشكل أو بأخر ّ‬

‫العربية دخلت في مرحلة من الفوضى‪ ،‬بحيث أفرزت مجموعة من االنعكاسات وتأثير هذه‬ ‫أن المنطقة العربية‬ ‫األخيرة على االستقرار وبالتالي تهديد األمن في المنطقة‪ .‬وأمام حقيقة ّ‬

‫أصبحت كتلة من الفوضى ما جعلها في قلب مشاريع استراتيجية يسعى كل منها لتمكين نفوذه‬ ‫وفرض سيطرته وتحقيق أجندته‪ ،‬وهذا ما يفسر استمرار التدخل األجنبي؛ األمر الذي أدخل‬ ‫المنطقة في مزيد من اإلشكاليات؛ وهذا كان بمثابة بيئة مناسبة لبلورة مشاريع دولية وإقليمية‬ ‫توضح معالم تجسيد مشروع الشرق األوسط الكبير الذي‬ ‫متنافسة على المنطقة وهنا يزداد ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪121‬‬


‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫مجددا أمام اتفاقية سايكس‬ ‫يعكس ضرورة تغيير خارطة المنطقة‪ ،‬بحيث تجد المنطقة نفسها ّ‬ ‫بيكو‪ .‬اليوم األحداث في سوريا وصلت إلى درجة الحديث على ضرورة تأسيس فيدرالية‪ .‬أما‬

‫ليبيا عاد احياء الجدل حول الدولة االتحادية‪ ،‬خاصة أمام افتقار ليبيا لسلطة فاعلة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى وجود تفاعالت قوية داخلية مختلفة التوجهات مع حضور للقوى األجنبية‪ ،‬ومع افتقار ليبيا‬ ‫ألي خبرة سياسية ومؤسساتية تضمن إعادة البناء؛ تزداد الخالفات حول الهوية واالندماج‬ ‫الوطني وكذلك ملف الفيدرالية التي تدعمها التركيبة القبلية للمجتمع الليبي‪ .‬من جهة أخرى‬ ‫نجد اليمن مع تاريخه الطويل من الصراع الداخلي واختراقه من طرف القاعدة‪ ،‬في بلد ذي‬ ‫افاق اقتصادية محدودة عادت اليمن من جديد بعد خطابات ديموقراطية من طرف الشعب‬ ‫انجر عنها تدخل التحالف العربي (السعودية‬ ‫اليمني إلى مطالب انفصالية من طرف الحوثيين ّ‬

‫واالمارات) ما جعل األزمة اليمنية تتوافر فيها جميع الشروط التي تؤهلها لالستمرار لسنوات‬

‫عديدة‪.‬‬ ‫أفرز الحراك العربي العديد من التحوالت االستراتيجية سواء أمنية اجتماعية سياسية‪،‬‬ ‫قد يتم االستثمار فيها‪ .‬واليوم تجد المنطقة نفسها أمام فاعلين جدد من غير الدول‪ ،‬كالجماعات‬ ‫المسلحة غير الخاضعة للدولة‪ ،‬وعصابات الجريمة المنظمة واالسلحة التي أصبحت في متناول‬ ‫االثنيات مما أدى إلى تفعيل الشوائج الطائفية مما يزيد من تأكيد سيناريو فشل الدول باإلضافة‬ ‫إلى تنظيم داعش الذي يضاف إلى تنظيم القاعدة‪ .‬ومن الطبيعي أن تؤثّر هذه الفوضى على‬ ‫الجزائر باعتبارها تقع على امتداد هذه المنطقة‪ ،‬بحيث كان لزاما على الجزائر بناء منظومتها‬ ‫األمنية‪ ،‬لمجابهة التحديات التي أفرزها الحراك العربي خاصة في محيطها اإلقليمي‪ ،‬ففي هذه‬ ‫المرحلة أصبح الحديث عن األمن القومي الجزائري أكثر تعقيدا نتيجة اتساع دائرة التهديدات‬ ‫ونوعيتها‪ ،‬خاصة ّأنها تهديدات عابرة لألوطان‪ ،‬وهذا ما دفع الجزائر نحو محاولة خلق أدوات‬ ‫التحديات لألمن القومي الجزائري‪.‬‬ ‫أمنية في مقدورها التح ّكم في خارطة‬ ‫ّ‬

‫لقد استفز الحراك العربي مجموعة من التحديات األمنية انية ومحتملة ذات تأثير مباشر‬ ‫على الجزائر تتمّثل أساسا في‪:‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪122‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ ‬طروحات االنفصال والخروقات المذهبية‪:‬‬ ‫المقومات المتنوعة والمختلفة‬ ‫تقوم الدولة الوطنية عند قيامها على امتصاص كل ّ‬ ‫يتميز بها المجتمع‪ ،‬واعطائها هوية مشتركة؛ بهدف العيش تحت سلطة سياسية موحدة‪.‬‬ ‫التي ّ‬ ‫يهدد بقاء الدول واألمن الوطني‪ .‬وهذا التهديد‬ ‫يعد االنقسام االجتماعي أخطر وأكثر ما ّ‬ ‫لذلك ّ‬

‫يترجمه انقسام أفراد الوطن الواحد وتقوقعهم على ما يجمعهم من مقومات ضيقة وتقديم والئهم‬ ‫التحدث بلغات مختلفة أو‬ ‫النتماءاتهم المبنية على الشعور باالنتماء إلى أصول متباينة أو‬ ‫ّ‬ ‫االعتقاد بديانات متعددة على حساب والئهم للوطن الذي من المفروض أن يسمو شعورهم‬

‫أي إحساس اخر‪.‬‬ ‫باالنتماء إليه عن ّ‬

‫‪26‬‬

‫تعتبر خطابات االنفصال من بين األمور التي قامت أحداث الحراك العربي باستفزازها‪ ،‬مع‬ ‫العلم ّأنها كانت قائمة من قبل‪.‬‬ ‫ق‬ ‫تم إعالن عن‬ ‫لقد بدأ التطبيق الفعلي لمشروع الشر األوسط الكبير مع احتالل العراق؛ بحيث ّ‬ ‫مشروع المحاصصة الطائفية الذي اقترحه الحاكم المدني األمريكي بول بريمر ( ‪Paul‬‬ ‫‪ )Brimer‬والذي أسس لتقسيم العراق إلى دويالت على أساس طائفي وقومي؛ لقد ّقوض هذا‬ ‫المشروع أسس الوحدة الوطنية‪ ،‬من خالل تكريس النزوع الطائفي التقسيمي‪ 27.‬والقراءة العميقة‬ ‫يوضح ّأنه عملية جيواستراتيجية تهدف إلى إعادة الخارطة الجيوسياسية للمنطقة‬ ‫لهذا المشروع ّ‬ ‫بأنه اخر‬ ‫أن ما اصطلح على تسميته الربيع العربي ّ‬ ‫لذلك هناك من المحللين الذين يرون ّ‬

‫أن محاولة تفتيت المنطقة يبدو واضحا في استراتيجيات‬ ‫عمليات الشرق األوسط الكبير‪ .‬بحيث ّ‬ ‫الواليات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص‪ .‬بدأت تظهر استراتيجيات التقسيم مع انفصال‬

‫جنوب السودان في ‪2011‬م تنفيذا التفاقية نيفاشا‪ ،‬كما تبقى أزمة دارفور قائمة خاصة مع‬ ‫اكتشاف النفط‪ ،‬األمر الذي جعل من هذا اإلقليم مسرحا للصراع بين الشركات النفطية الصينية‬ ‫واألوروبية واألمريكية‪ .‬يبقى سيناريو انفصال إقليم دارفور من أقوى السيناريوهات القائمة‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪123‬‬


‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫مع الحراك الذي عرفته المنطقة عادت خطابات االنفصال في اليمن مع تنامي الشعور باإلحباط‬ ‫وانعدام الثقة لدى الحوثيين‪ ،‬مما أدخل البالد في حرب أهلية أين يبقى سيناريو االنفصال‬ ‫مطروحا وبقوة‪ .‬نفس األمر بالنسبة لسوريا حيث أدخلت األزمة البالد في متاهات الطائفية‬ ‫وطروحات االنفصال والتقسيم‪.‬‬ ‫كما تشهد ليبيا المزيد من االنقسام الذي يتعمق أيديولوجيا وسياسيا وعسكريا‪ ،‬أين أصبح‬ ‫منطق القبلية مطروحا بقوة‪ .‬هذا األمر طرح إشكالية بناء الدولة الليبية بسبب غياب التوافق‬ ‫الذي يضع ليبيا امام سيناريو التفتيت والتقسيم‪.‬‬ ‫إن طرح االنفصال في المنطقة العربية والذي يتزامن مع نوايا مشروع الشرق األوسط‪،‬‬ ‫ّ‬

‫أن خطابات االنفصال كانت حاضرة في منطقة القبائل‪.‬‬ ‫يدعو الجزائر أن تكون حذرة خاصة ّ‬

‫يغض النظر عن األحداث التي شهدتها‬ ‫بحيث ّأنه ال يمكن ألي باحث في هذا المجال أن ّ‬

‫منطقة القبائل‪ ،‬بحيث يمكننا استحضار بعض منها‪ ،‬ففي سنة ‪1980‬م إثر توقيف الكاتب‬

‫مولود معمري بدأت االحتجاجات التي تطالب بترسيم الّلغة‪ ،‬عادت هذه االحتجاجات في‬ ‫‪2001‬م فيما سمي بالربيع األسود وتزامن ذلك مع مقتل الشاب " "ماسينيسا قرماح" بمقر‬ ‫فرقة الدرك الوطني لبني دوالة بوالية تيزي وزو لتدخل المنطقة في سلسلة من األحداث الدامية‬ ‫خّلفت ‪ 127‬قتيل‪ ،‬وأفرزت إخالء المنطقة من قوات الدرك الوطني كوجه من أوجه استرضاء‬ ‫السلطة للجموع الغاضبة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تشكيل ما يسمى ب" العروش" كبنية اجتماعية‬ ‫وسياسية تقليدية‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫ولقد انتهت هذه األحداث ب «دسترة األمازيغية" في التعديل الدستوري‬

‫بتاريخ ‪ 10‬افريل ‪ 2002‬الذي أقرت المادة الثالثة مكرر منه ب " تمازيغت هي كذلك لغة‬ ‫وطنية‪ ،‬تعمل الدولة لترقيتها وتطويرها بكل تنوعاتها السياسية المستعملة عبر التراب‬ ‫الوطني"‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫ليست المشكلة قائمة في المطالبة في إثبات أو ترسيم مقومات ثقافية للمجتمع الجزائري‪،‬‬ ‫لكن اإلشكالية تكمن في تسييس هذه المطالب‪ ،‬التي ظهرت مع الحركة التي تنادي باالنفصال‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪124‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫التي يتزعمها فرحات مهني‪ .‬تزداد الخطورة مع التعاطي اإلعالمي الخارجي لهذا الملف بحيث‬ ‫أن هناك قنوات فرنسية على سبيل المثال كقناة ‪ France 24‬قد استضافت فرحات مهني على‬ ‫ّ‬

‫أساس ّأنه رئيس الحكومة المؤقتة‪ .‬وهذا األمر على قدر من األهمية والخطورة والتي تستهدف‬ ‫تم تأسيس‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وحتى وبعد ترسيم الّلغة األمازيغية في التعديل الدستوري ل ‪ّ ،2015‬‬

‫حركة جديدة في منطقة القبائل تحت ‪RPK. (Rassemblement pour la Kabylie).‬‬ ‫(التجمع من اجل القبائل)‪ .‬ومازالت طروحات االنفصال حاضرة في اإلضرابات الطالبية‬ ‫والجماهيرية في المنطقة حاضرة حتى هذه الدقيقة التي يكتب فيها هذا المقال‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫حي از في االدراكات االستراتيجية الجزائرية‪.‬‬ ‫مسألة الطوارق في الجنوب‪ ،‬التي أصبحت تحتل ّ‬ ‫ولقد عملت على اتخاذ فعل وقائي يرتبط بسياستها األمنية؛ إلى ادماج الطوارق في الحياة‬

‫السياسية كما عملت على حماية وترقية التراث الترقي والثقافة المحلية‪ .‬ولقد عرفت الجزائر‬ ‫مؤخ ار أزمة غرداية ترجمت صورة من العنف المذهبي وصل إلى درجة االقتتال‪.‬‬ ‫إن هذه المسألة ترتبط مباشرة بتهديد التماسك المجتمعي الذي يرتبط مباشرة بأمن الدولة‬ ‫ّ‬

‫الجزائرية‪ ،‬خاصة ّأنه كان من بين الملفات التي تالعب بها المستعمر الفرنسي‪ ،‬وأصبح يمّثل‬ ‫أم ار على غاية من الحساسية مما يجعله حاض ار في الملف األمني للجزائر‪.‬‬ ‫‪ ‬التهديدات اإلرهابية‪:‬‬ ‫تعد الجزائر من الدول ذات الموقع االستراتيجي والمساحات الشاسعة‪ ،‬واالمتداد الحدودي‬ ‫ّ‬

‫ظل ما يعرفه محيطها‬ ‫الكبير‪ ،‬األمر الذي يطرح إشكالية حول كيفية حماية كل هذه الحدود‪ ،‬في ّ‬

‫اإلقليمي من أزمات ونزاعات متصاعدة لها تأثير مباشر على األمن القومي الجزائري وذلك‬ ‫الجدية‪ .‬هذا األمر أدى إلى إعادة مراجعة سياسات‬ ‫من خالل افرازها ألشكال من التهديدات ّ‬ ‫التطرق إلى األمن‬ ‫إن‬ ‫الدفاع التي يجب أن تتزامن مع التداعيات األمنية التي تعرفها الجزائر‪ّ .‬‬ ‫ّ‬

‫تعد مرحلة‬ ‫الوطني من هذا المستوى بعد إدراك مصادر تهديد األمن العسكري الجزائري‪ ،‬والتي ّ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪125‬‬


‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫ضرورية ومهمة عند دراسة معطيات األمن العسكري؛ حيث يترتب عليها إرساء قواعد التعامل‬ ‫مع ما يتم تحقيقه‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫لقد خلقت البيئة اإلقليمية للجزائر؛ والتي تعتبر بيئة خصبة وحيوية للعديد من األزمات‬ ‫تعد الجبهة‬ ‫الجدية‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫التي تنعكس على استقرار الجزائر وأمنها؛ مجموعة من التهديدات ّ‬ ‫مقدمة الرهانات األمنية للجزائر‪ .‬فمع السياق الذي أفرزه الحراك العربي من‬ ‫العسكرية في ّ‬ ‫الفوضى والالاستقرار كان لزاما على الجزائر إعادة مراجعة سياسة الدفاع للدولة‪ .‬وذلك انطالقا‬

‫من محورية الدولة وما كان لها من دور مركزي في الحياة السياسية‪ ،‬باعتبارها التعبير السياسي‬ ‫عن إرادة التجمعات البشرية في العيش الجماعي‪ ،‬وتجسيدا لحاجة الفرد للعيش في وسط محيط‬ ‫اجتماعي‪ .‬واستنادا إلى ما لألمن كشعور من دور في الحفاظ على استقرار واستم اررية الحياة‬ ‫االجتماعية في إطار" الدولة"‪ .‬يتجلى األمن الوطني كمستوى من مستويات األمن المتعددة‬ ‫فجل‬ ‫يرتبط بالدولة ككيان معلوم ومحدود جغرافيا‪ ،‬تمتد عليه سلطتها المجسدة لمبدأ السيادة‪ّ ،‬‬ ‫منطلقات تحديد مفهوم األمن تتقاطع مع الدولة بشكل أو بأخر‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫لقد استثمرت المنظمات اإلرهابية من األحداث التي عرفتها المنطقة العربية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل إعادة نشاطها‪ ،‬خاصة مع االنتشار الفوضوي وغير المتحكم فيه لألسلحة‪ .‬هذا األمر‬ ‫خلق مساحة أوسع للنشاط اإلرهابي األمر الذي انعكس على الساحل اإلفريقي وشمال افريقيا‪.‬‬ ‫تبرز هذه التأثيرات في تشكيل جماعات إرهابية جديدة؛ "كحركة التوحيد والجهاد في غرب‬ ‫افريقيا"‪ ،‬ومن بين عمليات هذه الحركة استهداف مقر القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني‪،‬‬ ‫بمدينة ورقلة في الجنوب الجزائري‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬جويلية ‪.2012‬‬ ‫وميالد حركات إرهابية جديدة نابع من استراتيجية جديدة تبناها تنظيم القاعدة‪ ،‬لغرض التكيف‬ ‫مع التطورات الميدانية للوضع‪ ،‬باستحداث تكتيك يقوم على تشكيل تنظيمات إرهابية جديدة لها‬ ‫من المرونة في االستثمار في الوضع المتأزم في مالي وليبيا؛ من تكريس السالح‪ ،‬وتجنيد‬ ‫يسهل نشاطها على األرض‪.‬‬ ‫األفراد‪ ،‬والقدرة على اتخاذ القرار السريع والتحرك ما ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪32‬‬

‫‪126‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ االعتداء اإلرهابي على المركب الغازي الجزائري «تيقنتورين" سنة ‪:2013‬‬‫لقد عاشت الجزائر تاريخا ال يستهان به مع ظاهرة اإلرهاب والتي تعتبر ظاهرة دموية‬ ‫رسخت في األذهان‪ ،‬استوجب على الجزائر اتخاذ استراتيجية لمكافحة اإلرهاب‪ .‬ومع مخرجات‬ ‫ّ‬ ‫الحراك العربي التي اتسمت بالالاستقرار الذي استفز مجموعة من التهديدات األمنية كظاهرة‬

‫أن المنطقة عرفت لسنوات نشاطا واسعا لهذه الجماعات خاصة مع القاعدة‬ ‫اإلرهاب‪ .‬والمعروف ّ‬

‫التي مازالت نشطة في منطقة الساحل ولقد ظهر هذا التنظيم في المغرب اإلسالمي ابتداء من‬ ‫جانفي ‪ .2007‬تثير ظاهرة انتشار اإلرهاب احدى أخطر التهديدات غير النظامية التي تهدد‬ ‫كيان الدولة؛ لذلك ش ّكل االعتداء اإلرهابي على منشأة تيقنتورين مطلع ‪2013‬م الحدث األبرز‪،‬‬ ‫مكونة من ‪ 32‬إرهابيا مسلحا بأسلحة ثقيلة وسيارات‬ ‫ففي ‪ 16‬جانفي ‪ ،2013‬دخلت مجموعة ّ‬ ‫رباعية الدفع وخرائط تفصيلية للمنطقة من الحدود الجزائرية الليبية وتقدمت نحو المنشأة‪،‬‬ ‫مستهدفة حافلة متوجهة للقاعدة على متنها رعايا أجانب‪ ،‬وكانت النتيجة وفاة رعايا فرنسيين‬ ‫وتم‬ ‫ثم توجهت المجموعة على متن ‪ 3‬سيارات رباعية الدفع والحافلة نحو القاعدة‪ّ ،‬‬ ‫وبريطاني‪ّ .‬‬ ‫دخول المنشأة بعد قتل حارس أمن بحيث أضحت المنشأة رهينة في أيدي المجموعة‪ .‬لقد أودى‬ ‫هذا الحدث اإلرهابي المسلح بحياة أكثر من ‪ 40‬ضحية من جنسيات مختلفة‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫هذا الحدث استوجب على الجزائر تبني خطة استراتيجية لتأمين الحدود ومحاربة اإلرهاب‬ ‫في ضوء التدهور األمني على الحدود وانتشار شبكات لتهريب السالح وسيطرة ميليشيات غير‬ ‫نظامية بشكل يزيد من الهواجس األمنية للجزائر‪ .‬فموقع الجزائر اليوم هو محيط من التحديات‬ ‫والرهانات العسكرية واألمنية؛ أين تبقى المخاطر األمنية مفتوحة على كل االحتماالت‪ .‬هذا‬ ‫الحدث اإلرهابي استوجب على المؤسسة العسكرية استحداث لنظام الرقابة االلكترونية؛ وإعادة‬ ‫تعبئة الجيش في الحدود بصورة مكثفة لضمان األمن القومي للجزائر؛ بما يتوافق والعقيدة‬ ‫أن دور الجيش يقتصر فقط على حماية كيان الدولة من أي عدوان‬ ‫األمنية الجزائرية بحيث ّ‬

‫خارجي دون الّلجوء إلى أي تدخل خارج حدود الدولة‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪127‬‬


‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫كما تتجلى االنعكاسات العسكرية للمخرجات األمنية للحراك العربي على الجزائر‪ ،‬بضرورة رفع‬ ‫ميزانيتها العسكرية خاصة منذ ‪2011‬م‪ ،‬مقارنة بالقطاعات األخرى‪.‬‬ ‫جدول‪ :01‬تزايد ميزانية النفقات العسكرية مقارنة‬ ‫بميزانية القطاعات األخرى من سنة ‪(٪( 2013/2010‬‬ ‫ميزانية‬ ‫النفقات‪/‬‬ ‫القطاع‬ ‫الدفاع‬ ‫الداخلية‬ ‫الشؤون‬ ‫الخارجية‬ ‫التربية‬ ‫الصحة‬ ‫التعليم العالي‬

‫السنة المالية‬ ‫‪2010‬‬

‫السنة المالية‬ ‫‪2011‬‬

‫السنة المالية‬ ‫‪2012‬‬

‫‪14,8‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪15,04‬‬ ‫‪12,21‬‬ ‫‪0,8‬‬

‫‪15,69‬‬ ‫‪13,5‬‬ ‫‪0,6‬‬

‫السنة‬ ‫المالية‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪19,04‬‬ ‫‪13,06‬‬ ‫‪0,7‬‬

‫‪13,7‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪6,11‬‬

‫‪16,5‬‬ ‫‪6,63‬‬ ‫‪6,19‬‬

‫‪11,81‬‬ ‫‪8,71‬‬ ‫‪6,01‬‬

‫‪14,49‬‬ ‫‪7,07‬‬ ‫‪6,1‬‬

‫‪Source : SIPRI portal.sipri.org/pyblications/pages/expenditures/country-search‬‬

‫ميزانية و ازرة الدفاع الوطني في الجزائر‪:‬‬

‫‪34‬‬

‫سنة ‪ 421.726.560.900 :2010‬دج‬ ‫سنة ‪631.076.546.000 :2011‬دج‬ ‫سنة ‪723.123.173.000 :2012‬دج‬ ‫سنة ‪825.860.800.000 :2013‬دج‬ ‫سنة ‪955.926.000.000 :2014‬دج‬ ‫سنة ‪1.004.926.000.000 :2015‬دج‬ ‫ارتفاع ميزانية قطاع الدفاع‪ ،‬ونسبة استيراد األسلحة العسكرية‪ ،‬خاصة منذ ‪2011‬م تاريخ‬ ‫االنتفاضات العربية‪ ،‬الذي استوجب تحديث الجيش وضرورة احترافيته‪ ،‬يرتبط بهذه األسباب‬ ‫التالية‪:‬‬

‫‪35‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪128‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ -1‬الدور األساسي للمؤسسة العسكرية في عملية صنع القرار‪ ،‬في السياسة الداخلية‬ ‫والديبلوماسية؛‬

‫‪ -2‬التنافس مع المغرب‪ ،‬مما أدى إلى سباق نحو التسلح؛‬ ‫‪ -3‬النزاع في مالي والالاستقرار األمني والسياسي في ليبيا وتونس؛ الذي يهدد أمن‬ ‫الجزائر؛‬ ‫‪ -4‬النشاط المتزايد للجماعات اإلرهابية‪ ،‬داخليا في منطقة القبائل‪ ،‬وعلى الشريط‬ ‫الحدودي شرقا مع ليبيا وجنوبا مع مالي‪،‬‬

‫‪ -5‬الحدث اإلرهابي على منشأة الغاز تيقنتورين‪ ،‬الذي أ ّكد على ضرورة االستعداد‬ ‫لتأمين األمن القومي للدولة‪.‬‬ ‫تهديد تنظيم الدولة اإلسالمية " داعش"‪ :‬في ‪ 29‬جوان ‪ ،2014‬أعلن أبو بكر البغدادي‬ ‫نفسه خليفة‪ ،‬وفي أول أيام شهر رمضان أعلن عن قيام الدولة اإلسالمية‪ .‬في جويلية ومن‬ ‫كرد فعل‬ ‫أن داعش نشأ ّ‬ ‫الموصل خاطب جميع المسلمين بضرورة مبايعته‪ .‬هناك من يرى ّ‬

‫على االحتالل العسكري األميركي للعراق في افريل ‪.2003‬‬

‫أن الدولة القائمة فشلت‬ ‫وتتضمن هذه التنظيمات داعش والقاعدة رسالة واضحة؛ وهي ّ‬

‫قدمت مثل هذه التنظيمات‬ ‫في تحقيق مبدأ استقالل الدولة والدفاع عن حقوق الشعوب‪ ،‬وعليه ّ‬

‫محددا لجهة بناء كيانات‬ ‫نفسها كبدائل لملء الفراغ الخطير في الدول‪ ،‬ورسمت لنفسها مسا ار ّ‬

‫بديلة (أمارات دينية في مرحلة أولية ودولة خالفة في مرحلة نهائية)‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫لقد حقق تنظيم الدولة‬

‫اإلسالمية في العراق والشام‪ ،‬أو الدولة اإلسالمية إنجا از عسكريا‪ ،‬إذ تقدر مساحة األراضي‬ ‫التي يسيطر عليها التنظيم ب ‪ ٪25‬من أراضي سوريا (‪185‬ألف كم) و‪ ٪40‬من مساحة أي‬ ‫وبحسب تقديرات غير دقيقة نحو ‪ 640‬ألف‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫ال يكفي المقام لتشريح كل تفاصيل هذا التنظيم اإلرهابي‪ ،‬من النشأة واألهداف وغيرها‪،‬‬ ‫تمدد‬ ‫و ّإنما يمكن القول اختصا ار ّأنه يتضمن استراتيجية عسكرية‬ ‫أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫للتمدد والبقاء‪ .‬بحيث ّ‬ ‫داعش في ليبيا‪ ،‬ومبايعة إرهابي تنظيم القاعدة في المغرب اإلسالمي له‪ ،‬جعل الخاليا اإلرهابية‬

‫مجددا لتشكيل نواة في الجزائر‪ ،‬من بقايا الجماعات المسلحة وبعض الجماعات‬ ‫النائمة تتحرك ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪129‬‬


‫أ‪ .‬ليلى كرف اح‬

‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‪...‬‬

‫حد الساعة في دحض العديد من‬ ‫الصغيرة كجند الخالفة‪ .‬ولقد نجح الجيش الجزائري إلى ّ‬

‫عدة عمليات لتمشيط الغابات من خالل رصد‬ ‫وتمت ّ‬ ‫المحاوالت إلدخال السالح عبر الحدود‪ّ ،‬‬ ‫أي باحث مالحظة عدد الفيديوهات‬ ‫تحركات بعض العناصر اإلرهابية‪ .‬كما ال يخفى على ّ‬

‫المسجلة من طرف داعش وفيها تهديد صريح للجزائر وضرورة التغيير في النظام السياسي بما‬

‫يوائم ومنهاج الخالفة‪.‬‬ ‫أن العقيدة األمنية الجزائرية تتضمن مبدأ عدم تدخل الجيش خارج حدودها‪ .‬إالّ‬ ‫المعروف ّ‬

‫أن هذه الفوضى التي عقبت الحراك في المنطقة هي مخطط؛ أو عملية‬ ‫أن وإن سّلمنا ّ‬ ‫ّ‬ ‫جيواستراتيجية كما أشرنا إليها سابقا‪ ،‬هي في الواقع قد تمددت في كل المنطقة من العراق‬

‫وسوريا واليمن‪ ،‬وليبيا مع محاوالت ال يستهان بها في تونس ومصر والجزائر‪ .‬وحتى وإن لم‬ ‫بأن داعش هو مجرد وسيلة استلزمتها القوى الكبرى للحفاظ على بقائها الدائم في المنطقة‬ ‫نسّلم ّ‬

‫بأن داعش ليس‬ ‫فإن هناك العديد من الباحثين الذين يرون ّ‬ ‫من خالل التالعب بملف اإلرهاب‪ّ ،‬‬ ‫حالة إرهابية بل هو في األصل جزء من مشروع دولي ينضوي تحت نظرية الفوضى الخالقة‪،‬‬

‫إلعادة هندسة الخارطة الجيوسياسية؛ لتجسيد مشروع الشرق األوسط‪.‬‬ ‫الخاتمة‪:‬‬ ‫أن الجزائر في مواجهة‬ ‫ارتأينا أن تكون الخاتمة خاصة باإلجابة عن السؤال المطروح‪ ،‬بحيث و ّ‬

‫مجمل التحديات التي يعرفها األمن القومي الجزائري؛ وبشكل خاص مع االنتفاضات التي‬ ‫أن الرهانات األمنية التي‬ ‫عرفتها المنطقة العربية التي تزامنت مع بداية عام ‪2011‬م‪ .‬بحيث ّ‬

‫تعرفها دول الجوار تفرض تحديات حقيقية بالنسبة لألمن القومي الجزائري؛ خاصة مع هشاشة‬ ‫المنظومات األمنية خاصة في دول الجوار‪.‬‬ ‫للتطرف واإلرهاب‪ ،‬باإلضافة إلى كون المنطقة محل تجاذبات بين‬ ‫أنتج هذا الوضع بؤرة‬ ‫ّ‬

‫القوى الكبرى؛ هذه المعطيات أصبحت في االدراكات األمنية للجزائر؛ استوجب عليها تفعيل‬ ‫أي دولة ضمان أمنها بمعزل عن‬ ‫استراتيجية لضمان أمنها‪ .‬وبما ّأنه أصبح من الصعب على ّ‬ ‫النسق اإلقليمي والدولي‪ ،‬أصبح ضروريا إقامة تحالفات أمنية إقليمية بالدرجة األولى‪ ،‬ونقصد‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪130‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫فإن تبني خيار‬ ‫بالتحالفات األمنية كل صيغة تعاونية تشمل مجاالت جيو استراتيجية‪ .‬لذلك ّ‬ ‫األمن اإلقليمي هو نتيجة للتحول في ظاهرة التهديد التي أصبحت تتجاوز حدود أي دولة‪،‬‬

‫وهذا ما يلزم العمل المشترك الذي يقوم على قاعدة من التصورات األمنية المشتركة؛ تقوم في‬

‫األساس على التعاون العسكري باإلضافة إلى تبني مقاربة أمنية شاملة تجمع ما هو عسكري‪،‬‬ ‫وتنموي‪ .‬وفي ظل غياب أطر معرفية وبرامج بحثية تراعي عملية صناعة األمن في المنطقة‪،‬‬ ‫خاصة مع المستويات العالية ألشكال الهشاشة واالنكشاف األمني االستراتيجي‪ ،‬كان ال بد من‬

‫الجزائر تجاوز التفكير األمني القائم على النزعة الويستفالية‪ .‬وذلك من خالل السعي إلى بناء‬ ‫سياسة امنية مغاربية‪ ،‬مع التوجه إلى تأسيس منظومة أمنية مؤسسية مستقرة لمواجهة كل‬

‫المخاطر والتهديدات األمنية‪ .‬وكذلك التعاون األمني الدولي خاصة في فضاءاتها الجيوسياسية‬

‫المتوسطية واإلفريقية (االتحاد االفريقي)‪ ،‬وأشكال التعاون مع الحلف األطلسي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني‪ ،‬بحيث يكون التجديد هنا هو عملية إصالحية‬ ‫محافظة ونقصد احياء القيم الحقيقية الحاكمة للعالقات‪ .‬كما يعمل خطاب التجديد في ابراز‬

‫التحوالت اإليجابية ويكون ذلك من خالل االستجابة لكافة‬ ‫التكيف مع مختلف‬ ‫قدرة الدين على ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن التجديد قائم على فعل االجتهاد الذي ال يتخّلف عن مجريات‬ ‫األسئلة المطروحة‪ .‬بحيث ّ‬ ‫الحياة لمواجهة الخروقات المذهبية والتطرف العنيف باعتبارها تقع في قلب األمن الديني‬

‫وبالتالي رهان التماسك المجتمعي الذي يقع في قلب األمن المجتمعي‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪- Samuel Huntington, political order in changing societies, New Haven and‬‬ ‫‪London, Yale university press, 1968, p264.‬‬ ‫‪2‬كرين برينتون‪ ،‬تشريح الثورة‪ ،‬ترجمة سمير عبد الحليم الجلبي‪ :‬ط‪ ،1‬دار الفارابي‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪- Tarik Ramadan, révolutions arabes ont été planifiées par les américains,‬‬ ‫‪conférence organisée au canada, le 7/9/2011, publié sur le site‬‬ ‫‪http://www.agoravox.tv/tribune-libre/article/tariq-ramadan-les-revolutions-32703,‬‬ ‫‪consulté le 20/12/2016.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪- Robert D .Kaplan, « The new Arab world order », Foreign policy, 28, January‬‬ ‫_‪2011, http:// www.foreignpolicy .com/articles/28/01/2011 the new Arab_ world‬‬ ‫‪order.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪- United Nation Program, humain développement Report 2008, p65-72.‬‬ ‫‪Disponible sur‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪131‬‬


...‫تحديات األمن القومي الجزائري بعد الحراك العربي‬

‫ ليلى كرف اح‬.‫أ‬

http://hdr.undp.org/sites/default/files/reports/268/hdr_20072008_en_complete.pdf, consulté le 10/07/2017 à 15h 30min. ‫ مركز دراسات الوحدة العربية العدد‬،‫ مجلة المستقبل العربي‬،‫ مفهوم الفساد ومعاييره‬،‫ محمد عبد الفضيل‬-

6

.34،35 ‫ ص‬،2004 ‫ نوفمبر‬،309

‫ التقرير العربي األول لمنظمة العمل العربية حول التشغيل والبطالة في الدول‬:‫ منظمة العمل العربية‬-7

‫تم االطالع عليه في‬ ّ ،http://wwwalolabororg/wp_content/uploads ،)‫ ت‬،‫ (د‬،‫العربية‬ .‫ على الساعة العاشرة صباحا‬،2016/10/15 8 - Eric Denécé, la grande illusion des révolutions arabes (la face cachée des révolutions arabes) , centre français de recherche sur le renseignement, Ellipes Edition marketing, 2012, p 13.

‫ متوفر على الموقع‬،2013 ‫ نوفمبر‬20 ‫ بتاريخ‬،‫ البطالة بين الشباب العربي‬:‫ شاوول‬.‫ ج‬.‫هنري‬- 9 http://www.alkhabeer.com/sites/default/files/Arab%20Youth%20Unemployment%2 .‫ مساء‬15 ‫ على الساعة‬،2016/10/15 ‫ ت ّم االطالع عليه يوم‬0%20-%20Arabic%20-.pdf‫ الملتقى الدولي حول تقييم سياسات االقالل‬،‫ الفقر في الدول العربية واالقالل منه‬:‫ زاوي امال‬/‫ قاسم قادة‬-10 ،379‫ ص‬،2014 ،3‫ جامعة الجزائر‬،‫من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة ديسمبر‬ http://www.univ-alger3dz/labos_mondialisation/telelchargement/metting

- Tarik Ramadan، révolutions arabes ont été planifiées par les américains، conférence organisée au canada، Op.cit. 12 - Presedintial study Directive http://www.fas.org/irp/offdocs/psd/idex.html. * l’auteur de « la force sans violence » et « de la dictature à la démocratie : cadre conceptuel pour la libération » 11

‫ دار القلم‬،1‫ ط‬،‫ الربيع العربي أخر عمليات الشرق األوسط الكبير‬،‫ حسن محمد الزين‬-

13

.75 ‫ ص‬،2013 ،‫ لبنان‬،‫الجديد‬

14

- Ahmed Bensaada : Arabesque : le rôle des Etats Unis dans les révolutions de la rue arabe, Montréal, Québec, 2012, p18. 15 - Ahmed Bensaada : Arabesque : le rôle des Etats Unis dans les révolutions de la rue arabe, Op.cit. p20. 167‫ ص‬،‫ مرجع سابق الذكر‬،‫ الربيع العربي أخر عمليات الشرق األوسط‬،‫ حسن محمد الزين‬-16 1

7-.Available at the site : www.nytimes com.

‫الديبلوماسية الرقمية في خدمة السياسة‬-3.www://albaladalaam.wordpress.com‫األمريكية‬ 20

- www.aljazeera.net

132

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ -21‬لمزيد من المعلومات أنظر كتاب " من الديكتاتورية إلى الديموقراطية" للمفكر جين شارب متوفر على‬

‫االنترنت مجانا مترجم إلى أكثر من ‪ 58‬لغة‪.‬‬ ‫‪- Ahmed Bensaada : Arabesque : le rôle des Etats Unis dans les révolutions de‬‬ ‫‪la rue arabe, Opc.it, p 42.‬‬ ‫‪* The Opinion Router‬‬ ‫رابح لونيسي‪ ،‬انعكاسات الفوضى في العالم العربي على األمن االستراتيجي للجزائر (دراسة ‪-23‬‬ ‫استشرافية)‪ ،‬مجلة ستراتيجيا‪ ،‬العدد‪ ،2014 ،1‬ص ‪.114‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪- Tarik Ramadan, révolutions arabes ont été planifiées par les américains,‬‬ ‫‪Op.cit.‬‬ ‫‪ 25‬حسن محمد الزين‪ ،‬الربيع العربي أخر عمليات الشرق األوسط‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪11825‬‬ ‫‪ -26‬منصور لخضاري‪ ،‬استراتيجية األمن الوطني في الجزائر ‪ ،2011-2006‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013،‬ص‪.350‬‬ ‫‪ 27‬فؤاد إبراهيم‪ ،‬داعش من النجدي إلى البغدادي‪ :‬ط‪ ،1‬مركز أوال للدراسات والتوثيق‪ ،‬بيروت‪،2015 ،‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪27‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪12‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪Camile Lacoste Dujardin, » Grande Kabylie : du danger des traditions‬‬ ‫‪montagnardes » Hérodote, N 107, 2004, p120.‬‬ ‫‪ - 29‬منصور لخضاري‪ ،‬استراتيجية األمن الوطني في الجزائر ‪ ،2011-2006‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‬ ‫‪.358‬‬

‫‪30‬‬

‫‪ -‬بلهول نسيم‪ ،‬الجانب النظري لطبيعة االمن العسكري الجزائري‪ ،‬في "فهم األمن القومي الجزائري من‬

‫مدخلي األمن الوطني والدفاع الوطني"‪ :‬ط‪ ،1‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015،‬ص ‪.270‬‬

‫‪ -31‬منصور لخضاري‪ ،‬استراتيجية األمن الوطني في الجزائر ‪ ،2011-2006‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‬ ‫‪6231‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬منصور لخضاري‪ ،‬تطور "ظاهرة اإلرهاب في الجزائر من الصعيد الوطني إلى الصعيد عبر الوطني‪:‬‬

‫‪33‬‬

‫‪ -‬قوي بوحنية‪ ،‬ال جزائر واالنتقال إلى دور الالعب الفاعل في إفريقيا‪ :‬بين الديبلوماسية األمنية واالنكفاء‬

‫ط‪ ،1‬مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،2014 ،‬ص ‪.83‬‬

‫األمني الداخلي‪ ،‬في "فهم األمن القومي الجزائري من مدخلي األمن الوطني والدفاع الوطني"‪ ،‬مرجع سابق‬

‫الذكر ‪.493‬‬

‫‪.Laurence Aïda Ammour، évolution de la politique de défense Algérienne،‬‬ ‫‪centre‬‬ ‫‪français‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪recherche‬‬ ‫‪sur‬‬ ‫‪l’enseignement،‬‬ ‫‪aout‬‬ ‫‪2013,‬‬ ‫‪http://www.cf2r.org/fr/bulletin-de-documentation/evolution-de-la-politique-de‬‬‫‪defense-algerienne.php‬‬ ‫‪ - 36‬فؤاد إبراهيم‪ ،‬داعش من النجدي إلى البغدادي‪ :‬ط‪ ،1‬مركز أوال للدراسات والتوثيق‪ ،2015 ،‬ص‪1‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ -37‬حمزة المصطفى واخرون‪ ،‬سيكولوجيا داعش‪ ،‬منتدى العالقات العربية والدولية‪ ،2014 ،‬ص‪ 2‬متوفر على‬ ‫الموقع ‪www.fairfrom.org‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪133‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطفل في المجتمع الجزائري‬ ‫‪-‬دراسة حالة بحي بوعلي السعيد ‪-‬عنابة‪ -‬الجزائر‬

‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‬ ‫جامعة باجي مختار‪ -‬عنابة ‪ -‬الجزائر‬ ‫ملخص‪:‬‬

‫تعد ظاهرة تسول األطفال في المجتمع الجزائري‪ ،‬كظاهرة استفحلت بقوة في مجتمعنا؛ من‬

‫أبرز وأهم المشاكل التي تعاني منها الطفولة في الجزائر خاصة و في مختلف الدول العربية‬

‫عامة‪.‬كما تعددت العوامل التي زادت من تفاقم هذه الظاهرة ؛و تنوعت بين االجتماعية و االقتصادية‬ ‫و السياسية‪...‬إلخ‪.‬غير أننا و من خالل هذه الورقة سنعمد إلى تبيان مدى تأثير التربية األسرية التي‬

‫يتلقاها الطفل على ممارسته لهذا السلوك الذي يتنافى و قواعد التربية السليمة و يتعارض مع عاداتنا‬

‫و قيمنا الدينية كذلك‪.‬فماهو إذن أثر التنشئة األسرية في استفحال ظاهرة تسول األطفال؟محاولين‬

‫اإلجابة عن هذا السؤال من خالل تتبع ‪ 7‬حاالت متواجدين بإحدى أحياء مدينة عنابة‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التنشئة األسرية ‪ -‬ظاهرة تسول األطفال‪ -‬المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬ ‫‪The phenomenon of child begging in Algerian society has returned as‬‬ ‫‪a phenomenon that has grown strongly in our society. One of the most‬‬ ‫‪prominent and important problems facing childhood in Algeria especially‬‬ ‫‪and in the Arab countries in general.‬‬ ‫‪There are also many factors that aggravated this phenomenon; and‬‬ ‫‪varied between social, economic and political Etc. However, through this‬‬ ‫‪paper, we will determine the effect of the family formation that the child‬‬ ‫‪receives on the practice of this behavior, which is contrary to the rules of‬‬ ‫‪sound education and contrary to our customs and religious values as well. So‬‬ ‫‪what is the impact of family formation on the phenomenon of begging‬‬ ‫‪Children? try to answer this question By tracking 7 cases located in a‬‬ ‫‪neighborhood of Annaba .‬‬ ‫‪Keywords: Family Formation - Child begging phenomenon - Algerian‬‬ ‫‪society.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪134‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد األسرة الوحدة االجتماعية األولى التي ينشا فيها الطفل و يتفاعل فيها مع أعضائها‪ ،‬كما‬ ‫تسهم في اإلشراف على نموه و تكوين شخصيته و توجيه سلوكه و إشباع حاجاته البيولوجية‬ ‫و النفسية و االجتماعية‪،‬مما يؤثر باإليجاب على جوانب النمو المختلفة لديه‪.‬كما تعد البيئة‬ ‫االجتماعية األولى التي يمارس فيها الطفل أولى عالقاته االجتماعية من خالل ما تقدمه له‬

‫من رعاية وحنان وعطف؛ثم بعد ذلك تكون لديه العادات و التقاليد و كيفية التعامل داخل‬ ‫المجتمع‪.‬و لكل هذه األنماط السلوكية االجتماعية التي يتعلمها في محيطه قيمة كبرى في‬

‫حياته وتكوين شخصيته‪.‬ومنه فأي تفكك في هذه الرابطة الوجدانية واالجتماعية ينتج عنه‬ ‫كثير من المشكالت السلوكية و اإلحباطات النفسية و الشعور بالعجز و االنهزام؛ما ينعكس‬ ‫بالسلب على حالة الطفل االنفعالية و المزاجية و السلوكية؛فيعاني من التوتر و القلق كنتيجة‬

‫طبيعية للتمزق األسري الذي عايشه‪.‬ومنه فالتنشئة األسرية التي تحيط بها األسرة طفلها هي‬ ‫السند األكبر لنموه و اكتمال كل وظائفه النفسية و الجسمية‪،‬لمساعدته على تكوين مكانته‬ ‫االجتماعية‪.‬غير أن هذه المؤسسة تعرضت في اآلونة األخيرة للعديد من التغيرات على‬

‫مستوى بنائها ووظائفها و تحول في بعض أدوارها؛ما استدعى ظهور العديد من المشاكل و‬ ‫اآلفات االجتماعية لدى أطفالها والتي من أهمها‪:‬العنف‪،‬الجريمة‪،‬االنحراف‪،‬التسول و‬

‫التشرد‪...‬إلخ‪،‬و ربما يعود ذلك لعدة عوامل منها‪:‬طغيان الجانب المادي على العالقات بين‬ ‫أفراد األسرة‪،‬خروج المرأة للعمل‪ ،‬تزعزع سلم القيم و المعايير االجتماعية؛ما انعكس سلبا على‬ ‫عملية التنشئة االجتماعية داخل األسرة باعتبارها وسيلة المجتمع ليحافظ من خاللها على‬

‫معاييره وقيمه وثقافته‪.‬‬

‫و في السنوات األخيرة استفحلت في المجتمع الجزائري خاصة ظاهرة تسول األطفال بحيث‬ ‫انتشرت بشكل بارز؛مما قد يؤثر على حياتهم النفسية و االجتماعية نظ ار لطبيعة المرحلة‬ ‫التي يمرون بها كونهم لم يكتسبوا بعد النضج االجتماعي و القدرة على التمييز بين الصواب‬

‫و الخطأ‪ .‬ففي سنة ‪ 2014‬و حسب المختصين في علم االجتماع اعتبرت ظاهرة تسول‬ ‫األطفال في الجزائر من الظواهر االجتماعية السلبية‪،‬وتحصي الجزائر ما بين ‪ 20‬و‪ 25‬ألف‬

‫التسول لجني األموال لغيرهم‬ ‫طفل متشرد على مستوى الوطن‪ 03،‬بالمائة منهم ُيستعملون في‬ ‫ّ‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪135‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫عن طريق توظيفه و استغالل هذه الفئة من األطفال و الرضع التى تٌستعمل لكسب شفقة و‬ ‫استعطاف المارة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق كان توجهنا من خالل هذه الدراسة الوقوف على أثر التنشئة األسرية في‬

‫استفحال ظاهرة التسول لدى األطفال في المجتمع الجزائري‪ ،‬بأحد أحياء والية عنابة‪.‬فصغنا‬

‫التساؤل المركزي كالتالي‪ :‬فيما يتمظهر تأثير عملية التنشئة األسرية في استفحال التسول‬

‫لدى األطفال في المجتمع الجزائري؟ و الذي تفرعت عنه األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ما مدى تأثير التفكك األسري على تسول األطفال في المجتمع الجزائري؟‬

‫‪ .2‬إلى أي مدى تسهم نوعية األساليب التربوية المنتهجة من طرف األسرة الجزائرية في بروز‬ ‫ظاهرة التسول لدى األطفال ؟‬

‫‪ .3‬إلى أي مدى يمكن أن تؤدي االستقالة الوالدية إلى خروج األطفال للتسول؟‬

‫ثانيا ‪:‬عينة البحث و منهج الدراسة ‪ :‬لإلجابة على التساؤالت التي طرحناها في بداية هذا‬ ‫البحث وظفنا المنهج الوصفي باستخدام أسلوب "دراسة الحالة " تتبعنا ‪07‬حاالت اختيروا‬

‫بطريقة الحصر الشامل‪،‬وهم أطفال متسولون يتواجدون بحي بوعلي السعيد بوالية عنابة‪-‬‬ ‫كمجال مكاني لهذه الدراسة‪.-‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 14-12‬سنة يتوزعون بين ‪ 04‬ذكور و‬

‫‪ 03‬إناث‪،‬مستوياتهم التعليمية انحصرت بين االبتدائي و المتوسط‪.‬وتم انجاز هذه الد ارسة‬

‫بين شهري جوان و جويلية ‪ 2016‬نظ ار ألن هذه الفترة توافقت مع شهر رمضان و عيد‬ ‫الفطر أين تكثر الحاالت المراد التعاطي معها‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬أدوات جمع البيانات‪ :‬لجمع البيانات تم اعتماد‪:‬‬

‫‪-1‬مجموعة من المراجع التي تناولت موضوع تسول األطفال عامة و في الجزائر خاصة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعتماد أداة المالحظة بالمعايشة مع بعض األطفال المتسولين بحي بوعلي السعيد‬ ‫للوقوف على العوامل التي أسهمت في استفحال هذا السلوك لديهم‪.‬و كذا أداة المقابلة‬

‫المعمقة مع الحاالت المتواجدة بالمجال المكاني محل الدراسة‪.‬‬

‫رابعا‪:‬تحديد المفاهيم الرئيسية للبحث‪:‬بني هذا البحث على مجموعة من المفاهيم تركزت‬ ‫كالتالي‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم األثر‪:‬لغة‪ :‬يدل األصل اللغوي لكلمة "أثر" على‪ :‬العالمة وهو جمع كلمة "أثار"‬ ‫لقوله تعالى «سماهم على وجوههم من أثر السجود»(‪.)1‬أما إجرائيا فنقصد بمفهوم األثر في‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪136‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫هذه الدراسة االنعكاسات التي تخلفها التنشئة األسرية على سلوكات و شخصية الطفل من‬ ‫كافة الجوانب‪.‬‬ ‫‪-2‬مفهوم التنشئة األسرية‪ :‬ويتركب هذا المفهوم من مفهومين مركبين هما‪:‬التنشئة‬ ‫االجتماعية و األسرة‪،‬و سنعالج كل مفهوم على حدا‪:‬‬

‫‪-1-2‬التنشئة االجتماعية‪:‬لغة‪:‬تنشئة تعني أقام ونشأ الطفل و معناها‪:‬شب و قرب من‬ ‫اإلدراك و يقال نشأ في بني فالن أي ربي فيهم و شب(‪.)2‬أما اصطالحا‪:‬فهي العملية التي يتم‬ ‫بواسطتها إعداد األفراد و تعويدهم على قواعد التصرف و السلوك داخل المجتمع(‪.)3‬بينما‬

‫يعرفها محمد النجيجي "بأنها عملية تشكيل و إعداد أفراد إنسانيين في مجتمع معين حتى‬ ‫يستطيعوا أن يكسبوا المهارات و القيم و االتجاهات و أنماط السلوك المختلفة التي تيسر لهم‬ ‫عملية التعامل مع البيئة االجتماعية و البيئة المادية التي ينشئون فيها"(‪.)4‬كما يعرفها حامد‬

‫زهران "بأنها عملية تعلم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل االجتماعي وأدواره‬ ‫االجتماعية ويتمثل ويكتسب المعايير االجتماعية التي تحدد هذه األدوار‪.‬‬

‫"(‪)5‬‬

‫‪-2-2‬مفهوم األسرة‪ :‬توجد تعريفات كثيرة لمفهوم األسرة غير أننا لهذا التحليل نتبنى تعريف‬ ‫محمد عاطف غيث الذي يذهب إلى أن األسرة اإلنسانية هي جماعة بيولوجية اجتماعية‬

‫نظامية تتكون من رجل وامرأة –أو أكثر حسب وجهة نظرنا‪ -‬تقوم بينهما رابطة زوجية مقررة‬ ‫وأبناؤهما الذين ينتجون عن هذه العالقة(‪.)6‬‬

‫‪-3-2‬التعريف اإلجرائي لمفهوم التنشئة األسرية‪ :‬والتي ترادف أيضا مصطلح التربية‬ ‫األسرية‪ /‬الوالدية والتي تعبر عن ممارسة تربوية تتحدد في التصورات و االتجاهات التي‬ ‫يحملها الوالدان عن سيكولوجية ونمو الطفل وكفاءاته وقدراته واحتياجاته ورغباته‪،‬و كذا‬

‫مختلف ممارستهم وأساليبهم التربوية تجاهه‪.‬كما تعبر عن ممارسات الوالدين اليومية ومواقفهم‬ ‫السلوكية تجاه الطفل قصد توجيهه وإمداده بمختلف الخبرات والنماذج والتصرفات والقيم‬ ‫واالتجاهات الالزمة لمواجهة مشاكل الحياة‪.‬وقد تم حصرها في هذه الدراسة في هذه‬

‫المؤشرات‪:‬التفكك األسري‪ ،‬األساليب التربوية الوالدية‪،‬االستقالة الوالدية‪.‬‬

‫‪ -3‬مفهوم تسول األطفال‪)7(:‬يتوافق هذا المفهوم مع مفهوم "األطفال بال مأوى"‬ ‫‪ Homeless children‬أو ما كان يطلق عليهم سابقا "أطفال الشوارع‬

‫‪Street‬‬

‫‪.children‬في كولومبيا يطلقون عليهم"‪ Gamines‬أي المتشردين وفي السلفادور يطلقون‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪137‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫عليهم ‪ "Huelepegas‬أي المنبوذين‪.‬وفي الب ارزيل يطلق عليهم مصطلح "‪ "Tigueres‬أي‬ ‫األطفال المهملين‪،‬بينما في المكسيك يطلقون عليهم ‪ "Pelones‬أي األطفال المتخلى عنهم‬

‫من قبل أسرهم‪.‬أما في الهند يطلقون عليهم أحيانا"البائعين المتجولين من غير رخصة أو‬

‫المتشردين وأحيانا النهابين"؛وفي الزائير يطلقون عليهم مفهوم "العصافير"‪.‬وفي الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية وكندا يسمونهم ‪ Street youth or kids‬أي أطفال أو شباب بال مأوى‬

‫أو ‪ Homeless Young‬أي صغار بال مأوى‪ .‬في السودان يطلقون عليهم الشماسة أي‬ ‫أبناء الشمس‪.‬وفي مصر يطلق عليهم أطفال الشوارع" وتسميات أخرى كاألطفال الهامشيين‬

‫والمعرضين لالنحراف ‪ Juveniles‬وأطفال بال أسر‪ ،‬أطفال متسولون‪ ،‬أطفال‬

‫مشردون‪.‬ويمكن تقسيم هذه التسميات إلى قسمين‪:‬األول ينظر إلى أطفال بال مأوى نظرة‬

‫متعاطفة على أساس أنه ال ذنب لهم في الوضع الذي هم عليه وأنهم ضحايا لظروف أسرية‬ ‫خارجة عن إرادتهم‪.‬بينما القسم الثاني ينظر إليهم نظرة غير متعاطفة بأنهم سبب لمشكالت‬

‫ال يرضى عنها المجتمع مثل‪ :‬السرقة‪.‬النهب‪.‬التسول‪.‬التشرد‪...‬الخ‪.‬ومنه يصبح التسول نتيجة‬ ‫لظاهرة أطفال الشوارع إذ أن وجودهم من دون سقف يؤويهم سواء تواجد الوالدان أم ال؛ وعدم‬

‫توفر الظروف األسرية المالئمة لعيش سليم يدفعهم إلى احتراف التسول والعمل غير‬ ‫الشرعي‪.‬كما يترافق مفهوم األطفال المتسولون مع مفهوم أطفال الشوارع الذين يعبرون أيضا‬ ‫عن أطفال يساهمون في زيادة دخل األسرة وهم مصدر الدخل الوحيد وذلك بموافقة أسرهم‬ ‫والسبب في ذلك هو الرغبة في تحسين دخل األسرة وانخفاض قيمة التعليم لدى أسرهم‪.‬وعليه‬

‫يمكن صياغة التعريف اإلجرائي لمفهوم الطفل المتسول من خالل تبني هذه التعريفات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تعريف ‪":Lusk‬هم فئة قليلة يكسبون نفقات بسيطة من خالل العمل في الشوارع وهم‬

‫‪‬‬

‫نتبنى أيضا تعريف منظمة الصحة العالمية‪ WHO‬والتي حددت خصائص هذه الفئة‬

‫يقيمون في الشوارع كل أو بعض الوقت"‪.‬‬ ‫في‪:‬‬

‫‪-‬أطفال يقضون أغلب أوقاتهم في الشارع ولكنهم يعودون ألسرهم في نهاية اليوم‪.‬‬

‫أطفال يقضون معظم أيام األسبوع في الشارع‪.‬وفي الجزائر هم أطفال في حالة خطر‬‫معنوي‪.‬ومن خالل التعاريف السابقة يمكن التوصل إلى تحديد خصائص الطفل المتسول‬ ‫الذي سنتبناه كتعريف إجرائي للدراسة‪-:‬أنهم األطفال ذكو ار أو إناثا يقل عمرهم عن ‪18‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪138‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫سنة‪-‬أنهم معرضون لالنحراف أو هم منحرفون بالفعل‪-‬أنهم يقضون معظم أوقاتهم في‬ ‫الشوارع أو أن الشارع هو المكان الذي يستحوذ على اهتمامهم‪-.‬أن أسرهم تتميز باالضطراب‬

‫والتفكك‪-‬أن معظمهم إن لم يكونوا جميعهم جاؤوا من أسر متدنية المستوى االقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التنشئة األسرية وتمايز أنماط السلوك االجتماعي لدى األطفال‪:‬إن موضوع التنشئة‬ ‫األسرية بحكم كونه مفهوما يختص بتشكيل أنماط شخصية األفراد على محاور اإلطار‬

‫االجتماعي الذي يوجدون فيه‪،‬هو السبيل إلى فهم أنماط األفراد على اختالفهم في سوائهم‬ ‫وانحرافهم حيث ال يمكن تحقيق هذا الفهم إال من خالل تبين حصيف للصلة بين األنماط‬ ‫المختلفة من الشخصية واألنماط المختلفة من التنشئة‪.‬وذلك على اعتبار أن التنشئة‬

‫االجتماعية السلمية تهدف إلى االرتقاء بالفرد للتوفيق بين المقتضيات االجتماعية والحاجات‬

‫الفردية دون اصطدام بقوانين المجتمع و نظمه؛ما يستلزم منه القدرة على مواجهة وقائع‬

‫الحياة بمختلف مشاكلها و التكيف تجاهها دون انزالق إلى االصطدام بالمجتمع‪.‬وعليه تتجه‬

‫التنشئة األسرية إلى تزويد الفرد بالقيم التي ينشدها المجتمع وحمله على السلوك الذي ينسجم‬ ‫و هده القيم‪)8(.‬من هذا المنطلق يمكن القول أن هذه العملية تتضمن اتجاهين‪ :‬يرتبط األول‬

‫بعالقة الوالدين بالولد وواجبهما نحوه –وهو ما تركز عليه هذه الدراسة‪-‬؛و يركزالثاني على‬

‫الوالدين فيما بينهما كزوجين ومربيين‪.‬فمن حيث عالقة الوالدين باألبناء أجمعت آراء المربين‬ ‫على أهمية هذه العالقة وعلى ضرورة تقويتها واستمرارها؛ لكونها أهم المحددات الرئيسية‬

‫للمعاملة األسرية بحيث يؤدي الوالدان دورهما التربوي الصحيح‪.‬وتأكيدا على ذلك أثبت‬

‫"جلوك" من خالل مقارنة أجراها بين فئتين من األحداث–اختيرتا من محيط اجتماعي واحد‪-‬‬ ‫أن فئة المنحرفين منهم تشكو من اضطراب في عالقات الوالدين بنسبة أكبر من تلك ذات‬

‫السلوك السوي‪.‬و عليه تتضح أهمية الصلة بين السلوك الجانح والتنشئة األسرية‪،‬ذلك أن‬

‫الحياة الوجدانية للطفل وصالته العاطفية مع الوالدين لها أهمية في تنشئة الطفل وهي أساس‬ ‫صحته النفسية ذلك أن دفئ العالقات ودوامها واستقرارها وأمانها مصدر للرضا ولألمن‪.‬كما‬ ‫دلت بحوث عديدة في هذا المجال بأن الداللة السيكولوجية لألسرة بالنسبة للطفل خاصة‬ ‫والديه هي أنها مصدر الطمأنينة واألمن لسببين‪:‬األول‪:‬أنها مصدر خبرات الرضا إذ يصل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪139‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫الطفل إلى إشباع معظم حاجاته من خاللها والثاني‪:‬أنها المظهر األول لالستقرار واالتصال‬

‫في الحياة وذلك ما يجب أن توفره األسرة للطفل‬

‫(‪)9‬‬

‫‪.‬‬

‫كما تعد أساليب التربية األسرية ذات عالقة وتأثير كبير على سلوكات الطفل ومن‬ ‫الدراسات(‪ )10‬التي أوضحت عالقة أساليب التنشئة الوالدية ومعاملة الوالدين بالسلوك غير‬

‫السوي دراسة "جون بولي ‪ Bowlley‬ودراسة "سيرل بيرت ‪ C.Burt‬في مجال جناح‬ ‫األحداث‪.‬فأشارت نتائج دراسة بولي التي كانت على ‪ 44‬جانحا و‪ 44‬طفال غير متكيف؛إلى‬ ‫أن السلوك الجانح له عالقة كبيرة بابتعاد الطفل الجانح عن أمه مدة كبيرة في السنوات‬ ‫الخمس األولى من حياته‪.‬ومقابل ذلك وجد بولي في المجموعة غير المتوافقة أن ‪ %63‬منهم‬

‫لم يعانوا من الفراق عن األم في السنوات األولى من حياتهم لكن أمهاتهم كن ديكتاتورات في‬ ‫معاملتهن ألبنائهن‪.‬أما دراسة بيرت التي اهتم بأثر الظروف المنزلية والجهل والصرامة والقوة‬ ‫في المعاملة على الجناح فانتهى إلى أن أهم العوامل انحصرت في ضعف العالقات األسرية‬ ‫الحميمة بين اآلباء واألمهات وأن نمط شخصية الطفل واتجاهاته ومعاييره تتحدد نتيجة نوع‬ ‫عالقاته مع والديه واألساليب التربوية التي يتبعونها في تنشئته‪.‬كما تعتبر القسوة في تربية‬ ‫الطفل وتخلي الوالدين عن وظيفتهما التربوية من العوامل الرئيسية في انتشار ظاهرة أطفال‬

‫الشوارع و التسول في الجزائر بحيث تشير بعض الدراسات الجزائرية إلى أن ‪ %90‬من‬ ‫أطفال الشوارع لديهم على األقل أب وأم لكن تخلي أمهاتهم عنهم وغياب آبائهم عن أسرهم‬ ‫وعدم التكفل بهم ماديا ومعنويا من العوامل التي تساعد على تشردههم و تسولهم‪.‬كما تفيد‬ ‫الدراسات والبحوث االجتماعية أن المشاكل األسرية المتمثلة في وفاة أحد األبوين أو كليهما‬ ‫أو انفصال الزوجين قد تدفع األسرة إلى التخلي عن مسئوليتها في التربية والرعاية المادية‬ ‫والمعنوية ما يدفع باألبناء إلى أن يكونوا فريسة سهلة إلى إغراءات الشارع‪.‬‬

‫سادسا‪:‬ظاهرة تسول األطفال في التراث العلمي و في الجزائر‪:‬بينما يعد التشرد والتسول في‬

‫بعض الدول كالب ارزيل والمغرب ظاهرة قديمة إال أنه حديث النشأة في الجزائر؛إذ أفرزته‬ ‫عوامل وأسباب اقتصادية واجتماعية وأسرية؛حيث ساعدت التغيرات الحديثة والتحوالت‬ ‫العميقة التي مست األسرة والمجتمع الجزائري في اآلونة األخيرة على انتشار العديد من‬ ‫الظواهر مثل الطالق والفقر وأزمة السكن وقلة دخل األسرة وغالء المعيشة؛هذا فضال عن‬

‫تخلي بعض األسر عن وظائفها التربوية ومسئولياتها في رعاية وحماية األطفال وتلبية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪140‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫حاجياتهم النفسية والمادية مما أدى إلى تفشي هذه الظاهرة بشكل مرعب في المدن الجزائرية‬ ‫الكبرى؛ وظهور سلوكات تتنافى تماما مع القيم السائدة لدى الذكور واإلناث على حد‬ ‫سواء(‪ .)11‬وقد أكد تقرير منظمة التحالف الوطني األمريكي‬

‫(‪)12‬‬

‫إلنهاء التشرد والتسول أن‬

‫الرقم اإلجمالي لعدد المتشردين والمتسولين عام ‪ 2007‬يصل إلى ‪ 750‬ألف مشرد‪ ،‬وبهذا‬ ‫الصدد ذكرت دراسة أجراها المؤتمر األمريكي لرؤساء البلديات أن عدد المشردين في و‪.‬م‪.‬أ‬

‫قد ارتفع في معظم المدن ل‪ 25‬الكبرى خالل عام ‪ 2007‬إلى ‪.%83‬وبحسب االتحاد‬ ‫األوروبي للمنظمات الوطنية العاملة مع المشردين في بروكسل ‪ UNICEF‬فإن عدد‬

‫المشردين في دول االتحاد األوروبي في التسعينات وصل في حدود ‪ 3‬ماليين وفي كندا‬ ‫‪ 200‬ألف وفي أستراليا نحو ‪ 99‬ألف‪...‬إلخ‪.‬أما عن واقع األطفال المتسولين وأطفال الشوارع‬ ‫في الجزائر فيشير د‪ .‬مصطفى خياط رئيس قسم "فروم ‪*" FOREM‬إلى أن هناك ما يقارب‬

‫‪ 600‬ألف طفل مشرد في الجزائر‪ .‬كما أحصت مصلحة األمن الوطني ‪ 3485‬طفال مشردا‬

‫في سنة ‪ 2005‬تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 16-5‬سنة وبينما يزعم ‪ %60‬منهم أنهم يعملون‬

‫ويحققون دخال ال بأس به فإن ‪ %61‬منهم يحترفون التسول للحصول على لقمة عيشهم و‬

‫‪ %15‬منهم منحرفون يتفننون في السرقة والخطف والنشل‪.‬وبحسب دراسة ميدانية وطنية‬ ‫حول أطفال الشوارع قام بها مكتب حقوق الطفل ‪ ODE‬في الفترة بين آذار‪/‬مارس وأيار‪/‬مايو‬ ‫‪ 2006‬فان هناك طفال من كل طفلين يعاني أمراضا جلدية أو أمراض األعضاء التنفسية أو‬

‫يتعاطون الغراء‪...‬الخ ‪.‬وتحتوي عينة هذه الدراسة على ‪ 189‬طفال مشردا منهم ‪ 132‬من‬ ‫الجنس الذكري و‪ 57‬من الجنس األنثوي تتراوح أعمار ‪ %60‬منهم ما بين ‪ 16 -10‬سنة‬

‫و‪ %23‬منهم ما بين ‪ 5‬و‪ 10‬سنوات‪.‬و تبين نتائج الدراسة أن ‪ %33‬من المشردين لم‬

‫يتمدرسوا و‪ %45‬لهم مستوى ابتدائي و‪ %13‬لهم مستوى متوسط أما ما يتعلق بنسبهم فان‬ ‫‪ %71‬منهم لهم أولياء و‪ %17‬منهم أيتام و‪ %44‬منهم ليس لهم أي اتصال بذويهم‪.‬كما‬

‫توضح النتائج أن ‪ %60‬من أطفال الشوارع ينامون في الشوارع أو الحدائق العمومية و‪%29‬‬

‫تحت الخيم أو البيوت القصديرية و‪ %6‬يلجئون إلى محطات القطار بحثا عن ملجأ‪.‬وبحسب‬ ‫السيدة خيرة مسعودان محافظة الشرطة القضائية بالجزائر فإن رجال األمن الجنائي سجلوا‬

‫‪ 639‬مشردا معرضا للخطر النفسي والبدني في ‪ 2008‬بين ذكور و إناث تتراوح أعمارهم‬ ‫مابين ‪ 10‬و‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪141‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫سابعا‪:‬الخلفية القانونية لظاهرة تسول األطفال في المجتمع الجزائري‪)13(:‬ال يعرف القانون‬ ‫الجنائي في الجزائر مفهوم المشرد‪/‬المتسول لكن الفصول (‪ )333-326‬منه تعاقب بالحبس‬ ‫من شهر واحد إلى ستة أشهر كل شخص مشرد أو متسول تظاهر بالمرض أو ادعى بعاهة‬ ‫حتى لو كان ذا عاهة‪ ،‬أو استخدم طفال يقل عن ‪ 13‬سنة وليس له محل إقامة معروف وال‬ ‫وسائل للعيش وال يزاول أي مهنة أو حرفة رغم قدرته على العمل؛إن لم يثبت أنه طلب عمال‬ ‫ولم يجده أو إذا ثبت أنه عرض عليه عمل بأجر فرفضه‪.‬ويعاقب بالحبس من ‪ 6‬أشهر إلى‬ ‫سنتين كل من له سلطة على طفل إذا دفع الطفل الذي يقل سنه عن ‪ 18‬سنة إلى التشرد أو‬

‫التسول‪،‬ويعاقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات كل متسول يوجد حامال أسلحة أو مزودا‬

‫بأشياء تستعمل الرتكاب جنايات أو جنح‪.‬وبهذا الصدد أشرفت لجنة ترقية وحماية حقوق‬ ‫اإلنسان الحكومية (‪ )2007‬على مشروع قانون اجتماعي "يهدد أولياء األمور الذين يدفعون‬

‫أبناءهم القصر عن قصد للعمل قبل سن الرشد ولكن قبل تنفيذ العقوبة تقوم لجنة حماية‬ ‫الطفل بدراسة أوضاعهم االجتماعية من فقر وحاجة‪.‬كما أشارت دراسة مسحية أعدها‬

‫أكاديميون جزائريون في سنة ‪ 2006‬إلى أن عدد األطفال العاملين والمتسولين في الج ازئر‬

‫يصل إلى ‪ 1,8‬مليون طفل من بينهم ‪ 1,3‬مليون تتراوح أعمارهم بين ‪ 6‬إلى ‪ 13‬سنة‬

‫و‪ %56‬منهم إناث وما يزيد على ‪ %15‬منهم أيتام من األب واألم أو االثنين معا‪.‬كما‬ ‫صرحت إحصاءات مكتب العمل الدولي المنشورة خالل عام ‪ 2002‬أن ‪ 352‬مليون طفل‬

‫من الفئة العمرية (‪ 5‬إلى ‪ 17‬سنة) يمارسون نشاطا اقتصاديا بشكل أو بآخر منهم ‪246‬‬

‫مليون طفل لم يبلغوا السن القانونية للعمل والمحددة في التشريع الوطني والمعايير الدولية‪،‬‬

‫ويمارسون أسوأ أشكال العمل كالتسول والمحددة أيضا في االتفاقية الدولية رقم ‪.182‬‬ ‫ثامنا‪:‬تحليل نتائج الدراسة‪ -1:‬الخلفية االجتماعية لألطفال المتسولين‪:‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)1‬يوضح الخلفية االجتماعية ألفراد العينة‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪142‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يبين الجدول أعاله الخلفية االجتماعية للعينة حيث توزع أعمارهم بين فئتين رئيسيتين‪-12 :‬‬

‫‪ 13‬سنة بنسبة كبيرة ‪ %57,14‬وفئة الذين يبلغون ‪ 14‬سنة فأكثر ‪ %42,85‬وهما مرحلتان‬

‫عمريتان مهمتان تقعان بين مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة أين يحتاج فيهما الطفل‬ ‫والمراهق إلى توجيه ورعاية متكاملة الجوانب حتى ال يخرج عن معايير المجتمع على اعتبار‬ ‫التغيرات التي تصيبه في هذه المراحل العمرية‪.‬كما أن نسبة األطفال الذكور المتسولين الذين‬

‫شملتهم هذه الدراسة بلغ ‪ %57,14‬مقارنة بنسبة اإلناث المتسوالت ب‪ %42,85‬وربما يعود‬ ‫ذلك إلى أن نظرة المجتمع للذكر بأنه المسئول عن األسرة ويتحمل العبء األكبر في‬ ‫مساعدة األسرة والعمل على توفير احتياجاتها األساسية؛ كما أن النظام األسري في العالم‬

‫العربي عامة يعطي السلطة الرئيسية واتخاذ الق اررات وتحمل المسئوليات على عاتق أرباب‬ ‫األسرة(األب‪ -‬األخ)‪،‬إضافة إلى خوف األهل على البنات من التعرض للمشاكل في الشارع‬ ‫ونظرة الناس التي ترى خروج الفتاة للعمل في الشارع من األمور غير المقبولة اجتماعيا‪.‬كما‬

‫يظهر الجدول وجود عالقة بين األوضاع التعليمية وتسول األطفال حيث تبين بأن الحالة‬ ‫التعليمية السائدة لدى عينة الدراسة تركزت في المستوى "االبتدائي" بنسبة ‪ %57,14‬ففئة‬

‫المستوى "األميين" بنسبة ‪ %28,57‬وأخي ار فئة "المتوسط" بنسبة ‪.%14,28‬إذ أثبتت العديد‬ ‫من الدراسات(‪)14‬أن هناك مؤشرات عديدة ترتبط بالتحصيل الجيد والنجاح الدراسي منها‬ ‫العوامل الوالدية فإنها تؤثر كثي ار في تحصيل الطفل في كل مرحلة دراسية و تشمل العالقة‬ ‫االنفعالية بين الوالدين والطفل واتجاهاتهم نحو المدرسة والتحصيل المدرسي و اهتمامهم بأداء‬

‫الطفل من عدمه‪.‬كما تؤثر البنية االجتماعية في نمو الطفل العقلي وفي أداءه المدرسي؛ما‬

‫يبرر العالقة الموجودة بين المستوى التعليمي وظاهرة التسول لدى األطفال‪.‬‬

‫كما أن نوعية المسكن الذي تقطنه عينة الدراسة خاصة في المساكن القصديرية و المساكن‬ ‫الفوضوية(من خالل أداة المالحظة بالمعايشة) و حسب ما أجمعت عليه الدراسات‪ -‬بأن‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪143‬‬


‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫مواطن االنحراف تنطلق من هذه األحياء والمساكن العشوائية ذلك أن الطفل الذي ينشأ‬ ‫ضمن هذه النوعية السكنية الرديئة يتأثر في سلوكه بطبيعة ومحيط السكن وهو ما الحظه‬ ‫"بنطيل"‬

‫(‪)15‬‬

‫من أن حوالي ‪ %90‬من األطفال غير المتكيفين مع المجتمع يأتون من‬

‫السكنات الجماعية الكبرى أو من السكنات القصديرية‪.‬كما يؤكد العديد من العلماء دور الحي‬ ‫أو الجوار في انحراف األطفال ومن بينهم نيسيفورو ‪ Niceforo‬و كليفردشاو ‪Clifford‬‬

‫‪.Shaw‬ويفسرون ذلك بالعودة إلى أن ظروف السكن ترغم الناس على الخروج إلى الشارع‬ ‫وهذا األخير بدوره يطبع سلوكهم ذلك أن السكن يشترط فيه أن يكون صحيا ويتسع في‬ ‫مساحته إلى كل أفراد العائلة‪ ،‬فإذا لم تتوفر فيه تلك الشروط فإن األطفال في هذه الحاالت‬

‫يفضلون مغادرته والبقاء خارجه للترفيه عن أنفسهم‪،‬ما ينعكس سلبا عليهم األطفال إذ‬ ‫سيعيشون في فراغ عاطفي وأخالقي وإهمال وحرمان من كل شيء؛وال عجب أن يأخذ الطفل‬ ‫من الشارع فيصلح إذا كان أبناء حيه صالحين وينحرف إذا كانوا منحرفين‪.‬‬

‫‪ -2‬خلفية التفكك األسري وعالقته بالتسول لدى الطفل ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬يوضح إن كان الوالدان على قيد الحياة مع الوضعية االجتماعية لهما‪.‬‬ ‫الفئات‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫على قيد الحياة ومطلقان‬

‫‪03‬‬

‫‪%42,85‬‬

‫على قيد الحياة ومنفصالن‬

‫‪00‬‬

‫‪%00‬‬

‫متوفيان‬

‫‪01‬‬

‫‪%14,28‬‬

‫ومع ‪03‬‬

‫‪%42,85‬‬

‫على‬

‫بعضهما‬

‫قيد‬

‫الحياة‬

‫المجموع‬

‫‪07‬‬

‫‪%100‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‬

‫من خالل الجدول يتبين بأن والداي أفراد العينة تتمركز وضعيتهم االجتماعية بين فئة "على‬

‫قيد الحياة ومطلقان" بنسبة ‪ %42,85‬وفئة"على قيد الحياة ومع بعضهما" بنسبة ‪%42,85‬‬

‫أما فئة "الوالدان متوفيان" فبلغت نسبتهما ‪ %14,28‬وهي نسبة ضعيفة بالمقارنة مع نسب‬

‫الفئات األخرى‪ .‬ويمكن تفسير ذلك بأن ميدان العالج النفسي‬

‫(‪)16‬‬

‫يزخر بحاالت حرمان‬

‫أمومي عديدة والحرمان هنا ال يعني مجرد غياب األم ألي سبب كالوفاة أو الطالق أو العمل‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪144‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫فقط ولكن الحرمان يحدث حتى مع وجود األم بين أطفالها ويكون متمثال في إهمالها لهم‬

‫وعدم منحهم القدر الكافي من الدفء والحب وأن ال تكون األم مالذ الطفل وقتما يحتاجها‪.‬‬

‫كما أشارت دراسة الين وسيروي ‪)17(Lynn et Surrey‬والتي هدفت إلى معرفة أثر غياب‬ ‫األب على مستوى نضج الطفل وعلى تكيفه إلى أن األطفال غائبي األب أظهروا درجة كبيرة‬

‫من عدم النضج والتكيف الضعيف مع رفاقهم وأن سلوكاتهم مضطربة مقارنة باألطفال‬

‫حاضري األب‪.‬وفي دراسة دويل ماكارثي وزمالئه هدفت إلى بحث تأثير وجود أو غياب‬

‫األب على األطفال وأمهاتهم وذلك على عينتين من أسر مدينة نيويورك ب‪.‬و‪.‬م‪.‬أ فقد بحثت‬ ‫الدراسة تأثير اآلباء األصليين واآلباء البدالء واآلباء الغائبين على األمهات واألطفال و‬

‫خلصت إلى أن أطفال اآلباء البدالء أظهروا مشكالت سلوكية أكثر من تلك التي أظهرها‬ ‫األطفال الذين يعيشون مع آبائهم األصليين وعن تلك التي أظهرها األطفال الذين ليس لديهم‬ ‫أب كما ارتبط جناح األطفال بغياب األب عن المنزل‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)3‬يوضح في حالة الوالدان مطلقان من يتكفل باالحتياجات المادية والمعنوية‬

‫للطفل‪.‬‬ ‫الفئات‬ ‫األم‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫‪%20 01‬‬

‫األب‬

‫‪00 00‬‬

‫الجد‬

‫‪00 00‬‬

‫الجدة‬

‫‪00 00‬‬

‫الخال‬

‫‪00 00‬‬

‫العم‬

‫‪00 00‬‬

‫العمة‬

‫‪00 00‬‬

‫أخرى تذكر‬

‫‪%80 04‬‬

‫المجموع‬

‫‪%100 05‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‬

‫يتبين من الجدول أن الشخص الذي يتولى التكفل باالحتياجات المادية والمعنوية للطفل في‬

‫حالة طالق الوالدين هي األم بنسبة ‪ %20‬أو يتكفل الطفل بسد كافة احتياجاته باألغلبية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪145‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫بنسبة ‪.%80‬إذ أكدت العديد من الدراسات أنه إثر طالق الوالدين وإعادة األب للزواج فإن‬ ‫هذا األخير ال يستطيع القيام بدوره‪-‬في الغالب‪ -‬كما يجب ويبدأ في التقصير في حقوق‬ ‫الطفل وعدم رعايته نفسيا وماديا و معنويا‪.‬مما يجعل الطفل يلجأ لمصدر آخر يشبع به‬ ‫حاجاته وحاجات أسرته وترك المدرسة واالتجاه إلى العمل أو الشارع وهو ما يتوافق إلى حد‬

‫بعيد مع النسبة الكبيرة التي سجلها تسول األطفال في الشوارع الجزائرية خاصة‪ .‬وفي أحيان‬ ‫أخرى تضطر األم إن سمحت لها الظروف بتوفير أدنى االحتياجات المادية والمعنوية لطفلها‬

‫بخروجها للعمل‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)4‬يوضح تأثير زواج األب واألم على سلوك الطفل‬ ‫الفئات‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫التشتت وعدم وجود ضابط لسلوكاتنا‬

‫‪02‬‬

‫‪%25‬‬

‫عدم االهتمام والالمباالة جعالني طفال متسوال‬

‫دون إجابة‬

‫‪02‬‬

‫‪%25‬‬

‫‪04‬‬

‫‪%50‬‬

‫المجموع‬

‫‪08‬‬

‫‪%100‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‬

‫يتضح من خالل الجدول بأن لزواج األب واألم تأثير سلبي على سلوكات الطفل و الذي‬ ‫تجسد في "التشتت وعدم وجود ضابط لسلوكاتهم" بنسبة ‪ %25‬وكذا "عدم االهتمام والالمباالة‬ ‫المنتهجة معهم و التي دفعتهم للخروج إلى الشارع والتسول" بنسبة ‪ .%25‬ذلك أن طالق‬

‫الوالدين وإعادة زواج أحدهما أو كاليهما ينم عن حالة من التفكك األسري عدت–حسب‬

‫العديد من الدراسات‪ -‬السبب الرئيسي في تسول األطفال‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع الفكرة‬

‫القائلة بأن األطفال الناشئين في أسرة مترابطة ومع والديهم يتميزون بمستوى علمي عال‬

‫وسلوك مدروس قويم ويكون أقل إثارة للمشاكل‪.‬أما األطفال الناشئون في أسر مفككة منفصل‬

‫فيها األب عن األم واألم قد تزوجت من زوج آخر فهذا يترك آثا ار خطيرة وسيئة على نفسية‬

‫الطفل‪ .‬وهذا ما يتفق مع إحدى الدراسات التي توصلت إلى أن انفصال الوالدين يجعل‬

‫األطفال في تنازع الوالء ألحد الوالدين دون اآلخر نتيجة الضغوط االنفعالية التي‬ ‫يواجهها‪.‬كما أن مصدر السلطة للطفل ينهار والمتمثل في األب ومظهر العطف وهي األم‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪146‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫وعدم استطاعتها تهيئة الجو النفسي السليم لنموه وعجزها عن رعايته وحمايته مما يدفع‬ ‫الطفل إلى االنسحاب بعيدا عن المنزل‬

‫(‪)18‬‬

‫ليخرج إلى الشارع محترفا التسول‪.‬‬

‫‪ -3‬خلفية األساليب التربوية الوالدية المنتهجة مع الطفل وعالقتها بالتسول لديه‪:‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)5‬يوضح األسلوب التربوي المعتمد من طرف األسرة مع طفلها‪.‬‬ ‫الفئات‬

‫نعم‬ ‫ت‬

‫ال‬ ‫‪%‬‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫أسلوب الحوار والمناقشة‬

‫‪%11,11 01‬‬

‫‪%50 05‬‬

‫أسلوب الالمباالة واإلهمال‬

‫‪%77,77 07‬‬

‫‪00 00‬‬

‫أسلوب قاسي لكن ديمقراطي‬

‫أخرى تذكر‬

‫‪%11,11 01‬‬

‫‪%50 05‬‬

‫‪00 00‬‬

‫‪00 00‬‬

‫المجموع‬

‫‪%100 09‬‬

‫‪%100 10‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‪.‬‬

‫أجمعت نصف عينة الدراسة على عدم اعتماد الوالدين أسلوب الحوار والمناقشة معهم لفهم‬

‫مشاكلهم وذلك بنسبة ‪ %50‬بينما أجمع أغلبيتهم أيضا على اعتماد والديهم أسلوب الالمباالة‬ ‫واإلهمال بنسبة ‪ %77,77‬تجاههم بينما نفى نصفهم بنسبة ‪ %50‬انتهاج األسلوب القاسي‬ ‫والديمقراطي معهم‪.‬ويرجع اعتماد هذه األساليب التربوية من طرف أسر األطفال المتسولين‬ ‫بنسب متفاوتة إلى عدة عوامل من بينها أن المساندة والضغوط يؤثران في الصحة النفسية‬ ‫والبدنية ألفراد األسرة وفي أساليبهم المتبعة في تنشئة الطفل حيث من خالل مقابالت أجرتها‬ ‫الباحثة "كوليتا"(‪)19‬مع ثالثة مجموعات من األمهات وأطفالهن في سن ما قبل الدراسة ومن‬ ‫الطبقة الدنيا والمتوسطة أظهرت أن المساندة الكلية من األصدقاء والجيران واألقارب والزوج‬

‫ارتبطت ايجابيا بالتقييد الوالدي والعقاب البدني‪.‬كما أن البيئة التي تربى فيها الوالدان الزوجان‬ ‫تحدد اتجاه األب واألم نحو الطفل كما تحدد أسلوب معاملتهما وتنشئتهما ألطفالهم‪.‬كذلك‬

‫يتحدد أسلوب تنشئتهم نتيجة مدى رغبتهم في طفل من جنس معين كما لن يكون الطفل في‬ ‫الزواج التعيس منحة بل نقمة على والديه فإذا كان أحدهما أو كالهما يكره اآلخر فلن يسهل‬

‫لهما مجيء الطفل المشكلة وقد ينعكس ذلك على تصرفاتهما نحوه وفي معاملتهما له‪ .‬كما‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪147‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫يعد الطالق عامال مؤث ار في نوعية األسلوب التربوي المعتمد مع الطفل حيث وجدت دراسة‬ ‫"سانترول وترايسي ‪ Santrol et Tracy‬أن األطفال من بيوت وقع فيها الطالق بين‬ ‫الوالدين تم معاملتهم بطريقة مختلفة تماما عن األطفال الذين ينتمون لبيوت يعيش فيها‬

‫الوالدان حياة زوجية عادية‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)6‬رأي الطفل المتسول حول إذا ما كان األسلوب التربوي المعتمد من طرف‬ ‫أسرته سببا مباش ار في تسوله‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‬

‫أجابت أغلبية عينة الدراسة بنسبة ‪ %71,42‬بأن هناك تأثير كبير النوع األسلوب التربوي‬ ‫المنتهج معهم وتسولهم مقابل نسبة‪%28,57‬ضعيفة نفت ذلك وربما يعود ذلك إلى أن أغلبية‬

‫أسر هذه العينة مفككة‪.‬ذلك أن التفكك األسري نتيجة الطالق أو غياب أحد الوالدين أو بطالة‬ ‫العائل أو وفاة أحد الوالدين أو كالهما أو إدمان رب األسرة للمخدرات يسهم في دفع االبن‬

‫إلى الشارع أين يتعلم فنون التسول‪.‬كما أن وجود الطفل في بيئة تكثر فيها أعمال العنف‬ ‫وتتصارع فيها القيم االجتماعية ويغيب عنها العطف والتجانس والتربية والتنشئة االجتماعية‬ ‫السليمة يسهل على الطفل احتراف سلوكات غير سوية‪.‬كما أن تعرضه لالستغالل بجميع‬ ‫أشكاله وسوء مع املته مثل الطرد من المنزل والتعذيب والضرب والحرمان من األكل والحبس‬

‫وحرق األطراف وتشغيله في أعمال ال تناسب عمره‪ ،‬تجعله عرضة ألن يستسيغ كل‬ ‫السلوكات غير السوية للهروب من هذه الظروف القاسية كالتسول‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪148‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪/4‬خلفية االستقالة الوالدية و عالقتها بخروج الطفل للتسول‪:‬و هو ما تجيب عنه الجداول‬ ‫التالية‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬يوضح من الذي يدفع الطفل نحو التسول‪.‬‬ ‫‪%‬‬

‫الفئة‬

‫ت‬

‫نعم‬

‫‪ %85.71 06‬من هو‬ ‫ف‬

‫ت‬

‫األب‬

‫‪50% 03‬‬

‫األم‬

‫‪%83.33 05‬‬

‫اإلخوة‬

‫‪00 00‬‬

‫أخوى‬

‫‪%33.33 02‬‬

‫مج‬

‫‪%166.66 10‬‬

‫تذكر‬ ‫ال‬

‫‪%14.28 01‬‬

‫مج‬

‫‪100% 07‬‬

‫‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‬

‫أكدت أغلبية العينة بنسبة ‪ %85.71‬أنها مدفوعة من قبل أفرد أسرتها للعمل أو‬

‫بملء إرادتها أو بسبب الفقر‪ ،‬للتسول‪.‬و أن المسؤول األول عن ذلك هي األم ثم األب‪.‬وربما‬ ‫يمكن تفسير ذلك بالوضعية االجتماعية و االقتصادية الصعبة التي تعيشها أسر هذه الفئة و‬ ‫كذا لالتجاهات التي يحملها الوالدان نحو أساليب التربية التي تبنوها مع هذه الفئة منذ‬

‫الصغر‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪149‬‬


‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫جدول رقم (‪ :)8‬يوضح إن كان الوالدان على علم بتسول طفلهم‪.‬‬ ‫الفئة ت‬

‫‪%‬‬

‫نعم‬

‫‪%100 07‬‬

‫ال‬

‫‪00 00‬‬

‫مج‬

‫‪% 100 07‬‬

‫موقفهما‬ ‫ت‬

‫الفئة‬

‫‪%‬‬

‫أمي تدفعني للتسول ‪%42,85 03‬‬ ‫لتلبية حاجاتنا األساسية‬ ‫والداي‬

‫يدفعانني‬

‫اللذان ‪%42,85 03‬‬

‫هما‬

‫أبي ال يهتم فقد غادرنا ‪%14,28 01‬‬

‫ولم يعد يتولى أمورنا‬ ‫والداي‬

‫متسوالن ‪%14,28 01‬‬

‫باألساس‬ ‫المجموع‬

‫‪%114,26 08‬‬

‫المصدر‪ :‬ميدان هذه الدراسة‬

‫أكدت عينة الدراسة بنسبة ‪ %100‬علم الوالدين بتسول أطفالهم وذلك ألسباب عديدة‬ ‫شرحتها العينة في الجدول أعاله وربما يفسر ذلك التقبل التام للوالدين تسول أطفالهم على‬ ‫اعتبار أنها المهنة الوحيدة والسهلة التي يمكن لألبناء من خاللها مساعدتهم في تحمل أعباء‬ ‫المنزل واحتياجاتهم المادية‪ .‬ذلك أن أغلبية أسر عينة الدراسة أتوا من أسر ذات مدخول‬ ‫اقتصادي متدني إما بسبب وفاة العائل أو تبطله أو بسبب طالق الوالدين أو هجر العائل‬

‫ألسرته أو موته ما يدفع بالطفل إلى امتهان أية مهنة تذر عليه مدخوال يسد به أبسط‬ ‫احتياجاته واحتياجات األسرة في أحيان أخرى‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪150‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫جدول رقم (‪ :)9‬يوضح مدى استمرار الطفل المتسول في المواظبة على المدرسة‪.‬‬ ‫الفئة ت‬

‫‪%‬‬ ‫‪ %42,85‬لماذا‬

‫نعم‬

‫‪03‬‬

‫ال‬

‫‪04‬‬

‫‪%57,14‬‬

‫مج‬

‫‪07‬‬

‫‪%100‬‬

‫الفئة‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫ألني لدي مستوى مقبول أستطيع أن أق أر ‪%33,33 01‬‬

‫وأواصل دراستي‬ ‫ألني أريد أن أصبح‬

‫المستقبل‬

‫شخصا في ‪33,33% 01‬‬

‫ألني لي طموحا أريد تحقيقه‬

‫‪%33,33 01‬‬

‫المجموع‬

‫‪%100 03‬‬

‫المصدر‪:‬ميدان هذه الدراسة‬

‫أغلبية أفراد العينة كما توضحه أرقام الجدول أعاله أكدت عدم مواصلتها للمواظبة‬

‫على المدرسة بنسبة ‪ %57,14‬بينما أكدت ‪ %42,85‬منهم تمكنهم من االستمرار في‬

‫المواظبة على المدرسة بالرغم من تسولهم وأرجعوا ذلك إلى أن لديهم مستوى مقبول يحفزهم‬ ‫على مواصلة الدراسة وحلم بعضهم اآلخر بأن يصبحوا أشخاصا مهمين في المستقبل‪.‬وربما‬ ‫يعود السبب الرئيسي في تشكل هذه االتجاهات السلبية نحو التعليم لدى غالبية عينة الدراسة‬

‫إلى التربية الوالدية والقيم التي نشأ عليها هؤالء األطفال فكلما كانت اتجاهات الوالدين نحو‬ ‫التعليم والمدرسة سلبية كلما انعكس ذلك سلبا على تحصيل الطفل وشجعه على ترك‬

‫المدرسة كما يساهم المستوى التعليمي والثقافي للوالدين في تشكيل مثل هذه االتجاهات من‬ ‫عدمها‪.‬‬ ‫الخالصة‪ :‬تعد األسرة الوسط الذي ينشأ فيه الطفل ويكتسب قيمه واتجاهاته منها فإذا كانت‬ ‫األسرة سوية ومستقرة تكون النتيجة النهائية في الغالب أطفال أسوياء‪ ،‬أما إذا كانت األسرة‬ ‫تعاني من متاعب ومصاعب فإنها ال تستطيع أن توفر للطفل الرعاية الالزمة وهنا يسلك هذا‬

‫األخير أنماطا سلوكية منحرفة‪.‬فإذا نشأ في بيئة محرضة على االنحراف أو أسرة لديها من‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪151‬‬


‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬

‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬

‫عوامل الفقر والحرمان ما يضعف من إمكاناتها في إحكام عملية الضبط والسيطرة على‬

‫أطفالها؛فان هؤالء سيتجهون حتما إلى االنحراف‪.‬كما أن فشلها في توفير بيئة سليمة لتربية‬ ‫أطفالها وعجز المدرسة عن القيام بأداء دورها المطلوب‪،‬عالوة على غياب دور المجتمع في‬

‫حماية األسرة واألبناء يمكن الشارع من أن يصبح المالذ الوحيد لهم‪ ،‬فتتلقفهم أيادي أخرى‬ ‫تتعهدهم وتستغل طاقاتهم وتدفعهم إلى االنحراف‪.‬من هذا المنطلق نميز الخصائص العامة‬ ‫التي تميز األطفال المتسولين من خالل نتائج هذه الدراسة بأنهم يركزون على قيمة الحرية‬

‫والتحرر من وجهة نظرهم‪،‬و رفضهم األطفال االمتثال لسلطة الكبار‪.‬إضافة إلى أن عدم‬ ‫التجانس في األسرة والفقر تشجع الطفل على اتخاذ الشارع والتسول كحلول للهروب من هذه‬ ‫المشاكل‪ ،‬ليصبح الطفل المتسول يتمسك األطفال بأخالقيات وقيم مبتذلة؛ مع وجود مخاوف‬ ‫لديه وشعور بعدم الثقة في اآلخرين‪.‬أما عن المخاطر التي يتعرض لها األطفال المتسولون‬ ‫فيمكن إجمالها فيما يلي‪-)20(:‬التسرب المدرسي وعدم التحاق أغلبيتهم بالتعليم؛ وراثة الفقر‬ ‫والمكانة المهنية المنخفضة ؛ اإلصابة باألمراض العضوية والنفسية ؛االستغالل الجنسي‬ ‫الذي يمكن أن يتعرضوا له وهم في الشارع؛ التعرض لمخاطر االستغالل من طرف‬

‫عصابات األشرار؛ نقمة الطفل المتسول على المجتمع وتنمية روح التمرد والعدوان لديه‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪-1‬علي‬

‫بن‬

‫هادية‬

‫وآخرون‪:‬‬

‫القاموس‬

‫الجديد‬

‫للطالب‪[،‬‬

‫د‪.‬ط]‪،‬‬

‫المؤسسة‬

‫الوطنية‬

‫للكتاب‪،‬‬

‫الجزائر‪،1991،‬ص‪.11‬‬ ‫‪ -2‬محي الدين مختار‪ ":‬التنشئة االجتماعية‪ :‬المفهوم واألهداف"‪ ،‬مقال نشر بمجلة العلوم اإلنسانية‪ .‬العدد‬

‫‪ ،9‬قسنطينة‪.1998،‬ص‪.25‬‬ ‫‪-3‬نفس المرجع‪ .‬ص‪.26‬‬

‫‪-4‬مواهب إبراهيم عياد‪ :‬نمو وتنشئة الطفل من الميالد حتى السادسة‪ .‬دار المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪،‬‬ ‫‪ .1992‬ص‪.95‬‬

‫‪-5‬نفس المرجع‪ .‬ص‪.100‬‬ ‫‪ -6‬محمد عاطف غيث‪ :‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ .‬القاهرة‪.1979 .‬ص‪.176‬‬ ‫‪-7‬مواهب إبراهيم عياد‪:‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪30‬‬ ‫‪ -8‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪45‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪152‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪-9‬أحمد محمد موسى‪ :‬اإلدماج االجتماعي لألطفال بال مأوى‪ ،‬المعهد العالي للخدمة االجتماعية‪،‬المنصورة‪.‬‬

‫مصر‪ .2005 .‬ص ص‪.19-13‬‬

‫‪-10‬عصمت عدلي‪ :‬علم االجتماع األمني والمجتمع‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ .‬اإلسكندرية‪ .2001 .‬ص‪.190‬‬

‫‪ -11‬أحميدشة نبيل‪" :‬األسرة ودورها وأساليب تنشئتها للطفل"‪ ،‬مقال نشر بمجلة العلوم اإلنسانية‬

‫واالجتماعية‪،‬سكيكدة‪ .‬العدد ‪ .2001 .13‬ص‪.25‬‬

‫‪-12‬محمد شفيق‪ :‬الجريمة والمجتمع‪ .‬المكتب الجامعي الحديث‪ .‬مصر‪.1987.‬ص‪.110‬‬ ‫‪ -13‬عسوس أنيسة‪":‬واقع أطفال الشوارع" ‪،‬مقال نشر بمجلة إضافات‪،‬الجمعية العربية لعلم االجتماع ومركز‬ ‫دراسات الوحدة العربية‪،‬عدد ‪ ،2009 ،7‬ص ص‪.118-117‬‬

‫‪-14‬نفس المرجع‪،‬ص‪.100‬‬

‫‪-15‬معن خليل العمر‪ :‬الضبط االجتماعي‪ .‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ .‬ط‪ .1‬عمان‪ .‬األردن‪.2005 .‬‬

‫ص‪.21‬‬

‫‪-16‬عسوس أنيسة‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.115-112‬‬ ‫‪*FOREM: (Fondation nationale pour la promotion de la santé et le‬‬ ‫‪développement de la recherche).‬‬ ‫‪ -17‬أحمد السيد محمد إسماعيل‪ :‬مشكالت الطفل السلوكية‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.128‬‬

‫‪-18‬مكي دردوس‪ :‬الموجز في علم اإلجرام‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪.2009 .‬ص ص‪-199‬‬ ‫‪.201‬‬

‫‪-19‬أحمد موسى‪ :‬اإلدماج االجتماعي لألطفال بال مأوىمرجع سبق ذكره‪ ،‬صص‪.131-130‬‬

‫‪-20‬أماني عبد الفتاح‪ :‬عمالة األطفال‪ .‬ط‪ .1‬عالم الكتب‪ .‬القاهرة‪ ،2001 .‬ص ‪.119‬‬ ‫ملحق رقم‪:-1-‬يوضح دليل المقابلة المعمقة‪:‬‬ ‫المحور األول‪:‬بيانات شخصية‬ ‫‪-1‬الجنس‪ :‬ذكر‬

‫‪/‬أنثى ‪-2.‬السن‪...........................:‬‬

‫‪-3‬المستوى التعليمي‪...................................................:‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬مدى تأثير التفكك األسري على تسول األطفال في المجتمع الجزائري‪:‬‬ ‫‪-4‬هل والداك ؟‪:‬‬

‫على قيد الحياة ومطلقان‬

‫نعم‬

‫على قيد الحياة ومنفصالن‬

‫نعم‬

‫متوفيان‬

‫ال‬ ‫ال‬

‫نعم‬

‫على قيد الحياة ومع بعضهما‬

‫ال‬ ‫ال‬

‫نعم‬

‫‪-5‬إن كان الوالدان مطلقان من يتكفل باالحتياجات المادية والمعنوية الخاصة بك؟‬ ‫األم‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫األب‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪153‬‬


‫د‪.‬زيتوني عائشة بية‪،‬‬ ‫الجد‬

‫أثر التربية األسرية على تسول الطف ل في المجتمع الجزائري‪...‬‬ ‫ال‬

‫نعم‬

‫الجدة‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫الخال‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫العم‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫العمة‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫أخرى‬

‫تذكر ‪......................................................................................................‬‬ ‫‪-6‬في حالة ما إذا كان والداك مطلقان و قد أعادا الزواج كيف أثر ذلك عليك؟ اشرح من‬ ‫فضلك‪............................................................................‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬مدى تسهم نوعية األساليب التربوية المنتهجة من طرف األسرة الجزائرية في بروز ظاهرة‬ ‫التسول لدى األطفال‪:‬‬

‫‪-7‬ماهو األسلوب التربوي المعتمد من طرف أسرتك معك ؟‬ ‫أسلوب الحوار والمناقشة‬

‫نعم‬

‫أسلوب الالمباالة واإلهمال‬ ‫أسلوب قاسي لكن ديمقراطي‬

‫أخرى‬

‫ال‬ ‫ال‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫نعم‬

‫تذكر ‪......................................................................................................‬‬ ‫‪ -8‬هل كان األسلوب التربوي المعتمد من طرف أسرتك سببا مباش ار في تسولك؟ نعم‬

‫ال‬

‫‪+‬في حالة نعم‪ :‬اشرح‬

‫كيف؟‪.................................................................................................... :‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬االستقالة الوالدية و خروج األطفال للتسول‪:‬‬ ‫‪ -9‬من الذي دفعك لممارسة هذا السلوك؟‬

‫األب‬ ‫األم‬

‫ال‬

‫نعم‬ ‫نعم‬

‫ال‬

‫اإلخوة نعم‬

‫ال‬

‫أخوى‬

‫تذكر ‪......................................................................................................‬‬ ‫‪ -10‬هل والداك على علم بتسوك ؟نعم‬

‫‪+‬في حالة نعم‬

‫ال‬

‫لماذا‪..................................................................................................... :‬‬ ‫‪ -11‬هل تواظب على المدرسة بالرغم من تسولك؟نعم‬

‫ال‬

‫‪+‬في حالة نعم‪ :‬لماذا؟‪......................................................................................‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪154‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف – الجزائر‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية‬ ‫د‪ .‬فتيحة طويل‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ -‬الجزائر‬

‫تحاول هذه الدراسة‪ ،‬البحث في مشكلة األحياء القصديرية كحصيلة لفشل التخطيط الحضري‬

‫لمدينة بسكرة‪ ،‬ومختلف اإلجراءات والق اررات لإلدارة الحضرية التي جاءت على حساب احتياجات‬ ‫األفراد من النواحي السكانية ‪ ،‬وأهملت التوازن وتكافؤ الفرص بين مراكز المدينة وضواحيها‬

‫وأطرافها‪ ،‬األمر الذي ساهم في ظهور مشكلة األحياء القصديرية‪ ،‬التي شوهت مجال مدينة بسكرة‬

‫وأفقدتها هويتها‪ ،‬فجاء نمط عمرانها هجين ال يعبر عن خصوصيتها ‪ ...‬حيث ستقوم الدراسة‬

‫الميدانية بالوقوف على الحقائق الواقعية والمعانات اليومية‪ ،‬للعديد من ساكني األحياء المتخلفة وإلقاء‬

‫الضوء على مكونات بناء هذه األحياء‪ ،‬وحقيقة غناهم من فقرهم‪ ..‬دون عزل هذه الحقائق عن مراحل‬ ‫التنمية الحضرية لمدينة بسكرة التي شكلت هذه العشوائيات وأصبحت كوصمة عار في حقها‪،‬‬

‫مستعينين في هذه الدراسة الميدانية بالمدخل السياسي (أو القوة)‪ .‬لعلنا نقف على مختلف القوانين‬

‫التي تحكم هذه الظاهرة ونعالجها في ضوء إستراتيجية التنمية المستدامة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬مدينة بسكرة‪ ،‬تخطيط حضري‪ ،‬أحياء قصدرية‪ ،‬التنمية الحضرية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬ ‫‪This study tries to discuss the problem of slums as a consequensce of‬‬ ‫‪the failure of the urban planning of Biskra city and the different procedures‬‬ ‫‪and decisions of the urban administration which comes as an advance against‬‬ ‫‪the individuals' needs from population sides and neglectes the balance and‬‬ ‫‪equal oppotunities between the city center and its outskirts . This produces‬‬ ‫‪the problem of slums which deformes the beauty of Biskra city and deprives‬‬ ‫‪its identity.... This field survey will stand up on the real facts and daily‬‬ ‫‪suffering of many slums' inhabitans and focus on the stucture components of‬‬ ‫‪these slums and the fact of its wealth or poverty without isoliting these facts‬‬ ‫‪from urban developement stages of Biskra city which forms these squaters‬‬ ‫‪which becomes stigma .To do this survey we appealed for politcal entry ( or‬‬ ‫‪force) in order to stand up on the different rules which control this‬‬ ‫‪phenomena and treat it in the light of sustainable developement...‬‬ ‫‪Keywords: Biskra City, Urban Planning, Kadaria Neighborhoods, Urban‬‬ ‫‪Development.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪155‬‬


‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يقووول" هن ووري ل وووفيفر ‪ ":‬أن المدينووة ليس ووت مب وواني بوول ه ووي مجتمو و مسووقط عل ووى بقع ووة‬

‫أرضووية"‪ .‬فهوول أدرم المخططووون فووي ب دنووا هووذه الحقيقووةم و بووزن نمووو الموودن و ازدهارهووا نوواب‬

‫موون قوووة نظامهووا ف ووي التخطوويط و التسوويير‪ ،‬إل ه ووي ترجمووة واضووحة للسياسووة الحضوورية الت ووي‬

‫تنهض من واق المجتم لتحقيق لاته و تحل مشاكله‪.‬‬

‫إن المتتبو إلسووتراتجيات التخطوويط الحضووري فووي الج ازئوور يجوودها تنب ووق موون السياسووة‬

‫العامة و التجارب التنموية التي قامت على اسوتراتيجية الصوناعات و علوى حسواب القطاعوات‬

‫األخ وورس كسياس ووة العمو وران و اإلس ووكان‪ ،‬إل تجس وودت ه ووذه االس ووتراتيجية ف ووي أه ووداف التخط وويط‬ ‫كركي وزة تنظيميووة لسووير عمليووة التنميووة فووي الووب د‪ ،‬التووي افتقوودت عنوود التطبيووق طوواب الشوومولية‪،‬‬

‫بانحصارها في المناطق الساحلية و إقصائها لمناطق الجنوب‪.‬‬

‫و مدينووة بسووكرة إحوودس الموودن الجنو يووة التووي لووم تنجووو موون التهموويي العم ارنووي و المعموواري‬

‫بفعوول التوودخ ت غيوور الواعيووة م ون قبوول مسووتعملي المجووال الحضووري‪ ،‬الووذي أصووب عبووارة عوون‬ ‫قطاعووات وظيفيووة فووي شووكل شووظايا منتشورة هنووا و هنووام‪ ،‬و تضووارب فووي اسووتخدام األر‬

‫تداخلها غير المنسجم م الطواب ألواحواتي للمنطقوة و عودم القودرة علوى السويطرة علوى التوسو‬

‫و‬

‫العمراني بعد النزوح الريفي‪ ،‬و عجوز أجهوزة المدينوة عون تلبيوة احتياجواتهم مو قلوة اإلمكانيوات‬

‫و غياب التنسيق و عجز أجهزة المراقبة على مستوس الهيئات المسؤولية‪.‬‬

‫الشيء الذي ساهم في ظهوور مشوكلة األحيواء القصوديرية و انتشوارها علوى ضوواحي‬

‫المدينة ووسطها‪ ،‬و ما تعانيه من تشوه سكناتها و غياب تجهيزها بالمرافق الضرورية و تلووث‬

‫محيطها‪ ..‬مشكلة وصفت على أنها وصمة عار في حوق موا طبوق مون سياسوة حضورية بعيودة‬ ‫عوون واق و المدينووة‪ ،‬و فووي النهايووة توودهور اإلطووار ألمعاشووي و تشوووه ألمجووال الحضووري وغيوواب‬

‫الطوواب المعموواري المميووز للمدينووة‪ ،‬ناهيووع علووى مضوواعفات هووذه المشووكلة و ي ارهووا التووي تهوودد‬ ‫استقرار المجتم كالعنف‪ ،‬الفقر‪ ،‬البطالة‪..‬‬

‫و في هذه الدراسة سنحاول تتب التخطيط الحضري الذي تبنته الدولة لتنمية مجال‬

‫مدينة بسكرة من خ ل الدراسة الميدانية لمعرفة مساهمة هذه اإلجراءات و الق اررات‬ ‫الحضرية‪ ،‬على ظهور مشكلة العشوائيات التي شوهت مجال المدينة و أفقدتها هويتها‬

‫وخصوصيتها بطرح سؤال إشكالية المداخلة ‪ :‬كيف ساهم التخطيط الحضري على ظهور‬

‫مشكلة األحياء القصديرية في مدينة بسكرة م‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪156‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل سوف نعتمد على المنهج الوصفي إلى جانب أداة المقابلة التي‬

‫ستوزع على ساكني األحياء القصديرية في المنطقة الغر ية والتي تحتوس علي ‪ 109‬بيت‬

‫قصديري أخذنا منهم بطريقة عشوائية بسيطة عينة لحوالي ‪ 20‬مبحوث‪ ،‬كما سنستعين‬ ‫بالم حظة المباشرة البسيطة للتركيب الداخلي للمدينة من أنماط المباني ونظام الشوارع‬ ‫واألحياء‪ ..‬بهدف إلقاء الضوء على التخطيط الحضري الذي طبق في مدينة بسكرة‪ ،‬ولفهم‬

‫أعمق و إدرام واعي لإلجراءات المتخذة لتنمية مجاالتها الحضرية‪ ،‬ولتفسير ظاهرة األحياء‬

‫القصديرية الناتجة عن هذا التخطيط الحضري‪.‬‬

‫ولتحليل أك ر دقة للع قة بين التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية‪ ،‬استعنا‬

‫بالمدخل السياسي ( القوة ) الذي يركز على العامل السياسي في التحضر فيما يتعلق بدور‬ ‫الدولة‪ ،‬في إنشاء المدن و تخطيطها و تنظيمها و التعمد في تشكيل مراكز إدارية في إطار‬ ‫سياستها اإلدارية‪ ،‬و التي يترتب عليها ظهور مراكز حضرية‪ ،‬باعتبار المدينة هي مركز‬ ‫السلطة و الحكم‪ ،‬و من م اإلدارة و ما يرتبط بها من مصال للسكان التي يتبعها تركيز في‬ ‫النشاطات‪ ،‬و هكذا يصب‬

‫التحضر حتمية سياسية في ضوء متغير القوة والق اررات التي‬

‫ترتكز إلى القانون الذي يعمل على تزسيس التكوين الحضري للمدينة وتشكيل وتفسير البناء‬ ‫االجتماعي و اإليكولوجي لها‪ .‬بحيث يمكن ألي جماعة تملع القوة إحداث تغيرات جوهرية‬ ‫عن هذا البناء‪ ،‬و بإمكان الحكومات أن تعيد تشكيله حسب أهدافها الوطنية أو العنصرية من‬ ‫خ ل الق اررات التي تصدرها و التي تؤ ر على إيكولوجية المدينة و بنائها االجتماعي في‬

‫تحديد استغ ل األراضي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التخطيط الحضري في الجزائر‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوووا التخطوويط الحضووري‪ :‬التخطوويط الحضووري هووو مجموعووة المسوواعي التووي‬

‫تضعها الجماعات العامة في برنامج عملها لممارسوة المراقبوة علوى شوكل الفضواءات‪ ،‬و علوى‬ ‫استعماالتها و أك ر من للع على مستقبل المدن(‪ .)1‬و من جانب يخر يعبر عن الميكانزمات‬ ‫و العمليووات االجتماعيووة‪ ،‬التووي عوون طريقهووا تسوواهم مختلووف الهيئووات و الحكومووات فووي تغييوور‬

‫المدينوة‪ ،‬و تحديود تطورهوا‪ ،‬و مراقبتهوا بطريقوة واعيوة‪ ،‬حيوث يودل علوى مجموعوة الوسوائل التووي‬

‫تسم بالسيطرة على الظواهر الجزائية و إدماجهوا فوي النسوق الحضوري‪ ،‬مون أجول الوتحكم فوي‬ ‫مستقبل المدن(‪.)2‬‬ ‫و موون خ و ل هووذه التعريفووات المقدمووة نقووول أن التخطوويط الحضووري‪ :‬هووو علووم واس و ‪،‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪157‬‬


‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫ووسيلة لتقييم الرأسمال البشوري‪ ،‬ألنوه يجمو بوين متغيورات طبيعيوة و اجتماعيوة و اقتصوادية و‬ ‫هندسووية‪ ،‬موون أجوول توجيووه نمووو المدينووة و معالجووة مشوواكلها‪ ،‬بمووا يخوودم سووكانها‪ ،‬و يوووفر لهووم‬

‫متطلبووات الحيوواة الحض ورية‪ ،‬موون خ و ل اسووتراتيجية تتبعهووا الجهووات المسووؤولة التخووال ق و اررات‬ ‫لتنمية و توجيه و ضبط نمو و توسي العمران في المدينة‪ ،‬بحيوث تتواح لشنشوطة و الخودمات‬ ‫الحضورية أفضول توزيو جغ ارفوي و للسوكان أكبور فائودة‪ ،‬و للوتحكم فوي مسوتقبل المودن فوي ظول‬ ‫فلسووفة المجتم و السياسووية و االجتماعيووة و التووي تتفووق م و بنائووه التوواريخي و ال قووافي لتحقيووق‬

‫األهداف المقررة بزقل تكلفة ممكنة عمليا‪.‬‬

‫‪-2‬خصائص التخطيط الحضري‪:‬‬

‫م ارعوواة الجوانووب االجتماعيووة و ال قافيووة و النفسووية كمكونووات أساسووية فووي المخططووات التووي‬‫توض للبيئة الحضرية‪ ،‬أي الر ط بين الجوانب العمرانية و السلوكية‪.‬‬

‫ارتبوواط التخطوويط الحضووري كغيوره موون أن وواع التخطوويط األخوورس‪ ،‬بق و اررات سياسووية و إداريووة و‬‫مالية‪ ،‬و التي على ضوئها تحدد الص حيات و الدور الذي تمارسه أجهزة التخطيط‪.‬‬

‫‪ -‬تحقي ووق العدال ووة ف ووي التوزيو و ‪ ،‬و التو ووازن اإلقليم ووي و التكام وول ب ووين احتياج ووات و ممتلك ووات‬

‫المجتم و عل ووى المس ووتوس المحلووي و الق ووومي‪ ،‬م وون حيووث ت وووفير الخ وودمات و االس ووت مارات دون‬ ‫حصرها في مكان واحد(‪.)3‬‬ ‫يتسووم التخطوويط بالشوومولية و التنسوويق و المتابعووة فووي التنفيووذ وفووق عمليووات مرتبطووة و علووى‬‫مستويات عدة الدولة‪ ،‬اإلقليم‪ ،‬المدينة‪ ،‬م التنبؤ بردود األفعال‪ ،‬و أخذها بعين االعتبار‪.‬‬

‫يقوم التخطيط الحضري علوى أسوات تعبئوة جميو المووارد الطبيعيوة و البشورية‪ ..‬و اسوتغ لها‬‫أفضل استغ ل إلحداث أقصى نمو ممكن في أقصى وقت مستطاع(‪.)4‬‬ ‫‪-3‬استراتيجية التخطيط الحضري‪:‬‬

‫‪-‬تحديد األهداف المرسومة لها‪ ،‬تحديدا واضحا مون خو ل معايشوة الواقو و جمو معلوماتوه‪،‬‬

‫و معرفة المتطلبات األساسية لتخطيط المدن‪ ،‬من أجول رسوم سياسوة شواملة للتقودم المسوتقبلي‪،‬‬ ‫م توفر القدرة و حس التصرف على مواجهة أي فشل أو صعو ة بوض جميو االحتياطوات‬ ‫لها و تقديم األولويات التي تساعد على نمو المجتم في ضوء اإلمكانيات المتاحة له‪ ،‬و من‬

‫خ ل المراحل التي يمر بها‪.‬‬

‫‪ -‬ووم العموول علووى تنفيووذ الخطووة رسووميا و تعميمهووا موون قبوول المسووؤولين‪ ،‬س وواء علووى مسووتوس‬

‫الو ازرة ‪،‬أو من خ ل الخطة الشاملة القومية التي يقررها وفق إيديولوجيتها لتحديود األنشوطة و‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪158‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫المشو ووروعات باعتبارهو ووا الوحو وودة المسو ووؤولة عو وون التخطو وويط‪ .‬بالتنسو وويق م و و األجه و وزة المركزيو ووة‬ ‫المختصووة بووالتخطيط‪ ،‬داخوول الدولووة لوضو الخطووط التفصوويلية‪ ،‬مو مشوواركة أجهوزة التنفيووذ فووي‬

‫وض التصورات المختلفة على المستوس اإلقليمي المحلي‪ ،‬لكل منطقة وفق خصوصيتها‬ ‫‪ -‬م تزتي المتابعة الفعلية و المراقبة الجادة لعمليات التنفيوذ علوى أر‬

‫الواقو لهوذه المشواري‬

‫المخططووة‪ ،‬موون أجوول الوقوووف عل ووى العقبووات بغيووة مواجهته ووا‪ ،‬و معرفووة موودس التقوودم النوواج‬

‫لتنميتووه و الخطووز لتصووحيحه‪ ..‬موون خو ل توووفر جهوواز للمراقبووة و التنفيووذ‪ ،‬خو ل جميو م ارحوول‬ ‫اإلعووداد و التصووميم و تحووت أعووين السوولطات الحكووم المحلووي‪ ،‬ضوومانا للسووير الحسوون و تحقيووق‬ ‫أهداف التخطيط‬

‫(‪)5‬‬

‫‪.‬‬

‫‪- 4‬المراحل اإلنمائية للتخطيط الحضري في الجزائووور‪:‬‬

‫‪-‬المرحلووة األول ووى‪ :1978/1962 :‬سياس ووة توووازن جه وووي أك وور منهووا سياس ووة تهيئ ووة عمراني ووة‬

‫اتسمت بواقعية نسبية تهيمن عليها العدالة االجتماعية التي تدعي التساوي‪.‬‬ ‫‪-‬المرحلة ال انية ‪ 1978‬م‪ 1986-‬م‪ :‬سياسة تهيئة عمرانية مزودة بص حيات‪،‬‬

‫و لكوون بوودون سوولطة و بوودون وسووائل إل التزمووت بصووفة رسوومية بسياسووة تهيئووة عمرانيووة بوودون‬ ‫توفير الشروط ال زمة لتنفيذها‪.‬‬ ‫المرحلووة ال ال ووة ‪ 1994:-1986‬انحط وواط السياس ووة الترابيووة تتضوومن محووور االس ووتراتيجيات‬‫االجتماعيو و ووة و االقتصو و ووادية التو و ووي وضو و ووعتها الدولو و ووة و التخلو و ووي عو و وون األعمو و ووال و األنشو و ووطة‬ ‫اإلقليمية(‪.)6‬‬ ‫مرحلة السياسة الجديدة الخاصة بالتهيئة العمرانية‪-‬استعادة الووعي مون جديود‪ :‬و تحديودا بعود‬‫‪ 1989‬م مباشرة عرفت الجزائر عدة تحوالت في نظام الحكوم و فوي ظول هوذا التوجوه الجديود‪،‬‬ ‫كووان ال بوود موون إعووادة النظوور فووي سياسووة تخطوويط العم ارنووي‪ ،‬و سياسووة التنميووة الحض ورية ت ووم‬

‫إصوودار ق ووانون التوجي ووه العقوواري ‪ 29/90‬الم ووؤري ف ووي ‪ 18‬أكت ووو ر ‪ 1990‬م و ق ووانون أمو و م‬

‫الدولووة و القواع وود الخاصووة لتكوينه ووا و تس ووييرها و مراقبووة اس ووتعمالها فووي ق ووانون ‪ 30/90‬ع ووام‬

‫‪ 1990‬م‪ .‬كمووا نوون قووانون ‪ 25-90‬المووؤري فووي ‪ 18‬نوووفمبر ‪ 1990‬م‪ ،‬علووى إنشوواء الموودن‬ ‫الجديدة كعملية تعمير ممتازة ضمن إطار الجهوية حيث تجسد إرادة التهيئة العمرانية‬

‫لكن كل تلع القوانين و التشريعات لم تحقق سياسة تعميريوة راقيوة نتيجوة لتوردي األوضواع‬ ‫االقتص ووادية و السياس ووية و األمني ووة الت ووي عاش ووتها الج ازئ وور بع وود س وونة ‪ 1990‬م األم وور ال ووذي‬ ‫استدعى تنظيم استشارة وطنية عام ‪ 1995‬م حول مشوروع جديود يتنواول إسوتراتيجية التخطويط‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪159‬‬


‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫العم ارن ووي‪ ،‬و سياس ووة التنمي ووة الحضو ورية‪ ،‬تش ووارم فيه ووا الجامع ووات و الجماع ووات المحلي ووة‪ ،‬و‬ ‫المجتمعو وات المدني ووة و الخبو وراء…و ه ووذا إل و وراء و يق ووة ص ووادرة ع وون و ازرة التخط وويط العم ارن ووي‬ ‫عنوانها "الجزائر غدا"(‪.)7‬‬ ‫‪-5‬األدوات المؤسساتية للتخطيط الحضري ‪:‬‬

‫أ‪-‬المخطط الوطني للتهيئة العمرانية‪ .‬ب‪-‬المخطط الجهوي للتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫ج‪-‬مخطط التهيئة الوالئية ‪.‬د‪-‬مخطط التهيئة البلدية‪.‬‬

‫‪-6‬األدوات العمرانية في للتخطيط الحضري ‪:‬‬

‫أ‪-‬مخطط العمران الموجه ‪ .‬ب‪-‬مخطط العمران المؤقت‪ .‬ج‪-‬مخطط التحديث العمراني‪.‬‬ ‫د‪-‬المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ .‬هو‪-‬مخطط شكل األراضي‪ .‬و‪-‬المناطق الصناعية‪.‬‬

‫ز‪-‬المناطق السكنية الحضرية الجديدة‪ .‬ح‪-‬التجزئية‪.‬‬

‫ط‪-‬المدن الجديدة ‪.‬‬

‫ي‪-‬رخن التدخل المباشر في تغيير النسيج العمراني و تعتمدعلى‪:‬‬ ‫‪-‬رخصة البناء‪-.‬رخصة التجزئة‪-.‬رخصة الهدم‪.‬‬

‫(‪)8‬‬

‫و موون خو و ل مووا س ووبق يمكوون أن نس ووجل ه ووذه الم حظ ووات ف ووي النهاي ووة‪ ،‬إل نعتق وود أن معظ ووم‬ ‫الجهود التي بذلت لتنمية البنية الحضرية بدأ مون األ ور الواضو ‪ ،‬الوذي خلفوه االسوتعمار علوى‬ ‫المجال العمراني للمدن‪ ،‬و موا انعكوس عليوه عنود بدايوة التنميوة الصوناعية التوي كوان لهوا األ ور‬ ‫الواض و فووي تك ووف الهج ورة و النمووو الووديمغرافي فووي الم اركووز الحض ورية‪ ،‬باعتبارهووا بووؤر جووذب‬

‫تحض بهياكول صوحية و اجتماعيوة‪ ،‬و أهمول فيهوا التخطويط الحضوري إال موا خصون لوه مون‬

‫مبوال فوي المخططوات التنمويوة بعود بوروز أزمووة السوكن‪ ،‬و موا اعتمودت عليوه الدولوة فوي البنوواء‬ ‫المص وون الج وواهز المتع وودد الط ارئ ووق لو ال وونمط الموح وود سو وواء ك ووان ف ووي ش وومال ال ووب د‪ ،‬أو ف ووي‬

‫جنو هووا‪ ،‬دون م ارعوواة للمنوواي و موواد البنوواء و ال رغبووات السووكان و ال األ ارضووي الزراعيووة‪ ،‬كمووا‬ ‫هو الشزن في مدن الجنوب التي تبدو و كزنها مدن ساحلية لوال موقعها الجغرافي‪.‬‬

‫أما في العقد األخير و مو التحوول الوديمقراطي الوذي نبحوث فيوه عون األمون‪ ،‬إل غيورت الدولوة‬

‫كل اتجاهاتها و تنازلوت عون قو اررات التهيئوة العمرانيوة لتصول لمرحلوة التوردد فوي سياسوة المودن‬ ‫الجديدة و السياسة المتبعة شزن اإلقليم الحضري الشوامل للوب د‪ .‬لهوذا اعتقود أنهوا كانوت جهوود‬

‫و قو و اررات ترقعي ووة مس ووكنة ال ت وونم عووون تخطووويط حضوووري بعي وود الم وودس و لا أبعووواد سياسوووية و‬ ‫اقتصادية واضحة‪ ،‬كما لمسنا غياب تخطيط حضري خاصوة بالمنواطق الصوحراوية لموا تمتواز‬

‫به من خصوصوية مناخيوة واجتماعيوة‪ ،‬إال موا سويظهر فوي األفوق‪ .‬و مون الطبيعوي أن يونعكس‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪160‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫عل ووى ه ووذا التخط وويط الحض ووري مش وواكل تش وول التنمي ووة الحضو ورية و تش وووه المج ووال الحض ووري‪،‬‬

‫كمشكلة الحياء القصديرية أو العشوائيات الحضرية التي نحسبها نتيجة واضحة لهذا التخطيط‬ ‫الحضريم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحياء القصديرية أو العشوائيات الحضرية‪:‬‬ ‫‪-1‬مفهوا األحياء القصديرية أو المتخلفة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫و تعرف هذه المناطق فوي اللغوة اإلنجليزيوة‪ .Slum ،‬فهوي تلوع المنواطق التوي لوم‬

‫تمسها يد المخطط إط قا‪ ،‬أو أسيئ تخطيطها‪ ،‬و ال يشوترط فيهوا أن يكوون منواطق قديموة‪ ،‬إل‬ ‫كان من الممكن تواجدها في مناطق حدي ة العموران‪ ،‬إال أنهوا سويئة التخطويط‪ ،‬و أحيانوا تطلوق‬

‫على منطقة تضم مجموعة من المساكن التالفوة أو المسوتهلكة غيور الصوحية‪ ،‬و التوي بنقصوها‬ ‫الك ير من الوسائل المعيشية ال زمة(‪.)9‬‬ ‫‪-‬‬

‫و يعرفهووا "عوواطف غيووث"‪:‬على أنهووا المكووان الووذي توجوود بووه مبوواني تتميووز باالزدحووام‬

‫الشديد‪ ،‬و التخلف و الظوروف الصوحية الغيور الم ئموة و موا يترتوب علوى وجوود هوذا كلوه مون‬ ‫ي ار على األمن و األخ ق(‪.)10‬‬

‫‪ -‬و يوورس بوعناقووة علووي بزنهووا ‪ ":‬عبووارة عوون منطقووة سووكنية مزدحمووة بالسووكان أتووت موون‬

‫مناطق متخلفوة مون الريوص خصوصوا‪ ،‬يؤلوف هوذا العموران بعود تكوينوه لحوزام يحويط بالمودن‪ ،‬و‬

‫يتصووف سووكان الحووي القصووديري بووزنهم موون المسووتويات االقتصووادية المنخفضووة و المرفوضووة‬ ‫اجتماعيا(‪.)11‬‬

‫و م وون خو و ل م ووا س ووبق نس ووتطي أن نق ووول أن ‪:‬األحي وواء المتخلف ووة‪ ،‬ه ووي عب ووارة ع وون‬ ‫مجموعة من المساكن المزدحموة بالسوكان‪ ،‬بنيوت بطريقوة غيور مخططوة مون صوفائ القصودير‬

‫أو الخشب أو الطين أو مباني أسويئ تخطيطهوا‪ ،‬كالمبواني القديموة‪ ،‬و موا تظهوره مون تشووهات‬

‫عمرانية‪ ،‬و غالبا ما تتواجد في أمواكن معزولوة‪ ،‬أو فوي ضوواحي المودن و بوالقرب مون مجواري‬

‫صوورف الميوواه‪ ،‬و تظهوور نتيجووة للهج ورة الريفيووة و االسووتيطان الصووناعي‪ ،‬و تعوود هووذه األحيوواء‬ ‫المتخلفة وك ار لشم ار‬

‫و الفقور و اففوات االجتماعيوة‪ ،‬فهوي غيور مجهوزة بوالمرافق الضورورية‬

‫للحياة‪ ،‬و ال تسكنها إال الطبقات المحتاجة الفقيرة في ك ير من األحيان‪.‬‬ ‫‪-2‬أسباب األحياء القصديرية أو المتخلفة‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪161‬‬


‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫ تظهور بسووبب توسو المدينوة بطريقووة غيوور شوورعية‪ ،‬أي أن التخطويط العووام للمدينووة لووم‬‫يحوودد للووع النمووو العش ووائي‪ ،‬ممووا يضووطر الدولووة ل عت وراف بهووا‪ ،‬و محاولووة تقووديم مووا يمكوون‬

‫تقديمه من مرافق عامة‪ ،‬و تسهي ت مختلفة‪.‬‬

‫ نتيجة لنمو عمراني موصى به من قبل التخطيط العام‪ ،‬إال أنه لم يراع التوصيات و‬‫الشوروط التووي يوونن عليهووا التخطوويط العووام‪ ،‬مو‬

‫فووي الج ازئوور‪ ،‬و فووي ظوول المخطووط التوووجيهي‬

‫للتهيئة و التعمير ‪ PDAU‬ظهر حوالي ‪ % 30‬من األحياء المتخلفة(‪.)12‬‬ ‫ تنشز المنطقة المتخلفة نتيجة انعزالها عمرانيا‪ ،‬و اقتصاديا و اجتماعيوا عون المدينوة‪،‬‬‫مما يجعل منها وحدة عمرانية شالة تكرت التخلف‪.‬‬

‫‪ -‬قد تنشز حول نواة عمرانية (قرية‪،‬تجم عمراني محدد…) و تتطور حوله المدينة‪ ،‬و‬

‫تبقووى هووي متخلفووة أو الموودن التووي تتطووور موون خ و ل أحيوواء قديمووة تتوس و لتضووم لهووا قوورس‪ ،‬و‬ ‫أرياف نتيجة الهجرة‪ ،‬من منطقة إلى أخرس‪ ،‬الذين ينقلون فكرهم و سلوكهم علوى نووع المسوكن‬

‫الذي يعدوه بزنفسهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫و أحيانا فإن سياسة اإلسكان تزخوذ تقسويم المبواني وفوق نموولج واحود أو ا نوين للموقو بزكملوه‬

‫‪ ،‬الوذي ال ي ارعوي التركيوب االجتموواعي و االقتصوادي و ال قوافي للسووكان‪ ،‬إل توجود أنوواع متعووددة‬ ‫موون األسوور سووبب حجمهووا ال تتناسووب موو النمووولج الواح وود المسووتورد موون الخووارج‪ ،‬و هووذا مووا‬ ‫يضووطر السووكان إلووى إدخووال بعووض التعوودي ت التووي توافووق احتياجوواتهم و تقاليوودهم(‪.)13‬نتيجووة‬

‫للتوزيو غيوور العووادل للمشوواري علووى مختلووف أرجوواء الب د‪.‬غيوواب االختبووار الموضوووعي لطوورق‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬و لضعف هياكل التخطيط والتنسيق بين القطاعات و المراقبة(‪.)14‬‬

‫‪-3‬خصائص األحياء القصديرية أو المتخلفة‪:‬‬

‫أ‪-‬من الناحية االجتماعية‪ :‬إن الحياة في هذه األحياء المتخلفة‪ ،‬حياة ال مكان فيها للتنسويق‬ ‫في ظل اكتظاظها بالسكان الفقراء لوي المسوتوس االقتصوادي المونحط‪ ،‬ألنهوم يوؤدون أعمواال و‬

‫خدمات ال ت ضيف قيمة إلى الناتج القومي‪ ،‬و ال لعائ تهم التي تزداد فيها معدالت األميوة‪ ،‬و‬ ‫الجهو وول نتيجو ووة للتسو وورب المدرسو ووي و االلتحو وواق المبكو وور بسو وووق العمو وول غيو وور الرسو وومي‪ ،‬نتيجو ووة‬

‫النخفا‬

‫مستوس الدخل عندهم ‪ ،‬و هذا ما يؤدي إلى ك ير من المشاكل كالتشرد و الط ق‪،‬‬

‫و التفكووع األسووري و مختلووف االنح ارفووات و اإلجرام…إلووى جانووب للووع سوووء أح ووالهم الصووحية‬ ‫لقلة النظافة و ك رة الفضو ت و األوسواي و اشوترام العديود مون األسور فوي ك يور مون األحيوان‬

‫بمجرس مائي‪ ،‬و هو خندق قلما يجري تنظيفه‪ ،‬مموا يوؤدي النتشوار الجو ار يم و القوالورات التوي‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪162‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫تؤدي إلى تدهور الصحة نظ ار لقلة المراقبة و المرافق الضرورية‬

‫(‪)15‬‬

‫ب‪-‬من الناحية المادية ‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫هذه الناحيوة التوي تبوين موا تعانيوه هوذه األحيواء مون تشووه مبانيهوا‬

‫و قوودمهاو نقوون التهويووة و اإلضوواءة‪ ،‬و قلووة الحوودائق و المجووري‪ ،‬إن لووم نقوول انعوودامها‪ ،‬إلووى‬

‫جانب ضيق الطرق و الشوارع و انعدام المواص ت…و غالبا ما تبنى هذه األحياء و خاصة‬ ‫علووى ض وواحي الموودن‪ ،‬موون قصوودير أو فض و ت الخشووب و الم وواد المعدنيووة و الكرتووون‪ .‬إلووى‬

‫جانب خلوها من الم ارفوق الحيويوة‪ ،‬االجتماعيوة و االقتصوادية مموا يزيود مون مشوكل األميوة فوي‬ ‫أوساط السكان و انعدام الوعي عندهم(‪.)16‬‬ ‫و يمكون أن نوودرج كيفيووة توزيو هووذه األحيوواء فووي الج ازئوور فووي د ارسووة ميدانيووة أظهوورت‬ ‫حوالي ‪ % 60‬من هوذه األحيواء تقو علوى أطوراف المدينوة‪ ،‬و ‪ % 08‬مون هوذه األحيواء داخول‬ ‫المحوويط العم ارنووي للمخطووط الرئيسووي للتعميوور ‪ ،PVD‬و المخطووط التوووجيهي للتهيئووة و التعميوور‬ ‫‪ PDAV‬في األماكن الفارغة غير الصالحة للتعمير‪ ،‬و ‪ %02‬ال توجد أحياء قصديرية(‪.)17‬‬ ‫‪-4‬وظائف األحياء القصديرية أو المتخلفة‪:‬‬

‫تعتبر موطنا للمهاجرين و أماكن لتكيفهم و تهيئتهم قبل اندماجهم في الحياة الحضرية‪.‬‬‫‪-‬تسووهل هووذه األحيوواء مهمووة موون بوودؤوا حيوواتهم فيهووا بتمكيوونهم موون توووفير بعووض المووال لبدايووة‬

‫أعمال بسيطة تساعدهم‪ ،‬على تزخير مساكن في مناطق أفضل مساكنهم األصلية‪.‬‬

‫‪-‬كمووا تقوووم هووذه المنوواطق بووالك ير موون التسووهي ت االجتماعيووة و االقتصووادية المفيوودة لسووكانها‪،‬‬

‫منها تشجيعهم على ظاهرة التماسع االجتماعي و تهيئتهم لمعرفة الطرق المعيشي في المدن‪.‬‬

‫‪-‬كمو ووا تقو وووم هو ووذه المنو وواطق باسو ووتقطاب األشو ووخاص الو ووذين رفض و ووا اجتماعيو ووا و يعملو ووون فو ووي‬

‫المجاالت غير المشروعة(‪.)18‬‬ ‫و غالبا فإن هذه الوظائف التي تساهم بهوا األحيواء المتخلفوة تحكمهوا متغيورات أهمهوا‪- :‬‬ ‫الموقو و ‪ -‬األر‬

‫المت وووفرة‪-‬االس ووتقرار‪ -‬مس ووتوس ال وودخل‪-‬القابلي ووة واالس ووتيعاب ألس وواليب الحي وواة‬

‫الحضرية الحدي ة‪ -‬فاعلية تنفيذ القانون‪.‬‬

‫‪-5‬أنواع األحياء القصديرية أو المتخلفة‪:‬‬

‫أ‪-‬األحيوواء المتخلفووة لات األموول‪ :‬وهووي أحيوواء سووكانها الوافوودون الجوودد إلووى المدينووة موون أجوول‬

‫حي وواة أفض وول‪ ،‬م وون الت ووي ك ووانوا يعيش ووونها سو وابقا‪ ،‬يعل وووهم األم وول و الطم وووح عل ووى ال وورغم م وون‬ ‫المستقبل المجهول في هذه الحياة الجديدة‪ -‬بزنهم سينتقلون يوما إلى مناطق أفضل‪ ،‬و من م‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪163‬‬


‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫ف ووإن مس وواهمة م وول هو وؤالء الس ووكان ف ووي الحي وواة االجتماعي ووة واالقتص ووادية للمدين ووة لات نط وواق‬ ‫ضيق‪.‬‬

‫ب‪-‬األحياء المتخلفة اليائسة ‪ :‬و هي منواطق لات طواب يوائس يشوكل النهايوة لمرحلوة السوكان‬ ‫القاطنين بهذه األحياء‪ ،‬حيث فقدوا األمول و الطمووح فوي االنتقوال إلوى حيواة أفضول و تملكهوم‬ ‫اليزت‪ ،‬و استسلموا للعيي في هذه المناطق لشبد(‪.)19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تحليل بيانوات عون وا و السياسوة الحضورية و مشوكلة األحيواء القصوديرية فوي مدينوة‬ ‫بسكرة‪ :‬إن التغييور الوذي يفرضوه نوبض الحيواة علوى مدينوة بسوكرة‪ ،‬مون خو ل عمليوات التنميوة‬ ‫الت ووي ش وورعت فيه ووا ال ووب د‪ ،‬و الت ووي أهمل ووت فيه ووا التو ووازن و تك ووافؤ الف وورص بينه ووا و ب ووين م وودن‬

‫الشوومال‪ ،‬بينهووا و بووين أريافهووا‪ ،‬و عنوود إنشوواء بعووض المشوواري فووي المدينووة أهموول موون خ لهووا‬ ‫طابعها الزراعي ألوحاتي‪ ،‬بالصناعة التي جواءت علوى حسواب احتياجوات األفوراد مون النوواحي‬ ‫السوكانية و العموول و الخوودمات‪ ،‬كمووا تووز رت بهوا أيضووا هويووة المدينووة و خصوصوويتها الجغرافيوة‬ ‫التووي لووم تراعيهووا السياسووة الحض ورية لتنميووة مجالهووا الحضووري‪ ،‬فجوواء نمووط عمرانهووا هجووين ال‬

‫يعبوورعن خصوصوويتها و يبووين التبوواين الواضو بووين نووات تملووع و أخوورس ال تملووع فووي فسيفسوواء‬

‫بو ووين أحيو وواء شو ووعبية و أخو وورس راقيو ووة عمو ووارات و بنو وواء أرضو ووي… لتت و وزين بح و وزام مو وون األك و وواي‬ ‫القصديرية المنتشرة على أطراف حي العالية و بالمنطقة الغر ية و طريق باتنة‪ ،‬حيث تحصى‬ ‫ق اربووة األلووف كوووي ازدادت انتشووا ار فووي العشورية الماضووية أيوون عرفووت بسووكرة هجورة كبيورة نحوهووا‬ ‫من الواليات المجاورة بح ا عن فرص العمل و األمن‪ ،‬حيث اسوتقبلت بسوكرة موا بوين ‪1987‬و‬ ‫‪ 1998‬حوالي ‪ 22747‬عائلة ناهيوع علوى الهجورة موا بوين البلوديات(‪ .)20‬ومون خو ل المعاينوة‬ ‫المباش ورة لهووذه األحيوواء نبووين مقوودار المعانوواة الماديووة لهووذه األحيوواء موون تشوووه مبانيهووا و قوودمها‪،‬‬ ‫التووي تبنووى غالبووا موون الخشووب أو القصوودير أو الطوووب‪..‬لات الحجووم الضوويق الووذي ينعوودم فيهووا‬

‫التهوية و الحدائق و المجاري إلى جانب قلة المواصو ت و ضويق الشووارع‪ ،‬و انتشوار القوذارة‬

‫و التلوث البيئي في كل مكان‪ ،‬على الرغم أن البعض منهم ن حظ عليه مظاهر الغنى حيوث‬

‫عووادة مووا تجوود الشوواحنة النفعيووة بجانووب الكوووي‪ ،‬و الهوائيووات المقعورة فوووق األسووط ‪ ،‬تناقضووات‬

‫الواق و الووذي يبوورز الخاصووية الفيزيقيووة لشحيوواء القصووديرية كمووا جوواء فووي الجانووب النظووري‪ .‬و‬

‫للوقف على الناحية االجتماعية لخاصية أخرس لهذه األحياء و موا يعواني سوكانها قمنوا بتحليول‬

‫إستمارة المقابلة لو ‪ 20‬حي قصديري بالمنطقة الغر ية و استجو نا رب األسرة سوواء كوان رجول‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪164‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أو امرأة لذلع لم نهتم في استماراتنا بالجنس و السن ألنه ال يهمنا في دراستنا‪ ،‬و لقد وضوعت‬ ‫هووذه االسووتمارة لوودعم أسووئلة الرئيسووية فووي اإلشووكالية موون خ و ل توضووي الواق و كميووا‪ ،‬و ر ووط‬ ‫الحقائق للوصول إلى نتائج دقيقة‪.‬‬ ‫‪ -1-1-2‬تحليل بيانات األولية للعينة‪:‬‬

‫الجدول ر م (‪ :)01‬يوضح الحالة المدنية ألفراد العينة‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫الحالة المدنية‬ ‫‪% 85‬‬ ‫‪17‬‬

‫متزوج‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مطلق‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أرمل‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أعزب‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬ ‫يبين الجدول أن ‪ % 85‬مون افوراد العينوة متوزوجين و يرجو هوذا للظوروف المعيشوية‬ ‫الصعبة التي يعاني منها المتزوجين و التي تضطرهم للسكن في م ل هوذه البيووت‪ ،‬و هوذا موا‬ ‫يفسوور انعوودام فئووة الع وزاب بهووذه األحيوواء‪ ،‬كمووا يوجوود ‪ % 10‬موون راأل ارموول و غوواب رب األس ورة‬ ‫الووذي يتكفوول بالعائلووة ممووا اضووطر األم للسووكن بهووذه األحيوواء بعوود أن تووم طردهووا‪ .‬و تقوول النسووبة‬

‫عند المطلقين الذين لم يتحملوا معاناة هذه البيوت بو‪ % 5‬و يدل هذا على مقدار تحمول المورأة‬ ‫البسكرية للظروف الصعبة‪.‬‬ ‫الجدول رقم (‪ )02‬يوض الموطن األصلي ألفراد العينة‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫الموطن األصلي‬ ‫‪% 70‬‬ ‫‪14‬‬

‫ريف‬

‫سكان المدينة‬ ‫مدينة أخرى‬ ‫المجموع‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪% 10‬‬ ‫‪% 20‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫تبين من خ ل الدراسة الميدانية أن ‪ % 70‬من المبحو ين موطنهم األصلي الريص و قاموا‬

‫بالهجرة إلى المدينة بح ا عن العمل و الحياة األفضل المتوفرة في المدينة و هذه أحد وظائف األحيواء‬

‫القصديرية التي تعتبر مزوس للمهاجرين و الذين بدؤوا حيواتهم فوي المدينوة كموا هوو موجوود فوي عنصور‬ ‫وظائف األحياء القصديرية في الفصل ال الث المبحث األول‪ ،‬األحياء المتخلفة‪.‬إلى جانب هذه الهجورة‬

‫توجد هجرة بين الواليات بحوالي ‪ % 20‬بح ا عن األمن بعدما تعرضت بلداتهم لإلرهواب فوي العشورية‬

‫األخيورة‪ ،‬فووي حووين نجوود ‪ % 10‬موون سووكان المدينووة و يرجو نسووب إقووامتهم فووي هووذه البيوووت القصووديرية‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪165‬‬


‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫إلووى التفكووع األسووري النوواتج عوون موووت رب األسوورة أو ط قووه‪ .‬نسووتنتج موودس فقوور الريووص موون الم ارفووق‬ ‫الضرورية و الخدمات ال زمة لسكانه الذين اضطرتهم الحاجة للهجرة إلى المدن‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )03‬يوض المستوس التعليمي ألفراد العينة ‪:‬‬ ‫المستوى التعليمي‬ ‫أمي‬ ‫يقرأ و يكتب‬ ‫ابتدائي‬ ‫متوسط‬ ‫ثانوي‬ ‫المجموع‬

‫التكرارات (ت)‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫‪% 35‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫‪% 20‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫من خ ل الجدول نجد ‪ % 35‬مون المبحوو ين ال يجيودون القوراءة و الكتابوة (أميوين)‬

‫ألن أغلووب المبحووو ين مهوواجرين موون األريوواف الووذين يتميووزون بضووعف المسووتوس التعليمووي‪ ،‬أمووا‬

‫الذين يجيدون القراءة و الكتابة قدر بو ‪ % 15‬و أغلبهم تلقوا التعلويم فوي كتاتيوب حفوظ القورين‪.‬‬ ‫أما الذين دخلوا المدرسة فكانوت نسوبتهم ‪ %25‬إلوى جانوب ‪ % 20‬مون الوذين واصولوا تعلويمهم‬ ‫إلى اإلكمالية‪ ،‬في حين نجد ‪ %5‬من الذين واصلوا تعليمهم إلى ال انوية‪.‬‬ ‫نسووتنت انخفووا‬

‫المسووتوس التعليمووي لسووكان األحيوواء القصووديرية س وواء كووان السووبب‬

‫عوودم اهتمووامهم بووالتعليم أو أن الظووروف لووم تسووم لهووم بمواصوولة تعلوويمهم نتيجووة للفقوور أو لبعوود‬

‫المدارت‪ ،‬فنجد البعض منهم يسعى لتعليم أبنائه أما البعض افخور ال يهوتم بودعوس موالا فعول‬

‫الذين يحملون الشهادات العليا في واقعنا المرم! أال يعبر هذا عن غياب الوعي لبعض هؤالء‬ ‫المبحو ين مم‬

‫الجدول رقم (‪ : )04‬يوض نوع العمل ألفراد العينة ‪:‬‬ ‫نوع العمل‬ ‫بطال‬ ‫حرفة خاصة‬ ‫عامل يومي‬ ‫موظف‬ ‫المجموع‬

‫التكرارات (ت)‬ ‫‪11‬‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫‪% 55‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪% 25‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫من خ ل الجودول يوضو أن أغلوب المبحوو ين بطوالين بنسوبة ‪ % 55‬نتيجوة لتفشوي‬ ‫ظاهرة البطالة في المدينوة و انخفوا‬

‫المسوتوس التعليموي ألفوراد العينوة‪ ،‬كموا نجود ‪ % 25‬مون‬

‫يحترفوون حوورف خاصووة تعووود علوويهم بووبعض الموال‪ ،‬و نجوود ‪ % 15‬موون العمووال يوميووا كالباعووة‬ ‫الجائلين‪ ،‬و تصل نسبة الموظفين ‪ % 5‬ألن أغلوب سوكان األحيواء القصوديرية مون المهواجرين‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪166‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫الذين يحملون معهم فقر و جهل الريص ليصبحوا فقراء المدن‪.‬‬

‫نسووتنتج أن البطالووة تنتشوور وسووط سووكان هووذه األحيوواء الووذين يمارسووون بعووض الحوورف‬

‫الخاصة لجلب المال‪ ،‬و هذا ما يتفق م أحد نتائج الباحث بوعناقة(‪.)21‬‬ ‫‪-2-1-2‬تحليل بيانات حول المسكن و المرافق ‪:‬‬ ‫الجدول رقم (‪ : )05‬يوض سبب اختيار هذا الموق لإلقامة ‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫االحتماالت‬ ‫‪% 35‬‬ ‫‪7‬‬

‫عدم وجود سكن بالمدينة‬

‫‪4‬‬ ‫لوجود أهل بالحي‬ ‫‪9‬‬ ‫القرب من المرافق الضرورية‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬ ‫موون خو ل الجوودول يتبووين لنووا‬

‫‪% 20‬‬ ‫‪% 45‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫أن ‪ % 45‬موون يراء المبحووو ين يرجعووون سووبب إقووامتهم‬

‫في هذا المكان لقرب من الم ارفوق الضورورية كوالتعليم و الصوحة‪ ،‬فوي حوين يرجو ‪ % 35‬مون‬ ‫المبحو ين السبب لعدم وجود مسكن بالمدينة نتيجة التوزي غير عادل للمشاري علوى مختلوف‬

‫أرجاءها و غياب االختيار الموضوعي لطرق اإلنجاز و ضعف هياكل التخطيط‪ ،‬و يرس ‪20‬‬ ‫‪ %‬أن السووبب وجووود أهوول بهووذه المنطقووة‪ ،‬و هووذا مووا يخفووف عوونهم بعووض المعانوواة بوجووود م ون‬ ‫يشعر بهم و بظروفهم‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬يوض ملكية األراضي التي تبنى عليها البيوت القصديرية‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫االحتماالت‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬

‫ملك خاص لك‬

‫‪14‬‬ ‫البلدية‬ ‫‪5‬‬ ‫لخواص‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬ ‫ميدانيا نجد ‪% 70‬‬

‫‪% 70‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫من األراضي التي تبنى عليها البيوت القصديرية ملع للبلديوة و‬

‫‪ % 30‬ملووع لخ وواص‪ ،‬و يرج و هووذا ألن أغلووب المبحووو ين موون المهوواجرين الووذين ال يجوودون‬

‫مزوس سوس بناء بيوت قصديرية على أ ارضوي غيور معمورة يوتم االسوت ء عليهوا‪ ،‬فوي حوين نجود‬ ‫‪ % 5‬م وون األ ارض ووي مل ووع ألص ووحاب البي وووت القص ووديرية و ه ووم م وون س ووكان المدين ووة ال ووذين ال‬

‫يملكون المال لبناء مسكن الئق هرو ا من المشاكل العائلية‪.‬‬

‫من هنوا نسوتنتج وجوود اسوتعمال غيور سوليم لمسواحات األر‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫بالمدينوة نتيجوة انعودام‬

‫‪167‬‬


‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخط وويط الواض و و و عو وودم الس وويطرة و الو ووتحكم فو ووي ه ووذا النمو ووو العش و ووائي الو ووذي يو ووؤ ر علو ووى‬ ‫المسوواحات الحض ورية‪ ،‬و هووي أحوود أسووباب ظهووور األحي واء القصووديرية الموجووودة فووي الفصوول‬

‫ال الث المبحث ال اني ارج له‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)07‬يوض ما إلا كانت غرف المسكن كافية بالنسبة لحجم األسرة‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫االحتماالت‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬

‫كافية‬

‫‪% 95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫غير كافية‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نوعا ما‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬ ‫موون خو ل الد ارسووة الميدانيووة نجوود ‪ % 95‬موون البيوووت القصووديرية غيوور كافيووة لحجووم‬ ‫األس و ورة‪ ،‬و ال تليو ووق للعو وويي شو ووك و مضو وومونا‪ ،‬إل الحظنو ووا ارتفو وواع الحو ووائط لو ووبعض البيو وووت‬

‫القصديرية ال يتجاوز ‪2‬م من طوول اإلنسوان و كزنوه كهوف فوي العصور الحجوري ‪ ،‬و الغريوب‬

‫أن فوق أسط هذه البيوت توجد الهوائيات المقعرة و كان جواب المبحو ين عن هذا التنواقض‬

‫أن من هذا ال يشتري بيت‪ ,‬على األقل أروح على نفسي و أتاب أخبار العالم! ‪ .‬كموا وجودنا‬

‫‪ % 5‬موون أراء المبحووو ين أن غوورف البيوووت القصووديرية كافيووة نوعووا مووا ألنووه ال خيووار أمووامهم‬ ‫سواها م قلة حجم األسرة مقارنة م بقية المبحو ين‪.‬‬

‫نسووتنتج نفووس النتيجووة الباحووث "بوعناقووة" بووزن أغلووب غوورف األحيوواء القصووديرية غيوور‬ ‫كافية الحتوائها على غرفة أو غرفتين على األك ر‪.‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)08‬يوض إمكانية وفرة المياه الصالحة للشرب في هذه المساكن‪:‬‬ ‫االحتماالت‬ ‫متوفر‬ ‫نوعا ما‬ ‫غير متوفر‬ ‫المجموع‬

‫التكرارات (ت)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫‪% 85‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫يبووين الجوودول أن ‪ % 85‬موون أفوراد العينووة ال يتوووفر عنوودهم الموواء الصووال للشوورب ووسوويلتهم‬

‫للحصول على المواء إموا عون طريوق الجيوران أو حملوه عون طريوق الحميور مون منواطق بعيودة‪،‬‬ ‫مموا يوودل علووى صوعو ة الحيوواة فووي هووذه المسواكن‪ ،‬إلووى جانووب هوذا يبووين الجوودول نسووبة ‪% 15‬‬ ‫متوفر نوعا ما لحصولهم على حنفية مشتركة و نجد ‪ % 5‬لديهم الماء متوفر لحصولهم على‬ ‫حنفية خاصة‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪168‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)09‬يوض إمكانية وجود دورة مياه في هذه المساكن‪:‬‬ ‫االحتماالت‬

‫التكرارات (ت)‬ ‫‪13‬‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫‪% 65‬‬

‫ال‬ ‫المجموع‬

‫‪7‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪% 35‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫تبين الدراسة الميدانية أن ‪ % 65‬مون أفوراد العينوة لهوم دورة ميواه خاصوة‪ ،‬إلوى جانوب ‪35‬‬

‫‪ %‬موون أفوراد العينووة ال يملكووون دورة ميوواه فووي مسوواكنهم و أغلووبهم يشووترم مو أقر ائووه فووي دورة‬ ‫مياه‪.‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)10‬يوض وسيلة اإلضاءة في مساكن أفراد العينة‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫االحتماالت‬ ‫‪% 75‬‬ ‫‪15‬‬

‫كهرباء‬

‫مصباح غازي‬ ‫المجموع‬

‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪% 25‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫موون خ و ل الجوودول نجوود ‪ % 75‬موون المبحووو ين يسووتعملون الكهر وواء كوسوويلة إلضوواءة‬

‫مسوواكنهم كمووا شوواهدنا وجووود بعووض الهوائيووات المقع ورة فوووق سووط البيوووت القصووديرية نتيجووة‬

‫لتز رهم باإلع م‪ ،‬فما بال إع منا ال يقوم بهذا األ ر في جانبه اإلجابي وسط المجتم ! ‪ .‬كما‬

‫بينو ووت الد ارسو ووة عو وون وجو ووود ‪ % 25‬مو وون المبحو ووو ين الو ووذين ال يملكو ووون الكهر و وواء و يسو ووتعينوا‬ ‫بالمصابي الغازية لإلضاءة‪.‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)11‬يوض مدس رضى المبحوث عن حياته في هذه المساكن‪:‬‬ ‫االحتماالت‬

‫نعم‬

‫التك اررات (ت)‬ ‫‪2‬‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫‪% 10‬‬

‫‪% 90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ال‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬ ‫يه‪ ،‬ووم يه يجيووب ‪ % 90‬موون المبحووو ين هووذه افه التووي تعبوور عوون عمووق المعانوواة و‬ ‫حياة ال رضى و ال سعادة بسبب هذه األحياء القصديرية من الناحية الفيزيقيوة و االجتماعيوة‬ ‫كمووا هووي موضووحة فووي خصووائن األحيوواء القصووديرية فووي المبحووث األول موون الفصوول ال الووث‪،‬‬

‫في حين بين ‪ % 10‬من المبحو ين رضاهم بهذه المساكن ألنها أرحم من المناطق التي كانوا‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪169‬‬


‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫يسكنونها و التي لم توفر لهم العمل و األمن‪.‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)12‬يوض نوع المسكن الذي يريده المبحوث‪:‬‬ ‫التك اررات (ت)‬

‫االحتماالت‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬

‫‪15‬‬

‫‪% 75‬‬

‫عمارة‬

‫‪5‬‬

‫‪% 25‬‬

‫المجموع‬

‫‪20‬‬

‫‪% 100‬‬

‫بناء لاتي‬

‫يبووين الجوودول أن ‪ % 75‬موون يراء المبحووو ين عوون نوووع المسووكن المفضوول هووو المسووكن‬ ‫الووذاتي الووذي يووتم بنوواؤه كمووا يريوود المبحوووث وفووق خصوصوويته م و توووفير جمي و وسووائل ال ارحووة‬

‫النفسية و الصحية التي يحتاجها‪ ،‬و يرس ‪ % 25‬من المبحو ين أن نمط العمارة هوو المفضول‬ ‫ألنه يعبر عن التقدم و الرقي‪.‬‬ ‫نسووتنتج أن السووكان يفضوولون البنوواء الووذاتي الووذي يتناسووب مو خصوصووية المنطقووة و‬

‫احتياجوات سوكانها كالحرمووة التوي ال توفرهوا العمووارات‪ ،‬مموا يضوطر سووكانها إلوى إدخوال بعووض‬ ‫التعدي ت التي ال توافق تقاليدهم‪ ،‬فهل أدرم مخططوا مدننا هذه الخاصية م‬ ‫الجدول رقم (‪ :)13‬يوضح ما إذا اتصل المبحوثين بالبلدية للحصول على مسكن‪:‬‬ ‫االحتماالت‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫المجموع‬

‫التك اررات (ت)‬ ‫‪13‬‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫‪% 65‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪% 35‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫بحيث ‪ % 65‬من أفراد العينة بزنهم اتصلوا بالبلدية لطلب سوكنات تعوضوهم عون هوذه‬ ‫البيوت القصديرية يالف المرات و في كل مرة يعدهم المسؤولين بتدبر أمورهم فعليكم بالصوبر‬

‫حتى يستفيدوا من سوكنات كموا اسوتفاد سوكان الحوي القصوديري بالعاليوة ب و ‪ 600‬سوكن‪ ،‬فهوم ال‬

‫يزالون يعيشون على أمل يحمله لهم المستقبل أو مسؤول كبير يمر عليهم فيرس معاناتهم‪ ،‬أموا‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪170‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ % 35‬موون المبحووو ين ال أموول لهووم موون السوولطات المحليووة ألنهووم يعيشووون فووي أموواكن لوون يموور‬ ‫عليها أي مسؤول كما مور الووزير بالعاليوة‪ ،‬زيوادة إلوى يزسوهم و عودم قوتهم فوي البلديوة‪ ،‬و هوذا‬ ‫ما يجعلنا نميز بين األحياء المتخلفة لات األمول‪ ،‬و اليائسوة كموا بينهوا "تشواركز سوتوكس" فوي‬

‫جانب األحياء المتخلفة‪.‬‬ ‫‪-3-1-2‬تحليل بيانات حول حالة المنطقة ‪:‬‬

‫يوض الجواب المشاكل التي تعاني منها منطقة المبحو ين‪:‬‬ ‫تعددت مشاكل المنطقة التي يسكنها أفراد العينة‪ ،‬و الكل مركز على مشاكل السكن‬ ‫و قلوة العموول و كووذا صووعو ة المعيشووة فووي هوذه المنوواطق التووي تعوواني التوودهور البيئوي و توونقن‬ ‫فيها مراكز الصحة و تنعدم أمواكن ال ارحوة و المسواحات الخضوراء‪ ،‬و ضويق الشووارع و نقون‬ ‫اإلضوواءة و الموواء و األموون فووي منوواطق يك وور فيهووا االنحوراف‪ ،‬ك يورة هووي المشوواكل التووي تعوواني‬ ‫منها األحياء القصديرية و التي ال تخرج عن خصائن األحياء المتخلفة من الناحية الفيزيقية‬ ‫و االجتماعية الموضحة في الفصل ال الث المبحث األول‪.‬‬ ‫الجدول ر م (‪ :)14‬يوضح رأي المبحوثين عن أسباب ظهور هذه المشاكل‬ ‫التي تعاني منها المنطقة‪:‬‬

‫أسباب ظهور المشاكل‬ ‫عدم قيام السلطات المحلية(مخطط ‪،‬مسير) بدورها‬ ‫غي اب الم واطن ف ي ص ند الق رار و ع دم اهتمام‬ ‫بالمنطقة‬ ‫فق ر الري ف م ن المراف ق الض رورية مم ا ين ت عن‬ ‫الهجرة للمدن‬ ‫المجموع‬

‫الت رارات النس‬ ‫المئوية‪%‬‬ ‫(ت)‬ ‫‪% 45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪% 20‬‬

‫‪7‬‬

‫‪% 35‬‬

‫‪20‬‬

‫‪% 100‬‬

‫بة‬

‫يجيووب أف وراد العينووة بنسووبة ‪ % 45‬أن سووبب ظهووور هووذه المشوواكل التووي تعوواني منهووا‬

‫المنطقووة هووو عوودم قيووام السوولطات المحليووة علووى مسووتوس التخطوويط و التسوويير بوودورها و عوودم‬

‫اهتمامها بهذه المناطق و يرس ‪ % 35‬السبب هوو فقور األريواف التوي تفتقور ألغلوب الم ارفوق و‬ ‫الخوودمات الضوورورية ممووا يضووطر النووات للهج ورة هووذه المنوواطق بح ووا عوون الحيوواة األفضوول فووي‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪171‬‬


‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫المودن وسوط منواطق عمرانيوة شوالة منعزلوة عمرانيوا و اقتصواديا و اجتماعيوا‪ ،‬و هوذا موا يكوورت‬ ‫التخلووف فووي هووذه المنوواطق‪ ،‬و يوودل هووذا علووى التوزي و غيوور العووادل للمشوواري بووين المدينووة و‬

‫الري ووص‪ ،‬كم ووا ي وورس ‪ % 20‬م وون المبح ووو ين أن الس ووبب ه ووو المو وواطن و ع وودم وعي ووه ب وودوره ف ووي‬ ‫التغييور بوول سوواهم بشووكل مباشور و غيوور مباشوور فووي تفوواقم الوضوعية لجهلووه فووي صوون القورار و‬ ‫أنانيته و حب الذات كما يقول البعض "تخطي راسي"‪.‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)15‬يوض الحلول المناسبة لحل هذه المشاكل‪:‬‬ ‫االحتماالت‬

‫تعاون أسر الحي‬ ‫تفعيل دور المجتمد المدني‬ ‫مسؤولية البلدية‬ ‫تعاون الجميد‬ ‫المجموع‬

‫التكرارات‬ ‫(ت)‬

‫النسبة المئوية‪%‬‬

‫‪2‬‬

‫‪% 10‬‬

‫‪1‬‬

‫‪%5‬‬

‫‪12‬‬

‫‪% 60‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪% 25‬‬ ‫‪% 100‬‬

‫موون خو ل الجوودول بووين ‪ % 60‬موون يراء المبحووو ين أن الحوول بيوود المسووؤولين الووذين‬

‫عليهم القيام بواجبهم إزاء النظافة و تووفير الم ارفوق الضورورية و السوكن و العمول‪ ،‬و يورس ‪25‬‬

‫‪ %‬مون المبحوو ين أن الحوول مشواكل التووي تعواني منهوا المنطقووة مون التخلووف و التشووه‪ ،‬بتعوواون‬ ‫الجمي ‪ ،‬و ‪ % 10‬يرس الحل في تعاون أسر الحي بعدما فقدوا األمل في المسؤولين و ‪% 5‬‬

‫يرس دور تفعيل المجتم المدني الذي يتكلم باسم هذه المناطق‪.‬‬

‫نسووتنتج أن األغلبيووة توورس المسووؤولية و الحوول عنوود السوولطات المحليووة‪ ،‬و هووذا يشووعرنا‬

‫أننا ما زلنا نعيي وسط النظام االشتراكي أيون تكوون الدولوة هوي أسوات كول شوئ و عودم وعوي‬ ‫المواطن بدور المجتم المدني و المشاركة الشعبية في صن القرار الوذي يعوود علوى المنطقوة‬ ‫و سكانها بالفائدة وفق خصوصيتها‪ ،‬و هذا ما يدعم المدخل الذي تبنيناه‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)16‬يوض ما إلا كانت للسلطات المحلية جهود لتحسين أوضاع المنطقة‪:‬‬ ‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات (ت)‬ ‫االحتماالت‬ ‫‪% 95‬‬ ‫‪19‬‬

‫نعم‬

‫ال‬ ‫المجموع‬

‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪%5‬‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪172‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يبرز ا لجدول على لسان المبحو ين أن السلطات المحلية لم تقم بزي جهوود لتحسوين‬ ‫أوضوواع المنطقووة إال محاوالتهووا فووي هوودم هووذه البيوووت خصوصووا التووي تبنووى موون القصوودير عنوود‬ ‫سفر أهلها لبعض الوقت‪ ،‬و نجد ‪ % 5‬يقر أصحابها بجهود البلدية في النظافة حيث لم تنفو‬

‫جهودهم م الواق المزري لهذه األحياء‪.‬‬

‫الجواب رقم(‪ :)18‬يوض إمكانية وجود مشاري مستقبلية لتحسين أوضواع المنطقوة‪ :‬المشوروع‬ ‫المستقبلي الوحيد الذي يحمله أفراد العينة هو األمل على تغيير حالهم يوما ما ‪.‬‬ ‫وأخي ار يمكون أن نسوتنتج مون تحليول الجوداول مون‪ 06‬إلوى ‪ 16‬مودس صوعو ة الحيواة‬

‫الت ووي يعيش ووها س ووكان األحي وواء القص ووديرية فو ووي مس وواكن غي وور ص ووحية ال ت وووفر له ووم ال ارح ووة و‬ ‫االستقرار‪ ،‬لضويق المسوكن و نقون الميواه الصوالحة للشورب‪ ،‬و صوعو ة الحصوول علوى عمول‬

‫فوي ظول المسوتوس التعليموي المونخفض الوذي يتميوز بوه أصوحاب هوذه األحيواء‪ ،‬و هوذا موا يودف‬

‫أصووحاب هووذه األحيوواء إلووى التسووك فووي الش ووارع و البحووث عوون بووديل يمكوون أن يقووودهم إلووى‬

‫االنحراف كما بينته نتائج الباحث بوعناقة‪ ،‬و أيضوا د ارسوة الباحوث بوتفنوشوت‪ ،‬إل تبوين لوه أن‬ ‫عوودد األف وراد للحج ورة الواحوودة بل و ‪ 7.1‬سوواهم فووي خلووق مشووك ت اجتماعيووة منهووا االنح وراف‪،‬‬ ‫السرقة‪ ،‬و هي سلوكيات غير مرغو وة مجتمعيوا كموا جواء فوي النتيجوة ال انيوة للد ارسوة السوابقة‬

‫بووود ن عبوود العزيووز ‪ ،‬إل أكوود أن الظووروف المعيشووية السوويئة لسووكان هووذه األحيوواء كانووت نتيجووة‬ ‫للوضعية السكنية و سوء حالة المسكن من حيث مجاله الداخلي و الخارجي‪.‬‬ ‫و هووذا يوودل أن اإلنسووان لووم تلووب حاجتووه فووي السووكن القصووديري الووذي ظهوور نتيجووة‬ ‫الهجرة من الريص إلى المدينة سبب غياب العدالة في توزي المشاري بين الريوص و المدينوة ‪،‬‬ ‫الشووئ الووذي أفقوور األريوواف موون الخوودمات و التجهي وزات الضوورورية و أغنووى المدينووة‪ ،‬و هووذا مووا‬

‫يستلزم نمو حضوري فوي المودن تعوود ي واره علوى االسوتعمال غيور السوليم لمسواحات األر ‪ ،‬و‬

‫التشوه العمراني القائم على تناقضات األحياء الفوضوية و الفلل و العموارات فوي صوورة مدينوة‬ ‫بسووكرة‪ ،‬التووي ال تعبوور عوون خصوصووية المنطقووة الجغرافيووة و التاريخيووة و احتياجووات مواطنيهووا‪،‬‬ ‫ممووا يوودل علووى ضووعف التخطوويط و عجووز هيكوول التسوويير و المراقبووة‪ ،‬ممووا يعبوور عوون الخلوول‬

‫الكامل في االستراتجيات المتبعة‪ ،‬و فشلها النسوبي فوي القضواء علوى األزموة السوكنية المتعوددة‬ ‫األوجووه؛ كمووا يقووول األسووتال بووودن عبوود العزيووز‪ ،‬فهووي بحووق وصوومة عووار فووي حووق مووا طبووق موون‬ ‫سياسات حضرية‪ ،‬إلى جانب اإلنسان المستفيد والذي له دور فوي ظهوور هوذه المشواكل نتيجوة‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪173‬‬


‫د‪ .‬فتيحة الطويل‬

‫التخطيط الحضري ومشكلة األحياء القصديرية ‪...‬‬

‫غيابه عن المشاركة الشعبية و عدم وعيه بدوره في التخطيط و التنمية الحضرية المحلية‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪. YvesGraf.Meyer: sociologie urbaine, Edition Nathan? Paris1994, P :104‬‬ ‫‪. Mohamed Dahmani: Planification et emènagement du lerritoire quelques‬‬ ‫)‪éléments thèoriques et pratique office publications universitaires (OPU‬‬ ‫‪Alger.1984.P3.‬‬ ‫‪ . 3‬خلف حسن علي الدليمي‪ :‬التخطيط الحضري أسس و مفاهيم‪ ،‬ط‪ :1‬دار ال قافة للنشر و التوزي ‪ ،‬عمان‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪ 2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪ .‬حسن ابراهيم عبد‪ :‬دراسات في التنمية و التخطيط‪ ،‬دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية‪ 1990 ،‬م‪ ،‬ص‬

‫‪4‬‬

‫‪.189-188‬‬ ‫‪ .‬لويزة مصب ‪ :‬اإلدارة المحلية و التنمية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير علم االجتماع‪ ،‬جامعة‬

‫‪5‬‬

‫قسنطينة‪ 1997 ،‬م ‪ 1998-‬م‪ ،‬ص‪.72-70‬‬ ‫‪ .‬بشير التجاني‪ :‬التحضر و التهيئة العمرانية في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ .2000‬ص‪.15‬‬

‫‪ .‬عبد العزيز بولن‪ :‬المشك ت اإلجتماعية لنموا الحضري في الجزائر‪-‬حالة مدينة قسنطينة‪ -‬أطروحة مقدمة‬

‫‪7‬‬

‫لنيل دكتورة الدولة في علم اإلجتماع التنمية‪ ،‬نوفمبر ‪،.2001‬ص‪.155-154‬‬ ‫‪ .8‬بشير التجاني‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.75-69‬‬ ‫‪ . 9‬سعيد علي خطاب علي‪ :‬المناطق المتخلفة عمرانيا و تطويرها‪-‬اإلسكان العشوائي‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‬ ‫و التوزي ‪( ،‬ب‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪ . 10‬محمد عاطف عيث‪ :‬تطبيقات في علم االجتماع‪ ،‬دار الكتب الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪1970 ،‬م‪ ،‬ص‪.303‬‬ ‫‪ . 11‬بوعناقة علي‪ :‬إ حياء غير المخططة و انعكاساتها النفسية و االجتماعية على الشباب‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ .‬طيب سحنون‪ :‬المدينة الجزائرية و تحديات المستقبل‪ ،‬الملتقى الوطني لتنمية المناطق الصحراوية‪ ،‬معهد‬

‫الهندسة المعمارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة يوم ‪ 21-20‬نوفمبر ‪1999‬م‪ ،‬ص‪.157‬‬ ‫‪ . 13‬سعيد علي خطاب علي‪ :‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.74-70‬بن السعيد اسماعيل‪ :‬معوقات التنمية العمرانية‪-‬دراسة‬ ‫في قافة سكان مناطق البناء الفوضوي في مدينة باتنة‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماجستير في علم اجتماع الريفي‬

‫الحضري‪1990 ،‬م‪1991-‬م‪ ،‬ص‪.66-64‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ .‬ج ل عبد هللا‪ :‬السياسة و التعبير االجتماعي في الوطن العر ي‪ ،‬مركز البحوث و الدراسات‬

‫السياسية‪،‬مطبعة األطلس‪،‬جامعة القاهرة‪1994،‬م‪ ،‬ص‪.154-152‬‬ ‫‪ . 15‬تشارلز أبرمز‪ :‬المدينة و مشاكل اإلسكان‪ ،‬ت‪.‬لجنة من األساتذة الجامعيين‪ ،‬دار اففاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ص‪.13-12‬‬ ‫‪ .16‬بتصرف من ‪:‬عبد المنعم شوقي‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪ /.161‬محمد عاطف غيث‪ :‬علم اجتماع التنظيم‪-‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪174‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫التفسير و المشاكل‪-‬دار المعارف ‪ ،‬األسكندرية‪1967 ،‬م‪ ،‬ص‪.434-433‬‬ ‫‪ . 17‬طيب سحنون‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬ ‫‪ . 18‬بتصرف‪ -:‬سعيد علي خطاب علي‪ :‬مرج سابق‪ ،‬ص‪- .76‬أحمد بولراع‪ :‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.24-21‬‬ ‫‪ .19‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪ 1‬وص‪.21‬و ص ‪ 46-44‬و ص‪.48-46‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ .‬لزهر فكرون‪ :‬المحيط العمراني في تشوه مستمر‪ ،‬جريدة الخبر اليومي‪ ،‬الجزائر‪( ،‬العدد ‪ ،3829‬األحد ‪3‬‬ ‫جويلية ‪ ،)2003‬ص‪9‬‬ ‫‪ . 21‬بوعناقة علي‪ :‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.150‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪175‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫اإلعالم الجديد و دوره في حماية حقوق اإلنسان‬ ‫د‪.‬سمراء غربية‬

‫د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬

‫جامعة العقيد أحمد دراية أدرار ‪ -‬الجزائر‬

‫جامعة العقيد أحمد دراية أدرار – الجزائر‬

‫الملخص‪:‬‬ ‫دور االعالم في خدمة قضايا حقوق االنسان له جوانب عدة ‪,‬سواء عن طريق السعي‬ ‫في نشر ثقافة حقوق االنسان ‪ ,‬او في ابراز قضايا او االسهام في كشف عن انتهاكات قد‬ ‫تحصل ومواجهتها‪ ،‬فاإلعالم يجب ان يتواجد منذ اللحظة االولى للتناول الحقوقي‬ ‫واالجتماعي ألي انتهاكات لحقوق االنسان على اوسع وأعلى المستويات‪ ،‬وأن يكون له دوره‬ ‫البارز في فعاليات نشر ثقافة حقوق االنسان‪ ،‬وتوعية الناس بها وبأهميتها‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬اإلعالم‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬ثقافة حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬ ‫‪Media's role in human rights is serving the issues of several‬‬ ‫‪aspects, both by seeking to spread human rights culture, or in‬‬ ‫‪highlighting the issues or contribute to the detection of violations may‬‬ ‫‪get and response, The media should be present from the first moment‬‬ ‫‪of eating human rights and social for any human rights abuses on‬‬ ‫‪wider and higher levels, and to have a prominent role in the activities‬‬ ‫‪of human rights culture, and make people aware of them and their‬‬ ‫‪importance.‬‬ ‫‪Keywords : Media, Human rights, Human rights culture.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪176‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مقدمة‬ ‫إن دور اإلعالم الجديد في نشر المفاهيم المرتبطة بقضايا حقوق االنسان المختلفة‬ ‫بشتى أنواعها ‪,‬أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر‪ ,‬وذلك في ضوء المتغيرات التي تشهدها‬ ‫الساحة المحلية واإلقليمية ‪ ,‬وبالتالي فان وعي االنسان بحقوقه أصبح ضروريا ‪ ,‬إذ ال جدال‬ ‫أن هناك ارتباطا وثيقا بين اإلعالم الجديد وحقوق االنسان يؤثر كل منهما في األخر أو تأثر‬ ‫به ويرتبط به سببا ونتيجة ‪ ,‬حيث بات من المؤكد أن وسائط اإلعالم الحديثة وفي مقدمتها‬ ‫االنترنت والمدونات والفيس بوك أصبحت تلعب دو ار مؤث ار في جميع المجتمعات‪ .‬ومن هذا‬ ‫المنطلق تم صياغة اإلشكال التالي‪:‬‬

‫ماعالقة اإلعالم الجديد بحقوق االنسان؟‬

‫وتندرج تحت اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية والمتمثلة في‪:‬‬ ‫ ما المقصود بكل من اإلعالم الجديد وحقوق االنسان؟‬‫ ما دور اإلعالم الجديد في مجال حقوق االنسان؟‬‫وقد تضمنت الدراسة خطة احتوت على ما يلي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬ماهية االعالم الجديد‬ ‫‪ :1‬مفهوم وخصائص االعالم الجديد‬ ‫‪ :3‬وظائف وسلبيات االعالم الجديد‬ ‫ثانيا‪ :‬ماهية حقوق اإلنسان‬ ‫‪ :1‬مفهوم حقوق اإلنسان‬ ‫‪ :2‬ميالد أول وثيقة لحقوق اإلنسان‬ ‫‪ :3‬خصائص و تصنيف حقوق اإلنسان‬ ‫ثالثا‪ :‬تأثيرات اإلعالم الجديد على حقوق اإلنسان‬ ‫‪ :01‬دور اإلعالم الجديد في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫‪ :02‬عالقة اإلعالم الجديد بحقوق اإلنسان‬ ‫‪ :03‬االنتقادات الموجهة لوسائل اإلعالم الجديد في تغطيته لقضايا حقوق االنسان‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪177‬‬


‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬

‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫‪ :04‬دور اإلعالم في حماية حقوق اإلنسان‬ ‫اوال‪ :‬ماهية اإلعالم الجديد‬ ‫‪ :01‬مفهوم اإلعالم الجديد‬ ‫هو العملية االتصالية الناتجة من اندماج ثالثة عناصر‪:‬‬ ‫‪ .1‬الكمبيوتر‬ ‫‪ .2‬الشبكات‬ ‫‪ .3‬الوسائط المتعددة‬ ‫‪ ‬هو الذي يقوم بتدفق المعلومات عبر شبكة االنترنيت والهاتف الجوال‪.‬‬ ‫‪ ‬هو مصطلح حديث يتضاد مع اإلعالم التقليدي‪ ,‬كون اإلعالم الجديد لم يعد فيه‬ ‫نخبة أو قادة إعالميين بل أصبح متاحا لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه‬ ‫واستخدامه واالستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يطلق على اإلعالم الجديد العديد من المسميات والمصطلحات منها‪ :‬اإلعالم‬ ‫البديل‪ ,‬اإلعالم االجتماعي‪ ,‬صحافة المواطن‪ ,‬مواقع التواصل االجتماعي‪,‬‬ ‫اإلعالم الرقمي ‪,‬اإلعالم التفاعلي ‪,‬إعالم المعلومات ‪ ,‬إعالم الوسائط المتعددة‬ ‫‪,‬اإلعالم الشبكي الحي على خطوط االتصال ‪ ,‬اإلعالم ألتشعبي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ويقف هذا المصطلح أمام رؤيتين‪ :‬األولى هي اإلعالم الجديد بوصفه بديال‬ ‫لإلعالم التقليدي‪ ,‬والثانية بوصفه تطور لنظيره التقليدي‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ :02‬خصائص اإلعالم الجديد‬ ‫تميز اإلعالم الجديد بالعديد من الخصائص منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬التفاعلية‪ :‬حيث يتبادل القائم باالتصال والمتلقي األدوار‪ ,‬وتكون ممارسة االتصال‬ ‫ثنائية االتجاه وتبادلية‪ ,‬وليست في اتجاه أحادي‪ ,‬بل يكون هناك حوار بين‬ ‫الطرفين‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪178‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ .2‬المشاركة واالنتشار‪ :‬يتيح اإلعالم الجديد لكل شخص يملك أدوات بسيطة أن‬ ‫يكون ناش ار يرسل رسالته لآلخرين‪.‬‬ ‫‪ .3‬الحركة والمرونة‪ :‬إمكانية نقل الوسائل الجديدة بحيث تصاحب المتلقي والمرسل‬ ‫مثل‪ :‬الحاسب المتنقل ‪ ,‬حاسب االنترنت ‪ ,‬الهاتف الجوال ‪...‬‬ ‫‪ .4‬الكونية‪ :‬حيث أصبحت بيئة االتصال بيئة عالمية تتخطى حواجز الزمان والمكان‬ ‫والرقابة‪.‬‬ ‫‪ .5‬اندماج الوسائط‪ :‬في اإلعالم الجديد يتم استخدام كل وسائل االتصال مثل‪:‬‬ ‫النصوص ‪ ,‬الصوت ‪ ,‬الصورة الثابتة ‪ ,‬الصورة المتحركة ‪...‬‬ ‫‪ .6‬االنتباه والتركيز‪ :‬نظ ار ألن المتلقي في وسائل اإلعالم الجديد يقوم بعمل فاعل‬ ‫في اختيار المحتوى والتفاعل معه‪ ,‬فانه يتميز بدرجة عالية من االنتباه والتركيز ‪,‬‬ ‫بخالف التعرض لوسائل اإلعالم التقليدي الذي يكون عادة سطحيا وسلبيا‪.‬‬ ‫‪ .7‬التخزين والحفظ‪ :‬حيث يسهل على المتلقي تخزين وحفظ الرسائل االتصالية‬ ‫واسترجاعها‪.‬‬ ‫‪ :03‬وظائف اإلعالم الجديد‬ ‫‪ .1‬تجاوز قيود العزلة وذلك باالتصال مع اآلخرين من خالل الشبكات في إطار واقع‬ ‫وهمي أو افتراضي من خالل المحادثات والحوارات‪.‬‬ ‫‪ .2‬سهولة االتصال بالمواقع اإلخبارية وفورية اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ .3‬تقديم المعلومات المتعددة والمتنوعة‪.‬‬ ‫‪ .4‬تقديم الخدمة التعليمية للمستويات المختلفة أي التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫‪ .5‬تحقيق وظيفة التسلية والترفيه من خالل انتشار برامج المسابقات واأللعاب على‬ ‫مواقع شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫‪ .6‬تحقيق وظيفة التسويق واإلعالن‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ :04‬سلبيات اإلعالم الجديد‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪179‬‬


‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬

‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫‪ .1‬انتحال الشخصية‪.‬‬ ‫‪ .2‬النصب واالحتيال في المعلوماتية‪.‬‬ ‫‪ .3‬انتهاك البيانات الشخصية االلكترونية‪.‬‬ ‫‪ .4‬التغيير من أنماط الحياة‪.‬‬ ‫‪ .5‬ارتكاب الجرائم االلكترونية باستخدام التقنيات الحديثة‪.‬‬ ‫‪ .6‬صعوبة الوثوق والتحقق من صحة ومصداقية العديد من البيانات والمعلومات التي‬ ‫تحويها بعض المواقع‪.‬‬ ‫‪ .7‬سهولة إخفاء معالم الجريمة االلكترونية وصعوبة تتبع مرتكبيها‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ثانيا‪ :‬ماهية حقوق اإلنسان وخصائصها‪:‬‬ ‫‪ :01‬مفهوم حقوق اإلنسان‬ ‫حقوق اإلنسان ليس لها تعريفا محددا بل هناك العديد من التعاريف التي قد يختلف‬ ‫مفهومها من مجتمع إلى آخر أو من ثقافة إلى أخرى‪ ،‬ألن مفهوم حقوق اإلنسان أو نوع هذه‬ ‫الحقوق يرتبطان باألساس بالتصور الذي نتصور به اإلنسان‪ ،‬لذلك سوف نستعرض‬ ‫مجموعة من التعاريف لتحديد هذا المصطلح‪ :‬يعرفها "رينية كاسان" وهو أحد واضعي‬ ‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بأنها (فرع خاص من الفروع االجتماعية يختص بدراسة‬ ‫العالقات بين الناس استناداً إلى كرامة اإلنسان وتحديد الحقوق والرخص الضرورية الزدهار‬ ‫شخصية كل كائن إنساني‪ ،‬ويرى البعض أن حقوق اإلنسان تمثل رزمة منطقية متضاربة من‬ ‫الحقوق والحقوق المدعاة)‪ .‬أما "كارل فاساك" فيعرفها بأنها (علم يهم كل شخص وال سيما‬ ‫اإلنسان العامل الذي يعيش في إطار دولة معينة‪ ،‬والذي إذا ما كان متهما بخرق القانون أو‬ ‫ضحية حالة حرب‪ ،‬يجب أن يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي‪ ،‬وأن تكون حقوقه‬ ‫وخاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام)‪ .‬في حين يراها‬ ‫الفرنسي "ايف ماديو" بأنها (دراسة الحقوق الشخصية المعرف بها وطنياً ودولياً والتي في ظل‬ ‫حضارة معينة تضمن الجمع بين تأكيد الكرامة اإلنسانية وحمايتها من جهة والمحافظة على‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪180‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫النظام العام من جهة أخرى)‪ .‬أما الفقيه الهنكاري "أيمرزابو" فيذهب إلى (أن حقوق اإلنسان‬ ‫تشكل مزيجاً من القانون الدستوري والدولي مهمتها الدفاع بصورة مباشرة ومنظمة قانونا عن‬ ‫حقوق الشخص اإلنساني ضد انحرافات السلطة الواقعة في األجهزة الدولية‪ ،‬وأن تنمو بصورة‬ ‫متوازنة معها الشروط اإلنسانية للحياة والتنمية المتعددة األبعاد للشخصية اإلنسانية)‪.‬‬ ‫وجميع التعريفات اآلنفة الذكر تعكس وجهة نظر الكتاب األجانب‪ ،‬أما فيما يخص الكتاب‬ ‫العرب فإن "محمد عبد الملك متوكل" يعطي تعريفاً شامال وواسعا إذ يعرفها بأنها (مجموعة‬ ‫الحقوق والمطالب الواجبة الوفاء لكل البشر على قدم المساواة دونما تمييز بينهم)‪ .‬أما‬ ‫تكفل للكائن البشري‬ ‫رضوان زيادة فيذهب إلى القول بأن حقوق اإلنسان (هي الحقوق التي ُ‬

‫والمرتبطة بطبيعته كحقه في الحياة والمساواة وغير ذلك من الحقوق المتعلقة بذات الطبيعة‬ ‫البشرية التي ذكرتها المواثيق واإلعالنات العالمية)‪ .‬ويرى األستاذ "باسيل يوسف" أن حقوق‬ ‫اإلنسان (تمثل تعبي اًر عن تراكم االتجاهات الفلسفية والعقائد واألديان عبر التاريخ لتجسد قيم‬ ‫إنسانية عليا تتناول اإلنسان أينما وجد دون أي تمييز بين البشر ال سيما الحقوق األساسية‬ ‫التي تمثل ديمومة وبقاء اإلنسان وحريته)‪ .‬أما "محمد المجذوب" فيعرفها بأنها (مجموعة‬ ‫الحقوق الطبيعية التي يمتلكها اإلنسان واللصيقة بطبيعته والتي تظل موجودة وإن لم يتم‬ ‫االعتراف بها‪ ،‬بل أكثر من ذلك حتى ولو انتهكت من قبل سلطة ما)‪.‬‬ ‫أما األمم المتحدة فقد عرفت حقوق اإلنسان بأنها (ضمانات قانونية عالمية لحماية األف ارد‬ ‫والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات األساسية والكرامة اإلنسانية‪ ،‬ويلزم‬ ‫قانون حقوق اإلنسان الحكومات ببعض األشياء ويمنعها من القيام بأشياء أخرى)‪ ،‬أي أن‬ ‫رؤية المنظمة الدولية لحقوق اإلنسان تقوم على أساس أنها حقوق أصيلة في طبيعة اإلنسان‬ ‫والتي بدونها ال يستطيع العيش كإنسان‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫وتعرف ‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫"هي مجموعة من الحقوق التي يمتلكها كل فرد بغض النظر عن الجنسية‪ ,‬الدين‪,‬‬ ‫لون البشرة‪ ,‬أي تعتمد على أساس مبادئ المساواة وعدم التمييز"‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪181‬‬


‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬

‫‪‬‬

‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫عرفت الو‪.‬م‪.‬أ حقوق اإلنسان بأنها‪":‬ضمانات قانونية عالمية لحماية األفراد‬ ‫والجماعات من إجراءات الحكومة التي تمس الحريات األساسية والكرامة‬ ‫اإلنسانية"‪.‬‬

‫‪‬‬

‫"هي تلك الحريات التي ينبغي أن يتمتع بها اإلنسان باعتبار صفته اإلنسانية دون‬ ‫النظر ألي من اللون أو الجنس أو الدين أو العقيدة"‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪5‬‬

‫خصائـص حقـوق اإلنسـان‬

‫حقوق اإلنسان التشترى والتكتسب والتورث فهى ببساطة ملك للناس كافة ألنهم بشر وتتميز‬ ‫بأنها حقوق عالمية أى واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو‬ ‫االصل الوطنى أو االجتماعى وحقوق اإلنسان مترابطة ببعضها البعض التقبل التجزئة وتولد‬ ‫مع جميع الناس واليمكن انتزاعها وليس من حق أحد يحرم شخص آخر من حقوق اإلنسان‬ ‫حتى لو لم تعترف به قوانين بلده‬ ‫‪‬‬

‫فئــات حقــوق اإلنسان‬

‫أوالً ‪ :‬الحقوق المدنية والسياسية ‪ -:‬وهى تشمل الحق فى الحياة والحرية واألمن وعدم‬ ‫التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية والمشاركة فى الحياة السياسية وحرية الرأى والتعبير‬ ‫والضمير والدين وحرية اإلشتراك فى الجمعيات والتجمع السلمى وتسمى هذه الحقوق بالجيل‬ ‫االول من الحقوق ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية ‪ -:‬وهى تشمل العمل والتعليم والصحة والمأكل‬ ‫والزواج وتكوين األسرة وتسمى هذه الحقوق بالجيل الثانى من الحقوق ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬الحقوق البيئية والتنموية ‪ -:‬وتشمل حق العيش فى بيئة نظيفة خالية من التلوث‬ ‫ومصونة من التدمير وتنمية المجتمع ثقافياً وسياسياً وإقتصادياً وتسمى هذه الحقوق بالجيل‬ ‫الثالث من الحقوق ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪182‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ :02‬أول وثيقة لحقوق اإلنسان‬ ‫حظيت أول وثيقة أصدرها المجتمع الدولي بقبول من كافة الدول ’ وحصلت على الموافقة‬ ‫من قبل الجميع هي "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان" الذي صدر في عام ‪7.1948‬والذي‬ ‫يعتبر من أكثر اإلعالنات شهرة وأكثرها إثارة للجدل‪ ,‬وإذا نظرنا إلى وثيقة " اإلعالن العالمي‬ ‫لحقوق االنسان" فإننا نجدها تحمل دالالت صريحة تؤكد على ضرورة االعتراف بكرامة‬ ‫الكائن البشري ودعت إلى تفعيل حمايتها‪.‬‬ ‫إن " اإلعالن العالمي لحقوق االنسان" يبرز أهمية حقوق االنسان السياسية والمدنية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية إلى درجة أنه كفل للمنظمات الدولية الحق في القيام‬ ‫بالتحقيقات في مسائل الظلم واالستبداد التي قد يتعرض لها االنسان في مناطق عدة بما‬ ‫يخالف نصوص " اإلعالن العالمي لحقوق االنسان" ‪ ,‬حيث يعتبر هذا األخير الوثيقة‬ ‫التاريخية التي أحدثت تطو ار في مجال آليات حماية حقوق االنسان بالرغم من القصور الذي‬ ‫تشابه في بعض أحكامه‪ ,‬وجاء" اإلعالن " في مقدمة وثالثين مادة ‪ ,‬ويقوم على مبادئ‬ ‫أساسية هي الحرية والمساواة وعدم التمييز وتشمل المواد من ‪ 22-3‬جميع الحريات الفردية‬ ‫والجماعية‪ .‬أما الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية فقد وردت في المواد من ‪27-22‬‬ ‫ومما الشك فيه أن "اإلعالن" تضمن نصوصا عامة تشمل الدول جميعها فأصبحت من‬ ‫القواعد العامة في القانون الدولي‪ ,‬وطلب بالعمل على تطبيقها‪ .‬حيث نجد أن " اإلعالن" قد‬ ‫ساهم والى حد كبير في وضع القواعد األساسية والعامة الالزمة للكرامة اإلنسانية وبالحقوق‬ ‫المتساوية والتي تقوم على أساس الحرية والعدل والسالم العالمي‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ :03‬خصائص حقوق االنسان‬ ‫‪ .1‬حقوق االنسان ال تشترى وال تكتسب وال تورث فهي ببساطة ملك الناس وأنهم بشر‬ ‫وهي متأصلة في كل فرد‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعتبر واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي‬ ‫السياسي أو رأي األخر‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪183‬‬


‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬

‫‪ .3‬حقوق االنسان ال يمكن انتزاعها فليس من حق أحد أن يحرم شخصا أخر من حقوقه‬ ‫حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده فحقوق االنسان ثابتة وغير قابلة للتصرف‬ ‫‪ .4‬كي يعيش جميع الناس بكرامة فانه يحق لهم أن يتمتعوا بالحرية واألمن وبمستويات‬ ‫معيشية الئقة فحقوق االنسان غير قابلة للتجزئة‪.‬‬ ‫‪ :04‬تصنيف حقوق االنسان‬ ‫ويمكن تصنيف حقوق االنسان الى‪:‬‬ ‫‪ .1‬الحقوق المدنية والسياسية‪ :‬وهي مرتبطة بالحريات وتشمل الحقوق التالية‪ :‬الحق‬ ‫في الحياة والحرية واألمن وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية ‪,‬والحق في‬ ‫المشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير والتفكير ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ :‬وهي مرتبطة باألمن وتشمل ‪ :‬الحق في العمل‬ ‫والتعليم والمستوى الالئق في المعيشة والمأكل والمأوى والرعاية الصحية‪.‬‬ ‫‪ .3‬الحقوق البيئية والثقافية والتنموية‪ :‬وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة‪ ,‬والحق في‬ ‫التنمية الثقافية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫ثالثا‪ :‬تأثيرات اإلعالم الجديد على حقوق اإلنسان‬ ‫‪ :01‬دور اإلعالم الجديد في مجال حقوق اإلنسان يشكل اتجاهات الرأي العام‬ ‫‪ -1‬اإلعالم الجديد مصدر للمعلومات الخاصة في مجال حقوق اإلنسان أو انتهاكها‬ ‫‪ -2‬يلعب اإلعالم الجديد دو ار حاسما في التأثير على مسار حقوق اإلنسان ليس فقط من‬ ‫خالل دوره في تأسيس الوعي بهذه الحقوق وتكريس المفاهيم الخاصة بها ولكن أيضا في‬ ‫مجال التأثير بشأن حماية هذه الحقوق من خالل قدرته على إثارة القضايا المختلفة وتوفير‬ ‫المعلومات الخاصة بها ومتابعتها‬ ‫‪ -3‬يقوم اإلعالم الجديد بدور مهم في مجال السياسة الدولية من خالل تركيزه على قضايا‬ ‫حقوق االنسان في مختلف دول العالم وهو بالتالي يشكل اتجاهات الرأي العام نحو هذه‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪184‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫القضايا أو قد يعمل على نقل ثقافة حقوق االنسان إلى المواطن البسيطة لكي يعرف حقوقه‬ ‫ويحترم حقوق غيره‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ -4‬يعد اإلعالم الجديد من أهم المصادر للمعلومات حول انتهاك حقوق اإلنسان فلم يعد‬ ‫للخبرات الفردية ومنظمات حقوق اإلنسان تأثي ار كبي ار في هذا المجال دون أن تستخدم وسيلة‬ ‫من وسائل اإلعالم الجديد الذي يعتبر بدوره ناقل للمعلومات التي تنتجها منظمات حقوق‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪ -5‬تسمح وسائل اإلعالم الجديد )االنترنت( لألفراد للتعبير عن أرائهم بحرية كاملة وبسهولة‬ ‫وأيضا تتيح لهم فرصة كبيرة لالطالع على المعلومات المتوفرة أو المطروحة من اآلخرين‬ ‫وهي بالتالي ترتبط ارتباطا حقيقيا بحقوق اإلنسان‪ ,‬حيث تعتبر االنترنيت أفضل وسيلة‬ ‫اتصال في مجال حقوق اإلنسان ألنها سريعة وعالمية وتقوم أيضا على التنسيق بين‬ ‫المنظمات العاملة في هذا المجال‬ ‫‪ -6‬تلجأ منظمات حقوق اإلنسان والجمعيات العاملة في هذا اإلعالم بوسائل اإلعالم الجديد‬ ‫للترويج لمبادئها وكسب األنصار وتشكيل قوى الضغط وزيادة الوعي بين الجماهير بتلك‬ ‫الحقوق‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ :02‬عالقة اإلعالم الجديد بحقوق اإلنسان‪:‬‬ ‫على اعتبار أن حرية اإلعالم الجديد تشكل أحد روافد حرية الرأي التي تعد ركناً أساسياً من‬ ‫أركان حقوق اإلنسان‪ ،‬فذلك يستدعي أن يقوم اإلعالم بدور ريادي في مجال حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫لما له من دور في دعم حقوق اإلنسان وتعزيزها‪ ،‬وتأكيد الترابط بين الحقوق كافة‪ ،‬وبناء‬ ‫وتشكيل الرأي العام ودوره الرقابي‪ ،‬وكذلك في قدرته على توفير المعلومات وإثارة القضايا‪،‬‬ ‫والتعريف بمبادئ حقوق اإلنسان‪ ،‬وآليات حمايتها‪ ،‬ونشر ثقافتها‪.‬‬ ‫وتوجد أدوار رئيسية عديدة لإلعالم الجديد في تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان وتنمية الوعي بها‪،‬‬ ‫منها مسؤولية التعريف بالحقوق اإلنسانية‪ ،‬وإشاعة ثقافة احترامها والتمسك بها‪ ،‬وكذلك‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪185‬‬


‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬

‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫مسؤولية التحريض على المطالبة بالحقوق المنتقصة‪ ،‬وأيضاً‪ ،‬مسؤولية التنبيه إلى عدم‬ ‫التعسف في استخدام الحق‪ ،‬إضاف ًة إلى مسؤولية التربية على احترام الحقوق اإلنسانية‬ ‫لآلخر‪ ،‬فرداً كان‪ ،‬أو جماعة‪.‬‬ ‫ويتطلب نجاح اإلعالم الجديد في نشر ثقافة حقوق اإلنسان استنهاض منظمات المجتمع‬ ‫المدني للمشاركة الفاعلة في التنمية الحقوقية‪ ،‬وتزويد اإلعالم بالمعلومات وتصحيح‬ ‫المعلومات حول القضايا المثارة‪ ،‬وكذلك إعداد إعالنات عن حقوق الطفل‪ ،‬والمرأة‪ ،‬وذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة حيث بإمكانه مجاراة األحداث لحظة بلحظة وتغطيتها من قبل أشخاص‬ ‫عاديين ‪ ،‬دون أن يلزمهم االحتراف‪ ،‬وبالتالي يسبق حتّى تغطية وسائل اإلعالم التّقليدي وقد‬ ‫ّ‬

‫حول هذا اإلعالم مجموعة من الشباب إلى ناشطين‪ ،‬أو صحافيين ميدانيين مدنيين‪،‬‬

‫يطرحون القضايا ويعطوها حيز من االهتمام والتّغطية تفرض تناقلها بين العامة وبالتالي‬ ‫تحركا ما نحو التغيير اإليجابي في المجتمع‪.‬‬ ‫تفرض ّ‬ ‫لهذا يستعمل اإلعالم االجتماعي لدعم قضايا حقوق اإلنسان‪ ،‬بحيث أن اإلعالم االجتماعي‬ ‫السياسي‪،‬‬ ‫نجح في تحويل هذه القضايا من‬ ‫ّ‬ ‫نخبوية إلى شعبوية‪ ،‬وأصبح المطالبون بالتّغيير ّ‬ ‫يدركون أن التغيير أيضا له أبعاد أخري اجتماعية‪ ،‬واقتصادية ومدنية‪ ،‬وهي تندرج كّلها تحت‬ ‫مظّلة وعباءة حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ :03‬االنتقادات الموجهة لوسائل اإلعالم الجديد في تغطية حقوق اإلنسان‪:‬‬ ‫‪ -1‬تقوم وسائل اإلعالم الجديد بالخلط بين القضايا ألن الصحفيين لديهم قصور في فهم‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم مراعاة حقوق اإلنسان من قبل الصحفيين لذلك تفوتهم بعض األخبار أو طرق‬ ‫عرض القضايا فيتأثر ذلك على جودة الصحافة وحق الجمهور في الحصول على‬ ‫المعلومات‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪186‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ -3‬أثناء قيام الصحفيين بتغطية قضايا حقوق اإلنسان فهم يعرضونها كجرائم أو أخبار‬ ‫سياسية بدال من قضايا حقوق اإلنسان وهم يتجاهلون وجود المعايير الدولية لحقوق اإلنسان‬ ‫المتعلقة بالعنف والتمييز العنصري واالعتداء على األطفال‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقوم وسائل اإلعالم الجديد بارتكاب انتهاكات لحقوق اإلنسان في بعض األحيان عن‬ ‫طريق غزو الخصوصية أو مداومة التمييز أو تعميق الصراعات‪.13‬‬ ‫‪ :04‬دور اإلعالم في حماية حقوق اإلنسان‬ ‫رغم الفائدة الكبرى التي تتحقق من وراء مبادرة اإلعالم إلى رصد انتهاكات حقوق اإلنسان و‬ ‫توثيقها و إعداد التقرير بصددها و بثها أو نشرها ‪ ،‬فإن دوره في حماية حقوق اإلنسان ‪ ،‬و‬ ‫خاصة في سياق شروط االنتقال نحو الديمقراطية ‪ ،‬ال يتوقف عند هذا الحد ‪ .‬فألن انتهاكات‬ ‫حقوق اإلنسان ليست بالضرورة دائما عمودية المصدر ‪ ،‬و ألن العنف ‪ ،‬و الشطط ‪ ،‬و‬ ‫التعذيب ‪ ،‬و عدم احترام القانون‪ ،‬و التدليس ‪ ،‬و االختالس ‪ ،‬و الرشوة و غيرها من مظاهر‬ ‫الفساد‪ ،‬و التحرش ‪ ،،،،‬حين تتحول إلى عادات سلوكية يومية ‪ ،‬سواء لدى الموظفين‬ ‫المكلفين بتنفيذ القوانين أو لدى باقي رموز السبط السياسية و االقتصادية ‪ ،،،‬يصعب على‬ ‫القوانين مهما تم تحسينها و على أجهزة الزجر المادي مهما بلغت قوتها أن تكبح من جماحها‬ ‫‪ ،‬يكون حريا باإلعالم ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لباقي مكونات التنشئة االجتماعية‪ ،‬أن يتجند‬ ‫في إطار حملة وطنية مستدامة تزاوج بين الفضح الفوري النتهاكات حقوق اإلنسان و بين‬ ‫التربية و التكوين من أجل الوقاية من تكرر حدوث مثل تلك االنتهاكات أو غيرها ‪ .‬إن‬ ‫األمر يتعلق ‪ ،‬هنا ‪ ،‬بالبعد الثاني لمساهمة اإلعالم في تحسين وضع حقوق اإلنسان في‬ ‫المغرب‬

‫‪،‬‬

‫إنه‬

‫بعد‬

‫نشر‬

‫ثقافة‬

‫حقوق‬

‫اإلنسان‬

‫و في هذا اإلطار ‪ ،‬فإن الكتابة الصحفية بروح حقوق اإلنسان تبقى أهم مدخل إلشاعة قيم‬ ‫هذه الحقوق ‪ .‬و أما المواد و األجناس التي يمكن توظيفها بيداغوجيا في ذلك ‪ ،‬فتتمثل في ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الزوايا اليومية أو األسبوعية التي تخصص لتقديم االستشارات القانونية و غيرها‬ ‫من االقتراحات المتعلقة بفض النزاعات بطرق سلمية بين المواطنين ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪187‬‬


‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬ ‫‪‬‬

‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫االستجوابات الهادفة التي تجرى مع خبراء حقوق اإلنسان ‪ ،‬و مع ضحايا حقوق‬ ‫اإلنسان و مع نشطاء حقوق اإلنسان و المدافعين عنها ‪ ،‬و كذا مع مسؤولي‬ ‫اآلليات الوطنية الموضوعة لحماية هذه الحقوق ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التحقيقات اإلخبارية حول السياسات العامة ‪ ،‬و التحقيقات المدققة حول ‪ ،‬مثال ‪،‬‬ ‫وضعية الحق في التعليم على الصعيد المحلي و في اإلقليم و الجهة ‪ ،‬و وضعية‬ ‫الحق في العالج و في المساعدة الطبية ‪ ،‬و الوضعية داخل السجن المحلي و‬ ‫داخل المركز المحلي إلعادة تأهيل األطفال الجانحين ‪ ،‬و الوضعية السكنية ‪ ،‬و‬ ‫وضعية غيرها من الخدمات االجتماعية المنصوص عليها ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الدراسات و الدراسات المقارنة و المذكرات و التقارير و منها التقارير األولية و‬ ‫التقارير الدورية التي تبعث بها الحكومة المغربية إلى اآلليات الدولية لحماية حقوق‬ ‫اإلنسان و التقارير المضادة ( التقارير الموازية – تقارير الظل ) التي تصدرها ‪،‬‬ ‫في هذا الشأن ‪ ،‬المنظمات غير الحكومية ذات الصلة ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫البالعات و البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية و الوطنية غير الحكومية و‬ ‫عن الضحايا أو عائالتهم أو من يحق له ذلك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫األجناس الخبرية و أجناس الرأي و األجناس االنطباعية بخصوص الحمالت‬ ‫الموضوعاتية في مجال حقوق اإلنسان ‪ ،‬كالحمالت الدولية ضد التعذيب في العالم‬ ‫أو من أجل التسامح أو السلم ‪ ،‬و كالحملة التي يساهم فيها المجتمع المدني من‬ ‫أجل شجب العوائق التي تضعها الواليات المتحدة األمريكية ضد رغبة حكومات‬ ‫عديدة في تمديد عشرية األمم المتحدة للتربية على حقوق اإلنسان ‪ ،‬و الحملة‬ ‫الوطنية من أجل مكافحة الفساد أو من أجل تخليق الحياة العامة أو حماية المال‬ ‫العام ‪ ،‬و كذا الحملة من أجل المساواة ‪ ،،،‬أو من أجل السلم و التفاهم بين األفراد‬ ‫و المجموعات و الدول و نبذ اإلرهاب و الحقد و الكراهية في العالقات الداخلية و‬ ‫الخارجية ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪188‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪04‬‬

‫و باإلضافة إلى تتبع و إعداد و نشر التقارير لتغطية التظاهرات و األنشطة الدولية‬ ‫و اإلقليمية و الوطنية و المحلية المعنية بحقوق اإلنسان يكون مفيدا جدا نشر و‬ ‫إعادة نشر ‪ ،‬بشكل بيداغوجي و بناء على مناسبات مضبوطة ‪ ،‬المواثيق الدولية‬ ‫لحقوق اإلنسان و التعريف باآلليات الدولية و اإلقليمية و الوطنية لحماية هذه‬ ‫الحقوق و بأساليب االتصال بها‬

‫‪14‬‬

‫‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫إن لوسائل اإلعالم الجديد دور كبير في مجال حقوق اإلنسان‪ ,‬وتعد قضايا حقوق اإلنسان‬ ‫بطبيعتها قضايا خالفية‪ ،‬تحتاج إلى طرح الرأي والرأي اآلخر‪ ،‬وصوالً إلى إقناع الرأي العام‬ ‫بهذه القضايا‪ .‬والمعروف أن االقتناع برأي أو فكر ما يمر بخمس مراحل‪ ،‬هي‪ :‬اإلدراك‪ ،‬ثم‬ ‫االهتمام‪ ،‬ثم المحاولة‪ ،‬ثم االقتناع‪ ،‬وأخي اًر التبني‪ ،‬ويؤدي اإلعالم الجديد دو اًر رئيسياً في‬ ‫المراحل الثالث األولى‪ .‬ومن هنا‪ ،‬يتوجب على اإلعالم الجديد االهتمام بنشر ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ 1‬فهد بن عبد الرحمان الشميشري‪ ,‬التربية اإلعالمية‪ ,‬كيف نتعامل مع اإلعالم‪ ,‬ط ‪ ,1‬الرياض‪,2010,‬‬ ‫ص‪.184-183‬‬ ‫‪ 2‬أبو عيشة فيصل‪ ,‬اإلعالم االلكتروني‪ ,‬ط‪ ,1‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.2010 ,‬‬ ‫‪ 3‬خليفة شيرين‪ ,‬ورقة بحثية في مساق الصحافة االلكترونية‪ ,‬الجامعة اإلسالمية‪2012 ,‬‬ ‫‪ 4‬حقوق االنسان‪.11:02Wikipedia.net- 28/02/2017--‬‬ ‫‪ 5‬خالد عبد الحميد خربوش‪ ,‬اإلعالم األمني وحقوق اإلنسان بين القيم والقرار‪ ,‬ط ‪ ,1‬دار الكتب للنشر‪,‬‬ ‫القاهرة‪ 2014 ,‬ص‪.121‬‬ ‫‪ 6‬مبادئ حقوق االنسان‪10:57-2017/02/ 28-alkalema.net -‬‬ ‫‪ 7‬خالد عبد الحميد خربوش ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪120‬‬

‫خياطي مختار‪ :,‬دور القضاء الجنائي الدولي في حماية حقوق اإلنسان‪ ,‬جامعة مولود معمري‪ ,‬مذكرة لنيل‬

‫‪8‬‬

‫شهادة الماجستير‪ ,‬تبزي وزو‪ , 2011 ,‬ص‪44-43‬‬ ‫‪9‬‬

‫قدري علي عبد المجيد‪ ,‬اإلعالم وحقوق اإلنسان‪ ,‬قضايا فكرية ودراسة تحليلية وميدانية‪ ,‬دار الجامعة‬

‫الجديدة‪ ,‬اإلسكندرية‪ 2008 ,‬ص ص‪124-121‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪189‬‬


‫د‪.‬سمراء غربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمان كعواش‬ ‫‪] 10‬‬ ‫‪11‬‬

‫اإلعالم الجديد ودوره في حماية حقوق اإلنسان‬

‫نسرين محمد عبده حسونة‪ ,‬الصحافة وحقوق اإلنسان‪ ,‬ماجستير صحافة‪2015 ,‬‬ ‫قدري علي عبد المجيد‪ ,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.124‬‬

‫‪ 12‬نسرين حسونة‪ ,‬مقال حول اإلعالم الجديد وحقوق اإلنسان‪13 ,‬ديسمبر‪.2014‬‬

‫‪13‬‬

‫نسرين محمد عبده حسونة‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ 14‬المصطفى صويلح‪ ,‬دور اإلعالم في حماية حقوق اإلنسان‪ .WWW.ANHRI.NET ,‬يوم‬ ‫‪, 2017/02/22‬الساعة ‪.10:25‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪190‬‬


04 ‫العدد‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫القائم باالتصال في اإلعالم الجزائري‬

"‫والميديا الجديدة "الفايسبوك وتويتر أنموذجا‬ -‫ دراسة وصفية على عينة من صحفي القطاع المكتوب والمسموع والمرئي في الجزائر‬-

‫منير عيادي‬.‫أ‬

3‫جامعة الجزائر‬

:‫الملخص‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى اعتماد الصحفيين في وسائل اإلعالم المكتوبة والمسموعة‬ ‫والمرئية الجزائرية على مواقع التواصل االجتماعي وفي مقدمتها موقعي الفايسبوك والتويتر كمصادر للمعلومات‬ ‫ ومن أجل تحقيق هذه األهداف اعتمدت الدراسة على منهج المسح الوصفي واستخدمت العينة‬،‫اإلخبارية‬ ‫ حيث تم توزيع استمارة االستبيان االلكتروني على صحفيي المؤسسات‬،‫القصدية المتاحة في االنترنت‬ ،‫ اإلذاعة الوطنية‬،‫ جريدة الخبر الخاصة‬،‫الصحفية المكتوبة والسمعية والمرئية (جريدة الشعب العمومية‬ ‫ وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة‬،‫التلفزيون العمومي) في الجزائر من مستخدمي مواقع التواصل االجتماعي‬

‫من النتائج أهمها أن الصحفيين الجزائريين محل الدراسة ال يستخدمون مواقع التواصل االجتماعي وفي مقدمتها‬

‫ وان غالبيتهم يثقون بمواقع التواصل االجتماعي‬،‫الفايسبوك والتويتر كمصادر رئيسية للمعلومات اإلخبارية‬ .‫ كما يفضلون المزج بين هذه المصادر وبين المصادر التقليدية‬،‫بدرجة قليلة أو ال يثقون بها إطالقا‬

‫ وسائل‬،‫ مصادر المعلومات‬،‫ استخدام‬،‫ الفايسبوك والتويتر‬،‫ الممارسة المهنية‬، ‫ الشبكات االجتماعية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

.‫اإلعالم الجماهيرية‬

Abstract : This study aimed to identify the extent of the journalists in Algerian media dependence on social networking sites, particularly sites Facebook and Twitter as sources of information and news This is by seeking to detect representations journalists to social Networking sites as a source of news, as well as identify these targets journalists when using my Facebook and Twitter in the news-gathering, In order to achieve these objectives the study relied on the descriptive survey method was used purposive sample available in the Internet during the months of January and February 2017 were distributed electronic questionnaire (60 form) on journalists audiovisual private institutions in Algeria users of social networking sites, and recupaier them answer 52 news which is the total number of sample of the study the study found a number of results that the most important Algerian journalists in algeriane media do not use social networking sites, particularly Facebook and Twitter as key sources of information and news that they and most of them trust social networking sites a few more or do not trust it at all, as They prefer mixing between them and the traditional sources. Key words: Social networking, professional practice, Facebook and Twitter, use, sources of information, mass media.

191

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫يعتمد الصحفيون في وسائل اإلعالم التقليدية على جمع األخبار من مصادر‬ ‫مختلفة كتقارير وكاالت األنباء‪ ،‬والصحف والقنوات األجنبية وتقارير الشرطة‪ ،‬والمؤتمرات‬ ‫واللقاءات واألحاديث العامة والشخصية كما أنهم قد يجرون المقابالت ويقومون باألبحاث‬ ‫وغيرها ومع تطور وسائل اإلعالم بداء بالمطبوع إلى السمعي ثم السمعي البصري تطورت‬ ‫مصادر المعلومات هي األخرى أين حاول كل منها القضاء على ما يلتصق بما سبقه من‬ ‫عيوب‪ ،‬إال أن الثورة الحقيقة في مجال مصادر المعلومات تجسدت في ذالك التزاوج بين‬ ‫تكنولوجيا الحاسب اآللي و تكنولوجيا االتصال وبزوغ ما يسمي بشبكة المعلومات الدولية‬ ‫االنترنت والتي شكل ظهورها حدثا عالميا ‪،‬أثر في حياة المجتمعات العصرية وأصبح جزء ال‬ ‫يتج أز من حياة تلك المجتمعات مما أسهم في تغيير أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي‪،‬‬ ‫وأحدثت طوفانا معلوماتيا‪ ،‬إذ شهدت الشبكة العالمية تطو ار متالحقا في سنوات عدة ‪،‬وسرعة‬ ‫في نقل األحداث التي تجري حول العالم‪ ،‬فأصبحت المسافة بين المعلومة واإلنسان ‪،‬تقاس‬ ‫بالمسافة الفاصلة بين الحاسوب ولوحة المفاتيح ‪،‬وزمن الوصول ال يتعدى ثوان عدة وال‬ ‫يحتاج المرء سوى ضغطة مفتاح ليحصل على كم هائل من المعلومات حول أي موضوع‬ ‫يبحث عنه‪ ،‬وقد ظهرت على هامش هذا التطور مجموعة من التطبيقات‪ ،‬لعل من أهمها‬ ‫شبكات التواصل االجتماعي التي يشترك عبرها الماليين من الناس كل حسب اهتماماته‬ ‫وميوله‪ ،‬حيت قدمت للصحفيين عموما إمكانية الولوج إلى كم هائل من المعلومات بأقل جهد‬ ‫و اخفض تكلفة‪،‬كأحد ابرز مصادر المعلومات التي فرضت نفسها بقوة وسرعة انتشارها على‬ ‫الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب)‪.‬‬ ‫ومنذ منتصف القرن الماضي وبداية األلفية الثالثة تزايدت أعداد ما اصطلح عليه‬ ‫بوسائل اإلعالم االجتماعية أو مواقع التواصل االجتماعي وتنامي حجم جماهيرها بدرجة‬ ‫ملفتة لالنتباه خاصة الفايسبوك والتويتر ‪ ،‬وقد تميزت هذه المواقع بتزايد مستوى التطوير‬ ‫التقني والمضموني لها إلى حد جعلها تضطلع بعدد كبير في األوساط االجتماعية والسياسية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪192‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ ،‬التجارية ‪ ،‬اإلعالمية‪ ،‬هذا األمر باإلضافة إلى تزايد االستخدام اليومي والمنتظم للحصول‬ ‫على المعلومات واألخبار من قبل الصحفيين على مستوى كل المؤسسات اإلعالمية بما‬ ‫فيها القنوات التلفزيونية الخاصة‪،‬التي حظيت بإقبال كبير من طرف الجمهور الجزائري ‪ ،‬أثار‬ ‫تساؤالت عدة عن مصادر المعلومات في هذه الفضائيات وكذلك عن ما إذا كانت شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي وبالتحديد الفايسبوك والتويتر من ضمن تلك المصادر وحقيقة منافستها‬ ‫لمصادر األخبار التقليدية ومدى المصداقية التي تحظى بها تلك المواقع ‪.‬‬ ‫ومن هنا جاءت هذه الدراسة لإلجابة على التساؤل اإلشكالي التالي‪:‬‬ ‫إلى أي مدى يستخدم الصحفيين الصحفيين الجزائريين موقعي الفايسبوك والتويتر كمصادر‬ ‫لألخبار؟‬ ‫وانطالقا من اإلشكالية المطروحة أعاله‪ ،‬سنحاول من خالل هذه الدراسة اإلجابة على‬ ‫التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫كيف يتمثل صحفي القطاع المكتوب والمرئي والمسموع لمواقع التواصل االجتماعي‬ ‫كمصادر لألخبار؟‬

‫‪‬‬

‫ما هي أهداف هؤالء الصحفيين من خالل استخدامهم لموقعي الفايسبوك والتويتر ؟‬

‫‪‬‬

‫ما هي درجة المصداقية التي تحظى بها هذه المواقع لدى الصحفيين الجزائريين‬ ‫مقارنة بمصادر األخبار التقليدية؟‬

‫‪‬‬

‫ما مدى التزام الصحفيين في القنوات الجزائرية الخاصة بأخالقيات المهنة من‬ ‫خالل اعتمادهم على مواقع التواصل االجتماعي (الفايسبوك والتويتر) كمصادر‬ ‫لألخبار؟‬

‫أهمية وأهداف الدراسة‪ :‬إن هذا الموضوع يعنى بدراسة استخدامات مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪-‬الفايسبوك والتويتر بالتحديد‪ -‬كمصادر للخبر واإلشباعات المحققة منها لدى‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪193‬‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫الصحفيين الجزائريين في القطاعات اإلعالمية محل الدراسة ‪ .‬كما تكمن أهمية هذه الدراسة‬ ‫في‪:‬‬ ‫‪ -‬استشراف مستقبل الصحافة واإلعالم في الجزائر وإلقاء الضوء على هذه التجربة وذلك‬

‫بمعرفة مدى اعتماد الصحفيين الجزائريين على مواقع التواصل االجتماعي وما تقدمه‬

‫هذه المواقع من امتيازات وتسهيالت للعاملين في الميدان الصحفي‪.‬‬ ‫‪ -‬أفرزت الثورة التكنولوجية اتساع استخدام االنترنت كوسيلة إعالمية جديدة ومنه استخدام‬

‫هذه المواقع االجتماعية التي تنطوي ضمن ما يسمى باإلعالم الجديد وما لهذا األخير‬ ‫من مزايا يجعل منه مرآة عاكسة للمجتمع ومواقع التواصل االجتماعي جزء ال غنى عنه‬

‫من هذا المفهوم الشامل يجعل منها طبقا دسما للصحفيين في الحصول على المعلومات‬

‫واإلخبار‪.‬‬

‫أما األهداف التي ترمي الدراسة إلى تحقيقها فيمكننا ذكر األتي‪:‬‬ ‫ التعرف على مدى اعتماد الصحفيين في القطاع المكتوب والمرئي والمسموع على هذه‬‫المواقع االجتماعية في الحصول على األخبار‬

‫ التعرف على أهم المصادر التي يلجا إليها هؤالء الصحفيين الستقاء المعلومات‬‫الضرورية لصياغة قوالبهم اإلعالمية وإخبارهم اليومية‪.‬‬ ‫ معرفة التغيرات التي طرأت على العمل اإلعالمي إثر استخدام هذه المواقع االجتماعية‬‫خاصة فيما يتعلق بطريقة وسرعة جمع المادة اإلعالمية‪.‬‬

‫ معرفة مدى مصداقية هذه المواقع كمصدر للمعلومة ودرجة ثقة الصحفيين بها ‪.‬‬‫ معرفة العوامل المتحكمة في لجوء واستخدام الصحفيين الجزائريين لهذه المصادر‬‫اإلعالمية ومحاولة الكشف عن اإلشباعات التي توفرها مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫منهج الدراسة وأداتها ‪ :‬استخدم الباحث منهج المسح الوصفي الذي يعتبر أحد‬ ‫األشكال الخاصة بجمع المعلومات عن حالة األفراد وسلوكهم وإدراكهم ومشاعرهم‬ ‫واتجاهاتهم‪ ،‬وهو مالئم لطبيعة مشكلة الدراسة فضال عن انه من أكثر المناهج‬ ‫المستخدمة في البحوث اإلعالمية ‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪194‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫"ويعتبر أيضا الشكل الرئيسي والمعيار األمثل لجمع المعلومات عندما تشمل الدراسة‬ ‫المجتمع الكلي أو تكون العينة كبيرة ومنتشرة بالشكل الذي يصعب االتصال بمفرداتها عما‬ ‫يوفر جانبا من الوقت والجهد المبذول من خالل خطوات منهجية موضوعية"‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫وقد تم اختيار أداة االستبيان للحصول على المعلومات المتعلقة بالدراسة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أن منهج المسح الوصفي كأسلوب بحث تعتبر فيه هذه األداة من أحسن األدوات جمع‬ ‫المعلومات وأكثرها مالئمة له‪ .‬ويعرف االستبيان على أنه " مجموعة من األسئلة المرتبة‬ ‫حول موضوع معين‪ ،‬يتم وضعها في استمارة ترسل لألشخاص المعنيين بالبريد أو يجرى‬ ‫تسليمها باليد تمهيدا للحصول على أجوبة األسئلة الواردة فيها"‪ .‬و وكذلك هو عبارة عن"‬ ‫نموذج يضم مجموعة من األسئلة التي تدور حول موضوع ما يتم إرساله إلى المبحوثين‬ ‫بطريقة أو بأخرى ليجيبوا على هذه األسئلة ثم إعادته ثانية إلى الهيئة المشرفة على البحث"‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وفي هذه الدراسة تم صياغة أسئلة االستمارة االلكترونية صياغة علمية وتم توزيعها‬ ‫على‪ 5‬محاور‪:‬‬ ‫ المحور األول‪ :‬ويضم البيانات الشخصية ألفراد العينة ‪.‬‬‫ المحور الثاني‪ :‬تمثل صحفي الجزائريين لمواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬‫ المحور الثالث‪ :‬أهداف الصحفيين من استخدام مواقع التواصل كمصادر للخبر‪.‬‬‫ المحور الرابع‪ :‬مصداقية مواقع التواصل االجتماعي كمصدر لألخبار‪.‬‬‫ المحور الخامس‪ :‬مدى التزام الصحفيين بالممارسة المهنية في أثناء استخدام مواقع‬‫التواصل االجتماعي‬ ‫مجتمع البحث وعينة الدراسة ‪ :‬مجتمع البحث في دراستنا هو فئة الصحفيين في الصحافة‬ ‫المكتوبة واإلذاعة والتلفزيون من مستخدمي مواقع التواصل االجتماعي كمصدر للخبر و نظ ار‬ ‫الستحالة القيام بدراسة شاملة لجميع مفردات مجتمع البحث قمنا باختيار أسلوب العينة‪.‬‬ ‫فقد قمنا باختيار أسلوب العينة العمدية أو القصدية المتاحة في االنترنت –موقع الفايسبوك–‬

‫خالل شهري جانفي وفيفري ‪.2017‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪195‬‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫وقد قمنا باختيار العينة القصدية ذالك أن مجتمع الدراسة يتميز بالتباين والتغير ولكي‬

‫نكون واضحي الوجهة بطريقة اضمن وبأسرع وقت‪ ،‬فقد اخترنا عينة تتكون من ‪ 60‬مفردة‬

‫موزعة على صحفي القطاع المكتوب ممثلين بجريدة الشعب والخبر‪ ،‬والقطاع المسموع ممثل‬ ‫من اإلذاعة الوطنية أما فيما يخص القطاع المرئي فقد مثلناه بالتلفزيون العمومي الجزائري‪،‬‬

‫تم إرسال نموذج االستبيان االلكتروني عبر صفحاتهم في موقع التواصل االجتماعي‬ ‫"الفايسبوك" ومن خالل بريدهم االلكتروني كذلك ‪ ،‬إال أننا استرجعنا ‪ 52‬استمارة من أصل‬ ‫‪ 60‬وهو العدد اإلجمالي لحجم العينة أي ‪ 52‬مفردة‪.‬‬

‫ضبط مفاهيم الدراسة ‪ :‬ويعتبر تحديد المفاهيم إحدى الخطوات الهامة واألساسية التي‬ ‫يحتاجه الباحث في دراسته حيث يتوجب على الباحث تحديد مفاهيمه بدقة من اجل إزالة أي‬ ‫لبس قد يعلق بذهن المستمع أو المطلع‪ ،‬الن المفهوم الواحد يحتمل أكثر من معنى‪ ،‬وبما انه‬ ‫يحمل أكثر من معنى فان الغموض يحفه من كل جانب مما يجعـ ـ ـ ــل ضرورة تحديده هامة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫وتتمثل مفاهيم هذه الدراسة في اآلتي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مفهوم مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫عرفها سعد البطوطي على أنها "مواقع ويب أنشئت بغرض جمع المستخدمين وأصدقاء‬ ‫العمل والدراسة ومشاركة األنشطة واالهتمامات والبحث عن التكوين والصدقات كما توفر‬ ‫للمستخدمين خدمات مشاركة الملفات والصور ومقاطع الفيديو والتدوين"‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ التعريف اإلجرائي ‪ :‬هي شبكات اجتماعية تفاعلية تتيح التواصل لمستخدميها متى ما‬‫شاءوا وأينما كانوا واكتسبت اسمها االجتماعي كونها تعزز العالقات بين بني البشر‬ ‫وتعدت في اآلونة األخيرة وظيفتها االجتماعية لتصبح وسيلة تعبيرية واحتجاجية على‬ ‫نظم الحكم المستبدة كما وتعتبر كذالك في دراستنا مصد ار من مصادر المعلومات‬ ‫يستخدمه الصحفيون الستقاء الخبر منها وتتمثل مواقع التواصل االجتماعي في هذه‬ ‫الدراسة في الفايسبوك والتوتير‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪196‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مصادر األخبار ‪:‬‬

‫مصادر األخبار هي كل الوسائل والقنوات التي يمكن نقل المعلومات من خاللها إلى‬ ‫المستقبل ‪،‬كما أنها كافة المعلومات المطبوعة كالكتب والدوريات وتقارير البحوث ووثائق‬ ‫المؤتمرات‪ ،‬إضافة إلى مواد المعلومات غير المطبوعة كالمواد السمعية أو المواد البصرية أو‬ ‫المواد السمعية البصرية وغيرها كما تعكس الحاجات أو المشاكل التي يجب حلها والسيطرة‬ ‫عليهـ ــا‪ ،‬تحصل من خاللها الصحف على المعلومات واألخبار‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫التعريف اإلجرائي ‪ :‬مصادر المعلومات هي كافة المنابع التي يستقي الصحفي يوميا‬

‫‪-‬‬

‫معلوماته سعيا منه للسبق الصحفي‪ ،‬ومصادر المعلومات التي خصتها دراستنا هي‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي الفايسبوك وتويتر‪.‬‬

‫‪.I‬‬

‫الجانب النظري للدراسة‬

‫‪ -1‬مفهوم مواقع التواصل االجتماعي(الشبكات االجتماعية)‪:‬‬ ‫تعتبر الشبكات أو الوسائط الصورة األبرز لتقنيات اإلعالم الجديد‪ ،‬وهو مصطلح واسع‬ ‫يقصد به تبادل المضامين عبر شبكة االنترنت من اجل الحوار وخلق التفاعل بين الناس‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫ويعرف ايلسون ‪ Ellison‬وبويد ‪ Boyd‬الشبكات االجتماعية على أنها "تلك المواقع‬ ‫المؤسسة على خدمات الويب والتي تسمح لألفراد ببناء ملف تعريفي ‪ profile‬عام أو شبه‬ ‫عام داخل نظام محدد‪ ،‬والولوج إلى قوائم المستخدمين الذين يشاركونهم االهتمام أو الصلة‪،‬‬ ‫واستعراض وإدارة قوائم الصالت وملفات تعريف من أسسوها داخل النظام"‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ومن تعريفات الشبكات االجتماعية كذالك "هي تلك المواقع التي تمكن األفراد من إنشاء‬ ‫شبكات اتصال باألفراد‪ ،‬وعلى الرغم من أنها شبكات اجتماعية إال أن األفراد يمكن أن‬ ‫يتصلوا يبعضهم البعض ألسباب شخصية أو مهنية"‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -2‬أشهر مواقع التواصل االجتماعي ‪ :‬يعتبر الفايسبوك وتويتر من أشهر شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي انتشا ار وتداوال بين األفراد‪:‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪197‬‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫‪1-2‬‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫الفايسبوك ) ‪( facebook‬‬

‫يعد موقع الفايسبوك واحد من أشهر المواقع على الشبكة العالمية‪ ،‬ورائد التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وأصبح موقع الفايسبوك اليوم منب ار افتراضيا للتعبير‪ ،‬واتخذه الشباب اليوم بديال‬ ‫لألحزاب السياسية العاجزة والفاشـ ـ ـ ـ ــلة‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫وبعد الفايسبوك من أهم مواقع التواص االجتماعي والذي أطلقه مارك زوكربيرغ‪ ،‬وكان وقتها‬ ‫طالب في جامعة هارفارد األمريكية سنة ‪ ،2004‬وأعطاه اسم ‪ ،face book‬وكان االشتراك‬ ‫في بدايته يقتصر على طالب جامعة هارفارد وحسب‪ ،‬ولكن بعد هذا حقق الموقع شعبية‬ ‫كبيرة لدرجة انه توسعة بسرعة فائقة إلى بقية الجامعات والكليات ثم المدارس الثانوية ثم‬ ‫الشركات‪ .‬لكن اكبر تحول في تاريخ الفايسبوك كان سنة ‪ 2006‬عندما تخلى الفايسبوك عن‬ ‫ضرورة امتالك العضو حسابا الكترونيا صاد ار من المدرسة والشركة‪ ،‬مما ساعد على فتح‬ ‫أبوابه أمام أي مستخدم على أن يزيد عمره عن ‪ 13‬سنة أو أكثر‪ ،‬وفي عام ‪ 2007‬كان‬ ‫معدل أعمار مستخدمي الفايسبوك تقريبا ‪ 35‬سنة أو أكثر في بعض األحيان‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫انضمام اآلباء واألجداد إلى المراهقين والطالب في االنخراط في الموقع‪.‬‬ ‫‪2-2‬‬

‫‪10‬‬

‫تــــــويـــــــتر (‪)Twitter‬‬

‫المصغر والتي تسمح‬ ‫هو أحد أشهر مواقع الشبكات االجتماعية‪ ،‬يقدم خدمة التدوين‬ ‫ّ‬ ‫لمستخدميه بإرسال"تغريدات"عن حالتهم أو عن أحداث حياتهم بحد أقصى ‪ 140‬حرف‬ ‫للرسالة الواحدة‪ .‬وذلك مباشرة عن طريق موقع تويتر أو عن طريق إرسال رسالة نصية‬ ‫قصيرة ‪ SMS‬أو برامج المحادثة الفورية أو التطبيقات التي يقدمها المطورون مثل الفيس‬ ‫بوك و ‪ TwitBird‬و ‪ Twitterrific‬و ‪ Twhirl‬و‪ ، twitterfox.‬وتظهر تلك التحديثات في‬ ‫صفحة المستخدم‪ .‬ويمكن لألصدقاء قراءتها مباشرة من صفحتهم الرئيسية أو زيارة ملف‬ ‫المستخدم الشخصي‪ ،‬وكذلك يمكن استقبال الردود والتحديثات عن طريق البريد اإللكتروني‪،‬‬ ‫وخالصة األحداث ‪ RSS‬وعن طريق الرسائل النصية القصيرة ‪ SMS‬وذلك باستخدام أربعة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪198‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫أرقام خدمية تعمل في الواليات المتحدة وكندا والهند باإلضافة للرقم الدولي والذي يمكن‬ ‫لجميع المستخدمين حول العالم اإلرسال إليه في المملكة المتحدة وظهر الموقع في أوائل عام‬ ‫‪ 2006‬كمشروع تطوير بحثي أجرته شركة ‪ Odeo‬األميركية في مدينة سان فرانسيسكو‪،‬‬ ‫وبعد ذلك أطلقته الشركة رسمياً للمستخدمين بشكل عام في أكتوبر ‪ .2006‬وبعد ذلك بدأ‬ ‫الموقع في االنتشار كخدمة جديدة على الساحة في عام ‪ 2007‬من حيث تقديم التدوينات‬ ‫المصغرة‪ ،‬وفي أبريل ‪ 2007‬قامت شركة ‪ Odeo‬بفصل الخدمة عن الشركة وتكوين شركة‬ ‫جديدة باسم ‪ Twitter‬بدءاً من ديسمبر ‪ 2009‬فإن جوجل سوف يقوم بعرض نتائج بحث‬ ‫فورية في محرك جوجل لمداخالت المستخدمين الجديدة في تويتر‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ -3‬شبكات التواصل االجتماعي كمصدر للخبر الصحفية‪:‬‬ ‫حدثت مواقع التواصل االجتماعي "فيس بوك ‪ -‬تويتر" وغيرها من المواقع ثورة جديدة من‬ ‫نوع آخر في نقل المعلومات ‪..‬حيث أصبحت تلك المواقع وسائل إعالم يعتمد الكثير عليها‬ ‫في استقاء األخبار وإبداء اآلراء ومعرفة ما يجري حول العالم في أسرع وقت وذلك لتميزها‬ ‫في سرعة نقل المعلومة وإيصالها إلى عدد كبير من الجمهور‪ ،‬الذي أصبح البعض يشعر‬ ‫بالملل لقراءة الصحف ‪..‬كما ساهمت المواقع في طرح ومناقشة العديد من القضايا والوصول‬ ‫إلى حلول لها فهناك من يرى أنها تعتبر مصد ار مهما للحصول على المعلومة‪ ،‬وهناك من‬ ‫يرى أنها ليست مصدر ثقة وأن ما ينشر فيها ال يفي بالغرض وتعتبر مؤشرات للبحث عن‬ ‫بقية المعلومة الكافية‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫وحول هذا الموضوع قمنا باختيار ‪ 2‬من أشهر مواقع التواصل االجتماعي وبيننا كيفية‬ ‫اعتماد الصحفيين عليها كمصادر للخبر الصحفي ‪:‬‬ ‫‪ 1-3‬شبكة الفيسبوك كمصدر للخبر‪:‬‬ ‫هو موقع لشبكة اجتماعية في االنترنت تتيح للمستخدمين إنشاء قاعدة لمالمحهم‬ ‫الشخصية وشبكات اتصال مشتركة وعقد عالقات صداقة مع مستخدمين آخرين والكتابة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪199‬‬


‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫على جدران أصدقائهم وإنشاء مجموعات واالنتساب إليها ونشر األحداث والتسجيل كمعجبين‬ ‫ومحبين ألي شيء يمكن تصوره‪ ،‬ضمن قائمة طويلة إلمكانيات أخرى ‪ .‬ومن بين المزايا‬ ‫األخرى لشبكة الفايسبوك أدوات الصور والمالحظات التي تمكن المستخدمين من إنشاء‬ ‫محفظات مشتركة لصورهم واالحتفاظ بمدونة شخصية مفتوحة على المستخدمين اآلخرين ‪.‬‬ ‫ويأمل الفايسبوك بجذب الصحفيين إلى‪ ، FB Newswire‬وقد قامت الشركة بالعديد من‬ ‫التغييرات في األشهر األخيرة للترحيب بنوع جديد من المستخدمين عبر تحويل الفايسبوك إلى‬ ‫منصة األخبار‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫وتجد وسائل اإلعالم في الفايسبوك أفكا اًر ومعلومات تجعله مصد اًر لتشكيل أخبارها‬ ‫من خالل‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫أ‪ -‬المقابالت الصحفية والبحث عن المعلومات‪:‬‬ ‫يتيح الفايسبوك لإلعالمي تصفح الصفحة الشخصية ألي شخص‪ ،‬واإلطالع على كافة‬ ‫تفاصيل حياته السيما توجهاته السياسية واالجتماعية والفكرية وغيرها ما يسهل عمله في‬ ‫جمع البيانات لمقابلته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬استطالع عن الرأي العام حول قضية ما ‪:‬‬ ‫استطاعت الوسائل اإلعالمية أن ترصد ردود فعل الرأي العام وتفاعله حول أي قضية‬ ‫عبر تعليقاتهم الفايسبوكية‪ ،‬واستمدت منهم مصد ار مهما لمعلوماتها لكتابة مقاالتها أو تصوير‬ ‫تقاريرها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الثورات والنشاطات السياسية والمدنية‪:‬‬ ‫بعد أن كان الفايسبوك مجرد أداة للتواصل بين األفراد‪ ،‬توسع استخدامه ليشمل النشاط‬ ‫السياسي والفكري عبر تداول المعلومات الخاصة باألحداث السياسية خصوصاً الثورات التي‬ ‫لعب الفايسبوك دو ار أساسيا في انطالقتها ونجاحها إثر الصفحات الداعية للمشاركة في‬ ‫التظاهرات‪ ،‬ونقل أخبار الثورات وتفاصيل أي حراك وتوقيته‪ ،‬وهذا بالتالي ساهم بتتبع أخبار‬ ‫تفاصيل أي حراك عبر الفايسبوك‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪200‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫د‪ -‬أخبار الشخصيات المهمة‪:‬‬ ‫كأخبار زواج أو مرض إحدى الشخصيات البارزة‪ ،‬فإذا تم نشر صورة لفنان معين على‬ ‫صفحة الفايسبوك تفيد بأنه مريضاً أو تعرض لحادث أو تزوج‪ ،‬تسارع وسائل اإلعالم‬ ‫االتصال بالفنان ألخذ تفاصيل عن مرضه أو تفاصيل تعرضه للحادث‪...‬‬ ‫حيث أصبح الفايسبوك ال يشكل الفايسبوك مصدر أخبار لوسائل اإلعالم فقط‪ ،‬إنما‬ ‫استغلت األخيرة وجود الفايسبوك لتوسيع نطاق عملها وازدهاره بهدف إيصال أخبارها‬ ‫والترويج لها‪ ،‬وذلك عبر إنشاء صفحاتها الخاصة على الفايسبوك‪ ،‬ومن أشكال الترويج مثالً‬ ‫سعي صحيفة ما لعرض مقتطفات من مقابلة حصرية مع شخصية بارزة في عددها الالحق‪،‬‬ ‫أو تسويق محطة تلفزيونية لتفاصيل برنامج جديد عبر الفايسبوك قبل موعد العرض‪.‬‬ ‫‪ 2- 3‬شبكة التويتر كمصدر للخبر‪ :‬وهو واسطة إعالمية اجتماعية‪ ،‬ومنصة للتدوين‬ ‫المصغر‪ ،‬تتيح لمستخدميها إرسال وقراءة بيانات محدثة‪ ،‬وبوصفه أداة للصحفيين‪،‬‬ ‫والمنظمات اإلخبارية‪ ،‬ينطوي التويتر على طاقات كبيرة مع أن التوصل إلى معرفة الطريقة‬ ‫المثلى الستخدام التدوين المصغر لألغراض الصحفية‪ ،‬قد يغدو عملية معقدة بعض الشيء‪،‬‬ ‫فعند التركيز على طاقاته الكامنة يبدو التويتر أداة مثلى‪ ،‬ألولئك الذين يشهدون حدثا إخباريا‬ ‫جدي ار بالنقل‪( ،‬في ‪ 140‬حرف أو أقل) وإرسال صورة له ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫وقد برهن التويتر على أنه‬

‫المصدر األمثل لنقل األخبار ساعة وقوعها‪ ،‬في مطلع عام ‪ 2009‬عندما كان أحد‬ ‫مستخدميه أول من ينقل مع صورة مرسلة‪ ،‬حادث الهبوط االضطراري لطائرة الخطوط الجوية‬ ‫األمريكية على سطح نهر الهدسون يوم ‪ 18‬جانفي‪.‬‬ ‫ويوفر التويتر للعاملين في مجال صحافة المواطنين ‪،‬الناشئة حول العالم‪ ،‬جمهو ار في‬ ‫اللحظة التي ينقلون فيها الخبر‪ ،‬ويمكنهم حتى من تحقيق سبق صحفي‪ ،‬على وسائل اإلعالم‬ ‫الكبرى‪ .‬ولم تتأخر في استعمال ‪ CNN‬منظمات إخبارية كبرى مثل صحيفة النيويورك تايمز‬ ‫أو شبكة السي أن أن‪ ،‬التويتر لمتابعة االتجاهات‪ ،‬وتطور األخبار‪ ،‬وإرسال التحديثات‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪201‬‬


‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫اإلخبارية اآلنية‪ ،‬والعناوين الرئيسية إلى متابعيها‪ ،‬وتفخر صفحة التويتر في صحيفة‬ ‫النيويورك تايمز‪ ،‬بامتالك ما يزيد عن‪ 200000‬متابع‪ ،‬وعندما ال يستعمل التويتر لتنمية‬ ‫األخبار ساعة وقوعها‪ ،‬أو لتطوير أفكار ألخبار جديدة‪ ،‬ومثيرة ‪ ،‬يمكن له أن يعين‬ ‫الصحفيين في جهد العمل الذي تنطوي عليه إدارة المقابالت الصحفية‪.‬‬ ‫فإذا لم تحضر في بالهم أسئلة مثيرة لالهتمام‪ ،‬أو ذات صلة‪ ،‬فبمقدورهم أن يطلبوا أسئلة‬ ‫من متابعيهم‪ ،‬في شبكة التويتر‪ ،‬فالقراء قد يكونوا أكثر اهتماما في قراءة المقابالت التي‬ ‫تجيب مباشرة على تلك األسئلة‪ ،‬التي يتوقون إلى طرحها‪ ،‬ويسهل تويتر كذلك المقابالت‬ ‫العامة واستطالعات الرأي‪ ،‬ذلك أنه في مقدور الصحفي أن يطرح سؤاال كتحديث سريع‪ ،‬ثم‬ ‫ينتظر اإلجابات الواردة من متابعين‪ ،‬ومستخدمين آخرين‪ ،‬يتصادف وجودهم على الشبكة‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ -4‬تحديات أمام االعتماد على مواقع التواصل االجتماعي كمصدر لألخبار‪:‬‬ ‫وفي هذا الصدد استعرض مبارك بن زعير مجموعة من أراء الصحفيين والنقاد والمتابعين‬ ‫لشان صحافة المواطن أو ما يسمى بصحافة مواقع التواصل االجتماعي وعالقتها بوسائل‬ ‫اإلعالم وقد أجمل هؤالء النقاد التحديات التي قد تعيق االعتماد على صحافة المواطن‬ ‫كمصدر للخبر في‪:‬‬ ‫‪1-4‬‬

‫‪17‬‬

‫المصداقية‪:‬‬

‫عن دور الصحفي في تعامله مع مصداقية "صحافة المواطن" تقول ماجدة أبو فاضل‬ ‫"القواعد الصحفية تبقى نفسها‪ ..‬سالح الصحفي في هذه الحالة هو المنطق والدقة في نقل‬ ‫المعلومة والتأكد من مصادر عدة قبل بث الخبر‪ ".‬وتشير إلى احتمال التشكيك في بعض‬ ‫ما يقوله شهود العيان عبر االتصاالت الهاتفية‪ ،‬لكن ذلك ال يعني إغالق االستفادة من هذا‬ ‫المصدر المهم‪ ،‬وتشدد على ضرورة أن يوسع الصحفي دائرة مصادره‪ ،‬واالستناد إلى‬ ‫المعلومات التي تنشرها المنظمات اإلنسانية الدولية التي تكون موجودة على األرض‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪202‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تعتبر أبو فاضل أن انتشار معلومة واحدة على صفحات عشرات أو‬ ‫مئات من المشاركين في الموقع يكسبها مصداقية قد تفتقد إليها وسائل إعالم تقليدية ترتبط‬ ‫سياستها بأجندات خارجية‪ ،‬جعلتها في أحيان كثيرة تنقل أخبا ار كاذبة‪.‬‬ ‫يروجه البعض حول صحافة المواطن وأنها مصدر يفتقد إلى‬ ‫وترفض أبو فاضل ما ّ‬ ‫المصداقية‪ ،‬مؤكدة أن هذا مفهوم خاطئ وتعميم يفتقد إلى اإلنصاف‪ .‬بل على العكس فهي‬ ‫وسيلة قد تتمتع بمصداقية أكثر من اإلعالم التقليدي‪ ،‬والدليل على ذلك أن صور الفيديو‬ ‫التي نقلت عبر شاشات التلفزيون عن تسونامي في اليابان لم تكن ليشاهدها العالم لو لم‬ ‫يصورها المواطنون الموجودون هناك‪ ،‬واألمر نفسه ينطبق على الثورات في تونس وليبيا‬ ‫والبحرين وسورية‪.‬‬ ‫‪2-4‬‬

‫ضعف التأهيل المهني لدى الصحفي المواطن‪:‬‬

‫يشير عدد من النقاد والمتابعين إلى أن صحافة المواطنين تفتقر إلى التدريب المهني‪،‬‬ ‫وأنها ال تحترم القواعد األساسية لعملية نقل األخبار‪.‬‬ ‫لكن على الرغم من ذلك‪ ،‬أخذ المدونون يقتحمون المشهد اإلعالمي أكثر فأكثر‪ ،‬وبدؤوا‬ ‫يكسبون امتيازات كانت حتى اآلن وقفاً على الصحفيين المتمرسين‪ ،‬ويبدو أن ضغط الحاجة‬ ‫الماسة التي تواجهها الصحف هو ما يدفعها لالعتماد على نتاج صحافة المواطنين رغم ما‬ ‫يوجه لها من نقد لضعفها المهني‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ويلحظ المتابع لمسار صحافة المواطن خالل السنوات األربع األخيرة نشاطاً ظاه اًر إلقامة‬

‫مدونين سعوا لتطوير قدراتهم في‬ ‫الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة التي تستهدف ّ‬ ‫النشر على اإلنترنت‪.‬‬ ‫تقدم دورات في هذا المجال "السؤال األساسي هو‬ ‫تقول جيسيكا دير‪ ،‬المدربة والخبيرة التي ّ‬

‫كيف سنتأقلم مع هذه الوسائل المتعددة؟ هدفي من خالل هذه الورشة أن أساعدكم على إيجاد‬ ‫سبل التأقلم‪ ،‬وعرضت دير‪ ،‬الحسنات والسيئات للمنصات المختلفة في التدوين‪ ،‬كما تحدثت‬ ‫عن أمثلة ألدوات صحافة المواطن كموقعي الفايسبوك ويوتيوب وتأثيرهما على كيفية نقل‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪203‬‬


‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الخبر إقليمياً وعالمياً‪ ،‬كما أشارت إلى أن الصحافة التقليدية أصبحت تنقل األخبار من‬ ‫المدونات‪ ،‬وتسلط الضوء على معلومات ما كانت لتنشرها لوال وجودها على اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪3-4‬‬

‫التشهير ومخالفات قانونية أخرى‪:‬‬

‫ومن التحديات األخرى التي يبديها بعض النقاد ما يتعّلق بكون صحافة المواطن مجال‬ ‫للقذف واالعتداء اللفظي والتشهير ونحو ذلك‪ ،‬لكن هذا االفتراض غير موضوعي هنا؛ بسبب‬ ‫أن المعايير المهنية لدى الصحف كفيلة بأن تفرز المادة التي استقتها من صحافة المواطن‪،‬‬ ‫وحينها فإن رئيس التحرير هو من يقرر اشتمالها على شيء من محظورات النشر أم ال‪،‬‬ ‫وليس هناك من يفرض عليه نشر االعتداءات والقذف واألفعال غير القانونية‪.‬‬ ‫‪ -5‬مبادئ وقواعد االرتقاء بالممارسة الصحفية من خالل مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬ ‫‪ 1-5‬مبادئ جمع األخبار من خالل مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬ ‫ترتكز عملية جمع األخبار والمعلومات في المجال اإلعالمي خاصة بما يتعلق بالشبكات‬ ‫االجتماعية على مجموعة من المبادئ يلتزم بها الصحفي وذالك إلضفاء المصداقية في‬ ‫مادته اإلعالمية التي ينشرها ومن هذه المبادئ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪18‬‬

‫وجوب تمتع اإلعالميين بالنزاهة والصدق والشجاعة في عملية البحث عن المعلومات‬ ‫ونشرها والتعليق عليها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫اختبار دقة المعلومات من كل المصادر وتحري الدقة والحذر ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫االجتهاد في البحث عن مواضيع اإلخبار التي تتيح لهم الفرصة للرد على مزاعم‬ ‫الفساد‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫التعريف بالمصادر إن أمكن ذالك لتمكين الجمهور من معرفة مدي مصداقية المصدر‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫االستقالل عن أي أنشطة أو جمعيات لتحاشي التشكيك في النزاهة والمصداقية‬ ‫والموضوعية‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪204‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪-‬‬

‫العدد ‪04‬‬

‫تبني المسؤولية في ما يتم نشره سواء مع الجمهور المستهدف أو الجهات المالكة لوسيلة‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ 2-5‬قواعد استخدام الصحفيين لمواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬ ‫وأصدرت الجمعية األمريكية لناشري األخبار ‪(The American Society of‬‬ ‫)‪News Editors‬دليال اختزلت فيه القواعد التي وضعتها الصحف األمريكية لتنظيم‬ ‫استخدام الصحفيين الميديا االجتماعية‪.‬‬ ‫ويتضمن هذا الدليل عشر قواعد كبرى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬‬

‫المبادئ األخالقية التقليدية يجب أن تطبق في الفضاء اإللكتروني فال ينشر الصحفي ما‬ ‫ال يرتضي نشره في الصحيفة‪ .‬كما ال ينشر على مواقع الشبكات االجتماعية ما يسيء‬ ‫مؤسسته‪ .‬وعلى هذا النحو ال يوجد مبرر أالّ‬ ‫إليه شخصيا أو مهنيا أو ما يسيء إلى ّ‬ ‫تطبق القواعد التقليدية األخالقية على المجال اإللكتروني‪.‬‬

‫‪‬‬

‫كل ما يكتبه يصبح عموميا‪،‬‬ ‫يتحمل مسؤولية كل ما يكتبه ألن ّ‬ ‫يجب على الصحفي أن ّ‬ ‫بالمؤسسة وذلك بسبب‬ ‫خاصة وشخصية وغير مرتبطة‬ ‫ّ‬ ‫حتى إذا كانت صفحة الصحفي ّ‬

‫‪‬‬

‫طلع عن األحداث‬ ‫القراء بطريقة مهنية إذ يمكن للصحفي أن ي ّ‬ ‫يتفاعل الصحفي مع ّ‬

‫صعوبة الفصل بين الفضاء الشخصي والفضاء العمومي‪.‬‬

‫ويجمع المعلومات‪ ،‬لكن لالنخراط في العالم االفتراضي حدود كأن يحجم الصحفي عن‬

‫االتصال العدائي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ال يجب نشر المعلومات الحصرية على الفايسبوك أو على التويتر بل على موقع‬ ‫الصحيفة ‪ ،‬ومن المستحسن إخفاء قائمة األصدقاء ألنهم يمكن أن يكونوا مصادر أخبار‪.‬‬ ‫كما أن انضمام الصحفيين إلى بعض الصفحات عبر ‪ like‬لمتابعة األخبار قد يؤدي في‬ ‫الوقت ذاته إلى التأثير على صورة الصحفي‪ ،‬ويوصى هنا بعدم االلتحاق بالمجموعات‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪205‬‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫التحكم في خيارات الخصوصية‬ ‫ذات االتجاه اإليديولوجي األحادي‪ .‬كما على الصحفي‬ ‫ّ‬ ‫بشكل ال يبدو فيه نصي ار لمجموعة معينة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وصحة ما يقرأه على مواقع الشبكات االجتماعية‪ .‬ذلك أن كل‬ ‫يتأ ّكد الصحفي من أصالة‬ ‫ّ‬

‫مؤسسات الميديا والصحفيين هو التأ ّكد من‬ ‫ما ينشر ليس دائما صحيحا‪ .‬فدور‬ ‫ّ‬ ‫جيد ‪good‬‬ ‫المعلومات المنشورة ومن مصداقيتها‪ .‬وعلى الصحفي أن يكون حارس بوابة ّ‬

‫‪ gatekeeper‬يتأكد من أصالة المعلومات عبر تطبيق المبدأ التقليدي الذي يقوم على‬

‫استخدام المصادر المزدوجة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يقدم الصحفي نفسه دائما على أنه صحفي‪ .‬إذ ال يمكن له أن يخفي هويته سواء كان‬ ‫ذلك في الفعاليات الصحفية التقليدية وعند ممارسة مهنته في الميدان أو على شبكة‬ ‫اإلنترنت‪ .‬وإذا طلب الصحفي معلومات بغاية نشرها فيجب عليه أن يفصح عن هويته‬ ‫المهنية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫مؤسساتهم وال يمكن لهم أن‬ ‫الميديا االجتماعية أدوات وليست لعبة‪ .‬فالصحفيون يمثلون ّ‬ ‫يتصرفوا بطريقة غير مقبولة على الشبكة‬

‫‪‬‬

‫يجب على الصحفي أن يكون شفافا ويعترف بأخطائه بسرعة فالمبادئ ذاتها التي‬ ‫تستخدم في الممارسات التقليدية تبقى صالحة ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫بالمؤسسة فعليه االمتناع عن إفشاء األسرار‬ ‫يحافظ الصحفي على سرية الحياة الداخلية‬ ‫ّ‬ ‫تهدد سالمة العملية‬ ‫الخاصة بهيئة التحرير ألن مواقع الشبكات االجتماعية يمكن أن ّ‬ ‫التحريرية التي تقع وراء األبواب المغلقة‪.‬‬

‫‪.II‬‬

‫النتائج العامة للدراسة‬

‫لقد استقرت هذه الدراسة على جملة من النتائج أجبنا من خاللها على تساؤالت الدراسة‬ ‫ولعل أبرز هذه النتائج ما يلي‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪206‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ -1‬أن الصحفيين الجزائريين لديهم اهتمامات اتجاه استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫بصفة دائمة بما نسبته ‪ %32.7‬وأحيانا بنسبة مئوية تقدر ب ‪ %30.72‬ثم غالبا ب‬ ‫‪ %12.16‬وبعدها ناد ار ب ‪ %7.7‬في حين نجد أن نسبة ‪ %7.7‬من الصحفيين ليس لديهم‬ ‫اهتمام حيال استخدام مواقع التواصل االجتماعي نهائيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬غالبية الصحفيين الجزائريين يفضلون استخدام الفايسبوك ثم اليوتيوب ثم تويتر بينما‬ ‫يندر أو ينعدم استخدامهم لموقع لينكدن وماي سبايس‪.‬‬ ‫‪ -3‬غالبية الصحفيين الجزائريين يفضلون االنخراط في مجموعات إعالمية ثم اجتماعية‬ ‫وسياسية وثقافية وترفيهية على الترتيب‪.‬‬ ‫‪ -4‬من ابرز األهداف الرئيسية الستخدام الصحفيين الجزائريين مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الحصول على األخبار وإعادة نشرها بنسبة ‪.%57.69‬‬

‫‪‬‬

‫استغاللها في الحوارات والدردشة بنسبة ‪.%55.76‬‬

‫‪‬‬

‫تبادل اآلراء مع الصحفيين اآلخرين بنسبة ‪.%53.84‬‬

‫‪‬‬

‫إرسال التعليقات والتعقيب عليها بنسبة ‪.%48.07‬‬

‫إال أن هناك فئة قليلة من الصحفيين هذه المواقع بغرض‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تحميل ومشاهده الصور والفيديو بنسبة ‪.%17.30‬‬

‫‪‬‬

‫التسلية واأللعاب بنسبة ‪.%13.46‬‬

‫‪ -5‬أكثر من نصف الصحفيين ال يعتمدون على مواقع التواصل االجتماعي في مجال‬ ‫عملهم وذالك بنسبة ‪ %51.92‬في حين أن نسبة ‪ %48.08‬أجابوا بأنهم يعتمدون عليها‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪207‬‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫‪ -6‬ما نسبته ‪ %57.70‬من الصحفيين الجزائريين قاموا بمشاركة جمهورهم لحوارات عبر‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي في حين أن نسبة ‪ %42.30‬لم يسبق لهم وان قاموا بذالك‪.‬‬ ‫‪ -7‬أغلبية الصحفيين الجزائريين لم يسبق لهم وان نشروا أخبا ار تحصلوا عليها من مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي وذالك بنسبة ‪.%53.85‬‬ ‫‪ -8‬معظم الصحفيين الجزائريين عادة ما يعثرون على األخبار والمعلومات التي تهمهم من‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي باالعتماد على األشخاص والمجموعات الناشطة فيها إضافة إلى‬ ‫بعض الشبكات المهنية‪.‬‬ ‫‪ -9‬جل الصحفيين الجزائريين يستعملون مواقع التواصل االجتماعي لالستزادة في المعلومات‬ ‫واألخبار حتى في حال توفرهم على معلومات حول موضوع معين وذالك بنسبة ‪%82.70‬‬ ‫وهذا يبين أن مواقع التواصل االجتماعي ال تعتبر مصدر رئيسي للخبر وإما هي مصدر‬ ‫تكميلي يستعمل لالستزادة بالتفاصيل والحيثيات إضافة إلى تدعيم الخبر بمعلومات تحيط‬ ‫بجوانب معينة تم إغفالها في المصدر األصلي لتأتي مواقع التواصل لتسلط الضوء عليها‪.‬‬ ‫‪ -10‬غالبية الصحفيين الجزائريين يقومون بالتحقق من المعلومات التي يستقونها من مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي ما نسبته ‪ %88.64‬وذالك عن طريق السعي لمعرفة الجهة األولى التي‬ ‫قامت بنشر الخبر ثم البحث عن مصادر أخرى للتأكد من صحة الخبر‪.‬‬ ‫‪ -11‬كل الصحفيين الجزائريين يعتبرون أن وكاالت األنباء هي المصدر األول لألخبار يليه‬ ‫المواقع اإلخبارية المتخصصة ثم القنوات الفضائية لكنهم اختلف في ترتيب المدونات ومواقع‬ ‫التواصل االجتماعي إال أن الكفة رجحت إلى المدونات على حساب مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي لتتحصل على المرتبة األخيرة في ترتيب أهم مصادر األخبار‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪208‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ -12‬جل الصحافيين الج ازئريين ال يعتبرون مواقع التواصل االجتماعي كمصدر رئيسي‬ ‫لألخبار وذالك بنسبة ‪ %92.30‬وهذا ما يطعن في مصداقية هذه المواقع حيث اعتبر ما‬ ‫نسبته ‪ %94‬من الصحافيين أن مصداقية مواقع التواصل متوسطة إلى منخفضة‪.‬‬ ‫‪ -13‬غالبية الصحفيين الجزائريين يثقون بمواقع التواصل االجتماعي بدرجة قليلة أو ال‬ ‫يثقون بها إطالقا حيث شكلت نسبة هاتين الفئتين مجتمعتين ما يقارب ‪ %70‬وهذا يرجع إلى‬ ‫عدم مصداقيتها وسعيها للتهويل والدعاية ونشر اإلشاعات إضافة إلى عدم رسميتها على حد‬ ‫اعتبار صحفيي هذه الفئة ‪ ،‬فيما اعتبر ما نسبته ‪ %30‬من الصحفيين أنها ذات مصداقية‬ ‫متوسطة إلى عالية في بعض األحيان وذالك لطابع الحرية الذي تتميز به وقد تبني ما نسبته‬ ‫‪ %94.33‬من الصحفيين الذين يثقون بهذه المواقع هذا الخيار‪،‬إما فيما يخص المعايير التي‬ ‫على أساسها يمكن الحكم على مدى مصداقية مواقع التواصل فقد عبر اغلب الصحفيين أن‬ ‫أهم معيار هو ذكر مصادر الخبر مدعما بالوثائق والصور‪.‬‬ ‫‪ -14‬غالبية الصحفيين الجزائريين يفضلون المزج بين المصادر التقليدية ومواقع التواصل‬ ‫االجتماعي بما يقارب نسبته ‪.%60‬‬ ‫‪ -15‬يعتبر ما نسبته ‪ %57.70‬من الصحافيين الجزائريين انه بالفعل توجد معايير ينبغي‬ ‫على الصحفيين التحلي بها عند استخدامهم لمواقع التواصل االجتماعي وهذه المعايير منها‬ ‫ما هو قانوني يتعلق بالسر المهني واألمانة العلمية وما هو أخالقي حيث أكد ‪ %53.33‬من‬ ‫الصحفيين على هذا المعيار وحتمية التحلي به‪.‬‬ ‫‪ -16‬نسبة معتبرة من الصحفيين الجزائريين تعتبر أن الحرية المتاحة على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي تجعل الصحفي يتخلى عن مبادئ المسؤولية المهنية‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪209‬‬


‫أ‪ .‬منير عيادي‬

‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫‪ -17‬نسبة كبيرة من الصحفيين تتجاوز ‪ %44‬تواجه صعوبات عند استخدام مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي يمكن حصرها في إمكانية رفض هذه األخبار من رئيس التحرير بالدرجة األولى‬ ‫ثم عدم موضوعية المصدر ومصداقيته عدم كفايته كذالك‪.‬‬ ‫‪ -18‬اعتبر ما يزيد عن ‪ %46‬من الصحفيين الجزائريين أن الحرية التي تدعمها مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي مكسب لمهنة الصحافة فيما رأى ما نسبته ‪ %30‬أن مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي تهديد لمهنة الصحافة إقصاء للمصادر التقليدية أما ربع الصحفيين محل الدراسة‬ ‫أي ‪ %25‬فيبدوا أن األمر لم يستقر لديهم حول تكوين نظرة واضحة عن أهمية مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي من عدمها أين أجابوا ب ال ادري‪.‬‬ ‫خاتمة ‪:‬‬ ‫ف ي محاولة منا للتعرف على مدى استخدام الصحفيين الجزائريين للمواقع التواصل‬ ‫االجتماعي كمصادر لألخبار والكشف عن مدى مصداقيتها قمنا بتناول موضوع الدراسة من‬ ‫خالل مباحث نظرية كانت بمثابة أرضية للوصول إلى صلب الموضوع ‪ ،‬و االستعانة‬ ‫بأدوات الدراسة المتمثلة في االستمارة االستبيانية الموجهة إلى الصحافيين المهنيين ممثلين‬ ‫بأربع مؤسسات إعالمية مختلفة بداء بالصحافة المكتوبة بشقيها العمومي والخاص ممثلة في‬ ‫جريدتي الشعب والخبر على الترتيب مرو ار باإلذاعة الوطنية وختاما بالمؤسسة الوطنية‬ ‫للتلفزيون الجزائري وهذا بغية اإلجابة عن إشكالية الدراسة وتساؤالتها حيث خلصنا في األخير‬ ‫إلى أن مستوى استخدام الصحفيين الجزائريين لمواقع التواصل االجتماعي كمصادر لألخبار‬ ‫متوسط إلى متدني بسبب مجموعة من العراقيل والصعوبات أبرزها أنها غالبا ما تكون غير‬ ‫مؤسسة بالشكل المهني واإلخباري المطلوب إضافة إلى عدم استنادها إلى أي مصدر نظ ار‬ ‫لعدم القدرة على معرفة الجهة الباثة للخبر وما هي أغراضها حيث يرى أنصار هذا الموقف‬ ‫أن مواقع التواص ل االجتماعي تهديد لمهنة الصحافة وإقصاء للمصادر التقليدية‪ ،‬إلى انه ال‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪210‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يحق لنا إنكار تلك األقلية المهتمة باستخدام مواقع التواصل االجتماعي باعتبار أنها األسرع‬ ‫في نقل الحدث أين يرى أصحاب هذا الموقف أنها مكسب لمهنة الصحافة‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه الدراسة خرجنا بمجموعة من التوصيات لعل أبرزها ‪:‬‬ ‫ ضرورة االهتمام بتطوير القوانين التي تسير نشر المحتوى الصحفي على مواقع‬‫التواصل االجتماعي ومختلف جوانب العملية والقانونية وذلك لتجنب الوقوع في‬ ‫مختلف األخطاء المهنية والحفاظ على مصداقية الصحيفة على شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي ‪.‬‬ ‫ ضرورة تكوين الصحافيين الجزائريين في مختلف تكنولوجيات االتصال الحديثة‬‫وخاصة شبكات التواصل االجتماعي من خالل إجراء دورات التكوينية لفائدة‬ ‫الصحافيين خاصة من حيث التعامل مع شبكات التواصل االجتماعي باعتبارها وسيط‬ ‫جديد لنشر‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ .1‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص‬ ‫‪.150‬‬

‫‪ .2‬رشيد زرواتي‪ :‬تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة بوضياف‪ ،‬المسيلة‪،‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص‪.123‬‬

‫‪ .3‬عقيل حسين عقيل‪ :‬فلسفة مناهج البحث العلمي‪ ،‬مكتبة مدلولي‪ ،‬طبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪،1991 ،‬‬ ‫ص ‪.05‬‬

‫‪ .4‬حسين محمود هيتمي‪ :‬العالقات العامة وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫عمان‪-‬األردن‪ ،2014 ،‬ص‪.83‬‬

‫‪ .5‬نعمات عثمان‪ :‬الخبر ومصادره في العصر الحديث‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪ ،2006‬ص‪.68‬‬

‫‪ .6‬محمود الفطافطة‪ :‬عالقة اإلعالم الجديد بحرية الرأي والتعبير في فلسطين‪ ،‬المركز الفلسطيني للتنمية‬ ‫والحريات العامة‪ ،‬فلسطين‪ ،2011 ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪ .7‬حمزة السيد حمزة خليل‪ :‬استخدامات الشباب مواقع الشبكات االجتماعية إلطالق ثورة ‪ 25‬يناير ‪2011‬‬ ‫واالشباعات المحققة منها‪ ،‬رسالة مقدمة للحصول على درجة ماجيتسير في اإلعالم التربوي تخصص‬ ‫صحافة‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص‪.139‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪211‬‬


‫الق ائم باالتصال في اإلعالم الجزائري والميديا الجديدة‪...‬‬

‫أ‪ .‬منير عيادي‬ ‫‪.8‬‬

‫ياس خضير البياتي‪ :‬اإلعالم الجديد الدولة االفتراضية الجديدة‪ ،‬دار البداية‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬الطبعة‬

‫‪.9‬‬

‫سلطان مسفر الصاعدي‪ :‬الشبكات االجتماعية خطر أم فرصة‪ ،‬بحث مقدم لشبكة االلوكة المسابقة‬

‫األولى ‪ 2014‬ص ‪.377‬‬

‫الثانية‪ ،‬فرع الدراسات واألبحاث‪ ،‬المدينة المنورة‪-‬المملكة العربية السعودية‪1432 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪ .10‬مؤيد نصيف جاسم السعدي‪ :‬فلسفة التواصل في موقع الفايسبوك‪ ،‬ألفا للوثائق والمحفوظات‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫الطبعة األولى‪ ،2016 ،‬ص‪.163‬‬

‫‪ .11‬عبد األمير فيصل‪ :‬دراسات في اإلعالم االلكتروني‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪ -‬اإلمارات‪ ،‬الطبعة‬ ‫األولى‪ ،2014 ،‬ص ‪.361‬‬

‫‪ .12‬أسامة الغيثي‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي تضيق الخناق على وسائل اإلعالم‪ ،‬مدونة الراية نت‪ ،‬تاريخ‬ ‫االطالع‬

‫‪31‬‬

‫‪2017‬‬

‫ماي‬

‫متاح‬

‫على‬

‫الرابط‪:‬‬

‫‪http://alrayah-‬‬

‫‪.net.blogspot.com/2013/07/blog-post_8144.html‬‬

‫‪ .13‬سيلينا الرسون‪ ،‬فايسبوك يسعى الن يكون صديقا للصحفيين‪ ،‬موقع هيبرلينك‪4 ،‬ماي‪ ،2014‬تاريخ‬ ‫االطالع ‪ 31‬ماي ‪ 2017‬متاح على الرابط‪http://hyperstage.net/facebook-wants-to- :‬‬

‫‪./be-your-source-of-news‬‬ ‫‪ .14‬ريم حازم‪" ،‬عندما يصبح الفايسبوك مصدر أخبار اإلعالم"‪ ،‬صحيفة لبنان الجديد االلكترونية‪23 ،‬‬ ‫فبراير‪،2017‬‬

‫تاريخ‬

‫االطالع‬

‫‪31‬ماي‬

‫‪،2017‬‬

‫متاح‬

‫على‬

‫الرابط‪:‬‬

‫‪. http://www.newlebanon.info/lebanon -now/305473‬‬

‫‪ .15‬سميشي وداد‪ :‬الصحفيون الجزائريون ومصادر المعلومات االلكترونية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬ ‫الماجيستير‪ ،‬تخصص صحافة مكتوبة‪ ،‬جامعة منتوري‪-‬قسنطينة‪ ،2010 ،‬ص‪.113‬‬

‫‪ .16‬سميشي وداد‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪ .17‬مبارك بن زعير‪ ،‬اتجاه الصحف لالعتماد على صحافة المواطن‪ ،‬مجلة الصحافة االلكترونية‪ ،‬معهد‬ ‫الجزيرة لإلعالم‪ 21 ،‬فيبراير ‪،2017‬‬

‫تاريخ التصفح‪ 03 ،‬جوان ‪ ،2017‬متاح على الرابط‪:‬‬

‫‪http://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/2017/02/170209095935230.html‬‬ ‫‪ .18‬وليد يوسفي‪ :‬استخدامات مواقع التواصل االجتماعي في الممارسات الصحفية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬ ‫الماجيستير في علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬تخصص اتصال‪ ،‬جامعة مسيلة‪ ،‬سبتمبر‪ ،.2013‬ص ‪.41‬‬

‫‪ .19‬الصادق ألحمامي‪ :‬الصحافيون وأخالقياتهم في زمن الميديا االجتماعية‪ ،‬مدونة اإلعالم الجديد‪ ،‬متاح‬ ‫على الرابط‪http://www.jadeedmedia.com/2012-04-18-15-04-13/225-2013- :‬‬

‫‪12-01-09-30-08.html‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪212‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل‬ ‫الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫جامعة ابي بكر بلقايد تلمسان ‪ -‬الجزائر‬ ‫الملخص‬ ‫شكلت الحرب العالمية الثانية حدثا بار از بالنسبة لشمال إفريقيا بصفة عامة و تونس بصفة خاصة ‪ ,‬و‬ ‫كانت البالد مكانا لتصادم األطراف المتصارعة من خالل انفتاحها على دعاية استخدم فيها وسائل مختلفة منها‬ ‫( الجرائد – المناشير – اإلذاعات – الجواسيس – البعثات الدبلوماسية ) ‪ .‬هدفت مختلف األطراف المتحاربة‬ ‫من قوات المحور ( ألمانيا – إيطاليا) و الحلفاء ( فرنسا‪ -‬بريطانيا – الواليات المتحدة األمريكية ) من دعايتها‬ ‫التأثير على الشعب التونسي و قادته السياسيين و جعله في خدمة مشاريعه في المنطقة ‪.‬‬ ‫فبرز في الساحة التونسية طرفين األول مؤيد لتواجد قوات المحور بإعتبارها طرفا حرر البالد من السيطرة‬

‫الفرنسية و الطرف الثاني مساند للحلفاء ‪ ,‬كانت له نظرة مختلفة ترى في األلمان و اإليطاليين نوعا من‬ ‫الديكتاتورية و السيطرة على البالد و متأثرة بشعارات الحرية التي يطلقها الحلفاء قادها الحبيب بورقيبة‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الحرب العالمية الثانية – الحلفاء و المحور – تأثير الدعاية – تونس – القادة السياسيين‬

‫‪.‬‬

‫‪Absract :‬‬ ‫‪The second world war formed a landmark event for North Africa in General‬‬ ‫‪and in particular, Tunisia, and the country was a place of collision of‬‬ ‫‪conflicting parties through their openness to different methods used publicity‬‬ ‫‪(brochures – saws – radio – spies – diplomatic missions). Various warring‬‬ ‫‪parties aimed at the axis (Germany-Italy) and allies (France-Britain-United‬‬ ‫‪States) from its propaganda effect on the Tunisian people and their political‬‬ ‫‪leaders and make it in the service of his projects in the region.‬‬ ‫‪It featured in the Tunisian scene two I Pro-axis forces as liberated the‬‬ ‫‪country from French control and second party armrests to the allies, had a‬‬ ‫‪different view on the Germans and the Italians a kind of dictatorship and take‬‬ ‫‪over the country and influenced by the slogans of freedom by the allies Led by‬‬ ‫‪Habib Bourguiba.‬‬ ‫– ‪Keywords: World War II allies and axis – the impact of publicity – Tunisia‬‬ ‫‪political leaders .‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪213‬‬


‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫المــقدمــة‪:‬‬

‫شهدت العالقات بين الدول األوربية خالفات احتدمت‬

‫منذ النصف الثاني من‬

‫ثالثينيات القرن العشرين ‪ ,‬و ظهرت معالمها بوضوح سنة ‪ . 1938‬فأثرت هذه الخالفات‬

‫تأثي ار مباش ار على منطقة المغرب العربي عموما و البالد التونسية خاصة ‪ ,‬و لعل ما تميزت‬ ‫به البالد التونسية من موقع استراتيجي هام ‪ ,‬جعله عرضة التفاعالت الخارجية و أطماع‬ ‫النظام الفاشي اإليطالي بمساندة الحليف األلماني لفرض النفوذ على البالد التي هي أصال‬

‫تحت الحماية الفرنسية ‪ ,‬وستكون فترة الحرب العالمية الثانية ( ‪ )1945-1939‬بالنسبة‬ ‫لتونس مرحلة تناوب بين نفوذ حكومة بيتان الموالية لأللمان التي سيطرة على السلطة بعد‬

‫سقوط باريس ( ‪ )1942 -1940‬و حكومة فرنسا الحرة التي وضعت نفوذها على تونس‬ ‫بعد اإلنزال األنجلوا امريكي في شمال إفريقيا ( ‪ ,)1945-1942‬من خالل هذا السياق‬ ‫سوف نتعرض من خالل بحثنا إلى الدعاية التي تعرضت لها تونس خالل الحرب العالمية‬ ‫الثانية من األطراف المتصارعة ( دول المحور – دول الحلفاء)‪)1( .‬‬

‫ فما هي الوسائل الدعائية التي اعتمدتها األطراف المتصارعة ؟‬‫‪ -‬وكيف اثرت على البالد التونسية ؟‬

‫‪.I‬‬

‫سياسة المحور و الحلفاء الدعائية تجاه تونس‪:‬‬

‫‪ .1‬دعاية دول المحور بين تنامي األهداف االستراتيجية‬ ‫األهداف السياسية ‪:‬‬

‫و خدمة‬

‫أ‪ -‬أطماع دول المحور في البالد التونسية ( ألمانيا – إيطاليا)‪:‬‬

‫كان لالعتبارات االستراتيجية دور هام في تحديد نوعية العالقات بين الدول الكبرى‬

‫من جهة وتحديد مناطق النفوذ من جهة اخرى ‪ ,‬و قد مثلت تونس بفضل موقعها المتميز‬

‫القريب من أوروبا ‪ ,‬و المطل على البحر المتوسط ‪ ,‬هدفا للقوى اإلستعمارية ومطامحها‬ ‫االستراتيجية خاصة تلك األنظمة الناشئة ‪ ,‬الطامحة إلى تدارك مقررات مؤتمر برلين ‪ ,‬و‬ ‫الثأر من الظلم الذي لحق بألمانية في مؤتمر الصلح بفرساي ‪ ,‬فالسيطرة على البالد‬

‫التونسية تمكن أي قوة من التحكم في مصير المالحة المتوسطية و العبور إلى مضيق‬

‫جبل طارق نحو األطلسي و قناة السويس وقد برزت هذه البالد في سياسة المحور بشكل‬ ‫متضح في النصف الثاني من ثالثينيات القرن العشرين‪ .‬فاعتبرت إيطاليا أن الوجود‬ ‫الفرنسي في تونس يمثل حاج از أمام أهداف روما التوسعية ‪ ,‬حيث مثلت مدينة بن زرت‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪214‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫بفضل موقعها القريب من صقلية ومينائها العسكري هدفا يمكنها من السيطرة على طريق‬ ‫المالحة في المتوسط ‪,‬ومع نهاية ‪ 1938‬أصبحت المطالب اإليطالية علنية خاصة بعد‬ ‫تصريحات الكونت تشيانو(‪ ( Conte Ciano‬وزير الخارجية اإليطالي في ‪ 30‬نوفمير‬ ‫‪ 1938‬في ندوة أكد فيها ضرورة التثبت بمطالب الشعب اإليطالي و مطامحه الطبيعية ‪,‬‬ ‫فقد أشارت اإلحصائيات‬

‫إلى تزايد عدد القوات اإليطالية المتواجدة بليبيا من ‪ 60.000‬جندي في بداية ‪ 1939‬إلى‬

‫‪ 130.000‬جندي في أكتوبر من نفس السنة ‪ ,‬مما يؤكد تلك التهديدات الموجهة نحو‬ ‫تونس ‪)2(.‬‬

‫فقد سعى موسولوني من خالل دخوله الحرب في ‪ 10‬جوان ‪ 1940‬إلى أن يكون‬

‫موجودا على طاولة المفاوضات‬

‫القتسام الغنيمة ‪ ,‬موازات مع ذلك شرعت و ازرة‬

‫المستعمرات في اإليطالية المختصة بشمال إفريقيا في إعداد ملف يتكون من ‪ 60‬صفحة ‪,‬‬

‫يحتوي على تقارير التنظيم المستقبلى لتونس اإليطالية ‪.‬‬

‫وقد عمد النظام الفاشي من أجل تحقيق األهداف إلى إنتهاج سياسية دعائية تجاه األهالي‬ ‫التونسيين ‪ ,‬هدفت إلى استقطابهم و كسف التعاطف لتهيئة الظروف للوجود اإليطالي‪)3(.‬‬ ‫أما األلمان فقد عمدوا إلى التوفيق بين مصالحهم االستراتيجية و االقتصادية ‪,‬‬

‫ولتحقيق ذلك سعت المانيا منذ انشاء محور روما – برلين إلى مراعات المطالب اإليطالية‬ ‫في السيطرة على الحوض الغربي للمتوسط بحكم ان مصالحها ستتحقق في شرق اوروبا ‪,‬‬

‫ولكن رغم ذلك شكلت شمال افريقيا اهتماما اقتصاديا أللمانيا فقد قامت عدة شركات ألمانية‬ ‫بزيارات لتونس مثل الزيارة التي قام بها ممثل شركة ديازيل‬

‫( ‪ )Diesel‬المتخصصة‬

‫بصناعة المحركات إلى سوسة في اوت ‪ 1938‬لعقد صفقة مع التجار اإليطاليين ‪ .‬و ما‬ ‫يمكن قوله أن تونس لم تكن تمثل ذلك الثقل االقتصادي ما يشد انتباه بلد مصنع مثل المانيا‬ ‫‪ ,‬فلم تكن تربطها بتونس عالقات تجارية ففي سنة ‪ 1938‬مثلت المرتبة السادسة‬

‫فهي‬

‫مبادالت ال تمثل شيئا مقارنة بالمعامالت التجارية بين تونس و فرنسا ‪(4) .‬‬ ‫لكن ما يمكن اإلشارة اليه هو المحاولة األلمانية لتضييق الخناق اإلقتصادي على فرنسا‬ ‫في مستعمراتها بشمال افريقيا و الحد من استغالل مواردها و جلب إهتمام األهالي لتحييدهم‬ ‫من الصراع ‪ .‬و تعاضمت هذه النظرة مع تنامي المطامح اإلستراتيجية ‪ ,‬و هو ماجعل‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪215‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫المانية تطالب فرنسا و انجلت ار بإعادة تقسيم مناطق النفوذ و هو ما أكده الجنرال األلماني‬

‫فون إيب ( ‪ ) VON EPP‬في خطاب بميونيخ ‪ (:‬إن الدولة األلمانية تعد حوالي ‪ 80‬مليون‬ ‫نسمة ‪ ,‬و هي تريد إعادة تقسيم عادل للموارد األولية في العالم ‪ . )...‬من هذا الخطاب تتبين‬ ‫النظرة اإلستراتيجية الشاملة أللمانيا التي هدفت لتحقيقها ‪ ,‬فمنطقة البحر المتوسط لم تكن‬ ‫هدفا استراتيجيا بعينه بل كانت هدف حليفتها ايطاليا التي كان عليها مراعاتها ‪)5(.‬‬ ‫ب‪-‬وسائل الدعاية األلمانية الموجهة نحو تونس‪:‬‬ ‫عملت دول المحور ( ألمانيا و إيطاليا ) على تطور وسائل دعائية قادرة على التأثير على‬ ‫التونسيين ‪ ,‬في ظل التواجد الفرنسي في المنطقة ‪ .‬فاعتمدت على عاملين أساسيين ساهما‬ ‫إلى حد كبير في انتشار دعايتها في أوساط بعض األهالي‪:‬‬ ‫ العنصر البشري ودوره في الدعاية‪:‬‬‫دور الجاليات األجنبية في تفعيل الدعاية ‪ ,‬و لعل ما يهمنا هو دور الجاليتين اإليطالية‬ ‫واأللمانية في نشر الدعاية في أوساط األهالي التونسيين ‪ ,‬و لكم يكن هذا العمل الدعائي‬ ‫عفويا بل كان للقنصليتين اإليطالية األلمانية دور كبير في تأطير و توجيه رعاياها ‪ .‬فقد‬ ‫ميز الدعاية التي تبثها القنصلية اإليطالية قبل اندالع الحرب العالمية الثانية طابع السرية‬ ‫‪ ,‬إذ افاد التقرير المؤرخ في ‪ 6‬أفريل ‪ 1937‬عن قيام القنصلية اإليطالية بتوزيع كتيبات‬

‫أه مها بعنوان ( شهادات أجنبية عن الحرب اإليطالية )‪ .‬يتضمن بعض الشهادات عن الدور‬ ‫اإليطالي في الحرب العالمية األولى ‪) 6(.‬‬

‫ومع توتر العالقات األوربية قبيل أشهر من إندالع الحرب العالمية الثانية تعاظم‬

‫نشاط القنصلية ‪ ,‬ففي تقرير سري مؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 1939‬صدر من المكتب الثاني‬

‫التابع للجيش الفرنسي بتونس ( نشرت القنصلية اإليطالية س ار كتيبا مترجما إلى العربية‬

‫بعنوان مذهب الفاشية داخل أوساط بعض الشخصيات التونسية‪ ) ....‬يتكون الكتيب من‬

‫‪ 130‬صفحة ‪ ,‬شرح فيه كذلك التنظيم اإلقتصادي و اإلجتماعي الذي أصبحت عليه‬ ‫المستعمرات اإليطالية في إفريقيا‪ )7(.‬هكذا يتضح لنا دور القنصلية اإليطالية في الدعاية‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪216‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫للفاشية بتونس حيث أرادت تكوين صورة لدى ال التونسيين ن أنها القوة القادرة على‬ ‫تخليصهم من الجهل و الفقر و من سيطرة االستعمارية الفرنسي‪.‬‬ ‫أما الحضور األلماني بالبالد التونسية كان ضعيفا ‪ ,‬فقد أولت السلطات االلمانية من‬ ‫خالل القنصلية األلمانية(‪ )8‬بتونس على العناية بالرعايا األلمان المتواجدين بالبالد ‪ ,‬وقد‬ ‫تضمن عدة نشاطات أهمها القيام بعمليات إحصاء و تأطير شاملة للجالية األلمانية بتونس‬ ‫قبل اندالع الحرب العالمية الثانية‪ ,‬و قد وفر ذلك لمسؤولي القنصلية آلية لعرض أفالم‬ ‫الدعاية التي تخدم النازية في أوساط األهالي (‪.)9‬‬ ‫فمع مطلع سنة ‪ 1938‬تكثفت الدعاية األلمانية تجاه المغرب العربي و شجعت‬ ‫الطلبة المغاربة على الدراسة في برلين ‪,‬مما ساعد في اواخر ‪ 1938‬على تكوين لجنة الدفاع‬ ‫عن البالد التونسية في برلين توازيا مع تأسيس لجنة الدفاع عن المغرب العربي ‪ ,‬فقد أظهر‬ ‫تقرير المدير العام المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 1939‬الذي بعث به إلى الكاتب العام للحكومة‬ ‫التونسية ‪ ,‬أن المانية كونت ‪ 30‬شابا من شمال إفريقيا ‪ ,‬تكوينا خاصا كي تستعملهم في‬ ‫الدعاية ‪ ,‬أضافة إلى تعليمهم صنع المتفجرات‪)10(.‬‬ ‫دور اإلذاعات الناطقة بالعربية في الدعاية‪:‬‬‫استعملت الدول المتحاربة كل الطرق الدعائية كالتهويل و نشر األخبار ال ازئفة ‪ ,‬و‬ ‫التقليل من قوة الخصم ‪ ,‬فكان الراديو الوسيلة الفعالة لقدرته على نشر األخبار على نطاق‬ ‫واسع ‪ ,‬فمن أهم المحطات التي كان لها دور في دعاية دول المحور ‪:‬‬ ‫راديو باري الناطق باللغة العربية فقد عملت إيطاليا منذ منتصف الثالثينات على وضع‬‫برنامج إذاعي ناطق باللغة العربية لبث الدعاية الفاشية نحو شمال إفريقيا ‪ ,‬فمع نشوب‬

‫الحرب العالمية الثانية و خاصة في الفترة بين ‪ 1939‬و ‪ , 1940‬عملت اإلذاعة على‬ ‫تشجيع التونسيين على إثارة البلبلة و تهديد المصالح األنجلو فرنسية ‪)11(.‬‬ ‫راديو طرابلس الناطق باللغة العربية الذي تأسس ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1938‬و هي السنة التي‬‫إحتدم فيها الصراع الدعائي على البالد التونسية (‪ , )12‬فقد كان يفتتح يوميا تقري ار عن كامل‬ ‫ما كان يط أر من أحداث في العالم العربي ‪ ,‬إضافة إلى بث آيات من القران الكريم تختار‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪217‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫بعناية و ذلك بالتركيز على اآليات التي تحث على الجهاد و الدفاع على حرمة الدين‬ ‫اإلسالمي ضد المحتلين(‪)13‬‬ ‫راديو برلين الناطق باللغة العربية الذي افتتح بثه في ‪25‬أفريل ‪ 1939‬و يقع البث على‬‫موجات قصيرة ‪ ,‬تمكنت بفضلها الدعاية األلمانية من الولوج لبلدان شمال إفريقيا ‪)14(.‬‬ ‫إستخدم خاللها األلمان من أجل تالفي هذه اي صعوبات إغراءات لجذب بعض المثقفين و‬ ‫السياسيين المغاربة لتقديم برامج و محاضرات إذاعية أمثال عبد الرحمان بلحاج المعروف‬

‫عبد الرحمان ياسين الذي كان ينتمي إلى حزب نجم شمال إفريقيا سابقا الذي دعى في‬ ‫جوان ‪ 1940‬إلى مصاحبة الجيش األلماني الذي دخل باريس ‪ ,‬و تأكد مصالح‬ ‫اإلستعالمات الفرنسية على الدور الكبير لي عبد الرحمان ياسين في تجنيد عدد من المغاربة‬ ‫في الجيش األلماني‪)15(.‬‬ ‫ج‪ -‬دعاية دول المحور بعد هزيمة فرنسا ‪:‬‬

‫وضعت هزيمة فرنسا في سنة ‪ 1940‬و إمضائها معاهدة الهدنة مع المانية البالد‬ ‫التونسية تحت وقع دعاية محورية مكثفة و مركزة ‪ ,‬بهدف تهيئة الرأي العام التونسي للتفاعل‬

‫مع المتغيرات الجديدة ‪ ,‬و تقبل فكرة التعاون مع سياستي دولتي المحور ‪.‬‬

‫فقد استحوذت ألمانية على المحطة الفرنسية باريس مونديال في ‪ 20‬جويلية ‪1940‬‬

‫‪ ,‬و عملت على بث الدعاية طيلة الفترة األولى من الحرب خاصة تجاه منطقة شمال إفريقيا‬ ‫‪ ,‬فطوعوا عديد المغاربة للعمل كمذيعين و مثقفين إللقاء محاضرات تدعوا إلى الوقوف مع‬ ‫األلمان الدولة المنتصرة‪ ,‬و قد استبدلت اللغة الفرنسية باللغة العربية و بثت حصص باللهجة‬

‫األمازيغية و الدارجة المحلية لتونس‪)16(.‬‬

‫كما كثفت محطة راديو باري دعايتها و اشتدت لهجتها المعادية للسياسة الفرنسية‬

‫في البالد ‪ ,‬مقابل لغة التهدئة التي انتهجتها محطة راديو برلين وذلك محافظة على العالقة‬ ‫بينها وبين حكومة فيشي ‪ ,‬و اتجهت المحطة لتحريض االهالي ضد اليهود و تحميلهم‬ ‫المسؤولية عن قيام الحرب و دورهم في تخريب اقتصاد البالد و استغالل ظروف الحرب ‪.‬‬

‫(‪)17‬‬

‫وقد شكل التوقيع على اتفاقية الهدنة بين فرنسا و المحور(‪ , )18‬سبب في جعل‬ ‫شمال افريقيا تحت رحمة لجان تفرعت بين لجنتي وايزبادن ( ‪ )Weisbaden‬و توران‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪218‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫( ‪ ,)Turin‬فكان لها زيارات متعددة لمراقبة تطبيق مقررات اإلتفاقيات فيما يخص البالد‬ ‫التونسية ‪ ,‬حيث بلغ عددهم في زيارة نهاية شهر جانفي ‪ 1940‬حوالي ‪ 159‬مسؤوال‬ ‫عسكريا و مدنيا ‪ .‬و بالطبع لقد انحرف لجان الهدنة اإليطالية عن مهامهم القانونية نحو‬

‫مباشرة العمل الدعائي لصالح دولتي المحور ‪)19(,‬و قام المسؤولون اإليطاليين بعقد عديد‬ ‫االجتماعات داخل مقر القنصلية العامة اإليطالية للتباحث حول تطورات الدعاية داخل‬ ‫أوساط ِ‬ ‫األهالي‪(20) .‬‬ ‫أما حكومة فيشي فقد أجرت عديد الجلسات للتباحث حول تنظيم الدعاية الفرنسية‬ ‫في شمال غفريقيا ‪ .‬وأصدرت منشو ار في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 1940‬إلى رؤساء اإلدارة و المراقبين‬

‫المدنيين و رؤساء مكاتب الشؤون األهلية تعلمهم مصبحة الدعاية بمصلحة اإلعالم و‬ ‫تنحصر مهمتها في مراقبة الجرائد و المنشورات و األفالم و المعلقات و المصالح الفرنسية‬

‫بالبالد‪ )21( .‬أما ألمانيا فلم تكتفي بالدعاية فقط بل كن لها قوات عسكرية استقدمت لمواجهة‬ ‫الحلفاء في شمال افريقيا ‪ ,‬خاصة مع ورود معلومات بوجود انزال عسكري ‪ ,‬وعمل الجيش‬ ‫األلماني على كسب ثقة التونسيين حتى يكونوا سندا لفيلق إفريقيا كعمال و مجندين ‪,‬‬ ‫وبادرت إلى اطالق المساجين السياسيين امثال ( الحبيب ثامر ‪ -‬رشيد ادريس – حسين‬ ‫التريكي ) في ديسمبر ‪ 1942‬بعد سيطرة قوات الحلفاء على المغرب و الجزائر ‪ ,‬و ساعدوا‬ ‫الدستوريين امثال رشيد ادريس و محمود المسعدي على انشاء محطة راديوا العرب‪)22( .‬‬ ‫وعمل األلمان على طمأنة الرأي العام التونسي حول مسألة حضور قوات المحور‬

‫‪,‬و قاموا في ‪ 5‬فيفري ‪ 1943‬باإلفراج عن جنود مغاربة ‪ ,‬و وضح الوزير األلماني راهن‬ ‫في حفل بمقهى الجزائر المطل على باب السويقة خلفيات الحضور العسكري في تونس ‪ ,‬و‬ ‫أقدم الوزير على زيارة جامع الزيتونة إلتقى خاللها بالمشيخة و قدم هبة مالية ب ‪21000‬‬ ‫فرنك لتوزيعها على التالميذ الفقراء وذلك حسب ما جاء في جريدة افريقيا الفتاة ‪)23( .‬‬ ‫ساهمت هذه الزيارات للمسؤولين األلمان لجهات مختلفة من تونس ‪ ,‬في بلورة‬

‫وعي لدى السكان المحليين أن قوات المحور جاءت لتعوض تعسف االستعمار الفرنسي ‪ ,‬و‬ ‫انتهج االلمان سياسة الترهيب و الترغيب فمن جهة تهدد كل من يساند الحلفاء ‪ ,‬و من‬

‫الجهة األخرى تعلن عن جوائز مالية هامة لكل من يساعد في القضاء على عمالء قوات‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪219‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫الحلفاء‪ )24(,‬واستغل األلمان الغارات التي كانت تقوم بها طائرات الحلفاء على األحياء‬ ‫السكنية و المدن ذات الرمزية الدينية ‪ ,‬للداللة على وحشية ‪ ,‬حتى يقف التونسيين في‬ ‫صفهم ‪ ,‬و تحرك األلمان للحصول على مساندة المنصف باي فقد قام الوزير اإليطالي‬ ‫المفوض اندريكوا بومبيار (‪ )Enrrico Bombiéri‬بزيارة للباي عقب قصف مدينة القيروان‬ ‫من قبل الحلفاء عبر فيها عن سخطه الكبير من هذا العمل الفضيع ‪ ,‬و قدم القنصل‬

‫األلماني التعازي محاوال استغالل إمتعاض التونسيين مما حدث ‪)25(.‬‬

‫كما وجهت دول المحور دعايتها للمحندين في صفوف الجيش الفرنسي خصوصا‬ ‫المغاربة ‪ ,‬حيث ألقت الطائرات اإليطالية عديد المنشورات المحررة باللغة الفرنسية تدعوا فيها‬ ‫إلى عدم التعرض للجنود الفارين نحو قولت المحور ‪ ,‬وتدعوهم إلى أن يأتمروا بأوامر‬ ‫الجنرال بيتان ويواجهوا اإلنجليز و األمريكيين إلى جانب قوات المحور ‪ ,‬و إستغل األلمان‬

‫عدة شخصيات عربية لخدمة مصالحها أمثال األمين الحسيني(‪ )26‬الذي فر من فلسطين‬ ‫بعد تهديد اإلنجليز له ‪ ,‬لتجعله ألمانيا وسيلة لتمرير رسائلها لألهالي ‪(27(.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫اعتبرت‬

‫الدعاية المضادة ‪ :‬حملة الحلفاء الدعائية ضد قوات المحور‪:‬‬

‫فرنسا أن السياسة العدائية التي انتهجتها كل من الدعاية األلمانية و‬

‫اإليطالية ‪ ,‬محاولة إلضعاف هيمنتها على تونس‪ ,‬مما جعلها تنتهج سياسة جديدة للحفاظ‬ ‫على مستعمراتها في المنطقة فاتخذت من الدعاية المضادة وذلك لتقويض دعاية المحور‬

‫التي تشيع روح العداء والسخط ضدها‪)28(.‬‬ ‫أ‪-‬اإلجراءات الفرنسية الوقائية ضد دعاية المحور‪:‬‬ ‫عملت فرنسا منذ أواخر ‪ 1937‬على استغالل المحطات الحكومية راديوا كولونيال (‬ ‫‪ )Radio Colonial‬التي تبث من باريس ‪ ,‬و توجه حصصا ناطقة باللغة العربية موجهة‬

‫نحو شعوب شمال إفريقيا و المشرق ‪ ,‬وبسبب كثافة دعاية المحور و هو ما عالجناه سابقا‬

‫اضطرت فرنسا إلى تغيير استراتيجيتها ‪ ,‬فأسست بذلك المحطة اإلذاعية الجديدة باريس‬

‫مونديال ( ‪ ) Paris Mondial‬مع بداية شهر جانفي ‪. 1938‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪220‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫و المالحظ هنا أن الحكومة الفرنسية ارادت من وراء هذا التغيير حرصها على الرفع‬ ‫من وسائلها الدعائية ‪ ,‬و سهرت على توجيه البرامج اليومية من خالل مكتب البرامج العربية‬ ‫التابع لو ازرة الخارجية ‪ ,‬فتبين إرتباط هذه المحطة وحصصها بواقع السياسة الخارجية‬

‫الفرنسية في ظل احتدام الدعاية المعادية للمحور من خالل إذاعة راديوا باري و دافنتري‬ ‫الناطف بالعربية ‪)29( .‬‬ ‫عمدت فرنسا عمدت فرنسا إلى طرح برامج باللغة العربية ‪ ,‬لكن مدة هذه الحصص‬

‫كان قصي ار و اقتصر على بعص الموسيقى العربية و نشرة إخبارية و ثقافية تهم ما حصل‬ ‫في العالم وخاصة المنطقة المغاربية ‪ ,‬و قد أشار ت التقرير الذي تم دراسته إلى األهمية‬

‫الذي تلقاه هذه الحصص في كل من المغرب األقصى و تونس و الجزائر و المشرق ‪(30).‬‬

‫اتضح اهتمام فرنسا أكثر فأكثر بدعاية مضادة ‪ ,‬للتخفيف من تأثير البرامج األجنبية‬ ‫على نفسية األهالي ‪ ,‬من خالل برقية المقيم العم الفرنسي بتونس إلى وزير الخارجية بتاريخ‬ ‫‪ 9‬مارس ‪ 1938‬يؤكد على ضرورة إنتداب محاضر تونسي إلى محطة راديو باريس للعمل‬ ‫إلى جانب الحبيب فرحات الذي كان يتقاضى ‪ 1500‬فرنك شهريا ‪ ,‬فةقع أختيار الصادق‬

‫مازيع و هو أستاذ في المعهد الصادقي الذي باشر عمله في ‪ 19‬مارس ‪(31). 1938‬‬ ‫كما شرعت فرنسا في تأسيس محطة إذاعية بالبالد التونسية منافسة لمحطة ط اربلس‬ ‫في ليبيا ‪ ,‬فكان لها ذلك في ‪ 14‬أكتوبر‪ 1938‬سميت محطة راديو تونس البريدية قام‬

‫بتدشينها جول جوليان وزير البريد و البرق و الهاتف الفرنسي ‪ )32(.‬و قد جاءت هذه‬ ‫المحطة لتعبر عن ( الفكر و الراية الفرنسية و في نفس الوقت و سيلة دعائية فرنسية موجهة‬

‫نحو فرنسيي تونس و الشعب العربي المسلم المتضرر من الدعاية اإليطالية )‪ .‬وهي مزاعم‬ ‫الدعاية الفرنسية و وجهة نظرها ‪)33(.‬‬ ‫رغم اإلمكانيات التي وفرتها فرنسا لدعايتها المضادة فإنها لم تكن كافية ولعل السبب‬ ‫الحقيقي هو تأخرها في انتهاج سياسة حرب الموجات ‪ ,‬ووضع هيكلة حقيقية لدعايتها و‬

‫التساؤل المطروح إذا كانت فرنسا لم تحمي حدود الجمهورية من دعاية المحور فكيف ستأثر‬ ‫بدعايتها على مستعمراتها ؟‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪221‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫كل هذا يؤكد ضعف وسائل اإلعالم الفرنسي المسموعة في مواجهة قوة آلة دول‬ ‫المحور اإلعالمية المتطورة ‪ ,‬لذلك عملت فرنسا في إيطار سياستها الدعائية المحافظة على‬ ‫هيبتها من خالل إنشاء المفوضية العامة لإلعالم في ‪ 29‬جويلية ‪ 1939‬وعينت جان‬ ‫جيرودو ( ‪ ) Jean Giraudaux‬مفوضا عاما ‪ ,‬و كانت مهمتها دفاعية في تشديد الرقابة‬ ‫و هجومية في إنشاء الدعاية المضادة‪)34(.‬‬ ‫إن اعتماد السلطات الفرنسية على مراقبة الصحف المحلية و األجنبية المتداولة‬

‫داخل تونس ‪ ,‬نتيجة لألساليب المحتشمة التي انتهجتها في دعايتها المضادة ‪ ,‬و عدم قدرتها‬ ‫على منافسة آلة دول المحور الدعائية ‪ ,‬ففي ظل هذه اإلجراءات عملت بعض الصحف‬ ‫المحلية إ لى تغيير أسمائها بعد صدور قرار المنع أو المصادرة ‪ ,‬نذكر على سبيل المثال‬

‫جريدة ( ‪ ) L’Action Nord Africains‬الناطقة بإسم الحزب الدستوري الجديد و عوضت‬

‫بجريدة ( ‪ ) L’Action Tunisienne‬التي منعت بدورها من الصدور لمدة ‪ 3‬أشهر فعمد‬ ‫الحزب إلى إصدار جريدة تحت عنون ( ‪ ) La Voix des Jeunes‬في ‪ 10‬جوان ‪1939‬‬ ‫لكن تعرضت بدورها للمنع تحت أمر يوم ‪ 07‬جويلية ‪)35(. 1939‬‬ ‫لكن فيما يخص الصحف و المجالت األجنبية ( العربية – اإليطالية ) ‪ ,‬فقد صدر‬ ‫قرار في شهر مارس ‪ 1939‬يمنع توزيع هذه الصحف نذكر منها ‪ :‬جريدة األمل القومي (‬ ‫دمشق) ‪ ,‬صحيفة ( ‪) Illustrato Il Matino‬‬

‫( إيطاليا ) (‪ ,)36‬و مجلة راديو باري الشهرية العربية التي أزعجت السلطات الفرنسية مما‬ ‫أضطرها إلتخاذ اإلجراءات الالزمة إليقافها‪ )37(.‬وال يمكن التغافل عن جريدة لوتيون ( ’‪L‬‬

‫‪ )38( ) Unione‬و هي أهم جريدة فاشية تصدرها القنصلية العامة اإليطالية في البالد ‪ ,‬و‬ ‫تقوم بالدعاية للنطام الفاشي في أوساط اإليطاليين و األهالي و قد منعت من الصدور في‬ ‫‪ 10‬جوان ‪ 1940‬بعد دخول إيطاليا الحرب ‪)39(.‬‬ ‫كما اتخذت فرنسا جملة من اإلجراءات القضائية سنت خاللها جملة من القوانين منها‬ ‫‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪222‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫توقيع الباي‬

‫‪-‬‬

‫على المرسوم الفرنسي الصادر في ‪ 21‬أفريل ‪ 1939‬القاضي بقطع الدعاية األجنبية في‬ ‫تونس ‪ ,‬و منع أي تمويل مصدره خارجي و قد جاء في الفصل األول من هذا المرسوم (‬ ‫يعاقب كل شخص يقبل تمويالت من مصدر أجنبي ‪ ,‬مباشر أو غير مباشر ‪ ,‬يستعملها‬ ‫لدعاية سياسية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫معاقبة‬

‫كل‬

‫خرق لهذه القوانين ب السجن من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 5‬سنوات ‪ ,‬أضافة إلى غرامة مالية تتراوح ما‬ ‫بين ‪ 1000‬و ‪ 10.000‬فرنك فرنسي ‪(40).‬‬ ‫قرار‬

‫‪-‬‬

‫‪30‬‬

‫أوت ‪ 1939‬الذي نص على الحجر على المركز اإلذاعية الكهربائية المنصوبة بتونس وجاء‬ ‫في فصله األول على تكفل وزير الحربية بتطبيق القرار و فصله الثاني على الغرامات المالية‬ ‫المسلطة على المخالفين ( ‪ 1000 – 100‬فرنك) و السجن من سنة إلى ‪ 5‬سنوات ‪ ,‬أما‬ ‫الفصل الثالث إلى إمكانية مصادرة السلطات لهذه المحطات و حدد أسمائها ‪(41).‬‬

‫ونظ ار لعدم قدر السلطات الفرنسية وضعف دعايتها على مسايرة وسائل الدعاية‬

‫األلمانية و اإليطالية الخارجية ’ عمدت إلى انتهاج تقنية التشويش على المحطات بعد‬ ‫اندالع الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬خاصة بعد بث محطة راديوا برلين لخبر أسر جنود تونسيين‬ ‫و مغاربة و جزائريين ‪ )42(.‬لكن رغو ذلك لم تستطع الحد من استقبال المحطات األجنبية ‪,‬‬ ‫حيث يؤكد تقرير صدر عن المكتب الثاني ‪ 10‬ديسمبر ‪ ":1939‬أ ن عملية التشويش على‬ ‫حصص راديو برلين ال زالت تعاني الضعف و هي لم تحقق األهداف المرجوة"‪.‬‬

‫والمالحظ من كل ما سبق ذكره أن الدعاية المضادة الفرنسية رغم محدوديتها إذا ما‬ ‫قارناها بالوسائل الدعائية عند دول المحور ‪ ,‬إال أنها عرفت كيف تمرر دعايتها بجملة من‬

‫الق اررات كانت في محلها ‪ ,‬مست سكان شمال إفريقيا وذلك راجع لدرايتها بالطرق الفعالة‬ ‫لذلك لكن أغلب األهالي في القرى لم تكت لهم اإلمكانيات لشراء أجهزة الراديو و حتى قراءة‬

‫الجرائد ‪)43(.‬‬ ‫ب‪-‬دور إنجلت ار في تحريك دعاية "فرنسا الحرة" و الحلفاء بعد الهزيمة الفرنسية ‪:‬‬

‫شكلت هزيمة الجيش الفرنسي في بداية شهر جوان ‪ 1940‬نكسة كبيرة ‪ ,‬و ساهمت إلى‬ ‫حد كبير في الحط من الهيبة الفرنسية ‪ ,‬وتغير االعتقاد في صفوف المغاربة بأن القوة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪223‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫الفرنسية لم تعد تلك القوة االستعمارية التي يمكنها استرجاع مستعمراتها ‪ ,‬وحاولت دعاية‬ ‫المحور التركيز على هذا المعطى الجديد الذي تمخض عن الحرب ‪.‬‬ ‫وفي المقابل عملت الدعاية اإلنجليزية بعد خالفها مع حكومة فيشي على مساعدة‬ ‫دعاية فرنسا الحرة و نشر دعاية في وسط األهالي بالبالد التونسية ‪ ,‬مركزة على فضح‬

‫مخططات النظام الفاشي و النازي في المنطقة المغاربية عامة و البالد التونسية خاصة‪.‬‬ ‫(‪)44‬‬ ‫كان لرفض انجلت ار الهدنة الفرنسية –األلمانية ‪ ,‬ورغبتها في مواصلة الحرب ‪ ,‬الدافع‬ ‫الكبير لها في ضرورة التحالف مع الجنرال ديغول ‪ ,‬و ما يمكن اإلشارة إليه أن الدعاية‬

‫اإلنجليزية نحو البالد التونسية ‪ ,‬لم تكن على درجة كبيرة من األهمية إلى في منتصف‬ ‫‪ , 1940‬و ليس كالدعاية اإليطالية و األلمانية نحو االهالي التونسيين ‪ ,‬رغم ما قدمته‬ ‫محطة ب‪.‬ب‪.‬س ( ‪ )B.B.C‬اإلنجليزية من دعاية نحو البالد العربية ‪)45( .‬‬ ‫و من أسباب زيادة نشاط الدعاية األنجلو‪ -‬ديغولية ‪ ,‬هو ما خلفته حادثة قصف‬ ‫إنجلت ار لألسطول الفرنسي بميناء المرسى الكبير و ما خلف من أثر في نفوس الفرنسيين و‬

‫التونسيين ‪ ,‬فحاولت هذه الدعاية الخروج من اإلندماج اإلنجليزي – الديغولي و إبراز الدعاية‬

‫الديغولية حتى تكون أكثر قبوال و قد ركزت على رفض سياسة المحور في تونس مساندة‬ ‫الحلفاء ‪ .‬إستطاع أنصار ديغول التحرك داخل البالد التونسية رغم المراقبة من قبل سلطات‬ ‫فيشي ‪ ,‬إذ تمكنوا في شهر سبتمبر ‪ 1940‬من توزيع العديد من المنشورات و تعليقها على‬

‫الجدران بالعاصمة و مدن أخرى ‪ ,‬و ركزت في هذه الظروف على الفرنسيين و القيادات‬

‫الستمالتهم ‪ ,‬وساهمت إنجلت ار في دعم المجهود الدعائي من خالل إلقاء الطائرات اإلنجليزية‬ ‫للمنشورات المعادية للمحور‪.‬‬ ‫شكلت الفترة ما بين (‬

‫جوان ‪ -1940‬صائفة ‪ , ) 1942‬مرحلة هامة من حيث‬

‫العمل الدعائي اإلنجليزي –الديغولي الموجه نحو البالد التونسية ‪ ,‬و كان هدفها كسب‬ ‫الفرنسيين الموالين لبيتان و إقناع األهالي بمخططات المحور وهذه أمثلة عن بعض صور‬ ‫العمل الدعائي ‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪224‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫إلقاء الطائرات اإلنجليزية صبيحة ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1940‬منشو ار دعائيا على المدن‬‫الساحلية ( تونس – بن زرت –سوسة – صفاقس) وهي عبارة عن نداء موجه للجنود‬ ‫الفرنسيين بالبالد‪ )46(,‬وقد تركز القاء المناشير على مدينة بن زرت خاصة يوم ‪ 13‬اوت‬ ‫‪ 1941‬لما تحتويه من ترسان عسكرية فرنسية ‪)47(.‬‬

‫‪-‬ركزت المناشير على عدة مواضيع أهمها رفض التعاون مع الفاشية و النازية ‪ ,‬ألنه‬

‫يعني تقديم الدعم االقتصادي و العسكري لها ‪ ,‬و نذكر في سياق حديثنا منشور يحمل‬ ‫عنوان التعاون ( ‪ )Collaboration‬وهو نداء موجه للفرنسيين و التونسيين‪)48(.‬‬

‫ركزت الدعاية األنجلو‪ -‬ديغولية على الوضع االقتصادية و الثروات الطبيعية‬ ‫التي تزخربها تونس ‪ ,‬و األطماع اإليطالية لإلستحواذ عليها ‪ ,‬وهو ما بين أن المعطى‬

‫اال قتصادي كان سببا رئيسيا في السيطرة اإليطالية على تونس ‪ ,‬رغم الغموض الذي كان‬ ‫يظهر على الدعاية اإلنجليرية * الديغولية تجاه التونسيين لغياب الوعود الواضحة بالتحرير‬ ‫و اإلستقالل ‪ ,‬بل كانت تنادي بالتبعية لفرنسا إذا ما حقق الحلفاء النصر ‪)49( .‬‬ ‫ج‪-‬الحملة الدعائية األنجلو‪-‬ساكسونية تجاه تونس‪:‬‬

‫ترافق اإلنزل األنجلو‪-‬ساكسوني في الجزائر و المغرب مع تكثيف إنجلت ار لدعايتها‬ ‫ضد قوات المحور ‪ ,‬و ذلك إلظهار األسباب التي دفعت الحلفاء للتدخل في تونس ‪ ,‬و تم‬

‫اإلعتماد على محطة ال ب ‪.‬ب‪.‬س ( ‪ )B.B.C‬التي تبث برامجها باللغة العربية نحو شمال‬ ‫إفريقيا ‪ ,‬تلتقط الحصة األولى على الساعة الرابعة مساءا و ‪ 15‬دقيقة و الحصة الثانية‬ ‫على الساعة الحادي عشر ليال و ‪ 15‬دقيقة حسب التوقيت المحلي لتونس ‪ )50(,‬استعملت‬ ‫اللغة العربية الفصحى إلى جانب اللهجات المحلية المغاربية وقد تعرضت المحطة إلى‬ ‫التشويش المكثف من طرف سلطات فيشي ‪ .‬فنوعت من وسائل دعايتها من خالل القاء‬

‫المنشورات المحررة باللغة العربية عن طريق سالح الجو الملكي و القوات الجوية األمريكية‬

‫‪)51(,‬ويمكن اإلشارة هنا إلى الدور الذي لعبته ( مصلحة الدعاية اإلنجليزية بطنجة ) الذي‬ ‫شرع في انجاز و طبع المنشورات باللغة العربية و نسخها ‪ ,‬وقد قامت القوات البريطانية في‬ ‫شهر مارس ‪ 1943‬برمي ‪ 9000‬منشور على مدن الساحل و ‪ 4000‬منشور على مدينة‬

‫بنزرت ‪ ,‬و رمت الطائرات األمريكية منشورات على العاصمة وضواحيها و السلطات‬ ‫الفرنسية بمدينة الكاف ‪)52(.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪225‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫هدفت دعاية الحلفاء من خالل القاء المناشير إلى تحذير التونسيين من دعاية‬ ‫المحور معتب ار إياها واهية ‪ ,‬هدفها السيطرة على تونس ‪ ,‬و ركزت على العقوبات التي‬ ‫ستلحق بكل تونسي يقدم المساعدة لجيوش المحور ‪ ,‬أو كل من تأخذه اإلغراءات ليتطوع‬ ‫معهم ‪ ,‬أو من غرر بهم فأصبح يشارك قوات المحور في الجبهات كمرشد و مجند ‪ ,‬واشارة‬ ‫الدعاية إلى جزاء كل من يساندهم بعد القضاء على محور و السيطرة على البالد التونسية ‪.‬‬

‫و بسبب تذمر األهالي من القصف للمدن التونسية من الحلفاء‪ ,‬شرع الحلفاء في‬

‫إلقاء مناشير تبرر أسباب القصف لمدينة تونس ‪ ,‬مبر ار بقصف طائرات اإليطالية و األلمانية‬ ‫لمدن جزائرية خلت من وجود عسكري للحلفاء ‪ ,‬و هو في نظري تبرير غير مؤسس على‬

‫أسباب مقنعة تجعل التونسيين يكونون راضين لما وقع لهم من خسائر فادحة مادية و بشرية‬ ‫‪ ,‬و أوردت قوات الحلفاء التبريرات نفسها عند قصف مدينة القيروان ‪ ,‬و هو الذي استغلته‬

‫الدعاية األلمانية كثي ار من خالل التحريض ضد الحلفاء و عدم احترامهم لألماكن الدينية و‬ ‫هو العامل الذي استفاد منه الحلفاء من خالل إلقاء منشور بينت فيه دور األلمان في تدنيس‬ ‫المراكز الدينية و جعلها عرضة لرمي الحلفاء‪)53(.‬‬

‫كما سعت قيادة االستعمارية الموالية للحلفاء إلى حث قيادات األهالي على تحرير‬

‫المنشورات و توزيعها بين الحلفاء ‪ ,‬ففي مراسلة بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪ 1943‬حررت من طرف‬ ‫المراقب المدني بالقيروان إلى المقيم الفرنسي ما كارت ( ‪ )Maquart‬بمدينة الكاف عنوانه‬

‫( أيها التونسيون ) ركز على ما تميزت به الدعاية األلمانية من مكر و خداع ‪)54(.‬‬

‫وبعد السيطرة على تونس سعت فرنسا إلى استرجاع ثقة التونسيين بمساعدة الحلفاء ‪,‬‬

‫فقامت بإنشاء لجنة تنظيم الدعاية الفرنسية بتونس ‪ 12‬ديسمبر ‪ 1944‬و هي بمثابة مجلس‬ ‫خاص للدعاية يتميز بالسرية التامة ‪ ,‬عملت اللجنة على تحديد البرنامج الدعائي الموجه‬ ‫للتونسيين ‪ ,‬فتطرقت للهزيمة التي تعرض لها المحور في تونس ‪ ,‬و الرفع من شأن‬ ‫انتصارات فرنسا العسكرية ‪ ,‬وركزت اللجنة على االستفادة من المثقفين التونسيين الموالين‬

‫لفرنسا لتطويعهم كأداة دعائية إلنتاج مقاالت و محاضرات إذاعية تخدم المصالح الفرنسية ‪,‬‬ ‫و عملت على تطوير السنما و اصدار الصحف و النشريات و التظاهرات الثقافية و توفير‬ ‫شاحنات البث‬ ‫السنماتو غرافي في المناطق القروية و الريفية ‪)55(.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪226‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪.II‬‬

‫العدد ‪04‬‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة( المحور – الحلفاء) على الحركة الوطنية‬

‫التونسية ‪:‬‬

‫سعت األطراف المتحاربة خالل الحرب العالمية الثانية من أجل ترسيخ أفكارها و‬

‫سيطرتها على تونس بتسخير مختلف الوسائل الدعائية كما ذكرنا سابقا‪ ,‬ألجل السيطرة و‬ ‫التغلغل في المجتمع التونسي و استمالة الوطنيين التونسيين إلى جانبهم خدمتا لمصالحهم ‪,‬‬ ‫شكلت المخططات الدعاية المتضاربة تأثي ار على مختلف طبقات المجتمع ‪ ,‬خصوصا‬ ‫الطبقة السياسية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تأثير دعاية المحور ( ألمانية – إيطاليا ) على تونس‪:‬‬

‫أ‪-‬الشعب التونسي‪:‬‬

‫عمدت سياسة المحور إلى تكثيف دعايتها للسيطرة على أفكار التونسيين من خالل‬ ‫اللعب على عدة نقاط منها الظهور كقوة محررة من السيطرة االستعمارية الفرنسية ‪ ,‬و‬ ‫محاولة تحويل الفيئات الشعبية المتقبلة للدعاية األلمانية و اإليطالية إلى داعمة لها و‬ ‫متطوعة في بث هذه الدعاية ‪.‬‬

‫فقد أشار تقرير رسمي إلى ارتفاع نسبة التونسيين المعادين لفرنسا ‪ ,‬فقد وصلت لحدود‬

‫‪ ٪95‬في بداية ‪,)56( 1943‬و هو ما يبين اختالف رأي الجماهير مع منطلقات الحزب‬ ‫الدستوري التونسي الجديد ‪ ,‬فكان للفيئات الشعبية الدور الكبير في تناقل األخبار التي تحط‬ ‫من هيبة فرنسا و مكانتها بالبالد ‪ ,‬ففي مدينة قليبية تناقل األهالي ( أن فرنسا لم تعد تتحكم‬ ‫بالبالد و أن ساعة العدل قد حانت) ‪ ,‬و انتشرت على الجدران عدة كتابات منها ( يحيا هتلر‬ ‫– تحيا ألمانيا – لتسقط فرنسا ) ‪)57(.‬‬

‫ازداد تأثر التونسيين بالدعاية التي وجهتها دول المحور ضد اليهود و زادة خصوصا‬ ‫مع تواجد قوات المحور ‪ .‬فقد قام بعض التونسيين بأعمال انتقامية ضد اليهود التونسيين و‬ ‫االجانب بتواطىء األلمان ‪ .‬تمثلت في عمليات التهديد و نهب الممتلكات ‪ ,‬إذ يشير تقرير‬

‫مؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ , 1943‬إلى مداهمة بعض الشبان التونسيين مصحوبين بجنود ألمان‬ ‫لمنازل اليهود ليال ‪ .‬كما عمد بعض التونسيين إلى تخيير عائالت يهودية بين دفع ‪2000‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪227‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫فرنك أو مصادرة منازلهم ‪.‬و عمد بعض التونسيين إلى إحضار جنود ألمان لمنازل اليهود‬ ‫الغتصاب نسائهم ‪)58(.‬‬ ‫كما شكل الدعم المادي للشعب التونسي اثناء تواجد قوات المحور دو ار كبير في‬ ‫التمويل‬

‫‪ ,‬فقد أقام أهالي مدينة قرمبالية مآدب على شرف الجنود األلمان الدين حلوا‬

‫بالمنطقة ‪ 15‬نوفمبر ‪ , ( )1942‬و عمد بعض أهالي البالد المتنفذين اقتصاديا إلى بعض‬ ‫‪59‬‬

‫القادة األلمان لتناول الغذاء في منازلهم ‪ ,‬و زود عديد الفالحين جيوش المحور بالمؤن (‬

‫زيت الزيتون‪ -‬البيض‪ -‬السجائر – الحليب ‪ , )...‬وهكذا يظهر حرص التونسيين على تقديم‬ ‫الدعم لقوات المحور لتنقذهم من سلطة فرنسا االستعمارية ‪(60) .‬‬

‫استطاع األلمان كذلك تطويع التونسيين كعمال لتهيئة الطرق و حفر الخنادق ‪ ,‬و هناك‬

‫من تطوع في صفوفهم كجندي ‪ ,‬إذ يشير محضر جلسة صدر في ‪ 26‬ماي ‪ 1943‬إلى‬ ‫فرار مجموعة من الجنود التونسيين في صفوف الجيش الفرنسي و التحاقهم بالفيالق األلمانية‬ ‫بجهة ماطر ‪ )61(.‬كما تطوع بعض األهالي كمجندين وقاموا بحراسة بعض األماكن‬ ‫االستراتيجية ‪ ,‬منهم ‪ 15‬مجندا كلفهم األلمان بحراسة جبل بوسالم و مراقبة تقدم األلمان‬

‫بالجهة ‪ ,‬كما اشارت تقترير فرنسية اخرى إلى ما أبداه سكان منطقة نفزاوة و دوز من رغبة‬ ‫جامحة في مساندة قوات المحور بالجهة إذ اشار تقرير قاي ( ‪ )Gay‬رئيس كقيبة دوز في‬

‫‪ 10‬افريل ‪ 1943‬إلى انخراط العديد من األهالي المتعاطفين في وحدة المهاري‬ ‫األلمانية‪)62(.‬‬ ‫ب‪-‬قادة الحركة الوطنية التونسية ‪:‬‬

‫يصعب التعرف على مواقف قادة الحزب الحر الدستوري الجديد من الدعاية ‪ ,‬فإن كان‬

‫موقف الحبيب بورقيبة واضحا ‪ ,‬فإن موقف بقية القيادة في الحزب تميزت بعدم الوضوح ‪ ,‬بل‬

‫تراوحت بين التأثر بالدعاية و اإليديولوجية التي تظهر عليها االنتهازية واستغالل الفرص‬

‫‪ .‬فقد حذر الحبيب بورقيبة من سجنه بفرنسا إلى تحذير التونسيين ‪ ,‬وقادة الديوان السياسي‬ ‫للحزب حتى قبل وصول قوات المحور لتونس ‪ ,‬وذلك بعدم االنجرار أمام ما تردده الدعاية‬

‫األلمانية و اإليطالية ‪ .‬ففي مقابلته مع لعبد الرحمان الجزيري أوت ‪ 1941‬اكد بورقيبة على‬ ‫عدائه للفاشية ‪(63) .‬‬

‫ورغم موقف بورقيبة المعادي للمحور فإن كثي ار من القيادات الشابة تعاملوا مع لجان‬ ‫الهدنة األلمانية و اإليطالية ‪ ,‬أمثال الحبيب ثامر رئيس الديوان السياسي السادس ‪ ,‬الذي‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪228‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫طالب بالتعاون مع المحور ‪ ,‬مما جعل بورقيبة يوجه رسالة غلى الحبيب ثامر ‪ 8‬اوت‬ ‫‪ 1942‬مما يؤكد على النضج السياسي و النظرة المستقبلة للواقع العسكري للفترة المقبلة ‪.‬‬

‫وقدكون الحضور العسكري لجيوش المحور في تونس رأيين في ظل الظروف‬

‫الجديدة ‪ ,‬فقد مثل بالنسبة لبعض قادة الحزب تحقيقا لألمل المنشود و الذي مثلته الدعاية‬ ‫األلمانية في تحرير تونس في ظل السياسة الفرنسية ‪ ,‬فقد ركزت قوات المحور على ربط‬

‫عالقات مع قيادة الحزب الحر الدستوري الجديد الشابة منهم رشيد ادريس و حسين التريكي‬ ‫و فريد بورقيبة ‪(64).‬‬

‫ففي ‪ 21‬مارس ‪ 1943‬بمناسبة االحتفال بالمولد النبوي الشريف ‪ ,‬أكد فريد بورقيبة‬

‫خالل حضوره استعراض الشبيبة الدستورية بمسرح حمام األنف على الحرية التي يتمتع بها‬

‫التونسيون بحضور المحور وهو ما يبين مدي التأثير الدعائي على بعض قادة الحزب الحر‬

‫الدستوري الجديد ‪ ,‬وساهم هؤالء القادة في خدمة الحضور العسكري للمحور فجريدة إفريقيا‬ ‫الفتاة الناطقة باسم الحزب الحر الدستوري الجديد التي اشرف عليها الحبيب ثامر كمدير‬

‫سياسي لها ‪ ,‬قد أفرطت في نقل انتصارات قوات المحور من خالل الدخول في مغالطات‬ ‫ونسيان قدرات الحلفاء في قلب الموازين إضافة إلى ما قام به رشيد إدريس و محمود‬

‫المسعودي من دعاية للمحور عبر موجات راديو الوطن‪ .‬فكان من نتائج توجه بعض قادة‬

‫الحزب الحر الدستوري الجديد نحو دعاية المحور ‪ ,‬طرد كل من الرشيد إدريس و حسين‬ ‫التريكي في ‪ 28‬فيفري ‪ 1943‬لتعاونهم مع المحور ‪(65).‬‬

‫و عموما يمكن أن نتبين دور السياسية الدعائية الفاشية و النازية في خلق الخالف بين‬

‫أعضاء الحزب ‪ ,‬فقد سعى جزء من المناضلين إلى استغالل الدعاية و الحضور العسكري‬

‫للمحور في تفعيل العمل الحزبي ‪ .‬و نادى الشق األخر بضرورة التريث و مساندة فرنسا امال‬ ‫في انتصارها في الحرب ‪(66).‬‬

‫‪ -2‬تأثير دعاية الحلفاء( فرنسا‪ -‬بريطانيا – الواليات المتحدة األمريكية) على‬ ‫تونس ‪:‬‬

‫أ – الشعب التونسي‪:‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪229‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫لم يكن لدعاية الحلفاء صدى كبير عند التونسيين ‪ ,‬إذ أن دعاية اإلنجليز بواسطة‬ ‫محطة ‪ BBC‬لم يفلح في التأثير على الرأي الشعبي ‪ ,‬حتى أنها لم تقلل من اثر دعاية‬ ‫المحور ‪ .‬ففي تقرير للمراقب المدني بجربة للمقيم العام الفرنسي في ‪ 30‬مارس ‪1940‬‬ ‫جاء فيه (‪ .....‬رغم الدعاية اإلنجليزية ‪ ,‬فإن الرأي العام التونسي مناهض لإلنجليز و‬ ‫يتمنى هزيمتها ضد األلمان‪ . ) ....‬و و مما يؤكد ما جاء في التقرير رسالة المراقب‬

‫المدني بجهة قابس إلى المقيم العام ‪ ,‬إذ أكد أ‪ ٪ 84 ،‬من سكان قابس يتمنون هزيمة‬

‫إنجلت ار‪.‬‬ ‫وإزداد نفور التونسيين من الدعاية اإلنجليزية إثر القصف الذي تعرض له ميناء‬ ‫المرسى الكبير ‪ .‬ففي تقرير بعث به مسؤول األمن إلى مديرية اإلدارة العامة بتونس بتاريخ‬

‫‪ 6‬جويلية ‪ 1940‬جاء فيه ( إن الرأي العام التونسي مناهض إلنجلت ار وإن إعالن قطع‬ ‫العالقات الدبلوماسية بين فرنسا و إنجلت ار قد قوبل بإرتياج ) ‪ .‬و حتى الدعاية التي قادتها‬

‫إنجلت ار عقب دخول قوات المحور لتونس ‪ ,‬فهي لم تساهم في جلب الرأي العام التونسي‬ ‫للوقوف في وجه المحور ‪ .‬فيذكر صادق زميرلي في كتابه ( تونس في عهد المنصف باي‬

‫‪ (: ) 1943-1942‬لقد استغرب بعض المالحظين فتور اإلستقبال الذي خص به سكان‬ ‫العاصمة و المسلمين جيوش الحلفاء عند دخولهم إلى مدينة تونس) و يمكن القول أن دعاية‬ ‫الحلفاء لم يكن لها القدرة على كسب األهالي و ذلك لعدة أسباب منها‪:‬‬ ‫ رسوخ إعتقاد عند التونسيين بعودة السيطرة الفرنسية على البالد بعد تحريرها من‬‫المحور‪.‬‬

‫‪ -‬سياسة إنجلت ار المعادية للمسلمين و العرب في فلسطين‪.‬‬

‫ الوعي التونسي عند التونسيين بالدور اإلستعماري البريطاني في بعض الدول‬‫العربية كمصر و العراق و السودان‪. ...‬‬ ‫‪ -‬ضعف دعاية الحلفاء و عدم قدرتها على مس نفسية األهالي ‪)67(.‬‬

‫اختلفت وسائل دعاية الحلفاء بين الدعاية اإلعالمية كالصحف و اإلذاعات و إلقاء‬

‫المنشورات بواسطة الطائرات‪ ,‬ففي صبيحة ‪21‬سبتمبر ‪ 1940‬ألقت الطائرات اإلنجليزية‬ ‫منشورات على المدن الساحلية بنزرت و صفاقس و سوسة و هي عبارة عن نداء موجه‬ ‫للجنود الفرنسيين بتونس‪ ,‬ولعل التركيز على مدينة بنزرت هو ما يؤكد أن دعاية الحلفاء‬

‫كانت له أهداف و دالالت ألن مدينة بنزرت كانت مرك از لتجمع العنصر الفرنسي إضافة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪230‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫لوجود ترسانة عسكرية ( قواعد عسكرية – اسطول عسكري ‪.)...‬أما بالنسبة للمنشورات‬ ‫التي كانت تلقيها الطائرات على المدن التونسية فركزت على التهديد و الوعيد للتونسيين‬

‫بعواقب التعاون مع المحور و مصير كل شخص يتعامل مع األلمان و اإليطاليين بعد‬ ‫استرجاع السيطرة على تونس ‪.‬‬ ‫عموما ركزت دعاية الحلفاء في تونس على استمالة الجنود الفرنسيين و القيادات‬

‫التي كانت موالية لي فيشي كمحاولة الستمالتها إلى جانبها لمساعدة قوات الحلفاء في‬ ‫السيطرة على تونس ‪ ,‬ولم تركز في دعايتها على الشعب التونسي الذي وجد في األلمان‬ ‫سندا و إن كان في طريقة التعامل مقارنة مع الفرنسيين سابقا ‪ ,‬بل جعل الحلفاء في‬

‫أطروحة تقرير مصير الشعوب المستعمرة و الترهيب تارة أخرى اسلوبا في إيصال رسائله‬

‫للتونسيين ‪ ,‬وبعد نزول الحلفاء بشمال إفريقيا و السيطرة على تونس شرعوا في حملة‬ ‫دعائية لتجنيد التونسيين من أجل استرجاع السيطرة على المناطق التي سيطرت عليها‬ ‫ألمانيا في أوروبا ‪)68( .‬‬ ‫ب‪-‬قادة الحركة الوطنية التونسية ‪:‬‬

‫شكلت دعاية الحلفاء التي ركزت على استهداف فئة معينة من قادة الحركة الوطنية‬

‫التونسية من خالل إظهار مبادئ البراقة كتقرير مصير الشعوب المستعمرة و الحرية و‬

‫الديمقراطية تارة و الترهيب من دعم قوات المحور و االنحياز لهم تارة أخرى است ارتيجية‬

‫لجذب بعض قادة الحزب الحر الدستوري الجديد لصفهم وإبقاء فئة ضمن األغلية‬ ‫الصامتة التي ال تكن والئها ألي طرف ‪)69(.‬‬

‫قبل التطرق إلى موقف بعض قادة الحركة الوطنية التونسية ‪ ,‬ال بد من المرور على‬

‫موقف المنصف باي الذي ارتقى للعرش ‪ 19‬جوان ‪ , 1942‬فمع اإلنزال األنجلو‬ ‫سكسوني في شمال إفريقيا ‪ 8‬نوفمبر ‪ 1942‬وجد الباي نفسه أما ضغوط داخلية و‬

‫خارجية التخاذ موقف من األطراف المتصارعة في الحرب ‪:‬‬ ‫ الضغوط الخارجية جاءت من مختلف األطراف المتصارعة ( المحور – الحلفاء) ففي‬‫رسالة في ‪ 7‬نوفمبر موجهة للباي من طرف رئيس الواليات المتحدة األمريكية دعاه فيها‬ ‫للتعاون مع الحلفاء ألن قونتها تسعى للسيطرة على شمال إفريقيا ‪.‬‬

‫ أما بالن سبة للضغوط الداخلية ‪ ,‬فوجد الباي نفسه أمام ضغوط من البالط بين حزب ذو‬‫ميول ألمانية ( رؤوف باي إبن المنصف باي) ‪ ,‬و حزب ذو ميول أنجلوا سكسونية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪231‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫يتزعمه عدة شخصيات تقوم بوظيفة المستشار ( الشاذلي خزندار‪ -‬على الكاهية‪ -‬و‬

‫صالح فرحات ) و هم من األعضاء المؤسسين للحزب الدستوري ‪ ,‬يضاف إليهم بعض‬

‫تشكيل الو ازرة الجديدة( محمد شنيق‪ -‬عزيز الجلولي – محمود الماطري ) و وجوه بارزة‬ ‫بالبالط امثال ( محمد على العنابي‪ -‬الصادق زميرلي – الشادلي حيدر) وهي جماعة‬ ‫أطلق عليها (بورجوازية األعمال و الحلفاء ) و ( أنصاف األمريكييين) و ذلك‬

‫لالتصاالت التي كانت بينهم وبين القنصل األمريكي بتونس‪)70(.‬‬

‫هذا ما كان يدور في البالط من نزاع بين تيار ذو نزعة ألمانية و تيار ذو نزهة أنجلو‬ ‫سكسونية ‪ ,‬كل تيار يريد فرض رأيه مما جعل الباي يتأخر في رده على مختلف‬ ‫األطراف لعدة أيام إلى أن إستقر موقفه بعد التشاور مع جميع األطراف على إتخاذ‬

‫موقف محايد تجاه الدول المتحاربة ووجه رسائله لكل من رئيس الواليات المتحدة و‬ ‫جورج السادس ملك إنجلت ار و فيكتور إيمانويل الثالث ملك إيطاليا‬

‫و أدولف هتلر‬

‫مستشار ألمانيا تحتوي على نفس الرد ببقاء البالد خارج النزاع الدولي ‪)71(.‬‬

‫يمكن القول أن الصراع الذي كان قائما داخل بالط الباي بين التيار المؤيد لتواجد‬

‫المحور و التيار المساند لسيطرة الحلفاء على تونس يبين مدى تأثير الدعاية التي كانت‬ ‫مسلطة على تونس بوسائلها المختلفة اإلعالمية و البشرية من خالل الجواسيس و‬ ‫العمالء من جميع األطراف المختلفة سعيا منهم لجذب أكبر قدر ممكن من قادة الحركة‬

‫الوطنية التونسية الذين لهم تأثير على اتخاذ الق اررات في تونس ‪ .‬من هنا سوف نتطرق‬ ‫إلى الطرف الذي تأثر بدعاية الحلفاء و هم في معظمهم مجموعة من المناضلين‬

‫السياسيين عملوا في البالط كمستشارين للباي و كان تأثرهم بنظرة الحبيب بورقيبة‬

‫واضحة بالنسبة لتواجد قوات المحور بتونس ‪.‬‬ ‫علما أن الحبيب بورقيبة كان محافظا على موقفه الذي صرح به امام قيادات التجمع‬ ‫الشعبي في مارس ‪ , 1937‬و هو دليل قاطع على وعيه بمخاطر إغراءات المحور ‪,‬‬

‫وفي ذات الوقت كان مساندا للديمقراطي الليبرالية وضد الفاشية و الشيوعية ‪ ,‬و ظل‬ ‫طوال فترة مفاوضاته مع اإليطاليين بعد إطالق صراحه رفقة زمالئه من قبل كالوس‬ ‫باربي ‪ Klaus Barbie‬في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 1942‬بأمر من الفوهرر محافظا على نفس‬

‫مطالبه متظاه ار بحسن نيته و استعداده للتعاون معهم مماطلة لكسب الوقت ‪ ,‬لكونه كان‬ ‫مدركا أن مطالبه لن تنفذها السلطة اإليطالية ‪ .‬فعاد بورقيبة إلى تونس في ‪ 9‬أفريل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪232‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ 1943‬و ابتعد عن النشاط السياسي ‪ ,‬مفضال انتظار نتائج الحرب ‪ ,‬من هنا يتضح‬ ‫موقف بورقيبة الذي لم يتغير طوال فترة الحرب ‪ ,‬فقد ظل متثبتا بمواقفه و هو ما يثبت‬ ‫بعد نظره فيما يحدث حوله ‪.‬‬ ‫خـــــاتـــــمة‪:‬‬

‫خالصة لما ذكرنا يمكن القول أن تونس خالل الحرب العالمية الثانية سلطت عليها‬

‫حملة دعائية استخدمت فيها جميع الوسائل المتاحة من األطراف المتصارعة (الحلفاء ‪-‬‬

‫المحور) ‪ ,‬و كان لها تأثير كبير على التونسيين فظهرت فئتان األولى مكونة من بعض قادة‬ ‫النخب السياسية أمثال الحبيب بورقيبة و من عامة الشعب ساندة الحلفاء و الفئة الثانية‬

‫المتأثرة بالدعاية األلمانية و اإليطالية دعمت المحور بمختلف الوسائل حتى ( المادية –‬ ‫البشرية ) ‪ ,‬مما يشير إلى الدرجة التي وصل لها تأثير دعاية المحور في األوساط الشعبية‬

‫وحتى بعض قادة الحركة الوطنية التونسية ‪ ,‬كل هذا ساهم في ظهور انقسام في األوساط‬

‫الشعبية و السياسية ظهر جليا في االنقسام داخل بالط الباي بين دعاة مساندة المحور و‬ ‫ودعات الوقوف إلى جانب الحلفاء ‪ ,‬مما أضطر الباي التخاذ موقف الحياد في الحرب ‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪) 1(Institut Supérieur d’Histoire du Mouvement National, Archive du Quai d’Orsay,‬‬ ‫‪Bobine 443 ,Carton 22, Extrait de presse :paris soir du 01/01/1939 , folio 14‬‬ ‫‪) 2 (Levisse- Touzé Christine , L’Afrique du nord dans la gerre ( 1939-1945) ,édition‬‬ ‫‪Albain Michel , S.A , Paris , 1998, p16.‬‬ ‫‪(3) Piéri M ,p , « La stratégie italienne sur l’ échiquier méditerranéen » in La guerre‬‬ ‫‪en Méditerranée, Acte de Colloque , édition CNRS , paris , 1969, pp 70‬‬ ‫‪(4( Chérif Faycal , « La Tunisie dans le plan hégémonique des divers puissances‬‬ ‫‪rivales pendant la seconde guerre mondiale( 1939-1945) , essai de synthése " »,‬‬ ‫‪Revue Tunisienne des sciences sociales , n 125 , 4 éme année , 2003 , p150‬‬ ‫‪(5) I.S.H.M.N ,Q.O, B100, C662, D1 , Emission de radio Tripoli du 25/02/1939,‬‬ ‫‪F177.‬‬ ‫‪( 6)Kraiem .m , Le Fascisme et les italiens de la Tunisie ( 1918-1939) , éd , CERS ,‬‬ ‫‪tunisis , 1987 , p 169.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪233‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫‪(7) Khaled .A ,Documents secrets du deuxième bureau ) Tunisi – Maghreb) sous la‬‬ ‫‪conjoncture de pré-guerre ( 1937-1940), édition STD,tunisi, 1983, p 557.‬‬ ‫(‪)8‬تركزت اول قنصلية عامة المانية بالبالد التونسية في ‪ 18‬جانفي ‪ , 1871‬كان مقرها ب ‪ 12‬نهج زرقوط‬ ‫وكان آنذاك شارل توالن أول قنصل لها ‪ .‬أنظر‪:‬‬ ‫العجيلي التليلي ‪ :‬المصالح األلمانية و مصير الرعايا األلمان في بلدان المغرب العربي أثناء الحرب العالمية‬ ‫األولى ‪ ,‬روافد ‪ ,‬ع‪ ,1998 ,4‬ص ‪.197‬‬

‫(‪ ) 9‬قامت القنصلية العامة األلمانية في شهر جويلية ‪ 1938‬بإحصاء رعاياها من األلمان و النمساويين‬ ‫المستقرين بتونس ‪ ,‬و إهتمت بالشباب الذين تجاوزت أعمارهم ‪ 15‬سنة ‪ ,‬إذ وزعت عليهم استمارات طالبتهم‬ ‫باإلجابة عن فحواها بكل دقة ‪ ,‬و إهتمت بجلب أالت لعرض أفالم دعائية موجهة نحو الجالية األلمانية بالبالد‬ ‫‪.‬انظر‪:‬‬ ‫‬‫‪Khaled .A ,, op.cit, p3‬‬ ‫‬‫‪(10) Les Archives Nationales de la Tunisie ,Folio , Catron 20, Dossier 4, Sous‬‬ ‫‪Dossier 7 , Rapport du directeur de la sureté de la publique au secrétaire général du‬‬ ‫‪gouvernement tunisien.‬‬ ‫‪(11)Khaled .A , op.cit, p346‬‬ ‫‪(12) (I.S.H.M.N) , Q.O,B100,C662,D1,Rapport du R.G au M.A.E à paris , le‬‬ ‫‪12/01/1939 , f15.‬‬ ‫‪(13)Ibid‬‬ ‫‪(14)A.W.O, centre département d’information d’oran, BULLETIN DES‬‬ ‫‪RENSEIGNEMENTS, N°1163,Boite N° 4467, 02 jan 1940‬‬

‫‪(15) I.S.H.M.N , Q.O, B 971 , C 2852 , D 1 , Non folioté , Non daté‬‬ ‫‪(16) Charles Robert Ageron ,( Les population du Magréb face à la propagande‬‬ ‫‪allemande) in Revus d’histoire de la deuxième guerre mondiale ,n 14, 29 année,avril‬‬ ‫‪1979, pp 18-19‬‬ ‫(‪ ) 17‬لكن رغم ذلك لم تتخلى الدعاية االلمانية عن دعوة العرب الى الوحدة و اعالن االستقالل ( ايها العرب‬ ‫توحدوا و ناضلوا من اجل االستقالل ‪ ......‬ليحيا العرب) و هي عبارة ال طالما رددتها الدعاية االلمانية حتى‬ ‫قبل نشوب الحرب العالمية الثانية ‪ .‬أنظر ‪:‬‬ ‫‪- I .S.H.M.N , ( A.N .A.O.M) , de 12/08/1940, f 651.‬‬ ‫(‪ ) 18‬وقع عقد اتفاقية الهدنة األولى بين فرنسا و ألمانيا في روتوند ( ‪ )Rotondes‬يوم ‪ 22‬جوان ‪ 1940‬ثم‬ ‫عقدت االتفاقية الثانية بين فرنسا و إيطاليا يوم ‪24‬جوان ‪ 1940‬بقيال أنسي از ( ‪ )Villa Incisa‬بروما وقد‬ ‫تمحض عن هذه اإلتفاقية تكوين لجنتين لتطبيق مقررات الهدنة ‪ .‬أنظر ‪:‬‬ ‫‪- Charles Robert Ageron, op.cit, p94 .‬‬ ‫‪(19) Levisse – Touzé Christine , , op.cit , p 47.‬‬ ‫‪(20)A.S.H.M.N , Q.O, B 443,C 22 , D 1 , Rapport du général Esteva au secrétaire‬‬ ‫‪d’Etat aux Affaires étrangéres du 27/12/1941 , f 47.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪234‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪(21) I.S.H.M.N , B 443 , R 148 , C 1799 , D1 , Rapport d’ Esteva du Vichy du‬‬ ‫‪24/09/1940 , f2.‬‬ ‫(‪ )23‬إفريقيا الفتاة ‪ 06 ,‬جانفي ‪.1943‬‬

‫‪(22) Chérif Faycal , op.cit , p 369‬‬

‫(‪ )24‬افريقيا الفتاة ‪ 23 ,‬جانفي ‪1943‬‬

‫(‪ ) 25‬إفريقيا الفتاة ‪25 ,‬فيفري ‪ 1943‬الوزير المفرض اإليطالي ممثل الحكومة اإليطالية يزور المنصف باي‪.‬‬ ‫(‪ ) 26‬آثر المفتي الهرب من فلسطين سنة ‪ 1937‬إثر تهديده من طرف القوات اإلنجليزية و استقر مع بداية‬ ‫اندالع الحرب العالمية الثانية في مدينة بغداد ‪ .‬أنظر ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أبو الشيخ أحمد األحمد ‪ ,‬الحاج األمين الحسيني و عالقته بالحركات الوطنية المغاربية ( ‪-1924‬‬ ‫‪ , )1949‬رسالة دكتوراه في التاريخ المعاصر ‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية ‪ ,‬جامعة‬ ‫تونس ‪ , 2000-1999 ,‬ص ‪. 67‬‬

‫(‪ ) 27‬نفسه ‪ ,‬ص ‪. 68‬‬

‫(‪ ) 28‬فريزر لندلي ‪ ,‬الدعاية السياسية و أثرها على مستقبل العالم ‪ ,‬تر‪ :‬عبد السالم شحاتة‪ ,‬دار الطباعة و‬ ‫النشر و اإلعالم ‪ ,‬القاهرة ‪ ,1960,‬ص ‪12‬‬ ‫‪( 29) I.S.H.M.N Q.O , B100 , C600 , D 1 , Note au sujet de Radio diffusion en‬‬ ‫‪langue arabe ,f 2‬‬ ‫‪(30) Ibid , f Télégramme du R.G au M.A 09/03/1938 , f 16‬‬ ‫‪(31)Ibid , f 11‬‬ ‫‪(32) I.S.H.M.N Q.O , B100, R642 , C2444‬‬ ‫‪( 33)I.S.H.M.N Q.O , B99 , C657 , D1 , Extrait du journal le populaire du‬‬ ‫‪24/02/1938 , f 35 .‬‬ ‫‪(34) Driss Rachid , Reflet d’un combat , ISMN , tunis , 1996 , pp 82-83‬‬ ‫‪(35 ) Khaled .A , op.cit. , p579‬‬ ‫‪(36) I.S.H.M.N Q.O , B100, C661 , D1 , F 261 .‬‬ ‫‪(37 ) Khaled .A , op.cit. , p557‬‬ ‫(‪ ) 38‬تأسست جريدة لونيون ( ‪ ) L’Unione‬في ‪ 20‬مارس ‪ 1886‬من قبل سيزار فابري (‪Ceasar Fabri‬‬

‫) بإيعاز من والده فريديريكوا فابري و هو صحفية شهيرة في شبه الجزيرة اإليطالية حيث كانت تصدر هذه‬ ‫ال جريدة مرتين في األسبوع وكانت تهدف إألى الدفاع عن الوجود اإليطالي بالبالد التونسية‪ .‬لقد ساهمت‬

‫القنصلية العامة اإليطالية بالبالد بقسط كبير في تمويل هذه الجريدة ‪ ,‬لتكون المعبر عن الحالة اإلقتصادية و‬ ‫السياسية للجالية اإليطالية ‪ ,‬إضافة إألى الدفاع عن نفوذها كأكبر جالية أ‪,‬ربية بالبالد التونسية ‪ ,‬وهو ماأثار‬ ‫قلق اإلقامة العامة الفرنسية ‪ ,‬فعملت على بعث جريدة ال ديباش ( ‪ ) La Dépeche Tunisienne‬كوسيلة‬ ‫إعالمية مضادة لما تتناقله جريدة لونيوان ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪235‬‬


‫أ‪.‬محمد زروقي‬

‫تأثير الدعاية المتضاربة على تونس خالل الحرب العالميةالثانية(‪)1945-1939‬‬

‫و مع حلول سنة ‪ 1937‬تحوبت إال جريدة تعمقت في توجهاتها الفاشية خاصة مع رئاسة ( ‪Enrico Santa‬‬ ‫‪ , ) Maria‬أما في زمن الحرب فتعرضت لرقابة إلى السلطات الفرنسية ‪.‬‬ ‫‪- I.S.H.M.N , A.N.A.O.M , B100, A46 , c 25 H3212 , f f 940-956.‬‬ ‫‪(39) A.N.T , E , C550 , D 440, B18 , J.O.T , n 48 , du 10/08/1939 , p 6.‬‬ ‫‪(40 ) Ibid , p 3‬‬ ‫‪(41) A.N.T , E , C440, B18 , D 57 , J.O.T , , du 7/09/1939 , p 6.‬‬ ‫‪(42) )3(A.W.O ,Centre Dépatement d’ information d’oran , Bulltin DES‬‬ ‫‪Renseignements, N°366,Boite N° 1163, 27 Décembre 1939.‬‬ ‫‪(43) Khaled .A , op.cit. , p629‬‬ ‫‪(44) Levisse- Touzé Christine, op.cit , p 68‬‬ ‫‪(45 ) I.S.H.M.N Q.O , P55 , C1184 , D1 , Note confidentielle du 16/08/1943 , f 33‬‬ ‫‪(46) I.S.H.M.N ,B.R219, C1195 , D1 , Bulletin d’information et de documentation‬‬ ‫‪du mois de septembre 1940 , f 359‬‬ ‫‪(47) I.S.H.M.N Q.O , B444 , C34 , D1 , Rapport d’esteva à Vichy du 15/08/1941 , f‬‬ ‫‪10‬‬ ‫(‪ ) 48‬جاء في المنشور مجموع من الجمل الدعائية الهادفة التي يمكنها أن تأثر في الفرد و تترجم معنى‬

‫التعاون مع قوا المحور ‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫يعني التعاون ‪ :‬موافقتكم على إرسال ثرواتكم إلى إ]طاليا و فرنسا ‪.‬‬

‫يعني التعاون ‪ :‬توفير األسلحة لكل من إيطاليا و ألمانية ( إن القنابل الحارقة التي سقطت على‬

‫لندن قد صنعت من الفوسفور التونسي )‬ ‫يعني التعاون ‪ :‬موافقتكم على ارسال البترول ومو ما تفتقد اليه ‪.‬‬ ‫‬‫‪- I.S.H.M.N Q.O , B444 , C34 , D1 , Tract lancé sur la ville de Benzert le‬‬ ‫‪13/08/1941 , f 14‬‬ ‫‪( 49)I.S.H.M.N Q.O , B444 , C34 , D1 , Tract lancé par l’avion anglaise sur la Tunisie‬‬ ‫‪,1941 , f 13‬‬ ‫(‪ )50‬افتتحت محطة ال ب‪.‬ب‪.‬س الناطقة باللغة العربية برامجها بداية من سنة ‪ , 1938‬لبث حصص دعائية‬ ‫موجهة نحو الرأي العام العربي ‪ ,‬تخدم المصالح البريطانية حيث جاءت كرد فعل على اإلذاعات المضادة‬ ‫التي فتحها المحور لتوجيهها للعالم العربي و اإلسالمي ‪.‬أنظر‪:‬‬ ‫ فريزر لندلي ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.57‬‬‫‪(51) Chérif Faycal, op-cit , pp 399‬‬ ‫‪(52) I.S.H.M.N B.R976 , C2886 , D4 , Document non folioté, non daté‬‬ ‫‪(53) Chérif Faycal, op-cit , pp 557-559‬‬ ‫‪(54) I.S.H.M.N, BR 976, C2886 , D4, Tract rédigé par le caid de Kairouan , non‬‬ ‫‪folioté.‬‬ ‫‪(55) I.S.H.M.N, B,R 182, C1845 , D1, Rapport du Directeur général des controles au‬‬ ‫‪R.G du 05/09/1944 , f 68.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪236‬‬


04 ‫العدد‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

(56)I.S.H.M.N, B,R 184, C1848 , D9, Rapport sur la situation politique en tunisie, 01/02/1946 , non folioté. (57)A.N.T ,M.N , C 13 , D 9 , Rapport du chef de poste de polise au commissaire chef de la 2 éme région , du 7/10/1942 , p 16. (58)A.N.T , M.N , C13, D 9 , Rapport de police au au préfet , du 16/02/1943 , p 37. (59) I.S.H.M.N, B,R 189, C1864 , D2, Rapport de la gendarmerie , 04/12/1942 , f 286- f 287. (60) I.S.H.M.N, B,R 189, C1864 , D2, Rapport de la gendarmerie , 16/02/1943 , f 280. (61) A.N.T , M.N , C13, D 9 , P.v ,du 26/05/1943 , piéce 37. ( 62) I.S.H.M.N, A.NA .OM , B . A46 , C25H32 , D15 C 13 , Rapport du chef de Bataillon Gay , Kébili, le 10/04/1943 , f 1390. (63)Rey Goldzeiguer Annie , L’opinion publique tunisienne ( 1940-1944) in la tunisie de 1939 à 1945 du 4eme Séminaire sur l’histoire de mouvement national ( 56-7 juin 1987) , sidi Bousaid , tunis , C.N.U.D.S.T , p 140 (64) Khaled .A , op.cit. , p95 (65 )Bessis Julette , La Méditerranée Fasciste ,L’Italie Mussolinienne et la Tunisie édition Kartala , paris ,1991 , pp 359-360. (66) Rey Goldzeiguer (A) , op.cit , p 140 67

‫ رسالة‬,)1944 – 1938 ‫ سياسة المحور و الحلفاء تجاه البالد التونسية ( نوفمير‬, ‫)) األسعد الغرياني‬

‫ جامعة‬, ‫ قسم التاريخ‬, ‫ كلية األداب و الفنون اإلنسانية‬, ‫لنيل شهادة الدراسات المعمقة في التاريخ المعاصر‬ . 143-142 , 2005-2004 , ‫منوبة‬ .99-98 ‫نفسه ص ص‬

68

50 ‫ ص‬, ‫ ) نفسه‬69(

: )‫ (تر‬, ‫) بين الرجاء و خيبة األمال‬1943-1942 ( ‫ تونس في عهد المنصف باي‬, ‫) صادق زميرلي‬

70

(

.55 ‫ ص‬, 1989 , ‫ بيروت‬, ‫ دار الغرب اإلسالمي‬, ‫حمادي ساحلي‬ , ‫ دار األقواس للنشر‬, 1‫ ط‬, ‫ هشام القروي‬: )‫ (تر‬, ‫ المنصف باي الحكم و المنفى‬, ‫ ) المستيري سعيد‬71( 67-66 ‫ ص ص‬,1991 , ‫تونس‬ (72)Bessis Julette , op.cit , p362

237

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية لدى الموارد البشرية العاملة‬ ‫بالمؤسسة العمومية اإلستشفائية حكيم سعدان ببسكرة – الجزائر‬ ‫د‪ .‬صورية زاوي‬ ‫جامعة محمد خيضر‪ .‬بسكرة – الجزائر‬

‫د‪ .‬محمد توفيق ومان‬ ‫جامعة محمد خيضر‪ .‬بسكرة – الجزائر‬

‫ملخص‪:‬‬ ‫هدفت هذه الدراسة إلى اختبار أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية بأبعادها‪ :‬االتصال‪،‬‬ ‫السلوك األخالقي للعاملين مع المرضى‪ ،‬تحمل المسؤولية‪ ،‬بالتطبيق على عينة من الطاقم الطبي‬ ‫بمستشفى حكيم سعدان ببسكرة‪ ،‬وباستخدام استبيان تم توزيعه على عينة مكونة من ‪ 57‬ممرض‪،‬‬ ‫وبعد التحليل اإلحصائي باستخدام برنامج التحليل اإلحصائي ‪ spss‬توصلت الدراسة إلى أن للتدريب‬ ‫تأثير متوسط على تطوير مهارات المهنة الطبية‪ ،‬كما أكدت النتائج أن التدريب له تأثير ضعيف‬ ‫على أبعاد االتصال وتحمل المسؤولية‪ ،‬في حين ليس له تأثير على البعد السلوكي واألخالقي‬ ‫للعاملين تجاه المرضى‪ ،‬وفي األخير قدمت الدراسة مجموعة من االقتراحات التي من شأنها تفعيل‬ ‫أثر التدريب على تطوير مهارات العاملين الطبية‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التدريب‪ ،‬مهارات المهنة الطبية‪ ،‬المؤسسة اإلستشفائية حكيم سعدان‪.‬‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫‪The aim of this study is to test the impact of training on the development of‬‬ ‫‪the medical profession's skills in its dimensions: Communication, Moral Behavior of‬‬ ‫‪Patients with Patients, and the responsibility of applying to a sample of the medical‬‬ ‫‪staff at Hakeem Saadan Hospital in Biskra, using a questionnaire distributed to a‬‬ ‫‪sample of 57 nurses. Statistical analysis using the statistical analysis program spss‬‬ ‫‪The study concluded that the training has an average effect on the development of‬‬ ‫‪medical professional skills. The results also confirmed that training has a weak‬‬ ‫‪impact on the dimensions of communication and responsibility, while it has no‬‬ ‫‪effect on the behavioral and moral dimension of workers towards patients, The study‬‬ ‫‪presented a number of suggestions that would activate the impact of training on‬‬ ‫‪developing the skills of medical personnel.‬‬ ‫‪Keywords : Training, Medical profession's skills, Hakeem Saadan Hospital.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪238‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫إن الموارد البشرية ِّ‬ ‫ممثلة في العاملين بمختلف المستويات التنظيمية‪ ،‬وباختالف‬ ‫أجناسهم وتخصصاتهم األداة الحقيقية التي تستند إليها المؤسسة‪ ،‬كونها مصدر حقيقي‬ ‫إلنشاء وتعزيز قدرتها على التنافس وتحسين وضعيتها في السوق‪ ،‬وبالتالي ظهرت الحاجة‬ ‫إلى تسيير هذه الموارد‪ ،‬من استقطاب واختيار وتوظيف‪ ،‬إلى اإلشراف على تدريبها وتحفيزها‬ ‫ومتابعة أدائها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المتمثلة في‬ ‫وبسبب ظهور العولمة وإزالة الحواجز بين الدول‪ ،‬ونتيجة للتغيرات البيئية‬ ‫ِّ‬ ‫المتغيرات التكنولوجية‪ ،‬متطلبات اإلبداع‪ ،‬والتحديَّات الخاصة برضا الزبائن‪ ،‬سعت المؤسسة‬ ‫المتالك موارد بشرية تمتلك المهارات والمعارف التي تمكنها من تحقيق األهداف اإلستراتيجية‬ ‫للمؤسسة‪ ،‬والعمل على تطوير تلك المعارف والمهارات‪ ،‬مستعملة عدة طرق وأساليب‪ ،‬منها‬ ‫التدريب‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق تبحث دراستنا هذه في اإلشكالية التالية‪:‬‬ ‫هل يؤثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية؟‬ ‫لإلجابة على اإلشكالية تم طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬ ‫ ما هو التدريب؟ وما هي األساليب المستخدمة فيه؟‬‫ ما هي المهارات؟‪ ،‬وما هي مهارات المهنة الطبية؟‬‫ هل يخضع العاملين بالمؤسسة العمومية االستشفائية الحكيم سعدان لعمليات تدريب؟‬‫ هل يؤثر التدريب على تطوير مهارات العاملين الطبية بالمؤسسة محل الدراسة؟‬‫ فرضيات البحث ‪:‬تتمثل الفرضية الرئيسية في‪« :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب‬‫على تطوير مهارات العاملين الطبية في المؤسسة محل الدراسة» عند مستوى داللة‬ ‫(‪ ،)α≤0.05‬ويتفرع عنها الفرضيات الفرعية التالية‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪239‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫الفرضية الفرعية األولى‪« :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على اتصال العاملين في‬ ‫المؤسسة محل الدراسة» عند مستوى داللة (‪.)α≤0.05‬‬ ‫الفرضية الفرعية الثانية‪« :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على سلوك العاملين‬ ‫األخالقي مع المرضى في المؤسسة محل الدراسة »عند مستوى داللة (‪.)α≤0.05‬‬ ‫الفرضية الفرعية الثالثة‪« :‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على تحمل العاملين‬ ‫المسؤولية في المؤسسة محل الدراسة» عند مستوى داللة (‪.)α≤0.05‬‬ ‫أهداف الدراسة‪ :‬تسعى هذه الدراسة إلى‪:‬‬ ‫ التعرف على فعالية عملية التدريب بالمؤسسة محل الدراسة‪.‬‬‫ إبراز أهمية استخدام التدريب في تطوير سلوكات العاملين‪.‬‬‫ توضيح أهمية استخدام التدريب في تطوير معارف ومسؤوليات العاملين‪.‬‬‫ محاولة تقديم مقترحات يمكن أن تسهم في فعالية عملية التدريب‪ ،‬بما يساعد في تطوير‬‫مهارات العاملين الطبية في المؤسسة محل الدراسة‪.‬‬ ‫لتحقيق األهداف السابقة قمنا بتقسيم الدراسة إلى المحاور التالية‪:‬‬ ‫ المحور األول‪ :‬ماهية التدريب‪.‬‬‫ المحور الثاني‪ :‬ماهية مهارات المهنة الطبية‪.‬‬‫ المحور الثالث‪ :‬أهمية التدريب في تطوير مهارات العاملين الطبية بالمؤسسة محل‬‫الدراسة‬ ‫أوال‪ :‬ماهية التدريب‬ ‫‪ -1‬مفهوم تدريب الموارد البشرية‪ :‬يعد التدريب من أهم نشاطات تسيير الموارد البشرية‪ ،‬والذي‬ ‫يشير إلى "العملية التي من خاللها يزود العاملين بالمعرفة والمهارة ألداء وتنفيذ عمل معيَّن"‪، 1‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪240‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫فهو"عملية مستمرة َّ‬ ‫منظمة لتنمية مجاالت واتجاهات الفرد أو المجموعة لتحسين األداء وإكسابهم‬ ‫الخبرة وخلق الفرص المناسبة للتغيير في السلوك من خالل توسيع معارفهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم‬ ‫عن طريق التشجيع المستمر على التعلم واستخدام األساليب الحديثة لتتفق مع طموحهم الشخصي‪،‬‬ ‫وذلك ضمن برنامج تخططه اإلدارة"‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ويفرِّق بعض الباحثين بين تدريب وتنمية الموارد البشرية في المؤسسة‪ٍّ ،‬‬ ‫فيعرف فريق منهم‬ ‫التدريب بأنه "نقل مهارات للمتدربين لتحقيق مستوى أداء مقبول بينما التنمية فهي تطوير‬ ‫مهارات العاملين ليصبحوا أكثر استعداد للقيام بمتطلبات مهام جديدة"‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫وهناك من يفرق بين المصطلحين على أساس الزمن فيرى أن التدريب يهتم بالوظائف الحالية‬ ‫بينما التنمية تهتم بالوظائف المستقبلية‪ ،‬وهناك من يفرِّق بينهما على أساس المستوى اإلداري‬ ‫تخصص لمستويات‬ ‫يخصص للعاملين في المستوى األدنى‪ ،‬بينما التنمية َّ‬ ‫فيرى أن التدريب َّ‬ ‫اإلدارية العليا ‪ ،4‬وهناك من يفرق بينهما بجمع جميع المعايير السابقة‪ ،‬والتي تلخص في‬ ‫الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )01‬معايير التفرقة بين التدريب والتنمية‬

‫المعيـار‬

‫التدريـب‬

‫التنميــة‬

‫الفئـات المشاركـة‬

‫العاملون من غير المديرين‬

‫المديرون‬

‫محتوى التدريب أو التنمية‬

‫العمليات الفنية الميكانيكية‬

‫المفاهيم النظرية الفكرية‬

‫األهــداف‬

‫تتعلق بالعمل أو الوظيفة‬

‫المعرفة العـامة‬

‫المـدى الزمنـي‬

‫قصيــر المدى‬

‫طويــل المدى‬

‫المصدر‪ :‬عبد الباري درة‪ ،‬زهير نعيم الصباغ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين‬ ‫(منحى نظمي)‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪.302‬‬

‫والمالحظ من الجدول أن التدريب يعنى بتطوير الفرد واكتسابه مهارات جديدة تساعده‬ ‫على تحسين أدائه بينما التنمية تعنى بتطوير مهارات واكتساب معارف تؤهل الفرد لعمل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪241‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫وظيفي أعلى مستقبالا‪ ،‬ورغم ذلك سنأخذ بالمفهوم الشامل الذي يعتبر التدريب والتنمية مفهوم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫المخطط له لتزويد الموارد البشرية في المؤسسة بمعارف‬ ‫المنظم و‬ ‫واحد يشير إلى الجهد‬

‫معيَّنة لتحسين وتطوير مهاراتها وقدراتها وتغيير سلوكاتها واتجاهاتها‪ ،‬بما ينسجم مع أهداف‬ ‫المؤسسة والتغيرات البيئية‪.‬‬ ‫ف التدريب أحد الركائز التي تقوم عليها منهجية تسيير الجودة الشاملة التي فرضت‬ ‫على المؤسسات إحداث تغيرات جذرية في رسالتها‪ ،‬ثقافتها‪ ،‬إدخال تحسينات مستمرة على‬ ‫منتجاتها‪ ،‬أساليب وطرق العمل بها‪...،‬الخ‪ ،‬وبالتالي تبني إستراتيجية تدريب مستمرة‪ ،‬قائمة‬ ‫على أساس تعلم الجديد بشكل دائم‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫كما يعتبر في الوقت الحاضر عملية إستراتيجية تعمل ضمن إستراتيجية المؤسسة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مخططة من برامج التدريب المستمرة التي تهدف إلى تحسين أداء كل‬ ‫تتكون من مجموعة‬ ‫َّ‬ ‫عامل‪ ،‬من أجل تحقيق مكاسب وظيفية ومستقبل وظيفي ِّ‬ ‫جيد‪ ،‬وفي الوقت نفسه السعي إلى‬ ‫تشكيل بنية تحتية من المهارات البشرية التي تحتاجها المؤسسة في الحاضر والمستقبل‪ ،‬لرفع‬ ‫كفاءتها اإلنتاجية وفعاليَّتها التنظيمية باستمرار‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫فالتدريب كإستراتيجية وعملية منتظمة تعتمد على التعلم‪ ،‬لبناء مهارات واتجاهات لدى الموارد‬ ‫البشرية من أجل تطوير وتحسين أدائها الحالي والمستقبلي والتكيف مع تغيرات البيئة‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس بدأت العديد من المؤسسات في إعادة النظر ببرامجها التدريبية‪،‬‬ ‫فالتركيز على نوعية وجودة هذه األخيرة مقارنة بتكلفتها ال بد أن يكون متوافاقا مع إستراتيجية‬ ‫المؤسسة ويؤدي إلى تحقيق المزايا التنافسية المتمثلة في تلبية حاجات الزبائن من المنتجات‬ ‫تنوعت طرق تدريب األفراد‪ ،‬فيمكن أن يكون‬ ‫والخدمات بالنوعية المرغوبة‪ ،‬وللوصول لذلك َّ‬ ‫في مواقع عمل الفرد وتحت إشراف رئيسه مما يتيح له فرصة تطبيق كل ما َّ‬ ‫تعلمه‪ ،‬أو في‬ ‫بيئة مماثلة لمكان العمل األصلي‪ ،‬أو عن طريق التناوب الوظيفي بنقل الفرد داخل المؤسسة‬ ‫من قسم آلخر أو من عمل آلخر حتى يتمكن من إتقان العمل الجديد المنقول إليه‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪7‬‬

‫‪242‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ -2‬خطوات تدريب الموارد البشرية‪ :‬ترتكز عملية أو إستراتيجية التدريب على‪:‬‬ ‫ تحديد االحتياجات التدريبية‪ :‬تظهر نتيجة لوجود فجوة بين الوضع الحالي لمستوى فعالية‬‫اء في المهارات أو‬ ‫الموارد البشرية من جهة‪ ،‬ومستوى فعالية المطلوب الوصول إليها سو ا‬ ‫‪8‬‬ ‫المعارف أو السلوكات من جهة ثانية‪ ،‬ويتم تحديد هذه الفجوة على ثالث مستويات‪:‬‬ ‫ مستوى المؤسسة‪ :‬من خالل فحص الجوانب التنظيمية واإلدارية بهدف تحديد المواقع التي‬‫تحتاج إلى جهود تدريبية كدراسة مدى الكفاءة في استخدام الموارد المتاحة‪.‬‬ ‫ مستوى الوظيفة‪ :‬من خالل تحليل الوظيفة والمشاكل المحيطة بها‪ ،‬ودراسة واجباتها‬‫ومسؤولياتها المعارف والمهارات المطلوبة في شاغلها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المتوفر لدي األفراد من‬ ‫ مستوى األفراد‪ :‬والذي يتضمن تحليل كافة المؤشرات التي تعكس‬‫معارف ومهارات‪ ،‬بغرض التعرف على نواحي الضعف فيها‪ .‬بعد مرحلة تحديد اإلحتياجات‬ ‫التدريبية من الموارد البشرية‪ ،‬تقوم المؤسسة بتصميم أو وضع برنامج تدريبي يناسب تلك‬ ‫اإلحتياجات‪ ،‬وذلك بتحديد‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫ النتائج التى ترغب المؤسسة في الوصول إليها‪ :‬والمرتبطة باإلحتياجات التدريبية التي تم‬‫تحديدها مسبقا كتحسين مستوى األداء عن طريق تزويد المتدربين بالمهارات والمعارف‬ ‫الضرورية‪ ،‬تغيير سلوكهم لألفضل‪ ،‬تدريبهم على حل المشكالت التي قد تواجههم‪....،‬الخ‪.‬‬ ‫ محتوى البرنامج‪ :‬أي المعلومات والمفاهيم والحقائق أو األمثلة والنماذج العملية التى سيتم‬‫التدريب عليها‪ ،‬والمحددة على ضوء اإلحتياجات التدريبية‪.‬‬ ‫ أساليب التدريب‪ :‬وهي الوسيلة التي يتم من خاللها نقل المادة التدريبية كالمحاضرات‪،‬‬‫تمثيل األدوار المالحظة‪ ،‬حلقات البحث‪.........،‬الخ‪ ،‬حيث يمكن إستخدام أكثر من أسلوب‬ ‫في آن واحد‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪243‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫ مكان التدريب‪ :‬قد يكون داخل المؤسسة أو خارجها‪ ،‬وفقا لعدة عوامل كهدف ونوع‬‫البرنامج التدريبي عدد المتدربين‪ ،‬مدى توفر اإلمكانيات المالية أو البشرية أو المادية لدى‬ ‫المؤسسة‪...،‬الخ‪.‬‬ ‫ مدة التدريب‪ :‬والتي تختلف من برنامج تدريبي آلخر‪ ،‬وفقا ألهداف ومحتوى التدريب‪،‬‬‫باإلضافة إلى إمكانيات المؤسسة المتاحة‪.‬‬ ‫ المدربين‪ :‬الذين يقع عليهم الدور األساسي في إيصال المعلومات وفهمها‪ ،‬إال أن بعض‬‫المؤسسات تكتفي في عملية إختيار المدربين على موظفيها‪ ،‬حتى في حالة عدم كفاءتهم‪،‬‬ ‫نظ ار لعدم وجود مخصصات مالية تسمح بتعيين مدربين من خارجها‪.‬‬ ‫ تقييم البرنامج التدريبي‪ :‬بعد إجراء التدريب تحاول المؤسسة التأكد من أنه حقق األهداف‬‫َّ‬ ‫المخططة‪ ،‬من خالل تقييم فعاليته بعد تنفيذه‪ ،‬والذي يتم من خالل مجموعة من‬ ‫المرجوة أو‬ ‫المؤشرات أهمها‪ :‬ردود فعل ودرجة رضا المتدربين‪ ،‬قياس ما استوعبوه من مهارات‬ ‫واتجاهات‪ ،‬قياس التغيير الذي حدث في سلوكهم أثناء العمل‪ ،‬النتائج التي حققتها المؤسسة‬ ‫بعد إجراء التدريب كحجم المبيعات‪ ،‬معدالت حوادث العمل‪ ،‬جودة اإلنتاج‪...،‬الخ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫ونظ ار للفوائد التي ِّ‬ ‫يحققها التدريب كإستراتيجية أصبح ينظر لتكلفته على أنها تكلفة استثمارية‬ ‫لها عائد ووجب اعتباره بند استثماري طويل األجل في الميزانية التخطيطية‪ ،‬له عوائد كثيرة‬ ‫كتحسين المنتج المساهمة في الحصول على رضاء الزبون‪ ،‬توسيع الحصة السوقية‪...،‬الخ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهارات المهنة الطبية‪ :‬أيقنت المؤسسات أن من أهم عواملها اإلنتاجية التي يمكن أن‬ ‫تساعدها على تحقيق ميزة تنافسية مهاراتها البشرية ذات المعرفة والقدرة على اإلبداع‬ ‫واالبتكار‪.‬‬ ‫‪-1‬مفهوم المهارات‪ :‬المهارات هي" تركيب من المعارف والخبرات والسلوكات التي تمارس‬ ‫في إطار محدد‪ ،‬يتم مالحظتها أثناء العمل‪ ،‬ومن ثم فإنه يرجع للمؤسسة تحديدها وتقييمها‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪244‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫المخزنة والمترابطة و ِّ‬ ‫َّ‬ ‫المتكيفة مع‬ ‫وتطويرها"‪ ،11‬فهي "القدرة على إظهار المعارف والممارسات‬ ‫الوضعيات المهنية" ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫فالفرد ال يملك مهارة واحدة فقط‪ ،‬باعتبار أن المهارات تركيب من المعارف النظرية‪ ،‬العمليَّة‬ ‫والسلوكية والتي ال ِّ‬ ‫تشكل نتيجة واحدة فقط‪ ،‬فباختالف الموقف التشغيلي تختلف نسبة‬ ‫َّ‬ ‫المستغلة‪ ،‬وبالتالي َّ‬ ‫تتشكل في كل مرة مهارة معينة‪.‬‬ ‫المعارف‬

‫‪13‬‬

‫كما يتضح أن كل من معرفة التصرف‪ ،‬القدرة على التصرف‪ ،‬الرغبة في التصرف‪ ،‬أسس‬ ‫ٍّ‬ ‫المسير لتوجيهه‪ ،‬هذه األسس هي‪:‬‬ ‫تطبيق المهارة وهي اإلطار الذي يمكن أن يتدخل فيه‬

‫‪14‬‬

‫ معرفة التصرف أو معرفة كيفية القيام بالعمل‪ :‬تتطلب معارف نظرية وعملية‪ ،‬يكتسبها‬‫الفرد بالتعليم ويكملها بالخبرة‪ ،‬كذلك بمسايرة مختلف التغيرات التي لها أثر على الوظيفة التي‬ ‫يمارسها‪.‬‬ ‫ القدرة على التصرف أو القدرة على القيام بالعمل‪ :‬باإلضافة إلى معرفة التصرف ال َّبد من‬‫توفر القدرات البدنية‪ ،‬الفكرية‪ ،‬التي تكون فطرية أو مكتسبة‪ ،‬يمكن تطويرها بشكل مستمر‬ ‫من خالل الممارسة‪.‬‬ ‫ الرغبة في التصرف أو الرغبة في القيام بالعمل‪ :‬لكي َّ‬‫تتوفر روح المبادرة واالبتكار ال‬ ‫يكفي توفر المعرفة والقدرة فقط‪ ،‬بل يجب أن تدعمهما الرغبة المتعلِّقة باتفاق الفرد مع‬ ‫َّ‬ ‫المسطرة في المؤسسة‪ ،‬تعاونه مع اآلخرين‪ ،‬رضائه على الوظيفة التي يعمل‬ ‫األهداف‬ ‫فيها‪...،‬الخ‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس فالمهارات غير مرئية‪ ،‬ما يمكن مالحظته هي األنشطة الممارسة‬ ‫والوسائل المستعملة ونتائج هذه األنشطة‪ ،‬كما أنها مكتسبة فالفرد ال يولد ماهر ألداء نشاط‬ ‫موجه‪ ،‬لذا فهي تتقادم عند عدم استعمالها ألن‬ ‫معيَّن‪ ،‬وإنما يكتسب ذلك من خالل تدريب َّ‬ ‫مصدرها األفراد فإذا لم يسمح لهم بإظهار مهاراتهم فإنها ستزول‪ ،‬كما أنها تستعمل قصد‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪245‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫تحقيق هدف َّ‬ ‫ماهر إذا استطاع تأدية هذا النشاط‬ ‫محدد أو تنفيذ نشاط معين‪ ،‬فالفرد يكون اا‬ ‫بصفة كاملة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن المؤسسة يمكن أن تمتلك أو تحتوي على المهارات التالية‪:‬‬

‫‪15‬‬

‫ المهارات الفردية‪ :‬هي مجموعة أبعاد األداء المالحظة‪ ،‬حيث تتضمن المعرفة الفردية‪،‬‬‫السلوكات والقدرات الوظيفية المرتبطة ببعضها‪ ،‬من أجل الحصول على أداء عالي للمؤسسة‪.‬‬ ‫تسمى أيضا بالمهارة المهنية وتدل على المهارات العملية المقبولة‪ ،‬يتم معرفة هذا القبول في‬ ‫الوسط المهني من خالل عدة أساليب كالتجارب المهنية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫ المهارات الجماعية‪ :‬وهي مجموع المهارات الفردية‪ ،‬تتضمن قيم ومعارف‪ ‬تكون طبيعتها‬‫جماعية تتواجد على مستوى المؤسسة‪ ،‬وبالتالي فهي ال تتكون فقط من مجموع المهارات‬ ‫الفردية‪ ،‬وإنما تركز على التعاون بين أعضاء المجموعة‪.‬‬ ‫والمهارات الجماعية تشير أيضا إلى " قدرة المؤسسة على تأمين منتوج للعميل وبأفضل‬ ‫عرض ممكن من الجودة والسعر"‪ ،17‬وتسمى هذه المهارات كذلك بالمهارات المحورية‪ ،‬ألن‬ ‫على أساسها يتوقف بقاء المؤسسة وتطورها أو انسحابها من بيئة األعمال‪.‬‬ ‫‪ -2‬المهارات الطبية‪ :‬هناك عدة مهارات يمكن أن يمتاز بها الطاقم الطبي حتى يكون أدائه‬ ‫متميز‪ ،‬وفي دراستنا هذه تم تحديد ثالث أبعاد للمهارات الطبية تم استنتاجها من علوم‬ ‫التسيير‪ ،‬هي‪ :‬اإلتصال‪ ،‬السلوك األخالقي مع المريض‪ ،‬تحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫ اإلتصال‪ :‬ويعني قدرة العامل( الطبيب‪ ،‬الممرض) على التعاون والعمل مع اآلخرين ضمن‬‫العمل الجماعي‪ ،‬مما يسمح بتبادل الخبرات والمعارف والمهارات وإكتساب أخرى جديدة‪،‬‬

‫‪‬‬

‫أهم المعارف التى تمتلكها المهارات الجماعية معرفة اإلتصال‪ ،‬معرفة التعاون‪ ،‬معرفة إكتساب أو تعلم خبرة‬

‫جماعيا‪.....،‬الخ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪246‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫إضافة إلى قدرته إلى اإلتصال مع العاملين في اإلدارة‪ ،‬مما يخفض تكلفة الوقت والجهد في‬ ‫تبادل المعلومات‪ ،‬إلى جانب إشاعة روح الفريق والتماسك داخل المؤسسة‪.‬‬ ‫ السلوك األخالقي مع المريض‪ :‬ويعني قدرة العامل على التواصل مع المرضى بشكل‬‫أخالقي‪ ،‬أي التعامل معهم بنوع من الطيبة والرفق واللين‪ ،‬بإعتبار أن الوظيفة الطبية من‬ ‫أسمى الوظائف التي تتطلب من صاحبها التحلي بالصبر والرفق والتكلم مع المرضى بود‬ ‫والكثير من األمل والشجاعة‪ ،‬مما يعطيهم اإلحساس بالتفاؤل واألمل‪ ،‬وال يجب أن يظهر‬ ‫العامل بمظهر التعالي والكبرياء والقسوة في المعاملة‪ ،‬مما يعكس ذلك سلبا على صورة‬ ‫المؤسسة وأدائها‪.‬‬ ‫ المسؤولية‪ :‬وتعني قدرة العامل على اإلضطالع بمهام وظيفته وأدائها بإتقان وتفاني‪ ،‬إلى‬‫جاب تحمل المسؤولية في حالة وقوع أي خطأ ناجم عنه‪ ،‬إضافة إلى رغبته في تعلم المزيد‬ ‫عن وظيفته واكتساب مهارات تمكنه من تحمل مسؤوليات أكبر ووظائف أعلى‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهمية التدريب في تطوير مهارات العاملين الطبية بالمؤسسة العمومية اإلستشفائية‬ ‫الحكيم سعدان ببسكرة‪:‬‬ ‫‪-1‬التعريف بالمؤسسة محل الدراسة‪ :‬أنشأت المؤسسة العمومية اإلستشفائية الحكيم سعدان‬ ‫بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 140/07‬المؤرخ في ‪ ،2007/05/19‬الذي يتضمن إنشاء‬ ‫المؤسسات العمومية اإلستشفائية والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية وتنظيمها وتسييرها‪،‬‬ ‫نص على فصل واستقاللية هذه المؤسسة عن المؤسسة‬ ‫والمعدل سنة ‪ ،2011‬والذي َّ‬ ‫العمومية اإلستشفائية بشير بن ناصر‪.‬بسكرة‪.‬‬ ‫وهي مؤسسة عمومية استشفائية مهيكلة للتشخيص والعالج واالستشفاء وإعادة التأهيل‬ ‫الطبي‪ ،‬تضم مجموعة من المصالح الصحية أهمها مصلحة‪ :‬أمراض القلب‪ ،‬األمراض‬ ‫الصدرية‪ ،‬طب األطفال‪ ،‬الطب الداخلي األمراض العقلية‪ ،‬األمراض المعدية‪ ،‬األورام‬ ‫السرطانية‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪247‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫باإلضافة إلى مصالح مكملة مثل مصلحة األشعة‪ ،‬الصيدلية‪ ،‬المخبر‪..،‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -2‬منهجية الدراسة‪ :‬هدفت هذه الدراسة إلى إبراز العالقة بين التدريب وتطوير المها ارت‬ ‫الطبية للعاملين بالمؤسسة محل الدراسة‪.‬‬ ‫‪ -‬نموذج الدراسة‪:‬‬

‫المهارات الطبية‬ ‫اإلتصال‬

‫التدريب (التدريب الذاتي‪،‬‬ ‫التدريب اإللكتروني‪،‬‬ ‫التدريب العملي)‬

‫السلوك االخالقي‬ ‫مع المريض‬

‫المسؤولية‬

‫ مجتمع الدراسة‪ :‬بعد تحديد مجتمع الدراسة المكون من الطاقم الطبي من أطباء‬‫وممرضين بالمؤسسة محل الدراسة‪ ،‬تم توزيع استبيان على ذلك الطاقم بلغت ‪ 90‬إستبانة‪ ،‬تم‬ ‫استرداد منها ‪ 57‬إستبانة أي ما نسبته ‪ 63.33‬وهي نسبة جيدة للدراسة‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫أفراد العينة الذين أجابوا على اإلستبيان هم من وظيفة التمريض‪ ،‬أما األطباء فقد رفضوا‬ ‫اإلجابة ربما لكثرة إنشغاالتهم‪ ،‬وقد تم التأكد من صدق وثبات األداة من خالل معامل ألفا‬ ‫كرونباخ كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)01‬معامل ألفا كرونباخ‬ ‫المتغيرات‬

‫التدريب‬

‫تطوير المهارات الطبية‬

‫المجموع الكلــي‬

‫قيمة الفا كرونباخ‬

‫‪0.612‬‬

‫‪0.531‬‬

‫‪0.472‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على مخرجات برنامج (‪) Spss‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪248‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫يالحظ أن قيمة معامل ألفا تراوحت بين (‪ )0.531-0.612‬لكل متغير من متغيرات‬ ‫اإلستبانة‪ ،‬وبلغت قيمة معامل ألفا كرونباخ لجميع فقراتها (‪ ،)0.472‬وهذا يعنى أن معامل‬ ‫الثبات متوسط اإلرتفاع‪ ،‬واإلستبانة في صورتها النهائية‪ ،‬وبذلك تم التأكد من صدقها وثباتها‪،‬‬ ‫مما يدل على صالحيتها لتحليل النتائج واإلجابة على أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها‪.‬‬ ‫كما تم التأكد من مدى إتباع بيانات االستبيان المتحصل عليها للتوزيع الطبيعي‪،‬‬ ‫وذلك من خالل اختبار ‪ Kolmogorov-Smirnov‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)02‬اختبار )‪ Kolmogorov-Smirnov(a‬التوزيع الطبيعي‬ ‫المتغيرات‬

‫التدريب‬

‫تطوير المهارات الطبية‬

‫قيمة‪Sig.‬‬

‫‪0.060‬‬

‫‪0.200‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على مخرجات برنامج (‪) Spss‬‬

‫أوضحت نتائج االختبار مدى إتباع البيانات للتوزيع الطبيعي‪ ،‬حيث كان مستوى الداللة أكبر‬ ‫من (‪ ،)0.05‬مما يدل على إتباع البيانات للتوزيع الطبيعي‪.‬‬ ‫ تحليل نتائج الدراسة‪:‬‬‫الجدول رقم (‪ :)03‬وصف عينة الدراسة‬ ‫التكرار‬

‫النسبة المئوية‬

‫الخاصية‬ ‫ذكر‬

‫‪27‬‬

‫‪38.6‬‬

‫أنثى‬

‫‪35‬‬

‫‪61.4‬‬

‫أقل من ‪30‬‬

‫‪18‬‬

‫‪31.6‬‬

‫‪40-30‬‬

‫‪18‬‬

‫‪31.6‬‬

‫النوع‬ ‫العمر‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪249‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫المستوى العلمي‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫‪50-41‬‬

‫‪13‬‬

‫‪22.8‬‬

‫أكثر من ‪50‬‬

‫‪8‬‬

‫‪14‬‬

‫التعليم المتوسط‬

‫‪15‬‬

‫‪26.3‬‬

‫ثانوي‬

‫‪18‬‬

‫‪31.6‬‬

‫ليسانس‬

‫‪19‬‬

‫‪33.3‬‬

‫ماستر‬

‫‪05‬‬

‫‪8.8‬‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬

‫‪19‬‬

‫‪33.3‬‬

‫‪10-5‬‬

‫‪17‬‬

‫‪29.8‬‬

‫‪15-11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪21.1‬‬

‫أكثر من ‪15‬‬

‫‪9‬‬

‫‪15.8‬‬

‫الخبرة الوظيفية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على مخرجات برنامج (‪) Spss‬‬ ‫نالحظ أن أغلبية أفراد العينة من نوع اإلناثي حيث بلغت نسبتهم ‪ ،61.4%‬في حين بلغت‬ ‫نسبة الذكور ‪ ،38.6%‬وهو توزيع طبيعي ناتج عن أن طبيعة عمل المؤسسة ترغب اإلناث‬ ‫في العمل بها أكثر من الذكور‪ ،‬كما نالحظ أن أعمارهم تراوحت بين أقل من ‪ 30‬سنة‪ ،‬وبين‬ ‫‪ 40-30‬سنة‪ ،‬حيث جاءت هذه الفئتين متساوية النسبة‪ ،‬حيث قدرت بـ ـ ‪ ،31.6%‬لتأتي‬ ‫الفئة العمرية بين‪ 50-41‬سنة في المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%22.8‬أما الفئة العمرية األكثر‬ ‫من‪ 50‬سنة فقد جاءت في المراتب األخيرة بنسبة ‪ ،% 14‬كما يالحظ أن أغلبية أفراد العينة‬ ‫من أصحاب الشهادات ( الليسانس) حيث جاءت نسبتهم أعلى النسب ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪ %33.3‬وهذا‬ ‫إن دل على شيء فإنه يدل على طبيعة عمل وحرص المؤسسة محل الدراسة على توظيف‬ ‫اإلطارات في وظيفة التمريض‪ ،‬أما المرتبة الثانية فقد كانت ألصحاب المستوى الثانوي‬ ‫بنسبة ‪ ، %31.6‬أما المتحصلين على شهادة التعليم المتوسط فقد كانوا في المرتبة الثالثة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪250‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫بنسبة ‪ ، %26.3‬ليكون أصحاب الدراسات العليا قي المرتبة األخيرة بنسبة ‪ ،%8.8‬أما فيما‬ ‫يخص خاصية الخبرة الوظيفية فنالحظ أن أغلبية أفراد العينة خبرتهم المهنية أقل من ‪5‬‬ ‫سنوات بنسبة ‪ ، %33.3‬وهي شيء طبيعي باعتبار أن أغلبية أفراد العينة تتراوح أعمارهم ما‬ ‫بين أقل من ‪ 30‬سنة و‪ 40-30‬سنة‪ ،‬ليأتي في المرتبة الثانية أصحاب الخبرة المهنية ما‬ ‫بين ‪ 10-5‬سنوات بنسبة ‪ ، %29.8‬أما الذين لديهم خبرة ما بين ‪ 15-11‬سنة فقد احتلوا‬ ‫المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%21.1‬ليأتي الذين لديهم الخبرة المهنية أكثر من ‪ 15‬سنة في‬ ‫المرتبة األخيرة بنسبة ‪. %15.8‬‬ ‫‪ -3-3‬اختبار الفرضيات‪:‬‬ ‫* الفرضية الفرعية األولى‪« : H0‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على اتصال‬ ‫العاملين في المؤسسة محل الدراسة» عند مستوى داللة (‪ .)α≤0.05‬وقد تم استخدام اختبار‬ ‫االنحدار البسيط الختبار الفرضية‪ ،‬والنتائج كما يوضحها الجدول التالي‪:‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)04‬نتائج اختبار الفرضية الفرعية األولى‬ ‫معامل‬

‫معامل التحديد‬

‫‪ T‬المعنوية‬ ‫(‪)Sig-t‬‬

‫االرتباط ‪R‬‬

‫‪R2‬‬

‫‪0.033‬‬

‫‪0.282‬‬

‫‪0.079‬‬

‫نتيجة ‪H0‬‬ ‫رفض‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على نتائج برنامج (‪)Spss‬‬ ‫يوضح الجدول أثر التدريب على تطوير عملية إتصال العاملين‪ ،‬إذ أظهرت النتائج وجود‬ ‫أثر ذو داللة إحصائية للمتغيرين عند مستوى ثقة ‪ ،%95‬حيث بلغ معامل االرتباط ‪0.282‬‬ ‫أما معامل التحديد فقد بلغ‬

‫‪،0.079‬‬

‫أي ما قيمته ‪ 0.079‬من التغيرات في عملية‬

‫اإلتصال ناتج عن التغير في التدريب‪ ،‬كما بلغ مستوى المعنوية ‪ 0.033‬وهو أقل من درجة‬ ‫المعنوية ‪ ، 0.05‬ومنه نرفض الفرضية العدمية ونقر بوجود أثر ذو داللة إحصائية للتدريب‬ ‫على عملية اإلتصال عند مستوى داللة ‪.α≤0.05‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪251‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫* الفرضية الفرعية الثانية‪: H0‬‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫«ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على سلوك‬

‫العاملين األخالقي مع المرضى في المؤسسة محل الدراسة »عند مستوى داللة‬ ‫(‪ ،.)α≤0.05‬وقد تم استخدام اختبار االنحدار البسيط الختبار الفرضية‪ ،‬والنتائج كما‬ ‫يوضحها الجدول التالي‪:‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)05‬نتائج اختبار الفرضية الفرعية الثانية‬ ‫‪ T‬معامل‬ ‫المعنوية (‪)Sig-t‬‬ ‫‪0.931‬‬

‫االرتباط ‪R‬‬ ‫‪0.012‬‬

‫معامل التحديد‬ ‫‪R2‬‬ ‫‪0.0001‬‬

‫نتيجة ‪H0‬‬ ‫قبول‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على نتائج برنامج (‪)Spss‬‬

‫يوضح الجدول أثر التدريب على السلوك األخالقي للعاملين مع المرضى‪ ،‬إذ أظهرت‬ ‫النتائج عدم وجود أثر ذو داللة إحصائية للمتغيرين عند مستوى ثقة ‪ ،%95‬حيث بلغ معامل‬ ‫االرتباط ‪ 0.012‬أما معامل التحديد فقد بلغ ‪،0.0001‬‬

‫أي ما قيمته ‪ 0.0001‬من‬

‫التغيرات في السلوك األخالقي للعاملين تجاه المرضى ناتج عن التغير في التدريب‪ ،‬كما بلغ‬ ‫مستوى المعنوية ‪ 0.931‬وهو أكبر من درجة المعنوية ‪ ، 0.05‬ومنه نقبل الفرضية العدمية‬ ‫ونقر بعدم وجود أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على السلوك األخالقي للعاملين تجاه‬ ‫المرضى عند مستوى داللة ‪..α≤0.05‬‬ ‫* الفرضية الفرعية الثالثة‪« : H0‬ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية للتدريب على تحمل‬ ‫العاملين للمسؤولية في المؤسسة محل الدراسة »عند مستوى داللة (‪ ،.)α≤0.05‬وقد تم‬ ‫استخدام اختبار االنحدار البسيط الختبار الفرضية‪ ،‬والنتائج كما يوضحها الجدول التالي‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪252‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬نتائج اختبار الفرضية الفرعية الثالثة‬ ‫‪T‬‬

‫المعنوية معامل‬ ‫االرتباط ‪R‬‬

‫(‪)Sig-t‬‬ ‫‪0.043‬‬

‫معامل التحديد‬ ‫‪R2‬‬ ‫‪0.072‬‬

‫‪0.269‬‬

‫نتيجة ‪H0‬‬ ‫قبول‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على نتائج برنامج (‪)Spss‬‬ ‫يوضح الجدول أثر التدريب على تحمل العاملين للمسؤولية‪ ،‬إذ أظهرت النتائج وجود‬ ‫أثر ذو داللة إحصائية للمتغيرين عند مستوى ثقة ‪ ،%95‬حيث بلغ معامل االرتباط ‪0.269‬‬ ‫أما معامل التحديد فقد بلغ ‪ ،0.072‬أي ما قيمته ‪ 0.072‬من التغيرات في تحل العاملين‬ ‫للمسؤولية ناتج عن التغير في التدريب‪ ،‬كما بلغ مستوى المعنوية ‪ 0.043‬وهو أقل من درجة‬ ‫المعنوية ‪ ، 0.05‬ومنه نرفض الفرضية العدمية ونقر بوجود أثر ذو داللة إحصائية للتدريب‬ ‫على تحمل العاملين للمسؤولية عند مستوى داللة ‪ .α≤0.05‬ولتأكيد العالقة بين المتغير‬ ‫المستقل التدريب والمتغير التابع تطوير مهارات العاملين الطبية اعتمدت الباحثة على اختبار‬ ‫االنحدار البسيط‪ ،‬والنتائج موضحة في الجدول التالي‪:‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)08‬تحليل االنحدار البسيط لتحديد أثر التدريب على‬ ‫تطوير مهارات العاملين الطبية‬ ‫المتغير‬ ‫التابع‬

‫معامل‬ ‫االرتباط‬ ‫‪R‬‬

‫اتخاذ‬ ‫القرارات‬ ‫المتعلقة‬ ‫بالموارد‬ ‫البشرية‬

‫‪0.309‬‬

‫معامل‬ ‫‪2‬‬ ‫التحديد ‪R‬‬

‫‪0.095‬‬

‫‪DF‬‬ ‫درجة الحرية‬ ‫االنحدار‬ ‫البواقي‬

‫‪1‬‬ ‫‪55‬‬

‫المجموع‬

‫‪56‬‬

‫‪ B‬معامل‬ ‫االنحدار‬

‫*‪Sig‬‬ ‫مستوى‬ ‫الداللة‬

‫‪4.882‬‬

‫‪0.019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على نتائج برنامج (‪)Spss‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪253‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫يوضح الجدول أثر التدريب على تطوير مهارات العاملين الطبية‪ ،‬إذ أظهرت النتائج وجود‬ ‫أثر ذو داللة إحصائية للمتغيرين عند مستوى داللة ‪ ،0.05‬حيث بلغ معامل االرتباط‬ ‫‪ ،0.309‬أما معامل التحديد فقد بلغ ‪0.095‬؛ أي ما قيمته ‪0.095‬من التغيرات في تطوير‬ ‫مهارات العاملين الطبية ناتج عن التغيير في التدريب‪ ،‬كما بلغت درجة التأثير ‪،B=4.882‬‬ ‫وهذا يعني أن الزيادة بدرجة واحدة في فعالية التدريب تؤدي إلى زيادة فعالية عملية تطوير‬ ‫مهارات العاملين الطبية بقيمة ‪ ،4.882‬وعلى العموم يعتبر أن هناك أثر ضعيف بين‬ ‫المتغيرين‪.‬‬ ‫تفسير نتائج الدراسة‪ :‬هناك عالقة طردية موجبة بين التدريب وتطوير مهارات اإلتصال‬ ‫لدى العاملين (الممرضين) بمستشفى الحكيم سعدان ببسكرة فيما بينهم من جهة‪ ،‬وبينهم وبين‬ ‫اإلدارة من جهة أخرى‪ ،‬مما يسمح لهم بنقل وتبادل المعلومات ورغم أن هذه العالقة ضعيفة‬ ‫‪ ،0.282‬إال أنها أدت إلى وجود أثر بين المتغيرين‪.‬‬ ‫ ال توجد عالقة بين التدريب وتطوير أو تحسين السلوك األخالقي للعاملين مع المرضى‪،‬‬‫رغم أن هذا السلوك من أهم مميزات أخالقيات المهنة الطبية وال بد للعاملين إكتسابها‬ ‫وتطويرها‪ ،‬إال أن ميدانيا لم نلمس ذلك‪ ،‬ونتيجة لعدم وجد عالقة بين المتغيرين‪ ،‬فإنه ال يوجد‬ ‫أثر بينهما‪.‬‬ ‫ ميدانيا وجدنا أن التدريب أداة تساعد الممرضين بمستشفى الحكيم سعدان ببسكرة من‬‫تطوير معارفهم وتحمل أعباء وظيفتهم‪ ،‬وكذا زيادة قدرتهم على تحمل مسؤوليات أكبر‪ ،‬إذ‬ ‫وجدنا أن هناك عالقة طردية موجبة بين التدريب وتحمل العامليين للمسؤولية‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫وجود أثر ضعيف بين المتغيرين‪.‬‬ ‫ رغم عدم وجود عالقة بين التدريب والسلوك األخالقي للعاملين تجاه المرضى إال أن هناك‬‫عالقة بين التدريب وتطوير مهارات العاملين الطبية‪ ،‬وهي عالقة طردية موجبة‪ ،‬نتج عنها‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪254‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫وجود أثر متوسط بين المتغيرين‪ ،‬كان اإلتصال وتحل المسؤولية العاملين المتسببين في هذا‬ ‫التأثير‪.‬‬ ‫اإلقتراحات‪:‬‬ ‫ ضرورة اإلهتمام أكثر بالتدريب وباألساليب التدريبية الحديثة‪ ،‬حتى يتسنى للعاملين‬‫بالمستشفى تطوير قدراتهم أكثر‪ ،‬خاصة وأنه قطاع حساس يتطلب اإلهتمام دائما بالجديد‪.‬‬ ‫ تركيز المادة التدريبية على تطوير سلوك العاملين وخاصة مع المرضى بإعتبارهم‬‫المستقبل األساسي للخدمة وجب على المستشفى كسب رضائه‪.‬‬ ‫ زيادة إخضاع العاملين الذين هم بحاجة إلى تطوير أنفسهم لدورات تدريبية‪ ،‬وإعتبار‬‫التدريب استثمار يعطي نتائج إيجابية على المدى الطويل‪ ،‬وعدم النظر إليه على أنه تكلفة‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ زيادة وعي العاملين بأهمية التدريب‪ ،‬وخاصة التدريب الذاتي وعدم إنتظار التدريب‬‫اإلجباري من طرف المستشفى‪ ،‬حتى يتسنى لهم معرفة كل ما هو جديد فيما يخص‬ ‫وظيفتهم‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪------------------‬‬‫‪- Edwin B, Flippo, Principles of Personnel Management, 4th Ed, Mcgraw Hill‬‬ ‫‪company, New York, 1976, p3.‬‬ ‫ نجم عبد هللا العزاوي‪ ،‬عباس حسين جواد‪ ،‬الوظائف اإلستراتيجية في إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار اليازوري‬‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2010‬ص ‪.224‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ -‬عادل حرحوش صالح‪ ،‬مؤيد سعيد سالم‪، ،‬إدارة الموارد البشرية (مدخل إستراتيجي)‪،‬عالم الكتب الحديث‬

‫‪4‬‬

‫‪ -‬خالد عبد الرحيم الهيتي‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص ‪.224‬‬

‫األردن‪ ،2006 ،‬ص‪.130‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪255‬‬


‫د‪ .‬صورية زاوي‪ ،‬د‪ .‬محمد توفيق ومان‬

‫أثر التدريب على تطوير مهارات المهنة الطبية ‪...‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ -‬عمر وصفي عقيلي‪ ،‬إدارة الموارد البشرية المعاصرة ( بعد إستراتيجي )‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ -‬يوسف مسعداوي‪ ،‬أساسيات في إدارة المؤسسات‪ ،‬دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2013 ،‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ -‬سهيلة محمد عباس‪ ،‬إدارة الموارد البشرية ( مدخل إستراتيجي)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪، 2006 ،‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -‬برحومة عبد الحميد‪ ،‬طالل زغبة‪ ،‬تدريب وتنمية الموارد البشرية كخيار إسترتيجي لتحقيق الميزة‬

‫‪ ،2005‬ص ‪.436‬‬

‫ص‪.323‬‬

‫ص ص‪.194-187‬‬

‫التنافسية في ظل المداخل الحديثة لتسيير الكفاءات‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول تسيير الموارد البشرية‪ ،‬كلية‬

‫العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ 22-21 ،‬فيفري ‪.2012‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ -‬محمد الصيرفي‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪ -185‬ص‪.190‬‬

‫‪10‬‬

‫ فيصل حسونة‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪.141‬‬‫‪11‬‬ ‫‪- Michel Ferrary, yvon Pesqueux, Management de La Connaissances, edition‬‬ ‫‪Economica, Paris‬‬ ‫‪2006, P24.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪- Jean Guy Millet, La compétence, edition d’Organisations, Paris, 2006, p 283.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ -‬اسماعيل حجازي‪ ،‬سعاد معاليم‪ ،‬سكانير المهارات أداة للتخفيف من العجز المهاراتي‪ ،‬الملتقى الوطني‬

‫األول حول تسيير الموارد البشرية كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪22-21 ،‬‬

‫فيفري ‪.2012‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬يمينة محبوب‪ ،‬رياض عيشوش‪ ،‬تسيير المهارات كمدخل لتعزيز فعالية تسيير الموارد البشرية في ظل‬

‫اقتصاد المعرفة‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول تسيير الموارد البشرية‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم‬ ‫التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ 22-21 ،‬فيفري ‪.2012‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ -‬مصنوعة أحمد‪ ،‬تنمية الكفاءات البشرية كمدخل لتعزيز الميزة التنافسية للمنتج التأميني‪ ،‬الملتقى‬

‫الدولي السابع حول الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وآفاق التطوير‪ ،‬تجارب الدول ‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬ ‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬يومي ‪ 04-03‬ديسمبر ‪.2012‬‬ ‫‪- Celile Dejoux, Les Compétences au Coeur de l’entreprise ,edition‬‬

‫‪16‬‬

‫‪d’organisation, paris,2001,p 141.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪- Alain Meignant, Les Compétences de La Fonction Ressources Humaines‬‬ ‫‪(diagnostic et action),edition Liaisons, Paris,1995, p22.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪256‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الثقافة التنظيمية وعالقتها بال نسحاب النفسي من العمل‬ ‫دراسة ميدانية على عينة من موظفين مؤسسة إسمنت الجزائر العاصمة‬ ‫أ‪.‬طيار ليندة‬ ‫جامعة أبو قاسم سعد هللا –الجزائر ‪-2‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫هدفت هذه الدراسة إلى توضيح العالقة بين كل من الثقافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي‬ ‫من العمل‪ ،‬و كذا محاولة التعرف على مستوى الثقافة التنظيمية في المؤسسة ‪ ،‬إضافة الى الكشف‬ ‫عن أبعاد الظاهرة األكثر إنتشا ار في المنظمة لكلتا المتغيرين ‪ ،‬و قد إعتمدت الباحثة على المنهج‬ ‫الوصفي االستكشافي اإلستقرائي ‪ ،‬وإستخدم اإلستبيان المقنن كأداة لجمع البيانات حيث وزع على‬ ‫عينة قوامها (‪ )60‬موظفا و موظفة من موظفي مؤسسة إسمنت العاصمة ‪ ،‬وقد تم معالجة المقاييس‬ ‫بالطرق اإلحصائية بإستخدام برنامج‬

‫‪ ، spss22‬و أظهرت النتائج أن هناك عالقة بين الثقافة‬

‫التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل ‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الثقافة التنظيمية ‪،‬اإلنسحاب النفسي من العمل‪ ، ،‬مؤسسة إسمنت العاصمة ‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬ ‫‪This study aimed at clarifying the relationship between organizational‬‬ ‫‪culture and the psychological withdrawal from work, identifying the level of‬‬ ‫‪organizational culture in the institution and unveiling the dimensions of this‬‬ ‫‪higlily widespread phenomenon. For both variables, the inductive‬‬ ‫‪exploratory descriptive approach was adopted, using the questionnaire as a‬‬ ‫‪data collection technique. 60 employees of the cement company in Algerian‬‬ ‫‪were involved in this study data analysis was done by spss22 and showed‬‬ ‫‪that there was the relationship between organizational culture and‬‬ ‫‪psychological withdrawal from work.‬‬ ‫‪Key word: organizational culture, psychological withdrawal from work,‬‬ ‫‪companies of Algerian cements.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪257‬‬


‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬ ‫يشهد عالمنا اليوم تحوالت و تغيرات في جميع المجاالت خاصة في تركيبة‬ ‫المجتمعات و المنظمات ‪ ،‬و تمثلت في النمو المتسارع لإلقتصاد نتيجة التطور التكنولوجي‬ ‫و النمو اإلجتماعي المتزايد ‪ ،‬نتيجة الحركية المستمرة لإلفراد و الجماعات ‪ ،‬و لهذا تسعى‬ ‫المنظمات إلى إيجاد آليات تحفظها من كل المتغيرات سواء داخل البيئة الداخلية للعمل أو‬ ‫البيئة الخارجية له ‪ ،‬بإعتبار المؤسسة الحديثة أصبحت اليوم نسقا مفتوحا تتفاعل مع هذه‬ ‫البيئة المضطربة بكل ما تحمل من إستراتيجيات لبقائها و إستم ارريتها ‪ ،‬و يتوقف كل هذا‬ ‫على وجود قيادة رشيدة تغرس في أفراد منظمتها قيم و معتقدات إيجابية تعبر عن هويتها‬ ‫وكيانها المستقل بشخصيتيها من خالل إيجاد ثقافة تنظيمية متميزة عن باقي المؤسسات ‪،‬‬ ‫وتحدد من خاللها سلوكيات أفرادها و إستثمارها في تحقيق أداء متميز ‪.‬‬ ‫و في ظل هذه التغيرات اإلقتصادية و اإلجتماعية و السياسية و الثقافية التي تعيشها‬ ‫المؤسسة الجزائرية ‪ ،‬و التي فرضت عليها تحديات أجبرتها إلى إعادة النظر في كثير من‬ ‫األشياء لزيادة فعاليتها ‪ ،‬و لعل أبرز هذه الظواهر التي تؤرق العاملين في الشكل التنظيمي‬ ‫و الصناعي‪ ،‬هو ظاهرة اإلنسحاب النفسي للعمال من العمل وهو أحد أبرز أشكال سوء‬ ‫السلوك التنظيمي و الذي من شأنه أن يؤثر على حاضر و مستقبل المنظمة ‪.‬‬ ‫فاإلنسحاب النفسي يتضمن العديد من العمليات و الحاالت التي يعيشها‬

‫أو يصدرها‬

‫الموظف أثناء تواجده في بيئة العمل‪ ،‬و التي من شأتها أن تجعله ينسحب أو يبتعد من‬ ‫العمل نفسيا أو وجدانيا لألسباب عديدة ‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس تحاول المؤسسات الجزائرية مواكبة هذه التحوالت ‪ ،‬من خالل‬ ‫إستخدام عدة إستراتيجيات لمواجهة هذه التهديدات و تقلباتها‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق تأتي هذه الدراسة لتسلط الضوء على عالقة الثقافة التنظيمية‬ ‫باإلنسحاب النفسي للعامل من العمل في شركة إسمنت العاصمة ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪258‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أوال – مدخــــل عام للــــدراســـة‪:‬‬ ‫تهدف الباحثة في هذا الجزء إلى تقديم موضوع الدراسة كمدخل رئيسي في البحث يتم‬ ‫من خالله التطرق والتعرف على إشكالية الدراسة والفرضيات‪ ،‬ثم التطرق ألهداف وأهمية‬ ‫الدراسة وتحديد الصعوبات التي واجهاتها الباحثة أثناء الدراسة‪.‬‬ ‫‪ -1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫تعتبر المنظمات عنص ار أساسيا إلشباع الحاجات و الرغبات اإلنسانية في المجتمع‪،‬‬ ‫و التي تسعى بدورها إلى التطور و التقدم ‪ ،‬فهي تعكس ثقافة المجتمع السائدة من خالل‬ ‫القيم و العادات و األعراف اإلجتماعية ‪ ،‬فهي عبارة عن تفاعالت بين األفراد داخل‬ ‫المنظمة أكثر مما تكون من مباني و آالت و أشياء مادية أخرى ‪ ،‬و هذا ما أدى بها إلى‬ ‫اإلهتمام بالمورد البشري بإعتباره العنصر األساسي في فعالية أية مؤسسة‪ ،‬فهو يتأثر‬ ‫بالبيئة المحيطة به بشكل ينعكس على السلوك و األفعال و يتحدد من خالل العالقات‬ ‫التفاعلية بين األفراد و الجماعات‪.‬‬ ‫و في ضوء ذلك ظهرت العديد من الرؤى و البدائل التي تناولت موضوع الثقافة التنظيمية و‬ ‫خاصة القيم التنظيمية التي تعد جوهرها و ماهيتها ‪ ،‬حيث أفرزت نظريات التنظيم عدة قيم‬ ‫على إعتبار على أنها فعالة في إدارة شؤون العاملين فبرزت في النظريات الكالسيكية قيما‬ ‫تنظيمية كأساس لتحقيق الكفالة اإلنتاجية ‪ ،‬أعتبر فيها التنظيم نظاما مغلقا يعتمد على‬ ‫العقالنية و الرسمية ‪ ،‬قائما على إعتقادات أن اإلنسان يحفز ماديا فقط ‪ ،‬حيث أكد هنري‬ ‫فايول على مبدأ عدالة التوزيع الحوافز إضافة إلى المعاملة الحسنة للمرؤوسين و تنمية روح‬ ‫الجماعة و التعاون لتحقيق وحدة المؤسسة‪.‬‬ ‫و بالنسبة إللتون مايو فقد أولى إهتمامه بالفرد و حاجاته و معاملته كشريك في العمل و‬ ‫ليس كأجير‪ ،‬و هذا أيضا أعتبر ركيزة مدخل الواقع حيث أكد على قيم المشاركة و العدالة‬ ‫في توزيع الحوافز‪ ،‬و هذا ما يدفع بالفرد لإللتزام بأهداف الجماعة و تحقيق الرضا في‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪259‬‬


‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫و هذا ما يتطابق مع ما جاءت به نظرية ‪ Z‬التي إهتمت بالثقافة التنظيمية و أعطت أولوية‬ ‫للعالقات اإلنسانية‪ ،‬حيث أكدت بأن الثقافة التنظيمية توفر الجو اإلجتماعي الذي يرتكز‬ ‫علية الفرد في حركيته و يستمد منه الدعم لتحقيق أهداف التنظيم ‪ ،‬و قد أكدت على القيم‬ ‫المشاركة و اإلهتمام الشامل بالموظفين ‪ ،‬و من هذا المنطلق نجد أن معظم هذه المقاربات‬ ‫ركزت في مجملها على القيم المشاركة ‪ ،‬بإعتبارها المستوى الذي يعبر عن مضمون الثقافة‬ ‫و الذي يصبح معيا ار للسلوك المقبول و من هنا تبرز أهمية درجة قوة الثقافة التنظيمية أو‬ ‫ضعفها في توجيه هذا السلوك و ما يخدم المؤسسة ‪.‬‬ ‫وهذا ما تؤكده دراسة " عبد هللا ثابت فرحان " التي توصلت إلى أن الثقافة التنظيمية‬ ‫بكافة أبعادها تؤثر تأثي ار متوسطا على سلوك الموظفين اإلداريين يليها تأثيرها على والء‬ ‫الموظفين يليه تأثيرها على أداء الموظفين ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫فالثقافة التنظيمية لها أهمية في صياغة و‬

‫توجيه السلوك و من مظاهر هذا السلوك هو السلوك اإلنسحابي لدى الموظفين وهو أحد‬ ‫مظاهر سوء السلوك التنظيمي ‪ ،‬والذي يتضمن هروب (إنسحاب) الموظف من عمله وعدم‬ ‫اإلستغراق فيه ‪ ،‬سواء إن كان ذلك إنسحابا نفسيا أو إنسحابا جسديا ‪.‬‬ ‫واإلنسحاب النفسي من العمل يتضمن العمليات التي ينتج عنها إنسحاب نفسي و‬ ‫ذهني من بيئة العمل ‪ ،‬أي أن يكون العامل حاضر جسديا في مكان العمل ولكنه غائب‬ ‫نفسيا و ذهنيا ‪ ،‬وهذه العمليات تتمثل في أحالم اليقظة و اإلبحار (التسكع ) في األنترنت ‪،‬‬ ‫بناء العالقات الغير رسمية ‪ ،‬التظاهر باإلنشغال في العمل ‪ ،‬و القيام بوظيفتين أثناء العمل‬ ‫وقد كشفت نتائج دراسة أجريت مؤخ ار في مؤسسة غالوب ‪ GALOB‬أن ‪ %70‬من العمال‬ ‫يشعرون بعدم اإلرتباط بعملهم ‪ ،‬وهذا يعني أن نسبة اإلنسحاب النفسي من العمل مرتفعة‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫إن مرور مؤسسة إسمنت العاصمة بمختلف التحوالت التي عايشتها في مجال‬ ‫التسيير في اآلونة األخيرة‬

‫‪ ،‬بإعتبار أن لكل سياسة ثقافة تنظيمية خاصة بها‪ ،‬قد أظهر‬

‫عدة إختالفات في قيمها التنظيمية بسبب رسم كل قيادة لثقافتها الخاصة بها ‪ ،‬إذ تتأثر‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪260‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الثقافة التنظيمية بما تشمله من قيم وعادات وسلوك بإستراتيجيات التغيير المعتمدة في‬ ‫المنظمة‪ ،‬والتي بدورها تؤثر في سلوك وقيم ومعتقدات العمال بمؤسسة إسمنت العاصمة ‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن الدراسة الحالية تسعى وبشكل رئيس إلى رصد تأثير الثقافة التنظيمية على‬ ‫اإلنسحاب النفسي من العمل‪،‬‬

‫وذلك لعينة من الموظفين بمؤسسة إسمنت العاصمة و‬

‫إنطالقا مما سبق‪ ،‬فإن هذه الدراسة تسعى إلى اإلجابة عن السؤال التالي ‪:‬‬ ‫‪ -‬هل هناك عالقة بين الثقافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل‬

‫في مؤسسة‬

‫إسمنت العاصمة ؟‬ ‫ومنه تفرعت التساؤالت التالية‪:‬‬ ‫ ما هو مستوى الثقافة التنظيمية في مؤسسة إسمنت العاصمة ؟‬‫ ماهي أبعاد اإلنسحاب النفسي للعمال األكثر إنتشاار في مؤسسة إسمنت العاصمة؟‬‫‪ -2‬فــــــــــــروض الــــــــــــدراســـــــة‪:‬‬ ‫ الفرضية العــــامة‪:‬‬‫هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل في‬‫مؤسسة إسمنت العاصمة ‪.‬‬ ‫ الفرضــيات الجــزئية‪:‬‬‫ وجود مستوى متوسط للثقافة التنظيمية لدى عمال مؤسسة إسمنت العاصمة‪.‬‬‫ أكثر مظاهر اإلنسحاب النفسي من العمل المنتشرة في مؤسسة إسمنت العاصمة هي‬‫العالقات الغير رسمية بين العمال‪.‬‬ ‫‪ -3‬أهــــــــمية الـــــــــــدراســــــة ‪:‬‬ ‫ أهمية موضوع الثقافة التنظيمية في نجاح أو فشل المنظمات و أثارها على تحديد سلوك‬‫األفراد‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪261‬‬


‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫ إبراز أهمية القيم المكونة لثقافة التنظيمية اإليجابية في تكوين هوية مشتركة و إحساس‬‫األفراد باإلنتماء لمؤسستهم‪.‬‬ ‫ تتناول تحليل العالقة متغيرين تعد من أحدث أدبيات السلوك التنظيمي أال وهي ‪:‬الثقافة‬‫التنظيمية واالنسحاب النفسي من العمل‪ ،‬التي قد حظيت جميعها بإهتمام الباحثين في اآلونة‬ ‫األخيرة‪ ،‬ومن ثم فإن الدراسة الحالية تساير التطور اإلداري المنشود خاصة في ظل إفتقار‬ ‫المكتبة العربية لمثل هذا النوع من الدراسات‪.‬‬ ‫‪ -4‬أهــــــــــــــــــداف الدراسة ‪:‬‬ ‫ الوصول إلى نتائج علمية و موضوعية توضح أثر الثقافة التنظيمية على اإلنسحاب‬‫النفسي من العمل‪.‬‬ ‫ محاولة البحث و التعرف على واقع المؤسسة الجزائرية في تسييرها لمواردها البشرية‪.‬‬‫ الكشف على المستوى العام لظاهرة اإلنسحاب النفسي لدى موظفين مؤسسة إسمنت‬‫العاصمة‪.‬‬ ‫ إمكانية اإلستفادة من نتائج هذه الدراسة في إعادة النظر في تطوير الممارسات اإلدارية‬‫لدى القائمين على إدارة المنظمة محل الدراسة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بأساليب وإجراءات‬ ‫التعامل مع األفراد‪.‬‬ ‫‪ -5‬الصـــعوبات التي واجـــهتها الباحثــــة أثـــناء الدراســـة‪:‬‬ ‫ صعوبة في إقناع مفردات العينة بأن إجاباتهم سوف تكون سرية‪ ،‬ولن يتم عرض‬‫إجاباتهم على مشرفيهم أو رؤسائهم في العمل‪.‬‬ ‫ نقص المراجع خاصة بالنسبة لمتغير اإلنسحاب النفسي للعمال من العمل‪.‬‬‫‪ -6‬حـــــدود الـــــــدراســــــة ‪:‬‬ ‫ الحدود الموضوعية ‪ :‬إقتصرت الدراسة على دراسة العالقة بين المتغيرين التاليين ‪:‬‬‫الثقافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪262‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ الحدود المكانية‪ :‬أنجزت الدراسة الميدانية في مؤسسة إسمنت العاصمة الواقعة في والية‬‫الجزائر‬ ‫ الحدود البشرية‪ :‬أنجزت الدراسة الميدانية على موظفي مؤسسة إسمنت العاصمة‪.‬‬‫ الحدود الزمنية‪ :‬أنجزت الدراسة الميدانية لهذا البحث في شهر جانفي ‪.2018‬‬‫ثـانــــيـــا ‪ -‬الطــــار الـنـــــظري للدراســـــة و الدراســــات الســــابقـــة ‪:‬‬ ‫تهدف الباحثة من خالل هذا الجزء إلى عرض اإلطار النظري المتعلق بالثقافة التنظيمية و‬ ‫اإلنسحاب النفسي للعمال من العمل‪.‬‬ ‫‪-1‬الــــــثقـــــافة التنــــــظيــــميـــة‪:‬‬ ‫تهدف الباحثة من خالل هذا الجزء إلى عرض مفهوم الثقافة التنظيمية و خصائصها‬ ‫وأبعادها وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1.1‬مفهوم الــــثقافة التـــــنظيـــــمية‪:‬‬ ‫تؤطر الثقافة التنظيمية أغلب الق اررات المصنوعة داخل المنظمة ‪ ،‬إذ تلعب دو ار بار از ومهما‬ ‫لدى منظمات األعمال وبالتالي البد من التركيز عليها في مرحلة التطوير والتغيير‬ ‫التنظيمي‪.‬‬ ‫يعرفها ‪ Lewin Kurt‬بأنها مجموعة من اإلفتراضات ومعتقدات والقيم والقواعد‬ ‫والمعايير‪ ،‬التي يشترك فيها أفراد المنظمة ‪ 2.‬كما يعرفها باحثوا اإلدارة اإلستراتيجية بأن‬ ‫الثقافة التنظيمية هي نظام من القيم المشتركة والمعتقدات والعادات ‪ ،‬التي تسود داخل‬ ‫المنظمة والتي تتفاعل مع الهيكل والسياسات لتنتج أعرافا سلوكية‪ ،‬و أن لكل منظمة ثقافتها‬ ‫التي تمتاز بها عن بقية المنظمات‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫وفي ضوء ما سبق‪ ،‬تعتقد الباحثة أن الثقافة التنظيمية هي ذلك اإلطار الذي يحكم‬ ‫ويوجه ويفسر سلوك األفراد في المنظمة ‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة القيم والمعتقدات و‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪263‬‬


‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫اإلفتراضات األساسية والمعايير واألعراف التنظيمية التي يشترك فيها أعضاء المنظمة ‪ ،‬التي‬ ‫تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سلوكيات العاملين وعلى كيفية أدائهم ألعمالهم وتنشأ‬ ‫متأثرة بالقيم ومعتقدات التي يحملها القادة والمسؤولين‪.‬‬ ‫‪-2.1‬خـــــصـــــــــائص الــــــــثقافة التـــــــنظيــــمية ‪:‬‬ ‫الثقافة التنظيمية تشير إلى نظام من المعاني المشتركة التي يتمسك بها األعضاء و هي‬ ‫عبارة عن خصائص أساسية و تتمثل في‪:‬‬ ‫ الثقافة نظام مركب ‪ :‬حيث تتكون من عدد من مكونات أو العناصر الفرعية التي تتفاعل‬‫مع بعضها البعض في تشكيل ثقافة المجتمع أو المنظمة ‪ ،‬و هي كنظام للعناصر التالية‬ ‫منها الجانب المعنوي ( نسق متكامل مع القيم و األخالق و المعتقدات و األفكار ) ‪ ،‬و‬ ‫الجانب السلوكي ( العادات و تقاليد أفراد المجتمع و اآلداب و الفنون و الممارسات العملية‬ ‫المختلفة ) ‪ ،‬و الجانب المادي ( كل ما ينتجه أعضاء المجتمع من أشياء ملموسة كالمباني‬ ‫و األدوات و المعدات و األطعمة)‬ ‫ الثقافة نظام متكامل ‪ :‬أي هي كل مركب تتجه بإستمرار إلى خلق إنسجام بين‬‫عناصرها المختلفة ‪ ،‬فأي تغيير يط أر على أحد جوانب نمط الحياة ال يجب أن ينعكس أثره‬ ‫على باقي مكونات النمط الثقافي ‪.‬‬ ‫ الثقافة نظام تراكمي متصل و مستمر‪ :‬حيث يعمل كل جيل من أجيال المنظمة على‬‫تسليمها ألجيال الالحقة ‪ ،‬و يتم تعليمها و توريثها عبر األجيال عن طريق التعلم و‬ ‫المحاكاة‪.‬‬ ‫ الثقافة نظام يكتسب متغير و متطور ‪ :‬فإستم اررية الثقافة ال تعني تنقلها عبر األجيال‬‫كما هي عليه‪ ،‬و ال تنتقل بطريقة غريزية ‪ ،‬بل ألنها في تغير مستمر حيث تدخل عليها‬ ‫مالمح جديدة و تفقد مالمح قديمة ‪.‬‬ ‫ الثقافة لها خاصية التكيف ‪ :‬أي تتصف بالمرونة و القدرة على التكيف إستجابة‬‫لمطالب اإلنسان البيولوجية النفسية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪264‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪-3.1‬عـــــناصر الثـــــــقافة التنـــــــــظـــيمية ‪:‬‬ ‫وقد خلص فرانسيس وودكوك مجموعة من القيم في هذا الجانب‪ ،‬حيث إقتصرت الدراسة‬ ‫الحالية على دراسة القيم التنظيمية على إعتبار أنها مكونا أساسي من مكونات الثقافة‬ ‫التنظيمية ‪.‬ويتطرق الباحث فيما يلي إلى شرح موجز للقيم التي تناولتها الدراسة ‪:‬‬ ‫القوة‪ :‬اإلدارة الناجحة هي التي تتحمل مسؤولية تحديد مستقبل المنظمة‪ ،‬ومن ثم فهي تتبنى‬ ‫قيمة القوة التي تدعو المديرين إلى اإلدارة المنظمة بفاعلية من خالل إدراكها لمقاومة األفراد‬ ‫للسلطة في المنظمة‪ ،‬والعمل على التقليل من تأثير إكراههم أو إجبارهم على قبول السلطة‪،‬‬ ‫مما يؤدي إلى التغلب على مشكالت المقاومة المتأصلة عند األفراد نحو التنظيم‪.‬‬ ‫الصفوة ‪ :‬تتطلب القيادة اإلدارية المتميزة مجموعة عالية من القدرات‪ ،‬أو الكفاءات النادرة‬ ‫صعبا إذ يتم اختيارهم وفًقا‬ ‫خيار‬ ‫نسبيا التي ال تتوفر إال في الصفوة‪ ،‬لذا تعد الصفوة كقيمة ًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لعدة معايير منها ‪:‬تحديد الكفاءات‪ ،‬إستخدام المعايير الموضوعية‪ ،‬تقصي سجل السلوك‪،‬‬ ‫التعرف على قيم المرشح تجاه اإلدارة‪ ،‬تقييم كفاءاته الفعلية‪ ،‬إستكشاف دوافعه للعمل‬ ‫واإلنجاز‪.‬‬ ‫المكافأة ‪ :‬تتبنى المنظمة الناجحة قيمة المكافأة‪ ،‬وتقوم بتحديد معايير النجاح وتكافئه ولما‬ ‫كان الثواب والعقاب من األساليب األولية للتأثير في اآلخرين‪ ،‬فإن القدرة على اإلثابة أو‬ ‫مصدر للقوة ‪.‬‬ ‫ًا‬ ‫العقاب تعد‬

‫الفاعلية ‪ :‬تحتضن المنظمة المتميزة قيمة الفاعلية في التوصل إلى صنع وإتخاذ القرارات‬ ‫المناسبة‪ ،‬وفي الحد من الصراعات الشخصية‪ ،‬و اإللتزام بتقييم المعلومات للتأكد من فاعليتها‬ ‫عند إتخاذ الق اررات‪.‬‬ ‫الكفاءة ‪ :‬تتبنى المنظمة الناجحة قيمة الكفاءة في أداء العمل بطريقة صحيحة ‪ ،‬و إكتساب‬ ‫العاملين إتجاهات إيجابية نحو العمل الجاد‪ ،‬وإذا أرادت المنظمات النجاح فال خيار أمامها‬ ‫سوى العمل على تطوير قيم الثقافة التنظيمية‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪265‬‬


‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫العدالة‪ :‬تدرك المنظمات الناجحة أن رضا العاملين وشعورهم بالعدالة‪ ،‬في المعاملة‬ ‫حافز لألداء الفاعل‪ ،‬لذا تتبنى هذه المنظمات قيمة العدالة التي‬ ‫‪،‬والرواتب‪ ،‬والمكافآت‪ ،‬يعد ًا‬

‫تتطلب من المديرين والقادة أن يعاملوا جميع العاملين معاملة واحدة‪.‬‬

‫فرق العمل ‪ :‬تتبنى المنظمات الناجحة قيمة فرق العمل إنطالًقا من أهمية تلك الفرق في‬ ‫تعويض جوانب الضعف الفردية بجوانب القوة لدى أعضاء الفريق‪ ،‬وبناء اإلجماع و اإللتزام‪،‬‬ ‫وإثارة الدافعية للعمل وجذب إنتباه شاردي الذهن من األعضاء المشاركين‪.‬‬ ‫النظام ‪ :‬تمارس المنظمات نفوذاً كبي اًر على سلوك موظفيها من خالل تلك القوانين‪ ،‬لذا‬

‫فالمنظمة هي التي تبتكر نظاماً مناسباً من قواعد السلوك التي تتناسق بدورها في منظومة‬

‫من القوانين‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ -2‬ال نـــســـــحـــاب النــــفــــسي من العــــمــــل‬

‫تهدف الباحثة من خالل هذا الجزء إلى عرض مفهوم اإلنسحاب النفسي من العمل و أبعاده‪،‬‬ ‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1.2‬مفـــــهوم ال نــــــــسحــــاب النـــــــــفــــــــــسي‪:‬‬ ‫ينطوي اإلنسحاب النفسي من العمل على عدد من السلوكات والنوايا التي تحدث نتيجة‬ ‫لإلتجاهات الوظيفية السلبية التي يحملها الفرد وأسبقياتها األخرى‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫فبعض التقارير في مجال األعمال تشير إلى إن اإلنسحاب النفسي ‪ ،‬يعني إهمال الوظيفة‬ ‫بسبب كره الموظفين لمناصبهم وإنتظارهم للوقت المناسب أو الفرصة المناسبة حتى يتركوا‬ ‫هذه المناصب ليلتحقوا بأخرى أفضل‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫وفي الواقع‪ ،‬فإن سلوكات اإلنسحاب النفسي من العمل تعكس إرتباطا سلبيا بين الفرد‬ ‫ومنظمته‪ .‬ومن ثم فإن الفرد الذي يتغيب عن العمل بدون أعذار‪ ،‬يعبر بشكل صريح أو‬ ‫ضمني عن اإلتجاهات والمشاعر السلبية التي يحملها حيال وظيفته ومنظمته‪ ،‬ومنها على‬ ‫سبيل المثال ‪ :‬شعوره باإلستياء الوظيفي‪ ،‬و نواياه نحو ترك العمل أو تدني مستوى إلتزامه‬ ‫التنظيمي الوجداني نحو المنظمة التي يعمل فيها‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪266‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن دوافع العاملين لإلنسحاب النفسي من العمل يمكن أن تنشأ أيضا‬ ‫عندما يظهر العاملون وزمالؤهم سلوكات سلبية‪ ،‬كالصراع والتحرشات الجنسية و إفتعال‬ ‫المشكالت مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫ومن ثم‪ ،‬فإن هذه اإلتجاهات السلبية تمثل أحد أشكال سلوكات اإلنسحاب النفسي من العمل‬ ‫الذي يسبق اإلنسحاب السلوكي منه وعلى النقيض مما سبق‪ ،‬فإن الفرد الذي يشعر بمستوى‬ ‫عال من الرضا نحو وظيفته‪ ،‬و بإلتزام قوي نحو منظمته‪ ،‬ال يشعر باإلنسحاب النفسي من‬ ‫العمل وذلك نظ ار لحفاظه على اإلرتباط المستمر مع عمله‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وتجدر اإلشارة هنا‪ ،‬إلى القول أن هناك عدد من السلوكات اإلنسحابية التي غالبا ما تبدأ‬ ‫بسلوكات معتدلة نسبيا‪ ،‬ثم تتطور لتؤثر سلبا على العمل‪ ،‬مثل ‪:‬التراخي في العمل وتجنب‬ ‫بذل جهد في العمل والتسكع اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫فمثل هؤالء األفراد من ذوي السلوكات السلبية يكونون موجودين بالمنظمة بأجسادهم فقط ‪،‬‬ ‫ولكنهم ال يؤدون واجباتهم بالجودة المطلوبة‪ ،‬أي أنهم غائبون نفسيا عن أعمالهم سواء بشكل‬ ‫كامل أو بشكل جزئي‪ ،‬وهو ما قد يعوق عمل الفرد وأداءه الوظيفي‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ -2.2‬أبـــــعـــــــــاد النــــسحــــــاب النــــــفـــــسي ‪:‬‬ ‫ أحـــــالم اليقظـة ‪ :‬يحدث هذا الصنف عندما يبدوا الموظف بأنه مشتغل بعمله ‪ ،‬في حين‬‫أنه تائه و مستغرق في أفكار و إهتمامات أخرى عشوائية ال تتعلق بوظيفته‪ ،‬و تعني هروب‬ ‫الفرد من عالم الواقع الذي لم يتمكن فيه من تحقيق واشباع رغباته وحاجاته إلى عالم الخيال‬ ‫الذي يتمكن فيه من تحقيق ما عجز في الواقع‪ ،‬و حلم اليقظة له دور كبير كوسيلة دفاعية‬ ‫لتحقيق االشباع الخيالي للرغبات المعاقة أو المكبوتة ‪ ،‬كما أنه يعتبر كوسيلة لمواجهة ما‬ ‫يعاني منه الفرد في الحياة من فشل‪ ،‬و كما و أن لها فائدة تتمثل في التنفيس عن الرغبات‬ ‫المكبوتة حيث تسمح للشخص بأن يحقق في الخيال ما لم يحققه في الواقع بما يحقق‬ ‫السعادة المؤقتة ‪ ،‬إال أن لها مضا ار تتمثل في اإلكتفاء بها في ذاتها و اإلقتصار عليها‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪267‬‬


‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫للتنفيس عن الرغبات و االماني دون القيام بمجهود واقعي ‪ ،‬لذلك فهي هنا تعتبر نوعا من‬ ‫الهروب أو اإلنسحاب من الواقع ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ بناء العالقات غير الرسمية‪ :‬تشير إلى المحادثات الشفوية ن حول مواضيع بين‬‫الموظفين ال تخص العمل‪ ،‬و التي تجري في المكاتب‪.‬‬ ‫ التظاهر بال نشغال ‪ :‬يدل على الرغبة العمدية من جانب الموظف في أن يبدو منشغال و‬‫يعمل ‪ ،‬مع أنه ال يؤدي مهام عمله‬

‫‪14‬‬

‫‪ ،‬فأحيانا ما يقرر الموظفين إعادة تنظيم مكاتبهم أو‬

‫الذهاب للتجول حتى و لو ال يعلمون أين يذهبون ‪.‬‬ ‫ القيام بوظيفتين ‪:‬عندما يستغرق الموظفين في هذا الصنف من السلوك اإلنسحابي فإنهم‬‫يستعملون وقت العمل وموارده إلتمام مهام عمل أو أعمال أخرى ويهملون واجبات عملهم‬ ‫األساسية ‪ ،‬لصالح واجبات عمل أخر مثال ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫ البحار(التسكع) في ال نترنت‪ :‬و يقصد به إستعمال الموظفين اإلنترنت و البريد‬‫االلكتروني و الرسالت الفورية‪،‬‬

‫ومختلف التطبيقات و الممارسات و النشاطات عبر‬

‫األنترنت ‪،‬من أجل متعتهم الشخصية بدال عن الوجبات و المهام الموكل إليهم ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫أظهرت أحدث البحوث و التي شملت أكثر من ‪ 3000‬موظفا ينتمون إلى ‪ 750‬منظمة‬ ‫متفرقة ‪ ،‬أن الموظفون يمضون حوالي ‪ %40‬من أوقات العمل اليومية في الرد على‬ ‫الرسائل و البريد (الخاص) اإللكتروني‪ ،‬أو اإلبحار في األنترنت‪.‬‬ ‫‪ %97‬من هؤالء اللذين أجريت عليهم الدراسة أعترفوا بأنهم يستعملون األنترنت ألغراض‬ ‫شخصية‪ ،‬في المقام األول بدال عن إستعمالها ألغراض مهنية ضمن واجبات العمل الموكلة‬ ‫إليهم ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫وفي أواخر عام ‪ 2003‬قدرت أحد الدراسات أن اإلبحار في األنترنت قد كلف‬ ‫اإلقتصاد األمريكي حوالي ‪ 250‬مليار دوالر من اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪268‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ثالثا‪ -‬الـــــدراســـــــات الســـــــابقــــــة‪:‬‬ ‫فيما يلي تعرض الباحثة لعدد من الدراسات السابقة التي تناولت كل من الثقافة التنظيمية و‬ ‫اإلنسحاب النفسي من العمل‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الدراســــات الســـــابقة الـــــمتـــعلــقة بالـــثقافة التـــــــــنظيمـــــــية‪:‬‬ ‫ دراسة الخشالي والتميمي ( ‪ : ) 2008‬بعنوان الثقافة التنظيمية ودورها في تعزيز‬‫المشاركة في إتخاذ القرار لمواجهة التحديات المعاصرة ‪،‬هدفت الدراسة إلى التعرف على‬ ‫طبيعة الثقافة التنظيمية ومستويات توافر عناصرها والتعرف على مستوى مشاركة العاملين‬ ‫في عملية إتخاذ القرار‪ ،‬ومدى تأثير الثقافة التنظيمية وعناصرها في المشاركة في إتخاذ‬ ‫القرار ‪ ،‬كما جمعت البيانات الالزمة للدارسة عن طريق إستبانه صممت لهذا الغرض‪ ،‬من‬ ‫عينة مكونة من (‪ )147‬من العاملين توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬و هي‬ ‫إرتفاع في مستوى التطبيق لعناصر الثقافة التنظيمية وعناصر المشاركة في إتخاذ الق ارر ‪ ،‬و‬ ‫وجود فروق ذات داللة إحصائية لجميع عناصر المشاركة في إتخاذ القرار تعزى لعناصر‬ ‫الثقافة التنظيمية‪.‬‬ ‫ دراسة عيساوي وهيبة (‪ :)2012‬بعنوان أثر الثقافة التنظيمية على الرضا الوظيفي و قد‬‫هدفت الدراسة إلى التعرف على الثقافة التنظيمية السائدة بالمؤسسة الجزائرية ‪ ،‬بإعتبار أننا‬ ‫مجتمع مسلم يجب أن تتمتع مؤسساته بثقافة تنظيمية إيجابية تعكس حب العمل و قيمته ‪ ،‬و‬ ‫توصلت نتائج الدراسة إلى وجود عالقة بين الثقافة التنظيمية و الرضا الوظيفي ألف ارد‪،‬‬ ‫الجانب المعنوي للثقافة التنظيمية لديه أقوى إرتباط من للرضا الوظيفي‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدراســــــــات الســــــــــابقة المتـــــــعلقــــة بال نــــسحاب النــــــــــفسي ‪:‬‬ ‫تعرضت الباحثة فيما يلي لعدد من الدراسات السابقة المتعلقة باإلنسحاب النفسي‪ ،‬وذلك على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫دراسة )‪: (Taris et al , 2001‬هدفت هذه الدراسة إلى فحص أسبقيات التوتر‬‫الوظيفي‪ ،‬اإلجهاد العاطفي والشكاوى الصحية ‪ ،‬و السلوكات اإلنسحابية‪ .‬وعبر دراسة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪269‬‬


‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫ميدانية تمت على عينة قوامها ) ‪ ( 131‬عضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات الهولندية‪،‬‬ ‫أشارت النتائج إلى أن أعضاء هيئة التدريس الذين أقروا بأنهم يعانون من مستويات عالية‬ ‫من التوتر كانوا أكثر رغبة في اإلنسحاب النفسي من عملهم‪.‬‬ ‫ دراسة )‪ : (Taris et al , 2004‬إهتمت هذه الدراسة بفحص العالقة بين عدم المساواة‬‫والرفاهية النفسية و اإلنسحاب النفسي من العمل واإللتزام التنظيمي‪ ،‬وعبر دراسة ميدانية‬ ‫تمت على عينة قوامها (‪ )920‬مدرسا هولنديا‪ ،‬توصال الباحثون إلى أن عدم المساواة يرتبط‬ ‫سلبا بالرفاهية النفسية واإللتزام التنظيمي‪.‬‬ ‫ دراسة )‪ : (Tian ,2008‬هدفت هذه الدراسة إلى تناول العالقة بين األنماط القيادية‬‫‪،‬حيث خص الباحث من تلك األنماط كل من ‪:‬القيادة الموجهة بالعالقات‪ ،‬والقيادة الموجهة‬ ‫بالمهمة‪ ،‬والقيادة المشاركة ‪،‬والملكية النفسية‪ ،‬والنية لترك العمل ‪،‬و اإلنسحاب النفسي من‬ ‫العمل‪ ،‬والشعور بالقيادة التبادلية ‪ .‬وعبر دراسة ميدانية تمت على عينة قوامها ) ‪( 162‬‬ ‫متطوعا يعملون في ) ‪ ( 19‬منظمة غير ربحية‪ ،‬إنتهت الدراسة إلى عدد من النتائج‪ ،‬أهمها‬ ‫أن هناك عالقة إرتباط معنوية بين الشعور بالقيادة التبادلية و اإلنسحاب النفسي من العمل‪،‬‬ ‫كما أشارت النتائج أيضا إلى أن نمط القيادة المشارك يرتبط إيجابا بالملكية النفسية‪.‬‬ ‫رابـــعـــــا‪-‬منهجية الدراسة ‪ :‬تناولنا في هذا العنصر أهم اإلجراءات المتخذة لتحقيق أهداف‬ ‫الدراسة‪ ،‬وتمثلت هذه اإلجراءات في اختيار منهج الدراسة‪ ،‬عينة الدراسة ‪،‬أداة الد ارسة ‪،‬‬ ‫وتحديد األدوات االحصائية المستخدمة لتحليل البيانات والتوصل للنتائج النهائية للدراسة‪.‬‬ ‫‪ -1‬منــــهـــجيــــــــــــة الــــــــدراســــــــة ‪ :‬إعتمدت الباحثة في منهجية الدراسة على مرحلتين‬ ‫رئيستين‪ ،‬هما مرحلة البحث الوصفي‪ ،‬ومرحلة البحث التفسيري‪ ،‬حيث تهدف المرحلة األولى‬ ‫منهما إلى توضيح بعض المفاهيم والتعرف إلى ما توصل إليه اآلخرون من خالل الدراسات‬ ‫السابقة ومراجعة الدراسات النظرية وتحديد المشكلة ‪ ،‬مع إستخدام المسح الميداني للحصول‬ ‫على المعلومات من العينة بإستخدام اإلستقصاء‪ ،‬أما المرحلة الثانية فهي ذات طبيعة‬ ‫تفسيرية توضح العالقة بين المتغيرات و إستنتاج العالقات السببية بينهما‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪270‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ -2‬عيـــــنــــــــة الـــــــــبحــــــــــــث‪ :‬قد تم إختيار العينة بطريقة عشوائية قوامها ‪ 60‬موظف من‬ ‫مؤسسة إسمنت العاصمة ‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ )1‬يوضح توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغير الجنس‪:‬‬ ‫الجنس‬

‫التكرار‬

‫النسبة المئوية‬

‫ذكر‬

‫‪51‬‬

‫‪85 %‬‬

‫أنثى‬

‫‪9‬‬

‫‪15 %‬‬

‫المجموع‬

‫‪60‬‬

‫‪100‬‬

‫‪ -3‬أداة الــــــدراســــــــــة ‪ :‬تحتوي قائمة اإلستقصاء على عبارات مغلقة ومحددة اإلجابة‪ ،‬حتى‬ ‫يسهل على مفردات العينة تسجيل تقديراتهم عليها بكل دقة‪ ،‬كما تساعد في تحليل ومعالجة‬ ‫البيانات إحصائيا‪ ،‬وقد جاءت هذه القائمة موزعة على ثالثة أجزاء رئيسة‪ ،‬تشمل‪:‬‬ ‫الجزء الول‪ :‬و يشتمل على بيانات شخصية متعلقة بالمستجوبين من حيث الجنس‪.‬‬ ‫الجزء الثاني ‪ :‬تضمن المقياس لقياس مستوى الثقافة التنظيمية ألفراد العينة‪ ،‬بإستخدام‬ ‫إستبانه القيم التنظيمية التي أعدها ديف فرانسيس ‪ Francis .D‬و زميله مايك وودكوك‬ ‫‪ Woodcock. M‬عام ‪ 1990‬و ترجمها إلى اللغة العربية عبد الرحمان هيجان عام‬ ‫‪ .1995‬و يتضمن االستبيان ‪ 36‬بندا ‪ .‬القيم التنظيمية ثماني قيم موزعة مصممة على‬ ‫مقياس ليكرت الخماسي و هي ‪:‬‬ ‫ قيمة القوة‪.‬‬‫‪ -‬قيمة فرق العمل‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة الصفوة‪ - .‬قيمة الكفاية‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة العدل‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة النظام‪ - .‬قيمة المكافأة‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة الفاعلية‪.‬‬

‫الجزء الثالث ‪ :‬بالنسبة ألداة الدراسة فإننا إعتمدنا على اإلستبيان الذي أعدته و بنته الباحثة‬ ‫مستعينة بالدراسات السابقة و ببعض بنود مقياس ‪Lehman et Simpson1992‬‬

‫‪19‬‬

‫‪،‬‬

‫بحيث تم إختبار صدقه و ثباته و التوصل لصالحية إستخدامه من خالل درجات صدقه و‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪271‬‬


‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫ثباته المناسبة ‪ ،‬و تألف اإلستبيان من ‪ 22‬بندا نهائية موزعة على ستة أبعاد جاءت كما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬أحالم اليقظة ‪.‬‬

‫‪ -‬بناء عالقات غير رسمية‪.‬‬

‫‪ -‬التظاهر باإلنشغال ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلبحار في األنترنت‪.‬‬

‫ القيام بوظيفتين‪.‬‬‫‪ -‬التفكير في ترك العمل‪.‬‬

‫‪ -4‬الخــــــصــائــــــص الســـــــيكوميـــــتــيرية لداة الدراســــــــة‪:‬‬ ‫‪ -1.4‬صـــــدق مقياس الــــــــثقافة التــــنظيمية ‪ :‬تم التحقق‬

‫من تمتع األداة باإلتساق‬

‫الداخلي وذلك بحساب معامل اإلرتباط بين درجة كل بند و الدرجة الكلية للبعد‪ ،‬وكانت‬ ‫معظم معامالت االرتباط دالة عند مستوى ‪ ، 0.01‬كما تم إحتساب معامل اإلرتباط بين‬ ‫الدرجة الكلية للبعد و الدرجة الكلية لألداة كما هو موضح في الجدول‪:‬‬ ‫جدول (‪ : )2‬يمثل ثبات أبعاد مقياس الثقافة التنظيمية‬ ‫األبعاد‬

‫معامل ألفا‬

‫معامل سبيرمان براون‬

‫معامل غوتمان‬

‫القوة‬

‫‪0.591‬‬

‫‪0.792‬‬

‫‪0.724‬‬

‫الصفوة‬ ‫المكافأة‬

‫‪0.824‬‬ ‫‪0.711‬‬

‫‪0.796‬‬ ‫‪0.614‬‬

‫‪0.793‬‬ ‫‪0.612‬‬

‫الفاعلية‬

‫‪0.793‬‬

‫‪0.701‬‬

‫‪0.687‬‬

‫الكفاية‬

‫‪0.784‬‬

‫‪0.777‬‬

‫‪0.777‬‬

‫العدل‬ ‫فرق العمل‬ ‫النظام‬

‫‪0.876‬‬ ‫‪0.773‬‬ ‫‪0.858‬‬

‫‪0.894‬‬ ‫‪0.792‬‬ ‫‪0.843‬‬

‫‪0.879‬‬ ‫‪0.777‬‬ ‫‪0.841‬‬

‫يبين الجدول رقم (‪ )02‬أن معامل الثبات بالتجزئة النصفية للمحاور الرئيسية يتراوح‬ ‫بين(‪ ، )0.87، 0.61‬وهذا يدل على أن معامالت الثبات مرتفعة لمحاور اإلستبيان ‪ ،‬و‬ ‫بذلك يكون قد تم التأكد من صدق وثبات اإلستبيان في صورتها النهائية وأنها صالحة‬ ‫للتطبيق على عينة الدراسة األساسية‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪272‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ -2.4‬صــــدق إســــــــتبــــيان ال نســــحاب النفـــسي من العــــمل ‪ :‬تم التحقق من تمتع األداة‬ ‫باإلتساق الداخلي وذلك بحساب معامل اإلرتباط بين درجة كل بند و الدرجة الكلية للبعد‪،‬‬ ‫وكانت معظم معامالت اإلرتباط دالة عند مستوى ‪ ، 0.01‬كما تم إحتساب معامل اإلرتباط‬ ‫بين الدرجة الكلية للبعد و الدرجة الكلية لألداة ‪ ،‬كما هو موضح في الجدول‪:‬‬ ‫الجدول رقم ( ‪ : ) 03‬يمثل ثبات أبعاد النسحاب النفسي من العمل‬ ‫األبعاد‬ ‫أحالم اليقظة‬ ‫العالقات الغير رسمية‬ ‫التظاهر باإلنشغال‬ ‫القيام بوظيفتين‬ ‫اإلبحار في األنترنت‬ ‫التفكير في ترك العمل‬

‫معامل ألفا‬ ‫‪0.698‬‬ ‫‪0.748‬‬ ‫‪0.762‬‬ ‫‪0.686‬‬ ‫‪0.724‬‬ ‫‪0.72‬‬

‫معامل سبيرمان براون‬ ‫‪0.866‬‬ ‫‪0.868‬‬ ‫‪0.947‬‬ ‫‪0.908‬‬ ‫‪0.862‬‬ ‫‪0.87‬‬

‫معامل غوتمان‬ ‫‪0.800‬‬ ‫‪0.747‬‬ ‫‪0.771‬‬ ‫‪0.834‬‬ ‫‪0.739‬‬ ‫‪0.77‬‬

‫يبين الجدول رقم (‪ )03‬أن معامل الثبات بالتجزئة النصفية للمحاور الرئيسية يتراوح‬ ‫بين(‪، )0.83 ،0.73‬وهذا يدل على أن معامالت الثبات مرتفعة لمحاور اإلستبيان‪ ،‬و بذلك‬ ‫يكون قد تم التأكد من صدق وثبات اإلستبيان في صورتها النهائية وأنها صالحة للتطبيق‬ ‫على عينة الدراسة األساسية‪.‬‬ ‫‪ -5‬الســـــــاليــــب الحصـــــــائيــــــــة ‪:‬‬ ‫إعتمدت الباحثة في تحليل بيانات الدراسة وإختبار صحة الفروض على مجموعة من أساليب‬ ‫التحليل اإلحصائي‪ ،‬و تحليل البيانات‪ ،‬وتفسيرها وهي‪:‬‬ ‫ التك اررات و النسب المئوية‪ :‬لتمثيل الخصائص الشخصية والوظيفية ألفراد عينة البحث‪،‬‬‫وتوزيع أفراد العينة ‪.‬‬ ‫ المتوسط الحسابي و اإلنحراف المعياري‪ :‬و ذلك لحساب القيمة التي يعطيها أفراد عينة‬‫البحث حسب اإلستبيان والمقياس لكل عبارة من عبارات المحاور والمتوسط الحسابي العام‬ ‫لكل محور‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪273‬‬


‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫ معامل اإلرتباط بارسون‪ :‬لمعرفة صدق بنود محاور اإلستبيان ‪ ،‬والعالقة بين متغي ارت‬‫الدراسة‪.‬‬ ‫ معامل ألفا كرونباخ ‪ :‬لمعرفة ثبات عبارات اإلستبيان‪.‬‬‫بعد اإلنتهاء من عملية جمع اإلستبيانات تم تفريغها وإدخالها في الحاسوب ومعالجتها‬ ‫بإستخدام البرنامج اإلحصائي‪. SPSS22‬‬ ‫‪ -6‬عـــــــرض الـــــــــنتائــــــــــج‬ ‫‪ - 1.6‬عرض نتائج الفرضية العامة‪ :‬و تنص الفرضية العامة على مايلي ‪ :‬هناك عالقة‬ ‫ذات داللة إحصائية بين التفافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل ‪ ،‬و لتحليل هذه‬ ‫الفرضية إستعانة الباحثة بإختبار بارسون لدراسة العالقة الموجودة بين الثقافة التنظيمية و‬ ‫اإلنسحاب النفسي من العمل‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ : )04‬يمثل عالقة الثقافة التنظيمية بال نسحاب النفسي من العمل‬ ‫معامل اإلرتباط‬ ‫‪**0.48‬‬

‫العالقة‬ ‫الثقافة التنظيمية‬ ‫اإلنسحاب النفسي من العمل‬ ‫عدد أفراد العينة‬

‫مستوى الداللة‬ ‫‪0.01‬‬

‫‪60‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم ( ‪ )04‬أن هناك عالقة إرتباطية بين الثقافة التنظيمية و‬ ‫اإلنسحاب النفسي من العمل‬

‫لدى عمال مؤسسة االسمنت‪،‬‬

‫فقد بلغ معامل اإلرتباط‬

‫بيرسون ب‪ 0.48‬وهذه القيمة دالة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪.0.01‬‬ ‫ثانيا‪ -‬عرض نتائج الفرضية الجزئية الولى‪ :‬و تنص الفرضية الجزئية األولى على وجود‬ ‫مستوى متوسط للثقافة التنظيمية لدى إطارات مؤسسة اإلسمنت ‪ ،‬و لتحليل هذه الفرضية‬ ‫إستعانة الباحثة ب الوسط الحسابي واإلنحراف المعياري و فيما يلي عرض لمختلف النتائج ‪:‬‬ ‫الجدول رقم ( ‪ :)05‬يبين الوسط الحسابي واالنحراف المعياري للثقافة التنظيمية في‬ ‫مؤسسة إسمنت العاصمة‬ ‫المعالم اإلحصائية‬ ‫القوة‬

‫الوسط الحسابي‬ ‫‪2,55‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫اإلنحراف المعياري‬ ‫‪0,89‬‬

‫الترتيب‬ ‫الثالث‬

‫‪274‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫الصفوة‬ ‫المكافأة‬

‫‪2,30‬‬ ‫‪2,37‬‬ ‫‪2,45‬‬ ‫‪2,43‬‬ ‫‪2,48‬‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪2,59‬‬

‫الفاعلية‬ ‫الكفاية‬ ‫العدل‬ ‫فرق العمل‬ ‫النظام‬

‫العدد ‪04‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪0,71‬‬ ‫‪0,78‬‬ ‫‪0,74‬‬ ‫‪0,85‬‬ ‫‪0,73‬‬ ‫‪0,73‬‬

‫الثامن‬ ‫السابع‬ ‫الخامس‬ ‫السادس‬ ‫الرابع‬ ‫الثاني‬ ‫األول‬

‫يتضح من خالل جدول رقم (‪ )05‬أن البعد السائد في مؤسسة اإلسمنت هو النظام‪ ،‬حيث‬ ‫يقدر المتوسط الحسابي بقيمة ‪ 2.59‬و إنحراف معياري يقدر ب ‪ ، 0.73‬مما يجعلها‬ ‫تتمركز في المرتبة األولى‪ ،‬أما فيما يخص المرتبة الثامنة و األخيرة هي الصفوة حيث‬ ‫يقدر المتوسط الحسابي ب ‪ 2.30‬و إنحراف معياري ب ‪. 0.84‬‬ ‫ثالثا‪-‬عرض نتائج الفرضية الجزئية الثانية‪ :‬وتنص الفرضية الجزئية الثانية على " أن مظاهر‬ ‫السلوك اإلنسحاب النفسي من العمل األكثر إنتشا ار في المنظمة هي العالقات الغير رسمية "‪ ،‬و‬ ‫لتحليل هذه الفرضية إستعانة الباحثة ب الوسط الحسابي واالنحراف المعياري‬

‫وفيما يلي عرض‬

‫لمختلف النتائج ‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪: )06‬يبين الوسط الحسابي واالنحراف المعياري لل نسحاب النفسي من العمل‬ ‫في المؤسسة‬ ‫المعالم اإلحصائية‬ ‫أحالم اليقظة‬ ‫العالقات الغير رسمية‬ ‫التظاهر باإلنشغال‬ ‫القيام بوظيفتين‬ ‫اإلبحار في األنترنت‬ ‫التفكير في ترك العمل‬

‫االنحراف المعياري‬ ‫الوسط الحسابي‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪3.30‬‬ ‫‪.064‬‬ ‫‪.365‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪3.58‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪2.95‬‬

‫الترتيب‬ ‫الثالث‬ ‫األول‬ ‫الثاني‬ ‫الرابع‬ ‫الخامس‬ ‫السادس‬

‫الجدول رقم (‪ )06‬يوضح أن مظاهر اإلنسحاب النفسي من العمل األكثر شيوعا في‬ ‫مؤسسة إسمنت العاصمة ‪ ،‬والتي تم التوصل إليها من خالل إستخدام اإلحصاءات الوصفية‬ ‫‪ ،‬و التي تتمثل في الوسط الحسابي و اإلنحراف المعياري ‪ ،‬حيث جاء في المرتبة األولى‬ ‫أسلوب العالقات الغير الرسمية‬

‫بمتوسط رتبه ‪ 3.65‬و إنحراف قدره ‪ ، 0.64‬أما المرتبة‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪275‬‬


‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫األخيرة بعد التفكير في ترك العمل الذي جاء في المرتبة السادسة‪ ،‬بمتوسط رتب قدره‬ ‫‪ 2.95‬و إنحراف معياري قدر ب ‪.0.55‬‬ ‫‪ -7‬مــــــــنــــاقــــــــشة الفــــــرضــــــــــــيات ‪:‬‬ ‫‪ -1.7‬مناقشة الفرضية الجزئية الولى ‪ :‬تنص الفرضية الجزئية األولى على" وجود‬ ‫مستوى متوسط للثقافة التنظيمية لدى عمال مؤسسة اإلسمنت" ‪ ،‬و قد تبين ذلك من خالل‬ ‫نتائج الدراسة ‪ .‬حيث أن مستوى الثقافة التنظيمية في مؤسسة إسمنت العاصمة سائد بدرجة‬ ‫متوسطة نسبيا و ذلك و فق إيجابات عمال مؤسسة االسمنت ‪ ،‬و أن القيم المكونة لثقافة‬ ‫التنظيمية السائدة في المنظمة هي كالتوالي حسب متوسطاتها حسابية هي النظام ‪ ،‬فرق‬ ‫العمل ‪ ،‬القوة ‪ ،‬العدل ‪ ،‬الفاعلية ‪ ،‬الكفاية و المكافأة ‪ ،‬الصفوة كلها بدرجات متوسطة و قد‬ ‫تمركزت قيمة النظام في المؤسسة في المرتبة األولى‪ ،‬حيث يرى عمال مؤسسة إسمنت‬ ‫العاصمة على أن اإلدارة تحرص على تطبيق القوانين و النظم و التي بدورها تنظم تصرفات‬ ‫و التي تعمل على خلق نوع من اإلنضباط داخل المنظمة ‪ ،‬القيمة الثامنة و هي الصفوة‬ ‫هي درجة منخفضة مقارنة مع القيم األخرى للثقافة التنظيمية ‪ ،‬فتتمثل الصفوة في إلتقاط‬ ‫أفضل المسيرين لقيام بالمهام المطلوبة‪ ،‬وكذا التطوير المستمر لكفاءاتهم ‪.‬و هذا عكس ما‬ ‫هو موجود في مؤسسة اإلسمنت فليس هناك تتبع لتكوين و تطوير كفاءات عمال المؤسسة‪،‬‬ ‫و ليس هناك دراسة مفصلة حول ملمح المترشحين لمراكز العمل ‪ .‬و النتائج التي توصلنا‬ ‫إليها تتماشى مع دراسة أحمد النعمي (‪ )1997‬و التي توصلت إلى أن عمال األجهزة‬ ‫األمنية يدركون قيم النظام ‪ ،‬فرق العمل ‪ ،‬القوة ‪ ،‬العدل‬ ‫الفاعلية‪ ،‬الكفاية بدرجة متوسطة و تختلف معها في قيمة المكافأة التي جاءت بدرجة عالية‬ ‫بينما في هذه الدراسة درجتها متوسطة ‪ ،‬و تختلف كذلك هذه الدراسة في قيمة الصفوة حيث‬ ‫تعتبر درجتها متوسطة بينما في دراستنا فهي ذو درجة منخفضة ‪.‬‬ ‫‪-2.7‬مناقشة الفرضية الجزئية الثانية ‪ :‬تنص الفرضية الجزئية الثانية على أن "مظاهر‬ ‫السلوك اإلنسحابي األكثر إنتشا ار في المؤسسة هي العالقات الغير رسمية "‪ ،‬و قد تحققت‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪276‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫هذه الفرضية من خالل النتائج التي أظهرت أن األفراد العاملين يقضون معظم وقتهم في‬ ‫المحادثات الشفوية حول مواضيع بين الموظفين العمل وهذا راجع الى فقدان العاملين‬ ‫الدافعية للعمل ‪.‬‬ ‫‪ -3.7‬مناقشة نتائج الفرضية العامة ‪ :‬إتضح لنا من خالل نتائج الفرضية العامة على‬ ‫وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل حيث‬ ‫تؤثر القيم المكونة للثقافة التنظيمية التي منها الصفوة ‪ ،‬المكافأة و الفاعلية على االنسحاب‬ ‫النفسي للعمال من العمل‪.‬‬ ‫و ما يبرهن ذلك إحتالل قيمة الصفوة المرتبة األخيرة القيمة هي درجة منخفضة مقارنة مع‬ ‫القيم األخرى للثقافة التنظيمية ‪ ،‬فتتمثل الصفوة في إلتقاط أفضل المسيرين لقيام بالمهام‬ ‫المطلوبة ‪ ،‬وكذا التطوير المستمر لكفاءاتهم و هذا عكس ما هو موجود في مؤسسة إسمنت‬ ‫فليس هناك تتبع لتكوين و تطوير كفاءات عمال المؤسسة ‪ ،‬و ليس هناك دراسة مفصلة‬ ‫حول ملمح المترشحين لمراكز العمل‪ ،‬و هذا ما جعل عمال مؤسسة إسمنت العاصمة‬ ‫ينسحبون نفسيا من عملهم‪ ،‬و هذا اإلنسحاب النفسي راجع كذلك الى إحتالل قيمة المكافأة‬ ‫المرتبة السابعة‪ ،‬حيث أن المنظمة الناجحة هي التي تحدد النجاح وتكافئ عليه‪ ،‬أما في‬ ‫مؤسسة إسمنت فذوي األداء المتميز ال يتكافئون و ذلك راجع إلى عملية تقييم األداء‪ ،‬الذي‬ ‫يكون أساس إعتبارات شخصية و ليس على أساس الجهد المبذول‪ .‬وهذا ما جاءت به نظرية‬ ‫‪ Z‬التي إهتمت بالثقافة التنظيمية و أعطت أولوية للعالقات اإلنسانية ‪ ،‬حيث أكدت على أن‬ ‫الثقافة التنظيمية توفر الجو اإلجتماعي الذي يرتكز عليه الفرد في حركيته ‪ ،‬و يستمد منه‬ ‫الدعم لتحقيق أهداف المنظمة و قد أكدت على القيم المشاركة و اإلهتمام الشامل بالموظفين‬ ‫وهذا ما أكده كل من )‪ ) Scott Hait 1979‬على أن القيم التنظيمية تؤثر على السلوك‬ ‫الشخصي والسلوك التنظيمي‪ ،‬إال أن تأثير القيم التنظيمية يكون أبرز من التقييم الشخصي‬ ‫ومن هذا المنطلق نجد أن معظم الدراسات ركزت في مجملها على القيم المشتركة‪ ،‬بإعتبارها‬ ‫المستوى الذي يعبر عن مضمون الثقافة و الذي يصبح معيا ار للسلوك المقبول ‪ .‬ومن هنا‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪277‬‬


‫أ‪.‬ليندة طيار‬

‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‪...‬‬

‫تبرز أهمية درجة قوة الثقافة التنظيمية أو ضعفها‬

‫في توجيه هذا السلوك و ما يخدم‬

‫المنظمة‪.‬‬ ‫ الستـــــنتـــــــــاج الــــــــعـــــــام ‪:‬‬‫تبين من خالل بحثنا هذا واعتمادا على جانبيه النظري والتطبيقي‪ ،‬بأن الثقافة‬ ‫التنظيمية تعتبر من أهم مكونات البيئة الداخلية للمنظمة بحيث تلعب دو ار هاما في إنسحاب‬ ‫العامل نفسيا من عمله ‪.‬‬ ‫تمت دراستنا هذه بمؤسسة إسمنت العاصمة فمن خالل تواجدنا بها عن قرب تم‬ ‫معاينة الثقافة التنظيمية السائدة في المؤسسة التي تستمد من خالل القيم التنظيمية‬ ‫‪،‬المعتقدات‪ ،‬اللغة المشتركة بين العاملين ‪ ،‬كما تظهر من القواعد والمعايير التي تطبقها‬ ‫هذه المؤسسة والتي تجعل من العاملين جزءا مهم وتخلق لديهم روح اإلخالص والوالء في‬ ‫تحقيق األهداف المسطرة ‪ ،‬و تحقيق أداء فردي متميز ‪ .‬حيث تبين من خالل نتائج البحث‬ ‫أن عمال مؤسسة إسمنت العاصمة ملتزمون ببعض القيم مثل قيمة النظام و إتصافهم بروح‬ ‫الجماعة ‪ ،‬و التعاون التي تلعب دور في تعزير النسق الثقافي لمؤسسة إسمنت العاصمة‪،‬‬ ‫هذا ما تأكد لنا فعال من خالل معايشتنا لطاقم العمال‪.‬‬ ‫ونجد أن طبيعة العالقة بين الثقافة التنظيمية و اإلنسحاب النفسي من العمل هي‬ ‫عالقة ترابطية ذات تأثير متبادل‪ ،‬حيث تؤثر القيم المكونة للثقافة التنظيمية على الهروب‬ ‫النفسي للعمال من العمل ‪ ،‬خاصة أن المنظمة الناجحة هي التي تحدد النجاح وتكافئ‬ ‫عليه‪ ،‬أما في مؤسسة إسمنت فذوي األداء المتميز ال يتكافئون و ذلك راجع إلى عملية تقييم‬ ‫األداء الذي يكون أساس إعتبارات شخصية‪ ،‬و ليس على أساس الجهد المبذول فعدم‬ ‫المساواة يرتبط سلبا بالرفاهية النفسية‪ .‬فنجاح المؤسسات وبقاءها يعتمد إعتمادا وثيقا على‬ ‫سالمة البيئة الداخلية و الخارجية لها ‪ ،‬فنجاحها يعتمد على مقدار ما يظهره موظفوها من‬ ‫سلوك صحي يخدم أهداف و إلتزام المنظمة ‪ ،‬و الكل يعلم بمقدار أهمية العنصر البشري و‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪278‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أثره في سير المؤسسة ‪ ،‬وهذا مايؤكد خطورة اإلنسحاب النفسي من العمل ‪ ،‬وهو ما يحتم‬ ‫على مجتمع الباحثين البحث بجدية في هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫القـــــــــــتراحــــــــــات‪:‬‬ ‫في ضوء ما توصلت إليه الباحثة من نتائج يمكن اقتراح مجموعة من التوصيات التالية‪:‬‬ ‫ قيام اإلدارة العليا لمؤسسة إسمنت العاصمة بدراسة و فهم الثقافة التنظيمية السائدة لديها و‬‫التعرف على الجوانب اإليجابية ‪ ،‬و بالشكل الذي يمكنها من دعم الجوانب االيجابية و‬ ‫االستفادة منها و مواجهة الجوانب السلبية و محاولة القضاء عليها‪.‬‬ ‫ عمل مؤسسة إسمنت العاصمة على زيادة حجم المكافآت و الحوافز و منح الترقيات‪،‬‬‫بطرق موضوعية مدروسة بما له من تأثير في زيادة الرضا و إنقاصه و سيادة العدل في‬ ‫هذا المجال ‪.‬‬ ‫ إتباع طرق علمية جديدة لتقويم األداء و إيجاد آليات جديدة تتوافق مع إمكانيات العاملين‬‫لرفع مستواهم‪.‬‬ ‫ إعادة إدخال منح المردود الفردي التي تحفز العمال و تشجعهم على تحسين أدائهم و‬‫تسهم في الرفع من معنوياتهم‪.‬‬ ‫الهــــــــــوامــــش ‪:‬‬ ‫‪-1‬عبد هللا ثابت فرحان ‪ ،2007،‬تأثير الثقافة التنظيمية على سلوك الموظفين اإلداريين دراسة ميدانية‬ ‫لجامعة صنعاء ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الصنعاء ‪ ،‬ص ‪26-25‬‬ ‫‪ -2‬مصطفى محمود أبو بكر‪ ،)2003( ،‬الموارد البشرية (مدخل لتحقيق الميزة التنافسية)‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫‪ -3‬حسين حريم‪ ،)2010( ،‬السلوك التنظيمي ( سلوك الفرد في المنظمات )‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬ ‫‪ -4‬مصطفى محمود أبو بكر‪ ،)2003( ،‬الموارد البشرية (مدخل لتحقيق الميزة التنافسية)‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬ص‪73 ،‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪279‬‬


...‫الثق افة التنظيمية و عالقتها باإلنسحاب النفسي من العمل‬

‫ليندة طيار‬.‫أ‬

‫ مراجعة وحيد احمد هندي‬، ‫ ترجمة عبد الرحمان أحمد هيجان‬، ‫) القيم التنظيمية‬1995(، ‫فرانسيس ودكوك‬-5 . 55 ‫ ص‬،‫ معهد اإلدارة العامة‬، ‫ الرياض‬، ‫و عامر عبد هللا الصعيري‬ -6 Fisher, A. “Turning Clock-watchers into Stars” Fortune, March 22, 2004, p. 60. 65 ‫ ص‬، ‫ نفس المرجع السابق‬-7 -8 Allen, N.J., and Meyer, J.P.( 1990).The measurement and antecedents of affective, continuance, and normative commitment to the organization. Journal of Occupational Psychology, 63, 1–18 -9 Koslowsky, M., Sagie, A., Krausz, M., and Singer, A. D( 1997).Correlates of employee lateness: Some theoretical considerations. Journal of Applied Psychology, 82, 79-88 -10 Blau, G., and Boal, K. B. (1987). Conceptualizing how job involvement and organizational commitment affect -11 Birati, A., and Tziner, A. (1996). Withdrawal behavior and withholding efforts at work (WBWEW): Assessing the financial cost. Human Resource Management Review 6, 305–314 12 Sagie, A., Birati, A., and Tziner, A. (2002).Assessing the costs – ‫ مطابع روز‬، ‫مصر‬، ‫ السلوك اإلنساني و فن القيادة و التعامل و مهارات اإلدارة‬،‫ت‬.‫ د‬،‫ محمد‬،‫ شفيق‬-13 .91 ‫ ص‬،‫وسيف الجديدة‬ -14 Hulin, C.L. “Adaptation, Persistence, and Commitment in Organizations ;( 1991)” In Handbook of Industrial and Organizational Psychology, Vol. 2, ed. M.D. Dunnette and L.M. Hough. Palo Alto, CA: Consulting Psychologists Press, pp. 445– 506 -15 Lim, V.K.G. (2002) The IT Way of Loafing on the Job: Cyberloafing, Neutralizing, and Organizational Justice. Journal of Organizational Behavior23, pp. 675–94. 16Brian, Ambel, (07, 21, 2004), Does cyberloafing undermining productivity? 09/28/2016. -17 Kerry.M, (june, 06, 2004), “Cyberslacking.”, 09/28/2016. -18 Lim, V.K.G. (2002) The IT Way of Loafing on the Job: Cyberloafing, Neutralizing, and Organizational Justice. Journal of Organizational Behavior23, pp. 675–94 -19 Lehman, W. E. K., and Simpson, D. D. (1992).Employee substance use and onthe-job behaviours.Journal of Applied Psychology, 77, 309 -321

280

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل االقتصادية المؤثرة فيها‬ ‫بمحلية الدويم في السودان‬

‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‬ ‫جامعة بخت الرضا – السودان‬

‫أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫جامعة االمام محمد بن سعود اإلسالمية – السعودية‬

‫الملخص‪:‬‬

‫تناولت هذه الدراسة مستويات الخصوبة واتجاهاتها في محلية الدويم‪ ،‬والعوامل‬

‫االقتصادية المؤثرة فيها‪ ،‬وتهدف الدراسة إلى التعرف على مستويات الخصوبة واتجاهاتها‪،‬‬ ‫وبلغت عينة الدراسة ‪ 237‬أسرة‪ .‬وتوصلت الدراسة الي أن هناك ارتفاع في معدالت‬ ‫الخصوبة بمنطقة الدراسة‪ ،‬وكلما زادت مدة الحياة الزواجية للمرأة كلما زاد عدد االبناء‬

‫المنجبين لالم‪ ،‬وان معدل إنجاب المرأة العاملة ينخفض عن نظيرتها التي ال تعمل‪ .‬وأوصت‬

‫الدراسة بالعمل على رفع مستوى المرأة االقتصادي‪ ،‬وعلى ضرورة التوعية الصحية بين سكان‬ ‫منطقة الدراسة‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الخصوبة‪ ،‬العوامل االقتصادية‪ ،‬معدل الخصوبة‪ ،‬الدويم‪ ،‬السودان‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬ ‫‪This study has dealt with fertility level and direction in‬‬ ‫‪AlDuweim locality and the affect in it. This study aims to recognizing‬‬ ‫‪the fertility level, its directions. The questionnaire distributed to a‬‬ ‫‪sample of 237 families. The study reached there is a rise in fertility‬‬ ‫‪rates in the study area. The longer the married life of a woman, the‬‬ ‫‪greater the number of children born to the mother, the rate of working‬‬ ‫‪woman Reproduction is lower than that of non-working women. The‬‬ ‫‪study recommends the raising of the woman's economic level, the‬‬ ‫‪health awareness, amongst the study area population,‬‬ ‫‪Keywords: Fertility, Economic Factors, Fertility Rate, AlDuweim,‬‬ ‫‪Sudan.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪281‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫إن ظاهرة الخصوبة في المجتمع هي عملية معقدة ومتشابكة يرتبط بها بقاء المجتمع‬

‫البشري ولقد شغلت هذه الظاهرة حي از " كبي ار " من الدراسات السكانية‪ .‬وتلعب العوامل‬ ‫االقتصادية واالجتماعية دو ار " مهما " في تحديد مستويات الخصوبة وسط الشعوب المختلفة‬

‫على الرغم من الفروق المشاهدة بين مجموعتي الدول فيما يتعلق باتجاه السلوك السكاني‬

‫المتغير وعالقته بالمتغيرات األخرى وتعد تلك العوامل من أهم العوامل المؤثرة في النمو‬ ‫السكاني وفي كل من عناصره الثالثة‪ ،‬الوالدات والوفيات‪ ،‬الهجرة‪ ،‬ومع بروز المشكالت‬ ‫الملحة في كل من الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء‪ .‬وتتمثل هذه المشكالت في‬ ‫الدول النامية في النمو السكاني الكبير الذي ال تستطيع معه الدولة بناء سياسات تنموية‬

‫واضحة ومستديمة وما يرافق ذلك من بطالة واسعة وتأخر الدولة على بعض المستويات منها‬ ‫الصحي والصناعي واالقتصادي‪.‬‬

‫أما في الدول المتقدمة فتظهر مشاكل مغايرة لمشاكل الدول النامية حيث تظهر‬ ‫مشكلة نقص السكان عن حاجة الدولة المستمرة للسكان لمواكبة تقدمها وازدهارها ألن اليد‬

‫العاملة واإلنسان بشكل عام هو الحجر األساس في استمرار تقدم الدولة الممتلكة للتكنولوجيا‪.‬‬

‫لذلك غالبا ما تلجا هذه الدول لسد حاجتها من السكان إلى استقبال المهاجرين وهنا تظهر‬ ‫مشاكل اختالف الثقافة واللغة والديانة‪.‬‬ ‫ونظ ار ألهمية العالقة بين الخصوبة والعوامل االجتماعية وندرة الدراسات التطبيقية‬

‫لهذا الموضوع على مستوى العديد من الدول‪ .‬لهذا فان هذا البحث يهدف إلى إلقاء الضوء‬ ‫على الخصوبة والعوامل االجتماعية المؤثرة فيها بمحلية الدويم‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة‪ :‬تتبلور مشكلة الدراسة الراهنة في ضوء العوامل المؤثرة في عملية النمو‬

‫السكاني وهي‪ :‬المواليد‪ ،‬الوفيات والهجرة الخارجية حيث تباشر هذه العوامل أثرها بالنسبة‬

‫لحجم المجتمع وتركيبه النوعي والعمري وتمثل الخصوبة العامل الرئيس المؤثر في نمو‬ ‫السكان بعد أن استطاع األنسان خفض أثر العاملين السابقين‪ .‬كما تتأثر الخصوبة بدورها‬ ‫باألبعاد االقتصادية السائدة في المجتمع‪ ،‬لذا جاءت هذه الدراسة لمعرفة أثر العوامل‬

‫االقتصادية‪ ،‬والتعرف على أبعاد متغيرات الدراسة‪ ،‬وبذلك فإن مشكلة الدراسة تكمن في‬

‫اإلجابة عن السؤال التالي‪ :‬ما أثر العوامل االقتصادية في مستوى الخصوبة البشرية؟ فكانت‬ ‫هذه الدراسة عن محلية الدويم‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪282‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف هذه الدراسة الي‪:‬‬

‫ تقدير مستوي الخصوبة لمعرفة الواقع السكاني في محلية الدويم‪.‬‬‫ التعرف على الخصائص الديموغرافية واالقتصادية المؤثرة على الخصوبة في‬‫منطقة الدراسة وتقديم التوصيات في ضوء النتائج المستخلصة‪.‬‬ ‫ تحديد العوامل االقتصادية األكثر أهمية في التأثير على الخصوبة في منطقة‬‫الدراسة‪.‬‬

‫ تقديم بيانات تفيد المخططين ومتخذي القرار التنموي في منطقة الدراسة‪.‬‬‫منطقة الدراسة‪ :‬تقع مدينة الدويم رئاسة المحلية على الضفة الغربية للنيل االبيض على بعد‬

‫حوالي (‪ )150‬كيلو مت اًر جنوب الخرطوم‪ .‬وتتوسط محلية الدويم الواقعة شمالي والية النيل‬ ‫األبيض السودان‪ ،‬وتمتد على الضفة الغربية للنيل األبيض بين خطي طول ‪ 31-30‬و‪45‬‬

‫– ‪ ْ32‬شرقاً‪ ،‬وبين دائرتي عرض ‪ 13 - 36‬و‪ 14 - 56‬شماالً (‪،)Davies, 1986‬‬

‫تبلغ مساحة محلية الدويم ‪ 8632‬كلم‪ ²‬أي ما يعادل ‪ %22‬من مساحة الوالية (يوسف‬

‫‪ .)2012‬تحدها شماالً محلية أم رمته‪ ،‬وجنوباً محليتي كوستي وتندلتي‪ ،‬وشرقاً النيل‬ ‫األبيض‪ ،‬وغرباً والية شمال كردفان (خريطة ‪.)1‬‬

‫خريطة (‪ )1‬موقع منطقة الدراسة‬

‫المصدر‪ :‬االطلس التنموي لوالية النيل االبيض ‪2006‬م وعمل الباحثان‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪283‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫الخصوبة بمنطقة الدراسة‪ :‬الخصوبة الفعلية هي التي يجب االهتمام بها ودراستها نظ اًر‬ ‫لكونها تختلف في معدالتها من زمان إلى أخر ومن مكان إلى أخر‪ ،‬بسبب اختالف العوامل‬

‫االجتماعية واالقتصادية التي تؤثر فيها (أبو عيانة ‪ ،)1999‬ففي هذا الفصل سيتم تناول‬ ‫الخصوبة في منطقة الدراسة واتجاهاتها من حيث متوسط حجم االسرة‪ ،‬ومعدل الخصوبة‬ ‫العام‪ ،‬ومعدل الخصوبة حسب الفئة العمرية‪ ،‬ثم نتناول العوامل االجتماعية واالقتصادية‬

‫لألسرة التي تؤثر على الخصوبة بمنطقة الدراسة‪.‬‬ ‫‪-1‬متوسط حجم االسرة‪ :‬يؤثر حجم االسرة على اتجاهات الخصوبة‪ ،‬وخاصة في المناطق‬

‫الريفية‪ ،‬إذ تتسم بكبر حجم األسرة‪ ،‬وذلك النتشار نمط األسرة الممتدة األمر الذي يسهم في‬ ‫التقليل من عبء التنشئة االجتماعية الذي يتحمله الوالدان‪ ،‬ويجعل مسئولية تربية األطفال‬

‫مشاعة بين عدد كبير من البالغين في نطاق هذه األسرة (جالل الدين ‪ .(1980‬ولقد‬ ‫اوضحت نتائج الدراسة ان متوسط حجم االسرة لألم أقل من ‪ 4‬أفراد بلغ ‪ % 27.3‬من جملة‬

‫العينة بمنطقة الدراسة‪ ،‬بينما بلغ متوسط أفراد األُسرة في الفئة من (‪ )4-7‬افراد‪%38. 2 ،‬‬ ‫اما متوسط االفراد من (‪ )8-10‬فقد بلغ ‪.%26.3‬‬ ‫يتباين متوسط حجم االسرة في منطقة الدراسة بين المناطق الحضرية والريفية‪ ،‬فوصل متوسط حجم‬ ‫االسرة في الحضر لألسر الذين بلغ متوسط افرادهم اقل من ‪ 4‬افراد ‪ ،%44 ،‬بينما قابلها في الريف ‪،%17‬‬ ‫اما اذا الحظنا من الجدول (‪ ) 1‬ان متوسط حجم االسرة والتي بلغت من( ‪ ) 7 -4‬افراد تشكل ‪ % 43‬في‬ ‫الحضر‪ ،‬بينما وصلت في الريف ‪ ،%35.5‬اما متوسطهم لألفراد من ( ‪ ) 10-8‬افراد فقد بلغ ‪ %11.4‬مقابل‬ ‫‪ %34.8‬في الريف ‪ ،‬مما يوضح ان هناك فارقاً كبي اًر في متوسط حجم األُسرة بين الحضر والريف‪ ،‬مما يؤكد‬ ‫ارتفاع مستوي الخص وبة في الريف ‪ ،‬وربما يعود ذلك النتشار ظاهرة الزواج المبكر‪ ،‬وللرغبة في انجاب العديد‬ ‫من األبناء ‪ ،‬او للرغبة في إنجاب الذكور‪ ،‬كما نالحظ من الجدول (‪ )1‬ان متوسط حجم األُسرة لألفراد أكثر‬

‫من ‪ 10‬افراد قد بلغ في الحضر ‪ %1.3‬بينما بلغ متوسطهم في الريف ‪ %12‬وهذا إشارة ايضا الرتفاع مستوي‬ ‫الخصوبة بالمناطق الريفية ‪.‬‬

‫جدول (‪ )1‬مستوي اإلنجاب (متوسط عدد األبناء لالم)‬

‫عدد االبناء لالم‬ ‫اقل من ‪4‬‬ ‫‪7-4‬‬ ‫‪10 - 8‬‬ ‫اكثر من ‪10‬‬ ‫االجمالي‬

‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪79‬‬

‫الحضر‬ ‫‪%44.3‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪%11.4‬‬ ‫‪%1.3‬‬ ‫‪%100‬‬

‫الريف‬ ‫‪%17.7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%35.5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪%34.8‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪141‬‬

‫االجمالي‬ ‫‪%27.3‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪%38.2‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪26.3‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪%8.2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪220‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪284‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫من خالل نتائج الدراسة اتضح من الجدول (‪ )2‬ان النساء الالتي أنجبن أطفاالً بعد‬

‫الزواج قد بلغن ‪ %94.1‬حسب افادات العينة بينما شكل النساء الالتي لم ينجبن نسبة ‪9.5‬‬

‫‪ %‬حيث يوضح ذلك ان نسبة كبيرة منهن قد أنجبن‪ ،‬وبلغ عدد االطفال الذكور ‪% 51.7‬‬

‫مقابل ‪ %48.3‬من االناث اما النساء الالتي أنجبن خالل ‪12‬شهر االخيرة يتضح لنا من‬ ‫الجدول (‪ )2‬ان من انجبت طفالً واحدا بلغن ‪ 147‬امرأة بنسبة ‪ ،% 66.8‬ومن أنجبن‬

‫طفالن بلغن ‪ 31‬امرأة بنسبة ‪ %14.1‬اما من أنجبن ثالثة اطفال فقد بلغن ‪ 7‬نساء بنسبة‬ ‫‪.%3.2‬‬

‫جدول (‪ )2‬إنجاب األطفال بمنطقة الدراسة حسب إفادات أفراد العينة‬ ‫انجاب االطفال خالل ‪ 12‬شهر االخيرة‬

‫هل أنجبت بعد الزواج ؟‬ ‫نعم‬

‫ال‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫صفر‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫العدد‬

‫‪207‬‬

‫‪13‬‬

‫‪538‬‬

‫‪502‬‬

‫‪35‬‬

‫‪147‬‬

‫‪31‬‬

‫‪7‬‬

‫النسبة ‪%‬‬

‫‪94.1‬‬

‫‪5.9‬‬

‫‪51.7‬‬

‫‪48.3‬‬

‫‪15.9‬‬

‫‪66.8‬‬

‫‪14.1‬‬

‫‪3.2‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬ ‫‪ -2‬معدل الخصوبة العام ‪ : general fertility rate‬يعبر عن معدل الخصوبة العام‬ ‫بعدد الوالدات في العام مقسوما علي عدد النساء في سن االنجاب (‪ )45 - 15‬سنة في‬

‫منتصف العام مضروبا في ألف وهو يعطي مؤشر عن عدد االطفال الذين يمكن انجابهم‬

‫خالل فترة الحياة الزوجية ل ‪ 1000‬امرأة في خالل السنة (الصطوف ‪)1995‬‬

‫أما في منطقة الدراسة فقد بلغ معدل الخصوبة العام عند قسمة عدد الوالدات في العام‬

‫على عدد النساء في عمر االنجاب مضروبا في االلف بلغ ‪ ،250‬كان نصيب الحضر منها‬ ‫‪ 210‬مقابل ‪ 268.5‬في الريف وان اشار هذا الي شيء فإنما يشير الي ارتفاع معدل‬ ‫الخصوبة العام في منطقة الدراسة خاصة في الريف‪.‬‬ ‫معدل الخصوبة العام في منطقة الدراسة‬

‫‪5‬‬

‫* ‪250 = 1000‬‬

‫‪220‬‬ ‫الخصوبة في الحضر ‪15‬‬

‫* ‪210 = 1000‬‬

‫‪79‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪285‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫الخصوبة في الريف ‪268.5 = 1000 * 40‬‬ ‫‪141‬‬

‫تتأثر الخصوبة بالعديد من العوامل المتشابكة لذلك فهي تختلف من دولة ألخري كما‬ ‫تختلف حتى في داخل الدولة الواحدة حيث تمتاز الدول النامية بارتفاع مستويات الخصوبة‬ ‫حيث يصل فيها معدل المواليد الخام ‪ crude birth rate‬الي أكثر من ‪ 40‬باأللف بينما في‬ ‫الدول المتقدمة تسود معدالت مواليد منخفضة تقل عن ‪ 25‬باأللف (قناوي ‪)2007‬‬

‫اما مستويات الخصوبة في السودان بوصفه من الدول النامية فتتجه نحو‬ ‫االنخفاض حيث بلغ معدل المواليد الخام ‪ 51.7‬باأللف في عام ‪1956‬ثم انخفض الي‬

‫‪ 42.6‬في عام ‪ 1983‬والي ‪ 37.8‬باأللف في العام ‪ 1993‬وبالرغم من االنخفاض في‬ ‫معدل المواليد الخام في السودان اال انه يعتبر مرتفع إذا ما قورن بالمعدل المقدر لشمال‬ ‫افريقيا وهو ‪ 38‬باأللف (اللجنة القومية للسكان ‪)1994‬‬

‫‪-3‬الخصوبة حسب الفئة العمرية‪ :‬ومن الجدول (‪ )3‬والذي يوضح معدالت الخصوبة‬ ‫حسب الفئات العمرية بمنطقة الدراسة يتبين لنا ان هناك تفاوتاً واضحاً في معدالت الخصوبة‬ ‫حيث نجد ان النساء في الفئة العمرية من (‪ )19 - 15‬قد بلغ عددهن (‪ )2‬من النساء في‬ ‫الريف دون الحضر ‪ ،‬حيث انجبت منهن واحدة ‪ ،‬وقد بلغ معل الخصوبة ‪ 500‬باأللف ‪،‬‬ ‫اما في العمرية من (‪ )24- 20‬فقد بلغ عدد النساء ‪ 25‬بمنطقة الدراسة حيث بلغ من انجبن‬ ‫منهن في العام ‪ 6‬في الريف من مجموع ‪ ،21‬بينما في الحضر فقد بلغ عدد من انجبن‬

‫منهن واحدة من مجموع ‪ 4‬نساء في الحضر وذلك بمعدل خصوبة في االلف ‪ 285.7‬في‬ ‫الريف و‪ 250‬في الحضر كما نالحظ ان اعلي معدالت للخصوبة بمنطقة الدراسة قد‬ ‫انحصرت في الفئتين من ( ‪ ) 29- 25‬ومن (‪ ) 34 - 30‬حيث بلغ معدل الخصوبة‬ ‫باأللف في الريف ‪ 357.1‬و ‪ 236.8‬علي التوالي ‪ ،‬بينما بلغ في الحضر في نفس الفئات‬

‫‪ 250‬و‪ 210.5‬علي التوالي حيث تناقص المعدل في الفئات من ( ‪ ) 39 - 35‬تدريجياً‬ ‫الي ان وصل الي صفر في الفئة العمرية ( ‪ ، ) 49 - 45‬وذلك النخفاض مستوي‬ ‫الخصوبة لدي النساء في تلك السن‪.‬‬ ‫ومن خالل دراسة ومعرفة اتجاهات الخصوبة بمنطقة الدراسة وجد ان هناك العديد‬ ‫من العوامل التي اسهمت في ارتفاع او انخفاض معدالت الخصوبة‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪286‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫جدول (‪ )3‬معدالت الخصوبة حسب الفئات العمرية‬ ‫في منطقة الدراسة حسب افادات افراد العينة‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬

‫العوامل االقتصادية المؤثرة في الخصوبة بمنطقة الدراسة‪:‬‬

‫عمل المرأة‪ :‬تعتبر مساهمة المرأة في العمل من االمور المهمة التي توثر في مستويات‬ ‫الخصوبة حيث يسهم اشتراك المرأة في قوة العمل بإحداث تغيرات كبيرة في الظروف‬ ‫االقتصادية واالجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات‪ ،‬ويختلق ظروفا جديدة للحد من‬ ‫اإلنجاب وتخفيض معدالت الخصوبة في المجتمع‪ .‬وإن كان هذا التخفيض يختلف بين‬ ‫المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية‪ ،‬وبين المناطق الحضرية والمناطق الريفية‪ .‬ومن‬ ‫خالل نتائج الدراسة اتضح ان النساء العامالت بلغت نسبتهن ‪ ،%43.1‬وبلغ متوسط عدد‬

‫االبناء لديهن ‪ %4.3‬اما النساء الغير عامالت والالتي بلغت نسبتهن ‪ %65.9‬من جملة‬ ‫النساء بمنطقة الدراسة جدول (‪ ،)4‬حيث بلغ متوسط عدد االبناء لديهن ‪ %9.2‬حيث نالحظ‬

‫الفارق الواضح بين عدد االبناء لالم العاملة وغير العاملة‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪287‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫فإسهام المرأة في النشاط االقتصادي يفرض عليها أن تبقي بعيدة عن أطفالها لفترة‬ ‫من الزمن‪ .‬وبذلك تصبح اقل استعدادا إلنجاب المزيد من األطفال مما تحتاجه رعايتهم‬

‫وتنشئتهم من جهد ووقت كبير قد ال يتوفران لها وهي تمارس العمل خارج المنزل‪ ،‬كما‬ ‫يفرض العمل على المرأة واجبات وظيفية متعددة غير إنجاب األطفال‪ ،‬مما يضعف‬ ‫لديها الحافز إلى زيادة أطفالها‪.‬‬ ‫إن االتجاه العام للعالقة بين الخصوبة وعمل المرأة يميل إلى فكرة أن عمل المرأة‬

‫يكون دافعاً إلى إنجاب عدد اقل من األطفال‪ ،‬وذلك من اجل المحافظة والحصول على‬ ‫مستقبل مهني أفضل ولتحقيق التوافق المهني لوظائفهم الراهنة (السيد ‪.)1999‬‬

‫جدول (‪ )4‬متوسط عدد االبناء حسب عمل ربات البيوت في منطقة الدراسة حسب‬ ‫افادات افراد العينة‬ ‫البيان‬

‫العدد‬

‫غير عامالت‬ ‫عامالت‬ ‫نسبتهن الي جملة متوسط عدد االبناء نسبتهن الي جملة متوسط عدد‬ ‫االبناء‬ ‫العينة ‪%‬‬ ‫المنجبين لالم‬ ‫العينة ‪%‬‬ ‫المنجبين لالم‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪65.9‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪34.1‬‬ ‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬

‫المهنة‪ :‬توجد هناك اختالفات في متوسط عدد األطفال المنجبين حسب المهنة‪ ،‬حيت تبين‬ ‫العديد من الدراسات أن النساء اللواتي يعملن في مهن مكتبية أو حرة هن اقل خصوبة من‬ ‫النساء اللواتي يعملن في مهن كالزراعة‪ ،‬إذ يبلغ متوسط عدد األطفال المنجبين للنساء‬ ‫اللواتي يعملن في الزراعة ‪ 7.24‬طفال‪ ،‬وينخفض هذا المعدل تدريجيا حيث بلغ في الوظائف‬

‫الحكومية ‪ 0.1‬طفال‪( .‬خضر ‪ )1998‬كما اوضحت الدراسات أن مستوى مهنة الزوجة تتأثر‬

‫بمستوى تعليمها وبالتالي تؤثر على مستوى الدخل الشهري الذي يعمل على التأثير عكسيا‬ ‫على عدد مرات الحمل لدى الزوجة (حسين ‪)1992‬‬

‫وابرزت الدراسة جدول (‪ )5‬ان نسبة من يمتهن العمل المكتبي الوظيفي ‪ %40‬من‬ ‫جملة افراد العينة بمنطقة الدراسة وهي نسبة ليست بالقليلة من يوضح ان هناك ارتفاع في‬ ‫نسبة النساء المتعلمات بمنطقة الدراسة والتي تقع في منطقة نالت حظا من التعليم منذ زمن‬

‫بعيد اما متوسط عدد االبناء المنجبين لديهن فقد بلغ ‪ 3.5‬ابنا ولكنه يعتبر معدالً مرتفعاً‬ ‫مقارنة مع متوسط عدد االبناء للنساء العامالت في مناطق اخرى ‪ ،‬اما النساء العامالت‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪288‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫بمنطقة الدراسة والالتي بلغت نسبتهن ‪ %34.7‬من جملة العينة فقد بلغ متوسط انجابهن‬

‫لألطفال ‪ 4.1‬ابنا ‪ ،‬كما وجدنا من خالل الدراسة من يمتهن مهنا اخرى وهؤالء بلغت نسبتهن‬ ‫‪ %25.3‬من جملة العينة مع متوسط عدد ابناء بلغ ‪ 3.6‬ابنا ‪.‬‬ ‫جدول (‪ )5‬متوسط عدد االبناء حسب مهن ربات البيوت في منطقة الدراسة حسب‬ ‫افادات افراد العينة‬

‫نسبتهن الي جملة العامالت ‪%‬‬

‫المهنة‬ ‫موظفة‬

‫العدد‬ ‫‪30‬‬

‫متوسط عدد االبناء المنجبين لالم‬ ‫‪3.5‬‬

‫‪40‬‬

‫عاملة‬

‫‪26‬‬

‫‪4.1‬‬

‫‪34.7‬‬

‫اخري‬

‫‪19‬‬

‫‪3.6‬‬

‫‪25.3‬‬

‫الجملة‬

‫‪75‬‬

‫‪3.7‬‬

‫‪100‬‬ ‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬

‫الدخل‪ :‬يلعب مستوى المعيشة دو اًر متمي اًز في التأثير على الخصوبة و تتجلى أهمية هذا‬ ‫الدور من خالل تأثيره المتباين ‪ ,‬فتارة يكون ايجابياً و تارة أخرى يكون سلبياً ‪ ،‬فالتأثير‬

‫االيجابي للدخل المرتفع في الخصوبة تبرز أهمية من خالل تحسين ظروف المعيشة لألسرة‬ ‫مما يؤدى إلى رفع معدل الخصوبة أو اإلنجاب و الثابت أن الظروف المادية الجيدة تسمح‬ ‫لألسرة بإعالة عدد كبير من األطفال‪ ,‬أما التأثير السلبي للدخل على الخصوبة يتجلى من‬

‫خالل ما يحدثه من تغير جذري على نمط و أسلوب الحياة لألسر الميسورة‪ ,‬مما يؤدى إلى‬ ‫تأثير سلبي على حجم األسرة‪ ,‬نعلم أن الدخل المرتفع يؤدي إلى زيادة الموارد المتاحة لألسرة‬ ‫و بالتالي يغير من نمط استهالكها‪ ,‬و يؤثر أيضا على نمط الغداء و المسكن و اللباس و‬ ‫يوجه األسرة إلى حيازة السلع الكمالية‪ ,‬باإلضافة إلى تحسين الظروف و األوضاع الصحية‬ ‫لألسرة و خاصة األطفال و يزيد من توقعات الحياة لهم (فؤاد ‪)1995‬‬

‫يعد مستوي الدخل من بين العوامل االقتصادية المهمة المؤثرة في تباين مستويات‬

‫الخصوبة في كافة انحاء العالم فاألسر ذات الدخل المرتفع تقل معدالت مواليدها‬

‫بصورة واضحة‪ ،‬وعلى المستوي الدولي وجد ان الفقير هو أكثر الناس إنجابا ومن ذلك‬ ‫سادت المقولة ان الدولة الغنية تزداد ثروة والفقيرة تزداد اطفاالً (العيسوي ‪)2001‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪289‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫وفي منطقة الدراسة ان من بلغ دخلهم الشهري بالجنيه السوداني اقل من ‪500‬‬ ‫جنيه كان لديهم متوسط عدد ابناء ‪ 6.3‬ابنا ومن (‪ )1000-500‬جنيه كان لديهم‬

‫متوسط ابناء ‪ 5.1‬ابنا واما من بلغ دخلهم الشهري من (‪ )2000 - 1001‬جنيه‬ ‫متوسط ابنائهم ‪ 4‬من االبناء ومن وصل دخلهم الشهري الي أكثر من ‪ 2000‬جنيه بلغ‬

‫متوسط انجابهم لألبناء ‪ 2.3‬ابنا مع متوسط عدد ابناء بلغ ‪ 4.7‬ابنا للمنطقة ككل‬ ‫االمر الذي يوضح وجود عالقة عكسية بين الدخل ومستوي االنجاب بمنطقة الدراسة‬ ‫فنالحظ انه كلما ذاد الدخل كلما قل عدد االبناء المنجبين لالم‪.‬‬

‫جدول (‪ )6‬متوسط عدد االبناء لألمهات حسب الدخل الشهري ألرباب االسر في منطقة‬ ‫الدراسة حسب افادات افراد العينة‬ ‫الدخل بالجنيه‬ ‫السوداني‬

‫متوسط عدد االبناء‬ ‫المنجبين لالم‬

‫العدد‬

‫اقل من ‪500‬‬

‫‪50‬‬

‫‪6.3‬‬

‫‪1000 - 500‬‬

‫‪71‬‬

‫‪5.1‬‬

‫‪2000 – 1001‬‬

‫‪52‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 2000‬فاكثر‬

‫‪64‬‬

‫‪2.4‬‬

‫الجملة‬

‫‪237‬‬

‫‪4.7‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬

‫جدول (‪ )7‬االجهزة بمنطقة الدراسة حسب إفادات أفراد العينة‬ ‫االجهزة‬ ‫راديو‬

‫تلفزيون‬

‫طبق‬ ‫فضائي‬

‫ثالجة‬

‫غسالة‬

‫كمبيوتر‬

‫ماكينة‬ ‫خياطة‬

‫العدد‬

‫‪22‬‬

‫‪168‬‬

‫‪151‬‬

‫‪97‬‬

‫‪48‬‬

‫‪37‬‬

‫‪16‬‬

‫النسبة ‪%‬‬

‫‪9.3‬‬

‫‪70.9‬‬

‫‪63.7‬‬

‫‪40.9‬‬

‫‪20.3‬‬

‫‪15.6‬‬

‫‪6.8‬‬

‫المصدر‪ :‬العمل الميداني ‪2015‬م‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪290‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫بعد ان تطرقنا للدخل الشهري هناك مؤشرات اخرى تبين وتعكس المستوي االقتصادي‬ ‫لألسر منها ما تمتلكه االسرة من اجهزة كهربائية او أثاثات بالرغم من انها ال تكن بمثابة‬ ‫مؤشر اقتصادي بحت ‪ ،‬اال انها يمكن ان توضح جانبا اقتصاديا باإلضافة للجوانب‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬ومن نتائج الدراسة اتضح لنا ان من يمتلكون جهاز راديو ‪ %9.9‬وتلفزيون‬

‫‪ %70.9‬وطبق فضائي ‪ ، %63.7‬اما من يمتلك ثالجة ‪ ، %40.9‬وغسالة ‪، %20.3‬‬

‫وكمبيوتر ‪ % 15.6‬وماكينة خياطة ‪ ، %6.8‬مما يبرز ذلك وجود مستوي اقتصادي البأس‬ ‫به وانتشار ادراك اهمية هذه األجهزة في البيوت مع توسع شبكة الكهرباء العامة بالمنطقة‬ ‫كما ان امتالك االسر لوسائل االتصال من اجهزة ( راديو ‪ -‬تلفزيون ‪ -‬طبق فضائي ) له‬

‫اهميته في مجال نشر الوعي والثقافة في كافة المجاالت خاصة فيما يتعلق بالنواحي الصحية‬ ‫وتحديدا فيما يتعلق بالصحة االنجابية ‪ ،‬واعطاء االفراد الحرية في اختيار أساليب تنظيم‬ ‫الخصوبة و الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة‪ ،‬وبمعني أشمل هي االهتمام‬ ‫بالمنجب والمنجب‪ ،‬فاالهتمام بصحة اإلنجاب يبدأ من االهتمام بصحة األم منذ الصغر‬ ‫ُ‬ ‫خاصة في النواحي المتعلقة بالنمو الجسماني من خالل التغذية الجيدة وخلوها من األمراض‬ ‫إضافة للنمو الفكري بالتربية الصحيحة والتعليم حتى تتحمل األم مسئولياتها مستقبال لخلق‬

‫اجتماعيا‪ ،‬الصحة اإلنجابية مكون أساسي في حياة الرجل والمرأة‬ ‫وعقليا و‬ ‫بدنيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أجيال معافاة ً‬ ‫حدا سواء كما أنها تتأثر بكل جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والقانونية‪،‬‬ ‫على ً‬

‫كما تتأثر بالدخل والعادات والتقاليد المفيد منها والضار‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‪ :‬تعتبر الدراسة السكانية ألي مجتمع ذات أهمية قصوى على المستوى‬ ‫الداخلي‪ ،‬فمعظم هذه المجتمعات تعتمد بالدرجة األولى على الخصائص السكانية من أجل‬

‫تحسين مستوى المعيشة عن طريق زيادة فرص العمل والقضاء على البطالة ورفع مستوى‬ ‫التعليم‪ .‬وبما أن الخصوبة نتاج التركيب السكاني في المجتمع وتؤثر في نفس الوقت في هذا‬ ‫التركيب من هنا تظهر ضرورة التعرف على العوامل االجتماعية المؤثرة على مستويات‬ ‫الخصوبة حتى تتمكن من وضع تصورات مستقبلية واضحة عن كيفية زيادة أو انخفاض‬

‫الخصوبة وبالتالي وضع الخطط االقتصادية واالجتماعية الناجعة والالزمة‪ .‬فكانت هذه‬ ‫الدراسة التي توصلت الي عدد من النتائج وعلى إثرها وضعت التوصيات‪.‬‬ ‫النتائج‪:‬‬

‫كانت أهمها‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪291‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫‪ -1‬تمكن الباحثان من خالل ما جمعا من معلومات ان توصال الي ان متوسط حجم‬ ‫االسرة اقل من ‪ 4‬افراد بلغ ‪ % 27.3‬من جملة العينة بمنطقة الدراسة‪ ،‬بينما بلغ‬

‫متوسط افراد االسرة في الفئة من (‪ )4-7‬أفراد‪ % 38. 2 ،‬اما متوسط االفراد من‬ ‫(‪ )8-10‬فقد بلغ ‪ .%26.3‬وقد بلغ متوسط حجم االسرة في الحضر لألفراد الذين‬ ‫بلغ متوسط افرادهم اقل من ‪ 4‬افراد‪ ،%44 ،‬بينما قابلها في الريف ‪ ،%17‬اما‬ ‫متوسط االفراد في الحضر من (‪ )10-8‬افراد فقد بلغ ‪ %11.4‬مقابل ‪%34.8‬‬

‫في الريف‪ ،‬مما يوضح ان هناك فارقاً كبي اًر في متوسط حجم االسرة بين الحضر‬ ‫والريف‪ ،‬مما يوكد ارتفاع مستوي الخصوبة في الريف وبالتالي يمكن القول ان‬

‫هناك ارتفاع في معدالت الخصوبة بمنطقة الدراسة إذا تقاضينا عن تلك الفوارق‬

‫بين الريف والحضر‪.‬‬ ‫‪ -2‬متوسط العمر عند الزواج االول للنساء بمنطقة الدراسة الالتي تزوجن وكانت‬ ‫اعمارهن في الفئة العمرية اقل من ‪ 20‬سنة بلغت نسبتهن ‪ % 37.3‬وأنجبن من‬

‫االطفال ‪ 8.1‬اما النساء الالتي تزوجن في الفئة من ‪ 35‬سنة فأكثر قد بلغت‬ ‫نسبتهن ‪ %2.2‬على التوالي مقابل عدد من االطفال اقل‪.‬‬ ‫وعند تناول متوسط عمر الزواج االول بالسودان مقارنة بمحلية الدويم تبين‬

‫انخفاض متوسط الزواج لدي الذكور واالناث بمحلية الدويم‪ ،‬حيث وصل في‬ ‫الحضر الي ‪24.4‬سنة وفي الريف الى ‪22.4‬سنة اما عند الرحل وصل ل‬ ‫‪18.5‬سنة‪ .‬كذلك وجدت الباحثة انه كلما زادت مدة الحياة الزوجية كلما زاد عدد‬ ‫االطفال المنجبين لالم‪ ،‬حيث ان النساء الالتي بلغت مدة حياتهن الزواجية اقل من‬ ‫‪ 5‬سنوات بلغ متوسط عدد االبناء المنجبين ‪ 0.97‬طفال‪ ،‬اما من زادت مدة‬ ‫حياتهن الزواجية عن ‪ 30‬سنة فقد وصل عدد االبناء المنجبين لالم ‪ 7.7‬ابنا مما‬ ‫يتضح لنا جليا انه كلما زادت مدة الحياة الزواجية للمرأة كلما زاد عدد االبناء‬ ‫المنجبين لالم‪.‬‬

‫ايجابيا على عدد األطفال‪ ،‬حيث يزيد عدد‬ ‫أثر‬ ‫‪ -3‬تم التوصل الي انه للدخل الشهري ًا‬ ‫ً‬ ‫األطفال بزيادة الدخل الشهري لألسرة‪ ،‬وتقل الخصوبة بانخفاض دخل األسرة‬ ‫الشهري حيث تبين ان من دخلهم الشهري بالجنيه السوداني اقل من ‪ 500‬جنيه‬

‫كان لديهم متوسط عدد ابناء ‪ 6.3‬ابنا‪ ،‬ومن وصل دخلهم الشهري الي أكثر من‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪292‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ 2000‬جنيه بلغ متوسط انجابهم لألبناء ‪ 2.3‬ابنا بالتالي يلعب الدخل دو اًر هاماً‬ ‫في التأثير على الخصوبة‪ .‬ان السكن وخصائصه له تأثير واضح على الخصوبة‬

‫في منطقة الدراسة‪.‬‬

‫‪ -4‬ان معدل إنجاب المرأة العاملة ينخفض مع مستوي المهنة‪ ،‬حيث اكدت الدراسة ان‬ ‫النساء العامالت بمنطقة الدراسة والالتي بلغت نسبتهن ‪ %34.7‬من جملة العينة‬ ‫فقد بلغ متوسط انجابهن لألطفال ‪ 4.1‬ابنا وهي تعتبر اقل من نظيراتها اللواتي ال‬ ‫يمتهن مهن‪.‬‬

‫كان ذلك بمثابة عرض لنتائج الدراسة التي قام بها الباحثان في محلية الدويم‪،‬‬

‫وقد قادت تلك النتائج الي التوصل لبعض التوصيات المتعلقة بموضوع الدراسة‬ ‫على ضوء تلك النتائج‪.‬‬ ‫التوصيات‪:‬‬

‫خفض معدالت األمية وخاصة بين اإلناث‪ ،‬وزيادة معدالت االلتحاق لإلناث في‬

‫مختلف مراحل التعليم وخاصة التعليم األساسي‪ ،‬سيؤدي إلى خفض معدالت الخصوبة‬ ‫باعتبار إن مواصلة تعليم الفتاة يؤخر سن زواجها والذي بدوره يخفض من سنوات إنجابها‪.‬‬

‫ير في‬ ‫دور كب ًا‬ ‫تحفيز المرأة ودفعها لاللتحاق بمؤسسات التعليم العالي حيث ان للتعليم ًا‬ ‫تمكين النساء من السيطرة على حياتهن وصحتهن وخصوبتهن‪ ،‬وتكون لهن الحرية في اتخاذ‬ ‫القرار للجوء إلى الخدمات الصحية وقت الضرورة‪.‬‬ ‫يجب نشر الوعي السكاني عن طريق وسائل االعالم من اجل التوعية حول فوائد‬

‫الرضاعة الطبيعية في كونها من الوسائل االمنة التي تباعد بين الوالدات ومن ثم التأثير‬ ‫علي خفض مستويات الخصوبة‪.‬‬ ‫تحقيق تنمية متوازنة بين الحضر والريف بما يؤدي إلى تقليص الفجوة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية وتوفير الخدمات العامة (كهرباء‪ ،‬مياه مأمونة) في مناطق الريف والمناطق‬ ‫النائية‪.‬‬

‫التوسع في فتح مراكز خدمات تنظيم االسرة مع التركيز على المناطق الريفية باإلضافة‬

‫الى توفير وسائل تنظيم االسرة ونشرها من خالل توفير مراكز ثابتة وعيادات متنقلة تعمل‬ ‫على توصيل الخدمة للغالبية العظمى من السكان‪ .‬والعمل على تحسن كفاءة المراكز‬ ‫الصحية ورعاية األمومة في محلية الدويم‪ ،‬وتوزيعها توزيعاً جغرافياً‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫عادال على كافة‬ ‫‪293‬‬


‫د‪ .‬سوسن عبده ياسين الكنزي‪ ،‬أ‪.‬د عبدالرحمن محمد الحسن‬

‫مستويات الخصوبة والعوامل ‪...‬‬

‫التجمعات السكانية‪ ،‬ونشر الوعي الصحي لمخاطر الحمل المتكرر وفوائد المباعدة بين‬ ‫المواليد من أجل تجنب أي حمل غير صحي‪ ،‬ألن نسبة المجهضات تعتبر عالية نوعا ما‪.‬‬

‫والدعوة إلى االهتمام بالطاقم الطبي العامل في المجال الصحي من حيث التدريب والتأهيل‪.‬‬

‫ضرورة االهتمام بتوزيع مراكز تنظيم األسرة على كافة التجمعات السكانية ومدها‬ ‫بالطاقم الطبي المؤهل لذلك‪ ،‬مع الحفاظ على مجانية تقديم خدمات تنظيم األسرة وخاصة‬ ‫الحديثة منها‪ ،‬وعدم ربطها بانخفاض الخصوبة بل من أجل رفاهية األسرة‪ .‬وتوصي الدراسة‬

‫أيضا‪ ،‬االهتمام أكثر بالدراسات المتعمقة حول مدى تأثير وسائل تنظيم األسرة على مستوى‬ ‫الخصوبة لكونها من أهم المحددات المباشرة للخصوبة‪.‬‬ ‫يجب االهتمام بإجراء مسوحات خاصة بالخصوبة من أجل قياس أكبر قدر ممكن من‬ ‫المحددات المباشرة وغير المباشرة لخصوبة المرأة‪ ،‬وأن يسمح هذا المسح بإبراز محددات‬

‫الخصوبة حسب نوع التجمع السكاني في محلية الدويم حتى تكون النتائج والتوصيات أكثر‬ ‫فعالية لدمجها في المخططات والسياسات التنموية الخاصة بكل منطقة‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬ ‫ أبو عيانة‪ ،‬فتحي ‪1999‬م‪ ،‬جغرافية السكان‪ ،‬أسس وتطبيقات‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬‫ إسماعيل‪ ،‬فؤاد ‪1995‬م‪ ،‬أثر العوامل االجتماعية واالقتصادية في الخصوبة السكانية في سوريا‪( ،‬رسالة‬‫ماجستير)‪ ،‬جامعة حلب‪.‬‬

‫ االطلس التنموي لوالية النيل االبيض ‪2006‬م‪ ،‬والية النيل األبيض‪ ،‬كوستي‪.‬‬‫‪ -‬جالل الدين‪ ،‬محمد العوض‪ 1980 ،‬م‪ ،‬بعض قضايا السكان والتنمية في السودان ودول العالم الثالث‪ ،‬دار‬

‫الطباعة جامعة الخرطوم‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬ ‫ الرديسي‪ ،‬سمير محمد علي حسن‪2001 ،‬م‪ ،‬الجغرافيا الطبية‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪.‬‬‫‪ -‬الصطوف‪ ،‬محمد الحسين‪1995 ،‬م‪ ،‬اإلحصاء السكاني‪ ،‬ط ‪ 1‬الناشر جامعة سبها‪ ،‬ليبيا‪.‬‬

‫ اليونسيف ‪ ،2001‬وضع االطفال في العالم‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق االوسط وشمال افريقيا‪ ،‬المطبعة‬‫الوطنية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.‬‬ ‫ قناوي‪ ،‬ربيع محمد عبد الرحيم على (‪2008‬م)‪ ،‬وفيات األمهات األسباب والعالج بمعتمدية الدويم والية النيل‬‫األبيض‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الخرطوم‪.‬‬ ‫‪- Davies, H., (1986), Rural Development in White Nile Province, United‬‬ ‫‪Japan‬‬ ‫‪,University‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪Tokyo‬‬ ‫‪Nations‬‬ ‫&‪https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=434154960009873‬‬ ‫‪id=417528748339161‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪294‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي للدينار الجزائري‬ ‫– دراسة قياسية حالة الجزائر‪ -‬من ‪ 1970‬إلى ‪.2012‬‬

‫أ‪ .‬احمد زغودي‬

‫جامعة أبو بكر بلقايد –تلمسان‪ /‬الجزائر‬

‫د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫جامعة أبو بكر بلقايد –تلمسان‪ /‬الجزائر‬

‫ملخص‪:‬‬ ‫تهدف هذه الدراسة إلى تقصي أثر مؤشرات األداء االقتصادي على سعر الصرف الحقيقي‬

‫للدينار الجزائري للفترة الممتدة من ‪ 1970‬إلى ‪ ،2012‬حيث تم استخدام مجموعة من األساليب‬

‫القياسية الحديثة كاختبارات االستق اررية ‪ ،‬التكامل المشترك‪ ،‬متجه حد تصحيح الخطأ‪ ،‬بطريقة‬

‫المربعات الصغرى المصححة كليا ‪ FMOLS‬لتقدير العالقة في المدى الطويل متغيرات النموذج‪.‬‬ ‫حددت هذه الدراسة مؤشرات األداء االقتصادي الكلي في كل من معدل النمو االقتصادي‪،‬‬

‫االستثمار‪ ،‬مؤشر االنفتاح التجاري‪ ،‬مقياس تطور القطاع المالي‪ -‬وقد بينت نتائج الدراسة أن كل‬

‫هذه المتغيرات لها أثر إيجابي ومعنوي إحصائيا على سعر الصرف الحقيقي‪ -‬باإلضافة إلى كل من‬

‫التضخم‪ ،‬ومؤشر االستقرار السياسي – والذين اتضح أن لهما أث ار سالبا ومعنويا إحصائيا‪ -‬وأخي ار‬ ‫اإلنفاق الحكومي الذي وضحت النتائج أنه ال يؤثر على سعر الصرف الحقيقي‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬مؤشرات األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬اختبار التكامل‬

‫المشترك‪ ،‬متجه حد تصحيح الخطأ‪ ،‬طريقة المربعات الصغرى المصححة كليا‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬ ‫‪The aim of this study is to investigate the effect of macroeconomic‬‬ ‫‪performance effects on the real exchange rate of Algerian Dinar during the‬‬ ‫‪period (1970- 2012), This study used some recent econometric methods as‬‬ ‫‪Stationarity tests, Cointegration, VECM, and FMOLS.This study determine‬‬ ‫‪the macroeconomic performance indicators as follow; economic growth,‬‬ ‫‪investment, trade openness, and financial development –Empirical results‬‬ ‫‪has shown that all this variables have a positive significant effect on‬‬ ‫‪Algerian Real Exchange Rate (RER)-; inflation and political stability –with a‬‬ ‫‪negative significant effect on (RER)-; and finally Government expenditure‬‬ ‫‪which has a non significant effect on RER.‬‬ ‫‪Key words: real exchange rate, economic performance, Cointegration‬‬ ‫‪VECM, FMOLS.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪295‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫مـــقـــدمــة‪:‬‬ ‫تشهد اقتصاديات دول العالم اختالف في درجة تقدمها من خالل تحوالت مكثفة‬

‫وبصورة مستمرة نظ ار لتوسع حجم المبادالت الدولية وتحرير التجارة الخارجية‪ ،‬خاصة بعد‬

‫ظهور ما يعرف بالسوق المفتوحة التي تستدعي بشكل مباشر أو غير مباشر للتنسيق بين‬ ‫مختلف السياسات والبرامج من أجل الحفاظ على التوازنات االقتصادية الداخلية والخارجية‪،‬‬ ‫ولعل أهم أداة لتحقيق ذلك وحماية االقتصاد هي سياسة الصرف نظ ار لفعاليتها في التأثير‬ ‫على كل القطاعات الداخلية والخارجية فهي تعكس بطريقة ما األداء والثقل االقتصادي‬

‫للدول‪.‬‬

‫وقد تميز سعر صرف الدينار الجزائري باالستقرار خالل فترة التخطيط المركزي‬

‫لالقتصاد التي امتدت من ‪ ،1990-1967‬ولم يشكل سعر الصرف المستقر في تلك الفترة‬ ‫عائقا طالما كان خاضعا للرقابة بحيث يظهر االهتمام باستقرار سعر الصرف من خالل‬

‫أنظمة الصرف المتبعة‪:‬‬ ‫ سعر الصرف الثابت مع الفرنك الفرنسي‪.‬‬‫ عدم التقيد باتباع الفرنك الفرنسي عند تخفيضه أثناء فترة أسعار الصرف الثابتة‪.‬‬‫‪ -‬ربط العملة الوطنية بسلة واسعة من العمالت‪.‬‬

‫وبذلك أدت إدارة سعر صرف الدينار بهذه الكيفية إلى تكبد الدولة تكاليف إدارية‬

‫للعمالت الصعبة ليست لها أي عالقة مع أداء االقتصاد الوطني‪ ،‬وهكذا انفصل سعر‬ ‫صرف الدينار تدريجيا عن الواقع الوطني األمر الذي يؤدي إلى إتباع تخفيض تدريجي لقيمة‬ ‫الدينار لمواجهة األزمة االقتصادية الناتجة عن انخفاض أسعار البترول وتزامن هذا مع‬

‫اإلجراءات الرامية إلى إقامة اقتصاد مبني على قوى السوق الحرة‪.‬‬

‫يحتل سعر الصرف مكانة رائدة في مختلف السياسات االقتصادية‪ ،‬بحيث يعتبر سعر‬ ‫الصرف الحقيقي من المتغيرات المهمة في سياسات االقتصاد الكلي باعتباره مؤش ار على‬ ‫تنافسية الدولة عالميا‪ ،‬وهو ترجيح لمؤشر سعر الصرف االسمي باألسعار المحلية بالنسبة‬ ‫ألسعار أحد الشركاء التجاريين‪ ،‬وقد أوضح ‪ Rodrik‬بأن سعر الصرف الحقيقي يلعب دو ار‬ ‫بالغ األهمية في اقتراب الدول النامية من الدول المتقدمة وعليه فهو في مقدمة األدوات التي‬ ‫يعتمد عليها االقتصاد الكلي في معالجة التشوهات االقتصادية الخارجية والداخلية‪ ،‬ومن ثم‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪296‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫تأثيراتها في معدالت النمو وهو الدور الذي سنركز عليه في هذه الدراسة التي تكمن أهميتها‬ ‫في قياس األثر الذي تحدثه تقلبات سعر الصرف على األداء االقتصادي الجزائري خاصة‪.‬‬

‫تعتبر العالقة بين سعر الصرف الحقيقي ومختلف مؤشرات االقتصاد الكلي من أهم‬ ‫المواضيع التي ال تزال تشغل حي از مهما في مجال االقتصاد وتثير جدال كبي ار من خالل‬ ‫التأثير الذي يمارسه سعر الصرف على األداء االقتصادي‪ ،‬ويمكن ترجمة هذه العالقة عن‬

‫طريق اإلجابة على اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫إلى أي مدى يتأثر األداء االقتصادي بتقلبات سعر الصرف؟‬

‫‪ ‬الجــانــب النــظري‪:‬‬

‫‪ .I‬عموميات حول سعر الصرف‪:‬‬

‫يمكن تعريف سعر الصرف على أنه عدد الوحدات من عملة معينة الواجب دفعها‬

‫للحصول على وحدة واحدة من عملة أخرى‪ ،‬وفي الواقع هناك طريقتان لتسعير العمالت‬

‫وهما ]‪:[1‬‬

‫‪ ‬التسعير المباشر‪ :‬هو عدد الوحدات من العملة األجنبية التي يجب دفعها للحصول‬

‫على وحدة واحدة من العملة الوطنية وفي الوقت الراهن قليل من الدول التي تستعمل‬

‫هذه الطريقة وأهمها بريطانيا العظمى‪.‬‬ ‫‪ ‬التسعير غير المباشر‪ :‬فهو عدد الوحدات من العملة الوطنية الواجب دفعها للحصول‬ ‫على وحدة واحدة من العملة األجنبية ومعظم الدول في العالم تستعمل هذه الطريقة في‬

‫التسعير بما فيها الجزائر‪.‬‬

‫كما يمكن تعريفه بأنه سعر عملة بعملة أخرى أو هو نسبة مبادلة عملتين فإحدى‬

‫العملتين تعتبر سلعة والعملة األخرى تعتبر ثمنا لها ويعرف أيضا بأنه ذلك المعدل الذي يتم‬ ‫على أساسه تبادل عملة دولة ما ببقية عمالت دول العالم‪ ،‬بحيث يتخذ عدة أشكال ]‪:[2‬‬

‫‪ .1‬سعر الصرف االسمي‪ :‬يتم على أساسه تبادل العمالت نتيجة التعادل بين عنصري‬

‫الطلب والعرض في أسواق الصرف األجنبية‪ ،‬وتتحدد اتجاهات تقلبات سعر الصرف االسمي‬ ‫من خالل الرقم القياسي لسعر الصرف االسمي (مؤشر سعر الصرف االسمي) الذي يعكس‬

‫متوسط حصيلة التقلبات في قيم العمالت األخرى بالنسبة لعملة معينة كما يتغير سعر‬ ‫الصرف االسمي تبعا لنظام سعر الصرف المتبع ثابتا كان أم مرنا‪ .‬كما ينقسم سعر الصرف‬

‫االسمي إلى سعر صرف رسمي أي المعمول به فيما يخص المعامالت الجارية الرسمية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪297‬‬


โ ซุงู ุนู ุงู ู ุงู ู ุคุซุฑุฉ ุนู ู ุชุฐุจุฐุจ ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุญู ู ู ู โ ช...โ ฌโ ฌ

โ ซุฃโ ช .โ ฌุงุญู ุฏ ุฒุบู ุฏู โ ช ุ โ ฌุฏโ ช .โ ฌุดู ู ู ุงุฒ ุจุฏุฑุงู ู โ ฌ

โ ซู ุณุนุฑ ุตุฑู ู ู ุงุฒู ุงู ู ุนู ู ู ุจู ู ู ุงุฃู ุณู ุงู ุงู ู ู ุงุฒู ุฉ ู ู ุฐุง ู ุง ู ุนู ู ุฅู ู ุงู ู ุฉ ู ุฌู ุฏ ุฃู ุซุฑ ู ู โ ฌ โ ซุณุนุฑ ุตุฑู ุงุณู ู ู ู ู ู ุณ ุงู ู ู ุช ู ู ู ู ุณ ุงู ุนู ู ุฉ ู ู ู ู ู ุณ ุงู ุจู ุฏ]โ ช.[3โ ฌโ ฌ โ ซโ ช .2โ ฌุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุญู ู ู ู โ ช :โ ฌู ู ู ู ุฃุฎุฐ ุจุนู ู ุงุงู ุนุชุจุงุฑ ุงุฃู ุณุนุงุฑ ู ู ุจู ุฏู ู ุญู ุซ ุฅุฐุง ู ุงู โ ฌ

โ ซุงู ู ุณุชู ู ุงู ุนุงู ู ุฃู ุณุนุงุฑ ู ู ุจู ุฏ ู ุง ู ู โ ช Pโ ฌู ู ู ุงู ุจู ุฏ ุงุฃู ุฌู ุจู ู ู *โ ช Pโ ฌู ู ุงู โ ช Eโ ฌู ู ุณุนุฑโ ฌ โ ซุงู ุตุฑู ุงุงู ุณู ู ู ุงู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุญู ู ู ู ู ุนุฑู ู ู ุง ู ู ู โ ช ฮต=EP*/P :โ ฌุญู ุซ ู ุนู ุณ โ ชฮตโ ฌโ ฌ โ ซุงุฃู ุณุนุงุฑ ุงุฃู ุฌู ุจู ุฉ ุจุฏุงู ู ุฉ ุงุฃู ุณุนุงุฑ ุงู ู ุญู ู ุฉ]โ ช.[4โ ฌโ ฌ โ ซโ ช .3โ ฌุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ู ุนู ู ุงู ุญู ู ู ู โ ช :โ ฌู ู ุฏ ุชู ุงุดุชู ุงู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ู ุนู ู ุงู ุญู ู ู ู ู ู ู ุจู โ ฌ

โ ซ"โ ช "Rhomberg1976โ ฌู ุฐู ู ุจุทุฑู ู ุฉ ู ุดุงุจู ู ุงู ุดุชู ุงู ู ุคุดุฑ 'ุงู ุณุจู ุฑ'โ ช ุ โ ฌู ู ู ุณุนุฑ ุงุณู ู ุฃู ู ู โ ฌ โ ซุนุจุงุฑุฉ ุนู ู ุชู ุณุท ู ุนุฏุฉ ุฃุณุนุงุฑ ุตุฑู ุซู ุงุฆู ุฉ ]โ ช ุ [5โ ฌู ู ู ุฃุฌู ุฃู ู ู ู ู ู ุฐุง ุงู ู ุคุดุฑ ุฐุง ุฏุงู ู ุฉโ ฌ โ ซุนู ู ุชู ุงู ุณู ุฉ ุงู ุจู ุฏ ุงุชุฌุงู ุงู ุฎุงุฑุฌ ุงู ุจุฏ ู ุฃู ู ุฎุถุน ู ุฐุง ุงู ู ุนุฏู ุงุงู ุณู ู ู ู ุชุนุฏู ู ู ุฐู ู ุจุฅุฒุงู ุฉ ุฃุซุฑโ ฌ โ ซุชุบู ุฑุงุช ุงุฃู ุณุนุงุฑ ุงู ู ุณุจู ุฉ ู ู ู ู ู ุงู ุชุนุจู ุฑ ุนู ู ุฐุง ุงู ู ุนุฏู ู ู ุฎุงู ู ุงู ุนุงู ู ุฉ ุงู ุชุงู ู ุฉโ ช:โ ฌโ ฌ โ ซโ ช ๐ ๐ ถ๐ ๐ ธ = โ ๐ ๐ ๐ ๐ ผ๐ ๐ ธ๐ ๐ ๐ ร 100โ ฌุญู ุซ ๐ ๐ ๐ ๐ ธ๐ ๐ ผ ู ุคุดุฑ ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุซู ุงุฆู โ ฌ

โ ซุงู ุญู ู ู ู ู ู ุนู ุณ ุณุนุฑ ุตุฑู ุนู ู ุฉ ุงู ุดุฑู ู ุงู ุชุฌุงุฑู ู ุน ุงุฃู ุฎุฐ ุจุนู ู ุงุงู ุนุชุจุงุฑ ุชุทู ุฑ ู ุคุดุฑโ ฌ โ ซุฃุณุนุงุฑู ู ู ุงุฑู ุฉ ุจู ุคุดุฑ ุงุฃู ุณุนุงุฑ ุงู ู ุญู ู โ ช ๐ ๐ ุ โ ฌุญุตุฉ ุงู ุฏู ู ุฉ โ ช pโ ฌู ู ุฅุฌู ุงู ู ุตุงุฏุฑุงุช ุงู ุฏู ู ุฉโ ฌ

โ ซุงู ู ุญู ู ุฉ โ ช rโ ฌู ู ู ู ุฉ ุจุนู ู ุฉ ุงู ุฏู ู ุฉ ุงู ู ุญู ู ุฉ]โ ช.[6โ ฌโ ฌ

โ ซโ ช .4โ ฌุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุชู ุงุฒู ู โ ช :โ ฌู ู ู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุฐู ู ู ู ู ู ุชุณู ู ุง ู ุน ุงู ุชู ุงุฒู ุงุงู ู ุชุตุงุฏู โ ฌ

โ ซุงู ู ู ู โ ช ุ โ ฌุฃู ุฃู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุชู ุงุฒู ู โ ช e*tโ ฌู ู ุซู ุชู ุงุฒู ู ุณุชุฏู ู ู ู ู ุฒุงู ุงู ู ุฏู ู ุนุงุช ุนู ุฏู ุง ู ู ู ู โ ฌ โ ซุงุงู ู ุชุตุงุฏ ู ู ู ู ุจู ุนุฏู ุทุจู ุนู ุฅุฐ ุงู ู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุฐู ู ุณู ุฏ ู ู ุจู ุฆุฉ ุงู ุชุตุงุฏู ุฉ ุบู ุฑโ ฌ โ ซู ุฎุชู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุงู ุตุฏู ุงุช ุงุฅู ุณู ู ุฉ (ุงู ู ู ุฏู ุฉ ุงู ู ุคู ุชุฉ) ุชุคุซุฑ ุนู ู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุญู ู ู ู ู ุชุจุนุฏู ุนู โ ฌ โ ซู ุณุชู ุงู ุงู ุชู ุงุฒู ู ู ุฐู ู ุงู ุตุฏู ุงุช ุงู ุญู ู ู ู ุฉ ุชุคุซุฑ ุนู ู ู ุณุชู ู ุงู ุชู ุงุฒู ู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ู ุฐุง ู ุฅู ู โ ฌ

โ ซู ู ุงู ุถุฑู ุฑู ุชุญุฏู ุฏ ุงู ู ุณุชู ู ุงู ุชู ุงุฒู ู ู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู โ ชุ โ ฌู ู ุชู ุงุณุชุนู ุงู ุนุฏุฉ ู ู ุงู ุฌ ู ุชุญุฏู ุฏ ุณุนุฑโ ฌ โ ซุงู ุตุฑู ุงู ุชู ุงุฒู ู ุฃุดู ุฑู ุง ู ู ู ู ู ุชุนุงุฏู ุงู ู ู ุฉ ุงู ุดุฑุงุฆู ุฉ ุงู ุชู ุชู ู ู ุฃู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ู ุชู ุงุณุจ ู ุนโ ฌ โ ซุงู ุณุนุฑ ุงู ู ุณุจู ุงู ู ุญู ู ู ุงู ุฎุงุฑุฌู ]โ ช ุ [7โ ฌู ู ู ุงู ู ุทุฑู ู ุฉ ุซุงู ู ุฉ ุฃู ุซุฑ ู ุงู ุฆู ุฉ ู ู ุงู ู ุงุญู ุฉ ุงู ู ุธุฑู ุฉโ ฌ โ ซู ุชุนุฑู ู ุณุนุฑ ุงู ุตุฑู ุงู ุญู ู ู ู ู ู ุงุณุชุนู ุงู ู ุณุจุฉ ุณุนุฑ ุงู ุณู ุน ุงู ุฏุงุฎู ุฉ ู ู ุงู ุชุฌุงุฑุฉ ุฅู ู ู ุณุจุฉโ ฌ

โ ซุณุนุฑ ุงู ุณู ุน ุงู ุบู ุฑ ุฏุงุฎู ุฉ ู ู ุงู ุชุฌุงุฑุฉ ]โ ช.๐ ๐ กโ = ๐ ๐ ก [8โ ฌโ ฌ โ ซ๐ โ ฌ

โ ซโ ช.IIโ ฌโ ฌ

โ ซ๐ โ ฌ

โ ซู ุคุดุฑุงุช ุงุฃู ุฏุงุก ุงุงู ู ุชุตุงุฏู โ ช:โ ฌโ ฌ

โ ซุชุนู ุณ ู ุคุดุฑุงุช ุงุฃู ุฏุงุก ุงุงู ู ุชุตุงุฏู ุงู ู ู ู ู ุงุนู ู ุฉโ ฌ

โ ซุงู ุณู ุงุณุงุช ุงุงู ู ุชุตุงุฏู ุฉ ุงู ู ู ู ุฉ ู ู ุฏู ุน ุนุฌู ุฉ ุงู ู ู ู โ ช ุ โ ฌู ู ุญุงุฑุจุฉ ุงู ู ู ุฑ ู ุงู ุจุทุงู ุฉโ ช ุ โ ฌู ุฎู ุถโ ฌ

โ ซู ุงุฑุณ โ ช 2018โ ฌู โ ช .โ ฌุฑุฌุจ โ ช1439โ ฌู ู โ ฌ

โ ซโ ช298โ ฌโ ฌ


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫التضخم وتثبيت األسعار يتكون هذا المؤشر من عدة عوامل أهمها‪ :‬النمو االقتصادي‪،‬‬ ‫ونسبة االستثمار من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬واستقرار أسعار الصرف‪ ،‬معدل تخفيض‬

‫العملة‪ ،‬ومعدل التضخم‪ ،‬بحيث تختلف من دولة ألخرى رغم االتفاق على معظمها‬ ‫وبصفة عامة يمكن تصنيف المؤشرات االقتصادية إلى عدة أنواع منها]‪:[9‬‬ ‫‪ -‬مؤشرات األسعار واألجور ‪:‬هي التي تقيس عن قرب التغير في األسعار وحجم‬

‫إنفاق المستهلكين فهي بذلك تعكس مستويات التضخم في االقتصاد‪ ،‬فالتضخم يشير إلى‬

‫الحركة الصعودية المتواصلة في مستوى األسعار ويعتقد النقوديون في مقدمتهم "فريدمان" أن‬

‫الزيادة المفرطة في كمية النقود هي المسؤولة عنه وعليه فان سعر الصرف األجنبي سيرتبط‬

‫بعالقة طردية مع المستوى العام لألسعار]‪.[10‬‬

‫تحاول بعض الدول توظيف أسعار الصرف لمحاربة التضخم وخفض معدالته وتعتبر‬ ‫برامج التثبيت باستعمال سعر الصرف كمثبت بمثابة برامج لمحاربة التضخم‪ ،‬حيث يؤدي‬

‫التحسن في سعر الصرف إلى انخفاض في مستوى التضخم المستورد وتحسن في مستوى‬ ‫تنافسية المؤسسات ففي المدى القصير يكون النخفاض تكاليف االستيراد أثر ايجابي على‬

‫انخفاض مستوى التضخم وتتضاعف أرباح المؤسسات بما يمكنها من ترشيد أداة اإلنتاج في‬ ‫المدى المتوسط‪ ،‬وهكذا تحقق المؤسسات عوائد إنتاجية وتتمكن من إنتاج سلع ذات جودة‬ ‫عالية مما يعني تحسين تنافسيتها وتسمى هذه الظاهرة بالحلقة الفاضلة للعملة القوية]‪.[11‬‬

‫وفي الواقع فإن سعر الصرف يؤثر على التضخم سواء بصورة مباشرة من حيث أن‬ ‫سعر الصرف الحقيقي يؤثر على السعر النسبي بين السلع المحلية واألجنبية‪ ،‬وبالتالي يؤثر‬ ‫على الطلب المحلي أو بصورة غير مباشرة‪ ،‬بحيث أن لسعر الصرف تأثير على أسعار‬ ‫السلع المستوردة المتضمنة في مؤشر أسعار االستهالك وبالتالي على مجمل السلع المحلية‪.‬‬

‫كذلك تشير األدلة إلى أن أهمية سعر الصرف في نشأة التضخم المحلي تكون أكبر في‬

‫اقتصاديات األسواق الناشئة مقارنة باالقتصاديات المتقدمة‪ ،‬إذ أن أثر تخفيض سعر الصرف‬

‫على األسعار المحلية من خالل تأثيره على األسعار المحلية للواردات يمكن أن يكون أكبر‬ ‫مما يشير إليه نصيب السلع المستوردة في سلة المستهلك إال أن الزيادة في أسعار السلع‬ ‫المستوردة نتيجة تخفيض سعر الصرف يمكن أن تؤثر أيضا على توقعات التضخم ]‪ ،[12‬التي‬

‫تؤدي بدورها إلى تدهور سعر الصرف حيث يقوم عمالء االقتصاد بشراء النقد األجنبي‬ ‫للحفاظ على القوة الشرائية للعملة الوطنية فقد لوحظ أن أسعار النفط لها أثر ال يذكر على‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪299‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫التذبذب االقتصادي‪ ،‬كما أن النقصان في معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫يؤدي إلى زيادة التذبذب في سعر الصرف الحقيقي الفعلي]‪.[13‬‬

‫‪ -‬مؤشرات اإلنتاج‪ :‬هي المؤشرات التي تقيس المستوى العام لإلنتاج داخل الدولة‬

‫وتتم متابعة هذه المؤشرات بإعطاء صورة عامة عن مستوى النمو االقتصادي في الدولة‬ ‫خالل فترة ما‪ ،‬بحيث يعتبر الناتج المحلي اإلجمالي واحدا من أهم المؤشرات االقتصادية‬ ‫التي تعبر عن األداء االقتصادي لبلد ما ألنه عبارة عن مجموع القيم المضافة في كافة‬ ‫أنشطة االقتصاد المعني‪.‬‬

‫]‪[14‬‬

‫ورغم أنه يعتبر مؤش ار موثوقا ولكنه غير مثالي لألداء االقتصادي للبلد ولهذا فبقدر ما‬

‫يعلق المسؤولون السياسيون للدول المتقدمة أهمية كبيرة على األرقام والنشرة المنتظمة إال أن‬ ‫‪ PIB‬بصورة خاصة والحسابات الوطنية بصورة عامة تمثل بعض النقائص المعروفة عند‬ ‫قياس النشاط االقتصادي‪ ،‬عالوة على ذلك قياس ‪ PIB‬ال يختص بكل الجوانب المتعلقة به‬

‫لرفع رفاهية المعيشة القتصاد ما ]‪ ،[15‬إذن الجمهور الكبير والمسؤولون السياسيون يعتبرون‬

‫‪ PIB‬كمقياس لرفاهية المعيشة وهذه الترجمة ليست الهدف النهائي لمجتمع ما‪ ،‬ولهذا إذا‬ ‫كان الهدف تقييم مستوى العيش فمن الضروري إكمال المقاييس المبنية على اإلنتاج بطبق‬

‫موسع من المؤشرات]‪.[16‬‬ ‫تشير األدبيات المتعلقة بنظم سعر الصرف على أن هناك تأثير ألسعار الصرف على‬ ‫النمو االقتصادي إما بصفة مباشرة من خالل تأثر سعر الصرف بالصدمات أو غير مباشرة‬

‫بتأثير سعر الصرف على كل من االستثمار ‪ ،‬التجارة وتطور القطاع المالي‬

‫]‪[17‬‬

‫‪ ،‬كما تشير‬

‫النظرية االقتصادية أن فعالية الدول للتعامل مع الصدمات التجارية يعتمد بالدرجة األولى‬ ‫على نظاما لصرف المعتمد في تلك الدول الذي بدوره ينعكس على النمو االقتصادي للبلد‪،‬‬ ‫ففي حال تراجع أسعار صادرات دولة سيؤدي إلى التقليل من إيرادات الدولة ألنها من العملة‬ ‫األجنبية األمر الذي سيترتب عليه انخفاض في العملة المحلية باإلضافة إلى التراجع في‬ ‫النشاط االقتصادي وكذلك في العمالة بحيث ينعكس ذلك على النمو االقتصادي باالعتماد‬ ‫معوم ]‪ ،[18‬ففي حال اعتماد الدولة نظام سعر‬ ‫على ما إذا كان نظام سعر الصرف ثابت أم ّ‬ ‫صرف ثابت فإنه يتطلب من الدولة التدخل للحفاظ على سعر الصرف للعملة المحلية من‬

‫خالل البدء بشراء هده العملة مما سيقلل من توفرها الالزم لمنح التسهيالت واالستثمارات مما‬

‫معوم‬ ‫سينعكس سلباً على النمو االقتصادي‪ ،‬أما في حال اعتماد الدولة لسعر صرف مرن أو ّ‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪300‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫فإن الدولة غير ملتزمة بالتدخل لرفع سعر الصرف وبالتالي سيؤدي عدم توفر العملة‬ ‫األجنبية إلى مزيد من االنخفاض في سعر العملة المحلية األمر الذي سينعكس إيجاباً على‬ ‫الصادرات ومنه ازدياد في النمو االقتصادي]‪.[19‬‬ ‫‪ ‬الـــدراســـات التجريبية السـابقــة‪:‬‬

‫تعددت الدراسات التجريبية التي اهتمت بموضوع تأثير سعر الصرف على األداء‬ ‫االقتصادي‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬ ‫الـــدراســـات الـــعربيــة‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة ملكاوي ‪ 2002‬بعنوان " أثر انخفاض سعر صرف الدينار على األداء‬

‫التصديري لالقتصاد األردني" تهدف إلى قياس أثر تخفيض سعر صرف الدينار على كل‬

‫من األداء التصديري وحجم الصادرات األردنية‪ ،‬بحيث استخدمت الدراسة نموذجان قياسيان‬ ‫لتقدير ذلك األثر خالل الفترة ‪ .1997-1976‬وفيما يخص نتائج الدراسة فقد توصلت‬ ‫الدراسة إلى وجود عالقة عكسية بين سعر الصرف وحجم الصادرات‪ ،‬باإلضافة إلى تأثر‬

‫األداء التصديري األردني بشكل كبير جدا بسعر الصرف بحيث كلما انخفض سعر الصرف‬

‫كلما كان هناك أث ار ايجابيا أكثر على األداء التصديري‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة عمار ‪ 2003‬بعنوان " تأثير سعر الصرف على الناتج المحلي اإلجمالي في‬ ‫االقتصاد المصري" تهدف إلى تسليط الضوء على السياسات التي من خاللها يتحقق التثبيت‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ومن بين هذه السياسات سياسة إصالح سعر الصرف األجنبي وما ينجم عنه‬

‫من أثار على الناتج المحلي اإلجمالي وغيره من المتغيرات االقتصادية األخرى للفترة الممتدة‬

‫من ‪ 1964‬إلى ‪ .2000‬وبعد تطبيق االنحدار توصل الباحث إلى وجود عالقة عكسية بين‬ ‫سعر الصرف الحقيقي والناتج المحلي الحقيقي‪ ،‬أي أن تخفيض قيمة الجنيه المصري له‬ ‫تأثير انكماشي على الناتج المحلي اإلجمالي وتعتبر هذه العالقة ضعيفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دراسة علي وأبو السعود ‪ 2007‬بعنوان " العالقة بين سعر الصرف الحقيقي والناتج‬

‫الحقيقي في مصر ‪-‬دراسة تحليلية قياسية‪ "-‬هدفها هو تحديد طبيعة العالقة السببية التي‬

‫تربط سعر الصرف الحقيقي والناتج الحقيقي في مصر مع تحديد الوزن النسبي للتغيرات في‬ ‫سعر الصرف الحقيقي بغرض تفسيرها للتغيرات المستقبلية في الناتج المحلي الحقيقي في‬ ‫مصر خالل الفترة من ‪ 1978‬إلى ‪ ،1999‬بحيث استخدم الباحثان نموذج االنحدار الذاتي‬ ‫ذات المتجه (‪ )VAR‬وقد كانت نتائج التحليل بأن عالقة السببية هي بين سعر الصرف‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪301‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫الحقيقي إلى الناتج الحقيقي وليس العكس‪ ،‬كما لم يترتب على التخفيض االسمي للقيمة‬ ‫الخارجية للعملة المصرية تخفيض حقيقي لها خالل فترة الدراسة ألن سعر الصرف الحقيقي‬

‫وجد مرتفعا نسبيا وهذا يعني أن الجنيه المصري كان مقوما بأعلى من قيمته‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة زيرار والزعبي وعوض ‪ 2009‬بعنوان " أثر سياسة سعر الصرف األجنبي‬

‫في الميزان التجاري الجزائري" تضمنت أثر التغير في سعر الصرف األجنبي على الميزان‬

‫التجاري الجزائري خالل الفترة ‪ ، 2004-1970‬وقد تم تقدير دالة الطلب األجنبي على‬ ‫الصادرات والطلب المحلي على الواردات ودالة الحساب الجاري باستخدام طريقة المربعات‬

‫الصغرى العادية المصححة كليا والمستندة إلى اختبار التكامل المشترك‪ .‬أما نتائج الدراسة‬

‫أثبتت إلى أن الطلب المحلي الجزائري يتصف على الواردات بأنه عديم التأثر بالتغير في‬ ‫سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى أن معظم الواردات الجزائرية من السلع‬

‫االستهالكية أي أن الميزان التجاري غير مرن بالنسبة لسعر الصرف الحقيقي وهذا يدل على‬ ‫أن تخفيض العملة له أثر ايجابي في تحسين وضعية الميزان التجاري الجزائري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دراسة زاهر عبد الحليم خضر‪ 2012 ،‬بعنوان " تأثير سعر الصرف على المؤشرات‬

‫الكلية لالقتصاد الفلسطيني" في الفترة ‪ 2010-1994‬متسائال حول مدى هذا التأثير‬

‫باستخدام أسلوب السالسل الزمنية من خالل التكامل المشترك لفحص السكون‪ ،‬وقد بينت‬ ‫نتائج الدراسة وجود عالقة عكسية بين سعر الصرف الحقيقي والناتج المحلي الحقيقي فكلما‬ ‫ارتفع سعر الصرف الحقيقي انخفض الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‪ ،‬أي أن تخفيض قيمة‬

‫سعر الصرف له تأثير انكماشي على الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬كما توجد عالقة عكسية بين‬ ‫سعر الصرف االسمي ومعدل التضخم وبين سعر الصرف االسمي واإليرادات العامة والمنح‬ ‫باإلضافة إلى أن هناك عالقة طردية بين سعر الصرف الفعلي الحقيقي للصادرات وإجمالي‬ ‫الصادرات‪.‬‬ ‫الــدراســات األجنبيـــة‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Mcpherson 2000‬بعنوان " ‪Exchange Rates and Economic‬‬

‫‪ "Growth in Kenya : An Econometric Analysis‬تهدف لتوضيح العالقة بين‬ ‫معدل سعر الصرف والنمو االقتصادي في كينيا خالل الفترة ‪ ،1996-1970‬وحللت العالقة‬ ‫المباشرة وغير المباشرة بين سعر الصرف الحقيقي وسعر الصرف االسمي ونمو الناتج‬

‫المحلي وقد تم اشتقاق العالقة بثالثة طرق هي‪ :‬نموذج االقتصاد الكلي المحدد‪ ،‬نموذج‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪302‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫االنحدار التلقائي وطريقة المعادلة الواحدة‪ ،‬ومن نتائج التقديرات وجد الباحث أنه ال يوجد‬ ‫عالقة مباشرة بين سعر الصرف والنمو االقتصادي في كينيا ولكن يوجد عالقة غير مباشرة‬ ‫بينهما من عدة قنوات‪ ،‬كما تشير نتائج االنحدار التلقائي إلى أن معدل سعر الصرف‬ ‫الحقيقي والنمو الحقيقي غير مترابطان بشكل أساسي ولكن في المدى الطويل ال يمكن‬ ‫الفصل بينهما أما في المدى القصير فتوجد عالقة ضعيفة و غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Boyared and Caporale 2001‬بعنوان " ‪Real Exchange Rate‬‬ ‫‪Effects on the Balance of Trade, Cointegration and the Marshal‬‬‫‪ "Lerner condition‬هدفت إلى قياس تأثيرات سعر الصرف الحقيقي على ميزان‬ ‫المدفوعات باستخدام نموذج التكامل المشترك وأسلوب االنحدار االتجاهي ‪VARDEL‬‬ ‫للناتج المحلي الداخلي والخارجي‪ ،‬بحيث تم تقدير النموذج لثمانية دول متقدمة وذلك في‬ ‫محاولة لتطبيق النموذج في المدى الطويل‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلى أن هناك متجه واحد‬ ‫للتكامل المشترك بين متغيرات الدراسة كما أن النظرية االقتصادية تقول أن انخفاض سعر‬ ‫صرف العملة المحلية يرافقه تحسن في الميزان التجاري‪ ،‬وعلى الرغم من وجود قدر كبير من‬ ‫التباين إال أن النتائج الرئيسية للدراسة تشير إلى أن شرط مارشال‪ -‬ليرنر يتحقق في المدى‬

‫الطويل وتأثيرات ‪ J-Curve‬في المدى القصير‪ ،‬باإلضافة لذلك فإن تخفيض القيمة االسمية‬ ‫لسعر الصرف يمكن أن يقوم بتغيير سعر الصرف الحقيقي وهذا يدعم فرضية أن تخفيض‬

‫قيمة العملة يمكن أن تحسن الميزان التجاري للدولة‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Kara and Nelson 2002‬بعنوان " ‪The Exchange rate and‬‬ ‫‪ "Inflation in U.K‬أوضح من خاللها تأثير التضخم على االقتصاد البريطاني وذلك من‬ ‫خالل نماذج نظرية تتعلق بتحركات التضخم في االقتصاد المفتوح‪ ،‬بحيث ربطت الدراسة‬ ‫بين سعر الصرف االسمي والتضخم في بريطانيا وقد تم استخدام منحنيات فيليبس لتوضيح‬ ‫العالقة بينهما‪ ،‬إال أنها فشلت في تقدير هذه العالقة كما أن تقديرات البيانات في بريطانيا‬ ‫توقعت وجود عالقة قوية بين التغير في سعر الصرف والتغير في التضخم في بريطانيا‪،‬‬

‫باإلضافة إلى استعمال النموذج النقدي لحساب التضخم في االقتصاد المفتوح لتكون النتيجة‬ ‫بأن تضخم أسعار المستهلك والتغير في سعر الصرف االسمي يعطيان نفس النتيجة‪.‬‬ ‫‪ ‬دراسة ‪ Peter. B and al 2004‬بعنوان " ‪Volatilité des Taux de Change‬‬ ‫‪ ،Commerciaux Nouveaux Éléments d'Appréciation"et Flux‬بحيث‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪303‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫اختبرت هذه الدراسة أثر تقلبات سعر الصرف على التجارة للدول األعضاء في الصندوق‬ ‫النقدي الدولي خالل ‪ 30‬سنة األخيرة‪ ،‬وقد بينت نتائج الدراسة عدم وجود عالقة سلبية قوية‬ ‫بين تقلبات سعر الصرف والتجارة ومنه تقلبات سعر الصرف ليست باالنشغال الكبير من‬ ‫أجل تطوير التجارة‪ ،‬ولكن هذا ال يقصي إمكانية وجود تقلبا شديدا لسعر الصرف قد يؤثر‬

‫على قنوات أخرى لنفس االقتصاد‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Fidan 2006‬بعنوان " ‪Impact of the real effective exchange‬‬ ‫‪ "rate (REER) on Turkish agricultural trade‬لغرض دراسة اتجاه العالقة بين‬ ‫سعر الصرف الفعلي الحقيقي وكال من الصادرات والواردات الزراعية في االقتصاد التركي‪،‬‬ ‫ومن أجل معرفة ذلك التأثير واتجاهه تم استخدام منهجية التكامل المشترك لـ ـ "‪"Johansen‬‬

‫بعد إجراء اختبار السببية ل ـ ـ "‪ "Granger‬لمعرفة اتجاه العالقة‪ .‬وقد أشارت نتائج الدراسة إلى‬ ‫أن تأثير سعر الصرف على كل من الصادرات والواردات الزراعية ال يكون له تأثير كبير في‬ ‫المدى القصير ولكن األثر اإليجابي لتغيرات سعر الصرف ظهرت بعد السنة العاشرة‪ ،‬وأن‬ ‫هناك عالقة طردية بين سعر الصرف الحقيقي الفعال والصادرات السلعية في االقتصاد‬ ‫التركي والعكس بالنسبة للواردات الزراعية التركية‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Imed. D et Christophe. R 2010‬بعنوان " ‪Fluctuations de‬‬ ‫‪ ،"change et performance économique‬بحيث تساءل الباحث من خالل هذه‬

‫الدراسة حول أثر تخفيض سعر الصرف االسمي عن طريق القيام بتحليل نتائج تغيرات سعر‬ ‫الصرف على األداء االقتصادي للدول النامية باستخدام تقنيات قياسية كالسالسل الزمنية‬ ‫وطريقة ‪ ،Panel‬باإلضافة إلى نموذج تصحيح الخطأ وتحديد طبيعة تلك العالقة‪ .‬وقد‬

‫أظهرت النتائج وجود عالقة سببية لسعر الصرف االسمي نحو اإلنتاج وعناصره وأث ار سلبيا‬

‫ركوديا لتخفيض القيمة االسمية للعملة على النشاط االقتصادي‪ ،‬إال أن هذا التخفيض قد‬

‫يكون مفيدا في إدارة أزمات ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Abida 2011‬بعنوان " ‪Real exchange rate misalignment and‬‬ ‫‪"Economic growth: An empirical study for the Maghreb Countries‬‬ ‫أشار من خاللها إلى أن السياسات المحلية تلعب دو ار بالغ األهمية في تفسير النمو‬ ‫االقتصادي‪ ،‬بحيث حاولت الدراسة التحقق من دور انحراف سعر الصرف الحقيقي على‬

‫النمو في المدى الطويل في ثالثة بلدان مغربية (الجزائر‪ ،‬تونس والمغرب) خالل الفترة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪304‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ .2008-1980‬قد قامت هذه الدراسة بتقدير سعر الصرف التوازني باستخدام كل من‬ ‫اإلنفاق الحكومي‪ ،‬االستثمار‪ ،‬االنفتاح االقتصادي واإلنتاجية النسبية وذلك عن طريق‬ ‫االعتماد على بيانات ‪ ،Panel‬وتوصلت النتائج إلى أن معلمة سعر الصرف الحقيقي هي‬ ‫سالبة وتعني أن االنخفاض في سعر الصرف الحقيقي يساعد على النمو االقتصادي في‬ ‫المدى الطويل‪ ،‬كما أكدت هذه الدراسة على ضرورة وضع سياسة من شأنها تقليص الفجوة‬

‫مابين سعر الصرف الحقيقي ومستواه التوازني‪.‬‬

‫‪ ‬وأخي ار دراسة ‪ Martin and Al 2011‬بعنوان " ‪The Real exchange rate‬‬ ‫? ‪ "and Economic growth: are Developing Countries Different‬والتي‬ ‫أشارت إلى أن أغلبية الدراسات الحديثة أكدت على وجود عالقة ايجابية بين انخفاض سعر‬

‫الصرف الحقيقي والنمو االقتصادي‪ ،‬على الرغم من تفاوت قوة هذه العالقة ما بين مختلف‬

‫الدراسات إال أن أغلبيتها أكدت على قوة العالقة خاصة لدى الدول النامية‪ ،‬بحيث قامت‬ ‫الدراسة باختبار هذه العالقة بين مجموعة من الدول قسمت إلى مجموعة الدول المتقدمة‬ ‫ومجموعة الدول النامية‪ ،‬وقد توصلت إلى وجود عالقة كبيرة وقوية ضمن مجموعة الدول‬ ‫النامية‪.‬‬ ‫لقد تناولت الدراسات السابقة موضوع تأثير تقلبات أسعار الصرف على أحد‬

‫المؤشرات االقتصادية الكلية معتمدة في ذلك على نماذج قياسية مختلفة ومعادالت رياضية‪،‬‬ ‫وقد كانت نتائج هذه الدراسات التجريبية سواء تتفق مع النظرية االقتصادية أو تخالفها‬ ‫ويتضح من خاللها الجدل المثار حول العالقة بين تقلبات أسعار الصرف وبعض متغيرات‬ ‫االقتصاد الكلي كالتضخم والناتج المحلي اإلجمالي وغيرها من المتغيرات األخرى‪ ،‬أما من‬

‫ناحية اختالفها فذلك راجع إلى االختالف الجوهري سواء من خالل العينة المختارة بما في‬ ‫ذلك النطاق الزمني لكل دراسة أو مجموعة المتغيرات التي تم اختبارها أو الطريقة والنموذج‬ ‫المستعمل لهذا االختبار باإلضافة إلى مصادر البيانات والذي قد يكون له دور أيضا في هذا‬

‫االختالف‪ .‬وأخي ار يمكن القول بأن معظمها يتفق حول طبيعة العالقة والدراسة الحالية والتي‬

‫تتميز بإلقاء الضوء على األداء االقتصادي الجزائري ومدى تأثره بتقلبات أسعار الصرف‬ ‫باستخدام نموذج التكامل المشترك بهدف اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة ومعرفة مدى‬ ‫موافقتها من عدم ذلك للدراسات السابقة‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪305‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫‪ ‬الجانب التطبيقي‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫واقع االقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫يعتبر االقتصاد الجزائري اقتصاد صغير ومفتوح على العالم الخارجي بحيث يتضح‬

‫صغر حجمه من صغر حجم الناتج المحلي اإلجمالي والذي بلغ ‪ 373.62‬مليار دينار‬

‫جزائري سنة ‪ ، 2011‬إال أنه تزايد بمعدل ‪ %2.5‬في نفس السنة تقريبا‪.‬كما يمكن قياس‬ ‫درجة انفتاح السوق الجزائرية على العالم الخارجي من خالل حصة تجارته الخارجية من‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي والبالغة ‪ %60.5‬سنة ‪ ، 2011‬وفي نفس المجال يؤكد محافظ بنك‬ ‫الجزائر "لكساصي" أن الوضعية المالية الخارجية الصافية للجزائر تبقى قوية بحيث شكلت‬ ‫الديون الخارجية ‪ 3.4‬مليار دوالر في نهاية مارس ‪ 2013‬مقابل ‪ 3.6‬مليار دوالر في نهاية‬

‫ديسمبر ‪ ،2012‬ولكن ميزان مدفوعاتها في حالة عجز ورغم أن أسعار البترول تبقى مرتفعة‬

‫بحوالي ‪ 109‬دوالر في المتوسط خالل السداسي األول من سنة ‪ 2013‬إال ميزان المدفوعات‬ ‫في عجز مستمر واحتياطات الصرف بدأت باالنخفاض فقد سجل الحساب الجاري عج از ب ـ ـ‬

‫‪ 1.2‬مليار دوالر في نفس الفترة مقارنة بتسجيل فائض ب ـ ـ ‪ 10‬مليار دوالر في السداسي‬ ‫األول من ‪ 2012‬وأعرب محذ ار من أن االقتصاد الجزائري في مواجهة صدمة خارجية شبيهة‬

‫بتلك الصدمة في ‪ 2009‬الذي تأزم باالنخفاض المتواصل لرصيد ميزان المدفوعات على‬ ‫خلفية ت ارجع العوائد البترولية‪ ،‬هذه الوضعية تمثل خط ار محتمال جدا لميزان المدفوعات]‪.[1‬‬

‫يعتبر سعر الصرف الحقيقي من المتغيرات المهمة لسياسات االقتصاد الكلي‪ ،‬والتغيرات فيه‬ ‫تحدث عموما نتيجة]‪:[1‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫تغيرات سعر الصرف االسمي للدولة المحلية مقابل العملة األجنبية‪.‬‬ ‫و‪/‬أو التغير في األسعار المحلية أو األجنبية‪.‬‬

‫والشكل التالي يبين تطور كال من سعر الصرف االسمي والحقيقي للدينار الجزائري خالل‬ ‫الفترة (‪:)2012-1970‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪306‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬تطور سعر الصرف االسمي والحقيقي للدينار الجزائري (‪)2012-1970‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪60‬‬

‫سعر الصرف االسمي‬

‫‪40‬‬

‫سعر الصرف الحقيقي‬

‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1970 1976 1982 1988 1994 2000 2006 2012‬‬ ‫‪Source : World Bank, data base 2012 ; situation économique‬‬ ‫‪et financière de l’Algérie 2012.‬‬

‫قبل سنة ‪ 1987‬احتلت سياسة الصرف في الجزائر مكانة ثانوية داخل السياسة النقدية وكان‬ ‫سعر الصرف وسيلة لخدمة إستراتيجية التنمية‪ ،‬هذه المقاربة في سياسة الصرف تغيرت‬ ‫جذريا منذ سنة ‪ 1987‬من أجل إعطاء شكل آخر للتسيير الديناميكي لسعر الصرف يتجاوب‬

‫والمعطيات االقتصادية الجديدة‪ .‬فاتجهت الجزائر خالل سنوات ‪ 1990‬إلى تحرير نظام‬

‫صرفها شيئا فشيء من انزالق تدريجي ومراقب لسعر الصرف خالل الفترة ‪1992-1987‬‬ ‫إلى تخفيض صريح لقيمة الدينار بـ ‪ % 40.17‬في أبريل ‪ ،1994‬ثم واصلت الجزائر في‬

‫نفس التوجه إلى مرحلة" قابلية تحويل الدينار" وكذا خلق سوق الصرف البيني الذي يسمح‬

‫للبنوك التجارية من التصرف بحرية بالعمالت األجنبية المتحصل عليها من قبل زبائنها وكان‬

‫ذلك في يناير ‪ ،1996‬واعتبر ذلك كأول خطوة حقيقية للتوجه نحو تطبيق نظام صرف عائم‬ ‫يسمى بالتعويم الموجه والذي يستمر بنك الجزائر في تطبيقه لغاية يومنا هذا‪.‬‬ ‫‪.II‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬ ‫يهدف االقتصاد القياسي إلى تحليل واختبار النظريات االقتصادية بحيث ال يمكن‬

‫اعتبار هده النظريات صحيحة ومقبولة ما لم يتم اختبارها قياسيا أو كميا‪ ،‬كما يجب أن يكون‬ ‫النموذج مستندا إلى قوة العالقة النظرية بين المتغيرات االقتصادية‪ .‬لذلك سيتم من خالل هذا‬

‫الجزء إجراء دراسة قياسية على مجموعة من المتغيرات االقتصادية وطبيعة تأثيرها على سعر‬ ‫الصرف الحقيقي في االقتصاد الجزائري عن طريق استخدام األساليب الحديثة كطريقة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪307‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫التكامل المتزامن )‪ ،(Cointegration test‬وبالتالي من الضروري إجراء اختبار السكون‬

‫)‪ (Stationary‬ثم نقوم باختبار التكامل لجوهانسون (‪ )Johansen‬من أجل معرفة ما إذا‬ ‫كانت هناك عالقة بين المتغيرات االقتصادية في المديين الطويل والقصير‪.‬‬ ‫‪ ‬نموذج الدراسة‪:‬‬

‫تعتمد هذه الدراسة القياسية في تحليلها على بيانات سنوية تغطي الفترة الممتدة من‬

‫‪ 1970‬إلى غاية ‪ 2012‬والتي تم اقتباسها من مصادر مختلفة منها البنك الدولي ‪،WDI‬‬ ‫مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية ‪،SESRIC‬‬

‫إحصاءات األمم المتحدة ‪ ،UNSD‬باإلضافة إلى الموقع الخاص بالحرية في العالم‬ ‫‪.Freedom in World‬‬ ‫اعتمادا على الدراسات النظرية والقياسية السابقة التي تناولت العالقة بين سعر الصرف‬

‫الحقيقي واألداء االقتصادي سيتم صياغة النموذج التالي والذي من خالله يمكن اإلجابة على‬ ‫اإلشكالية المطروحة‪:‬‬ ‫)‪TCR=ƒ (GDP, INV, GOV, INF, OPEN, FD, POLSTAB)…….(1‬‬ ‫ويمكن كتابة هدا النموذج على الشكل الموالي ‪:‬‬ ‫‪TCR it = ai + β1GDPit + β2INVit + β3GOVit + β4INFit + β5OPENit + β6FDit +‬‬ ‫‪β7POLSTABit + ξit.‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :TCR ‬يمثل سعر الصرف الحقيقي وهو المتغير التابع في هذا النموذج قصد تقدير‬ ‫سعر صرف الدينار الجزائري األمثل‪ ،‬فهو من المتغيرات المهمة لسياسات االقتصاد‬ ‫الكلي والذي يعبر على تنافسية الدولة عالميا )‪.)UNSD‬‬

‫‪ :GDPPC ‬يمثل معدل نمو نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي والذي يعبر عن‬ ‫النمو االقتصادي‪ ،‬ويتم الحصول عليه بقسمة إجمالي الناتج المحلي الحقيقي على‬ ‫إجمالي عدد السكان مقيما باألسعار الجارية )‪.(World Bank‬‬ ‫‪ :INV ‬يمثل االستثمار ويحسب بقسمة إجمالي التكوين الرأسمالي الثابت )‪(GFCF‬‬ ‫على إجمالي الناتج المحلي )‪.(World Bank‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪308‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ :GOV ‬يمثل اإلنفاق الحكومية كنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي ( ‪SESRIC‬‬ ‫‪.)Database‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :INF‬يمثل معدالت التضخم السنوية والمقاس عن طريق التغيرات في الرقم‬ ‫القياسي لألسعار )‪.(World Bank‬‬

‫‪ :OPEN ‬يمثل مؤشر االنفتاح للتجارة العالمية‪ ،‬ويحسب كنسبة لمجموع الصادرات‬ ‫والواردات إلى الناتج المحلي اإلجمالي )‪.(World Bank‬‬

‫‪‬‬

‫‪ :FD‬يمثل مقياس تطور القطاع المالي ويحسب باستخدام القروض البنكية في‬ ‫القطاع الخاص كنسبة ل ـ ‪. (World Bank) GDP‬‬

‫‪ : POLSTAB ‬يمثل مؤشر االستقرار السياسي ‪(Political stability and lack‬‬ ‫‪.(Freedom in world) )of violence‬‬

‫‪ : εt ‬يمثل قيمة الخطأ العشوائي خالل الفترة الزمنية ‪.t‬‬ ‫الـنتــائج التـــجريبية‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا فإن هذه الدراسة ستقوم على التكامل المشترك ويعود السبب في اختيار‬

‫هذا النموذج على غيره من النماذج إلى استقرار السالسل الزمنية عند الفرق األول‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تمتعه بخصائص أفضل في حالة السالسل الزمنية الطويلة وتتضمن طريقة التكامل‬ ‫المشترك ما يلي‪:‬‬

‫‪ .I‬اختبار استقرارية السالسل الزمنية‪:‬‬ ‫تتمثل الخطوة األولى في اختبار ما إذا كانت السالسل الزمنية مستقرة أم ال وسنعتمد‬

‫في هذه الدراسة على اختبار )‪ ،ADF )Augmented Dicky-Fuller 1979‬بحيث إذا‬

‫وجدت السلسلة الزمنية ساكنة عند المستوى )‪ (Level‬فيقال بأنها متكاملة من الدرجة صفر‬ ‫(‪ I )0‬أما إذا تطلب أخذ التفاضل األول )‪ )1st Difference‬لجعلها مستقرة نقول أنها‬ ‫متكاملة من الدرجة (‪ ،I )1‬وفي حالة ما إذا تطلب‬

‫األمر أخد التفاضل الثاني (‬

‫‪st‬‬

‫‪ )2Difference‬لجعلها مستقرة نقول أنها متكاملة من الدرجة (‪ .I )2‬ثم سنقوم في الخطوة‬ ‫الثانية باختبار (‪ PP (Phillips & Perron, 1988‬والذي يتميز عن االختبار السابق بأنه‬

‫يعطي تقديرات قوية في حالة السالسل التي تحتوي معدالت استق ارريتها على أخطاء عشوائية‬ ‫ال تخضع لفرضية التشويش األبيض وبالتالي تتعرض المعادلة لمشكلة االرتباط المتسلسل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪309‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫والتباين غير المتجانس )‪ .)Heteroskedasticity‬والجدول التالي يوضح نتائج اختبار كل‬ ‫من ‪ ADF‬و ‪ PP‬عند المستوى والفرق األول لجميع المتغيرات محل الدراسة‪:‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :01‬نتائج اختبار ‪ ADF‬و ‪ PP‬الستقرار السالسل الزمنية‬ ‫اختبار ‪PP‬‬

‫الفرق األ ول‪:‬‬ ‫***‪-5.984336‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-6.294019‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-6.538820‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-4.862115‬‬ ‫)‪(0.0003‬‬ ‫***‪-5.851542‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-4.819443‬‬ ‫)‪(0.0019‬‬ ‫***‪-4.806624‬‬ ‫)‪(0.0003‬‬ ‫***‪-4.355628‬‬ ‫)‪(0.0013‬‬

‫المستوى‪:‬‬ ‫‪-1.735377‬‬ ‫)‪(0.4066‬‬ ‫‪0.300196‬‬ ‫(‪(0.9756‬‬ ‫‪-1.910838‬‬ ‫)‪(0.3243‬‬ ‫‪-1.795909‬‬ ‫)‪(0.3774‬‬ ‫‪-2.172460‬‬ ‫)‪(0.2186‬‬ ‫‪2.153587‬‬ ‫)‪(0.5020‬‬ ‫‪-1.138993‬‬ ‫)‪(0.6974‬‬ ‫‪0.755164‬‬ ‫)‪(0.9920‬‬

‫اختبار ‪ADF‬‬

‫الفرق االول‪:‬‬ ‫***‪-5.968474‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-6.216729‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-6.526700‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-5.096559‬‬ ‫)‪(0.0009‬‬ ‫***‪-5.847276‬‬ ‫)‪(0.0000‬‬ ‫***‪-4.880998‬‬ ‫)‪(0.0016‬‬ ‫***‪-4.799442‬‬ ‫)‪(0.0003‬‬ ‫***‪-4.300583‬‬ ‫)‪(0.0015‬‬

‫المستوى‪:‬‬ ‫‪-1.512109‬‬ ‫)‪(0.5178‬‬ ‫‪0.546517‬‬ ‫)‪(0.9864‬‬ ‫‪-1.885411‬‬ ‫)‪(0.3358‬‬ ‫‪-2.568238‬‬ ‫(‪(0.2960‬‬ ‫‪-2.060466‬‬ ‫)‪(0.2611‬‬ ‫‪-2.741643‬‬ ‫)‪(0.2263‬‬ ‫‪-1.163507‬‬ ‫)‪(0.6810‬‬ ‫‪-0.202297‬‬ ‫)‪(0.9695‬‬

‫المتغيرات‪:‬‬ ‫‪TCR‬‬ ‫‪GDP‬‬ ‫‪INV‬‬ ‫‪GOV‬‬ ‫‪INF‬‬ ‫‪OPEN‬‬ ‫‪FD‬‬ ‫‪POLSTAB‬‬

‫***‪ *،**،‬تمثل استق اررية المتغيرات عند المستوى ‪ %10 ،%5 ،%1‬على الترتيب‪.‬‬

‫انطالقا من نتائج الجدول الصادرة عن اختبار ‪ ADF‬و ‪ PP‬نالحظ بأن جميع المتغيرات‬

‫المدروسة غير مستقرة عند المستوى )‪ (Level‬حيث أن القيم المحسوبة أكبر من القيم‬ ‫الجدولية عند المستويات ‪ %10، %5، %1‬ومنه قبول فرضية العدم بوجود جذر‬

‫الوحدة ‪ Unit Root‬وبالتالي تعتبر السالسل الزمنية غير مستقرة عند المستوى‪ ،‬ومع إعادة‬

‫نفس االختبارات للفروق األولى تبين أن جميع المتغيرات قد تحولت إلى سالسل مستقرة عند‬

‫مستوى معنوية ‪ %10، %5، %1‬أي أن القيمة المحسوبة أصغر من القيمة الجدولية ومنها‬

‫رفض الفرضية العديمة وقبول الفرضية البديلة وبالتالي استقرار السالسل الزمنية عند الفرق‬ ‫األول‪.‬‬ ‫‪ .II‬اختبار التكامل المتزامن وتقدير نموذج تصحيح الخطأ )‪:(VECM‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬تحديد فترة اإلبطاء المثلى ‪Optimum Lags‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪310‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫من أجل تقدير نموذج تصحيح الخطأ يتم أوال حساب عدد فترات اإلبطاء المثلى‬ ‫والتي تعطي أقل قيمة لكل من )‪AIC (Akaike Information Criteria‬‬ ‫و )‪. SC (Schwarz Criteria‬‬

‫الجدول رقم ‪ :02‬عدد فترات اإلبطاء ‪.‬‬

‫عدد فترات اإلبطاء‪:‬‬

‫‪AIC (Akaike Information‬‬ ‫)‪Criteria‬‬ ‫*‪43.698‬‬

‫*‪46.677‬‬

‫‪2‬‬

‫‪44.269‬‬

‫‪49.953‬‬

‫‪3‬‬

‫‪40.191‬‬

‫‪48.635‬‬

‫‪1‬‬

‫)‪SC(Schwarz Criteria‬‬

‫بعد فحص عدد فترات اإلبطاء أظهرت نتائج معيار ‪ Akaike‬ومعيار ‪ Schwarz‬بأن‬

‫عدد فترات التباطؤ المثلى هي فترة تباطؤ واحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬اختبار التكامل المشترك لـ ‪Johansen‬‬

‫يتم اختبار التكامل المشترك لمعرفة عدد العالقات التكاملية بين المتغيرات المدروسة‬ ‫وذ لك بعد التأكد بأن كل السالسل الزمنية مستقرة ومتكاملة من نفس الدرجة (نفس المستوى)‪،‬‬ ‫وعلى هذا األساس نستنتج بأنه يوجد عالقة تكامل مشترك أو متزامن قي المدى الطويل بين‬ ‫المتغيرات المستقلة والمتغير التابع للنموذج‪ .‬ومن أجل تأكيد هذا االستنتاج سنستخدم في هذه‬ ‫الدراسة اختبار التكامل المشترك ل ـ ‪ Johansen‬والذي يقدم طريقة مختلفة الختبار التكامل‬

‫المشترك بين المتغيرات‪ ،‬بحيث يعتبر هذا االختبار أعم وأشمل من خالل تقديم نتيجة اختبار‬ ‫األثر ‪ ، Trace‬وهذا ما توضحه نتائج الجدول التالي‪:‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :03‬نتائج اختبار التكامل المشترك بطريقة ‪Johansen‬‬ ‫**‪Pob‬‬

‫‪0.05 Critical‬‬ ‫‪value‬‬

‫‪Trace‬‬ ‫‪statistic‬‬

‫‪Eigenvalue‬‬

‫‪Hypotheized‬‬ ‫)‪NO. Of CE (s‬‬

‫‪0.0005‬‬ ‫‪0.0161‬‬ ‫‪0.1687‬‬ ‫‪0.2038‬‬ ‫‪0.3478‬‬ ‫‪0.4995‬‬ ‫‪0.4562‬‬ ‫‪0.3769‬‬

‫‪159.5297‬‬ ‫‪125.6154‬‬ ‫‪95.75366‬‬ ‫‪69.81889‬‬ ‫‪47.85613‬‬ ‫‪29.79707‬‬ ‫‪15.49471‬‬ ‫‪3.841466‬‬

‫‪188.2648‬‬ ‫‪133.1123‬‬ ‫‪87.14946‬‬ ‫‪61.07799‬‬ ‫‪36.99341‬‬ ‫‪18.90973‬‬ ‫‪8.087077‬‬ ‫‪0.780685‬‬

‫‪0.739507‬‬ ‫‪0.674061‬‬ ‫‪0.470536‬‬ ‫‪0.444246‬‬ ‫‪0.356649‬‬ ‫‪0.232001‬‬ ‫‪0.163229‬‬ ‫‪0.018861‬‬

‫‪R=O‬‬ ‫‪R≤1‬‬ ‫‪R≤2‬‬ ‫‪R≤3‬‬ ‫‪R≤4‬‬ ‫‪R≤5‬‬ ‫‪R≤6‬‬ ‫‪R≤7‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪311‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫* ‪Trace test indicates 2 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level‬‬

‫‪‬‬

‫‪Denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level‬‬

‫‪‬‬

‫اعتمادا على نتائج الجدول فإن اختبار ‪ Johansen‬يشير إلى رفض الفضيتين‬ ‫العديمتين األولى (عدم وجود عالقة تكامل مشترك بين متغيرات النموذج) والثانية (وجود‬ ‫عالقة تكامل مشترك واحدة بين متغيرات النموذج)‬

‫وذلك على اعتبار أن القيمتين‬

‫المحسوبتين الختبار األثر ‪ 188.2648 Trace‬و ‪ ،133.1123‬أكبر من القيمتين الحرجتين‬

‫‪ 159.5297‬و ‪ 125.6154‬على التوالي عند مستوى معنوية ‪ %5‬وباحتمال يقدر ب ـ‬ ‫‪ 0.0005‬و ‪ 0.0161‬على الترتيب‪ .‬بينما يتم قبول الفرضية العدمية الثالثة التي تنص على‬

‫وجود متجهي تكامل مشترك وبالتالي رتبة المصفوفة ‪ π‬تساوي ‪ [H1: (r=2)] 2‬مقابل‬ ‫الفرضية البديلة ])‪ .[H1: (r>2‬وانطالقا مما سبق يمكن القول بأنه يوجد عالقتي تكامل‬ ‫مشترك أو متزامن بين المتغيرات المفسرة (المستقلة) والمتغير التابع للنموذج في المدى‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬تقدير نموذج تصحيح الخطأ )‪(VECM‬‬

‫بعد التأكد من وجود عالقة تكامل مشترك بين المتغيرات تأتي المرحلة التالية والمتمثلة‬ ‫في تقدير نموذج متجه تصحيح الخطأ‬

‫‪Vector Error Correction Model‬‬

‫)‪ ،(VECM‬وذلك لغرض دراسة السلوك الحركي للنموذج من جهة وتعديل أي حالة غير‬ ‫متوازنة نحو التوازن في المدى الطويل من جهة أخرى‪.‬‬

‫ )‪D(TCR) = + 91.635 - 0.412*TCR(-1) + 8.180*INV(-1) - 2.546*GOV(-1‬‬‫*‪2.807*INF(-1) - 5.138*OPEN(-1) - 2.021*FD(-1) - 17.359*POLSTAB(-1) + 0.006‬‬ ‫ )‪GDP(-1) + 699.177*INV(-1) - 453.508*GOV(-1) - 213.724*INF(-1‬‬‫‪392.026*OPEN(-1) - 135.197*FD(-1)- 2043.862*POLSTAB(-1) + 8245.545) +‬‬ ‫ ))‪0.102*D(TCR(-1)) - 0.002*D(GDP(-1)) - 0.128*D(INV(-1)) + 0.278*D(GOV(-1‬‬‫‪0.000852706642622*D(INF(-1)) + 0.349*D(OPEN(-1)) + 0.0319*D(FD(-1)) +‬‬ ‫‪9.375*D(POLSTAB(-1)) + 0.514‬‬

‫من المعروف أن نموذج متجه تصحيح الخطأ يقوم بتقدير العالقات االقتصادية مع‬

‫األخذ بعين االعتبار حد الخطأ وفترات التباطؤ الزمني وكذلك درجة تكامل المتغيرات‪ ،‬بحيث‬ ‫تبين هذ ه النتائج بأن قيمة معامل التكيف أي المعلمة المقدرة لحد تصحيح الخطأ في معادلة‬ ‫سعر الصرف الحقيقي معنوية وسالبة والتي بلغت ‪ -0.412049‬وهذا يعني أن هناك آلية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪312‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫تعديل بين التوازن في المدى القصير والتوازن في المدى الطويل بين سعر الصرف الحقيق‬ ‫والمتغيرات المفسرة له‪ ،‬حيث تبلغ سرعة التعديل ما يزيد من فترتين (‪ )2.46‬لالنتقال من‬ ‫التوازن في المدى القصير إلى التوازن في المدى الطويل‪ .‬وهذه الفترة قد تعتبر فترة قصيرة‬ ‫إلى حد ما‪،‬على اعتبار أن سوق الصرف في الجزائر يعتبر مستق ار على المدى الطويل‬ ‫والتغيرات التي تحدث فيه في المدى القصير محدودة وال تتسم بنسبة كبيرة من التذبذب أو‬

‫التطاير‪.‬‬

‫تقدير النموذج باستخدام طريقة المربعات الصغرى المصححة كليا )‪:(FMOLS‬‬ ‫إن‬

‫تقدير‬

‫المعادلة‬

‫(‪)2‬‬

‫بطريقة‬

‫المربعات‬

‫الصغرى‬

‫المصححة‬

‫كليا )‪ (Fully Modified Least Squares Method‬أعطت النتائج التالية‪:‬‬ ‫‪TCR = -51.716 + 0.014 GDP + 0.571 INV – 0.601 GOV – 0.264 INF‬‬ ‫)‪t : (-4.123‬‬ ‫)‪(9.943‬‬ ‫)‪(3.796381) (-1.314616) (-2.260387‬‬ ‫‪0.261 OPEN + 0.161 FD – 21.034 POLSTAB‬‬ ‫)‪t: (2.439 ) (2.919167) (-5.511‬‬ ‫‪R²= 0.929‬‬ ‫‪R¯ = 0.915‬‬ ‫‪DW= 1.172‬‬ ‫‪F(Prob) = 0.000‬‬ ‫يعتمد التحليل اإلحصائي على أدوات القياس االقتصادي كاختبار جودة النموذج‬

‫النظرية واإلحصائية من خالل مقارنة النتائج اإلحصائية بالنظرية االقتصادية والتأكد من‬ ‫مدى موافقتها لها باإلضافة إلى مجموعة من المعايير واالختبارات اإلحصائية‪ ،‬فانطالقا من‬ ‫هذه النتائج يمكن القول بأن العالقة بين المتغير التابع والمتغيرات المفسرة قوية جدا وذلك‬ ‫من خالل معامل االرتباط (‪ )R2‬والذي يقترب من ‪ 1‬هذا ما يدل على أن النتائج المحصل‬ ‫عليها جيدة وتؤكد وجود عالقة تكامل متزامن بين سعر الصرف الحقيقي ومتغيرات االقتصاد‬

‫الكلي واالقتصاد الجزائري بصفة عامة نتائج تقدير المعادلة الموضحة أعاله تبين ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬المعلمة )‪ (0‬سالبة وذات معنوية إحصائية عند مستوى ‪ %5‬في معادلة سعر‬

‫الصرف الحقيقي ‪.TCR‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪313‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫‪ ‬النمو االقتصادي ‪ – GDPPC‬والمعبر عنه بنصيب الفرد من إجمالي الناتج‬

‫المحلي كممثل للنمو االقتصادي‪ -‬اتضح أنه ذو أثر إيجابي ومعنوي إحصائيا عند مستوى‬

‫‪ ،%5‬وبالتالي نستنتج بأن هناك عالقة طردية بين سعر الصرف الحقيقي والناتج المحلي‬ ‫اإلجمالي‪ ،‬وذلك ألن ارتفاع سعر الصرف الحقيقي أي انخفاض قيمة العملة المحلية يعني‬ ‫أن األسعار المحلية هي األكثر جاذبية من األسعار األجنبية األعلى نسبيا األمر الذي‬

‫يترتب عليه رفع مستوى الدخل اإلجمالي‪ .‬وعليه يمكن القول بأن سعر الصرف الحقيقي‬ ‫يمارس أث ار ايجابيا على الناتج المحلي اإلجمالي من خالل قناة اإلنتاج والتصدير‪.‬‬ ‫‪ ‬بينت النتائج أن االستثمار ‪- INV‬والممثل بإجمالي التكوين الرأسمالي الثابت‬

‫بالنسبة ‪ -GDP‬له أثر إيجابي ومعنوي إحصائيا عند مستوى ‪ ، ،%5‬وذلك يعني بأن ارتفاع‬ ‫سعر الصرف الحقيقي وانخفاض قيمة العملة الوطنية يحفز االستثمار المحلي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تصبح السلع المحلية أكثر تنافسية من السلع األجنبية التي يقل الطلب عليها واالتجاه نحو‬ ‫السلع المحلية هذا ما يؤدي إلى تشجيع اإلنتاج المحلي ومنه زيادة القدرة على التصدير‪.‬‬ ‫‪ ‬وفيما يخص مؤشر االنفتاح للتجارة العالمية الممثل بـ ـ ‪ OPEN‬فإن له أث ار موجبا‬

‫ومعنويا إحصائيا عند مستوى معنوية ‪ %5‬وهذا ما يدل على وجود عالقة طردية بين‬ ‫المتغيرين‪ ،‬وهذه نتيجة ال تتوافق مع ما تنص عليه النظرية االقتصادية ويعني ذلك أن‬

‫االقتصاد الجزائري يعيش تحديات مظاهر االنفتاح االقتصادي من خالل اعتماده بشكل كبير‬ ‫على اإليرادات البترولية وضعف أداء الجهاز اإلنتاجي الذي يساهم بنسبة ضعيفة جداً في‬ ‫قيمة الصادرات‪ ،‬بحيث سجل سعر الصرف الحقيقي للدينار الجزائري انخفاضا محسوسا رغم‬ ‫ارتفاع قيمة الواردات وضعف قيمة الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬

‫‪ ‬ومن جهة أخرى بينت النتائج أن مؤشر التطوير المالي ‪ FD‬ذو أثر موجب‬

‫ومعنوي إحصائيا عند مستوى معنوية ‪ %5‬أي أن هناك عالقة طردية بين سعر الصرف‬ ‫الحقيقي وبين القروض المحلية الموجهة للقطاع الخاص‪ ،‬والذي يقيس مدى تطور النظام‬ ‫المصرفي في منح القروض والتسهيالت للقطاع الخاص ودوره في جمع المعلومات وتنويع‬ ‫المخاطر وتعبئة االدخار‪.‬‬

‫‪ ‬في حين أن اإلنفاق الحكومي ‪ GOV‬له أثر سالب وغير معنوي‪ ،‬ما يفسر عدم‬

‫تأثير هذا المتغير على سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬أما بالنسبة لإلشارة السلبية فهي تشير إلى‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪314‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫السياسة المنتهجة من طرف الحكومة بحيث أن اإلنفاق الحكومي المفرط يؤدي إلى ارتفاع‬ ‫سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬وبالتالي وجود عالقة عكسية غير معنوية بين المتغيرين‪.‬‬

‫‪ ‬أما بالنسبة للتضخم (والمعبر عنه ب ـ ـ ‪ ،)INF‬فقد اتضح وجود أثر سالب ومعنوي‬

‫إحصائيا على سعر الصرف الحقيقي عند مستوى معنوية ‪ ،%5‬ألن الزيادة المستمرة في‬

‫المستوى العام لألسعار تؤثر على الطلب المحلي للسلع والخدمات‪ ،‬حيث أن ارتفاع أسعارها‬ ‫محليا فيؤثر ذلك على أسعار السلع المصدرة األمر الذي يقلل من مقدرتها في المنافسة‬ ‫الخارجية‪ ،‬وفي نفس الوقت فإن الطلب على السلع المستوردة يتزايد مما يؤثر سلبا على‬

‫حركة الحساب الجاري ومن ثم ميزان المدفوعات وبالتالي على استقرار أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ ‬وأخي ار فقد كانت أثر مؤشر االستقرار السياسي ‪ POLSTAB‬سالبا ومعنويا عند‬

‫مستوى معنوية ‪ %5‬وذلك دليل على وجود تأثير سلبي لمؤشر االستقرار السياسي على سعر‬ ‫الصرف الحقيقي‪ .‬وفي حالة الجزائر‪ ،‬فإن فترة التسعينات كان لها األثر البالغ على االقتصاد‬ ‫الجزائري‪ .‬إال أن هذا المتغير يعتبر عائق أمام النمو االقتصادي وبالتالي يؤثر على‬ ‫النشاطات االقتصادية والمالية‪.‬‬ ‫الخاتـمـة‪:‬‬

‫لقد كان االنتقال إلى اقتصاد السوق الهدف المباشر من اإلصالحات االقتصادية التي‬

‫باشرتها الجزائر منذ أزمة النفط ‪ 1986‬وذلك للحد من االختالل في ميزان المدفوعات وكذلك‬ ‫الصدمات الخارجية الناتجة عن ضعف احتياطات الصرف من العملة الصعبة في تلك‬

‫الفترة‪ ،‬كما عرفت الجزائر عودة االقتصاد الكلي إلى االستقرار بداية من سنة ‪ 2000‬إذ ساهم‬ ‫المحيط الدولي المواتي فيما يتعلق بأسعار المحروقات والتسيير الحسن لمواردها في تحقيق‬ ‫الوضعية المالية الخارجية الصافية إلى غاية ‪.2006‬‬ ‫يعتبر سعر الصرف الحقيقي من المتغيرات المهمة لسياسات االقتصاد الكلي باعتباره‬

‫مؤش ار على تنافسية الدولة عالميا‪ ،‬لذلك حاولنا من خالل هذه الدراسة اختبار العالقة القياسية‬

‫بين سعر الصرف الحقيقي ومؤشرات االقتصاد الكلي في الجزائر باالعتماد على مختلف‬ ‫الدراسات النظرية والتجريبية والتي سمحت لنا بتحديد جملة من العوامل التي تؤثر على سعر‬ ‫الصرف وهذا حسب ما يتوفر لدينا من معطيات إحصائية واقتصادية‪ ،‬وقد تمثلت هذه‬ ‫المتغيرات في‪ :‬الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬االستثمار‪ ،‬النفقات الحكومية‪ ،‬معدالت التضخم‪،‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪315‬‬


‫أ‪ .‬احمد زغودي‪ ،‬د‪ .‬شهيناز بدراوي‬

‫العوامل المؤثرة على تذبذب سعر الصرف الحقيقي ‪...‬‬

‫مؤشر االنفتاح للتجارة الخارجية‪ ،‬مقياس تطور القطاع المالي‪ ،‬مؤشر االستقرار السياسي‪.‬‬ ‫وبعد محاولة إلقاء نظرة مبدئية على عالقة هذه المتغيرات بسعر الصرف الحقيقي تم‬ ‫التوصل إلى صياغة نموذج قياسي خاص بالجزائر باستخدام اختبار التكامل المتزامن‬

‫وطريقة المربعات الصغرى المصححة كليا وقد تم الخروج بنتيجة وهي أن سعر الصرف‬

‫يلعب دو ار هاما في ربط االقتصاد العالمي فهو بمثابة أداة ربط بين قيمة السلع والخدمات‬

‫واألصول واألسعار في السوق المحلية لذا فإن سعر الصرف المنخفض للعملة األجنبية‬

‫يجعل سعر السلع األجنبية األكثر تنافسية بالنسبة للعملة الوطنية منخفضا‪ ،‬وبالتالي يزيد من‬ ‫الطلب عليها من جهة ويقلل من قدرة السلع المحلية على المنافسة في األسواق الخارجية من‬

‫جهة أخرى والعكس صحيح‪ .‬وأخي ار فإن من أهم التوصيات الممكن اقتراحها هي السعي نحو‬ ‫تحقيق مرونة أكبر في سعر الصرف من خالل النماذج الكمية التي تعتمد على المؤشرات‬

‫االقتصادية ذات األثر المباشر عليه واالبتعاد قدر اإلمكان عن الق اررات اإلدارية لتحديد سعر‬ ‫الصرف‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على زيادة الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد الوطني في كل‬ ‫القطاعات من أجل النهوض باإلنتاج الوطني وتنويعه وعدم االعتماد فقط على قطاع‬

‫المحروقات ‪-‬والذي يمثل حوالي ‪ %95‬من صادرات الجزائر‪ -‬والتي تتجه معظمها نحو‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية وبعض الدول األوروبية وذلك لتدعيم عملية تكوين احتياطي النقد‬ ‫األجنبي المستخدم لتغطية الواردات إضافة إلى استخدامه في إدارة السياسة النقدية والمحافظة‬ ‫على استقرار سعر الصرف وفق المعطيات االقتصادي للدولة‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬

‫]‪ [1‬عمار سامية‪ " ،‬تأثير سعر الصرف على الناتج المحلي اإلجمالي في االقتصـاد المصـري "‪ ،‬النهضـة ‪ -‬مجلـة‬ ‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ‪ ،-‬العدد السادس عشر‪ ،‬يوليو ‪.2003‬‬ ‫]‪[2‬‬

‫عبد العزيز سعيد علي وأبو السعود محمدي فوزي‪ " ،‬العالقة بين سعر الصرف الحقيقـي والنـاتج الحقيقـي فـي‬

‫مصر ‪ -‬دراسة تحليلية قياسية ‪ ،-‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪.2007 ،1‬‬

‫]‪ [3‬زيـرار سـمية وطالــب عــوض‪ " ،‬أثــر سياســة ســعر الصـرف األجنبــي فــي الميـزان التجــاري الج ازئــري (‪-1970‬‬

‫‪ ،)2004‬دراسات العلوم اإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،36‬العدد ‪.2009 ،2‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪316‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫]‪[4‬‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ازهـر عبـد الحلـيم خضـر‪" ،‬تـأثير سـعر الصـرف علـى المؤشـرات الكليـة لالقتصـاد الفلسـطيني"‪ ،‬رسـالة تـدخل‬

‫ضـمن متطلبـات نيـل شـهادة ماجيسـتير‪ ،‬كليـة االقتصـاد والعلـوم اإلداريـة‪ ،‬قسـم االقتصـاد‪ ،‬جامعـة األزهـر‪ ،‬غـزة‪،‬‬ ‫فلسطين‪.2012 ،‬‬ ‫]‪[5‬‬

‫حسان حادوش‪ ،‬مقال بجريدة الحرية » ‪ ،« Liberté‬الصادرة بتاريخ األربعاء ‪ 30‬أكتوبر‪ ،2013‬أطلـع عليـه‬

‫على ‪ 9:50‬سا‪.‬‬

‫]‪ [6‬إبـراهيم الك ارسـنة‪ ،‬سياسـة سـعر الصـرف‪ ،‬دورة "البرمجـة الماليـة والسياسـات االقتصـادية الكليـة"‪ ،‬صـندوق النقـد‬

‫العربي‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية أبوظبي‪ ،2006/6/22 –11 ،‬ص ‪.17-16‬‬

‫]‪[7‬حاتم أمير مهران‪ ،‬التضخم في دول مجلس التعاون الخليجي ودور صناديق الـنفط فـي االسـتقرار االقتصـادي‪،‬‬ ‫‪ ،API/WPS 0702‬جامعة الجزيرة‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬السودان ‪ ،2010‬ص‪.08‬‬

‫]‪[8‬‬

‫الغالبي‪ ،‬عبد الحسين الجليـل عبـد الحسـين‪ ،‬سـعر الصـرف وإدارتـه فـي ظـل األزمـات االقتصـادية‪ ،‬دار صـفاء‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،01‬عمان ‪ ،2011‬ص ‪.142-141‬‬

‫]‪[9‬‬

‫األخضر أبو عالء عزي‪ ،‬سعر صرف الدينار الجزائري بين واقعيـة السـوق والتعـديل الهيكلـي‪ ،‬دار الخلدونيـة‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 1‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.09‬‬ ‫]‪[10‬‬

‫لحلو موسى بوخاري‪ ،‬سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية‪ ،‬د ارسـة تحليليـة لاثـار االقتصـادية‬

‫لسياسة الصرف األجنبي‪ ،‬مكتبة حسين العصرية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،2010 ،‬ص ‪.120‬‬

‫]‪[11‬‬

‫أويابة صالح‪ ،‬اثر التغير في سعر الصرف على التـوازن االقتصـادي‪ ،‬د ارسـة حالـة الج ازئـر‪،2009-1990‬‬

‫رسالة ماجستير‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬غرداية ‪ ،2011-2010‬ص‪.17‬‬

‫]‪[12‬‬ ‫]‪[13‬‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،6‬الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.96‬‬ ‫محمد صالح القريشي‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪Malcom F. Mcpherson, "Exchange Rates and Economic Growth in Kenya: An‬‬ ‫‪Econometric Analysis", African Economic Policy, 2000. P22‬‬ ‫]‪[15‬‬ ‫‪Derick Boyared and Gugliemo Maria Caporale, "Real Exchange Rate Effects on‬‬ ‫‪the Balance of Trade, Cointegration and the Marshal-Lerner condition", University‬‬ ‫‪of East London, GBR, 2001. P12‬‬ ‫]‪[16‬‬ ‫‪Kara Amit and Nelson Edward, "The Exchange rate and Inflation in U.K",‬‬ ‫‪September 2002. P48‬‬ ‫]‪[17‬‬ ‫‪Martin Rapetti, Peter Skott, Arslan Ramzi, "The Real exchange rate and‬‬ ‫‪Economic growth: are Developing Countries Different?", University of‬‬ ‫‪Massachusetts 2011. P31‬‬ ‫]‪[18‬‬ ‫‪Zouheir Abida, "Real exchange rate misalignment and Economic growth: An‬‬ ‫‪empirical study for the Maghreb Countries", International Journal of Economics and‬‬ ‫‪Finance, Vol.3, No.3 . 2011. P26‬‬ ‫]‪[19‬‬ ‫‪Rapport du Conseil d’analyse économique et du Conseil allemand des experts en‬‬ ‫‪économie, Évaluerla performance économique, le bien-être! Et la soutenabilité,‬‬ ‫‪Direction de l’information légale et administrative. Paris, France, 2010, p51.‬‬ ‫]‪[14‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪317‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫دور المقاولة النسوية في التنمية المستدامة‬ ‫دراسة تحليلة بمدينة عنابة ‪ -‬الجزائر‬

‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫الملخص‪:‬‬

‫جامعة باجي مختار عنابة ‪ -‬الجزائر‬

‫تعتبر المقاولتية ظاهرة إجتماعية وإقتصادية شهدتها المجتمعات اإلنسانية الحديثة‬

‫والمعاصرة‪ ،‬ولقد إرتبطت في بروزها بمسيرة النظام الليبرالي والعولمة‪ ،‬التي كانت المجتمعات‬ ‫الرأسمالية الغربية مسرحا لها منذ بدايات القرن العشرين‪ ،‬مع بروز إيديولوجيا ليبرالية تدعو إلى‬ ‫المنافسة العالمية وتقليص دور الدولة وتحرير التجارة الخارجية بإنشاء مناطق للتبادل الحر من‬

‫خالل تشجيع القطاع الخاص‪ ،‬كونه شريكا أساسيا في الحركية االقتصادية‪ ،‬بكل آلياتها‬ ‫وميكانيزماتها الحقوقية التي تكفل للقطاع الخاص التعامل اإلقتصادي الحر والناجح ‪.‬‬ ‫وسنسعى في هذا المقال إلى إبراز استراتيجية المقاولة النسوية في تطوير والمساهمة في‬ ‫التسويق السياحي‪ ،‬من خالل السعي إلى تفكيك ميكانزمات وآليات العملية التسويقية للمقاولة‬

‫النسوية في المجتمع الجزائري‪ ،‬وما يعترضها من مشاكل ورهانات‪ ،‬باالعتماد على عينة تتكون‬ ‫من ‪ 60‬مفردة تمثلن نساء مقاوالت صاحبات المشاريع المقاولتية‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المقاولة النسوية‪ ،‬اإلستراتجية‪ ،‬التسويق السياحي‪ ،‬التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪Abstract :‬‬ ‫‪In this paper, we will seek to clarify the strategy of women's‬‬ ‫‪entrepreneurship in marketing tourism by looking at the mechanism and‬‬ ‫‪turnover of the process of women's entrepreneurship in Algeria and the‬‬ ‫‪problems encountered, on the basis of a single sample of 60 Representing‬‬ ‫‪women entrepreneurs have various projects, which are joined to them in‬‬ ‫‪the past to encourage marketing, the fact that the economic, political‬‬ ‫‪environment in Algeria encourage this type of investment compared to‬‬ ‫‪other country.‬‬ ‫‪Key words: Tourism marketing, strategy, female entrepreneurship‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪318‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫إستقطبت ظاهرة المقاولتية إهتمام الكثير من الباحثين بإختالف توجهاتهم الفكرية‬ ‫والنظرية‪،‬‬

‫لما تثيره هذه الدراسات من تساؤالت عن خصائص المقاول ودوره في النمو‬

‫اإلقتصادي‪ ،‬حيث تعتبره بطال قوميا في اإلقتصاديات المعاصرة‪ ،‬يلخص جانبا منها ما‬ ‫ذكره آالن فايول عن المقاول الذي يلعب حسب رأيه » دو ار خاصا وجوهريا في تطور النظام‬ ‫اإلقتصادي الليبرالي‪ ،‬فهو غالبا ما يمتلك قطيعة اإلبداع‪ ،‬يخلق مؤسسات‪ ،‬مناصب شغل‪،‬‬

‫ويشارك في تجديد وإعادة بناء النسيج اإلقتصادي « (‪.)1‬‬ ‫هذا الدور الجوهري للمقاول وللحركية المقاولتية في النمو اإلقتصادي والسياحي‪،‬‬ ‫ترجمته العديد من الدول في إختيار مسار المقاولة كرهان في تطوير إقتصاداياتها و قدراتها‬ ‫السياحية على غرار اليابان‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪.‬‬ ‫إن إختيار رهان الحركية المقاولتية يفرض منطق خاص يعتمد » إعتماد كليا على إنتهاز‬

‫الفرص (وجودها وتوقعها ) وقدرات المقاول (الكفاءة والتحفيز) الذي يلعب دور جوهري في‬

‫الحركية اإلقتصادية « (‪ ،)2‬حيث تفرض هذه األخيرة ومعها العولمة على مختلف الدول بنية‬

‫معرفية وإقتصادية جديدة تتغير معها سلوكات وأدوار بعض الفاعلين اإلجتماعيين‪ ،‬كما إستحوذ‬ ‫القطاع الخاص ممثال بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على مكانة معتبرة‪ ،‬تراجع معها دور‬

‫الدولة إلى المنسق والمنظم بعدما كانت المقاول الوحيد في حركية السوق واإلقتصاد ‪.‬‬

‫في ظل هذا المناخ العالمي‪ ،‬الذي يشكل الحاضنة للحركية اإلقتصادية في الجزائر من‬ ‫خالل » التوجه اإلقتصادي الجديد ورهان الدولة على إعطاء ميالد جديد للعمل الغير الرسمي‪،‬‬ ‫ليأخذ شكال مختلفا « (‪ )3‬بهذا المعنى يتم رسم معالم إقتصاد جديد مبني على تشجيع المبادرة‬ ‫الفردية والنوع اإلجتماعي‪ ،‬وإتاحة الفرص لكل الفاعلين اإلجتماعيين وتشجيعهم على اإلستثمار‪،‬‬

‫بهدف تحقيق النمو اإلقتصادي والسياحي وخلق الثروة خارج قطاع المحروقات وبالتالي تقليص‬ ‫معدالت البطالة بخلق مناصب شغل جديدة‪.‬‬ ‫كل هذه السياقات السوسيوإقتصادية مجتمعة‪ ،‬ساهمت في بروز فئة جديدة ساعدها التعليم‬

‫والقانون على ترسيخ واقع جديد‪ ،‬شكل بالنسبة للمجتمع الجزائري تحوال عميقا‪ ،‬فولوج المرأة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪319‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫الجزائرية للحقل المقاوالتي والعمل السياحي فرض نفسه تدريجيا رغم العديد من الحواجز‬ ‫دور مهما في تطور اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬فمساهمتها في هذا‬ ‫اإلجتماعية والثقافية‪ ،‬بل قد يقدم ا‬

‫التطور» ليس لخلق مناصب شغل فقط بل لخلق الثروة ‪...‬لكن هذا النجاح ال يكون إال في‬

‫محيط ثقافي مشجع للنشاط المقاوالتي « (‪ )4‬غير أنه قد يكون من نافلة القول أن الفرق الكبير‬ ‫بين الظروف التي تتم فيها المقاولة في الدول الغربية اليوم ودول العام الثالث بما فيهم الجزائر‬

‫التي تخوض العملية اآلن‪ ،‬يكمن في الفارق الثقافي الكبير وبالمعنى الواسع للعبارة ‪.‬‬ ‫ويمكن صياغة التساؤل المركزي على النحو التالي‪:‬‬ ‫هل تساهم المقاولة النسوية في تحقيق التنمية المستدامة؟‬ ‫والدي ينبثق عنه التساؤلين التاليين‪:‬‬ ‫هل استطاعت المقاولة النسوية ابراز وجودها موازاة مع المقاولة الرجالية؟‬‫هل استطاعت المقاولة النسوية النجاح في تسويق منتوجاتها؟‬‫والتي يمكن ترجمتها إلى الفرضيات التالية‪:‬‬ ‫الفرضية الرئيسية‪ :‬تساهم المقاولة النسوية بدرجة معتبرة في التسويق السياحي‬ ‫الفرضيات الجزئية‪:‬‬ ‫*استطاعت المقاولة النسوية اثبات وجودها فسي السوق‬ ‫*استطاعت المقاولة النسوية تحقيق منافسة مع المقاولة الرجالية في مجال التسويق‬ ‫أوال‪ :‬تحديد المفاهيم‪ :‬البد من تحديد جملة من المفاهيم منها‪:‬‬

‫‪-1‬االستراتيجية‪ :‬سنحاول في هذه المرحلة تحديد البعد الذي نتبناه لتحديد المقصود من استخدام‬ ‫مفهوم اإلستراتجي ة‪ ،‬من منطلق أن اإلستراتجية عبارة عن سيرورة أو خطة لبلوغ هدف معين‬ ‫استنادا إلى معناها التقليدي الذي أشار له مالكولم شاوف » اإلستراتجية توضع لتضمن جدوى‬

‫المشروع « (‪ ،)5‬بهذا المعنى تصبح اإلستراتجية عبارة عن خطة محكمة وعقالنية‪ ،‬لكن مالكولم‬

‫شاوف نفسه ال يشترط أن تكون بالضرورة نتيجة حتمية لكل تخطيط عقالني شكلي يقوم على‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪320‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أساس واقعي‪ ،‬لكن منتسبرغ يرى عكس ذلك و يذهب إلى إمكانية أن تنتج اإلستراتجية من‬ ‫منشأ آخر وطبقا لذلك يضع تعريف لإلستراتجية يسمى ب ‪p5 plan,ploy,pattern,‬‬

‫‪ )6(« position and perspect‬والتي تعني اإلستراتجية كخطة‪ ،‬كحيلة و كنموذج‪ ،‬كوضع‬

‫وكمنظور‪.‬‬ ‫غير أننا نستند ونتبنى مفهوم اإلستراتجية كخطة في هذا البحث من منطلق أنها البعد األقرب‬ ‫لإلجابة على التساؤالت المدرجة في اإلشكالية‪ ،‬وإستناد إلى» المفهوم التقليدي ‪-‬واألكثر‬ ‫شيوعا – هي عبارة عن مسلك أو مسار أو خطة عن قصد ووعي للتعامل مع موقف معين‬ ‫«(‪ ،) 7‬فالمرأة المقاولة عندما يقال أن لديها إستراتجية للنجاح في مشروعها المقاوالتي يقصد‬ ‫بذلك الطريقة التي ستتبعها لتحقيق هذا الهدف ‪.‬‬ ‫من باب تحديد ما يقصده الباحث من إستعمال مصطلحات بحثه‪ ،‬تجدر اإلشارة أنه‬

‫بالرغم من تعدد معاني اإلستراتجية إال أنه ال ينفي أن البحث يتموقع في التوجه الذي يسلط‬ ‫الضوء على اإلستراتجية كخطة عمل محكمة (مسار أو سيرورة )‪ ،‬بالتالي جملة اإلجراءات‬ ‫والخطوات المتبعة من طرف المرأة لتطوير السياحة إنطالقا من الخصائص التي تكتسبتها‬ ‫والدوافع التي تنطلق منها للدخول إلى حقل المقاولة ثم العملية التسويقية التي تعتبر كرهان‬ ‫وتحدي‪ ،‬ولعل ذلك ما سيساعدنا على فهم وتحليل المسار أو السيرورة التي تمتلكها المرأة المقاولة‬ ‫إلنشاء وإنجاح مشروعها المقاوالتي‪ ،‬بعيدا عن الخطب والوثائق الرسمية‪ ،‬خاصة أن دعاة هذا‬

‫التوجه يدافعون عن هذه الفكرة داعين إلى البحث عن اإلستراتجية خصوصا في األفعال‬ ‫والسلوكيات والممارسات الفعلية للفاعلين خالل فترة طويلة من الزمن‪.‬‬ ‫‪-2‬المقاولة‪ :‬يستعمل االقتصاديون كلمة "مشروع" كمرادف لمصطلح "المقاولة" إال أن مصطلح‬ ‫المشروع ال يفي دائما بغرض التعريف الدقيق للمقاولة‪ .‬فرغم أن المقاولة تشمل مشروعات‬ ‫اقتصادية ذات مخاطرة‪ ،‬فإن المشروع عن التعريف الدقيق للمقاولة‪.‬‬ ‫أما في المعنى االقتصادي الصرف‪ ،‬فإن المقاولة هي بمثابة تنظيم يعتمد على رأس‬ ‫المال (المالي والتقني والبشري) وذلك إلنتاج سلع أو خدمات تلبي حاجيات المستهلكين وبيعها‬

‫في السوق بغرض تحقيق الربح‪ .‬وبالتالي فهي بنية اقتصادية واجتماعية‪ ،‬تتكون من مجموعة‬ ‫عناصر اقتصادية واجتماعية مترابطة فيما بينها ارتباطا وثيقا‪ ،‬إضافة إلى طريقة العمل المنظم‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪321‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫بطريقة منظمة بفضل تضافر جهود عناصر بشرية كما سنرى في الفصل الثاني المخصص‬ ‫لتسيير وتدبير المقاولة‪8‬‬ ‫‪-3‬التنمية المستدامة‪ :‬بالنظر إلى الحد األدنى من الصفات المشتركة للتعريفات المتعددة للتنمية‬ ‫المستدامة يمكننا أن نتعرف على أربع خصائص رئيسة هي‪:‬‬

‫‪ -1‬تمثلل ظلاهرة عبر جيلية‪ ،‬أي أنهلا عمليلة تحويلل من جيلل إلى أخر‪ ،‬وهلذا يعني‬

‫أن التنمية المسل ل ل ل ل ل للتدامة البد أن تحدث عبر فترة زمنية ال تقل عن جيلين‪ ،‬ومن ثم فإن الزمن‬ ‫الكافي للتنمية المستدامة يتراوح بين ‪ 25‬إلى ‪ 50‬سنة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تمثل عملية تحدث في مستويات عدة تتفاوت ( عالمي‪ ،‬إقليمي‪ ،‬محلي)‪ ،‬ومع ذلك‬

‫فإن ما يعتبر مسل ل للتداما على المسل ل للتوى القومي ليس بالضل ل للرورة أن يكون كذلك على المسل ل للتوى‬ ‫الع للالمي‪ .‬ويعود هللذا التنللاقض الجغرافي إلى آليللات التحويللل والتي من خاللهللا تنتقللل النتللائج‬

‫السلبية لبلد أو منطقة معينة إلى بلدان أو مناطق أخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬تتكون التنمية المسل ل ل ل ل ل للتدامة من ثالثة مجاالت على األقل‪ :‬اقتصل ل ل ل ل ل للادية‪ ،‬وبيئية‪،‬‬

‫واجتماعية ثقافية‪ .‬ومع أنه يمكن تعريف التنمية المسل ل ل ل للتدامة وفقا لكل مجال من تلك المجاالت‬ ‫منفردا‪ ،‬إال أن أهميللة المفهوم تكمن تحللديللدا في العالقللات المتللداخلللة بين تلللك المجللاالت‪ ،‬وتلللك‬

‫المجاالت الثالثة للتنمية المس ل ل للتدامة تبدو نظريا منس ل ل للجمة لكنها واقعيا ليس ل ل للت كذلك‪ ،‬حيث أن‬

‫المبادئ األسللاسللية هي األخرى مختلفة فبينما تمثل الكفاءة المبدأ الرئيس في التنمية االقتصللادية‬ ‫المسل ل ل للتدامة تعتبر العدالة محور التنمية االجتماعية المسل ل ل للتدامة‪ ،‬أما التنمية البيئية المسل ل ل للتدامة‬ ‫فتؤكد على المرونة أو القدرة االحتمالية لألرض على تجديد مواردها‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ -4‬التسويق‪ :‬التسويق هو مجموعة من العمليات أو األنشطة التي تعمل على اكتشاف‬

‫رغبات العمالء وتطوير مجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تشبع رغباتهم وتحقق للمؤسسة‬ ‫الربحية خالل فترة زمنية مناسبة‪ .‬ويمكن تعريف التسويق بأنه فن البيع‪ ،‬إال أن المبيعات هي‬ ‫جزء من العملية‪ .‬من الناحية المجتمعية يعد التسويق الرابط بين اإلحتياجات المادية للمجتمع‬ ‫وبين االستجابة ألنماط االقتصاد من خالل توصيل قيمة منتوج أو خدمة إلى العمالء‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫ثانيا‪-‬ظهور المقاولة النسوية‪ :‬ربما يكون حقل المقاولة النسوية في الجزائر ال يزال حقال‬

‫جديدا‪ ،‬با عتباره يضم فئة سوسيومهنية ناشئة‪ ،‬مما يجعلها تبدو مادة حية إذا ما وضعت تحت‬ ‫مجهر القراءة السوسيولوجية‪ ،‬ال سيما إذا تم لفت اإلنتباه إلى خصوصية الفضاء السوسيوتاريخي‬

‫والثقافي الجزائري‪ ،‬آخذين بعين اإلعتبار مسلمتين إثنتين‪ ،‬األولى أن فئة النساء المقاوالت يمثلن‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪322‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫بنية نفسية وإجتماعية لها خصوصية وقراءة معينة‪ ،‬أما المسلمة الثانية تتلخص في كون مسار‬ ‫النساء المقاوالت ليس مسا ار فجائيا‪ ،‬بل هو ثمرة مسارات عديدة لها منطقها الخاص‪ ،‬فهي‬ ‫توجد في كل األزمنة وكل األماكن‪ ،‬بل نتاج تطور الرأسمالية الليبرالية الغربية‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬ ‫أن فئة النساء المقاوالت لم تتكون بين عشية وضحاها بل تكونت خالل مراحل طويلة نسبيا ووفقا‬

‫لمسارات معقدة وكيفيات أثرت عليها ظروف محلية‪ ،‬أقل ما يقال عنها أنها تتسم بالخصوصية‬ ‫هذه الخصوصية تفترض وجود بقايا رواسب تعمل عميقا في البنية الذهنية والفكرية‬

‫للفرد الجزائري قد تكون نتاج حقب عديدة ومتتالية من المراحل اإلستعمارية‪ ،‬جعلت من الوالء‬ ‫للعائلة والعشيرة والقرابة والسلطة عوامل ومعايير ينطلق من خاللها في تحديد أو بلورة أي سلوك‬ ‫أو فعل إجتماعي معبرة عن فكرة الغلق اإلجتماعي على حد تعبير باركين‪ ،‬لعل ما زاد في تغذية‬ ‫هذه الرواسب الخطاب الرسمي األيديولوجي للبالد بعد اإلستقالل‪ ،‬مما يعني وحدة الفكر وصياغة‬

‫قوالب جاهزة تنم عن وحدة المصلحة لجميع القوى والشرائح اإلجتماعية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬

‫أخرى تأثير عوامل إجتماعية و ثقافية عملت على تعزيز مكانة المرأة في مدى قدرتها على‬ ‫تأسيس أسرة وإنجاب أبناء (الذكور باألساس) و إختزال دورها في الدور البيولوجي والذي عملت‬ ‫على تغذيته تفسيرات فقهية متشددة تنتصر للهيمنة األبوية أكثر منه للفهم الصحيح للنصوص‬ ‫القرآن والسنة ‪.‬‬ ‫إذا تم اعتبار هذه السياقات وهذه الخصوصية مجتمعة ومتبادلة التأثير والتأثر إطار‬

‫عام ال غنى عنه لبلوغ معرفة علمية وموضوعية‪ ،‬كذلك يمكن اعتبارها الحاضنة والمنتجة لحقلي‬ ‫المقاولة والسياحة في بالدنا‪ ،‬هذا إذا تم أخذ ثقافة المقاولتية وسيرورتها بكل أبعادها الموضوعية‬

‫كنقطة إنطالق لهذا البحث‪ ،‬فإن ذلك معناه ضرورة قبول بعض القواعد العامة للثقافة المقاولتية‬ ‫في ذهنية وسلوكات الفاعلين اإلجتماعيين وضرورة امتالك خصائص موضوعية تغذيها جملة‬ ‫من المؤشرات كالمخاطرة والتجديد‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬التكوين‪ ،‬اإلستقاللية و الجودة في إنشاء نشاط أو‬

‫مؤسسة والعمل على التسويق السياحي بالكثير من اإلحترافية والعلمية‪ ،‬باإلضافة إلى إمتالك‬ ‫دوافع موضوعية ومقبولة تؤسس لفعل المقاولة (إنشاء نشاط أو مؤسسة) وتؤطرها » كالحاجة‬ ‫إلى تحقيق الذات‪ ،‬الحاجة إلى تطبيق السلطة على األخرين والحاجة إلى تطبيق المعرفة‬ ‫واإلندماج في المحيط‪...‬األخذ بعين اإلعتبار األخطار المحتملة‪ ،‬إمتالك رؤية على المدى‬

‫البعيد « (‪ ،)11‬مع ضرورة أخذ أيضا قواعد أخرى كامتالك إستراتجية موضوعية ومنهجية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪323‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫إلنشاء المشروع المقاوالتي تؤسس لضرورة الفصل بين المنطق اإلجتماعي والمنطق العلمي‬

‫التراكمي في حركية وسيرورة المقاولة والتسويق السياحي‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى قبول‬

‫المرأة كرأسمال بشري مهم مزود بكفاءات وقدرات وحاجات وإستعدادات ألن هذه الفئة تعتبر‬ ‫حسب علماء اإلجتماع بمثابة اإلستثمار المستقبلي لضمان ديمومة المجتمع ‪.‬‬

‫إنطالقا من تلك الخصوصية ومن تلك األهمية لدور المرأة المقاولة في تطوير اإلقتصاد‬ ‫السياحي‪ ،‬تتمظهر إشكالية هذا البحث في محاولة جادة للغوص عميقا في السيرورة الحاضنة‬

‫والمنتجة للمشروع المقاوالتي النسوي والعمل على تفكيكها بما يخدم السياحة في بالدنا‪ ،‬ال سيما‬ ‫في السلوكات والممارسات الفعلية للفاعالت في حقل المقاولة في مجتمعنا بعيدا عن الخطب‬

‫والوثائق الرسمية‪ ،‬للوصول إلى ما قد يشكل إجابة وافية ومساهمة جادة في الحراك الفكري حولها‪،‬‬

‫باإلستناد إلى المقاربة الوظيفية التي تعتبر أن الفكرة المفصلية بين المقاول و المجتمع‬ ‫تتجلى في مفهوم الدور من جهة ومفهوم الفعل من جهة أخرى (‪،)12‬‬

‫ثالثا‪-‬المقاولتية في ضوء المقاربات النظرية‪ :‬من المهم ونحن نتحدث عن المقاولتية أو انشاء‬ ‫المؤسسات المصغرة التنبيه إلى المقاربة‬

‫السوسيولوجية الحديثة التي تستعمل مفهومي‬

‫الدور و الفعل في تحليالتها ألعمال كل من الزوجين‬

‫كل من‬

‫) ‪ (Grégoire et Annek‬و أعمال‬

‫( ‪Boutinet 1995, Zarifan et Nicholson1996-1997-1999 , et‬‬

‫‪ ( Merin‬وغيرهم من المحدثين الذين تتلخص أفكارهم حول تأثير البنية على الفعل من جهة‬ ‫وتأثير التنشئة اإلجتماعية على الدور من جهة أخرى‪ ،‬هذين البعدين (البنية والتنشئة اإلجتماعية)‬ ‫يتفاعالن مع المحيط ويساهمان في تطوير اإلبداع والتجديد لدى الفرد‪ ،‬بمعنى آخر يذهب‬

‫الباحثين أمثال (‪ )dubar, parkes‬إلى إعتبار أن الفاعل يتكيف مع دوره المهني الجديد‬ ‫بمساعدة التفاعل المستمر بين دوره ومحيطه عبر ما يسمونه بالتنشئة المهنية كتجسيد لمفهوم‬ ‫رجع الصدى ‪ ،feed back‬كل ذلك يساعد على تعديل أو التكيف بين األدوار القديمة‬

‫والحديثة عن طريق اإلبداع والتجديد (تنمية الفرد وتنمية الدور) أو ما يطلقون عليه القدرة‬ ‫على الفعل‪.)13( .‬‬

‫كما تسمح المقاربة الوظيفية بتحليل المقاولين كفاعلين ومحركين لعمليات إنشاء‬

‫وتطوير المؤسسات الصغيرة والمشاريع الجديدة‪ ،‬كما تدرس المقاولة كمجال في علم إجتماع‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪324‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫المقاولة الذي ترجع أسسه إلى أعمال سانسيليو وآالن توران في علم إجتماع المؤسسة‪ ،‬ونظر‬

‫رواد النظرية السوسيولوجية الحديثة إلى المقاول على أنه فاعل مركزي والمقاولة كإستراتجية‬

‫ديناميكية للمؤسسة وإقتصاد السوق‪ ،‬كما تتعرض إلى التغيرات المتعددة لسيرورة المقاولة‬ ‫الكالسكية مع ( ‪ )M.Veber ,K.Marx‬إلى األعمال الحديثة )‪ (Plem, Laufer‬التي تظهر‬

‫كفاعل مركزي خاصة في الحركية اإلقتصادية واإلجتماعية(‪ ،)14‬بهذا المعنى تظهر المقاولة‬ ‫حسب أصحاب هذا اإلتجاه كتفاعل بين الماضي والحاضر من جهة وبين المقاول كفاعل‬ ‫وكدور وبين المؤسسة واإلقتصاد السياحي من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ما يهم من خالل هذا الطرح أن المقاربة الوظيفية تسعى لفهم دور المقاول (رجل‪،‬إمرأة )‬

‫الذي قد يتأثر بشكل أو بآخر بالتنشئة اإلجتماعية كما يذهب إلى ذلك) ‪ ( Nicholson‬من جهة‬ ‫والذي قد يلعب دو ار مهما في النمو اإلقتصادي وتطوير السياحة كما يذهب إليه ‪A.‬‬ ‫‪ Fayolle et R.Contillon et J.L.Filion‬مما قد يعطي أرضية صلبة يمكن اإلنطالق منها‬ ‫لفهم وتفكيك اآلليات التي تحكم حقل المقاولة النسوية كبنية إجتماعية في المجتمع من خالل‬ ‫أدوار فاعالتها‪ ،‬وإستراتجياتهن ككيانات إجتماعية أو فاعالت في الحقل السياحي أو البناء من‬

‫جهة ومن جهة أخرى أن المقاربة الوظيفية تسمح بتفكيك اآلليات و المكانزمات التي تحكم‬

‫سيرورة المقاولة النسوية في التسويق السياحي‪ ،‬من حيث أنها تهتم باإلستراتجيات الفردية لكل‬ ‫فاعل من الفاعلين داخل الحقل المقاوالتي والسياحي‪ ،‬مما قد يساعد على فهم إستراتجية فئة‬

‫معينة (المرأة المقاولة)‪ ،‬يمكن أن تكون فئة إجتماعية متجانسة تعمل على تحقيق مصالح خاصة‬ ‫وتدافع عنها‬ ‫رابعا‪ :‬الخصائص اليمغرافية واإلجتماعية للنساء المقاوالت‪:‬‬ ‫قبل التطرق لخصائص النساء المقاوالت البد من اإلشارة إلى أن هذه الدراسة تنطلق‬ ‫من سؤال رئيسي ‪ :‬ماهي إستراتجية المقاولة النسوية في تطوير التسويق السياحي ؟ وقد قمنا‬ ‫بالدراسة الميدانية في مدينة عنابة التي تختص ببيئتها السياحية لما تحويه من هياكل تستقطب‬ ‫السائحين (السواح) سواء من داخل الوطن أو من خارجه‪.‬‬ ‫لقد أختير إلنجاز هذا البحث عينة تتكون من ‪ 60‬مفردة تمثل نساء أقدمنا على إنشاء‬ ‫مشاريع مقاولتية سواء بتمويل ذاتي أو بتمويل من طرف هيئات الدعم المختلفة ‪،ANGEM‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪325‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫‪ANSEG, CNAC,PME‬تم إختيارهن بطريقة غير إحتمالية بأسلوب الكرة الثلجية في مختلف‬

‫دوائر المدينة‪ ،‬حيث تم إستعمال تقنيات المالحظة دون مشاركة واإلستمارة بالمقابلة بغرض فهم‬ ‫وتفسير الظاهرة في المدة الممتدة بين ‪.2014 – 2011‬‬ ‫كما يجب اإلشارة إلى أن مفهوم الخصائص‪ ،‬قد أستعمل من قبل األدبيات التي‬

‫تناولت موضوع المقاولة للداللة على شكل المقاول‪ ،‬بعبارة أخرى أستخدم هذا المفهوم‬ ‫كمتغير في البحوث اإلمبريقية لقياس وتحديد شكل أو خصائص المقاول‪ ،‬من هذه الدراسات‬

‫الدراسة التي قام بها الباحث ‪ F.Rober‬مع مجموعة من الباحثين في تحديده لخصائص‬ ‫المقاول حددها في جملة من المعطيات‪ ،‬تتمثل في الرأسمال البشري (السن‪ ،‬الجنس‪،‬‬

‫المستوى التعليمي الجنسية والنشاط المحتمل لإلنشاء)‪ ،‬خبرة أو نموذج أو تجربة المقاولة‪،‬‬ ‫كذلك تأهيل المقاول ونشاطه الرئيسي‪ ،‬عدد المؤسسات المنجزة ‪ ،‬التكوين الخاص باإلنشاء‬ ‫ودراسة المنافسة ‪...‬إلخ (‪(15‬‬

‫في هذه المسألة ال بد من التأكيد على» التأثير اإليجابي لخصائص الرأسمال البشري‬

‫على نجاح المقاول كما يذهب إلى ذلك ‪ ،)16(« Al et Wright‬حيث أن المعلومات التي‬ ‫وفرها التحقيق الميداني تشير إلى أن الصورة النموذجية للمرأة المقاولة هي على العموم‬ ‫امرأة تبلغ من العمر ‪ 37‬سنة على المتوسط‪ ،‬تسكن في أحياء حضرية في السكن المعبر‬ ‫عنه بفيال‪ ،‬في الغالب متزوجة ( ‪ )%51.6.0‬بزوج ال يتحاوز مستواه التعليمي الثانوي و‬

‫المتوسط ( ‪ ) % 32. 25 %38. 70‬يعمل في المهن الحرة ‪ %35 .48‬و أم لولدين وبنتين‬ ‫في المتوسط أعمارهم في العقد األول ‪ % 67.74‬تقوم الجدة برعايتهم‪ ،‬وتنحدر المرأة المقاولة‬ ‫من أسر وافدة على مدينة عنابة (‪ ، )%38.33،% 61.66‬أصولها في الغالب عمالية (‪% 30‬‬

‫)‪ .‬أما عن المسار التعليمي فإنه يختص بجملة من الخصائص أهمها أنه ال يتجاوز‬ ‫الثانوي والمتوسط ( ‪ ،) %35 ، %36.66‬خريجة معاهد ومراكز التكوين المهني متحصلة في‬ ‫الغالب على شهادة تأهيل (‪ )%60‬في تخصص الحالقة أو الخياطة على الغالب‪ ،‬تتقن اللغة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪ )3‬إستراتجية النساء المقاوالت في عملية التسويق السياحي‪.‬‬ ‫أ‪ -‬دراسة السوق‪ :‬في محاولة للكشف عن اآلليات والميكانزمات التي تحكم سيرورة المقاولة‬

‫النسوية في المجتمع من خالل اإلهتمام بإستراتجية الفاعالت في الحقل المقاوالتي والسياحي‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪326‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫البد من اإلشارة إلى مؤشر مهم يكشف عن مدى وعي المرأة المقاولة ككيان إجتماعي وفاعل‬ ‫إجتماعي لحدود الدور أو الوظيفة التي إختارت تأديتها في المجتمع ‪.‬‬ ‫الجدول رقم‪ :1‬يوضح وجود دراسة للسوق ‪.‬‬ ‫وجود دراسة للسوق‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫نعم‬

‫‪12‬‬

‫‪20‬‬

‫ال‬

‫‪48‬‬

‫‪80‬‬

‫المجموع‬

‫‪60‬‬

‫‪100‬‬

‫في الحقيقة إن هذه المتغيرات هي في الواقع متغيرات شديدة اإلرتباط بسيرورة‬

‫المقاولة و الخصائص التي ال بد أن تتوفر في المقاول»‬

‫كأن يأخذ في حسابه األخطار‬

‫المحتملة والمحسوبة‪...‬وأن يمتلك المقاول رؤية على المدى البعيد « (‪. )17‬‬ ‫هذا وقد أجمعت األدبيات الخاصة بالمقاولة أن هذه النماذج األربعة ال تتم إال في ومن‬

‫خالل دراسة السوق والمنافسة‪ ،‬وتسمح هذه الدراسة للسوق والمنافسة بتقوية ثقافة العمل السياحي‬

‫من خالل إختيار نشاط يتناسب والتسويق السياحي يكون في مستوى المنافسة الشرسة التي‬

‫تفرضها ضرورة العولمة و إقتصاد السوق ‪.‬‬

‫كما تأخذ دراسة السوق و المنافسة أهمية في المشروع المقاوالتي بصفة عامة في تحديد‬

‫إستراتجية الدخول إلى التسويق السياحي ‪ ،‬فالمقاول يمتلك من خاللها معرفة جيدة للسوق‬

‫والمحيط التنافسي‪ ،‬و يحدد الخصائص المشخصة لمعالم النشاط السياحي الذي يريد إنشاءه‬

‫وفي هذا اإلطار يشير ‪ A.fayolle‬إلى أن دراسة السوق » ال بد أن تمر عبر وثيقة أو سيرورة‬ ‫يحدد من خاللها المقاول أدواره وأهدافه وهي تسمح له ب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تأمين تناسب مشروعه ومدى قدرته على اإلنجاز ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توقع المكان والمشكالت ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫مقاربة متقدمة وتدريجية عن مهنة المشروع «‪)18(.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪327‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫بهذا المعنى فإنه ال مجال للخطأ في سيرورة المقاولة أو فتح مجال للصدف التي قد‬ ‫تعيق المشروع المقاوالتي ال أكثر‪ ،‬من هذا المنطلق فإن إجابة المبحوثات تنم عن هذه الصدفة‬

‫المحضة إلنشاء المشروع المقاوالتي بنسبة ‪ % 80‬لمن كانت إجابتهن بإنطالق مشارايعهن دون‬

‫دراسة للسوق والمنافسة مقابل فئة قليلة لمن أقدمت على إنشاء مشروعها بعد دراسة للسوق‬ ‫والمنافسة بنسبة ‪.%20‬‬

‫من خالل قراءة هذه المعطيات و باإلستناد إلى األدبيات التي تناولت موضوع المقاولة‪،‬‬

‫فإن الباحث يجد نفسه أمام فئة نسوية غير واعية بحدود ما أقبلت عليه‪ ،‬ديناميكيتها تبدو خفية‬ ‫وتعبر عن منطق اإلجتماعي‪ ،‬ال سيما إذا تمت اإلشارة إلى المسار الذي تتميز به المقاولة في‬ ‫ال غرب بإعتبار أن سلوكات وقيم ومقاييس والبنيات التي تفترضها المقاولة كمقاربة إقتصادية‬

‫وسياحية فعالة وموضوعية تؤدي إليها وذلك تماشيا مع بروز النظام الرأسمالي وإقتصاد السوق‬

‫ومن ناحية أخرى فإن هذا المسار للمقاولة في الغرب كان ناتجا أساس من الداخل‬ ‫بالتالي فإن ا لديناميكيات اإلجتماعية الداخلية هي التي سادت خالل عمليات البناء التدريجي‬

‫لعملية المقاولة وخلق الثروة‪ ،‬هذه العمليات لم تكتسي معناها الحقيقي إال بالنظر إلى مسار‬

‫تراكمي نظري منطلق من الداخل بفعل تولده من إعتبارات داخلية وخضوعه لها في نهاية‬ ‫المطاف‪.‬‬ ‫لكن على العكس من ذلك فإن المقاولة النسوية في دراستها للسوق والمنافسة تبدو‬

‫تنطلق من ديناميكيات إجتماعية خارجية تفترض من خالل قيمها وسلوكاتها وبنياتها مسار‬ ‫مخالف لمقاربة المقاولة وتنتج أو تعيد إنتاج منطق اإلجتماعي أكثر منه منطق علمي قائم على‬

‫تراكم الثروة‪ ،‬بالتالي فإن مسار المقاولة (المقاولة النسوية) كان ناتجا من الخارج على عكس‬ ‫الديناميكيات اإلجتماعية الداخلية التي سادت وتسود خالل عمليات البناء التدريجي لمفهوم‬ ‫المقاولة والسياحة وتراكم الثروة في بالدنا‪ ،‬هذه العمليات لم تكتسي معناها الحقيقي من مسار‬

‫تراكمي نظري منطلق من الداخل بفعل تولده من إعتبارات خارجية وال تكون خاضعة له في نهاية‬ ‫المطاف كونها خاضعة إلعتبارات أخرى ال تعبر عن تراكم نظري بقدر ما تعبر عن منطق‬

‫إجتماعي قدري ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪328‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫هذا الحكم قد يكون فيه نوع من التسرع لكن إذا تم إضافة مؤشر آخر قد يبرر ما‬ ‫قد قيل ولو جزئيا‪ ،‬يتمظهر هذا المؤشر من خالل إجابات المبحوثات الالتي أجبن بأنهن إنطلقن‬

‫من دراسة منافسة للسوق فإن ذلك يعود المتالكهن الخبرة ووجود زبائن قبل البدأ في المشروع‬

‫إلشتغال المرأة في هذه المهنة في بيتها‪ ،‬بالتالي فإن السوق مضمونة بالنسبة لها والمنافسة ال‬

‫تهم إذا كانت طريقة العمل جيدة ‪.‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬إننا واعين بحدود ما قد قيل و بأن الظاهرة اإلجتماعية تتولد عن مجموعة‬

‫عمليات‪ ،‬بالتالي ال يمكن الحكم على مصداقية النتائج المتعلقة بتحليلها إال إذا درست في سياق‬

‫عام‪ ،‬من هذا المنطلق كان لزاما قياس عمليات أخرى حتى يبرر ما قد قيل آنفا‪ ،‬ومواصلتا في‬ ‫تحليل وتفكيك سيرورة المقاولة النسوية في تطوير التسويق السياحي البد من قياس مؤشر آخر‬ ‫لمعرفة مدى علمية المراحل المنتهجة من طرف المرأة إلنشاء مشروعها المهني أو المقاوالتي في‬

‫بيئة الدراسة‪ ،‬إذ ال يمكن التفكير في أي إستراتجية إال من زاوية الشمولية‪ ،‬أي تناولها على أكثر‬ ‫من مرحلة أو على مستوى المجتمع ككل‪ ،‬والتي تضمن وتفترض إدراج العلمي في قيم وسلوكات‬ ‫وبنيات الفاعلين كعامل مهم في تحقيق التجديد واإلبداع أهم خصائص حقل المقاولة والسياحة ‪.‬‬

‫لكن المسألة المطروحة‪ ،‬تخص الفاعلين في حقل المقاولة بدرجة أولى‪ ،‬الذين يساهمون في إنتاج‬

‫وتطبيق ونشر ثقافة المقاولة والتسويق السياحي ‪ ،‬ويتوقف األمر في النهاية على مدى قدرة‬

‫الفاعلين على تحديد أهداف واضحة ألنها ستتحول فيما بعد إلى إستراتجية فئة ستؤدي وظيفة‬

‫إجتماعية متمثلة في نشر ثقافة المقاولة وإحياء اإلقتصاد السياحي الوطني‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫التسويق السياحي‪ :‬إن مفهوم األستراتجية الذي نتبناه لمعالجة هذا البحث تحتم على‬

‫المرأة المقاولة تبني خطة عملية ومسار عقالني لمشروعها‪ ،‬وعليه فإن إستراتجية المرأة المقاولة‬

‫وحسب سيرورة المقاولة في األدبيات التي تناولت ذلك ال بد أن تكون على دراية ليس بالخدمة‬ ‫التي تقدمها أو المنتوج الذي تعرضه بل بفنون إستقطاب زبائن جدد لمشروعها أو فتح أسواق‬

‫جديدة مهما تكن هذه اإلستراتجية المتبعة من طرف المرأة المقاولة في عملية التسويق‪ ،‬سوف‬ ‫نحاول تحليل نتائج الدراسة فيما يتعلق بهذه المسألة ومناقشتها‪ ،‬وسيتم هذا عن طريق التركيز‬ ‫عل ى جوانب مهمة من العملية التسويقية‪ ،‬اإلشهار‪ ،‬المعارض والصالونات أو اإلعتماد على‬ ‫شبكة ال رسمية كاإلعتماد على العالقات الشخصية أو المحيط ومن أجل تحقيق هدف البحث‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪329‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫الرامية إلى محاولة الكشف عن اإلستراتجية في سلوكات والمواقف الفعلية للفاعلين بعيدا عن‬ ‫الخطب والوثائق الرسمية‪ ،‬سيتم عرض الشكل التالي‪:‬‬ ‫شكل رقم‪ :1‬طريقة إستقطاب الزبائن من طرف المرأة المقاولة ‪.‬‬ ‫‪80‬‬ ‫المشاركة يف المعارض‬ ‫والصالونات‬ ‫اإلشهار‬

‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫إن المقاولة حسب ‪Bygrare‬‬

‫و ‪ (1991) Hofer‬هي» سيرورة متجددة من الوظائف‬

‫والنشاطات واألفعال المؤسسة المبنية على إنتهاز الفرص وخلق تنظيم جديد « (‪ ،)19‬بالتالي‬ ‫فإن تسويق المنتوج أو الخدمة هي وظيفة مبنية على قدرة المقاول إلنتهاز الفرص‪ ،‬في عملية‬

‫تفاعل مستمرة بين المقاول والزبون (السائح) ‪.‬‬

‫كذلك ال بد من اإلشارة إلى أن من مهام أو من سلوكات المقاول حسب ‪»Gartner‬‬

‫‪...‬أن المقاول يسوق لإلنتاج والخدمات‪ ،)20(« ...‬وحتى بالنظر إلى الوثائق الخاصة بوكاالت‬ ‫الدعم المختلفة فإن التسويق للمنتوج واألسعار يتم دراستها مع صاحب المشروع وتعمل غرفة‬

‫الصناعات التقليدية المتواجدة على مستوى الوالية على تنظيم معارض الغرض منها التسويق‬ ‫لمنتوج النساء المقاوالت والتعريف بهن السيما في التشجيع على السياحة‪.‬‬

‫لكن النسب تبدو على العكس من ذلك تماما حيث تلعب العالقات الشخصية دور مهم‬

‫وجوهري في عملية التسويق بنسبة كبيرة تقدرب‪ % 74.02‬وتبدو هذه النسبة مثيرة فعال لإلهتمام‬ ‫ومعبرة فعال عن منطق اإلجتماعي ال عن المنطق التراكمي العلمي أو النظري ويدعم هذا القول‬

‫أن نسبة قليلة من تلجأ إلى المشاركة في المعارض والصالونات بنسبة ‪ %11.68‬وترجع هذه‬ ‫النسبة القليلة بالمقارنة مع العالقات الشخصية إلى أن المعارض والصالونات تخدم مصالح فئة‬ ‫قليلة وماهي بالنسبة للمقاوالت (المقاولين الصغار) إال مجرد إهدار للجهد والمال‪ ،‬أما اإلشهار‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪330‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫فلم تلجأ إليه إال نسبة قليلة تقدر ب‪ %10.38‬وهي ليست بالسيئة على اإلطالق ومؤشر جيد‬ ‫نحو إمتالك المرأة إلستراتجية تسويقية علمية ومدروسة مما قد يبشر أيضا بمقاولة نسوية ناشئة‪،‬‬

‫قد تكون واعية بحدود ما أقدمت عليه في حين احتمال آخر برز خارج ما أقترح في وثيقة‬ ‫اإلستمارة متعلق بمشاركة المرأة المقاولة في التلفزيون واإلذاعة وهو مؤشر على وجود إهتمام من‬ ‫قبل الوسط اإلعالمي لحقل المقاولة وتنمية دور المرأة في المجتمع والسياحة ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬المنافسة في السوق‪ :‬سبق القول‪ ،‬وال بأس من الرجوع لذلك‪ ،‬أن حقل المقاولة النسوية‬ ‫ال زال حقال جديدا في بالدنا بالتالي فهو يضم فئة سوسيومهنية ناشئة‪ ،‬تجد نفسها في‬

‫وضعية جديدة متوقفة على قدرتها في كسب رهان المنافسة وتحقيق نجاح لمشروعها ال سيما‬

‫أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحصي ما يقارب ‪ 138‬امرأة رئيسة مؤسسة في ‪2013‬‬

‫ويحصي الصندوق الوطني لغير األجراء ‪ 4099‬امرأة في ‪ 2013‬مما يرفع من مستوى الرهان‬ ‫والتحدي الذي يضع المرأة المقاولة في وسط منافسة شرسة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق فالمحيط التنافسي قد يشجع أو يعيق العمل المقاوالتي والسياحي‪ ،‬وفي‬ ‫هذا الصدد كان لزاما التحقق من المحيط الذي تعمل فيه المرأة المقاولة‪ ،‬هل يشكل بالنسبة‬ ‫للمرأة المقاولة عامل تدعيم وتشجيع؟ وماهي الطريقة التي تتبعها لكسب رهان المنافسة ؟ من‬ ‫أجل اإلجابة على هذه األسئلة نعرض الجدول التالي ‪:‬‬ ‫الجدول رقم‪ :2‬هل عمل المرأة في محيط تنافسي ‪.‬‬ ‫العمل في محيط تنافسي‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫نعم‬

‫‪53‬‬

‫‪88.33‬‬

‫ال‬

‫‪07‬‬

‫‪11.66‬‬

‫المجموع‬

‫‪60‬‬

‫‪100‬‬

‫(السؤال رقم‪(45 :‬‬ ‫يكشف التحقيق الميداني على وجود محيط تنافسي لمشروع المرأة المقاولة بنسبة ‪%88.33‬‬ ‫مما يجعل المرأة تتموضع في مسار يفرض قيم ومعايير ومعارف وقدرة على تأمين منتوج أو‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪331‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫خدمة بأفضل عرض ممكن من الجودة والسعر‪ ،‬الكفاءة األساسية تكمن من دخول أسواق واسعة‬ ‫ومتنوعة‪ ،‬فمن خالل التحقيق الميداني أجابت ‪ 28‬مفردة من مفردات العينة أن الرهان الحقيقي‬ ‫الذي ينجح المرأة المقاولة في التسويق السياحي هو إتقان العمل وأجابت ‪ 17‬مفردة أن المعاملة‬

‫الحسنة هي رهان حقيقي إلرضاء الزبون‪ ،‬في حين كانت إجابة ‪ 11‬مفردة أن الرهان الحقيقي‬ ‫هو جودة المنتوج ‪.‬‬ ‫والحقيقة مهما كانت إجابة المرأة مقنعة في هذا المجال إال أنها في تصورنا‪ ،‬وحسب‬

‫ما نستنتجه من المالحظة الميدانية يبدو جيدا أن هذه الطريقة المتبعة من طرف المرأة المقاولة‬

‫قد ال تخرج عن المميزات العامة لشخصية المرأة ففي الدراسة التي قامت بها جودي روزنار‬

‫كشفت أن هناك مالمح تختص بها المرأة في عالم التسيير » تتمثل في الحساسية‪ ،‬اللطافة‪،‬‬ ‫اإلنفعال‪ ،‬الخضوع‪ ،‬العاطفية‪ ،‬التسامح أو التساهل‪ ،‬التفهم‪ ،‬كاملة اإلحساس والتبعية «(‪)21‬‬ ‫وهذه الصفات ال تبتعد كثي ار على الصفات التي ترجحها المرأة المقاولة في كسب رهان المنافسة‬ ‫في التسويق السياحي بل هي تدخل ضمنيا في نفس التحديد الذي تعرضه جودي روزنار ‪.‬‬

‫من جهة أخرى تعطي العديد من النساء للخبرة (‪ 5‬مفردات) والتجديد واإلبداع (‪ 6‬مفردات)‪،‬‬ ‫تقديم تسهيالت وخفض السعر ( ‪ 9‬مفردات) أهمية في ترويج منتوجها أو خدماتها بالرغم من‬ ‫أن هذه الخيارات أو الميزات علمية مقاوالتية لكنها ليست أساسية في إختيارات العينة‪ ،‬مما‬ ‫يستدعي التساؤل عن بوادر إمتالك المرأة المقاولة للكفاءة اإلستراتجية‪ ،‬وهل ستشكل هذه‬

‫اإلستراتجية النواة األولى لبروز مقاولة حقيقية قائمة على التجديد واإلبداع والطرق العلمية مهما‬ ‫كان نوع النشاط الممارس في حقل السياحة ؟‪.‬‬ ‫يمكن القول أيضا من خالل هذه المعطيات أن نسبة من المقاوالت تتصورن أنهن ال تعملن‬ ‫في محيط تنافسي بنسبة ‪ % 11.66‬من إجابات مفردات العينة وحجتهن في ذلك أن عملهن‬ ‫قائم على تقديم منتوج أو خدمة ذات جودة عالية‪ ،‬وهي نسبة قد ال تعكس الواقع فعال ألن‬ ‫المنافسة ال تكون إال في المحيط المباشر للمشروع بل تتعدى حدود ذلك بكثير ألن المنافسة‬ ‫أصبحت شرسة على كل المستويات ال سيما في التطور السريع للسوق‪ ،‬بالتالي فالمرأة المقاولة‬

‫البد أن تقتطع لنفسها موضعا في السوق ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪332‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫وباإلعتماد على شواهد المالحظة الميدانية من جهة والمؤشر الخاص بوجود دراسة‬

‫منافسة للسوق (‪ %80‬التوجد دراسة منافسة للسوق )‪ ،‬يمكن القول أن المرأة المقاولة ال تعطي‬

‫أهمية كبيرة للسوق والمنافسة مستندة في ذلك إلى رأسمالها العالئقي والمنطق اإلجتماعي لتؤسس‬ ‫كفاعل إجتماعي ثقافة ال مقاولتيه تتمظهر بنية ووظيفة اجتماعية أكثر منها بنية ووظيفة‬

‫اقتصادية قائمة على منطق تراكمي نظري ‪.‬‬

‫كما أن الواقع يثبت التواجد المكثف للنشاط الواحد (حالقة ‪،‬خياطة‪ ،‬حلويات تقليدية‪،‬‬

‫إطعام سريع ) في نفس المنطقة أو الحي أو المركز التجاري‪ ،‬مما ال يدع مجال للشك أنه ال‬

‫يوجد فعال دراسة للسوق أو تنسيق بين المقاوالت إلثراء التسوق السياحي وليس الضغط عليه ‪.‬‬

‫لعله بهذا الوضع نكون أمام فئة سوسيومهنية ناشئة ال تتمفصل كليا عن الثقافة القديمة ما‬

‫يستدعي التساؤل هل فعال المرأة المقاولة لها القدرة على الدخول إلى التسوق السياحي ؟ بعبارة‬ ‫أخرى هل اإلستراتجية التي تمتلكها المرأة تؤهلها للدخول إلى التسويق السياحي بسهولة ؟‪ ،‬هذا‬ ‫إذا تم اإلشارة إلى طبيعة الواقع الفعلي الذي قد يتميز بالنزعة اإلحتكارية الشديدة لدى المقاولين‬ ‫ه‪ -‬الدخول إلى السوق ‪ :‬في هذه الخطوة من البحث‪ ،‬سوف نحاول إتمام ما بدأناه منذ‬ ‫الفقرات االولى لهذه المداخلة‪ ،‬و هو عملية تفكيك سيرورة المقاولة النسوية للكشف عن اآلليات‬ ‫و الميكانزمات التي تحكم سيرورة المقاولة النسوية في التسويق السياحي مستندين في تحليلنا‬

‫إلى مقاربة النوع اإلجتماعي ‪ ،‬أو ما يمكن تسميته بالوجه الخلفي للعملة‪ ،‬كجانب أساسي من‬ ‫جوانب إسترتجية المرأة المقاولة في مرحلة مهمة من مراحل تطورها كفئة سوسيومهنية‪ ،‬يتم هذا‬

‫الطرح ونحن على قناعة تامة أن لها ما يميزها عن باقي الفئات األخرى في مسارها كفاعل‬ ‫إجتماعي ضمن الكيان اإلجتماعي الجزائري‪.‬‬ ‫وقد بدا لنا أنه من المفيد لهذه الدراسة‪ ،‬طرح سؤال على المبحوثات من عينة النساء‬

‫المقاوالت‪ ،‬عن صعوبة الدخول إلى السوق‪ ،‬وقد يساعد هذا السؤال بشكل أو بآخر على الكشف‬ ‫عن اآلليات الخفية والمنطق الذي يتحكم في السوق والبحث عن مفهوم النوع اإلجتماعي ضمن‬ ‫هذه السيرورة‪ ،‬من أجل تحقيق هذا الهدف يمكن عرض المعطيات التالية ‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪333‬‬


‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫جدول رقم‪:3‬صعوبة الدخول إلى السوق ‪:‬‬ ‫صعوبة الدخول إلى السوق‬

‫ت‬

‫‪%‬‬

‫نعم‬

‫‪33‬‬

‫‪55‬‬

‫ال‬

‫‪27‬‬

‫‪45‬‬

‫المجموع‬

‫‪60‬‬

‫‪100‬‬

‫(السؤال رقم‪(47 :‬‬ ‫إن ما يحتويه الجدول من بيانات بالطبع يعكس ما صرحت به المبحوثات أثناء المقابالت‪،‬‬

‫ويبين الجدول أن ‪ 33‬إمرأة مقاولة من حجم العينة تجد صعوبة في الدخول إلى السوق بنسبة‬

‫‪ ، %55‬لقد أكدت النساء على الصعوبات التي تتلقاها المرأة في التعامل مع الممونين الزبائن‪،‬‬ ‫والمحيط بصفة عامة‪ ،‬التعامل مع المنافسين الرجال و كثرة المنافسة غير الشريفة مع بعض‬ ‫المقاولين ‪.‬‬ ‫في المقابل يوجد ‪ 27‬مفردة من المبحوثات من لم تجدن صعوبة في الدخول إلى السوق‬ ‫بنسبة ‪ % 45‬وسببهن في ذلك أنهن يملكن الخبرة الكافية وطريقة عملهن هي التي تفرض‬ ‫وضعيتهن في السوق‪.‬‬

‫وفي الحقيقة‪ ،‬إن ماتم إستنتاجه من المالحظات الميدانية ومن المقابالت المفتوحة أثناء‬ ‫أو خارج تطبيق وثيقة األستمارة‪ ،‬بدا لنا أن إجابات المبحوثات ال تعكس دائما الواقع وال تقدم‬

‫صورة حقيقية عنه‪ ،‬باإلعتماد على العديد من المؤشرات األخرى التي سبق مناقشتها كالمستوى‬

‫التعليمي للنساء المقاوالت (ثانوي) ونوع التكوين (تكوين مهني‪ )% 66.66‬والسوق المستهدفة‬

‫(محلية ‪ ،)%78.33‬صعوبة اإلنطالق في المشروع (‪ ) %76.66‬دراسة السوق (‪،) %80‬‬

‫تنافسية السوق (‪ ،)%88.33‬وبالنظر إلى طبيعة المشروع ذاته يمكن القول‪ ،‬أنه ال غرابة أن‬ ‫تجيب الكثير من النساء المقاوالت بعدم وجود صعوبات في الدخول للسوق‪ ،‬ألن المنطق الذي‬ ‫تتكلم به هذه الفئة يفرض ضرورة التكتم على الكثير من الضغوطات النفسية واإلجتماعية التي‬

‫تتعرض لها المرأة بالتحديد في سوق لم تكتمل معه القطيعة بين التقليد والحداثة أو بعبارة أخرى‬ ‫لم يتم التمفصل الكلي عن النسق التقليدي الذي ينظر للمرأة على أنها كائن بيولوجي ضعيف‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪334‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ليس له وجود إال في كنف الرجل‪ ،‬وليست رأسمال بشري ونوع إجتماعي له قدراته الخاصة‪ ،‬ألن‬ ‫إجابة ‪ %45‬من المبحوثات بعدم وجود صعوبات هي نسبة ال يستهان بها حتى وإن كانت ال‬ ‫تمثل األغلبية منهن ‪.‬‬ ‫إن إيجاد تفسير مقنع لهذا الموقف ليس سهال‪ ،‬فقد يرجع ذلك إلى محاولة البعض من‬

‫المبحوثات التغطية على الصعوبات التي تعيشها في السوق ألسباب إجتماعية‪ ،‬وقد يكون أيضا‬ ‫جوابا تريد صاحباته التأكيد على عكس ما صرحن به ال سيما وقد لمسنا تذم ار لدى األغلبية‬ ‫الساحقة على الضغوط الممارسة على المرأة من أطراف المحيط المختلفة‪ ،‬وال يمكن أن تتجاوز‬

‫هذا الوضع إال إذا كان معها الرجل (األب ‪ ،‬األخ‪ ،‬الزوج)‪ ،‬ولقد لمسنا لدى معظم من تحدثن‬ ‫معنا شعو ار بالظلم والقهر اإلجتماعي وبم اررة الواقع في نظر الكثي ارت منهن ومهما كان طبيعة‬ ‫مشروعها‪.‬‬ ‫وإننا ال نطرح هذه القضية إال ونحن على قناعة تامة أن السوق ليست بنية منفصلة عن‬

‫البنيات األخرى‪ ،‬وهي مفهوم مركب يشمل العديد من المفاهيم األخرى ( التموين‪ ،‬البيع المحيط‬

‫‪ ،‬المنافسين ‪،‬الزبائن ‪...‬إلخ) ‪،‬كما أن السوق قد يحمل في طياته أيضا المؤسسات الجبائية وشبه‬ ‫الجبائية‪ ،‬بالتالي فهو مركب يجمع في تفاعله العديد من المتناقضات ‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬صعوبات التسويق النسائي‪ :‬من جانب آخر فالتفكير السوسيولوجي يتطلب الكثير‬

‫من الشمولية لعدد من الزوايا على مستوى المجتمع والتي قد تكشف عن العديد من المشكالت‬ ‫التي تواجه هذه األخيرة‪ ،‬من هذا المنطلق فإنه يمكن القول أن الباحث في الواقع أمام نوعين من‬ ‫الصعوبات يتمثالن في ‪:‬‬ ‫‪ -1‬صعوبات متعلقة بالنشاط ذاته‪ ،‬النشاطات التي تمارس ألوقات طويلة ومتأخرة من الليل‪،‬‬

‫والذي يحمل الكثير من الضغوطات في محيط المرأة سواء الداخلي أو الخارجي‪ ،‬كما يعبر أيضا‬ ‫عن صعوبة المنافسة في هذا المجال‪ ،‬أيضا النشاطات األخرى كالتجارة والصناعات التقليدية‪،‬‬

‫هي كذلك تعبر عن صعوبات تتعرض لها هذه الفئة ال سيما‪ ،‬أنهن وكما صرحن دخلن فضاءات‬ ‫وإصطدمن بالواقع الفعلي والنزعة اإلحتكارية الشديدة في نفوس بعض المقاولين والتجار‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪335‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫‪:-2‬صعوبات متعلقة بالمرأة ذاتها‪ ،‬يتعلق األمر بتعابير مزيفة وغياب التلقائية أو الوقوع في‬ ‫إزدواجية التعبير الصريح والضمني‪ ،‬القبول والرفض‪ ،‬اإلعتراف واإلنكار‪ ،‬وأمام هذه الوضعية‬

‫نكون أمام نوعين من النساء تواجه الصعوبات ذاتها ولكن آليات الدفاع مختلفة وهنا البد من‬ ‫اللتأكيد على المتوسط الحسابي لسن النساء المقاوالت ‪ 37‬سنة وهو يعبر عن فئة شابة ‪ ،‬هذين‬ ‫النوعين يتمثالن في ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المرأة المتزوجة التي تدخل للسوق وهي مدعمة بمن يحميها من آليات السوق المختلفة‬

‫‪‬‬

‫المرأة العازبة والمطلقة واألرملة التي تعبر عن صعوبات مماثلة بل أكثر لكن دخولها‬

‫(الزوج) والذي يشكل بالنسبة للسوق والمجتمع حصن ال يمكن إختراقه بسهولة ‪.‬‬

‫للسوق يكون بآليات مختلفة من واحدى ألخرى‪ ،‬ألن اآللية الدفاعية ضد السوق قد يكون األخ‬ ‫أو اإلبن أو األب أو اإلستعراض الجسدي المبالغ فيه والذي تقوم به المرأة كآلية إلستجداء‬ ‫اإلعجاب ولكي تصل إلى غاياتها‪ ،‬وهنا تكون المرأة أمام خياران مهمان يعبران عن إستنادها‬

‫لرأسمالها كطاقة وآلية جبارة تتيح تجاوز الصعوبات كما يعبر عنه بيار بورديو وكما سبق اإلشارة‬ ‫في أكثر من موضع ‪»:‬‬ ‫‪‬‬

‫رأسمال إجتماعي ناجم عن قوة العالقات اإلجتماعية المستندة إلى أصول إجتماعية‬

‫ذات نفوذ أصال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رأسمال الجسد كالجمال والجاذبية «‪)22(.‬‬ ‫قد يبدو من هذا التفسير أننا قد سقطنا في مطب الذاتية النسوية أو التبرير من‬

‫منطلق اللغة التقريرية‪ ،‬فنحن كغيرنا من النساء مشروطات في جزء من تكويننا الفكري بالموروث‬

‫الثقافي ولكن قد يبرر جانبا مما قلناه ما تذهب إليه دراسة في هذا الصدد أنه عندما تتعلم األنثى‬ ‫وتقتحم معترك الحياة العملية وتعي دونيتها الموروثة ثقافيا‪ ،‬فإنها في ال وعيها تظل مشدودة‬

‫إلى تلك الصورة‪ ،‬ويظل دورها الذي رسمه لها هذا الموروث يشدها إليه‪ ،‬وهكذا فإن خروجها عن‬ ‫دورها المحدد لها لم ينتج عنه تنحية هذا الموروث‪ ،‬ال بل ظل يفعل فعلته في بنيتها الذهنية‬

‫وبنية الرجل‪ ،‬إنهما محافظان‪ ،‬متمسكان بالعادات والتقاليد مع تحرر ظاهري فقط ألن كال‬ ‫منهما أسير قيود الموروث التي تكبله من الداخل ‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪336‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫وفي معرض حديثنا عن اآلليات التي تستخدمها المرأة المقاولة للدخول إلى السوق‬

‫لتوفر لها الحماية الالزمة من قوة السوق فإننا‪ ،‬نفسر جانبا مما قلناه‪ ،‬من ثم يغدو مفهوما‬

‫ومتوقعا أن تخشى المرأة اإلقدام على تحمل مسؤولية مصيرها‪ ،‬خاصة مع بقاء كل هذا الموروث‬ ‫من المخاوف المغروسة فيها إلبقاءها تابعة وراضية بذلك ألنه يوفر لها الحماية واإلستقرار وهي‬ ‫أمام أول إمتحان سرعان ما تنسحب إلى مواقعها القديمة خوفا من مغبة دفع ثمن محاولة قد‬

‫تكون فاشلة‪ ،‬هذه الحالة يتجسد فيها عسر اإلنسالخ عن األطر التقليدية وعسر الولوج في‬ ‫منظومة الحداثة وهي حالة من حاالت التغير المنقوص (‪.)23‬‬ ‫وفي سياق مواصلة عملية البحث‪ ،‬ومن أجل رسم صورة واضحة عن سيرورة المرأة‬ ‫المقاولة في التسويق السياحي والرهانات المتعلقة به‪ ،‬وسعيا إلى محاولة الكشف عن اآلليات‬

‫التي تواجه بها المرأة السوق‪ ،‬طلبنا منها اإلجابة على السؤال ‪ ":‬إذا واجهتك مشكلة مهنية‪ ،‬ماهي‬

‫الطريقة التي تعتمديها لحل هذه المشكلة؟ "‪ ،‬وقد كان الهدف من سؤالنا كما هو واضح‪ ،‬هو‬

‫السعي إلى الكشف عن اآلليات الخفية التي تحكم سيرورة المقاولة النسوية في المجتمع ومحاولة‬ ‫تسليط الضوء بشكل أكبر على طبيعة الصعوبات التي تعترض المرأة في التسويق السياحي ‪،‬‬ ‫وقد كانت ردود مفردات العينة كما يلخصه الشكل التالي‪:‬‬ ‫الشكل رقم ‪ 2:‬يوضح الطريقة التي تواجه بها المرأة المقاولة المشاكل المهنية‪.‬‬

‫بحكمة‬ ‫تحمل‬ ‫المسؤولية‬ ‫اللجوء إىل‬ ‫األهل‬ ‫عدم وجود‬ ‫مشاكل‬

‫‪46,66‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪23,33‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪337‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫إن أهم مالحظة في تقديرنا يمكن تسجيلها في قراءة هذه المعطيات أعاله‪ ،‬هي أن‬ ‫الصعوبات موجودة فعال وتواجه المرأة من خاللها الضغوطات الممارسة في الواقع الفعلي‪ ،‬قد‬ ‫يعطي تفسير آخر مقنع في حدود المعلن والمضمر‪ ،‬ألن إجابة ‪ 12‬مفردة من المبحوثات بنسبة‬ ‫‪ % 20‬بعدم وجود مشاكل أصال يدخل في حدود المضمر أحيانا ألن الشواهد من المقابالت‬ ‫والمالحظة الميدانية تكشف عكس ذلك‪ ،‬السيما مع عمال المشروع‪ ،‬والزبائن في أغلب األحيان‪،‬‬

‫وهي تعكس الصورة التي لم تصرح بها نفس النساء الالتي ليس لديهن مشاكل أصال‪ ،‬في حين‬

‫تفضل بعض المبحوثات اللجوء إلى تحمل هذه المشاكل وتواجهها بكثير من تحمل المسؤولية‬

‫دون اللجوء إلى أحد وعددهن ثالث نساء بنسبة ‪ %5‬وهي نسبة قليلة إذا ما تم مقارنتها بمن‬

‫تلجأ إلى األهل لحل هذه المشاكل كآلية دفاعية ناجعة في مواجهة محيط قد يحمل معه الكثير‬ ‫من الضغوطات‪ ،‬وعددهن ‪ 14‬امرأة بنسبة ‪%23.33‬‬ ‫وتبقى ‪ 24‬امرأة بنسبة ‪ %46.66‬حكيمة في تصرفاتها لكسب المواقف لصالحها‪،‬‬ ‫ال سيما أن أي صدام مع المحيط أو الزبائن أو عمال المشروع ليس في صالحها أو في صالح‬ ‫مشروعها ‪.‬‬ ‫ومهما كانت اآللية الدفاعية التي تنتهجها المرأة لمواجهة مشروعها ال تخرج عن إحدى‬ ‫ميزتين ‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬تتعلق بأنماط السلوك والسمات النفسية المطلوب توفرها في المرأة والمتوجة بحماية الرجل‬ ‫(أخ‪ ،‬أب‪ ،‬زوج‪ ،‬إبن)‪.‬‬

‫الثانية ‪:‬حتى وإن كانت في موقف المخاطر و منتهز للفرص والمسير لمشروعها فإن صفاتها‬

‫التخرج عن وضعها كأنثى‪ ،‬و أن النساء المقاوالت في تسييرهن لمشاريعهن تملن حسب‬

‫‪ Jonhson‬و ‪ Selon Eagly‬إلى » التكيف مع النمط األكثر ديمقراطية ومشاركة ألنهن‬ ‫أكثر تساهال في عالقاتهن اإلجتماعية وأن المرأة حسب معايير المجتمع ال يجب أن تتحكم‬ ‫ودورها أن تشتغل مع األخرين (أسطورة أن المرأة دورها بيولوجي الوالدة)‪ )24(.‬وأخي ار المدة‬ ‫القليلة التي مارست فيها المرأة دورها المقاوالتي‪ ،‬ما يعطي تفسير مقنع لتعامل المرأة الحكيم مع‬ ‫المشاكل التي تواجه مشروعها ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪338‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ومها كانت نتائج هذين المؤشرين (صعوبة الدخول إلى السوق ) و(الكيفية التي تواجه‬ ‫بها المرأة هذه الصعوبات أو المشاكل )‪ ،‬فإنه يمكن القول أن مقاربة النوع اإلجتماعي المطبقة‬ ‫من طرف الجزائر سنة ‪ 2007‬بشأن المساواة وتمكين المرأة بالتالي إزالة كل العراقيل التي تمنع‬ ‫اإلندماج اإلجتماعي والمهني لم تؤتي ثمارها كاملة‪ ،‬وربما قد نجحت إلى حد كبير في زيادة‬ ‫عدد الطالبات‪ ،‬العامالت والمقاوالت ولكن ليس في كسر الذهنيات وإحداث القطيعة الكاملة بين‬

‫الموروث الثقافي والحداثة بكل مدلوالتها‪ ،‬ولعل سبب قبول الرجل لمفهوم النوع اإلجتماعي‬

‫ليس قناعة منه لجدوى هذا المفهوم بل قد تكون عدم تمكينه من الوفاء بمستلزمات منزله‬ ‫الضرورية أو بسبب رغبته في تحسين مستوى معيشته‪ ،‬وأن النظام اإلجتماعي يمنح المفاضلة‬

‫إلعتبارات أخرى غير تلك المبنية على التبرير اإلقتصادي ‪.‬وما دفعنا إلى هذا القول المعطيات‬ ‫المأخوذة من المالحظات دون مشاركة من خالل األقوال التي تصدر عن النساء المقاوالت‬

‫والمواقف واألفعال التي تترابط معها ومن خالل الوضع العالئقي للنساء المقاوالت‪ ،‬ألنه كان‬ ‫من الجدير تفحص الواقع العيني الذي يتجذابه المجتمع الرسمي والمجتمع المعاكس مع معايره‬ ‫وقيم ومنظومته ويقدمان صورة عالمين مؤسسين ومتعارضين بقوة‪ ،‬أحكام مؤسسية وأحكام ال‬ ‫مؤسسية أو قابلة لتأسيس‪.‬‬ ‫مناقشة نتائج الدراسة‬ ‫وفي ظل هذا الوضع بالذات‪ ،‬قد يمكن القول أن المقاولة لم تعد ذلك الحقل الذي تتم‬ ‫فيه التنشئة المهنية المقاوالتية حيث تسمح بتبادل المعارف واإلبداع والتعبير عن األفكار المهنية‬ ‫من جهة ولم ترقى المقاولة في المجتمع إلى تلك البنية اإلجتماعية التي تساعد على بناء‬

‫عالقات بين كل الفاعلين فيها وهو ما يقال عن الحقل السياحي الذي يعبر عن تصور مبتور‬ ‫للتسويق السياحي بكل ما يحمله من رهانات مستقبلية‪.‬‬ ‫و بالنظر إلى األدبيات التي تناولت موضوعي المقاولة و الساحة‪ ،‬فإن المعطيات‬ ‫الميدانية تكشف عن فئة (النساء المقاوالت) غير واعية بحدود ما أقبلت عليه‪ ،‬بحيث تبدو‬ ‫ديناميكيتها خفية وتعبر عن منطق اجتماعي أو شبكة اجتماعية‪ ،‬السيما إذا تمت اإلشارة إلى‬ ‫المسار الذي تتميز به المقاولة والسياحة في الغرب باعتبار أن سلوكات وقيم ومعايير و البنيات‬

‫التي تفترضها سيرورتي المقاولة والسياحة كمقاربات فعالة وموضوعية تؤدي إليها وذلك تماشيا‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪339‬‬


‫د‪ .‬سميحة عليوات‬

‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‪...‬‬

‫مع بروز النظام الرأسمالي واقتصاد السوق‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن هذا المسار للمقاولة والسياحة‬ ‫في الغرب كان ناتجا أساسا من الداخل بالتالي فإن الديناميكيات اإلجتماعية الداخلية هي التي‬ ‫سادت خالل عمليات البناء التدريجي لسيرورتي المقاولة و السياحة أو خلق الثروة‪ ،‬هذه العمليات‬

‫لم تكتسي معناها الحقيقي إال بالنظر إلى مسار تراكمي نظري منطلق من الداخل بفعل تولده‬

‫من اعتبارات داخلية وخضوعه لها في نهاية المطاف من مختلف فاعليها‪ ،‬لكن على العكس من‬

‫ذلك فإن المقاولة النسوية في سيرورتها أو إستراتجيتها الحالية تبدو تنطلق من ديناميكيات‬

‫اجتماعية خارجية تفترض من خالل قيمها و سلوكياتها و بنياتها مسار مخالف لمقاربة المقاولة‬ ‫وتنتج أو تعيد إنتاج منطق اإلجتماعي أكثر منه منطق علمي قائم على اإلستثمار‬ ‫السياحي وتراكم الثروة‪ ،‬بالتالي فإن مسار المقاولة النسوية كان ناتجا من الخارج على عكس‬

‫الديناميكيات اإلجتماعية الداخلية التي سادت و تسود خالل عمليات البناء التدريجي لمفهوم‬ ‫المقاولة وخلق الثروة في بالدنا‪ ،‬هذه العمليات لم تكتسي معناها الحقيقي من مسار تراكمي‬

‫نظري منطلق من الداخل بفعل تولده من اعتبارات خارجية وال تكون خاضعة له في النهاية‬

‫كونها خاضعة العتبارات أخرى ال تعبر عن تراكم نظري بقدر ما تعبر عن منطق اجتماعي‬

‫وشبكات اجتماعية‪.‬‬ ‫وفي األخير قد يكون من المهم لفت اإلنتباه إلى اإلمكانيات الهائلة التي توفرها الدولة‬

‫لدعم ومرافقة الفاعلين في حقل المقاولة و تطوير ثقافة السياحة ضمن متطلبات إقتصاد السوق‬

‫ومقاربة النوع اإلجتماعي‪ ،‬لبعث وتيرة تكون في مستوى متطلبات المرحلة‪ ،‬شريطة أن‬

‫يخصص لذلك كافة البناءات الالزمة (الهيئات المختلفة) وأعوان واعين أكثر بما هم مقدمين‬

‫عليه وأكثر تحديدا لطرق عملهم و إحترافيتهم و إستراتجياتهم (النساء المقاوالت)‪ ،‬مع ذلك فإن‬ ‫البناءات ولعوامل عديدة قد تكون مقصرة في مهامها واألعوان يعبرون عن دور غير مكتمل مما‬

‫يعبر عن إعادة إنتاج منطق خاص ال يشجع على إستم اررية المشاريع المقاولتية وال عن مستقبل‬ ‫السياحة في بالدنا أكثر تحديدا ما يجعل المقاولة النسوية محل تساؤل مستمر عن دورها وفعاليتها‬ ‫بالتالي عن مستقبلها ال سيما أن المطلوب من وجهة نظرنا هو امرأة مقاولة محترفة عالمية‬ ‫في كفاءاتها وطموحاتها و إستراتيجياتها ومحلية في قيمها وأخالقها‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪340‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬ ‫وفي الختام قد تكون هذه الدراسة رغم محدودية معطياتها ونطاقها قد أجابت ولو جزئيا‬ ‫عن األسئلة التي أثارتها إشكاليتها‪ ،‬وبالتالي قد رسمت صورة واضحة إلستراتجية فئة سوسيومهنية‬ ‫تتخذ من المقاولة مسا ار مهنيا‪.‬‬

‫وإننا ال ندعي فيما قدمنا أننا وفينا الموضوع حقه فقد نكون قد أغفلنا جوانب عديدة ولم نعالج‬ ‫الموضوع معالجة كافية‪ ،‬لكننا نرجو فقط أن ال نكون قد وقعنا في الذاتية أو اللغة الخطابية‬ ‫التقريرية‪ ،‬رغم أننا حاولنا جاهدين أن ال يكون كذلك ألن الباحث كغيره مشروط في تكوينه‬

‫بخصوصيات ثقافية و اجتماعية محلية‪.‬‬

‫هكذا قد نكون قد أحطنا في هذه المداخلة بإستراتجية النساء المقاوالت في التسويق‬

‫السياحي‪ ،‬بالكشف عن أهم اآلليات التي تعرقل المقاولة النسوية والتسويق السياحي وتحول دون‬ ‫جعلهما يواكبان التحوالت التي تط أر على مختلف الحقول اإلقتصادية والمعرفية بالتالي تساهم‬ ‫المقاولة النسوية في تحقيق تسويق سياحي ناجع وفعال في تطوير اإلقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪----------------‬‬

‫‪1) Alain FAYOLLE , introduction à l’entrepreneuriat, édition donod, PARIS,‬‬ ‫‪2005,p 16-17.‬‬ ‫‪2)Alain FAYOLLE et Louis Jacques FILION, devenir entrepreneur ,edition village‬‬ ‫‪mondial ,paris 2006,p21-22.‬‬ ‫‪3)w.w.w. algeria-invest 24-06-2011‬‬ ‫‪4)Diane CHAMBERLIN STRACHER , femmes entrepreneur : catalyeurs de‬‬ ‫‪transformation ,traduction pierre spierckel, the erropean bahà’i business forum,‬‬ ‫‪PARIS ,1996,p4‬‬ ‫‪ )5‬مالكولم شاوف‪ ،‬إدارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تبدل أدوار مؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عصر‬

‫العولمة ‪ ،‬ترجمة طارق عبد الباري وآخرون مكتبة األكاديمية الطبعة األولى مصر‪، 2009،‬ص‪65‬‬ ‫‪ )6‬مالكولم شاوف‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪66-65‬‬

‫‪)7‬شريف حمزاوي‪ ،‬عن مفهوم اإلسراتجية في إدارة األعمال‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة منشورات الجامعة ‪،‬‬ ‫عن نادي اإلقتصادي الثقافي والرياضي‪،1999،‬ص‪.1‬‬ ‫‪http://blastak.blogspot.com-8‬‬ ‫‪-9‬عبد هللا عبدهللا بن جمعان الغامدي ‪http://kenanaonline.com 07/09/201218.04‬‬ ‫‪ar.wikipedia.org-10‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪341‬‬


...‫دور المق اولة النسوية في التنمية المستدامة دراسة تحليلة بمدينة عنابة‬

‫ سميحة عليوات‬.‫د‬

11) Michel MARCHENSAY, management stratégique ,édition l’adreg, 2004,p233. )voir, Erice BRANGIER et autres, les dimension humaines ou travail théories et 12 pratiques de la psychologie du travail et des organisation, pesses uneversitaires de nancy, 2010,p356-374 http://kenanaonline.com 07/09/201218.04 :‫ عبدهللا بن جمعان الغامدي‬-14 15) voir, Gilet ANNE ,les femmes créations de petites et moyennes entrepris en algérie :motivations ,parcours scioprofessionels et stratégies d’existence , g.r.i.o.t et c.r.e.a.d, ALGERIE, p01-02 . 16) Frank ROBERT et Autres ,les entrepreneurs dans les technologies de l’infomation et de la communication proposition d’une typologie, revue internationale pme, vol 23 presses de l’université du Québec ,2010,p73. 17)Alain FAYOLLE, entrepreneuria apprendre à entreprendre edition dunod ,PARIS, 2004,p69. 18) Michel MARCHENSAY, management strategique ,edition l’adreg, 2004,p233 19)Alain FAYOLLE , entrepreneuria apprendre à entreprendre edition dunod ,PARIS, 2004,p312. 20) Alain FAYOLLE , introduction à l’entrepreneuriat, edition donod, PARIS, 2005,p15. 21)Alain FAYOLLE , ibid , p 15 22) Judy ROSENER ,les femmes ne dirigent plus comme les homme, review ways women lead of harvard business school , novembre-décombre 1990,p 33. ،‫ الوجيز في النظريات اإلجتماعية التقليدية والمعاصرة الجزء الثاني‬،‫) أكرم حجازي‬23

45‫ص‬،w.w.w.uluminsania .net /a156.htm: ‫من الموقع‬، ‫ اليمن‬، ‫جامعة تعز‬

،‫ جامعة دمشق‬، )‫اإلجتماعية‬-‫ عقبات دور المرأة التنموي دراسة في عوامل الثقافية (الدينية‬،‫)أنصاف حمد‬24 .2007 ‫ مارس‬22-18 ‫ من‬، ‫ سوريا‬،‫الملتقى الدولي المرأة العربية في التنمية المجتمعية‬

342

‫هـ‬1439 ‫ رجب‬.‫ م‬2018 ‫مارس‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫التسويق بالعالقات وتحقيق رضا العميل‬

‫دراسة حالة عمالء مجمع صيدال لوالية بشار‬ ‫أ‪ .‬محمد بن يحي‬

‫جامعة طاهري محمد بشار‪ .‬الجزائر‬

‫أ‪.‬د بودي عبد القادر‬

‫جامعة طاهري محمد بشار‪ .‬الجزائر‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يعتبر العميل بالنسبة منظمات األعمال عصب ومركز اهتمام نظ ار للدور الرئيسي‬

‫الذي يلعبه في ظل التحوالت المختلفة الذي يشهدها عالم األعمال اليوم من منافسة شديدة‬ ‫للغاية‪ ،‬فبفضل التحوالت التي مست مفهوم التسويق ظهرت مفاهيم حديثة‪ ،‬تركز على العميل‬

‫كمدخل لنجاح العملية التسويقية لديها‪ ،‬فمن بين هاته المفاهيم التسويق بالعالقات‪ ،‬مما أجبر‬ ‫العديد من منظمات األعمال بتطبيقه‪ ،‬حيث يهدف إلى بناء عالقات قوية مع العمالء‬

‫ألطول فترة ممكنة‪ .‬وطبقت الدراسة على مجمع صيدال لصناعة األدوية في الجزائر‪،‬‬ ‫العتباره أحد منظمات األعمال الرائدة في هذا المجال‪ ،‬وتبنيه لمفهوم التسويق بالعالقات‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التسويق بالعالقات‪ ،‬العميل‪ ،‬الوالء‪ ،‬رضا العميل‬

‫‪ABSTRACT‬‬ ‫‪Business organizations consider customers as a backbone and a‬‬ ‫‪central concern in their activities, because of the role they play in the‬‬ ‫‪organization's success. In this regard, and due to multiple changes that the‬‬ ‫‪concept of marketing has endured, new insights have been introduced to‬‬ ‫‪emphasize the customer's role as a means to a successful marketing process.‬‬ ‫‪Among modern notions that opened up new insights, relationship marketing,‬‬ ‫‪which many organizations were forced to take into account. This notion aims‬‬ ‫‪at building up possible and strong long-term relationships with customers,‬‬ ‫‪Our research work has focused on the Algerian pharmaceutical group,‬‬ ‫‪Saidal, a leading company in its field which has adopted relationship‬‬ ‫‪marketing.‬‬ ‫‪Key words: Relationship Marketing, customer, customer's satisfaction,‬‬ ‫‪loyalty‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪343‬‬



‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫مقدمة‬

‫العدد ‪04‬‬

‫فبعد أن كان اهتمام المنظمات ينصب على جذب العمالء و العمل على تلبية‬

‫حاجاتهم و رغباتهم لضمان االستمرار و البقاء‪ ،‬أصبح لزاما عليها كسب العمالء و قدرة‬ ‫المحافظة عليهم أطول فترة ممكنة‪ ،‬من خالل إقامة عالقات تفاعلية وطيدة و دائمة معهم‬ ‫فإدراك منظمات األعمال أن سر نجاحها و بقائها ومحور أنشطتها هو" العميل "من خالل‬

‫التميز في العالقة التي تربطهما كل هذا أدى إلى ظهور مفهوم "التسويق بالعالقات "الذي‬

‫يرتكز على إقامة عالقات دائمة و متينة مع العمالء الحاليين و المرتقبين وتسخير كل‬

‫اإلمكانيات إلشباع حاجاتهم‪ .‬كما يساهم رضا العميل ووالئه في بقاء منظمات األعمال‬ ‫واستمرارها خصوصا في ظل المنافسة الكبيرة أين يصعب الحصول على عمالء جدد‪ ،‬مما‬

‫يجعل مستقبلها مرهون بمدى امتالكها لقاعدة كبيرة من العمالء الحاليين واألوفياء‪ ،‬ويكسبها‬ ‫ميزة تنافسية مستدامة من خالل تحسين جودة المنتوج (سلعة ‪ /‬خدمة)‪ .‬ولدراسة الموضوع تم‬

‫أخذ نموذج لمجمع صيدال بإعتباره رائدا في مجال صناعة األدوية في الجزائر‪ ،‬استنادا على‬

‫كل ما سبق يتبادر لذهننا طرح إشكالية الدراسة والتي مفادها هل استخدام المؤسسة‬ ‫للتسويق بالعالقات تأثير على تحقيق رضا العميل ؟ وما واقع ذلك على حالة المؤسسة‬

‫الجزائرية ؟ وانطالقا من اإلشكالية الرئيسة تشتق منها العديد من األسئلة الفرعية كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬ما المقصود بالتسويق بالعالقات وفيما تتجلى أهميته؟‬

‫‪ ‬ما ضرورة االهتمام برضا العميل ؟ و كيف يتم تحقيقه ؟‬

‫‪ ‬هل يهتم مجمع صيدال على عناصر التسويق بالعالقات من أجل تحقيق رضا العميل ؟‬ ‫فرضيات الدراسة‪ :‬وكإجابات مبدئية لألسئلة الموضوعة‪ ،‬وأمال في تحقيق أهداف الدراسة‬ ‫وضعنا مجموعة من الفرضيات كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬التسويق بالعالقات يساهم في توليد عالقة بين المنظمة والعميل والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫‪ ‬رضا العميل هو أسلوب تسعى إليه المنظمة للمحافظة على العميل الحالي وتوفير‬ ‫متطلباته وحاجاته‪.‬‬ ‫‪ ‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين عناصر التسويق بالعالقات و تحقيق رضا‬ ‫العميل لدى مجمع صيدال‪.‬‬

‫و لقد تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق هدف الدراسة وهذا نظ ار‬

‫لعنوان البحث الذي يستدعي إبراز وتحليل مجموعة من العالقات والتفاعالت‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪345‬‬


‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫‪ ‬دراسة حاتم نجود بعنوان( تفعيل رضا الزبون كمدخل استراتيجي لبناء والئه‪) 2005،‬‬ ‫تناولت الوالء بشكل مفصل من خالل ربطه بالرضا و توصلت إلى نتائج مهمة أبرزها‬ ‫أن العميل الراضي هو ورقة رابحة للمؤسسة و الحفاظ عليه يضمن بناء والئه‪.‬‬

‫‪ ‬رسالة بنشوري عيسى بعنوان (دور التسويق بالعالقات في زيادة والء‬

‫الزبون‪ )2009،‬الذي تناول فيها مفهوم التسويق بالعالقات و كذا إدارة عالقة العميل‬

‫و تطبيقاتها كما تطرق لمفهوم الوالء بشيء من التفصيل و عالقته بالرضا و القيمة و‬ ‫دوره في تنمية وجودة العالقة مع العميل‪.‬‬ ‫‪ ‬دراسة ناريمان بن عبد الرحمان بعنوان (التسويق بالعالقات في المؤسسات الخدمية‬ ‫السياحية‪ )2011،‬تناول فيها مختلف المضامين التي يرتكز عليها مفهوم التسويق‬ ‫بالعالقات واالهتمام بالعمالء‪ ،‬واالهتمام بالعاملين بتكوينهم تكوينا أكاديميا‪ ،‬وكذا‬ ‫ضرورة إنشاء نظام فعال الستقبال العمالء والتقليل من حاالت عدم الرضا‪.‬‬ ‫‪ ‬دراسة محمود يوسف ياسين بعنوان ( واقع ممارسات التسويق بالعالقات وأثرها في‬

‫بناء الوالء كما يراها عمالء البنوك التجارية في محافظة أربد العراق ‪ )2010،‬تناول‬ ‫فيه ضرورة الكشف عن الدور الذي يلعبه مفهوم التسويق بالعالقات في بناء الوالء عند‬

‫البنوك في محافظة أربد وكذا الجهود التي تبذلها المؤسسات المصرفية نحو العمل‬ ‫بمفهوم التسويق بالعالقات‪.‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التسويق بالعالقات‬

‫‪ .1‬تعريف تسويق بالعالقات‪:‬‬

‫حيث ظهر مفهوم التسويق بالعالقات ألول مرة في عام ‪ 1983‬و كان بيري أول من‬

‫استخدم هذا المفهوم وعرفه على أنه عملية جذب الزبائن‪ ،‬و االحتفاظ بهم و تعزيز العالقات‬ ‫معهم في منظمات متعددة الخدمات‪ ،‬واعتبره أنه عملية اجتماعية تعمل من خالل تفاعالت‬ ‫تتم بين عدة أطراف في إطار التبادالت التجارية‪.1‬‬

‫وعرفه كوتلر (‪ )Kotler‬على أنه" ‪:‬إنشاء عالقات طويلة المدى مع العميل أو مجموعة‬

‫من العمالء‪ ،‬تختارها المنظمة وفقا لمساهمتها في نجاحها"‪.2‬‬ ‫من خالل التعاريف السابقة يمكن القول أن التسويق بالعالقات على أنه عملية‬

‫لجذب العمالء والتواصل المستمر مع العمالء المربحين للمنظمة وتحسين وتطوير العالقات‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪346‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫معهم والتركيز على اكتساب والئهم من خالل بناء عالقات طويلة األمد مع العمالء و‬ ‫المحافظة عليهم‪ ،‬وصوال إلى ما يعرف بعميل مدى الحياة‪ ،‬من خالل تلبية حاجات العميل‪.‬‬ ‫‪ .2‬المبادئ األساسية للتسويق بالعالقات‪ :‬يرتكز تسويق العالقات على مجموعة من‬ ‫األنشطة اإلستراتيجية تقودها المنظمة لبناء عالقة طويلة المدى هي‪:3‬‬

‫‪ ‬معرفة العميل ‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلتصال والحوار مع العمالء‪.‬‬ ‫‪ ‬بناء والء العميل‪.‬‬

‫‪ ‬اشتراك العميل في المنظمة أو العالمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أهمية تسويق العالقات‪:4‬‬ ‫‪ ‬بالنسبة للمنظمات‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫تعتبر العالقات طويلة األجل مع العمالء هي ميزة تنافسية دفاعية للمنظمة‪.‬‬

‫تساعد المنظمات على الوصول إلى ما يعرف بعميل مدى الحياة‪ ،‬من خالل‬ ‫الوصول إلى العميل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تساعد على تحقيق أرباح وعائدات مستقرة ومستمرة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تحقيق الثقة وااللتزام والمشاركة في المعلومات بين المنظمة وعمالئها‪.‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للعمالء‪:‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫الراحة والثقة في التعامل مع الجهة التي أعتاد العميل على التعامل معها‪.‬‬

‫العالقات االجتماعية مع المسوق أو مقدم الخدمة والعاملين لديه التي تساعده على‬

‫الحصول على المعاملة الخاصة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التقليل من التكاليف التحول من مسوق ألخر سواء التكاليف االجتماعية أو‬

‫المادية‪.‬‬ ‫‪ -4‬أبعاد التسويق بالعالقات‪:‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ -‬الجودة‪ :‬وتعني إمكانية المنتوج في مواجهة توقعات العميل المرتقب‪ ،‬أي مدى تحقيقها‬

‫لرغبات وحاجات العمالء‪.‬‬

‫‪ -‬التحسن المستمر للجودة‪ :‬تحسين األداء والحصول على أفضل النتائج وهو السعي‬

‫المتواصل للمنظمة في تحسين جودة منتجاتها والعمل على تطويرها بصفة مستمرة‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪347‬‬


‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫ شكاوي العمالء‪ :‬هي توقعات العمالء التي لم تقم المنظمة بإشباعها‪ ،‬وهي سالح ذو‬‫حدين إذا تم االهتمام بها زاد والء العمالء للمنظمة‪ ،‬وإذا تم إهمالها يتحول عمالئها إلى‬

‫منافسيها‪.6‬‬ ‫‪ -‬تقوية العالقة بين المنظمة والعمالء‪:‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ ‬توفير نظام اتصاالت يسمح بتبادل المعلومات بين المنظمة والعمالء ‪.‬‬ ‫‪ ‬محاولة في تقوية العالقة مع العمالء وإرضائهم ‪.‬‬

‫‪ ‬كسب رضا العميل في ساحة المعركة التنافسية في السوق اليوم تسعى المؤسسة‬ ‫دائما لبناء عالقات طويلة األجل معه‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -‬التسويق الداخلي‪ :‬هو عبارة عن مجموعة من السياسات واإلجراءات التي تقوم بها‬

‫المنظمة من أجل جذب أفضل الكفاءات واالهتمام بحاجاتهم ورغباتهم وتلبيتها من أجل‬ ‫تحقيق رضاهم‪ ،‬وبالتالي تقديم أفضل خدمات ممكنة مما ينعكس إيجابا على رضا العمالء‬ ‫وبالتالي تحقيق أهداف المنظمة‪.‬‬ ‫‪ -7‬مكونات التسويق بالعالقات‪:‬‬

‫‪ ‬االتصال‪ :‬االتصال بالعمالء من بين السمات التي تتميز بها المنظمات التي تقوم‬ ‫بإدارة عمالئها مباشرة من خالل التقنيات الخاصة بالتسويق مثل‪ :‬التسويق عبر التلفون‬ ‫أو البريد المباشر و االنترنت‪.9‬‬ ‫‪ ‬الثقة‪ :‬هي االستعداد لالعتماد على شريك التبادل سواء كان ذلك من جانب العميل أو‬ ‫المسوق‪ ،‬كما أنه ال يتصف فقط بالسلوك و إنما أيضا بخصائص جوهرية كالدفاعية‪،‬‬ ‫الكفاءة‪ ،‬األمانة‪ ،‬النزاهة‪ ،‬المصداقية‪ ،‬الشفافية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬االلتزام‪ :‬يعتبر االلتزام على انه رابط اجتماعي يربط البائعين والمشترين بعالقات‬

‫شخصية أكثر من مجرد اعتبارها عالقات شراكة‪ .11‬حيث يوجد ثالث صيغ لاللتزام‬

‫كما يلي‪ :12‬االلتزام الشخصي ‪ ،‬االلتزام األخالقي‪ ،‬االلتزام الهيكلي‪.‬‬

‫‪ ‬التعاطف‪ :‬يسعى إلى فهم حاجات و رغبات العمالء‪ ،‬و مشكالتهم و العمل على‬

‫حلها‪ ،‬و تقديم الخدمات اإلضافية المرافقة للمنتجات‪ ،‬و العمل على مواكبة توقعات‬ ‫العمالء بشكل مستمر‪ ،‬و هي مسؤولية مشتركة لجميع موظفي المنظمة‪.13‬‬

‫‪ ‬التبادلية‪ :‬يقصد بالتبادل تقديم كل من األطراف االمتيازات للطرف األخر مقابل‬

‫الحصول على نفس االمتيازات‪ ،‬و التبادلية أو المعاملة بالمثل شرط أساسي في التسويق‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪348‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫بالعالقات‪.14‬‬

‫‪ ‬الروابط ‪ :‬تصرف كل من البائع والمشتري بطريقة واحدة لهدف واحد‪ ،‬و كلما كانت‬ ‫هناك روابط مشتركة أكثر كلما زاد والء و رضا العمالء‪.‬‬

‫‪ ‬القيمة المشتركة‪ :‬و نقصد بها المنافع االقتصادية و المعنوية التي تعود على كل من‬ ‫البائع و المشتري‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬رضا العميل‬

‫‪ -1‬تعريف رضا العميل‪ :‬هو أعلى درجة من القناعة يدركها الزبون بخصوص منتوج معين‬

‫يشبع حاجاته المعلنة والضمنية مما ينعكس على تقبل هذه المنظمة ومنتجاتها وفاعليتها‬ ‫وتحين صورتها لديه من خالل مقارنة توقعاته أو خبراته الشخصية مع خدمات الفعلية‬

‫‪15‬‬

‫يمكن القول بأنه هناك ثالث مستويات يمكن أن تحقق وهي‪:16‬‬

‫‪ -1‬األداء أقل من التوقعات = العميل غير راضي‬ ‫‪ -2‬األداء يطابق التوقعات = العميل راضي‬

‫‪ -3‬األداء أكبر من التوقعات = العميل راضي وسعيد للغاية‬

‫‪ -2‬أهمية رضا العميل‪ :‬يستحوذ رضا العميل على أهمية كبيرة في سياسة أية منظمة ويعد‬ ‫من أكثر المعايير فاعلية للحكم على أدائها وتتمثل فيما يلي‪:17‬‬

‫‪ ‬إذا كان العميل راضيا عن أداء المنظمة سيتحدث إلى اآلخرين مما يولد عمالء جدد‪.‬‬ ‫‪ ‬إذا كان العميل راضيا يكون هناك زيادة تكرار تعامالت العميل مع المنظمة‬

‫‪18‬‬

‫‪ ‬رضا العميل عن المنتج المقدم إليه من قبل المنظمة سيقلل من احتمال توجه العميل إلى‬ ‫منظمات أخرى أو منافسة‪.‬‬

‫‪ ‬يمثل رضا العميل تغذية عكسية للمنظمة مما يقود المنظمة إلى تطوير منتجاتها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬خصائص رضا العميل‪ :‬يمكن التعرف على طبيعة الرضا من خالل الشكل التالي‪:‬‬ ‫الشكل رقم (‪ )1‬خصائص الرضا‬ ‫الجودة المدركة الجودة المتوقعة‬

‫الرضا الذاتي‬

‫الرضا النسبي‬

‫الرضا التطوري‬

‫‪Source: Daniel Ray, Musurer et developper la satisfaction des clients,‬‬ ‫‪2 eme tirage édition d’organisation, paris, 2001, P22 .‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪349‬‬


‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫‪ -4‬محددات رضا العميل‪ :‬رضا العميل هو الفجوة بين توقعات العميل و األداء بعد استهالك‬ ‫للسلع والخدمات حيث تتعدد المحددات وتختلف باختالف المنتج ‪ ،‬وبين طبيعة العمالء‪،‬‬

‫والعوامل المؤثرة فيهم وسوف يتم التطرق إلى أهم هذه العناصر‪:‬‬

‫‪ ‬التوقعات‪ :‬تمثل تطلعات أو أفكار العميل بشأن احتمالية ارتباط أداء المنتج بخصائص‬ ‫ومزايا معينة متوقع الحصول عليها منه‪.‬‬

‫وهناك عدة تصنيفات للتوقعات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬صنف ‪ Day‬توقعات العمالء إلى ثالثة أنواع هي‪:‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ ‬التوقعات عن طبيعة وأداء المنتج‪:‬‬ ‫‪ ‬التوقعات عن تكاليف المنتج‪:‬‬

‫‪ ‬توقعات عن المنافع أو التكاليف االجتماعية‪ :‬يمكن للعميل تحديد تطلعاته من خالل‪.20‬‬ ‫‪‬‬

‫معرفة سابقة بخصائص المنتج‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اتصاالت مع الجماعات المرجعية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التعرض للمثيرات التسويقية مثل‪ :‬اإلعالن‪ ،‬الترويج‪ ،‬السعر‪.‬‬

‫صنف كل من ‪ Woodside‬و ‪ Pitte‬التوقع إلى ثالثة أنواع هي‪:‬‬

‫‪21‬‬

‫توقع تنبؤي‪.‬‬

‫‪ ‬التوقع المعياري‪.‬‬ ‫‪ ‬التوقع المقارن‪.‬‬

‫‪ -5‬قياس رضا العميل‬

‫‪ ‬القياسات غير المباشرة (القياسات الدقيقة)‬

‫‪ ‬الحصة السوقية‪ :‬وعليه يمكن قياس الحصة السوقية من خالل عدد العمالء‪ ،‬رقم‬ ‫األعمال اإلجمالي أو الخاص بكل عميل و كمية المشتريات‪.‬‬

‫‪ ‬معدل االحتفاظ بالعمالء (أقدمية العمالء)‪ :‬ويعتمد قياس رضا أو عدم رضا العمالء‬ ‫على درجة تحديد العمالء سواء كانوا منظمات صناعية‪ ،‬موزعين و بائعوا الجملة‪.‬‬

‫‪ ‬جلب عمالء جدد‬ ‫‪ ‬المردودية‪ :‬ويمكن حساب المردودية من خالل قياس الربح الصافي الناتج عن كل‬ ‫عميل أو صنف من العمالء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫عدد المنتجات المستهلكة من قبل العميل‪ :‬إذا كان العميل يقتني أكثر من منتج‬

‫للمنظمة في ظل سوق غير احتكارية‪ ،‬فهذا دليل على أنه راضي عن المنظمة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪350‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ ‬تطور عدد العمالء‪ :‬يمكن اعتبار تطور عدد العمالء أداة للتعبير عن رضاهم‪ ،‬فإن‬

‫كان عدد عمالء المنظمة في تزايد‪ ،‬هذا يعني أن المنتجات تلبي أو تفوق توقعات‬ ‫العمالء مما ينتج عنه الشعور بالرضا‪.‬‬

‫كما أن هناك مقاييس أخرى بخالف المقاييس السابقة ومنها‪:‬معدل إعادة الشراء‪ ،‬معدل‬ ‫الوفاء و عدد شكاوي العمالء‪.‬‬

‫‪ ‬البحوث الكيفية‪ :‬وفي هذا اإلطار فالقياسات الدقيقة ال تعبر حقيقة عن شعور العميل‬ ‫بالرضا أو عدم الرضا‪ ،‬وهي تنجز بعيد عن العمالء‪ ،‬أما القياسات التقريبية (البحوث‬

‫الكيفية ‪ /‬البحوث الكمية) فهي تعتمد على انطباعات العمالء‪ ،‬وتعتمد البحوث الكيفية‬ ‫على االستماع للعميل و تتمثل في‪:‬‬

‫‪23‬‬

‫‪ ‬تسيير شكاوى العمالء‪ :‬ومن أجل معرفة العمالء غير الراضين هناك طريقتان‬ ‫متكاملتان‪:‬‬

‫‪24‬‬

‫‪‬‬

‫القيام بقياس رضا العميل‪ :‬إن هذه الطريقة جيدة لكنها تحتوي على عيب يتمثل في‬

‫أنه مهما كان عدد البحوث فإن هـذا القياس يكون متعلق بفترة معينة وفي المقابل‬

‫الرضا يكون مدى حياة العميل ولهذا يجب استخدام قياس خاص مستمر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إحصاء الشكوى‪ :‬تحليل الشكاوى له عدة منافع منها استهداف العمالء غير الراضين‪،‬‬

‫وكذا إحصاء دوافع عدم الرضا إذ على المنظمة أن تشجع العميل على تقديم اقتراحات‬

‫وانتقادات حول منتجاتها من خالل وضع صندوق لالقتراحات‪ ،‬سجل للشكاوى‪،‬‬

‫استعمال رقم أخضر للهاتف أو وضع قائمة استقصاء‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪ ‬بحوث حول العمالء المفقودين‪ :‬من خالل معرفة دوافع الرضا األكثر حسما والمرتبطة‬ ‫بالمنتجات المعروضة بعبارة أخرى لماذا نفضل منظمة على منظمة أخرى‪ .‬وماذا ينقطع‬ ‫بعض العمالء عن التعامل مع المنظمة؟‬

‫‪ ‬العميل الخفي‪ :‬العميل الخفي هي تقنية أخرى و طريقة أخرى لمعرفة رضا العميل‬

‫باستدعاء عميل خفي من قبل المنظمة ثم يطلب منه لعب دور العميل أمام العمالء‬

‫وتسجيل انفعاالتهم وردود أفعالهم وسلوكهم أثناء الشراء‪.‬‬ ‫‪ ‬البحوث الكمية‪ :‬يمر البحث الكمي بمراحل هي‪:‬‬

‫‪26‬‬

‫‪ ‬تحديد أهداف البحث‪ :‬تتمثل األهداف في النتائج المتوقع الحصول عليها من البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختيار العينة‪ :‬ويتم اختيار العينة وفق المراحل التالية‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪351‬‬


‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫‪‬‬

‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫طرق االستقصاء‪ :‬إن من أكثر الطرق لجمع البيانات األولية استخداما في مجال‬

‫الدراسات التطبيقية لبحوث التسويق تلك الطريقة التي تعتمد على االستقصاء‬

‫‪27‬‬

‫بين ثالث طرق أساسية هي‪ :‬المقابالت الفردية‪ ،‬االستقصاء بالهاتف و االستبيان‪.‬‬

‫ونميز‬

‫‪ ‬إعداد االستبيان و تجميع البيانات‪.‬‬

‫‪ ‬تحليل البيانات و عرضها‪ :‬باإلعتماد على الطرق اإلحصائية باستخدام برامج متطورة‬ ‫مثل ‪EVIEWS ، SPSS‬‬

‫‪ -6‬أدوات تحسين رضا العميل‬

‫‪ ‬التحول من حالة عدم الرضا إلى حالة الرضا‪:‬هي خمسة فجوات ترتكز على‬ ‫عنصري التوقعات و العرض (األداء)‬

‫‪28‬‬

‫و تتمثل هذه الفجوات في‪ :‬الفجوة األولى‬

‫(فجوة االستماع)‪ ،‬الفجوة الثانية (فجوة جودة اإلدراك) ‪،‬الفجوة الثالثة (فجوة االنجاز‬ ‫الفعلي) ‪ ،‬الفجوة الرابعة (فجوة االتصال) و الفجوة الخامسة (فجوة الرضا)‪.‬‬ ‫‪ ‬متابعة العميل‪ :‬تهدف إلى استمرار االتصال بينه و بين المنظمة إلى بناء عالقة قوية‬ ‫أن لكل عميل خصوصياته‪.‬‬ ‫يمكن تطويرها في شكل عالقات شخصية و فردية باعتبار ّ‬ ‫‪ ‬تحسين الجودة المدركة‪ :‬سبق و أشرنا إلى أن الجودة المدركة من مقدمات الرضا‪،‬‬

‫و التي يتم تقييمها من طرف العميل كجانب مهم من جوانب أداء المنظمة تحقق له‬ ‫جزء من مستوى الرضا لديه‬

‫‪ -7‬أسس التسويق بالعالقات وبناء والء العميل‬

‫يمكننا القول أن الوالء ينشأ من كال الطرفين‪ ،‬العمالء و المنظمات‪ ،‬ففي جانب‬

‫المنظمات يتمثل في قدرتها على فهم حاجات و رغبات العمالء‪ ،‬و ما يجول في خاطرهم من‬

‫توقعات و تطلعات عن المنظمة و هذا من شأنه أن يضيف تعزي از للعالقة التبادلية ما بين‬ ‫المنظمة و عمالئها ‪.‬‬

‫أما من جانب العمالء فإنه يتمثل في قدرتهم على اإلدراك‪ ،‬و التمييز بين ما تقدمه لهم‬ ‫هذه المنظمات من منتجات أو خدمات‪ ،‬و محاولة الوصول إلى حتمية بناء عالقات راسخة‬

‫مع منظمات دون األخرى لما تتمتع هذه المنظمات ببعض المزايا مثل الجودة أو السعر أو‬ ‫المعاملة الحسنة‪.‬إذن الوالء هو القلب النابض للتسويق بالعالقة و أساس بناء الوالء هو‬ ‫تسويق العالقات ‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪352‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫في اغلب األحيان يمنح العمالء والئهم العالي للمنظمة التي تمد جسور الثقة معهم من‬ ‫خالل قيامها بالتسويق بالعالقات و تعتمد على التغذية العكسية لمعرفة ردود أفعالهم‪ ،‬و من‬

‫ثم التحاور و التشاور معهم للوصول إلى ما يحتاجونه و يرغبون به فضال عن األخذ بآ ارئهم‬ ‫و مقترحاتهم الجيدة‪ ،‬و ينبغي إدارة تجاربهم السابقة التي تدعم ثقتهم و تعزز والئهم‬

‫‪29‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬دراسة حالة عمالء مجمع صيدال ( أطباء وصيادلة مدينة بشار)‬

‫‪ -1‬تقديم مجمع صيدال ومجال نشاطه‪:‬‬

‫يعتبر مجمع صيدال من أقدم المؤسسات الجزائرية‪ ،‬فهي تتمتع بقاعدة اقتصادية عريقة‬

‫و قوية في نفس الوقت‪ ،‬حيث تمكنت من اجتياز مختلف االضطرابات و التغيرات التي‬

‫شهدها االقتصاد الجزائري بنجاح و استمرار في التقدم بخطى مدروسة‪ ،‬مجمع صيدال هو‬

‫مؤسسة ذات أسهم يقدر رأس مالها بـ‪ 2.500.000.000 :‬دج‪ ،‬تهتم بتطوير و إنتاج‬ ‫وتسويق المنتجات الصيدالنية ذات استعمال بشري وبيطري‪.‬‬

‫‪ -2‬مهام مجمع صيدال‪ :‬يقوم مجمع صيدال بمهام كثيرة منها األساسية و أخرى ثانوية‪:‬‬ ‫‪ ‬المهام األساسية ‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ o‬إنتاج مواد مخصصة لصناعة الدواء‪.‬‬ ‫‪ o‬إنتاج األساس الفعال للمضادات الحيوية‪.‬‬ ‫‪ o‬االهتمام أكثر بالمهام التجارية‪ ،‬التوزيع والتسويق لمنتجات المجمع عبر الوطن‬ ‫و السعي الختراق األسواق الدولية‪.‬‬

‫‪ o‬تامين الجودة و مراقبة تحليل و تركيب الدواء‪.‬‬ ‫‪ o‬القيام بالبحوث التطبيقية و تطوير األدوية الجنيسة‪.‬‬ ‫‪ ‬المهام الثانوية ‪ :‬و تتمثل في األتي‪:‬‬ ‫‪ o‬إنتاج منتجات التعبئة و التغليف‬ ‫‪ o‬عبور و نقل السلع ‪.‬‬ ‫‪ o‬صيانة ذاتية لتجهيزات اإلنتاج والعمل على تطوير التقنيات المستعملة في اإلنتاج‬ ‫من أجل ضمان النوعية و رفع الطاقة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ o‬تقديم الخدمات ( التشكيل و التركيب و التحليل )‪.‬‬ ‫و يرتكز المجمع على مجموعة من القيم وهي ‪:‬الوفاء – االلتزام – االنضباط – الدقة‪،‬‬ ‫من خالل شعاره ـ علم و صحة ـ ‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪353‬‬


‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫‪ -4‬السياسة التسويقية بمديرية التسويق والمبيعات‬

‫ساهم إنشاء مديرية التسويق والمبيعات في إنعاش المجمع‪ ،‬حيث عملت على تكوين و‬

‫تأهيل العاملين و تزويدهم بكل جديد حتى تتمكن من أداء وظائفها بكل إتقان و تميز‪ ،‬من‬ ‫خالل إظهار رمز المجمع في كل الملتقيات الطبية و الفعاليات و التظاهرات الخاصة‬

‫بالصحة من اجل تحسين سمعته و التعريف الجمهور بالمنتجات و الخدمات التي يقدمها‪،‬‬ ‫إذ تبذل مديرية التسويق والمبيعات مجموعة من األساليب االتصال التسويقية التي تمكنها من‬ ‫البقاء و التطور‪ ،‬و استمرار التقدم و احتالل الصدارة للمجمع ككل من خالل‪:‬‬

‫‪30‬‬

‫اإلشهار‪،‬‬

‫ترقية المبيعات‪ ،‬العالقات العامة ‪،‬قوة البيع (المندوبين الطبيين )‪ ،‬التسويق المباشر‬ ‫و التسويق بالعالقات‪.‬‬ ‫‪ -5‬التحليل اإلحصائي لمتغيرات الدراسة واختبار الفرضيات‬

‫لقد تمت الدراسة الميدانية باستخدام االستبيان حيث يعتبر من أهم الوسائل التي يمكن‬ ‫استعمالها من أجل معرفة البيانات الشخصية وتسمح للحصول على إجابات فيها ما‬

‫يكفي من معلومات تساعده على التوصل إلى نتائج و بدراسة الظواهر‪.‬‬ ‫وإعتمدنا في دراستنا على أطباء وصيادلة مدينة والية بشار‪ ،‬و استغرقت فترة الد ارسة‬ ‫الميدانية مدة ثالث أشهر‪،‬من سبتمبر‪ 2016‬إلى نوفمبر ‪ 2016‬تم من خاللها القيام‬

‫بعدة زيارات لمديرية التسويق والمبيعات‪ ،‬و وحدة أنتبيوتيكال بالمدية وكذا مركز توزيع‬ ‫وسط بالجزائر العاصمة‪ ،‬و إجراء مقابالت مختلفة مع مسؤولي بعض المصالح و‬ ‫األقسام و عمال المجمع ‪.‬‬ ‫فلقد تم توزيع ‪ 90‬استمارة استبيان وبصفة عشوائية‪ ،‬وتم توزيعه شخصيا مع إجراء‬

‫مقابالت وبعد عملية جمع االستبيانات تم اعتماد على ‪ 86‬استبيان لتحليل وتم استبعاد‬ ‫‪ 4‬منها لعدم اكتمالهم ولوجود بعض التناقضات في أجوبتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬فرضيات الدراسة‪ :‬من اجل معالجة مشكلة الدراسة و تحقيق أهدافها تم طرح الفرضيات‬ ‫بما يتالئم ونموذج الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬الفرضية الصفرية الرئيسية األولى ‪:‬‬

‫‪ :H0‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين عناصر التسويق بالعالقات وتحقيق‬ ‫رضا العميل لدى مجمع صيدال‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪354‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫‪ -6‬تحليل وتفسير ووصف فرضيات الدراسة‪ :‬الجدول (‪ )1‬يوضح العالقة بين عناصر‬ ‫التسويق بالعالقات وتحقيق رضا العميل‪.‬‬

‫الجدول (‪ ) 1‬العالقة اإلحصائية بين عناصر التسويق بالعالقات وتحقيق رضا العميل‬ ‫المتغير المستقل‬

‫المتغير التابع‬

‫مكونات التسويق بالعالقات‬

‫قيمة ‪F‬‬

‫تحقيق رضا العميل‬ ‫قيمة ‪R‬‬

‫‪48.416‬‬

‫معامل االنحدار‬ ‫‪6.705‬‬

‫‪0.705‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫‪0.000‬‬

‫تعني االرتباط معنوي عند مستوى الداللة )‪.(0.01=α‬‬ ‫قيمة ‪ F‬عند درجة حرية (‪3.56=)81،4‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على نتائج ‪.spss‬‬

‫يظهر من الجدول أن قيمة معامل االنحدار بلغ ‪ 6.705‬عند درجة حرية (‪ )84،4‬بمستوى‬

‫الداللة ‪ ،0.000‬وهو أقل من مستوى الداللة اإلحصائية‪ ،‬وقيمة ‪ F‬المحسوبة (‪)48.416‬‬ ‫أكبر من قيمة ‪ F‬الجدولية‪ ،‬وقيمة ‪ ،R=0.705‬أي ما يفسر‪ 70.5%‬من االختالفات‬

‫الحاصلة من المتغير التابع (رضا العميل)‪ ،‬و‪ 29.5%‬من االختالفات تعود لمتغيرات‬

‫أخرى‪ ،‬من ثم نرفض فرضية العدم ونقبل الفرضية البديلة أي توجد عالقة ذات داللة‬ ‫إحصائية بين عناصر التسويق وتحقيق رضا العميل‪ ،‬ويبين التحليل وجود عالقة إرتباط‬ ‫موجبة قوية بين عناصر التسويق ورضا العميل‪.‬‬ ‫‪ ‬الفرضية الصفرية الرئيسية الثانية ‪:‬‬

‫‪ :H0‬ال توجد فروق معنوية في تأثير العوامل الديمغراقية (الجنس‪ ،‬المستوى‬ ‫المهني‪ ،‬الدخل الشهري) على تحقيق رضا العميل‪.‬‬

‫الجدول(‪ )2‬يوضح الفروق المعنوية بين الجنس‪ ،‬المستوى المهني والدخل وتحقيق رضا‬

‫العميل‪.‬‬

‫المتغير المستقل‬ ‫الجنس‪ ،‬المستوى المهني‪ ،‬الدخل‬

‫الشهري‬

‫المتغير التابع‬ ‫تحقيق رضا العميل‬ ‫قيمة ‪F‬‬ ‫‪6.153‬‬

‫معامل االنحدار‬

‫قيمة ‪R‬‬ ‫‪0.184‬‬

‫‪1.747‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫‪0.001‬‬

‫تعني االرتباط معنوي عند مستوى الداللة )‪.(0.01=α‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪355‬‬


‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫قيمة ‪ F‬عند درجة حرية (‪4.04 =)82،3‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على نتائج ‪.spss‬‬

‫يظهر من الجدول أن قيمة معامل االنحدار بلغ ‪1.747‬عند درجة حرية (‪ )82،3‬بمستوى‬

‫الداللة ‪ ،0.001‬وهو أقل من مستوى الداللة اإلحصائية‪ ،‬وقيمة ‪ F‬المحسوبة (‪)6.153‬‬

‫أكبر من قيمة ‪ F‬الجدولية‪ ،‬وقيمة ‪ ،R=0.184‬أي ما يفسر‪ 18.4%‬من االختالفات‬ ‫الحاصلة من المتغير التابع (رضا العميل)‪ ،‬و‪ 81.6%‬من االختالفات تعود لمتغيرات‬

‫أخرى‪ ،‬من ثم نرفض فرضية العدم ونقبل الفرضية البديلة أي توجد فروق معنوية بين‬ ‫العوامل اليدمغرافية (الجنس‪ ،‬المستوى المهني والدخل ) وتحقيق رضا العميل‪.‬‬

‫فجوهر ما توصلت إليه الدراسة الميدانية أن التسويق بالعالقات هو أحد أهم‬

‫االستراتجيات التنافسية للمؤسسة وأحد المحاور األساسية في تحقيق رضا العميل ووالئه‬

‫بحيث يسعى من خاللها مجمع صيدال إلى االستحواذ على كم كبير من العمالء وبناء‬ ‫عالقات طويلة معهم‪ ،‬وكسب عمالء جدد وكذا تلبية رغباتهم من اجل تصدر المرتبة األولى‬ ‫بين باقي المؤسسات المنافسة‪.‬‬ ‫خاتمة‬

‫يعد العميل أساس حياة واستمرار منظمات األعمال‪ ،‬فمعرفته بالصورة الجيدة و‬

‫بصفة دائمة ومستمرة تسمح بتدفق المعطيات و البيانات التي تحتاجها منظمات األعمال‬ ‫عنه لالنطالق في أنشطتها مما ألزم تبني أسلوب التسويق بالعالقات القائم على الحفاظ على‬ ‫العمالء في المدى الطويل بإقامة عالقات وطيدة و مميزة تتسم بالثقة‪ ،‬اإلتصال‪ ،‬اإللتزام‪،‬‬ ‫التعاطف وكذا القيم المشتركة‪ ،‬ويتحقق ذلك بمنتجات وخدمات تلبي توقعاتهم ورغباتهم من‬

‫خالل سعي للحفاظ على العالقة التي تربطها بعمالئها على المدى الطويل والعمل على‬ ‫جذب عمالء جدد و إدارتها بالطريقة المناسبة مما يضمن رضاهم عن القيمة المدركة نتيجة‬ ‫استعمالهم للخدمات و المنتجات المقدمة لهم باستمرار‪ ،‬والذي يتولد عنه الشعور بالسعادة كل‬ ‫هذا يعزز والئهم ‪.‬و هذا ما أكد لنا صحة الفرضية األولى‪ .‬و مع تزايد اهتمام منظمات‬ ‫األعمال في اآلونة األخيرة برضا العميل‪ ،‬و في ظل اشتداد المنافسة و تنوع البدائل‬

‫المعروضة ‪ ،‬أصبح أسلوب رضا العميل الورقة الرابحة و الميزة التي تسعى إلى امتالكها كل‬

‫منظمات األعمال‪ ،‬و لن نبالغ إذا قلنا أنه صار ضرورة حتمية إذا كانت تود االستمرار و‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪356‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫وسيلة النجاة من الزوال و هذا ما أكد لنا صحة الفرضية الثانية‪ .‬ومن خالل دراسة نموذج‬

‫مجمع صيدال ‪ -‬مديرية التسويق والمبيعات‪ -‬تبين لنا أن الشغل الشاغل للمديرية هو إرضاء‬ ‫عمالئها ووالئهم من خالل تكوين عالقات طيبة مع عمالئها تستمر ألطول فترة حيث أدرك‬

‫مجمع صيدال أن بقاءه مرهون برضا عمالئه من خالل تطبيقه لمكونات التسويق بالعالقات‬ ‫و هذا ما يثبت عدم صحة الفرضية الثالثة‪.‬‬ ‫التوصيات واالقتراحات‬

‫بالرغم من إمكانيات مجمع صيدال الضخمة و الكفاءات البشرية التي تمتلكها‪،‬‬

‫يستحسن عليها أخذ النقاط اآلتية بعين االعتبار في سياساتها المستقبلية‪:‬‬

‫‪ ‬أهمية تعزيز إجراءات مكونات التسويق بالعالقات تجاه العميل لتأثيرهم بشكل كبير‬ ‫‪ ‬توفير متخصصين للقيام باكتشاف حاجات و توقعات العمالء‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء خلية تهتم بشكاوي العمالء و اقتراحاتهم و نشر ثقافة التسويق بالعالقات وتحقيق‬ ‫رضا العميل في مجمع صيدال‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة عقد الدورات التدريبية والبرامج التعليمية بهدف إيصال مفهوم التسويق‬ ‫بالعالقات إلى المندوبي ‪.‬‬ ‫‪ ‬على مجمع صيدال اإلهتمام أكثر بمنطقة الجنوب الجزائري‪ ،‬ومكان محل الدراسة‬ ‫خاصة من خالل فتح أقسام واالهتمام بالعميل وتعزيز العالقة معه‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪---------------‬‬‫‪1‬‬

‫‪Berry L.L.."Emerging perspectives on services marketing" American Marketing‬‬ ‫‪Association.1983.pp.8-25.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Philip Kotler et autre, "Marketing Mangement", 12 édition, Person Education,‬‬ ‫‪France, 2006, p 904‬‬ ‫‪3‬حكيم بن جروة‪ ،‬محمد حوحو‪"،‬التسويق بالعالقات من خالل الزبون مصدر لتحقيق المنافسة واكتساب ميزة‬ ‫تنافسية"‪ ،‬مداخلة ضمن المتقى الدولي الرابع حول المنافسة واإلستراتجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية‬

‫خارج المحروقات في الدول العربية‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪4‬‬

‫إلهام أحمد حسن فخري‪" ،‬التسويق بالعالقات"‪ ،‬المؤتمر العربي الثاني حول التسويق في الوطن العربي‬

‫‪5‬‬

‫منشورت المنظمة العربية لتنمية اإلدارة‪ ،‬مصر‪ 2006،‬ص ‪.34‬‬ ‫ا‬ ‫منى شفيق‪ ،‬التسويق بالعالقات‪،‬‬

‫الفرص والتحديات‪ ،‬قطر‪ ،‬في ‪7/6‬أكتوبر‪ ، 2003‬ص ص ‪.406-405‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪357‬‬


‫أ‪ .‬محمد بن يحي‪ ،‬أ‪.‬د عبد الق ادر بودي‬

‫التسويق بالعالق ات وتحقيق رضا العميل ‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫نجاح يخلف‪" ،‬أثر المزيج التسويقي على والء الزبون في المؤسسات الخدمية"‪ ،‬مذكرة ماجستير غير‬

‫‪7‬‬

‫منى شفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪49‬‬

‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2009 2010 ،‬ص‪ -‬ص ‪21-20‬‬

‫‪8‬عفاف الصيد‪ "،‬الدور االستراتيجي للتسويق بالعالقات في تحقيق أهداف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (‬ ‫دراسة حالة مؤسسة ‪ CIVENCO‬بتقرت ‪-‬ورقلة)"‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 /2011،‬ص ‪.49‬‬

‫‪9‬‬

‫ستون ميرلين‪،‬التسويق من خالل عالقتك بالعمالء‪،‬دار الفاروق للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر ‪، 2003‬ص‪23‬‬

‫‪10‬عيسى بن شوري‪ ،‬الشيخ الداودي‪ ،‬تنمية العالقات مع الزبائن عامل أساسي الستمرارية المؤسسات تجربة‬ ‫بنك الفالحة و التنمية الريفية‪،‬المديرية الجهوية ورقلة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ، 2009 ،‬ص‪369‬‬

‫‪11‬‬

‫محمود يوسف ياسين ‪ ،‬واقع ممارسات التسويق بالعالقات وأثرها في بناء الوالء كما يراها عمالء البنوك‬

‫التجارية في محافظة أريد"‪ ،‬مذكرة ماجستير في إدارة األعمال‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬جامعة أريذ‪ ،‬األردن‪.2010،‬‬

‫ص ‪.23‬‬

‫‪12‬‬

‫عيسى بنشوري‪ ،‬الشيخ الداودي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪369‬‬

‫‪14‬‬

‫صادق الزهراء‪ ،‬التسويق بالعالقات ودوره في تحقيق إستراتجيات الميزة التنافسية دراسة حالة المؤسسة‬

‫‪13‬‬

‫المرحع السابق‪ ،‬ص‪23‬‬

‫الجزائرية للهاتف النقال موبيليس "المديرية الجهوية بشار‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية التسيير‬

‫والعلوم التجارية‪ ،‬تخصص تسويق‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2012/2011،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪j. Lendrevie, d. Lindon," Mercator", Ed dalloz, paris, 8eme edition, 2006, P 885.‬‬ ‫‪ 16‬مجمد فريد الصحن‪ ,‬طارق طه أحمد‪"،‬إدارة التسويق في بيئة العولمة واالنترنت"‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة‬

‫‪15‬‬

‫الجديدة‪ ،2007 ،‬ص‪.123‬‬ ‫‪17‬‬

‫يوسف الطائي‪ ،‬هاشم العبادي‪ " ،‬إدارة عالقات الزبون"‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ، 1‬عمان‪،‬‬

‫‪18‬‬

‫كشيدة حبيبة‪ ،‬إستراتجيات رضا العميل‪ ،‬مذكرة تخرج ماجستير‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.43‬‬

‫األردن‪ ، 2009،‬ص ‪.223‬‬ ‫‪19‬‬

‫حبيبة كشيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪50‬‬

‫‪20‬‬

‫شريف أحمد شريف‪" ،‬محددات رضا العميل"‪ ،‬مجلة البحوث التجارية‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬

‫‪21‬‬

‫عائشة مصطفى المناوي‪ ،‬سلوك المستهلك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،(1998)،‬ص‬

‫مصر‪ ،1998 ،‬ص‪.33‬‬ ‫‪.126‬‬

‫‪ 22‬كشيدة حبيبة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪Kotler et Duboi, marketing management,10 edition , Paris,Publi union‬‬ ‫‪edition,2000 , P68.‬‬ ‫‪ 24‬حبيبة كشيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪25‬‬

‫حاتم نجود‪ ،‬تفعيل رضا الزبون كمدخل لبناء والئه‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪2005،‬‬

‫ص ‪.80‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪358‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫‪ 26‬حاتم نجود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪27‬‬

‫ثابت عبد الرحمن ادريس‪" ،‬بحوث التسويق"‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعية‪ ،2005 ،‬ص‪.225‬‬

‫‪Mercator 2013, edition 10, Dunod education,‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪Lévy ,‬‬

‫‪Lendrevie,‬‬

‫‪J‬‬

‫‪28‬‬

‫‪France,2013 , p 572.‬‬

‫صادق الزهراء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪30‬خاليفي لزهر‪ ،‬مسؤول المنتجات‪ ،‬مديرية التسويق والمبيعات‪ ،‬مجمع صيدال‪ ،‬مقابلة بتاريخ‬

‫‪.2016/10/13‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪359‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف‬ ‫الواقع في دائرة العالقات الزوجية‬

‫د‪ .‬بختة لعطب‬

‫المركز الجامعي ‪.‬أحمد بن يحيى الونشريسي‪.‬‬ ‫تيسمسيلت‪.‬الجزائر‬

‫الملخص‪:‬‬

‫تعالج هذه الدراسة موضوع التناسق بين القوانين الوطنية الجزائرية والقوانين الدولية في‬

‫مجال تجريم العنف الزوجي الواقع على الزوجة‪ .‬ونظ ار لخطورته فقد عالج الدستور الجزائري‬ ‫موضوع حماية المرأة وضمان حقوقها في العديد من نصوصه ومبادئه‪ ،‬وترجم المشرع‬ ‫الوطني هذه المبادئ ضمن القانون رقم ‪ 19/15‬لعام ‪2015‬الذي جرم كل األفعال التي‬

‫تشكل عنفا زوجيا وتمس بالجانب المادي أو المعنوي للزوجة‪ .‬كما صادقت الجزائر على‬ ‫العديد من االتفاقيات الدولية في هذا المجال‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬القانون الوطني‪ ،‬القانون الدولي‪ ،‬العنف‪،‬العالقة الزوجية‪.‬‬ ‫‪Abstract :‬‬

‫‪This study deals with the harmonization between Algerian‬‬ ‫‪national laws and international laws in the field of criminalizing‬‬ ‫‪marital violence against the wife. Due to its gravity, the Algerian‬‬ ‫‪Constitution addressed the issue of protecting women and‬‬ ‫‪guaranteeing their rights in many of its provisions and principles. The‬‬ ‫‪National legislator translated these principles into Law No. 15/19 of‬‬ ‫‪2015, which criminalized all acts constituting marital violence and‬‬ ‫‪affecting the material or moral aspect of the wife. Algeria has also‬‬ ‫‪ratified several international conventions in this area.‬‬ ‫‪Key words : national law, international law, violence, marital relation‬‬ ‫‪ship.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪360‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫حرصا على تماسك األسرة الجزائرية وصون حقوق أفرادها‪ ،‬قام المشرع الجزائري بمراجعة‬

‫وتعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم‪19/15‬لعام‪ ،2015‬الذي أضاف إلى دائرة‬ ‫التجريم جرائم العنف الواقعة على المرأة عموما‪ ،‬وعلى الزوجة على وجه الخصوص‪ .‬كل‬ ‫ذلك في إطار دستورية القوانين وتكييفها مع متطلبات الصكوك الدولية ذات الصلة بموضوع‬ ‫حماية المرأة ومناهضة التمييز والعنف ضدها‪ ،‬والتي صادقت عليها الجزائر واعتبرتها بحسب‬

‫المادة‪ 132‬من دستورها جزءا من قانونها الوطني‪.‬‬

‫وعلى صعيد أخر فإن إحصائيات انتشار ظاهرة الزوجات المعنفات و رفع العديد من‬ ‫قضايا العنف الزوجي أمام المحاكم‪ ،‬وحيرة القضاة في الفصل فيها نظ ار لغياب نص قانوني‬ ‫يجرمها تطبيقا لمبدأ "ال جريمة وال عقوبة وال تدبير أمن إال بنص"‪ ،‬كل هذا دفع بالمشرع‬

‫الوطني إلدراج سلوكات العنف بصوره المختلفة ضمن دائرة الجرائم المستوجبة للعقاب‪.‬‬

‫بناءا ع لى ذلك ارتأيت البحث في الموضوع في محاولة لإلجابة عن اإلشكالية التالية‪:‬إلى‬

‫أي مدى يمكن القول أن المشرع الجزائري واءم بين قوانينه الوطنية والنصوص الدولية في‬ ‫مجال تجريم العنف الواقع على الزوجة داخل إطار العالقة الزوجية؟‬

‫إن دراسة موضوع العنف األسري الواقع على الزوجة تحديدا ونظ ار لتعدد مصادر تجريمه‬

‫دوليا ووطنيا‪ ،‬وأن الجزائر لم تتخلف عن الركب في مواكبة المستجدات القانونية الدولية في‬

‫مجال حماية المرأة من هذه السلوكات غير المبررة و الالإنسانية‪ ،‬كل ذلك حتم علينا إتباع‬

‫المنهجين التحليلي والمقارن في إعداد هذه الدراسة‪ .‬فاألول كان من خالل تحليل النصوص‬

‫القانونية ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬أما الثاني فأبرزنا من خالله موقف المشرع الجزائري من‬ ‫الصكوك الدولية الخاصة بالقضاء على العنف وكل أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬ ‫وكإجابة على ما تم طرحه من إشكال اقترحت خطة البحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تجريم العنف الزوجي في التشريع الجزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد حماية الزوجات المعنفات وفقا للصكوك الدولية‬ ‫وختمنا هذه الورقة البحثية بجملة من النتائج واالقتراحات‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تجريم العنف الزوجي في التشريع الجزائري‬

‫حكمة هللا في خلقه أن خلق الذكر واألنثى للشراكة والتكامل)‪.(1‬وبناء األسرة وتثبيت القيم‬

‫والمبادئ واألخالق داخل المجتمع‪ .‬إال أن غرس فكرة المجتمع الذكوري وتفوقه لدى الرجل‬ ‫أهدر العديد من حقوق المرأة خصوصا المتزوجة فطالها العنف في إطار عالقتها الزوجية‪،‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪361‬‬


‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫األمر الذي استوجب تدخل الدولة عن طريق سن قوانين تمنع هذه السلوكات العدوانية‬ ‫وتحافظ على السالمة الجسدية والنفسية والعقلية للزوجة من تهكمات وسيطرة زوجها‪.‬‬

‫المشرع الجزائري وعلى غرار باقي التشريعات المقارنة والدولية‪ ،‬جرم سلوك تعنيف‬

‫الزوجة وإهدار كرامتها والمساس بحقوقها في إطار عالقتها الزوجية‪ ،‬وعليه سنحاول إبتداءا‬ ‫تعريف العنف الزوجي وصوره في (المطلب األول)‪ ،‬ومن ثم عرض أهم الضمانات الدستورية‬

‫و التشريعية لحماية الزوجة منه في (المطلب الثاني)‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم العنف الزوجي‬

‫العالقة الزوجية أساسها المودة والرحمة‪ ،‬ولكن قد يختل توازن هذه المعادلة البسيطة لواقع‬ ‫مغاير يظهر فيه الرجل سيطرته وعدوانيته اتجاه الطرف الضعيف(الزوجة)‪ ،‬ويلحق بها‬ ‫أض ار ار متعددة يصعب معها االستمرار في العيش معا‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف العنف الزوجي‬

‫تختلف تعريفات العنف بشكل عام نظ ار الختالف اهتمامات الباحثين وتوجهاتهم‪ ،‬إال أنهم‬

‫أجمعوا على صوره المادية والمعنوية‪ ،‬فقد نعني بالعنف السلوكات البشرية التي تستهدف‬ ‫إيذاء الغير‪ ،‬ويكون مصحوبا بالتوتر واالنفعاالت الحادة بغاية تحقيق مصلحة معينة‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫كما‬

‫يقصد به األخذ بالشدة والقوة‪ ،‬أو هو سلوك يتسم بالعدوانية يصدر من طرف شخص ما‬ ‫بهدف استغالل وإخضاع طرف أخر في إطار عالقة قوة غير متكافئة مما يتسبب له في‬ ‫إحداث أضرار مادية ومعنوية ونفسية‪.‬‬

‫(‪)3‬‬

‫والغلظة‪.‬‬

‫وفي موضع أخر‪ ،‬العنف هو معالجة األمور بالشدة‬

‫(‪)4‬‬

‫أما عن العنف الزوجي‪ ،‬فقد أشارت لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة في‬ ‫دورتها‪11/29‬على أن‪":‬العنف الممارس ضد المرأة والذي يشمل األفعال التي تسبب أالما أو‬ ‫عذابا ذات طابع جسدي أو عقلي أو جنسي‪ ،‬وكذا التهديد الذي يشمل هذه األفعال أو اإلكراه‬

‫بها‪ ،‬واألشكال األخرى للحرمان من الحرية يعتبر انتهاكا ألحكام اتفاقية القضاء على جميع‬ ‫أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬بالرغم من أن أحكامها ال تتضمن نصا صريحا يتعلق‬ ‫بالعنف"‪.‬وفي ذلك إشارة إلى أن العنف الممارس ضد المرأة بما فيها المرأة المتزوجة محظور‬ ‫دوليا‪ ،‬فاألفعال و السلوكات غير المشروعة التي يمارسها الزوج على زوجته تعد في خانة‬ ‫جرائم العنف الزوجي‪ ،‬الذي عرفته كذلك الجمعية العامة لألمم المتحدة بأنه‪":‬العنف ضد‬ ‫النساء بمثابة اعتداء مبني على أساس الجنس والذي يتسبب بإحداث إيذاء وألم جسدي أو‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪362‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫نفسي أو جنسي للمرأة‪ ،‬ويشمل كذلك التهديد أو الضغط أو الحرمان التعسفي والوقوف ضد‬ ‫الحريات"‪.‬‬

‫(‪) 5‬‬

‫كما عرفته المنظمة العالمية للصحة على أنه‪ ":‬كل سلوك يصدر في إطار‬

‫عالقة حميمية يسبب ضر ار أو أالما جسمية أو نفسية أو جنسية ألطراف تلك العالقة‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بالتصرفات التالية‪ :‬االعتداء الجسدي كالضرب والجرح والدفع‪ ،...‬والعنف‬ ‫النفسي كاإلهانة والسب والتحقير والحط من قيمة الشريك‪ ،...‬و ممارسة التسلط على الزوجة‬

‫وعزلها عن عائلتها وأقاربها وأصدقاءهاـ‪ ،‬والتحكم في ممتلكاتها المادية‪....‬الخ‪.‬‬

‫(‪)6‬‬

‫ويشير العنف الزوجي كذلك إلى أي سلوك أو تصرف يقوم به الزوج عن غير عمد أو‬ ‫عن عمد ألجل السيطرة على زوجته وإخضاعها عن طريق انتهاج سوء المعاملة أو اإليذاء‬

‫سواء كان لفظيا كالسب والشتم‪ ،‬أو جسديا كالصفع والحرق والضرب‪ ،‬أو نفسيا كالتهديد‬

‫بالطالق أو إجبارها على البقاء في المنزل وترك وظيفتها‪ ،‬كما يكون عنفا اقتصاديا عن‬ ‫طريق اإلستيالء على راتبها أو ممتلكاتها أو مجوهراتها‪ ،‬أو جنسيا عن طريق اإلجبار على‬

‫المعاشرة دون رغبة منها ‪.‬‬

‫(‪)7‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور العنف الزوجي‪:‬‬

‫إجماال يمكن تصنيف صور العنف الواقع على الزوجة‪ .‬كاألتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العنف المادي‪ :‬ويشمل‪:‬‬

‫‪-01‬العنف الجسدي‪ :‬وهو االعتداء الذي يمس الزوجة في جسمها إما بالضرب‪،‬‬

‫(‪) 8‬‬

‫أو‬

‫الصفع أو الجرح‪ ،‬أو تعطيل وظيفة من وظائف الجسد الداخلية أو الخارجية‪ ،‬أو إزهاق‬ ‫روحها أو حرقها‪ .‬ويعد هذا النوع من أكثر السلوكات العنيفة التي يمارسها الزوج على‬ ‫زوجته نتيجة المشادات الكالمية التي قد تتحول في غالب األحيان إلى صراع يحاول من‬

‫خالله الزوج السيطرة على الزوجة وإنهاء الخالف لصالحه‪.‬‬

‫(‪)9‬‬

‫‪-02‬العنف الجنسي‪ :‬الذي يتخذ صورة استخدام القوة من قبل الزوج ضد شريكته إلرغامها‬ ‫على عالقة حميمية دون رضاها‪ ،‬أو سوء معاملتها أثناء الجماع والنظر إليها كمتعة غريزية‬ ‫يستخدم فيها أساليب منحرفة خارجة عن القواعد اإلنسانية والدينية واألخالقية‪ .‬و يعتبر هذا‬ ‫النوع من أخطر أنواع العنف كونه يمارس في الخفاء‪ ،‬وله أثار جسدية ونفسية كبيرة‪.‬‬

‫(‪)10‬‬

‫‪-03‬العنف المالي(االقتصادي)‪ :‬يفيد هذا النوع من العنف سيطرة الزوج على اقتصادية‬ ‫البيت واالنفراد بتدبير شؤونه المادية وحرمان الزوجة من العمل وامتالك المال لبقائه هو‬

‫الرئيس وهي التابعة له‪ .‬وإما في االستيالء على راتب الزوجة الموظفة وحرمانها من‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪363‬‬


‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫التصرف فيه‪ ،‬أو االستيالء على كل مورد مالي لها كحقوقها اإلرثية مثال أو‬ ‫مجوهراتها‪....‬الخ‪ .‬و يعد هذا النوع من العنف تهديدا للزوجة في حريتها واستقالل ذمتها‬ ‫المالية عن زوجها‪ ،‬األمر الذي يهدد استقرار وأمن األسرة ككل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العنف المعنوي‪ :‬ويشمل بدوره‪:‬‬

‫‪-01‬العنف اللفظي‪ :‬أي استعمال كل الوسائل اللفظية التي تهدف إلى الحط من قيمة المرأة‬ ‫وإشعارها بأنها غبية وسيئة أو أنها دون المستوى‪ ،‬وتلقيبها بأسماء وضيعة ونعتها بصفات‬ ‫مخزية‪ ،‬أو السخرية منها و التقليل من احترامها أمام اآلخرين‪.‬‬

‫(‪)11‬‬

‫و استخدام الصراخ الدائم‬

‫معها على أساس أنه أفضل وسيلة للتواصل معها‪ ،‬مما يفقدها توازنها النفسي والشعور بعدم‬ ‫الثقة واهتزاز شخصيتها‪ ،‬وقد يصاحبه التفكير في االنتحار إلنهاء هذه المعاناة‪.‬‬

‫(‪)12‬‬

‫‪-02‬اإلكراه أو التهديد‪ :‬من األساليب التي تهز الكيان النفسي والشعوري للزوجة وتجعلها‬

‫تعيش أسيرة لتنفيذ رغبات الزوج خوفا من توقيع العقاب عليها أو تنفيذ تهديداته ووعيده‬ ‫بضربها أو طالقها أو طردها من المنزل أو فضحها أو االستيالء على ممتلكاتها أو منعها‬

‫من ممارسة وظيفتها أو تكوينها‪....‬الخ‪ .‬و كل هذه األفعال غير المشروعة تهدف إلى حمل‬

‫الزوجة على القيام بفعل أو االمتناع عن القيام به دون رغبتها ورضاها‪.‬‬

‫(‪)13‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات القانونية لحماية الزوجة المعنفة في القانون الجزائري‬

‫نتناولها من خالل الضمانات الدستورية (الفرع األول)‪ ،‬وتجريم العنف في قانون العقوبات‬

‫الجزائري(الفرع الثاني)‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الضمانات الدستورية‬

‫عرفت الجزائر منذ استقاللها أربعة دساتير تباينت فيها األحكام المتعلقة بحقوق المرأة‪ .‬إال‬

‫أننا سنركز على الضمانات المقررة ضمن دستور‪ 1996‬المعدل والمتمم‪ ،‬باعتباره واكب‬

‫انفتاح الجزائر على التطورات الدولية الماسة بحقوق اإلنسان عامة والمرأة على وجه التحديد‪،‬‬ ‫وتصديقها على أهم االتفاقيات الدولية بهذا الشأن‪.‬‬

‫(‪) 14‬‬

‫فبالرجوع إلى نصوصه نجد أنه‬

‫خصص فصال للحقوق والحريات األساسية للمواطن الجزائري وأقر مبادئ هامة في هذا‬ ‫المجال‪،‬‬

‫(‪)15‬‬

‫حيث أكد على مبدأ المساواة أمام القانون وعدم التمييز القائم على أساس العرق‪،‬‬

‫أو المولد‪ ،‬أو الجنس‪...‬الخ‪.‬‬

‫(‪) 16‬‬

‫و على ضمان المساواة بين الجنسين من المواطنين‬

‫والمواطنات في الحقوق والواجبات‪ ،‬وعلى ضمان مشاركتهم الفعلية في الحياة العامة بكافة‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪364‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫أوجهها السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية‪....،‬الخ (المادة‪ ،)34‬وعلى ترقية‬

‫الحقوق السياسية للمرأة والتناصف بينها وبين الرجل في سوق الشغل(المادتين‪.) 36 ،35‬‬

‫أما المادة ‪ 40‬منه فقد كفلت مبدأ نبذ العنف على اإلنسان(الرجل والمرأة) تحت أي شكل‬

‫من األشكال سواء المادي أو المعنوي‪ ،‬أو المساس بكرامة الفرد‪ ،‬ومن ثم إقرار دستوري بتبني‬ ‫المبادئ العامة لحقوق اإلنسان العالمية في المواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪،‬‬ ‫والتي تمنع العنف والمعاملة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة بما فيها األفعال التي تقع على‬

‫المرأة المتزوجة في هذا الخصوص‪ .‬ضف إلى ذلك أن دستور‪1996‬كفل للضحية الحق في‬

‫اللجوء إلى القضاء و اقتصاص حقه‪ ،‬ذلك أن المادة‪ 41‬منه نصت على أن القانون يعاقب‬

‫على المخالفات التي ترتكب ضد الحقوق والحريات‪ ،‬وعلى كل ما يمس اإلنسان البدنية‬

‫والمعنوية‪.‬‬

‫كل هذه األحكام تعتبر من الناحية القانونية مبادئ عامة تحتاج إلى تفسير وتطبيق‬

‫وضمان عدم انتهاك مضمونها‪ ،‬وإعماال بذلك جاءت التشريعات الوطنية األخرى لشرحها‬ ‫وتكريسها‪ ،‬وتجريم كل االنتهاكات الواقعة عليها ضمن قانون العقوبات‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تجريم العنف الزوجي في قانون العقوبات الجزائري‬

‫جرم القانون رقم‪19/15‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات العنف الزوجي في مواده‪ ،‬واعتبر‬

‫هذا السلوك من قبيل الجرائم المستوجبة لمسؤولية المعتدي وعقابه‪ ،‬وأكد في‬ ‫مادته‪299‬مكرر‪ 1‬بأنه‪":‬يمكن إثبات حالة العنف الزوجي بكافة الوسائل‪."....‬كما عدد صور‬ ‫هذا النوع من العنف‪ ،‬فجاء في نص المادة‪266‬مكرر أن‪":‬كل من أحدث عمدا جرحا أو‬ ‫ضربا بزوجه يعاقب كما يأتي‪ .".......:‬و في ذلك إشارة إلى العنف المادي الواقع على جسد‬ ‫أحد الزوجين بما في ذلك جسم الزوجة بالضرب أو الجرح وما يسببه من عاهات مستديمة‪،‬‬

‫أو عجز دائم أو مؤقت أو آالم مصاحبة‪ .‬وكل هذه السلوكات تعد جريمة يعاقب عليها متى‬ ‫استوفت أركانها القانونية‪.‬‬

‫(‪)17‬‬

‫أما المادة‪ 266‬مكرر‪ 1‬نصت على أن‪ ":‬يعاقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات كل‬ ‫من ارتكب ضد زوجه أي شكل من أشكال التعدي أو العنف اللفظي أو النفسي المتكرر‬ ‫الذي يجعل الضحية في حالة تمس بكرامتها أو تؤثر على سالمتها البدنية أو النفسية"‪.‬‬

‫المالحظ من خالل النص أن المشرع الجزائري لم يهمل العنف المعنوي وأثاره نفسية على‬ ‫الزوجة (الضحية)‪ ،‬ومن ثم أدرجه ضمن الجرائم الواقعة في إطار العالقة الزوجية وحدد‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪365‬‬


‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫أركانه وعدد صوره كالقدح‪ ،‬التحقير‪ ،‬السب‪ ،‬الشتم‪.... ،‬الخ‪.‬‬

‫(‪)18‬‬

‫علما أن الجاني أي الزوج‬

‫ال يستفيد من ظروف التخفيف إذا كانت الزوجة المعنفة حامل أو معاقة أو ارتكبت الجريمة‬ ‫في حقها أمام األبناء‪ ،‬أو تحت تهديد السالح‪.‬‬

‫(‪)19‬‬

‫و بخصوص االستغالل المالي للزوجة تحت طائلة اإلكراه والتخويف‪ ،‬فالمادة‪330‬مكرر‬

‫عاقبت الزوج المعتدي على أموال زوجته مستعمال سلطته عليها بالتهديد أو الترهيب بالحبس‬ ‫من شهرين إلى ستة أشهر وغرامة مالية من‪20000‬دج إلى‪100000‬دج‪ ،‬أما بالنسبة للعنف‬ ‫الجنسي هو األخر يعد جريمة يعاقب مرتكبها بحسب المادة‪333‬مكرر‪ ،2‬والمادة‪333‬مكرر‪3‬‬ ‫المتعلقة بالمساس بالحرمة الجنسية‪.‬‬

‫صفوة القول‪ ،‬فإن القانون رقم‪ 19/15‬يعتبر إضافة مهمة للضمانات القانونية الوطنية‬

‫التي كفلتها الجزائر لضحايا العنف الممارس عليهم بأشكاله المتعددة خصوصا الواقع على‬ ‫المرأة‪ .‬و نظ ار ألن المرأة المتزوجة هي األكثر تعرضا للسلوكيات العنيفة من قبل زوجها فإن‬ ‫المشرع العقابي كفل لها الحماية من خالل تجريم هذه األفعال وإمكانية اللجوء إلى القضاء‬ ‫لزجر المعتدي وتوقيع العقاب عليه‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد حماية الزوجات المعنفات وفقا للصكوك الدولية‬

‫تعددت الصكوك الدولية المهتمة بشأن حقوق المرأة وحمايتها‪ ،‬فبعد استفحال ظاهرة‬

‫العنف الممارس عليها في أوقات السلم وفي أوقات النزاع المسلح وما تخلفه من أثار خطيرة‬ ‫عليها وعلى األسرة وعلى المجتمع‪ ،‬توجهت اإلرادة الدولية نحو تكريس المبادئ العامة‬

‫لحقوق اإلنسان والقواعد الدولية حفاظا على المرأة و تمكينها من ممارسة حقوقها وحرياتها‬ ‫إلى جانب الرجل‪ .‬وسنحاول في هذا المبحث التطرق إلى أهم الصكوك الدولية العامة في‬

‫مجال حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬والتي أشارت إلى العنف ضد المرأة في المطلب األول‪ ،‬وإلى‬ ‫االتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االتفاقيات الدولية العامة لحقوق اإلنسان‪ :‬ال يمكن اإللمام بكافة النصوص‬

‫الدولية في هذا المقام‪ ،‬وعليه سنقتصر الدراسة على أهم الصكوك الدولية التي صادقت عليها‬

‫الجزائر بشأن محاربة التمييز على أساس الجنس‪ ،‬فنخصص الفرع األول للصكوك العالمية‪،‬‬

‫بينما نستعرض أهم ما جاء في نصوص الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب باعتباره‬ ‫ميثاق دولي إقليمي في الفرع الثاني‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬الصكوك العالمية‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪366‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫أوال‪ :‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ 1948‬الذي انضمت إلية الجزائر عام ‪.1963‬‬

‫(‪)20‬‬

‫حيث أكد في نصوصه على احترام الكرامة اإلنسانية دون اعتبار للجنس‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو‬ ‫الدين‪ ،‬أو المولد‪...‬وأن مبدأ المساواة أمام القانون مكفول للجميع(المادة‪ ،)02‬وحظر في‬

‫المادة‪ 5‬التعذيب والمعاملة‪ ،‬أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو الحاطة بالكرامة‪ .‬أما‬

‫بخصوص الحقوق األسرية للمرأة فأقر الحق في الزواج للفتيات متى أدركن سن البلوغ‬ ‫وبرضاهن‪،‬‬

‫(‪) 21‬‬

‫وال يجوز إجبارهن على الزواج دون رغبتهن وإال اعتبر نوعا من العنف‬

‫الممارس عليهن‪.‬‬

‫(‪) 22‬‬

‫أما عن العنف االقتصادي‪ ،‬فنصت المادة‪2/17‬من اإلعالن أنه ال‬

‫يجوز تجريد أحد من ممتلكاته تعسفا‪ ،‬مما يستفاد أن تعدي الزوج على ماليات وممتلكات‬ ‫زوجته محظور دوليا كذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام‪ ،1966‬كرس هو األخر‬

‫مبدأي المساواة أمام القانون(المادة‪ )26‬والمساواة أمام القضاء للجنسين(المادة‪ ،)14‬وخص‬ ‫األسرة بحماية خاصة حين أكد على الدول األطراف على ضرورة اتخاذ التدابير الالزمة بما‬

‫فيها التشريعات الوطنية لضمان تساوي حقوق الزوجين وواجباتهما لدى التزوج وخالل قيام‬

‫الرابطة الزوجية وحتى في حال إنهائها‪ ،‬بما يفيد أن العهد أقر بحقوق للمرأة كونها طرف مهم‬ ‫في المجتمع‪ ،‬ونبذ كل تمييز لها‪.‬‬

‫(‪)23‬‬

‫وبطبيعة الحال صادقت الجزائر على العهد واعتبرته‬

‫مرجعا مهما لحقوق اإلنسان في هذا المجال‪.‬‬

‫(‪)24‬‬

‫ثالثا‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لعام ‪:1966‬‬

‫صادقت عليه الجزائر أيضا عام‪،1989‬‬

‫(‪) 25‬‬

‫و جاء في مادته‪2/2‬أن ممارسة الحقوق‬

‫المنصوص عليها في العهد مكفولة للجميع دون تمييز بسبب العرق‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو اللغة‪،‬‬

‫أو الدين‪...،‬الخ‪ .‬كما أكدت المادة‪ 03‬على مبدأ المساواة بين الذكور واإلناث بالتمتع بجميع‬

‫الحقوق االجتماعية و االقتصادية والثقافية‪ .‬أما المادة ‪12‬منه فكرست مبدأ السالمة البدنية‬ ‫والعقلية للجميع‪ ،‬ولما كان العنف الممارس ضد المرأة عموما والزوجة خصوصا يمس بهذه‬ ‫السالمة فإن هذا السلوك يعد غير مشروع وعلى الدول األطراف كفالة الحماية القانونية‬ ‫للضحايا من خالل التدابير القانونية واإلدارية التي تتخذها في سبيل تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب لعام‪1981‬‬ ‫صادقت الجزائر على هذا الميثاق اإلقليمي عام‪.1987‬‬

‫(‪)26‬‬

‫الذي بدوره أقر جملة من‬

‫الحقوق والحريات لإلنسان و للشعوب األفريقية‪ ،‬وفيما يتعلق بموضوع المرأة وحمايتها‪ ،‬فقد‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪367‬‬


‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫جاء في نص المادة‪ 03‬منه أن الجميع سواسية أمام القانون ولكل فرد الحق في الحماية‬ ‫لشخصه وماله وكرامته‪ .‬وأكد في معرض نصوصه على منع االعتداء على السالمة البدنية‬ ‫والعقلية لألشخاص‪،‬‬

‫(‪)27‬‬

‫وعدم تعريضهم لإلهانة والتعذيب‪.‬‬

‫(‪)28‬‬

‫الحقوق األسرية كان لها نصيب ضمن نصوص الميثاق‪ ،‬بحيث أشارت المادة‪18‬الفقرة‬

‫‪03‬منه أنه يجب القضاء على كل تمييز ضد المرأة وكفالة حماية حقوقها‪ .‬كما نشير أن هذا‬

‫الميثاق ألحق به برتوكول خاص بشأن حقوق المرأة في إفريقيا عام‪ ،2003‬جاءت مواده‬

‫متسقة مع الميثاق ومكملة له في كل ما يخص حقوق المرأة السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪.....‬الخ‪.‬‬

‫(‪)29‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة‬

‫تبلورت االنجازات الدولية في مجال حقوق المرأة وضمان حمايتها بميالد العديد من‬

‫االتفاقيات و اإلعالنات الدولية مؤكدة في معرض نصوصها على ضرورة استبعاد كل أنواع‬ ‫العنف والتمييز ضد النساء‪ ،‬وتسهيل كل السبل أمامهن للمشاركة في الحياة العامة لألسرة‬ ‫والمجتمع ككل‪ .‬ومن بين هذه الصكوك الدولية ذات الصلة بموضوع بحثنا‪ ،‬نذكر على سبيل‬ ‫المثال ال الحصر مايلي‪:‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة لعام‪1979‬‬

‫تعرف باتفاقية" سيداو"‪ ،‬وهي اتفاقية دولية تم اعتمادها من قبل الجمعية العامة لألمم‬ ‫المتحدة في ‪ ،1979/12/18‬ودخلت حيز النفاذ الدولي في عام ‪ .1981‬وهي وثيقة حقوقية‬ ‫خاصة بالنساء موضوعها نبذ كل أشكال العنف والتمييز ضد النساء‪ ،‬من خالل مطالبة‬

‫الدول األطراف على ضرورة تجسيد مبدأ المساواة بين الجنسين في الدساتير والتشريعات‬ ‫الوطنية بما يتماشى ونصوصها‪ ،‬وعلى فرض الحماية القانونية للمرأة على قدم المساواة مع‬

‫الرجل في كافة الحقوق والواجبات‪ ،‬واتخاذ كافة التدابير الالزمة ألجل ضمان هذه المساواة‪،‬‬ ‫واستبعاد كل اضطهاد أو تمييز من شأنه عرقلة تطبيق ما جاء في أحكام نصوصها‪.‬‬

‫أما بالنسبة لموضوع العنف الزوجي‪-‬محل دراستنا‪ -‬فإن اتفاقية سيداو لم تشر إليه بنص‬ ‫صريح‪ ،‬و إنما يستشف من خالل تحليل موادها التي صبت كل أحكامها في قالب حماية‬ ‫المرأة بشكل عام من التمييز بما فيه حماية الزوجة من التمييز الممارس عليها من قبل‬ ‫زوجها‪ .‬فقد جاء في المادة ‪ 05‬منها على أنه يجب تعديل األنماط االجتماعية والثقافية‬

‫لسلوك الرجل والمرأة بهدف القضاء على التحيزات والعادات وكل الممارسات األخرى القائمة‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪368‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫على فكرة دونية أو تفوق أحد الجنسين‪ ،‬أو على األدوار النمطية للرجل والمرأة‪ .‬وبناءا‬ ‫على ذلك فإن العنف الذي قد يلحق المرأة المتزوجة أو الشريكة بكافة صوره وأشكاله من قبل‬ ‫الشريك يعد تميي از بحسب االتفاقية‪ ،‬وعلى الدول األطراف فيها مواءمة قوانينها الوطنية مع‬

‫أحكامها ألجل ضمان وصون كرامة المرأة وجسدها وأموالها ونفسيتها وشخصيتها من كل‬ ‫اعتداء في هذا اإلطار‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى موقف الجزائر من االتفاقية‪ ،‬فقد انضمت إليها في عام‪،1996‬‬

‫(‪)30‬‬

‫ولكن‬

‫بجملة من التحفظات على بعض موادها التي تتنافى والشريعة اإلسالمية المصدر الرئيسي‬

‫من مصادر القانون الوطني‪.‬‬

‫(‪)31‬‬

‫نذكر من بين هذه المواد المتحفظ عليها‪:‬‬

‫*المادة‪ 02‬التي جاء فيها أنه يجب على الدول األطراف إبطال كافة األحكام واللوائح‬ ‫واألعراف التي تميز بين الرجل والمرأة من قوانينها حتى تلك التي تقوم على أساس ديني‪.‬‬ ‫وهذا يعد مخالفة لألحكام الشرعية المتعلقة بالنساء التي أصبحت باطلة بمقتضى هذه‬ ‫االتفاقية‪ ،‬كقواعد الميراث‪ ،‬وأحكام الزواج‪ ،‬و العدة‪...‬الخ‪.‬‬

‫**المادة‪ 16‬فيها جملة من المخالفات الشرعية‪ ،‬كإلغاء الوالية أو الوصاية على المرأة في‬

‫أمور الزواج في دعوة منها إلى التساوي بين الرجل والمرأة في هذا الشأن‪ ،‬والرسول عليه‬ ‫الصالة والسالم يقول في حديثه الشريف‪ ":‬أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحا باطل ‪،‬‬ ‫فنكاحها باطل‪ ،‬فنكاحها باطل"‪ .‬رواه الترميذي‪.‬‬

‫‪ -‬أن يحمل األوالد اسم األم كما يحملون لقب األب‪،‬‬

‫َّللاآ ۚ َفآإن َلم تَعَلموا آباءهم َفآإخوان ُكم آفي آ‬ ‫الد آ‬ ‫يك ْم ۚ َوَل ْي َس‬ ‫ط آع ْن َد ه‬ ‫وه ْم آآلَب آائ آه ْم ُه َو أَ ْق َس ُ‬ ‫ين َو َمَوالآ ُ‬ ‫ا ْد ُع ُ‬ ‫ْ ْ ْ ُ َ َ ُْ ْ َ ُ ْ‬ ‫(‪)32‬‬ ‫عَلي ُكم جَن آ‬ ‫آ َٰ آ‬ ‫َّللا َغُف ا آ‬ ‫يما‬ ‫َخ َ‬ ‫يما أ ْ‬ ‫وب ُك ْم ۚ َوَك َ‬ ‫َْ ْ ُ ٌ‬ ‫طأْتُ ْم آبه َوَلك ْن َما تَ َع هم َد ْت ُقُل ُ‬ ‫ان ه ُ ً‬ ‫ور َرح ً‬ ‫اح ف َ‬ ‫ منع تعدد الزوجات من باب تساوي الرجل والمرأة كذلك‪ ،‬وهللا تعالى يقول‪:‬‬‫آ آ آ‬ ‫وإآن آخْفتُم أ هَال تُْق آس ُ آ‬ ‫اع ۖ‬ ‫ام َٰى َف ْان آك ُحوا َما َ‬ ‫اب َل ُك ْم م َن الن َساء َم ْثَن َٰى َوثُ َال َث َوُرَب َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ْ‬ ‫طوا في اْلَيتَ َ‬ ‫ۚ‬ ‫(‪)33‬‬ ‫َٰ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫آ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َفآإ ْن آخْفتُ ْمأَال تَ ْعدُلوا َف َواح َد ًة أ َْو َما َمَل َك ْت أ َْي َم ُان ُك ْم ۖ َذل َك أ َْدَن َٰى أَال تَ ُعوُلوا ‪ ،‬إلغاء العدة للمرأة‬ ‫المطلقة أو المتوفى عنها زوجها‪ ،‬تشبها بالرجل بعد وف الذي ال يعتد لعد الطالق أو وفاة‬

‫زوجته‪ ،‬وهللا تعالى يقول‪:‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪369‬‬


‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫"وإآن ُكنتم آفي ريب آم هما نه ْزلنا عَلى عب آدناَفأْتوا آبس آ آ آ آ‬ ‫اء ُك ْم آم ْن‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َٰ َ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ ْ ُْ‬ ‫ورة م ْن م ْثله َو ْاد ُعوا ُش َه َد َ‬ ‫(‪)34‬‬ ‫آ‬ ‫َّللاآ آإن ُك ْنتُم آ‬ ‫ين ‪"...‬‬ ‫ُدو آن ه ْ‬ ‫صادق َ‬ ‫ْ َ‬

‫هذه البعض فقط من المواد المتعارضة مع الشريعة اإلسالمية التي تعد المصدر‬

‫األساسي لقانون األسرة الجزائري‪ ،‬كما توجد مواد أخرى تعارض قانون الجنسية الجزائري‪.‬‬ ‫ونحن نثمن هذا الموقف باالنضمام لالتفاقية ومجارات الجزائر للتطورات الدولية الحاصلة في‬ ‫موضوع تطوير المرأة وعدم عزلها عن المجتمع تحت أي مسمى أو غرض واستبعاد كافة‬

‫أشكال التمييز ضدها‪ ،‬ونرى أن التحفظات التي أبدتها من االتفاقية ال تشكل عرقلة لتنفيذ‬ ‫أغراضها مادام التحفظ عمل سيادي للدولة واالتفاقية في حد ذاتها أقرته‪،‬‬

‫(‪)35‬‬

‫ومن جهة أخرى‬

‫الشريعة اإلسالمية تولى أهمية بالغة لألسرة وللمرأة وحقوقها ككل‪ ،‬وهي بمثابة القانون العام‬ ‫الذي كرم المرأة وقدسها أكثر من أي قانون بشري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلعالن العالمي بشأن القضاء على العنف ضد المرأة لعام ‪1993‬‬

‫واصلت المنظومة األممية جهودها لتطوير حقوق المرأة وحمايتها‪ ،‬وفي إطار محاربة‬ ‫العنف الممارس ضدها تم اعتماد اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بموجب‬

‫قرار الجمعية العامة رقم‪ 48/104‬بتاريخ‪ ،1993/12/20:‬وقد تضمنت مواده العديد من‬ ‫األحكام التفصيلية بشأن هذه الحماية‪ .‬فنصت المادة ‪ 01‬منه على أن العنف هو كل سلوك‬ ‫يتميز بالقسوة والغلظة يقوم به الرجل ضد المرأة‪ ،‬ويسبب لها أذى وأالم جسمانية أو نفسية أو‬ ‫جنسية‪ .‬أما المادة‪ 02‬فعددت صور هذا العنف كاألتي‪:‬‬ ‫*العنف البدني أو الجسماني الذي يحدث داخل األسرة كالضرب‪ ،‬أو التعدي على‬

‫الزوجة‪... ،‬الخ‪.‬‬

‫*العنف الجنسي المتمثل في االعتداء الجنسي على اإلناث داخل األسرة‪ ،‬و اغتصاب‬ ‫الزوجة‪ ،‬وختان البنات‪...‬الخ‪.‬‬ ‫*العنف النفسي كالتخويف والتهديد الواقع على النساء في إطار العمل‪ ،‬أو في‬

‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬أو في أي مكان أخر‪ ،‬واالتجار بالنساء و إجبارهن على البغاء‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 04‬من اإلعالن فتضمنت جملة من االلتزامات الواجب على الدول العمل‬ ‫على لها لتحقيق الغرض من اإلعالن بخصوص موضوع حماية المرأة من العنف‪.‬من بينها‪:‬‬ ‫*حث الدول على االنضمام إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬أو‬ ‫سحب التحفظات عليها‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪370‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫*على الدول أن تدرج في قوانينها الوطنية جزاءات جنائية ومدنية‪ ،‬أو جزاءات عمل‬ ‫إدارية بحق من يتعرضوا للنساء بالعنف‪.‬‬ ‫*أن تتخذ كل سبل منع العنف ضد المرأة‪.‬‬ ‫*وضع خطط عمل وطنية لتعزيز حماية المرأة من جميع أشكال العنف‪.‬‬

‫* تشجيع النساء المعنفات على التبليغ في حاالت العنف‪ ،‬وأن تتعاون السلطات ألجل‬

‫التكفل بهن و بأطفالهن إن اقتضى األمر‪ ،‬ومساعد تهن عن طريق إعادة تأهيلهن‪ ،‬أو تقديم‬ ‫لهن الخدمات الصحية واالجتماعية الالزمة‪.‬‬ ‫نصفو إلى خالصة مفادها أن هذا اإلعالن يعتبر بمثابة المكسب الحقيقي للسلسلة‬ ‫الكفاح الذي أخذت نساء العالم والمجتمع الدولي على عاتقهم مسؤولية تحقيقها والرقي بالمرأة‬

‫باعتبارها كائن بشري مثلها مثل الرجل لها من الحقوق وعليها من الواجبات ما يجعلها تساهم‬ ‫في بناء األسر والمجتمعات أيضا‪.‬‬ ‫ونظ ار ألهمية هذه الصكوك الدولية باعتبارها وثائق حقوقية بامتياز للمرأة‪ ،‬فقد تعزز دور‬

‫النساء عالميا كما إقليميا ونشطت المنظمات الحقوقية في هذا الموضوع‪ ،‬كما ال نغفل دور‬

‫لجنة المرأة التابعة للمجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة لعام ‪ 1946‬في تكريس‬ ‫هذه النصوص والمضي بالدول قدما منذ إنشاءها نحو مناهضة كل أشكال العنف والتمييز‬ ‫ضد المرأة وحمايتها من ذلك‪.‬‬ ‫الخاتمة‪:‬‬

‫تم تسليط الضوء في هذه الدراسة على موقف المشرع الجزائري من العنف الممارس على‬ ‫الزوجة في إطار العالقة الزوجية‪ ،‬مع إبراز أهم الضمانات والقواعد القانونية التي كرسها في‬ ‫هذا المجال‪ .‬وقد حاولنا اإلجابة على إشكالية التناسق بين القوانين الوطنية والدولية التي‬

‫صادقت عليها الجزائر بشأن حماية المرأة‪ .‬وتوصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫* العنف الزوجي سلوك غير مشروع ‪ ،‬ويشكل بصوره المختلفة(المادية والمعنوية)‬

‫اعتداءا على مصالح شخصية للزوجة ‪/‬الضحية كفلها القانون وأحاطها بجملة من الضمانات‬ ‫الدستورية كالحق في السالمة البدنية والنفسية‪ ،‬والحق في الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وعدم االعتداء‬

‫على الملكية الخاصة لألشخاص‪ ،‬ومبدأ المساواة بين الجنسين أمام القانون والقضاء‪ ،‬واحترام‬ ‫الحريات األساسية لألفراد على قدم المساواة‪.....‬الخ‪ .‬و من ثم يعد كل سلوك عنفي ضد‬ ‫الزوجة على جسدها أو نفسيتها‪ ،‬أو ممتلكاتها جريمة تستوجب المساءلة و العقاب‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪371‬‬


‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫*كللت الجهود الوطنية في إطار تطوير القوانين الجنائية في مجال حقوق اإلنسان‬

‫بإصدار القانون رقم‪ 19/15‬لعام ‪2015‬معدال ومتمما لقانون العقوبات الجزائري‪ .‬و الذي‬ ‫أضاف الكثير للترسانة القانونية لحماية حقوق المرأة ال سيما من خالل تجريم العنف الواقع‬ ‫عليها‪ ،‬مع تضمين نصوصه عقوبات تراوحت بين الحبس والغرامة إلى السجن في حال‬

‫توافر ظروف التشديد‪ ،‬كل ذلك في إطار تعداد صور العنف المتعارف عليها مع إفراد عقوبة‬ ‫مناسبة لكل حالة على حدى‪.‬‬

‫*حقوق اإلنسان موضوع عالمي استدعى تكاثف الجهود الدولية وعلى مستويات مختلفة‬

‫رسمية وغير رسمية وعلى ردح طويل من الزمن ألجل ترسيم أطره القانونية وترسيخ مبادئه‬

‫العامة والثابتة‪ .‬و لما كانت حقوق المرأة األكثر تضررا‪ ،‬فإن اإلرادة الدولية كللت بإبرام العديد‬ ‫من االتفاقيات الدولية بهذا الخصوص‪ ،‬من أهمها اتفاقية‪ 1979‬للقضاء على كافة أشكال‬

‫التمييز ضد المرأة‪ .‬و رغم ما أثرته من جدل وخالف بشأن بعض نصوصها إال أنها تعتبر‬ ‫حقا وثيقة حقوقية عالمية للمرأة‪ ،‬حيث دعت كل دول العالم لاللتفاف حولها‪ .‬و حسنا فعلت‬

‫الجزائر بانضمامها إليها عام ‪1996‬مع التحفظ على كل المواد المتعارضة مع قانون األسرة‬

‫وقواعد الجنسية‪.‬‬

‫*وفي خطوة أخرى وعلى المستوى اإلقليمي أوردنا مثال عن الميثاق اإلفريقي لحقوق‬

‫اإلنسان والشعوب لعام ‪ 1981‬في مجال حماية المرأة اإلفريقية‪ ،‬والنأي بها عن كل األفعال‬

‫و السلوكات التي تنقص من أهميتها ككائن بشري له من الحقوق وعليه من الواجبات مثل‬

‫الرجل تماما‪ .‬والجزائر لم تتوان في االنضمام إليه وإلى برتوكوله الخاص لعام‪ 2003‬إيمانا‬

‫منها بترقية المرأة في القارة السمراء وصون حقوقها وحمايتها‪.‬‬

‫*نخلص في األخير إلى نتيجة مهمة أن الجزائر واءمت وبشكل كبير قوانينها الدستورية‬ ‫والجنائية مع الصكوك الدولية التي صادقت وانضمت إليها في مجال حماية المرأة بشكل عام‬

‫والزوجة بشكل خاص من كافة صور العنف الممارس عليها‪ .‬ولكن هذا ال يمنع من تسجيل‬ ‫بعض النقائص القانونية التي نختتم الفرصة لطرح بعض االقتراحات بخصوصها‪:‬‬ ‫*يجب االهتمام بالدوافع واألسباب النفسية و االجتماعية واالقتصادية التي تدفع باألزواج‬ ‫إلى القيام بالعنف ضد زوجاتهم‪ ،‬وإعطاء األولوية في هذا الخصوص للدراسات السوسيولوجيا‬ ‫والنفسية التي تقدم غالبا إحصائيات وحلول لهذه الظاهرة يمكن االعتماد عليها من قبل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪372‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫القانونيين لتقنين نصوص للحد منها ومعالجة أسبابها من خالل تنصيب آليات تعمل في‬ ‫هذا المجال‪.‬‬ ‫*تشجيع الزوجات المعنفات من اللجوء إلى القضاء والتبليغ عن حاالت العنف الزوجي‬ ‫التي تعرضن له من قبل الشريك‪ ،‬لزجره وردعه من العودة إلى مثل هذه األفعال العدوانية‪.‬‬

‫*توعية السيدات المعنفات بحقهن في تقديم الشكاوي ضد الزوج في حالة ارتكابه إحدى‬

‫صور العنف في حقهن ‪ ،‬وعدم التساهل في حالة ما إذا كانت اآلثار المترتبة عليه خطيرة‬ ‫ومن الصعب محوها‪ ،‬خصوصا بعد تسجيل العديد من حاالت تسامح الزوجة الضحية مع‬ ‫الزوج المعتدي ومن ثم سقوط حقوقها في التعويض و رد االعتداء وعقاب الجاني مما قد‬

‫يفتح أمامه الباب للعودة لالعتداء عليها مرات أخرى مع ثقته أنها ستسامحه كذلك‪.‬‬

‫*تفعيل أنشطة المنظمات اإلنسانية والجمعيات الحقوقية و هيئات المجتمع المدني من‬

‫خالل حمالت التوعية للمرأة وللرجل كذلك من مخاطر العنف وآثاره السلبية على الجميع‪.‬‬ ‫وفتح باب النقاشات والحوارات لفئات المجتمع المختلفة لتقديم برامج واقتراحات وحلول‬ ‫لظاهرة العنف بكافة أشكاله من خالل المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية واألكاديمية‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫اآلية رقم ‪ 13‬من سورة الحجرات‬

‫‪ -2‬مصطفى محمود التير‪ ،‬نقال عن شادية على قناوي‪ ،‬العدوان والعنف والتطرف ‪ ،‬نحو تفسير آليات العنف‬ ‫في المجتمع المصري‪ ،‬حولية كلية اإلنسانيات والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة قطر‪ ،‬عدد‪ ،19،1996‬ص‪.43‬‬ ‫‪ -3‬عبد هللا بن أحمد العالف‪ ،‬العنف األسري‪ ،‬مقال منشور على الموقع‪:‬‬ ‫‪www.ssnpstudents.com‬‬ ‫‪ - 4‬محمد رواس‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬قلعة جي جامد صادق قنيبي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪،2‬‬ ‫‪ ،1998‬ص‪.323‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-http://www.Nard.Vb/United nation Assembly of Declaration on the elimination of‬‬ ‫‪violence against women1993.‬‬ ‫‪ -6‬قتال جمال‪ ،‬العنف داخل دائرة العالقات الزوجية وفقا لمقتضيات نصوص التجريم( القانون رقم‪19/15:‬‬ ‫المؤرخ في‪ 2015/12/30:‬المعدل والمتمم لألمر رقم‪156/66:‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬مجلة‬ ‫اإلجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،11‬جانفي‪ ،2017‬المركز الجامعي تمنراست‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪373‬‬


‫د‪ .‬بختة لعطب‪،‬‬

‫مواءمة التشريعات الجزائرية للصكوك الدولية في مجال تجريم العنف ‪...‬‬

‫‪ -7‬ممدوح صابر أحمد‪ ،‬أشكال العنف الموجه ضد المرأة وعالقته ببعض مهارات توكيد الذات في العالقة‬ ‫الزوجية‪ ،‬المجلة الدولية التربوية المتخصصة‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة الدمام‪ ،2012 ،‬ص‪.438‬‬ ‫ أبو سعد محمد عبد اللطيف‪ ،‬سيكولوجية المشكالت األسرية‪،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬‫الطبعة األولى‪ ،2011 ،‬ص‪.208‬‬ ‫‪ -8‬زعالني عبد المجيد‪ ،‬قانون العقوبات الخاص‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2006،‬ص‪.87‬‬ ‫‪ -9‬بودالل فطومة‪ ،‬المرأة المعنفة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة القانون‪ ،‬العدد‪ ،7‬ديسمبر‪ ،2016‬ص‪.254‬‬ ‫‪ -10‬منير كرادشة‪ ،‬العنف األسري‪ ،‬سيكولوجية الرجل العنيف والمرأة المعنفة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب‬ ‫للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪ -11‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة‪ ،15‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،2013 ،‬‬ ‫ص‪.244‬‬ ‫‪ -12‬أحمد أوزي‪ ،‬سيكولوجية العنف‪ ، ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫‪ ،2014‬ص‪.134‬‬

‫‪ -13‬عبد هللا اوهابية‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.356‬‬ ‫‪ -14‬تمت المصادقة عليه بعد االستفتاء الشعبي بتاريخ‪ ،1996/11/28:‬والصادر بالجريدة الرسمية رقم‪76‬‬ ‫لعام ‪.1996‬‬ ‫‪ -15‬يحياوي نورة بن علي‪ ،‬حماية حقوق اإلنسان في القانون الدولي والقانون الداخلي‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬ ‫هومة‪ ،‬الجزائر‪،2006 ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪ -16‬المادة‪ 32‬من دستور ‪ 1996‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪ -17‬وزاني أمينة‪ ،‬الحماية الجزائية للزوجة من العنف المادي في التشريع الجزائري‪،‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪،‬‬ ‫العدد‪ ،13‬ديسمبر‪ ،2016‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.250‬‬ ‫‪ -18‬عبد القادر القهوجي‪ ،‬قانون العقوبات اللبناني‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬جرائم االعتداء على اإلنسان والمال‬ ‫والمصلحة العامة‪ ، ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،1999 ،‬ص‪249‬‬ ‫‪ -19‬زوليخة رواحنة‪ ،‬الحماية الجنائية للمرأة من العنف اللفظي والنفسي في ضوء قانون‪،19/15‬مجلة االجتهاد‬ ‫القضائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد‪ ،13‬ديسمبر‪ ،2016‬ص‪.281‬‬ ‫‪ -20‬االنضمام كان بموجب المادة‪ 11‬من دستور‪ ،1963‬الصادر بالجريدة الرسمية رقم‪ ،64‬السنة الثانية‪،‬‬ ‫بتاريخ‪.1963/09/10:‬‬ ‫‪ -21‬المادة ‪ 01‬من اتفاقية الرضا بالزواج والحد األدنى لسن الزواج وتسجيل عقود الزواج لعام‪.1962‬‬ ‫‪ -22‬المادة‪ 16‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪374‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫‪ -23‬المادة ‪ 23‬من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬ ‫‪ -24‬تمت المصادقة بموجب المرسوم الرئاسي رقم‪67/89‬المؤرخ في ‪.1989/05/16‬الصادر بالجريدة‬ ‫الرسمية رقم‪20‬بتاريخ‪.1989/05/17:‬‬ ‫‪ -25‬المرسوم الرئاسي رقم‪67/89‬السابق ذكره‪.‬‬ ‫‪ -26‬المرسوم الرئاسي ‪ 37/87‬المؤرخ في‪ ،1987/02/03 :‬الجريدة الرسمية رقم‪06‬الصادرة‬ ‫بتاريخ‪.1987/02/04:‬‬

‫‪ -27‬المادتان ‪ 04‬و ‪16‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪.‬‬ ‫‪ -‬المادة ‪ 06‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪ -29‬صادقت عليه الجزائر بمقتضى المرسوم الرئاسي رقم‪ 254/16‬بتاريخ‪2016/09/27:‬ن الصادر بالجريدة‬ ‫الرسمية رقم‪ ،58‬بتاريخ‪.2016/10/05:‬‬ ‫‪ -30‬المرسوم الرئاسي رقم‪ 51/96 :‬المؤرخ في ‪ ،1996/01/22:‬الجريدة الرسمية رقم‪ ،06‬الصادرة‬ ‫بتاريخ‪.1996/01/24:‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 01‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪32‬‬

‫ اآلية ‪ 05‬من سورة األحزاب‪.‬‬‫‪33‬‬

‫‪-‬اآلية ‪ 03‬من سورة النساء‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫‪ -‬اآلية ‪ 231‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 28‬من اتفاقية سيداو لعام ‪.1979‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪375‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العدالة االنتقالية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية‬ ‫‪ -‬في ظل السياسة الخارجية الروسية تجاه المنطقة‪-‬‬

‫أ‪.‬بشرى شيبوط‬ ‫جامعة قسنطينة ‪ – 03‬الجزائر‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫يعتب ر اسررتا اا اعاعةررألم اة ررم نررج ب ألجةسررج‬

‫تسررب ألر‬ ‫اعة‬

‫ر اسررتا اا اةا ررجد اعة ع ررم اعت ر‬

‫حرلاع ‪ %90‬هررج خا ررو اعلحررةاد اعس جسر م‪ ،‬ججعأل ج ن تقررو ر اعاعةررألم ا‬

‫ر ر ررم جع ر ر ررص اعا تاع ر ر ررم ج ر ر ررم فر ر ر ر ي ر ر ررو ر ر ررج‬

‫اعخطجأل ر ر ررجد اعاتط ف ر ر ررم اعتهة ر ر ررةاد‬

‫اعش ررج ألم‪ ،‬اعتة الد اعخجاج م‪ ،‬حة ررةا ألع ررة ررلخا ا سر ر ج عألس ررجحم اعة ع ررم ر ر‬ ‫عألا طقررم اعع ب ررم فررأا سسجس ر ج عألعررلخا‪،‬ا‬

‫ررم‬

‫ررال ا تبجاه ررج‬

‫اع ررأ جعررو رر النسقققل المعرفقققي وأنطولوجيقققة‬

‫البحقققق فققققي محققققداات التحققققور الققققدامق ار ي ائبققققا وال يتماشقققق مقققق المحققققداات الداخليققققة‬

‫والمقتضقيات الدوليققة‪ ،‬عررب يسررج ةنج ألررص جي ررجخ حألررل ع ررجا اعت ررجاد اعةياق اا ررم اعع ب ررم‪.‬ج‬ ‫اجعرم اع سررل اعاع فر عاحررةخاد اعتحرل اعررةياق اا‬

‫اعظ رلاه‬

‫تطألر‬

‫اعر بط بر‬

‫ثررو اععةاعررم ا نتقجع م‪،‬اعحلكام‪ ،‬اعت ا ررم اعاس ررتةا م‪ .‬اعتر ر‬

‫حأل ررم اعحر ر د‬

‫اعفل ررص جع ررص‬

‫اععة ررة ر اعافررجه ب‬ ‫رر‬

‫ر ر اخ بهررج اعخرر‬

‫حأل ررم ررج ألع ررة اعث ررلااد ج ررم فر ر ي ررو بر ر ا ررج يعر ر‬

‫بةبألل جس م حقلق اإلنسج ‪ ،‬اعتة و اإلنسجن ‪.‬‬

‫اعكألاجد اعافتجح م‪ :‬اجعم فهلم اعتحل اعةياق اا ‪،‬اععةاعم ا نتقجع م‪ ،‬اعه ا م اعخجاج م‪.‬‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫‪The continuation of the security dilemma in the international‬‬ ‫‪current circumstantial, as a result of the international crises, especially‬‬ ‫‪in the light of the growing systemic risks.The democratization of the‬‬ ‫‪international system considered among the most important concepts,‬‬ ‫‪especially after the changes experienced in the Arab region, where the‬‬ ‫‪concepts of democratic and transitional justice are among the most‬‬ ‫‪prevalent in the Arab region .‬‬ ‫‪Keywords: Review of the concept of democratic transition,‬‬ ‫‪Transitional justice, External domination‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪376‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يقررل ه فررو ف ر‬

‫فس ر ن عبحررد ا نسررج‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ر اععةاعررم اعا تاع ررم ‪ :‬سقققوظ ااقققل البحققق‬

‫ققق‬

‫الحقيقة يوقظ حماسة االنسان و نشا ه ما بققي فيقه قرن ينقبر و روع تشقعر‪ .‬ألجعترجع‬ ‫فجعحق قررم ألجع سرربم عه فررو عتب ر‬ ‫تعألل ألجععةاعم هل اة‬ ‫عتحق رل ح ‪،‬تره ك ا تره‬ ‫ال‬

‫ر اا حتا ررم ر‬

‫اعأ يعرة ر س عرص س عل‪،‬رجد كرو فر خ‬ ‫اعاحجفظررم ألرص ر فه‬

‫ععرو عسرع كرو احرة ف ره‬

‫ألرص ا تبررجا س كرو هرأا‬

‫ر‬

‫تحقرل ج‬

‫س خ اععةاعم‪.‬‬

‫عتب اععةاعم ا نتقجع م فهل ج يعب‬ ‫ج عتحق ل ةاعم فر‬

‫حق ررل اععةاعررم‬

‫اعةياق اا اعأ يعتب ن اععة ة‬ ‫سس‬

‫ال م اآلع جد‬

‫حألرم انتقجع رم ر‬

‫اعلح ررة اعررأ يةررا‬

‫جا‪،‬خره‪ ،‬يعتبر‬ ‫ا نوررج‬

‫اعاحألألر‬

‫م قجنلن م ‪ ،‬عةخيم‬

‫ة ةا ا جم اعة‬

‫اعتر‬

‫فر هرأن اعا حألررم لاجرره اعا تاعرجد شر ألم هج ررم‬ ‫هل اعأ يعتب بة ان فهل ج هج ج يفتب ابلاألج‬

‫شرهة اععةاعرم ا نتقجع رم ‪.‬‬

‫اعاش الد‬

‫اعع ب ررم ر بر‬

‫يو اعتف اد اعت‬

‫ر اا إل رجخا شر و اعة عرم ألرص‬

‫اعتر‬

‫جعب ررم اعررة‬

‫ره فتحق رل اععةاعرم فر‬ ‫سررعص جعررص حق ررل‬

‫تار‬

‫رج تطألر‬

‫سر خ اععةاعررم فر‬

‫عرجن اععة رة ر اعاشرجاو اعورعلبجد رج ي عرو حق رل اععةاعرم فر حرة‬

‫عا ه يعجن اععة ة‬ ‫عتبر اعررة‬

‫اعلقرري يفررتب اعبررجد س ررجم اعتحررل‬

‫خياق اا م ف اعلقي عا ه ‪ .‬اعار ا ألجععةاعرم ا نتقجع رم ي رل‬

‫اععة ررة ر اإلج اخاد‪ ،‬ج ررم س‬ ‫تاعج هج ه خ‬

‫اعت يستخة هج‬

‫تار‬

‫حق رل اععةاعرم ا نتقجع رم هرل اعسرب و‬

‫فر نفر‬

‫قةجيج حقلق ا نسج‬

‫ه اعتعج و‬

‫اةسجع‬

‫اعاختور‬

‫بةايرم عألار ا ألررجعتحل اعرةياق اا ‪ ،‬ه ررج‬ ‫جةا‬

‫ر ا‪،‬جد اعح جا‪،‬فابجعررو عررل كررج اة ر‬

‫اعوعلبجد‪.‬‬

‫سهررب اعررة‬

‫ع فهج اعا طقم‪ ،‬اعت‬

‫اجنرري نتججررج عألتررةن فر‬

‫اعتر‬

‫عررجن اععة ررة ر اعاشررجاو اة م‪ ،‬ج ررم فر‬ ‫ج سسجسج جعرص لجرجد اعتحرل اعرةياق اا ‪ ،‬اعت‬

‫سررتلل اعاع شر عهرأن اعا تاعجد‪،‬ألج‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫ررجفم جعررص اعةررفلر اعخجاج ررم‬

‫‪377‬‬


‫أ‪.‬بشرى شيبوط‪،‬‬

‫اعت‬

‫اععة ةا‬

‫العدالة االنتق الية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية ‪...‬‬

‫ألص اسسهج سع ا س ج عأله ا م ألص اعا طقم‪ ،‬ج سخل بة ل هرأن ا‬

‫ر ا فر‬

‫عةألم س م‪.‬‬ ‫اشكالية الدراسة‪:‬‬ ‫ب جخ ألص ج سبل نط ا اإل جع م اعتجع م‬

‫اعاتاثألم ف ‪:‬‬

‫ما مدى تأثير المعضقلة األمنيقة المجتمعيقة و التقدخل الروسقي فقي سقعي المنطققة العربيقة‬ ‫لتحقيل العدالة االنتقالية ونجاع مسار التحور الدامق ار ي؟‬ ‫الفرضية الرئيسية‪:‬‬ ‫المجتمعات التي تعاني م تدهور كبيقر فقي الحالقة االجتما يقة بمختلقال مجاالتعقا يقنعكس‬ ‫ذلك ل محاوال تعا في تحقيل العدالة االنتقالية م خالر مجموع المشاكل التي تعيل مق‬ ‫تحقيل هذه العملية م ضغو ات ااخلية و تدخالت خارجية في المنطقة‪.‬‬ ‫منعجية الدراسة‪:‬‬ ‫ستألزم اعةااسم عافهلم اععةاعرم ا قجع رم كعج رو عألحرة س اعتقألر ن ر اعتكألفرم اعكب ر ا عألتحرل‬ ‫اعةياق اا اعحجع ‪ ،‬القته ألش و اعة عم اعلا م ف يو اعبحد‬

‫قأل ن هرأن اعتكألفرم فر‬

‫اعظ ف م اع اه م جعص اعتط ق ةابعرم سرتل‪،‬جد ر اعتحأل رو ‪Fourth Levels of Analysis‬‬ ‫ةا و ف اج ب هج ش و اعب جخ اععةل عألة ااسرم‪،‬ألج تبجا كرو سرتلل هرل جارجا‬

‫ه‬

‫بجاا‬

‫نظ‬

‫عألبحد يسج ةنج ألص ج جخا اعق اخا ف اععالقم اعقجئام‪.‬‬

‫المستوى األور م التحليل‪ :‬بط برجإلارجا اعافجه ا عب جخ كرل‪،‬‬ ‫أل ر ر ر ر هب اعاتف ر ر ر ر اد اعت ر ر ر ر يحتل‪،‬هر ر ر ررج ر ر ر ر‬ ‫ا‬

‫فهرلم اععةاعرم ا نتقجع رم‬

‫طألر ر ر ررل اعت ك ر ر ر ررز ف ر ر ر ره ألر ر ر ررص اع جن ر ر ر ر‬

‫اعألفر ر ر ررل‬

‫طالح ‪ ،‬بعض اعافجه ب اعةاعم أل ره‪،‬ح د ج خ ااسرم طرلا اعافهرلم فر اعا تار نفسره‬

‫اع ر ررأ يهر ر ر ف ه‪ ،‬حة ر ررة ختألر ر ر‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫اعاجه ر ررجد اعتر ر ر‬

‫شر ر ر أله‪ .‬فتحة ر ررة اع س ر ررل اعاع فر ر ر اع ر ررأ‬ ‫‪378‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫يشر ر أله‪ ،‬اعق ب اعس ررجئةا ف رره خ‬

‫العدد ‪04‬‬

‫س نها ررو سها ررم اعفجي ررم رره‪،‬يا ج ر ر اس ررتخةام‬

‫رر‬

‫رربهب‬

‫جض‬ ‫المسققتوى النققاني م ق التحليققل‪ :‬يققرتب بآليققات تحقيققل العدالققة االنتقاليققة فققي المجتمعققات‬‫العربيققة ( طررلا اعافهررلم نفسرره خا ررو اعا تاعرجد اعع ب ررم فر فتر اد جا‪،‬خ ررم تتجع ررم ‪ ،‬بتحة رة‬ ‫اعب جخ اعه أل كآع م عتحق ل اععةاعم ا نتقجع م‪ ،‬حة ة اعا ج اعفك‬ ‫الع اآلع جد اعت‬ ‫اة‬

‫جع اعت‬

‫اعاع ف عألة‪ .‬ااسم‪ ،‬كرأا‬

‫عتاة عتحق ل اععةاعم ا نتقجع م خا و اعا تاعجد اعع ب م ج م ف يرو‬

‫ع فهج اعا طقم‬

‫المسققتوى النال ق م ق التحليققل‪:‬يرتب باإل ققار الغققائي م ق تحقيققل العدالققة االنتقالي قة و‬‫التحور الدامق ار ي فقي المجتمعقات العربيقة فقي ظقل السياسقة الروسقية‪ ،‬ك ف رم فها رج عك ف رم‬ ‫قأل ن كألفم اعتحل اعةياق اا‬

‫ر‬

‫رال نارط ججر ائ ر عا ر‬

‫ج جن ررم اسررت عجد اعر اط اعف ب ر اعاعقررة اعا ك ر‬

‫لحرة‬

‫رحررةخ ألع رة ر‬

‫اعررأ جررجخ فر ا بررجد‬

‫ررل س ررخج‬

‫رةم‬ ‫فر‬

‫اعح ب‪ ،‬تاج ص اععجخاد اعتقجع ة اعاش ألم عش و اعة عم اعلا م اعع ب رم ألا اجعرم ر و كرل‪،‬‬ ‫اعة عرم اعلا رم اعحررجع‬ ‫ألظجه ا اعة عم اعلا م‬ ‫اعتر‬

‫‪.‬اعاسرتلل اع األر‬ ‫طألل س اعتفك‬

‫شر و هررأن اة ر ا‪ ،‬يظه ر فر ق ررج‬

‫ر اعتحأل رو‪ :‬بر ا فر‬

‫حة رة القررم فهرلم اعحةا رم‬

‫ألجعة عرم اعتفك ر برة‬ ‫اة ر‬

‫اعتر‬

‫بر‬

‫حأل رو اعظرلاه‬

‫خ عرم فر‬

‫فهررلم اعحةا ررم يررجه ا اعة عرم‬

‫اعلا م ف اعا حألم اعة ع م اع اه م س اعاستقبأل م عألا تاعجد اعع ب م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المحور األور‪:‬السيان المفاهيمي والتاريخي للعدالة االنتقالية‪.‬‬

‫ح د عةخد ع ‪،‬فجد اعافهلم‪ ،‬ععو ااج عاش و ا جاجع اعأ يعجن ه‪ ،‬يا‬

‫ع ‪،‬ف‬

‫اععةاعم ا نتقجع م ألص سنهرج‪ ":‬مليقة الماقالحة التقي اسقع المجتمق حلق تحقيقعقا مق‬ ‫خققالر ح ققااي ت ييققال العدالققة و اقامققة اولققة القققانون بالشققكل الققذ اعتققرظ بانتعاكققات‬ ‫حقون االنسان المرتبطة بالنام السابقة‪،‬و محاكمة المتور ي فيعا‪".‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪1‬‬

‫‪379‬‬


‫أ‪.‬بشرى شيبوط‪،‬‬

‫‪ -‬نست تب‬

‫العدالة االنتق الية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية ‪...‬‬

‫اعتع ‪،‬ف س اععةاعم ا نتقجع م ه‬

‫بطم ألفك‬

‫األول ‪:‬س اعا تا ي ل ف حجعم انتقج‬

‫سألب جعص‬

‫النانية‪:‬ه س س عص هأا اعا تا جعص حق ل خ عرم اعقرجنل‬ ‫ق ررة اا رربط فه ررلم العدالقققة االنتقاليقققة ألافه ررلم‬ ‫فهل ررج حسجسررج‬

‫اإلنسققان‪،‬اعررأ يعتب ر‬

‫‪:‬‬

‫يق ررو‬

‫رر‬

‫ر‬

‫اي جب ‪.‬‬ ‫رال‬

‫حجسربم اعاترلاا‬

‫رره سها ررم‬

‫ه ررل فهررلم حققققون‬

‫حلا‪،‬ررج ف ر كررو اعة ‪ ،‬ج ررم ألعررة‬

‫اععجعا ععجعا م حقرلق ا نسرج ‪ .‬ألرجع ظ جعرص اعافهرلم نالحرل س اعافهرلم‬

‫ررة ا اإل ررال‬ ‫كر‬

‫ر كألاتر‬

‫هاج‪:‬‬ ‫‪-1‬اععةاعم‪:‬ه "ج طجخ كو خن ج يستحقه‪" .‬‬ ‫‪-2‬ا نتقجع رم‪ :‬اعاقورلخ بهرج هرل حجعرم اع ظرجم اعا تقررو س اعاتحرل‬

‫ر حجعرم سرألب م جعرص حجعرم‬

‫اي جب م‬ ‫بط هأا اعافهلم ألجععة ة‬ ‫‪‬‬

‫اعتةا ‪ :‬ععو ة‬

‫‪‬‬

‫ا تررةاخ اعز‬

‫اعساجد اعاتاثألم ف ‪:‬‬ ‫حق قهج ي ل ألش و ةا‪،‬‬

‫‪:‬ح ررد س‬

‫تشعبم ف ه جاو‬ ‫اعتعج ن م‬

‫‪‬‬

‫وررح ب سررجا اععةاعررم تطأل ر‬

‫ؤسسجد اعة عم‪. .‬‬

‫اعتشجاك م‪ :‬ععو‬

‫اعا تا ألاختأل‬

‫س جعهج‬

‫حأل ‪.‬‬ ‫اج ر اخاد عقررةا‬

‫ة ررةا‬

‫‪2‬‬

‫تبجاهج األ م شت ك ف هرج جا ر اعفترجد اعفج ألرم فر‬ ‫ستل‪،‬ج هج‪.‬‬

‫التطور التاريخي لمفعوم العدالة االنتقالية‪:‬‬ ‫رر‬

‫يا ر ر‬

‫ررال اس ررتق اخ اقر ر اعااجاس ررجد اعتطب ق ررجد اعاختألف ررم عافه ررلم اععةاع ررم ا نتقجع ررم‬

‫اعحة د قس ب طلا اععةاعم ا نتقجع م جعص احو الث عألعةاعم ه ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلققة األولققق ‪:‬جررجخد ف ر س قررجد اعح ر د اععجعا ررم اعثجن ررم بج ر ا‪ ،‬اثألي ألش ر و‬

‫سسجس ف‬

‫حجااجد نورمبرج‪ ،‬احلاد اععةاعم ا نتقجع م ال هأن اعا حألم حرل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪380‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫فك ا اعت ‪،‬ب اعاحجااجد اعة ع م اعات بم أل هج‪ .‬اثألي سهب‬ ‫ا فجق ررم اإلبققااي الجما يققة اعتر‬

‫جن ز جد األهج فر‬

‫ررب جق ااهج‪ ،‬ءاسررجخ سرلابل عررب يعررة ر اعاا ر ألعررةهج‬

‫ب ‪ ،‬انتهجك حقلق اإلنسج ألجسب ا سرت جألم عو ا ‪.‬فر هرأن اعا حألم‪ ،‬ر و‬

‫انتهجاجد حقلق اإلنسج‬

‫كز ا هتاجم ف‬

‫حق ل اععةاعم‪.‬‬

‫كبرل‬

‫‪3‬‬

‫ف ر س ررجخ اعح ر د اعبجاخا‪ ،‬فرري جهررلخ حق ررل اععةاعررم ا نتقجع ررم نل ررج ر اع كررلخ‪،‬‬ ‫ععو نظ ا عو‬

‫‪‬‬

‫جع اعة ع م اعت كجني تش ا ف‬

‫المرحلة النانية‪ :‬ه اعا حألم اعتر‬ ‫اعس جسر ر م اعاختألفر ررم ف ر ر خ‬

‫ألو اعا حألم‪.‬‬ ‫اعتف ر اد‬

‫از ري ر انه رجا اإل حرجخ اعسرلف ت‬

‫س ا بر ررج اعش ر ر ق م سعاجن ر ررج ش لسر ررأللفجا ج‪ ،‬ف ر ر هر ررأن‬

‫اعا حألم ب طب ل فهلم ُ س‬

‫عا اجأل‬

‫اا رربط ألجعه جا ررو اع س ررا م عألة ع ررم‪ ،‬ه ج‬

‫حألر س‬

‫ار‬

‫ر اععةاعرم ا جتاج رم‬

‫ررج اد فكر ر ا اعاحجاا ررجد ة ررا ي ع ررجد‬

‫س ر ل ثررو ع ررج اعحق قم‪ ،‬اعتعل‪،‬ةررجد‪،‬س جنرره ررال هررأن اعا حألررم‬ ‫ا نتقجع ررم ألاثجأل ررم حر رلاا ا ر ر‬ ‫بم ع ج اعحق قم ف اةاج ت‬

‫ررجاد اععةاعررم‬

‫ررتب خا ررو اعا تاع ررجد‪ ،‬ال ه ررأن اعا حأل ررم بر ر اد‬ ‫ةخ‬

‫خ‬

‫س ‪ ،‬ج اعال م ج لد سف ‪،‬ق ج‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫عقرة طررلا اعافهرلم ررال اعفتر اد ا نتقجع ررم اعتجع رم عح ررب اعرةكتج لا‪،‬جد اععسر ‪،‬م فر‬ ‫س ‪ ،‬ررج اعال ررم‪،‬ج لد سف ‪،‬ق ررج ألعررة نظررجم اةألجا هج ررة بعررض اعررة‬ ‫ق‬

‫سط س ا بج ف س قجد اعح د اعبجاخا‪ .‬كرج ه رجك لافرل خ عر‬

‫اةف ‪،‬ق ررم خ‬

‫ألرص اعحججرم‬

‫إلجر اخاد اععةاعرم ا نتقجع رم عألتعج رو ر انتهجارجد حقرلق اإلنسرج اعاج ر م‪ ،‬هأا ررج‬ ‫ر سهررةا‬

‫ر از‬

‫اعررة‬

‫اعه تررجد اعاجنحررم اعت ر‬

‫اعقجنل ألاج يساب ألجعت ا م ا قتوجخيم عهأن اعة‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة النالنقة‪:‬‬

‫ر ه رج جرجخد رج يعر‬

‫اعثاجن ررجد س ائررو اعتسررع جد‬ ‫كلنه فهل ج ااألطج ب‬ ‫ف سا‬

‫طألبرري جررلخ طب ررل ح ررب عح ررب‬ ‫اعت‬

‫عتب خ‬

‫هجاا‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ألجعالجرم اعثجعثرم عألةياق اا رم فر س ا ر‬

‫اعت ر ا تب ر د حررجف از جة ررةا عألعةاعررم ا نتقجع ررم‪،‬ع تقو‬

‫اعا حألم ا نتقجع م عألتحل اعرةياق اا‬

‫اععةاعرم (اارج نشر‬

‫اةابع جد ‪،‬جعص فةجخ س س ألح د س حص هأا اعافهلم تةرا‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫ظرل اا‬

‫‪381‬‬


‫العدالة االنتق الية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية ‪...‬‬

‫أ‪.‬بشرى شيبوط‪،‬‬

‫س سر يقرلم ألرص ج ررجخا ق ر ب رج و عألل ررل ألا تار‬ ‫لق‬

‫رج فر اعا حألرم ا نتقجع رم جعررص‬

‫عة اعةياق اا م سحة سهةافه اةسجس م‪.‬‬

‫يعررة جنشررجخ اعاح اررم اع جئ ررم اعة ع ررم اعخج ررم ب ل لسررالف ج اعسررجألقم فر ‪ 1993‬بةايررم عاشررهة‬ ‫س جس جة ة او اعا حألم اعثجعثم عألعةاعم ا نتقجع رم‪،‬جع سخل كر ا اع از رجد جعرص كر ا حرج د‬ ‫طب ررل اععةاع ررم ا نتقجع ررم‪،‬ااج اا فع رري اة ر رلاد اعا جخي ررم ألجعح ررة ر ر اة ررأ ألاب ررةس اعحو ررجنم‬ ‫ع وبب ا ستث جخ ع‬

‫اعقج ةا‪ ،‬ف هأا اعسر جق رب جنشرجخ اعاح ارم اع جئ رم اعة ع رم اعخج رم‬

‫ب انررةا ف ر ‪ ،1994‬ررب ف ر ‪ 1998‬ررب جق ر ا اا اع ظررجم اةسجس ر عألاح اررم اع جئ ررم اعة ع ررم‪ .‬قررة‬ ‫س ر د هرأن اعتطرلااد فر اعكث ر‬

‫ر ا فجق رجد اعسرالم اعتر‬

‫اعاحجاارجد اعة ع رم ألج تبجاهرج جرزخا ر‬

‫األ رم اعتسرل‪،‬م اعسرألا م ‪ .‬رب اا بطري اععةاعرم ا نتقجع رم‬

‫ألجعقررجنل اعررة ع اإلنسررجن كحقررو ع ف ‪،‬اة ر اعررأ‬

‫سررخ ألعررة خ ررل‬

‫ألجعاح ام اع جئ م اعة ع م عح ز اعت ف أ ف س م ‪.2004‬‬

‫‪‬‬ ‫تا ز‬

‫قرةد ألعرة ععرو‪ ،‬اعت س رجاد جعرص‬ ‫ثررجق ا ررج (اعخررج‬

‫‪6‬‬

‫المحور الناني‪:‬آليات تحقيل العدالة االنتقالية في المجتمعات العربية ‪.‬‬ ‫الع اآلع جد اعت يا‬

‫ب هرج عتحق رل اععةاعرم ا نتقجع م‪،‬ألعرةخ ر اة ر ج اعقةرجئ م‬

‫ر ر ر اعقةجئ م‪ ،‬بعة ر ررهج ق ر ررة تطألر ر ر‬

‫اعتر ر ررة و اع ر ررة ع ‪ ،‬اعبعض اآل ر ر ر‬

‫يحترر ررج عر ر ررأعو‪.‬‬

‫اآللية األول ‪:‬بالمؤسسات القضائية‬ ‫ععررو ر‬

‫ررال اي ررجخ نظ ررجم اعاحررجاب اعلا م‪،‬س رلاخ اعاةن ررم س اع جئ ررم‪،‬اعت يا رر‬

‫العه ر ررج حة ر ررة اعاس ر ررجخعم ر ر ر انتهجا ر ررجد اعق ر ررجنل اع ر ررلا‬ ‫اعاطألرلد ‪ .‬ر ععو‪،‬اععة رة ر اعا تاعرجد اعخجاجرم ر‬ ‫األررو اعقررةاا ألررص‬ ‫يا‬

‫س‬

‫رراج س‬

‫بقص عأل ظجم اعقةيب‬

‫سجهر رزا جنف ررجع اعق ررجنل‬ ‫لجلخا‪ ،‬ثو هأن اعظ‬ ‫بجعاثو‪،‬قررة ي ررل ع ر‬

‫حجاا ر ررم‬

‫كب ه ر ررج‪ ،‬اعتعل‪،‬ض‬

‫قرلخ اعح رب ا سرتبةاخ يحتارو س‬

‫كررل اععاأل ررم اعقةررجئ م ءقج ررم اععةاعررم جخعررم نز‪،‬هررم ح ررد‬ ‫ف ألعض اةجهزا اعح ل م‪،‬ألاج فر ععرو اعسرألطم اعقةرجئ م‬

‫بجعاثو‪،‬ف ررا اعثقجف ررم اعقجنلن ررم س قجف ررم اعاس ررجخعم ابا ررج ك ررل‬ ‫ع سي لا م إلج اخ اعاحجااجد فقج عألاعج‬ ‫ر اعاا ر‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫رر‬

‫ررا اع ظررجم اعقةررجئ اعررلا‬

‫اعاعتر‬

‫رر‬

‫بهرج خ ع رج‪.‬‬

‫رراج حاجيررم حقررلق‬ ‫‪382‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫اعاتهار ‪ .‬س‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ا‪،‬اعا تاعررجد ا نتقجع ررم ببسررجام ع سرري عررة هج اعارلااخ اعب ر اعتحت ررم ا ا ررم‬

‫اعقررجخاا ألررص ا سررت جألم عحررج د ا جر ام اع اج ررم اعاحتاألررم‪،‬س خا ررو‬ ‫اعأ‬

‫تبعه خ جا ة ة‪ 7.‬عتب اعة‬ ‫ع‬

‫اعا ج اعقةجئ ‪ ،‬هج ج‬

‫ب‬

‫اعع ب م‬

‫سهب اعة‬

‫اعت‬

‫تار‬

‫ررج ألعررة اعور اع‬

‫عجن فسجخا تفش ج فر‬

‫ا جن م حق ل اععةاعم ا نتقجع م ف هأن اعا تاعجد‪.‬‬

‫اآللية النانية‪:‬التدخل الدولي‬ ‫نظ ا عألع رز اعاحتارو ر اعاؤسسرجد اعلا رم‪،‬يا‬

‫س‬

‫ترلعص "اعا تار اعرة ع "فر س ر جعه‬

‫اعاتعةخا‪ ،‬قةيب اعاسج ةا اعقةجئ م‪ .‬ألص هأا اع حرل فرا اآلع رم اعقةرجئ م اعثجن رم هر اعاح ارم‬ ‫اع جئ رم اعة ع رم)‪ ، International Criminal Court (ICC‬اعتر عهرج ا تورج‬ ‫فر ر جر ر ائب اإلأل ررجخا اع اج ررم اع ر ر ائب‬ ‫اعلا ررم‬

‫ر اا بررم س‬

‫ررة ا نس ررجن م جر ر ائب اعح د‪ ،‬ررة ج ك ررل اعاح ررجاب‬

‫ر قررجخاا حقررج ألررص اعتعج ررو ر هررأن اعحررج د‬

‫ا نتقجع م جعبج ج تب ألفتر اد انتهجارجد عحقرلق اإلنسرج‬ ‫جر ائب‬

‫ه رم س‬

‫جسرربم عألاتجألعررم‪.‬‬

‫اةح جم اعقةرجئ م ألرص اةفعرج اعتر‬ ‫ا رج اةسجسر ‪Rome‬‬

‫اسرعم اع طرجق ( اا كرجد‬

‫اعاح اررم ق ررة‬ ‫كر‬

‫ه جعا كج‬

‫اعاح اررم ألالجر‬

‫ع ررم‬

‫ععررو عكلنهررج قررجخاا فقررط ألررص اجاسررم‬

‫ألرص س اا ر خ عرم كرل قرة‬

‫مرةقي ألرص نظرجم‬

‫‪Statute of the ICC‬عألاح ارم اع جئ رم اعة ع رم س قبألري ألط ‪،‬قرم‬

‫س ر ر ل س ررألطتهج اعقة ررجئ م‪ .‬اعط ‪،‬ق ررم اعلح ررةا اة ر ر ل اعتر ر يا ر ر س‬ ‫ا توج‬

‫‪.‬ح ررد اعحررج د‬

‫ررة اإلنسررجن م ‪ ،‬س فر فتر اد اع رزاع اعاسررألب (جر ائب اعح د ‪ ،‬هررأا يا ر س ي ررل‬ ‫ععو‪،‬فج توررج‬

‫اع ظر‬

‫أل‬

‫اة‬

‫ررجر به ررج ح ا ررم عاد‬

‫اعة ع ‪ UN Security Council‬قرة قرةم ا حجعرم اعرص‬

‫ررالح جد اعفوررو اعسررجأل عا ثررجق اة ررب اعاتحررةا فقررج عألاررجخا ‪ 13‬ر نظررجم‬

‫ا ج اةسجس ‪.‬حتص اآل ‪،‬قةم‬

‫أل‬

‫اة‬

‫ا‬

‫هأن اإلحج د‪،‬س عهج جم ‪ 2005‬جحجعم‬

‫اعل ر فر خاافررلا‪ ،‬د اعسررلخا ‪ ،‬جن هررأن اعحررج د ررجم ‪ 2011‬جحجعررم اعل ر فر ع ب ررج‪.‬‬ ‫قررة انتقررةد س جسررم اإلحجعررم جعررص اعاح اررم اع جئ ررم اعة ع ررم بلاسررطم‬ ‫اةح ج‬

‫ألر‬

‫اة ر ف ر ألعررض‬

‫ع م قةجئ م س ل تجحم ف س جق اععةاعم ا نتقجع م هل ش و اعاحجاب عاد اعطجأل‬

‫اعرة ع ‪ ،‬ثرو اعاح ارم اعة ع رم اعخج رم بألب رج ‪the Special Tribunal for Lebanon‬‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪383‬‬


‫العدالة االنتق الية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية ‪...‬‬

‫أ‪.‬بشرى شيبوط‪،‬‬

‫‪ (STL).‬ررتب س ر‬

‫ا فررجق ب ر‬

‫هررأن اعاحررجاب ألالج ر‬

‫اععررجم عال ررب اعاتحررةا اعبألررة‬

‫اة ر‬

‫اعاع ر ‪ ،‬ه ررجك اعاح اررم اع جئ ررم اعة ع ررم ع ل لسررالف ج اعسررجألقم ‪the International‬‬ ‫)‪ Criminal Tribunal for the Former Yugoslavia (ICTY‬اعاح ارم اع جئ رم‬ ‫اعة ع رم ع انرةا)‪ ، the International Criminal Tribunal for Rwanda (ICTR‬عرب‬ ‫ر قبرو‬

‫رتب جنشرجخ هرأن اعاحرجاب عاد اعطرجأل اعرة ع‬

‫ألر‬

‫اة ر‬

‫‪ .‬رتب ع ر‬

‫هرأن اعاحرجاب‬

‫ا ررزخ ر اع ظررجم اعقةررجئ اعررلا ‪ ،‬س حتررص ألشر و سررتقو ر كررو اعر ظب اعقةررجئ م اعة ع ررم‬ ‫اعلا رم ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫س‬

‫ح ارم ل لسرالف ج اعسرجألقم اعاح ارم اع جئ رم اعة ع رم يا ر‬

‫ألرص اعر ب ر س‬

‫ررلف نالعجررج آلع ررم قةررجئ م خ ع ررم بة ألررم ‪ ،‬ف ر‬

‫اعسألطم عقبل اعة لاد‬

‫قبو‬

‫اة‬

‫أل‬

‫ررلخ جنشررجخ اعاح اررم اع جئ ررم اعة ع ررم ر‬

‫ةسربجد س ل‪،‬فانره ر‬

‫ر اعاحتارو س هرأن‬

‫اع اجع س تب ك ااهج ف اعاستقبو‪.‬‬ ‫اآللية النالنة‪:‬اآلليات ير القضائية‬ ‫ه ر اآلع ررجد اعت ر يا ر‬

‫العهررج حق ررل اععةاعررم ا نتقجع ررم‪ ،‬شرراو اعتحق ررل س‬

‫ر‬

‫األ جد قو اعحقجئل ثو ع ج اعتحق ل ‪ ، commissions of enquiry‬ع ج اعحق قم‬ ‫‪ ،commissions truth‬ع ررج اعاوررجعحم ‪reconciliation commissions.‬‬ ‫‪،‬ألجإل رجفم جعرص شرجاكم اعا تار اعارةن فر هرأن ا سرت ا‬ ‫فقررة‬

‫ررااي هررأن اعأل ررج عتحة ررة‬

‫ررال اعفتر ا ا نتقجع ررم‪،‬‬ ‫عألحررة د ر‬ ‫ا‬

‫تا‬

‫ع توجعب‬

‫سرر‬

‫ج‬

‫‪ lustration-‬ععرو ر‬

‫ءح رجخ عكر ل اعاج ر جلانر‬

‫تاعج توجعحج‬

‫كررأا شرراو سيةررج اسررت ا‬

‫كررل‬

‫هج رم عتا ر‬

‫اعا تار‬

‫سجو اعاستقبو‪.‬‬

‫م حق ررل اإل ررالا اعاؤسس ر‬

‫رال فحرن ء ااعرم ر كرج فر‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫ورراام عتررلف‬

‫بر عألةررحجيج‬

‫ررجنلا هررج – ر سجررو عك ر س طررجخ ج ر ائب اعاج ر‬

‫بهج‪ .‬جنشجخ اعس و اعترجا‪،‬خ‬ ‫ه ‪،‬ب‬

‫س ر و ررجا‪،‬خ عاررج ح ررةث ا رلا اع ظ ررجم اعسررجبل‪،‬‬

‫ثررو هررأن اععاأل ررجد يا ر س‬

‫ررجابهب اة ر اا اعت ر‬

‫جد‬

‫فع رو قةا ره اعاحجسرب م‪،‬‬

‫‪9‬‬

‫هررل األ ررم اعتطه ر‬

‫لاقر اعح ل رم اعخة رم اعاةن رم‬

‫‪384‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫س ةررجخ ف ر اع ظررجم اعقررةيب‪،‬س اعررأ‬ ‫اعا ررأكلاا‬

‫كررجنلا سررتلع‬

‫‪ .‬ر اة ثأل ررم اعحة ثررم اةاثر ر‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ر اع ر ائب اعت ر اا كبرري ررال اعفت ر ا‬

‫ط ف ررج ه ررل ررج سررا ب ر ر "اجتثررجث اعبعررد‪de-‬‬ ‫ررةام حس ر‬

‫‪Baathification‬ف ر اعع ر اق ألعررة ا ا نظررجم‬

‫ر اعسررألطم ف ر ح ر د اعخأل ر ب‬

‫اعثجن ررم‪،‬ف اعاقجبررو‪ ،‬سخل اعل ر ف ر عب ررج جعررص اعاسررج ةا اعت ر‬ ‫ر ر و اعاح ا ررم اعخج ررم بألب ررج ‪ ،‬فر ر‬

‫اعة ع ررم‪ ،‬فر ر‬

‫تقجخ اعسجئة أل نه كج‬

‫اعسألطجد اعألب جن م ا‬

‫"‬

‫بررأ حجع ررج عتقررةيب اعاسررج ةا‬

‫ررلخ ررةل س ررألو اع ظ ررجم اعس ررلا فر ر‬

‫شت كج‬

‫اعاتلاا‬

‫ف‬

‫تج ‪.‬‬

‫األ م ا‬

‫المحور النال ‪:‬العدالة االنتقالية في المجتمعات العربية‪،‬في ظل السياسة الروسية‪.‬‬ ‫بحد كو اعا تاعجد خ‬ ‫اععة ة‬

‫‪،‬اعت‬

‫اعظ‬

‫اعت‬

‫عجن اععة ة‬

‫اعت ر‬

‫تكثررو سسررج‬

‫حق ل اععةاعم‪،‬عك‬

‫عتب ألاثجألرم ع قرجد‬ ‫اعاشجاو‬

‫فر هررأن اعا تار ‪،‬‬

‫اعاع قرجد اعتر‬

‫هررج اعاشررجاو‬

‫ف ر اعت ررجف‬

‫عألس ررجحم اعة ع ررم ر ر‬ ‫اعتل اد‬

‫استث جخ‬

‫ررال‬

‫ا ر جع جد فر اععة رة ر خ‬ ‫قر‬

‫فر‬

‫اعاع قررجد اعةا أل ررم‬

‫اعررة ع‬

‫حق ل هأن اة‬

‫اععرجعب اعثجعرد‬

‫جره حق رل اععةاعرم‬

‫كررأا‬

‫ا يشت ر‬ ‫اعةياق اا رم‬

‫اررلع اعاشررجاو اعخجاج ررم‪،‬‬

‫ألررص اعا طقررم ج ررم ف ر يررو سررع ا س ر ج عألعررلخا‬

‫سر ر خ ه ا ته ررج فر ر اعا طق ررم اعع ب ررم‪،‬اة‬

‫اع ررأ ااخ ر ر ح ررةا‬

‫اعاشجاو ف اعا طقم‪.‬‬ ‫ال‬

‫ج يحةث ف اععة ة‬

‫خ‬

‫اععجعب اعثجعرد يا ر‬

‫ألخر ن اعاشرجاو اعتر‬

‫ع ل حق ل اععةاعم ا نتقجع م ف هأن اعا تاعجد ف اج أل ‪:‬‬ ‫‪ .1‬صعوبة تحقيل الدامق ار ية في اور المنطقة العربية‪ :‬يعتب اععة رة ر اة رخج‬ ‫س اعةياق اا م ه‬

‫س‬

‫ع م سسجس م عتحق ل اععةاعم ا نتقجع م ‪ ،‬ه نالع خ ع ي‬

‫عتاةن اعة‬ ‫عررجا اعررة‬ ‫ول‬

‫سجو س خ خ عم اعقجنل ‪،‬عك اعاش و اةسجسر هرل فر ك ف رم‬ ‫اعا تاعررجد ر هررأن اعةياق اا ررم ‪ ،‬ععررو نظ ر ا عكلنهررج‬

‫تاج ررص‬

‫جد كو اعا تاعجد‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪385‬‬


‫العدالة االنتق الية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية ‪...‬‬

‫أ‪.‬بشرى شيبوط‪،‬‬

‫ح ررد س اعت بررم اعةياق اا ررم‬ ‫كل نج م‬ ‫نتججج‬

‫ق ج م خا أل م‬ ‫ع‬

‫بم‬

‫ي ر‬

‫ا بم رعب م‬

‫ستلاخا‬

‫س‬

‫كررل‬ ‫ي ر‬

‫ف‬ ‫س‬

‫س‬

‫ررم ر اعخررجا عكر ي ر‬

‫كرل اعةياق اا رم فر اعا طقرم هر‬

‫اع اجع اعف ب م ‪.‬‬

‫‪ .2‬تجاهقل الواجقا األخالققي فقي مواجعقة الماضقي ‪ :‬يسرتة نشرطجخ حقرلق اإلنسرج‬ ‫اعةحجيج‬

‫ام اجبجً س الق جً ف اعتأك ‪،‬عقبل اعةرحجيج ا‬

‫أل‬

‫اة ررحجيج‪ .‬كا ررج س نسر ر ج اعة ررحجيج اع ررجج‬ ‫ألجعظألب اإلهجنم‬

‫اإلحسج‬

‫هأا ج هل سجئة ف‬

‫س ألب ررم اع ر ظب اعسررجألقم بقررص عهررج القررم ر‬ ‫اع جن‬

‫اعقةجئ م‪ ،‬ج ؤخ جعص ةم ا ت ا‬

‫ر ر يعتبر ر‬

‫فر‬

‫تر ا‬

‫ر ر الً ر ر س ر ر ج ج ررجخا‬

‫عظب خ‬

‫اععرجعب اعثجعد‪،‬ح رد س‬

‫ختأل ر‬

‫اعقطج ررجد ج ررم هررج‬

‫اعاستبة ألجع ائب اعت اا كبهج‪.‬‬

‫‪ .3‬اور الق قواني التقليداققة والعرفيققة والنقافققة فققي المنطقققة العربيققة‪ :‬ح ررد ج‬ ‫ةال اععةاعم ا نتقجع م ف خ‬

‫اة ا‬

‫بهرب‬

‫طب ررل‬ ‫اعتقجع رة‬

‫اعا طقرم اعع ب رم يحترج جعرص س يسرتل‬

‫اعقجنلن م ف خ عهج‪.10‬‬

‫ععررو نظ ر ا عكررل ع ررجد اعقرلان اعع ف ررم ر از ألع ر خ ًاا سسجسرًج ف ر كث ر‬ ‫اا‬ ‫الع اعة ف اعا طقم اعع ب م‪،‬ج عب نقو س اعطجأل اعقبأل‬ ‫اةا‪،‬ج ف‬

‫اعا طقم اعع ب م‪.‬‬

‫ر اعا ررجال‬ ‫ه ا هج ف‬

‫‪ .4‬الا ار ات الداخلية التي تشعدها الو المنطقة العربية‪ :‬ح د س اعفتجد اعت ي‬ ‫عهج س‬

‫تشجاك ف‬

‫ررج ررؤخ جعررص‬

‫حق ل‬

‫جهررو اعهررة‬

‫اعا طقم اعع ب م عجن‬

‫س خ اععةاعم ا نتقجع م‪ ،‬ة و فر‬

‫اةسجس ر اعررأ ي ر‬

‫اعاستل‪،‬جد اعة رم‬

‫األ ررم اعتح ررل اع ررةياق اا‬

‫شجاكم كو اعفتجد ف‬

‫حق قرره‪.‬ألح د نالحررل س خ‬

‫فك رج خا أل رج سخل جعرص اعز‪،‬رجخا ر حرةا اعاعةرألم اة رم فر‬

‫اعا طقم اعع ب م ألح د ب اد اععة ة‬ ‫اععة ة‬

‫ا‬

‫اعع ق رم‬

‫جد خا رو اعا طقرم‬

‫حق ل اععةاعم ا نتقجع م ف اعا طقم اعع ب م‪.‬‬

‫خ عم اعقجنل‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫رع‬

‫ر‬

‫حق رل‬

‫اععةاع ررم ا نتقجع ررم فر ر ه ررأن اعا تاع ررجد نت ررم عع ررةم‬

‫اعا طقررم اعع ب ررم ج عررب نقررو كألهررج عررجن‬

‫بتحق ل اععةاعم‬

‫اعتر‬

‫ختألر‬

‫فر‬

‫اعطجئف رم ‪،‬اة ر اعرأ‬

‫‪ .5‬قلققة البن ق األساسققية التققي تعتمققد لتحقيققل العدالققة االنتقاليققة‪:‬‬ ‫س ألب ررم خ‬

‫ر ا جد ف ارج ب هرج‬

‫ععرو ااجر‬

‫ععررو‬

‫تبررجا س‬

‫ر قألررم جررلخ اعب ررص اعا لاررم‬

‫نتشرجا اعفسرجخ‬

‫فشر ا نحطرجر فر‬

‫‪386‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫هرأن اعرة‬ ‫اعت‬ ‫‪.6‬‬

‫ررج يشر و جئقرج كب ر ا س رجم اعسررع عتحق رل اععةاعرم فر اعا حألرم ا نتقجع ررم‬

‫شهةهج اعة عم اعا تا ‪.‬‬

‫قققدم التوافقققل السياسقققي‪:‬‬

‫اعة ع ررم‪ ،‬ا تال‬ ‫ةجابج ف‬ ‫سا ا‬

‫العدد ‪04‬‬

‫ا‬

‫عع ررو ااجر ر‬

‫جه ررجد ا‬

‫ررتال‬

‫اةقأل ررجد اعاتلاج ررةا فر ر خا ررو‬

‫تق ررجخاد اعس جسر ر م‬

‫وجعب اع هجد اعفج ألم ف‬

‫اعثقجف ررم‪ ،‬ج يخأل ررل‬

‫اعة ررم‬

‫حق ل اععةاعم ا نتقجع رم‪،‬ح د‬

‫اعتلافل اعس جسر س يقرلم بهرأن اعاهارم‪ ،‬ععرو‬

‫ف ر قةررجيج انتهجاررجد حقررلق اإلنسررج ‪،‬‬

‫ر اعا طقرر‬

‫تبرجا سنهرب اعخورب اعح رب‬ ‫اععررجخ س‬

‫ررحجيج انتهجاررجد حقررلق اإلنسررج اعت ر هررب سررب‬

‫هاررم جنوررج‬

‫ياألرو سحرة‬ ‫لكررو جعرر هب‬

‫ف ر حررة هج ف ر‬

‫اا كجبهج‪.‬‬ ‫شكل رقم‪ 01:‬العدالة االنتقالية في المجتمعات العربية‪.‬‬

‫المادر‪ :‬م ا داا الباحنة‬

‫‪.7‬التقدخل الخقارجي فققي المنطققة العربيقة‪ :‬يعتبر اعترة و اعخرجاج فر اعا طقررم ر بر‬ ‫اعتحةيجد اعت‬

‫ف اععة ة‬

‫ع فهج اعة‬

‫سهررب‬

‫اعع ب م ‪ ،‬ج ععو سسجسرج فر كلنهرج عرجن اععة رة ر اعتحرةيجد‬

‫اعاستل‪،‬جد اة ر اعرأ جعرو ر اعقرلل اعكبر ل ت رجف‬

‫ف ر اعا طقررم‪ ،‬هررل ررج س ر ألش ر و كب ر‬ ‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫ألررص طررلا خ‬

‫ر سجرو ا‪،‬رجخا نفلعهرج‬

‫اعا طقررم‪،‬ألح د س اعت ررجف‬

‫اعررة ع‬

‫‪387‬‬


‫أ‪.‬بشرى شيبوط‪،‬‬

‫اعأ‬

‫العدالة االنتق الية والمعضلة األمنية في المنطقة العربية ‪...‬‬

‫حةا اعتل اد اعةا أل م‬

‫شهةن ااخ‬

‫ع‬

‫سعص علد اعا طقم عتحق قه‪.‬‬

‫ن جا األ م اعتحل اعةياق اا اعرأ‬

‫‪.8‬تنقققامي السياسقققة الخارجيقققة الروسقققية تجقققاه المنطققققة العربيقققة‪ :‬سررعص ا س ر ج عألعررلخا جعررص‬

‫اعسررجحم اعة ع ررم‪ ،‬ق ررة ا تبرر د ر اعا طق ررم اعع ب ررم س كاررج ا ررطألب أل ررص سررا تهج ألا طق ررم‬

‫اعش ر ق اة سررط ألاثجألررم ألررجد جة ررة س‬

‫سررتعجخا ا س ر ج عررة اهج اعررة ع ‪ ،‬اع ررأ‬

‫فررأ سسجس ر‬

‫ه ا تهرج ألرص طقرم اعشر ق اة سرط س اعرة‬

‫جةد ف ره س فر س سر ط هج‬

‫يسررج ةهج ف ر اسررتعجخا هررأا اعة ا‪ ،‬ج ررم ف ر يررو ا ا ررم اعت ر‬

‫اعت‬

‫ؤاق س هج ع‬

‫فقط ا قأل ا‬

‫اعع ب رم سرل‬

‫عجن هررج ا س ر ج فر حررة خهج‬

‫اناج س هج اعقل ‪ ،‬اعاتاثألم ف اةا م اة ك ان م‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬ ‫حق ررل اععةاعررم ا نتقجع ررم هررل اعسررب و اعلح ررة اعررأ يةررا‬ ‫عألةرحجيج بر ف‬

‫اعلقري يفرتب اعط ‪،‬رل عتحق رل اعاورجعحم اعلا رم‪،‬اعت برة نهج سرتكل اعة عرم‬

‫ًم عاز‪،‬ة‬

‫اعتةهلا‬

‫عة اعاوجعحم‬ ‫اع ررلا‬

‫ا جتاج‬

‫حق ررل اععةاعررم اإلنوررج‬

‫ألرررص سسر ر‬

‫ا نحطجر ف كو اعا ج د‬ ‫ال‬

‫رر‬

‫س ج اععةاعم ا نتقجع م اعتر‬

‫م قجنلن م‪ ،‬عةخي ررم‬

‫‪،‬اعاو ر ر ر ر ر ر ررجعحم اعلا م‪ ،‬سر ر ر ر ر ر ر ر‬

‫كرل‬

‫خياق اا ررم‪،‬اعت‬

‫ر ا‪،‬م إل رجخا سر‬

‫رررتب ر ر‬

‫ع ر ر ر ر ر ر ررج اعحق ق ر ر ر ر ر ر ررم‪،‬اعتعل‪،‬ض عألة ر ر ر ر ر ر ررحجيج‪،‬جب‬

‫اعة ا‪ ،‬ء الا ؤسسجد اعة عم اععج م س اعخج م‪،‬اةجهزا اة م‬

‫ا نتهجاجد اعسجألقم عحقلق اإلنسج ‪ .‬ف اع هجيم‪،‬ع سي ه جك‬ ‫فعررب ألجنتهجاررجد اسررعم اع طررجق عحقررلق ا نسررج ‪،‬ف ا‬

‫سررت ة جعررص اياررج جررله‬ ‫اعخجاج ررم هررة‬

‫ر ررتالخم ر ر اب عتر رره‬

‫ألشر و سسجسر عا ر خ‬

‫حجعتهج ف كو اعا ج د‪.‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫اعا طقررم ر‬

‫ععو ألف م اعتعج رو ر‬

‫فم احةا عألتعج و‬ ‫ررجهب‬

‫سسررجع‬

‫ألعجعا ررم حقررلق اإلنسررج ‪ ،‬عك ي ررةا أل ررو‬

‫اعط ‪،‬ر ررل اعاالئر ررب عر رره‪ ،‬اعر ررأ‬

‫ررال ج رررجخا اعب ررجخ‬

‫ج ر‬

‫اععةاعررم ا نتقجع ررم‬

‫تا ر س يختررجا ع فسرره‬

‫ول ر ر ج ه اعةا أل م‪ .‬ج ر ررم س اعر ررة‬ ‫حق ررل اعتحررل اعررةياق اا‬

‫حسر‬

‫‪388‬‬


‫العدد ‪04‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫العوامش‪:‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬

‫جعة نو اعس ة‪،‬ن ف‬ ‫اعا ج ‪،‬‬

‫نف‬

‫حاة لف ل‪،‬العدالة اإلنتقالية‪ ،‬حةا اعةااسجد‬

‫اعبحلث‪،‬ر‪،1،2012‬‬

‫‪.6‬‬

‫‪.7‬‬

‫‪Lydiah Bosire, "Overpromised, Underdelivered: Transitional Justice in Sub-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪Saharan Africa", Occasional Papers Series, International Center For Transitional‬‬ ‫‪Justice, July 2006, pp 6-.7‬‬ ‫‪Chandra Lekha Sriram, Olga Martin-Ortega and Johanna Herman, " Beyond‬‬

‫‪4‬‬

‫‪justice versus peace: transitional justice as part of peacebuilding strategies",‬‬ ‫‪Centre on Human Rights in Conflict, Working Paper 1, University of East London,‬‬ ‫‪April 2009, p 3.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪Ibid,p3.‬‬

‫‪6‬سيا‬

‫بجنم‪ " ،‬اور األمم المتحدي ف بناء السلم في أفريقيا اراسة حالة‪ :‬موزمبيل وليبيريا"‪ ،‬اسجعم خكتلاان‪،‬‬

‫جج عم اعقجه ا‪ ،‬عهة اعبحلث اعةااسجد اةف ‪،‬ق م‪،2009 ،‬‬

‫‪7‬‬

‫الخ اعة‬

‫‪.22‬‬

‫ا لا ‪،‬مفعوم العدالة اإلنتقالية و اور المجتم المدني ببناء الدولة‬

‫الحدينة‪ ،‬لم‪ ،2013/2/1‬ألص اعسج م‪ ،13:34:‬ألص اعالق ‪:‬‬

‫‪/https://syrianvoices.wordpress.com/transitional-justicecivil-society-rol‬‬

‫‪8‬‬

‫بة اعحس‬

‫‪.188‬‬

‫‪9‬‬

‫يجسا‬

‫عبج ‪ ،‬الشعا يريد !‪..‬تأمالت ف رية في الربي العربي ‪،‬ب‬

‫سل كج‪،‬اع ظ عألاج‬

‫اععةاعم ا نتقجع م‪-‬ب جخ اعسالم‬

‫الدولية للاليا األحمر‪ ،‬ألة‪ ،88‬ةخ‪،862،2006‬‬ ‫‪10‬‬

‫د ‪:‬خاا ساأل ‪ ،‬ر‪،2012،1‬‬

‫ال كش‬

‫اعاستلع جد‪،-‬المجلة‬

‫‪.15‬‬

‫كاج اعقو ‪ ،‬ندما يلتقي القانون و الواق ‪:‬بناء العدالة االنتقالية في افريقيا‪ ،‬لم‪ ،2013/12/24:‬ألص‬

‫اعسج م‪ ،14:59:‬ألص اعالق ‪:‬‬

‫‪http://studies.aljazeera.net/bookrevision/2013/12/201312238483471122.htm‬‬

‫مارس ‪ 2018‬م‪ .‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫‪389‬‬


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

La Problématique des Centres d’enfouissements techniques en Algérie et ses dynamiques sociales

Pr. Dr. Faradji mohamed akli, Université de Bejaia, Algerie.

Pr.Sifer Abdenacer Université de Bejaia, Algerie.

Résumé : Cette étude tente de permettre une compréhension des conflits liés à l’implantation des centres d’enfouissements techniques à Bejaia et de saisir la dynamique sociale et les enjeux qui leur sont inhérents. Nous avons particulièrement cherché à cerner les motivations qui incitent les opposants à déclencher les conflits, les facteurs qui entravent l’acceptabilité sociale des équipements et l’échec des négociations entre les différents acteurs pour la régulation des conflits. Mots clés : gestion des déchets, conflit, communication, gouvernance territoriale, centre d’enfouissement technique, représentation sociale. :‫ملخص‬ ‫يشغل ميدان البيئة مكانة مرموقة لدى الفاعلين المهتمين بهذا المجال المعرفي يتوائم‬ ‫ كل حسب طريقته بما وغالبا ما تثير مثل هذه الرهانات‬،‫ والعملي‬.‫مع رهانات عالم نشاطاته‬

‫ تهدف هذه الدراسة لفهم الدينامية‬.‫نقاشات حادة بين المجتمع المدني والسلطات العمومية‬ ‫متخذين بجاية‬،‫اإلجتماعية حول إشكالية النزاعات المتعلقة بمراكز الردم التقني بالجزائر‬ ‫ و قد ركزت الدراسة على الدوافع والعوامل التي تحد من القبول اإلجتماعي لهذه‬.‫نموذجا‬ ‫المراكز كما حاولت فهم معوقات الحوار بين األطراف المتنازعة وإيجاد حل لهذه المشكلة‬

.‫ذات أبعاد بيئية خطيرة‬

,‫ الدينامية اإلجتماعية‬,‫اإلدارة اإلقليمية‬,‫التأطير‬,‫ مراكز الردم التقني‬:‫كلمات مفتاحية‬ .‫التمثالت اإلجتماعية‬ 390

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

INTRODUCTION : L’environnement est de nos jours, une thématique en vogue qui occupe une place non négligeable dans la société et dans le débat public. Face à la dégradation de l’environnement et l’émergence de plusieurs problèmes liés à celui-ci, des chercheurs issus de différentes disciplines se trouvent engagés afin d’apporter des solutions et résoudre cette problématique qui a tant de répercussions sur la vie humaine. L’un des sujets associés aux problématiques environnementales et qui reviennent d’une manière récurrente est ce qui est désigné de controverses environnementales publiques, plus précisément les conflits liés à l’aménagement du territoire. Les conflits d’aménagement du territoire peuvent être définis comme « une opposition marquée par un engagement entre deux ou plusieurs parties prenantes (les acteurs du conflit) au sujet d’éléments matériels locaux, ces oppositions manifestent aussi bien des caractéristiques locales liées aux dimensions spatiales que des caractéristiques sociales et économiques liées aux territoires sur lesquels ils se déroulent. Les conflits d’usage de l’espace sont le résultat des insatisfactions d’une partie de la population quant à des actions entreprises ou projetées par leurs voisins, par des institutions privées ou par les pouvoirs publics »1. Ces projets s’inscrivent souvent dans des stratégies de développement ou de lutte contre des fléaux observable dans la société. Et bien que la logique qui sous-tend ces projets soit l’intérêt collectif des citoyens et le développement social et économique des territoires, ils rencontrent dans la plupart des cas une opposition tenace de la part de la société civile. L’Algérie, comme pays en développement investit des sommes colossales dans l’aménagement du territoire et la réalisation

391

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

d’infrastructures jugée nécessaire à la satisfaction des besoins de la société. Parmi ces infrastructures qui s’inscrivent dans le cadre du développement durable et la préservation de l’environnement, les équipements collectifs de gestion des déchets constituent des projets en proue dans les politiques publiques du gouvernement algérien, qui visent la modernisation de la gestion des déchets et la lutte contre la prolifération des décharges sauvages. Néanmoins, sur le terrain, la réalisation de ces projets demeure nonchalante et se heurte à une opposition de la part des populations et des associations, qui bloquent les travaux. La wilaya de Bejaia est un exemple criant d’une telle situation. Avec des difficultés de plus en plus ardues en matière de gestion des déchets et de prolifération de décharges sauvages dont celles d’Aokas et de Sidi-Aïch suffisent comme exemple, il existe des mobilisations systématiques contre les projets des équipements collectifs de gestion des déchets, en l’occurrence les centres d’enfouissement technique, et qui se soldent toujours par l’arrêt des travaux, et souvent en ayant recours à la violence. Et cela sans aucune alternative pour remédier à la crise écologique que traverse la région, pourtant connue pour son patrimoine naturel, historique, culturel et touristique. Rémy Barbier fait remarquer que souvent, ces conflits sont expliqués par l’égoïsme et l’irrationalité des opposants : « les opposants poursuivent tout simplement la défense de leurs intérêts particuliers, et notamment de leurs intérêts de propriétaire ; quoi qu’ils en disent, ils visent surtout à préserver la valeur d’un patrimoine inévitablement menacé par la proximité d’un équipement générateur de nuisance ». Cette explication est connue sous l’appellation du « syndrome de nimby », acronyme de « not in my back yard », (pas dans mon jardin) une pathologie censée apparaitre mécaniquement face à tout projet socialement dévalorisé2. Toutefois, cette explication est considérée par les chercheurs en sciences sociales

392

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

comme insatisfaisante et que les conflits liés à l’aménagement du territoire revêtent des mécanismes et des dynamiques plus complexes, et leurs études révèlent leurs ancrages dans des logiques et des revendications révélatrices d’aspects divers du système social dans lequel ils s’inscrivent. Avec la même conviction, et en s’appuyant sur le paradigme des logiques d’actions avancé par Brenoux (1995) et qui nous permet de faire appel à plusieurs théories, en particulier la théorie de la justification de Luc Boltanski et Laurent Thevenot (1991), ainsi que la théorie du cadrage (frame analysis), représentée notamment par : Charles Tilly, Sidney Tarrow, David Snow et Robert Benford (Daniel Cefaï et Dany Trom, 2001). Cette étude tente de permettre une compréhension des conflits liés à l’implantation des équipements collectifs de gestion des déchets à Bejaia et de saisir la dynamique sociale et les enjeux qui leur sont inhérents. Nous avons particulièrement cherché à cerner les motivations qui incitent les opposants à déclencher les conflits, les facteurs qui entravent l’acceptabilité sociale des équipements et l’échec des négociations entre les différents acteurs pour la régulation des conflits. ÉLEMENTS METHODOLOGIQUES Concernant la méthodologie de notre recherche, nous avons opté pour la méthode qualitative, en usant de l’entretien semi-directif. Nous avons établi trois grilles d’entretiens, correspondant aux trois acteurs concernés directement par les conflits, à savoir, la population, les associations et les P/APC. Concernant les enquêtés, ils ont été sélectionnés à travers un échantillonnage boule de neige.

393

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

Au total, notre échantillon réparti sur 07 communes (Aokas, Boukhlifa, Elkseur, Beni ksila, Tinebdar, Amalou, Boujellil) se constitue de : 07 P/APC ; 16 associations, 34 riverains. ANALYSE ET DISCUSSION DES RESULTATS Des représentations sociales contradictoires qui endiguent l’acceptabilité sociale des projets L’analyse des données recueillies nous a amenés à vérifier l’existence de plusieurs représentations sociales différentes concernant les équipements collectifs de gestion des déchets, ce qui rejoint le constat partagé qu’ « une représentation sociale est une grille de lecture de la réalité, socialement construite, chaque groupe élabore cette grille en fonction de ses intérêts, ce qui veux dire que face à un même objet, des individus peuvent présenter des attitudes différenciées »3. En fait, les représentations que nous avons établies varient en fonction des acteurs et en fonction de leur position vis-à-vis des projets d’implantations. Ainsi, ce qui est remarquable suite à l’analyse, c’est la distinction entre représentations positives des acteurs favorables à l’acceptabilité des projets et représentations négatives des acteurs défavorables à cette idée. En premier lieu, la population qui, en totalité, a une position défavorable à l’idée d’accepter la réalisation des projets dans leurs communes. Les assertions et les images qui ne cessent de revenir dans le discours des porte-paroles de la population concernant les équipements, est celle d’un projet qui menace la qualité de vie des habitants et qui va porter des nuisances multiples au confort et à l’esthétique du territoire sur lequel ils vivent. Ajouter à cela, les diverses répercussions de ces équipements sur leur santé et leur environnement en général. Pratiquement tous les enquêtés de cette catégorie parlent de fumée partout, d’animaux sauvages qui trainent dans la commune, de la contamination des eaux et les diverses 394

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

maladies tel l’asthme et la stérilité ou la naissance d’enfants handicapés. La population prédise la situation de leur commune une fois les équipements installés. Apostériori, nous pouvons dire que le noyau central des représentations sociales des équipements chez la population est simplement celle d’une décharge sauvage. Car implicitement ou explicitement les propos précédents sont remarqués chez tous les enquêtés. D’ailleurs, les arguments avancés par la population s’inscrivent clairement dans le cadre des effets des décharges sauvages. Ensuite, les élus municipaux qui, eux, sont tous favorables à l’acceptabilité des projets dans leurs communes. Sur les sept élus interrogés, tous ont avaient présenté les C.E.T comme étant une solution au problème des décharges sauvages qui demeure l’un des éléments de pression et de préoccupation des autorités publiques et locales. En outre, les élus considèrent les C.E.T comme un instrument qui permet de protéger l’environnement et de préserver le cadre de vie des habitants. « Protéger l’environnement est l’une de nos priorités, un C.E.T au sein de notre commune va permettre de mieux gérer les déchets et éradiquer les décharges sauvages, ainsi que de garder une bonne image de la commune ». Ce genre d’affirmations se répètent à chaque fois dans les discours des élus et se présentent comme l’argument par excellence mobilisé pour justifier et convaincre de la nécessité de la réalisation des projets. Une des dernières représentations que nous pouvons attribuer aux élus concernant les équipements est celle d’un avantage économique pour la commune. En effet, les élus interrogés considèrent que ces projets constituent un atout et une opportunité pour l’APC, car ils vont permettre de créer des postes d’emploi et assurer une rente pour les caisses de la mairie.

395

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

Dans le cas des associations, nous avons pu distinguer entre deux positions concernant l’acceptabilité des projets. Certaines associations sont favorables à l’acceptabilité des projets et certaines ne le sont pas. Ce qui est fort intéressent et révélateur dans le cas des associations, c’est que leurs positions vis-à-vis des projets varient en fonction de leurs représentations sociales. Ainsi, les associations qui sont favorables à l’acceptabilité des projets considèrent les équipements, à la manière des élus municipaux, comme une solution aux décharges sauvages, un instrument de préservation de l’environnement et du cadre de vie et enfin comme un avantage économique à la commune. Pour les associations qui sont défavorables aux projets d’implantation, elles les considèrent à l’instar de la population plutôt comme une menace aux cadres de vies ; un danger pour la santé publique et l’environnement, en ajoutant qu’il s’agit d’une fausse solution et d’un leurre administratif. En ce qui concerne la construction des représentations de nos acteurs, plusieurs éléments ont été mis en exergue. Dans ce point aussi, la distinction s’impose entre les acteurs favorables et les acteurs défavorables aux projets. En effet, les connaissances et les croyances relatives aux équipements varient selon la position des acteurs. Ainsi, nous constatons que pour les élus municipaux et les associations qui sont pour la réalisation des projets, leurs représentations sont basées sur les connaissances qu’ils ont acquises à travers des conférences ; des réunions de discussion ; des études techniques et aussi par le montant des équipements. Par contre, la population et les associations qui s’opposent à la réalisation des projets se réfèrent en premier lieu à l’expérience des décharges sauvages existantes déjà et la manière dont elles sont gérées, mais aussi l’image négative qu’ils se font des gestionnaires. En second lieu viennent d’autres éléments, qui ne sont pas souvent cités, mais non de moindre importance et qui sont aussi à prendre en considération tels le réseau personnel, l’internet et le nom du projet. 396

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

Une gouvernance territoriale dysfonctionnelle et une méfiance généralisée Dans le cas de la réalisation et de l’acceptabilité des projets de nature controversée, les rapports qu’entretiennent les acteurs mutuellement sont d’une grande importance. Ces rapports sont souvent régulés à travers l’exercice de la gouvernance territoriale et celle-ci « suppose des procédures de coopération entre acteurs porteurs d’usages, de représentations et de projets différents, qui établissent des accords ou des compromis autour de formes de régulation forcément instables et sujettes à remises en question. Ces accords, ces compromis, sont le fruit de négociations, concernant des personnes ou, le plus souvent, des groupes. Elles supposent un dépassement provisoire des tensions, un apaisement des conflits, dans le but d’arriver à une solution commune».4Dans le but d’analyser cette gouvernance dans notre cas, nous avons pris trois dimensions : la communication, la concertation et les représentations des acteurs les uns les autres. En premier lieu, l’analyse des données recueillies auprès des différents enquêtés, nous a amenés à faire le constat que les pratiques communicationnelles des promoteurs des projets s’inscrivent dans le domaine de la communication de crise. Par-là, nous entendons le fait de communiquer dans une situation caractérisée par des relations tendues entre émetteur et récepteur sur un événement ou un sujet qui risque de mettre en péril la légitimité de l’organisation. En réalité, la communication entre les acteurs ne commence à s’établir que suite au déclenchement des conflits et du blocage des projets. Aucune action d’information ou de sensibilisation n’est entamée avant le début des travaux, et ceci est confirmé par la population, les associations et même les élus municipaux. Cette absence de communication et de sensibilisation au début du processus décisionnel, amplifie la méfiance de la population, qui peut interpréter ce silence comme une occultation volontaire qui vise à cacher les inconvénients des équipements et comme une preuve de leur danger. Un des propos de nos enquêtés est très révélateur : « ils ont rien dit, 397

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

d’habitude s’il y a quelque chose de nouveau, ils font un tapage, ils n’arrêtent pas de parler et de se vanter… Là, c’est le silence total, c’est la preuve que c’est un mauvais projet ». En effet, les entretiens mettent en exergue que le canal de communication utilisé par excellence dans ces projets est l’oral à des assemblées générales. Ce canal est loin d’être le mieux adapté à ce genre de situations déjà marquées par des relations tendues entre les différents acteurs. Et dans ce cas, une assemblée peut être considérée comme un lieu d’affrontement. En outre, la communication ici est plutôt assimilée à une simple diffusion d’information dont l’objectif est d’affirmer que les projets sont techniquement et juridiquement incontestables, ce qui est évidemment insuffisant pour modifier l’opinion publique. Thierry Libeart avertit que dans le cas de l’acceptabilité sociale des projets sensibles, « la communication nécessite une prudence extrême dans sa mise en œuvre, et la phase préalable à la diffusion d'informations doit être particulièrement soignée… La communication ne réussira pas à elle seule à conduire vers une réussite du projet, d'autres facteurs interviennent. Toutefois, l'étude de projets ayant abouti amène à recenser quelques paramètres dont l'absence risquerait de mener à l'échec»5. D’ailleurs, la population n’a pas pris ces assemblées pour des lieux d’échange et d’explication. Excepté trois personnes, la quasi-totalité des porteparoles de la population déclare ne pas avoir reçu des explications concernant les équipements. Ajouté à cela que nous avons constaté que la médiation entre les différents acteurs est vraiment indigente. En ce qui est du cas de ce conflit, les associations devraient être le garant de cette médiation entre population et autorité locale. L’analyse des données nous révèle que la plupart des associations n’ont pas été invitées à assurer le rôle d’intermédiaire entre population et autorité locale, et pour celles qui se sont impliquées dans le conflit, elles ont joué le rôle de porte-parole plutôt que celui de médiateurs. En effet, les associations procèdent à des actions selon leurs propres positions par rapport aux projets. Ainsi les associations qui sont favorables aux projets, ont procédées à des compagnes apologétiques des 398

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

équipements auprès de la population, et de l’autre côté, les associations défavorables aux projets, ont procédés à affirmer le refus de la population auprès des autorités locales. Ces pratiques ne favorisent pas, le débat et ne permettent pas l’exposition des faits d’une manière objective. Ceci ne peut pas permettre une prise de décision rationnelle ou des échanges fructueux entre les acteurs, et qui peuvent aboutir à des décisions prises en commun et à des résolutions concernant les malentendus existants. De plus, la marginalisation que subissent certaines associations ne fait qu’aggraver la situation et omettre un atout très essentiel dans la communication et la participation. En second lieu, la concertation entre acteurs est absente, il n’existe aucune coordination et aucune participation de la part de la population et des associations au processus de prise de décision. Le choix du terrain et le lancement des travaux sont effectués selon une logique univoque de l’APC, excluant la consultation et la participation des autres parties concernées. Dans pareil cas, « la population concernée considère (…) qu’elle est mise devant le fait accompli, que les jeux sont déjà faits. Devant le sentiment qu’il ne peut influer sur la décision, le public témoigne alors de son indifférence ou, au contraire, manifeste son hostilité »6. Ce qui est fort intéressant, c’est que dans notre enquête nous avons constaté que la population n’a jamais soulevé le point ou affiché une volonté de participation aux processus de prise de décision, contrairement aux associations qui ont affiché leur dédain de cette exclusion et leur volonté de participation et de consultation. Nous rapportons ces propos vu leurs caractères très révélateurs : A.AK.2 : « il y avait ni enquête publique, ni débat public… le peuple en a marre d’être pris pour un con, on ne consulte jamais, comment veux-tu qu’on accepte leurs projets ? » A.B.1 : « normalement ils organisent des portes ouvertes, ils nous consultent avant le commencement des travaux, ils vulgarisent 399

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

l’information… le projet est arrivé avant l’information, d’ailleurs la population s’est basée sur des rumeurs alors que normalement c’est à nous de leur expliquer ». D’autre part, nous avons constaté que le choix de l’emplacement des équipements se fait sur un accord tacite. Il s’agit bien d’une décision de connivence prise entre les divers élus membres de l’assemblée communale et cet accord se fait au détriment du village ou du quartier qui n’a pas un représentant à l’assemblée. Autrement dit, le village qui ne dispose pas d’un représentant à l’assemblée va recevoir le projet car tous les représentants refusent le projet dans le village dont ils sont issus. Ce qui confirme que les APC n’ont pas eux non plus un pouvoir décisionnel réel dans le choix des projets de C.E.T, sinon une stratégie de contournement des pressions exercées sur eux. En dernier lieu, il existe une méfiance généralisée envers les autorités publiques et un discrédit de leur aptitude à gérer les équipements et d’en assurer le bon fonctionnement. Alors que la confiance est un élément primordial dans le cas d’acceptabilité de projet et d’établissement de débats et d’échanges. La confiance dans le cas des projets techniques, disait Anthony Guidens : « repose à la fois sur un acte de foi envers les savoirs sous-jacents, envers les professionnels qui les mettent en œuvre, mais aussi sur une “foi pragmatique” issue des observations que nous faisons jour après jour du bon fonctionnement général de ces systèmes »7. Or, les propos des enquêtés nous ont parfaitement révélé que cette foi pragmatique est totalement altérée étant donné l’échec observé dans des projets anciens. Bien plus, les autorités de leur part discréditent la population et les associations considérées comme ignorantes et inaptes, ce qui pour les élus ne leur donne pas la légitimité de participer aux décisions et au développement de leurs territoires, ou d’influer sur les processus de négociations. Ce qui ne fait qu’accroître le dysfonctionnement de la gouvernance territoriale. Des stratégies d’actions et de négociations controversées 400

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

Ici, nous avons analysé la dynamique sociale des conflits d’implantation des équipements. Ainsi, nous avons déterminé le cadrage que font les opposants des projets d’implantation, et le répertoire d’action des acteurs en conflit. Dans un premier temps, nous avons constaté que les opposants font des cadrages négatifs des projets et des actions des promoteurs de ces projets. En fait, les opposants considèrent qu’ils sont victimes de lésion et d’ostracisme de la part des autorités qui les ont désigné comme bouc émissaire pour assumer un mal qu’ils considèrent comme une atteinte à la dignité de la commune et de sa population. Cela est dû à plusieurs facteurs dont l’intercommunalité des projets constitue l’élément pondérant. Un des propos de nos enquêtés et qui revient souvent sous une forme ou une autre résume tout : P.B.1 : « pourquoi c’est chez nous ? il y a d’autres projets non ! Ceux-là, ils les donnent aux autres villages, c’est pour les autres communes c’est ça… on n’a même pas l’eau et ils nous amènent un C.E.T… on le sait depuis toujours, l’APC a toujours été contre notre village et maintenant on est la poubelle des autres ». De surcroit, les opposants cadrent ces projets comme un subterfuge avancé par les autorités dans l’objectif de s’accaparer des terrains de la population afin de les exploiter pour des intérêts personnels. Dans un deuxième temps, nous avons analysé le répertoire d’actions des acteurs en conflit et nous avons constaté que le déclenchement des conflits s’est produit de la même manière dans tous les sites. De la sorte, les opposants, pour ce faire entendre, procèdent au blocage des travaux par la force et par des menaces de destruction des équipements. Par la suite, ils procèdent au blocage des APC et à la signature de pétitions pour confirmer leurs positions. Ceci nous indique les ressources de l’action collective chez la population et confirme le fait que « le répertoire d'actions collectives déployé par un mouvement est limité, il est un construit culturel, développé à travers l'histoire du mouvement, mais également des autres 401

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

mouvements et de la société en générale… les gens tendent à agir dans le cadre limité de ce qu'ils connaissent, à innover sur la base des formes existantes, et à ignorer toute une partie des possibilités qui leur sont en principe ouvertes»8. Concernant les formes d’opposition, nous avons constaté qu’elles s’inscrivent dans trois registres : La forme NIMBY : qui est la position de toute la population et qui se concrétise dans le fait que la population refuse les projets près de chez eux, mais ils n’ont aucun problème que ce soit ailleurs. Cette forme est aussi celle de la majorité des associations. La forme d’opposition de principe : qui est celle de certaines associations qui refusent ces projets partout et revendiquent une autre alternative que les C.E.T. La forme d’acceptabilité conditionnée : qui est, le propre d’une seule association prête à accepter les projets, mais sous certaines conditions. Pour les autorités, nous avons constaté que leur principale réaction été le contre cadrage qui se manifeste dans trois formes : Le déni du problème : les autorités locales nient l’existence d’opposition et affirment que les travaux seront relancés. Les contre attributions : les autorités locales attribuent le retard et le blocage des travaux à l’État et son absence de volonté pour la réalisation des projets et non à cause de la population. Les attaques contre les qualités du collectif : il s’agit de refuser de donner une légitimité à l’opposition et de la discréditer comme étant non représentative et comme une bande de voyous et de malfaiteurs. Enfin, dans le troisième temps, nous nous sommes focalisés sur la régulation des conflits et la possibilité de leurs résolutions. À ce fait, nous avons considéré les propositions des acteurs des conflits pour résoudre ce problème. Ainsi, les opposants proposent : apporter des technologies plus performantes ; changer la localisation des projets ; annuler l’intercommunalité.

402

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

Les élus proposent : intervention de l’État et application des lois de sanction ; dotation des APC d’un budget dédié à la gestion des équipements ; annulation de l’intercommunalité. En observant les propositions des deux groupe on remarque que la résolution des conflits ne peut être négociée entre les trois acteurs qui sont directement concernés par les conflits, car en final la satisfaction de ces proposions ne dépend pas d’eux et dépasse leur prorogatifs. Dans une autre optique, nous avons fait appel à la théorie de la justification pour nous fournir une grille de lecture et nous avons constaté que les acteurs des conflits ont recours à deux registres justificatifs. Le premier est le registre justificatif du monde industriel où les objets techniques et les méthodes scientifiques ont la place centrale, et le principe supérieur commun en ce monde c’est l’efficacité et la performance. Le second, c’est le registre justificatif du monde civique où l’intérêt collectif prime l’intérêt particulier, les personnes recourent en tout premier lieu, aux notions d’équité, de liberté, de solidarité. Et le principe supérieur commun dans ce monde est constitué par la prééminence du collectif, de la conscience collective ou la volonté générale.9 Ce qui est remarquable, c’est que tous les acteurs du conflit avancent des arguments invoquant la performance, l’efficacité et l’intérêt collectif, mais chacun selon la logique qui justifie sa position. Autrement dit, les acteurs favorables aux projets affirment l’adéquation de ces projets à ces conditions ; les opposants, en usant des mêmes arguments, affirment le contraire. En fait, il s’agit ici d’une divergence dans l’assimilation d’éléments similaires. D’après la théorie de la justification la résolution de ce type de conflit consiste dans des épreuves ou des tests qui front dissiper les incertitudes10. À savoir dans ce cas, l’implication des opposants dans les processus décisionnel, en plus d’exemple réussis des projets confirmant la fiabilité des équipements. 403

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

CONCLUSION Le lancement des projets d’installation des C.E.T à Bejaia a été en 2005. Nous somme en 2017 et la situation est restée inchangée, aucun projet n’est réalisé et aucune alternative n’a été présentée. Suite aux résultats de la présente étude, nous avons fait plusieurs constats : les conflits liés à l’implantation des C.E.T sont marqué par la prédominance de représentations sociales négatives concernant les équipements. La quasi-majorité des enquêtés considérèrent ces derniers comme source de nuisance, de déshonneur et de dangers divers sur la santé et l’environnement, voire même comme des leurres dont l’objectif est de s’accaparer des terrains des citoyens. Nous pouvons dire qu’il s’agit ici d’un conflit de représentations. En vérité, « ces conflits mettent en jeu toute une série d’ingrédients, sociaux, culturels, historiques, identitaires, idéologiques. Ils se placent aussi toujours dans une période avec ses modes, ses contestations, ses cycles d’aménagement qui sont étroitement corrélés à la réalité de la vigueur des économies dans lesquelles ils évoluent. Ils ont chacun leurs maîtres à penser, leurs idéologies, leurs croyances, leurs mensonges »11. Les rapports entre la population et les autorités sont marqués par la méfiance et la discréditation mutuelle ainsi que par une absence de gouvernance territoriale qui remet en cause la légitimité sociale de l’action publique, ce qui incite les opposants à déclencher des conflits pour manifester leur désaccord avec les décisions des autorités. Sachant que la pluparts des chercheurs s’accordent sur le fait que « les conflits d’aménagements sont, au moins pour partie, à l’origine d’une perte de reconnaissance de la part des populations à l’égard de la légitimité des administrations, des élus politiques, des aménageurs et des experts à agir avec justesse».12 En outre, le positionnement des différents acteurs dans des registres de justification avec une définition divergente de l’intérêt collectif et l’efficacité, ne favorise pas la résolution des conflits et entrave les processus de négociations.

404

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

En somme, les conflits d’aménagement à Bejaia s’inscrivent dans une dynamique sociale plus globale et mettent en exergue des dysfonctionnements plus généraux, à savoir : La méfiance totale envers les autorités, l’absence de légitimité des institutions, une exclusion de la société civile de l’action publique et dans certains mesure la prédominance du régionalisme comme critère dans la prise de décisions chez les élus. Et sans porter le grand poids du fardeau uniquement sur les autorités, il y a lieu de signaler que la forme d’opposition dominante chez la société civile est la forme NIMBY. Par ailleurs, comme le fait remarquer Arnaud Lecourt, cette forme est loin d’être une forme égoïste : « le NIMBY y apparaît comme une forme de réaction normale, loin de la pathologie qui lui est fréquemment associée. Il marque une reconquête du statut de citoyen des riverains et leur entrée en politique »13. Néanmoins, cela nous mène à nous interroger sur les raisons du non-développement des conflits dans notre société en débats publics et l’absence de leur prise en considération comme révélateurs de revendications sociale et instituteurs de nouvelles pratiques et de nouvelles réglementations. Enfin, et sans avoir la prétention d’avoir saisi totalement la dynamique sociale des conflits et leurs enjeux, nous proposions : il faut considérer ces conflit plus comme des révélateurs que comme des pathologies ; L’instauration de dispositifs réels de la gouvernance territoriale et opter pour un modèle de développement participatif qui pourra rétablir la confiance entre autorité et population, en particulier à travers la réalisation modèle des projets qui ne rencontre pas d’opposition afin qu’elle soit un exemple et un gage de l’aptitude des gestionnaires à assumer des projets sensible ; Donner à la communication une place essentielle dans les instances publiques; Professionnaliser les associations et les doter de moyens qui leur permettrons la participation et la médiation entre population et autorités ; et surtout, et essentiellement en finir avec la considération du seul aspect technocratique lors de l’élaboration des politiques publiques et de l’examen des solutions, et ce, avec l’intégration des sciences humaines et sociales dans l’élaboration de ces dernières. Ce 405

March 2018, Rajab 1439h


Pr. Dr. Faradji mohamed akl, Pr.Sifer Abdenacer La Problématique

qui assurera la prise en compte des avis de la population, de prédire les éventuels conflits et d’éviter le gaspillage de budgets énormes pour qu’en fin de compte tout soit abandonné. Références : 1

André Torre et Al, « Comment évaluer et mesurer la conflictualité liée aux usages de l’espace ? Éléments de méthode et de repérage », Vertigo - la revue électronique en sciences de l'environnement [en ligne], Volume 10 Numéro 1 | Avril 2010. 2 Rémi Barbier, L’implantation conflictuelle des équipements collectifs. Réflexions à partir de la gestion des déchets des équipements, in, J.-P. Terreaux (coord.), Economie des équipements pour l’eau et l’environnement, Cemagref éditions, Antony, 2005, 129-144. 3 ROUSSIAU Nicolas, BONARDI Christine, les représentations sociales état des lieux et perspectives, Éditions Pierre Mardaga, 2001, P16. 4 Torre André et al. Conflits et tensions autour des usages de l'espace dans les territoires ruraux et périurbains. Le cas de six zones géographiques françaises, Revue d'Économie régionale & Urbaine, 2006/3 août, p. 415-453. DOI : 10.3917/reru.063.0415 5 Libaert Thierry. Faire accepter un projet : principes et méthodes. In : Communication et langages. N° 117, 3ème trimestre 1998. pp. 76-90. 6 Jean-Marc Dziedzicki, Au-delà du Nimby : le conflit d’aménagement, expression de multiples revendications, p. 35-64 in Patrice Melé, Corinne Larrue, et Muriel Rosemberg (dir.) CONFLITS ET TERRITOIRES, Presses universitaires François-Rabelais, Tours, 2004 7 Henri Botta et All, enjeux de la propreté urbaine, Presse Polytechnique et Universitaire Romandes, Lausanne, 2002, p 83 8 CEFAI Daniel et TROM Dany, Les formes de l’action collective. Mobilisations dans les arènes publiques, Ed de l’Ecole des hautes études en sciences sociales, coll. « Raisons pratiques », 2001, consulter sur : http://socio.ens lyon.fr/agregation/conflits/conflits_fiches_cefai_trom_2001.pdf 9 Luc Boltanski et Laurent Thevenot, de la justification, les économies de la grandeur, éd Gallimard 1991 10 Luc Boltanski et Laurent Thevenot, op.cit. 11 Loic Avry, analyser les conflits territoriaux par les représentations spatiales, thèse de doctorat en geographie/ amenagement, université renne 2, 2012. 12 Jean-Marc Dziedzicki, op.cit. 13 Arnaud Lecourt, Entrer en politique pour défendre son jardin : une analyse des conflits d'aménagement, Cosmopolitiques, Cahiers théoriques pour l'écologie politique, n°7, 2004, p 176-186

406

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

The Reformation of the Judiciary in the Thought of Writers and Ministers in the 1stAbbasid Era Pr. Djouad Moussa Msila University – Algeria

Abstract : This study aims to show some loyal holes. In judicial system. Which some reformers (writers and ministers) . main two examples were Ibn Almukaff’a in his letter « Resalt sahaba » to the caliph ElMansur. And the minister Alanbari in his letter to the caliph El-hadi. Both letters had focused on common issues to reform in judiciary. And for such reasons sme judges reused judgment post. Keywords : Judiciary.- The caliph.- Reform.- Abbasid. Law.- Issues.

:‫الملخص‬

‫ إال أنه في بداية العصر العباسي‬، ‫رغم تطور القضاء الدولة اإلسالمية‬ ‫ فانبرى لها بعض المصلحين‬.‫ظهرت بعض الثغرات القانونية في المنظومة القضائية‬ ‫ وكنماذج لذلك الكاتب ابن المقفع في رسالة الصحابة الموجهة‬.‫من الكتاب والوزراء‬ ‫ ومن أهم ما أمعت‬.‫ وكذلك الوزير العنبري في رسالته للخليفة المهدي‬.‫للخليفة المنصور‬ .‫عليه الرسالتان بعض المسائل المهمة إلصالح القضاء‬ .‫اصالح‬.‫ العباسيون‬.‫ القانون‬.‫ إصالح‬.‫ الكتاب‬.‫ الوزراء‬.‫ القضاء‬:‫الكلمات المفتاحية‬

407

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

Introduction: The judicial system knew a huge historical development. Muslims were very interrested in judicature . Especially in the 1st abbasid era. Which was the golden age of the islamic civilization in many fiels, like the judicial domain. Although, from time to time , some lawful holes were existed in the judicial system in the abbasid state . At that time some schoolars and thinkers from the ministers and the writers were ready to pay attention about. Putting some suggestions and solutions. Now the questions are : _what were the main issues asked to reform ? _what were their fields ? _what were the given suggestions and solutions ? _To what extent was the answer of the caliphs and the judges to these reforms ? 1/the juridicature in the islamic civilization : The judiciary in the arabic language means to complete and finish somrthing. )1( As a concept , the juridiciary is to show the legal judgment and engagement with it.)2( Some muslim schoolars had given many definitions as : _Telling a legal judgment in the obligatory way .)3( _Refomation between people , because they can’t be strict without

it.)4(

If this judgment is not obliged , there’s no point in it at all. But , since there were authorities helping the judge to impose his judgments. Paving the way to apply the judgments according to the 408

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

legal proofs. This might be acceptable anyway. Avoiding the cases of injustice, and personal benifits .That may some people exploit the laws to their favour against the adversary. The judiciary is known since the beginnings of the Islamic stae . so it is not possible to any government to dispence with it. It is obliged to judge between people.All nations consecrate it , regardless their development or under- development.)5( The progress of judicature is related with the progress of the life itself. In addition , to the emergence of juridical doctines. The judges become more obliged to be engaged tothe judgments of the prevalent doctine in the state. (6( During the Ummayad period , the judicature was independent. The caliphs were not used to intervene in it. Even the judges were not used to judge according to their different diligence.(7( In the abbasid era, the judiciary knew a seen development . Thanks to the care of the caliphs , judges and the schoolars. Inorder to develop the judiciary into an independent institution may keep people’s bloods and rights.(8( As a result , the abbasids didn’t found the judicature institution , but they had completed it. Their caliphs had appointed personally many judges to prevent the govenor domination. 4/ the issues demanded to reform in the judiciary : Although the judiciary ha dits offical form since the 1st abbasid era, that didn’t prevent the existance of manydefects and blemishes in the judicial system in general. For that many callings were spread to reforme different sides of corruption, suggesting many treating solutions.

409

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

These conciliators had given their demands of the reformation to the rulers of the state. Whereas , sometimes some caliphs entrusted to some judges the total resposibility to reform the corruption anywhere and any time, whether in the domain of judiciary or any other domain. The famous reformers who called to reform the judicial system in the 1st Abbaside ra were : the writer Ibn almuqaff’a in his letter to the caliph El-mansur entitled in « Resalt sahaba » ; « letter of retinue » . And the minister Al-Anbari in his letter to the caliph El-Mahdi. These two letters had shown the defects of the judicaure and given the appropriate solutions. The famous issues which have been demanded to reform were : A/ the difference in the judgments : Ibn Almuqaff’a had indicated to the judiciary problems. He criticized many sides and precised the solutions. He had given a good view of the judicial system at that time. His opinions have shown clearly the theory of impossibility of a good leadership to the state , without a good legislative system ( good law). (9( Ibn Almuqaff’a had reminded the caliph with the mess of judicature . Which was related to the luck of law, and leaving the judiciary matter into judges opinions. The aspects of this mess were alot like ; contradiction in the opinions , the difference in the judgments in the one issue and the one town. (10( The phenomenon of the difference in the judgments was , because of the difference in the envirnment and the culture of the judge and his religious and juristic doctrine.Like the difference in « Al-Fatwa » ; the legal judgment , deffered in the time and place. In fact , this was a difficult problem , resulting a bad effects like what Ibn Almuqaff’a said : « bloodshed in El-hira , whereas forbidden in El-kufa . even inside El-kufa the difference had existed 410

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

from a district to another one. Although, those different wrong judgments, but they were unforunatally applied on the muslims in their souls bloods and honors, by unjustice judges. » (11( The main question related with the source of the condification law to the state. Ibn Almuqaff’a suggested the direct submition of the state to the law, in his opinion the judges were on two types : -Type one :the supporters of this direction depended on the opinion or the mind. Ibn Almuqaff’a had said : « some judges jared to say –in their opinion- in the big matter of muslims unagreeable saying, then the confessed that it is unjustified opinion neither in the holly Quran , nor in the prophet’s traditions.(Sunna) » (12( -Type Two : the supporters of this direction relied on the prophet’s traditions « Sunna » as source of the judgments. Ibn Almuqaff’a confessed ctha these supporters pretended that they engaged to be « Sunnites » . But they had exagerated alot in what they calle dit « Sunna » too much bloodshed without any argument, they pretended that it is « Sunna ».Whenever they were asked about that , they couldn’t answer that bloodshed in it during the prophet’s era. When they were asked : to which Sunna they sheded these bloods ?They answered that Abdulmalik Ibn Marouan had done that , or anyone of the other princes… »(13( From Ibn Almuqaff’a ’s point of view , All supporters have misused the judiciary, leading to conntradictions in the judgments not related islamic charia’a. Ibn Almuqaff’a had tried to the reasons and sources of the mixture. He showed the fault of the 1st part in the misuse of he concept of Sunna. He demonstrated that they sheded bloods without any proof. Pretending that is according to Sunna. And the only source of these wrong judgments was referd to Abdulmalik Ibn Marouan’s deed, or some other princes deeds. (14(

411

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

Ibn Almuqaff’a had not left the issue without an explanation about the reason of his reatments , deminstrating the source of the Sunnites fault existed in the transmitted issues ,which were agreeable. Resulting the difference in the judges point of view in judgments. (15( Ibn Almuqaff’a said : « …he should look at the two teams . which one is sincere , and which matter is justic.(then 16( he had suggested a solution of all differences in judgments to the prince of the believers to show the arguments of each team.then he would choose the true arguments. Inorder to write them in a book , and make many copies sent to all towns over the state. Untill they could end these difference in judgments. (17( B/The misuse of the mind : The fault of the supporters of the mind was refered to the misuse measurement , regardless of intalacement and obscurity issues. (18( Ibn Almuqaff’a didn’t cricized the measurement from a juristic or a religious point of view . and he was not against the supporters of the mind, but his opinion was purely political. Because the use of measurement meant giving the freedom to the judges. And this was not an association with the caliph in the authority . whereas it might be in the caliph hand. (19( For that Ibn Almuqaff’a advised to precise the responsibility of giving judgment related to the caliph. So the judges suggested the judgments and the caliph revised them inorder to choose the appropriate ones .(20( Even the minister ALanbari had edvised the cliph El-Mahdi in his letter . which was like a reform plan, consisted of many sides mights be reformed like : C/ 1st matter : Engagement with the judgments sources : 412

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

ALanbari had said : « .. concerning he judgmens , we have to refer to the holly Quran , then the prophet’s traditions. If not , se should look at the agreeale metter between he schoolars. Then the governor diligence with cosultation of scienists ». (21( These resources of judgments were the same ones that the prophet (p.b.u.h) had edvised Moaad Ibn Jabl when He sent him to Yaman. (22( In fact , these resources may prevent the judges to mix the judgments , because some issues were justified whether from the Quran or the prophet’s traditions. But some oher ones were not and remained to he research of the schoolars and judges, according to the benifit , the time and the place . These were resources which judgments were built on. Ibn Almuqaff’a had called to found , in different issues , in order to copies sent to all towns as a unique law. Preventing the differences and the contradictions .This was what he minister Alanbari had stated about the obligation of the engagment tothe sources of he judgments , avoiding the mess of judiciary . (23( 2nd matter : Good Choice of judges . The miniser Alanbari comleted his suggestions to reform the judiciary like the good choice of judges , giving some attributes might be in all judges. He had said : « the judges- like the prince of believers knows- must be clever, sincere and stict , depending – in his opinions- on the holly Quran and the prophet’s traditions with the consultaion of the schoolars. » (24( 3/Aspects of juridiciary reform: The judiciary seemed to be affected in the 1st abbasid era by the change and reform callings. So the caliphs were personally too interrested in judiciary . Because of its effects in justice and safety. 413

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

« The judicature is related with the justice . if the judiciary is good , the justice will be good. And people will be safe in their selves , wealths and honors. In the inverse, if the judiciary is bad, , the justice will be disappeared. And the mess spread. Then the state was about to disappear. » (25( Some aspects of judiciary reform in the abbasid era . Abbasids had focused on founding a special organization superving judiciary issues called « walayt almadalim » . Its object is the looking in the disputings issues , and reform them. (26( the 1st abbasids themselves were used to manage this mission. When Abu jaafar El-Mansur was a prince on « Arminya » to his brother the caliph Abulabbas El-sffah standed to greivances . one day , someone entered to complain and said : « Ibn Nahyak had oppressed me and taken my garden. Would you help me to give me buck my garden. If not , I will compel to ask Allah the Almighty.El-Mansur replied immediately : first of all , I dismiss Ibn Nahyak of his work, I oedered to give your gaeden buck soon. (27( 5/ Basics of judgment in Islamic though: It is narrated that the messenger of Allah when He intended to send Mu’adh ibn Jabal to yaman , He asked him:« What will you do if a matter is referred to you for judgment ? » 28 Mu’adh said:«I will judge according to the book of Allah.» The Prophet asked :«what if you find no solution in the book if Allah ?» Mu’adh said:«I will judge by Sunna.» The Prophet asked :« what if you don’t find in Sunna of the Prophet ?» Mu’adh said:«Then I will make Ijtihad to formulate my own judgment.» The Prophet said: « Praise to Allah who has guided the messenger of His Prophet to that which pleases Him and His Prophet. »

414

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

6/the excuse for the unacceptance judgment : The refuse and the excuse of holding judgment was an old phenomenon . that refered to Rachidi reign. And repeated frequently in the coming reigns. this refuse indicated that those judges were honest and responsible. The caliph El-Mansur expressed his desire to have such honest judges : « I need to be on my door four prsons ; one of them is a honest judge who will not be effeted of blaming in the right. » )29( The most famous issue of judgment refusal related with this example ; after the death of El-Basra judge « siwar » . the Caliph El-Mansur invited Imam Abu-Hanifa who sworenot to accept this resposibility , and said : « I’m not able to this post. And Oh Allah , if i were faithful ,you wouldn’t appoint me . and if i were a liar , you couldn’t appoint a liar in this post. » El-Mansur left him off. )30(Although , El-Mansur attemps to convince Abu-Hanifa to accept judgment , then at last he failed.)31( Some judges justified francly their refusal .Imam Soufian Thowri was on of them. He criticized the Abbasid reign . He was always away to accept the juridical responsibility. )32( after that , the Caliph El-Mahdi tried a lot to convince Imam Soufian Thowri to accept any juridical responsibility , and he failed too. After long desapearing , Imam Thowri was found . He didn’t show any respect to the caliph El-Mahdi. Most consultant ministers advise the caliphs. likeRabi’a ibn younes –the minister of the caliph El-Mahdi- was very angry of this conduct. El-Mahdi told to his minister : « if you kill such this schoolar , you will be in hell. whereas, he will be in paradise. Let’s appoint him on justice institution of El-Kufa, and none can opposit him.)33( So these Caliphs got much benefits of their judges (Kadis) . while most of those judges were imployed inorder to improve their living conditions.)34(

415

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

In general, the 1st abbasid caliphs were used to have advice from the schoolars and the thinkers in the judicial , financial and economical maters. They were used to do according to the suggestions of those reformers. REFERENCES : 1

Ibn mandour : lissan al-arab, p3665. Abdullah Ibn Mutlik El-fehid : Muzil el-dda a’n osul el-kada, matba’t el-sunna elamuhammadia, cairo,(1372h/1983ad), p11. 3 Ibn Farhoun El-maliki: Tabsirat El-hukkam, azharia library , edition n:01 , (1406h/1986ad), 1/11. 4 Ibn kudama El-makdisi: Almoughni wa Charh El-kabir,dar el-kitab Alarabi,beyrouth, 1403 H/1983AD, 11/373. 5 Mohammed slama madkour : Maalim aldoulah al-islamia, maktabt El-falah, keweit, edition n :1, 1403 H/1983AD, p 325. 6 Bachar Kouider: Al-islah Al-iqtisadi wa El-ijima’I, p30. 7 Mohammed abid el-jabiri: Ala’kl el-syassi Alarabi, p 349. 8 Saber Hussein : Al-dawla el-islamia fi al-asr ala’bbasi, p298. 9 Ahmed Amine: Duha el-islam, 1/208. 10 Ibn Almuqaff’a: Resalt el-sahaba, 39. 11 Ibid, p 39-40. 12 Ibid, p 40. 13 Ibid, p 40. 14 Bachar Kouider: Al-islah Al-iqtisadi wa El-ijima’I, p31. 15 Ibid. 16 Ibn Almuqaff’a: opcit. 17 Bachar Kouider:: opcit. 18 Bachar Kouider:: opcit. 19 Mohammed abid el-jabiri: Ala’kl el-syassi Alarabi, p 350. 20 Ibid. 21 Waki : akhbar al_quddat, aalem elkutub, beyreuth,vol 2, p101. 22 Ibn kudama El-makdisi: Almoughni, 11/ 375. 23 Waki : akhbar al_quddat, beyreuth,vol 2, p101-102. 24 Ibn kudama El-makdisi: Almoughni, 11/ 375. 25 Mustapha elchka’a: maalim amhadara al_islamia, p71. 26 Alqaqachandi :sobeh al-a’acha , dar elkitab almisrya, 1346 H/1928AD, 3/277. 27 Ibn al-jawzi: al-muntadim, 7/311-312. 28 Ibid. 29 Tarikh tabari,ahkik med abu el-fadl, dar al-maarif, misr,vol 8,p67. alssarouji:Adab al-qadi,dar el-bachair el-islamia, aba’t 1,1418h/1997m,p102. 2

30

Waki : akhbar al_quddat, aalem elkutub, beyreuth,vol 1, p26.

416

March 2018, Rajab 1439h


Journal of Human Sciences – University CenterAli Kafi of Tindouf - Algeria

N° 04

31

Ibid. Al_qada fi aldoulah al-islamia, dar nachr bilmarkaz alababi lidirassa alamnia, 1425hj,vol2, p173-174. 32

Farouk omar fawzi :Ala-basyoun alawaa’l(1326247H/749-861M)? tab’at 1,2003, majdelawi, amman, vol2, p446. 34 basman nouri el_kwan ; al-qada fi ahde abi jaafar al-mansur , majalt adab elfarahidi ,n8,sept 2011 , p199. 33

417

March 2018, Rajab 1439h


8 – Notes should be appear at the end of the article, using EndNote to insert citations. 9 - The articles sent are not returned to the owners whether published or not published. 10 - Every article that does not meet the conditions is not taken into account and does not publish whatever its scientific value. 11. The editorial board reserves the right to make some formality amendments to the submitted article, if necessary, without prejudice to the subject matter. 12- Articles published in the Journal reflect only the opinions of their authors.

Note: Articles should be sent to the following electronic mail address: Journalof.humansciences@gmail.com For any additional information, please call: 213696525435/ 213772462471


Publishing Rules Journal of Human Sciences,

It is a quarterly scientific journal with international perspective, dedicated to publishing studies and research in the field of human sciences (humanities and social sciences), that publishes in Arabic, English, French, and Spanish (preferably in English). with the following rules: 1. The article submitted for publication should be authentic and not sent for publication in any other Journal. 2 - The article should be within 20 pages including the list of references, tables, forms and pictures. 3. The article is written in the Microsoft Word program in the RTF format, and the author follows the scientific assets that are common in the preparation and writing of research, especially with respect to the verification of sources of information. 5- The first paper includes the full title of the article and a translation of the title of the article in English ( If the article in English the translation of the title of the article must be in Arabic) It also includes the researcher's name, scientific rank, institution, telephone, fax, email and two abstracts, within 200 words of the two abstracts together, The first abstract in the language of the article and the second in the Arabic language. 6- The English French or Spanish scientific text is written in Times New Roman font, measured 12., with 21 points between the lines, the main title is Times New Roman font 14 Gras, the sub-titles Times New Roman font 12 Gras. 7 - Margins of page: 02 cm for all sides of the paper head 1.5 cm, down the paper 1.25 cm, the size of the paper is dedicated (23.5x 16).


Honorary Director of the Journal Dr. Fatna Yahiaoui Director of the University Center

Honorary Editor of the Journal Dr. Abdallah Hammadina Vice Director in Charge of Development and Foresight

Editor of the Journal

Dr. Mourad Benharzallah Director of the Institute of Economics, Management, and Commercial Sciences

Editorial Board Dr. Fatna Yahiaoui Dr Mouhamed Boudali Pr. Mounir Kattel

Dr Abdallah Hammadina Dr Malika Jamaa

Pr Nourdine Manouni

Dr Mostafa Biadh

Pr Belhadj Belkhir

Pr Mahmoud Kriffar


ISSN: 2571-9807

Journal of Human Sciences International Academic Journal Quarterly Court issued by

University center Ali Kafi of Tindouf- Algeria

N° 04 March 2018, Rajab1439h



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.