مجلة العلوم الإنسانية / التوقيع الإلكتروني الموصوف

Page 1

‫العدد ‪01‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي تندوف ‪ -‬الجزائر‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف‬

‫ دراسة مقارنة بين التوجيه األوروبي رقم ‪ 93/99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية‬‫والقانون رقم ‪ 04-15‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة‬ ‫بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪-‬‬

‫أ‪ .‬دحــمــاني سمــيــر‬

‫ملخص‪:‬‬

‫جامــعة تــــيــــزي وزو‪ -‬الجزائر‬

‫تشكل مختلف التهديدات أو المخاطر المحيطة ببيئة اإلنترنت تحديا كبير بالنسبة لمشرعي‬

‫مختلف الدول على غرار مشرع االتحاد األوروبي‪ ،‬الذي استقى منها ما يجب صياغته في التوجيه‬

‫األوروبي رقم ‪ 93-99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية‪ ،‬حيث ألزم من خالل أحكامه الدول األعضاء‬

‫بضرورة اإلعتراف بحجية التوقيعات اإللكترونية الموصوفة في اإلثبات‪ ،‬وبالمقابل تأثر المشرع‬ ‫الجزائري بشكل كبير بأحكام ذلك التوجيه وذلك أثناء صياغته ألحكام القانون رقم ‪ 04-15‬المحدد‬ ‫للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين أين اعترف بدوره بحجية التوقيع االلكتروني‬

‫الموصوف في اإلثبات‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التوقيع االلكتروني الموصوف‪ ،‬التصديق االلكتروني‪ ،‬اإلثبات‪ ،‬الثقة‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬ ‫‪les menaces qui reines actuellement sur l’utilisation croissante de‬‬ ‫‪l’Internet, constituent un véritable défie aux législateurs des pays, à l’instar‬‬ ‫‪de législateur fédéral européenne qui a retenu ceux qui lui semblaient‬‬ ‫‪indispensables, à travers de la directive n° 99/93/CE sur les signatures‬‬ ‫‪électroniques, qui recommande aux États membres de l’union, de reconnaitre‬‬ ‫‪la signature électronique qualifiée comme étant, un outil de sécurité‬‬ ‫‪technique fiable et recevable en tant que force probante en justice, d’ailleurs‬‬ ‫‪cette directive constituait un modèle d’inspiration pour le législateur‬‬ ‫‪algérien, afin de mettre en application la loi n° 15/04 fixant les règles‬‬ ‫‪générales relatives à la signature et à la certification électronique.‬‬ ‫‪Mots clés : Signature électronique qualifiée, Certification électronique,‬‬ ‫‪Preuve, Confiance.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪179‬‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫مقدمة‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫أحدثت ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تغييرات حديثة في نمط حياة‬

‫المجتمعات البشرية في جميع الميادين‪ ،‬وذلك تزامنا مع التطور التقني الهائل والسريع الذي‬

‫فرض على أرضية الواقع حتمية استيعاب مختلف الوسائل والتقنيات اإللكترونية الحديثة‪،‬‬

‫التي يعول عليها أطراف التعامل اإللكتروني عند مباشرتهم لمختلف المعامالت اإللكترونية‬ ‫عبر اإلنترنيت‪ ،‬كإبرام العقود اإللكترونية‪ ،‬والتسويق اإللكتروني والتقاضي اإللكتروني‪ ،‬والقيام‬

‫بعمليات البيع والشراء لمختلف السلع والخدمات عبر االنترنيت مع دفع مستحقاتها بطرق‬

‫حديثة مغايرة عن الطرق المعروفة تقليديا‪ ،‬كما ترتب أيضا عن استخدام التقنية‬ ‫العالية(اإلنترنيت) في المعامالت اإللكترونية‪ ،‬حلول المحررات اإللكترونية محل المحررات‬ ‫الورقية إلنجاز مختلف التصرفات اإللكترونية التي تعتمد بدورها على التوقيعات اإللكترونية‬ ‫بدال من التوقيعات التقليدية التي تتم بخط اليد أو بالبصمة أو بالختم‪.‬‬ ‫إن المعامالت اإللكترونية وبالخصوص التجارة اإللكترونية تتم في بيئة إلكترونية‬ ‫ّ‬ ‫إفتراضية مملوءة بالمخاطر المتعلقة بانتحال هوية أطراف التصرف اإللكتروني‪ ،‬واختراق‬

‫بياناتهم اإللكترونية المتداولة وإنكار عملية بيع وشراء أو تبادل أو دفع قيمة مستحقات‬ ‫كل ذلك دفع بمختلف الدول والكيانات اإلتحادية‬ ‫مختلف السلع والخدمات عبر اإلنترنيت‪ّ ،‬‬ ‫إلى اإلسراع في إصدار توجيهات وتشريعات‪ ،‬تتوافق مع الواقع اإللكتروني والتكنولوجي مع‬ ‫خلق إطار قانوني منظم لخدمات تصديق التوقيعات اإللكترونية‪ ،‬لذا يعتبر التوجيه األوروبي‬

‫رقم ‪ 93/99‬الصادر في ‪ 13‬ديسمبر‪ 1999‬بشأن التوقيعات اإللكترونية‪ ،‬اإلطار القانوني‬ ‫االسترشادي الذي اعتمدت عليه دول اإلتحاد األوروبي أثناء تحديثها لتشريعاتها الداخلية‪،‬‬ ‫كما تعتبر الجزائر من بين الدول المهتمة بمستجدات الواقع المعلوماتي الراهن وتجارب دول‬

‫اإلتحاد األوروبي في مجال التصديق اإللكتروني‪ ،‬حيث قامت بإصدار قانون رقم ‪04/15‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ 2015‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪.‬‬ ‫وعلى ضوء هذه المعطيات نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فما مدى تأثر المشرع الجزائري بأحكام التوجيه األوروبي رقم‪ 93/99‬المتعلق‬

‫بالتوقيعات اإل لكترونية؟‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪180‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫لإليجابة على هذه اإلشكالية يستوجب إتباع دراسة مقارنة ونقدية فيما بين التوجيه‬

‫األوروبي رقم ‪ 93/99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية‪ ،‬والقانون رقم ‪ 04/15‬المحدد للقواعد‬

‫العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬وذلك من خالل التطرق إلى مفهوم التوقيع‬ ‫اإللكتروني الموصوف(أوال)‪ ،‬وشروط مزاولة خدمات التصديق اإللكتروني(ثانيا)‪ ،‬وحماية‬

‫المعطيات الشخصية(ثالثا)‪ ،‬والقيمة القانونية للتوقيع اإللكتروني الموصوف في‬ ‫اإلثبات(رابعا)‪.‬‬ ‫أوال‪ -‬مفهوم التوقيع اإللكتروني الموصوف)‪.(Signature électronique qualifiée‬‬ ‫اكتفى التوجيه األوروبي رقم ‪ 93/99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية بتحديد متطلبات‬

‫اآللية المؤمنة إلحداث التوقيع اإللكتروني الموصوف وآلية فحصه الموثوق بها‪ ،‬من دون‬

‫تعريف التوقيع اإللكتروني الموصوف‪ ،‬وذلك بالرغم من تعريفه لشهادة التصديق اإللكتروني‬ ‫المستوفية‬ ‫الموصوفة بموجب المادة ‪ 10/02‬من التوجيه التي تعني‪ ":‬الشهادة اإللكترونية ُ‬ ‫للمواصفات المحددة في الملحق األول)‪ (Annexe I‬التي ُيصدرها مقدم خدمات التصديق‬

‫المستوفي للمتطلبات المحددة في الملحق الثاني)‪ (Annexe II‬من التوجيه"‪،‬‬ ‫اإللكتروني‪ُ ،‬‬ ‫فإن منظومة أمن إحداث التوقيع اإللكتروني الموصوف وفقا للمادة ‪6-5/02‬‬ ‫وبالتالي ّ‬

‫أي جهاز أو برنامج معلوماتي معد لتطبيق بيانات إحداث التوقيع‬ ‫منه(التوجيه)‪ ،‬تحتوي على ّ‬ ‫اإللكتروني كاألرقام السرية‪ ،‬أو مفاتيح التشفير الخاصة المستعملة إلحداثه‪ ،‬والتي يجب أن‬

‫تستجيب للمتطلبات المحددة في الملحق الثالث من التوجيه(‪ ،)1‬كضمان إحداث بيانات‬

‫التوقيع اإللكتروني في سرّية تامة لمرة واحدة فقط‪ ،‬مع عدم كشفها عن طريق عملية‬ ‫غير من البيانات التي سيتم توقيعها‪ ،‬أو تمنع‬ ‫اإلستنباط أو اإلستنتاج)‪ (Déduction‬وأن ال تُ ّ‬ ‫الموّقع من حماية توقيعه بطريقة مؤمنة‪.‬‬ ‫للم ّ‬ ‫وقع قبل عملية التوقيع عليها مع تمكين ُ‬ ‫إتاحتها ُ‬

‫أما المنظومة الموثوق بها لفحص التوقيع اإللكتروني الموصوف حسب المادة ‪8-7/02‬‬ ‫ّ‬ ‫أي جهاز أو برنامج معلوماتي معد لتطبيق بيانات فحص‬ ‫من نفس التوجيه‪ ،‬تحتوي على ّ‬

‫المستعملة للتحقق من التوقيع‬ ‫التوقيع اإللكتروني كاألرقام السرية أو مفاتيح التشفير العمومية ُ‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬والتي يجب أن تستجيب للمتطلبات المحددة في الملحق الرابع من نفس التوجيه‪،‬‬

‫الموّقع ومطابقة بيانات إحداث التوقيع اإللكتروني مع بيانات فحصه‬ ‫كضمان تحديد هوية ُ‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪181‬‬


‫أ‪.‬‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫دحماني سمير‬

‫أي تغيير أو تعديل فيها بطريقة أمنة‪ ،‬كما يجب على الطرف المعول‬ ‫بوضوح‪ ،‬مع كشف ّ‬ ‫كل البيانات الواردة‬ ‫على شهادة التصديق اإللكتروني الموصوفة التأكد ُمسبقا من مصداقية ّ‬

‫فيها(‪.)2‬‬

‫عالوة على ذلك ينصب الهدف الرئيسي لشهادة التصديق اإللكتروني الموصوفة حول‬

‫الموّقع‪ ،‬أو بيان وجود تلك‬ ‫اإلعتراف بوجود صلة بين بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني و ُ‬ ‫الصلة أو تأكيد وجودها‪،‬لذا يجب على الشهادة اإللكترونية الموصوفة أن تستجيب‬ ‫بأنها شهادة‬ ‫حددها الملحق األول من التوجيه‪ ،‬كوجود بيان يؤكد ّ‬ ‫للمواصفات التقنية التي ّ‬

‫كل من مقدم خدمات التصديق اإللكتروني مع بلد إقامته‪،‬‬ ‫تصديق موصوفة مع تحديد هوية ّ‬ ‫الموّقع أو اإلسم المستعار له وصفته في حالة إستعمال الشهادة لغرض معين‪ ،‬وتأكيد‬ ‫وإسم ُ‬ ‫مطابقة بيانات إحداث التوقيع اإللكتروني لبيانات فحصه‪ ،‬مع ذكر مدة صالحية الشهادة‬

‫المصدرة للشهادة‪،‬‬ ‫ورمز تعريفها‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني الجذري لـجهة التصديق اإللكتروني ُ‬

‫وعند اإلقتضاء يجب تحديد الشروط والقيمة التي تُستعمل من أجلها الشهادة اإللكترونية(‪.)3‬‬

‫الموصوف ‪(Signature électronique‬‬ ‫انطالقا من ذلك ُيقصد بالتوقيع اإللكتروني ُ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫تم إحداثه على أساس شهادة‬ ‫)‪ qualifiée‬على ّأنه التوقيع اإللكتروني المتقدم ‪ ،‬الذي ّ‬ ‫تصديق‬

‫إلكتروني‬

‫موصوفة‬

‫بموجب‬

‫المنظومة‬

‫المؤمنة‬

‫إلحداث‬

‫التوقيعات‬

‫اإللكترونية‪،‬الموضوعة تحت سيطرة الموقع لوحده بوساطة جهة تصديق إلكتروني محايدة‬ ‫ومؤهلة في إطار نظام اإلعتماد االختياري‪.‬‬ ‫أما الحال بالنسبة للمشرع الجزائري فلقد تأثر بدوره بأحكام التوجيه األوروبي رقم ‪93/99‬‬ ‫ّ‬ ‫المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية‪ ،‬أثناء إعداده للقانون رقم‪ 04/15‬المحدد للقواعد العامة‬ ‫المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬الذي من خالله تفطن للثغرة التشريعية التي وقع‬

‫فيها مشرع اإلتحاد األوروبي بحيث تطرق مباشرة إلى تعريف التوقيع اإللكتروني الموصوف‬ ‫وفقا للمتطلبات التي حددتها المادة ‪ 07‬من نفس القانون‪ ،‬التي من خاللها يجب أن ُيحدث‬ ‫على أساس شهادة التصديق اإللكتروني الموصوفة بموجب اآللية المؤمنة إلحداثه الموضوعة‬

‫تحت سيطرة الموقع لوحده دون سواه‪ ،‬بوساطة طرف ثالث موثوق به أو مؤدي خدمات‬

‫تصديق إلكتروني مرخص له من طرف الجهة الرسمية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تطرق المشرع‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪182‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫كل من اآللية المؤمنة إلحداث‬ ‫الجزائري بموجب أحكام هذا القانون إلى تحديد متطلبات ّ‬ ‫التوقيع اإللكتروني واآللية الموثوقة لفحصه(التوقيع)(‪ ،)5‬والمتطلبات المتعلقة بشهادة التصديق‬ ‫حددها بموجب المادة ‪ 15‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫اإللكتروني الموصوفة التي ّ‬

‫ثانيا‪ -‬شروط ممارسة خدمات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫ألزم مشرع اإلتحاد األوروبي بموجب المادة ‪ 1/03‬من التوجيه رقم ‪ 93/99‬المتعلق‬

‫بالتوقيعات اإللكترونية دول اإلتحاد األوروبي‪ ،‬بعدم إخضاع نشاطات التصديق اإللكتروني‬

‫الحر‬ ‫ألي ترخيص ُمسبق (‪ )Autorisation préalable‬وذلك بهدف تشجيع التنافس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والنزيه بين مقدمي خدمات التصديق اإللكتروني في األسواق األوروبية‪ ،‬على النحو الذي‬ ‫المقدمة في المعامالت اإللكترونية‪ ،‬لكن المشرع‬ ‫ينعكس إيجابا على ُمستوى وجودة الخدمات ُ‬ ‫الفيدرالي األوروبي سمح لدول اإلتحاد بموجب الفقرات الثانية والثالثة من نفس المادة(‪2-/03‬‬ ‫‪ )3‬بتأسيس أنظمة اختيارية العتماد مقدمي خدمات التصديق اإللكتروني ‪(Accréditation‬‬

‫)‪ ،volontaire‬من أجل رقابة وتحسين ُمستوى خدمات التصديق اإللكتروني المتاحة من‬ ‫طرف مقدمي خدمات التصديق المقيمين على أراضيها(‪.)6‬‬

‫فقد عرفت المادة ‪ 13/02‬من التوجيه اإلعتماد االختياري على ّأنه(‪ ":)7‬كل ترخيص‬

‫حدد الحقوق وااللتزامات الخاصة بتقديم خدمات التصديق الممنوح بناءا على طلب مقدم‬ ‫ُي ّ‬ ‫الخدمة المعني‪ ،‬من طرف هيئة عامة أو خاصة مكلفة بإعداد هذه الحقوق وااللتزامات‬ ‫لمزاولة نشاطه في حالة‬ ‫ورقابة مدى احترامها‪ُ ،‬‬ ‫وي َع ْد كل مقدم خدمة تصديق غير مؤهل ُ‬ ‫عدم إستيفاءه للمتطلبات المحددة في الترخيص‪".‬‬

‫لذا ألزم التوجيه األوروبي المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية أن تكون الشروط التي تضعها‬

‫الدول األعضاء مبنية على الشفافية والموضوعية ومتناسبة وغير تمييزية‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫انتقاء جهات توثيق إلكتروني تتوافر فيها أحسن ُمستويات األمان في خدمات التصديق‬ ‫كل دولة أن تقوم وفقا للمعايير التي تحددها لجنة التوقيعات‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬كما يجب على ّ‬ ‫اإللكترونية)‪ (Comité sur les signatures électroniques‬المشار إليها في المادة ‪09‬‬ ‫من التوجيه(‪ ،)8‬بتعيين هيئات عامة أو خاصة تُحدد مدى ُمطابقة اآلليات المؤمنة إلحداث‬ ‫التوقيعات اإللكترونية الموصوفة‪ ،‬للمتطلبات المحددة في الملحق الثالث من التوجيه(رقم‬ ‫‪ )93/99‬التي تستوجب على دول اإلتحاد اإلعتراف بإجراءات المطابقة‪.‬‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪183‬‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫وإنطالقا من ذلك حدد الملحق الثاني من التوجيه األوروبي المتعلق بالتوقيعات‬ ‫اإللكترونية‬

‫(‪)9‬‬

‫مجموعة من الشروط الفنية والتقنية‪ ،‬الواجب توافرها لدى مقدم خدمات‬

‫التصديق اإللكتروني الراغب في الحصول على تأهيل اختياري لخدماته والتي أخذت بها‬

‫بعين اإلعتبار دول اإلتحاد األوروبي(‪ ،)10‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب أن ُيثبت جدارته في تقديم خدمات تصديق إلكتروني موثوق بها‪ ،‬مع ضمان خدمة‬ ‫دليل إرشادي سريع ومؤمن إلصدار وإلغاء شهادات التصديق اإللكتروني مع التحديد الدقيق‬ ‫لتاريخ ووقت إصدارها أو إلغاءها؛‬

‫‪ -2‬امتالك معدات ووسائل موثوق بها تم ّكن من فحص هوية والصفات الخصوصية‬ ‫لألشخاص التي تطلب إصدار شهادات التصديق اإللكتروني الموصوفة‪ ،‬كما يجب أن تتوافر‬ ‫لديه موارد بشرية ذات معارف وكفاءات عالية في مجال تقديم خدمات التصديق اإللكتروني‬ ‫وفقا للمعايير المعمول بها‪ ،‬وموارد مالية كافية لتغطية المسؤولية المترتبة عن األضرار في‬ ‫إطار عقود التأمين؛‬

‫ومعدات موثوق بها تضمن سرية إحداث بيانات التوقيعات اإللكترونية‬ ‫‪ -3‬إستعمال أنظمة ُ‬ ‫الموصوفة‪ ،‬مع اتخاذ اإلجراءات الالزمة لحماية شهادات التصديق من التزوير؛‬ ‫‪ -4‬إعالن بيان السياسة العامة المتبعة في تقديم خدمات التصديق اإللكتروني(‪)DPC‬‬ ‫ألية عالقة‬ ‫ُيوضح فيه جميع اإللتزامات الملقاة على أطراف التصديق اإللكتروني(قبل إبرامه ّ‬ ‫عقدية مع المشتركين)‪ ،‬وطرق إستعمال الشهادات وبتواجد نظام اإلعتماد االختياري وبكل‬

‫وحل النزاعات في حالة نشوبها الخ‪...‬؛‬ ‫طرق إيداع الشكاوى ّ‬ ‫‪ -5‬إستعمال أنظمة موثوقا بها في حفظ شهادات التصديق اإللكتروني في شكلها اإللكتروني‬ ‫تضمن اإلتاحة اللحظية لها عند الحاجة‪،‬باإلضافة إلى هذه الشروط يجب على مقدم خدمات‬ ‫التصديق التقيد بالمواصفات المحددة في الملحق األول المتعلقة بشهادات التصديق‬

‫اإللكتروني الموصوفة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقام بموجب المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 04-15‬المحدد‬ ‫ّ‬ ‫للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬بإدراج نشاطات التصديق االلكتروني‬ ‫في المجال االقتصادي ضمن نظام "الترخيص اإلجباري" الذي نصت عليه المادة ‪ 39‬من‬

‫القانون رقم ‪ 03-2000‬المؤرخ في ‪ 05‬أوت‪ ،2000‬المتعلق بتحديد القواعد العامة المرتبطة‬ ‫بالبريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬الذي تُصدره سلطة ضبط البريد والمواصالت‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪184‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫السلكية والالسلكية التي تم إنشاءها بموجب المادة ‪ 10‬منه(‪ ،)11‬وذلك بإعتبارها"كسلطة‬

‫تصديق فرعية في المجال اإلقتصادي" تابعة للسلطة الرئيسية على ُمستوى مرفق المفاتيح‬ ‫العمومية الهرمي في الجزائر‪ ،‬مكلفة بمتابعة ورقابة نشاطات مؤدي خدمات التصديق‬ ‫اإللكتروني المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين(‪ ،)12‬وبالتالي تمنح سلطة ضبط البريد‬ ‫والمواصالت السلكية والالسلكية الترخيص بعد موافقة السلطة الوطنية للتصديق‬

‫اإللكتروني(‪ ،)13‬ألي شخص طبيعي أو معنوي يلتزم باحترام الشروط التي تحددها في مجال‬ ‫إنشاء واستغالل خدمات التصديق االلكتروني‪ ،‬لذا عرفت المادة ‪ 10/02‬من القانون رقم‬

‫‪ 04-15‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين الترخيص على ّأنه‪":‬‬

‫نظام استغالل خدمات التصديق اإللكتروني والذي يتجسد في وثيقة رسمية ممنوحة لمؤدي‬ ‫الخدمات بطريقة شخصية‪ ،‬تسمح له بالبدء الفعلي في توفير خدماته‪".‬‬

‫انطالقا من ذلك ألزم المشرع الجزائري طالب الترخيص بموجب المادة ‪ 34‬من نفس‬

‫يحددها من‬ ‫القانون بمجموعة من الشروط الفنية والتقنية التي يتعين عليه(المشرع)‪ ،‬أن ّ‬

‫المستحسن بموجب نصوص تنظيمية كاشتراط الجنسية الجزائرية بالنسبة للشخص الطبيعي‪،‬‬

‫أو أن يكون خاضع للقانون الجزائري في حالة ما إذا كان طالب الترخيص شخص معنوي‪،‬‬

‫وفي كلتا الحالتين يجب أن يتمتع طالب الترخيص بقدرة مالية كافية وبمؤهالت وخبرة ثابتة‬

‫سير للشخص المعنوي‪،‬‬ ‫الم ّ‬ ‫في ميدان تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬للشخص الطبيعي أو ُ‬ ‫وأن ال يكون قد سبق الحكم عليه في جناية أو جنحة تتنافى مع نشاطه‪ ،‬كما يجب‬ ‫عليه(طالب الترخيص) أن يتحصل على شهادة تأهيل)‪ (Attestation d’éligibilité‬لتهيئة‬ ‫الوسائل الالزمة لخدمات التصديق اإللكتروني(مدة صالحيتها سنة(‪ )01‬قابلة للتجديد مرة‬ ‫واحدة فقط)‪ ،‬التي تسمح له بأن يطلب وفقا للمادة ‪ 51‬من نفس القانون‪ ،‬لدى السلطة‬

‫االقتصادية للتصديق اإللكتروني(‪ )ARPT‬أو لدى مكاتب التدقيق المعتمدة ‪(Cabinet‬‬ ‫)‪ ،d’audit accrédité‬بإجراء تدقيق تقييمي)‪ (Audit d’évaluation‬لمدى مراعاته لدفتر‬ ‫الشروط المتعلق بمزاولة خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬ومن مطابقة معدات وأنظمة‬

‫تكنولوجيا المعلومات للمعايير المعمول بها بموجب القانون‪.‬‬

‫لذا يتعين على المشرع الجزائري أن يصدر قانون خاص بإحداث نظام وطني العتماد‬

‫مراكز تقييم مطابقة معدات وبرامج التشفير وفقا للمعايير المعمول بها في الجزائر‪ ،‬تشرف‬ ‫عليه الهيئة الوطنية المكلفة باإلعتماد التي توضع من المستحسن تحت تصرف سلطة الوزير‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪185‬‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫األول‪ ،‬مع تحديد مهامها المتعلقة بمنح أو سحب اإلعتماد‪ ،‬وتنظيم عمليات التدقيق‬

‫(‪)14‬‬

‫ومتابعتها وتكوين المدققين وتأهيلهم وفقا للمواصفات الوطنية والدولية المعمول بها في‬ ‫اإلعتماد‪ ،‬ومن إمكانية إبرامها التفاقيات اإلعتراف المتبادل لشهادات المطابقة مع الجهات‬

‫األجنبية المثيلة لها‪ ،‬وذلك من أجل تدعيم اإلعتراف المتبادل بين م اركز تقييم المطابقة الذين‬

‫يمارسون مهامهم في الجزائر مع المراكز األجنبية‪.‬‬

‫كما يجب توضيح إجراءات إعتماد هذه المراكز أو المكاتب أو المصالح المختصة‬ ‫المكلفة بالتدقيق على السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني‪ ،‬والسلطتين الفرعيتين الحكومية‬

‫واالقتصادية‪ ،‬ومؤدي خدمات التصديق واألطراف الثالثة الموثوق بها‪ ،‬التي أشار إليها‬

‫المشرع الجزائري في المادتين‪ 78‬و‪ 79‬من القانون رقم ‪ 04-15‬المحدد للقواعد العامة‬ ‫المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬حماية المعطيات الشخصية‪.‬‬

‫لكل فرد وما تكتسيه من حماية قانونية من طرف‬ ‫نظ ار ألهمية البيانات الشخصية ّ‬ ‫التشريعات األساسية الوطنية ألزم المشرع الفيدرالي األوروبي‪ ،‬بموجب أحكام المادة ‪1/08‬‬

‫من التوجيه األوروبي رقم ‪ 93-99‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر‪ 1999‬المتعلق بالتوقيع‬

‫(‪)15‬‬ ‫كل من مقدمي‬ ‫اإللكتروني ‪ ،‬الدول األعضاء في اإلتحاد األوروبي بالسهر على إلتزام ّ‬ ‫خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬والهيئات الوطنية المسئولة على منح اإلعتمادات والرقابة على‬

‫خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬إحترام أحكام التوجيه األوروبي رقم ‪ 46-95‬المؤرخ في ‪24‬‬ ‫أكتوبر‪ 1995‬المتعلق بحماية األشخاص الطبيعية لدى معالجة معطياتهم الشخصية مع‬ ‫حرية تنقلها‪ ،‬وتُضيف الفقرة الثانية من نفس المادة(‪ )2/08‬على إلتزام مقدم خدمات التصديق‬ ‫اإللكتروني في حالة تلقيه لطلبات إصدار شهادات التصديق اإللكتروني من ذوي الشأن‪،‬‬ ‫بعدم استقبال معطياتهم الشخصية إالّ بالحضور الشخصي للمعني(مباشرة منه) أو بناءا على‬ ‫الموافقة الصريحة له‪ ،‬وذلك في حالة وحيدة تتعلق بإصدار أو حفظ الشهادة فقط‪ ،‬وبالتالي‬

‫فإن المعطيات الشخصية ال ُيمكن استقبالها أو ُمعالجتها ألغراض آخرى خارج الحالة‬ ‫ّ‬ ‫المذكورة‪ ،‬من دون الحصول على الموافقة الصريحة للمعني باألمر باإلضافة إلى ذلك ألزمت‬ ‫الفقرة الثالثة من نفس المادة(‪ )3/08‬الدول األعضاء‪ ،‬بعدم منع مقدم خدمات التصديق‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪186‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫المستعار(‪ (Pseudonyme‬في شهادة التصديق بدالً من االسم‬ ‫اإللكتروني من وضع االسم ُ‬

‫الحقيقي لْل ُم َوّقع‪.‬‬

‫فالمعطيات الشخصية وفقا ألحكام المادة ‪ (a)02‬من التوجيه األوروبي رقم ‪46-95‬‬

‫المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر‪ 1995‬المتعلق بحماية األشخاص الطبيعية‪ ،‬لدى معالجة معطياتهم‬ ‫كل معلومة تتصل بشخص ُمحدد الهوية أو قابلة‬ ‫الشخصية مع حرية تنقلها تتمثل في ّ‬ ‫ميزه عن غيره ُيمكن أن تتصل بالعناصر الطبيعية الخاصة‬ ‫للتحديد‪ ،‬و ّ‬ ‫أن المعلومات التي تُ ّ‬ ‫به‪ ،‬أو تكون ذات طابع نفسي أو ثقافي أو اجتماعي ما دامت تُحدد بطريقة ُمباشرة أو غير‬

‫مباشرة شخصيته‪ ،‬في حين ُيقصد بآلية معالجة المعطيات الشخصية وفقا للفقرة(‪ )b‬من نفس‬ ‫كل عملية أو مجموعة من العمليات المنجزة أم ال عن طريق آلية معالجة‬ ‫المادة(‪ّ ،)02‬‬ ‫المعطيات الشخصية‪ ،‬التي تهدف خاصة إلى جمع ُمعطيات شخصية‪ ،‬أو تسجيلها أو‬ ‫حفظها أو تنظيمها أو تغييرها‪ ،‬أو استغاللها أو استعمالها أو إرسالها أو توزيعها أو نشرها‪،‬‬

‫أن الموافقة‬ ‫أو أية عملية آخرى تهدف إلى تقريب أو تبادل أو تشفير أو محو أو إتالفها‪ ،‬كما ّ‬ ‫الصريحة للشخص المعني وفقا للفقرة(‪ )h‬من نفس المادة(‪ُ ،)02‬يقصد بها موافقة الشخص‬

‫الحرة على معالجة معطياته الشخصية(‪.)16‬‬ ‫بعد إعالمه وقبوله وفقا إلرادته ّ‬ ‫لذا ألزمت المادة ‪ 07‬من التوجيه رقم ‪ 46/95‬المسؤول القائم بمعالجة المعطيات‬ ‫الشخصية بالحصول على الموافقة الصريحة للمعني باألمر مع مراعاة حاالت الضرورة‪ ،‬التي‬

‫تقتضي تنفيذ عقد يكون فيه الشخص المعني بمعالجة معطياته الشخصية طرفا فيه‪ ،‬أو‬ ‫عندما تستدعي إجراءات ما قبل إبرام العقد تنفيذ ذلك‪ ،‬أو في حالة قيام المسؤول بالمعالجة‬

‫اعاة إللتزام قانوني أو لحماية المصلحة الحيوية للشخص المعني بمعالجة معطياته‬ ‫بمهمته مر ً‬ ‫الشخصية‪ ،‬أو في حالة تنفيذ مهمة قانونية ذات مصلحة عامة من طرف السلطة العمومية‬ ‫أو الغير أو المسؤول بمعالجة المعطيات الشخصية‪ ،‬بشرط عدم المساس بالحقوق والمصالح‬

‫والحريات األساسية للشخص المعني(‪.)17‬‬

‫أن المشرع الجزائري أخذ بمقتضيات أحكام المادة ‪ 08‬من‬ ‫تجدر اإلشارة في هذا الصدد ّ‬ ‫التوجيه األوروبي رقم ‪ 93/99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية‪ ،‬في المادة ‪ 43‬من القانون رقم‬ ‫‪ 04-15‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬التي من خاللها‬ ‫ألزم مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني بعدم جمع البيانات الشخصية للمعني إالّ بعد‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪187‬‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫موافقته الصريحة‪ ،‬وأن تُستعمل هذه البيانات لغرض وحيد يتعلق بمنح وحفظ شهادة التصديق‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬وبالتالي يجب على المشرع الجزائري أن يقوم بإصدار قانون خاص بالمعالجة‬ ‫اآللية للمعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الذي من خالله يعمل على ضبط شروط وإجراءات‬

‫التصريح والترخيص لمعالجة المعطيات الشخصية‪ ،‬مع إنشاء هيئة وطنية لحماية المعطيات‬

‫الشخصية‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬القيمة القانونية للتوقيع اإللكتروني الموصوف في اإلثبات‪.‬‬

‫حث المشرع الفيدرالي لإلتحاد األوروبي بموجب المادة ‪ 1/05‬من التوجيه األوروبي رقم‬ ‫ّ‬ ‫‪ 93/99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية الدول األعضاء‪ ،‬على أن تضمن التوقيعات‬ ‫اإللكترونية المتقدمة التي تم إحداثها على أساس شهادات التصديق اإللكتروني الموصوفة‬ ‫المتطلبات القانونية التي ُيحققها‬ ‫بموجب المنظومة المؤمنة إلحداث التوقيعات اإللكترونية‪ُ ،‬‬ ‫التوقيع التقليدي(اليدوي) وأن تكون مقبولة كدليل في اإلثبات أمام العدالة‪ ،‬مع األخذ بعين‬ ‫اإلعتبار عدم إنكار المفعول القانوني للتوقيعات اإللكترونية البسيطة(المادة ‪ 2/05‬منه) في‬ ‫حالة اعتمادها كوسيلة لإلثبات أمام العدالة‪ ،‬وذلك بغض النظر عن ما إذا كان التوقيع قد تم‬ ‫إحداثه في شكل إلكتروني أو لم ُيعزز بشهادة تصديق إلكترونية موصوفة تم إصدارها من‬ ‫أن التوقيع اإللكتروني لم يتم إحداثه عن‬ ‫طرف مقدم خدمات تصديق إلكتروني ُمعتمد‪ ،‬أو ّ‬

‫طريق المنظومة المؤمنة إلنشاء التوقيعات اإللكترونية الموثوق بها من طرف الجهات‬ ‫الرسمية(‪.)18‬‬

‫أما بخصوص المشرع الجزائري فقد اعترف بدوره في المادتين ‪ 323‬مكرر و‪323‬‬ ‫ّ‬ ‫مكرر‪ 1‬من القانون المدني بمساواة المحررات الكتابية مع المحررات اإللكترونية‪ ،‬من حيث‬

‫القيمة القانونية في اإلثبات بغض النظر عن الوسيلة التي تتضمنها وطرق إرسالها‪ ،‬بشرط‬

‫أن تضمن إمكانية التأكد من هوية الشخص الذي أصدرها وأن تكون معدة ومحفوظة في‬ ‫(‪)19‬‬ ‫فإن موقف المشرع من التوقيع اإللكتروني لم يتضح إالّ‬ ‫ظروف تضمن سالمتها ‪ ،‬وبالتالي ّ‬ ‫بعد صدور القانون رقم ‪ 04-15‬المؤرخ في ‪ 2015/02/01‬المتضمن القواعد العامة‬

‫المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬الذي نص بموجب المادتين ‪ 08‬و‪ 09‬منه على‬

‫اعتبار التوقيع اإللكتروني الموصوف مماثال لوحده للتوقيع المكتوب سواء كان لشخص‬ ‫طبيعي أو معنوي‪ ،‬مع عدم إنكار التوقيع اإللكتروني البسيط من فعاليته القانونية أو رفضه‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪188‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫كدليل أمام القضاء بسبب شكله اإللكتروني‪ ،‬أو ّأنه غير معزز بشهادة تصديق إلكتروني‬ ‫أن‬ ‫موصوفة أو لم يتم إحداثه بموجب منظومة أمن إحداث التوقيعات اإللكترونية‪ ،‬وهذا يعني ّ‬ ‫المشرع الجزائري منح التوقيع اإللكتروني الموصوف حجية كاملة في اإلثبات مماثلة لتلك‬ ‫المقررة للتوقيعات الخطية‪ ،‬وذلك بالمقارنة مع التوقيع اإللكتروني البسيط الذي يفتقد لتلك‬

‫الحجية الكاملة من دون أن يفتقد األثر القانوني في اإلثبات‪.‬‬

‫بالرغم من تطبيق المشرع الجزائري ألحكام المادة ‪ 2-1/05‬من التوجيه األوروبي‬

‫المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية‪ ،‬في المادتين ‪ 08‬و‪ 09‬من القانون رقم ‪ 04-15‬المحدد‬ ‫أن موقفه بشأن حجية المحررات‬ ‫للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬إالّ ّ‬ ‫حد الساعة غامضا‪ ،‬نظ ار لعدم ورود أي نص في‬ ‫اإللكترونية الرسمية في اإلثبات يبقى إلى ّ‬

‫أحكام اإلثبات يسمح للموظف أو الضابط العمومي أو الشخص المكلف بالخدمة العمومية‪،‬‬

‫إمكانية تحرير المحر ارت الرسمية على دعامة إلكترونية مع توقيعها بموجب المنظومة‬ ‫المؤمنة إلحداث التوقيعات اإللكترونية الموصوفة‪ ،‬وبالتالي فمهما كان التوقيع اإللكتروني‬

‫الموصوف لوحده مماثال للتوقيع المكتوب سواءا كان للشخص الطبيعي أو المعنوي إالّ ّأنه ال‬ ‫يرقى إلى درجة التوقيع الذي يتم على يد أو بشهادة الضابط العمومي‪ ،‬وبالتالي يجب على‬

‫المشرع الجزائري أن يسمح بموجب المادة ‪ 324‬من القانون المدني(‪ ،)20‬للموظف أو الضابط‬ ‫العمومي أو الشخص المكلف بالخدمة العمومية إمكانية تحرير وحفظ المحررات الرسمية‬ ‫على دعامات إلكترونية وفقا لشروط تُحدد بموجب نص تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬ ‫أن المشرع الفرنسي سمح للضابط العمومي بموجب المادة‬ ‫تجدر اإلشارة في هذا الشأن ّ‬

‫‪ 2/1317‬من القانون المدني الفرنسي‪ ،‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 230-2000‬المتعلق‬ ‫بتكييف أحكام اإلثبات مع تكنولوجيا المعلومات والمتعلق بالتوقيع اإللكتروني(‪ ،)21‬إمكانية‬ ‫تحرير المحررات اإللكترونية الرسمية على دعامات إلكترونية بشرط أن يتم إنشاؤها وحفظها‬

‫فإن المشرع الفرنسي لم يحسم إشكالية‬ ‫وفقا للشروط التي يحددها مرسوم تطبيقي‪ ،‬وبالتالي ّ‬ ‫إستخدام المحررات الرسمية في التصرفات اإللكترونية(العقود) التي تُعد الرسمية فيها ُركنا من‬ ‫أركان التصرف القانوني‪ ،‬إالّ بعد صدور القانون رقم ‪ 575-2004‬المؤرخ في ‪21‬‬

‫المتعلق بالثقة في اإلقتصاد الرقمي(‪ ،)22‬الذي َح َس َم المسألة بتعديل المادة‬ ‫جوان‪ُ 2004‬‬ ‫‪ 1108‬من القانون المدني الفرنسي التي استحدثها بموجب المادة ‪ 1-1108‬التي تنص‪":‬‬ ‫عندما ُتشترط الكتابة في صحة تصرف قانوني‪ُ ،‬يمكن تحريرها وحفظها في شكل إلكتروني‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪189‬‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫وفقا للشروط المحددة في المواد ‪ 1-1316‬و‪ ،4-1316‬وذلك عندما يتعلق األمر‬

‫بتحرير المحرر الرسمي وفقا للفقرة الثانية من المادة ‪ .1317‬وعندما ُيشترط بيان يدوي‬ ‫الملتزم‪ُ ،‬يمكن لهذا األخير وضع البيان في شكل إلكتروني إذا‬ ‫بالكتابة حتى من طرف ُ‬ ‫كانت الظروف ال تسمح بوضعه إالّ من طرفه‪".‬‬

‫إنطالقا من ذلك تم إصدار مرسوم تطبيقي رقم ‪ 973-2005‬المؤرخ في ‪ 10‬أوت‬

‫الموثّقين‪ ،‬الذي سمح بموجب المادتين ‪ 16‬و‪ 17‬منه للموثق العادي‬ ‫المن ّ‬ ‫ظم ألعمال ُ‬ ‫‪ُ 2005‬‬ ‫بتحرير العقود الرسمية في شكل إلكتروني‪ ،‬وفقا لنظام معالجة وإرسال المعلومات ُموافق عليه‬ ‫من طرف المجلس األعلى للموثقين الذي من خالله يجب على الموثق العادي‪ ،‬عند توقيعه‬ ‫على المحررات أن يستعين بمنظومة أمن إحداث التوقيعات اإللكترونية المحددة بموجب‬

‫المرسوم رقم ‪ 272-2001‬المتعلق بالتوقيع اإللكتروني(‪ ،)23‬في حين اشترط المشرع الفرنسي‬ ‫في نظام تداول الوثائق والعقود اإللكترونية‪ ،‬أن يضمن سالمة وسرّية ُمحتويات العقود‬ ‫ظم نقل المعلومات اآلخرى التي أنشئت‬ ‫ومرتبط مع ُن ُ‬ ‫و ّ‬ ‫المحررات اإللكترونية‪ ،‬بشكل ُمتوافق ُ‬

‫الموافقة عليه(النظام) من طرف المجلس األعلى‬ ‫من قَب ْل موثقين آخرين‪ ،‬وأن يتم اإلقرار و ُ‬ ‫للموثقين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أن المشرع الفرنسي قد أبقى على الشروط التقليدية‬ ‫تجدر اإلشارة في هذا السياق ّ‬ ‫المتعلقة بالمحررات الرسمية الكتابية التي نص عليها بموجب المادة ‪ 1317‬من القانون‬

‫عين‬ ‫المدني الفرنسي‪ ،‬والمتمثلة في أن ُيصدر‬ ‫المحرر اإللكتروني بشهادة ضابط عمومي ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫من طرف الدولة للقيام بعمل من أعمالها‪ ،‬كما يجب أن ُيصدر المحرر الرسمي في حدود‬

‫سلطة الضابط العمومي واختصاصه النوعي والمكاني‪ ،‬مع مراعاة األشكال القانونية في‬

‫فإن المحرر اإللكتروني الرسمي الذي تم‬ ‫إنشاء المحررات اإللكترونية الرسمية‪ ،‬وبالتالي ّ‬ ‫بشهادة الضابط العمومي ال يمكن دحضه أو إنكاره إالّ عن طريق دعوى التزوير أمام الجهة‬

‫أما المحررات اإللكترونية التي تم توقيعها عن طريق التوقيع اإللكتروني‬ ‫القضائية المختصة‪ّ ،‬‬ ‫الموصوف بوساطة جهة التصديق اإللكتروني المعتمدة‪ ،‬فال ُيشترط الطعن عليها بالتزوير‬

‫من أجل إنكارها فيكفي اللجوء إلى القواعد العامة في اإلثبات لدحضها‪ ،‬ما دامت موثوقية‬ ‫التوقيع اإللكتروني الموصوف مفترضة إلى غاية إثبات عكس ذلك بجميع طرق اإلثبات(‪،)24‬‬

‫وهذا ما يؤدي إلى استبعاد جهات التصديق اإللكتروني المعتمدة (الموثق اإللكتروني) من‬

‫فئتهم كضابط عمومي(‪.)25‬‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪190‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المركز الجامعي تندوف‪ -‬الجزائر‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫أن عملية التصديق اإللكتروني أملتها ظروف‬ ‫من خالل الدراسة السابقة يتبين لنا ّ‬ ‫حتمية متصلة باإلقتصاد الرقمي‪ ،‬أين عرفت فيه المعامالت اإللكترونية تطورات عميقة‬

‫وسريعة من حيث طرق أو تقنيات إبرام مختلف التصرفات اإللكترونية عبر شبكة اإلنترنيت‪،‬‬

‫الشيء الذي دفع بالتشريعات الدولية والجهوية والوطنية إلى تنظيم المسائل المتعلقة بتقديم‬ ‫خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬من أجل بعث الثقة واألمان في المعامالت اإللكترونية التي‬ ‫تتم في بيئة إلكترونية إفتراضية‪.‬‬

‫لذا يعتبر التوجيه األوروبي رقم ‪ 93-99‬المتعلق بالتوقيعات اإللكترونية اإلطار‬ ‫القانوني االسترشادي‪ ،‬الذي اعتمدت عليه دول اإلتحاد األوروبي أثناء تحديثها لتشريعاتها‬ ‫الداخلية المتعلقة بالمعامالت اإللكترونية‪ ،‬وكذا المشرع الجزائري الذي تأثر بدوره بأحكام هذا‬

‫التوجيه أثناء إعداده للقانون رقم ‪ 04-15‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬ ‫اإللكترونيين‪ ،‬الذي من خالله اعترف بحجية التوقيعات اإللكترونية الموصوفة في اإلثبات‪،‬‬ ‫وساوى بينها وبين حجية التوقيعات التقليدية المقررة في أحكام اإلثبات الواردة في القانون‬

‫أما باقي صور التوقيعات اإللكترونية اآلخرى التي ال تستجيب لمتطلبات اآللية‬ ‫المدني‪ّ ،‬‬ ‫المؤمنة إلحداث التوقيع اإللكتروني المحددة بموجب المادة ‪ 11‬من نفس القانون‪ ،‬ومتطلبات‬ ‫آلية فحص التوقيع اإللكتروني الموثوقة بها التي حددتها المادة ‪ 13‬من نفس القانون يتقرر‬

‫لها حجية ناقصة الشيء الذي يؤثر بدوره على حجية المحررات اإللكترونية الموقعة بتلك‬ ‫الصور‪.‬‬

‫انطالقا من ذلك اعترف مشرعي دول اإلتحاد األوروبي والمشرع الجزائري بضرورة‬

‫تنظيم النشاطات المتعلقة بتقديم خدمات التصديق اإللكتروني الموثوق بها‪ ،‬في إطار‬ ‫مخططات الثقة المتبعة في التصديق اإللكتروني(بنية مرافق المفاتيح العمومية) حسب‬ ‫لكل دولة‪ ،‬وذلك نظ ار للثقة واألمان التي تُتيحهما تقنيات التصديق اإللكتروني‬ ‫السياسة العامة ّ‬ ‫المعتمدة ألطراف التعامل اإللكتروني‪ ،‬كتحديد هويتهم في شهادة التصديق اإللكتروني‬ ‫الموصوفة‪ ،‬وضمان سالمة وسرية محتوى البيانات المتداولة فيما بينهم في سرية تامة مع‬

‫عدم إنكارها في وقت أو قبل إصدار الشهادة‪ ،‬في حين يجب أن تتم إجراءات التوثيق‬ ‫اإللكتروني المعتمدة تحت إشراف جهة توثيق إلكتروني محايدة ومرخص لها من طرف‬ ‫الجهات الرسمية‪،‬لمزاولة خدمات إصدار شهادات التصديق اإللكتروني الموصوفة التي تُثبت‬ ‫جوان ‪2017‬‬

‫‪191‬‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫ارتباط بيانات إحداث التوقيع اإللكتروني الموصوف لصاحبه‪ ،‬بحيث تسمح(الشهادة) للموّقع‬ ‫بالتعويل عليها من أجل تأكيد هويته وصحة توقيعه اإللكتروني المرتبط بالرسالة اإللكترونية‪،‬‬

‫كما تسهل لمستقبل الرسالة اإللكترونية إجراءات التأكد من مصداقية جميع البيانات الواردة‬

‫في الشهادة‪.‬‬

‫لكل المعامالت‬ ‫تُشكل شهادات التصديق اإللكتروني الموصوفة حجر ال ازوية ّ‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬وذلك بإعتبارها كوسيلة أمان حديثة ُيعول عليها أطراف التصرف اإللكتروني في‬ ‫إثبات مختلف تصرفاتهم اإللكترونية وفقا لألغراض التي أُصدرت من أجلها الشهادة‪ ،‬ومن‬ ‫أجل مواكبة التطورات الراهنة التي أحدثتها الثورة الرقمية على جميع األصعدة‪ ،‬يجب على‬

‫المشرع الجزائري أن يقوم بتحديد الشروط المتعلقة بممارسة نشاط مؤدي خدمات التصديق‬

‫اإللكتروني‪ ،‬والطرف الثالث الموثوق عن طريق نصوص تنظيمية والتي بدأ المشرع الجزائري‬ ‫في النص عليها(الشروط) بموجب أحكام القانون رقم ‪ 04-15‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة‬

‫حدد موقفه إزاء استخدام المحررات اإللكترونية في‬ ‫بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬وأن ُي ّ‬ ‫التصرفات القانونية التي تعد الرسمية فيها ركنا من أركان صحتها‪ ،‬مع توضيح الشروط‬ ‫صدر قانونا خاص‬ ‫المتطلبة لصحة المحررات اإللكترونية الرسمية‪ ،‬كما يتعين عليه أن ُي َ‬ ‫بالتجارة اإللكترونية مع األخذ بعين اإلعتبار ألحكام قانون األونسيترال الدولي النموذجي‬

‫كل المسائل المتعلقة‬ ‫بشأن التجارة اإللكترونية لعام‪ ،1996‬بحيث يتطرق من خالله إلى ّ‬ ‫بإبرام العقود اإللكترونية‪ ،‬والتصرفات التجارية ذات صلة بخدمات التصديق اإللكتروني‪،‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك يجب على المشرع الجزائري أن يقوم بإصدار قانون خاص بالمعالجة‬ ‫كل‬ ‫اآللية للمعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬والقانون الخاص بحماية المستهلك مع تعديل ّ‬ ‫النصوص القانونية اآلخرى ذات صلة بخدمات التصديق اإللكتروني المعتمدة‪.‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪192‬‬


‫ الجزائر‬-‫المركز الجامعي تندوف‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ :‫الهوامـــش‬

-Voir l’ANNEXE III de la directive n° 1999/93/CE du parlement européen et du conseil du 13 décembre 1999 sur un cadre communautaire pour les signatures électroniques. J.O.C.E, n° L 13, du 19 janvier 2000. 2) - ANNEX IV de la directive n° 1999/93/CE du parlement européen et du conseil, […]). 3) - ANNEXE I (Directive européenne n° 1999/93/CE, […]). 1)

‫ المتعلق‬93/99 ‫ من التوجيه األوروبي رقم‬2/02 ‫ ُيقصد بالتوقيع اإللكتروني المتقدم بموجب المادة‬- (4 :‫ التوقيع اإللكتروني الذي يتوافر على المتطلبات اآلتية‬:‫بالتوقيعات اإللكترونية على ّأنه‬ ‫ أن يرتبط بالموقع لوحده؛‬-‫أ‬

‫الموّقع؛‬ ُ ‫ أن يكون قاد ار على تحديد هوية‬-‫ب‬

‫ أن يتم إحداثه بوسائل تقع تحت سيطرة الموّقع لوحده؛‬-‫ج‬

.‫ أن يرتبط بالبيانات اإللكترونية على نحو يسمح اكتشاف أي تعديل الحق يحدث فيها‬-‫د‬ ‫ يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬،2015 ‫ فيفري‬01 ‫ مؤرخ في‬04-15 ‫ قانون رقم‬-)5 .2015 ‫ فيفري‬10 ‫ الصادر في‬06 ‫ ج ر عدد‬،‫اإللكترونيين‬ .‫ من نفس القانون‬13 ‫ إلى‬11 ‫ راجع المواد من‬6)

- Art 03/1-2-3 de la directive européenne n° 99-93 sur les signatures électroniques. ‫ الطبعة‬،‫ حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‬-‫ صوره‬-‫ ماهيته‬:‫ التوقيع اإللكتروني‬،‫ سعيد السيد قنديل‬-

.89 ،87‫ص ص‬،2006 ،‫ اإلسكندرية‬،‫ دار الجامعة الجديدة للنشر‬،‫الثانية‬

- Voir l’Art. 02/13 de la directive n° 1999/93/CE du parlement européen et du conseil du 13 décembre 1999 sur un cadre communautaire pour les signatures électroniques. 7)

8)

- Voir les arts. 03/4 et 09/1 et 10 de la directive européenne n° 99/93/CE, du parlement européen et du conseil, […]). - Arnaud-F. FAUSSE, La signature électronique : transaction et confiance sur Internet, DUNOD, Paris, 2001, pp. 64- 83 9)

- ANNEXE II de la directive européenne n° 99/93/CE, […]).

- Voir l’art. 06/I-Ⅱdu Décret n° 2001-272 du 30 mars 2001 pris pour l’application de l’article 1316-4 du code civil et relatif à la signature électronique, J.O.R.F, n° 0077 du 30 mars 2001. 10)

193

2017 ‫جوان‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫‪)11‬‬ ‫الم َحّد ْد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد وبالمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬ج ر عدد‬ ‫ قانون رقم ‪ُ 03-2000‬‬‫‪ 48‬الصادر في ‪ 06‬أوت ‪.2000‬‬

‫ المادة ‪ ":10‬تنشأ سلطة ضبط ُمستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي‪ ،‬يكون مقرها بالجزائر‬‫العاصمة‪".‬‬

‫‪ –)12‬تم تعيين سلطة ضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية بموجب المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪04-15‬‬

‫المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ 2015‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬كسلطة اقتصادية‬ ‫للتصديق اإللكتروني مكلفة بمتابعة ومراقبة مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني وفقا للصالحيات الممنوحة لها‬ ‫بموجب المادة ‪ 30‬من نفس القانون‪.‬‬

‫كما أنشئت المادة ‪ 26‬من نفس القانون السلطة الحكومية للتصديق اإللكتروني لدى وزير البريد وتكنولوجيا‬ ‫اإلعالم واالتصال تتمتع بذمة مالية مستقلة وشخصية معنوية‪،‬مكّلفة بالمهام المتعلقة بمتابعة ومراقبة نشاط‬

‫التصديق اإللكتروني لألطراف الثالثة الموثوقة مع توفير خدمات التصديق اإللكتروني لفائدة المتدخلين في الفرع‬

‫الحكومي‪ ،‬كالمؤسسات واإلدارات والهيئات العمومية والمؤسسات الوطنية المستقلة وسلطات الضبط والمتدخلون‬ ‫وكل شخص أو كيان ينتمي إلى الفرع الحكومي بحكم طبيعته أو مهامه‪.‬‬ ‫في المبادالت فيما بين البنوك‪ّ ،‬‬ ‫‪ –)13‬أنشئت السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني بموجب المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 04-15‬المحدد للقواعد‬ ‫العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬كسلطة إدارية لدى الوزير األول‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية‪،‬‬ ‫وذمة مالية مستقلة‪ ،‬مكلفة بترقية استعمال التوقيع والتصديق اإللكترونيين وتطويرهما وضمان موثوقية‬ ‫استعمالهما‪ ،‬كما تباشر المهام المحددة بموجب المادة ‪ 18‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪ُ –)14‬يقصد بالتدقيق)‪ (Un Audit‬وفقا للمادة ‪ 16/02‬من القانون رقم ‪ 04-15‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪2015‬‬ ‫المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬التحقق من مدى المطابقة وفقا لمرجعية ما‪.‬‬ ‫‪- Voir l’Art.08/1-2-3 de la directive européenne n° 99/93/CE, sur les signatures‬‬ ‫‪électroniques).‬‬ ‫)‪15‬‬

‫)‪16‬‬

‫‪- Art.02 de la directive n° 95/46/CE du Parlement Européen et du Conseil du 24‬‬ ‫‪octobre 1995 relative à la protection des personnes physiques à l'égard du traitement‬‬ ‫‪des données à caractère personnel et à la libre circulation de ces données. J.O.C.E,‬‬ ‫‪n° L 281/31 du 23/11/1995.‬‬ ‫‪- Voir l’Art.07 (Directive n° 95/46/CE du Parlement Européen et du Conseil,‬‬ ‫‪[…]).‬‬ ‫)‪17‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪194‬‬


‫ الجزائر‬-‫المركز الجامعي تندوف‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

- Voir l’Art. 05 de la directive européenne n°99/93du 13 décembre 1999 sur les signatures électroniques. - Thierry-PIETTE COUDOl, La signature électronique (Introduction technique et juridique à la signature électronique sécurisée, preuve et écrit électronique), édition Litec, Paris, 2001, pp. 68- 69. 18)

1975 ‫ سبتمبر‬26 ‫ المؤرخ في‬58-75 ‫ من األمر رقم‬327‫ و‬1‫ مكرر‬323‫ مكرر و‬323 ‫– راجع المواد‬

)19

.‫ المعدل والمتمم‬،‫الذي يتضمن القانون المدني‬

‫ "العقد الرسمي عقد يثبت فيه موظف عام أو ضابط عمومي أو شخص‬: )58-75 ‫(أمر رقم‬324 ‫)– المادة‬20 ‫ ما تم لديه أو ما تلقاه من ذوي الشأن وذلك طبقا لألشكال القانونية وفي حدود سلطته‬،‫مكلف بخدمة عامة‬

".‫واختصاصه‬

-‫ الوسيط في شرح القانون المدني (نظرية االلتزام‬،)‫ الوسيط (مصادر اإللتزام‬،‫ عبد الرزاق السنهوري‬.154 ‫ ص‬،1981 ،‫ القاهرة‬،‫ دار النهضة العربية‬،‫ الجزء الثاني‬،‫ الطبعة الثالثة‬،)‫اإلثبات‬

21)

- Loi n° 2000-230 du 13 mars 2000 portant adaptation du droit de la preuve aux technologies de l’information et relative à la signature électronique. J.O.R.F, n° 62 du 14 mars 2000. - Voir aussi l’Art 1317 du code Civil Français. http://www.legifrance.gouve.fr 22)

- Art.1108-1 de la Loi n° 2004-575 du 21 juin 2004 pour la confiance dans l’économie numérique, J.O.R.F, n° 143 du 22 juin 2004. - Eric A. CAPRIOLI, De l’authentification à la signature électronique : quel cadre juridique pour la confiance dans les communications électroniques internationales?, pp. 19-21. Article disponible sur : http://www.caprioli-avocats.com 23)

- Voir les Arts. 16 et 17 du décret n° 2005-973 du 10 août 2005 modifiant le décret n° 71-941 du 26 novembre1971 relatif aux actes établis par les notaires. J.O.R.F, n° 186 du 11 août 2005. - Samarcq (N), Les actes authentique électronique, une réalité au 1 er février, article publié sur : http://www.droit-ntic.com - Décret n° 2001-272 du 30 mars 2001 pris pour l’application de l’article 1316-4 du code civil et relatif à la signature électronique. J.O.R.F, n° 0077 du 31 mars 2001. - Art. 02 : « La fiabilité d’un procédé de signature électronique est présumé jusqu’à preuve contraire lorsque ce procédé met en œuvre une signature électronique sécurisée, établit grâce à un dispositif sécurisé de création de signature électronique et que la vérification de cette signature repose sur l’utilisation d’un certificat électronique qualifié. » 24)

195

2017 ‫جوان‬


‫أ‪.‬‬

‫دحماني سمير‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف ‪...‬‬

‫‪ -‬أكد المشرع الجزائري ذلك في القانون رقم ‪ 03-15‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ 2015‬المتعلق بعصرنة العدالة‪،‬‬

‫ج ر عدد ‪ 06‬الصادر في ‪ 10‬فيفري ‪ ،2015‬بموجب المادة ‪ 05‬منه التي تنص‪:‬‬

‫" تُفترض الموثوقية في وسيلة التصديق إلى غاية إثبات العكس متى أنشئ التوقيع اإللكتروني وكانت هوية‬ ‫الموقع أكيدة وسالمة العقد مضمونة‪".‬‬ ‫المحررات الموقعة إلكترونيًّا في اإلثبات (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫‪ -)25‬محمد محمد سادات‪ ،‬حجية‬ ‫ّ‬ ‫الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.239 ،238‬‬

‫جوان ‪2017‬‬

‫‪196‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.