9789176990728

Page 1




‫المحتويات‬ ‫‪ -1‬نبأ السمكة ‪5 ...................................................................‬‬ ‫‪ -2‬تقمص ‪13........................................................................‬‬ ‫‪ -3‬اكتمال القمر ‪25................................................................‬‬ ‫‪ -4‬يوم شاق ‪30....................................................................‬‬ ‫‪ -5‬لمن تزقزق الطيور ‪31.........................................................‬‬ ‫ن ن‬ ‫المقبة ‪37.............................................................‬‬ ‫رني يف‬ ‫ر‬ ‫‪U -6‬‬ ‫‪ -7‬الجنة ‪40........................................................................‬‬ ‫‪ -8‬رغبة قمر ‪41...................................................................‬‬ ‫ر‬ ‫احباق الفراشة ‪47............................................................‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪ -10‬التلويحة‬ ‫‪ -11‬اكتمال الغياب ‪53.............................................................‬‬ ‫‪ -12‬طفل السماء ‪56...............................................................‬‬ ‫‪ -13‬عن قبل الفرح ‪57.............................................................‬‬ ‫‪ -14‬حقل النار ‪60..................................................................‬‬ ‫‪ -15‬انكسار ‪61.....................................................................‬‬ ‫‪ -16‬رصاص طائش ‪67...........................................................‬‬ ‫‪ -17‬سيارة حمراء مألى بزهور حمراء ‪73.....................................‬‬ ‫أدم ‪81................................................................‬‬ ‫‪ -18‬طراز ي‬ ‫‪ -19‬الكوخ ‪84.....................................................................‬‬ ‫‪ -20‬مجردكلب ‪85...............................................................‬‬ ‫‪ -21‬قطار الليل‪89................................................................‬‬ ‫‪ -22‬المخطوف ‪91..............................................................‬‬ ‫ن‬ ‫المنف ‪93...................................................................‬‬ ‫‪-23‬‬ ‫‪96‬‬


‫نبذة عن المؤلف‬ ‫عرب يقيم ‪ /‬يف السويد منذ عام‬ ‫سعيد الشيخ‪،‬‬ ‫إعالّم وكاتب وشاعر ‪ c‬ي‬ ‫ي‬ ‫‪.1990‬‬ ‫‪/‬‬ ‫صحف مستقل يكتب ‪ /‬يف عدة صحف عربية ومواقع الكرتونية ‪ /‬يف‬ ‫*‬ ‫ي‬ ‫‪/‬‬ ‫المج ر ‪/‬‬ ‫والسياش‪.‬‬ ‫الب‬ ‫الثقاف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‪/‬‬ ‫السويديب‪.‬‬ ‫* عضو اتحاد الكتاب‬ ‫* أصدر ‪ 21‬كتابا أدبيا ‪/‬ف تصنيفات مختلفة توزعت ر ‪/‬‬ ‫بب الرواية‬ ‫ي‬ ‫القصية والشعر وقضايا فكرية‪ ،‬كما صدر له مجموع ر ‪/‬‬ ‫تب‬ ‫والقصة‬ ‫ر‬ ‫ر‪/‬‬ ‫شعريتب باللغة السويدية‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫مشاهد التلفاز تنقل صور عائالت بأكملها‪ ،‬مقتلعة كاألشجار من‬ ‫ُ‬ ‫وه تساق إىل مصائرها المجهولة‪.‬‬ ‫جذورها‪ ،‬ي‬ ‫ّ‬ ‫أحس بألم ‪ /‬يف معدته ودوار ‪ /‬يف رأسه‪ ،‬وترآى له بأنه وقع ‪ /‬يف حفرة عميقة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪+ /‬‬ ‫المسافة إىل قاعها تستغرق ر ‪/‬‬ ‫الت طوت أيامه‬ ‫ه أعوام المنف ي‬ ‫أربعب عاما ي‬ ‫ولياليه‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫ن‬ ‫المنف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ليستحم ويحلق ذقنه ‪+‬‬ ‫الت غزاها البياض‪ ،‬وهو يدندن‬ ‫أخذ وقتا طويال‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ويصفر ويطلق صوته بالغناء‪ .‬كان مزاجه رائقا وهو يعد نفسه للخروج‬ ‫مع صديقته لالحتفال بقدوم السنة الجديدة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫سيشب ‪+‬‬ ‫حت تصبح روحة‬ ‫سيقص الليلة كما لم يرقص من قبل‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كإسفنجة مضمخة‪ ،‬هكذا حدث نفسه وهو أمام المرآة‪ ،‬ر ‪/‬‬ ‫وحب شعر‬ ‫ّ‬ ‫‪/‬‬ ‫وهم بالخروج لمالقاة‬ ‫بالرض عن نفسه داهمه شعور من الغبطة‬ ‫‪+‬‬ ‫ستأب بسيارتها ليكمال إىل وسط‬ ‫صديقته عند باب البناية‪ ،‬حيث‬ ‫ي‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫نس إطفاء التلفاز‪ .‬وهو‬ ‫عند الباب وبالتفاتة منه إىل الخلف اكتشف أنه ي‬ ‫الجئب عىل ملء الشاشة‪ّ .‬‬ ‫ر‪/‬‬ ‫يعود إلطفائه داهمته مشاهد‬ ‫تسمر أمامها‬ ‫ً‬ ‫عي‬ ‫وهو يرى جموعا هائجة تحت الزمهرير والمطر تجرجر أقدامها ‪c‬‬ ‫ً‬ ‫مي ّ‬ ‫جموعا ‪+‬‬ ‫اصة ‪ /‬يف‬ ‫األسالك والسكك والحقول‪ ،‬وعىل قناة أخرى رأى‬ ‫قوارب متهالكة يبتلعها البحر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الحظ أن الجموع ال تقترص عىل أعمار الشباب فقط‪ ،‬هؤالء الذين‬ ‫التغيي‪ ،‬كماكان الحال يوم ّ‬ ‫دس نفسه ر ‪/‬‬ ‫طوابي المهاجرين‬ ‫بب‬ ‫يبحثون عن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‪/‬‬ ‫أربعب عاما‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫‪93‬‬


‫ْ‬ ‫‪/‬‬ ‫وه تحاول أن‬ ‫اليمت‪،‬‬ ‫عادت الممرضة بمرآتها الخاصة‪ ،‬ودفعتها إىل يده‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫توسع من ابتسامتها بوجهه‪ ،‬جفل ر ‪/‬‬ ‫حب رأى نفسه يف المرآة ورصخ حانقا‪:‬‬ ‫ من هذا؟ هذا الشخص الذي ‪ /‬يف المرآة لست أنا!‬‫ً‬ ‫ عفوا‪ ..‬ماذا قلت؟‬‫استبداىل!‬ ‫ لقد تم‬‫ي‬ ‫اختلط الفهم عىل الممرضة وه تحاول تهدئة ْ‬ ‫روعه‪ .‬كان يتململ ‪ /‬يف شيره‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وهو يبحث عن يشاه ّ‬ ‫ليلوح بها غاضبا‪ ،‬فيكتشف بأنها ليست بجانبه‪.‬‬ ‫يزي ‪žž‬ح الغطاء عن جسده فال يرى ساقيه تكمالنه عىل الشير‪.‬‬ ‫لك تظل له هذه الحياة قد ‪+‬بي األطباء يده اليشى وقدميه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫¾‬ ‫أنت ‪ /‬يف أمان وحالتك مستقرة‪.‬‬ ‫ لقد جاءوا بك من الجبهة األمامية‪ ،‬أما اآلن‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫‪/‬‬ ‫أرسلت إىل هناك‪ ،‬ال‬ ‫ استقرار‪ ،‬أمان‪ ،‬وقد بت إنسانا مشوها‪ .‬من الذي‬‫ي‬ ‫‪/‬‬ ‫أنت حاربت‪ ،‬أنا ال أحب الحرب‪ ،‬أنا مخطوف‪ ،‬أنا لست أنا‪ ،‬من أنا؟‬ ‫أذكر ي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اف؟ ماذا فعلتم بها؟ لماذا‬ ‫جعلتموب بهذه البشاعة؟‬ ‫ي‬ ‫أين أطر ي‬ ‫‪/‬‬ ‫وانفجر ‪/‬ف بكاء مرير‪/ + ،‬‬ ‫‪/+‬‬ ‫االهياز إىل كل‬ ‫اهيت معه ردهات‬ ‫المستشف‪ .‬ليصل‬ ‫ي‬ ‫البالد الدامية‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫المخطوف‬

‫يفتح عينيه ويستعيد وعيه عىل البياض‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪+‬‬ ‫الت بادرته بتهنئته عىل السالمة‪.‬‬ ‫طالء الغرفة والشاشف ومريول الممرضة ي‬

‫ً‬ ‫‪+‬‬ ‫صوتا ر ‪/‬‬ ‫وه بالكاد تسمع له‬ ‫حب رأته يحرك شفتيه‪ ،‬تراه‬ ‫اقيبت من الشير ي‬ ‫يحدق باألشياء كتائه ‪ /‬يف مكان غريب‪.‬‬

‫¾‬ ‫وأنت ر ‪/‬‬ ‫بب الحياة والموت‪ُ ،‬مصاب بعدة شظايا كانت‬ ‫ لقد جاءوا بك‬‫‪/‬‬ ‫بخي وال‬ ‫موزعة يف أنحاء مختلفة من جسمك‪ .‬ولكن ال تقلق‪ ،‬أنت اآلن ر‬ ‫خوف عليك‪.‬‬ ‫تعبي طرأ عىل وجهه المصاب‬ ‫وه لم تلحظ أي ر‬ ‫لم يكن يبدو أنه يسمعها‪ ،‬ي‬ ‫بخدوش واصفرار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫العصي؟‬ ‫ هل أجلب لك كوبا من‬‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ه تسمع صوته ألول مرة وهو يطلب أن تأتيه بمرآة‪ .‬استغربت طلبه‪،‬‬ ‫ها ي‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ولكن لم يكن بوسعها إال أن ‪/‬‬ ‫تمىص لتجلب له طلبه‪ / .‬يف األثناء تلفت حوله‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫غيه ‪ /‬يف الغرفة‪ .‬حاول أن يتكهن شيئا مما هو فيه‪ ،‬وما الذي‬ ‫ولم ير أحدا ر‬ ‫أصابه رليقد عىل هذا الشير مع امرأة غريبة‪ .‬لقد كانت ذاكرته ممسوحة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫غي الضباب‪.‬‬ ‫شء فيها ر‬ ‫وال ي‬ ‫‪91‬‬


‫‪/‬‬ ‫كت نفس المقعد‪ ،‬أين اختفت المرأة‬ ‫أين ذهب الرجل العجوز الذي شار ي‬

‫قبالت مع طفليها‪ ،‬بل وأين بقية الركاب الذين ر‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫انتشوا عىل‬ ‫الت جلست‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪/‬‬ ‫وف الممرات طوال وعرضا‪.‬‬ ‫المقاعد ي‬ ‫ال بل أين القطار؟ أين عساه ‪/‬‬ ‫مىص ‪ /‬يف هذا الليل المدلهم‪..‬‬ ‫هل تراه يذهب بنا إىل العدم؟‬

‫‪90‬‬


‫قطار الليل‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫أن ّر ‪/‬‬ ‫عي نوافذ القطارالذي‬ ‫عبثا أحاول‬ ‫أتبب ضوء يلمع عىل جنبات الطريق‪c ،‬‬ ‫ً‬ ‫مشعا منذ ر‬ ‫‪/‬‬ ‫أكي من نصف ساعة دون توقف عند أي من المحطات‪.‬‬ ‫يمىص‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪+‬‬ ‫‪/‬‬ ‫بيت؟‬ ‫هل أخطأت القطار‪ ،‬واتخذت قطارا ال‬ ‫يوصلت إىل ي‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أستقل ذات‬ ‫ولكن كيف يحصل ذلك‪ ،‬وأنا معتاد منذ سنوات عىل أن‬ ‫القطار ‪/‬ف نفس الموعد مساء للعودة إىل ‪/ /‬‬ ‫مي يىل بعد نهار طويل من العمل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫العاشة‬ ‫بالعادة ينطلق القطار من المحطة المركزية وسط المدينة عند‬ ‫الضواخ‪ ،‬ولكن ما حصل هذه المرة وبعد‬ ‫مساء‪ ،‬وهو مزدحم بسكان‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫خمس دقائق من انطالقه‪ ،‬أطفئت األنوار ‪/‬ف المقصورات ّ‬ ‫وعم الظالم‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫خفت أصوات المسافرين وتالشت‪ .‬وما عاد من إشارة ّ‬ ‫تدل عىل‬ ‫الدامس‪،‬‬ ‫صفي‪ ،‬وال أصوات محركات وال ‪/ +‬‬ ‫اهياز‪.‬‬ ‫المكان‪ .‬ال رؤية‪ ،‬ال‬ ‫ر‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫صوب فال يخرج من داخىل‪ ،‬أحرك ّ‬ ‫وجنباب فال‬ ‫أماّم‬ ‫يدي‬ ‫أحاول إطالق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫ر‬ ‫بسء‪.‬‬ ‫ترتطمان ي‬

‫‪89‬‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.