حضارة الاسلام وحضارة الغرب

Page 1

‫حضارة اللسل م‬ ‫المقدمة‬ ‫فتــح مكــة‬ ‫ه َ‬ ‫مَلئِ َ‬ ‫ة‬ ‫ك ِ‬ ‫جطا ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫فطا ِ‬ ‫مُد لِلّ ِ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫)اْل َ‬ ‫ح ْ‬ ‫طِر ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫مطا‬ ‫ف ي اْل َ‬ ‫وُرَبطا َ‬ ‫ع ۚ ديَِزديُد ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ق َ‬ ‫ث َ‬ ‫وُثَل َ‬ ‫ى َ‬ ‫جِن َ‬ ‫سًل ُأوِل ي أَ ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫مْثَن ٰ‬ ‫ُر ُ‬ ‫خْل ِ‬ ‫ يءٍ َ‬ ‫س‬ ‫ه َ‬ ‫شطاُء ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ى ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ديَ َ‬ ‫مطا ديَْفَتحِ اللّ ُ‬ ‫دديٌر‪ّ .‬‬ ‫ك ِّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ه ِللّنطا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ن‬ ‫ه ِ‬ ‫مْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫س َ‬ ‫و َ‬ ‫هطا ۖ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫مطا ُدي ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ن ّر ْ‬ ‫فَل ُ‬ ‫فَل ُ‬ ‫ه‬ ‫و اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ت اللّ ِ‬ ‫س اْذ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫بَْع ِ‬ ‫م ‪َ .‬ديطا أَديّ َ‬ ‫م َ‬ ‫كُروا نِْع َ‬ ‫عِزديُز اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫دِه ۚ َ‬ ‫هطا الّنطا ُ‬ ‫كمي ُ‬ ‫ق َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫مطاِء‬ ‫َ‬ ‫ه ديَْرُزُق ُ‬ ‫غْميُر اللّ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫علَْمي ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ ن ال ّ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫خطالِ ٍ‬ ‫ى ُتْؤ َ‬ ‫وۖ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫ه إِّل ُ‬ ‫ض ۚ َل إِٰلَ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫فَأنّ ٰ‬ ‫واْل َْر ِ‬

‫‪."3 : 1‬‬

‫( "لسورة فاطر – آية‬

‫الحمد ل الذى ارتضى لنا دين الهدى ديناً الحمد ل فهذا‬

‫الفضل من ال يكفينا الحمد ل العظي م عرشه القادر الجبار‬

‫‪5‬‬


‫القوى بطشه مقلب اليا م والشهور وجامع ال نـا م للنشور الله م‬ ‫لك الحمد كله ‪.‬‬

‫الحمد ل الذى ل ينلسي من ذكره الحمد ل الذى ل يخيب‬

‫من رجاه الحمد ل الذى من يتوكل عليه ل يحيله إلى لسواه‬ ‫الحمد ل الذى يجازى بالحلسان إحلساناً وباللسيئة تجاو ازً‬

‫وغفراناً ونصلى ونلسل م على ُم حـمد بن عبد ال الرحمة المهداة‬

‫والنعمة المعطاة الذى أرلسله ربه بالحق بشي ارً ونذي ارً ليخرج‬

‫الناس كافة من الظلمات إلى النور الله م صلى ولسل م وبارك‬

‫عليك يا رلسول ال يا من جلسدت التواضع كله فكان التواضع‬

‫إنما هو شيمتك إوانما هو خلقك يا من كنت يو م أن نصرك ال‬

‫عز وجل وأعزك ودانت لك الدنيا كلها إنما كنت خير مثال‬

‫للتواضع حيث دخلت مكة فاتحاً وأنت لساجداً على راحلتك حتى‬ ‫كادت رألسك الشريفة المطهرة أن تمس تلك الراحلة أن تمس‬

‫جلسد تلك الراحلة يا من كنت من التواضع حيث وصفك أنس بن‬

‫مالك رضى ال عنه وأرضاه قال ‪ :‬كان رلسول ال صلى ال‬

‫عليه ولسل م تأخذ بيده جارية من جوارى المدينة فتتجول به فى‬

‫المدينة كيف شاءت فل يردها الله م صلى ولسل م وبارك عليك يا‬

‫رلسول ال يا من لك القرب من مول كـ يا أشرف الورى وأنت لكل‬ ‫‪6‬‬


‫المرلسلين إما م وأنت لنا يو م القيامة شافع وأنت لكل ال نـبياء‬

‫ختا م ‪.‬‬

‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك لـه ‪ ,‬له الملك وله‬

‫الحمد وهو على كل شئ قدير إواليه المصير الله م ل مانع لما‬

‫أعطيت ول معطى لما منعت ول ينفع ذا الجد منك الجد ونشهد‬

‫أن محمداً نبيك ورلسولك وصفيك من خلقك أدى المانة وبلغ‬ ‫الرلسالة ونصح المة وتركها على المحجة البيضاء ليلها‬

‫كنهارها ل يزيغ عنها إل هالك ‪.‬‬

‫أما بعد أحبتى فى دين ل إله إل ال ُم حـمد رلسول ال دين‬

‫الخير كله ذلك الدين الذى بعث ال عز وجل به ُم حـمد عليه‬

‫أفضل الصلة واللسل م لينشر الخير فى المعمورة كلها ليرفع من‬

‫شأن ال نـلسان فى أقطار الرض جميعهاً لكى يخرج الناس كل‬ ‫الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهالة إلى العل م ‪.‬‬

‫فى هذه اليا م إخوة اللسل م وقد اشتد العداء لدين اللسل م‬

‫وعلى لسه م المعتدى حتى أنه يغوص ويتكل م كما يشاء ول‬

‫يلستطيع أن يرد عليه أحد فالغزو للدين واللسل م ملستعر على‬ ‫أشده من غرب ومن شرق من داخل ومن خارج الكل إنما‬

‫يعتدى على اللسل م ويجهر بعداوته بعد أن كان العداء فى‬ ‫‪7‬‬


‫الخفاء فإن اليو م يجهر به ويعلو صوت الذى يعتدى ‪ ,‬رموا‬

‫اللسل م إخوة اللسل م بكل نقيصة اتهموه بأنه دين إرهاب‬

‫اتهموه بأنه دين انتشر بحد اللسيف اتهموه بأنه دين لسفك دماء‬ ‫اتهموه بأنه دين الجهلة والجهال إوان الذى يعتص م به فإنما‬

‫يجر إلى الحضيض ودين اللسل م إخوة اللسل م إنما هو الجمال‬ ‫كله فيه ل إرهاب فيه ل لسفك دماء فيه إل لمن اعتدى وبطش‬

‫وظل م ذلك الدين إخوة اللسل م الذى جاء به رلسول ال صلى ال‬ ‫عليه ولسل م فأخرج به العال م كله وال نـلسانية كلها إلى الخير‬

‫العمي م إلى الخير الوفير ذلك الدين الذى كان هو المدنية كلها‬

‫والذى كان هو الحضارة كلها وكيف ل يكون كذلك وهو دين‬

‫ارتضاه ال عز وجل لكى تعيش به ال نـلسانية كلها وهو الذى‬

‫قال ال عز وجل فى حقه‬

‫ت‬ ‫م ِدديَن ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫وأَْت َ‬ ‫م َ‬ ‫م أَْك َ‬ ‫)اْلميَْو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مْل ُ‬

‫سَلَم ِدديًنطا ۚ(ً "لسورة المائدة –‬ ‫َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫وَر ِ‬ ‫علَْمي ُ‬ ‫مِت ي َ‬ ‫م نِْع َ‬ ‫م ا ْ ِل ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ضمي ُ‬

‫آية ‪ "3‬فال عز وجل قال لنا أن ذلك الدين إنما هو قد أتمه فل‬

‫ينقص أبداً وقال لنا أن هذا الدين رضيه فل يلسخطه أبداً وقال‬

‫لنا إخوة اللسل م أن ذلك الدين الذى يعتص م به فإنما يكون هو‬

‫فى أعلى عليين وكان فتح مكة إخوة اللسل م الذى خرج إليها‬

‫رلسول ال صلى ال عليه ولسل م فى اليو م العاشر من رمضان‬ ‫‪8‬‬


‫حتى فتحها فى يو م العشرين فى رمضان من اللسنة الثامنة من‬ ‫هجرته الشريفة المباركة إنما كانت فيها ومضات وكانت فيها‬

‫إشارات تقول أن ذلك الدين إنما هو منبع الحضارات وأن الذى‬

‫يعتص م به فإنه يكون هو المتحضر ولسواه الذى يتخلف ويتنكب‬ ‫طريقه إنما يبحث لـه عن حضارة إواذا أراد الحضارة فهلّ م إلى‬

‫اللسل م ‪ ,‬يأتى إلى رلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م عمرو‬

‫بن لسال م الخزاعى الذى قتل قومه الذى اغتصبت أمواله م الذى‬ ‫أنزل به م أشد ألوان العذاب يأتى على رلسولك م عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م فى المدينة ث م يقول ويرفع صوته بهذه الكلمات‬

‫‪:‬‬

‫يا ربى إنى أناشد محمداً‬

‫حلف أبينا وأبيه ال تـلدا‬

‫أنصر نصرك ال يا محمدا‬

‫وأمر عباد ال يأتوا مددا‬

‫لقد بيتونا بالوتير هجدا‬ ‫* *‬

‫وقتلونا ركعاً ولسجدا‬ ‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫يشكو إلى ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م ظل م الظلمة‬

‫واعتداء المعتدى ويقول له أنه م كانوا يتهجدون بالليل فقتلوه م‬ ‫‪9‬‬


‫أنه م كانوا يصلون وه م ركوع ولسجود قتلوه م حتى قتلوه م عند‬ ‫الملسجد الحرا م حتى قتلوه م عند الملسجد الحرا م‬

‫ودين اللسل م إنما شرع الجهاد فيه من ضمن ألسباب ما‬

‫شرع إنما لنصرة المظلو م إنما للدفاع عن الحق المهضو م إنما‬ ‫لكى تجيب الملستغيث إذا دعاك وتنطلق إليه بكل قوتك تدافع‬

‫عنه وتؤازره فقال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م لقد نصرت‬

‫يا عمرو بن لسال م إنى ألستجيب لك إنى لسوف أجهز الجيش‬

‫لنصرتك ‪ ,‬إواذا بلسحابة تمر فيقول رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م إن هذه اللسحابة لتلستهل بنصر بنى كعب ث م يتوجه إلى‬

‫الناس ويقول كأنى بأبى لسفيان جاءك م يشد فى العقد ويزيد فى‬ ‫المدة ينطلق جيش محمد إخوة اللسل م متوجهاً إلى مكة لجل‬

‫نصر من ظلموا لكى يرد الحقوق إلى أصحابها دين اللسل م‬

‫إخوة اللسل م الذى كان قائد الجيش فيه إنما هو ُم حـمد صلي‬

‫ال عليه ولسل م الذى يتهمونه بأنه كان متعطشاً للدماء ومحباً‬

‫لها يتوجه إلى ال عز وجل بالدعاء ويرجو ال عز وجل رجاء‬

‫ذلك الجيش المتوجه إلى رد الحقوق إوالى دفع الظل م رلسولك م‬

‫عليه أفضل الصلة واللسل م ما كان يريد أن يقاتل ولكنه كان‬

‫يريد أن يرهب حتى ترد الحقوق ويدفع الظل م يتوجه إلى ال عز‬ ‫‪10‬‬


‫وجل ويقول الله م غمى العيون والخبار عن قريش حتى‬

‫نبغته م فى داره م يرجو من ال عز وجل أل يعلموا بمجيئه أل‬ ‫يعلموا بملسيره لماذا حتى ل يلستعدوا لملقاته فيكون القتتال‬

‫وتكون الحرب ويكون لسفك الدماء ورغ م أنه كان فى أعظ م قوة‬

‫وفى أكثر عدة وفى أعلى حالة من حالت اللستعداد الحربى‬

‫والنفلسى فقد اختال بجيشه الجبار قال فيه حاطب بن أبى بلتعه‬ ‫‪ ‬عندما بعث خطاباً لهل مكة قال فيه ‪ " :‬لقد توجه إليك م‬

‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م بجيش كالليل بجيش كأنه الليل‬

‫يلسير كاللسيل يلسير ويرتفع كأنه اللسيل وأقلس م بال لو توجه‬

‫إليك م وحده لنصره ال عز وجل فإن ال منجز له ما وعده ذلك‬

‫الجيش الذى اقترب من مكة فخرج قادة الكفر يلستطلعون أبو‬

‫لسفيان بن حرب وحكي م بن حزا م وورقة خرجوا هؤلء الثل ثـة‬ ‫فإذا بنيران كثيرة فإذا بنيران قد ملت الفق وعلى ضوءها‬

‫فاهتزت قلوبه م والعباس ع م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬

‫يأخذ أبو لسفيان ويجلس به لكى يمر أمامه جيش رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م فيمر الجيش فكلما مر لواءاً من ال لـوية‬ ‫كلما مرت كتيبة من الكتائب يقول أبو لسفيان من هؤلء ؟‬

‫يقولوا هؤلء بنو فل نـ هؤلء بنو فل نـ وفى كل قول يقول ما لنا‬ ‫‪11‬‬


‫بهؤلء من طاقة حتى يمر ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م فى‬

‫كتيبته الكتيبة الخضراء ل ُيرى إل أعينه م ل تُـرى إل الحدق من‬ ‫الحديد فيقول أبو لسفيان من هؤلء يا عباس فيقول له هذا‬

‫محمد عليه أفضل الصلة واللسل م فى المهاجرين وال نـصار‬

‫فيقول له لقد أصبح ملك ابن أخيك اليو م بيناً فيقول له العباس‬

‫إنها النبوة إنها النبوة ‪.‬‬

‫قال واعترف أن ملك ابن أخيه اليو م ملك ُم حـمد عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م بّين وواضح ل شك فيه فإنه الحضارة إوانه‬ ‫القوة إوانه النور‪ ,‬ذلك الفاتح الذى تجلسدت له كل هذه القوة‬

‫وتلك الحجة ما هى الوامر التى يصدرها لقادة ال لـوية يصدر‬ ‫لقادة ال لـوية أل يلسفكوا دماً أل يرفعوا لسلحاً يأتيه َم نـ يأتيه‬

‫ويقول له إن لسعد بن عُـبادة ‪ ‬اليو م يو م الملحمة اليو م‬ ‫تلستحل الحرمة فينحيه رلسول ال صلي ال عليه ولسل م عن‬

‫قيادة لوائه أو كتيبته ث م يقول هذه الكلمة ‪ :‬اليو م يو م المرحمة‬

‫اليو م يو م تعظ م فيه الكعبة اليو م ماذا عندما كان فى أعلى قوته‬ ‫عندما كان فى أعلى مكانته قال اليو م يو م المرحمة اليو م يو م‬

‫المرحمة ث م يدخل مكة لساجداً على دابته متواضعاً ل عز وجل‬

‫ويقول للناس من دخل بيت أبى لسفيان فهو آمن ومن دخل‬ ‫‪12‬‬


‫الملسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن فكان دخول‬

‫رحمة وكان دخول إيمان وكان دخول أمان ث م رلسول ال صلي‬

‫ال عليه ولسل م يتوجه إلى بيت ال الحرا م ويطوف حوله ويدفع‬

‫كل صن م ووثن بحجل فى يده وهو يقول ‪ :‬جاء الحق وزهق‬

‫الباطل إن الباطل كان زهوقاً جاء الحق وما ُيبدئ الباطل وما‬

‫يعيد فكان دين اللسل م إنما هو دين الحق الذى ل باطل معه‬

‫دين رد الحقوق إلى من ظل م ورد الحقوق بأبلسط الطرق ولسيلة‬ ‫فإنه ل يلجأ إلى قتال إل إذا اضطر لـه رد الحقوق بالرحمة رد‬ ‫الحقوق بالنور رد الحقوق بالمان ث م يأمر بل لـ ‪ ‬ليصعد‬

‫فوق لسطح الكعبة ليؤذن ‪ ,‬صعد بل لـ ‪ ‬وقد انطلقت معه‬

‫كلمات الذان ال أكبر ال أكبر يقول للعال م أجمع أن ال عز‬

‫وجل أكبر من كل كبير أن ال عز وجل أكبر من جبابرة الرض‬ ‫أن ال عز وجل أكبر من القنابل الذرية وأكبر من القنابل‬

‫الهيدروجينية وانظروا إلى الزل زـل تفعل الفاعيل ل تلستطيع أن‬

‫تفعلها قنابل وانظر إلى الرياح واللسيول ماذا صنعت إنها تلك‬

‫الجنود التى تقول ال أكبر ث م قال أشهد أن ل إله إل ال فكانت‬ ‫الوحدانية كلها أن تعل م أنه ل إله إل ال فل تخاف إل إياه ول‬

‫ترجو إل هو ول تعتص م إل به ول تتوكل إل عليه أشهد أن‬ ‫‪13‬‬


‫ُم حـمداً رلسول ال إنه هو الذى بلغ الرلسالة أنه هو الذى لسن‬ ‫لنا لسنن الهدى أنه هو الذى أخرجنا من الذلة إلى العزة ومن‬ ‫الضعف إلى القوة ومن القلسوة إلى الرحمة ومن الظل م إلى‬

‫المان ومن الظلمة إلى النور ومن كل قبيح إلى كل حلسن حى‬

‫على الصلة حى على الصلة فإن الصلة إنما هى لسكن لك‬

‫إنما هى صلة بينك وبين ربك إنما تتوجه فيها وبها إلى ال عز‬

‫وجل وحده حى على الفلح حى على الفلح تقول لك أن دين‬ ‫اللسل م إنما هو الفلح كله فيه إنما ال نـطل قـ كله فيه إنما‬

‫الخير كله فيه فمن تملسك به نال الكمال فى الدنيا ودخل الجنة‬

‫فى الخرة ‪.‬‬

‫يقول أهل الشرك وما كانوا آمنوا بعد أل م يجد ُم حـمد غير‬

‫هذا العبد اللسود يأمره أن يصعد فوق بيت ال الحرا م وذلك‬

‫العبد اللسود إنما هو يقال عنه فى دين اللسل م لسيدنا ابو بكر‬

‫الصديق إنما كان زعي م دولة ورئيس أمة كان يقولون عنه‬

‫لسيدنا أبو بكر أعتق لسيدنا بل لـ ‪.‬‬

‫ودين اللسل م ل يفرق بين الناس ول يفعل بين الناس أمور‬

‫تتأثر بألوانه م أو تتأثر بأمواله م أو تتأثر بأى شئ من ذلك إنما‬ ‫المر فيه على التقوى ونقاء القلوب والقرب من ال عز وجل ‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫يلسمع رلسولك م عليه الصلة واللسل م ما قالوه فى حق بل لـ‬

‫فيقول وقد وقف الجميع أمامه صغار يقول ‪ :‬أيها الناس إن‬

‫ال عز وجل أذهب عنك م عيبة الجاهلية وفخرها بالباء ‪ -‬ل‬

‫كبر إنما هو التواضع ‪ -‬وفخرها بالباء مؤمن تقى وفاجر‬

‫شقى أنت م بنوا آد م وآد م من تراب لينتهين أقوا م عن فخره م‬

‫بآباء إنما ه م حطب من حطب جهن م أو ليكونن كالجعل نـ ترفع‬ ‫فوق أنفها النتن‬

‫يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ويشبه المتكبر الذى‬

‫يرفع أنفه أما م الناس ويلستعلى عليه م يشبهه كأنه خنفلساء‬

‫التى تجمع التراب ث م تكوره وتجعله على أنفها لتلسير به إلى‬

‫بيتها وملسكنها وكان ذلك إنما هو وضع المتكبر الذى يتكبر‬

‫على خلق ال ث م يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م قال ال‬

‫عز وجل ‪:‬‬

‫م ن َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ى‬ ‫خلَْقَنطا ُ‬ ‫)َديطا أَديّ َ‬ ‫كٍر َ‬ ‫س إِّنطا َ‬ ‫وُأنَث ٰ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫هطا الّنطا ُ‬

‫و َ‬ ‫ه‬ ‫عطاَرُفوا ۚ إِ ّ‬ ‫ل لَِت َ‬ ‫ج َ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫عْلَنطا ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن أَْكَر َ‬ ‫قَبطائِ َ‬ ‫عوًبطا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ُ‬ ‫أَْت َ‬ ‫خِبميٌر( "لسورة الحجرات – آية ‪ "13‬فكان‬ ‫ه َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫قطا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫عِلمي ٌ‬

‫التواضع إنما هو لسمة من لسمات دين اللسل م ‪ ,‬رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م الذى دخل مكة بالرحمة والذى دخل مكة‬ ‫وفتحها فى أمان والذى دخل مكة وفتحها بعودة الناس إلى‬ ‫‪15‬‬


‫الرحمن وهو يطوف ببيت ال الحرا م إذا برجل من أهل الشرك‬

‫السمه فضالَـة بن عمير ألسل م بعدها ‪ ‬إذا به يريد أن يجهز‬ ‫على ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م ويغتاله وذلك هو الفارق بين‬

‫حضارة أهل الشرك وحضارة أهل الكفر وحضارة أهل اللسل م ‪,‬‬ ‫أهل اللسل م ماذا صنعوا ‪ ,‬صنعوا رحمة ‪ ,‬وضاعـفـوا المان‬

‫وذلك يريد أن يقتل رلسول ال صلى ال عليه ولسل م يخبره‬

‫جبريل فيضع يده على قلب فضالة ويقول له بما تحدثك نفلسك‬

‫يا فضالة عندما وضع يده على قلبه اهتز فضالة يكذب ويقول‬ ‫كنت أذكر ال يا رلسول ال كنت أذكر ال يا رلسول ال قال ‪:‬‬

‫لقد كنت تريد أن تغتالنى قال أشهد أن ل إله إل ال وأن محمداً‬

‫رلسول ال عل م أن الذى أخبره إنما هو رب العالمين ل نـه ما كان‬ ‫حدث بها أحداً إل نفلسه فعل م أن ُم حـمد إنما هو على الحق‬

‫المبين يقول فضالى ‪ ‬كان رلسول ال صلى ال عليه ولسل م‬

‫أبغض الناس إلى فما رفع يده عن قلبى إل وهو أحب الناس‬

‫إلّى ‪ ,‬انطلق مؤمناً انطلق ملسلماً أنظر إلى التحول إلى‬ ‫الحضارة ال نـلسانية إلى ذلك الدين الذى هو دينك م الذى يتهج م‬

‫به المتهجمون ويتطاول عليه المتطاولون ‪ ,‬كان فضالى فى‬

‫الجاهلية إنما هو من الذين على الخلق اللسوء الذين ل حياء‬ ‫‪16‬‬


‫عنده م إواذا به عندما ينطلق تشاهده واحدة من أهل الفجور‬

‫التى كان يفجر بهن فى الجاهلية فتقول له َهلُـما هل م كانت هذه‬

‫هى حضارة أهل الشرك هى حضارة أهل الكفر وانظر إلى‬

‫حضارة اللسل م يقول فضالى ‪ : ‬قالت هل م قلت كل قالت هل م‬

‫هى التى دعت هى التى أمرت قالت هل م قلت كل يأَبى عليكى‬

‫ال واللسل م إنى قد ألسلمت إنى قد آمنت ودين اللسل م إنما هو‬

‫دين الحياء ورلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م يقول لكل‬

‫دين خلقاً وخلق اللسل م الحياء قالت هل م قلت كل يأبى عليك‬ ‫ال واللسل م لو رأيت محمداً وصحبه عند البيت حين كلسر‬

‫الصنا م لعلمت أن دين ال أضحى بيناً هو العلى هو القوى‬

‫هو المكن وذلك من أعظ م الدل ئـل على قوته أنه منذ جاء به‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إلى اليو م إوالى قيا م اللساعة‬

‫نالساً تحاربه نالساً تطعن فيه نالساً تهاجمه نالساً تتهج م عليه‬

‫ودين ال باق واللسل م منتصر عال والخصو م يتلساقطون فى‬ ‫الطريق ‪ ,‬يقول لها أن دين ال أضحى بيناً والشرك ُيغشى‬ ‫وجهه الظل م كانت هذه المور يلسير من كثير حرر الناس‬

‫حرر أهل اللسل م وحرر العقول فأخذت هذه العقول اللسلمية‬ ‫إنما تعمل فى حرية وتعمل فى أمان وتعمل فى لسبيل ال عز‬ ‫‪17‬‬


‫وجل وتعمل لدفع الظل م وتعمل لرد الحقوق فازدهرت تلك العقول‬ ‫اللسلمية وغاصت فى كل مكان ث م علت فيه دخلوا فى علو م‬

‫الطب ففازوا وعلوا فكانت له م اللسيادة والقيادة دخلوا فى علو م‬

‫الطبيعة ففازوا وقادوا وكانت له م اللسيادة والقيادة دخلوا فى‬ ‫الحلساب والهندلسة فبرعوا فيها وتلك المدن اللسلمية وتلك‬ ‫المآذن والمحاريب إنما تشهد له م بذلك دخلوا فى الجغرافيا‬

‫فكانوا أول من لساح فى الرض وأول من رلس م الخرائط دخلوا فى‬ ‫الخرائط والنجو م فكانوا العلو كله فى عل م الفلك وغيره تلك هى‬

‫حضارة اللسل م التى أوقدت حضارة الغرب حتى ازدهرت يقول‬

‫قائل ‪:‬‬

‫الغرب من كان ميتاً فى عقيدته صبح العقيدة باللسل م‬

‫أحياه م‬

‫بما أحيا ال عز وجل الغرب أحياه م باللسل م عندما دخل‬

‫اللسل م فى الغرب إنما علمه م وكانوا فى ظلمة إنما هذبه م‬

‫وكانوا وحوشاً‬

‫الغرب من كان ميتاً فى عقيدته‬

‫‪18‬‬


‫صبح العقيدة باللسل م‬

‫أحياه م‬ ‫وعندما أصبح ذا عـل م ومعـرفة‬

‫قـا م يـهــد م لللســــل م مـبـنـاه‬ ‫قا م يهد م اللسل م الذى هو معلمه غيرة وحقداً وحلسداً ‪.‬‬

‫وأخذ يـقـتـل َم نـ كانوا مشاعـله‬

‫َم نـ فجروا النور فى شتى زواياه‬

‫يقتل أهل اللسل م فى فللسطين يقتل أهل اللسل م فى العراق‬

‫يقتل أهل اللسل م فى أفغانلستان يقتل أهل اللسل م فى الشيشان‬ ‫يقتله م فى كشمير يقتله م فى الفلبين وفى جنوب اللسودان ‪.‬‬

‫وأخذ يـقـتـل َم نـ كانوا مشاعـله‬

‫َم نـ فجروا النور فى شتى زواياه‬

‫ولن تـتوب ذئاب عن طبائعها‬

‫هذا هو الدرس لكنا قد جهلناه‬ ‫كان فتح مكة إنما فيه أعظ م الدروس التى تقول لك أن‬

‫اللسل م إنما هو دين حضارة ولن تصل إلى حضارته حضارة‬ ‫‪19‬‬


‫مهما على شأنها ومهما تلسلحت بالجهزة والعلو م لن اللسس‬

‫التى تبنى عليها الحضارات إنما ذكرنا منها قليل من كثير ‪ ,‬فى‬

‫يو م فتح مكة نصرة للمظلو م عد م لسفك للدماء الرحمة للبشر‬

‫الملساواة بين خلق ال الهتداء إلى القوة العظمى التى ل قوة‬

‫أكبر منها قوة ال ‪ ,‬المان الذى يجعل العقول تتوقد ث م الحياء‬ ‫الذي يحفظ للعقل ثباته فإن الجرى وراء المفالسد إوان الجرى‬

‫وراء الباحية إنما يجعل العقل ألسي ارً لها فل يتحرك ول يتقد م‬ ‫فكانت تلك اللسس التى انطلق عليها وانطلقت بها حضارة‬

‫اللسل م‪ ,‬وحضارة اللسل م منطلقة بإذن ال عز وجل ل يقف‬

‫أمامها واقف إواذا رأينا فى أيامنا هذه تخلف فى دول الملسلمين‬

‫فإنه تخلف منه م ل نـه م ل م يرجعوا إلى دينه م ول م يأخذوا‬

‫بتعاليمه ولو رجعوا إلى دينه م وأخذوا بتعاليمه جعل له م ال عز‬

‫وجل له م المكانة فى الرض هؤلء القو م الذين قال ال فى‬ ‫حقه م‬

‫ض أَ َ‬ ‫وا‬ ‫كّنطا ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫)الّ ِ‬ ‫صَلَة َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ ن ِإن ّ‬ ‫وتآتَ ُ‬ ‫قطا ُ‬ ‫ف ي اْل َْر ِ‬

‫من َ‬ ‫الّز َ‬ ‫ة‬ ‫عطاقِبَ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫هْوا َ‬ ‫ولِلّ ِ‬ ‫مْعُرو ِ‬ ‫ون َ َ‬ ‫كِر ۗ َ‬ ‫ف َ‬ ‫مُروا ِبطاْل َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫كطاَة َ‬ ‫ ن اْل ُ‬ ‫ع ِ‬

‫اْلُ​ُموِر(‪".‬لسورة الحج – آية ‪."41‬‬

‫العدل فى اللسل م‬ ‫‪20‬‬


‫اعلموا أن أهل أوروبا يتطاولون على اللسل م فى هذه‬ ‫اليا م ويقولون أنه يجب أن تقهر حضارة الغرب حضارة اللسل م‬ ‫ويتطاولون على اللسل م وما علموا اللسل م وما درلسوا اللسل م‬ ‫وحضارة اللسل م إنما هى الظاهرة إنما هى العالية إنما هى‬ ‫القاهرة ل نـها حضارة ربانية نزل بها جبريل المين على محمد‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م لسيد الولين والخرين‬ ‫يتشدقون علينا ويتطاولون علينا وقد يكون العيب فى أهل‬ ‫اللسل م ولكن ما كان العيب فى اللسل م قد يكون العيب فينا‬ ‫نحن أما رلسالة اللسل م وأما القواعد التى جاء بها ُم حـمد عليه‬ ‫أفضل الصلة واللسل م وهدى بها الناس والعباد إنما هى‬ ‫الحضارة الربانية التى لسوف تظل باقية حتى يرث ال الرض‬ ‫ومن عليها ‪.‬‬ ‫يقولون أن أهل اللسل م إنما يقع عليه م الظل م كل الظل م وأن‬

‫الظل م هو ألساس الحك م فى بلد اللسل م وأن العدل هو العدل كل‬ ‫العدل إنما هو عنده م وعند حكوماته م وعند أمته م وكبرت كلمة‬

‫تخرج من أفواهه م إن يقولون إل كذباً يقول ال عز وجل‪:‬‬

‫ن‬ ‫) إِ ّ‬

‫وإ ِ َ‬ ‫ؤ ّ‬ ‫ى أَ ْ‬ ‫م َأن ُت َ‬ ‫ح َ‬ ‫ ن‬ ‫اللّ َ‬ ‫مطاَنطا ِ‬ ‫مُر ُ‬ ‫هِل َ‬ ‫مُتم بَْمي َ‬ ‫ذا َ‬ ‫هطا َ‬ ‫دوا اْل َ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ت إِلَ ٰ‬ ‫ه ديَْأ ُ‬ ‫ه‬ ‫ه ۗ إِ ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل ۚ إِ ّ‬ ‫موا ِبطاْل َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫كم بِ ِ‬ ‫ظ ُ‬ ‫مطا ديَ ِ‬ ‫ه نِ ِ‬ ‫عْد ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫س َأن تَ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫الّنطا ِ‬ ‫ممي ً‬ ‫كطا َ‬ ‫َ‬ ‫صميًرا( "لسورة النلساء – آية ‪ "58‬فكان العدل‬ ‫عطا بَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫‪21‬‬


‫إخوة اللسل م إنما هو فريضة فرضها ال عز وجل على المة‬

‫فرضها على الجميع إواذا حكمت م بين الناس أن تحكموا بالعدل‬

‫إن ال إنما يعظك م به إن ال كان لسميعاً بصي ار ال لسميع بك م‬ ‫إن ال بصير بك م إن ال يأمر بالعدل يقول ال عز وجل‬

‫ن‬ ‫)إ ِ ّ‬

‫ ن‬ ‫ى َ‬ ‫مُر ِبطاْل َ‬ ‫اللّ َ‬ ‫سطا ِ‬ ‫عْد ِ‬ ‫وديَْن َ‬ ‫ى َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫وا ْ ِل ْ‬ ‫ه ٰ‬ ‫وِإديَتطاِء ِذ ي اْلُقْربَ ٰ‬ ‫ه ديَْأ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫اْل َ‬ ‫من َ‬ ‫ظُكْم لَ​َعلُّكْم تَ​َذّكُروَن( "لسورة‬ ‫ع ُ‬ ‫ ي ۚ ديَ ِ‬ ‫كِر َ‬ ‫شطاِء َ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫واْل ُ‬ ‫واْلبَْغ ِ‬

‫النحل – آية ‪ ,"90‬العدل إنما هو فريضة إلسلمية إنما هو من‬ ‫ألساس حضارة اللسل م إنما هو من ألساس رقى اللسل م تعامل‬

‫به رلسول ال صلى ال عليه ولسل م وتعامل به من بعده من أهل‬ ‫الحك م ومن أهل المر ومن أهل النهى فى دين اللسل م فكانوا‬

‫القمة وكانوا العلو كانوا القمة كلها وكان العلو كله رلسول ال‬

‫صلى ال عليه ولسل م يقول فى حديث له " اللسلطان ظل ال فى‬ ‫أرضه " كأنه مأمو ارً من ال عز وجل بأن يحك م بين الناس‬

‫بالعدل وأن يكون هو القي م على الحقوق من قبل ال عز وجل‬ ‫اللسلطان ظل ال فى أرضه يأوى إليه كل مظلو م المظلو م إنما‬

‫يلجأ لولى المر إنما يلجأ لحاك م إنما يلجأ للقاضى لكى يرد إليه‬ ‫حقوقه لكى يكون العدل هو اللسائد ويكون العدل بين الناس ‪,‬‬

‫اللسلطان ظل ال فى أرضه يأوى إليه كل مظلو م من عباده فإن‬

‫عدلت إن عدل اللسلطان كان له الجر وكان على الرعية الشكر‬ ‫‪22‬‬


‫إوان جار وظل م كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر إواذا جارت‬ ‫الولة قحطت اللسماء إذا جارت الولة تجد الضنك تجد الضيق‬

‫تجد قلة الماء تجد قلة الرزق ول حول ول قوة إل بال العلى‬ ‫العظي م ‪.‬‬

‫رلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م إنما أرلسى قواعد العدل‬ ‫فى حكمه إنما أرلسى قواعد العدل بين الناس جاء فى حديث‬ ‫رواه أبو لسعيد الخضرى ‪ ‬قال ‪ " :‬جاء إعرابى يتقاضى رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ديناً له عنده " إعرابى كان رلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م اقترض منه قرضاً فجاءه يتقاضاه جاءه‬ ‫يطلب حقه فأغلظ لرلسول ال صلي ال عليه ولسل م القول‬ ‫أغلظ له القول فطالب حقه بالعنف وبالشدة فكاد يقع فيه‬ ‫صحابة رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كادوا يهينوه كادوا‬ ‫يصيبوه كاد أن يقع فيه صحابة صلي ال عليه ولسل م وقالوا له‬ ‫‪ :‬أتدرى من تكل م ؟ أنت تكل م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫فقال ذلك العرابى ‪ :‬إنما أطلب حقى من الذى أكلمه فقال‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م – أنظر إلى التعلي م أنظر إلى‬ ‫التهذيب – قال له رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬هل مع‬ ‫الحق كنت م لماذا كنت م تجاملون لماذا اتبعت م الهواء لماذا جئت م‬ ‫معى على صاحب الحق يجب عليك م أن تكونوا مع الحق حيث‬ ‫‪23‬‬


‫كان هل مع الحق كنت م هل مع الحق كنت م ث م قال رلسول ال‬ ‫صلى ال عليه ولسل م لمرأة من ال نـصار‪ :‬يا خالة يا خالة إن‬ ‫كان عندكى تمر فاقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيكى ‪ ,‬يا خالة‬ ‫اعطينا لسلفة من التمر حتى نؤدى إلى ذلك الذى جاء يطالبنا‬ ‫نؤدى إليه حقه فأقعد العرابى وأطعمه ‪ .‬أنظر ماذا قال له قال‬ ‫له ‪ :‬أوفيت أوفى ال لك أوفيت أوفى ال لك ث م تتمة الحديث‬ ‫القاعدة اللسلمية التى إذا تعاملنا بها فإنه الحق كل الحق إوانه‬ ‫الضوء كل الضوء والنور كل النور إوانه اللستمرار باللسل م‬ ‫إلى منتهى الدنيا قائماً راشدا هو المدنية كلها وهو الحضارة‬ ‫كلها أنظر إلى قول ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م فى تتمة‬ ‫ذلك الحديث الذى رويناه قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫‪ " :‬ل قدس ال أمة ل يقضى فيها بالحق ول يأخذ الضعيف‬ ‫فيها حقه من القوى غير متعتع " ‪.‬‬ ‫أنظر إلى ذلك العنوان أنظر إلى تلك القاعدة ل قدس ال‬ ‫أمة أمة ل تكون مقدلسة إنما تكون أمة نكرة التى ل ُيـقضى‬ ‫فيها بالحق والضعيف فيها العرابى الذى ل م يأتى ذكر إلسمه‬ ‫فى ذلك الحديث ما جاء ذكر السمه ل نـه غير معروف ل م يأتى‬ ‫ذكر السمه كان ضعيفاً يأخذ حقه من القوى وهو ُم حـمد عليه‬ ‫أفضل الصلة واللسل م غير منقوصاً منه شئ ‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫لذلك أبو بكر الصديق ‪ ‬عندما اعتلى كرلسى المارة ‪,‬‬ ‫كرلسى خلفة رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حك م أهل‬ ‫اللسل م ماذا قال‪ ,‬قال تلك القاعدة فى خطبته التى تلسل م بها‬ ‫القيادة وتلسل م بها الريادة قال ‪) :‬القوى فيك م ضعيف « القوى‬ ‫فى الشعب ضعيف » حتى آخذ الحق منه «القوى أمامى‬ ‫ضعيف ل وزن له حتى آخذ منه حقوق العباد واردها‬ ‫لصحابها » ‪ ,‬والضعيف فيك م قوى حتى آخذ الحق له‬ ‫«الضعيف فى أمة ُم حـمد ليس مهان ليس ل وزن له إنما هو‬ ‫فى أمة ُم حـمد قوى أقوى من كل قوى ما دا م له حق حتى يأخذ‬ ‫حقه وحتى يلستل م حقه » ( ‪ ,‬عمر ‪ ‬أراد أن يلستعمل بشر بن‬ ‫عاص م ‪ ‬على أمر من أمور أهل اللسل م ‪ ,‬كأنه أراده أن‬ ‫يعينه مأمو ارً فى قلس م أو يعينه محافظاً على بلد من البلد أو‬ ‫يرلسل إليه أى أمر من المور التى يكون بلسببها الفصل بين‬ ‫العباد والتحك م فى خلق ال ‪ ,‬فل م يقبل بشر بن عاص م ‪, ‬‬ ‫يقول له عمر ‪ : ‬أليلست لنا طاعة قال بشر بن عاص م ‪: ‬‬ ‫بلى لك طاعة يا عمر ولكنى لسمعت رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م يقول ‪ « } :‬ما هو الذى منعه‪ ,‬أنظر إلى الحضارة أنظر‬ ‫إلى الجواهر ما هو الذى منعه منعه أنه لسمع قول لرلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م ما هو ذلك القول ما ذلك القول الربانى‬ ‫الذى خرج بنور من ف م ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م »‬ ‫‪25‬‬


‫يقول ‪ :‬ما من أحد يلى من أمر الملسلمين شيئاً إل أوقفه ال‬ ‫عز وجل على جلسر جهن م « ل يوجد أحد متحمل ملسئولية فيها‬ ‫حك م بين العباد فيها حقوق فيها تحك م فى رقاب الخلق فيها‬ ‫تحك م فى الناس فوت علينا بكرة يا لسيد أو قّد مـ الشئ الفل نـى أو‬ ‫أخـر الشئ الفل نـى » فإن كان محلسناً نجا إوان كان غير ذلك‬ ‫ّ‬ ‫انخرق به الجلسر فهوى فى جهن م لسبعين خريفا { ل نـه ل م يعدل‬ ‫بين العباد ل نـه ل م يحلسن فى الولية التى تولها وفيما ألسند‬ ‫إليه من أمور ‪ ,‬لذلك بشر بن عاص م ‪ ‬هرب من التكاليف‬ ‫فقال له عمر ‪ :‬لقد أوجعت قلبى وهو خارج حزيناً مهموماً‬ ‫يقابله أبا ذر ‪ ‬فيقول له يا أمير المؤمنين إنى أراك محزوناً‬ ‫كئيبا حزيناً كئيبا قال لقد لسمعت بشر بن عاص م يقول قال‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كذا قال له أبو ذر رضى ال‬ ‫عنه وأرضاه لقد قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أت م حديث‬ ‫بشر بن عاص م لقد قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ } :‬ما‬ ‫من أحد يلى من أمر الملسلمين شيئا إل أوقفه ال على جلسر‬ ‫جهن م فإن كان محلسناً نجا إوان كان ملسيئاً انخرق به الجلسر‬ ‫فهوى فيه لسبعين خريفا وهى لسوداء مظلمة { قال له عمر ‪:‬‬ ‫لقد أوجعت قلبى على وجعه من لها غيرى قال أبو هريرة ‪‬‬ ‫قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪} :‬من من أحد يلى من‬ ‫أمر الملسلمين شيئا إل أوقفه ال عز وجل على جلسر جهن م‬ ‫‪26‬‬


‫فزلزل به زلزلة فناج أو غير ناج فما يبقى فيه من عظ م إل‬ ‫غادر صاحبه { فانظر إلى حديث أبو هريرة ‪ ‬ل يبقى فيه من‬ ‫عظ م هل رأيت الدجاج المخلى الذى نزع منه عظمه ذلك الذى‬ ‫تولى أمور العباد ث م ل م يعدل بين العباد كأنه عندما زلزل به‬ ‫جلسر جهن م طار عظمه من لحمه فل م يبقى إل هلمة لح م‬ ‫وغادر ذلك العظ م لحمه أى شدة هذه هل هذا الذى ألساء هل‬ ‫الذى غادر عظمه لحمه الذى ألساء أنظر إلى تتمة الحديث‬ ‫وقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م قال يبقى به من عظ م‬ ‫أو كما قال إل فارق صاحبه فإن كان ملسيئاً انخرق به الجلسر‬ ‫فهوى فى جهن م لسبعين خريفا فى ُجبـ مظل م أو كما قال رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ‪.‬‬ ‫طاووس تابعى من التابعين واعظاً من الوعاظ دخل على‬ ‫هشا م بن عبد الملك كان أمي ارً للمؤمنين كان ملك من الملوك‬ ‫الذين ملكوا الدنيا ‪ ,‬دخل عليه طاووس وقال له يا هشا م اتقى‬ ‫الذان قال له هشا م بن عبد الملك ‪ :‬وما الذان قال ‪ :‬أل م تق أر‬ ‫قول ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫م َ‬ ‫فَأ ّ‬ ‫ذ َ‬ ‫عَلى‬ ‫ه َ‬ ‫م َأن لّْعَن ُ‬ ‫ؤ ِذّ ٌ‬ ‫ة اللّ ِ‬ ‫ن بَْميَنُه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ ن( "لسورة العراف – آية ‪ ,"44‬يو م القيامة لسوف‬ ‫ظطالِ ِ‬ ‫ممي َ‬ ‫يؤذن مؤذن يفرق بين الناس يفرق بين العادل والظال م ويقول‬ ‫ذلك المؤذن لعنة ال على الظالمين ‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫مكحول الدمشقى يقول فى قول له ‪ ) :‬يجمع الظلمة‬ ‫وأعوانه م يو م القيامة الظال م وأعوانه الذين يلساعدونه‬ ‫ويؤازرونه فى تابوت من نار فيقذف به م فى قعر جهن م (‬ ‫لسفيان الثورى جاءه رجل خياط قال له بعد أن لسمع قول‬ ‫مكحول ‪ ) :‬إنى أحيك ثياب اللسلطان فهل أنا من أعوان الظلمة‬ ‫؟ ( قال له ‪ :‬أنت من الظلمة ‪ ,‬أعوان الظلمة من يبيع لك‬ ‫الخيط والبرة أنت من أعوان الظلمة ل نـه م إذا لبلسوا خرجوا إواذا‬ ‫خرجوا ل م يعدلوا وظلموا ( ‪.‬‬ ‫العدل ألساس الملك ورلسول ال صلي ال عليه ولسل م قال‬ ‫‪ " :‬يا أبا هريرة لساعة عدل من إما م عادل خير عند ال عز‬ ‫وجل من عبادة لستين لسنة قيا م ليلها وصيا م نهارها ‪ -‬أنظر يا‬ ‫أبا هريرة عدل لساعة واحدة فى الحك م خير عند ال من عبادة‬ ‫لستين لسنة قيا م ليلها وصيا م نهارها ‪ -‬يا أبا هريرة جور لساعة‬ ‫فى حك م أعظ م عند ال عز وجل من معاصى لستين لسنة "‬ ‫عمر ‪ ‬نظر نظرة فى العدل ل تلستطيع أن تصل إليها‬ ‫أوروبا ول تلستطيع أن تصل إليها حضارة الغرب مهما تطاولت‬ ‫ومهما ارتفعت فإنها أما م ذلك العدل مقهورة فإنها أما م ذلك‬ ‫العدل ل تلساوى شئ رلسالة أرلسلها عمر بن الخطاب ‪ ‬إلى‬ ‫‪28‬‬


‫عتبة بن فرقد وكان وليه على أذربيجان أنظر عمر يرلسل رلسالة‬ ‫إلى حاكماً تابعاً له على أذربيجان ‪.‬‬

‫واللسل م إنما هو شامخ إنما هو قائ م قال له ‪ :‬يا عتبة بن‬ ‫فرقد إنه ليس بكد أبيك ول بكد أمك أطع م الملسلمين مما تطع م‬ ‫منه فى رحلك عل م أن عتبة بن فرقد إنما يأكل طعاماً ممي ازً‬ ‫وذلك الطعا م إنما هو عزيز فرأى عمر أنه ليس من العدل أن‬ ‫يأكل هو طعاماً والرعية ل تأكل نفس الطعا م وكان عمر ‪ ‬فى‬ ‫عا م المجاعة إنما يربط الحجر على بطنه وبطنه تفرك وتتعارك‬ ‫ويقول لها كركرى كما تكركرى لن تأكلى حتى يأكل أهل اللسل م‬ ‫أو كلمات مثلها أثرت عنه إن حضارتك م إنما هى حضارة‬ ‫شامخة عالية إوان المور التى فيها من العدل إنما دونت‬ ‫ولسطرت آيات فى كتاب ال وأحاديث رلسول ال صلى ال عليه‬ ‫ولسل م وعمل كان يتعامل به الذين آمنوا بال رباً وباللسل م ديناً‬ ‫وبمحمد صلي ال عليه ولسل م نبياً ورلسول ‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل ‪:‬‬

‫كوُنوا َ‬ ‫ ن‬ ‫وا ِ‬ ‫مُنوا ُ‬ ‫هطا الّ ِ‬ ‫) َديطا أَديّ َ‬ ‫ممي َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ق ّ‬

‫ ن‬ ‫ولَْو َ‬ ‫والِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ى َأنُف ِ‬ ‫هَداَء لِلّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ش َ‬ ‫و اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ِبطاْلِق ْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ط ُ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫دْدي ِ‬ ‫مطا ۖ َ‬ ‫فِقميًرا َ‬ ‫غِنًّميطا أَْو َ‬ ‫ ن َ‬ ‫فَل‬ ‫ ن ۚ ِإن ديَ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫واْل َْقَرِبمي َ‬ ‫َ‬ ‫فطاللّ ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ه أَْولَ ٰ‬ ‫ى بِ ِ‬ ‫ضوا َ‬ ‫كطا َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ٰ‬ ‫ن‬ ‫فِإ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ى َأن تَْع ِ‬ ‫تَّتِب ُ‬ ‫عوا اْل َ‬ ‫دُلوا ۚ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ووا أَْو ُتْعِر ُ‬ ‫وِإن تَْل ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫خِبميًرا( "لسورة النلساء – آية ‪ ,"135‬ويقول ال‬ ‫ن َ‬ ‫مطا تَْع َ‬ ‫بِ َ‬ ‫‪29‬‬


‫عز وجل ‪:‬‬

‫كوُنوا َ‬ ‫هَداَء‬ ‫ ن لِلّ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫مُنوا ُ‬ ‫هطا الّ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫)َديطا أَديّ َ‬ ‫ممي َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ه ُ‬

‫ن َ‬ ‫دُلوا‬ ‫دُلوا ۚ ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫شَننآ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ى أَّل تَْع ِ‬ ‫مّن ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫جِر َ‬ ‫طۖ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫وَل ديَ ْ‬ ‫ِبطاْلِق ْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫قْو ٍ‬ ‫و ٰ‬ ‫خِبميٌر بَِمطا تَْعَمُلوَن(‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫واتُّقوا اللّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ىۖ َ‬ ‫ب ِللّتْق َ‬ ‫ه َ‬ ‫و أَْقَر ُ‬

‫"لسورة المائدة – آية ‪ ,"8‬عليك م أن تتحروا العدل فى كل‬

‫شئونك م وفى كل أحوالك م فإن أنس بن مالك ‪ ‬يقول ‪ :‬قال‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ " :‬ل تزال هذه المة بخير ما‬ ‫إذا السترحمت رحمت إواذا حكمت عدلت إواذا قالت صدقت"‬

‫اعدلوا بينك م وبين ال عز وجل بأن تعبدوه ول تشركوا به شيئاً‬ ‫وأن تكونوا مع الشرع الحكي م الذى جاء به رلسول رب العالمين‬ ‫اعدلوا بين أبنائك م لساووا بين ابنائك م فى العطية لساووا بين‬

‫أبنائك م حتى فى القبلت لساووا بين أبنائك م فى العطف والحنان‬

‫ل يجور واحداً على أبنائه ول يفضل ولداً على ولد ول يفضل‬

‫بنتاً على ولد ول ولد على بنت ولكن تكون عادل‪ ,‬النعمان بن‬

‫بشير ‪ ‬قال ‪) :‬نحلنى أبى نحلة فأبت أمى إل أن يشهد رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م النعمان بن بشير أعطاه شئ أمه‬

‫قالت ل حتى تشهد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م على ما‬

‫أعطيته للنعمان من غير باقى إخوته وأخواته قال النعمان بن‬

‫بشير ‪ ‬فعندما أراد أن يشهد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫ماذا قال له ‪ ,‬قال له ‪ :‬أنحلت باقى إخوته مثله ؟ قال ‪ :‬ل ‪,‬‬ ‫‪30‬‬


‫قال ‪ :‬اشهد على ذلك غيرى فإنى ل أشهد على جور ‪ ,‬اتقوا ال‬

‫واعدلوا بين أولدك م " وأنت حى ترزق تلساوى بينه م فى‬

‫العطايا إذا اشتريت لواحد منه م شئ فيجب أن تعوض الخرين‬

‫حتى يكونوا فى الملستوى أما إذا كنت قد غادرت الدنيا فإن‬

‫الميراث إنما هو العدل إوان القلسمة فيه إنما هو العدل الربانى‬

‫مع اختلف النلسبة بين الذكر وال نـثى لن الذكر عليه تكاليف ‪,‬‬ ‫ث ما ل م ُيـقبض إذا نحل إنلسان‬ ‫عمر ‪ ‬قال ‪ :‬ال نـحال مي ار ٌ‬

‫أعطى لولده شئ فإن ذلك الشئ إذا مات والده فإنه ميراث يقلس م‬

‫حلسب الشرع ل نـه الميراث هنا إنما هو العدل ‪ ,‬قال أبو بكر‬

‫الصديق ‪ ‬فى الميراث ‪ " :‬إن ال عز وجل أعطى لكل ذى حق‬

‫حقه ال عز وجل هو مقلس م الحقوق فل وصية لوارث اتركوا‬

‫المور حتى تـُـقضى حلسب ما قضى ال عز وجل وحلسب ما‬ ‫أراد ‪ ,‬و رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يقول فى حديث له ‪:‬‬ ‫" إن المقلسطين على منابر من نور الذين يعدلون فى حكمه م‬

‫وأهله م وما ولوا" فى حكمه م إذا حكمت بين اثنين متخاصمين‬ ‫فيجب عليك أن تحك م بينهما بالعدل ‪ ,‬و رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م جاءه خصمين من ال نـصار فحك م بينهما ث م قال‬

‫هذه القولة الحكيمة ‪ُ " :‬ر بـأحدك م ألحن بحجته من أخيه فمن‬

‫قضيت له ما ليس له فإنما أقتطع له قطعة من جهن م فليأخذها‬ ‫‪31‬‬


‫وليدعها " تحك م بينهما بالعدل إواذا حكمت على حلسب أقواله م‬

‫وكان الحق مع الضد فإن الحك م هنا ل يحل حراماً لن القاضى‬

‫إنما يحك م بالوراق التى أمامه إنما يحك م بالشهود الذين جاءوا‬ ‫فإذا شهدت فل تشهد إل بالحق إوال بالعدل ‪ ,‬قال أرأيت هذه‬

‫الشمس على مثلها فاشهد ‪ ,‬لبد أن تكون شهادتك إنما هى‬

‫الحق وهى العدل ل جور فيها ول هوى ل نـك لسوف تحالسب‬

‫عليها اعدلوا بين زوجاتك م وأمهاتك م ل تجور على والدتك‬

‫لصالح زوجتك ول تجور على زوجتك لصالح والدتك هذه لها‬

‫حقوق وهذه لها حقوق اعدل بينهما واعط لكل واحدة حقها ‪,‬‬

‫لسوف تحالسبون إذا ل م تكونوا مع الحق حيث كان ومع العدل‬ ‫إرلساءاً ل نـه حضارة اللسل م‪.‬‬

‫عن عبد ال بن أنيس ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م ‪ :‬تحشرون حفاة ً عراة ً غـُـرل كما بدأنا أول خلق‬ ‫نعيده فينادى منادى بصوت يلسمعه من بعد يقول ‪ :‬أنا الملك‬

‫الديان ال عز وجل ل يحل لحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة‬

‫وعليه مظلمة لحد من أهل النار حتى اللطمة فما فوقها حتى‬

‫يلستوفى حلسابه منه ‪ ,‬قالوا كيف يا رلسول ال إنما نحشر حفاة‬

‫ً عراة ً غُـرل ‪ ,‬قال ‪ :‬بالحلسنات واللسيئات جزاءاً وفاقا ل يظل م‬ ‫ه َ‬ ‫مطا‬ ‫غطافًِل َ‬ ‫ ن اللّ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ربك أحدا يقول ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫وَل تَ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫سبَ ّ‬ ‫‪32‬‬


‫مطا ُدي َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫صطاُر‪.‬‬ ‫ش َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫فمي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ه اْل َْب َ‬ ‫ن ۚ إِنّ َ‬ ‫ديَْع َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ؤ ِّ‬ ‫م لِميَْو ٍ‬ ‫خ ُ‬ ‫ظطالِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م َل ديَْرتَ ّ‬ ‫م‬ ‫ع ي ُرُءو ِ‬ ‫مْقِن ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫مْه ِ‬ ‫مۖ َ‬ ‫عمي َ‬ ‫وأَْفِئَدُتُه ْ‬ ‫م طَْرُفُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ ن ُ‬ ‫ُ‬ ‫د إِلَْمي ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫هَواٌء(‪" .‬لسورة ابراهي م – آية ‪"43 - 42‬‬

‫‪33‬‬


‫وشاوره م فى المر‬ ‫إن أوروبا ناس فيها تقول أن حضارة الغرب يجب أن تقهر‬

‫حضارة اللسل م وأن حضارة الغرب إنما هى الحضارة الراشدة‬

‫وأما اللسل م فإنه ل حضارة فيه ‪.‬‬

‫تكلمنا عن الحكومة العادلة ويقولون أن اللستبداد كله فى‬

‫دين اللسل م والقول الذى يقال وكان يقال على للسان فرعون‬ ‫إنما هو دين كل فرعون فى أمة ُم حـمد عليه أفضل الصلة‬

‫واللسل م وكبرت كلمة تخرج من أفواهه م إن يقولون إل كذبا ماذا‬ ‫كان يقول فرعون الملستبد برأيه الذى ل يقبل مشورة أحد كان‬

‫يقول ‪:‬‬

‫) َ‬ ‫مطا أَ ْ‬ ‫مطا أَ​َر ٰ‬ ‫م إِّل‬ ‫ل فِْر َ‬ ‫عْو ُ‬ ‫ددي ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫مطا ُأِردي ُ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫م إِّل َ‬ ‫ن َ‬ ‫قطا َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬

‫شطاِد( "لسورة غافر – آية ‪ ,"29‬إن كانت هذه يقولها‬ ‫ل الّر َ‬ ‫سِبمي َ‬ ‫َ‬

‫ناس فى أمة محمد صلي ال عليه ولسل م فإنما ل يحلسبون‬

‫على تعالي م ذلك الدين ول يؤخذ عنه م وعن قوله م دين اللسل م‬

‫إنما نأخذ دين اللسل م ونأخذ تعاليمه من الذى أنزله على‬

‫رلسوله عليه أفضل الصلة واللسل م من كتاب ال عز وجل ومن‬ ‫فعل رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ومن ال ئـمة الهداة‬

‫المهديين من بعد ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م الذى أمرنا‬ ‫‪34‬‬


‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أن نأخذ عنه م يقول ال عز‬ ‫وجل‪:‬‬

‫ت َ‬ ‫) َ‬ ‫غِلميظَ‬ ‫ظطا َ‬ ‫ف ًّ‬ ‫ولَْو ُ‬ ‫ ن اللّ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫كن َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ه ِلن َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫فِب َ‬ ‫ت لَُه ْ‬ ‫مطا َر ْ‬ ‫ة ِّ‬

‫كۖ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ب َلن َ‬ ‫اْل َ‬ ‫م‬ ‫ف َ‬ ‫فطا ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫قْل ِ‬ ‫م َ‬ ‫حْولِ َ‬ ‫ ن َ‬ ‫سَتْغِفْر لَُه ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫عْنُه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مِر ۖ َ‬ ‫فِإ َ‬ ‫ه‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫و ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وْر ُ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫عَلى اللّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫فَت َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫عَز ْ‬ ‫ف ي اْل َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫شطا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ ن( "لسورة آل عمران – آية ‪ ,"159‬نزلت‬ ‫ُدي ِ‬ ‫وكِِّلمي َ‬ ‫مَت َ‬ ‫ب اْل ُ‬

‫بخصوص أحد فى أحد عل م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أن‬ ‫قريش قد وصلت قريباً من المدينة وكان يو م جمعة فالستشار‬ ‫الناس كل الناس ليس مجلس الشعب ليس مجلس الشورى‬

‫إنما كل خلق ال فى ملسجد رلسول ال عليه أفضل الصلة‬

‫واللسل م أما م ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م من أهل اللستشارة‬

‫وأخذ الرأى ما رأيك م ما تقولون قا م له أبو خيثمه ‪ ‬وقال له يا‬

‫رلسول ال الستشهد ولدى فى بدر وجاءنى فى المنا م ورأيته فى‬

‫المنا م فى أنهار الجنة وثمارها وقال لى يا أبتى الحق بنا ترافقنا‬

‫في الجنة فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً يا رلسول ال ل‬

‫تحرمنى لقاءه ‪.‬‬

‫قا م له النعمان بن مالك ‪ ‬وقال له ‪ :‬يا رلسول ال اخرج‬

‫بنا فوالذى نفلسى بيده إنى أرجو أن أدخل الجنة قال له بما‬

‫تدخلها قال بأنى أحب ال ورلسوله ول أفر يو م الزحف ‪ ,‬قا م له‬ ‫عبد ال ابن جحش ‪ ‬وقال له يا رلسول ال ل تحرمنا الجنة‬ ‫‪35‬‬


‫قا م له حمزة بن عبد المطلب ‪ ‬وقال له يا رلسول ال اخرج بنا‬

‫ل يقولوا َج ُبـنا ناس قالت بعد م الخروج وكان رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م يميل إلى الرأى بعد م الخروج ولكن كثرة من‬

‫أشار عليه بالخروج جعلته يلستجيب للخروج هؤلء الذين‬

‫أشاروا عليه أن يخرج وعلموا أنه م قد أخطأوا عادوا إلى رلسول‬

‫ال صلي ال عليه ولسل م وقالوا له يا رلسول ال لقد الستكرهناك‬

‫على الخروج فل تخرج أنظر إلى كلمات ُم حـمد عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م بعد أن أخذ بالمشورة ل يحل له أن يرجع عنها‬

‫قال له م ‪ :‬ما كان لنبى لبس لئمته أن يضعها حتى يحك م ال‬

‫عز وجل بينه وبين عدوه ولقد دعوتك م إلى هذا المر فأبيت م إل‬

‫الخروج أبيت م إل أن تخرجوا فعليك م بتقوى ال عز وجل والصبر‬

‫عند اللقاء وانظروا ما أمرك م ال عز وجل به فافعلوا أو كما قال‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م لذلك قال ال عز وجل‪:‬‬

‫) َ‬ ‫فِإ َ‬ ‫ذا‬

‫ت َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ ن( "لسورة‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫و ّ‬ ‫َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ه ُدي ِ‬ ‫عَلى اللّ ِ‬ ‫وكِِّلمي َ‬ ‫مَت َ‬ ‫فَت َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫عَز ْ‬ ‫ب اْل ُ‬

‫آل عمران – آية ‪ ,"159‬حدث ما حدث فى أحد هل نهره ال‬

‫عز وجل ل نـه الستشار قال له أول الية فبما رحمة من ال لنت‬ ‫له م برحمة ال عز وجل أنك لنت له م والستجبت للمشورة قال‬

‫الحلسن بن على رضى ال عنه وأرضاه ال أعل م أنه ليس‬

‫بحاجة إلى مشورة أحد ولكن ليلستن به من بعده لتلستن به أمة‬ ‫‪36‬‬


‫اللسل م إلى قيا م اللساعة ولكن ليلستن به من بعده فالستشاره م‬

‫تطييباً لقلوبه م وتألفاً لدينه م ورفعاً لقدره م كانت هذه من‬

‫المور التى كانت اللسبب فى أن رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م الستشار والستجاب لمشورة من يشر رلسولك م عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م ما وقف موقفاً إل الستشار فيه وطلب الرأى فيه‬

‫انظروا فى بدر وعندما اقترب العدو وقف رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م وهو المؤيد بالوحى وهو الذى ينزل عليه جبريل‬

‫بالتعالي م من رب العالمين قال أشيروا على أيها الناس وقف له‬

‫المقداد بن عمرو ‪ ‬وقال له وال يا رلسول ال ل نقول لك كما‬

‫قال بنوا إلسرائيل لمولسى اذهب أنت وربك فقاتل إنا ها هنا‬ ‫قاعدون ولكنا نقول لك اذهب أنت وربك فقاتل إنا معكما‬

‫مقاتلون أشيروا عليا أيها الناس رلسولك م عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م المؤيد بالوحى الذى ينزل عليه جبريل أشيروا علي‬

‫أيها الناس يقف له لسعد بن معاذ ‪ ‬ويقول له يا رلسول ال لقد‬ ‫آمنا بك وصدقناك وعلمنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك‬

‫على ذلك العهود والمواثيق على اللسمع والطاعة فلو خضت بنا‬

‫فلو الستعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف‬

‫منا رجل واحد ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫رلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م ما ترك المشورة لذلك‬

‫وبهذه اليات والية التى فى لسورة الشورى لسورة فى القرآن‬

‫تلسمى لسورة الشورى‬

‫وأ َ َ‬ ‫موا‬ ‫والّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سَت َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ ن ا ْ‬ ‫قطا ُ‬ ‫جطاُبوا لَِربِ ّ ِ‬

‫شوَر ٰ‬ ‫هْم ُدينِفُقوَن(‬ ‫مطا َرَزْقَنطا ُ‬ ‫مُر ُ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫صَلَة َ‬ ‫ى بَْميَنُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫م ُ‬

‫"لسورة الشوري – آية ‪ ,"38‬قال أهل العل م والذين يعلمون‬

‫بواطن التفلسير وقع المر بالشورى بين فريضتين فريضة‬

‫الصلة وفريضة الزكاة فكان المر بالشورى إنما من الفرائض‬

‫التى فرضها ال عز وجل على أمة محمد والذين الستجابوا‬

‫لربه م وأقاموا الصلة فريضة وأمره م شورى بينه م ومما رزقناه م‬

‫ينفقون فكان المر بالشورى واقعاً بين فريضة الصلة وفريضة‬ ‫الزكاة فكان أم ارً وفرضاً على هذه المة أجمع فقهاء أمة ُم حـمد‬

‫صلي ال عليه ولسل م إجماع ما تخلف منه م واحد وما خالف‬

‫منه م واحد أن الشورى من عزائ م المور وقواعد الحكا م والذى‬

‫ل يشاور أهل العل م والدين يجب تنحيته ما خالف فيها فقيه من‬ ‫أهل الفقه فى دين اللسل م معاوية ‪ ‬صعد المنبر يو م الجمعة‬

‫وعظ الناس موعظة ث م قال هذه الكلمة قال المال مالنا والفيئ‬

‫فيئنا من شئنا أعطيناه ومن شئنا منعناه ث م صعد على المنبر‬

‫وقال ‪ :‬أنا الحاك م كل ما فى هذه المملكة وفى هذه الحكومة‬

‫ملكى أنا أعطى من شئت وأمنع من شئت من شئنا أعطيناه‬ ‫‪38‬‬


‫ومن شئنا منعناه فل م يرد عليه أحد الجمعة التى بعدها وقف‬

‫على المنبر وقف على المنبر وقال نفس هذه الكلمات الجمعة‬

‫التى بعدها وقف على المنبر قال نفس هذه الكلمات وقا م له‬

‫رجل من عامة الناس وقال له المال مال ال من منعنا مال ال‬ ‫خاصمناه إلى ال بلسيوفنا دخل معاوية ‪ ‬حصنه والستدعى‬

‫هذا الرجل قال الخلق كل الخلق هلك الرجل ودخل عليه ناس‬

‫يتولسطون فإذا بمعاوية ‪ ‬يقبل هذا الرجل يقبله ويلتزمه‬ ‫ويقول له أحييتنى أحياك ال الستعجب الخلق الستعجب‬

‫الولسطاء الستعجب الشفعاء لماذا يقول هذه الكلمات معاوية‬

‫قال له م إن هذا الرجل أحيانى أحياه ال فإنى لسمعت رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م يقول لسيكون بعدى أمراء يقولون ول يرد‬ ‫عليه م يتقاحمون فى النار تقاح م القردة ‪ ,‬الرلسول عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م قال لسيكون بعده حكا م ل يأخذون بمشورة أحد‬

‫ل يتجاوبون مع أحد ه م فراعنة يقولون كما قال فرعون ما‬

‫أريك م إل ما أرى وما أهديك م إل لسبيل الرشاد قال ذلك رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م قال لسيكون هؤلء المراء يتكلمون ول‬ ‫يلستطيع أن يرد عليه م أحد ول يلستطيع أن يناقشه م أحد ول‬

‫يطلبون مشورة من أحد ما هو مصيره م قال رلسول ال صلي‬

‫ال عليه ولسل م يتقاحمون فى النار تقاح م القردة القردة تقذف‬ ‫‪39‬‬


‫ل تدرى فى أى شئ قذفت نفلسها كذلك هؤلء إنما يقذفون‬ ‫أنفلسه م فى نار جهن م جزاء الوفاق بما قدمت أيديه م‪.‬‬

‫عمر ‪ ‬جاء إلى محمد بن ملسلمة ‪ ‬وقال يطلب منه‬

‫المشورة فى نفلسه عمر يلسأل الناس عن نفلسه يشاور الناس‬

‫قال لمحمد بن ملسلمة ‪ ‬ما رأيك فّي ما تقول فّي قال ‪ :‬يا أمير‬ ‫المؤمنين أراك كما أحب وكمن يحب لك من يحب لك الخير أراك‬

‫قوياً فى جمع المال عفيفاً عنه عدل فى قلسمه تجمع المال قوى‬

‫ل تترك لواحد حقاً عنده ل عز وجل إل أخذته وكذلك أنت‬

‫عفيف ل تلسرق هذه الموال ل تلسطو عليها ل تصادرها ل تأكل‬

‫أموال الناس بالباطل عفيفاً ث م إذا قلسمت هذا المال بين الرعية‬

‫لساويت بينه م فى العطايا فقال له محمد بن ملسلمة أراك قوياً‬ ‫فى جمع المال عفيفاً عنه عدل فى قلسمه ولو ملت يا عمر‬

‫أنظر إلى الكلمات التى كانت تقال تقال لمن لعمر الفاروق الذى‬

‫فرق ال عز وجل به بين الحق والباطل والذى إذا رآه الشيطان‬

‫لسالكاً فج لسلك فجاً غير فج عمر قال له محمد بن ملسلمة وال‬

‫يا أمير المؤمنين لو ملت لقومناك تقوي م القدح قال له عمر‬

‫قلت ماذا قال قلت كذا قال الحمد ل الذى جعلنى فى أمة إذا‬

‫ملت عدلونى الحمد ل الذى جعل عمر فى أمة إذا مال عدلوه‬

‫فى مجلس من المجالس عمر جمع أهل الهجرة وأهل ال نـصار‬ ‫‪40‬‬


‫ث م الستشاره م كان مجللسه مجلس مشورة أشيروا على أيها‬

‫الناس لو ترخصت فى بعض المور لو أنى تلساهلت فى بعض‬

‫أمور دينك م وفى بعض أمور دنياك م قال له البشير بن لسعد ‪‬‬

‫وال يا عمر لو ملت لقومناك تقوي م اللسه م فى الثقاب كأنه رمح‬

‫معتدل فإذا كان معوجاً ل ينطلق فقال له عمر كذلك الحمد ل‬ ‫الذى جعلنى فى أمة إذا ملت عدلونى تتكرر هذه الكلمة من‬

‫عمر ثلث مرات فى مجالس شتى وكان أول ما قالها يو م أن‬

‫تولى أمر أهل اللسل م فقال أيها الناس وليت عليك م وللست‬

‫بخيرك م فإن أحلسنت فأعينونى إوان ألسأت فقومونى فقال له رجل‬ ‫وال يا عمر لو اعوججت لقومناك بلسيوفنا قال عمر الحمد ل‬ ‫الذى جعلنى فى أمة إذا اعوججت قومونى بلسيوفه م قومونى‬

‫بلسيوفه م‪.‬‬

‫الحلسن بن على ‪ ‬قال كان رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م يلستشير حتى النلساء يلستشير المرأة فتشير عليه فيأخذ‬

‫برأيها أمر الناس رلسولك م صلي ال عليه ولسل م فى عمرة‬

‫الحديبية أمر أن يحلوا من إحرامه م وأن يحلقوا رؤولسه م فما‬ ‫الستجاب له أحد دخل على أ م لسلمة أ م المؤمنين رضى ال‬

‫عنها وأرضاه فقال لها أمرت الناس فل م يلستجيب أحد فقالت له‬

‫يا رلسول ال أخرج عليه م فاحلق شعرك احلق رألسك وانحر‬ ‫‪41‬‬


‫هديك خرج المصطفى صلي ال عليه ولسل م بما الستشارها‬ ‫فأشارت به فحلق رألسه ونحر هديه فإذا بجميع الصحابة‬

‫ينحرون ويحلقون فكانت لسنة الرشد‪.‬‬

‫وفريضة الشورى من الفرائض التى أمرنا بها فى دين‬

‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م وكان الطعن من أوروبا فى أن‬

‫حضارته م لسبقت حضارة اللسل م وأن حضارته م هى التى لسوف‬

‫تظهر وتقهر أى حضارة تظهر وتقهر حضارة اللسل م‪.‬‬

‫حضارة اللسل م هى القاهرة حضارة اللسل م هى الظاهرة‬

‫حضارة اللسل م هى القائدة لماذا ل نـها حضارة ربانية نزلت بها‬ ‫أوامر من الرحمن تعامل بها هؤلء الذين عايشوا محمداً صلي‬ ‫ال عليه ولسل م وصاحبوه‪.‬‬

‫وأمرنا أن نقتدى به م ل نـه م أعل م الناس بمراد القرآن ولسنه‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وتعاملوا بها‪.‬‬

‫دينك م إنما هو دين الرشد كله إنما هو دين العدل كله إنما‬

‫هو دين المشورة كلها فتعاملوا به وكونوا معه فإنك م أعظ م خلق‬ ‫ال فى خلق ال وأعلى قد ارً فى خلق ال من خلق ال ‪.‬‬

‫يقول الحلسن بن على ‪ ‬ما تشاور قو م قط فى أمر إل‬

‫هدوا إلى أرشد أمره م ما تشاور قو م فى شئ إل هداه م ال عز‬ ‫‪42‬‬


‫وجل لرشد طريق يلسلكونه ويقول قائل شاور أخاك إذا ألمت‬

‫بك نائبة إوان كنت من أهل المشورة شاور أخ لك فيما يعتريك‬

‫من أمور إوان كنت أنت حصيفاً إوان كنت أنت حكيماً فإنك إن‬ ‫كنت حصيفا فللست أعلى قد ارً من رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م إوان كنت أنت حكيما فأنت ل تلساوى شئ أما م حكمة‬

‫المصطفى صلي ال عليه ولسل م ث م يقول ذلك القائل شاور‬

‫أخاك إذا ألمت بك نائبة إوان كنت من أهل المشورة فالعين ترى‬

‫ما بعد منها وقرب ول ترى نفلسها إل بمرآة ‪ ,‬عينك التى تنير لك‬ ‫الطريق والتى تهتدى بها فى الملسالك والتى تعيش بها ومعها‬

‫هذه العين ترى ما قرب وترى ما بعد ولكنها ل ترى نفلسها عندما‬

‫تريد أن ترى نفلسها تضع أمامها المرآه لذلك عليك أن تشاور‬ ‫أهل العل م وأهل الحكمة إذا مرضت ل تترك نفلسك فريلسة‬

‫للمرض ولكن شاور الطبيب رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬

‫دخل على مريض وهو ينازع فقال له م أين الطبيب لن الطبيب‬

‫هو أهل الحكمة فى المرض فإذا وقع لك شئ يعتريك فى أمور‬

‫القضاء يجب عليك أن تلستشير المحامى إذا وقع عليك شئ فى‬

‫أى أمر من المور يجب عليك أن تلستشير الحاذق فيه ث م يجب‬ ‫عليك بعد أن يشير عليك عليك بالعز م فإن على بن أبى طالب‬ ‫لس ئـل رلسول ال صلي ال عليه ولسل م عن العز م قال‬ ‫‪ ‬قال ُ‬ ‫‪43‬‬


‫مشاورة أهل الرأى ث م اتباعه م قال مشاورة أهل الرأى ث م تتبع‬

‫المشورة التى أشاروا عليك بها شاور أخاك إذا ألمت بك نائبة‬

‫إوان كنت من أهل المشورة فالعين ترى ما بعد منها وما قرب ول‬

‫ترى نفلسها إل بمرآة ‪ ,‬إذا الستشرت إنلسان الذى تلستشيره عليه‬

‫تبعة لبد أن يعاملك بالمانة لبد أن يشير عليك بالرأى‬

‫الصائب ل يخونك أبو هريرة ‪ ‬قال قال رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م الملستشار مؤتمن الذى تشاوره تحمل المانة إذا‬

‫شار عليك بشئ يجب أن يشير عليك بالصحيح اللسلي م إوال فإنه‬ ‫يكون فى شريعة اللسل م خائناً يقول رلسول ال صلى ال عليه‬ ‫ولسل م من أشار على أخيه برأى يعل م الرشد فى غيره فقد خانه‬

‫جاءك إنلسان يلستشيرك فى شراء شقة مثل وأنت تعل م أن هناك‬ ‫أفضل منها أن هناك أحلسن منها فل م تدله على الحلسن فل م‬

‫تدل على الرخص فأنت خنت المانة وأنت تنكرت طريق‬

‫المشورة وأنت لسوف يحالسبك ال عز وجل ل نـه التجأ إليك‬

‫إنلسان فأشرت عليه برأى تعل م أن الخير فى غيره تعل م أن الرشد‬

‫فى غيره الملستشار مؤتمن ومن أشار أخيه برأى يعل م أن الرشد‬ ‫فى غيره فقد خانه ‪.‬‬

‫من أعطى أربعة ل م يمنع أربعة‬ ‫‪44‬‬


‫* من أعطى الشكر ل م يمنع الزيادة إذا شكرت ل عز وجل‬

‫فإنه يزيدك عطاءه‬

‫* ومن أعطى التوبة ل م يمنع القبول التائب من الذنب ل‬

‫ذنب له ال غافر الذنب وقابل التوب توبوا إلى ال يقبل توبة‬

‫التائب ويعفو عن ذلة الذى ذل ويتوب ويغفر إنه غفور رحي م‬ ‫* ومن أعطى اللستشارة ل م يمنع الصواب اللستشارة تريد‬

‫تواضع تريد حل م تريد النفس المطمئنة لماذا ل يلستشير أهل‬ ‫اللستبداد لماذا ل يلستشير أهل الغطرلسة ل نـه م يظنون أنه م‬

‫أعلى قد ارً فى الدمغة وفى الفئدة وأنه م يملكون العقل كله‬

‫ويملكون العل م كله فكيف يشاورون إواذا كان رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م الستشار فيجب عليه م أن يتواضعوا قال من‬

‫أعطى اللستشارة ل م يمنع الصواب ومن أعطى اللستخارة‬

‫)صلة اللستخارة ( ل م يمنع الخيار أو كما قال ذلك الحكي م فى‬ ‫حكمته قال أبو هريرة ‪ ‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫إذا كان أمراؤك م خيارك م إذا كانوا المراء من خيار الناس‬

‫وأغنياؤك م لسمحاؤك م وأمرك م شورى بينك م فظهر الرض خير لك م‬

‫من باطنها يجب عليك م أن ترتفعوا على الرض وتعلوا على كل‬

‫من يتعالى عليك م ‪ ..‬فيجب عليك أن تعلوا بالتعالي م التى جاءك‬ ‫‪45‬‬


‫بها ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م من رب العالمين ث م يقول‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إواذا كان أمراؤك م شرارك م‬

‫وأغنياؤك م بخلءك م وأمورك م إلى نلسائك م يطيع الرجل زوجته‬

‫على هواها وعلى حلسب ما تحب وترضى ويكون معها ل رأى‬ ‫له ويكون معها ل حصافة عنده ول فكر يكون معها إمعة كل‬

‫المعة قال رلسول ال صلى ال عليه ولسل م فبطن الرض يومئذ‬

‫خير لك م من ظهرها نرجوا ال عز وجل أن يجعلنا على ظهر‬ ‫الرض نرتـفع بتعالي م كتاب ال وباتباعنا للسنة محمد عليه‬

‫أفضل الصلة واللسل م ونهج الصالحين من أمته ‪.‬‬

‫اختيار الحاك م في اللسل م‬ ‫كان رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يخصف نعله ويرقع‬

‫ثوبه ويق م البيت وينقلب إلى اللسوق فيأتى بحاجياته ث م ل يقبل‬ ‫‪46‬‬


‫أن يحملها له أحد فيلسل م على الصغير والكبير والغنى والفقير‬

‫والحر والعبد من أهل اللسل م تواضعاً من رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م كان يخصف نعله كان يصلح نعله وكان يرقع ثوبه‬

‫وكان يق م البيت يكنس البيت وكان يذهب إلى اللسوق ل يقبل‬ ‫أحد أن يحمل له ما اشتراه وكان يقول صاحب الشئ أولى‬

‫بحمله ‪ .‬ارتعدت عجوز عندما رأته فقال لها رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م ل تراعى إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد‬

‫بمكة للست ملكاً من الملوك للست زعيماً من زعماء الجبر‬

‫والتكبر للست إل نبياً ورلسول بعثنى ال عز وجل رحمة للعالمين‬

‫تواضعا كله الكبر ل طريق إليه الله م صلى ولسل م وبارك عليك‬ ‫يا رلسول ال صلة دائمة أبدا ‪.‬‬

‫حديث حضارة الغرب وحضارة أهل اللسل م الغرب إنما‬ ‫يتطاول علينا ويقول أن حضارته إنما هى الحضارة اللسائدة‬ ‫إنما هى الحضارة القائدة إنما هى حضارة الديمقراطية إنما هى‬ ‫حضارة الحرية إنما هى حضارة الشورى حضارة ل الستبداد فيها‬ ‫حضارة فيها حقوقاً لل نـلسان وكل ذلك إنما هو زيف إنما هو‬ ‫باطل إنما ه م يضحكون علينا وحضارة اللسل م إنما هى‬ ‫الحضارة الربانية الحضارة اللسائدة الحضارة القائدة ل نـها نزلت‬ ‫بتشريع من رب العالمين فخطط لها ومهد لها ولسن لها ُم حـمد‬ ‫‪47‬‬


‫صلي ال عليه ولسل م أفضل النبيين والمرلسلين وأول من تنشق‬ ‫عنه الرض يو م الدين وأول شافع وأول مشفع يقول أهل الغرب‬ ‫أن اللستبداد كل اللستبداد إنما هو فى عال م اللسل م وأن‬ ‫الديمقراطية واختيار الحاك م عنده م إنما هى الطفرة التى‬ ‫اخترعوها وابتدعوها وما كانت قبله م ول نجد من يرد عليه م إل‬ ‫القليل‪.‬‬ ‫ودين اللسل م إنما هو الدين الذى لسن اختيار الحاك م‬ ‫والقتراع عليه ل لسلطة ول الستبداد ول إنلسان يعلو فوق الخلق‬ ‫إنما كان الختيار ث م بعد الختيار والترشيح تكون البيعة ويكون‬ ‫القتراع مات رلسول ال صلي ال عليه ولسل م الذى كان هو‬ ‫خليفة ل عز وجل فى الرض ورلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫إنما كان هو أول حاكماً لمة محمد عليه صلي ال عليه ولسل م‬ ‫ول نلستغرب فى ذلك فإن ال عز وجل قد يرلسل رلسل إلى الناس‬ ‫ويجعله م مع الرلسالة حكاماً يحكمون حكاماً يلسنون قال ال عز‬ ‫ف ً‬ ‫ض َ‬ ‫خِلمي َ‬ ‫ ن‬ ‫ج َ‬ ‫وجل‪َ) :‬ديطا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة ِ‬ ‫كم بَْمي َ‬ ‫ك َ‬ ‫عْلَنطا َ‬ ‫داُووُد إِّنطا َ‬ ‫فطا ْ‬ ‫ف ي اْل َْر ِ‬ ‫ى َ‬ ‫و ٰ‬ ‫ن‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫فُمي ِ‬ ‫وَل تَّتِبعِ اْل َ‬ ‫ع ن َ‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ق َ‬ ‫س ِبطاْل َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫سِبمي ِ‬ ‫الّنطا ِ‬ ‫ضّلو َ‬ ‫سوا‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ ن ديَ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬ ‫د بِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ع ن َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ددي ٌ‬ ‫ه لَُه ْ‬ ‫مطا نَ ُ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫سِبمي ِ‬

‫ب( "لسورة ص – آية ‪ ,"26‬يا داود إنا جعلناك‬ ‫سطا ِ‬ ‫م اْل ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ديَْو َ‬ ‫خليفة ال عز وجل يختار رلسل ويختار أنبياء ويجعل من الرلسل‬ ‫حكاماً للناس ليس حكا م بطش والستبداد‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م قبضه ال عز وجل إليه قال‬

‫الناس مات ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م وال عز وجل كتب‬

‫الفناء على الخلق كل الخلق كل شئ هالك إل وجهه ل يبقى إل‬

‫وجه ال عز وجل كل إلى فناء وُم حـمد صلي ال عليه ولسل م‬

‫إنما هو من خلق ال إنك ميت إوانه م ميتون إنك يا ُم حـمد عليك‬ ‫أفضل الصلة واللسل م ميت إوانه م كذلك أموات‪ .‬عمر ‪ ‬أخذته‬ ‫الصدمة فإن وقعها عظي م على النفس شديد ُم حـمد مات عليه‬

‫أفضل الصلة واللسل م يقول عمر ‪ ‬وال من قال ُم حـمداً مات‬

‫فليس له عندى إل اللسيف أقطع رقبته كلمات مثل هذه قالها‬ ‫عمر عندما أخذته الصدمة وعندما أخذه هول المفاجأة يأتى‬

‫أبو بكر الصديق ‪ ‬ث م يدخل على رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م يكشف عن وجهه ما غطي به يكشف عن وجه ُم حـمد‬

‫صلي ال عليه ولسل م ما لسجى به ويقول ما أطيبك يا رلسول‬

‫ال حياً وميتا ويقبله بين عينيه ويقول أما الموتة التى كتبها‬

‫ال عليك فقد متها وال ل يجمع ال عليك موتتين يخرج على‬ ‫الناس‬

‫م ن َ‬ ‫ل َ‬ ‫لۚ‬ ‫قْبِل ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫قْد َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ه الّر ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫د إِّل َر ُ‬ ‫مطا ُ‬

‫أَ َ‬ ‫م ن َدين َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ان َ‬ ‫ى‬ ‫ب َ‬ ‫ى أَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قطابِ ُ‬ ‫و َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫ت أَْو ُقِت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫قِل ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫قلَْبُت ْ‬ ‫فِإن ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ه َ‬ ‫مطا‬ ‫َ‬ ‫ضّر اللّ َ‬ ‫شطا ِ‬ ‫عِقبَْمي ِ‬ ‫و َ‬ ‫ ن ‪َ .‬‬ ‫كِردي َ‬ ‫و َ‬ ‫شْميًئطا ۗ َ‬ ‫ه َ‬ ‫جِز ي اللّ ُ‬ ‫سميَ ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫فَل ن ديَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫كطا َ‬ ‫كَتطاًبطا ّ‬ ‫َ‬ ‫م ن ُديِرْد‬ ‫ه ِ‬ ‫ن اللّ ِ‬ ‫ت إِّل بِ​ِإْذ ِ‬ ‫و َ‬ ‫جًل ۗ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ؤ ّ‬ ‫س َأن تَ ُ‬ ‫ن لَِنْف ٍ‬ ‫‪49‬‬


‫ب ال ّ‬ ‫هطا ۚ‬ ‫ه ِ‬ ‫خَرِة ُنْؤتِ ِ‬ ‫ب اْل ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫دْنَميطا ُنْؤتِ ِ‬ ‫مْن َ‬ ‫مْن َ‬ ‫وا َ‬ ‫م ن ُديِرْد ثَ َ‬ ‫و َ‬ ‫هطا َ‬ ‫وا َ‬ ‫ثَ َ‬

‫ ن ‪" ( .‬لسورة آل عمران – آية ‪– 144‬‬ ‫شطا ِ‬ ‫كِردي َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫سَن ْ‬ ‫جِز ي ال ّ‬ ‫‪."145‬‬

‫عمر ‪ ‬والناس كل الناس عندما لسمعوا هذه الية كأنها‬

‫ل م تنزل عليه على رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إل حين‬

‫تلها الصديق ‪ ‬ث م يقول للناس من كان يعبد ُم حـمد صلي ال‬ ‫عليه ولسل م فإن ُم حـمد قد مات ومن كان يعبد ال فإن ال حى‬

‫ل يموت ‪ ,‬ال عز وجل هو الباقى ال عز وجل هو الحى كتب‬ ‫الفناء على كل شئ كتب الموت على كل شئ وهو الباقى وهو‬

‫الحى من كان يعبد ال فإن ال حى ل يموت ومن كان يعبد‬

‫محمد فمحمد عليه أفضل الصلة واللسل م خلق من خلق ال‬ ‫كتب ال عز وجل عليه الموت فمات‪.‬‬

‫ال نـصار قالت عندما الستقر المر وعل م أن الحاك م الذى‬

‫كان يحكمه م قد مات أن رلسول ال صلي ال عليه ولسل م قد‬

‫ترك القيادة خالية ليس من ورائه أحداً أوصى له ول قال للناس‬

‫عليك م بفل نـ عليك م بفل نـ إنما تركها كأنه ل م يقل فيها شيئاً ول م‬

‫يخاطب أحداً بخصوصها ترك اللساحة خالية ولكنها ما كانت‬ ‫خالية إنما كانت هناك أوامر من رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫‪50‬‬


‫ولسل م وأحاديث تبين لهؤلء الناس الطريق وتهديه م إليه قالت‬ ‫ال نـصار منا أمير ومنك م أمير أول الفرقة منا أمير ومنك م أمير‬

‫يقول عمر ‪ ‬لسيفان فى غمد إذن ل يصطلحان يتعاركان ‪ ,‬ال‬ ‫عز وجل بإرادته أراد أن يكون لكل مكان لسلطانه اللسلطان الذى‬

‫يحرك الدفة والذى يقود العباد فإن ال يدع باللسلطان ما ل يدع‬ ‫بالقرآن ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م اللسلطان ظل‬

‫ال فى أرضه فإن عدل كان له الجر إوان جار كان عليه الوزر‬

‫فإنما هو ظل ل عز وجل فى أرضه قال عمر ‪ ‬لسيفان فى‬

‫غمد إذن ل يصطلحان أبايع الصديق ‪ ‬أرشح الصديق ‪ ,‬ما‬

‫كانت المبايعة من عمر إنما هى ترشيح إنما هى اختيار كانوا‬

‫فى ثقيفة بنى لساعدة مكان يلسمى هكذا أهل الثقيفة أهل الحل‬

‫والعقد أهل الشورى أهل البصيرة كانوا فى ذلك المكان يجتمعون‬ ‫لكى يؤمروا عليه م أمير فعندما اختار عمر ‪ ‬المير وافقوا‬

‫على الترشيح إذن ديمقراطية اللسل م تختلف عن ديمقراطية‬

‫الغرب ناس ترشح نفلسها للقيادة يرشحون أنفلسه م لل نـتخابات‬ ‫للريالسة‪ ,‬أما فى اللسل م إنما يكون هناك رجل يشار إليه‬

‫بالبنان يختاره القو م ويقولون رشحنا فل نـ هل إذا رشح فل نـ‬

‫ذلك الستقر المر على أنه المير الستقر المر على أنه القائد‬ ‫على أنه رئيس الجمهورية على أنه الحاك م على أنه الملك ل‬ ‫‪51‬‬


‫وال إنما هؤلء الذين رشحوه يخرجون به إلى عامة الشعب‬

‫إلى كل الخلق حتى يكون اللستفتاء وتكون المبايعة الصديق‬ ‫‪ ‬يخرج على الناس لكى تكون البيعة لكى يكون اللستفتاء‬

‫لكى تكون العلمات صح أو خطأ تريد أو ل تريد ولكنها كانت‬

‫بالكل م ولكنها كانت بالشخاص ولكنها كانت بالرجال خرج‬

‫الصديق ‪ ‬يقول أيها الناس وال ما كنت حريصاً عليها فى‬

‫يو م ول ليلة ول كنت أبغيها ول أرتضيها ول لسألتها ال عز وجل‬ ‫لس ارً ول عل نـية ل م يلسألها من ال ولكنى خشيت الفتنة وما لى‬

‫فى المارة من حاجة ث م يقول‪ :‬أيها الناس وليت عليك م وللست‬

‫بخيرك م أنا وجدت نفلسى أمير عليك م وهو خيره م هو ثانى اثنين‬ ‫إذ هما فى الغار وهو الذى كان يعتق الرقيق أهل الغرب أهل‬

‫الغرب تقول وتدعى أن أبراها م لونكلن أو واشنطن هما محر ار‬

‫العبيد والذى كان يحرر العبيد والذى كان يطلق لسراحه م والذى‬

‫كان يفك ألسره م إنما هو الصديق ‪ ‬محرر العبيد الصديق‬

‫وليس واشنطن ول لنكولن إنما هى ادعاءات من الغرب يدعيها‬ ‫ونحن عندنا الخير ولكن ل ندريه ولكن ل نعلمه يجب علينا أن‬

‫نجليه للناس أن نلمعه للناس حتى ينظروا إليه قال وليت عليك م‬ ‫وللست بخيرك م فإن أحلسنت فأعينونى إوان ألسأت فقومونى‬

‫الصدق أمانة والكذب خيانة الضعيف فيك م قوى حتى آخذ الحق‬ ‫‪52‬‬


‫له والقوى فيك م ضعيف حتى آخذ الحق منه أنظر إلى هذه‬

‫الكلمات كل كلمة فيها إنما إذا أردنا أن نعظ الناس بمعناها‬

‫موعظة فإنها ل تكفى الموعظة ولكنها تحتاج لمواعظ ‪ ,‬بايع‬ ‫الناس كل الناس كل الناس بايعوا الصديق هل الستقر المر‬

‫على ذلك يخرج عليه م الصديق ثل ثـة أيا م متتالية وهو يقول‬

‫للناس أيها الناس أقلتك م بيعتك م اختاروا غيرى أنا أتنازل عن‬

‫الحك م اختاروا واحد غيرى يقو م له على بن أبى طالب ‪ ‬ويقول‬ ‫له وال ل نقيلك ول نلستقيلك قدمك رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م فمن ذا يؤخرك ‪.‬‬

‫بعد أن حك م الصديق ‪ ‬ما شاء ال تأتيه الوفاة والوفاة‬

‫قلنا على كل حى قائمة هذه القبور شاهدة وهذه النعوش‬

‫شاهدة وهذه الرض التى هى أمك م إنما ابتلعت أجلساداً قبل‬

‫أجلساد وابتلعت أجلساداً بعد أجلساد وقبل أجلساد وبعدها أجلساد‬

‫والصديق ‪ ‬وهو على فراش الموت الذى ما رشح نفلسه ولكنه‬ ‫اختير يأتوه بكفن جديد أنظر كيف كان الذين كانوا يحكمونك م‬

‫عندما أحضروا له الكفن وجده جديداً قال كفنونى فى ثوب خلق‬

‫فإن الحى أولى بالجديد كفنونى فى ثوب قدي م فإنه لسوف يأكله‬ ‫الدود لسوف يفنيه التراب لسوف يذهب ل فائدة منه غل لستر‬

‫الجلسد ولستر العورة حتى أن وارى الميت التراب حتى إذا وضع‬ ‫‪53‬‬


‫فى حفرته فإنه جاءته الجيوش جاءته الجيوش ولسلط عليه‬

‫الدود ولسلطت عليه البكتيريا ولسلط عليه خلق ال حتى يفنوه‬

‫فل يبقى منه إل عقب الذنب كما قال رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م مثل الحمصة أو مثل العدلسة هذا هو الذى يركب منه‬ ‫الخلق مرة ثانية يو م القيامة إذا نفخ فى الصور فخرجوا من‬ ‫الجداث ينلسلون‪.‬‬

‫الصديق ‪ ‬يكتب هذه الرلسالة رلسالة كتبها ماذا قال فيها‬

‫قال ‪ :‬بلس م ال الرحمن الرحي م هذا ما عهد به ابن أبى قحافة‬

‫فى آخر عهده بالدنيا خارجاً منها وأول عهده بالخرة داخل ‪,‬‬

‫لسوف تخرج من الدنيا وتدخل إلى دار دار فيها الخلود إما جنة‬

‫إواما نار فأعدوا أنفلسك م لتكونوا من لساكنى الجنة ول تكونوا من‬ ‫الذين ُيجعلون حطباً فى جهن م والعياذ بال قال الصديق هذا ما‬

‫عهد به ابن أبى قحافة فى آخر عهده بالدنيا خارجاً منها وأول‬

‫عهده بالخرة داخل فيها إنى الستخلفت عليك م عمر بن الخطاب‬

‫‪ ‬فإن عدل كان ظنى به وعلمى فيه إوان بدل وظل م فل أعل م‬

‫الغيب وأردت الخير ولسيعل م الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون‬

‫كتبت هذه فى كتاب فى رلسالة ث م خرج بها عثمان ‪ ‬أنظر إلى‬ ‫ديمقراطية اللسل م أنظر إلى الختيار كيف ُيختار الحاك م فى‬

‫دينك م كيف ُيختار الحاك م الذى يحكمك م هل كان اختيار الصديق‬ ‫‪54‬‬


‫توريثاً للحك م هل كان اختيار الصديق إنما هو إجبار للناس‬ ‫على اللس م الذى اختاره أنظر كان اختيار وكان ترشيح خرج‬ ‫عثمان بالرلسالة ‪ ‬وهى مكتومة وهى مطبقة فرفعها أما م‬

‫الناس أما م الخلق كل الخلق ث م قال أيها الناس تبايعون لمن‬

‫فى هذا الكتاب الكتاب مغلق تبايعون لمن السمه فى ذلك الكتاب‬ ‫الناس كلها إنما هى أهل عقل ورشد يعلمون أن اللس م الذى‬

‫اختير فى الكتاب لبد ان يكون السماً صالحاً لن الذين اختاروه‬

‫من أهل الصلح قالوا رضينا بمن في هذا الخطاب‪.‬‬

‫ما كان حك م الصديق ‪ ‬حك م تلسلط ول وراثة وما كان حك م‬

‫عمر حك م تلسلط ول وراثة وكذلك كان الشئ فى عثمان ‪‬‬

‫وكذلك كان الشئ فى علي ‪ ‬ث م كان بعد ذلك إنما ملكاً‬ ‫عضوضاً ملكاً ملسلطاً ل صلة لللسل م به وما أمرنا به ‪ ,‬جاء‬ ‫عبد الرحمن بن لسمرة إلى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬

‫المر فى دينك م ل يوجد أحد يرشح نفلسه ويقول انتخبونى أنا‬

‫حلو إوانما قال رلسول ال صلى ال عليه ولسل م يا عبد الرحمن‬

‫بن لسمرة ل تلسأل المارة ل تطلب المارة فإنك إن أعطيتها‬

‫أعنت عليها إوان لسألتها وكلت إليها ‪ ,‬وجاءه أبو ذر ‪ ‬وقال‬

‫له يا رلسول ال أل تلستعملنى اجعلنى أمير على أى شئ قال له‬

‫يا أبا ذر إنك ضعيف إوانها أمانه إوانها يو م القيامة خزي وندامة‬ ‫‪55‬‬


‫إل من أخذها بحقها وأدى ما عليه فيها كيف يأخذها بحقها‬

‫وكيف يؤدى ما عليه فيها إن المر خطير يقول رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م ما من أمير عشرة إل يؤتى به مغلول يو م‬ ‫القيامة يفكه عدله بين الناس ويقول رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م لَيـتـَ​َم ــنّـيَـْي َنـ يو م القيامة أقوا م لو أنه م كانوا علقوا بالثريا‬

‫ل ‪ ,‬لسوف يتمنى الحكا م يو م القيامة أنه م علقوا‬ ‫ول م يلوا عم ً‬

‫بأعلى النجو م بحبال فى نجو م من اللسماء وتدلوا منها إوانه م ل م‬

‫يتولوا أم ارً من أمور الملسلمين ول م يحكموا أهل اللسل م حك م‬ ‫أهل اللسل م كما قيل لعمر ‪ ‬عندما قال أيها الناس وليت‬

‫عليك م وللست بخيرك م كما قال الصديق فإن رأيت م بى اعوجاجاً‬ ‫فقومونى فوقف له واحداً من عامة الشعب يقول له وال يا‬

‫عمر لو رأينا بك اعوجاجاً لقومناك بلسيوفنا‪.‬‬

‫المراء هؤلء والحكا م درجات وفى كل مكان حاك م وأمير‬

‫وكان من المراء أمير الملسجد إواما م الناس والمامة ل يتعارك‬ ‫عليها الناس إنما رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وضحها‬ ‫لمن تكون قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م َيؤ م الناس‬

‫أقرأه م لكتاب ال فإن كانوا فى القراءة لسواء فأعلمه م بلسنة‬

‫رلسول ال فإن كانوا فى اللسنة لسواء فأقدمه م هجرة أو كما قال‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فأقدمه م هجرة فى هذه اليا م‬ ‫‪56‬‬


‫التى نعيشها إنما هو أكبره م لسناً ويقول رلسول ال صلى ال‬

‫ل فى لسلطانه ول رجل فى بيته ول‬ ‫عليه ولسل م ول َيؤّم نـ رجل رج ً‬

‫يجلس على تكرمته إل بإذنه‪.‬‬

‫فإذا حصل الما م القراءة وكان أق أر الناس يصلى بنا ‪,‬‬

‫لسال م مولى حذيفة ‪ ‬لسال م مولى حذيفة لسال م كان خادماً عند‬

‫حذيفة ‪ ‬كان لسالماً حافظاً للقرآن فكان يصلى بمن كان يصلى‬

‫والذى يأت م به والذى ينقاد به ويتبع صل تـه ل يركع قبل أن يركع‬

‫ول يلسجد قبل أن يلسجد إنما هو حذيفة وكان الصديق وكان‬

‫عمر وكان على وكان عثمان وكان لسهل بن حنيف رضى ال‬

‫عنه م أجمعين كان يؤمه م من كان يؤمه م لسال م مولى حذيفة ‪‬‬

‫ذلك الذى يؤ م الناس هل يفرض نفلسه على الناس فرضاً قال‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ل يحل لرجل يؤمن بال عز‬

‫وجل أن يؤ م قومه بغير إذنه م ذلك الذى أ م الناس هل هو أعلي‬ ‫الناس قد يكون من يصلى وراءه أذكى منه قد يكون أغنى منه‬

‫قد يكون أرفع منه شأناً ولكنه صلى به م ل نـه أقرأه م‪ ,‬هل إذا‬

‫صلى بالناس انفرد بالرأى وصلى الرباعية خملسة وزاد إلى‬

‫اللسادلسة واللسابعة ويقول إنما قد ُجعـل الما م لكى يؤت م به ‪,‬‬

‫يؤت م به فيما أمرنا به أما إذا أخطأ فل إمامة لمن أخطأ إنما يرد‬

‫عليه خطأه ذلك إذا كانت الصلة المفروضة أما إذا كانت صلة‬ ‫‪57‬‬


‫جنازة فإن أولى الناس بأن يصلى على الميت إنما هو وليه إنما‬

‫هو أقرب الناس إليه هو الذى يصلى على الميت إل إذا أذن‬ ‫الولى لمن يراه أن يصلى لماذا كان ذلك لن أولى الناس‬

‫بالميت إذا دعا للميت فإنه لسوف يدعو بإخلص لسوف يتوجه‬ ‫إلى ال عز وجل بطلب المغفرة والرحمة لذلك الميت الذى هو‬

‫ملتصقاً به‪.‬‬

‫ديمقراطية الغرب إنما هى ديمقراطية ذائفة إذا رشح إنلسان‬ ‫نفلسه فإذا كان صاحب صوت وصاحب مال اشترى الصوات ث م‬ ‫نجح ث م يقول بعد ذلك الرئيس الذى يركب على عرش هذه‬ ‫الدولة الطاغية الباغية ويريد أن يتحك م فى رقاب العباد ويريد‬ ‫أن يتحك م فى الكون يقول نرفع فل نـ ونضع فل نـ و نرفع فل نـ‬ ‫ونضع فل نـ إذا كنت تتشدق بالديمقراطية فلماذا ترضاها لنفلسك‬ ‫وتأباها على الخرين أتأمرون الناس بالبر وتنلسوا أنفلسك م أن‬ ‫دين اللسل م هو خير دين وهو خات م دين ورلسولك م عليه أفضل‬ ‫الصلة واللسل م رلسول رب العالمين‪.‬‬

‫حضارة اللسل م إنما هى حضارة ربانية جاء بها كتاب ال‬ ‫عز وجل ونهج رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وعمل‬ ‫الصالحين فى هذه المة وأن ال عز وجل ل يدع حضارته‬ ‫تنهار أما م حضارات الفلساد والعرى وال نـحل لـ ‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫ل عنصرية فى اللسل م‬ ‫يا ُم مححمد يا من كنت رائد المحضارة الربانية اللهم صلى وسلم‬ ‫وبارك عليك يا من قال فى محقك أنس بن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬خدمت‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عشر سنين فمال قال لى لشئ‬ ‫فعلته لما فعلته ولم يقل لشئ لم أفعله لما لم تفعله رسول ال‬ ‫صلي ال عليه وسلم الذى كان قبل موته يخرج على الناس‬ ‫ويقول ‪ :‬الصلة الصلة وما ملكت أيمانكم كان يوصى الناس‬ ‫بالصلة ويوصى الناس بالضعيف أل يغتصب محقه أل يكون‬ ‫كما مهمل فى المجتمع ولكن ذلك الضعيف إنما قد يكون عند‬ ‫ال عز وجل أعظم منك أج اًر وأمحسن منك محال تلك وصية‬ ‫رسول ال صلي ال عليه وسلم الذى تقول فى محقه أم المؤمنين‬ ‫عائشة رضى ال عنها وأرضاها ‪ :‬ما ضرب رسول ال صلي‬ ‫ال عليه وسلم بيده قط امرأة ول خادمًا اللهم صلى وسلم وبارك‬ ‫عليك يا رسول ال صلة دائمة أبدًا ‪.‬‬

‫يتشدق أهل الغرب ويقولون أن حضارته م هى الحضارة‬ ‫الفائزة هى الحضارة مرتفعة الراية وكذبوا وال فإن حضارة‬ ‫اللسل م هى الحضارة الربانية التى نزل بها جبريل أمين الوحى‬ ‫من اللسماء إلى الرض على قلب محمد عليه أفضل الصلة‬ ‫‪59‬‬


‫واللسل م فكانت حضارة اللسل م إنما هى عبادة نعبد ال عز‬ ‫وجل بها ونتقرب إليه ل عصبية حضارة اللسل م ل عصبية فيها‬ ‫إنما العصبية مذمومة الذ م كله حضارة اللسل م حضارة الملساواة‬ ‫البشر كل البشر أما م الخالق لسواء البشر كل البشر إنما أنبته م‬ ‫ال عز وجل من هذه الرض من تربة الرض نباتاً وال أنبتك م‬ ‫منها نباتاً منها خلقناك م وفيها نعيدك م ومنها نخرجك م تارة أخرى‬ ‫ال عز وجل إنما خلق آد م من طين ث م جعل نلسله فى قرار‬ ‫مكين ث م كان ذلك النلسل إنما هو من نطفة قذرة إذا تلقاها‬ ‫ال نـلسان بيده فإنه يهرع ليديه غالسل يأيها ال نـلسان أينما كنت‬ ‫ملساواة اللسل م تقول لك ‪ :‬إذا كنت إنلساناً فى أمريكا إنلساناً فى‬ ‫إنجلت ار إنلساناً فى جنوب أفريقيا إنلساناً فى أى موطن من‬ ‫مطا أَْك َ‬ ‫ ي‬ ‫سطا ُ‬ ‫ ن أَ ّ ِ‬ ‫فَرُه ‪ِ .‬‬ ‫ن َ‬ ‫ل ا ْ ِلن َ‬ ‫المواطن قال ال عز وجل‪ُ) :‬قِت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ن ن ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ط َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ل‬ ‫ه ‪ِ ..‬‬ ‫ق ّ‬ ‫ف ٍ‬ ‫سِبمي َ‬ ‫ة َ‬ ‫ يٍء َ‬ ‫َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫دَرُه ‪ُ .‬ث ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫فَأْقبَ​َرُه ‪.‬‬ ‫م أَ َ‬ ‫مطاتَ ُ‬ ‫سَرُه ‪ُ .‬ث ّ‬ ‫ديَ ّ‬

‫عبس – آية ‪. 22 – 17‬‬

‫م إِ َ‬ ‫شَرُه ‪" ( .‬لسورة‬ ‫شطاَء َأن َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ُث ّ‬

‫بدايتك يا إنلسان بدايتك نطفة قذرة ومنتهاك جيفة نتنة‬ ‫بدايتك نطفة تغتلسل منها ونهايتك جيفة إنما تحاول بقدر‬ ‫طاقتك أن تتخلص من عفونتها وأن تتخلص من ريحها‬ ‫ونهايتك جيفة نتنة وأنت بين ذلك تحمل العذرة والنذرة كأنك‬ ‫‪60‬‬


‫كيس نايلون ما هو بداخله بداخلك وبداخل كل إنلسان مهما‬ ‫كان لونه ومهما عل قدره ومهما اتلسع لسلطانه وماله إنما‬ ‫داخلك ما إذا اختليت فى الخلء شاهدته وعاينته إنما هو بول‬ ‫وغائط وأنت بين ذلك تحمل العذرة والنذرة ولكن ال عز وجل هو‬ ‫ول َ َ‬ ‫قْد َ‬ ‫ر‬ ‫مْلَنطا ُ‬ ‫مَنطا بَِن ي تآ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫الذى كرمك ) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫كّر ْ‬ ‫ف ي اْلبَ ِّ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ ن‬ ‫م َ‬ ‫ضْلَنطا ُ‬ ‫وَرَزْقَنطا ُ‬ ‫ ن الطّ ِمي َّبطا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫حِر َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫واْلبَ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثميٍر ِ ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫هم ِ ّ‬

‫ضميًل( "لسورة اللسراء – آية ‪ "70‬ال عز وجل كر م‬ ‫خلَْقَنطا تَْف ِ‬ ‫َ‬ ‫بنى آد م بنى آد م كل الخلق ال عز وجل كرمه م على اختلف‬ ‫ألوانه م وعلى اختلف أقطاره م وعلى اختلف مداركه م وعلى‬ ‫اختلفه م كل الختلف إنما هو ال عز وجل الذى كر م بنى آد م‬ ‫‪.‬‬ ‫وال عز وجل يقول ‪:‬‬

‫م ن َ‬ ‫ذ َ‬ ‫كٍر‬ ‫خلَْقَنطا ُ‬ ‫)َديطا أَديّ َ‬ ‫س إِّنطا َ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫هطا الّنطا ُ‬

‫و َ‬ ‫د‬ ‫عطاَرُفوا ۚ إِ ّ‬ ‫ل لَِت َ‬ ‫ج َ‬ ‫عن َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫عْلَنطا ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن أَْكَر َ‬ ‫قَبطائِ َ‬ ‫عوًبطا َ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫وُأنَث ٰ‬ ‫م ُ‬ ‫ه أَْت َ‬ ‫خِبميٌر( ‪" .‬لسورة الحجرات – آية‬ ‫ه َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫قطا ُ‬ ‫اللّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫عِلمي ٌ‬ ‫‪ ,"13‬ال عز وجل يخاطب الناس كل الناس ورلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م يو م فتح مكة يصعد بل لـ ‪ .‬بل لـ الحبشى‬ ‫اللسود الرقيق العبد أعتقه الصديق ‪ ‬فكان بل لـ وبملساواة‬ ‫اللسل م وبعد م العنصرية فى ذلك الدين كان بل لـ واحداً من أمة‬ ‫محمد عليه أفضل الصلة واللسل م وكان بل لـ ‪ ‬بعد أن كان‬ ‫‪61‬‬


‫عبداً رقيقاً خادماً إنما يطلق عليه اللسيد فكان الصحابة يقولون‬ ‫لسيدنا أعتق لسيدنا أبو بكر الصديق لسيدنا أبو بكر أعتق َم نـ‬ ‫أعتق لسيدنا بل لـ رضى ال عنه م أجمعين ‪ ,‬صعد بل لـ إلى‬ ‫لسطح الكعبة وانطلقت من فيه كلمات الذان تقول ال أكبر أهل‬ ‫الشرك الذين ل يتجاوبون مع معانى ذلك الدين والذين ل م يعلموا‬ ‫أن ذلك الدين إنما جاء من رب العالمين لكى تكون الخلق كل‬ ‫الخلق والناس كل الناس إنما ه م لسوالسية أما م ال عز وجل‬ ‫قالوا أل م يجد إل ذلك العبد اللسود يلسمع بهذه الكلمات رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م يقف بالناس خطيباً واعظا ويقول )َديطا‬ ‫م ن َ‬ ‫ذ َ‬ ‫عوًبطا‬ ‫ج َ‬ ‫عْلَنطا ُ‬ ‫خلَْقَنطا ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫أَديّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫كٍر َ‬ ‫س إِّنطا َ‬ ‫ك ْ‬ ‫وُأنَث ٰ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫هطا الّنطا ُ‬

‫و َ‬ ‫ه أَْت َ‬ ‫م‬ ‫ه َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫عطاَرُفوا ۚ إِ ّ‬ ‫ل لَِت َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫قطا ُ‬ ‫عنَد اللّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أَْكَر َ‬ ‫قَبطائِ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫عِلمي ٌ‬

‫خِبميٌر( "لسورة الحجرات – آية ‪ ,"13‬أكرمك م عند ال ليس‬ ‫َ‬ ‫الغنى ليس البيض ليس المريكى ليس الوروبى إنما أكر م‬ ‫الخلق عند ال إنما هو أتقاه م إنما هو أقرأه م إنما هو آمره م‬ ‫بالمعروف إنما هو أوصله م للرح م ‪.‬‬ ‫درة بنت أبى لهب درة رضى ال عنها وأرضاها كان الناس‬ ‫يعيرونها بأبيها ل نـه مات مشركاً ل نـه من أهل النار فجاءت‬ ‫تشتكى لرلسول ال صلي ال عليه ولسل م فقال لها رلسول ال‬ ‫صلى ال عليه ولسل م ‪ :‬يا درة خير الناس أتقاه م وأقرأه م‬ ‫‪62‬‬


‫وأعلمه م ليس الجاهل فيه م وآمره م بالمعروف وأنهاه م عن‬ ‫المنكر الذى هو يتجاوب مع المجتمع ويعيش فيه ووجدانه كله‬ ‫عامل فيه خيره لكى يزدهر ذلك المجتمع ويرتفع ‪ .‬يا درة خير‬ ‫الناس أتقاه م وأقرأه م وآمره م بالمعروف وأنهاه م عن المنكر‬ ‫وأوصله م للرح م ‪.‬‬ ‫كذلك عكرمة ‪ ‬كان الناس يلستقبلونه ويقولون عنه هو‬ ‫ألسل م وأصبح من أهل اللسل م كانوا يلستقبلونه ويقولون له ‪:‬‬ ‫أنت ابن فرعون هذه المة فقال رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م ‪ :‬ل فضل لحد على أحد ذلك الدين إنما هو دين‬ ‫الملساواة كلها ديناً ل عنصرية فيه الفضل فيه بين الناس إنما‬ ‫هو ل تـقى الناس ليس لغنى الناس ليس لجمل الناس ليس‬ ‫لمن هو عنده القوة والجبروت قال رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م بعد أن تَـلى هذه الية ‪ :‬يأيها الناس إنا خلقناك م من ذكر‬ ‫وأنثى وجعلناك م شعوباً وقبائل لتعارفوا قال ‪ :‬أيها الناس إن ال‬ ‫عز وجل أذهب عنك م عصبية الجاهلية وفخرها بالباء – الواحد‬ ‫يقف يقول أبى فل نـ أبى كان مليونير أبى كذا أبى كذا وفخرها‬ ‫بالباء مؤمن تقى وفاجر شقى أنت م بنو آد م وآد م من تراب ما‬ ‫هو أصلك أصلك من تراب أصلك هو التراب منه خلقت إواليه‬ ‫تعود ويأكل جلسدك الدود ولسوف تفنى فيه ويعيد ال عز وجل‬ ‫نشأ آخر من ذرات كانت فيه – إن ال عز وجل أذهب عنك م‬ ‫‪63‬‬


‫عصبية الجاهلية وفخرها بالباء مؤمن تقى وفاجر شقى أنت م‬ ‫بنو آد م وآد م من تراب لينتهين أقوا م عن فخره م بآباء إنما ه م‬ ‫حطب من حطب جهن م هؤلء أهل الشرك الذين تفتخرون به م‬ ‫إنما ه م حطب جهن م فل تفتخر أو لتكونن كالجعل نـ ترفع بأنفها‬ ‫النتن الخنفلسة تجدها تكور القذارة ث م ترفعها على أنفها وتلسير‬ ‫بها وتظن أن لها كبرياء وأن لها منزلة وأن لها وضعاً إنما هى‬ ‫لس ئـل رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يا رلسول‬ ‫تحمل النتن ‪ُ .‬‬ ‫ال َم نـ أكر م الناس هل أكر م الناس المريكى الذى يملك الذرة‬ ‫والهيدروجينية ويملك الف بأرقامها من ‪ 16 : 1‬أو ‪ 19‬هل‬ ‫هو ال نـجليزى الذى يملك ُحمـرة الوجه والغطرلسة هل هو فل نـ‬ ‫هل هو فل نـ قال رلسول ال صلى ال عليه ولسل م ‪ :‬أكر م الناس‬ ‫أتقاه م قالوا يا رلسول ال ليس عن ذلك نلسألك قال رلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أتقى الناس أكر م الناس يولسف بن‬ ‫يعقوب بن إبراهي م نبى ال ابن نبى ال ابن خليل ال رتب بين‬ ‫الخلق ل نغض البصر عنها ‪ ,‬قالوا يا رلسول ال ليس عن ذلك‬ ‫نلسألك قال عن معادن العربى تلسألونى عن قبائلك م عن‬ ‫الغطرلسة التى كانت فيك م عن العصبية عن الجاهلية قال رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أكرمه م فى الجاهلية أكرمه م فى‬ ‫اللسل م إذا فقهوا ‪ .‬هناك شرط لكى تكون لك منزلة أن تكون‬ ‫تقياً أن تكون على دين وعلى خلق‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫عن عقبة بن عامر ‪ ‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫أنلسابك م ليلست لسبة على أحد – ال نـلساب بين الناس ليلست‬ ‫موضعاً لللسباب ول موضعاً للنقص إنلساناً كان والده خادماً‬ ‫إنلساناً كان والده فقي ارً إنلساناً كان والده كذا حقي ارً كان كذا وكذا‬ ‫وكذا قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أنلسابك م ليلست‬ ‫لسبة ليلست لسبباً فى أن تجلب لك اللسباب وتجلب لك الطعن‬ ‫إنما هو أنت إنما هو جوهرك إنما هو عملك إنما هو لسعيك إنما‬ ‫هو كل ما يحيط بك – أنلسابك م ليلست لسبة على أحد أنت م بنو‬ ‫آد م طف الصاع كلك م أبناء آد م عليه وعلى نبينا أفضل الصلة‬ ‫واللسل م كأنه مكيال واحد طف الصاع مكيال واحد كله مقاس‬ ‫واحد وكله خارج من ذلك المكيال طف الصاع إذا ملت المكيال‬ ‫وطف أى أنه وصل إلى ذروته وانهال باقيه فكان ذلك هو‬ ‫المعيار أنت م بنو آد م طف الصاع ل فضل لحد على أحد إل‬ ‫بتقوى ودين إذا كنت تريد أن تكون أفضل الناس فاتقى ال عز‬ ‫وجل إذا كنت تريد أن تكون أعلى الناس وضعاً وأعلى الرؤوس‬ ‫قمة فكُـن على دين ال عز وجل إنما الناس يتفاضلون بتقوى‬ ‫ودين وبحلسب الرجل أن يكون بذيئاً أن يكون بخيل أن يكون‬ ‫فاحشاً النقيصة ليلست بلسبب نلسبه ليلست بلسبب ما كان عليه‬ ‫والديه إنما النقيصة أن تكون أنت بذيء للسانك قذر أن تكون‬ ‫‪65‬‬


‫فحاشاً أن تكون بخيل مملسكاً فإن البخل إنما يجلب عليك‬ ‫المذمة ويجلب عليك الطعن ‪.‬‬ ‫دخل ثابت بن قيس ابن شماس ‪ ‬دخل الملسجد فوجد رجل‬ ‫يظن فى رألسه أن ذلك الرجل حقير أن ذلك الرجل فقير أنه ل‬ ‫يلساوى شئ فنحاه عن مكانه فقال يا ابن فل نـة رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م المعل م الذى جاء بدين الملساواة بين الرؤوس‬ ‫الدين الذى ل عنصرية فيه الذى ل ميزة لحد فيه على أحد قال‬ ‫يا ثابت ابن قيس أنظر فى وجوه القو م ماذا ترى ؟ قال أنا أرى‬ ‫يا رلسول ال أحمر وأصفر وأبيض وألسود فقال له إنك لن‬ ‫تفضله م إل بتقوى ‪ .‬أنت للست أحلسن من أى واحد منه م إنما‬ ‫ه م أما م ال عز وجل لسواء كألسنان المشط ‪ .‬المشط ألسنانه‬ ‫متلساوية ل لسناً فيها طول أكثر من الخر ول لسناً فيها لسمكاً‬ ‫أكثر من الخر فقال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يا ثابت‬ ‫إنك لن تفضله م إل بتقوى ال عز وجل ‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل‪:‬‬

‫ى‪.‬‬ ‫جطاَءُه اْل َ ْ‬ ‫) َ‬ ‫ع َ‬ ‫ى ‪َ .‬أن َ‬ ‫وت َ َ‬ ‫س َ‬ ‫عبَ َ‬ ‫م ٰ‬ ‫ول ّ ٰ‬

‫كُر َ‬ ‫ى‪ .‬أَْو ديَ ّ‬ ‫فَتن َ‬ ‫ذْكَر ٰ‬ ‫ه ال ِّ‬ ‫ ن‬ ‫ف َ‬ ‫ذ ّ‬ ‫ه ديَّز ّ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫مطا َ‬ ‫مطا ُديْدِردي َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ع ُ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ى‪ .‬أَ ّ‬ ‫ك ٰ‬ ‫م ِ‬ ‫ى‪َ .‬‬ ‫د ٰ‬ ‫م ن‬ ‫ك أَّل ديَّز ّ‬ ‫مطا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫مطا َ‬ ‫ى‪َ .‬‬ ‫علَْمي َ‬ ‫و َ‬ ‫ى‪َ .‬‬ ‫ه تَ َ‬ ‫فَأن َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ا ْ‬ ‫وأ َ ّ‬ ‫ك ٰ‬ ‫سَتْغَن ٰ‬

‫ى‪َ .‬‬ ‫ى ( "لسورة‬ ‫ت َ‬ ‫و ديَ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫س َ‬ ‫فَأن َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ى‪َ .‬‬ ‫جطاَء َ‬ ‫َ‬ ‫ه تَلَ ّ‬ ‫عْن ُ‬ ‫ك ديَ ْ‬ ‫ه ٰ‬ ‫ش ٰ‬ ‫ع ٰ‬ ‫عبس – آية ‪ 10 -1‬نزلت ولسميت اللسورة بالس م عبس‬ ‫‪66‬‬


‫لعتاب رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كان عبد ال ابن أ م‬ ‫مكتو م رجل أعمى ولكنه من أهل اليمان ولكنه من أهل التقوى‬ ‫جاء ناس إلى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م من علية القو م‬ ‫من أصحاب رؤوس الموال من الذين يتحكمون فى القتصاد‬ ‫العالمى آنذاك من الذين يحركون البورصة كيفما شاءوا جاءوا‬ ‫إلى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وكلمه م رلسول ال يريد أن‬ ‫يلستميله م إلى ذلك الدين وجاء عبد ال ابن أ م مكتو م يلسأل‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى آية الرلسول عليه أفضل‬ ‫الصلة واللسل م لسؤاله شغله عن هؤلء القو م فقطب وجهه‬ ‫قطب وجهه أما م من ل يراه وما كان يراه فنزل ذلك العتاب الذى‬ ‫يتكرر إلى قيا م اللساعة يعاتب ال عز وجل رلسوله ‪....‬‬ ‫الملساواة بين الناس ل فضل لغنى على فقير ول فضل لقوى‬ ‫على ضعيف ‪.‬‬ ‫أبو هريرة ‪ ‬يقول ‪ :‬قال رلسول ال صلى ال عليه ولسل م ‪:‬‬ ‫ل ينظر ال إلى صورك م ول ينظر إلى أموالك م ال عز وجل ل‬ ‫ينظر إلى جمال الصورة فهو خالقها ول إلى قوة الجلسد فهو‬ ‫الذى أمده بالقوة ول إلى علو الموال وكثرتها فإنه هو الرازق ل‬ ‫نظر ال عز وجل إلى صورك م وأموالك م ولكن ينظر إلى قلوبك م‬ ‫وأعمالك م ينظر إلى القلوب إوالى العمل التقوى ها هنا ‪ .‬ل فضل‬ ‫‪67‬‬


‫لعربى على أعجمى ول فضل لعجمى على عربى ول فضل‬ ‫لحمر على ألسود ول للسود على أحمر إل بتقوى ال عز وجل‬ ‫أو كما قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪.‬‬ ‫اللسل م دين الملساواة ل عنصرية فيه والخرين من الناس‬ ‫العنصرية عنده م دين أنظر إلى الفارق إنه فارق جوهرى‬ ‫الصهيونية دين عنجهية أمريكا دين عندما يقولون ويقرون‬ ‫قانوناً أن المجر م المريكى ل عقاب عليه ول حلساب وال قالوها‬ ‫وقانون أقرته الم م المتحدة الم م التى ل تلساوى شئ ول تعمل‬ ‫إل ضد اللسل م وأهل دياره قانون أقروه أن الجندى المريكى إذا‬ ‫ارتكب جريمة ل يحالسب عليها ويحالسب على الجرا م الخرين‬ ‫أنظر وعندما يقف رئيس أمريكا ويقول َم نـ ل م يكن معنا فهو‬ ‫ضدنا فإنها قمة العنصرية كل العنصرية والعنصرية عنده م دين‬ ‫واللسل م عنده الملساواة بين فارقاً كبي ارً عظيماً قال ال عز‬ ‫و َ‬ ‫جّن َ‬ ‫هو ً‬ ‫كطا َ‬ ‫صطاَر ٰ‬ ‫م ن َ‬ ‫ىۗ‬ ‫ن ُ‬ ‫دا أَْو نَ َ‬ ‫ة إِّل َ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫خ َ‬ ‫وجل‪َ ) :‬‬ ‫قطاُلوا َل ن ديَْد ُ‬ ‫هطاُتوا ُبْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ ن( "لسورة‬ ‫صطاِد ِ‬ ‫م ِإن ُ‬ ‫هطانَ ُ‬ ‫قمي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك أَ َ‬ ‫تِْل َ‬ ‫كنُت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ۗ ُق ْ‬ ‫مطانِميُّه ْ‬ ‫البقرة – آية ‪ ,"111‬عنصرية لن يدخل الجنة إل من كان هوداً‬ ‫و َ‬ ‫ت اْلميَُهوُد‬ ‫قطالَ ِ‬ ‫أو نصارى عنصرية قال ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫ل َ‬ ‫ع ِّ‬ ‫صطاَر ٰ‬ ‫كم‬ ‫م ُدي َ‬ ‫كم بُِذُنوبِ ُ‬ ‫ذُب ُ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫ ن أَْبَنطاءُ اللّ ِ‬ ‫فِل َ‬ ‫ه َ‬ ‫والّن َ‬ ‫َ‬ ‫حّبطاُؤُه ۚ ُق ْ‬ ‫ى نَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ع ِّ‬ ‫شطاُء‬ ‫وُدي َ‬ ‫م ن ديَ َ‬ ‫ب َ‬ ‫شطاُء َ‬ ‫م ن ديَ َ‬ ‫ق ۚ ديَْغِفُر لِ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ل َأنُتم بَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ۖ بَ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫شٌر ِ ّ‬ ‫ذ ُ‬

‫‪68‬‬


‫صميُر(‬ ‫م ِ‬ ‫وإِلَْمي ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ولِلّ ِ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫مطا ۖ َ‬ ‫مطا بَْميَنُه َ‬ ‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫ۚ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مْل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫"لسورة المائدة – آية ‪."18‬‬ ‫أنظر العنصرية كلها هنا عنصرية صاغها هـتـلر‬ ‫ومولسولينى وهى عنده م دين وهى فى عقوله م وقلوبه م إلى أن‬ ‫يرث ال الرض ومن عليها الكل م الذى يقوله من هو على‬ ‫رأس ألمانيا إنما هو عنصرية والكل م الذى يقوله من هو على‬ ‫رأس إيطاليا إنما هو عنصرية والعنصرية عنده م دين ‪.‬‬ ‫قالوا ليس علينا فى الميين لسبيل كلمة قالتها اليهود‬

‫ولسمعها رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وُد وـنت شطر آية‬

‫جزءاً من آية فى لسورة آل عمران ويقول فى حقها رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م كذبت يهود كل شئ من أمر الجاهلية‬ ‫تحت قدمى موضوع كل شئ من أمر الجاهلية وضعه ُم حـمد‬

‫صلي ال عليه ولسل م تحت قدميه تحت حذائه ‪ .‬كل شئ من‬

‫أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع إل المانة فإنها مؤداة لكل‬

‫بار وفاجر إل المانة مؤداة إلى َم نـ مؤداة إل البار إوالى الفاجر‬ ‫ل يعنيك وضعه ل يعنيك دينه ل يعنيك جنلسه ل يعنيك بلده إذا‬

‫كانت له عندك حق يجب عليك أن تعطيه حقه إل المانة فإنها‬

‫مؤداة لكل بار وفاجر ‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫صفية أ م المؤمنين رضى ال عنها وأرضاها كان الناس‬ ‫يقولون لها أنِت بنت يهوديين ل نـه م أرادوا أن يلسبوا اليهود‬

‫ويكون طعناً فى اليهود ويقول لها رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م وهى تبكى ) أنظر إلى ذلك الدين إوالى حضارته ( قال‬ ‫لها ‪ :‬أل قلتى له م أبى مولسى وعمى هارون وزوجى ُم حـمد‬

‫عليه أفضل الصلة واللسل م ‪.‬‬

‫مرت جنازة فوقف لها رلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م‬ ‫كما جاء فى صحيح البخارى قالوا يا رلسول ال إنها جنازة‬ ‫يهودى قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أليلست نفلساً‬ ‫الناس من جهة التمثال أكفاء أبوه م آد م وال م حواء نفس‬ ‫كنفس وأرواح مشاكلة وأعظُـ م ركبت فيه م وأعضاء فإن ل م يكن‬ ‫له م من أصله م حلسب يفاخرون به فالطين والماء ويو م القيامة‬ ‫ل أنلساب بينه م يومئذ ول يتلساءلون الكل أما م ال عز وجل‬ ‫يقف أما م ال عز وجل لسواء إنما هى موازين المتقين من أهل‬ ‫النعي م والكافرين من أهل الجحي م ورلسولك م عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م لسن الملساواة فى أعلى صورها وقال عندما لسرقت‬ ‫المخزومية وال لو أن فاطمة بنت ُم حـمد لسرقت لقطع ُم حـمد‬ ‫يدها لقطع محمد عليه أفضل الصلة واللسل م يد فاطمة بنته لو‬ ‫لسرقت‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫وقال وأمامه أهل بيته أجمعين عشيرته كله م قال ‪ :‬ل‬ ‫تأتونى بال نـلساب ويأتيني الناس بالعمال ‪ ,‬تأتونى بال نـلساب‬ ‫يو م القيامة ل يقول واحداً من الناس أنا ابن ع م ُم حـمد ل يقول‬ ‫واحداً من الناس أنا ابن خال ُم حـمد إنما هى أعمال إنما هى‬ ‫تقوى إوايمان إنما هو عمل صالح يجعلك من أهل اللسعادة أو‬ ‫فجور يجعلك من أهل الشقاء ل عنصرية فى اللسل م رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م يقول فى حديث له معناه ‪ :‬أنا لسابق‬ ‫العرب وصهيب لسابق الرو م ولسلمان لسابق الفرس وبل لـ لسابق‬ ‫الحبشة " والناس تقف صفوفاً فى الصلة أما م الرحمن الغنى‬ ‫بجوار الفقير ل يلستطيع الغنى أن ينحيه خلف الصفوف والناس‬ ‫حول البيت فى الحج والعمرة إنما يطوفون وقد لبلسوا إحرامه م‬ ‫وخلعوا التيجان من على رؤولسه م إنما ه م بياض فى بياض ل‬ ‫غنى يرتفع على الناس ول ملك يلبس تاجه ويهي م به خيلء‬ ‫إنما الخلق كل الخلق أما م رب الخلق لسواء ‪.‬‬ ‫حضارة اللسل م الملساواة فيها ونبذ العنصرية دين وحضارة‬ ‫غيرنا العنصرية عنده م دين وشتان بين حضارة ربانية وحضارة‬ ‫اصطنعها الشياطين ‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫الحــريــــة‬ ‫الله م صل ولسل م عليك يا رلسول ال يا من كنت تتعامل‬ ‫بالحرية كلها يا من كانت الحرية عندك ألسالساً من اللسس التى‬ ‫ل تحيد عنها قبل أن يغادر الدنيا رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م أرلسل إلى أبى الشح م اليهودى يقترض منه صاعاً من‬ ‫شعير طعاماً لهل بيته فقال أبو الشح م إنما يريد ُم حـمد أن يأكل‬ ‫مالى محمد عليه أفضل الصلة واللسل م يقول إنى أمين فى‬ ‫الرض أمين فى اللسماء ولو أقرضنى لديت اذهبوا بدرعى هذا‬ ‫فاجعلوه رهينة عند أبى الشح م ومات رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م ودرعه مرهونة عند يهودى فى وثق شعير ُم حـمد عليه‬ ‫أفضل الصلة واللسل م لو كان ممن يصادرون الحريات‬ ‫ويطملسون العقائد لجبر أبا الشح م أن يكون من أهل اللسل م‬ ‫ولكن رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يتعامل بالحرية كلها ولو‬ ‫شاء لن يرلسل إليه من يفصل رألسه عن جلسده لفعل ولكن دين‬ ‫اللسل م إنما دين حرية العقيدة إنما دين حرية الفكر الله م صل‬ ‫ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال صلة دائمة أبدًا‪.‬‬ ‫حضارة اللسل م التى يتطاول عليها الغرب الحاقد التى‬ ‫يتطاول عليها الغرب الصليبى ويقول أن حضارته م إنما تفوق‬ ‫‪72‬‬


‫حضارة اللسل م وال كذبوا فإن حضارة اللسل م إنما هى حضارة‬ ‫ربانية نزل بها جبريل المين على رلسول رب العالمين فبلغها‬ ‫لعباده الصالحين فكانت حضارة إنما هى حضارة صانع الصنع‬ ‫وخالق الخلق الذى يعل م كيف يداويه م الذى يعل م كيف يعافيه م‬ ‫ال عز وجل‪.‬‬ ‫إذا كان زعي م أمريكا إواذا كان زعي م إيطاليا إواذا كان زعي م‬ ‫ألمانيا يتطاولون على أهل اللسل م ويقولون أن الحرية كل‬ ‫الحرية إنما هى فى دياره م وأن اللستبداد كل اللستبداد إنما هو‬ ‫فى ديار اللسل م إواذا كان اللستبداد فى ديار اللسل م ومصادرة‬ ‫الفكر فى ديار اللسل م والحجر على الفكار فى ديار اللسل م‬ ‫فهل هذا من أمر اللسل م وبأمر اللسل م أو هو ارتداد عن‬ ‫اللسل م وطعن على دين اللسل م اللسل م إنما هو دين الحرية‬ ‫فى ألسمى معانيها وأعلى مراتبها حرية أن تؤمن وحرية أن‬ ‫تكفر حرية لك م دينك م ولى دينى ألسمى مراتب الحرية أن تترك‬ ‫وما يعتقدون وأن تترك الناس وما يدينون يقول ال عز وجل‪:‬‬ ‫ ي ۚ َ‬ ‫ ن ۖ َ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫كُفْر‬ ‫م ن ديَ ْ‬ ‫شُد ِ‬ ‫)َل إِْكَراَه ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫قد تّبَميّ َ‬ ‫ف ي ال ِّ‬ ‫ ن الّر ْ‬ ‫غ ِّ‬ ‫ددي ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبطال ّ‬ ‫وْث َ‬ ‫ف َ‬ ‫ى َل‬ ‫ططا ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ن ِبطاللّ ِ‬ ‫وُديْؤ ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫ك ِبطاْل ُ‬ ‫عْر َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫سَت ْ‬ ‫دا ْ‬ ‫ق ٰ‬ ‫وِة اْل ُ‬

‫م( "لسورة البقرة – آية ‪,"256‬‬ ‫ع َ‬ ‫ممي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫هطا ۗ َ‬ ‫صطا َ‬ ‫انِف َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫عِلمي ٌ‬ ‫قد تبين الرشد وقد تبين الغي فمن شاء فليؤمن ومن شاء‬ ‫‪73‬‬


‫فليكفر إنما هى عقيدة من عقائد اللسل م وقاعدة من قواعد أنه‬ ‫ل إكراه لحد على أن يكون من أهل اللسل م أنظر إنها أعلى‬ ‫مراتب الحرية أعلى مراتب الحرية جاء رجل من ال نـصار إلى‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وكان له ولدان على النصرانية‬ ‫من النصارى ولدان على النصرانية وكان هو من أهل اللسل م‬ ‫فقال يا رلسول ال أيدخل بعضى النار لسوف أكرههما على‬ ‫اللسل م كان ذلك هو لسبب نزول هذه الية أن رجل أراد أن يكره‬ ‫ولديه على أن يتغي ار من دين النصرانية إلى دين اللسل م‬ ‫دعاهما الحرية كلها معهما إذا اعتقدا وكانا على بصيرة وكان‬ ‫العقل هادياً لهما فإنهما لسوف يؤمنون بذلك الدين الذى هو‬ ‫دين الفطرة اللسليمة أما إذا كانت العقول غير ذلك فل إكراه‬ ‫لهما على أن يعتنقا ذلك الدين متى نزلت هذه الية ما كان أهل‬ ‫اللسل م فى مكة يلستطيعون أن يكرهوا أحداً أن يدخلوا فى دينه م‬ ‫ل نـه م كانوا ضعاف ل نـه م كانوا أذلة ل نـه م كان ل حول له م ول‬ ‫حيلة فكان عد م ال كـراه إنما هو بلسبب طبيعة هؤلء الناس‬ ‫وبلسبب ضعفه م متى نزلت هذه الية نزلت فى اللسنة الرابعة من‬ ‫هجرة رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أنزلت فى أوج وفى أعلى‬ ‫قوة لهذه الدولة ولهذه المة أمة ُم حـمد عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م نزلت ل إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغي نزلت‬ ‫فى المدينة ومع القوة إذن فإن حرية العتقاد إنما كانت وأمر‬ ‫‪74‬‬


‫بها مع أن دين ال فى الرض اللسل م قد ُم ــكن لـه وقد أرلسى‬ ‫قواعده وأمد دعائمه ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م قلنا حديث أبا‬ ‫الشح م ‪ .‬أبا الشح م ذلك رلسول ال صلي ال عليه ولسل م مات‬ ‫ودرعه مرهونة عنده إذن هذه الية عاملة حتى وفاة ُم حـمد‬ ‫صلي ال عليه ولسل م ل نـها إذا حولت أو نلسخت ما كان أبا‬ ‫الشح م من اليهود ولكنه كان أجبر على اعتناق اللسل م تلك‬ ‫الية حقيقة تعامل بها الناس بعد رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م وكان من الذين تعاملوا بها وأمرنا أن نهتدى به م وننقاد‬ ‫لوامره م عمر ‪ ‬يقول زيد بن ألسل م ‪ :‬مر عمر على عجوز‬ ‫نصرانية عجوز من النصارى قال لها ألسلمى تلسلمى قالت إنى‬ ‫عجوز والموت إلى قريب أى أنها ل تريد أن تدخل فى اللسل م‬ ‫هل أمر عمر اللسياف أن يأتى فيقطع رألسها هل أمر أن ُيـمنع‬ ‫عنها عطاءها ماذا فعل عمر قال عمر ‪ : ‬أشهد ال أنى قد‬ ‫بلغت ل إكراه فى الدين يشهد ال عز وجل أنه قد بلغ الرلسالة‬ ‫ولكنه مع أنه بلغ الرلسالة إل أنه هناك قاعدة من قواعد‬ ‫الشريعة تقول ل إكراه فى الدين تقول أن هناك حرية كل الحرية‬ ‫فى أن تعتقد ما تريد حتى لو كان ذلك العتقاد فالسد فإنك‬ ‫لسوف تحالسب على العتقاد الفالسد أو تجازى على العتقاد‬ ‫اللسلي م وقل الحق من ربك م الحق ِم ْنـ َم ْنـ ِم َنـ ال عز وجل‪:‬‬ ‫شطاَء َ‬ ‫شطاَء َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫كُفْر ۚ‬ ‫فْلميَ ْ‬ ‫فْلُميْؤ ِ‬ ‫م ن ّربِ ّ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ن َ‬ ‫و َ‬ ‫م ن َ‬ ‫م ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫) َ‬ ‫ك ْ‬ ‫وُق ِ‬ ‫‪75‬‬


‫عَتْدَنطا ِلل ّ‬ ‫غميُثوا‬ ‫إِّنطا أَ ْ‬ ‫سَت ِ‬ ‫ظطالِ ِ‬ ‫سَراِدُق َ‬ ‫هطا ۚ َ‬ ‫ ن َنطاًرا أَ َ‬ ‫ممي َ‬ ‫وِإن ديَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫حطاطَ بِ ِ‬ ‫مطاٍء َ‬ ‫ُدي َ‬ ‫ت‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫جوَه ۚ بِْئ َ‬ ‫غطاُثوا بِ َ‬ ‫سطاَء ْ‬ ‫ل ديَ ْ‬ ‫س ال ّ‬ ‫شَرا ُ‬ ‫و ُ‬ ‫و ي اْل ُ‬ ‫كطاْل ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫مْه ِ‬

‫ُمْرتَ​َفًقطا( "لسورة الكهف – آية ‪ "29‬الحق من ال عز وجل َبـّيـن‬ ‫ظاهر شئت أن تهتدى إليه كان الهدى شئت أن تكون على‬ ‫النقيض كان النقيض ث م يبين بعدها ما أعده ال عز وجل‬ ‫لصاحب العقل اللسقي م وصاحب الفكر اللسيئ ولكن ما أمرنا أن‬ ‫نجبره بل ننقذه يريد لهذا الذى اختار الكفر على اليمان أن‬ ‫يثوب إلى رشده أن يراجع فكره ولكنه ما أجبره قال له إن جهن م‬ ‫لسرادق كأنه لسرادق من القماش ولكن ذلك اللسرادق يقول فى‬ ‫حقه رلسول ال صلى ال عليه ولسل م له أربعة جدر ما بين كل‬ ‫جدار وجدار ملسيرة أربعين لسنة أنظر إلى غلظ الجدر إوالى‬ ‫عددها فأين المفر فكان هنا التخويف ولكن كانت الحرية أن‬ ‫تختار‪.‬‬ ‫عمر ‪ ‬يقول واحداً من الذين كانوا يخدمونه من خدا م‬ ‫عمر خادماً عنده كان السمه ألستق أو ألسبق قال ألستق ذلك ‪:‬‬ ‫عرض علّى عمر اللسل م كنت فتى نصرانى عند أمير المؤمنين‬ ‫عمر فعرض علّى اللسل م كان خادماً عند عمر وهو نصرانى‬ ‫فعرض عليه اللسل م فأبيت أبى أن يدخل اللسل م وعمر جعل له‬ ‫جائزة كان يريد أن يحببه كان يريد أن يؤلف قلبه قال له يا‬ ‫‪76‬‬


‫ألستق لو ألسلمت وليتك شيئاً من إمرة الملسلمين لسأجعل لك‬ ‫مركز لسأجعل لك قيادة لسأجعل لك لسيادة لو ألسلمت وليتك شيئاً‬ ‫من إمرة الملسلمين فإنى ل يحل لى أن ألستأمر عليه م من ليس‬ ‫منه م يقول ألستق فأبيت قال عمر ‪ ‬ل إكراه فى الدين ث م يقول‬ ‫الستق عن لسبب إلسلمه ‪ :‬فلما طعن عمر وهو على فراش‬ ‫الموت قال إئتونى بألستق فجاء ألستق قال له يا ألستق أنت حر‬ ‫لوجه ال عز وجل حرية اللسل م دين الحرية ل الستعباد فيه ل‬ ‫الستبداد فيه قال له يا ألستق أنت حر لوجه ال عز وجل قال ‪:‬‬ ‫أشهد أن ل إله إل ال وأن ُم حـمداً رلسول ال أنظر كيف كان‬ ‫الناس يدخلون فى دين ال أفواجاً كيف كان الناس من أهل‬ ‫اللسل م يتعاملون مع الناس من أهل الشرك وأهل الديان‬ ‫الخرى فكان فيه تأليفاً للقلوب فكان فيه إقناعاً للفكر والعقل‬ ‫فكان فيه هداية للنفوس وما كان إكراهاً لحد على أن يعتنق‬ ‫اللسل م أو يدخل فيه تلك الحرية الحرية التى جاء بها دين‬ ‫اللسل م وجعلها لسبيل لكى تكون فى الرض الرحمة ولكى‬ ‫تكون فى الرض ملساواة ننظر إلى شئ نقيضاً لها قبل أنت‬ ‫يدخل اللسل م مصر ببضع لسنين قل ئـل كان هناك كبير ألساقفة‬ ‫السمه بنيامين وكانت مصر محتلة من الرومان له م مذهب ه م‬ ‫نصارى ولكن مذهبه م يخالف مذهب القبط ولكن هؤلء عنده م‬ ‫اللستبداد عنده م الجبر أرادوا أن يجبروا قبط مصر على أن‬ ‫‪77‬‬


‫يعتنقوا المذهب الرومانى بنيامين كبير ألساقفة القبط يأبى ماذا‬ ‫صنعت به الرومان أنظر ما جاء فى كتب التاريخ المحققة‬ ‫المدبقة أنه م أوثقوه وأوقدوا تحته الشموع ل قذفوه فى نار تأكله‬ ‫فيلستريح ولكن تحته شموعاً نا ارً ضعيفة ولكنها تؤذى ‪.‬‬ ‫أضاءوا تحته الشموع هذه الشموع تذيب لحمه تذيب شحمه‬ ‫إذابة ضعيفة ضعيفة والرجل يتأل م ينزعون ألسنانه وأخذوا‬ ‫يعملون به تلك الفاعيل حتى مات أين الحرية الحرية فى دين‬ ‫اللسل م بعد أن دخل اللسل م مصر يتلسابق شاب من عامة‬ ‫الناس من القبط مع من مع ابن عمرو بن العاص ‪ ‬الذى هو‬ ‫الوالى الذى هو الحاك م يلسبقه القبطى فيضربه ابن عمرو‬ ‫ويقول له أتلسبق ابن ال كـرمين يذهب القبطى إلى عمر ‪‬‬ ‫فيشكو له يلستدعى عمر عمرو وابنه وعندما يتأكد من صحة‬ ‫أقوال القبطى يأمره أن يضرب ابن ال كـرمين ويقول له اضرب‬ ‫ابن ال كـرمين ث م يقول له ضعها على صلعة عمرو فإنه ما‬ ‫ضربك إل ل نـه والده يقول ذلك لقد ضربت الذى ضربنى أنظر‬ ‫إلى الذى أريده بعد هذه القصة ماذا يقول عمر ‪ ‬لعمرو بن‬ ‫العاص ماذا يقول له يقول له ‪ :‬متى الستعبدت م الناس ولقد‬ ‫ولدته م أمهاته م أح ار ارً يا عمرو بن العاص متى الستعبدت م‬ ‫الناس والمهات ولدت أولدها أح ار ارً ما ولدوا عبيداً تلك الكلمة‬ ‫قالها ربعى بن عامر ‪ ‬عندما جاء رلست م واقفاً أما م لسعد بن‬ ‫‪78‬‬


‫أبى وقاص ‪ ‬فى القادلسية فقال له أرلسل لى رجل أكلمه‬ ‫فأرلسل إليه ربعى بن عامر ‪ ‬فقال من الذى جاءك م إلينا أو‬ ‫لماذا جئت م إلينا قال له ربعى ما نحن جئنا إليك م ولكن ال عز‬ ‫وجل جاء بنا إليك م ث م يقول له ‪ :‬جئنا لنخرج من شاء من‬ ‫عبادة العباد إلى عبادة رب العباد بالحرية كلها من عبادة العباد‬ ‫الذى يلستعبدون الناس وقد ولتده م أمهاته م أح ار ارً إلى عبادة‬ ‫رب واحد فرد أحد صمد ال أكبر إذا اعتقدت بها إواذا كانت معك‬ ‫أو مل زـمة لك فهى الحرية كلها جئنا لنخرج من شاء من عبادة‬ ‫العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الديان إلى عدل اللسل م‬ ‫ومن ضيق الدنيا إلى لسعة الدنيا والخرة ‪ .‬رلست م يقول للسعد‬ ‫أرلسل لى رجل آخر يريد أن يلسمع من الرجال فبعث له المغير‬ ‫بن شعبة ‪ ‬دخل على رلست م ورلست م جاللساً على لسرير من‬ ‫الذهب إواذا بالمغيرة بن شعبة الذى تلسلح بلسلح الحرية‬ ‫والعبودية ل وحده ل عبودية ول خوف من أحد إل ال إذا به‬ ‫يشق الصفوف حتى يصل إلى كرلسى كلسرى الذهبى ويمتطيه‬ ‫ويجلس عليه إواذا به م يجذبونه إواذا به م ينزلونه يقول المغيرة‬ ‫بن شعبة ‪ ‬لقد كانت تأتينا عنك م الحل م ول أرى ألسفه منك م‬ ‫كنت أحلسب أن عندك م عقول ولكن ذلك العمل عمل فيه لسفه ث م‬ ‫يبين ويقول ‪ :‬نحن قو م ل يلستعبد بعضنا بعضاً نحن قو م أحرار‬ ‫‪...‬‬ ‫‪79‬‬


‫كان بذلك يطعن فى رلست م ل نـه كان يلستعبد كل هؤلء‬ ‫ك َ‬ ‫ك ّ‬ ‫وِإن َ‬ ‫مِل ي‬ ‫فُقل ِّل ي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ذُبو َ‬ ‫الناس يقول ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫م ۖ َأنُتم بَِرديُئو َ‬ ‫مطا‬ ‫مطا أَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مُل ُ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ّ‬ ‫وأَ​َنطا بَِر يٌء ِ ّ‬ ‫م ُ‬

‫تَْعَمُلوَن( "لسورة يونس – آية ‪ "41‬الحرية كلها فى هذه الية‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل ‪:‬‬

‫كطافُِرو َ‬ ‫هطا اْل َ‬ ‫مطا‬ ‫ن‪َ .‬ل أَ ْ‬ ‫ل َديطا أَديّ َ‬ ‫عُبُد َ‬ ‫)ُق ْ‬

‫عطابُِدو َ‬ ‫تَْعُبُدو َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫مطا َ‬ ‫وَل أَ​َنطا َ‬ ‫مطا أَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عُبُد‪َ .‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫عَبدت ّ ْ‬ ‫عطابِ ٌ‬ ‫وَل َأنُت ْ‬ ‫د ّ‬

‫عطابُِدو َ‬ ‫ ن ( "لسورة‬ ‫مطا أَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِدديُن ُ‬ ‫عُبُد‪ .‬لَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫وَل َأنُت ْ‬ ‫ ي ِددي ِ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫الكافرون " هذه هى الحرية تلك اللسورة ق أر بها رلسول ال صلى‬ ‫ال عليه ولسل م فى الفجر مع قل هو ال أحد ث م بعد أن لسل م قال‬ ‫قرأت بك م بثلث القرآن وربعه فقل يا أيها الكافرون إنما هى ربع‬ ‫القرآن وكان رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يصلى بها لسنة‬ ‫المغرب ويصلى بها لسنة الفجر يصلى فى الركعة الولى فى‬ ‫المغرب بقل يا أيها الكافرون وفى الركعة الثانية بقل هو ال‬ ‫أحد ويصلى لسنة الفجر كذلك الركعة الولى بقل يا أيها‬ ‫الكافرون والثانية بقل هو ال أحد وكانت اللسنة كذلك فى‬ ‫الطواف أن يصلى ركعتين ل عز وجل لسنة الطواف الولى بقل‬ ‫يا أيها الكافرون والثانية بقل هو ال أحد ل نـها تقول لك أن‬ ‫اللسل م إنما هو دين الحرية ل الستبداد فيه ‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫والغرب الماكر والغرب الحاقد يقول لنا أن اللستبداد كل‬ ‫اللستبداد ومصادرة الفكر كل مصادرة الفكر وأنه ل حرية فى‬ ‫اللسل م ل نـك م عندك م حد الردة حد الردة الذى يدخل فى دين‬ ‫اللسل م ث م يرتد عن دين اللسل م يقتل فقالوا أن هذه إنما هى‬ ‫مصادرة للحرية هى مصادرة للفكر هى مصادرة للعتقاد وهى‬ ‫الحرية كلها حد الردة الحرية كلها نقول لغير أهل اللسل م ل‬ ‫تدخلوا ديننا حالسبوا قبل أن تدخلوا ذلك الدين وقبل أن تنطقوا‬ ‫بالشهادتين أنك إذا ارتددت فلسوف تعاقب لماذا ؟ حتى ل يكون‬ ‫الفكر ألعوبة حتى ل يكون الفكر إنما هو طعن فى الفكر لماذا‬ ‫نقتل الذى ارتد عن دين اللسل م ‪ .‬رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م يقول ‪ :‬ل تقتل نفس ملسلمة إل بأحد ثلث ‪ ..‬زنا بعد‬ ‫إحصان ‪ ,‬أو قتل نفس بغير نفس ‪ ,‬أو ارتداد بعد إلسل م أو كما‬ ‫قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م لماذا نقول للذى يريد أن‬ ‫يدخل فى ذلك الدين فكر قبل أن تدخل ل نـك إذا دخلت ث م رجعت‬ ‫فإن عاقبتك وخيمة أعطيناه كل الحرية قبل أن يدخل ديننا فإذا‬ ‫دخل ديننا عاقبناه لماذا كانت العقوبة لن ارتداده لسوف يكون‬ ‫طعناً على كل العقول التى دخلت ذلك الدين طعناً على حرية‬ ‫كل من اعتقد بعظمة تلك الرلسالة وكان من أهلها فإن حريتك‬ ‫إنما تتقيد متى عندما تؤثر على حرية الخرين ل نقبل أبداً من‬ ‫ملسل م أن يلسب الدين وأن يلسب رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫‪81‬‬


‫فإذا لسب ملسل م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أو لسب الدين‬ ‫فإنه يكون قد تعامل ضد الحرية التى ارتضيناها له لذلك‬ ‫الملسل م الذى يلسب الدين فهو قد خرج من ذلك الدين حتى يعود‬ ‫إليه ويثوب إلى رشده إواذا لسب أحد الدين فإنه إذا كان متزوجاً‬ ‫فإنها طلقت منه زوجته لذلك نجد نالساً يقال عنه م أولد حرا م‬ ‫لماذا لن آباءه م يلسبون الدين ث م يعاشرون الزوجات فكانت‬ ‫تلك المعاشرة إنما هى الزنا كله الذى يلسب الدين إن مات عليها‬ ‫ل يدفن فى مقابر أهل اللسل م فإنه بلسب الدين قد فارق دين‬ ‫اللسل م ‪.‬‬ ‫يا أهل الغرب نحن مع دين اللسل م الذى كفل لنا حرية‬ ‫العتقاد وأعطانا الحرية كلها حتى فى القمة فى أن نؤمن بال‬ ‫رباً أو ل نؤمن أما إذا كانت الحرية تعرية أجلساد النلساء فبئس‬ ‫الحرية أما إذا كانت الحرية هى زواج الشواذ فبئس هذه الحرية‬ ‫إذا كانت الحرية أن تتزوج امرأة امرأة ويتزوج رجل رجل ويوثق‬ ‫ذلك داخل الكنيلسة فإنها ليلست الحرية إوانما هى الباحية ‪.‬‬

‫دين اللسل م إنما جاءك م بالحضارة الربانية حضارة نزل بها‬ ‫جبريل من عند رب العالمين على قلب لسيد المرلسلين فكانت‬ ‫هادية لنا جميعاً إلى الصراط الملستقي م ول نقبل ذماُ ول تجريحاً‬ ‫من أهل الذ م وأهل التجريح رمتنى بدائها وانلسلت ‪.‬‬ ‫‪82‬‬


83


‫اللسل م واللسل م‬

‫‪84‬‬


85


‫كان رسول ال صلي ال عليه وسلم بمحق هو رائد النسانية‬ ‫الي المحضارة الربانية‪ ,‬اللهم صل وسلم صلة دائمة أبدًا على‬ ‫خير خلق ال كلهم اللهم صل وسلم وبارك عليك يا رسول ال يا‬ ‫من وصفك أنس بن مالك ‪ ‬قال أنس بن مالك ‪ :‬كان رسول‬ ‫ال صلي ال عليه وسلم إذا استقبل الرجل فسلم عليه فصافمحه‬ ‫ل ينزع يده من يده محتى يكون الرجل الذى ينزع أنظر كان‬ ‫ُم مححمد عليه أفضل الصلة والسلم على خلق عظيم إذا سلم‬ ‫عليه إنسان ل يسمحب يده من يد إنسان محتى يكون الذى سلم‬ ‫عليه هو الذى ينزع وكان رسول ال صلي ال عليه وسلم كما‬ ‫يقول أنس ل يصرف بصره عن بصره محتى يكون الرجل هو‬ ‫الذى يصرفه أى أنه ل يسلم على الناس وهو متكبر يلوى وجهه‬ ‫يمينًا أو يسا ًار ولكن إنما كان ينظر إلى ممحدثه كان يستقبل‬ ‫الناس بوجهه الشريف الطاهر المبارك ثم يقول أنس بن مالك ‪‬‬ ‫وما رؤى رسول ال صلي ال عليه وسلم مقدمًا ركبتيه أمام‬ ‫جليس له قط ما رؤى ُم مححمد عليه أفضل الصلة والسلم واضعًا‬ ‫رجل على رجل أمام جليس له قط ونرى فى هذه اليام الولد‬ ‫يجلس أمام والده وأمام عمه وأمام خاله وقد وضع رجله فوق‬ ‫الخرى ‪ .‬أنس بن مالك ‪ ‬كان يقول ‪ :‬إذا صافح رسول ال‬ ‫صلي ال عليه وسلم فل ينزع يده من يده محتى يكون الرجل‬ ‫الذى ينزع ول يصرف وجهه عن وجهه محتى يكون الرجل الذى‬ ‫‪86‬‬


‫يصرف وما رؤى رسول ال صلي ال عليه وسلم مقدمًا ركبتيه‬ ‫أمام جليس له قط ‪.‬‬ ‫يا أهل السلم يا من ربكم السلم يا من جنتكم تسمى دار‬ ‫السلم يا من تصبمحكم الملئكة وتسلم عليكم فى الجنة بالسلم‬ ‫وتمحيتهم فيها السلم‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫محضارة السلم إنما هى محضارة ربانية محضارة نزل بها‬ ‫جبريل المين على قلب ُم مححمد سيد الولين والخرين لتكون‬ ‫نذي ًار وبشرى للعالمين نذي ًار للذين تنكبوا الطريق وبشرى لهل‬ ‫اليمان وأهل اليقين أن محضارة الغرب التى يباهى بها أهله‬ ‫ويقولون أنها محضارتهم هى السائدة وهى القائدة وهى الراية‬ ‫الرافعة وهى الراية المرتفعة وكذبوا فإنما هم أهل محرب وأهل‬ ‫خداع وما كان قومهم ذلك إل مردودًا عليهم ومحضارة السلم‬ ‫إنما هى محضارة السلم والمسالمة ونبذ العنف ونبذ المحرب ‪.‬‬ ‫المحرب فى محق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء كان‬ ‫يصف ُم مححمد عليه أفضل الصلة والسلم ويقول إن المحرب ما‬ ‫كانت من نهج ذلك الرسول وما كانت من خططه ومن عمله‬ ‫إنما كانت هى الدواء إنما كانت هى السم الذى إذا رأيت مريضًا‬ ‫أعطيته جرعة منه محتى يشفى فكانت المحرب فى شريعة السلم‬ ‫إنما هى دواء وما كانت هى الغاية ‪ .‬قالوا غزوت ورسل ال ما‬ ‫بعثوا لقتل نفس وما جاءوا لسفك دم جهل وتضليل أمحلم‬ ‫وصفصفة فتمحت بالسيف بعد الفتح بالقلم لما جاءك منهم كل‬ ‫ذى خطر تكفل السيف بالُج هّححال والعمم أهل الغرب من‬ ‫المستشرقين يسبون ممحمد عليه أفضل الصلة والسلم ويقولون‬ ‫إنما ُم مححمد عليه أفضل الصلة والسلم إنما كان زعيم عصابة‬ ‫من قطاع الطرق وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إل‬ ‫‪88‬‬


‫كذبًا ُم مححمد عليه أفضل الصلة والسلم ما التجأ إلى المحرب إل‬ ‫بعد أن فاض به وبأصمحابه الكيل وضع سفيه على رأسه التراب‬ ‫فأخذت فاطمة تمسح عن رأس أبيها التراب وهى تبكى فيقول لها‬ ‫ل تبكى يا بنية إن ال عز وجل ناصَر أباِك ‪.‬ح ح‬

‫جاءه خباب ابن الَر تحصلي ال عليه وسلم وهو مسندًا‬ ‫ظهره إلى الكعبة فقال له يا رسول ال أل تدعوا ال لنا أل‬ ‫تستنصر لنا دينكم ومحضارة السلم إنما تمحكمها آيات فى كتاب‬ ‫و َ‬ ‫ه‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫قطاتُِلوا ِ‬ ‫ف ي َ‬ ‫ال عز وجل‪ ,‬قال ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫سِبمي ِ‬ ‫ ن ُدي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ ن‪.‬‬ ‫وَل تَْعَتُدوا ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫مْعَت ِ‬ ‫ه َل ُدي ِ‬ ‫قطاتُِلونَ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬ ‫ددي َ‬ ‫م َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب اْل ُ‬ ‫م‬ ‫جو ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫واْقُتُلو ُ‬ ‫جو ُ‬ ‫ ن َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ث أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫خَر ُ‬ ‫حْمي ُ‬ ‫خِر ُ‬ ‫ث ثَِقْفُت ُ‬ ‫حْمي ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫وَل ُت َ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫م‬ ‫قطاتُِلو ُ‬ ‫واْلِفْتَن ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ِ‬ ‫د ِ‬ ‫د اْل َ‬ ‫عنَد اْل َ‬ ‫لۚ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة أَ َ‬ ‫ۚ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫حَرا ِ‬ ‫قْت ِ‬ ‫م َ‬ ‫فِإن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫ى ُدي َ‬ ‫مۗ َ‬ ‫جَزاُء‬ ‫فطاْقُتُلو ُ‬ ‫قطاتَُلو ُ‬ ‫فمي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قطاتُِلو ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ك ٰ َذلِ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫اْل َ‬ ‫ ن( "سورة البقرة – آية ‪ - ,"191 – 190‬هم قاتلوهم‬ ‫كطافِ​ِردي َ‬ ‫أول وهم أخرجوهم أول ‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫جاء ناس إلى عبد ال بن عباس ‪ ‬أنظروا إلى دينكم كانوا‬ ‫فى محرب من المحروب وانتصر فيها أهل السلم فجاءه الذين‬ ‫انتصروا جاءوه يسألوه يطلبون منه الفتوى يقولون يا بن عباس‬ ‫إنا نصيب الدجاجة نصيب الدجاجة والشاة ِم نح َم نح ‪ .‬من الذين‬ ‫قهروهم من الذين انتصروا عليهم ‪ .‬هم انتصروا على ناس‬ ‫فيأخذون الدجاجة يذبمحونها ويأكلونها يأخذون الشاة فيذبمحونها‬ ‫ويأكلونها أنظر أخى المسلم قال عبد ال بن عباس وماذا تقولون‬ ‫عندما تأخذوا الدجاجة فتأكلوها وتأخذوا الشاة فتهضموها قالوا‬ ‫نقول ‪ :‬ليس فى ذلك بأس قال عبد ال بن عباس ‪ ‬وال لقد‬ ‫قلتم كما قالت اليهود ) ليس علينا فى الميين سبيل ( إنه ل‬ ‫يمحل لكم أن تأخذوا من أموالهم شئ إل بطيب نفس منهم كلمات‬ ‫ابن عباس ‪ ‬محبر هذه المة والذى علمه تعلم التأويل ودعا له‬ ‫رسول ال صلي ال عليه وسلم أنظر ناس انتصرت عليهم فى‬ ‫محرب دين السلم يقول لك أنه ل يمحل لك أن تأخذ منهم شيئًا‬ ‫إل بطيب نفس منهم هل جاء بها عبد ال بن عباس من رأسه‬ ‫ومن دماغه أنظر انتصر رسول ال صلي ال عليه وسلم على‬ ‫يهود خيبر ودخل خيبر فاتمحًا وهو يقول ال أكبر خربت خيبر‬ ‫إنا إذا نزلنا بسامحة قوم فساء صباح المنذرين انتصر على‬ ‫اليهود فى خيبر وسوف ننتصر عليهم بإذن ال عز وجل فى‬ ‫‪90‬‬


‫فلسطين وسوف تعود الكرة عليهم إن شاء ال ويزلزلهم المزلزل‬ ‫الكبر رب العالمين ‪.‬‬ ‫بعد أن انتصر على يهود خيبر وبغير علم من المصطفى‬ ‫صلي ال عليه وسلم ماذا صنع الصمحابة الجند المنتصر ثلثة‬ ‫أشياء ‪ :‬سبوا نساء اليهود ضربوا أطفال اليهود أكلوا ثمر اليهود‬ ‫جاء زعيمهم زعيم اليهود المنكسر المهزوم إلى رسول ال صلي‬ ‫ال عليه وسلم فقال له يا ُم مححمد أَيِمح ححل لصمحابك أن يسبوا‬ ‫نساءنا وأن يضربوا أطفالنا وأن يأكلوا ثمرنا أنظر إلى القائد‬ ‫العلى للقوات المسلمحة إلى قائد هذه المة وزعيمها الذى جاء‬ ‫بدين السلم من رب السلم الذى يدعو إلى جنة السلم الذى‬ ‫أمرنا أن نكون مع السلم محيث كان قال ‪ :‬يا عبد ال ابن عوف‬ ‫أذن فى الناس ) كيف كان الناس يجتمعون إلى رسول ال‬ ‫صلي ال عليه وسلم إذا اذن للصلة فالكل يأتى إليه مسرعًا (‬ ‫يا عبد الرمحمن بن عوف أذن فى الناس فأذن فى الناس فاجتمع‬ ‫كل الناس يقول رسول ال صلي ال عليه وسلم بعد كلمات‬ ‫كثيرة ومواعظ جليلة يقول ‪ :‬إنه ل يمحل لكم أن تسبوا نساء أهل‬ ‫الكتاب ول تضربوا أطفالهم ول تأكلوا ثمارهم ما أدوا ما عليهم‬ ‫اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا رسول ال صلة دائمة أبدًا ‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫معاوية ابن أبى لسفيان صلي ال عليه ولسل م كان يضرب‬ ‫فى أرض الرو م بجيشه فى ولسط أوروبا جيش معاوية فى أرض‬ ‫الرو م يضرب فى أرض الرو م بجيشه أنظر كيف تخلفنا وكيف‬ ‫ضيعنا ذلك الدين الذى جاء به ُم حـمد عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م معاوية يضرب فى أرض الرو م بجيشه إواذا به يريد أن‬ ‫يبغته م يريد أن يبغت جيش الرو م يريد أن يحرك الجيش فى‬ ‫الليل حتى تكون مفاجأة ويقهر الرو م ينطلق صوت من ولسط‬ ‫الجنود الجنود كله م من صحابة رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م ينطلق صوت وهو يقول ال أكبر وفاءاً ل غدر ال أكبر‬ ‫وفاءاً ل غدر فإذا بالذى يقول ذلك إنما هو عمرو بن عنبلسة‬ ‫‪ ‬يقول قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬من كانت بينه‬ ‫وبين أحد عقدة فل يحل عقدة حتى ينقضى أجلها فإنه وفاءاً ل‬ ‫خَميطانَ ً‬ ‫م ن َ‬ ‫خطا َ‬ ‫ة‬ ‫مطا تَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ ن ِ‬ ‫غدر فإن ال عز وجل يقول ‪َ ) :‬‬ ‫ف ّ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫قْو ٍ‬ ‫َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ ن( "لسورة‬ ‫ب اْل َ‬ ‫واٍء ۚ إِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ه َل ُدي ِ‬ ‫خطائِ​ِنمي َ‬ ‫س َ‬ ‫ى َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫فطانِبْذ إِلَْمي ِ‬ ‫ال نـفال – آية ‪ ,"58‬فى يو م من اليا م أرلسل رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م جماعة من القـُّراء من العلماء يعلمون الناس‬ ‫الدين هل كان هؤلء أهل حرب أو ذهبوا لحرب ما كانوا كذلك‬ ‫ذهبوا ليعلموا الناس الدين فإذا بهؤلء الناس يغدرون بهؤلء‬ ‫القراء كان من هؤلء القراء عاص م بن ثابت ‪ ‬وخبيب بن‬ ‫عّد ىـ ‪ ‬وكان معه م آخرين ولكن هذان اللذان يعنياننا اللذان‬ ‫َ‬ ‫‪92‬‬


‫نعتنيَ بهما ل نـهما إرادتنا فى الموعظة عاص م بن ثابت ‪ ‬قتلوه‬ ‫تـل كانت امرأة من أهل الشرك نذرت أن تشرب فى‬ ‫وعندما ق ـُ ِ َ‬ ‫رأس عاص م ذلك الخمر ل نـه أحرق كبدها على ناس فى بدر‬ ‫قتله م والذين جاءوا بدر ه م الذين كانوا يحاربون فنذرت أن‬ ‫تشرب فى رأس عاص م بن ثابت ‪ ‬الخمر أنظر إلى اليمان‬ ‫وانظر إلى التقوى التى كانت عند الرجال كان عاص م قبل أن‬ ‫يمت أقلس م أل يمس مشرك ول يملسه مشرك فعندما أرادوا لن‬ ‫يأتوا برألسه لتفى هذه بنذرها الباطل الفاجر ما الستطاعوا لماذا‬ ‫إخوة اللسل م ل يعل م جنود ربك إل هو ال عز وجل أرلسل عليه‬ ‫النحل فجعلت النحلة فوقه كأنها ظلة ما الستطاعوا أن يصلوا‬ ‫إليه وحفظه ال من أن تفعل به الفاعيل وأن يهان وهو ميت ‪.‬‬ ‫خبيب ‪ ‬يأخذوه ليقتلوه وهو ألسير قبل أن يقتل إذا بامرأة كان‬ ‫فى بيتها تنظر إليه من الخلل من خلل الباب فإذا به يأكل‬ ‫العنب تقول وما فى مكة عنب يأكل قصع عنب وما فى مكة‬ ‫عنب أطعمه ال عز وجل وهو فى لسجنه ولسقاه ‪ .‬عندما ذهبوا‬ ‫به ليقتلوه طلب منه م أن يصلى ركعتين وعندما لسل م قال وال‬ ‫لول أن تقولوا أنه جزع من الموت لطلتها ‪ .‬أبو لسفيان ‪‬‬ ‫وكان مشركاً قال له ‪ :‬يا خبيب بال عليك وأنت فى مكانك هذا‬ ‫تحب أن يكون ُم حـمد فى مكانك وأنت بين أهلك قال ‪ :‬وال ما‬ ‫أحب لرلسول ال صلي ال عليه ولسل م وهو فى مكانه أن‬ ‫‪93‬‬


‫تشاكه شوكة يقول أبو لسفيان ‪ :‬ل م أرى أحداً يحب أحد كما‬ ‫يحب أصحاب ُم حـمد محمداً ‪ .‬قبل أن يقتلوه يقول ‪ :‬وللست‬ ‫أبالى حين أقتل ملسلماً على أى جنب كان فى ال مصرعى‬ ‫وذلك فى ذات ال لـه إوان يشأ يبارك على أشلء شلو ممزع ‪,‬‬ ‫قال هذه الكلمات ث م قال ‪ :‬الله م احصه م عدداً واقتله م بدداً ول‬ ‫تغادر منه م أحداً الله م إنا بلغنا رلسالة نبيك فاعلمه الغداة ما‬ ‫ك‬ ‫ُيصنع بنا نزل قول ال عز وجل ‪) :‬وَ ِ‬ ‫جُب َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫م ن ُديْع ِ‬ ‫ ن الّنطا ِ‬

‫ف ي َ‬ ‫َ‬ ‫حَميطاِة ال ّ‬ ‫و‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫هُد اللّ َ‬ ‫قْلِب ِ‬ ‫مطا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ى َ‬ ‫دْنَميطا َ‬ ‫ف ي اْل َ‬ ‫قْوُل ُ‬ ‫وُدي ْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ش ِ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫أَلَ ّ‬ ‫هطا‬ ‫س َ‬ ‫س َ‬ ‫د ِ‬ ‫ض لُِميْف ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫د اْل ِ‬ ‫فمي َ‬ ‫ى َ‬ ‫ذا تَ َ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫خ َ‬ ‫صطا ِ‬ ‫ع ٰ‬ ‫ولّ ٰ‬ ‫ف ي اْل َْر ِ‬

‫وإ ِ َ‬ ‫ب اْل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه‬ ‫سطا َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َل ُدي ِ‬ ‫قمي َ‬ ‫د‪َ .‬‬ ‫ف َ‬ ‫لۗ َ‬ ‫س َ‬ ‫ث َ‬ ‫حْر َ‬ ‫ك اْل َ‬ ‫وُديْهِل َ‬ ‫َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫والّن ْ‬ ‫مۚ َ‬ ‫س‬ ‫ق اللّ َ‬ ‫ه اْل ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ولَِبْئ َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه أَ َ‬ ‫سُب ُ‬ ‫خَذْت ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫عّزُة ِبطا ْ ِلْث ِ‬ ‫هّن ُ‬ ‫ات ّ ِ‬ ‫ه اْبِت َ‬ ‫هۗ‬ ‫مْر َ‬ ‫ت اللّ ِ‬ ‫ضطا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫اْل ِ‬ ‫م َ‬ ‫غطاءَ َ‬ ‫شِر ي نَْف َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫هطاُد‪َ .‬‬ ‫س ُ‬ ‫م ن ديَ ْ‬ ‫ ن الّنطا ِ‬

‫ف ِبطاْلِعَبطاِد‪" (.‬لسورة البقرة‪ -‬آية ‪,"207 - 204‬‬ ‫ه َرُءو ٌ‬ ‫َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫كانوا فى شدة إخوة اللسل م وكانوا فى ضنك نزلت الية‬ ‫الملتصقة بهذه اليات تقول لهل اللسل م فى كل مكان وفى كل‬ ‫زمان ‪ } :‬يأيها الذين آمنوا ادخلوا فى اللسل م كافة ول تتبعوا‬ ‫خطوات الشيطان إنه لك م عدو مبين فإن زللت م من بعد ما‬ ‫جاءتك م البينات فاعلموا أن ال عزيز حكي م { وكانت هذه الية‬ ‫بعد اليات التى كان أهل اللسل م فيها يلسامون لسوء العذاب‬ ‫وفى الشدة كل الشدة ‪.‬‬ ‫‪94‬‬


‫حضارة اللسل م إنما مبناها على اللسل م لن اللسل م إنما‬ ‫هو مشتق من اللسل م وكان ربك م اللسل م ‪.‬‬ ‫من العجائب وتجدها فى بطون الكتب أن رجل من يهود‬ ‫قال للرشيد أنظر وحاول أن تتجاوب وتكون مع ذلك الدين ومع‬ ‫الذين فهموا ذلك الدين كما يجب أن ُيـفه م مع الرشيد يهودى‬ ‫يقول له اتقى ال ‪ .‬ماذا لو قيلت هذه الكلمة ل نـلسان من‬ ‫الزمان الذى نعيش فيه ماذا لو قالت لواحد من أهل العلية ومن‬ ‫أهل المراكز ماذا لو قيلت لبوش ماذا لو قيلت لفل نـ وعل نـ قال‬ ‫له اليهودى اتقى ال نزل الرشيد ولسجد لسجدتين ل عز وجل‬ ‫قيل له أيقول لك يهودى اتقى ال تلسجد لسجدتين ل عز وجل‬ ‫فرد عليه م بالية التى تلوناها } إواذا قيل له اتقى ال أخذته‬ ‫العزة بال ثـ م فل م تأخذه العزة بال ثـ م والستجاب لقول اليهودى‬ ‫عندما قال له اتقى ال فاتقاه وكان ذلك يهودى ‪....‬‬ ‫هو كذلك ليس دين اللستلسل م ليس دين الخضوع ليس دين‬ ‫ِ‬ ‫ئـ الرأس الرأس ل تُـطأطأ فى ذلك الدين إل ل رب‬ ‫أن تُـطأط َ‬ ‫العالمين وحده ل شريك له ‪.‬‬ ‫عمر ‪ ‬كان يقول ‪ :‬يعجبنى الرجل إذا لسي م خطة خلسف‬ ‫أن يقول بملء فيه ل دينك م دين اللسل م ولكنه ليس دين‬ ‫اللستلسل م ‪.‬‬ ‫‪95‬‬


‫دخلت عائشة رضى ال عنها وأرضاها الملسجد فوجدت‬ ‫رجل فيه لين وجدت رجل فى ملسكنة وجدت رجل فى ضعف فى‬ ‫هزال قالت ما بال الرجل ؟ قيل لها إنه تقى إنه كذا إنه كذا قالت‬ ‫‪ :‬ل تميتوا علينا ديننا لقد كان عمر ‪ ‬أتقى الناس ولكنه كان‬ ‫إذا تكل م ألسمع وهو التقى كان إذا تكل م ألسمع إواذا مشى ألسرع‬ ‫إواذا ضرب أوجع ل تميتوا علينا ديننا ‪ .‬جاء رجل إلى رلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م وقال له ‪ :‬يا رلسول ال أرأيت رجل يريد‬ ‫أن يأخذ مالى قال ‪ :‬ل تعطه مالك ‪ ,‬قال ‪ :‬أرأيت يا رلسول ال‬ ‫لو قاتلنى قاتلنى حتى يأخذ مالى قال ‪ :‬قاتله ‪ ,‬قال ‪ :‬يا رلسول‬ ‫ال فإن قُـتلت قال ‪ :‬فأنت فى الجنة ‪ ,‬قال ‪ :‬فإن قُـتل قال ‪:‬‬ ‫فهو فى النار قال ‪ :‬هو فى النار ! قال ‪ :‬هو فى النار ‪.‬‬ ‫إن دين اللسل م يقول ‪ } :‬إوان جنحوا لللسل م فاجنح لها‬ ‫وتوكل على ال { إن جنحوا لللسل م فاجنح كذلك أنت لللسل م‬ ‫دينك م دين اللسل م ولكنه ليس دين اللستلسل م‪.‬‬ ‫وحضارة اللسل م إنما هى حضارة اللسل م وحضارة الغرب‬ ‫أنظر كيف فعلت فى أمريكا عندما الستولت عليها وكيف فعلت‬ ‫فى الحروب الصليبية التى هامت بها وكيف فعلت فى الدول‬ ‫التى الستعمرتها إنها حضارة فاجرة إنها حضارة الشياطين‬ ‫وحضارتك م حضارة رب العالمين‪.‬‬ ‫‪96‬‬


‫دينك م دين اللسل م والتحية فى دينك م إنما هى اللسل م ‪ ,‬عن‬ ‫أبى أمامة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬إن‬ ‫ال عز وجل جعل اللسل م تحية لمتنا وأماناً لهل ذمتنا ‪ .‬ال‬ ‫عز وجل جعل اللسل م تحية لهذه المة وكذلك جعل اللسل م أماناً‬ ‫لهل الذمة فى هذه الأمة ويقول عبد ال بن عباس ‪َ : ‬م نـ‬ ‫لسل م عليك من خلق ال فاردد عليه إوان كان مجولسى فإن ال‬ ‫ة َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫هطا أَْو‬ ‫ ن ِ‬ ‫حِّميميُتم بَِت ِ‬ ‫حميّ ٍ‬ ‫مْن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ف َ‬ ‫عز وجل يقول‪َ ) :‬‬ ‫حّميوا بَِأ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ُر ّ‬ ‫كطا َ‬ ‫ه َ‬ ‫سميًبطا ( "لسورة النلساء‬ ‫ن َ‬ ‫هطا ۗ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ى ُ‬ ‫ يٍء َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ش ْ‬ ‫– آية ‪ ,"86‬ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬إن‬ ‫الرجل إذا مر على القو م فلسل م عليه م فردوا عليه كان له عليه م‬ ‫فضل درجة بتذكيره م باللسل م بتذكيره م بال عز وجل فإن ال‬ ‫عز وجل هو اللسل م بتذكيره م باللسل م فإن ل م يردوا عليه رد‬ ‫عليه َم نـ هو خير منه م ردت عليه المل ئـكة قال ال عز وجل‬ ‫م‬ ‫ت َ‬ ‫صلَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫عْد ٍ‬ ‫خُلونَ َ‬ ‫وأَْز َ‬ ‫م َ‬ ‫م ن َ‬ ‫و َ‬ ‫هطا َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ديَْد ُ‬ ‫جّنطا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ ن تآَبطائِ ِ‬ ‫خُلو َ‬ ‫مَلئِ َ‬ ‫م‬ ‫ن َ‬ ‫ك ُ‬ ‫م ن ُ‬ ‫ل َبطا ٍ‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫واْل َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ِّ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫ة ديَْد ُ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫وُذ ِرّ​ّديطاتِ ِ‬

‫صبَْرُتْم ۚ َفِنْعَم ُعْقَبى الّداِر( "لسورة الرعد – آية‬ ‫َ‬ ‫علَْمي ُ‬ ‫مطا َ‬ ‫كم بِ َ‬ ‫‪ . "24 - 23‬وناس إنما يأتون بالكل م الفاجر الذى تقوله‬ ‫اليهود ويحاولون أن يصبغوه بنا وأن يجعلوه هو الشعار‬ ‫ويقولون كتر اللسل م يقل المعرفة أنظر إلى نهج رلسول ال‬ ‫صلى ال عليه ولسل م إوالى ما أمرت به ‪.‬‬ ‫‪97‬‬


‫عن أبى هريرة ‪ ‬يقول ‪ :‬قال رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م ‪ ) :‬إذا لقى أحدك م أخاه فليلسل م عليه ( ‪ .‬عندما تقابل‬ ‫أخ لك عندما تقابل ملسل م لسل م عليه قل اللسل م عليك م ورحمة‬ ‫ال وبركاته فإنها عبادة ولك فيها أجر فإن إلقاء اللسل م إنما‬ ‫هو لسنة واجبة ورد اللسل م إنما هو فرض ل زـ م ‪ .‬يقول‬ ‫المصطفى ‪ ) :‬إذا لقى أحدك م أخاه فليلسل م عليه فإذا حالت‬ ‫بينهما شجرة أو جدار أو حجر ث م لقيه فليلسل م عليه( أنظر أين‬ ‫كُـتر اللسل م تقل المعرفة كتر اللسل م لسبيلك إلى الجنة وتكثر‬ ‫حلسناتك فإن لك بكل كلمة عشر حلسنات كما قال رلسول ال‬ ‫صلى ال عليه ولسل م ‪.‬‬ ‫أنس بن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬أوصانى خليلى ُم حـمد عليه أفضل‬ ‫الصلة واللسل م بخمس ‪ :‬الرلسول عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م أوصى لسيدنا أنس بن مالك بخمس ما هى الخمس يا‬ ‫أنس رضى ال عنك وأرضاك ؟‬ ‫قال لى رلسول ال صلى ال عليه ولسل م ‪:‬‬ ‫* يا أنس السبغ الوضوء يزد فى عمرك‬ ‫* يا أنس بن مالك لسل م على من لقيك من أمتى تكثر‬ ‫حلسناتك‬ ‫‪98‬‬


‫* يا أنس بن مالك إذا دخلت بيتك فلسل م على أهلك فإنه‬ ‫يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك‬ ‫قال ال عز وجل‬

‫خْلُتم ُبُميوًتطا َ‬ ‫) َ‬ ‫فِإ َ‬ ‫ى‬ ‫موا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف َ‬ ‫د َ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫س ِل ّ ُ‬

‫حميّ ً‬ ‫ ن ِعنِد اللِّه ُمَبطاَرَكًة طَ ِمي ّبًَة ۚ( "لسورة النور –‬ ‫م تَ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫َأنُف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫آية ‪."61‬‬

‫* ث م يقول يا أنس بن مالك الرابعة والخاملسة يا أنس بن‬ ‫مالك ارح م الصغير ووقر الكبير تكن رفيقى فى الجنة ‪.‬‬ ‫كيف تكون رفيق ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م بإلسباغ‬ ‫الوضوء باللسل م على خلق ال باللسل م على أهل بيتك بالرحمة‬ ‫بالصغير بتوقير الكبير ‪ .‬ويقول رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م ‪) :‬والذى نفلسى بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن‬ ‫تؤمنوا حتى تحابوا أل أدلك م على شئ إذا فعلتموه تحاببت م افشوا‬ ‫اللسل م بينك م ( وعمار بن يالسر صلي ال عليه ولسل م يقول ‪:‬‬ ‫َم نـ جمع ثل ثـة ‪ -‬جمع اليمان ال نـصاف من نفلسك ‪ -‬وبذل‬ ‫اللسل م للعال م ‪ -‬وأن تنادى أخوك بأحب ألسمائه إليه ‪ .‬تنادى‬ ‫الناس باللس م المحبوب له م ل تنادى الناس باللسماء التى‬ ‫ينفرون منها باللسماء التى هى وصمة وتريد أن تضحك بها‬ ‫وبه م خلق ال اعلموا أن حضارة اللسل م حضارة ربانية إواذا‬ ‫كانت هى حضارة ربانية فإنها تكون إذا تعاملت بها ومعها‬ ‫‪99‬‬


‫تكون عابداً ل عز وجل لن كل أوامر ال وأوامر رلسوله إنما‬ ‫هى عبادة تعبد ال عز وجل بها ‪.‬‬ ‫حضارة اللسل م حضارة الرحمن وحضارة الغرب حضارة‬ ‫الشيطان عندما علت رايته م ماذا فعلوه فى الحرب العالمية‬ ‫الولى والثانية وماذا صنعوا فى ناجازاكى وما صنعوا فى‬ ‫هيروشيما وما يصنعون الن ويصنعونه ويقترفونه فى أرض‬ ‫فللسطين المحتلة وفى أرض أفغانلستان المحتلة وفى الفلبين‬ ‫وما يغيرون الحقاد فى صدور أهل الصومال ويريدون أن‬ ‫ُيفتتوا أمة اللسل م ويقطعونها إرباً إنما هى حرب نتلسلح فيها‬ ‫بالتوكل على ال وحده وبال لـتجاء إلى دينه وبتحكي م كتابه‬ ‫وبالعمل بلسنة رلسوله عليه أفضل الصلة واللسل م فإن فعلنا‬ ‫ذلك كنا نحن اللسادة وكنا نحن القادة كما قاد الوائل باللسل م‬ ‫وباليمان فل يصلح آخر هذه المة إل بما صلح به أولها ‪.‬‬ ‫كان عمر ‪ ‬إنما هو زعي م العال م كله وما كان يملك الف‬ ‫‪ 16‬ول الف ‪ 19‬وما كان يملك إل بغل ول كان يملك إل ثوباً‬ ‫مرقعاً ولكنه قال هذه الكلمة ‪ :‬لقد أعزنا ال باللسل م فمن‬ ‫ابتغى العزة فى غير اللسل م أذله ال عز وجل ‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫حــق الحيــاة‬ ‫هذا هو ُم مححمد صلي ال عليه وسلم ينبوع المحضارة ومعلم‬ ‫النسانية اللهم صلى وسلم صلة دائمة أبدًا على خير خلق ال‬ ‫كلهم اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا رسول ال يا من كنت‬ ‫تعرف للنفس التى خلقها ال عز وجل محقها يا من كنت‬ ‫متواضعًا التواضع كله يا من كنت الرمحمة كلها وما أنا إل رمحمة‬ ‫مهداة ‪.‬‬ ‫عليه أفضل الصلة واللسل م مرت جنازة يهودى فوقف لها‬ ‫فقالوا يا رلسول ال إنه يهودى قال ‪ :‬أليلست نفلساً لقد وقف‬ ‫لجل لـ خلق ال عز وجل ولذلك ال نـلسان النفس والروح والجلسد‬ ‫التى خلقها وصورها المصور والخالق العظ م رب العالمين ‪.‬‬ ‫الغرب إنما يقول إن حضارته هى الحضارة اللسائدة هى‬ ‫الحضارة القائدة هى حضارة الراية المرفوعة ووه م كل الوه م فإن‬ ‫‪101‬‬


‫حضارة اللسل م إنما هى حضارة ربانية نزل بها جبريل المين‬ ‫على لسيد الخلق أجمعين لتكون اللسيادة والقيادة لذلك ال نـلسان‬ ‫ول َ َ‬ ‫قْد‬ ‫الذى خلقه ال عز وجل وكرمه يقول ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫َ‬ ‫ ن‬ ‫وَرَزْقَنطا ُ‬ ‫مْلَنطا ُ‬ ‫مَنطا بَِن ي تآ َ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫حِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫واْلبَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫كّر ْ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫ف ي اْلبَ ِّ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ضميًل( "لسورة‬ ‫م َ‬ ‫ضْلَنطا ُ‬ ‫خلَْقَنطا تَْف ِ‬ ‫الطّ ِمي َّبطا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ ن َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثميٍر ِ ّ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫اللسراء – آية ‪ ,"70‬ذلك ال نـلسان الذى خلقه ال عز وجل‬ ‫بيده ونفخ فيه من روحه وألسجد له مل ئـكته ولسخر له ما فى‬ ‫اللسموات وما فى الرض جميعاً منه وجعله خليفته فى أرضه‬ ‫ذلك ال نـلسان حضارة اللسل م إنما جعلت له حقوقاً حقوق‬ ‫ال نـلسان التى يتشدقون بها هذه اليا م إنما تتصاغر إنما‬ ‫تتضاءل أما م الحكا م الربانية وأما م اليات القرآنية وأما م‬ ‫الحاديث النبوية التى جاءت لتدع م هذه الحقوق وتجعل لها‬ ‫شأنها رلسولك م صلي ال عليه ولسل م وقف أما م الناس كل‬ ‫الناس فى حجة الوداع أى أنها آخر الوامر الصادرة من ُم حـمد‬ ‫صلي ال عليه ولسل م إلى هذه المة إوالى الناس جميعاً وقف‬ ‫أما م الخلق كل الخلق وقال ‪ :‬أيها الناس إن دماءك م وأموالك م‬ ‫عليك م حرا م كحرمة يومك م هذا فى شهرك م هذا فى بلدك م هذا أل‬ ‫فليبلغ الشاهد منك م الغائب قال يا أيها الناس إواذا نطقت يأيها‬ ‫الناس فاعل م أن المخاطب كل الناس لسواءاً كانوا من أهل‬ ‫الشرك لسواءاً كانوا من أهل الكتاب لسواءاً كانوا من أهل اليمان‬ ‫‪102‬‬


‫ث م يخص رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أهل اليمان فيقول‬ ‫فى هذه الخطبة فى خطبة الوداع ‪ :‬كل الملسل م على الملسل م‬ ‫حرا م قال فى أول الخطبة يأيها الناس وقال بعد أن قال فليبلغ‬ ‫الشاهد منك م الغائب قال كل الملسل م على الملسل م حرا م دمه‬ ‫وماله وعرضه ‪.‬‬ ‫حضارة اللسل م حق الحياة فيها حق مقدس حرا م أن تنتهك‬ ‫حرمته أو تلستباح حوزته حرا م كل الحرمة أن ينتهك ذلك الجلسد‬ ‫الذى أنت لسكنه أن يهان ذلك الجلسد أن يصاب ذلك الجلسد فإذا‬ ‫وَل‬ ‫كان فضل النفس كانت هى القمة قال ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫م ْ‬ ‫مطا‬ ‫ظُلو ً‬ ‫ل َ‬ ‫م ن ُقِت َ‬ ‫و َ‬ ‫قۗ َ‬ ‫ه إِّل ِبطاْل َ‬ ‫حّر َ‬ ‫س الِّت ي َ‬ ‫تَْقُتُلوا الّنْف َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ططاًنطا َ‬ ‫َ‬ ‫سْل َ‬ ‫كطا َ‬ ‫ف ي اْل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن‬ ‫ج َ‬ ‫سِرف ِّ‬ ‫ولِ ِمي ّ ِ‬ ‫عْلَنطا لِ َ‬ ‫قْد َ‬ ‫ل ۖ إِنّ ُ‬ ‫فَل ُدي ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫قْت ِ‬

‫صوًرا( "لسورة اللسراء – آية ‪ . "33‬ول تقتلوا النفس التى‬ ‫َ‬ ‫من ُ‬ ‫حر م ال إل بالحق كانت هذه النفس أول النفوس التى أمرت أن‬ ‫تصونها أمرت أن تحافظ عليها أول جلسد أمرت أن تصونه‬ ‫أمرت أن تحوطه بكل ما يجعله قوياً فتياً أن يكون صحيحاً ليس‬ ‫لسقيماً هو جلسدك أنت حرا م عليك كل الحرمة أن تصيبه بما‬ ‫يؤذيه أن تتعامل معه بالكيفية التى تمرضه بالكيفية التى تهينه‬ ‫فإذا كانت تلك الكيفية أدت إلى قتله أدت إلى وفاته فكنت أنت‬ ‫مُنوا َل‬ ‫هطا الّ ِ‬ ‫على خطر عظي م قال ال عز وجل‪َ) :‬ديطا أَديّ َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫‪103‬‬


‫كو َ‬ ‫ض‬ ‫جطاَرًة َ‬ ‫ل إِّل َأن تَ ُ‬ ‫كم ِبطاْلَبطا ِ‬ ‫كم بَْميَن ُ‬ ‫والَ ُ‬ ‫تَْأ ُ‬ ‫ن تِ َ‬ ‫م َ‬ ‫كُلوا أَ ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ع ن تَ​َرا ٍ‬

‫كطا َ‬ ‫ه َ‬ ‫حميًمطا( "لسورة‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫م َر ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫من ُ‬ ‫وَل تَْقُتُلوا َأنُف َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ِّ‬ ‫النلساء – آية ‪ "29‬أمرت أل تقتل نفلسك ويقول ال عز وجل‪:‬‬ ‫)َوَل ُتْلُقوا بَِأْديِدديُكْم إَِلى الّتْهُلَكِة( "لسورة البقرة – آية ‪"195‬‬ ‫فإذا كانت الية الولى لسبب نزولها وضوءاً ولسبب نزولها‬ ‫ماءاً ثلجاً ‪ .‬عمرو بن العاص ‪ ‬أّم َرـهُالمصطفى صلي ال‬ ‫عليه ولسل م على جيش من الجيوش وكان فى شدة البرد وفى‬ ‫شدة الثـلج فأصابته الجنابة فصلى بالناس إماماً بعد أن تيم م‬ ‫وهو جنب بعد أن تيم م من الجنابة وما الستطاع أن يغتلسل‬ ‫ويتوضأ أنظر إلى الصورة التى نطقت بها الية وقالت أن ذلك‬ ‫قتل للنفس فعندما رجعوا إلى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫قصوا عليه القصة فلسأل عمرو بن العاص ‪ ‬فقال له ‪ :‬يا‬ ‫رلسول ال كان الماء كأنه الثلج فخشيت إن اغتلسلت به أن‬ ‫أمت إن اغتلسلت به أن أقتل فنزل قول ال عز وجل‪ ) :‬ول‬ ‫تقتلوا أنفلسك م إن ال كان بك م رحيماُ ( "لسورة النلساء – آية‬ ‫‪ ,"29‬فإذا كانت المخدرات قاتلة فإذا تعاطيتها فأنت قاتل‬ ‫لنفلسك إوان كان الدخان إوان كان المعلسل قاتلك فإذا واظبت‬ ‫عليها كنت أنت قاتل لنفلسك إذا كان أى أمر من المور تتعامل‬ ‫به يهلكك ويؤدى بك إلى اللسق م إوالى الموت تكون نهايته موت‬ ‫فإنك قاتل لنفلسك ‪.‬‬ ‫‪104‬‬


‫فإذا قتلت نفلسك قتل ل شبهة فيه انتحرت كنت من‬ ‫الخالسرين وكنت من أهل الجحي م وكنت لساكناً جهن م ل محالة‬ ‫وكما قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حديث عن أبى‬ ‫هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪َ :‬م نـ‬ ‫تردى من جبل فقتل نفلسه فهو فى نار جهن م يتردى فيها خالداً‬ ‫مخلداً أبداً ومن تحس اللس م فقتل نفلسه فلسمه فى يده يتحلساه‬ ‫فى نار جهن م خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفلسه بحديدة‬ ‫فحديدته فى يده يتوكأ بها فى نار جهن م خالداً مخلداً فيها أبداً‬ ‫ويقول رلسول ال صلى ال عليه ولسل م ‪ :‬من قتل نفلسه بشئ‬ ‫عذب به يو م القيامة ‪.‬‬ ‫فزمان كان واحد من الذين حاربوا فى أحد وقتلوا نالساً عدداً‬ ‫كثي ارً من أهل الشرك ولكنه كان منافقاً فأصيب إصابة ما كانت‬ ‫بمميتة فعندما تأل م أل م الصابة وضع الرمح وألسند بطنه عليه‬ ‫وتحامل حتى قتل نفلسه عندما عل م بها رلسول ال صلي ال‬ ‫عليه ولسل م قال ‪ :‬قال ال عز وجل بادرنى عبدى بنفلسه حرمت‬ ‫عليه الجنة ذلك الذى قتل نفلسه قتل نفلسه انتحر وكان قبل ذلك‬ ‫يقتل نفلسه قتل بطيئاً كان ذلك مآله وكان ذلك حلسابه فالذى‬ ‫يتعدى على نفوس الخرين أشد من ذلك تبعة وأشد من ذلك‬ ‫مًدا َ‬ ‫مًنطا ّ‬ ‫جَزاُؤُه‬ ‫مَت َ‬ ‫ُ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫جْر َمـةـقال ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫م ن ديَْقُت ْ‬ ‫ع ِّ‬ ‫ل ُ‬ ‫‪105‬‬


‫و َ‬ ‫عَذاًبطا‬ ‫ه َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫خطالًِدا ِ‬ ‫ع ّ‬ ‫فمي َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ض َ‬ ‫هطا َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫د لَ ُ‬ ‫عَن ُ‬ ‫ب اللّ ُ‬ ‫هّن ُ‬

‫ظميًمطا( "لسورة النلساء – آية ‪. "93‬‬ ‫َ‬ ‫ع ِ‬ ‫عبد ال بن عباس يقول ‪ :‬ليس لقاتل النفس توبة ليس‬ ‫لقاتل المؤمن توبة والستدل بهذه الية قال إنها آخر ما نزل من‬ ‫القرآن ‪ ,‬ول م ينلسخها شئ ولكن ال عز وجل يتوب على من‬ ‫تاب وال عز وجل يغفر الذنوب جميعاً إل أن يشرك به ولكن‬ ‫قتل النفس إنما هو أمر عظي م أمر شديد يقول رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م ‪ :‬لزوال الدنيا أهون عند ال عز وجل من قتل‬ ‫مؤمن ‪ .‬زوال الدنيا أهون عند ال عز وجل من أن يعتدى رجل‬ ‫على رجل ويقتله يعتدى رجل على نفس فيقتلها أو يعتدى‬ ‫شخص على شخص مهما اختلف الجنس ذك ارً أو أنثى على‬ ‫ذكر أو أنثى فإن ذلك هوان الدنيا أخف عند ال عز وجل منه‬ ‫ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م لو أن أهل اللسماء‬ ‫وأهل الأرض اشتركوا فى د م ملسل م ل كـبه م ال عز وجل فى‬ ‫النار‪ .‬أبعد من ذلك وما ل يخطر ببالك النفس جلسد ال نـلسان له‬ ‫مكانته فى دين اللسل م حق الحياة من الحقوق الحضارية التى‬ ‫يتشدق بها الغرب إنما جوهرها فى دينك إنما جوهرها جاءت به‬ ‫تعالي م من محمد عليه أفضل الصلة واللسل م الذى كان ينقل‬ ‫إلينا من رب العالمين قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪:‬‬ ‫‪106‬‬


‫َم نـ أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة هو ما قتل ‪ .‬نالساً‬ ‫تريد أن تقتل إنلساناً فقال له م هو هناك أعان ولو بشطر كلمة‬ ‫ولو بنصف كلمة هو يراه فأومأ إليه م أنه خلف هذه الشجرة أو‬ ‫خلف ذلك العمود فقتله من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر‬ ‫كلمة جاء يو م القيامة آيس من رحمة ال ذلك رحمة ال عز‬ ‫وجل بعيدة كل البعد عنه ‪.‬‬ ‫دين اللسل م كما وقف رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫لجل لـ صنعة ال عز وجل عندما مرت جنازة اليهودى ذلك‬ ‫ال نـلسان جلسده مصان حتى ولو ل م يكن ملسل م قال رلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م ‪َ :‬م نـ قتل معاهداً بغير حق ل م يرح رائحة‬ ‫الجنة إوان ريحها ليوجد من ملسيرة أربعين عاماً من قتل من قتل‬ ‫معاهد المعاهد ذلك الذى فى دولة اللسل م ليس ملسل م يهودى‬ ‫نصرانى مجولسى أى ملة أى جنس من قتله من قتل معاهداً‬ ‫بغير حق كل الكل م هنا إذا كان قتل النفس بغير حق قال رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬ل يرح رائحة الجنة إوان ريحها‬ ‫ليوجد من ملسيرة أربعين عا م أو كما قال رلسول ال صلي ال‬ ‫عليه ولسل م ‪.‬‬ ‫إذا كان المر كذلك ونهيت أن تعتدى على نفلسك ونهيت أن‬ ‫تعتدى على الخرين تقول ولدى إنما هو ابنى نطفته منى أمه‬ ‫‪107‬‬


‫أصدقتها بصداق ودفعت لها مه ارً أنا حر أفعل به ما شئت أقتله‬ ‫إن أردت ‪ .‬عبد ال بن ملسعود ‪ ‬جاء إلى رلسول ال صلي ال‬ ‫عليه ولسل م وقال له ‪ :‬يا رلسول ال أى الذنب أعظ م قال رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أن تقتل ولدك مخافة أن يطع م معك‬ ‫قلت ‪ :‬ث م أى قال ‪ :‬أن تجعل ل نداً وهو خلقك قلت ث م أى قال‬ ‫أن تقتل ولدك مخافة أن يطع م معك أن تحدد نلسلك ل نـك تقول‬ ‫رزقى محدود وذلك التى ل أدرى من أين أطعمه ل أدرى من‬ ‫م‬ ‫وَل تَْقُتُلوا أَْوَل َ‬ ‫د ُ‬ ‫أين أنفق عليه فإن ال عز وجل يقول ‪َ ) :‬‬ ‫ك ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شميَ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫كطا َ‬ ‫م َ‬ ‫طًئطا‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإِّديطا ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫قْتلَُه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ ن نَْرُزُقُه ْ‬ ‫ق ۖ نّ ْ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫مَل ٍ‬

‫َكِبميًرا( " لسورة اللسراء – آية ‪.... "31‬‬ ‫خوفاً من الفقر خوفاً من العوز خوفاً من أل تجد كلسرة‬ ‫تطعمه فإن ال عز وجل يقول فى هذه الية ) ول تقتلوا أولدك م‬ ‫خشية إمل قـ نحن نرزقه م( ال عز وجل رزقه م قبل أن يولدوا‬ ‫وقبل أن يتكونوا فى أرحا م أمهاته م نحن نرزقه م إواياك م إن‬ ‫قـتـلهـ م كـان خطأ كبي ارً ) إواذا الموءودة لسئلت بأى ذنب قتلت(‬ ‫نهيت أن تقتل ولدك إواذا لسقط جنين أو ألسقط فكانت فيه الروح‬ ‫فإن ذلك يكون فى حقه غرامة قدرها ربع غرة إوان ل م يلستطع‬ ‫فإن عليه كفارة أن يصو م شهرين متتابعين توبة من ال على‬ ‫ما فعل وعلى ما صنع وعلى ما اقترفت يداه اعلموا أن كل خلق‬ ‫‪108‬‬


‫ال إنما النفوس عنده م ملستباحة إوانما ال نـلسان عنده م هين ل‬ ‫شأن له ول وضع إذا كانت اليهود قتلت ال نـبياء والرلسل إذا‬ ‫كانوا ه م كذلك فعلوا بال نـبياء والرلسل فكيف بعامة خلق ال‬ ‫وكيف بعامة خلق ال وكيف بالناس كل الناس ال عز وجل‬ ‫قص علينا قصة ابنى آد م قابيل وهابيل قتل واحداً منه م أخاه‬ ‫والحلسن البصرى ‪ ‬له تفلسير عجيب تفلسير غير تفلسير جميع‬ ‫أهل التفلسير قال الحلسن البصرى ‪ :‬إنهما ليلسا ولدا آد م لصلبه‬ ‫ولكنهما من بنى إلسرائيل قتل واحداً منه م أخاه لى لسبب من‬ ‫اللسباب والستدل على ذلك بأن ال عز وجل قال بعد اليات‬ ‫ل‬ ‫التى تروى قصة قابيل وهابيل قال ال عز وجل ‪ِ ) :‬‬ ‫ ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬

‫َٰ‬ ‫م ن َ‬ ‫سطا بِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫غْميِر‬ ‫كَتْبَنطا َ‬ ‫ل نَْف ً‬ ‫قَت َ‬ ‫ه َ‬ ‫سَراِئمي َ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ل أَنّ ُ‬ ‫ى بَِن ي إِ ْ‬ ‫علَ ٰ‬

‫مطا َ‬ ‫ض َ‬ ‫س أَْو َ‬ ‫ممي ً‬ ‫ف َ‬ ‫ ن‬ ‫ج ِ‬ ‫سطاٍد ِ‬ ‫و َ‬ ‫عطا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل الّنطا َ‬ ‫قَت َ‬ ‫كَأنّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ي اْل َْر ِ‬ ‫نَْف ٍ‬

‫هطا َ‬ ‫حَميطا َ‬ ‫ف َ‬ ‫جِمميًعطا ۚ ( "لسورة المائدة – آية‬ ‫س َ‬ ‫حَميطا الّنطا َ‬ ‫كَأنّ َ‬ ‫مطا أَ ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫‪ "32‬قيلت وخص بها هؤلء القو م من اليهود لماذا لكثرة القتل‬ ‫الذى كانوا يتعاملون به ولكثرة قتله م لل نـبياء إواذا كانت هذه‬ ‫الية لبنى إلسرائيل لشدة تعنته م وفجوره م فهى آية لنا وديناً لنا‬ ‫فإن رلسول ال صلى ال عليه ولسل م يقول فى حديث له معناه ‪:‬‬ ‫قال النلسان بنيان ال فى أرض ملعون من هد م بنيانه ‪..‬‬

‫‪109‬‬


‫ملعون َم نـ تعدى على بناء ال ملعون من أراد أن يهد م من‬ ‫بناه ال عز وجل ‪.‬‬ ‫حق ال نـلسان فى دين اللسل م أل يصل إلى جلسده شيئاً‬ ‫يدميه ذلك حقاً من حقوقه ل يصل ذلك الدماء إلى القتل‬ ‫إوازهاق النفوس يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬ظهر‬ ‫المؤمن حمي إل بحقه ظهرك حماه ال عز وجل أن ُيجلد إل إذا‬ ‫اقترفت ذنباً يبيح للجالد جلدك ظهر المؤمن حمي إل بحقه ل‬ ‫ُيضرب ل تصل إلى ذلك الجلسد آلة تؤذيه آلة تدميه ‪ .‬جاء رجل‬ ‫إلى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وقال له ‪ :‬يا رلسول ال‬ ‫عندى خاد م وذلك الخاد م يؤذينى وأنا أضربه على ذلك ذلك‬ ‫الخاد م مؤذى للسانه قذر ولذلك الرجل يضربه قال له ‪ :‬يا رلسول‬ ‫ال أين أنا يو م القيامة ؟ أنظر إلى قول المصطفى صلي ال‬ ‫عليه ولسل م قال إن كان ضربك له أكثر من شتمه لك فله‬ ‫وعليك إوان كان شتمه لك أكثر من ضربك له فلك وعليه ذلك‬ ‫العرابى الرجل انطلق وهو يولول يقول يا ويلى يا ويلى قال‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ردوا عليا الرجل فلما ردوه قال‬ ‫م‬ ‫‪ :‬أل م تق أ‬ ‫ون َ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫واِزدي َ‬ ‫م َ‬ ‫ع اْل َ‬ ‫ر قول ال عز وجل ) َ‬ ‫ ن اْلِق ْ‬ ‫سطَ لِميَْو ِ‬ ‫ة َ‬ ‫فَل ُت ْ‬ ‫مْث َ‬ ‫كطا َ‬ ‫وِإن َ‬ ‫ ن‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬ ‫حبّ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫قطا َ‬ ‫شْميًئطا ۖ َ‬ ‫س َ‬ ‫اْلِقَميطا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫م نَْف ٌ‬ ‫ظل َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫و َ‬ ‫ ن( "لسورة ال نـبياء – آية‬ ‫خْر َ‬ ‫حطا ِ‬ ‫د ٍ‬ ‫ل أَتَْميَنطا بِ َ‬ ‫سِبمي َ‬ ‫ى بَِنطا َ‬ ‫هطا ۗ َ‬ ‫َ‬ ‫ف ٰ‬ ‫‪110‬‬


‫‪ . "47‬جلسد المؤمن مصان ل يؤذى رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م وجد رجل يضرب غلمه كان ذلك الرجل عبد ال بن‬ ‫ملسعود ‪ ‬يقول بينما أنا أضرب غلماً لى إذا بصوت ينادينى‬ ‫يا أبا ملسعود يا أبا ملسعود اعل م أن ال عز وجل أقدر عليك‬ ‫منك على هذا الغل م قلت يا رلسول ال هو حر لوجه ال أنظر‬ ‫ماذا كان الرد قال المصطفى صلي ال عليه ولسل م لو ل م تفعل‬ ‫للفحتك النار ‪ .‬إن ل م تكن أنت أطلقت لسراحه وأعتقته كان جزاء‬ ‫ضربك لذلك الغل م إنما هو النار إنما هو النار ومن الذى يحدثه‬ ‫المصطفى كان عبد ال بن ملسعود فما بالك بنا نحن ‪.‬‬ ‫أعظ م من ذلك وأعلى رتبة يقول المصطفى صلي ال عليه‬

‫ولسل م ‪ :‬إذا وجدت مشاجرة إذا وجدت شجار وناس يضرب‬

‫بعضها بعض فل تقف فر من أمامه م ف ار ارً إذا الستطعت أن‬

‫تصلح بينه م إن الستطعت أن تحجز بينه م فكن من الواقفين‬

‫فكن من الحاجزين قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬ل‬

‫يضرب رجل ظل م إل نزلت اللعنة على من حضره ما ل م يدفعوا‬ ‫عنه إذا أردت أن تحضر فيجب عليك أن تدافع عن المظلو م‬

‫فيجب عليك أن تمنع الضارب من أن يضرب أن تمنع من يهين‬ ‫الجلسد الذى خلقه ال عز وجل بيده ونفخ فيه من روحه أن‬

‫يؤذى أذية الجلساد إنما هى محرمة فى دين اللسل م إل بحقها‬ ‫‪111‬‬


‫هذه هى حقوق ال نـلسان فى حضارة اللسل م وحضارة الغرب‬ ‫إنما هى التى صدرت إلى الدول النامية كما يقولون ولسائل‬

‫التعذيب التعذيب بالكهرباء التعذيب بالعصى المكهربة التعذيب‬

‫بالغازات إهانة الجلسد البشرى بكل ولسيلة محاولة إدمائه خلع‬ ‫الظافر نتف الشعر كل ذلك ما عرفته دول اللسل م وما كانت‬

‫ولسائل وأدوات التعذيب إل مصدرة إلينا من البلد التى تتشدق‬

‫بأنها تحمى حقوق ال نـلسان والتى تدعى أن حضارتها هى‬

‫حضارة الكمال وكانت هى حضارة النقصان ‪ .‬حضارتك م إخوة‬ ‫اللسل م حضارة ربانية تعبدون ال عز وجل إذا تعاملت م بها‬

‫ومعها ويكون لك م أجر من ال وثواب ل نـها أوامر ونواهى نزلت‬

‫بها آيات من رب العالمين وشرحها لسيد الولين والخرين التى‬ ‫قالت فى حقه أ م المؤمنين عائشة رضى ال عنها وأرضاها ‪:‬‬

‫ما ضرب رلسول ال صلي ال عليه ولسل م بيده قط خادماً ول‬

‫امرأة ‪ .‬يد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ما امتدت ببطش‬

‫على ضعيف وما الستعملت إل فى حرب إل فى جهاد ونزال أما‬

‫غير ذلك فقد كان أنس بن مالك ‪ ‬يقول فى حق المصطفى‬

‫صلي ال عليه ولسل م كانت الجارية صغيرة اللسن من أهل‬

‫المدينة تأخذ بيد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م تتوجه به‬

‫حيث شاء‪.‬‬

‫‪112‬‬


113


‫حماية الملكية‬ ‫كان ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م ول شك في ذلك قائد‬ ‫الحضارة ال نـلسانية الله م صلى ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال‬ ‫يا من كنت زاهداً فى الدنيا يـا من كان المال ليس له حباً فى‬ ‫قلبك ول تكترث به رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كما يروى‬ ‫عروة بن الزبير رضى ال عنه وأرضاه قال قلت ل م المؤمنين‬ ‫عائشة رضى ال عنها وأرضاها ما كان طعامك م ما هو الطعا م‬ ‫الذى كان فى بيت محمد عليه أفضل الصلة واللسل م ما هو‬ ‫زاده ما هو ماله الذى كان يطعمه والذى كان يشربه قالت أ م‬ ‫المؤمنين عائشة رضى ال عنها وأرضاها كنا نرى الهل لـ ث م‬ ‫نرى الهل لـ وما يوقد فى أبيات رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫نار ثل ثـة أهلة فى شهرين شهرين بتمامهما ول يوقد فى بيت‬ ‫من بيوت ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م نار ل طبخ ول‬ ‫إدا م ‪ .‬قال يا أ م المؤمنين ما كان طعامك م ما هو زادك م ما زاد‬ ‫ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م وطعامه قالت أ م المؤمنين‬ ‫رضى ال عنها وأرضاها كان طعامنا اللسودان التمر والماء‬ ‫ثل ثـة أهلة فى شهرين وطعا م محمد صلي ال عليه ولسل م‬ ‫‪114‬‬


‫وأهل بيته إنما هو كان التمر إوانما هو كان الماء الله م صلى‬ ‫ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال صلة دائمة أبداً ‪.‬‬ ‫إن اللسل م دين الحضارة‪ ,‬اللسل م دين حقوق ال نـلسان‬

‫كلها‪ ,‬دين كرامة ال نـلسان ورفعته‪ ,‬ولكن الغرب يتشدق ويتعالى‬

‫ويقول أن حضارته حضارة حقوق ال نـلسان وأن حضارته هى‬

‫الحضارة المرتفعة إواننا اليو م فى هذه اليا م إنما فى صراع بين‬ ‫الحضارات وحضارة الغرب هى التى لسوف تنتصر وكذبوا وال‬

‫حضارة اللسل م هى القاهرة حضارة اللسل م هى العالية حضارة‬ ‫اللسل م هى الخفاقة لماذا ل نـها حضارة ربانية ل أمل التكرار‬

‫حضارة ربانية ال عز وجل صانع الصنعة وخالق الخلق أعل م‬

‫بما يصلح صنعته وبما يقو م خلقه لذلك كانت شريعة اللسل م‬ ‫إنما هى الشريعة التى تتجاوب مع فطرة ال التى فطر الناس‬

‫عليها لن الذى فطر الناس الذى خلق الناس هو أعل م بما‬

‫يجبر كلسره م هو أعل م بما يصلح نفولسه م هو أعل م بمواطن‬ ‫اللسعادة عنده م لذلك كانت حضارة اللسل م إنما هى حضارة‬

‫ربانية نزل بها جبريل المين على قلب لسيد المرلسلين لتكون‬

‫منهاجاً وشريعة يتحاك م بها ويتعامل بها أهل اللسل م إلى يو م‬ ‫الدين قلنا فينما قلناه أن حقوق ال نـلسان التى جعلها اللسل م‬

‫كأنها قواعد كل قاعدة لها أصولها ولها ما يشد أزرها ويبنيها‬ ‫‪115‬‬


‫كان حق صيانة النفس وكان حق صيانة المال وكان حق‬

‫صيانة العرض وكان حق الملساواة وكان حق العدل وكان حق‬ ‫الحرية ‪.‬‬

‫وقف رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حجة الوداع‬

‫وقال أيها الناس إن ال حر م عليك م دماءك م وأموالك م حر م عليك م‬ ‫الدماء وحر م عليك م الموال كحرمة يومك م هذا في شهرك م هذا‬

‫في بلدك م هذا آل إني قد بلغت فليبلغ الشاهد الغائب ث م قال كل‬ ‫الملسل م على الملسل م حرا م دمه وماله وعرضه ‪ ,‬تكلمنا في‬ ‫الدماء ونتكل م في الموال حضارة اللسل م إنما هي حضارة‬

‫حماية الموال ل نـها عصب الحياة حماية صيانة المال ل نـها‬

‫عصب الحياة وحماية وصيانة الملكية الفردية لن بها تكون‬

‫لسعادة البشرية ل نـها فطرة ال التي فطر الناس عليها ث م إنها‬

‫تكون حاف ازً للعمل حاف ازً للبتكار حاف ازً لل رـتفاع والنمو لذلك‬ ‫كانت صيانة الملكية الفردية من المور التي أمر بها اللسل م‬ ‫وحض عليها وجعلها حقاً مقدلسا ل يحل لحد أن يقترب منها‬

‫أن يختللسها أن يحاول أن ينتقص منها بأي وجه من الوجوه ‪.‬‬ ‫الملكية كانت ملكية عامة وملكية خاصة ملكية يملكها‬

‫الناس كل الناس الشعب كل الشعب ماذا قال في حقها عمر بن‬ ‫‪116‬‬


‫الخطاب رضي ال عنه وأرضاه وقف أمير المؤمنين عمر في‬

‫يو م من اليا م يخطب الناس فقال أيها الناس أقرءوا القرآن‬

‫تعرفوا به وأعملوا به تكونوا من أهله القرآن فيه دينك م فيه أوامر‬ ‫ال عز وجل إليك م التي إذا تعاملت م بها كنت م أنت م اللسادة وكنت م‬

‫أنت م القادة ث م قال عمر ‪ ‬آل إن الكذب ل يقرب أجل ول يبعد‬

‫من رزق إواني وجدت صلح ما ول نـي ال عز وجل فيه وجد‬ ‫صلح ما وله ال عز وجل وجد صلح الحك م وجد صلح‬

‫المارة وجد صلح الرئالسة وجد صلح المملكة في ثلث‪,‬‬

‫الحك م بما أنزل ال عز وجل والخذ بالقوة والعدل بين الناس –‬

‫كانت هذه الثل ثـة التي لسار عليها عمر ‪ ‬في حكمه لرعيته‬

‫الحك م بكتاب ال والخذ بالقوة الناس كل الناس لسوالسية أما م‬

‫الحق ل قريب يقرب ول بعيد يبعد إنما الذي عليه الذي أقترف‬

‫شيئا يؤخذ على يديه بالقوة حتى تلستقي م المور والعدل بين‬

‫الناس ث م يقول عمر ‪ ‬آل إني وجدت صلح حالك م في ثلث‬

‫صلح مال المة صلح الخزانة العامة – البنك المركزي –‬

‫البنوك التي تغتصب أموالها يغتصبها نواب القروض مليار‬

‫جنيه أو يزيد ‪ ,‬لستة نفر إنما الستولوا عليها من بنوك مصر‬

‫المحرولسة ذلك ل نـه م ليس عنده م دين يأمره م وليس يأتمرون‬

‫بكتاب ول بلسنة قال عمر رضى ال عنه وأرضاه وجدت صلح‬ ‫‪117‬‬


‫أموالك م في ثلث أن يؤخذ من حق ويدفع في حق – يؤخذ من‬

‫حق ليس اغتصابا كما تؤخذ الضرائب وكما ترهق الخلق وكما‬

‫يلسن من القوانين التي تؤكل بها أموال الناس بالباطل أن يؤخذ‬

‫من حق ويدفع في حق ويمنع عن باطل‪ ,‬انظر إلى هذه الثل ثـة‬

‫أخذ المال من حقه ودفعه في حقه ومنعه عن باطل ث م جاء إلى‬

‫راتبه إلى أجرته كحاك م ماذا قال في حقها قال أل إني معك م‬ ‫كوالي اليتي م أنا أمير عليك م ولكنى كوالى اليتي م إذا اغتنيت‬

‫الستعففت إذا كان عندى مال فل أجرة لى عندك م فل راتب لى‬

‫عندك م إن اغتنيت الستعففت إوان افتقرت أكلت بالمعروف " لذلك‬

‫كان عمر ‪ ‬فى عا م المجاعة يربط الحجر على بطنه وبطنه‬

‫تكركر وهو يقول لها كركرى كركرى ما شئت أن تكركرى لن‬

‫تأكلى حتى يأكل أهل اللسل م ‪ .‬ذلك عمر ‪ ‬من أين أتى بها‬

‫من رلسول ال صلي ال عليه ولسل م الذي جاءته أموال المة‬ ‫فقلسمها على الرعية أعطى فل نـاً وفل نـاً وقلس م هذه الموال‬

‫وشاء ال عز وجل أن يعطى نف ارً أكثر من غيره م تأليفاً لقلوبه م‬

‫وهى من المقاصد الشرعية فقال رجل يا رلسول ال هذه قلسمة‬

‫ما أريد بها وجه ال ‪ .‬أنظر إلى رجل يقول ذلك لُم حـمد عليه‬ ‫أفضل الصلة واللسل م لو قالها إنلسان مع ديمقراطية الغرب‬

‫ومع ديكتاتورية الشرق ومع ظل م الظالمين لزج به فى غياهـب‬ ‫‪118‬‬


‫اللسجـون وما يدرى أين هو ‪ .‬قال رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م وهو الحلي م وهو الرحي م ويحك من يعدل إن ل م أعدل‬

‫أيأمننى ال عز وجل على دينك م ول تأمنونى على أموالك م ‪ .‬ال‬

‫عز وجل إئتمنه على الدين فكيف ل تأمنونى على الموال ث م‬

‫يأخذ رلسول ال صلي ال عليه ولسل م شعرات من بعير ويقول‬

‫لكل من يضع نفلسه على رقاب العباد من يو م رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م إلى يو م الميعاد ويقول لكل أهل الرض فى‬

‫شرقها وغربها إنه ل يحل لى من مالك م ول هذه الوبرة‪ .‬ل يحل‬ ‫لحد من مال هذه المة ول هذه الوبرة‪ .‬عمر ‪ ‬كان له ابناً‬ ‫تاج ارً يبيع ويشترى ويلسمن الجمال ويلسمن البقر والجاموس‬

‫ل لسماناً عفية‬ ‫ويلسمن الحيوان ودخل عمر ‪ ‬اللسوق فوجد إب ً‬

‫قوية قال لمن هذه قالوا لولدك لفل نـ من أبنائك‪ ,‬فالستدعاه وهو‬

‫يقول السقوا إبل ابن أمير المؤمنين غذوا إبل ابن أمير‬

‫المؤمنين‪ .‬فعندما الستدعاه قال له ‪ :‬لك رأس مالك والزيادة إلى‬

‫بيت مال الملسلمين قال له يا أمير المؤمنين إنى رجل أبيع‬

‫واشترى أنا تاجر هذا مكلسبى هذا مغنمى هذا ربحى ‪ ,‬قال له‬ ‫الكلمة التى قلتها ‪ :‬ل وال كان الناس يفضلونك على غيرك‬

‫من التجار فيقولوا السقوا إبل ابن أمير المؤمنين غذوا إبل ابن‬ ‫أمير المؤمنين ‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫إذا كان الغرب عنده م من يتولى اللسلطة أو يتولى أى شئ‬ ‫من أمر أموال الرعية يحصوا أمواله فإذا غادر منصبه أحصوها‬ ‫مرة ثانية فإذا كان هناك فرق ردوه إلى خزانة الدولة فإن ذلك‬ ‫إنما جاءت به حضارة اللسل م منذ أربعة عشر قرناً من الزمان‬ ‫وكانت إبل ابن أمير المؤمنين هى الشاهد فى الكتب المدونة‬ ‫المحققة المدققة التى تركها لنا علماء أفذاذ‪.‬‬ ‫حدث حادث كان له مغذى ومعنى وكان له إرادة فى التعلي م‬ ‫والتنبيه‪ ,‬ملسجد النبى صلي ال عليه ولسل م أشرف الملساجد‬ ‫أعلى الملساجد رتبة بعد بيت ال الحرا م أراد عمر ‪ ‬أن يولسعه‬ ‫حتى تلسع الخلق فى أيامه فقد كثر أهل اللسل م فعندما أراد أن‬ ‫يولسعه كان بجوار الملسجد دا ارً لع م رلسول ال صلى ال عليه‬ ‫ولسل م العباس ‪ ‬فأراد أن يدخلها فى الملسجد فى التولسعة قال‬ ‫له تبرع بها قال ل قال بعها قال ل لسلط عليه الصحابة شفعاء‬ ‫كى يدخل بيته وداره فى تولسعة الملسجد فأبى عمر ‪ ‬يعل م أن‬ ‫حقوق الملكية الفردية فى دين اللسل م مصانة ل يصل إليها‬ ‫الحاك م مهما كانت قوته ومهما علت هامته حتى ولو كان عمر‬ ‫‪ ‬فتركها ترك الدار وبنى الملسجد وولسعه ودار العباس ع م‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م خارج التولسعة بعد ما ارتفعت‬ ‫اللسوار وت م البناء جاء العباس وقال يا عمر الن بيتى قربة‬ ‫‪120‬‬


‫فى لسبيل ال ولسع به الملسجد كيف لك أن تقول ذلك قد انتهينا‬ ‫من البناء أتريد إتعابنا كنا نتحايل عليك بشتى الطرق هنا‬ ‫وضح ما يريده العباس الناس كل الناس إنما رأت ملسجد‬ ‫الرلسول صلي ال عليه ولسل م ُو لسـع وخارجه دار العباس كل‬ ‫الناس علمتها وبعد أن علمتها قال الن ولسع بدارى الملسجد‬ ‫عندما لسُـِئـل لماذا فعلت وما الحكمة قال له يا عمر ‪ :‬أردت أل‬ ‫يأتى الحكا م من بعدك فيأكلوا أموال الناس بالباطل ويقولون‬ ‫هكذا فعل عمر ‪.‬‬ ‫وفى قصة الخضر ومولسى عليه الصلة واللسل م عندما‬ ‫تحايل على ناس حتى يركبوا فى لسفينته م وعندما شاهدوا‬ ‫الخضر أركبوه م بغير نوال أركبوه م بغير أجر وعندما لسارت‬ ‫اللسفينة وشقت عباب البحار إذا بالخضر عليه اللسل م يقلع‬ ‫منها لوحاً من ألواحها ) َ‬ ‫ى إِ َ‬ ‫فطانطَلَ َ‬ ‫ة‬ ‫سِفميَن ِ‬ ‫كَبطا ِ‬ ‫ذا َر ِ‬ ‫قطا َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫هطا ۖ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ق أَ ْ‬ ‫هطا لَ َ‬ ‫هطا لُِتْغِر َ‬ ‫شْميًئطا إِْمًرا(‬ ‫قْد ِ‬ ‫هل َ َ‬ ‫خَرْقَت َ‬ ‫ق َ‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫قطا َ‬ ‫َ‬ ‫"لسورة الكهف – آية ‪ ,"71‬لقد جئت شيئاً كبي ارً لقد جئت شيئاً‬ ‫فيه هل كـ الناس يركبون بغير أجر كيف تغرق لسفينته م بعد‬ ‫عدة آيات بانت الحكمة التى أرادها الخضر وكانت هى من دين‬ ‫ة َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن‬ ‫سِفميَن ُ‬ ‫سطا ِ‬ ‫ ن ديَْع َ‬ ‫كمي َ‬ ‫م َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫كطانَ ْ‬ ‫مطا ال ّ‬ ‫اللسل م قال له‪) :‬أَ ّ‬ ‫حِر َ‬ ‫كطا َ‬ ‫و َ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫فأَ​َرد ّ‬ ‫ل‬ ‫وَراَء ُ‬ ‫خُذ ُ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عميبَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫هطا َ‬ ‫ف ي اْلبَ ْ‬ ‫ك ّ‬ ‫هم ّ‬ ‫ك ديَْأ ُ‬ ‫مِل ٌ‬ ‫‪121‬‬


‫ة َ‬ ‫صًبطا( "لسورة الكهف – آية ‪ "79‬حماية المال‬ ‫سِفميَن ٍ‬ ‫َ‬ ‫غ ْ‬ ‫وصيانته فى دين اللسل م إنما هو حق مقدس والملكية الفردية‬ ‫فى دين اللسل م إنما هى حق مقدس ل تأمي م فى دين اللسل م‬ ‫ل مصادرة فى دين اللسل م ل نزع ملكية للمنفعة العامة إل‬ ‫كم‬ ‫كم بَْميَن ُ‬ ‫والَ ُ‬ ‫وَل تَْأ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال بتراضى ) َ‬ ‫كُلوا أَ ْ‬ ‫بتعويض إوال بتفاه م إ‬ ‫فِردي ً‬ ‫كُلوا َ‬ ‫ل‬ ‫ح ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫م لَِتْأ ُ‬ ‫ِبطاْلَبطا ِ‬ ‫وُتْدُلوا بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫ ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كطا ِ‬ ‫قطا ِ ّ‬ ‫هطا إَِلى اْل ُ‬ ‫ط ِ‬

‫س ِبطا ْ ِلْثِم َوَأنُتْم تَْعلَُموَن( "لسورة البقرة – آية ‪,"188‬‬ ‫الّنطا ِ‬ ‫نزلت هذه فى الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وه م يعلمون‬ ‫ث م يذهبوا للقاضى لكى يقر له م أكل الحقوق لكى يقر له م ما‬ ‫اغتصبوه فنزلت هذه الية جاء فى حديث عن أ م لسلمة رضى‬ ‫ال عنها وأرضاها قالت قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫إنما أنا بشر مثلك م ويأتينى الخص م يأتينى ما بينه م وبين‬ ‫بعضه م خصو م ويأتينى الخص م فرب أحده م ألحن بحجته من‬ ‫أخيه فمن حكمت له بغير حقه فإنما أقتطع له قطعة من نار‬ ‫جهن م فليأخذها أو ليدعها الحاك م ل يلستطيع أن يحل حراماً إواذا‬ ‫كان حرا م فإن الحرا م مردود إوان عليه تبعته التى لسوف يحالسبه‬ ‫ال عز وجل بها إذا ذهبت إلى القاضى ومعك العقود المزورة‬ ‫ومعك شهود الزور‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫وعرض المر على القاضى فإن القاضى يأخذ بالذى أمامه‬

‫وأنت تعل م أنت مغتصب وأنت تعل م أنك لص وأنت تعل م أنه ليس‬ ‫حقك إنما حق الملسكين الذى ل يملك أن يدافع عن نفلسه وعن‬

‫حقه القاضى بشر حك م لك أخى الملسل م قال رلسول ال صلى‬ ‫ال عليه ولسل م فى معنى الحديث الذى قلناه إنما يقتطع لك‬ ‫قطعة من نار جهن م فخذها أو دعها ‪.‬‬ ‫يقول ال عز وجل ‪:‬‬

‫شَتُرو َ‬ ‫ه‬ ‫ن بِ َ‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫د اللّ ِ‬ ‫عْه ِ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ ن ديَ ْ‬

‫مًنطا َ‬ ‫خَل َ‬ ‫وَل‬ ‫ف ي اْل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خَرِة َ‬ ‫ك َل َ‬ ‫قِلميًل ُأوٰلَِئ َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫وأَْدي َ‬ ‫َ‬ ‫ق لَُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫مطانِ ِ‬ ‫ُدي َ‬ ‫م‬ ‫وَل َدين ُ‬ ‫وَل ُديَز ِّ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫م اْلِقَميطا َ‬ ‫م ديَْو َ‬ ‫ه َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫مُه ُ‬ ‫كلِ ّ ُ‬ ‫كمي ِ‬ ‫ظُر إِلَْمي ِ‬

‫م( "لسورة آل عمران – آية ‪ "77‬الذين يأكلون أموال‬ ‫َ‬ ‫ب أَِلمي ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫الناس بالباطل ويلستعينوا باليمين التى يهضمون بها الحقوق‬

‫جاء فى حديث عن أبى ذر رضى ال عنه وأرضاه قال ‪ :‬قال‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ثل ثـة ل يكلمه م ال ول ينظر‬ ‫إليه م يو م القيامة ول يزكيه م وله م عذاب ألي م ‪ ,‬قلت يا رلسول‬ ‫ال خابوا وخلسروا من ه م ؟ قال رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م ‪ :‬الملسبل إزاره ) واحد ملسبل إزاره خيلء كب ارً على خلق‬ ‫ال( والمنفق لسلعته بالحلف الكاذب )ذلك أكل مال الناس ما‬

‫لسرق ما نهب ما اختلس ما كان من نواب القروض إنما كل‬ ‫الذى فعله أنه أقلس م أن هذه اللسلعة أبيعها وأنا خلسران فيها‬ ‫‪123‬‬


‫ويقلس م كان ذلك الذى أكل منك مالك بهذه الطريقة وبهذه‬

‫الولسيلة إنما من الثل ثـة الذين ل يكلمه م ال يو م القيامة ول‬

‫ينظر إليه م ول يزكيه م وله م عذاب ألي م والذي ينفق لسلعته‬ ‫بالحلف الكاذب كان ذلك واحداً من الثل ثـة( ‪.‬‬

‫وعن عبد ال بن أبى أوفي ‪ ‬قال نزلت هذه الية فى رجل‬

‫عرض لسلعته فى اللسوق ث م حلف لقد أعطى بها أكثر مما‬

‫أعطى حلف لواحد هذه اللسلعة تلساوى عشر قروش يقول له‬

‫وهو يحلف وال أنا عرض على ربع جنيه ول م أرضى أن أبيع‬ ‫حلف أنه أعطى فيها ما ل م ُيعطى بالكذب نزلت هذه الية فى‬

‫ذلك الذى أقلس م ذلك اليمين فى بيع وشراء وما كان فى لسرقة‬

‫ول نهب ول اختلس ‪.‬‬

‫عن عبد ال بن عمرو بن العاص ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م من حلف على يمين هو فيها فاجر‬

‫ليقتطع بها مال امرئ ملسل م بغير حق لقى ال عز وجل وهو‬

‫عليه غضبان ال عز وجل غضب عليه ل نـه أكل أموال الناس‬

‫ل نـه الستحل لنفلسه أن يهض م حقوق الخرين ويقول رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م فى حديث له ‪ " :‬من أخذ مال أخيه‬

‫بيمينه حر م ال عز وجل عليه الجنة وأوجب له النار الجنة‬ ‫‪124‬‬


‫حرا م عليه والنار مثواه ‪ ,‬قالوا يا رلسول ال ولو كان شيئاً يلسي ارً‬ ‫) ولو كان شئ ل يلساوى ( قال رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م ولو كان عوداً من أراك ‪.‬‬

‫اللسل م كان شديداً كل الشدة والقوة فى تعامله مع اللسارق‬

‫وأوجب قطع يد اللسارق إذا توافت الشروط توافرت شروط القطع‬ ‫لماذا لكى تكون الموال مصانة ولكى تكون الحقوق معلومة‬

‫ولكى يعل م الناس كل الناس أن حضارة اللسل م إنما تدافع عن‬ ‫حرية التملك وتدافع عن حرية مال الناس وأل يصل إليها‬

‫مختلس وأل يصل إليها لسارق وأل يصل إليها هاضماً للحقوق‬ ‫‪.‬‬

‫كانت امرأة على عهد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ما‬

‫هو الذى كان أمرها ووضعها كانت تلستعير المتاع ) كانت‬

‫تذهب إلى واحدة من نلساء أهل المدينة وتقول لها أعيرينى‬

‫حلقك لسوارك قلدتك أى شئ من هذه المور( كانت تلستعير‬ ‫المتاع وتجحده ) ث م تنكر عندما تذهب لها التى أخذت منها‬

‫اللسوار أو الحلق أو اللسورة تقول لها ل م آخذ منك شيئًا( كانت‬ ‫تلستعير المتاع وتجحده وكانت مخزومية أى أنها شريفة من‬ ‫قو م شرفاء من قو م أغنياء عرضت على رلسول ال صلي ال‬ ‫‪125‬‬


‫عليه ولسل م فأراد أن ينفذ فيها الحد الناس من قومها قالوا من‬

‫يجترى على رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ) من يتولسط لها‬

‫من يشفع( حتى ل يقطع يدها قالوا ألسامة حب رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م ‪ ,‬عندما كلمه ألسامة تلون وجه المصطفى‬

‫صلي ال عليه ولسل م وقال أتشفع فى حد من حدود ال يا‬

‫ألسامة جمع الناس ث م قال هذه الكلمات الحضارة ال نـلسانية كلها‬

‫فيها حضارة اللسل م كلها فيها قال ‪ " :‬أيها الناس إنما هلك من‬

‫كانوا قبلك م كانوا إذا لسرق فيه م الشريف تركوه إواذا لسرق‬

‫الوضيع أقاموا عليه الحد " فالناس كانت مقلسمة الذي من‬

‫علية القو م عندما يلسرق ل شئ عليه عندما ينتهب ويأكل ل‬

‫شئ عليه أما إذا كان هناك إنلساناً فقي ارً إنلساناً كما يقال ل ظهر‬ ‫له وأصاب شيئاً من هذه المور فإن المحاك م تعقد والجللسات‬

‫تتتابع ويكون مصيره بعد التخشيبة اللسجن وقد يصل إلى أعوا م‬ ‫وأعوا م( كان َم نـ قبلك م إذا لسرق فيه م الشريف تركوه إواذا لسرق‬

‫فيه م الضعيف أقاموا عليه الحد والذى نفس ُم حـمد بيده لو أن‬ ‫فاطمة بنت محمد لسرقت لقطع محمٌد يدها "‬

‫لو أن فاطمة بنت محمد لسرقت لقطع محمد عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م يدها قال ال عز وجل‬

‫مُنوا َل‬ ‫هطا الّ ِ‬ ‫)َديطا أَديّ َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬

‫كو َ‬ ‫ض‬ ‫جطاَرًة َ‬ ‫ل إِّل َأن تَ ُ‬ ‫كم ِبطاْلَبطا ِ‬ ‫كم بَْميَن ُ‬ ‫والَ ُ‬ ‫تَْأ ُ‬ ‫ن تِ َ‬ ‫م َ‬ ‫كُلوا أَ ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ع ن تَ​َرا ٍ‬ ‫‪126‬‬


‫كطا َ‬ ‫ه َ‬ ‫مطا(‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫حمي ً‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫م َر ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫من ُ‬ ‫وَل تَْقُتُلوا َأنُف َ‬ ‫مۚ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ِّ‬

‫"لسورة‬

‫النلساء – آية ‪ "29‬جعل اللسل م أكل الحقوق أكل الموال‬

‫اغتصاب مال الناس اغتصاب حقوق الناس كأنك قاتل لنفلسك‬

‫أى مصيبة هذه ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ " :‬إن‬ ‫ال عز وجل قلس م بينك م أخلقك م كما قلس م بينك م أموالك م ال عز‬

‫وجل قلس م الخل قـ كما قلس م الموال إوان ال عز وجل يعطى‬ ‫الدنيا لمن يحب ولمن ل يحب يعطى الدنيا للمؤمن ويعطى‬

‫الدنيا للكافر ول يعطى الدين إل لمن أحبه ل يعطى الدين إل‬ ‫لحبيبه إل لمصطفاه فمن أعطاه ال الدين فقد أحبه والذى‬

‫نفلسى بيده ل يلسل م عبد حتى يلسل م قلبه وللسانه ول يؤمن عبد‬ ‫حتى يأمن جاره بوائقه وما اكتلسب عبد مال من حرا م بأى‬

‫ولسيلة من ولسائل الحرا م باللسرقة بالختلس بالنهب بالربا بأى‬

‫وجه من وجوه الحرا م باليمين الفاجرة بأى وجوه من وجوه‬

‫الحرا م وما اكتلسب عبد مال من حرا م فينفقه فيبارك له فيه ل‬

‫تجد واحداً جمع ماًل من حرا م إل تجد عيشته كرب والعياذ بال‬ ‫ويموت وهو معد م وتتلسلط عليه المراض ويتلسلط عليه البلء‬

‫من ال عز وجل فينفقه فيبارك له فيه أو يتصدق به فتقبل‬

‫صدقته الصدقة من المال الحرا م مردودة ال عز وجل طيب ل‬

‫يقبل إل طيباً ول يتركه خلف ظهره ) إذا كان تركه للورثة مات‬ ‫‪127‬‬


‫وترك المال الحرا م للورثة ( ول يتركه خلف ظهره إل قاده للنار‬

‫أو كما قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إن ال عز وجل ل‬

‫يمحو الخبيث بالخبيث ولكن يمحو الخبيث بالطيب إن‬

‫الحلسنات يذهبن اللسيئات ذلك ذكرى للذاكرين اعلموا أن حضارة‬ ‫اللسل م إنما حفظت حقوق العباد أل يصل إليها َم نـ يكلسرها أل‬

‫يصل إليها من يهينها أل يصل إليها َم نـ يلستنزفها حتى يطمئن‬

‫كل واحد على ماله وعلى حقوقه فتكون اللسعادة كل اللسعادة فى‬ ‫المجتمع وتكون الراحة كل الراحة بين الناس ويكون الحب‬

‫ويكون التآلف بين خلق ال جميعاً حضارة اللسل م حضارة‬

‫ربانية وحضارة الغرب حضارة شيطانية حضارة اللسل م إنما‬

‫دونت فى كتاب ال عز وجل وفى لسنة المصطفى صلي ال‬

‫عليه ولسل م وفى أفعال ال ئـمة الذين أمرنا أن نهتدى وأن نقتدى‬

‫به م من بعد محمد عليه أفضل الصلة واللسل م ‪.‬‬ ‫حق صيانة العرض‬

‫ُم حـمد بن عبد اللهصلي ال عليه ولسل م قائد البشرية الي‬ ‫الحضارو والتقد م الله م صلى ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال يا‬ ‫‪128‬‬


‫من كنت تحفظ للنفس البشرية حقها يا َم نـ كنت تعمل لكيان‬ ‫ال نـلسان كله حلساب ‪.‬‬ ‫خرج رلسول ال صلي ال عليه ولسل م قبل موته ثل ثـة أيا م‬ ‫يخرج على الناس ويقول أيها الناس من كنت جلدت له ظه ارً‬ ‫فهذا ظهرى فليلستقضى منه َم نـ كنت أخذت منه مال فهذا مالى‬ ‫فلتلستقضي منه َم نـ كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضى‬ ‫فليلستقضى منه ‪.‬‬ ‫محمد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كان يقول للخلق‬ ‫كل الخلق من شتمته فليرد شتمى حتى ل يحالسبنى ربى من‬ ‫كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضى فليلستقضى منه ما كان‬ ‫لس بـاباً ول فحاشاً ول بذيئاً ول‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م َ‬ ‫صخاب فى اللسواق ول يدفع اللسيئة باللسيئة ولكن يعفو‬ ‫ويصفح الله م صلى ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال ‪.‬‬ ‫يقولون أن حضارة الغرب هى المرتفعة الراية ولسوف تصرع‬

‫حضارة اللسل م ويقولون أن ذلك الزمن إنما هو زمن صراع‬ ‫الحضارات ‪.‬‬

‫والحضارة اللسلمية إنما هى حضارة ربانية نزل بها جبريل‬

‫المين على رلسول ولسيد الخلق أجمعين لتكون هداية لنا إلى‬ ‫‪129‬‬


‫الطريق الملستقي م ‪ ,‬الذى بدايته عندنا وآخرته جنة رب العالمين‬

‫‪.‬‬

‫حضارة اللسل م إنما هى حضارة ربانية وحضارة الغرب إنما‬

‫هى حضارة إنلسان وال نـلسان يخطئ ويصيب حضارة اللسل م‬

‫إنما حضارة الصانــع الــذى خلــق الخلــق فهو يعل م ما يصلحه م‬

‫وهو يعل م ما يجبره م‪.‬‬

‫قلنا أن رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وقف فى حجة‬

‫الوداع أى أنه كان من أواخر التشريع وقال ‪ :‬أيها الناس إن‬

‫دماءك م وأموالك م عليك م حرا م كحرمة يومك م هذا فى شهرك م هذا‬

‫فى بلدك م هذا أل قد بلغت فليبلغ الشاهد منك م الغائب ث م قال‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كل الملسل م على الملسل م حرا م‬

‫دمه وماله وعرضه ورلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م طاف‬

‫فى يو م من اليا م حول الكعبة التى هى منارة اللسل م والتى‬

‫نتجه إليها بصدورنا فى صل تـنا والتى تتجمع عليها المة وقال‬

‫وهو يطوف قال عبد ال بن عمر رضى ال عنه وأرضاه لسمعت‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يطوف حول البيت ويقول ‪" :‬‬

‫ما أطيبك وما أطيب ريحك وما أعظمك وما أعظ م حرمتك والذى‬

‫نفس ُم حـمد بيده المؤمن عند ال أشد حرمة منك " المؤمن عند‬ ‫‪130‬‬


‫ال عز وجل أشد حرمة عند ال من بيت ال الحرا م من الكعبة‬ ‫المشرفة التى ننظر إليها بأعيننا ونتلقاها بصدورنا وتتوجه‬

‫إليها المة كلها ‪.‬‬

‫أعراض الناس فى دين اللسل م وفى حضارة اللسل م إنما‬

‫هى مصانة ل يلسب الرجل الملسل م والمؤمن ل يلسب الناس ل‬

‫يتعرض لعرضه م متعرض ول يتعرض إلى كرامة واحد منه م‬

‫متعرض إنما هى الصيانة كلها ‪.‬‬

‫ومن هذه الصيانة ومن مبادئها حر م دين اللسل م أشياء‬

‫كانت هذه الشياء عندما حرمها دين اللسل م إنما حرمها‬

‫لصيانة العراض‪ ,‬ل ُيلسب ملسل م ل ُيهان مؤمن‪ ,‬يقول ال عز‬

‫وجل‪:‬‬

‫جَتِنُبوا َ‬ ‫ض‬ ‫ ن إِ ّ‬ ‫هطا الّ ِ‬ ‫)َديطا أَديّ َ‬ ‫ن بَْع َ‬ ‫م َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫ ن الظّ ِّ‬ ‫كِثميًرا ِ ّ‬

‫كم بَْع ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ب‬ ‫ضطا ۚ أَُدي ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫سوا َ‬ ‫وَل تَ َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫وَل ديَْغَتب بّْع ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫الظّ ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫ ن إِْث ٌ‬ ‫مْميًتطا َ‬ ‫كِر ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫واتُّقوا اللّ َ‬ ‫خمي ِ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫م َأن ديَْأ ُ‬ ‫حُد ُ‬ ‫موُه ۚ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َ‬ ‫أَ َ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫هُت ُ‬

‫م( "لسورة الحجرات – آية ‪ ,"12‬إذا كان الغرب‬ ‫اللّ َ‬ ‫ب ّر ِ‬ ‫ه تَ ّ‬ ‫حمي ٌ‬ ‫وا ٌ‬ ‫قد صان حياة الناس أل يتلصص عليها متلصص ولسّن‬

‫القوانين التى تمنع التجلسس على الناس بأى ولسيلة من‬

‫الولسائل وجعل التصنت على أجهزة التليفون أو وضع الجهزة‬

‫التى تبين ما بداخل البيوت ل يضعها إل بإذن من قانون أو‬ ‫‪131‬‬


‫بإذن من قاضى أو بإذن من ويكل نيابة وما على ذلك فإن‬

‫اللسل م إنما هو الذى بدأها وصان حقوق الناس فيها منعك‬

‫من بادئ المر أن تظن بالناس إل الخير يقول رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م فى حديث رواه أبو هريرة ‪ ‬اجتنبوا كثي ارً من‬

‫الظن إن بعض الظن إث م أول اجتنب الظن لن بعض ذلك الظن‬

‫إث م ‪ ,‬إث م أنك إذا ظننت التجأت إلى التجلسس إياك م والظن فإن‬ ‫الظن أكذب الحديث ول تحلسلسوا ول تجلسلسوا ول تحالسدوا‬

‫وكونوا عباد ال إخواناً وكونوا عباد ال إخواناً ‪.‬‬

‫قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬ثلث ل زـمات لمتى‬ ‫الغيرة والحلسد والظن قال رجل يا رلسول ال فما الفكاك منها أو‬ ‫كلمات مثلها قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إذا ظننت فل‬ ‫تحقق إذا ظننت فل تلتجئ إلى ما هو أبعد وأقوى فل تلتجئ‬ ‫إلى التحلسس وإلى التجلسس إذا ظننت فل تحقق إواذا تحققت‬ ‫فالستغفر ال إواذا تطيرت فأمضى‪.‬‬

‫الملسل م إنما قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حق‬ ‫عرضه إن ال عز وجل حر م على الملسل م دمه وعرضه وأن‬ ‫يظن به ظن لسوء أى شئ حر م من ال نـلسان على ال نـلسان دمه‬ ‫وعرضه ‪ ,‬أن يشت م أن يهان وكان لسبب الشت م ولسبب الهانة‬ ‫ولسبب ال نـتقاص من شأنه ووضعه أنك ظننت به فكان النهى‬ ‫‪132‬‬


‫عن الظن عن ظن اللسوء مما أمرت به إن ال عز وجل حر م‬ ‫من الملسل م دمع وعرضه وأن يظن به ظن لسوء ‪ ,‬التجلسس‬ ‫والتلصص على الناس ومحاولة كشف خباياه م ومحاولة‬ ‫الوصول إلى أغواره م ومحاولة معرفة ما يدور داخل بيوته م‬ ‫إنما هو شئ عظي م شئ خطير‪ ,‬دين اللسل م إنما حما‬ ‫خصوصيتك وحما بيتك أن يتلصص عليه متلصص وأن‬ ‫يتجلسس عليه متجلسس ‪.‬‬ ‫يقول أبو برزة اللسلمى ‪ : ‬وعظنا رلسول صلي ال‬ ‫عليه ولسل م موعظة ألسمع لذوات الخضور فى بيتها ألسمع‬ ‫لذوات الخضور فى خضورها الرلسول عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م وعظ الناس فى ملسجده تلك الموعظة ما كان هناك‬ ‫مكبر صوت ما كان هناك هذه المور التى نتعامل بها فى هذه‬ ‫اليا م ولكنه رفع صوته بهذه الموعظة ذك ارً للناس حتى أن‬ ‫الفتيات فى البيوت لسمعن موعظة رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يا معشر من آمن‬ ‫بللسانه ول م يفض اليمان إلى قلبه آمنت بالللسان ولكن اليمان‬ ‫ما وصل إلى القلب يا معشر من آمن بللسانه ول م يفض اليمان‬ ‫إلى قلبه ل تتبعوا عورات الملسلمين فإن من تتبع عورة أخيه‬ ‫الملسل م تتبع ال عز وجل عورته حتى يفضحه فى حوف َر ْـحـله‬ ‫‪133‬‬


‫ما هى الموعظة ل تتجلسس ل تحاول أن تكشف لسر أخيك ل‬ ‫تحاول أن تصل إلى أغواره ول تحاول أن تصل إلى ما يشينه ل‬ ‫تحاول أن تصل إلى ما ينتقصه أما م الخلق يا معشر من آمن‬ ‫بللسانه ول م يفض اليمان إلى قلبه ل تتبعوا عورات الملسلمين‬ ‫لماذا ؟ ل نـك إذا اتبعت عورة ملسل م إواذا حاولت كشفها فإن ال‬ ‫عز وجل ورلسوله توعدك بأنه لسوف يجعل من يتتبع عورتك‬ ‫ويفضحك كما حاولت أن تشين غيرك وكما حاولت أن تفضح‬ ‫غيرك أنت كذلك مفضوح إنما الجزاء بالجزاء ‪ ,‬إنما الجزاء‬ ‫بالجزاء ‪ ,‬نزلت هذه اليات إخوة اللسل م وما هو لسبب نزولها ؟‬ ‫لسبب نزولها شئ قد ل يتبادر إلى ذهن ال نـلسان أنه شئ يؤاخذ‬ ‫عليه ‪ ,‬نزلت فى حق َمن ؟ نزلت فى حق لسلمان الفارلسى ‪, ‬‬ ‫كان فى صحبة مع رجلين وكان متعباً ونا م ول م يجهز لهما‬ ‫طعاماً فعندما الستيقظا ما وجدا طعا م كان على عاتقه أن يصنع‬ ‫الطعا م فما وجد طعا م فقال له اذهب إلى ألسامة بن زيد ‪‬‬ ‫واجلب لنا منه طعا م اذهب إلى ألسامة فأحضر لنا من عنده‬ ‫طعا م ‪ ,‬ذهب عمار بن يالسر ‪ ‬إلى ألسامة فقال له السامة وال‬ ‫ما عندى شئ رجع لهما لسلمان فأمراه أن يذهب إلى بيوت غير‬ ‫بيت ألسامة وقال له إنما امتنع ألسامة أن يعطيك طعاماً بخل‬ ‫منه وذهبا يتجلسلسا على ألسامة هل عنده طعا م أ م ليس عنده‬ ‫طعا م ‪.‬‬ ‫‪134‬‬


‫شئ تافه قد تقول أنه ل يلساوى شئ ولكن دين اللسل م‬

‫حمى تلك الخصوصية ومنعك أن تتجلسس على الناس لتعل م إن‬ ‫كان عنده م أو ليس عنده م أدنى شئ حتى ولو كان طعاماً عاد‬

‫لسلمان ول م يجد طعاماً فقال الرجل نـ لو بعثنا لسلمان لبئر‬

‫لسحيماء لوجدها غائره فقال هذه الكلمات فى حق لسلمان ‪, ‬‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م عندما قابلهما قال ‪ :‬ما بالى‬

‫أجد فى أفواهك م أثر اللح م أو كما قال فى معنى الحديث قال يا‬

‫رلسول ال وال ما أكلنا لحماً ‪ ,‬قال لقد أكلتما لح م ألسامة‬ ‫وأكلتما لح م لسلمان ‪.‬‬

‫هذه المور إنما يتعامل بها الناس فى هذه اليا م وكأنها‬

‫عادية وكأنها شئ ل يؤبه به وكأنها شئ صغير ل يلساوى ‪,‬‬

‫ولكن هذا الصغير إنما نهينا عنه ونزل بها قرآن من اللسماء‬

‫يقول لنا ل تظن بأخيك إل ظن الخير ول تحاول أن تتجلسس‬ ‫عليه ‪.‬‬

‫يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حديث رواه‬

‫معاوية ‪ ‬إن المير إذا ابتغى الريبة فى الناس أفلسد المة إن‬ ‫المير ل يحاول أن يتجلسس على خلق ال ليعرف منه م ألس ار ارً‬

‫‪135‬‬


‫معينة يعرف عنه م أشياًء بذاتها إن المير إذا ابتغى الريبة فى‬ ‫الناس أفلسده م كان فلساداً للمة ‪.‬‬

‫عبد الرحمن بن عوف ‪ ‬يقول ‪ :‬خرجت مع عمر ‪ ‬ذات‬

‫ليلة على الناس يخرج بالليل لكى يعرف حال الناس وحال‬

‫الرعية فإذا بأصوات تنطلق من داخل بيت عليه باب مغلق فقال‬

‫عمر ‪ ‬هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف إوانه م الن يشربون‬

‫فما ترى ؟ ذلك أمير المؤمنين وذلك وزيره إنما هو عندما لسمع‬

‫الصوات ولسمع الضحكات قال إن بالظن أنه م يشربون خم ارً‬ ‫فأراد أن يتجلسس عليه م أن ينظر إليه م فقال لوزيره فقال لبطانة‬

‫الخير لعبد الرحمن بن عوف ‪ ‬ما ترى قال أرى يا أمير‬ ‫المؤمنين أننا ارتكبنا حراماً قال فانصرف عمر ‪. ‬‬

‫كان ذلك الفعل لو ت م من عمر ‪ ‬لكان فى شريعة اللسل م‬

‫ارتكب ما حّر مـال عليه‪ ,‬الذى عندنا هو فى دينك الذى هو فى‬

‫حضارتك إنك إذا رأيت من أخيك شيئاً أو رأيت به ما يشينه أو‬

‫رأيت ما ينتقص من شأنه إنما أمرت أن تلستر عليه أمرت أن‬

‫تدارى عليه أمرت أل تفضحه‪.‬‬

‫يقول عبد ال بن عباس ‪ ‬قال رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م ‪َ :‬م نـ لستر عورة أخيه فى الدنيا لستر ال عورته يو م‬ ‫‪136‬‬


‫القيامة وَم نـ كشف عورة أخيه كشف ال عورته حتى يفضحه‬ ‫فى بيته ‪ ,‬الذى يكشف عورة أخيه ويذيعها للناس ويقولها لكل‬ ‫من يقابله إنه لسوف يلسلط عليه من يشينه ومن يفضحه‬ ‫وكذلك هو مفضوح يو م القيامة ويقول رلسول ال صلي ال‬ ‫عليه ولسل م محذ ارً من ذلك كل التحذير وكذلك ينهاك أن تجعل‬ ‫فرصة أما م الناس أن ينالوا منك وأن يتكلموا عليك وأن يهينوك‬ ‫وأن ينتقصوك ‪ ,‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م من أل م‬ ‫بشئ من هذه القاذورات الذى وقع فى شئ من القاذورات التى‬ ‫تجلب عليه اللعنة وتجلب عليه اللسباب من أل م بشئ من هذه‬ ‫القاذورات فليلستتر بلستر ال عز وجل أن يلستر نفلسه ل يخرج‬ ‫ويتكل م بها ل يجعل الناس تراه إنما يلستر على نفلسه ث م يقول‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فإن من بدت لنا صفحته أقمنا‬ ‫عليه الحد أمرت أن تلستر على نفلسك فإذا فضحت نفلسك‬ ‫تعرضت للعقاب ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كل‬ ‫أمتى معافة كل أمة ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م هى في‬ ‫عفو من ال عز وجل‪ ,‬ال عز وجل راحمه م ال عز وجل آخذ‬ ‫بأيديه م وغافر ذنوبه م ويتوب عليه م إل نالساً معينة ‪ ,‬كل أمتى‬ ‫معافى إل المجاهرين إوان من المجانة أى من الجنون أو‬ ‫الفجور أن يفعل أحدك م فعل فى الليل ث م يقو م ث م يصبح فيقول‬ ‫يا فل نـ فعلت البارحة كذا وكذا ‪ ,‬بات يلستره ال عز وجل‬ ‫‪137‬‬


‫ويصبح يكشف لستر نفلسه إن من المجانة أن يفعل أحدك م عمل‬ ‫فى الليل ث م يصبح يقول يا فل نـ شربت البارحة الخمر يا فل نـ‬ ‫فعلت كذا وكذا ‪ ,‬يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إن ذلك‬ ‫الذى يفعل هذه ويكشف لستر نفلسه وال عز وجل لستره فإنما‬ ‫هو ليس من الذين يتعرضون لعفو ال عز وجل ‪ ,‬كل أمتى‬ ‫معافى إل المجاهرين‪.‬‬ ‫وعن عائشة رضى ال عنها وأرضاها قالت ‪ :‬قال رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أتدرون ما أربى الربا ؟ أى الربا‬ ‫أربى الربا ‪ ,‬الربا محر م وحرمته عظيمة فــى اللســل م هناك ربا‬ ‫ذلك الربا أى الربــا أربـى؟‬ ‫أتدرون ما أربى الربا قالوا ال ورلسوله أعل م لن ال عز‬

‫وجل هو الذى ينزل التشريع على محمد عليه أفضل الصلة‬ ‫واللسل م ومحمد صلي ال عليه ولسل م هو الذى يبينه للناس‬

‫فقال الناس ال ورلسوله أعل م قال رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م أربى الربا اللستطالة فى ِع رـض امرئ ملسل م " أربى الربا‬

‫أعلى درجات الربا أنك تخوض أنك تلسب تشت م واحداً ليس أهل‬ ‫للشت م ليس أهل لللسباب ليس أهل للعن ليس أهل للطعن أربى‬

‫الربا اللستطالة فى عرض امرئ ملسل م ث م ق أر رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م‬

‫ ن ُديْؤُذو َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫غْميِر‬ ‫مَنطا ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫والّ ِ‬ ‫ ن َ‬ ‫مِنمي َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫) َ‬ ‫واْل ُ‬ ‫ن اْل ُ‬ ‫‪138‬‬


‫سُبوا َفَقِد اْحَتَمُلوا ُبْهَتطاًنطا َوإِْثًمطا ّمِبميًنطا( "لسورة الحزاب‬ ‫مطا اْكَت َ‬ ‫َ‬

‫– آية ‪ "58‬الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير حق‬

‫احتملوا بهتان احتملوا زور واحتملوا إث م ولسوف يحالسبه م ال‬

‫عز وجل حلساباً على ما اقترفوا علسي ارً ‪.‬‬

‫عبد ال بن عمر ‪ ‬يقول قال رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م َم نـ حالت شفاعته دون حد من حدود ال فقد ضاد ال‬

‫عز وجل ‪ ,‬كانت هذه الولى وأما الثانية ومن خاص م فى باطل‬

‫وهو يعل م ل م يزل فى لسخط ال عز وجل حتى ينزع " من خاص م‬ ‫فى الباطل وهو يعل م أنه على باطل ل م يزل فى لسخط ال عز‬

‫وجل حتى ينزع ث م قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ومن‬

‫قال فى مؤمن ما ليس فيه إذا قلت فى إنلسان شئ وذلك الشئ‬ ‫ليس فى ذلك ال نـلسان ومن قال فى مؤمن ما ليس فيه أدخله‬

‫ال عز وجل ردغة الَخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج‪,‬‬

‫الذى يطعن فى شرف إنلسان الذى يلسب إنلسان بأى شئ من‬ ‫اللسباب الذى ينتقص من قدر إنلسان بأى شئ من ذلك‬

‫ال نـتقاص إنما هو فى نار جهن م والعياذ بال ولكن فى أى شئ‬

‫الخـبال هل تدرى ما‬ ‫فى أى مكان فى جهن م إنما هو فى رضغة َ‬

‫رضغة الخبال أخى الملسل م رضغة الخبال التى تتجمع فيها‬

‫ُع صـارة أهل النار كأنها البكابورت الذى تتجمع فيه فضلت أهل‬ ‫‪139‬‬


‫النار وبقاياه م فأى مكان هذا ‪ ,‬ث م يقول رلسول ال صلي ال‬ ‫عليه ولسل م حتى يخرج مما قال وليس بخارج ‪.‬‬ ‫ويقول ال عز وجل‪:‬‬

‫ول َ َ‬ ‫قْد َ‬ ‫م‬ ‫مْلَنطا ُ‬ ‫مَنطا بَِن ي تآ َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫كّر ْ‬

‫و َ‬ ‫ى‬ ‫م َ‬ ‫ضْلَنطا ُ‬ ‫وَرَزْقَنطا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ ن الطّميِ َّبطاتِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ْ‬ ‫واْلبَ ْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫ف ي اْلبَ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ضميًل( "لسورة اللسراء – آية ‪ , "70‬ال‬ ‫خلَْقَنطا تَْف ِ‬ ‫ ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثميٍر ِ ّ‬

‫عز وجل خلق آد م بيديه ونفخ فيه من روحه وألسجد له مل ئـكته‬

‫وألسكنه جنته وجعله خليفة له فى أرضه فذلك ال نـلسان إنما‬

‫عرضه مصاناً فى دين اللسل م فكان العرض وصيانة العرض‬

‫إنما هى من أعلى الحقوق فى ذلك الدين ليس العرض ما‬

‫يطلق على الفاحشة وارتكابها فقط إنما العرض كل ما يشين‬

‫ال نـلسان بأى لسبب أو بأى طريقة من اللساءة حتى ولو كانت‬

‫كلمات كما قيلت فى حق لسلمان الفارلسى ‪ ‬وفى حق ألسامة‬

‫بن زيد ‪ ‬عندما قال الناس أن ألسامة بن زيد منع الطعا م‬ ‫لبخله كانت هذه تعرض لعرض ألسامة بن زيد وعندما قال‬

‫الناس فى حق لسلمان الفارلسى لو بعثناه إلى بئر لسحيماء لغار‬ ‫ماؤها كانت بئر بها ماًء كثي ارً فقال هذان الرجل نـ لو أّنـا بعثنا‬

‫لسلمان ليأتى بماء منها لغار ماؤها لنفذ ماؤها‪ ,‬كانت هذه طعناً‬ ‫فى عرض وكانت هذه طعناً فى عرض ‪ ,‬ومن أعظ م المور‬ ‫وأعلها قوة وقد ارً فى دين اللسل م ومن أشد ما حر م عليك فى‬ ‫‪140‬‬


‫ذلك الدين أن تتعرض لعرض امرأة ملسلمة أن تلسبها بلسباب‬

‫ذلك اللسباب يوحى بأنها ارتكبت الفاحشة فإن ذلك من المور‬ ‫التى حرمها ال عز وجل وجعل فيها حداً لمن ل يلستطيع أن‬

‫يأتى بأربعة شهداء يشهدون معه على ارتكاب ذلك المر‬

‫المشين ذلك المر إذا ضربت به امرأة أو رجل ‪ ,‬إذا قيل فى حق‬

‫رجل أنه زنا بامرأة أو فى حق امرأة أنها زنت مع فل نـ كان ذلك‬

‫من المور العظيمة‪ ,‬يقول ال عز وجل‪:‬‬

‫مو َ‬ ‫ن‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ ن ديَْر ُ‬

‫ف ي ال ّ‬ ‫ت اْل َ‬ ‫خَرِة‬ ‫واْل ِ‬ ‫عُنوا ِ‬ ‫ت ُل ِ‬ ‫مَنطا ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫غطافَِل ِ‬ ‫صَنطا ِ‬ ‫دْنَميطا َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت اْل ُ‬ ‫اْل ُ‬ ‫م‬ ‫هُد َ‬ ‫ب َ‬ ‫م َ‬ ‫وأَْدي ِ‬ ‫م أَْل ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ش َ‬ ‫م َ‬ ‫م‪ .‬ديَْو َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سَنُتُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫ظمي ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫ددي ِ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫مطا َ‬ ‫ق‬ ‫و ِّ‬ ‫مِئ ٍ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ذ ُدي َ‬ ‫ن‪ .‬ديَْو َ‬ ‫كطاُنوا ديَْع َ‬ ‫جُلُهم بِ َ‬ ‫َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ِدديَنُه ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫وأَْر ُ‬ ‫فمي ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ ن( "لسورة النور – آية ‪23‬‬ ‫ه ُ‬ ‫ن أَ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫و اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫مِبمي ُ‬ ‫ق اْل ُ‬ ‫وديَْعلَ ُ‬

‫–‪ "25‬من أكبر الكبائر أن تتعرض لعرض امرأة أن تتهمها‬

‫بالزنا أو تته م رجل بالزنا‪ ,‬إواذا اتهمت أو اته م أو رأيت فيجب‬ ‫عليك أن تلستر ول تعرض نفلسك أن تكون من الثمين لن‬

‫تكون من الفالسقين جاء رجل إلى رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م وكان السمه هَـ َزْل وقال له يا رلسول ال لقد رأيت فل نـ‬

‫مع فل نـة لقد رأيت فل نـاً يزنى بفل نـة قال له رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م لو لسترت عليه بردائك يا هزال كان خي ارً لك‬

‫أنظر إلى أى مدى قال لو لسترت عليه كان خي ارً لك هذا هو‬ ‫‪141‬‬


‫دينك م ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م َم نـ لستر عورة‬

‫ملسل م فكأنما أحيا موءودة فى قبرها ‪ ,‬الذى يلستر على ملسل م‬ ‫الذى يحافظ على لسمعة أخيه الذى ل يحاول أن يتجلسس‬

‫ويتلصص وأن يتلسمع لكى يشين لكى يقو م فى الناس خطيباً‬ ‫ويقول رأيت فل نـ رأيت عل نـ ‪ ,‬فل نـ صفته فل نـاً نعته لقد‬ ‫الستقر فى رأيى وفى خلدى أنه على كذا وأنها على كذا يقول‬

‫رلسول ال صلى ال عليه ولسل م َم نـ لستر عورة أخيه الملسل م‬ ‫فكأنما أحيا موءودة فى قبرها تلك الموءودة التى حفرت لها‬

‫الحفرة ووضعت فيها ث م أهيل عليها التراب الذى يحييها وكيف‬

‫يحييها فإن إحياءها شئ عظي م ل يقدر عليه إل رب العالمين‬ ‫يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م لو أنك لسترت على‬

‫الناس لكنت فى منزلة َم نـ أحيا الموءودة ‪ ,‬قد ارً عظيمًا‪ ,‬تقول‬ ‫ع اْل َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ف ي‬ ‫ش ُ‬ ‫شمي َ‬ ‫ال عز وجل )إِ ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫فطا ِ‬ ‫ن َأن تَ ِ‬ ‫ ن ُدي ِ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذدي َ‬

‫ف ي ال ّ‬ ‫م‬ ‫م َ‬ ‫واْل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ّ ِ‬ ‫خَرِة ۚ َ‬ ‫دْنَميطا َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫مُنوا لَُه ْ‬ ‫ه ديَْعلَ ُ‬ ‫ب أَِلمي ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬

‫َوَأنُتْم َل تَْعلَُموَن( "لسورة النور – آية – ‪ , "19‬حضارة‬

‫اللسل م تحفظ كيانك وتحفظك من أن يظن بك ظن لسوء من أن‬

‫يتجلسس عليك إنلسان ليعرف عيوبك ليعرف نقائصك وتحميك‬

‫بعد ذلك من أنه إذا عرف نقيصة فيك أن يدور على الناس‬

‫ويلوكها أن يدور على الناس ويشيعها ‪ ,‬حضارة اللسل م هى‬ ‫‪142‬‬


‫الحضارة التى حفظت حق العرض من أربعة عشر قرناً من‬

‫الزمان وأما حضارة الغرب فإنها حضارة الشياطين يتجلسلسون‬

‫على الناس فى بيوته م ويصورونه م عراة فى حماماته م ث م‬

‫يظهرون تلك الصور وتلك المقالت على شاشة التلفاز‬

‫بالقمار الصناعية وبغير ذلك وأدناها صحفاً صفراء تنشر ليس‬ ‫عنده م عيب وليس عنده م خلق ويقولون أن حضارته م هى‬ ‫اللسائدة وكذبوا وال إنما الحضارة اللسائدة الحضارة القائدة‬

‫الحضارة الراشدة إنما هى حضارة ربانية جاءت بها آيات‬

‫لسجلت فى كتاب ال عز وجل وأحاديثاً رواها المصطفى صلي‬

‫ال عليه ولسل م تجعل ذلك المجتمع مجتمعاً ينع م باللسعادة كلها‬

‫مجتمعاً ينع م بالخير كله مجتمعاً ينع م بالرفاهية كلها ‪.‬‬

‫إذا أردت أن تحيا لسليماً من الردى ودينك موفور وعرضك‬

‫اتوللناس‬ ‫لس ْوـ َءــ ْ‬ ‫لس وـءة فكلك َ‬ ‫صـّيـُن فل ينطقن منك الللسان ب َ‬ ‫َ‬

‫أعين وعيناك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل يا عين للناس‬ ‫أعين ‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫طـلب العلـ م‬ ‫ُم حـمد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م هو معل م ال نـلسانية‬

‫ الله م صلي ولسل م عليك يا من قال فيك القائل ‪ :‬وفينا رلسول‬‫ال يتلو كتابه إذا انشق نور من الفجر لساطع أرانا الهدى بعد‬

‫العمي فقلوبنا موقنات أن ما جاء به واقع ‪ ,‬يبيت يجافي جنبه‬ ‫عن فراشه إذا الستثقلت بالمشركين المضاجع ‪.‬‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أرانا الهدى بعد العمى‬

‫أخرجنا من الظلمات إلى النور أخرجنا من الجهل إلى العل م‬

‫فكان رلسول ال صلى ال عليه ولسل م الخير كله الله م صلي‬

‫ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال صلة دائمة أبدًا‪.‬‬

‫حضارة اللسل م ‪ -‬الغرب يقول أن ذلك الزمن الذي نعيشه‬ ‫إنما هو زمن صراع الحضارات وأن حضارة الغرب يجب أن تقهر‬ ‫حضارة اللسل م ‪ ,‬وكبرت كلمة تخرج من أفواهه م إن يقولوا إل‬ ‫كذبا – حضارة اللسل م إنما هي حضارة ربانية صانع الصنعة‬ ‫وخالق الخلق إنما جاء بما ُيطب به قلوب تلك المة والذي يعل م‬ ‫ما يلسعدها والذي يعل م ما يشفيها إنما هو خالقها وبارئها‬ ‫فكانت حضارة اللسل م إنما حضارة حقوق ال نـلسان وكان‬ ‫‪144‬‬


‫لل نـلسان في هذه الحضارة حقوق حق الحياة وحق الملك وحق‬ ‫صيانة العرض وحق التعل م ‪ -‬اعلموا أن دينك م دين اللسل م‬ ‫إنما هو الدين الذي جاء إلى الناس لكي يكونوا علماء لكي‬ ‫يكونوا من أهل العل م والفقه لكي يلسعدوا بما علمه م ال عز‬ ‫وجل فإن ال عز وجل عندما خلق آد م عليه اللسل م بيديه ونفخ‬ ‫فيه من روحه والسجد له مل ئـكته إنما بعد ذلك فضله على‬ ‫المل ئـكة بأنه علمه العل م وعل م آد م اللسماء كلها كان بلسبب‬ ‫تعلي م آد م اللسماء رفعة – آد م بما علمه ال عز وجل فال عز‬ ‫وجل إنما عل م آد م كل شيء عل م آد م ألسماء كل شيء إلى قيا م‬ ‫اللساعة ما من الس م ُيلسمى وما من شيء يخترع ما كان موجوداً‬ ‫إل وقد تعلمه آد م وُ​ُنقش في تعاريج مخه التي يتوارثها الناس‬ ‫التي يتوارثها الناس أباً عن أب عن جد إلى أن يصلوا إلى آد م‬ ‫عليه وعلى رلسولنا أفضل الصلة واللسل م ‪.‬‬ ‫رلسولك م صلي ال عليه ولسل م يا أمة العلماء يا أمة العل م‬

‫إنما كان أمي ل يق أر ول يكتب وكان يتعبد في غار حراء فجاءه‬ ‫الملك قبل أن ل يدري شيئاً ‪ ,‬قبل أن ل يعل م أنه نبي ورلسول‬

‫جاءه الملك جاءه جبريل وهو في غار حراء ث م ضمه ضمة كاد‬

‫يهلك بلسببها ث م قال له اق أر قال ما أنا بقارئ أنا من الجاهلين‬

‫أنا ل اكتب أنا ل أق أر ما أنا بقارئ فأخذه فضمه الثانية ث م قال‬ ‫‪145‬‬


‫له اق أر قال ما أنا بقارئ فضمه كذلك الثالثة ث م قال له اق أر قال‬

‫ما أق أر لكي ينجو من الض م ولكي ينجو من الجهد ولكي‬

‫يتخلص من ذلك المخلوق الذي ما رآه وما عاينه وما شاهده‬ ‫قبل تلك اللحظات قال ما أق أر قال‪:‬‬

‫ذ ي‬ ‫ك الّ ِ‬ ‫م َربِ ّ َ‬ ‫)اْقَرْأ ِبطا ْ‬ ‫س ِ‬

‫سطا َ‬ ‫ذ ي‬ ‫ ن َ‬ ‫م‪ .‬الّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫وَربّ َ‬ ‫علَقٍ‪ .‬اْقَرْأ َ‬ ‫ق ا ْ ِلن َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ق‪َ .‬‬ ‫خل َ َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك اْل َْكَر ُ‬ ‫م ِبطاْل َ‬ ‫سطاَن َمطا لَْم ديَْعلَْم( "لسورة العلق – آية ‪1‬‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫م ا ْ ِلن َ‬ ‫علّ َ‬ ‫علّ َ‬ ‫قل َ ِ‬

‫– ‪ "2‬أي علق ذلك الذي قيل ونطقت به هذه الية مع ذلك‬

‫المي الذي ما غار في أغوار البطن وما شاهد جنين وما عاين‬

‫علقة تتعلق برح م أمها حتى تنمو وتكون رجل أو تكون امرأة‪.‬‬

‫اق أر بالس م ربك الذي خلق خلق ال نـلسان من علق ‪ ,‬ربك كان‬

‫هو الكري م الذي عل م الناس العل م لن بتعل م الناس العل م إنما‬

‫تكون لسعادته م كل لسعادته م ورقيه م كل رقيه م عل م ال نـلسان ما‬ ‫ل م يعل م كانت هذه المة عندما كانت تتعامل بــ " اق أر " وتتعامل‬

‫بعل م ال نـلسان ما ل م يعل م إنما وصل رجالها إلى أعلى مراتب‬ ‫العل م وعندما تذكروا طريق " اق أر " وعندما تخلفوا عن عل م‬

‫ال نـلسان ما ل م يعل م إنما كان هو تخلفه م وما كان منعه م من "‬

‫اق أر " ومن عل م ال نـلسان ما ل م يعل م ‪.‬‬

‫‪146‬‬


‫إل من صنعة الملستعمر ومن صنعة الدول التي تريد أن‬

‫تجث م على صدورنا وأن تحط م كاهلنا وأن تلستخرج الخيرات من‬ ‫أرضنا وتأكلها خامات وتردها إلينا صناعات ‪.‬‬

‫جاء أهل مكة إلى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م قالوا يا‬

‫ُم حـمد عليك أفضل الصلة واللسل م بعد أن ذهبوا إلى اليهود‬

‫ولسألوه م بما جاءك م مولسى قالوا جاءنا بالعصا وباليد البيضاء‬

‫وبعد أن ذهبوا إلى النصارى وقالوا له م بما جاءك م عيلسى قالوا‬ ‫جاءنا بأنه كان يشفي ال كـمة والبرص وكان يحيي الموتى‬

‫بإذن ال معج ازً ‪ ,‬قالوا يا ُم حـمد عليك أفضل الصلة واللسل م لن‬ ‫نؤمن لك حتى تجعل لنا الصفا ذهبا ً قال له م رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م وتؤمنون قالوا ونؤمن فجاءه جبريل قال له يا‬

‫جبريل إن قومي يقولون كذا أو كذا ‪. ...‬‬

‫قال له جبريل بعد أن أخذ الجابة من رب العالمين قال له‬

‫إن ال عز وجل يجعل له م جبل الصفا ذهباً على أن يؤمنوا‬ ‫فمن يكفر بعد يعذبه عذابا ً شديداً يعذبه عذابا ً أليما ً ‪.‬‬

‫رلسولك م عليه أفضل الصلة واللسل م إنما هو الرحمة كلها‬

‫قال يا رب دعني وقومي أعظه م يو م بيو م ما هو بديل أن تكون‬ ‫الصفا ذهبا ً إنما هو توجه إلى عل م إنما هو توجه إلى نظر‬ ‫‪147‬‬


‫وفكر إنما هو عمل للعقل إنما هو محاولة درالسة إنما هو‬

‫محاولة اللستنباط والبلوغ بما تري إلى ما تتعلمه فيكون هاديا ً‬ ‫لك بدل الصفا أن تكون ذهباً ‪ ,‬نزل قول ال عز وجل‬

‫ف ي‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن ِ‬

‫ك‬ ‫واْلُفْل ِ‬ ‫خِتَل ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫والّن َ‬ ‫هطاِر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خْل ِ‬ ‫ف اللّْمي ِ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫مطا َدين َ‬ ‫ ن‬ ‫ه ِ‬ ‫جِر ي ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫م َ‬ ‫مطا َأنَز َ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬ ‫ع الّنطا َ‬ ‫حِر بِ َ‬ ‫ل اللّ ُ‬ ‫ف ي اْلبَ ْ‬ ‫الِّت ي تَ ْ‬ ‫مطاٍء َ‬ ‫م ن‬ ‫هطا ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫حَميطا بِ ِ‬ ‫مطاِء ِ‬ ‫فمي َ‬ ‫مْوتِ َ‬ ‫هطا َ‬ ‫ض بَْعَد َ‬ ‫ه اْل َْر َ‬ ‫س َ‬ ‫فأَ ْ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫م ن ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫مطاِء‬ ‫س ّ‬ ‫ل َ‬ ‫حطا ِ‬ ‫صِردي ِ‬ ‫ُ‬ ‫دابّ ٍ‬ ‫س َ‬ ‫خِر بَْمي َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ال ِرَّديطاحِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫ ن ال ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ب اْل ُ‬

‫ت لِ َّقْوٍم ديَْعِقُلوَن( "لسورة البقرة – آية ‪"164‬‬ ‫ض َلَديطا ٍ‬ ‫َ‬ ‫واْل َْر ِ‬

‫انظروا إلى كتاب ال عز وجل في كونه انظروا إلى ما يجب‬

‫عليك م أن تتعلموه وأن تعرفوه انظروا إلى ذلك الخلق وغوصوا‬

‫في أغواره فإنك م إن فعلت م ذلك كنت م على عل م وعلى بصيرة وكان‬ ‫ذلك العل م وتلك البصيرة إنما هادية لك م إنما هي راحة لك م إنما‬

‫هي لسعادة لك م ‪.‬‬

‫قال ال عز وجل‪:‬‬

‫مطا َ‬ ‫ت‬ ‫ل ان ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫ظُروا َ‬ ‫ف ي ال ّ‬ ‫)ُق ِ‬

‫ت َوالّنُذُر َع ن َقْوٍم ّل ُديْؤِمُنوَن(‬ ‫و َ‬ ‫ضۚ َ‬ ‫َ‬ ‫مطا ُتْغِن ي اْلَديطا ُ‬ ‫واْل َْر ِ‬

‫"لسورة يونس – آية ‪ "101‬فإذا نظرت في اللسماوات والرض‬

‫فإنك يجب عليك أن تكون عالما ويجب عليك أن تكون متعلما‬

‫فإنك بالعل م والتعل م إنما تصل إلى هذه الحقائق إلى هذه العلو م‬

‫التي يكون بلسببها الخير كله ‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫بل لـ رضي ‪ ‬دخل على رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬

‫يؤذنه لصلة الفجر فوجده يبكي عائشة أ م المؤمنين رضي ال‬

‫عنها وأرضاها تحكي مدى غزارة بكاء رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م تقول كانت ليلتي فجاء رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫حتى مس جلده جلدي ث م قال لي دعيني أعبد ربي فقا م يصلي‬ ‫فأخذ يبكي حتى بل لحيته ولسجد وهو يبكى حتى بل الرض‬

‫حتى جاءه بل لـ يؤذنه لصلة الفجر فرآه يبكى قال له أتبكى يا‬

‫رلسول ال وقد غفر ال عز وجل لك ما تقد م من ذنبك وما تأخر‬ ‫ربنا غفر لك الذنوب كلها لماذا البكاء لماذا تبل الرض لماذا‬

‫تبل لحيتك قال له يا بل لـ كيف ل أبكى وقد أنزل ال عز وجل‬ ‫على الليلة آيات‬

‫ف‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫خِتَل ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خْل ِ‬ ‫واْل َْر ِ‬

‫ت ِّ ُ‬ ‫كُرو َ‬ ‫مطا‬ ‫ه قَِميطا ً‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ ن ديَْذ ُ‬ ‫ب‪ .‬الّ ِ‬ ‫لوِل ي اْل َْلَبطا ِ‬ ‫هطاِر َلَديطا ٍ‬ ‫والّن َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ل َ‬ ‫اللّْمي ِ‬ ‫عو ً‬ ‫كُرو َ‬ ‫وديَ​َت َ‬ ‫ت‬ ‫ف ّ‬ ‫و َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫وُق ُ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫م َ‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫عل َ ٰ‬ ‫ى ُ‬ ‫خْل ِ‬ ‫جُنوبِ ِ‬ ‫ت َٰ‬ ‫ك َ‬ ‫ب الّنطاِر(‬ ‫فِقَنطا َ‬ ‫هَذا َبطا ِ‬ ‫عَذا َ‬ ‫حطانَ َ‬ ‫سْب َ‬ ‫خلَْق َ‬ ‫مطا َ‬ ‫ض َربَّنطا َ‬ ‫َ‬ ‫طًل ُ‬ ‫واْل َْر ِ‬

‫"لسورة آل عمران – آية ‪ "191 ,190‬يا بل لـ ويل لمن قرأها‬

‫ول م يتفكر فيها ويل لمن قرأها ول م يحاول أن يكون متعلماً أو‬ ‫عالماً ويل لمن قرأها ول م يتفكر فيها وجاء فى ال ثـر أن رجل‬

‫الستلقى على ظهره فى ليلة صافية ونظر إلى النجو م ونظر إلى‬ ‫الكواكب فى صفحة اللسماء ث م قال بعد أن نظر إليها أشهد أن‬ ‫‪149‬‬


‫لك رباً وخالقًا‪ ,‬الله م اغفر لى الله م اغفر لى ‪ ,‬يقول راوى‬ ‫ال ثـر أن ال عز وجل قال لمل ئـكته عبدى عل م أن لها رباً‬

‫وخالقاً أشهدك م أنى قد غفرت له أشهدك م أنى قد غفرت له ‪.‬‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م جاءه صفوان بن علسال‬

‫‪ ‬وقال له يا رلسول ال أبتغى أن أتعل م علماً ) أنظر كلمات‬ ‫ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م ( أمتك م أمة العلماء ودينك م‬

‫إنما هو الدين الذى ُينبت العلماء صفوان بن علسال جاءه وقال‬

‫له يا رلسول ال أريد أن أتعل م علماً ماذا قال له ؟ قال له مرحباً‬ ‫بطالب العل م إن طالب العل م تحفه المل ئـكة بأجنحتها طالب‬ ‫العل م كان ذلك إنما هو تلميذ كان ذلك إنما هو دارس ما كان‬

‫عالماً ولكنه كان دارلساً وكان تلميذاً قال له رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م إن طالب العل م تحفه المل ئـكة بأجنحتها ث م يركب‬

‫بعضه م على بعض حتى يبلغوا اللسماء الدنيا رضاً بما يصنع‪,‬‬

‫أنظر إذا كان طالب العل م إنما تحفه المل ئـكة ومل ئـكة إنما هى‬

‫َبعد مل ئـكة ومل ئـكة بعد مل ئـكة حتى يبلغوا اللسماء الدنيا فما‬

‫بالك بالعال م‪ ,‬رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يقول فى حديث‬ ‫له‪َ :‬م نـ لسلك طريقاً يريد به علماً لسهل ال له به طريقاً إلى‬

‫الجنة طريق العل م إنما هو طريق الجنة طريق الجهل إنما هو‬ ‫طريق النار واللسعير ‪ ,‬أمتك م أمة العل م والتعل م إوانما هى أمة‬ ‫‪150‬‬


‫العلماء َم نـ لسار فى طريق يريد به علماً لسهل ال له به طريقاً‬ ‫إلى الجنة إوان المل ئـكة لتحف بطالب العل م رضاً بما يصنع إوان‬ ‫العال م فى أمة ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م ليلستغفر لـه َم نـ فى‬

‫اللسموات ومن فى الرض حتى الحيتان فى البحر أنظر أهل‬

‫اللسماء وأهل الرض حتى الحوت فى قاع البحر إنما يلستغفر‬

‫للعال م ‪ ,‬ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬إوانما فضل‬

‫العال م على العابد كفضل القمر ليلة البدر على لسائر الكواكب‬

‫إوان ال نـبياء ل م يورثوا دينا ارً ول درهماً إوانما ورثوا علماً فمن‬ ‫أخذ به أخذ بحٍظ وافر ‪ ,‬جاء رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫فأخرج هذه المة من الجهل إلى العل م ومن الظلمة إلى النور‬

‫ومن الشقاء إلى اللسعادة ومن الجحي م إلى جنة عرضها‬

‫اللسموات والرض أعدت للمتقين ‪ ,‬يقول شوقي ‪ :‬عيلسى بن‬

‫مري م دعى ميتا ً فقا م له ‪ ,‬عيلسى بن مري م إنما دعى ميت‬

‫فأحياه فقا م له من الموت ‪ ,‬وأنت يا ُم حـمد أحييت أمة من الرم م‬

‫أنت يا ُم حـمد أحييت أمة‪ ,‬المة كلها بالمليين إنما أحياها‬

‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م وعيلسى بن مري م إنما أحيا ميت‬

‫واحد معجزة فكانت معجزة ‪ ,‬فكانت معجزة ُم حـمد صلي ال عليه‬

‫ولسل م هي القوى وهي الع م ث م يشرحها قائلها ويقول ‪:‬‬

‫والجهل موت فإن أوتيت معجزة أحييت من الموت أو أحييت من‬ ‫‪151‬‬


‫الجهل فكانت دعوة ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م وكانت أمة‬

‫اللسل م إنما جاء نبيها عليه أفضل الصلة واللسل م وكان أول‬

‫ما نزل عليه اق أر وكان قلس م المولى عز وجل إنما كان قلسمه‬ ‫بالقل م " ن والقل م وما يلسطرون " أقلس م ال عز وجل بالقل م‬

‫وأقلس م بالعبادة أليلست هذه الشارات التي تقول لهذه المة‬ ‫كوني أمة العلماء وكوني أمة النجباء وكوني أمة الذين‬

‫يدرلسون ويتعلمون‪ ,‬يقول ال عز وجل‬

‫ف ي‬ ‫م َدين ُ‬ ‫ظُروا ِ‬ ‫)أ َ َ‬ ‫ول َ ْ‬

‫وأ َ ْ‬ ‫ن‬ ‫ه ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫كو ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ يٍء َ‬ ‫م ن َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫مطا َ‬ ‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ق اللّ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫دُه‬ ‫َ‬ ‫ث بَْع َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ى َأن ديَ ُ‬ ‫ددي ٍ‬ ‫ يِ َ‬ ‫ب أَ َ‬ ‫د اْقَتَر َ‬ ‫ع َ‬ ‫جُلُه ْ‬ ‫فِبأَ ّ‬ ‫س ٰ‬

‫ُديْؤِمُنوَن( "لسورة العراف – آية ‪."185‬‬ ‫كتاب ال عز وجل فيه آيات تلك اليات لها إشارات وتلك‬

‫الشارات لو أننا كنا مع العل م والتعل م الذي جاء به اللسل م‬

‫وجاء به رلسوله صلي ال عليه ولسل م لكنا اللسابقين وما كنا‬

‫من المتخلفين‪ ,‬يقول ال عز وجل‪:‬‬

‫ح‬ ‫س ِب ّ ُ‬ ‫ يءٍ إِّل ُدي َ‬ ‫م ن َ‬ ‫) َ‬ ‫وِإن ِ ّ‬ ‫ش ْ‬

‫كطا َ‬ ‫قُهو َ‬ ‫ك ن ّل تَْف َ‬ ‫ه َ‬ ‫حِلميًمطا َغُفوًرا(‬ ‫وٰلَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سِبمي َ‬ ‫دِه َ‬ ‫بِ َ‬ ‫م ۗ إِنّ ُ‬ ‫حُه ْ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ح ْ‬

‫"لسورة اللسراء – آية ‪ ,"44‬إوان من شيء إل يلسبح بحمد ال‬ ‫عز وجل ولكن أنت ل تفقه ذلك التلسبيح ويقول ال عز وجل‪:‬‬

‫ف ي َ‬ ‫ك ّ‬ ‫سبَُحوَن( "لسورة يس – آية ‪ "40‬من هاتين‬ ‫ل ِ‬ ‫و ُ‬ ‫فل َ ٍ‬ ‫) َ‬ ‫ك ديَ ْ‬

‫إنما وصل َم نـ وصل إلى الذرة ومكوناتها وعلموا أنه ما من‬ ‫‪152‬‬


‫شيء إل فيه حركة إل فيه حياة إل أنه يعيش ويموت إل أنه‬

‫يتنفس إل أنه يتكل م إل أنه يلسبح بحمد ال عز وجل كل الخلق‬ ‫في اللسموات العلى وفي الرض وجوفها وفي البحار وعمقها‬

‫إنما إذا كان هو حيوان أو نبات فإنما يتكون من خليا إواذا كان‬

‫عناصر فلزات فإنه يتكون من ذرات وكانت الخليا الحيوانية‬

‫والنباتية إنما هو تكوينها من ذرات وعندما تعاملوا باليات‬

‫وصلوا إلى أن الذرة التي هي أدق شيء في ذلك الكون التي ل‬ ‫يمكن لك أن تراها إنما هي نواة يدور حولها في أفل كـ‬

‫إلكترونات تبعد عن هذه النواة ملسافات بالنلسبة للملسافات التي‬

‫تشاهدها وتعاينها كبعد الرض عن الشمس أو فيما ملستوى‬ ‫ذلك ‪ ,‬كل في فلك يلسبحون‪ ,‬الشمس في فلك تلسبح وحولها‬

‫كواكب مجموعة كأنها نواة وتلك الكواكب كأنها إلكترونات كل‬

‫في فلك يلسبح حولها والكون كله مكون من شموس ‪ .‬وكانت‬ ‫هذه صنعة الخالق رب العالمين ‪.‬‬

‫دينك م أخوة اللسل م إنما هو الدين الذي إذا كت م إنلساناً فيه‬

‫علماً الذي إذا كت م عالماً فيه علماً إنما ألج م بلجا م من نار ‪,‬‬

‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪:‬‬ ‫لس ـِئـل عن عل م فكتمه ألج م يو م القيامة بلجا م من النار‬ ‫َم نـ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫مطا‬ ‫ ن ديَ ْ‬ ‫روا إن شئت م‪ ,‬قول ال عز وجل )إِ ّ‬ ‫واق أ‬ ‫ن الّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫كُت ُ‬ ‫‪153‬‬


‫واْلُهَد ٰ‬ ‫ف ي‬ ‫س ِ‬ ‫م ن بَْع ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫ ن اْلبَميِ َّنطا ِ‬ ‫َأنَزْلَنطا ِ‬ ‫د َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫مطا بَميّ​ّنطاُه ِللّنطا ِ‬ ‫عُنو َ‬ ‫ن(‬ ‫وديَْل َ‬ ‫ك ديَْل َ‬ ‫م الّل ِ‬ ‫كَتطا ِ‬ ‫اْل ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ۙ ُأوٰلَِئ َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫عُنُه ُ‬ ‫عُنُه ُ‬

‫"لسورة البقرة‬

‫– آية ‪ ,"159‬اعلموا أن دينك م وحضارة دينك م إنما هي العل م‬

‫إوانما هي التعل م إوانما هو البلوغ بالعل م منتهاه وليس دينك م دين‬ ‫المية وليس دينك م دين الجهل إنما هو دين اللسعادة كلها‪.‬‬

‫جاء بال ثـر‪ :‬خذ الحكمة ول يضرك من أى وعاء خرجت ‪,‬‬

‫خذ العل م ول تلسأل عن دين صاحبه إنما أنت لك العل م الذى‬

‫توصل إليه ‪.‬‬

‫ودين اللسل م إنما يجعلك إذا ذهبت فى طلب لعل م فى لساعة‬

‫واحدة كأنك خرجت حاجاً أو معتم ارً وكان لك أجرها يقول رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ‪َ :‬م نـ غدا إلى ملسجد يريد أن يتعل م‬

‫علماً أو يعلمه كان له كأجر من حج حجة تامة يريد أن يتعل م‬

‫عل م أو يعلمه كان له أجر ما هو ذلك الجر وما مقداره كأنه‬

‫خرج حاج ‪ ,‬أنظر ك م يتكلف الحاج وك م يبلغ من نفقات ومشقة‬ ‫فأنت إذا أتيت تتعل م علماً كان لك أجر الحاج ولنعل م أن أهل‬ ‫اللسل م عندما اعتنقوا اللسل م ديناً وعلموا ما معانيه وما‬

‫يهدف له وما تحويه لسنة رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬

‫بلغوا فى العل م أعلى درجاته وكلما تخلفوا عن دين اللسل م كان‬ ‫‪154‬‬


‫تخلفه م فى العل م‪ ,‬كنا فى ال نـدلس وكنا على عل م ودين وكان‬

‫منا ابن لسينا وكان منا الفارابى وكان منا ابن خلدون وكان منا‬ ‫ابن رشد وكان منا ابن الهيث م وكان منا الخوارزمى وكان منا‬

‫مخترع الصفر‪ ,‬الصفر ذلك الذى بلسببه كان ذلك التقد م الهائل‬ ‫فى تلك العلو م وكان آخرها الكمبيوتر وما إلى ذلك من إنترنت‬

‫وغيره إنما كان بلسبب اختراع الصفر وكنا نحن مخترعيه وكان‬ ‫عاِلمه عاِل م اللسل م إواذا كان اليهود تفتخر بالنلسبية وتفتخر‬

‫بأينشتاين فإنه م يلمعون إوانه م يصنفرون وكان منا مصطفى‬

‫مشرفة الذى كان هو وأينشتاين فى العل م لسواء وقد يكون‬

‫مصطفى أعلى قد ارً منه ولكن التلميع والتزيين كان لسبب تعتي م‬ ‫الخر وبريق الول لنا فى هذه اليا م فى جامعات أوروبا‬

‫وأمريكا من أقصاها إلى أدناها ومن شرقها إلى غربها إنما‬

‫علماء من أهل اللسل م يعلمون أهل أوروبا اعلموا أن أوروبا‬

‫وأمريكا ل تريد منا أن نصل بعلمنا إلى شئ ل نـه م يعلمون أننا‬ ‫إذا تعلمنا وبلغنا بالعل م أعلى مراتبه فإنه م لن يقهرونا فكانت‬ ‫العلو م فى هذه اليا م إنما هى ِم نـ اللسلحة التى يحاربنا بها‬ ‫الغرب يقول قائل ‪ :‬أنظر إلى الغرب ك م أرشده اللسل م وبين‬

‫عقيدته وعندما أصبح ذا عل م ومعرفة قا م يهد م لللسل م مبناه‬ ‫‪155‬‬


‫وقا م يذبح َم نـ كانوا مشاعله َم نـ فجروا النور فى شتى زواياه‬

‫كانت الحروب الصليبية وكانت أوروبا ظلماً وجهل وكان من‬

‫حلسن حظه م أنه م عندما أتوا بجيوشه م إلى بلدنا تعلموا منا‬

‫العل م كل العل م ‪ ,‬بالعل م كانت أمة اللسل م أول َم نـ اخترع الدبابة‬

‫على الفارق وبالنلسبية أول من اخترع الدبابة والستعملها إنما‬

‫كان هو ُم حـمد عليه أفضل الصلة واللسل م والستعملها فى حرب‬

‫لسقيف ‪ ,‬أول من اخترع المدفع إنما كان نحن عندما كانت‬

‫تركيا تقود العال م اللسلمى ‪ ,‬أول من اكتشف البارود َم نـا ‪ ,‬إنما‬ ‫الخرون حاربونا بكت م العل م عنا ومحاولة أن نكون مع المية‬ ‫حيث كانت حتى يرتفعوا ه م ويقهرونا ‪ ,‬طلب العل م فى دين‬ ‫اللسل م فريضة على كل ملسل م وملسلمة وفريضته إنما هى‬

‫فرض كفاية إذا كان هناك نوعاً من العلو م إذا كان هناك علماً‬

‫من العلو م يؤثر فى حياة الناس يجب علينا أن نتعلمه فإذا ل م‬ ‫تتعلمه طائفة منا أث م الناس كل الناس ‪.‬‬

‫وجاء دين اللسل م وأمر بتعلي م المرأة وتعلي م الفتاة وكانت أ م‬

‫المؤمنين عائشة رضى ال عنها وأرضاها إنما كانت أعل م‬

‫الناس بالطب وكانت أعل م الناس بالشعر وما الستعصت ملسألة‬

‫على صحابة رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فلسئلت فيها‬ ‫‪156‬‬


‫عائشة إل وجدوا عندها جواباً ويقول رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م من كانت عنده وليدة فعلمها وأحلسن تعليمها وأدبها‬

‫وأحلسن تأديبها ث م أعتقها كان له أجران ‪ ,‬الخادمة أمرنا فى‬ ‫دين اللسل م أن نعلمها ونحلسن تعليمها ونؤدبها ونحلسن‬

‫تأديبها فإن كانت خادمة فلك أجران إوان كانت بنتك فلك أجر ‪,‬‬ ‫هذا هو دين محمد عليه أفضل الصلة واللسل م الذى جاء به‬

‫من رب العالمين ويقول على بن أبى طالب ‪: ‬‬ ‫وما الفضل إل لهل العل م إنه م‬

‫الستهدى أدلء‬

‫وقدر كل ام أر ما كان يحلسـنـه‬

‫أعداء‬

‫على الهدى لمن‬ ‫والجاهـلون لهـل العـل م‬

‫حضارتك م أمة اللسل م حضارة العل م والتعل م حضارة النور‬

‫حضارة تقول لك ‪ :‬أنك إذا تعلمت علماً تبتغى به وجه ال‬

‫أجرت عليه فكان طلب العل م إنما هو عبادة تعلموا العل م فإن‬

‫تعلمه ل خشية وطلبه عبادة والبحث فيه جهاد ومدارلسته‬

‫تلسبيح وبذله لهله قربة وبذله لغير أهله صدقة ‪ ,‬هذا هو دين‬ ‫اللسل م دين الحضارة كلها ‪ ,‬حضارة اللسل م حضارة ربانية‬ ‫‪157‬‬


‫وحضارة الغرب حضارة شيطانية وحضارة اللسل م نزل بها‬ ‫جبريل من رب العالمين ‪.‬‬

‫‪158‬‬


‫خلق اللسل م ‪ -‬الحياء‬ ‫محمد رلسول ال صلي ال عليه ولسل م الذي عل م الناس‬

‫الفضيلة‪ ,‬الله م صلي ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال يا من‬

‫كنت الحياء كله جاء فى حديث عن أبى لسعيد الخدرى ‪ ‬قال ‪:‬‬

‫كان رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أشد حياءاً من العذراء فى‬ ‫خدرها كان رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أشد خجل من‬

‫الفتاة صغيرة اللسن إواذا كانت فى بيتها إواذا كانت داخل وكرها‪,‬‬

‫العباس ‪ ‬ع م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يحكى ويقول ‪:‬‬

‫عندما أردنا بناء الكعبة كنا نحمل الحجارة على عاتقنا وكان‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يحمل معنا الحجارة فقلت يا‬ ‫ُم حـمد لو أنك خلعت إزارك فجعلته على عاتقك كان ايلسر لك‬

‫فعندما ه م بخلع إزاره خر مغشياً عليه فلما فاق قال لقد لسمعت‬

‫صوتاً من اللسماء يقول شد عليك إزارك شد عليك إزارك فما‬

‫رؤى رلسول ال صلي ال عليه ولسل م عرياناً قط ‪ .‬الله م صلى‬ ‫ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال صلة دائمة أبدًا‪.‬‬

‫حديث حضارة اللسل م‪ ,‬الغرب يقول أن حضارته هى العالية‬

‫أن حضارته هى المرتفعة وأننا فى زمن صراع الحضارات إوان‬ ‫‪159‬‬


‫حضارته هى الحضارة التى لسوف تقهر هى الحضارة التى‬

‫لسوف تغلب وكذبوا كل الكذب فإن حضارة اللسل م ل أمل التكرار‬ ‫وأقول إنها حضارة ربانية جاء بها جبريل المين على رلسول‬

‫ال صلي ال عليه ولسل م لسيد الولين والخرين لتكون صراطاً‬ ‫ملستقي م بدايته فى معيتنا بدايته بين أيدينا ومنتهاه إلى جنة‬

‫عرضها اللسموات والرض أعدت للمتقين ‪ ,‬حضارة اللسل م إنما‬

‫هى حضارة كتاب ال وحضارة لسنة رلسول ال وحضارة الكرامة‬ ‫كل الكرامة والحياء كل الحياء ورلسولك م صلي ال عليه ولسل م‬ ‫عندما جاء بذلك الدين كانت الفاحشة فى أوجها وكان التبرج‬

‫فى أعلى منتهاه ‪ ,‬كانت فاحشة أعلى مما تراه وكان تبرج‬

‫أقصى مما تراه ورلسول ال صلي ال عليه ولسل م إنما جاء‬

‫بدين كان ذلك الدين إنما خلقه الحياء قال ‪ :‬رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م إن لكل دين خلقاً وخلق اللسل م الحياء لكل‬

‫دين خلق وخلق اللسل م إنما كان هو الحياء‪ ,‬جاء اللسل م‬

‫والفاحشة ميلسرة والزنا مطلق له العنان وكذلك العرى إنما كان‬

‫لسائداً حتى فى أقدس الماكن حتى فى أطهر الماكن حتى‬

‫حول بيت ال الحرا م إنما كانوا يخرجون حجاجاً وعما ارً وكانوا‬

‫يطوفون حول البيت عراة كما ولدته م أمهاته م إل من تصدق‬ ‫عليه قرشى بثوب‪ ,‬وكانوا يقولون فى ذلك الطواف الذى هو‬ ‫‪160‬‬


‫طواف العراة أنه م يتخلصون من الثياب التى عصوا ال فيها‪,‬‬ ‫إنما الشيطان هيأ له م ذلك الفجور وحله له م قال إنك م قد‬

‫عصيت م ال فى هذه الثياب فإذا أردت م أن تطوفوا فتخلصوا من‬

‫ثيابك م فكانت الفاحشة أع م وكان الفجور أكبر وكانت المرأة‬

‫تطوف عارية وكانت تقول اليو م يبدو كله أو بعضه وما بدا منه‬ ‫ل أحله‪ ,‬جاء دين اللسل م وقال رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م ‪ :‬ل يحج بعد اليو م مشرك ول يطوف بالبيت عريان ‪,‬‬ ‫كانوا يغتلسلون عراة كانوا يغتلسلون عراة ينظر بعضه م إلى‬

‫بعض فقال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬إن ال عز وجل‬ ‫حيي لستير يحب الحياء واللستر ال عز وجل إنما هو الحياء‬

‫كله إنما هو اللستر كله‪ ,‬إن ال حيي لستير يحب الحياء واللستر‬ ‫فإذا اغتلسل أحدك م فليلستتر‪ ,‬جاءه معاوية بن حيده ‪ ‬قال له‬

‫يا رلسول ال عوراتنا ما ندارى منها وما ندع عوراتنا ما هو‬ ‫الذى تبديه وما هو الذى تخفيه قال له ‪ :‬يا معاوية احفظ‬

‫عورتك إل عن زوجك قال يا رلسول ال إذا كنا بعضنا فى بعض‬

‫هل نقول نحن رجال بعضنا فى بعض نحن نلسوة بعضنا فى‬

‫بعض قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬إذا الستطعت أل‬ ‫يراها أحد فل يراها أحد قال يا رلسول ال‪ :‬إن كان أحدنا خالياً‬ ‫إن كنت أنا وحدى داخل لسياج من أربع جدر ماذا أصنع ؟‬ ‫‪161‬‬


‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م هذه حضارة اللسل م حتى ولو‬ ‫كنت وحدك فى بيتك حتى لو كنت وحدك داخل حجرتك فإن‬

‫الحياء الذى أمرنا به فى حضارة اللسل م يمنعك أن تتجرد قال ‪:‬‬

‫يا رلسول ال إن كان أحدنا خالياً قال‪ :‬فإن ال عز وجل أحق‬ ‫أن ُيلستحيا منه‪ .‬ال عز وجل معك رقيب‪.‬‬ ‫إذا خلوت فى الدهر يو م فل تقل خلوت ولكن قل على‬

‫رقيب‪.‬‬

‫ول تحلسبن ال يغفل لساعة أو ما لسترت عليه يغيب‬ ‫ال عز وجل معنا فيجب علينا أن نلستحيى منه ل نكشف‬

‫العورة إل بالقدر الذى يبيح لنا تنظيفها الذى يبيح لنا معاشرة‬

‫أزواجنا ‪ ,‬ال عز وجل ورلسوله إنما جاءنا بدين كان ذلك الدين‬

‫إنما دين الحياء وكانت حضارة اللسل م إنما هى الحضارة التى‬

‫تقو م على لستر العورات وعلى لسد ذرائع الفلساد وعلى غلق‬

‫البواب التى تجلب لك الفتنة والتى توهن منك الجلسد والتى‬

‫تحط م كاهل المة ذلك إن كان فى النظر فإن رلسول ال صلي‬ ‫ال عليه ولسل م يقول ‪ :‬ل ينظر الرجل إلى عورة الرجل ول‬

‫تنظر المرأة إلى عورة المرأة ول يفضى الرجل إلى الرجل فى‬

‫ثوب واحد ول تفضى المرأة إلى المرأة فى الثوب الواحد أنظر‬ ‫‪162‬‬


‫إلى دينك ذلك الدين دين الفضيلة كلها دين الحياء كله دين‬

‫الخير كله يقول لك ‪ :‬ل ينظر رجل إلى عورة رجل ول المرأة إلى‬

‫عورة المرأة ل تقولوا نحن نلساء بعضنا فى بعض وكذلك ل‬

‫يقولها الرجال وكذلك ل يفضى الرجل مع الرجل فى الثوب‬

‫الواحد ل ينا م رجل نـ وعليهما غطاءاً واحداً ول تنا م امرأتان‬

‫وعليهما غطاءاً واحداً فإن الشيطان إنما يعمل عمله ‪ .‬فكان‬

‫بعد النظر إنما هو المنع عن اللمس ومد اليد التى كانت هى‬ ‫أبلسط المور‪ ,‬يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬لن‬

‫يطعن أحدك م بمخيط فى رألسه خير له من أن يمس امرأة ل تحل‬

‫له وكذلك المرأة ل تمس رجل ل يحل لها إنما كان ذلك المنع إذا‬

‫كان التلمس بشهوة إواذا كان التلمس ذلك يؤدى إلى فجور‬

‫ويؤدى إلى زناً والعياذ بال يقول رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م ‪ :‬إذا وضع الرجل يده على امرأة ل تحل له بشهوة جاء‬

‫يو م القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه فإذا زاد فإذا قبلها قرضت‬ ‫شفتاه بمقارض من نار فى جهن م أو كما قال رلسول ال صلي‬

‫ال عليه ولسل م فإذا وصل إلى أبعد فإذا زنا بها قالت فخذه أنا‬

‫للحرا م ركبت وقال للسانه أنا بما ل يحل لى نطقت وقالت يداه أنا‬

‫لما ل يحل لى تناولت وقالت رجله أنا لما ل يحل لى مشيت‬

‫وقال الحافظ هناك مل ئـكة عن اليمين وعن الشمال وقال الحافظ‬ ‫‪163‬‬


‫وأنا لسمعت وقال الملك الخر وأنا كتبت وقال ال عز وجل وأنا‬ ‫اطلعت ولسترت يا مل ئـكتى صبوا عذابى على من ل م يلستحى‬

‫منى يا مل ئـكة ال صبوا العذاب على ذلك الذى ل م يتعامل‬

‫بالحياء ول م يلستحى من ال عز وجل فكان الوبال كل الوبال‬ ‫عليه وانظروا إلى تصديق ذلك فى كتاب ال عز وجل ‪:‬‬

‫م‬ ‫)يَْو َ‬

‫مُلو َ‬ ‫مطا َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫هُد َ‬ ‫وأَْدي ِ‬ ‫م أَْل ِ‬ ‫ش َ‬ ‫كطاُنوا ديَْع َ‬ ‫جُلُهم بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سَنُتُه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫وأَْر ُ‬ ‫ددي ِ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ق‬ ‫ه ُ‬ ‫ن أَ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫و ِّ‬ ‫مِئ ٍ‬ ‫و اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ق َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ذ ُدي َ‬ ‫ديَْو َ‬ ‫م اللّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وديَْعلَ ُ‬ ‫ه ِدديَنُه ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فمي ِ‬

‫ ن( "لسورة النور – آية ‪."25‬‬ ‫مِبمي ُ‬ ‫اْل ُ‬ ‫لسوف تشهد علينا تلك الجوارح كل الجوارح على كيف‬

‫تعاملنا فى حضارة اللسل م هل تعاملنا بالحياء أو تعاملنا‬

‫بنقيضه هل خرجنا من ذلك الدين عندما تعاملنا فيه بالفحش أ م‬ ‫أننا ل زلـنـا فـيه " الحياء شعبة من اليمان ول إيمان لمن ل‬ ‫حياء له " قالها رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪.‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪:‬‬

‫ش ً‬ ‫ن َ‬ ‫كطا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة‬ ‫فطا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫) َ‬ ‫وَل تَْقَرُبوا ال ِزَّنطا ۖ إِنّ ُ‬

‫سِبميًل( "لسورة اللسراء – آية ‪ "32‬نهاك أن تقترب فما‬ ‫سطاَء َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫بالك إذا فعلت فإذا فعلت كان الوبال كل الوبال عليك ‪ ,‬يقول‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬اتقوا فى الزنا لستة خصال‬

‫لستة عقوبات ثل ثـة فى الدنيا وثل ثـة فى الخرة ثل ثـة لستصيب‬ ‫‪164‬‬


‫الزانى فى الدنيا وثل ثـة مدخرة له يو م القيامة لسوف تكون‬

‫أمامه وتلستقبله ما هى يا رلسول ال التى فى الدنيا قال رلسول‬

‫ال صلي ال عليه ولسل م ُيذهب البهاء ترى الزانى ولو كان من‬

‫أقوى الناس جلسداً تراه وهو موهن تراه وحمرة وجهه قد‬

‫انكشفت فإن وجهه ل حمرة فيه بل هى الصفرة هزال وتعباً‬ ‫ُيذهب البهاء ويورث الفقر لو كان أغنى الغنياء لو كان معه‬ ‫المليين فإن الزنا يأكله لن الشيطان يزينه له ويحببه فيه ث م‬

‫قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬وينقص العمر ‪ ,‬العمر‬ ‫ل ينقص ثانية ولكنه ح َِم لـ بالمراض التى تجعل حياته كأنها ل‬ ‫حياة فكأنه ميت وهو يعيش فكأنه ميت وهو يحيا ث م الثل ثـة‬ ‫التى فى الخرة لسخط ال ولسوء الحلساب وعذاب النار‪,‬‬

‫الشيطان إنما يلسول للناس بالعرى‪ ,‬يقول ال عز وجل‪:‬‬

‫)َديطا‬

‫شْمي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة‬ ‫خَر َ‬ ‫ططا ُ‬ ‫بَِن ي تآ َ‬ ‫جّن ِ‬ ‫وْدي ُ‬ ‫م َل ديَْفِتَنّن ُ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫م َ‬ ‫ج أَبَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫د َ‬ ‫مطا أَ ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫و‬ ‫م ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ه ديَ​َرا ُ‬ ‫َدينِز ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫مطا َ‬ ‫مطا لُِميِرديَُه َ‬ ‫سُه َ‬ ‫مطا لَِبطا َ‬ ‫عْنُه َ‬ ‫مطا ۗ إِنّ ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫سْوتآتِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ ن أَْولَِميطاَء‬ ‫ج َ‬ ‫شَميطا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫طمي َ‬ ‫م ۗ إِّنطا َ‬ ‫ ن َ‬ ‫َ‬ ‫قِبميُل ُ‬ ‫ث َل تَ​َرْونَُه ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عْلَنطا ال ّ‬ ‫حْمي ُ‬

‫ ن َل ُديْؤِمُنوَن( "لسورة العراف – آية ‪ "27‬الشيطان‬ ‫لِلّ ِ‬ ‫ذدي َ‬

‫إبليس ال كـبر إنما يضع عرشه إنما يجلس فوق عرشه كما قال‬

‫رلسول ال صلى ال عليه ولسل م ويبث لسراياه يبث الشياطين‬

‫يرلسله م يجعله م يجوبون الرض شرقاً وغرباً ويقول له م أيك م‬ ‫‪165‬‬


‫أضل ملسلماً ألبلسته التاج لسوف ألبلسه التاج يأتيه واحداً منه م‬

‫ويقول ل زلت به حتى طلق امرأته يقول ما فعلت شيئاً لسوف‬

‫يتزوج غيرها ويأتيه الخر يقول ما زلت به حتى فرقت بينه‬

‫وبين أخيه يقول له ما فعلت شيئاً لسوف يصلح بينهما ثالث‬

‫ويأتيه الخر ويقول ما زلت به حتى زنا فيقول أنت أنت ويلبلسه‬ ‫التاج يقول أنت أنت الذى فعلت أنت أنت الذى توصلت إلى ما‬ ‫أريد فيلبلسه التاج‪ ,‬اعلموا أن حضارة اللسل م إنما هى حضارة‬

‫الحياء إواذا تعاملنا بالحياء فإنما صنا النفوس وصنا الجلساد‬

‫وأننا دافعنا عن هذه المة‪.‬‬

‫أوروبا كل أوروبا إنما تعانى من الوجاع وتعانى من‬

‫المراض لسلط عليه م اليدز والمراض التى ل يلستطيعون لها‬

‫علجاً ورلسول ال صلي ال عليه ولسل م قالها قال ‪ :‬ل تظهر‬ ‫فاحشة فى قو م قط يعمل بها عل نـية إل لسلط ال عليه م‬

‫الطاعون والوجاع التى ل م تكن فى ألسلفه م ‪ ,‬تأتيه م أمراض‬

‫من ال عز وجل هناك ل دين عنده م ل حدود عنده م فل عقوبة‬ ‫على الزانى فل عقوبة على غيره فكانت العقوبة إنما من ال‬

‫عز وجل فلسلط عليه م اليدز الذى يلسمونه طاعون العصر ‪.‬‬

‫‪166‬‬


‫هذا الدين إنما جاء به رلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬

‫آيات أنزلت إليه من رب العالمين وكان ذلك الدين إنما هو‬

‫الدين الذى يقول للرجل أنت رجل وأنت مع الفطرة التى فطر ال‬

‫الناس عليها ويقول للمرأة أنت امرأة ومع الفطرة التى فطر ال‬ ‫الناس عليها فإذا حاول الرجل أن يكون غير رجل إواذا حاولت‬ ‫المرأة أن تكون غير مرأة فإن الفلساد كل الفلساد فإنه تعِد على‬

‫خلق ال فى رجولة الرجال وفى أنوثة النلساء إنما يكون بهذه‬ ‫الفعال يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أربعة لعنه م‬

‫ال عز وجل فى الدنيا والخرة وأمنت المل ئـكة ‪ ,‬ال عز وجل‬

‫لعن والمل ئـكة تقول آمين ‪ ,‬رجل خلقه ال عز وجل ذك ارً فأنث‬

‫نفلسه وتشبه بالنلساء رجل خلقه ال عز وجل ذكر فعندما خلقه‬ ‫ذكر ل م يقبل فحاول أن يؤنث نفلسه ويتشبه بالنلساء ‪ ,‬وامرأة‬

‫خلقها ال عز وجل أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال ‪ ,‬الملسخ كل‬ ‫الملسخ الذى ترونه فى أوروبا والذى يحاولون أن يصدرونه‬

‫إلينا ‪ ,‬تشبه الرجال بالنلساء وتشبه النلساء بالرجال ولبس‬

‫اللسللسل والحلى واللساور فى اليدى للرجال وقص الشعر‬

‫كهيأة الرجال ولبس الخشن من الثياب للنلساء وتجد المرأة‬

‫منهن كأنها رجل وتجد الرجل فيه م كأنه امرأة فذلك مما تأباه‬ ‫طبيعة البشر فذلك مما تأباه الفطرة التى فطر ال عز وجل‬ ‫‪167‬‬


‫الناس عليها والذى يرفضه ذلك الدين ث م يقول رلسول ال صلى‬

‫ال عليه ولسل م ومن أضل العمى ورجل حلسور ول م يجعل ال‬

‫عز وجل حلسو ار إل يحيى بن زكريا عليه وعلى النبيين أفضل‬ ‫الصلة واللسل م ‪.‬‬

‫حضارة اللسل م إنما هى حضارة الحياء وحضارة الفطرة‬

‫اللسليمة وحضارة نزل بها جبريل على ُم حـمد صلي ال عليه‬

‫ولسل م فكانت حضـارة إنمــا هــى تعالــج وليلســت حضارة تُـمرض‬ ‫‪ ,‬إواذا كان ال عز وجل يحكى لنا عن قو م لوط فيقول لنا ‪:‬‬ ‫وُلو ً‬ ‫ططا إِْذ َ‬ ‫ش َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ه أَتَْأُتو َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫م ُتْب ِ‬ ‫فطا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قْو ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َ‬ ‫قطا َ‬ ‫) َ‬ ‫وَأنُت ْ‬

‫م َ‬ ‫م لَ​َتْأُتو َ‬ ‫م‬ ‫م ن ُدو ِ‬ ‫أَئِّن ُ‬ ‫ن النِّ َ‬ ‫شْه َ‬ ‫ل َ‬ ‫جطا َ‬ ‫ن ال ِرّ َ‬ ‫ل َأنُت ْ‬ ‫سطاِء ۚ بَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫وًة ِ ّ‬ ‫قْو ٌ‬ ‫ه إِّل َأن َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫كطا َ‬ ‫هُلو َ‬ ‫مطا َ‬ ‫ط‬ ‫م ِ‬ ‫قْو ِ‬ ‫ل ُلو ٍ‬ ‫ج َ‬ ‫جوا تآ َ‬ ‫وا َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫قطاُلوا أَ ْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫خِر ُ‬ ‫م ن َ‬ ‫س ديَ​َتطَّهُروَن(‪" ,‬لسورة النمل – آية‬ ‫قْرديَِت ُ‬ ‫م ۖ إِنُّه ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ِّ‬ ‫م ُأَنطا ٌ‬

‫‪.(56 -54‬‬

‫حضارة اللسل م حضارة ل تقبل الشواذ ول تقبل أن يعقد‬

‫رجل على رجل قرانه فى كنيلسة من كنائس الغرب أو كنائس‬

‫أمريكا ول تقبل أن تتزوج امرأة امرأة ويعقد عليهما كذلك قلسيس‬

‫إنما حضارة اللسل م جعلت الرجل رجل وجعلت المرأة امرأة ول‬ ‫‪168‬‬


‫تحل العلقة بين الرجل والمرأة إل فى نطاق الزواج الذى شرعه‬ ‫ال عز وجل وجاءت به حضارة اللسل م ‪.‬‬

‫الغرب الفاجر يجر م زواجك بالثانية ويبيح لك تعدد‬

‫العشيقات ويبيح للمرأة تعدد العشاق أى فجور هذا ث م يقولون‬

‫إن هذه حضارة أى حضارة هذه إنما هى الفلساد كله إنما هو‬

‫ال نـحل لـ كله الحضارة التى أمرنا أن نتحلى بها وأن نتعامل بها‬

‫إنما هى حضارة النقاء كل النقاء حضارة اللسل م ‪ ,‬أنظر عبد‬ ‫ال بن عباس ‪ ‬يقول‪ :‬إن من مفالسد قو م لوط )أنظر من‬

‫الدنى إلى العلى ( إن من مفالسد قو م لوط العناية بشعوره م‬

‫الرجال إنما تلسبلسب الشعور إنما تحليها كهيئة النلساء تتعامل‬

‫مع الشعور كما تتعامل النلساء فى شعورهن إنما كانت هذه‬

‫الولى ث م كانت الصفير بالصابع ث م كانت فرقعة العلق فإنما‬

‫الرجل يصنع فى مضغ اللبان والعلق والملستيكة كما تصنع‬

‫المرأة ويطرقعها طرقعة ‪ ,‬ث م يقول وفك أزرار القبية ‪ ,‬تراه‬

‫يمشى وقد فك أزرار القميص حتى تظهر اللسللسلة حول رقبته‬

‫ويمشى يتبختر بها ويتحلى بها ث م يقول إواتيان الرجال الرجال‬

‫إواتيان النلساء النلساء كانت هذه الفعال التى تجعلها أوروبا‬

‫وأمريكا من الحقوق المشروعة إنما هى الفلساد كله إنما هى‬ ‫‪169‬‬


‫الفلساد كله يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حديث‬

‫رواه عبد ال بن عمر ‪ ‬ل م يعلو فحل فحل حتى كان قو م لوط‬

‫فإذا عل فحل فحل اهتز عرش الرحمن وطلعت المل ئـكة قالت يا‬

‫ربى أل تأمر الرض أن تغور بهما وتأمر اللسماء أن تحصدهما‬

‫يقول ال عز وجل ‪ :‬إنى حلي م ولن يفوتونى ‪ ,‬ويقول رلسول ال‬

‫صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬ملعون من عمل عمل قو م لوط ‪,‬‬

‫ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م من قبل غلماً بشهوة‬

‫أدخله ال النار‪ ,‬إذا قبله بشهوة أدخله ال النار إواذا جامعه ل م‬

‫يرح رائحة الجنة إوان ريحها ليوجد من ملسيرة خملسمائة عا م إل‬ ‫أن يتوب ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حديث‬

‫رواه أبو هريرة ‪ ‬قال ل يعلو رجل رجل إل ُحشـر يو م القيامة‬ ‫أنتن من الجيفة يتأذى منه الناس أنتن من الجيفة المتعفنة‬

‫يتأذى منه الناس وُح بـط عمله ول يقبل ال عز وجل منه صرفاً‬ ‫ول عدل وُيجعل له تابوت من نار يلسمر بملسامير من نار‬

‫تشتبك فى أعضائه وجلسده ويقول رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م فى حديث رواه أنس بن مالك ‪ ‬يقول لسبعة ل يظله م‬

‫ال فى ظله يو م ل ظل إل ظله ول ينظر إليه م ول يزكيه م وله م‬ ‫عذاب ألي م ول يجمعه م مع العالمين ويحشره م إلى ألسفل‬

‫اللسفلين لسبع ل ينظر ال عز وجل إليه م كيف يكون وضعه م‬ ‫‪170‬‬


‫؟ ول يزكيه م ول يحشره م مع العالمين يدخلون النار أول‬

‫الداخلين الناكح يده والفاعل والمفعول به ومدمن الخمر والعاق‬

‫لوالديه والمؤذى جيرانه حتى يلعنوه والناكح حليلة جاره‪ ,‬ويقول‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬لسحاق النلساء زنا بينهن‬ ‫كما ُح ّرـ مـهنا فإنه كذلك حر م هنا‪ ,‬إواذا اكتفى الرجال بالرجال‬

‫واكتفى النلساء بالنلساء فإنه البلء كل البلء حضارة الغرب إنما‬

‫هى حضارة الستعراض الجلساد العارية فى الستعراضات الموضة‬

‫وصيحاتها هى الستعراض الجلساد العارية فى احتفالت ملكات‬

‫الجمال والمقاييس التى يخرجون بها على الناس يقولن الصدر‬

‫كذا الطول كذا الرداف كذا إنه الفجور كل الفجور وحضارة‬

‫الغرب إنما هى حضارة الشواذ إنما هى حضارة تضاد الفطرة‬

‫التى فطر ال عز وجل الناس عليها وحضارة اللسل م إنما هى‬

‫حضارة النقاء كله حضارة الحياء كله حضارة اللستر كله ‪.‬‬ ‫إذا أنت ل م تخشى عاقبة الليالى‬

‫فاصنع ما تشاء‬

‫فمـــا وال مـــا بالعــيش خيـــر‬

‫الحيـــاء‬

‫‪171‬‬

‫ول م تلستحى‬ ‫ول الدنيا إذا ذهب‬


‫ويحيـا المرء ما الستحيا بخيـــر‬

‫اللحــاء‬

‫ويبقى العود ما بقى‬

‫ويقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬الستحيوا من ال‬

‫حق الحياء قالوا يا رلسول ال نحن نلستحى من ال والحمد ل ‪,‬‬ ‫قال ‪ :‬الحياء من ال حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى‬

‫والبطن وما حوى وتذكر الموت والبلى فإذا فعلت ذلك فقد‬ ‫الستحييت من ال عز وجل حق الحياء ‪.‬‬

‫‪172‬‬


‫حقوق النلساء‬ ‫كان ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م هو الحضارة كلها‪ ..‬الله م‬

‫صلي ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال يا من وصفك الواصف‬

‫فقال كان رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يخصف نعله ويرقع‬

‫ثوبه ويعلف الناضح ويحلب الشاه ويق م البيت وينقلب إلى‬

‫اللسوق فيأتي بحاجياته ل يقبل أن يحملها عنه أحد فيلسل م على‬

‫الصغير والكبير والغني والفقير والحر والعبد من أهل اللسل م ‪,‬‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كان هو الذي يصلح نعله‬

‫وكان هو الذي يرقع ثوبه وكان يعمل في البيت وكان يعلف‬ ‫الناضح " يعلف البعير " وكان يحلب الشاه وكان يق م البيت‬

‫يكنس البيت وكان في حاجة أهله ‪ ,‬عن أ م المؤمنين عائشة‬

‫رضي ال عنها وأرضاها قالت كان رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م في مهنة أهله " حاجة أهله " فإذا أقيمت الصلة كأنه ل‬

‫يعرفنا ول نعرفه كان في البيت في حاجة أهله يعمل مع زوجته‬

‫فإذا أقيمت الصلة فإنه نداء ال عز وجل وطاعة ال عز وجل‬

‫وال لـتجاء إلى ال عز وجل فكان في هذه الحالة ل يعرف أهله‬

‫كأنه ل يعرفه م وكأنه م ل يعرفونه الله م صلي ولسل م وبارك عليك‬

‫يا رلسول ال صلة دائمة أبدًا‪.‬‬

‫‪173‬‬


‫انطلقت في الغرب صيحات على للسان برللسكوني في‬

‫إيطاليا تقول أن حضارة الغرب قاهرة حضارة اللسل م وأن صراع‬ ‫الحضارات ذلك زمنه ولسوف تنتصر حضارته م على حضارة ال‬

‫عز وجل فإن حضارة اللسل م إنما هي حضارة دين رب العالمين‬ ‫الذي أرلسل به جبريل هاديا لرلسول ال صلي ال عليه ولسل م‬ ‫الذي هو هاديا لهذه المة إلى الصراط الملستقي م وانطلقت‬

‫صيحات من البيت البيض تقول أن ذلك زمن الحروب‬

‫الصليبية وأن بوش قائدها إواذا كانت حروباً صليبية فإن الوبال‬

‫كل الوبال إنما لسوف يجعلونه عليه م إنما لسوف يناله م ه م فإنه‬

‫ما طار طير وارتفع إل كما طار وقع إوان ال عز وجل ناصر‬ ‫دينه إوان ال عز وجل هو الذي يقول‬

‫كطا َ‬ ‫)وَ َ‬ ‫صُر‬ ‫قطا َ‬ ‫ح ًّ‬ ‫ن َ‬ ‫علَْميَنطا نَ ْ‬

‫ ن( "لسورة الرو م – آية ‪ "47‬يتطاولون في الغرب على‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫مِنمي َ‬ ‫اْل ُ‬ ‫حضارة اللسل م ويقولون إن دين اللسل م إنما هو دين قاهر‬ ‫للنلساء إنما هو دين هاض م لحقوق المرأة أن المرأة في دين‬

‫ل وكبرت كلمة تخرج من أفواهه م إن يقولون‬ ‫اللسل م كماً مهم ً‬

‫إل كذبا فإن الذي أعطي للمرأة حقوقها إنما هو ُم حـمد صلي ال‬

‫عليه ولسل م بإذن من رب العالمين الذي جعل للمرأة وضعاً‬ ‫وكياناً إنما هو دين اللسل م الذى هو دينك م الذى رفع شأن‬

‫المرأة فى العالمين إنما هو كتاب رب العالمين الذى نزل به‬ ‫‪174‬‬


‫جبريل على قلب لسيد الولين والخرين‪ ,‬جاء ُم حـمد صلي ال‬

‫عليه ولسل م بعثه ال عز وجل نبياً ورلسول للناس كافة فإن كل‬

‫رلسول قبله فإنما كان يبعث لمته خاصة وبعث ُم حـمد صلي ال‬ ‫عليه ولسل م برلسالة إلى الناس كافة وكان هو رلسول للعالمين‬

‫رلسولك م صلي ال عليه ولسل م الزمن الذى بعث فيه كان الشرق‬

‫والغرب إنما يلستعبدون المرأة الستعباداً ‪ ,‬إنما كانت المرأة‬

‫عنده م وفى عقله م إنما هى متاعاً ل أكثر ول أقل ‪ ,‬كانت‬

‫المانوية فى فارس ومع حك م فارس والمانوية إنما هى‬

‫الشيوعية شيوعية النلساء فإن الرجال ل يمتنعون عن المرأة‬

‫مهما كانت وفى أى مكان كانت والمرأة ل تمنع نفلسها عن رجل‬

‫أل م بها كان ذلك الدين دين المانوية إنما هو يحك م فارس ويحك م‬ ‫الهند ويحك م آلسيا وكانت الدولة الرومانية دولة الرومان التى‬

‫كان فيها جلستنيان وكانت زوجته تيودو ار إنما كانت تعمل‬

‫راقصة من الل تـى يرقصن عراة يتجردن من جميع ملبلسهن‬

‫ومع ذلك ما كان ذلك المر يأنفه وما كان ذلك المر يشينه ‪,‬‬ ‫كانت هذه فارس وكانت هذه روما ‪ ,‬وروما كانت تدين‬

‫بالملسيحية ولكنه م بدلوا دين الملسيح وأهانوا المرأة حتى أنه م‬

‫اخترعوا تلك الرهبانية ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليه م ال‬

‫عز وجل ما كتبها عليه م ولكنها كانت ايذاءاً للنلساء ومنعاً‬ ‫‪175‬‬


‫للرجال من القتراب منهن ل نـهن أدني منهن رتبة وأحقر منهن‬

‫روحاً كانت تجتمع المؤتمرات يبحثون هل المرأة روحها كروح‬ ‫الرجل أ م أن روح المرأة إنما هى روح حيوان وال إنه فى‬

‫مؤتمرات الملسيحية الولى التى بدلت دين الملسيح كانوا‬

‫يتنازعون هل المرأة لها روح كروح الرجل أ م أن المرأة لها روح‬

‫كروح الحيوان وعند البعث هل يحالسب الرجل وحده أ م أن كذلك‬ ‫المرأة لسوف تحالسب وكانوا يجنبون المرأة من الحلساب حتى‬

‫كانوا يقولون أنها لن تُـبَعث ‪ ,‬وكان العرب أشد وطأة قال ال‬ ‫هم ِبطا ْ ُ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫و‬ ‫و ُ‬ ‫حُد ُ‬ ‫ذا ُب ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫دا َ‬ ‫س َ‬ ‫ل َ‬ ‫شَر أَ َ‬ ‫عز وجل ) َ‬ ‫و ًّ‬ ‫جُه ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و ْ‬ ‫ى ظَ ّ‬ ‫لنَث ٰ‬ ‫ه ُ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫واَر ٰ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫س ُ‬ ‫م ِ‬ ‫شَر بِ ِ‬ ‫مطا ُب ّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫سوِء َ‬ ‫م َ‬ ‫م‪ .‬ديَ​َت َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ه ۚ أَُدي ْ‬ ‫قْو ِ‬ ‫م ن ُ‬ ‫ظمي ٌ‬ ‫م ديَُد ّ‬ ‫سطاَء َمطا ديَْحُكُموَن(‬ ‫ى ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ي الّتَرا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫هو ٍ‬ ‫ب ۗ أَ​َل َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫علَ ٰ‬

‫"لسورة النحل – آية ‪ , "59 – 58‬كانت هذه إنما عند العرب‬

‫إذا بشر الواحد منه م بأنه ولدت له مولودة ولدت له بنتاً جارية‬

‫إنما يختفى عن اعين الناس كأنها وصمة وص م بها كأنه عار‬ ‫أل م به ث م يجادل نفلسه فى الخلء أيملسكها على هون أيبقيها‬

‫على هوان أيبقيها على مذلة أيتركها حية تعيش ويتحمل عارها‬

‫ويتحمل بلءها أ م يدلسه فى التراب أ م يحفر الحفرة ث م يضع‬

‫فيها تلك المولودة التى ل ذنب لها ويهيل عليها التراب يقول‬ ‫‪176‬‬


‫ال عز وجل‪:‬‬

‫وإ ِ َ‬ ‫ت‬ ‫مْوُءو َ‬ ‫ذا اْل َ‬ ‫) َ‬ ‫سِئلَ ْ‬ ‫دُة ُ‬

‫"لسورة التكوير – آية ‪. "9 – 8‬‬

‫ يِ َ‬ ‫ت(‬ ‫ذن ٍ‬ ‫ب ُقِتلَ ْ‬ ‫‪ .‬بِأَ ّ‬

‫أرلسل ال عز وجل ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م وكان آخر‬

‫ما أمر به الناس فى حجة الوداع فى خطبة جليلة طويلة قال‬

‫فى بنودها ليعل م الخلق كل الخلق ويعل م أمة ُم حـمد أن المرأة فى‬

‫دين اللسل م لها كرامتها وأن المرأة فى دين اللسل م حصلت‬

‫على حقوق لن تصل إليها فى الواحد والعشرين فى أى مجتمع‬

‫من المجتمعات ولن تصل إليها إلى يو م الدين إل مع شريعة‬ ‫الحضارة الربانية شريعة دين اللسل م ‪ ,‬رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م يقول لنا‪ :‬والستوصوا بالناس خي ارً ‪ ,‬يوصينا‬ ‫بالنلساء الخير كل الخير ‪ ,‬فإنك فى ذلك الدين تتعامل مع المرأة‬ ‫أول هى أمك أول كانت أمك أول علقة لك بها أنها أمك هى‬

‫التى ولدتك وهى التى تحملت فيك المشقة وهن على وهن‬

‫تحملك وضعفاً على ضعف تحملك ‪ ,‬ث م إذا أخرجتك إلى الدنيا‬

‫يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فى حقها وعندما جاءه‬

‫ص حـبتى َم نـ‬ ‫رجل يقول له يا رلسول ال َم نـ أحق الناس بحلسن ُ‬

‫أحق الناس إذن هى من الناس َم نـ أحق الناس بحلسن صحبتى‬

‫قال أمك قال ث م َم نـ قال ث م أمك قال ث م من قال ث م أمك قال ث م‬

‫من قال فى الرابعة أبوك ‪ ,‬ويعظ الناس فى مرة من المرات‬ ‫‪177‬‬


‫فيقول إن ال يوصيك م بأمهاتك م إن ال يوصيك م بأمهاتك م إن‬

‫ال يوصيك م بأمهاتك م إن ال يوصيك م بآبائك م إن ال يوصيك م‬

‫بالقرب فالقرب‪ ,‬أنظر إلى أبعد من ذلك جاءه رجل وقال له يا‬

‫رلسول ال إنى أريد أن أجاهد أنا أريد أن أخرج مجاهداً أخرج‬

‫مقاتل أريد أن أكون من شهداء كتائب القصى الذين يرهبون‬ ‫اليهود إرهاباً ول يلستطيعون أن ينالوا منه م إل إذا الستعملوا‬

‫المدرعات إوال إذا الستعملوا الطائرات إوال إذا الستعملوا الترلسانة‬

‫الجبارة التى تزوده م بها الدولة التى يقول قائدها أنه قائد‬

‫الحملة الصليبية وأنه هو زعي م حروب الصليب ‪ ,‬ذلك الرجل‬

‫جاء إلى ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م وقال له يا رلسول ال أريد‬ ‫أن أجاهد إئذن لى فى الجهاد أنظر إلى درجة ال م إلى درجة‬ ‫المرأة إلى لسموها إلى حقها إلى رفعتها فى ذلك الدين الذى‬

‫تدين به قال له رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬ألك أ م قال‬

‫نع م قال له رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إلز م رجليها فث م‬

‫الجنة إذا أردت أن تقتل وتكون شهيداً الغرض الجنة إذا كانت‬ ‫لك أ م يقول له رلسول ال صلي ال عليه ولسل م إلز م عند‬

‫الرجلين فإنه عند الرجلين لس م الجنة ويقول رلسول ال صلي‬

‫ال عليه ولسل م ‪ :‬الجنة تحت أقدا م المهات ‪ ,‬إذا كانت‬

‫علقتك بالمرأة علقة زواج وهى زوجتك هى أول أمك إذا كانت‬ ‫‪178‬‬


‫زوجتك أنظر ال عز وجل يقول ‪:‬‬

‫ ن‬ ‫ج َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫) َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كم ِ ّ‬

‫ح َ‬ ‫فَدًة‬ ‫ج َ‬ ‫وا ً‬ ‫ج ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َأنُف ِ‬ ‫و َ‬ ‫ ن َ‬ ‫كم بَِنمي َ‬ ‫ ن أَْز َ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬ ‫جطا َ‬ ‫م أَْز َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫وَرَز َ‬ ‫ت( "لسورة النحل – آية ‪ "72‬من نفلسك هى‬ ‫ ن الطّ ِمي َّبطا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫كم ِ ّ‬

‫جزء منك هى لحمة منك وجعل لك م من أنفلسك م ليلست حيوانة‬ ‫ليلست بهيمة‪ ,‬قلنا أن رلسول ال صلي ال عليه ولسل م كان‬

‫يكون فى حاجة أهله فى مهنه أهله كان يخصف نعله وكان‬

‫يرقع ثوبه وكان يكنس البيت وكان يداعب عائشة رضى ال‬

‫عنها وأرضاها أ م المؤمنين ويتحرى أن يشرب من ال نـاء من‬

‫موضع فيها تلك التى جاءت بها أوروبا فى هذه اليا م‬

‫ويحلسبون أنها من ال تـيكيت أن المرأة تناول زوجها ويفعلون‬

‫ذلك فى يو م العرس ث م بعد ذلك ل يفعلونه إنما كان يفعله رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م تودداً لزوجته ومحبة لها كان يناولها‬ ‫ال نـاء فتشرب فى موضع فيه وكانت تناوله ال نـاء فيشرب من‬

‫موضع فيها وجاءه معاوية بن حيدة ‪ ‬قال له يا رلسول ال ما‬ ‫حق زوجة أحدنا عليه قال له ‪ :‬أن تطعمها إذا طعمت وأن‬

‫تكلسوها إذا اكتلسيت ‪ ،‬تأكل أنت فى الخارج ما تشتهيه ث م تدخل‬ ‫إلى البيت والبخل كله معك ل تطعمه م إل الفتات فأنت مأمو ارً‬ ‫أن تطعمها مما تطع م وأن تكلسوها كذلك إذا اكتلسيت‪ ,‬يقول‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م للسعد بن أبى وقاص ‪ ‬له ‪:‬‬ ‫‪179‬‬


‫يا لسعد إنك ما تنفق نفقة تبتغى بها وجه ال إل أجرت عليها‬

‫نفقة ينفقها ال نـلسان إنما تكون النية أنها لوجه ال إل له فيها‬ ‫أجر‪ ,‬يا لسعد إنك ما تنفق نفقة تبتغى بها وجه ال إل أجرت‬

‫عليها حتى ما تضع فى فيء امرأتك ال تـيكيت الذى يقولون أنه‬

‫من أمور الحضارة فى هذه اليا م إنما جاء فى أحاديث صحيحة‬ ‫دونت فى صحيح البخارى ‪ ‬اللقمة يقطعها الرجل ث م يضعها‬

‫فى ف م زوجته يبتغى بها الجر ويبتغى بها الثواب من عند ال‬

‫عز وجل ‪ ,‬دين اللسل م هو الدين الذى يقول لك أنك بينك وبين‬

‫زوجتك إنها لها عليك حقوق ويقول ال عز وجل فى هذه‬

‫ف( "لسورة البقرة –‬ ‫ذ ي َ‬ ‫مْعُرو ِ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫ ن ِ‬ ‫ ن ِبطاْل َ‬ ‫الحقوق ) َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ولَُه ّ‬ ‫مْث ُ‬ ‫علَْمي ِ‬

‫آية ‪ "228‬ويقول لنا ال‬

‫فۚ َ‬ ‫فِإن‬ ‫شُرو ُ‬ ‫و َ‬ ‫مْعُرو ِ‬ ‫عطا ِ‬ ‫ ن ِبطاْل َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ّ‬

‫ ن َ‬ ‫كِر ْ‬ ‫َ‬ ‫خْميًرا‬ ‫ج َ‬ ‫كَر ُ‬ ‫ى َأن تَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫مو ُ‬ ‫فمي ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ع َ‬ ‫شْميًئطا َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ل اللّ ُ‬ ‫وديَ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫س ٰ‬ ‫هُت ُ‬

‫َكِثميًرا( "لسورة النلساء – آية ‪ "19‬ورلسولك م عليه أفضل‬

‫الصلة واللسل م هو الذى يقول ل يفرك رجل امرأة ل يفرك رجل‬

‫زوجته ل يبغضها إن لسخط منها خلقاً رضى منها خلقاً آخر أى‬

‫حق من الحقوق هذه إخوة اللسل م وأى رفعة هذه إنها رفعة من‬

‫رب العالمين وحقوقاً جاءت على للسان لسيد المرلسلين كانت أماً‬ ‫فلها حقوق وكانت زوجة فلها حقوق وكانت بنتًا‪ ,‬بنتاً كانت‬

‫تـُوأد قبل اللسل م تدفن قبل اللسل م كانت عا ارً ُيلستحى منه إواذا‬ ‫‪180‬‬


‫برلسول ال صلي ال عليه ولسل م يرزقه ال عز وجل بالبنات‬

‫فكن عنده أعظ م وضعاً وأقرب رحماً من غيرهن وكان يقول فى‬

‫حق فاطمة أ م الحلسن والحلسين رضى ال عنها وأرضاها كان‬

‫يقول فى حقها ‪ :‬فاطمة لسيدة نلساء أهل الجنة ويقول لنا إخوة‬ ‫اللسل م كما جاء فى حديث رواه أنس بن مالك ‪ ‬يقول‪ :‬من‬

‫عال جاريتين حتى يبلغا ) الذى عنده بنتين ‪ ,‬عال أى أنه قا م‬

‫بال نـفاق عليهما طعاماً وشراباً وكلسوة وكل شئ حتى لسن‬

‫البلوغ( من عال جاريتين حتى يبلغا كنت أنا وهو فى الجنة‬

‫كهاتين وض م بين إصبعيه َم نـ عال جاريتين بنتين كان مع‬

‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م فى الجنة كأنه مل زـماً له كأنه‬

‫ملصقاً له التصاق الصابع ‪ ,‬وعائشة رضى ال عنها‬

‫وأرضاها قالت ‪ :‬يا رلسول ال لقد جاءت امرأة ومعها بنتين‬

‫تطلب الصدقة فتصدقت عليها بثلث تمرات فأعطت كل بنتاً‬ ‫تمرة ث م وجدت أن التمرة ل تغنى عن الفتاة شيئاً وشقت التمرة‬ ‫الثالثة شقين وأعطت كل واحدة منهن شقاً وحرمت نفلسها ‪,‬‬

‫قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬من قا م على هؤلء‬

‫البنات كن لست ارً له من النار أو كما قال رلسول ال صلي ال‬

‫عليه ولسل م ‪ ,‬من كانت عنده بنتاً واحدة ‪ ,‬عن عبد ال بن‬

‫ملسعود ‪ ‬قال ‪ :‬قال رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬من‬ ‫‪181‬‬


‫كانت له بنتاً فأدبها فأحلسن أدبها وعلمها فأحلسن تعليمها وأنع م‬

‫عليها مما أنع م ال عليه كانت لست ارً له وحجاباً من النار‪ .‬أدبها‬ ‫فأحلسن تأديباً وعلمها فأحلسن تعليمها وأنع م عليها هل النفقة‬

‫التى أنفقها هو جاء بها من نفلسه إنما هى من نع م ال عز‬

‫وجل عليه وأنع م عليها مما أنع م ال عليه كانت لست ارً له وحجاباً‬ ‫من النار‪ ,‬أنظر إلى أبعد من ذلك أن المرأة فى دين اللسل م إنما‬ ‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م شرفها وكرمها وجعل لها حقوقاً ل‬

‫تخطر لك على بال ورفع منزلتها حتى جاء فى حديث يقول فيه‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬أنا أول من يطرق باب‬

‫الجنة فإذا بامرأة تبادرنى أول واحد يدق على باب الجنة محمد‬ ‫عليه أفضل الصلة واللسل م يقول فى ذلك الموقف إذا بامرأة‬

‫تبادرنى امرأة بجوارى امرأة معى فى ذلك المقا م ل يدرى أضربت‬

‫قبله أ م ضربت بعده أ م ضربت معه يقول لها ما بالك يا امرأة ما‬

‫بالك تقول أنا امرأة قعدت على أيتا م لى فكانت لها هذه المكانة‬ ‫وهذه المنزلة‪.‬‬

‫كانت أماً وكانت زوجة وكانت بنتاً وكانت عمة وكانت خالة‬

‫وكانت زوجة ع م وكانت زوجة خال وكانت امرأة من عامة‬

‫الملسلمين كان ذلك حقها ووضعها فى دين اللسل م أنظر إلى‬

‫زوجة ع م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م فاطمة بنت ألسد‬ ‫‪182‬‬


‫رضى ال عنها وأرضاها فى يو م موتها عندما ماتت نزل رلسول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م فى قبرها قبل أن توضع فيه نزل فى‬

‫قبرها وأخذ يولسع فى القبر بيديه ويولسع فى القبر برجليه‬ ‫ويقول يرحمك ال كنِت أمى بعد أمى امرأة عمه كنت أمى بعد‬

‫أمى يقول لها يرحمك ال كنت أمى بعد أمى تجوعين وتطعمينى‬

‫‪ ,‬وتعرين وتكلسينى الله م اغفر لفاطمة بنت ألسد ولقنها حجتها‬ ‫كان ذلك وضع ‪ ,‬وضع زوجة عمه فى دين اللسل م ‪ ,‬وجاءه‬

‫رجل يقول له ‪ :‬يا رلسول ال أذنبت ذنباً فهل لى من توبة يقول‬ ‫له ‪ :‬لك أ م ؟ قال ل ‪ ,‬قال ‪ :‬لك خالة ؟ قال نع م ‪ ,‬قال ‪ :‬برها ‪,‬‬

‫قال بر خالتك فإذا كنت با ارً بخالتك غفر ال عز وجل ذنبك ‪,‬‬ ‫ال عز وجل يقول لنا‬

‫مُنو َ‬ ‫م أَْولَِميطاُء‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫) َ‬ ‫ضُه ْ‬ ‫ت بَْع ُ‬ ‫مَنطا ُ‬ ‫واْل ُ‬ ‫واْل ُ‬

‫ض( "لسورة التوبة – آية ‪ ,"71‬المؤمنون والمؤمنات‬ ‫بَْع ٍ‬

‫لسوالسية فى دين اللسل م وأولياء ‪ ,‬المرأة ولية للرجل والرجل‬

‫ولى للمرأة وكل له حقه وكل له مكانته حتى أن هذه المرأة التى‬ ‫هى ولية عليك ‪ ,‬أ م هانئ رضى ال عنها وأرضاها جاءت إلى‬

‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م يو م فتح مكة وقالت له ‪ :‬يا‬

‫رلسول ال أجرت فل نـ وفل نـ أنا حميت فل نـ وفل نـ جعلته م فى‬ ‫حمايتى قال لها رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬لقد أجرنا‬

‫َم نـ أجرتى يا أ م هانئ ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م أجار من‬ ‫‪183‬‬


‫أجارت امرأة من الملسلمين وحما من حمت امرأة من الملسلمين‬

‫‪ ,‬عمر ‪ ‬وقف فى يو م من اليا م خطيباً فى يو م جمعة وأراد أن‬

‫يلسعر المهور أراد أن يجعل تلسعيرة للمهور يقول مهر هذه كذا‬

‫ومهر هذه كذا وجعل له حداً ل يرتفع عليه فقامت امرأة ‪ ,‬امرأة‬

‫من ُع رـض الناس وقالت له ‪ :‬يا عمر ال عز وجل يقول‬

‫وإ ِ ْ‬ ‫ن‬ ‫) َ‬

‫ططاًرا َ‬ ‫قن َ‬ ‫كطا َ‬ ‫م َ‬ ‫فَل‬ ‫حَدا ُ‬ ‫ ن ِ‬ ‫ن َزْوجٍ َ‬ ‫سِتْبَدا َ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫وتآتَْميُت ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ل َزْوجٍ ّ‬ ‫أَ​َردت ّ ُ‬

‫شْميًئطا ۚ أَتَْأُخُذونَُه ُبْهَتطاًنطا َوإِْثًمطا ّمِبميًنطا( " لسورة‬ ‫خُذوا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مْن ُ‬ ‫تَْأ ُ‬

‫النلساء – آية ‪ ."21 – 20‬عمر ‪ ‬الذى كان فى ذلك الوقت‬

‫الذى ردت فيه قوله امرأة كان يحك م العال م كله كانت دولة عمر‬ ‫أقوى من أمريكا التى تتلسلط على الخلق كل الخلق وتتوعد‬

‫الخلق كل الخلق ولكن عمر ملسل م ولكن عمر مؤمن ولكن عمر‬

‫فى دولة الحضارة فى دولة الرقى فى دولة ال نـلسانية ‪ ,‬ماذا قال‬ ‫لها‪ ,‬قال يا ويحك يا عمر كل الناس أفقه منك أصابت امرأة‬

‫وأخطأ عمر ل م تأخذه العزة بال ثـ م ل م يقل كما قال فرعون وكما‬

‫يقول كل فرعون فى كل وقت وفى كل زمان ما أريك م إل ما أرى‬ ‫وما أهديك م إل لسبيل الرشاد ث م بعد ذلك يجعله م فى الحضيض‬

‫ويجعله م غرقى فى الي م ويجعله م فى المهالك كل المهالك وكان‬

‫يقول له م ما أريك م وما أهديك م إل لسبيل الرشاد‪.‬‬ ‫‪184‬‬


‫هذا كان وضع المرأة وحقوقها فى دين اللسل م ‪ ,‬الغرب‬ ‫يقول إن اللسل م يفرق بين الرجل والمرأة فى الميراث ويجعل‬ ‫للذكر مثل حظ ال نـثيين هؤلء الذين يعيبون علينا ذلك ل م يعلموا‬ ‫ول م ينظروا أن هذه القلسمة إنما هى الملساواة كلها لن المرأة‬ ‫إن كانت أماً أو زوجة أو بنتاً أو عمة أو خالة فإنها ليس‬ ‫عليها نفقة نفلسها إنما نفقتها على وليها فكان الضعف للذكر‬ ‫للعباء التى جعلت عليه فى ذلك الدين وال لـتزامات التى التز م‬ ‫بها إواذا قالوا لنا ذلك فإنه م كالذى يرى التراب فى عين غيره ول‬ ‫يرى القزاة فى عين نفلسه يرى ذرة التراب ذرة الرمل يراها عند‬ ‫الخرين وعنده جزع شجرة وعنده لساق شجرة ول يراه ‪ ,‬هؤلء‬ ‫الذين يتهموننا ويتشدقون علينا ويلومون علينا أين هى‬ ‫مواريثه م وقوانينها ‪ ,‬إنه م يورثون الولد ال كـبر ويحرمون‬ ‫الجميع من الميراث أى عدل هذا رمتنى بدائها وانلسلت ‪ ,‬إذا‬ ‫كانت حقوق المرأة كما تقول يا غرب يا فاجر أن تعمل عارضة‬ ‫أزياء وأن تتجرد من ملبلسها أن تعمل فى الملهى الليلية‬ ‫وتخلع ثيابها ثوباً ثوباً وقطعة قطعة إذا كانت الحقوق أنها‬ ‫تتعدد العشاق وتكون طعاماً لسهل وتكون لينة أما م كل لمس‬ ‫فإنها ما كانت حقوقاً ولكنه كان اللستعباد كل اللستعباد وما‬ ‫جعلت م للمرأة لسيادة وما جعلت م لها كرامة إنما جعلتموها فى‬ ‫الحضيض فتاة العل نـ التى تتلون والتى تلعب أمامك إنها‬ ‫‪185‬‬


‫لسنوات قليلة إنها أيا م قليلة ث م ترمى رمى الكلب ل ينظر إليها‬ ‫إنلسان تشد الوجه مهما شدت تصغر الثدى مهما صغرت تكبر‬ ‫الرداف مهما كبرت إنها عجوز شمطاء ليس لها كرامة وليس‬ ‫لها حقوق ‪ ,‬أما دين اللسل م فكان رلسول ال صلي ال عليه‬ ‫ولسل م كما تقول عائشة رضى ال عنها وأرضاها كانت تأتينا‬ ‫عجوز امرأة عجوز كانت تأتى إلى رلسول ال صلى ال عليه‬ ‫ولسل م فيهش لها ينبلسط لها ويفرح لها ويقول إنها كانت تأتينا‬ ‫أيا م خديجة إوان حلسن العهد من اليمان أو كما قال رلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م كانت المرأة كما مهمل وكانت المرأة‬ ‫تورث مع المتاع كانت تورث من ضمن الميراث فجاء اللسل م‬ ‫فجعل لها كياناً ملستقل وجعل لها ذمة مالية وجعل لها أن‬ ‫تتصرف فى مالها كيف شاءت وفى أى وقت شاءت لسواًء كان‬ ‫بالبيع أو الشراء أو الهبة أو بأى صورة من الصور وأوروبا ل‬ ‫تجعل للمرأة ذمة مالية إما ذمتها ذمة زوجها إواما ذمتها ذمة‬ ‫والدها أو ول غير ذلك أما دينك م فإنه دين الخير كله دين‬ ‫الحقوق كلها دين رفع كرامة الخلق كل الخلق وجعل له م مكانة‪,‬‬ ‫المرأة والرجل أما م ال فى العبادات لسواء ‪ ,‬المرأة والرجل فيما‬ ‫شرع ال عز وجل وفى دين ال لسواء تقف المرأة للحلساب يو م‬ ‫الحلساب ويقف الرجل للحلساب يو م الحلساب ويقول ال عز‬ ‫ذا َ‬ ‫ة إِ َ‬ ‫كطا َ‬ ‫مطا َ‬ ‫ه‬ ‫ق َ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫مَن ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫ ن َ‬ ‫و َ‬ ‫وجل ) َ‬ ‫سوُل ُ‬ ‫ضى اللّ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫وَل ُ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫‪186‬‬


‫كو َ‬ ‫هْم( "لسورة الحزاب – آية‬ ‫مِر ِ‬ ‫خميَ​َرُة ِ‬ ‫م اْل ِ‬ ‫مًرا َأن ديَ ُ‬ ‫ ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ن لَُه ُ‬ ‫‪ ,"36‬ما كان لرجل ول لمرأة إذا أراد ال عز وجل ورلسوله شيئاً‬ ‫أن تقول أنا امرأة ليس على تكاليف أو يقول أنا رجل ليس على‬ ‫م ن‬ ‫ت ِ‬ ‫حطا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫صطالِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ن ديَْع َ‬ ‫تكاليف ويقول ال عز وجل‪) :‬وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ ن ال ّ‬ ‫ ن َ‬ ‫جّن َ‬ ‫َ‬ ‫وَل ُدي ْ‬ ‫مو َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ن‬ ‫و ُ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫فُأوٰلَِئ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ى َ‬ ‫كٍر أَْو ُأنَث ٰ‬ ‫ظل َ ُ‬ ‫ك ديَْد ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫و ُ‬

‫نَِقميًرا( "لسورة النلساء – آية ‪ ,"124‬أولئك من أهل الجنة‬ ‫عملت صالحاً وهى مؤمنة كانت من أهل الجنة عملت صالحاً‬ ‫وأنت مؤمناً كنت من أهل الجنة ويقول رلسول ال صلي ال‬ ‫عليه ولسل م ‪ :‬إنما النلساء شقائق الرجال هذه هى حضارتك م‬ ‫وهذا هو دينك م دين اللسل م ديناً جاء من عند رب العالمين نزل‬ ‫بالخير كله لتكون لك م اللسعادة فى الدنيا ولتكون لك م فى الخرة‬ ‫جنة عرضها اللسموات والرض أعدت للمتقين ‪.‬‬

‫‪187‬‬


‫الحرب في اللسل م‬ ‫كــان ُم حـمــد صــلي الـ عليــه ولسـل م قائــد البشــرية كلهــا الــي‬

‫قمــة الحضــارة ال نـلســانية‪ ...‬اللهــ م صــلى ولسـل م وبـارك عليــك يــا‬

‫رلسول ال يا من كنت أشجع النــاس يقــول علــى ابــن أبــى طــالب‬

‫‪ ‬وهو الشجاع الخبير بالرجال على بن أبى طالب ‪ ‬كان مــن‬ ‫الشجاعة من الدرجة التى جعلته يفتــح خيــبر بــأمر مــن الـ عــز‬

‫وجـل وبقــوته ذلــك الشــجاع يزك ى ُم حـمــد صــلي الـ عليــه ولسـل م‬ ‫ويقول ولو رأيتنا يو م بدر ونحن نلوذ برلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسـل م ول أقــرب إلــى العــدو منــه ذلــك الشــجاع كــان يلــوذ ويتقــى‬

‫برلسول ال صلي ال عليـه ولسـل م ورلس ول الـ صـلي الـ عليـه‬ ‫ولسل م ما كان فى المؤخرة إنما كان اقرب الناس إلى العدو ‪.‬‬

‫الله م صلى ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال يــا مـن قـال فيــك‬

‫القائل ‪:‬‬

‫لساق الجريح ومطع م اللسرى‬ ‫ومن أمنت لسنابك خيله الشلء‬ ‫‪188‬‬


‫إن الشجاعة فى الرجال غلظة‬ ‫مال م تـزنهــا رأفـة ولسخاء‬ ‫والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا‬ ‫فالمجـد ممـا يدعـون براء‬ ‫ك م من غزاة للرلسول كريمة‬ ‫فيهـا رضاً للحق أو إرضاء‬ ‫كانت لجند ال فيها كبوة‬ ‫على أثـرهـا للعالمين رخاء‬ ‫ضربوا الضل لـة ضربة ذهبت بها‬ ‫فعلى الجهالة والضل لـ عفاء‬ ‫اعلموا أنه فى اللسنة الثانية من هجرة رلسول الـ صــلي الـ‬

‫عليـه ولسـل م وفـى شـهر شـعبان نـزل المـر مـن اللسـماء بفـرض‬

‫الجهاد على أمـة ُم حـمـد عليـه صـلي الـ عليـه ولسـل م نـزل قـول‬

‫ال عز وجل ‪:‬‬

‫ى‬ ‫و َ‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ه لّ ُ‬ ‫و ُ‬ ‫علَْمي ُ‬ ‫ع َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫)كُِت َ‬ ‫ك كْر ٌ‬ ‫كك ْ‬ ‫سك ٰ‬ ‫م اْلِقَتطا ُ‬ ‫ك ُ‬

‫شكْميًئطا‬ ‫و َ‬ ‫و ُ‬ ‫كَر ُ‬ ‫َأن تَ ْ‬ ‫ى َأن ُت ِ‬ ‫خْميكٌر لّ ُ‬ ‫حبّككوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫و َ‬ ‫هك َ‬ ‫شكْميًئطا َ‬ ‫هوا َ‬ ‫كك ْ‬ ‫سك ٰ‬

‫‪189‬‬


‫شّر لُّكْم ۗ َواللُّه ديَْعلَُم َوَأنُتْم َل تَْعلَُموَن( "لســـورة البقـــرة –‬ ‫و ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫آية ‪"216‬‬

‫ال عز وجل ما فرض على أمة ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م‬

‫الجهاد والقتال إل بعد أن ذاقت كـل مـر وأهينـت كـل إهانـة ثلثــة‬

‫عشر لسنة فى مكــة وصـحابة رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م‬

‫يطعنـــون كـــل مطعـــن وينـــزل بهـــ م الضـــرب والنكـــال كـــل منـــزل‬

‫ويقتلــون ويحرقـ ون و رلسـ ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م يمــر‬

‫عليه م وه م فى الشدة ويقول صب ارً آل يالسر فــإن موع دك م الجنــة‬

‫ويأتيه خباب ‪ ‬وهو ملسند ظهره إلى البيت يقول له ‪ :‬يا رلسول‬

‫ال لقد نال منا أعداءنا كل منال وظلمونا كل ظل م واشتدوا علينا‬

‫كل شدة جاء إلى رلسول ال صلي ال عليــه ولسـل م ويقــول لــه ‪:‬‬

‫يا رلس ول الـ أل تـدعو لنـا أل تلستنصــر لنـا أنـت دعـاءك مجـاب‬

‫أنظر إلى أحوالنا أنظر إلى البطش الذى ينزل بنا ارفع يديك إلى‬

‫ال عز وجل أطلب منه النصر لنا والتمكين فــإنه يجيــب دعــاءك‬

‫‪ ,‬يقول رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ‪ :‬لقد كان فيمــن قبلكــ م‬

‫يحفر لحده م الحفرة فى الرض ويوضع فيها ث م يؤتى بالمنشار‬

‫فيشــق نصــفين وكــانوا كــذلك يلســلخون اللحــ م مــن العظــ م فقــال‬

‫‪190‬‬


‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وما كــان يثـــنيه م ذلــك علــى أن‬

‫يقولوا ل إله إل ال أو كما قال ‪.‬‬ ‫يقـــول الــ عـــز وجــل‪:‬‬

‫جّن َ‬ ‫مطا‬ ‫ح ِ‬ ‫ة َ‬ ‫خُلوا اْل َ‬ ‫م َ‬ ‫سْبُت ْ‬ ‫)أ َ ْ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫م َأن تَْد ُ‬

‫م ن َ‬ ‫ضّراُء‬ ‫قْبِل ُ‬ ‫خلَْوا ِ‬ ‫ل الّ ِ‬ ‫ديَْأتِ ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫سطاُء َ‬ ‫م اْلبَْأ َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫م ّ‬ ‫كم ۖ ّ‬ ‫كم ّ‬ ‫سْتُه ُ‬ ‫مَث ُ‬ ‫ص كُر‬ ‫م َ‬ ‫والّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنككوا َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ل َ‬ ‫ى ديَُقو َ‬ ‫وُزْلِزُلوا َ‬ ‫َ‬ ‫عك ُ‬ ‫ى نَ ْ‬ ‫مَتك ٰ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ب( "لسورة البقــرة – آيــة ‪ "214‬نزل ت‬ ‫ه ۗ أَ​َل إِ ّ‬ ‫صَر اللّ ِ‬ ‫اللّ ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قِردي ٌ‬

‫الشدة بأهل اليمان فى كل زمان وفى كل مكان حــتى قــالوا حــتى‬

‫هيأت لهــ م أنفلســه م أنــه ل نصــر أنــه ل تمكيــن أنــه ل رفعــة حــتى‬

‫يقول الرلسول والذين آمنوا معه متى النصـر يــا الـ مــتى النصـر‬

‫يا ربى متى التمكين يا ربى متى رف ع الشــأن يــا رب ى حــتى يقــول‬

‫الرلسول والذين آمنوا معه متى نصر ال يجيب ال عــز وجـل أل‬ ‫إن نصر ال لقريب ‪ ,‬نصر الـ قريـب ولكــن مــتى فــإنه فــى علــ م‬ ‫ال عز وجل ‪.‬‬

‫كــانت هــذه اليــة‪ ) :‬كتــب عليكــ م القتــال وه و كــره لكــ م( أول‬

‫اليات التى نزلت فى شعبان من اللسنة الثانية من هجــرة رلس ول‬

‫ال صلى ال عليه ولسل م تقول أن الجهاد أن القتال فــرض علــى‬

‫أمة ُم حـمـد صـلي الـ عليـه ولسـل م لمـاذا فــرض الجهـاد ؟ فـرض‬

‫الجهاد لكى نرد يد المعتدى إلى نحره لكــى نرف ع الظلــ م علــى مــن‬ ‫‪191‬‬


‫ظل م لكى نخرج الذين أخرجونا من ديارنا يقول أبو بكــر الصـديق‬ ‫‪ ‬عنــدما خــرج رلسـ ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولســل م مهــاج ارً ‪:‬‬

‫أخرج وا نــبيه م إن ل ـ إوانــا إليــه راجعــون ليهلكــن أخرج وا النــبى‬

‫عليــه أفضــل الصــلة واللســل م مــن بلده مــن ديــاره أخرج وه مــن‬ ‫أحــب أرض الـ إليــه وأحــب أرض الـ إلــى الـ ‪ ,‬نظــر إلــى مكــة‬

‫وه و خارج اً وقـال هــذه الكلمــات ‪ ,‬قــال ‪ " :‬إنــك أحــب أرض ال ـ‬ ‫علــى الــ وأحــب أرض الــ إلـــّي ولــول أن قومــك أخرجـ ونى مــا‬

‫خرج ت " فقــال الصــديق ‪ ) :‬إنــا لـ إوانــا إليــه راجعــون ليهلكــن (‬

‫أول ما نزل يوضح لماذا تكون الحرب ولماذا يكون القتال‬ ‫قال الصديق ‪ : ‬أول ما نزل‬

‫قطاتَُلو َ‬ ‫ ن ُدي َ‬ ‫)ُأِذ َ‬ ‫م‬ ‫ن لِلّ ِ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ن ِبككَأنُّه ْ‬

‫م لَ َ‬ ‫مك ن‬ ‫ه َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫جكوا ِ‬ ‫دديٌر‪ .‬اّلك ِ‬ ‫قك ِ‬ ‫صكِر ِ‬ ‫ذدي َ‬ ‫موا ۚ َ‬ ‫ ن ُأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ى نَ ْ‬ ‫عَلك ٰ‬ ‫خِر ُ‬ ‫ظِل ُ‬ ‫هم بِ َ‬ ‫ه‬ ‫وَلكْوَل َ‬ ‫ع الّلك ِ‬ ‫ِدَديطاِر ِ‬ ‫دْفك ُ‬ ‫هۗ َ‬ ‫غْميِر َ‬ ‫ق إِّل َأن ديَُقوُلكوا َربَّنكطا الّلك ُ‬ ‫حك ّ ٍ‬ ‫ت‬ ‫س بَْع َ‬ ‫وبَِميكك ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صككلَ َ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫ع َ‬ ‫صكك َ‬ ‫ت َ‬ ‫د َ‬ ‫الّنككطا َ‬ ‫ض لُّهكك ِّ‬ ‫م ْ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ضككُهم بِبَْعكك ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫جُد ُديْذ َ‬ ‫مكك ن‬ ‫صكَر ّ‬ ‫م اللّك ِ‬ ‫كُر ِ‬ ‫سطا ِ‬ ‫فمي َ‬ ‫ه َ‬ ‫كِثميكًرا ۗ َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ن اللّك ُ‬ ‫هككطا ا ْ‬ ‫ولَ​َمين ُ‬ ‫سك ُ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫و ّ‬ ‫ ي َعِزديٌز( "لسورة الحج آية ‪. "40 -39‬‬ ‫صُرُه ۗ إِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫َدين ُ‬ ‫ق ِ‬

‫كانت الولى ُيقتلون فكيف ل يدافعون عن أنفلسه م ويقتلون‬

‫مــن قتلهــ م كــانوا ُيـــظلمون فكيــف ل يــردون عــن أنفلســه م الظلــ م‬ ‫والعدوان‪ ,‬أخرجوا من دياره م فكيف ل يحاربون من أخرجه م فــى‬ ‫‪192‬‬


‫كــل زم ان ومكــان عنــدما هــدمت الصــلوات فــى زم ن مولسـى كــان‬ ‫عليه م أن يدافعوا عنها وعندما هدمت البيعــات فــى زم ن عيلســى‬ ‫كــان عليهــ م أن يــدافعوا عنهــا وعنــدما هــدمت الملســاجد فــى أيــا م‬

‫ُم حـمد صلي ال عليه ولسل م إوالى قيا م اللساعة فيجب عليهــ م أن‬ ‫يدافعوا عنها يجب عليه م أن يدافعوا عن دينه م يجــب عليهــ م أن‬ ‫يدافعوا عن إلسلمه م يجــب عليهــ م أن يــدافعوا عــن قرآنهــ م يجــب‬ ‫عليهـــ م أن يـــدافعوا عـــن مقدلســـاته م‪ ,‬الحـــرب فـــى ديـــن اللســـل م‬

‫ليلست حرب اعتداء إنما هى حرب لــدفع العتــداء ورد الظــالمين‬

‫رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م يقــول ‪ :‬مــن مــات دون دمــه‬

‫فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون أهلــه‬ ‫فهو شــهيد ومـن مــات دون دينــه فهــو شــهيد فكــانت الحــرب فــى‬

‫دين اللسـل م دفاعـاً عـن النفــس ودفاعـاً عـن المـال ودفاعـاً عـن‬ ‫الهل ودفاعاً عن الدين والوطن‪ .‬ل نعتدى علــى أحــد ولكــن نــرد‬ ‫المعتدى علينا وندفعه فى نحره حتى يكــون مــن الصــاغرين فــإن‬ ‫الـــ عـــز وجـــل يقـــول ‪:‬‬

‫و َ‬ ‫ ن‬ ‫ه اّلكك ِ‬ ‫ل الّلكك ِ‬ ‫قككطاتُِلوا ِ‬ ‫ذدي َ‬ ‫فكك ي َ‬ ‫) َ‬ ‫سككِبمي ِ‬

‫ُدي َ‬ ‫حك ّ‬ ‫ ن( "لســـورة‬ ‫وَل تَْعَت كُدوا ۚ إِ ّ‬ ‫ن اللّ ك َ‬ ‫مْعَت ك ِ‬ ‫ه َل ُدي ِ‬ ‫قككطاتُِلونَ ُ‬ ‫ددي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ب اْل ُ‬

‫البقــرة – آيــة ‪ ,"190‬قــال عبــد ال ـ بــن عبــاس وعمــر بــن عبــد‬

‫العزيـز ومجاهــد‪ :‬إن هــذه اليــة محكمــة ل ينلســخها شــئ أنــك ل‬ ‫‪193‬‬


‫تقاتــل إل مــن اعتــدى بــأى صــنف مــن صــنوف العتــداء فــإذا‬

‫اعتدى عليك فاعتـدى عليـه وقـاتله حـتى تـرده خائبـاً لـذلك قـالوا‬

‫إن ال عز وج ل قــال فــى آخره ا إن الـ ل يحــب المعتــدين فكــان‬

‫ذلــك القــول هــو لســبب إحكامهــا فإنهــا محكمــة لــ م ينلســخها شــئ‬

‫ومن عدالة دين اللسل م أنه فى الحرب وعنــدما يقاتــل مــن قــاتله‬

‫ويرد اعتــداء المعتــدى هنــاك لســتة مــن النــاس ل يتعــرض لهــ م ل‬ ‫يقتلون حتى ولو كانوا من أهل الشرك حتى ولو كانوا من الكفــرة‬ ‫حتى ولو كانوا من المعتدين أوله م المـرأة ‪ ,‬المـرأة ل تقتــل بحـال‬

‫من الحوال حتى ولو كانت مشركة‪ ,‬يو م أحد وأبو دجانــة يلســمع‬

‫صوتاً يحمس الناس يذهب إليــه بلســيفه فـإذا امـرأة إواذا بهـا هنــد‬ ‫بنــت عتبــة فيقــول أبــو دجانــة فــإن لســيف رلس ول الـ صــلي الـ‬ ‫عليــه ولسـل م أل تُضـرب بــه امـرأة و رلس ول الـ صــلي الـ عليــه‬

‫ولسل م يرى امرأة مقتولة من أهل الشــرك فينظــر إليهــا فيقــول مــا‬ ‫كانت هذه لتقاتل لمــاذا قتلــت مــا كـانت هــذه لتقاتــل وكـان الثـانى‬

‫الذى ل يقتل هــو الصــبى‪ ,‬الصــبى وليــس الطفــل‪ ,‬الطفــل أصــغر‬

‫والصــبى أكــبر‪ ,‬الصــبى ل يقتــل بحــال لن رلس ول الـ صــلي الـ‬

‫عليه ولسل م قال ‪ :‬الحق بخالد ابن الوليد فقل لــه أن رلس ول ال ـ‬

‫صلي ال عليه ولسل م يقول لك ل تقتل امرأة ول شيخاً ول صــبياً‬ ‫‪194‬‬


‫ول عثيفـاً فجمــع ذلــك الحــديث أربعــة ل يقتلــون فــى حــروب أهــل‬

‫اللســل م ل يقتلهــ م جيــش الملســلمين فكــان الثــانى الصــبى وكـان‬

‫الثالث الشيخ وكان الرابع العلسيف الجير الذى يعمــل الــذى هــو‬

‫فى متجره الذى هو فى حقله الذى هو فى مصنعه ل يتعرض له‬ ‫جيش الملسلمين ورلسول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م كمــا يقــول‬

‫أنــس ابــن مالــك ‪ ‬ودع جيش ـاً فاتح ـاً فقــال انطلق ـوا بالســ م ال ـ‬

‫وعلى بركة الـ وعلــى ملــة رلس ول الـ ول تغلـوا ول تقتلـوا شـيخاً‬ ‫فانياً ول امرأة ول صـبياً وأحلسـنوا فـإن الـ يحـب المحلسـنين فـإن‬

‫الـــ يحـــب المحلســـنين جيـــش مــــأمو ارً أن يحلســــن‪ ,‬مـــأمو ارً أل‬

‫يضغى‪ ,‬مأمو ارً أل يبطش وقال أهل العلــ م لن الصــديق ‪ ‬كــان‬

‫يوصــى ويقـــول لســـتجدون نالســـاً حبلســـوا أنفلســـه م فـــى بيعـــاته م‬ ‫فـــدعوه م ومـــا حبلســـوا أنفلســـه م عليـــه فكـــان الخـــامس الراهـــب‬

‫القلسيس الَح خـا م ل يقتل وقال أهل العل م وكذلك ل يؤلسـر ل يقتــل‬

‫ول يؤلسر لن الصديق قال دعوه م وما حبلسوا أنفلسه م عليه ‪.‬‬

‫وكان اللسادس المريض ‪ ,‬المريض ل يقتل ‪ ,‬كان ذلــك ديــن‬

‫اللســـل م الـــذى يتهمـــونه بـــأنه ديـــن إره اب إواذا لســـمعنا العجـــب‬

‫العجاب إواذا لسمعنا القوال تغالط والمعـايير تختلـف والحـق يقـال‬

‫أنه باطل والباطل يقـال أنـه حـق فيجـب عليـك أن تضـع علمـات‬ ‫‪195‬‬


‫اللســـتفها م قـــوات التحـــالف فـــى العـــراق يقولـــون أنهـــا شـــرعية‬

‫ومقاومـة أهــل الع ـراق للعــدوان وللبطــش وللتنكيــل تلســمى إرهاب ـاً‬ ‫المصرى واللسورى واليرانى فـى العـراق يلسـمونه م أجـانب وقـ وات‬

‫التحالف إنما هى المل ئـكة كل المل ئـكة وهى الرحمة كل الرحمــة‬

‫أنظــروا إلــى شاشــات التلفــاز وانظــروا إلــى الــبيوت الــتى تضــرب‬

‫بالقنابل زنة التلسعة طن والخملسة طن الــتى ل تلســويها بــالرض‬ ‫ولكـن تجعــل مكـان الـبيت حفــرة وعمقـاً يقتلــون النلســاء ويقتلـون‬

‫الطفال ويقتلون الشيوخ ويقتلــون المرض ى ثــ م يقولـون أن ديــن‬

‫اللســل م ديــن الره اب يــا لســبحان الـ أنظــر إلــى غــزة أنظــر إلــى‬

‫قطاع غزة وما يصنع فيه وما يفعــل بــه الــبيوت تمحــى مــن علــى‬

‫وجـه الرض بمــن فيهــا وبلســاكنيها ثــ م يقولـون أن اللســل م هــو‬

‫دين الرهاب وأن أهل اللسل م ه م أهل الرهاب وذلك كله العجــب‬ ‫العجاب ‪ ,‬الم م المتحدة الـتى مـا أنشــأت ومـا لســخرت إل لتكــون‬

‫ضــرباً للملســلمين مــن يومهــا ومــن لســنة ‪ 48‬حيــن أقــرت ولدة‬

‫الدولة اليهودية وجعلــت لهــا شــرعية تبكــى وتنهــال منهــا الــدموع‬

‫لما يجرى فــى دارف ور ونحــن ل نؤيـد العتــداء والظلــ م ولكــن هــل‬

‫الدموع تنهمر على تلك المنطقــة ول تبكـى علـى قتلـى العـراق ول‬

‫تبكـــى علـــى قتلـــى فللســـطين وتقـــول أن لســـوريا تحتـــل لبنـــان ول‬ ‫‪196‬‬


‫ينظرون إلى مزارع شبعة ول ينظــرون إلــى الجــولن ول ينظــرون‬ ‫إلى فللسطين المحتالة كلها من النهر إلى البحر ‪.‬‬

‫جاء رجل إلى رلسول ال صــلي الـ عليــه ولسـل م وقـال لـــه ‪:‬‬

‫يــا رلس ول الـ أرأيــت رج ل جــاء يريـد أن يجتــاح مــالى‪ ,‬أرأيــت يــا‬

‫رلسول ال رجل يريد أن يجتاح مالى قال ل تعطه مالك قــال ‪ :‬يــا‬ ‫رلسول ال أرأيت إن قاتلنى قال قاتله قال أرأيت يا رلس ول الـ لــو‬ ‫قتلنى قال أنت شهيد قال يــا رلس ول الـ أرأيــت إن قتلتــه قــال هــو‬

‫فى النار أليلست الرض من المال أليس الوطن مال وكنز أليــس‬ ‫لنا أن ندافع عن أموالنا فى أي مكــان فــى عــال م اللســل م وأرض ه‬ ‫أليس لنا أن ندافع عــن دمائنــا وأنفلســنا أليــس لنــا أن نــدافع عــن‬ ‫أعراضنا ما اعتدينا علـى أحـد ُيقتلــون فـى العـراق مــا الـذى جـاء‬

‫بكــ م إلــى الع ـراق هــل ذهــب إليكــ م واحــداً وقـاتلك م وقتلكــ م أ م أنتــ م‬ ‫الــذين تريــدون أن تنهبــوا المــوال وتنهبــوا الخيــرات نقاتــل مــن‬

‫قاتلنا ودين اللسل م كما يقــول القائــل فــى حــق رلس ول الـ صــلي‬ ‫ال عليه ولسل م ‪:‬‬

‫الحرب فى حق لديك شريعة‬

‫دواء‬

‫‪197‬‬

‫ومن اللسمو م الناقعات‬


‫كانت الحرب فى دين اللسل م إنما لماذا إنما لكى نــدافع عــن‬

‫ديننا وندافع عن أوطاننا وندافع عن أنفلسنا ونـدافع عــن أموالنــا‬

‫وأهلينـــا ول نعتـــدى علـــى أحـــد وقـــاتلوا فـــى لســـبيل الـــ الـــذين‬

‫يقــاتلونك م ول تعتــدوا إن ال ـ ل يحــب المعتــدين إن ال ـ ل يحــب‬ ‫المعتــدين ‪ ,‬ويقــول الـ عــز وجـل وقـاتلوه م حــتى ل تكــون فتنــة‬

‫ويكـــون الـــدين لـــ فـــإن انتهـــوا فل عـــدوان إل علـــى الظـــالمين‬

‫)الشــهر الحـرا م بالشـهر الحـرا م والحرم ات قصـاص فمـن اعتـدى‬

‫عليك م فاعتدوا عليه بمثل ما اعتــدى عليكــ م واتقـوا الـ واعلمـوا‬

‫أن ال مع المتقين( "لسورة البقرة – آية ‪. "194 – 193‬‬

‫الحرب في دين اللسل م حرب إنمــا هــى حــرب شــجاعة حــرب‬

‫صدر لصدر رج ل أمـا م رج ل ول يـبيتون أحـد ديـن اللسـل م يمنـع‬

‫الجيش أن يضرب بليل عن أنس بن مالك ‪ ‬قال ‪ :‬كــان رلس ول‬ ‫الـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م ل يغــزو نالس ـاً بليــل‪ ,‬قــال أنــس بــن‬

‫ل لــو أراد رلس ول الـ صــلي الـ عليــه‬ ‫مالــك ‪ ‬فوصـلنا خيــبر لي ً‬

‫ولسل م أن يبيده م عن بكرة أبيه م وه م نيا م لفعـل ولكــن قــال أنــس‬

‫بــن مالــك فــانتظر حــتى أصــبح لمــا ظهــر الضــوء والنهــار وخ رج‬

‫أهــل خيــبر بمكــاتله م وملســاحيه م خرجـ وا للزراعــة خرجـ وا فــ أروا‬

‫محمــد عليــه أفضــل الصــلة واللســل م والجيــش ففــروا هراب ـاً وه م‬ ‫‪198‬‬


‫يقولـون محمــد والخميــس أى ُم حـمــد والجيــش فقــال رلسـول ال ـ‬

‫صلى ال عليه ولسل م ال أكبر خرب ت خيــبر إنــا إذا نزلنــا بلســاحة‬ ‫قــو م فلســاء صــباح المنــذرين فــانطلقت صــيحات ال ـ أكــبر تــدك‬

‫حصـــون خيـــبر وتفتحهـــا حصـــناً بعـــد حصـــن رجـ ال أمــا م رجـ ال‬

‫وصدو ارً أما م صدور ل تبييتاً بليل كما يفعل هؤلء الخنــازير فــى‬ ‫الفالوج ة وكمـا يفعلـون فـى فللسـطين يضـربون بالـدانات الـبيوت‬

‫ليل وفــى العــراق يقولــون نبحــث عــن الزرقـ اوى وفــى فللســطين‬

‫يقولون نبحث عن صواريخ القلسا م وهى صواريخ تكاد أن تكـون‬

‫صـواريخ أطفــال ولكنهــا ترهبهــ م ولكنهــا تخيفهــ م قــال رلس ول الـ‬ ‫صــلي الـ عليــه ولسـل م الـ أكــبر ففتحــت الحصــون حصــناً بعــد‬

‫حصـــن كـــذلك فـــى العاشـــر مـــن رمضـــان وعنـــدما كـــانت اليهـــود‬

‫تتحصـــن فـــى خــط بــارليف وفــى قلعـــه الحصـــينة وفــى قلعــه‬

‫المتينة التى قيل أن كل قلعة من قلعها إنما تحتاج لقنبلة ذرية‬

‫لـدكها وكـان بينهــا وبيننـا إنمــا قنـاة اللســويس معـدة لكـى تشــتغل‬

‫نا ارً بالنابـال م وخراطيمـاً مجهــزة إواذا بــإرادة الـ عــز وج ل وعنـدما‬

‫تنطلق صيحات ال أكبر ال أكبر إذا بالقناة تنطفــئ نيرانهــا إواذا‬ ‫بــالقوارب تعــد إواذا بالمعــابر تنصــب إواذا بقلع خــط بــارليف إنمــا‬ ‫تــدك قلعـة قلعـة وكـانت القنبلـة الـتى تـدكها إنمـا قنبلــة الـ أكــبر‬ ‫‪199‬‬


‫فال أكبر من كل قنبلة ذريـة أو هيدروجينيــة ولـو شــاء الـ عــز‬

‫وجل أن يبطلها لبطلها انطلقــت صــيحات الجنــود وه م يتوكلــون‬

‫على ال المعبود عندما يحطمون أو يقتلون يقولـون ومـا رميـت‬ ‫إذ رميــت ولكــن ال ـ رم ى فلــ م تقتلــوه م ولكــن ال ـ قتلهــ م وعنــدما‬

‫يصــيبه م مكــروه كـانوا يقولـون إن تكونـ وا تــألمون فـإنه م يــألمون‬

‫كما تألمون وترجون مــن الـ مــا ل يرج ون هــ م يرج ون مــن الـ‬ ‫أن تكــون دولتهــ م مــن النيــل إلــى الفــرات ولســوف يــردون علــى‬ ‫أعقــابه م ونحــن نريـد مــن ال ـ عــز وجـل شــهادة وجنــة عرض ها‬ ‫اللســموات والرض أعــدت للمتقيــن قــال الـ عــز وج ل‪:‬‬

‫ه‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن اللّ َ‬

‫جّنك َ‬ ‫شَتَر ٰ‬ ‫ةۚ‬ ‫والَُهم بِكَأ ّ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫ى ِ‬ ‫م اْل َ‬ ‫مك َ‬ ‫م َ‬ ‫ ن َأنُف َ‬ ‫مِنمي َ‬ ‫م َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫سُه ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫ن لَُهك ُ‬ ‫ ن اْل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫وُديْقَتُلو َ‬ ‫فميَْقُتُلو َ‬ ‫قطاتُِلو َ‬ ‫ُدي َ‬ ‫قككطا‬ ‫عًدا َ‬ ‫و ْ‬ ‫ح ًّ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫ل اللّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه َ‬ ‫نۖ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫سِبمي ِ‬ ‫ ن أَْو َ‬ ‫ه‬ ‫ى بِ َ‬ ‫ ن اللّ ك ِ‬ ‫دِه ِ‬ ‫عْه ِ‬ ‫واْلُقْرتآ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مك َ‬ ‫و َ‬ ‫نۚ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ف ي الّتْوَراِة َ‬ ‫م ْ‬ ‫وا ْ ِلن ِ‬ ‫ف ٰ‬ ‫جمي ِ‬ ‫و َٰ‬ ‫َ‬ ‫و اْل َ‬ ‫فككْوُز‬ ‫ك ُ‬ ‫ذ ي َبككطاديَْعُتم ِبكك ِ‬ ‫م اّلكك ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫شككُروا بِبَْمي ِ‬ ‫سَتْب ِ‬ ‫هكك َ‬ ‫ذِلكك َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫فطا ْ‬ ‫ككك ُ‬

‫ظميُم( "لســـورة التوبــة – آيــة ‪ ,"111‬الــ عـــز وجــل اشــترى‬ ‫اْل َ‬ ‫ع ِ‬

‫نفوس أهل اليمـان وكـل نفـس لهـا أجلهـا مـن لـ م يمـت باللسـيف‬ ‫مــات بغيــره اشــترى نفلســك الــتى قــدر لهـا وقتـاً محــدداً لــن تعيــش‬

‫بعده اشتراها بأنها إن قتلت فى لسـبيله كـان الــبيع وكـان المقابــل‬ ‫الجنة فذلك البيع‪ ,‬وذلك الشـراء مــن الرابــح فيــه إنمــا الرابــح فيــه‬ ‫‪200‬‬


‫أنــت وأهــل اللســل م لمــاذا هــ م فــى هــذه اليــا م مطحونــون هــذه‬

‫الطحنة ومغلوبون هذه الغلبة لن الحروب فى أيامنــا هــى حــرب‬

‫جبناء إنما هى حرب نلساء إنما هى حــرب ضــعفاء أمــا إن كــانت‬

‫رج ال أمــا م رج ال وصـدو ارً أمــا م صــدور فلــن يقــف أمامنــا عــدو‬

‫لســـواء كـــان يـهـوديــــاً أو غيـــره لن الـــ عـــز وجـــل يقـــول‪:‬‬

‫)َل‬

‫ممي ً‬ ‫ُدي َ‬ ‫عككطا إِّل فِكك ي ُقكًرى ّ‬ ‫جكُدٍر ۚ‬ ‫ة أَْو ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫قطاتُِلونَ ُ‬ ‫صكَن ٍ‬ ‫مكك ن َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وَراِء ُ‬ ‫شّتى ۚ ٰ َ‬ ‫ممي ً‬ ‫ك‬ ‫ج ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫عطا َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫وُقُلوُبُه ْ‬ ‫سُبُه ْ‬ ‫د ۚ تَ ْ‬ ‫ددي ٌ‬ ‫سُهم بَْميَنُه ْ‬ ‫م َ ٰ‬ ‫بَْأ ُ‬

‫بَِأنُّهْم َقْوٌم ّل ديَْعِقُلوَن( "لســورة الحشـــر – آية ‪ ,"14‬والـ عــز‬

‫وجــل يقـــول‪:‬‬

‫م إِّل أَ ً‬ ‫وِإن ُدي َ‬ ‫م‬ ‫ول ّككو ُ‬ ‫قككطاتُِلو ُ‬ ‫ض كّرو ُ‬ ‫م ُدي َ‬ ‫ذى ۖ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫)لَكك ن ديَ ُ‬ ‫ك ُ‬

‫صُرو َ‬ ‫م ال ِّ‬ ‫مككطا ُثِقُفككوا إِّل‬ ‫ذل ّ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ة أَْدي َ‬ ‫م َل ُدين َ‬ ‫ضِربَ ْ‬ ‫ن‪ُ .‬‬ ‫اْل َْدَبطاَر ُث ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫وبَككطاُءوا بِ َ‬ ‫ه‬ ‫غ َ‬ ‫ ن الّلك ِ‬ ‫ ن الّلك ِ‬ ‫ضك ٍ‬ ‫مك َ‬ ‫س َ‬ ‫مك َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫م َ‬ ‫بِ َ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ل ِّ‬ ‫ل ِّ‬ ‫ ن الّنكطا ِ‬ ‫حْبك ٍ‬ ‫حْب ٍ‬

‫سَكَنُة ۚ( "لســورة آل عم ـران – آيــة ‪– 111‬‬ ‫ت َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضِربَ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫‪ ,"112‬كـــان ذلـــك القـــول هـــو الـــذى حـــدث يـــو م العاشـــر مـــن‬

‫رمضان وعندما كادت دولـة اليهــود أن تـُــمحى مــن علــى خريطــة‬ ‫العــال م وأن تكــون فــى عــال م النلســيان إواذا باللســادات يخــرج علينــا‬ ‫ويقــول ‪ :‬أمريكــا دخلــت المعركـة وأنــا ل ألســتطيع أن أقــف أمــا م‬

‫أمريكا‪ ,‬جــاءت الــدبابات وع داداتها صــف ارً وأطقمهــا مجهــزة لكــى‬

‫تنقذ هؤلء الوغاد فكان ذلـك مـن أدلـة أن القـرآن حـق وأنـه مـن‬ ‫‪201‬‬


‫عند ال عز وجل وأن الذى قاله ونطق به إنما هو عل م الغيوب‬

‫لن يضروك م إل أذى إوان يقاتلوك م يولوك م الدبار ث م ل ينصــرون‬

‫ضــربت عليهــ م الذلــة أينمــا ثقف ـوا إل بحبــل مــن ال ـ وحبــل مــن‬

‫النـــاس َمـــ نـ الـــذى أنقـــذه م يومهـــا إنمـــا هـــى أمريكـــا بلســـلحها‬

‫وعتادها وأموالها والفيتو الذى تملك واليو م قالوا ‪ :‬ضرب الع ـراق‬

‫ما كان بلسبب ألسلحة دمار شامل وما كان بلســبب ألسـلحة صـدا م‬

‫ول غيــره ولكــن ضــرب الع ـراق واحتللــه إنمــا لمصــلحة إلس ـرائيل‪,‬‬ ‫قالوهـــ ا عل نـيــــة ل مواربـــ ة فيهــــا قالوهـــ ا ولســـطروها ودونوهـــ ا‬

‫ويحلسبون أن الغلبة لسوف تكون له م ورب ك عــز وج ل فعــال لمــا‬ ‫يريــد‪ ,‬قــال الــ عــز وجــل‪:‬‬

‫ن بَ ْ‬ ‫و‬ ‫ه ُ‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫شك ِ‬ ‫هك َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ش َربِ ّ َ‬ ‫ط َ‬ ‫د‪ .‬إِنّك ُ‬ ‫ددي ٌ‬

‫جميكُد‪َ .‬‬ ‫و اْل َ‬ ‫ل‬ ‫وُدوُد‪ُ .‬ذو اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫وُدي ِ‬ ‫د ُ‬ ‫ُديْب ِ‬ ‫ش اْل َ‬ ‫غُفوُر اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫عميُد‪َ .‬‬ ‫ئ َ‬ ‫م ِ‬ ‫عكطا ٌ‬ ‫عْر ِ‬

‫لِ َّمطا ُديِرديُد ( "لسورة الــبروج – آيــة ‪ " 16 – 13‬وقـال عــز وج ل‪:‬‬

‫خْميكٌر ِ ّ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ ن َ‬ ‫مۚ‬ ‫لنُف ِ‬ ‫ ن الّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫فُروا أَنّ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ح َ‬ ‫) َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ملِكك ي لَُهك ْ‬ ‫مككطا ُن ْ‬ ‫وَل ديَ ْ‬ ‫سبَ ّ‬ ‫سك ِ‬

‫ب ّ‬ ‫ ن( "لســـورة آل‬ ‫م َ‬ ‫داُدوا إِْث ً‬ ‫م لِميَْز َ‬ ‫مطا ۚ َ‬ ‫إِنّ َ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫مِل ي لَُه ْ‬ ‫مطا ُن ْ‬ ‫همي ك ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬ ‫م ِ‬

‫عمـــران – آيـــة ‪ ,"178‬ويقـــول الـــ عـــز وجــل‪:‬‬

‫ ن‬ ‫ح َ‬ ‫) َ‬ ‫وَل ديَ ْ‬ ‫سككبَ ّ‬

‫ك َ‬ ‫ ن َ‬ ‫جُزوَن ( "لســورة ال نـفــال – آيــة‬ ‫ال ّ ِ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫م َل ُديْع ِ‬ ‫سبَُقوا ۚ إِنُّه ْ‬

‫‪ "59‬ل يعجزون ال عز وجل ولكن له م وقت وله م لساعة نرجوا‬

‫الـ عــز وجـل أن تكــون قريبــة فــإن رلس ول الـ صــلي الـ عليــه‬ ‫‪202‬‬


‫ولسـل م يقــول ‪ :‬لــن تقــو م اللســاعة حــتى تقــاتلوا اليهــود فيختــبئ‬

‫اليهودى وراء الحجر والشجر فينــادى الحجــر والشــجر يــا ملســل م‬

‫ورائى يهودى تعالى فــاقتله تعــالى فــاقتله ‪ ,‬إن النصــر والتمكيــن‬ ‫فى الرض لسوف يكون بإذن ال عز وجل لمة ُم حـمد صلي ال‬ ‫عليـــه ولســل م ول تيألســـوا ممـــا تشـــاهدونه ول تيألســـوا أبـــداً مـــن‬

‫الخبار التى تأتيك م إن نصر ال عز وجل قاد م قريب فهــو الــذى‬

‫يقول‬

‫حَميطاِة ال ّ‬ ‫م‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫والّ ِ‬ ‫وَديككْو َ‬ ‫دْنَميطا َ‬ ‫ف ي اْل َ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫سلَ​َنطا َ‬ ‫صُر ُر ُ‬ ‫)إِّنطا لَ​َنن ُ‬

‫ع ال ّ‬ ‫م َل َدين َ‬ ‫م‬ ‫مْعكك ِ‬ ‫ظككطالِ ِ‬ ‫فكك ُ‬ ‫شكك َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ممي َ‬ ‫هطاُد‪َ .‬ديككْو َ‬ ‫ذَرُتُه ْ‬ ‫م اْل َ ْ‬ ‫ولَُهكك ُ‬ ‫ديَُقككو ُ‬

‫سوُء الّداِر( "لسورة غافر – آية ‪. "52 - 51‬‬ ‫اللّْعَن ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫م ُ‬

‫‪203‬‬


‫مكتبة اللسكندرية وعمر‬ ‫اذا ذكـــر العلـــ م فـــان ُم حـمـــد صـــلي الـــ عليـــه ولســل م هـــو قائـــد‬ ‫العلمـاء‪ ...‬اللهـ م صـلي ولسـل م بـارك عليـك يـا رلس ول الـ يـا مـن‬

‫كنـــت تـــدل علـــي الخيـــر وتــأمر بـــالعل م والتعلـــ م وتوصــي النـــاس‬

‫وتوصـي أصـحابك وتوصـي الخلـق كلـه أن يرتفعـوا بعقــوله م وان‬

‫يتعلموا علماً ينفعه م في دينه م ودنياه م الله م صلي ولسل م وبارك‬ ‫عليــك يــا رلسـ ول ال ـ يــا مــن قلــت لنــا إذا طفتــ م بريـاض الجنــة‬

‫فارتعوا إذا مررت م برياض الجنـة فـارتعوا قـال صـحابه رلس ول الـ‬

‫صلي ال عليه ولسل م وما رياض الجنة يا رلس ول الـ قـال حلــق‬ ‫العل م اللهـ م صـلي ولسـل م وبـارك عليـك يـا رلس ول الـ يـا مـن كـان‬

‫لسكنك وكان مثواك إنما هو بجوار الروضة الشريفة المطهرة في‬

‫المدينة الكريمة المنورة تلك الروضـة الــتي هــي قطعــة مــن قطــع‬

‫الجنــة وريحهــا وعبيره ا كــأنه ملســك الجنــة وعبيره ا تلــك البقعــة‬ ‫المباركة في العال م كله واطهر البقاع إنما لسميتها يــا رلس ول الـ‬

‫روضة ل نـك كنــت تجلــس فيهــا تــدرس العلــ م وتعلــ م النــاس اللهــ م‬

‫صلي ولسل م وبارك عليك يـا رلس ول الـ صـلة دائمـة ابـداً يـا مـن‬ ‫‪204‬‬


‫لك القرب من مول كـ يـا اشــرف الـوري وأنــت لكــل المرلس لين امـا م‬

‫وأنت لنا يو م القيامة شافع وأنت لكل ال نـبيــاء ختــا م اللهــ م صــلي‬ ‫ولسل م وبارك عليك‪.‬‬

‫إن ديــن اللســل م ديــن الكمــال كلــه الــدين الــذي جــاء للســعادة‬

‫البشـــر والـــ انزلـ ه علـــي ُم حـمـــد صـــلي الــ عليـــه ولســل م وأمـــر‬

‫بتبليغــه إلــي النــاس لكــي تكــون لهــ م اللســعادة الماديــة واللســعادة‬ ‫الروحيــة فــي تلــك الــدنيا إواذا كــانت الخــرة كــانت لهــ م اللســعادة‬

‫الروحية خالصة عند رب العــالمين وفـي جنــة عرض ها اللســموات‬

‫والرض أعــــــدت للمتقيــــــن أعيــــــش بصــــــحبتك م ومـــــع مكتبــــــة‬

‫ل يقــال لــه جــورجي زيـدان ألــف كتابـاً‬ ‫اللســكندرية اعلمـوا أن رج ً‬

‫لســماه التمــدين اللســلمي ولكــن ذلــك الكتــاب مــا كــان ي ـراد مــن‬

‫وراءه الحقيقة إنما يراد من وراءه أن يكون معوًل يهد م فــي ديــن‬ ‫اللسل م ويحاربه وديــن اللســل م إنمــا تكفــل الـ بحمــايته وحفظــه‬

‫وهيئ ال الجنود الذين يدافعون عنه في كل زمان ومكان ‪.‬‬

‫جورجي زيدان في كتابه ذلك إنما جـاء بقصـه إحـراق مكتبـة‬

‫اللسكندرية علي يد عمر ‪ . ‬وكانت هي الفرية كلها وكان هــو‬

‫الكذب كله وذلك لن دين اللسل م إنما يؤمن به من تهفــو نفلســه‬

‫إلـــي ديـــن موثــوق بمصـــادره ويلســـمو بـــه إلـــي الكمـــال الـــدنيوي‬ ‫‪205‬‬


‫والكمال الخروي ويلسمو به إلي كمال المادة وكمال الروح ودين‬ ‫اللســل م إنمــا هــو الــدين الــذي وضـحت معــالمه وكرم ت مبــادئه‬

‫وثبتت مصادره فان ال عز وجل يقـول وانـه لكتـاب كريـ م ويقــول‬ ‫إنا نحن نزلنا الذكر إوانا له لحافظون ‪..‬‬ ‫وال عز وجل يقول‪:‬‬

‫ب َ‬ ‫)َديطا أَ ْ‬ ‫سككوُلَنطا‬ ‫جككطاَء ُ‬ ‫كَتطا ِ‬ ‫ل اْل ِ‬ ‫قكْد َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َر ُ‬

‫خُفككو َ‬ ‫م َ‬ ‫عكك ن‬ ‫وديَْعُفككو َ‬ ‫م ُت ْ‬ ‫كَتككطا ِ‬ ‫ ن اْل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مككطا ُ‬ ‫ ن لَ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫مك َ‬ ‫كنُتك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثميًرا ِ ّ‬ ‫ُديبَ ِمي ّ ُ‬ ‫كِثميٍر ۚ َ‬ ‫ب ّ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫د ي بِ ك ِ‬ ‫ ن‪ .‬ديَْه ك ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ ن اللّ ِ‬ ‫جطاَء ُ‬ ‫ه ُنوٌر َ‬ ‫م َ‬ ‫قْد َ‬ ‫ه اللّك ُ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫مِبمي ك ٌ‬ ‫كَتككطا ٌ‬ ‫ت إَِلى‬ ‫وُدي ْ‬ ‫ ن اتّبَ َ‬ ‫مطا ِ‬ ‫ع ِر ْ‬ ‫ ن الظ ُّل َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫سُب َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫وانَ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سَل ِ‬ ‫جُهم ِ ّ‬ ‫خِر ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ط ّ‬ ‫سَتِقميٍم( "لســـورة المائـــدة –‬ ‫ى ِ‬ ‫وديَْه ِ‬ ‫الّنوِر بِ​ِإْذنِ ِ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م إِلَ ٰ‬ ‫ددي ِ‬

‫آيــة ‪ "16 -15‬وديــن اللســل م إنمــا أخرجنــا مــن الجهالــة إلــي‬

‫العل م وأخرجنا مــن الجهالــة إلــي الحلــ م وأخرجنــا مــن الظلمــة إلــي‬

‫النور وأخرجنا من كل خبيث إلي كل خير وكل جميل كيف يكون‬

‫ذلك البهتان الذي يرويه ذلك الرجل وجاء به من إذناب من قبله‬ ‫كيــف يقــول ذلــك ومــن معطــل ألســباب الدراك يكــون قــد ارتكــب‬

‫جريمــة يلســئل عنهــا ال نـلســان أمــا م رب ه ويحالســب عليهــا حلســاباً‬

‫علســـي ارً إن الــ عـــز وجــل يقــول‪:‬‬

‫ن‬ ‫مكك ن ُب ُ‬ ‫طككو ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫) َ‬ ‫واللّ ُ‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫كم ِ ّ‬

‫مككو َ‬ ‫صككطاَر‬ ‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫هككطاتِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫واْل َْب َ‬ ‫ع َ‬ ‫عكك َ‬ ‫و َ‬ ‫ش كْميًئطا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سكك ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ُأ ّ‬ ‫ككك ُ‬ ‫م َل تَْعلَ ُ‬

‫شُكُروَن( "لسورة النحل – آية ‪ ,"78‬الـ عـز‬ ‫واْل َْفِئَدَة ۙ لَ َ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫‪206‬‬


‫وجل يقول انه أخرجك من بطن أمك ليس عنــدك شــئ مــن العلــ م‬ ‫وليس عند شـئ مـن التحصـيل ولكنـه عنـدما أخرج ك إنمـا زودك‬

‫بالملكات التي تتزود بها فـي دنيـاك تتعلـ م فيهـا وبهـا علـ م الـدين‬

‫وعل م الدنيا حتي ترتفع إلي اعلي الراتب فــي ذلــك المــر الـ عــز‬ ‫وجــل بعـــد أن قـــال‬

‫م َل‬ ‫مكك ن ُب ُ‬ ‫هككطاتِ ُ‬ ‫طككو ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َ‬ ‫خَر َ‬ ‫) َ‬ ‫واللّ ك ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫ن ُأ ّ‬ ‫كككم ِ ّ‬

‫مو َ‬ ‫م‬ ‫واْل َْفِئَدَة ۙ لَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫صطاَر َ‬ ‫واْل َْب َ‬ ‫ع َ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬ ‫شْميًئطا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ككك ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫تَْعلَ ُ‬

‫شُكُروَن( حتي ل تقول أن هــذه هــي الحـواس وتلــك المكانــات‬ ‫تَ ْ‬ ‫التي زودت بها ما زودك الـ عــز وج ل بهــا إل لكــي تــدرس علــ م‬ ‫الدين وتتعل م فيه وتبلغ فيه شأنك العظــ م إنمــا جعــل اليــة الــتي‬

‫بعـــدها‬

‫مككطا‬ ‫س ّ‬ ‫خَرا ٍ‬ ‫مطاِء َ‬ ‫سك َ‬ ‫ت فِكك ي َ‬ ‫م َ‬ ‫)أَلَ ْ‬ ‫و ال ّ‬ ‫ج ك ِّ‬ ‫م ديَ​َرْوا إَِلى الطّْميِر ُ‬

‫ف ي ٰ َ‬ ‫ت لِ َّقْوٍم ُديْؤِمُنككوَن( "لســـورة‬ ‫ه ۗ إِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ك َلَديطا ٍ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ ن إِّل اللّ ُ‬ ‫ُدي ْ‬ ‫كُه ّ‬

‫النحل – آية ‪ "79‬يقول انظــروا ‪ ...‬انظــروا إلــي صــنعة الـ عــز‬

‫وجل وانظــروا إلــي الطيــر كيــف ترتفــع إلــي اللســماء وكيــف تكــون‬

‫في ولسط اللســماء ول تلســقط إلــي الرض وكيــف تتعامــل فــي هــذا‬ ‫المكان الذي هو بين اللسماء والرض رلسول ال صلي ال عليه‬

‫ولسل م كمـا يقــول انــس بــن مالــك ‪ . ‬مــا رأي رلس ول الـ صــلي‬ ‫ال عليه ولسل م طائر في اللسماء يطير بجناحيه إل ذكر لنا فيــه‬

‫علم ـاً " إذن هــذه الحــواس إنمــا زودك الــ عــز وجـل بهــا لكــي‬ ‫‪207‬‬


‫تلساعدك أن تقهر تلك الرض التي تعيش عليها وتلسيطر عليها‬ ‫وتلســيطر علــي أجوائهــا ولكــن ديــن اللســل م قبــل أن يــؤمرك أن‬

‫تصــل إلــي اعلــي قمــ م العلــ م ومراتبــه كــذلك أمــرك أن تكــون مــع‬

‫اليمان وتكــون مــع أوامــر الـ وأمــرك أل تكــون ظالمـاً ول تكــون‬

‫باطشاً وأمرك أن تكون رحيماً عادًل فكان دين اللسل م إنما ديــن‬ ‫الت ـوازن كلــه وال ـ عــز وجـل يقــول‪:‬‬

‫ه‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫مطا لَْمي َ‬ ‫ف َ‬ ‫) َ‬ ‫وَل تَْق ُ‬

‫واْلُفكك َ‬ ‫كككطا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ككك ّ‬ ‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫م ۚ إِ ّ‬ ‫ؤا َ‬ ‫د ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل ُأوٰلَِئكك َ‬ ‫صككَر َ‬ ‫واْلبَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫عْنكك ُ‬ ‫سكك ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عْلكك ٌ‬

‫سكُئوًل( "لســورة اللســراء – آيــة ‪ "36‬إذا كــان ال ـ عــز وجــل‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫أخرجك من بطــن أمــك وجعــل لــك هــذه المــور فــاعل م انــك لســوف‬

‫تلســأل عنهــا لمــاذا لــ م تتعامــل معهــا وبهــا حــتي تصــل الــي اعلــي‬ ‫القم م فــي المدنيــة واعلــي القمــ م فــي الحضــارة إوالــي اعلــي القمــ م‬

‫في العلـ م وان تكـون أنــت المهيمــن لنــه ل يحـل لي عقيــدة مـن‬

‫العقائد ول مله مــن الملــل ول منهــج مــن المناهــج أن يعلــو فــوق‬

‫دين اللسل م فان دين اللسل م هو خات م الديــان وه و الــذي يعلــو‬

‫ول يعلي عليه هــو الــذي مــاذا؟ هــو الــذي يعلــو ويرتفــع ول يعلــي‬ ‫عليـــه ‪ .‬والـــ عـــز وجــل يقـــول‪:‬‬

‫قْد َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ ن‬ ‫ج َ‬ ‫مك َ‬ ‫هّن َ‬ ‫ذَرْأَنطا لِ َ‬ ‫) َ‬ ‫كِثميًرا ِ ّ‬

‫قُهككو َ‬ ‫ب ّل ديَْف َ‬ ‫ ن ّل‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫هككطا َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ولَُه ك ْ‬ ‫س ۖ لَُه ك ْ‬ ‫اْلجِ ك ِّ‬ ‫عُمي ك ٌ‬ ‫م ُقُلككو ٌ‬ ‫وا ْ ِلن ك ِ‬ ‫م تآ َ‬ ‫عو َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل‬ ‫كطاْل َْن َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ُديْب ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫هطا ۚ ُأوٰلَِئ َ‬ ‫س َ‬ ‫هطا َ‬ ‫م بَ ك ْ‬ ‫ن ّل ديَ ْ‬ ‫ولَُه ْ‬ ‫عككطا ِ‬ ‫‪208‬‬


‫غطافُِلو َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن(‬ ‫ك ُ‬ ‫ُ‬ ‫م أَ َ‬ ‫ل ۚ ُأوٰلَِئ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬

‫"لسورة العراف – آية ‪,"179‬‬

‫فكنت من أهل جنه م عندما عطلت تلــك المــور الــتي جعلهــا الـ‬

‫ل لكـي‬ ‫عز وج ل لـك لكــي تكـون بهــا مـدركاً لكــي تكـون بهــا عـام ً‬

‫ل‪ .‬فان ال عز وجل بعدها بآيات يقول‪:‬‬ ‫تكون بها محص ً‬

‫م‬ ‫)أ َ َ‬ ‫ول َ ْ‬

‫مكك ن‬ ‫َدين ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫كو ِ‬ ‫ملَ ُ‬ ‫ظُروا ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫مطا َ‬ ‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫ق الّلكك ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫ث‬ ‫ن َ‬ ‫حك ِ‬ ‫فِب كَأ ّ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ى َأن ديَ ُ‬ ‫ددي ٍ‬ ‫ ي َ‬ ‫ب أَ َ‬ ‫د اْقَتَر َ‬ ‫ع َ‬ ‫ يٍء َ‬ ‫َ‬ ‫جُلُه ْ‬ ‫س ٰ‬ ‫ش ْ‬ ‫مُنكو َ‬ ‫ن(‬ ‫بَْعكَدُه ُديْؤ ِ‬

‫"لســورة العــراف – آيــة ‪ "185‬هــذه اللســموات‬

‫والرض وهـ ذا خلــق ال ـ كــل خلــق ال ـ إلــي قيــا م اللســاعة وكــل‬

‫محــدث مـن الصـناعات ومـن العلــو م إنمــا هـو مــن خلــق الـ عــز‬

‫وجل فالذي خلق ال نـترنت إنما هو الـ والـذي خلـق التلفـاز إنمـا‬ ‫هو ال والذي خلق الطائرة واللسيارة إنما هو ال والذي خلق كــل‬

‫شئ هو ال فان رلسول ال صلي ال عليه ولسـل م يقــول أن الـ‬ ‫عز وجل خالق كل شئ خالق كــل صــانع وصـنعته الـ عــز وج ل‬

‫هـو الـذي خلـق الصـانع وه و الـذي زوده بالعقـل وزوده باللسـمع‬

‫وزوده بالبصر وزوده بتلك الملكات فالصنعة الــتي صــنعها إنمــا‬ ‫هو توفيق الـ عــز وج ل لـه فيهــا إوانمـا هدايـة الـ عـز وج ل لــه‬ ‫فإن ال عز وجل لو شاء لقلب الذكاء الذي في عقله إلي جنوناً‬

‫يقـــول الـــ عـــز وجــل ) َ‬ ‫ق( الطـــارق ‪5‬‬ ‫فْلَمين ُ‬ ‫سطا ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫خِل َ‬ ‫ظِر ا ْ ِلن َ‬ ‫م ّ‬ ‫م ُ‬ ‫‪209‬‬


‫م ۚ أَ َ‬ ‫صُروَن( "لســورة‬ ‫فَل ُتْب ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ي َأنُف ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ويقول ال ـ عــز وجـل‪َ ) :‬‬ ‫ك ْ‬

‫الذاريات – آية ‪ "21‬ويقـــول‪:‬‬

‫)أ َ َ‬ ‫ظُرو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ف‬ ‫فَل َدين ُ‬ ‫كْميكك َ‬ ‫ن إَِلى ا ْ ِلبِ ِ‬

‫خِل َ‬ ‫ل َ‬ ‫مطاِء َ‬ ‫ف‬ ‫ف ُرفِ َ‬ ‫جبَككطا ِ‬ ‫كْميك َ‬ ‫ت‪َ .‬‬ ‫كْميك َ‬ ‫سك َ‬ ‫ت‪َ .‬‬ ‫وإِلَككى اْل ِ‬ ‫عك ْ‬ ‫قك ْ‬ ‫وإِلَككى ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ت( "لســـورة الغاشـــية – آيـــة‬ ‫س ِ‬ ‫ُن ِ‬ ‫ط َ‬ ‫كْمي َ‬ ‫ت‪َ .‬‬ ‫ح ْ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫وإَِلى اْل َْر ِ‬

‫‪ "20 – 17‬ويقـــول‪:‬‬

‫مككطا َ‬ ‫ت‬ ‫ل ان ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫مطا َ‬ ‫سكك َ‬ ‫ظككُروا َ‬ ‫فكك ي ال ّ‬ ‫)ُقكك ِ‬

‫ت َوالّنككُذُر َعكك ن َقككْوٍم ّل ُديْؤِمُنككوَن(‬ ‫و َ‬ ‫ضۚ َ‬ ‫َ‬ ‫مككطا ُتْغِنكك ي اْلَديككطا ُ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫"لسورة يونس – آية ‪ "101‬ويقول في آيات كثيرة فــي كتــاب الـ‬ ‫عــز وج ل تقــول لــك اعمــل الفكــر والعقــل حــتي تصــل إلــي الخيــر‬

‫وتصل إلي الكمال فعن ابن حبان ‪ ‬إن علي ‪ ‬قال قال رلس ول‬

‫ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م ل عبــادة كــالتفكير " مــن هنــا نعلــ م‬

‫بيقين أن عمر ‪ ‬ما كان يـأمر بحـرق مكتبـة اللســكندرية لنــه‬

‫يؤمن بتلـك اليـات إيمـان يقيـن ومـن هنـا بيقيـن نعلـ م أن عمـرو‬ ‫بــن العــاص ‪ ‬لــ م يحــرق مكتبــة اللســكندرية لنــه يــؤمن بــدين‬ ‫اللسل م ويعل م هذه اليات بيقين ويعل م تلك الحاديث بيقين‪.‬‬

‫مكتبـــة اللســـكندرية الـــتي أنشـــئها وبناهـــا بطليمـــوس الول‬

‫ماهو الذي مـر بهـا وعليهـا تلـك المكتبـة الـتي كـان علـي أرففهـا‬ ‫لسبعمائة ألف كتاب ومجلــد أيــن ذهبــت انظــر إلــي الــذي رد علــي‬ ‫جــورجي زيــدان وكــان الــذي رد علــي جــورجي زيــدان إنمــا هــو‬ ‫‪210‬‬


‫المحقــق والمــدقق عبــاس محمــود العقــاد مــاذا قــال‪ ....‬بعــد أن‬

‫حقق ودقــق فــي تلــك الفريـة وتلــك الكذبــة أول مــن قــال بهــا إنمــا‬

‫قال بها بن العــبري وبـن العــبري إنمــا كــان قلسيلسـاً ولـد بعــد لســتة‬ ‫قرون مـن فتـح اللسـل م لمصـر مـاذا قـال كـانت أول تلـك القصـة‬

‫وأول الكل م فيهــا فــي كتــاب بــن العــبري‪ ..‬مــاذا قــال بــن العــبري؟‬ ‫قــال أن عمــرو بــن العــاص بعــث إلــي عمــر ‪ ‬وذكــر لــه مكتبــة‬

‫اللسكندرية وما فيها من كتب وقال له عمر رداً له علــي رلس الته‬

‫أما الكتب التي ذكرت فان كان فيها ما يوافق كتاب ال عز وجل‬

‫ففي كتاب ال غنى إوان كان فيها ما يخالف كتاب الـ عـز وج ل‬

‫فليس لنا بها حاجة فق م بإعدامها ففرقهــا عمــرو بــن العــاص ‪‬‬

‫علي حمامات اللسكندرية توقد بها نيرانها لستة اشــهر كــان ذلــك‬

‫إنمــا هــو بدايــة البهتــان يقــول الــذي يــدافع لمــاذا لــ م تأتينــا تلــك‬

‫القصة إل بعد لستة قــرون وقـد كــان يعــايش فتــح مصــر القــديس‬

‫يوحنا القبطي الذي أرخ لتلك الفترة ووصف فتح اللســل م لمصــر‬ ‫ومات قبطياً نصرانياً ول م يلسل م ولكن كتــابه الموج ود حاليـاً إوالــي‬ ‫الن لـ م يـذكر فيـه شـيئاً عـن تلـك المكتبـة ول حـرق الكتـب فيهـا‬ ‫فـإذن إذا كـانت المكتبـة موج ودة وان كـانت أحرق ت بفعــل عمـرو‬

‫بــن العــاص وبـأمر عمــر ‪ ‬لكــان ذلــك المــؤرخ القــديس يوحنــا‬ ‫‪211‬‬


‫القبطــي لكــان وضـعها فــي كتــابه ولجعلهــا لســبة يلســب بهــا أهــل‬ ‫ظلمـة وأنهـ م أهـل‬ ‫اللسـل م ويطعـن فيهـ م ويقـول أنهـ م أهـل ظلـ م و ُ‬

‫جهل وجهالة واعتدوا علي كتب وأوراق موضوعة علــي أرف ف ل‬

‫تمثــل لهــ م إشــكاًل ول تمثــل لهــ م عــدواً إذن كيــف احــترقت تلــك‬

‫الكتــب وكيــف أبيــدت عنــدما الســتعرض كتــب التاريــخ إواذا فيهــا‬

‫يوليـــوس قيصـــر الـــذي غـــ از اللســـكندرية لســـنة ‪ 47‬ق‪ .‬م لســـبعة‬

‫وأربعون قبل الميلد واحرق جنــوده أحيــاء اللســكندرية ووصـلت‬ ‫النار إلي المكتبة فأتت علي نصف الكتب أو يزيد‪.‬‬

‫إذن نصــف الكتــب أبيــدت وذهبــت وأحرقـ ت ولكــن يوليــوس‬

‫قيصــر ذلــك مــا كــان متعمــداً إحراقهــا ومـا كــان متعمــداً للقضــاء‬ ‫عليها‪ .‬ولكن ذهبت تلك الكتب واحترقت قضاءاً وقد ارً وال يفعــل‬

‫ما يريد ‪.‬‬

‫أعلمـــوا أن نصـــف الكتـــب أحرقـ ت وأبيـــدت لســـنة ‪ 47‬ق‪ .‬م‪.‬‬

‫ولكــن الــذي أجهــز علــي بقيــة الكتــب وعلــي المكتبــة إنمــا هــو‬

‫المبراطور الروماني تيتوس لسنة ‪ 70‬ميلديـة وذلــك كـان بــأمر‬

‫ممن ؟ كان بأمر مــن القلســيس تيوفيــل القبطــي فتيوفيــل القبطــي‬

‫هــو الــذي حــرض علــي إح ـراق مكتبــة اللســكندرية والــذي احــرق‬

‫مكتبــة اللســكندرية إنمــا هــو تيتــوس ذلــك‪ .‬انظــر كيــف تحــولت‬ ‫‪212‬‬


‫الدفــة وكيــف تحــولت الشــارة ‪ 180‬درج ة عنــدما كــانت التهمــة‬

‫ملتصــقة بــذلك القــديس النص ـراني وبـذلك المــبراطور الرومـاني‬

‫الذي قال له ذلك القــديس أن تلـك الكتــب إنمــا هــي كتــب اليونـان‬

‫وأنهـــا تحــارب النصـــرانية وتخالفهــا فـــأمر بإحراقهـــا عــن آخره ا‬

‫فأحرقت ذلـك الطعـن الـذي كــان لبــد أن يكــون فــي ذلــك القــديس‬

‫وذلــك المــبراطور تحــول إلــي أن يكــون زو ارً وبهتان ـاً فــي حــق‬ ‫عمرو بن العاص ‪ ‬وعمر بن الخطاب ‪‬‬

‫ثــ م يقــول عبــاس محمــود العقــاد إوان تلــك المكتبــة بيقيــن لــ م‬

‫يكن لهــا اثـ ارً قبــل الفتــح اللســلمي بقرنيــن مــن الزم ان يقــول أن‬ ‫هناك رحالة الســمه اورنييــوس ذلـك الرحالــة إنمــا زار اللســكندرية‬

‫في القرن الخامس الميلدي وزار مكتبتها ويقول فــي كتــابه انــه‬

‫شاهد ارفف المكتبة خالية ليس عليها كتاب واحد ‪.‬‬

‫يقــول الــدكتور عبــد الوهـ اب النجــار أن مكتبــة اللســكندرية‬ ‫بيقين ل م يكن لها وجود يو م أن فتح عمرو بن العـاص ‪ ‬مصـر‬ ‫ويقــــول إذا كــــانت موجـــودة فلمــــاذا لــــ م ينقلهــــا الرومـــان إلــــي‬ ‫القلســطنطينية وعمــرو بــن العــاص ‪ ‬أجــاز لهــ م أن ينقل ـوا كــل‬ ‫غــالي ورخيــص وأعطــاه م مهلــة عشــرة اشــهر فلــو كــانت مكتبــة‬ ‫اللسكندرية موجودة لنقلوها وان كانت موجودة ولـ م ينقلوه ا فــان‬ ‫‪213‬‬


‫المر يكون انه ليس فيهــا كتـاب ذا بــال وان فيهــا الغــص وليــس‬ ‫فيها الثمين ل نـه م فرطوا فيهـا ولـ م ينقلوه ا هـل إذا كـانت نفـائس‬ ‫وجواهر كانوا تركوها فإنها ل م تكن موجودة بيقين‪.‬‬ ‫ادوارد جيبـون ذلـك الرج ل يـدافع عـن عمــر وع ن عمـرو بـن‬ ‫العــاص رض ي ال ـ عنهمــا ويقــول أن إح ـراق مكتبــة اللســكندرية‬ ‫بأمر من عمر وفعل من عمرو انــه الكـذب الواضـح بيقيــن وذلـك‬ ‫لن ديــن اللســل م إنمــا يحـافظ علــي الكتــب اليهوديــة والنصـرانية‬ ‫المأخوذة في الحرب ويحر م إحراقها ورلسول ال صــلي الـ عليــه‬ ‫ولسل م رد التوراة ورد ألسفار اليهود التي وجدت والســتولي عليهــا‬ ‫أهـــل اللســـل م فـــي خيـــبر رد تلـــك الكتـــب إلـــي اليهـــود ومــا أمـــر‬ ‫بإحراقها ث م أن العلمة الخري علي ذلك الدعاء إنما هو بهتان‬ ‫وكذب فان رواية بن العبري‪.....‬‬ ‫تقـــول أن عمـــرو بـــن العـــاص ‪ ‬وزع كتـــب المكتبـــة علـــي‬ ‫حمامــات اللســكندرية لكــي تكــون وقـوداً بهــا‪ .‬ثــ م يقــول ويجعــل‬ ‫الرقا م انه جعل لكل يو م ولكـل حمـا م مائـة كتـاب وع دد حمامـات‬ ‫ل‬ ‫اللسكندرية يومها ما يصل إلى هذا الرق م فان الرق م يكــون هــائ ً‬ ‫يكـــون أضـــعاف أضـــعاف مـــا الســـتقر عليـــه المـــر وان مكتبـــة‬ ‫اللسكندرية كانت تجمع لسبعمائة ألف مجلد ‪.‬‬

‫‪214‬‬


‫اعلمــوا أن الــذين يلســيرون فــي فلــك الغــرب ويريــدون أن‬ ‫يقولـ وا لنــا أن ذلــك التقــد م فــي الغــرب إنمــا هــو ولدة مــن عنــده م‬ ‫وان ديــن اللســل م إنمــا هــو ديــن ضــد كــل حضــارة وديــن ضــد كــل‬ ‫دين وعل م وكبرت كلمة تخرج مــن أفـواهه م أن يقولـون الكــاذيب‬ ‫‪.‬‬ ‫يقول العلمة ليبير لو ل م يظهر اللسل م علــي ملســرح الحيــاة‬ ‫لتأخرت حضارة أوروبا عدة قــرون ذلــك العلمــة المنصــف يقــول‬ ‫أن اللسل م عندما ظهر عجــل بحضـارة أوروبـا وصـناعتها وذلــك‬ ‫الرتفــاع الــذي هــ م فيــه لمــاذا تأخرن ا نحــن وتقــدموا هــ م‪ .‬تأخرن ا‬ ‫نحن ل نـه م أخرونا بغزواته م لنا وضـربه م لنــا فــي بلدنــا فأصــبح‬ ‫كــل التفكيــر هــو أن نــرد العــدو الغاشــ م كــل التفكيــر الن أن نــرد‬ ‫اليهود عن فللسطين أن نــرد المريكــان عــن العـراق وأفغانلســتان‪.‬‬ ‫أن تـــرد الهنـــد عـــن كشـــمير أن تـــرد وأن تـــرد وأن تـــرد وأن تـــرد‬ ‫عطلونـا فــي الحــروب الصــليبية وفـي غيره ا وفـي الجهــاز علــي‬ ‫بلدنــا‪ ...‬والمــر الثــاني جهالــة مــن يتلســمون بألســماء اللســل م‬ ‫يبهره م ذلـــك الضـــوء الـــذي ينظـــرون إليـــه ويــدعون أن لســـبب‬ ‫التأخير إنما هو دين اللســل م وديــن اللسـل م أمـرك بــالعل م فلمـاذا‬ ‫ل م تتعل م وال زودك بحواس وملكات لماذا ل م تتعامــل معهــا وبهــا‬ ‫والـــ زودك بعقـــل وجعلـــه جـــوهرة ثمينـــة لمـــاذا لـــ م تنظـــر الـــي‬ ‫‪215‬‬


‫المخلوقـات الــتي خلقهــا ال ـ عــز وجـل وع ن عائشــة رض ي ال ـ‬ ‫عنها وأرضاها قالت قال رلسول ال صلي ال عليه ولسـل م بينمــا‬ ‫رجل ملستلقي علـي ظهـره ينظـر إلـي الكـواكب والـي النجـو م فقـال‬ ‫اشهد أن لك رباً وخالقاً اشهد أن لك رباً وخالقـاً اللهــ م اغفــر لــي‬ ‫الله م اغفر لي قــال رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م فجــاءني‬ ‫جبريل وقال لي يا ُم حـمد بلغ الرجل أن ال عز وج ل قـد غفـر لـه‬ ‫" عنـدما نظـر إلـي اللسـماء ونظـر إلـي الكـواكب والنجـو م علـ م أن‬ ‫لهذه الصنائع صانع ولهذه المخلوقات خالق ولهــذه الموج ودات‬ ‫واحد فقال الله م اغفر لي فغفر ال عز وجل له ‪ ,‬بالنظر والعمل‬ ‫والفكر وتلي رلسول ال صلي الـ عليــه ولسـل م قــول الـ تعــالي‪:‬‬ ‫هككطاِر‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫خِتَل ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫والّن َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫سك َ‬ ‫ف ي َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خْل ك ِ‬ ‫ف اللّْمي ك ِ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫ت ِّ ُ‬ ‫عكو ً‬ ‫كُرو َ‬ ‫دا‬ ‫ه قَِميطا ً‬ ‫ن الّلك َ‬ ‫ ن َديكْذ ُ‬ ‫ب ‪ .‬اّلك ِ‬ ‫لوِلك ي اْل َْلَبكطا ِ‬ ‫وُق ُ‬ ‫َلَديكطا ٍ‬ ‫مكطا َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ككُرو َ‬ ‫وديَ​َت َ‬ ‫ض‬ ‫ف ّ‬ ‫و َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مطا َ‬ ‫سك َ‬ ‫ن فِكك ي َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫علَك ٰ‬ ‫ى ُ‬ ‫خْلك ِ‬ ‫واْل َْر ِ‬ ‫جُنككوبِ ِ‬ ‫ت َٰ‬ ‫ك َ‬ ‫ب الّنككطاِر( "لســـورة‬ ‫فِقَنطا َ‬ ‫هَذا َبطا ِ‬ ‫عكَذا َ‬ ‫حطانَ َ‬ ‫سْب َ‬ ‫خلَْق َ‬ ‫مطا َ‬ ‫َربَّنطا َ‬ ‫طًل ُ‬

‫آل عمران – آية ‪."191 – 190‬‬

‫يقول رلس ول الـ صـلي الـ عليـه ولسـل م تعلمـوا العلـ م فـان‬ ‫تعلمه فريضة والبحث فيه جهــاد وبـذله لهلــه قرب ي وبـذله لغيــر‬ ‫أهله صدقة انظر في العل م هذا هو ديــن اللســل م فــإذا مــا وج دت‬ ‫ما يخالفه فإنك أنت الذي ضللت الطريـق لن ديــن اللســل م إنمــا‬ ‫‪216‬‬


‫هو نور من نــور الـ عــز وج ل إواذا كــان نــور مــن نــور الـ عــز‬ ‫وجل فان الخير كله فيه فان الخير كله فيه‪.‬‬ ‫يقـــول جولــد زييـــر واحـــداً مـــن أهـــل الغـــرب يقـــول إذا أردنـــا‬ ‫ال نـصــاف فيجــب علينــا أن نــؤمن بــأن منهــج اللســل م هــو القــوة‬ ‫الصالحة التي توجه ال نـلسان إلي كل خير‪.‬‬

‫‪217‬‬


‫معاملة اللسري‬ ‫كــــان ُم حـمــــد صــــلي الــــ عليــــه ولســـل م ألســــاس الحضــــارة‬ ‫ومعلمهــا‪ ...‬اللهـ م صــلي ولسـل م عليـك يـا رلس ول الـ يــا مـن قـال‬ ‫فيك القائل‪:‬‬ ‫أغــر عليــه للنبــوة خــات م مــن الـ ونـور يلــوح ويشــهد ‪ ,‬ضــ م‬ ‫ال لـهه الس م النــبي الــي الســمه اذ قــال فــي الخمــس المــؤذن اشــهد‬ ‫وشق له من السمه ليجله فذو العــرش محمــود وه ذا أحمــد اللهــ م‬ ‫صلي ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال يا من قلت عن نفلسك فــي‬ ‫حديث رواة لسلمان الفارلسي ‪ ‬إنما أنا بشر مثلكــ م اغضــب كمــا‬ ‫تغضبون فأيما رجل مـن أمـتي لسـببته لسـبه أو لعنتـه لعنـة فإنمـا‬ ‫بعثنــي ال ـ رحمــة مهــداه فلســأجعلها عليــه صــلة يــو م القيامــة "‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ما كــان فاحشـاً ومـا كــان بــذئياً‬ ‫ومـا كــان لعان ـاً ولكنــه يقــول علــي فــرض إنــي شــتمت إنلســان أو‬ ‫لعنت إنلسـان وه ذا مـا كـان ابـداً مـن رلس ول الـ صـلي الـ عليـه‬ ‫ولسل م انما هـو يقــول انمــا بعثنـي الـ عــز وج ل رحمـة للعـالمين‬ ‫فانما بعثني ال رحمة مهداة فلسأجعلها عليه صلة يــو م القيامــة‬ ‫فــإن النــاس تتمنــى لــو أن يشــتمه م ُم حـمــد عليــه افضــل الصــلة‬ ‫‪218‬‬


‫واللسل م ويلسبه م ولكنه كان علــي خلــق عظيــ م وكـانت عائشــة أ م‬ ‫المــؤمنين رضـ ي الــ عنهــا وارضـ اها تقــول كــان خلقــه القــرآن‬ ‫وكانت تقول كان رلسول ال صلي ال عليـه ولسـل م قرآنـاً يمشـي‬ ‫علــي الرض ‪ ,‬اللهــ م صــلي ولسـل م وبـارك عليــك يــا رلسـ ول ال ـ‬ ‫صلة دائمة ابدًا‪ .‬ومع معاملـة اللسـير فـي ديـن اللسـل م اعلمـوا‬ ‫أن دينكـ م انمـا هـو ديـن الرحمـة كلهـا ورلس ولك م صـلي الـ عليـه‬ ‫ولسل م انما هو رلسول الرحمــة كلهــا ذلــك الرلس ول الــذي ولـد يــو م‬ ‫ال ثـنيــن الثــاني عشــر مــن ربيــع الول فخــرج الــي الــدنيا بعــد أن‬ ‫وقـع علـي الرض لســاجداً عليهـا قابضـاً قبضــة مـن الـتراب كـأنه‬ ‫يقول أن الرض جميعاً لسوف تكون في قبضته شاخصـاً ببصــره‬ ‫الي اللسماء وكأنه يقــول تجــاهي اليــك يــا رب لــك وح دك ل اتجــه‬ ‫الي شئ غيــرك ل اعبــد ال إيــاك ول أشــرك بــك شــيئاً وخ رج معــه‬ ‫نــور اضــاء قصــور كلســرى بالشــا م ذلــك المولـود الــذي خــرج الــي‬ ‫الحياة فل م يجـد لـه والـداً فقـد قبـض الـ عـز وج ل عبـد الـ وه و‬ ‫ل في بطــن أمــه ثــ م وعمــره لســت لســنين تخــرج بــه أمــه لــتزور‬ ‫حم ً‬ ‫قبر أبيه هل تخرج بـه فـي نزه ة ولسـياحة انمـا خرج ت بـه لـتزيره‬ ‫قبر أبيه وعنــدما زار قــبر أبيــه ووقـف أمــامه يبكــي وعنــد العــودة‬ ‫إذا بــالحمي تطاردهــا حــتي يكــون لقائهــا بربهــا عنــد البـواء فــي‬ ‫ذلــك المكــان رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م وح ده ومعــه ا م‬ ‫أيمن ول انلسان معهما تخرج روح أمه وهو ل يلستطيع لهــا دفعـاً‬ ‫‪219‬‬


‫ول يلســتطيع لهــا رداً فكــانت ضــربة مــن الضــربات صــبي صــغير‬ ‫يبكي أما م ذلــك الجلســد النحيــل ‪ .‬ثــ م وعمــره ثمــاني لســنين اذا بــه‬ ‫يلسير خلــف نعـش جـده عبــد المطلـب الـذي كـان يرع اه ويحــوطه‬ ‫الذي كان له فراشاً عند الكعبة ل يلســتطيع ان يجلــس عليــه أحــد‬ ‫ال ُم حـمد صلي ال عليه ولسـل م فكــانت تلــك الضــربات المتتاليــة‬ ‫المتتابعة انما إرادة ال عز وجل أن يكــون بلســببها ذلـك الرلس ول‬ ‫وذلك النبي هو رحمة ومـا أرلس لناك إل رحمــة للعــالمين ومـا قــال‬ ‫مــا أرلس لناك إل رحمــة للملســلمين ومـا قــال مــا أرلس لناك إلرحمــة‬ ‫للمتقين‪.‬‬ ‫إنما قال وما أرلسلناك إل رحمة للعــالمين ‪ ,‬رحمــة علــي أهــل‬ ‫اللسل م ورحمة علـي مـن يحـاربه ويـؤذيه ورحمـة علـي المشـرك‬ ‫ورحمة علي الكافر ورحمة علي الحيـوان ورحمــة بكــل شــئ ومـا‬ ‫أرلسلناك إل رحمة للعـالمين ذلـك هـو رلس ول رب العـالمين ُم حـمــد‬ ‫عليه افضل الصلة واللســل م الــذي عنــدما انتصــر فــي بــدر وقتــل‬ ‫منهـ م مـن قتـل وألسـر منهـ م مـن ألسـر عنـدما انتصـر علـي الـذين‬ ‫آذوه علي الذين لسـاموه لسـوء العـذاب علـي الـذين كـانوا ينكلـون‬ ‫به وأصحابه علي الــذين وقفـوا أمــا م دعــوته محــاربين ومـا كــانوا‬ ‫ملســـالمين عنـــدما أخـــذه م ألســـري ووضــعت فـــي أيـــديه م القيـــود‬ ‫ووضـعت فــي ايــديه م اللسللســل وقيــدوا وكـانوا أمــامه أذلــة قــال‬ ‫‪220‬‬


‫رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م لصــحابته فــي معنــي القــول‬ ‫اشيروا علّي ايها الناس فقــد مكنكــ م الـ عــز وج ل منهــ م اشــيروا‬ ‫علّي يا خلق ال كيف اتعامل مع هؤلء وهو الذي قال قبلهــا لــو‬ ‫كان المطع م بن عدي حياً لتركت له هؤلء إذاء يد لــه عنــده قــال‬ ‫لــو أن ذلــك موج ود لــتركت لــه كــل هــؤلء اللســرى لمننــت عليهــ م‬ ‫بلسببه لطلقت صراحه م من أجله ولكن المطع م بن عدي كان قد‬ ‫توفاه ال‪ .‬عمر بن الخطاب ‪ ‬يشير عليه ويقول يا رلسول الـ‬ ‫إنه م قو م آذوك إنه م قو م حاربوك أنه م قو م فعلوا وفعلوا الفاعيــل‬ ‫فــأرى أن تقــد م فلن ـاً لقريـب لــه يضــرب عنقــه وتقــد م فلن ـاً قريبـاً‬ ‫لبي بكر فيضـرب عنقـه وتقـد م فلن ـاً قريبـاً لعلـي فيضـرب عنقـه‬ ‫كانت تلك مشورة عمر بـن الخطـاب ‪ ‬قـال عبــد الـ بــن رواحـه‬ ‫‪ ‬يا رلسول ال أنت في واد كثير الحطــب فــأري أن تــدخله م فيــه‬ ‫وتأججه عليهــ م نــا ارً أري أن تــدخل هــؤلء اللســرى فــي ذلـك الـواد‬ ‫كثير الحطب ث م تشعل في الحطب النار فتأكله م النار عقاباً لهــ م‬ ‫‪ ,‬قــال الصــديق ‪ ‬يــا رلس ول ال ـ أري أن نفــاديه م ونأخــذ منهــ م‬ ‫الموال فتكون عدة لنا عليه م ذلك الرحي م ذلك القلب الــذي أمتل‬ ‫رحمة الذي قيل له في يو م مــن اليــا م يــا رلس ول الـ ادعـوا علــي‬ ‫المشركين قال الله م اهدي قومي فانه م ل يعلمــون ذلــك الرلس ول‬ ‫عندما لسمع قول أبي بكر ‪ ‬فكأنما رفعت عنه الغاشــية وع ادت‬ ‫اليــه روح ه وتهلــل وجهــه واضــاء ثــ م قــال إن الـ عــز وج ل ليــن‬ ‫‪221‬‬


‫قلوباً حتي تكون ألين من اللبن وشدد قلوباً حتي تكون أشد من‬ ‫الحجارة يقــول إن الـ عــز وج ل ليـن قلـب الصــديق وأن الـ عــز‬ ‫وجـل شــدد قلــب عمــر ثــ م يقــول إن مثلــك يــا أبــا بكــر فــي الرلس ل‬ ‫كمثــل ابراهيــ م مثلــك فــي رحمتــك مثلــك فــي لينــك كــل واحــد منهــ م‬ ‫ل من ال نـبياء قال مثلك يـا أبـا بكـر كمثـل ابراهيـ م اذ‬ ‫ضرب له مث ً‬ ‫عِنكك ي َ‬ ‫سۖ َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ه‬ ‫مكك ن تَِب َ‬ ‫ ن أَ ْ‬ ‫قــال )َر ّ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ضلَْل َ‬ ‫فكِإنّ ُ‬ ‫ب إِنُّه ّ‬ ‫كِثميًرا ِ ّ‬ ‫ ن الّنككطا ِ‬ ‫صطاِن ي َ‬ ‫ك َ‬ ‫م( "لســورة ابراهيــ م – ايــة‬ ‫ ن َ‬ ‫غُفوٌر ّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِإنّ َ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬ ‫مِّن ي ۖ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حمي ٌ‬ ‫‪ "36‬ويطلــب الرحمــة لقــومه والمغفــرة ومثلــك يــا أبــا بكــر كمثــل‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِّ‬ ‫ك‬ ‫عيلسي اذ قال )إِن ُت َ‬ ‫م ِ‬ ‫فِإنّ َ‬ ‫كۖ َ‬ ‫عَبطاُد َ‬ ‫وِإن تَْغِفْر لَُه ْ‬ ‫فِإنُّه ْ‬ ‫ذْبُه ْ‬ ‫حِكميُم( "لسورة المائدة – اية ‪.."118‬‬ ‫ت اْل َ‬ ‫عِزديُز اْل َ‬ ‫َأن َ‬ ‫ففوض المر الي ال عز وج ل ‪ ..‬ثــ م قــال أمــا أنــت يــا عمــر‬ ‫فــان مثلــك كمثــل مــن؟ كمثــل مولسـي إذ قــال)َربَّنطا ا ْ‬ ‫ى‬ ‫س َ‬ ‫ط ِ‬ ‫م ْ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫م َ‬ ‫ب‬ ‫ى ديَ​َرُوا اْل َ‬ ‫شُدْد َ‬ ‫فَل ُديْؤ ِ‬ ‫عككَذا َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫حّت ٰ‬ ‫علَ ٰ‬ ‫ى ُقُلوبِ ِ‬ ‫والِ ِ‬ ‫م(‬ ‫اْل َِلمي َ‬

‫"لسورة يونس – اية ‪."88‬‬

‫وكان مولسي شديد علي الذين حــاربوه الــذين نكلـوا بــه طلــب‬ ‫من ال أن يطمس علي أمواله م وأن ينكل به م وأن يصب عليه م‬ ‫و َ‬ ‫ب َل‬ ‫ح ّر ّ ِ‬ ‫ل ُنككو ٌ‬ ‫قطا َ‬ ‫العذاب ال لـي م وأنت يا عمر كمثل نوح إذ قــال ) َ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫ضكّلوا‬ ‫ك ِإن تَكَذْر ُ‬ ‫تَ​َذْر َ‬ ‫ ن َ‬ ‫م ُدي ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫دّديطاًرا ‪ .‬إِنّ َ‬ ‫كطافِ​ِردي َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عَلى اْل َْر ِ‬

‫‪222‬‬


‫وَل ديَِلُدوا إِّل َ‬ ‫جًرا َكّفككطاًرا( "لســورة نــوح – ايــة ‪– 26‬‬ ‫عَبطا َ‬ ‫فككطا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ‬ ‫د َ‬ ‫‪"27‬‬

‫نوح دعا علي الــذين كـذبوه دعـا علــي الــذين حـاربوه ثــ م قـال‬ ‫رلسول ال صلي ال عليــه ولسـل م لصــحابته الــذين تحــت أيــديه م‬ ‫اللسرى واللسرى انمـا هـ م فـي وثـاقه م قـال رلس ول الـ صـلي الـ‬ ‫عليه ولسل م انظر الي دين اللسل م وكمــال ذلــك الــدين يقــول الـ‬ ‫ض أَ َ‬ ‫وا‬ ‫كّنطا ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫عز وجل )الّ ِ‬ ‫صَلَة َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ ن ِإن ّ‬ ‫وتآتَ ك ُ‬ ‫قطا ُ‬ ‫ف ي اْل َْر ِ‬ ‫من َ‬ ‫الّز َ‬ ‫ة‬ ‫عطاقِبَك ُ‬ ‫ه َ‬ ‫هكْوا َ‬ ‫ولِلّك ِ‬ ‫مْعُرو ِ‬ ‫ون َ َ‬ ‫ككِر ۗ َ‬ ‫ف َ‬ ‫مكُروا بِككطاْل َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫كككطاَة َ‬ ‫ ن اْل ُ‬ ‫عك ِ‬

‫اْلُ​ُموِر( "لسورة الحج – ايــة ‪ "41‬الــذين إن تمكنـوا مــن أعــدائه م‬ ‫ل لــذلك ولكــن‬ ‫ل م يتلسلطوا عليه م ل م يهينوه م ولـ م يــذلوه م وه م أه ً‬ ‫رلسـ ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م يقــول لصــحابته الستوصـ وا‬ ‫باللســرى خي ـ ارً لســبحانك يــا رب العــالمين القائــد المنتصــر القائــد‬ ‫الذي هز م أعدائه يوصي أصحابه يوصي الجنود عنه وقع ـوا فــي‬ ‫أيــديه م ‪ .‬زرارة ابــو عزيـز بــن عميــر ألســل م بعــدها ‪ ‬أخــذ الســي ارً‬ ‫يحكي لك كيف كانوا يعاملونه قال زرارة أبــو عزيـز بـن عميــر ‪‬‬ ‫كنت في ره ٍط مـن ال نـصـار أي كـان السـي ارً عنـده م فـإن فــي ديـن‬ ‫اللسل م ما كانت هناك لسجون ما كانت هناك معتقلت مــا كــانت‬ ‫هناك زنازين ما كـان ذلـك أبـداً كـان فـي دول العـال م شــرقاً وغرب اً‬ ‫في بلد الرومان وبلد الفــرس ولكــن فــي ديــن اللســل م فــي أولـه‬ ‫‪223‬‬


‫مــا كــان هنــاك شــيئاً مــن الـذي تلســمع عنــه فــي تلـك اليــا م فكـان‬ ‫اللسير فكان المعتقل انما يكون في ذمة نـاس مــن أهــل اللسـل م‬ ‫اذا ألســر انلســان يعطــوه لعائلــة مــن العــائلت يكــون تحــت نظره م‬ ‫يكــون عنــده م كــأنه امانــة ومـؤتمنين عليــه فكــان زرارة ذلــك ابــو‬ ‫عزيز قال وقعت في ره ط مــن ال نـصــار فكـانوا اذا قـدموا غـذائه م‬ ‫وعشاءه م قدموا لي أطيــب طعــامه م وأخــذوا يــأكلون كلســر الخــبز‬ ‫فكنــت الســتحي ذلــك فــارد لهــ م الطــايب فل يأكلوهـ ا مــن وصـية‬ ‫رلس ـ ول الـــ صـــلي الـــ عليـــه ولســـل م بنـــا ويقـــول الـــ تعـــالي‪:‬‬ ‫وُدي ْ‬ ‫مككو َ‬ ‫سككميًرا(‬ ‫م َ‬ ‫ن الطّ َ‬ ‫وديَِتمي ً‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫سك ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ِب ّك ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫مككطا َ‬ ‫كميًنطا َ‬ ‫عككطا َ‬ ‫) َ‬ ‫م ْ‬ ‫علَ ك ٰ‬ ‫ى ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫"لســـورة ال نـلســـان – ايـــة ‪ "8‬اللســـير كـــان مشـــرك اللســـير كـــان‬ ‫محـــارب اللســـير كـــان كـــافر ولكنهـــ م عنـــدما كـــانوا يـــأكلون إنمـــا‬ ‫يفضلون اللسير علي أنفلسه م ويطعمونه طعامه م برغ م أنه م فـي‬ ‫حاجة إلـي هـذا الطعـا م رغ م إنهـ م يحبـون ذلـك الطعـا م رغ م أنهـ م‬ ‫ليــس عنــده م غيــره فقــال زراره إنهــ م كــانوا يقــدمون لــه أطيــب مــا‬ ‫عنــده م فــاذا رده ل يملســوه لوصـية رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه‬ ‫ولسل م بنا رلسولك م عليه افضل الصلة واللسل م انظر في الملســل م‬ ‫كيــف يعامــل اللســير فــي شــريعة اللســل م وشـريعة ُم حـمــد عليــه‬ ‫أفضل الصلة واللسـل م جـاءه عمـر ‪ ‬وكـان عنـده السـير لسـهيل‬ ‫بــن عمــرو‪ .‬والــذي ألســل م بعــدها وكــان لســهيل إنمــا هــو جهــاز‬ ‫اعلمي ناجح كان خطيباً بارعاً وكانت عنده الكلمات التي تــؤثر‬ ‫‪224‬‬


‫وتـدخل القلــوب فقــال عمــر ‪ ‬يــا رلس ول ال ـ مرن ي انــزع ثنيــتي‬ ‫لسهيل بن عمرو فل يقو م فيك خطيباً في موطن بعدها يا رلسـ ول‬ ‫ال ـ ذلــك الخطيــب المفــوه الــذي هــو أعظــ م محطــة فضــائية فــي‬ ‫زمانها الذي هو أولسـع جريـدة انتشــا ارً فــي وقتهـا اجعلنــي أحطـ م‬ ‫ألســنانه حــتي اذا وقـف يخطــب ضــدك ل يلســمعه أحــد انظــر إلــي‬ ‫معاملة اللسير في ديــن اللســل م يقــول لــه رلس ول الـ صــلي الـ‬ ‫عليه ولسل م يا عمر أخاف أن أمثل به فيمثــل الـ بــي ولـو كنــت‬ ‫نبياً ‪ ,‬ينهى عمر عن ذلك الفعل‪ .‬ويقول اياك اياك فإنني أخاف‬ ‫من ال عز وجل إن مثلت به وهو ألسير إن نكلــت بــه وه و ذليــل‬ ‫إن اقتصصــت منــه وه و ضــعيف إذا كلســرت ألســنانه أن يعــاقبني‬ ‫ال عز وجل بمثله حتي ولو كنت أنا ُم حـمد عليه افضل الصــلة‬ ‫واللسل م حتي لو كنت نبيًا‪.‬‬ ‫ل مــن أعظــ م‬ ‫رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م يألســر رج ً‬ ‫الناس قد ارً زعي م قبيلة من القبائــل ثمامــة بــن أثــال ‪ ‬فقــد ألســل م‬ ‫بعدها ذلك اللسير وضعوه في الملسجد كل يو م يمر عليــه رلس ول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م يحيه ل يشــتمه ول يــؤذيه يقـول كيـف‬ ‫أنــت يــا ثمامــة كيــف أنــت يــا ثمامــة ذلــك اللســير يــرد عليــه تلــك‬ ‫التحيــة بمــاذا يقــول لــه يــا ُم حـمــد إن تقتــل تقتــل ذا د م إوان تمنــن‬ ‫تمنن علي شاكر إوان تريد المـال نعطيـك منـه الكـثير يـرد التحيـة‬ ‫‪225‬‬


‫بعنــف يــرد التحيــة بشــدة يقــول لــه إن تقتلنــي فــان هنــاك إنــاس‬ ‫لسوف يقتلونك‪ ,‬فإن هناك إناس لسوف يهينوك‪ .‬هل قــال رلس ول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م وأصدر الوامر لللسياط أن تنزل علــي‬ ‫ل وضرباً وتقطيعاً هل أمـر ُم حـمـد صـلي الـ عليـه ولسـل م‬ ‫بدنه قت ً‬ ‫بادخــال الكلب الجائعــة تنهــش فــي لحمــه‪ .‬قــال الستوصـ وا بــه‬ ‫خيرًا‪ .‬الرد أن يلستوصوا به خي ارً فكانوا يقدمون له الطعا م‪ .‬يأكــل‬ ‫طعام ـاً كــثي ارً ول يشــبع كــان رلسـول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م‬ ‫يحلب ناقته لبن الجمل كله يشربه هذا الرجل وما يــوروى فقــالوا‬ ‫يا رلسول ال يأكل طعاماً كثي ارً ‪...‬‬

‫فقال رلسول الـ صـلي الـ عليـه ولسـل م إن الكـافر يأكـل فـي‬ ‫لسبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد الكافر يأكل فــي لســبعة‬ ‫أمعاء والمؤمن يأكل في معــي واحــد ثــ م يطلــق لسـراحه صــلي الـ‬ ‫عليه ولسل م مناً عندما اطلق لسراحه قال الرج ل أشــهد أن ل إلــه‬ ‫إل الـــــ وأشـــــهد أن محمـــــداً رلســــ ول الـــــ اللســـــل م ل يعـــــرف‬ ‫الغتصاب‪ ,‬ل يعرف التنكيل ل يعــرف الهانــة حــتي مــع أعــدائه‬ ‫ومناوئيه حتي مع المشركين والكفرة ‪ ,‬في عزوة بني المصــطلق‬ ‫إذا برلسول ال صلي ال عليه ولسـل م يألســر نــاس كــثيرين منهــ م‬ ‫جويرية بنت الحارث رضي ال عنها وارضاها أمك م يأتيه والــدها‬ ‫ليفك ألسرها بمئات من الجمال ماذا يصنع رلس ول الـ صــلي الـ‬ ‫‪226‬‬


‫عليـــه ولســل م عنـــدما فـــديت طلـــب منـــه زواجهـــا طلـــب منـــه أن‬ ‫يخطبها ويتزوجها رلسول ال صلي ال عليه ولسل م وتكــون مــن‬ ‫الملسلمين ولما كـانت ألسـيره عنـده مـا هتـك عرض ها وه ي ألسـيرة‬ ‫وما نال منها وهي ألسيرة في الوثاق وما فعل بها الفاعيل ولكنه‬ ‫أكرمهــا وصـانها وحفظهــا وذلــك لن حضــارته تــدعوه لكــل خيــر‬ ‫وكمال‪.‬‬ ‫وعندما أصبحت أمنا أ م المؤمنين صـحابة رلس ول الـ صـلي‬ ‫الــ عليــه ولســل م أطلقــوا جميــع ألســراه م وقــالوا هــؤلء أصــهار‬ ‫ُم حـمد عليه افضل الصلة واللسل م فكيف نألسره م‪.‬‬

‫ولمــا دخــل مكــة فاتح ـاً قــال لكــل اللســرى ألســرى الحــرب مــا‬ ‫تظنون أنــي فاعــل بكــ م قــالوا أخ كريـ م وابــن أخ كريـ م قــال أذهبـوا‬ ‫فــأنت م الطلقــاء اذهب ـوا فــانت م الطلقــاء ‪ ..‬ويقــول ال ـ عــز وجـل‪:‬‬ ‫ب ال ِرّ َ‬ ‫فكككُروا َ‬ ‫) َ‬ ‫ى إِ َ‬ ‫فكككِإ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ ن َ‬ ‫ذا‬ ‫ف َ‬ ‫قكككطا ِ‬ ‫م اّلككك ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ضكككْر َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫حّتككك ٰ‬ ‫ذا لَِقميُتككك ُ‬ ‫ق َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ّ‬ ‫وَثطا َ‬ ‫ى‬ ‫مو ُ‬ ‫أَْث َ‬ ‫مككطا فِكَداًء َ‬ ‫م ًنّككطا بَْعكُد َ‬ ‫مككطا َ‬ ‫دوا اْل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫فِإ ّ‬ ‫حّتك ٰ‬ ‫ف ُ‬ ‫خنُت ُ‬ ‫ب أَْوَزاَر َ‬ ‫هطا ۚ( "لسورة محمد – آيه ‪.."4‬‬ ‫ض َ‬ ‫تَ َ‬ ‫ع اْل َ‬ ‫حْر ُ‬

‫فكــان المــن وكـان الفــداء إنمــا هــو شــعار أمــة ُم حـمــد عليــه‬ ‫أفضل الصلة واللسـل م‪ .‬وقـال الحلسـن اللسـير ل يقتـل إنمـا يمـن‬ ‫عليــه ويفــدى و فــي رأي الجمهــور أن ألســرى الحــرب انمــا يمــن‬ ‫عليه م او يفدوا ول يقتلون‪.‬‬ ‫‪227‬‬


‫يقول القائل تمـوت الُلسـود فـي الغابـات جوع اً ولحـ م الضـأن‬ ‫تـــأكله الكلب وعبـــد قـــد ينـــا م علـــي حريــر وذو حلســـب مفارشـ ه‬ ‫الــتراب ‪ ,‬إرادة ال ـ عــز وجـل أن يجعــل اللســود فــي قبضــة كلب‬ ‫وأن يجعــل اللســود تهــان أن يجعــل اللســود تفعــل بهــ م الفاعيــل‬ ‫ولكن إرادة ال عز وجل أن نكون مــن الصــابرين وأن نكــون مــن‬ ‫المتوكلين وأن نكون ممن يرفعــون الكــف واليــدي يطلبــون مــن‬ ‫ال عز وجل أن يمــده م بنصــره‪ .‬وأن يمــده م بمــا يلســتر عــوراته م‬ ‫وأن يمده م بما يذل به م الذين اذلوه م تموت اللســود فــي الغابــات‬ ‫جوعاً ولح م الضأن تأكله الكلب ‪.‬‬

‫ألسـرى أمـة اللســل م فــي لسـجون الغــرب وفـي لســجون أمريكـا‬ ‫تفعل فيه م الفاعيل انظروا إليه م فــي لســجون أفغانلســتان أنظــروا‬ ‫إليهــ م فــي جوانتانــامو انظــروا إليهــ م فــي لســجون الع ـراق أنظــروا‬ ‫إليهـــ م فـــي لســـجون فللســـطين إنهـــ م تعـــرى منهـــ م الجلســـاد إنهـــ م‬ ‫يضربون باللسياط المكهرب ة ورلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م‬ ‫يقول من ضرب لسوطاً ظلماً اقتص منه يو م القيامة ورلسول ال‬ ‫صلي ال عليه ولسل م عندما رأى عبد ال بن ملسعود ‪ ‬يضرب‬ ‫ألسي ارً كان عنده‪ .‬يضربه لي لسبب من اللسباب إواذا به يقول يا‬ ‫أبا يا أبا ملسعود فينظر إليه بـن ملسـعود فيقـول رلس ول الـ أعلـ م‬ ‫أن الـــ عـــز وجــل أقـــدر عليـــك منـــك علـــي هـــذا الغل م فيطلقـــه‪.‬‬ ‫‪228‬‬


‫فيطلق لسراحه فيقول هو حر لوجه ال يا رلسول ال يقول لو لــ م‬ ‫تفعلهــا للفحتــك النــار لــو لــ م تفعلهــا للفحتــك النــار قلــوب أهــل‬ ‫اليمان وأهل اللسل م إنما تملها الرحمة وال نـلسانية وقلوب أهل‬ ‫الكفــر والشــرك إنمــا تملؤه ا القلســوة والحيوانيــة ‪ ,‬وأبــو هريـرة ‪‬‬ ‫وقف أما م قبر رلسول ال صلي ال عليــه ولسـل م ويقــول قـال لــي‬ ‫صاحب هذه الحجــرة ُم حـمــد صــلي الـ عليــه ولسـل م والعهــد بينــه‬ ‫وبيني قريب والعهد بيني وبينــه قريـب أبعــد النــاس عــن الـ عــز‬ ‫مُنككوا‬ ‫ن لِلّ ِ‬ ‫م ديَْأ ِ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫وجل القالسي القلب ‪ ,‬قال ال عز وجل‪ ) :‬أَلَ ْ‬ ‫كوُنككوا‬ ‫ش َ‬ ‫َأن تَ ْ‬ ‫وَل ديَ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذْكِر اللّ ِ‬ ‫م لِ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫مك َ‬ ‫مطا نَ​َز َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫خ َ‬ ‫ع ُقُلوُبُه ْ‬ ‫ح ك ِّ‬ ‫مكُد َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ ن ُأوُتوا اْل ِ‬ ‫كطالّ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫م اْل َ َ‬ ‫طكطا َ‬ ‫كَتطا َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫سك ْ‬ ‫هك ُ‬ ‫قْبك ُ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫س كُقوَن( "لســـورة الحديـــد – آيـــه ‪,"16‬‬ ‫فطا ِ‬ ‫مۖ َ‬ ‫مْنُه ْ‬ ‫ُقُلوُبُه ْ‬ ‫كِثميٌر ِ ّ‬ ‫يتلــذذون بكهرب ة النــاس يجعلــون النــاس ع ـراه علــي صــليب ثــ م‬ ‫يكهربونه م ويعلمون أننا عندنا الحياء ويعلمون أننا عندنا حفــظ‬ ‫العورة ولسترها فيعذبون الناس بتعرية عوراته م ويعذبون النــاس‬ ‫لجباره م علي ارتكاب الفاحشة‪...‬‬

‫ويقــــول الــــ عــــز وجـــل‪:‬‬

‫حّبككو َ‬ ‫ع‬ ‫شككمي َ‬ ‫)إ ِ ّ‬ ‫ن َأن تَ ِ‬ ‫ ن ُدي ِ‬ ‫ن اّلكك ِ‬ ‫ذدي َ‬

‫م فِكك ي ال ك ّ‬ ‫اْل َ‬ ‫دْنَميطا‬ ‫م َ‬ ‫شك ُ‬ ‫ة فِكك ي الّك ِ‬ ‫فطا ِ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ح َ‬ ‫مُنككوا لَُه ك ْ‬ ‫ب أَِلمي ك ٌ‬ ‫ع كَذا ٌ‬

‫خَرِة ۚ َواللُّه ديَْعَلكُم َوَأنُتكْم َل تَْعلَُمكوَن( "لســورة النــور – ايــة‬ ‫واْل ِ‬ ‫َ‬ ‫‪."19‬‬ ‫‪229‬‬


‫أيــن الــذين يتشــدقون ويقولــون حقــوق ال نـلســان‪ ..‬حقــوق‬ ‫ال نـلسان‪ ..‬حقوق ال نـلسان أين ه م لمــاذا خرلس ت أللســنته م لمــاذا‬ ‫ل ينطقــون إن المــ م المتحــدة الــتي مــا صــنعت ومــا أقيمــت إل‬ ‫للجهـــاز علـــي دولـــة ُم حـمـــد صـــلي الـــ عليـــه ولســـل م وعلـــي‬ ‫الملسلمين منذ نشئتها وهي حرباً على المــة وطعنـاً علــي الــدين‬ ‫أي شــئ قــدمته لنــا ل شــئ قــدمته لنــا ال الــذل والمهانــة هــؤلء‬ ‫الذين فعـل بهــ م تلـك الفاعيـل ولسـلطت عليهــ م الكلب المفترلس ة‬ ‫وكانت اللسياط تنزل علي لحومه م وتعرضوا للحر الشديد والمــاء‬ ‫المغلي تكوي به لحومه م وصب عليهــ م اللســائل الفلســفوري حــتى‬ ‫ل ينامون وحتى تلته م أجلساده م هل هذا كــان فعــل جنــود قلــة أ م‬ ‫فعل دولة وأهل العراق يقولـون إن مائــة عــا م مــن لســجون صــدا م‬ ‫أروح وجنـــة بجـــوار يـــو م واحـــد فـــي لســـجون الـــذين جـــاءوا لكـــي‬ ‫يعلموننا الحرية لكــي يعلموننــا الديموقراطيــة لكــي يخرجوننــا مــن‬ ‫العبوديــة وه م كذبــة وفاقــد الشــئ ل يعطيــه وال ـ إن انتقــا م رب ك‬ ‫لسوف يكون بهـ م شـديداً ومـا أظـن أيـامه م إل قـد اقــتربت‪ ,‬يقـول‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫عميكُد ‪.‬‬ ‫ه ُ‬ ‫ال عز وجل‪) :‬إِ ّ‬ ‫وُدي ِ‬ ‫د ُ‬ ‫و ُديْب ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ئ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ش َربِ ّ َ‬ ‫ط َ‬ ‫د‪ .‬إِنّ ُ‬ ‫ددي ٌ‬ ‫جميُد‪َ .‬‬ ‫و اْل َ‬ ‫ل لِ َّمككطا ُديِرديككُد‪( .‬‬ ‫وُدوُد ‪ُ .‬ذو اْل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ش اْل َ‬ ‫غُفوُر اْل َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫عطا ٌ‬ ‫عْر ِ‬ ‫"لسورة البروج – اية ‪ "16 , 12‬ولكن أين نحــن وأيــن الشــباب‬ ‫الذين كانوا في الماضي يقفون أما م العداء ويقول القائل منهــ م‬ ‫شــبابي إذا كنــت ل ألســتطيع أحطــ م بــه عــدي امــتي إواذا كنــت ل‬ ‫‪230‬‬


‫الســتهين الصــعاب للســمو فيــه إلــى القمــة فل كــان هــذا الشــباب‬ ‫العقيــ م ول كــان زه وي ول قــوتي ول كنــت يومـ اً حليــف الحيــاة إذا‬ ‫كنــت أحيــا بل عــزة وهبــت شــبابي لشــعبي البــي وأمجــاد أمــتي‬ ‫الغاليـــة لمـــن كـــان فـــي أمـــتي فـــي اللســـجون يجـــوع إلـــي اللقمـــة‬ ‫الجافيــة ينــا م علــي الرض أطفــاله وقـوته م الفاقــة الطاغيــة مــن‬ ‫هـــؤلء الــذين فــي اللســجون الــذين جــاءوا بالحريــة يقولــون أن‬ ‫المعتقــل عــدده م ‪ 12‬ألــف وتقــول المصــادر أن فــي لســجن واحــد‬ ‫أكثر من ثمانية آلف ‪.‬‬ ‫هـــذه هـــي حريتهـــ م وهـ ذه هـــي ديمقراطيتهـــ م واعلمـــوا أخـــوة‬ ‫اللســل م أن هــؤلء النــاس إنمــا جعلهــ م ال ـ عــز وجـل درلس اً لنــا‬ ‫ونقول الله م نلسألك العفــو والعافيــة اللهــ م نلســألك العفــو والعافيــة‬ ‫يقولون أنها أفعال قلة فمــن جــاء باللســائل الفلســفوري ومـن جـاء‬ ‫بالصــليب المكهــرب ومـن جــاء بتلــك المعــدات هــل أدخلــت بفعــل‬ ‫فــردي أ م أنــه تعــذيب منظــ م هــذا هــو دينكــ م أخــوة اللســل م الــذي‬ ‫حـــدثتك م عنـــه وكيـــف يعامـــل ألســـراه وه ـ ذا هـــو النقيـــض الـــذي‬ ‫تلملســونه واقعـاً محلسولسـ ًا‪ .‬وجعلــه الـ عــز وج ل صــوتاً وصـورة‬ ‫حــــتي ل نقــــول أنــــه خيــــال وحـــتى ل يكــــون تشــــكيك والــــ إن‬ ‫الديكتاتوريــــة بغيضـــــة إوان الظلـــــ م يفيـــــض ولكننـــــا نقـــــول أن‬ ‫دكتاتورية صدا م كانت جنة وأن ظل م صدا م كان رحمــة ول نمــدح‬ ‫‪231‬‬


‫في صدا م فإنه عميل من عمل ئـه م وأنه فــي أيـديه م ألســير ولكنــه‬ ‫ينــا م علــي الحريـر وأنــه فــي أيــديه م ألســير ولكنــه يطعــ م الطعــا م‬ ‫الجميل وأنه في أيديه م ألسير ويعلمون أنــه كــان لهــ م عميــل ومـا‬ ‫كان إل المفتاح والخطة التي أوصلته م إلى ما وصلوا إليه‪.‬‬

‫‪232‬‬


‫الُم ثـــلـــى‬ ‫إن ُم حـمـــد صـــلي الـــ عليـــه ولســل م بحـــق هـــو قائـــد رك ـ ب‬ ‫الحضارة الله م صلي ولسل م وبارك عليك يا رلسول ال يا مــن قــال‬ ‫فيك ال عز وجل ) َ‬ ‫ت‬ ‫ولَكْو ُ‬ ‫ ن اللّ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫كن ك َ‬ ‫مۖ َ‬ ‫ه ِلن ك َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫فِب َ‬ ‫ت لَُه ك ْ‬ ‫مطا َر ْ‬ ‫ة ِّ‬ ‫كۖ َ‬ ‫َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ظككطا َ‬ ‫ب َلن َ‬ ‫غِلميككظَ اْل َ‬ ‫ف ًّ‬ ‫م‬ ‫ف َ‬ ‫فككطا ْ‬ ‫ضككوا ِ‬ ‫قْلكك ِ‬ ‫حْوِلكك َ‬ ‫ ن َ‬ ‫عْنُهكك ْ‬ ‫مكك ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م كِر ۖ َ‬ ‫ف كِإ َ‬ ‫ل‬ ‫و ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وْر ُ‬ ‫فَت َ‬ ‫مك َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫كك ْ‬ ‫عَز ْ‬ ‫م فِكك ي اْل َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫سَتْغِفْر لَُه ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫شككطا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ ن( "لســورة آل عم ـران – آيــة‬ ‫ه ۚ إِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ن اللّ َ‬ ‫ه ُدي ِ‬ ‫عَلى اللّ ِ‬ ‫وكِِّلمي َ‬ ‫مَت َ‬ ‫ب اْل ُ‬ ‫‪ "159‬رلسول الـ صـلي الـ عليـه ولسـل م ‪ ,‬إنمـا جعلـه الـ عـز‬ ‫وجل رقيق القلب إنما جعله ال عز وجل رحيمًا‪ ,‬إنمــا جعلــه الـ‬ ‫عز وجل ليناً جاء في حديث رواه لسلمان الفارلسي ‪ ‬قــال‪ :‬قــال‬ ‫رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م "أيمـا رج ل مـن أمــتي لسـببته‬ ‫لســبه أو لعنتــه لعنــه فإنمــا أنــا ولــد مــن بنــي آد م أغضــب كمــا‬ ‫يغضبون إوانما جعلني ال عز وجل رحمة للعالمين قــال انــه ولـد‬ ‫من ولد آد م يغضب كمــا يغضــبون رلس ولك م عليــه افضــل الصــلة‬ ‫واللسل م مــا كــان لســفيهًا‪ ,‬مــا كــان لســبابًا‪ ,‬مــا كــان فاحشـاً ولكنــه‬ ‫قال هـذه الكلمـات لكـي يوضـح لنـا أمـور ‪ ,‬قـال إن حـدث وفعلـت‬ ‫ذلك لو أن رجلً من أمتي لسببته لسبه أو لعنته لعنة فأنا ولد من‬ ‫‪233‬‬


‫ولد آد م أغضب كما يغضبون إوانما جعلنــي الـ عــز وج ل رحمــة‬ ‫للعالمين ‪ ,‬ال عز وج ل جعلــه رحمــة للعـالمين فلسـأجعلها عليــه‬ ‫صلة يو م القيامة يجعلها له نجــاة مــن النــار نجــاة مــن الجحيــ م‪,‬‬ ‫الله م صلي ولسل م ولسل م وبارك عليك يا رلسول الـ يــا مــن جعلــك‬ ‫ال عز وجل رحمة للعالمين ‪.‬‬ ‫ومع تحري م الُم ثـلى في اللسل م اعلموا أن الُم ثـلــى حـرا م وه ي‬ ‫من الكبائر وهي مــن أكــبر الكبــائر ورلس ول الـ صــلي الـ عليــه‬ ‫ولسـل م إنمــا كــان يحــب عمــه حمــزة حب ـاً شــديداً فــإنه كــان عمــه‬ ‫وكـان أخــوه مــن الرض اعة فــان رلس ولك م صــلي ال ـ عليــه ولسـل م‬ ‫أرضعته وحمزة ثويبة مولة أبو لهب فرلسول ال صلي ال عليــه‬ ‫ولسل م وعمه حمزة إنمــا هــ م أخــوه مــن الرض اعة فكــان يحبــه حبـاً‬ ‫شديداً وكان رجلً من أشجع الناس كان ألسد ال عز وجل وألســد‬ ‫رلسـ وله أول مــن عقــد لــه لــواء وكــان فــي الحــروب إنمــا يقاتــل‬ ‫بلسيفين ما كان يقاتل بلسيفاً واحداً إنما كانت في كل يـد لـه فيهــا‬ ‫لسيف يضرب بها المشركين ويقتل بهــا أعــداء اللســل م كــانت لــه‬ ‫ريشــة إذا كــانت الحــروب وضـعها علــي رألســه فكــان أهــل الشــرك‬ ‫يقولون من هذا الرج ل ؟ صــاحب الريشــة لقــد فعــل بنــا الفاعيــل‬ ‫ل من أهــل‬ ‫لقد فعل بنا الفاعيل وفي أحد قتل واحداً وثل ثـون رج ً‬ ‫الشرك مـن أعظمهــ م بائلسـاً ومـن أشــده م قــوة ولكـن بالغــدر قتلــه‬ ‫وحشي إنما تربص له وأختبأ له فضربه بلسه م فكان ذلــك اللســه م‬ ‫‪234‬‬


‫فيه شهادته ‪ .‬حمزة بن عبد المطلب ‪ ‬ألسد ال عز وجل وألســد‬ ‫رلس وله إنمــا فعلــت فــي جثتــه الفاعيــل مثــل بحثتــه أهــل الشــرك‬ ‫ومثلوا بجثــث القتلــى كــل القتلــى مــن أهــل اللســل م جــدعت منهــ م‬ ‫النـــوف وقطعــت منهــ م الذان وشــقت منهــ م البطــون وأخرجـ ت‬ ‫أحشائه م‪.‬‬ ‫في حديث رواه ابو هريرة ‪.. ‬‬ ‫" قــال علــ م رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م بقتــل حمــزة‬ ‫فبكي فلما شاهده‪ ,‬فلما عاينه ل م ير منظ ارً أوجع لقلبــه منــه رأي‬ ‫منظ ارً بشعاً رأى الجثة وقد ُم ثـل بها وقد هتكت وقـد فلســدت فقــال‬ ‫يرحمك ال يا عمــي لقــد كنــت وصـوًل للرح م فعــوًل للخيــر ‪ ,‬زك اه‬ ‫ل لرحمك لقد كنت من أهل الخير‬ ‫بهذه التزكية قال لقد كنت واص ً‬ ‫والبر لقد كنت مــن أهــل الرش اد لقـد كنــت مـن أهـل الجـود والكـر م‬ ‫يرحمك ال أي عمي لقد كنت وصوًل للرح م فعوًل للخيرات‪.‬‬ ‫وعن جابر بن عبد ال ال نـصاري ‪ ‬قال‪..‬‬

‫"لما عل م رلسول ال صلي ال عليه ولسل م بقتــل حمــزة بكــي‪,‬‬ ‫فلما رآه شهق وقال لول أن تحزن صفية لتركته حتي يحشر فــي‬ ‫بطون الطير والوحش ماذا قال رلسول ال صلي ال عليــه ولسـل م‬ ‫‪ ..‬قــال لــول صــفية اختــه عنــدما تمــر عليــه وتـ راه لــتركته حــتي‬ ‫يكــون قــبره انمــا هــو بطــن الطيــر إنمــا هــو بطــن الــوحش‪ ,‬أمــر‬ ‫‪235‬‬


‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م بدفن الشهداء الــذين ُمثــل بهــ م‬ ‫فقدموا الق أر قرآناً دفنوه م بغير غلسل وبغير كفن فان رلس ول ال ـ‬ ‫صلي ال عليه ولسل م يقول ما من مكلو م يكل م في لســبيل الـ ال‬ ‫جاء يو م القيامة وكلمه يدمي يدمأ اللون لــون الــد م والريـح ريـح‬ ‫الملســك يــدفن الشــهيد فــي دمــائه ول يكفــن ولكــن يغطــى جلســده‬ ‫ومصعب بن عمير ‪ ‬عندما أرادوا أن يدفنوه ما وجدوا لــه شــيئاً‬ ‫يغطوه به ال نمرة فكانت هذه النمرة قصيرة إذا غط ـوا بهــا وجهــه‬ ‫بدا رجله إواذا غطوا بهـا رجلـه بـدا وجهـه فقـال رلس ول الـ صـلي‬ ‫الـــ عليـــه ولســل م "غطـــوا وجهـــه وأجعلـــوا علـــي رجليـــه ال زـخـ ر‬ ‫واجعلوا علي رجليه ورق الشجر‪ ..‬ث م قال رلسول الـ صــلي الـ‬ ‫عليــه ولسـل م " إنــي شــهيد علــي هــؤلء يــو م القيامــة أنهــ م أحيــاء‬ ‫ ن‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫مِنمي َ‬ ‫م َ‬ ‫عند ربه م يرزقون ث م ق ـراء قــول ال ـ عــز وجـل‪ّ ِ ) :‬‬ ‫ ن اْل ُ‬ ‫م ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫عطا َ‬ ‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫مطا َ‬ ‫هُدوا اللّ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ِ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫صَدُقوا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ِر َ‬ ‫حَبكك ُ‬ ‫ى نَ ْ‬ ‫مْنُهم ّ‬ ‫ض ٰ‬ ‫جطا ٌ‬

‫ظُر ۖ َوَمككطا بَكّدُلوا تَْبكِدديًل( "لســـورة الحـــزاب – آيـــة‬ ‫م ن َدينَت ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫مْنُهم ّ‬ ‫‪ ,"23‬حمــزة هــو لســيد الشــهداء عنــد الـ عــز وجـل أهــل الشــرك‬ ‫ل ومزقوه ا تمزيق ـاً‬ ‫مــاذا صــنعوا فيــه رب ه انمــا مثل ـوا بجثتــه تمــثي ً‬ ‫حتي أخرج ت هنــد بنــت عتبــه كبــده فــأرادت أن تأكلهــا وأرادت أن‬ ‫تطعمها فما الســتطاعت يقــول رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م‬ ‫"لو دخلت بطنها ما ملستها النار فإنه حمزة مـن أهـل الجنـة فكـل‬ ‫جلسده إنما هو في الجنة ل تملسه النار‪.‬‬ ‫‪236‬‬


‫الُم ثـلــى هــذه عنــدما شــاهدها وعاينهــا الصــحابة رض وان الـ‬ ‫عليهــ م ويعلمــون مــدي حــب رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م‬ ‫لعمــه قــالوا هــذه الكلمــة لن أمكننــا ال ـ عــز وجـل منهــ م لنمثلــن‬ ‫ل لنفعلن ولنفعلن ولنفعلــن ديــن اللســل م الــذي يحـر م‬ ‫بلسبعين رج ً‬ ‫الُم ثـلى يحر م الُم ثـلى منك أن تمثل بعــدوك حــتي ولـو كـان مشــركاً‬ ‫حتي ولو كـان مـن أهـل الكتـاب حـتي لـو كـان عـدوك مـاذا يقـول‬ ‫ال ـ عــز وجـل عنــدما قــال صــحابه رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه‬ ‫ولســل م هــذه الكلمــات ينــزل بلســببها قــول ال ـ عــز وجـل‪) :‬وَإِ ْ‬ ‫ن‬ ‫م َ‬ ‫عطا َ‬ ‫خْميككٌر‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫عوقِْبُتم بِ ِ‬ ‫عطاقُِبوا بِ ِ‬ ‫مطا ُ‬ ‫و َ‬ ‫م لَُهكك َ‬ ‫ولَِئ ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫ل َ‬ ‫صبَْرُت ْ‬ ‫قْبُت ْ‬ ‫مْث ِ‬ ‫حككَز ْ‬ ‫وَل‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِّل ِبطاللّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫صْبُر َ‬ ‫مطا َ‬ ‫و َ‬ ‫صِبْر َ‬ ‫ ن‪َ .‬‬ ‫صطابِ​ِردي َ‬ ‫هكك ْ‬ ‫وَل تَ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫ِّلل ّ‬ ‫علَْمي ِ‬

‫ق ِّمّمكطا ديَْمُككُروَن( "لســورة النحــل – آيــة ‪-126‬‬ ‫فك ي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫تَك ُ‬ ‫ضكْمي ٍ‬ ‫‪ "127‬قـال الـ عـز وج ل لهـؤلء النـاس أن مثــل بكـ م فل تمثلـوا‬ ‫وأن فعلــت بكــ م الفاعيــل فل تفعلـوا إنمــا دينكــ م هــو ديــن الرحمــة‬ ‫ديناً فيه شـدة علـي أهـل الكفـر ولكـن ليـس فيـه قلسـوة أنـت أمـا م‬ ‫عدوك تجهز عليه في الحــرب وتقتلــه ولكـن ل تمثــل بــه ولكـن ل‬ ‫تهين الجثة هـذا هـو ديـن اللسـل م ديـن الخيـر كلـه ديـن الصـدق‬ ‫كله ودين الرحمة كلها‪.‬‬ ‫هـذه اليـات إنمـا نزل ت يـو م أحـد ونزل ت عنـدما قـال صـحابه‬

‫رلس ول ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م مــا قــالوا ‪ ,‬و قــد ُنلســب ذلــك‬ ‫‪237‬‬


‫القول الي رلسول ال صلي ال عليه ولسل م ولكنه ضعيف‪ ,‬إنمــا‬ ‫الصــحيح أن الصــحابة هــ م الــذين قــالوه وأن ال ـ عــز وجـل هــو‬

‫الذي رد علي قوله م نزلت هذه اليات في أي وقت نزلت مرة فــي‬ ‫أحد ونزل ت عنــد دخــول رلس ول الـ صــلي الـ عليــه ولسـل م مكــة‬

‫يــو م الفتــح عنــدما علــ م أن أهــل اللســل م قــد ارتفعــت رايتهــ م وأن‬ ‫القوة معه م ال عز وجل ذكره م بتلك اليات‪.‬‬

‫أمروا إل يمثلـوا بأحـد رغ م أنهـ م فعـل بهـ م الفاعيـل وارتكبـت‬

‫في حقه م الموبقات فنزل يو م فتح مكة قول ال عز وجـل تــذكي ارً‬ ‫لهــؤلء النــاس إوان عــاقبت م فعــاقبوا بمثــل مــا عــوقبت م بــه ولئــن‬

‫صبرت م لهو خير للصابرين‪.‬‬

‫قــال رلس ول الـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م عنــدما وقـف أهــل‬ ‫الكفر وأهل الشرك أمامه ما تظنون أني فاعل بك م قالوا أٌخ كريـ م‬ ‫وابــن اخ كريـ م قـال "أذهبـوا فـأنت م الطلقـاء أذهبـوا فـأنت م الطلقـاء"‬ ‫فكان العفو يو م أن كانت القوة وكان المــن يــو م أن كــانت العافيــة‬ ‫وكان إطل قـ اللسري يو م كان رلس ول الـ صـلي الـ عليـه ولسـل م‬ ‫في اعلي قمته وفي أعلهـا يــو م فتـح مكـة ودانـت لـه العــرب كـل‬ ‫العــرب وكـانت لـه الجزيـرة كـل الجزيـرة كـانت الرحمــة كلهـا وكـان‬ ‫العفو كلــه وكـانت اللســلمة كلهــا وكـانت اللســلمة كلهــا ذلــك هــو‬ ‫مُنوا َأن‬ ‫ن لِلّ ِ‬ ‫م ديَْأ ِ‬ ‫ ن تآ َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫ديــن اللســل م والــ عــز وجــل يقــول‪) :‬أَلَ ْ‬ ‫‪238‬‬


‫كوُنككوا‬ ‫ش َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫وَل ديَ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذْكِر اللّك ِ‬ ‫م لِك ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ ن اْل َ‬ ‫مك َ‬ ‫مككطا نَكَز َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫خ َ‬ ‫ع ُقُلككوُبُه ْ‬ ‫حك ِّ‬ ‫مكُد َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ ن ُأوُتوا اْل ِ‬ ‫كطالّ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫م اْل َ َ‬ ‫طكطا َ‬ ‫كَتطا َ‬ ‫ذدي َ‬ ‫سك ْ‬ ‫هك ُ‬ ‫قْبك ُ‬ ‫علَْمي ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫سُقوَن( "لسورة الحديد – آية ‪ "16‬الـ‬ ‫فطا ِ‬ ‫مۖ َ‬ ‫مْنُه ْ‬ ‫ُقُلوُبُه ْ‬ ‫كِثميٌر ِ ّ‬ ‫عز وجل يقول‪ :‬أن أهل اليمان أقــرب عهــداً بــوحي أقــرب عهــداً‬ ‫بقرآن كتاب ال عز وجل بأيديه م يقرؤنه ليل نهــار فقــال لنــا الـ‬ ‫عـــز وجــل أن أهـــل الكتـــاب البعـــد بينهـــ م وبيـــن انبيـــائه م بعيـــد‬ ‫والملسافة شالسعة لذلك فـإنه م نلسـوا مـا ذكـروا بـه فقلسـت قلـوبه م‬ ‫مميَثطا َ‬ ‫ويقول ال عز وجل‪َ ) :‬‬ ‫عْلَنككطا‬ ‫ج َ‬ ‫عّنطا ُ‬ ‫م لَ َ‬ ‫مطا نَْق ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫فِب َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قُه ْ‬ ‫هم ِ ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫سميَ ً‬ ‫م َ‬ ‫ح ِرُّفو َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫حظ ًّككطا‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ضك ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫قطا ِ‬ ‫سككوا َ‬ ‫هۙ َ‬ ‫م َ‬ ‫كِل َ‬ ‫ة ۖ ُدي َ‬ ‫ُقُلوبَُه ْ‬ ‫ع ن ّ‬ ‫ون َ ُ‬ ‫م إِّل َ‬ ‫قِلميًل‬ ‫ع َ‬ ‫كُّروا بِ ك ِ‬ ‫مطا ُذ ِ‬ ‫ل تَطِّل ك ُ‬ ‫خطائَِن ك ٍ‬ ‫ى َ‬ ‫هۚ َ‬ ‫مْنُه ك ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ة ِّ‬ ‫علَك ٰ‬ ‫ِّ‬ ‫وَل تَ كَزا ُ‬ ‫مۖ َ‬ ‫صك َ‬ ‫حك ّ‬ ‫ ن(‬ ‫ح ۚ إِ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫فككطا ْ‬ ‫ن اللّ ك َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ُدي ِ‬ ‫س كِنمي َ‬ ‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫عْنُه ك ْ‬ ‫مْنُه ك ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ب اْل ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت‬ ‫ق َ‬ ‫س ْ‬ ‫"لسورة المائدة – آية ‪ , "13‬ويقول ال عز وجـــل‪ُ) :‬ث ّ‬

‫د َٰ‬ ‫د َ‬ ‫ك َ‬ ‫شك ّ‬ ‫ ي َ‬ ‫ن‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫كطاْل ِ‬ ‫م ن بَْع ِ‬ ‫ُقُلوُب ُ‬ ‫وًة ۚ َ‬ ‫سك َ‬ ‫جككطاَرِة أَْو أَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذل ِ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫كم ِ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫هك َ‬

‫مطا ديَ​َت َ‬ ‫ق‬ ‫شك ّ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫جُر ِ‬ ‫ ن اْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫مْن َ‬ ‫ه اْل َْن َ‬ ‫هككطا لَ َ‬ ‫هككطاُر ۚ َ‬ ‫جطاَرِة لَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫مْنك ُ‬ ‫مككطا ديَ ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫َ‬ ‫مككطا‬ ‫مطا ديَْهِب ُ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫فميَ ْ‬ ‫ة اللّك ِ‬ ‫شكميَ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫مْن َ‬ ‫و َ‬ ‫هۗ َ‬ ‫ ن َ‬ ‫هطا لَ َ‬ ‫مطاُء ۚ َ‬ ‫ه اْل َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫مْن ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ل َعّمطا تَْعَمُلوَن( "لســورة البقــرة‪ -‬آيــة ‪ ,"74‬يريـد مــن‬ ‫اللّ ُ‬ ‫غطافِ ٍ‬ ‫أهــل اليمــان أن تكــون الرحمــة كلهــا مجلســدة فــي قلــوبه م وأن‬ ‫يكونـ وا أبعــد مــا يكــون عــن القلســوة ويقــول أن أهــل الكتــاب إنمــا‬ ‫القلســوة كلهــا فــي قلــوبه م أعلم ـوا جيــداً أننــا شــاهدنها وعايناهــا‬ ‫عاينهـا فـي البولسـنة والهرلس ك عنـدما كـانوا يقطعـون ويفصـلون‬ ‫‪239‬‬


‫رؤوس ال ئـمة والوعاظ ويلعبون بهــا الكــرة فــي الملعــب أليلســت‬ ‫هــذه قلســوة وفجــور ‪ ,‬عايناهــا فــي الفلــبين عنــدما كــانت تقطــع‬ ‫الذان وتقطع النــوف وتقطـع الطـراف وتجعـل قلئــد ‪ ,‬كـل ذلـك‬ ‫يفعل في جثث اهل اللسل م‪.‬‬ ‫قلسـوة وفجـور رأيناهـا فـي كشـمير ورأيناهـا فـي أمـاكن كـثيرة‬ ‫ورأيناها في صب ار وشتيل عندما قا م ذلــك الفــاجر شــارون بجمــع‬ ‫آلف مــن الفللســطنين وه م أحيــاء يأخــذه م البلــدوزر الــي حفــرة‬ ‫عميقة ث م يهيل عليه م التراب فإذا وأداً أليــس هــذا قلســوة وفجــور‬ ‫شــاهدنها وعايناهــا يــو م أمــر الطــائرات الحربيــة أن تنهــال علــي‬ ‫لسيارات اللســعاف وه ي تنقــل الــذين أصــيبوا يــو م قانـا أليــس هــذا‬ ‫قلسوة وفجور عايناها وشـاهدنها إن أدوات التعــذيب الــتي جلبــت‬ ‫الــي دول اللســل م مــا هــي إل مــن صــنع الغــرب ومـا هــي ال مــن‬ ‫صـــنع أمريكـــا أدوات يعـــذب بهـــا النـــاس يعـــذب بهـــا النـــاس فـــي‬ ‫لسجون أو فــي معتقلت كــانت هــذه الدوات إنمــا هــي صــناعته م‬ ‫إنمــا هــي تجــارته م وعنــدما فعــل أهــل العـراق فعلتهــ م بأربعــة مــن‬ ‫المرتزقة من المريكان مثل به م ديننــا يرفضــها ويحرمهــا ولكنهــا‬ ‫حدثت وفعلت إذا بكـل هـذه البـواق الـتي فعلـت الفاعيـل اذا بهـا‬ ‫تنطلق وتقول هذا هو دين اللسل م دين التمثيل بالجثث هذا هــو‬ ‫اللسل م‪ .‬إنما هو دين الرهاب كل الرهاب هذا هو دين اللســل م‬ ‫‪240‬‬


‫الذي في قلوب أبنائه تلك القلسوة ونلسوا وتنالسوا ونلسوا وتنالس ـوا‬ ‫كــل مــا فعلــوه وكـل مــا يفعلــونه أليلســت مــن القلســوة والفجــور أن‬ ‫تنلسف أمريكا الملســاجد بطائرتهــا فــي الفالوج ا أليــس هــذا قلســوة‬ ‫وفجور تدك الملســاجد علــي رؤوس مــن يصــلي فيهــا ومـا هــدمنا‬ ‫كنيلسة وما اقتحمنا كنيلسة وما أهنـا كنيلســة ويـو م أن دخـل عمـر‬ ‫‪ ‬بيــت المقــدس وأراد القلســيس أن يهيــأ لــه مكان ـاً للصــلة فــي‬ ‫الكنيلسة أبـى عليــه لمـاذا أبـى عليــه ؟ قـال حــتي ل ينــازعك م أهـل‬ ‫اللسل م فيها ويقولون هنا صلى عمر هنا صلي عمر ‪ ,‬هذا هــو‬ ‫اللسل م والخر الذي تشاهده إنما هــو نقيــض اللســل م فاللســل م‬ ‫إنما هو دين الرحمة إنما هو دين الحلسان إنمـا هـو ديـن الخيـر‬ ‫كله دين حر م الُم ثـلى تحريماً وجعلها من الكبائر وع ن لســمره بــن‬ ‫جندب ‪ ‬قال ما وقفنــا موقفـاً ومـا خطبنــا رلس ول الـ صــلي الـ‬ ‫عليه ولسل م وما وعظنا موعظة إل ويأمرنا بالصدقة وينهانــا عــن‬ ‫الُم ثـلى ‪.‬‬ ‫وفـي يــو م أن الستشــهد علــي بــن أبــي طــالب ‪ ‬وه و علــي‬ ‫م َ‬ ‫عطا َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫عطاقُِبوا‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫لسرير الموت يتذكر قــول ال ـ عــز وجـل‪َ ) :‬‬ ‫قْبُت ْ‬ ‫ ن( "لسورة‬ ‫عوقِْبُتم بِ ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫مطا ُ‬ ‫صطابِ​ِردي َ‬ ‫و َ‬ ‫م لَُه َ‬ ‫ولَِئ ن َ‬ ‫هۖ َ‬ ‫ل َ‬ ‫صبَْرُت ْ‬ ‫خْميٌر ِّلل ّ‬ ‫مْث ِ‬ ‫النحــل – آيــة ‪ ,"126‬ثــ م يجمــع أنصــاره فيقــول لهــ م إن ظفرتـ م‬ ‫بالرجل الرجل الذي ضــربني الرج ل الـذي قتلنـي ومـن الـذي قتلـه‬ ‫‪241‬‬


‫واحـــد مـــن الرع اع وهـ و أميـــر المـــؤمنين الـــذي قتلـــه واحـــد مـــن‬ ‫اللسوقة وذلك إما م المتقين واحداً ل ذكر لــه وذلــك علــي بــن أبــي‬ ‫طالب ‪ ‬في الولين والخرين جمع أهله أنصاره ث م قال لهـ م إن‬ ‫ظفرتـ م بالرجـ ل فإنمـــا هـــي ضـــربة بضـــربة ضـــربني فـــي رألســـي‬ ‫اضربوه في رألسه ضربني ضربة واحــدة اضــربوه ضــربه واحــدة ل‬ ‫تكــون الثانيــة إنمــا هــي ضــربة بضــربة ول تمثل ـوا بــه انظــر الــي‬ ‫حديثه يقــول إذا ظفرت م بــه ل تمثلـوا بجثتــه فــاني لســمعت رلس ول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م ينهى عن الُم ثـلى ولو بكلب عقور‪.‬‬ ‫الرلسول صلي الـ عليـه ولسـل م نهـي عـن الُم ثـلــى حــتي ولـو‬ ‫بكلب عقور‬

‫أعلموا ان الُم ثـلى محرمة في دينك م إواذا كان بعضاُ مــن أهــل‬ ‫العراق وقعوا في ذلــك الخطــأ الــذي وقعـوا فيــه فــإن معهــ م عــذره م‬ ‫فإنه م ُيفعل به م الفاعيل ولكـن هــذا هــو ديننـا الـذي يجــب علينــا‬ ‫أن نشــرحه للنــاس الــذي يجــب علينــا أن نــبينه للنــاس رلسـ ولك م‬ ‫صلي ال عليه ولسل م ودين اللسل م إنما فيه قول ال عز وجل‪:‬‬ ‫ول َ َ‬ ‫قْد َ‬ ‫هم‬ ‫وَرَزْقَنطا ُ‬ ‫مْلَنطا ُ‬ ‫مَنطا بَِن ي تآ َ‬ ‫م ِ‬ ‫حِر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫) َ‬ ‫واْلبَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫كّر ْ‬ ‫ف ي اْلبَ ِّ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫ضكميًل(‬ ‫م َ‬ ‫ضكْلَنطا ُ‬ ‫خلَْقَنكطا تَْف ِ‬ ‫ ن الطّ ِمي َّبكطا ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ ن َ‬ ‫ت َ‬ ‫م َ‬ ‫مك ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ّ‬ ‫كِثميكٍر ِ ّ‬ ‫عَلك ٰ‬ ‫ِّ‬

‫"لســورة اللس ـراء – آيــة ‪ "70‬وديــن اللســل م إنمــا إذا ح ـر م المثلــه‬ ‫حرمهـا فـي أبلسـط أحوالهـا وفـي أخـف معانيهـا يقـول رلس ول الـ‬ ‫‪242‬‬


‫صــلي ال ـ عليــه ولسـل م مــن مثــل بالشــعر لــ م يكــن لــه عنــد ال ـ‬ ‫خل قـ يو م القيامة ‪ ,‬الـذي يمثــل بالشــعر أبلســط شــئ الــذي يمثــل‬ ‫بالشعر فليس له عند ال خل قـ يو م القيامة كيــف تكــون الُم ثـلــى‬ ‫ل يحلقـوا رألسـها رج ل عمـل شـئ خطـأ فيـأتون‬ ‫بالشعر ؟ امرأة مث ً‬ ‫بــه ثــ م يحلقـوا جــزءاً ويـتركوا جــزءاً ثــ م يفعلـوا فــي الشــعر أفعــال‬ ‫مهينة فهذه الُم ثـلى نهي رلسول ال صلي ال عليه ولسل م عنهــا‬ ‫فمـا بالـك بـالكي بالنــار فمـا بالـك بالجلـد باللسـوط الكهرب ائي فمـا‬ ‫بالك فما بالك فما بالك ورلسول ال صــلي الـ عليــه ولسـل م حــي‬ ‫يتوعد الذين يمثلون بالخلق ويقول من مثــل بــذي روح مثــل الـ‬ ‫عـز وج ل بـه يـو م القيامـة مـن مثـل بـذي روح الـ عـز وج ل هـو‬ ‫الــذي لســوف يعــاقبه هــو الــذي لســوف يقتــص منــه يــو م القيامــة‬ ‫ولسوف يمثل به كما كان يمثل بــالخلق فــي الــدنيا وديــن اللســل م‬ ‫إنما حر م الُم ثـلى بالحيوان حر م الُم ثـلى بــالحيوان فكيــف اذا كــانت‬ ‫في امتهان متكرر لل نـلسان ‪.‬‬ ‫مالك بن فضل صلي الـ عليـه ولسـل م قـال أتيـت رلس ول الـ‬ ‫ل فــي‬ ‫صلي ال عليه ولسل م فقال لـي ذلـك الرج ل كـان يعمـل عم ً‬ ‫الجاهلية جاء ملسلماً فقال لي رلسول ال صــلي الـ عليــه ولسـل م‬ ‫ل صــحاحا فتــأتي بــالموس فتقطــع آذانهــا وتشــق‬ ‫اتكــون لــك إب ً‬ ‫جلدها وقلت نع م يا رلسول ال هــو فــي الجاهليــة كـان يعمــل ذلـك‬ ‫‪243‬‬


‫ل حتي تكون‬ ‫العمل يجعل هذه علمة في إبله حتي ل تلسرق مث ً‬ ‫هدياً حتي تكون صدقه كان يقطع الذن ويشق الجلــد فيقــول لــه‬ ‫رلسول ال صلي ال عليــه ولسـل م اعلــ م أن لســاعد الـ عــز وج ل‬ ‫اقوى من لساعدك يد ال عز وجل اقوى من يدك التي فعلــت بهــا‬ ‫في الحيوان ذلك الفعل الذي ارتكبت بهــا مــع الحيـوان ذلــك الــذي‬ ‫ارتكبت اعل م أن لساعد ال أقوى من لساعدك وأن موس ال أحــد‬ ‫مــن مولسـك والـ عــز وجـل لســوف يقتــص منــك كمــا مثلــت بتلــك‬ ‫البهائ م العجماء ‪ ,‬ومر عبد ال بن عمر ‪ ‬بصبية ه م صبية ل‬ ‫يعرف ون شــئ وقـد جعلـوا دجاجــة يرمونهــا جعلـوا دجاجــة ينشــنوا‬ ‫عليها فهربوا عندما رآه م عبد ال بن عمر قـال لهــ م لعــن رلس ول‬ ‫ال صلي ال عليه ولسل م مــن اتخــذ ذي روح غرض اً رلس ول الـ‬ ‫صــلي الـ عليــه ولسـل م لعـن مــن اتخــذ حاجــة فيهــا روح تجعلهــا‬ ‫غــرض تجعلهــا نيشــان تنشــن عليــه تؤذيهــا تؤذيهــا بهــذا الــذي‬ ‫تفعله ومر رلسولك م صلي ال عليه ولسل م علي رجل وضع رجلــه‬ ‫علـــي صـــدغ شـــاة وضــع رجلـــه علـــي رأس الشـــاه هـــو يريــد أن‬ ‫يــذبحها وضـع رجلــه علــي رألســها وأخــذ يشــحذ شــفرته فقــال لــه‬ ‫رلسول ال صلي ال عليه ولسل م أكان هــذا قبــل هــذا وه ي تنظــر‬ ‫اليه وتلحظه قال له رلسول ال صــلي الـ عليــه ولسـل م أتريـد أن‬ ‫تميتها موتتـان هـل أحـددت شـفرتك قبـل أن تفجعهـا ‪ ,‬العصـفور‬ ‫لسوف يشكو ل عز وجل يو م القيامة من رماه عبثاً يقول رلسول‬ ‫‪244‬‬


‫ال ـ صــلي ال ـ عليــه ولسـل م مــن قتــل عصــفو ارً عبث ـاً فــإنه يــو م‬ ‫القيامة يأتي بــه الـ عــز وج ل ويشــتكي ذلــك الــذي ضــربه الــذي‬ ‫قتله من قتل عصفو ارً عبثاً يعـج إلــي الـ عــز وج ل يـو م القيامــة‬ ‫يقول يا ربي فل نـ قتلني ليــس لمنفعــة ‪ ,‬ورلس ول الـ صــلي الـ‬ ‫عليه ولسل م ما من انلسان يقتل عصفو ارً فما فوق عصــفور فمــا‬ ‫فــوقه فمــا أكــبر منــه بغيــر حقــه إل لســأل عنــه يــو م القيامــة عــن‬ ‫العصفور الذي قتله من غير حق ثلث مرات ‪.‬‬ ‫قيــل يــا رلس ول الـ ومـا حقــه قــال أن يــذبحه ليــأكله ل يقطــع‬ ‫رألسه ويرمي به ورلسول ال صلي ال عليه ولسل م قــد نهــي عــن‬ ‫الُم ثـلـــى بالبهـــائ م ‪ ,‬البهيمـــة الـــتي يمثـــل بهـــا النـــاس يجعلونهـــا‬ ‫غرضاً أو شيئاً مــن ذلـك ثــ م قتلــت فـإنه يحـر م أكلهــا عقابـاً للـذي‬ ‫فعل ذلك الفعل ‪.‬‬ ‫ونهـــى رلسـ ولك م عـــن التحريــش بيـــن البهـــائ م ودينكـــ م ديـــن‬ ‫الرحمــة انظــروا إلــى القلســوة كلهــا وانظــروا إلــي مصــارعة الــثيران‬ ‫التي يشاهدونها والتي ينلسجمون أمامها ويضــحكون وه ي فيهــا‬ ‫كل ما حرمه دين اللسل م فان ذلك الثور إنما ُيرمى بالنبــل وح ر م‬ ‫علينا أن نجعل بهيمة غرضاً ث م يفعلون تلــك الفاعيــل ويقولـون‬ ‫أن الدين اللسل م إنما هو دين القلسوة إنما هو دين الرهاب إنما‬ ‫هو دين العتداء ‪ ,‬إنما هــو ديـن البطـش إنمــا هـو ديــن التنكيــل‬ ‫‪245‬‬


‫رمتني بدائها وانلسلت ‪ ,‬دين اللسل م يقول رلسول الـ صـلي الـ‬ ‫عليه ولسل م دخلت امرأة النار في هرة حبلســتها فلــ م تطعمهــا ولـ م‬ ‫تدعها تأكل من خشاش الرض حبلستها ‪ ,‬وعند الما م مالــك ‪‬‬ ‫قال اذا دخلت بيت ملسل م هرة عمياء يحر م عليه أن يخرجهــا مــن‬ ‫بيته وعليه أن يطعمها ويلسقيها انظر الى أي مدى المــا م مالــك‬ ‫يقول لو دخلت بيتك قطة عمياء فيحر م عليك أن ترميهــا وعليــك‬ ‫أن تطعمها وتلسقيها ل نـهــا ل تلســتطيع أن تحصــل علــي طعامهــا‬ ‫وتحصــل علــي شـرابها بــذاتها انظــروا إلــي أهــل الشــرك مــن قــدي م‬ ‫كيف كانوا يفعلــون بأهــل اللســل م وانظــروا إليهــ م فــي هــذه اليــا م‬ ‫كيــف يفعلــون بأهــل اللســل م لن الشــرك إنمــا كلــه دين ـاً واحــداً‬ ‫والقلسوة كلها ركبت في قلوب أهله والقلسوة كلها ركبت في قلوب‬ ‫أهله‪.‬‬ ‫أما أهل اللســل م فــان رلس ولك م عليــه افصــل الصــلة واللســل م‬ ‫يقــول لــن تــدخلوا الجنــة حــتي تراحم ـوا لــن تــدخلوا الجنــة حــتي‬ ‫تراحمـوا قــالوا يــا رلس ول الـ كلنــا رحيــ م قــال ليــس برحمــة احــدك م‬ ‫صحابه الرحمــة هنــا ليلســت انــك ترح م عيالــك أنـك ترح م زوجتــك‬ ‫أنك ترح م خالتك وعمتك ومن له صله بــك قـال رلس ول الـ صــلي‬ ‫ال ـ عليــه ولسـل م إنمــا الرحمــة رحمــة العامــة تكــون رحيــ م علــي‬ ‫خلق ال ‪ ,‬ورلسول ال صلي ال عليــه ولسـل م يقــول بينمــا بغــي‬ ‫‪246‬‬


‫تلسير إذا بكلب يطيف بركة قد الدع للسانه العطش فخلعت خفها‬ ‫فمل تـه ث م لسقته فغفــر الـ عــز وج ل لهــا " إذا كــان لســقي الكلــب‬ ‫الذي كاد يقتله العطــش مــن بغــي مــن مــومس رحمــة منهــا بــذلك‬ ‫الكلب ذلك العمل جعل ال عــز وج ل يغفــر لهــا مــا اقــترفته يــداها‬ ‫وما ألمت به من فلسق وفجور فانظروا الى أي مدى تعــالي م ذلــك‬ ‫الدين الحنيف ‪.‬‬ ‫شهداء أحد الذين فعلـوا بهــ م الفاعيــل وقطعــت منهــ م الذان‬ ‫وال نـوف وبقرت منه م البطون ما هو مآله م ما هو وضـعه م عــن‬ ‫جابر بن عبد ال ال نـصاري ‪ ‬قال الستصرخنا علي شهداء أحد‬ ‫يو م أمر معاوية بحفر الـبئر فضـرب المـر قـد م حمـزة فلسـال منهـا‬ ‫الد م وكشفنا عليه م فوجدناه م رطاباً كأنه م دفنوا أمس وكان بين‬ ‫دفنه م وحفر البئر أربعين لسنة " بعد أربعين لسنة جاءوا ليحفـروا‬ ‫بئر واذا بالفأس تضرب قد م حمـزة ‪ ‬إواذا بالــد م يفــور منـه كـأنه‬ ‫حي ما قتل لذلك رلسول ال صلي ال عليه ولسـل م يقــول إئتــوه م‬ ‫وزوروه م فوالــذي نفلســي بيــده ل يلســل م عليهــ م ملســل م الــي يــو م‬ ‫القيامة ال ردوا عليه‪ ..‬إل ردوا عليه ث م قـ أر قــول الـ عــز وج ل‪:‬‬ ‫هۖ َ‬ ‫عطا َ‬ ‫مْنُهككم‬ ‫ه َ‬ ‫مطا َ‬ ‫هُدوا اللّك َ‬ ‫ف ِ‬ ‫علَْميك ِ‬ ‫مْؤ ِ‬ ‫صَدُقوا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ ن ِر َ‬ ‫مِنمي َ‬ ‫م َ‬ ‫) ِّ‬ ‫جطا ٌ‬ ‫ ن اْل ُ‬ ‫م ن َ‬ ‫ظُر ۖ َوَمطا بَّدُلوا تَْبككِدديًل( "لســـورة‬ ‫ق َ‬ ‫م ن َدينَت ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حبَ ُ‬ ‫ى نَ ْ‬ ‫مْنُهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ض ٰ‬ ‫الحزاب – آية ‪"23‬‬ ‫‪247‬‬


248


‫الخاتمة‬ ‫بصمات علماء اللسل م‬ ‫مـن كـل مـا تقـد م نجـد أن اللسـل م أعطـي للعقـول قـوة دافعـة‬ ‫إلى طلب القم م في العلو م التي السهمت بعــد ذلــك وكـانت البــذور‬ ‫الـتي أنبتـت الشـجر ثــ م كـانت الثمــار الـتي قطفهـا الغــرب وادعـى‬ ‫إنها نتاجه وعمله وفكره‪.‬‬ ‫إوان ال نـلســان ليعجــب كــل العجــب مــن الهمــة الــتي أقــد م بهــا‬ ‫علماء اللسل م علي البحث ‪ ,‬إواذا كــانت هنــاك أمــة تلســاوت هــي‬ ‫وعلماء اللسل م في ذلك فانك لن تجد أمة فــاقت علمــاء اللســل م‬ ‫في تلك الهمة فه م أول مــن أدرك أن التجرب ة والترص د خيــر مــن‬ ‫أفضــل الكتــب ‪ ,‬فل عجــب أن نجــده م قــد لســبقوا بــألف لســنة فــي‬ ‫التجربة والترصد الذين همــا رك ن المناهــج العلميــة الحديثــة فــان‬ ‫علمــاء اللســل م ارتقـوا فــي علــومه م إلــى هــذه الدرج ة الــتي كــان‬ ‫يجهلها القدماء ‪.‬‬ ‫ومنــح اعتمــاد علمــاء اللســل م علــي التجرب ة مؤلفــاته م دقــة‬ ‫عملــت علــي ترقيــة العلــو م بمــا اكتشــفوه وكـذلك بمــا أقــاموا مــن‬ ‫‪249‬‬


‫جامعات ومما ألفوا مـن كتــب فكـان لهــ م الثــر البـالغ فـي نهضــة‬ ‫الغرب فانه م كانوا اللساتذة ل كـثر من عشرة قرون ويزيد ‪.‬‬ ‫ففي الرياضيات‪:‬‬ ‫وهي التي تعتبر البذور الولي لشجرة الكمبيوتر كان علماء‬ ‫اللســل م أول مــن أكتشــف علــ م الجــبر وه م أول مــن طبــق علــ م‬ ‫الجـــبر علـــي الهندلســـة فهـــ م الـــذين أدخلـــوا الممـــاس الـــي علـــ م‬ ‫المثلثات وأقاموا الجيوب مقا م الوتار وحل ـوا المعــادلت المكعبــة‬ ‫وتعمقـــوا فـــي مبـــاحث المخروطــات ولــ م يصـــل الغـــرب إلـــي تلـــك‬ ‫المور ال بعده م بخملسة قرون ‪..‬‬ ‫فإن الخوارزمي أبو جعفر مولسي ‪232‬هــ هــو مؤلسـس علــ م‬ ‫الجبر وطور عل م الحلساب وأبتكــر مــا يعــرف بالخوارزميــات الــتي‬ ‫هي المدخل إلي عل م البرمجة في الحوالسب ‪.‬‬ ‫وكان جشــميد الكاشــي ‪ 840‬هــ ‪ 1436‬م مــن أكــبر العلمــاء‬ ‫فــي الحضــارة اللســلمية بــل والعالميــة وذلــك لنــه أول مــن ذكــر‬ ‫الصــفر وأول مــن أدخلــه فــي الكلســور العشــرية وأول مــن تعامــل‬ ‫بها في العمليات الحلسابية‪.‬‬

‫‪250‬‬


‫وفي عل م الفلك‪:‬‬ ‫كــان النظــر الــي اللســماء ورص د النجــو م والكـواكب ودرالســتها‬ ‫هي شغل علماء اللسل م الشاغل بنوا المــدارس الــتي ترع ي تلــك‬ ‫العلو م وتعلمهـا‪ .‬وكـانت مدرلس ة بغـداد الفلكيـة فـي زم ن هـارون‬ ‫الرشيد وفي زمن المأمون وكان بناء المراصد في بغداد ودمشق‬ ‫حتي وصل علمــاء اللســل م الــي حلســاب انحـراف لســمت الشــمس‬ ‫فكــان رق م ال نـح ـراف ‪ 23‬درج ة و ‪ 23‬دقيقــة و ‪ 52‬ثانيــة وه و‬ ‫الرق م الذي وصل إليه العل م الحديث فنشــأ عـن رص ده م العتــدال‬ ‫الشملســـي تعيينهـــ م مـــدة اللســـنة بالضـــبط ‪ ,‬وقالســـوا خـــط نصـــف‬ ‫النهـــار الـــذي لـــ م يوفــق الغـــرب إليـــه إل بعـــد ألـــف عـــا م وكــان‬ ‫البيروني مــن العلمــاء الــذين كــان لهــ م اللســهامات الكــثيرة وكـان‬ ‫أول من وضع خطوط الطول ودوائر العرض ‪.‬‬ ‫وكان أبو بشر البلخي أول من وضع نظرية المد والجزر‪.‬‬ ‫وكـان البتــاني أبــو عبــد ال ـ محمــد بــن جــابر هــو أول مــن‬ ‫أثبت إمكان حدوث الكلسوف الحلقي للشمس ‪.‬‬ ‫وكان أبــو يــونس المصــري الــذي اتخــذ مرص د المقطــ م مكانـاً‬ ‫لبحــاثه أول مــن تمكــن مــن حلســاب جاذبيــة القمــر وهـ و الــذي‬ ‫اخترع رق اص اللســاعة ونلســب اخــتراعه الــي جــاليليو الــذي يعــده‬ ‫الغـــرب أول مـــن قـــال بـــدوران الرض ولقـــد لســـبقناه إلـــي اثبـــات‬ ‫‪251‬‬


‫دورانها منــذ درس النــاس القـرآن وتعلمــوه ‪ ,‬ولقــد كـان الــبيروني‬ ‫أبو الريحــان ‪973‬هــ و ‪ 1048‬هــو أول مــن تحــدث عــن دوران‬ ‫الرض حـــول محورهـ ا فـــي كتـــابه الثــــار الباقيـــة فـــي القـــرون‬ ‫الخالية ‪.‬‬ ‫وكان أبو الوفاء البزجاني أول من اكتشف التغيرات القمريـة‬ ‫ومعرفة الدائرة في الفلك الكامل عن حركات الجرا م اللسماوية ‪.‬‬ ‫وكان بن الشاطر واحــداً مــن كبـار علمـاء الفلـك الـذين قـادوا‬ ‫البشــرية إلــى تصــورات جديــدة للكــون وهيــأت اللســبيل لحضــارة‬ ‫عصر الفضاء وابتكر الكثير من أدوات القياس واللسطرلب ‪.‬‬ ‫وكـــان نصــــير الــــدين الطولســـي ‪ 673‬هـــــ و ‪ 1374‬م هــــو‬ ‫مؤلسـس أهــ م مرص د عرفتــه البشــرية إلــى العصــر الحــديث وه و‬ ‫الــذي طــور علــ م حلســاب المثلثــات وأول مــن دعــى إلــى مــؤتمر‬ ‫علمي ‪.‬‬ ‫إذا توجهنا إلى الكيمياء نجد القــو م يقولـون أن لفـوازيه هــو‬ ‫واضع عل م الكيمياء وقد غاب عنه م أن جابر بــن حيــان هــو أول‬ ‫من وضع مولسوعة علميـة حاويـة لمـا وصـل إليـه علـ م الكيميـاء‬ ‫في عصره وهو أول من قــال أن الجلسـا م تفقــد شــكلها وطبيعتهــا‬ ‫وتصبح علي غير ما كـانت عليــه بالتحليــل وقـال أنهــا إمــا تطيــر‬ ‫وحدها وتبقي الجلســا م الــتي امــتزجت بهــا إوامــا أن تطيــر مــع مــا‬ ‫‪252‬‬


‫امــتزجت بــه فــي آن واحــد‪ ..‬ذلــك العــال م الــذي كــان يلقــب بــأبي‬ ‫الكيميــاء لمــا قــدمه مــن اكتشــافات تعتــبر حجــة… وظلــت كتبــه‬ ‫المرجع الوحيد الذي ل يوجد لـه نـد قرابـه ألـف عـا م ‪ ,‬وكـان أول‬ ‫مـــن حضـــر نـــترات الفضـــة ومــاء الـــذهب والبوتــاس والنشـــادر‬ ‫والرالســــب الحمــــر وكـــان هــــو أول مــــن ذكــــر أعمــــاًل السالســــية‬ ‫كالتقطير‪ ..‬والتصعيد‪ ..‬والتبلور‪.‬‬ ‫وكان الرازي أول من الستخرج زي ت الـزاج مـن تقطيـر كـبريت‬ ‫الحديد وأول من الستخلص الكحول بالتقطير ‪.‬‬ ‫وكــان علمــاء اللســل م أول مــن اكتشــف البــارود وأول مــن‬ ‫الستخدمه وصنع به الدانات وأعد له المدافع ‪.‬‬ ‫وكـذلك صـنعوا الـورق المعـروف إلـى يومنـا هـذا والـذي كـان‬ ‫أول ما صنع في لسمرقند وكانوا يصنعونه من اذابه القطن حــتي‬ ‫بلغوا في صناعته إلى درجة من الصقل والرقة مــا لــ م يصــل اليــه‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫وكان الدريلسي أول من صنع البوصلة وأول من الستخدمها‬ ‫فـــي الملحـــة وأخـــذها عنـــه الغـــرب فـــي القـــرن الثـــالث عشـــر‬ ‫الميلدي‪.‬‬ ‫وفي الطب‪:‬‬

‫‪253‬‬


‫كان ابو بكر الرازي ‪320‬هـ و ‪ 926‬م هــو أبــو الطــب وأعظــ م‬ ‫الطباء وكان حجة الطب في أوربا في القرن اللسابع عشر ذلــك‬ ‫الطــبيب الــذي تــرك للبشــرية ‪ 230‬كتاب ـاً تعتــبر مولسـوعات فــي‬ ‫الطب والصيدلة وهو أول من وضع كتاب في طب الطفال وكان‬ ‫والسع الطلع علي عل م التشريح وكان أول من الستخد م الفتائــل‬ ‫‪.‬‬ ‫وكان خلف أبو قالس م الزهراوي أكبر جراح عرف ه العــال م حــتي‬ ‫عصر النهضة الوربية وهو مؤلسس عل م الجراحة ‪.‬‬ ‫إواذا كان الغرب يدعي أن مكتشــف الـدورة الدمويـة ورالســمها‬ ‫هو ولي م هارفي فانه ادعـاء لسـبقه إليـه بـن النفيـس علء الـدين‬ ‫بــن الحلســن ‪687‬هــ ‪ 1288‬م بعــده قــرون فــان بــن النفيــس هــو‬ ‫مكتشف الدورة الدموية وهو أول من رلسمها وحدد معالمها‪.‬‬ ‫وكان بن لسيناء أبو علي الحلسين بن عبد ال ـ واضــع كتــاب‬ ‫القــانون فــي الطــب ذلــك الكتــاب الــذي كــان المرج ع الوحيــد فــي‬ ‫الطب ول يدرس غيره لعدة قرون في جامعــات الغــرب ومدارلس ه‪,‬‬ ‫حتي لقب بن لسيناء بأمير الطب ‪.‬‬ ‫وكان أبو القالس م القرطبي من أشهر الجراحين وهو أول مــن‬ ‫فتــت الحصــاه ولسـحقها الــتي عــدت مــن مفــاخر الطــب الحــديث‬ ‫…… وكان أول طبيب في جراحة اللسنان وجراحة العيون ‪.‬‬ ‫‪254‬‬


‫وكان بن ُزهر ‪557‬هـ ‪ 1162‬م هو أول مــن فصــل الصــيدلة‬ ‫عـــن الطـــب فهـــو مؤلســس علـــ م الصـــيدلة ومنشـــئه وكــان ذلـــك‬ ‫الطبيب أول من الستخد م البنج فكان معه أعظ م الراحة للمريــض‬ ‫وللطبيب الذي يقو م بالعملية الجراحية ‪.‬‬ ‫وكان لنا في عل م النبات الدينوري أبو حنيفة وبـن وحشــية ‪,‬‬ ‫وبن العوا م وبن الرومية وبن البيطار وداود ال نـطاكي الــذي تــرك‬ ‫لنا مولسـوعة فــي علــ م النبــات ومنــافعه وأمــاكن تواجــده وزراعتــه‬ ‫مرتبة على حلسب حروف المعج م فكان كتــابه أول مولسـوعة فــي‬ ‫عل م النبات ‪.‬‬ ‫أما عل م الحيوان‪:‬‬ ‫فــإن محمــد كمــال الــدين الــدميري الشــهير بالصـوابي لســيدي‬ ‫الصـــوابي كـــان أول مـــن أعـــد أول مولســوعة علميـــة فـــي علـــ م‬ ‫الحيوان مرتبه على حلسب حروف المعج م وقال أنــه درس ‪560‬‬ ‫كتـــاب فـــي علـــ م الحيـــوان حـــتي كتـــب مولســوعته حيـــاة الحيـــوان‬ ‫الكـــبرى الـــتي قـــال فـــي حقهـــا لولســـين ليكليـــرك ومـــدح كاتبهـــا‬ ‫الديميري فقال أن الديميري أعظ م عال م في علــ م الحيـوان انجبتــه‬ ‫حضارة اللسل م ‪.‬‬ ‫ويقول العلمــة اللســويدي اريـك نــوردن أعظــ م وأضــخ م كتــاب‬ ‫وصل الينا في عل م الحيوان هو حياة الحيوان الكبرى‪.‬‬ ‫‪255‬‬


‫حضــارة اللســـل م هـــي حضــارة المولســوعات الضـــخمة الـــتي‬ ‫كانت تعد وكأنها في أيامنا الكمبيوتر أو ال نـترنت إواننا لــو ذكرن ا‬ ‫كل السهامات علماء اللسل م فان الصــفحات ل تلســتطيع الحصــر‬ ‫ول نقوى عليه ‪.‬‬ ‫إواذا ألســـرعنا الخطـــو حـــتي نصـــل إلـــى أيامنـــا هـــذه نجـــد أن‬ ‫التلميع العلمي اصـقل أينشـتاين ورفعـه إلـى أعلـى القمـ م وأمـا‬ ‫التعتي م فانه طمس عالمنا الذري مصطفي مشرفه الذي كــان نــداً‬ ‫لينشــتاين ولـو أنصــفت لقلــت أعظــ م منــه قــد ارً ولـو نظرنـ ا إلــى‬ ‫جامعــات الغــرب اليــو م نجــد الكــثير مــن علمــاء اللســل م قــد ظهــر‬ ‫نــوره م ووضـحت بصــماته م فكــانوا نجومـ اً ينيــرون الغــرب نــذكر‬ ‫منه م فاروق الباز الذي وضـع الخرائـط وح دد المعـال م لكـثير مـن‬ ‫رحلت الفضاء وكان منه م أحمد زويل الذي اتنزع جائزة عالمية‬ ‫انتزاعاً وما منحوه إياها ال مرغمين‪.‬‬ ‫فرغ منه يو م الخميس الموافق‬ ‫‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 1426‬هـ‬ ‫الموافق ‪ 12‬من يناير ‪ 2006‬م‬ ‫والحمد ل رب العالمين‬ ‫‪256‬‬


257


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.