الفقه 2

Page 1

‫الــفقــه ‪2‬‬ ‫التعليم الثانوي (نظام املقررات)‬ ‫م�سار العلـوم الأدبيـة‬

‫الإنتاج الفني والت�صميم‬ ‫وكالة الت�صميم الرقمي‬

‫رقم اإليداع ‪1428 / 5378 :‬‬ ‫ردمك ‪978 - 9960 - 48 - 462- 4 :‬‬

‫الطبعة الرابعة ‪1431‬هـ ــ ‪1432‬هـ ‪ 2010/‬ـ ‪2011‬م‬

‫‪: º```````````°S’G‬‬ ‫‪......................................................................... : á````°SQó`ªdG‬‬

‫‪..........................................................................‬‬

‫الطبعة الرابعة‬ ‫‪ 1431‬ـــ ‪1432‬هــ‬ ‫‪ 2010‬ـــ ‪2011‬م‬


¢ùjQóJ º`«∏©àdGh á`«HôàdG IQGRh äQôb É¡à≤Øf ≈``∏``Y ¬``©``Ñ``Wh ÜÉ`````à``µ``dG Gò```g

© «—dI*« ÂUE�® Íu�U��« rOKF��« WO�œ_« ÂuKF�« —U�� œ«b?? ? ? ? �≈ ÊU�œu�« bN� s� sL�d�« b��

wKO�A�« tK�« b�� s� n�u� Æ œ

w�UD�I�« tK�«b�� s� sL�d�« b��

WF�«d� ÊU�u�?�« b�U� XM� l�b�

tK�«—U'« bL�� XM� WL�U� Æœ ÊU�u'« l�b� XM� tKO�

á©HGôdG á©Ñ£dG `g 1432 ``` 1431 Ω2011 ``` 2010


‫ح‬

‫وزارة الﺘﺮﺑﻴﺔ والﺘﻌﻠﻴﻢ‪١٤٢٨ ،‬ﻫـ‬ ‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‬ ‫وزارة التربية والتعليم‬ ‫التعليم الثانوي (نظام املقررات) ‪ -‬الرياض ‪1428‬هـ‬ ‫‪ 296‬ص ‪ 27 x 21‬سم‬ ‫ردمك‪978 -9960 - 48 - 462 - 4 :‬‬ ‫‪ -1‬الفقه اإلسالمي ‪ -‬كتب دراسية ‪-‬أ‪ -‬الودعان‪ ،‬عبد الرحمن بن فهد (مؤلف مشارك)‬ ‫ب‪ -‬القحطاني‪ ،‬عبد الرحمن بن عبد اهلل (مؤلف مشارك)‪ ،‬ج‪ -‬العنوان‬ ‫‪1428 /5378‬‬ ‫ديوي ‪372,825‬‬ ‫رقم اإليداع ‪1428 / 5378 :‬‬ ‫ردمك ‪978 - 9960 - 48 - -462 4 :‬‬

‫‪ôjƒ£àdGh ∞«dCÉàdG ≈∏Y ±ô°TCG‬‬

‫‪ègÉæª∏d áeÉ©dG IQGOE’G‬‬

‫لهذا املقرر قيمة مهمة وفائدة كبيرة فلنحافﻆ عليه ولنجعل نظافته تشهد على حسن سلوكنا معه‪.‬‬ ‫إذا لم نحتفﻆ بهذا املقرر في مكتبتنا اخلاصة في آخر العام لالستفادة فلنجعل مكتبة مدرستنا حتتفﻆ به‪.‬‬ ‫حقوق الطبع والنشر محفوﻇة لوزارة التربية والتعليم‪ -‬اململكة العربية السعودية‬

‫ﻣﻮﻗﻊ‬

‫وزارة الﺘﺮﺑﻴﺔ والﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫‪www.moe.gov.sa‬‬

‫ﻣﻮﻗﻊ‬

‫الﺒواﺑﺔ الﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ لﻠﺘﺨﻄﻴﻂ والﺘﻄوﻳﺮ‬

‫‪http://www.ed.edu.sa‬‬

‫ﻣﻮﻗﻊ‬

‫إدارة الﺘﻌﻠﻴﻢ الﺜﺎﻧوي‬ ‫‪www.hs.gov.sa‬‬

‫الﺒﺮﻳﺪ اﻹلﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻹدارة الﺘﻌﻠﻴﻢ الﺜﺎﻧوي‬

‫‪secondary-education@moe.gov.sa‬‬




‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األ‬ ‫نبياء‬ ‫واملر‬ ‫سلني‬ ‫نبينا‬ ‫م‬ ‫حمد‬ ‫و‬ ‫على‬ ‫آله‬ ‫و‬ ‫صحبه‬ ‫أجم‬ ‫عني‪،‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫فبني يديك ـ أخي الطالب ـ كتاب الفقه (‪ )2‬للطالب؛‬ ‫مقرر‬ ‫الت‬ ‫خص‬ ‫ص‪،‬‬ ‫لل‬ ‫نظام‬ ‫الث‬ ‫انوي‬ ‫ب‬ ‫خطته‬ ‫اجل‬ ‫ديدة‬ ‫‪،‬وهو‬ ‫كتاب‬ ‫يقرب إليك األحكام الشرعية لبقية املعام ِ‬ ‫وعلم أصول الفقه‪.‬‬ ‫الت الشرعي ِة‪ ،‬وأحكا َم الفرائض َ‬ ‫و‬ ‫بقدر علمك وعملك باألحكام التي تدرسها‪،‬ودعوتك إليها‬ ‫وتعليمها لآلخرين‪،‬؛ تكون بإذن اهلل تعالى ممن أراد اهلل‬ ‫بهم اخلير وسعادة الدارين؛ حيث أخبرنا رسولنا‬ ‫الكرمي [ أن‪« :‬من يرد اهلل به خيرا يفقهه في الدِّ ين» (‪ّ ،)1‬‬ ‫وبشر من ب ّلغ‬ ‫شريعته‪ ،‬ودعا له [ بأن يرزقه اهلل البهجة بقوله [‪َّ :‬‬ ‫«نضر اهلل‬ ‫امر ًءا سمع مقالتي فوعاها‪ ،‬فأداها إلى من لم يسمعها‪،‬‬ ‫فرب حامل‬ ‫فقه غير فقيه‪ ،‬ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (‪.)2‬‬ ‫وقد يسر اهلل تعالى صياغة موضوعات هذا املقرر بطريقة تتيح‬ ‫لك أن تكون طالبا نشطا داخل الصف؛ تشارك في الدرس‬ ‫بفا‬ ‫علية وروح متوثبة‪،‬مطبقا ملا ميكن تطبيقه داخل الصف أو‬ ‫املدرسة‪،‬وتشارك في حل النشاطات والتمارين التي تزيدك‬ ‫علما وفهما واستيعابا للدرس‪ ،‬وتنمي لديك املهارات املتن‬ ‫وعة؛ كما تعينك صياغة املقرر اجلديدة على البحث عن‬ ‫املعلومة بنفسك؛ مع مساعدتك في البحث عنها من‬ ‫خالل‬ ‫ب‬ ‫عض‬ ‫املوج‬ ‫هات‬ ‫أو‬ ‫إ‬ ‫رشاد‬ ‫معل‬ ‫مك‬ ‫امل‬ ‫بارك‬ ‫؛كما‬ ‫تع‬ ‫ينك على‬ ‫الت‬ ‫عاون مع زمالئك في إثراء املادة ونفع اآلخرين‪ ،‬وقبل ذلك و‬ ‫بعده‬ ‫تع‬ ‫ينك‬ ‫–إن‬ ‫شاء‬ ‫اهلل‬ ‫تعا‬ ‫لى‪-‬‬ ‫في‬ ‫متثل‬ ‫األ‬ ‫حكام‬ ‫الش‬ ‫رعية‬ ‫في حياتك‪ ،‬وتقربك إلى ربك‬ ‫وخالقك؛ مما يقودك بإذن اهلل لسعادة الدنيا ونعيم اآلخرة‪.‬‬ ‫وقد راعينا في هذا املؤلف اجلديد ما يلي‪:‬‬ ‫أوال‪:‬تنوع العرض للمادة الدراسية؛ لي‬ ‫سهل عليك فهمها‪ ،‬وتتمكن من استيعابها بيسر وسهولة‪.‬‬ ‫ث‬ ‫انيا‪ :‬احلرص على مشاركتك في الدرس؛ تعلما وتطبيقا وك‬ ‫تابة‪ ،‬وبحثا عن املعلومة‪ ،‬واستنباطا لها؛ من خالل أنشطة‬ ‫تعل‬ ‫يمية وفراغات داخل احملتوى تركت لتكتبها بأسلوبك‪ ،‬وت‬ ‫ضرب عليها أمثلة من واقع حياتك ومعايشتك‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تعر‬ ‫ضها على معلمك للتأكد من مدى صحة ما توصلت إليه‪.‬‬ ‫ثا‬ ‫لثا‪:‬تنمية مهارات التعلم والتفكير التي لديك؛ من خالل‬ ‫مساحات للتفكير تتيح لك التمرن على االستنباط وضرب‬ ‫ا‬ ‫ألمثلة واملشاركة الفاعلة‪ ،‬مع توجيه معلمك‪ ،‬وعنايته بك‪.‬‬ ‫رابعا‪:‬تنمية مهارة التعاون ؛ من خالل األنشطة والتمري‬ ‫نات‬ ‫امل‬ ‫شترك‬ ‫ة؛مع‬ ‫زم‬ ‫يلك‬ ‫أو‬ ‫مج‬ ‫موع‬ ‫تك؛‬ ‫للت‬ ‫وصل‬ ‫من‬ ‫خالل ذلك‬ ‫إلى املعلومة باالشتراك مع زمالئك في الصف‪.‬‬ ‫وقد‬ ‫ُرسم لكل وحدة في الكتاب أهداف وضعت في مدخل‬ ‫الوحدة؛ من أجل أن تتأملها وتسعى لتحقيقها‪ ،‬فبقدر‬ ‫قربك من‬ ‫حتقيق األهداف تكون استفادتك من الكتاب كبيرة‪ ،‬ومثمرة‪.‬‬ ‫وا‬ ‫لذي نؤمله أن يكون الكتاب دافع ًا لك لالرتقاء في مدارج ا‬ ‫لعلم والهداية‪ ،‬وانطالقة خلير عظيم ترى أثره في حياتك‬ ‫ومجتمعك وأمتك‪.‬‬ ‫ ‬ ‫نفع اهلل بك يا أخي‪ ،‬وجعلك‬ ‫قرة عني لوالديك‪ ،‬ونافعا ألمتك‪ ،‬وحفظك من كل مكروه‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب العلم‪ ،‬باب‬ ‫من يرد اهلل به خيرا يفقهه في الدين ‪ ،)71( 39/1‬ومسلم‬ ‫في كتاب الزكاة‪ ،‬باب النهي عن املسألة ‪.)1037( 718/2‬‬ ‫(‪ )2‬احلديث صحيح‪ ،‬مروي عن جمع من الصحابة‬ ‫منهم‪ :‬جبير بن مطعم‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وزيد‬ ‫بن ثابت‪ ،‬وأنس ]‪ ،‬بألفاظ متقاربة‪ ،‬ينظر‪ :‬مسند اإلمام‬ ‫أحمد ‪،225/3 ،436/1 ،80/4‬‬ ‫‪ ،183/5‬وسنن أبي داود ‪ ،)3660( 322/3‬والترمذي‬ ‫‪ ،)2658(-)2656(33/5‬وابن ماجه ‪86 -84/1‬‬ ‫(‪ ،)236(-)230‬وغيرهم‪ ،‬وقد ذكره الكتاني في األح‬ ‫اديث املتواترة (نظم املتناثر في احلديث املتواتر ص‪.)33‬‬

‫املؤلفون‬


‫ﺻﻔﺤﺔ‬

‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬

‫ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت‬:ً‫أوﻻ‬

‫اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬

π

…UL�*« œuIF�«Ë —UO�?�« ÓÒ

≤π

UNKI�Ë Êu�b�« oO�u�

µ±

WFHA�«Ë `KB�«

∂≥

VBG�«Ë W�UF�?�«

∑±

WO u�«Ë n�u�«Ë W�N�« U�d���«

∏∏

‫ اﻟﻔﺮاﺋﺾ‬: ‫ﺛﺎﻧﻴ‬

∏π

Y�—«u*« rK� w� U�bI�

π∑

rN�—≈ Ÿ«u�√Ë Êu�—«u�«

±∞µ

À«dO*« w� W�—u�« ÂUJ�√ qOBH�


‫ﺻﻔﺤﺔ‬

±µπ

V��?�«

±∂π

qzU�*« qO Q�

±∏±

œd�«Ë ‰uF�«

±π¥

‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬

‫ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ‬: ‫ﺛﺎﻟﺜ‬

±πµ

rJ�?�«Ë ¨tIH�« ‰u √ rK� ∆œU��

≤±±

vF{u�« rJ�?�«

≤≤∑

W?? ? ? ? ? ? ? �œ_«

≤µµ

ÿUH�_« ôôœ

≤∑µ

wNM�«Ë d�_«

≤∏∑

¡U�H��ô«Ë Èu�H�«


‫أوﻻ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت‬

‫∏‬


‫اﻟﻮﺣﺪة‬ ‫ا وﻟــــــﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴﻤﺎة‬ ‫اﻟﺨﻴﺎر واﻟﻌﻘﻮد‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻚ أﺧﻲ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﺪ دراﺳﺔ ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺗﻌﺮف اﻟﻐﺒﻦ اﻟﺬي ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ اﻟﺨﻴﺎر‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺗﻤﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎر اﻟﻐﺒﻦ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﺗﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﻐﺒﻦ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻻﺣﺘﻜﺎر اﻟﻤﺤﺮم واﻻدﺧﺎر‪.‬‬ ‫‪ .5‬ﺗﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺴﻌﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﺰ واﻟﻤﺤﺮم‬ ‫‪ .6‬ﺗﺒﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺑﻴﻊ اﻟﺴﻠﻢ وأﻫﻢ أﺣﻜﺎﻣﻪ ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ﺗﻌﺮف ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻌﻘﺪ اﻟﺴﻠﻢ وأﻫﻢ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ .8‬ﺗﺒﻴﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻴﻊ اﻟﺜﻤﺎر ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ‪.‬‬ ‫‪ .9‬ﺗﺪرك أﻫﻢ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ا‪¥‬ﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ درﺳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة‪.‬‬

‫‪π‬‬


‫ﺧـﻴــﺎر اﻟـﻐـﺒـﻦ‬

‫(‪)1‬‬

‫ﲤﻬﻴﺪ‬ ‫مر بك فيما سبق بيان معنى اخليار وبعض أنواعه‪ ،‬حاول أن تتذكر ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪-‬املراد باخليار‪...................................................................... :‬‬ ‫ب‪ -‬أنواع اخليار التي مرت بك‪ ،‬واملراد بها‪:‬‬ ‫‪ ، ............... -1‬واملراد به ‪..................................................... :‬‬ ‫‪ ، ............... -2‬واملراد به ‪..................................................... :‬‬ ‫‪ ، ............... -3‬واملراد به ‪..................................................... :‬‬ ‫‪ ، ............... -4‬واملراد به ‪..................................................... :‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻒ الﻐﱭ‬ ‫الﻐﱭ ﻓﻲ الﻠﻐﺔ‪ :‬النقص‪.‬‬ ‫والﻐﱭ ﻓﻲ الﺒﻴﻊ‪ :‬أن يشتري شيﺌ ًا بأكثر من ثمنه املعتاد‪ ،‬أو يبيعه بأقل من ثمنه املعتاد؛ مع اجلهل بالثمن‬ ‫املعتاد‪ ،‬أما إن اشتراه أو باعه عامل ًا فليس هذا بﻐﱭ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻢ الﻐﱭ‬ ‫ﻻ ﻳﺠوز للمسلم أن يقصد غﱭ أخيه‪ ،‬سواء أكان بائع ًا أم مشترياً؛ ملا في ذلك من الﻐﺶ واخلديعة‪،‬‬ ‫والواﺟﺐ على املسلم بذل النصيحة ألخيه‪ ،‬وأن يحب له ما يحب لنفسه‪ ،‬وفي احلديث عنه ﷺ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أنه قال‪« :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه»‪.‬‬ ‫ومن أجرى عقداً ثم تبني له أنه مﻐبون فيه فيثبت له اخليار بني إمضاء العقد أو فسخه‪.‬‬

‫(‪ )1‬تقدم معنا في مقرر فقه ‪ 1‬بعض أنواع اخليارات في البيوع‪ ،‬وتشتمل هذه الوحدة بقية أنواعها‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب اإلميان‪ ،‬باب من اإلميان أن يحب ألخيه ما يحب لنفسه برقم (‪ ،)13‬ومسلم في كتاب اإلميان‪ ،‬باب من‬ ‫خصال اإلميان أن يحب ألخيه ما يحب لنفسه‪ ،‬برقم (‪.)45‬‬

‫∞‪±‬‬


‫ﺷﺮوط ﺛﺒوت اﳋﻴﺎر ﻓﻲ الﻐﱭ‬ ‫ﻻ ﻳﺜﺒﺖ لﻠﻌﺎﻗﺪ ﺧﻴﺎر الﻐﱭ إﻻ ﺑﺸﺮﻃﲔ‪:‬‬ ‫اﻷول‪ :‬أن يكون جاه ً‬ ‫ال بالثمن املعتاد‪ ،‬أما إن اشترى أو باع باختياره وهو يعلم بأنه مﻐبون فال خيار له‪.‬‬ ‫الﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن يكون الﻐﱭ فاحش ًا في ُعرف التجار‪ ،‬أما إن كان يسيراً فال خيار له‪.‬‬

‫أﻣﺜﻠﺔ ﺧﻴﺎر الﻐﱭ‬ ‫لﻠﻐﱭ ﻓﻲ الﺒﻴوع أﻣﺜﻠﺔ ﻣﺘﻌﺪدة‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫‪-١‬ﺗﻠﻘﻲ الﺮﻛﺒﺎن‪:‬‬ ‫وهم الذين َيجلبون السلع إلى السوق‪ ،‬كاملزارعني وأصحاب املاشية‪ .‬ﻓﻴﺤﺮم على الشخص أن يقصد اخلروج من‬ ‫السوق ليتلقى هؤالء‪ ،‬ويشتري منهم قبل أن يصلوا إلى السوق ويعرفوا األسعار؛ ملا في ذلك من اإلضرار بهم‪ ،‬إذ قد‬ ‫يبيعون ما َج َلبوه بأقل من قيمته املناسبة جلهلهم بسعر السوق‪.‬‬ ‫فإن اشترى منهم ﻓﺎلﺒﻴﻊ ﺻﺤﻴﺢ‪ ،‬ولكن إذا دخل السوق البائع‪ ،‬وتبني له أنه قد غﱭ فله اخليار بني أمرين ؛ فما هما؟‬ ‫‪. ........................... -2‬‬ ‫‪. ...................... -1‬‬ ‫والﺪلﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﺒوت اﳋﻴﺎر لﻠﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ الﺼورة‪ :‬قول النبي [ ‪«:‬ال َت َل َّقوا اجل َلب‪ ،‬فمن تل ﱠقاه فاشترى منه فإذا‬ ‫َ‬ ‫أتى سيدُ ه‬ ‫السوق فهو باخليار»(‪.)1‬‬

‫ﻓﻜﺮ‬ ‫ﻣﻴﺰ ﻣﺎ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﻲ الﺮﻛﺒﺎن اﶈﺮم ‪ ،‬والﺬي ﻳﺜﺒﺖ لﺼﺎﺣﺒﻪ اﳋﻴﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻊ ﺑﻴﺎن الﺴﺒﺐ‪:‬‬ ‫املﺜﺎل‬

‫ما يفعله بعض السماسرة في مزادات السيارات‬ ‫حيث إنهم يستقبلون أصحاب السيارات الذين‬ ‫يقصدون بيعها قبل أن يدخلوا السوق‬

‫رأﻳﻚ ﻓﻴﻪ‬

‫الﺴﺒﺐ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسـلم في كتاب البيوع‪ ،‬باب حترمي تلقي اجللب برقم (‪ ،)1519‬واملراد بقوله‪( :‬اجللب) ‪ :‬ما يجلب للبيـــع‪ ،‬وبقولــــــه‪:‬‬ ‫(سيده)‪ :‬صاحبه‪.‬‬ ‫‪±±‬‬


‫ذهاب الصديق بسيارة صديقه لبيعها في السوق‬ ‫حتى ال يﻐﱭ صديقه لقلة معرفته بطريقة بيع‬ ‫السيارات‬ ‫الذهاب إلى القرى لشراء البضائع الرخيصة من‬ ‫املزارعني ومحالت السيارات وأصحاب األغنام ثم‬ ‫جلبها إلى املدن الكبيرة لبيعها بسعر أغلى‬

‫‪ -٢‬ﺑﻴﻊ املﺴﺘﺮﺳﻞ‪:‬‬

‫وهو الذي يجهل قيمة املبيع‪ .‬كأن يشتري ساع ًة قيمتها خمسون ﲟائة‪ ،‬فيثبت له خيار الﻐﱭ؛ ملا روى ابن عمر ›‬ ‫ال ذكر للنبي [ أنه يخدع في البيوع‪ ،‬فقال‪« :‬إذا بايعت فقل‪ :‬ال خالبة»(‪.)1‬‬ ‫أن رج ً‬

‫الﻨﺠﺶ‪:‬‬ ‫‪ -٣‬ﺑﻴﻊ ْ‬

‫وهو أن يزيد في ثمن السلعة في املزاد من ال يريد شراءها(‪.)2‬‬

‫الﻐﱭ ﻓﻲ اﻷﺳواق املﺎلﻴﺔ‬ ‫وشراء عبر شبكات‬ ‫وسندات وغيرها‪ ،‬بيع ًا‬ ‫أسهم‬ ‫تعد األسواق املالية املعاصرة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مزادات مفتوح ًة تتداول فيها األوراق املالية من ٍ‬ ‫إلكترونية‪.‬‬ ‫ويجب على من يضارب(‪ )3‬في هذه األسواق مراعاة أمرين‪:‬‬ ‫اﻷول‪ :‬التأكد من أن الورقة املالية التي يضارب بها مباحة‪ ،‬فال ﲡوز املضاربة في سندات القروض‪ ،‬وال في أسهم الشركات‬ ‫التي تتعامل بالربا أو بﻐيره من احملرمات‪.‬‬ ‫والﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﲡنب اخلديعة والﻐﱭ في تداول هذه األوراق‪.‬‬ ‫وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ الﻐﱭ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫حد معني(‪،)4‬‬ ‫‪ -1‬اتفاق مجموعة من املضاربني على شراء أسهم إحدى الشركات‬ ‫ٍ‬ ‫بكميات كبيرة بقصد رفع قيمتها إلى ٍ‬ ‫ثم بيعها على اآلخرين الذين يقدمون على شرائها بتلك القيمة ﻇن ًا منهم أن هذه هي قيمتها احلقيقية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب البيوع‪ ،‬باب ما يكره من اخلداع في البيع برقم (‪ )2117‬ومسلم في كتاب البيع‪ ،‬باب من يخدع في البيع‬ ‫برقم (‪ . )1533‬واملراد بقوله‪( :‬ال خالبة) أي ال خديعة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬سبق في مقرر فقه ‪ 1‬بيان صور النجﺶ ودليل حترميه‪.‬‬ ‫بثمن أعلى‪.‬‬ ‫(‪ )3‬يقصد باملضارب هنا من يتاجر في األوراق املالية بيع ًا‬ ‫وشراء‪ ،‬فيشتريها بثمن طمع ًا في أن يبيعها ٍ‬ ‫ً‬ ‫(‪ )4‬من املعلوم أن قيمة الورقة املالية ترتفع مع كثرة الطلب عليها‪ ،‬وتنقص القيمة كلما قل الطلب‪.‬‬ ‫≤‪±‬‬


‫بثمن قليل‪.‬‬ ‫سهم معني بقصد خفض قيمته ثم شرائه ٍ‬ ‫‪ -2‬االتفاق على ترك املزايدة على ٍ‬ ‫انطباع غير صحيح عن قيمة السهم‬ ‫بيع وهمية ثم سحبها قبل التنفيذ من أجل إعطاء‬ ‫ٍ‬ ‫‪-3‬تسجيل طلبات شراءٍ أو ٍ‬ ‫لدى املتداولني‪.‬‬ ‫‪ -4‬بث اإلشاعة الكاذبة في السوق‪ ،‬بقصد رفع قيمة سهم أو خفضها‪.‬‬

‫ﻧﺸﺎط ))‪(١‬‬ ‫‪ -١‬ﻋﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ الﻌﺎص رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل الﻨﺒﻲ ‪ » : €‬ﻓﻤﻦ أﺣﺐ أن ﻳﺰﺣﺰح‬ ‫ﻋﻦ الﻨﺎر و ُﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ؛ ﻓﻠﺘﺄﺗﻪ ﻣﻨﻴﺘﻪ وﻫو ﻳؤﻣﻦ ﺑﺎﷲ والﻴوم اﻵﺧﺮ‪ ،‬ولﻴﺄت إلﻰ الﻨﺎس الﺬي ﻳﺤﺐ أن‬ ‫)‪(١‬‬

‫ﻳؤﺗﻰ إلﻴﻪ«‪.‬‬

‫أ‪ -‬اكتب تعليقا مختصرا على هذا احلديث؛ مناسبا لدرس (الﻐﱭ)‪.‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬ما النتيجة املتوقعة لو ط ّبق كل مسلم هذا احلديث؟‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪ -٢‬ﻣﻴﺰ ﺑﲔ الﻐﱭ الﺬي ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ اﳋﻴﺎر والﻐﱭ الﺬي ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ اﳋﻴﺎر ﻣﻊ ذﻛﺮ الﺴﺒﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫«(‪W�U‬‬

‫�‪—UO)« rJ‬‬

‫«���‪V‬‬

‫اشترى رجل سيارة يرغب فيها‪ ،‬ويعرف أن قيمتها املعتادة‬ ‫ستون ألف ريال؛ ولكن صاحبها أبى أن يبيعها إال بثمانني‬ ‫ألف ريال‪.‬‬ ‫اشترى رجل جواال بألف ريال‪ ،‬ثم علم أن قيمته املعتادة‬ ‫تسعمﺌة وتسعون رياال‪.‬‬ ‫اشترى شخص ممن ال يعرفون األسعار سيارة مستعملة بثالثني‬ ‫ألف ريال؛ مع أن قيمتها املعتادة عشرون ألف ريال‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم في كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب الوفاء ببيعة اخللفاء األول فاألول ‪.)1844( 1472/3‬‬ ‫≥‪±‬‬


‫اﻻﺣﺘﻜﺎر‬

‫ﺗﻌﺮﻳفﻪ‪:‬‬ ‫ﻫو‪:‬ﺣﺒﺲ الﺴﻠﻌﺔ ﻋﻦ الﻨﺎس ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ إلﻴﻬﺎ؛ لﻴﺰداد الﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺑﺴﻌﺮ ﻣﺮﺗفﻊ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‬ ‫االحتكار ﻣﺤﺮم؛ ملا فيه من اإلضرار بالناس واستﻐالل حاجتهم‪ ،‬والدليل على ذلك‪:‬حديث‬ ‫معمر بن عبداهلل رضي اهلل عنه أن النبي [ قال‪« :‬ال يحتكر إال خاطﺊ»(‪.)1‬‬ ‫وإذا أبى احملتكر أن يبيع بالسعر املعتاد فإن احلاكم يجبره على ذلك دفع ًا للضرر عن الناس‪.‬‬

‫ﺷﺮوﻃﻪ‪:‬‬ ‫ﻻ ﻳﻜون اﻻﺣﺘﻜﺎر ﻣﺤﺮﻣ ًﺎ إﻻ ﺑﺸﺮﻃﲔ‪:‬‬ ‫اﻷول‪ :‬أن يكون في وقت الﻐالء‪ ،‬فأما حبس السلع في وقت االتساع والرخص فال يعد احتكاراً‪.‬‬ ‫الﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن يكون في السلع التي يحتاج إليها الناس‪ ،‬ويتضررون بحبسها عنهم‪ ،‬كأقوات اآلدميني‪ ،‬والبهائم‪،‬‬ ‫والوقــــود‪ ،‬ومواد البنــــاء األساســــية‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وأما ما ال يتضرر الناس بحبسه من السلع الكمالية فال‬ ‫يحرم حبسه‪.‬‬

‫عاص‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم في كتاب املساقاة‪ ،‬باب حترمي االحتكار في األقوات برقم (‪ .)1605‬ومعنى قوله‪ :‬خاطﺊ‪ ،‬أي ٍ‬ ‫‪±¥‬‬


‫اﻻدﺧــــﺎر‬ ‫ﺗﻌﺮﻳفﻪ‪:‬‬

‫ﻫو‪ :‬ﺗوﻓﻴﺮ املﺎل الفﺎﺿﻞ ﻋﻦ اﳊﺎﺟﺔ‪.‬‬

‫أﻧواﻋﻪ‪:‬‬

‫اﻻدﺧــــﺎر ﻧوﻋـــﺎن‪:‬‬

‫الﻨوع اﻷول‪ :‬ادﺧﺎر الﺘﺠﺎر‬ ‫وهو حبس التاجر سلعته عن السوق في وقت الرخص مع عدم حاجة الناس إليها‪ ،‬ليبيعها في وقت الﻐالء عند‬ ‫احتياج الناس لها‪.‬‬ ‫ومن ذلك ما يفعله أرباب السلع ذات املواسم من حبسها معظم العام‪ ،‬لقلة الطلب عليها‪ ،‬ووفرة املعروض في‬ ‫السوق منها‪ ،‬ليبيعوها في موسمها عند كثرة الطلب‪ ،‬كأرباب املاشية الذين يتحينون بها عيد األضحى‪ ،‬واملزارعني‬ ‫وغيرهم ممن يدخر التمر لبيعه في شهر رمضان‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‪:‬‬ ‫هذا النوع من االدخار ﺟﺎﺋﺰ؛ ألن الناس ال يتضررون به‪ ،‬بل من مصلحتهم أن حتبس السلع في‬ ‫وقت الرخص ليزداد املعروض منها في وقت احلاجة فتنقص بذلك األسعار‪.‬‬ ‫الﻨوع الﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ادﺧﺎر اﻷﻓﺮاد‬ ‫وهو توفير الشخص َ‬ ‫املال الفاضل عن حاجته احلاضرة حلاجة يتوقعها في املستقبل له أو ملن يعوله من زوجة وأبناء وغيرهم‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‪:‬‬

‫ﻻ ﺣﺮج على املسلم في أن يدخر ماله الفاضل عن حاجته بعد أداء احلقوق الواجبة عليه؛ ألن ذلك‬ ‫من األخذ باألسباب املشروعة‪ .‬وﻳﺠﺐ ‪ -‬مع هذا‪ -‬أن يتوكل على اهلل في جميع أحواله‪.‬‬ ‫وإذا كان املال املدخر مما ﲡب فيه الزكاة فيجب أن يؤدي زكاته كلما حال احلول‪.‬‬ ‫ودليل اجلواز قوله [ لسعد بن أبي وقاص ›‪« :‬إنك أن تذر ورثتك أغنياء؛ خير من أن‬ ‫(‪)1‬‬ ‫تذرهم عالة يتكففون الناس»‪.‬‬ ‫وله أن ينمي ماله املدخر باستثماره في الطرق املشروعة‪ ،‬فقد صح عن عمر › أنه قال‪«:‬ابتﻐوا‬ ‫بأموال اليتامى ال تأكلها الصدقة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب اجلنائز‪ ،‬باب رثى النبي [ سعد بن خولة ‪ ،)1233( 345 /1‬ومسلم في كتاب الوصية ‪ ،‬باب الوصية رقم‬ ‫(‪.)1628‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه الدارقطني ‪ ،110 /2‬والبيهقي ‪ 107 /4‬وقال البيهقي‪ :‬إسناده صحيح وله شواهد عن عمر ]‪ .‬أهـ ومعنى قوله‪« :‬ابتﻐوا»‪:‬‬ ‫أي اﲡروا‪ ،‬وقوله‪« :‬الصدقة»‪ :‬أي الزكاة‪.‬‬ ‫‪±µ‬‬


‫ﻧﺸﺎط ))‪(١‬‬

‫ﺑﺎلﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺠﻤوﻋﺘﻚ‪:‬‬ ‫‪ -١‬ﻗﺎرن ﺑﲔ اﻻﺣﺘﻜﺎر وادﺧﺎر الﺘﺠﺎر ‪:‬‬ ‫اﻻﺣﺘﻜﺎر‬

‫ادﺧﺎر الﺘﺠﺎر‬

‫‪ -٢‬ﻣﺎ ﻓواﺋﺪ اﻻدﺧﺎر الفﺮدي ؟‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪ -٣‬ﻣﻦ ادﺧﺮ ﻣﺎﻻ لﻴﺸﺘﺮي ﺑﻪ ﻣﻨﺰﻻ أو ﺳﻴﺎرة‪ ،‬أو لﻴﺘﺰوج ﺑﻪ؛ وﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ الﻨﺼﺎب‪ ،‬وﺣﺎل ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﳊول‪ ،‬ﻫﻞ ﲡﺐ ﻓﻴﻪ الﺰﻛﺎة؟ وملﺎذا؟‬ ‫احلكم‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫السبب‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫∂‪±‬‬


‫اﻟﺘﺴـﻌــﻴــﺮ‬ ‫ﺗﻌﺮﻳفﻪ‪:‬‬

‫ﻫو‪ :‬ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﻣﺎم أو ﻧﺎﺋﺒﻪ لﻠﺘﺠﺎر ﺳﻌﺮ ًا ﻻ ﻳﺒﻴﻌون إﻻ ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‬ ‫األصل في التسعير هو التحرمي‪ ،‬فللتاجر أن يبيع بالسعر الذي يرتضيه؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫هلل [ فقال الناس‪ :‬يا َر ُس َ‬ ‫عن َأ َن ِس بن َما ِل ٍك رضي اهلل عنه قال‪َ :‬غ َ‬ ‫هلل‪َ ،‬غ َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫الس ْع ُر ب ِْاملَ ِدي َن ِة على َع ْه ِد رسول ا ِ‬ ‫ال‬ ‫ال ِّ‬ ‫ﱠاق‪ ،‬وإني َألرجو ْأن ألقى َ‬ ‫هلل [ ‪« :‬إ ﱠِن َ‬ ‫اس ُﻂ ال ﱠرز ُ‬ ‫اهلل هو ْاملُ َس ِّع ُر القابض ا ْل َب ِ‬ ‫فس ِّعر لنا‪ ،‬فقال رسول ا ِ‬ ‫اهلل عز وجل‬ ‫ْ ُ‬ ‫الس ْع ُر َ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫َو َل ْي َس َأ َحدٌ ِم ْن ُك ْم يطلبني ﲟِ َْظ َل َمةٍ في َد ٍم َو َال َم ٍال»‪.‬‬ ‫ومن سنة اهلل الكونية أن األسعار تتأثر بالعرض والطلب‪ ،‬فكلما زاد طلب الناس للسلعة ونقص املعروض منها كلما‬ ‫سعر معنيٍ يخل بهذا التوازن ويؤدي إلى فساد السوق‪.‬‬ ‫زادت قيمتها‪ ،‬والعكس بالعكس كذلك‪ ،‬وفرض ٍ‬ ‫ويستثنى من حترمي التسعير ما إذا ترتب على عدمه مفسدة تلحق عموم الناس‪ ،‬وال تندفع إال بالتسعير‪ ،‬فإن اإلمام‬ ‫عدل ال يضرهم وال يضر املستهلكني‪ .‬وﻣﻦ ﺻور ذلﻚ‪:‬‬ ‫يسعر على التجار تسعير ٍ‬ ‫‪-١‬ﺗﺴﻌﻴﺮ الﺴﻠﻊ الﻀﺮورﻳﺔ‪ ،‬وهي التي يتضرر الناس من غالئها‪ ،‬كاألدوية والوقود‪.‬‬ ‫‪ -٢‬اﺣﺘﻜﺎر الﺘﺠﺎر لﻠﺴﻠﻊ‪ ،‬بأن يتواطؤا جميعهم أو بعضهم على حبسها أو رفع ثمنها‪.‬‬ ‫‪-٣‬اﻹﻏﺮاق‪ ،‬وهو بيع التاجر بضاعته املستوردة بأقل من السعر العادل لها في السوق على وجهٍ يضر باملنتجني‪،‬‬ ‫كأن تكون تكلفة إنتاج كيس االسمنت –مثالً‪ -‬ثمانية وتباع في السوق بتسعة‪ ،‬فيستوردها تاجر بتكلفةٍ أقل‬ ‫ويبيعها بثمانية أو بسبعة‪ ،‬فلﻺمام أن يلزمه بسعر السوق حماي ًة لﻺنتاج‪ ،‬ولﺌال يؤول األمر إلى االحتكار؛ إذ مﺂل‬ ‫ذلك إلى القضاء على التنافس؛ ولهذا يعمد بعض كبار التجار إلى اإلغراق عندما يظهر في السوق منافسون لهم حتى‬ ‫يضطروهم إلى اخلروج منه‪ ،‬ومن ثم رفع األسعار مرة أخرى(‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪)29‬‬ ‫(‪ )2‬رواه أحمد ‪ ،286/3‬وأبو داود في كتاب اإلجارة‪َ ،‬باب في ال ﱠت ْس ِعي ِر ‪ ،)3451(272/3‬والترمذي في كتاب البيوع‪َ ،‬باب ما جاء في‬ ‫ال ﱠت ْس ِعي ِر ‪ ،)1314(605/3‬وابن ماجه في كتاب التجارات‪َ ،‬باب من َك ِر َه َأ ْن ُي َس ِّع َر ‪ ،)2200(741/2‬قال الترمذي‪َ :‬ح ِد ٌ‬ ‫يث َح َس ٌن‬ ‫يح‪ ،‬وقال ابن حجر‪:‬إ ِْس َنا ُد ُه على َش ْر ِط ُم ْس ِل ٍم (تلخيص احلبير ‪.)14/3‬‬ ‫َص ِح ٌ‬ ‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الطرق احلكمية البن القيم ص ‪214‬‬ ‫∑‪±‬‬


‫اﻟﺴ َﻠﻢ‬ ‫ﺑﻴﻊ ﱠ‬ ‫ﺗﻌﺮﻳفﻪ‪:‬‬ ‫الﺴﻠﻢ ﻓﻲ الﻠﻐﺔ‪ :‬الﺴﻠﻒ‪.‬‬ ‫ﺜﻤﻦ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح الفﻘﻬﻲ‪ :‬ﺗﻌﺠﻴﻞ الﺜﻤﻦ وﺗﺄﺧﻴﺮ ُ‬ ‫الﻤ َ‬

‫أرﻛﺎﻧﻪ‪:‬‬ ‫لﻠﺴﻠﻢ ﺧﻤﺴﺔ أرﻛﺎن‪:‬‬ ‫قول أوفعل‪.‬‬ ‫‪ -1‬الصيﻐة‪ ،‬وهي كل ما يدل على العقد من ٍ‬ ‫‪ -3‬املُسلم إليه‪ ،‬وهو البائع‪.‬‬ ‫‪ -2‬املُسلم‪ ،‬وهو املشتري‪.‬‬ ‫‪ -5‬املُسلم فيه‪ ،‬وهو املبيع املؤجل‪.‬‬ ‫‪ -4‬رأس مال السلم‪ ،‬وهو الثمن املعجل‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‪:‬‬ ‫السلم ﺟﺎﺋﺰ‪ ،‬وهو عقد مداينة يشمله قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬قال‪ :‬قدم النبي [ املدينة وهم يسلفون في الثمار السنة‬ ‫أجل معلوم»‪.‬‬ ‫معلوم ووزن‬ ‫كيل‬ ‫معلوم إلى ٍ‬ ‫والسنتني‪ ،‬فقال‪« :‬من أسلف في شيء فليسلف في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية (‪.)282‬‬

‫∏‪±‬‬


‫ﺷﺮوﻃﻪ‪:‬‬ ‫يشترط لصحة السلم –إضافة إلى الشروط العامة في البيوع – ستة شروط على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫أوﻻ‬

‫ﺷﺮوط ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎملﺴﻠﻢ ﻓﻴﻪ‪ ،‬وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن ﻳﻜون ﳑﺎ ﳝﻜﻦ ﺿﺒﻂ ﺻفﺎﺗﻪ‪ ،‬سواء أكان من الزروع أم من املصنوعات أم من غيرها‪ ،‬أما ما ال ميكن‬ ‫ضبطه كاألجهزة املستعملة فال يصح فيه السلم‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺑﻴﺎن ﻣﻘﺪارﻩ وﺟﻨﺴﻪ وﻧوﻋﻪ وﺻفﺎﺗﻪ املؤﺛﺮة ﻓﻲ ﺛﻤﻨﻪ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ الﻈﻦ وﺟودﻩ وﻗﺖ الﺘﺴﻠﻴﻢ‪ ،‬فال يصح أن يسلم في سيارات موديل ‪ 2002‬ليقبضها في‬ ‫ال أن يجري عقد سلم‬ ‫عام ‪ 2009‬الحتمال انقطاعها من األسواق‪ .‬وال يلزم وجوده وقت العقد‪ ،‬فيصح مث ً‬ ‫في ثمار العام القادم‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن ﻳﻜون ﻣوﺻوﻓ ًﺎ ﻓﻲ الﺬﻣﺔ ولﻴﺲ ﻣﻌﻴﻨﺎً‪ ،‬فاملوصوف‪ :‬مثل أن يسلم في مﺌة طن من احلديد ويذكر صفاته‪،‬‬ ‫أو في سيارة هايلكس جديدة موديل ‪ 2008‬ويذكر صفاتها‪ .‬واملعني‪ :‬كأن يسلم إلى سنة في هذه الدار‪ ،‬أو‬ ‫هذه السيارة‪ ،‬أو ثمرة هذه الشجرة‪ ،‬ونحو ذلك؛ فال يصح الحتمال تلف املسلم فيه قبل حلول األجل‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ ﺷﺮط ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎلﺜﻤﻦ‪ ،‬وﻫو‪:‬‬ ‫‪ .5‬ﺗﺴﻠﻴﻢ الﺜﻤﻦ ﺗﺎﻣ ًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ الﻌﻘﺪ؛ ألن تأجيله يفضي إلى تأجيل البدلني –الثمن واملثمن‪ -‬وهو محرم‬ ‫باتفاق الفقهاء‪.‬‬ ‫ﺛﺎلﺜ ًﺎ‬

‫ﺷﺮط ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺟﻞ‪ ،‬وﻫو‪:‬‬ ‫‪ .6‬أن ﻳﻜون اﻷﺟﻞ ﻣﻌﻠوﻣﺎً‪ ،‬فال يصح أن يقول‪ :‬إلى نزول املطر‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ إﺑﺎﺣﺔ الﺴﻠﻢ‬ ‫السلم من أهم عقود التمويل التي تلبي حاجة األفراد والشركات‪ .‬ذلك أن ما مييز هذا العقد عن غيره‬ ‫أن البائع يبيع سلع ًا موصوف ًة قد ال يكون ملكها بعد‪ ،‬بل قد ال تكون موجودة أصالً‪ ،‬فيتمول ثمنها‬ ‫مقدم ًا من املشتري ليعمل على إنتاجها وتوفيرها في موعد التسليم‪ ،‬وبذا تكون دورة املال موجهة إلى‬ ‫اإلنتاج ودفع عجلة التنمية االقتصادية في املجتمع بد ًال من أن تكون حبيسة احلسابات البنكية‪.‬‬ ‫وفوائد البائع من هذا العقد متعددة‪ ،‬منها‪ :‬أن يبيع إنتاجه مقدم ًا فيتوفر له املال الالزم لتشﻐيل‬ ‫نشاطه‪ ،‬كما أنه يتأكد من نفاق سلعه بعد إنتاجها‪ .‬وأما املشتري فيستفيد من تخفيض ثمن السلعة‬ ‫مقابل األجل‪ ،‬كما أنه يأمن من تقلبات األسعار املستقبلية للسلع‪ ،‬حيث إنه لن يتضرر فيما لو‬ ‫ارتفعت أسعارها في وقت حاجته لها عند التسليم‪.‬‬ ‫‪±π‬‬


‫ﻓﻜﺮ‬ ‫أ‪ -‬ﺑﲔ ﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻊ ذﻛﺮ الﺴﺒﺐ ‪:‬‬ ‫اشترى رجل بضاعة موصوفة في الذمة على أن يستلمها بعد شهرين ‪ ،‬واتفقا على أن ال يتم دفع‬ ‫الثمن إال عند االستالم‬ ‫احلكم‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫السبب‪:‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬اﻛﺘﺐ ﺻورة ﻋﻘﺪ لﺒﻴﻊ الﺴﻠﻢ ﺑﲔ ﻃﺮﻓﲔ؛ ذاﻛﺮا ﻧوع الﺴﻠﻌﺔ والﺜﻤﻦ‪ ،‬وﻣﺮاﻋﻴﺎ ﺗوﻓﺮ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺷﺮوط الﺴﻠﻢ ﻓﻴﻪ‪.‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬

‫∞≤‬


‫اﻟﺴ َﻠﻢ‬ ‫ﻋﻘﻮد ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﱠ‬ ‫حيث ُ‬ ‫تشبه بعض العقود عقد السلم من ُ‬ ‫املبيع فيها موصوف ًا في الذمة مؤجال؛ وفيما يأتي بيان لها‪:‬‬ ‫كون ِ‬ ‫أو ًﻻ‬

‫ﻋﻘﺪ اﻻﺳﺘﺼﻨﺎع‬

‫ﺗﻌﺮﻳفﻪ‪:‬‬ ‫مبيع موصوف اشترط فيه عمل الصانع‪.‬‬ ‫هو‪ :‬عقد على ٍ‬ ‫فاالستصناع عقد بني طرفني أحدهما املستص ِنع واآلخر الصانع‪ ،‬على تصنيع سلعة تكون مادتها اخلام من‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الصانع‪ .‬أي أن املعقود عليه –وهو املصنوع‪ -‬يجمع أمرين‪ :‬العني ‪-‬وهي املادة اخلام‪ ،-‬والصنعة‬

‫أﻣــﺜــﻠــﺘــــــﻪ‪:‬‬ ‫ثوب مادته اخلام منه –أي من اخلياط‪.-‬‬ ‫‪ -1‬التعاقد مع اخلياط على تفصيل ٍ‬ ‫‪ -2‬التعاقد مع مهندس على تركيب حاسوب ﲟواصفات معينة تكون قطعه من املهندس‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعاقد مع منجرة على تصميم غرفة خشبها منها –أي من املنجرة‪.-‬‬ ‫مصنع للطائرات على تصنيع طائرات ﲟواصفات معينة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعاقد شركة طيران مع‬ ‫ٍ‬ ‫ال إلى وقت التسليم‪ ،‬أو على أقساط مربوطة‬ ‫ال أو مؤج ً‬ ‫وفي جميع ما تقدم قد يكون الثمن معج ً‬ ‫أقساط مربوطة ﲟراحل إﳒاز العمل‪ ،‬وهذا هو األغلب‪.‬‬ ‫بالزمن أو على‬ ‫ٍ‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‪:‬‬ ‫االستصناع ﺟﺎﺋﺰ‪ ،‬ويﻐتفر فيه تأخير تسليم الثمن واملثمن؛ للحاجة‪ ،‬ولتعامل الناس به منذ‬ ‫العصور األولى من غير نكير‪.‬‬

‫وكل من البيع واإلجارة‪ ،‬فاملعقود عليه في البيع هو العني‪ ،‬وفي اإلجارة املنفعة‪ ،‬بينما املعقود عليه‬ ‫(‪ )1‬وبهذا يتضح الفرق بني االستصناع ٍ‬ ‫في االستصناع هو العني واملنفعة معاً‪.‬‬ ‫‪≤±‬‬


‫الفﺮق ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ الﺴﻠﻢ‬ ‫يتفق االستصناع مع السلم في أن املبيع فيهما موصوف مؤجل‪ ،‬ويختلفان في أمرين‪:‬‬ ‫اﻷول‪ :‬أن املبيع في السلم قد يحتاج إلى تصنيع كاألجهزة‪ ،‬وقد ال يحتاج لذلك كالزروع‪ .‬أما االستصناع فال‬ ‫يكون إال في السلع التي يقصد املشتري فيها صنعة البائع‪ ،‬وعلى هذا فاالستصناع أخص من السلم‪ ،‬إذ‬ ‫هو سلم في الصناعات‪.‬‬ ‫والﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن السلم يشترط فيه تسليم الثمن في مجلس العقد‪ ،‬أما االستصناع فال يشترط فيه ذلك‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ‬

‫ﻋﻘﺪ املﻘﺎولﺔ‬

‫بعوض معلوم‪.‬‬ ‫هو عقد على أداء عمل أو تصنيع شيء موصوف ٍ‬

‫وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ‪ :‬التعاقد مع إحدى املؤسسات على بناء بيت أو تعبيد طريق ﲟواصفات معينة‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻪ‪:‬‬ ‫عقد املقاولة ﺟﺎﺋﺰ‪ .‬فإن كانت املواد من رب املال فهو عقد إجارة‪ ،‬وإن كانت املواد من املقاول‬ ‫فهو عقد استصناع‪.‬‬ ‫ﺛﺎلﺜ ًﺎ‬

‫ﻋﻘﺪ الﺘورﻳﺪ‬ ‫آجال معلومة‬ ‫هـــو عقــد يتعـــهــد ﲟقتضاه أحد العاقدين تسليم الطرف اآلخر سلع ًا موصوفة على دفعات في ٍ‬ ‫بثمن معني‪ .‬وعقد التوريد هو أحد أنواع العقود اإلدارية(‪.)1‬‬ ‫ﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعاقد املدرسة مع أحد املطاعم على توريد اإلعاشة يومي ًا للطالب‪.‬‬ ‫‪-2‬تعاقد املستشفى مع شركة أدوية على توريد األدوية له‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعاقد شركة خطوط مع أحد املطاعم على توريد اإلعاشة للركاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬االشتراك في الصحف واملجالت الدورية‪.‬‬ ‫أقساط‬ ‫ال أو مؤجالً‪ ،‬أو على أقساط مربوطة بالزمن أو على‬ ‫وفي جميع ما تقدم قد يكون الثمن معج ً‬ ‫ٍ‬ ‫مربوطة بالتسليم‪ ،‬وهذا هو األغلب‪.‬‬

‫(‪ )1‬يقصد بالعقود اإلدارية تلك التي يﻐلب فيها أن يكون أحد طرفيها شخصية حكمية كالدولة‪ ،‬ومن أشهرها‪ :‬عقد التوريد‪ ،‬واملقاولة‪،‬‬ ‫واألشﻐال العامة‪ ،‬والصيانة‪.‬‬ ‫≤≤‬


‫ﺣﻜﻤﻪ‪:‬‬ ‫عقد التوريد جائز؛ سواء أكان الثمن حا ًال أم مؤج ً‬ ‫ال أم مقسطاً‪ .‬وهو من بيع املوصوف في الذمة‬ ‫غير املعني‪ .‬ونظيره ما كان يعرف عند الفقهاء املتقدمني بـ (الشراء من دائم العمل)(‪)1‬؛ كاخلباز‬ ‫يوم شيﺌ ًا معلوم ًا ثم يحاسبه عندما يأتيه العطاء(‪ ،)2‬ولم يجعلوا‬ ‫والبقال والل ﱠبان‪ ،‬يأخذ منه كل ٍ‬ ‫ذلك من بيع الدﱠ ين بالدﱠ ين‪.‬‬ ‫راﺑﻌ ًﺎ‬

‫الﺒﻄﺎﻗﺎت ﻣﺴﺒﻘﺔ الﺪﻓﻊ‬ ‫أغراض محددة‪.‬‬ ‫املﺮاد ﺑﻬﺎ‪ :‬هي تلك البطاقات التي يرصد فيها قيمة معينة تكون قابلة لالستخدام في‬ ‫ٍ‬ ‫وميكن للمستفيد أن يعيد شحن هذه البطاقات كلما نقصت قيمتها‪.‬‬

‫الﺒﻄﺎﻗﺎت ﻣﺴﺒﻘﺔ الﺪﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﲔ‪:‬‬ ‫الﺴ ْﻠﻌﻴﺔ‪:‬‬ ‫الﻨوع اﻷول‪ :‬الﺒﻄﺎﻗﺎت ﱢ‬

‫وفيها يدفع املستفيد مبلﻐ ًا من املال فيرصد له فيها قيمة سلع أو منافع يستوفيها من اجلهة املصدرة‪.‬‬ ‫وهذه البطاقات تشبه عقد السلم؛ ألن الثمن فيهما معجل واملثمن موصوف لم يقبض‪ ،‬إال أنها تختلف عنه في أمرين‪:‬‬ ‫اﻷول‪ :‬أن األصل في السلم تأجيل املسلم فيه‪ ،‬بينما هذه البطاقات ليس فيها تأجيل؛ إذ يتمكن املستفيد من‬ ‫احلصول على السلع واخلدمات املرصودة فيها فور شرائه للبطاقة‪.‬‬ ‫والﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن املسلم فيه يقدر بالوزن أو الكيل ونحو ذلك‪ ،‬بينما املعقود عليه في هذه البطاقات يقدر بالقيمة‪.‬‬ ‫أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا الﻨوع‪:‬‬ ‫قد يكون املبلغ املرصود ثمن خدمة‪ ،‬مثل بطاقات الهاتف واالنترنت مسبقة الدفع‪ .‬وقد يكون ثمن ًا‬ ‫لسلعة‪ ،‬كما في البطاقات التي تصدرها بعض شركات الوقود‪.‬‬ ‫وعادة ما تتضمن هذه البطاقات خصم ًا للمستفيد ألجل تعجيله دفع ثمن املنفعة أو السلعة‪ .‬فقد‬ ‫يشتري بطاقة الهاتف –مثالً‪ -‬بتسعني‪ ،‬ومتكنه من االتصال ﲟا يعادل مﺌة‪.‬‬

‫ال بدينار‬ ‫(‪ )1‬ويسمى «بيعة أهل املدينة» الشتهارها بينهم‪ ،‬جاء في املدونة (‪« :)315/3‬عن سالم بن عبد اهلل‪ :‬كنا نبتاع اللحم كذا وكذا رط ً‬ ‫يأخذ كل يوم كذا وكذا‪ ،‬والثمن إلى العطاء فلم ير أحد ذلك دين ًا بدين‪ ،‬ولم يروا به بأساً»‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أي ما يفرضه اإلمام في بيت املال للمستحقني كالﻐزاة والفقراء‪.‬‬ ‫≥≤‬


‫ﺣﻜﻤﻬﺎ‬ ‫هذه البطاقات ﻳﺠوز إصدارها‪ ،‬وتداولها‪ .‬واملعقود عليه فيها موصوف في الذمة‪ ،‬فإن كان‬ ‫لسلع موصوفة‪ ،‬وإن كان خدمات فالعقد إجارة ملنفعةٍ موصوفة‪ .‬واخلصم‬ ‫سلع ًا فالعقد بيع ٍ‬ ‫الذي يحصل عليه املستفيد جائز‪ ،‬وهو نظير اخلصم الذي يحصل عليه املشتري في عقد‬ ‫السلم بسبب تعجيل الثمن‪.‬‬

‫الﻨوع الﺜﺎﻧﻲ‪ :‬الﺒﻄﺎﻗﺎت الﻨﻘﺪﻳﺔ‪:‬‬ ‫وفيها يدفع املستفيد مبلﻐ ًا من املال فيرصد له ذلك املبلغ في البطاقة‪ ،‬ويستطيع سحبه من خالل أجهزة الصرف‬ ‫اآللي‪ ،‬أو الشراء بها عبر الوسائﻂ اإللكترونية‪.‬‬ ‫وتصدر هذه البطاقات عادة البنوك(‪ ،)1‬وتسمى البطاقات الذكية (سمارت كارد)‪.‬‬ ‫ﻣﺜﺎلﻬﺎ‪:‬‬ ‫أراد شخص السفر إلى خارج اململكة وال يرغب في حمل النقود في جيبه فطلب من البنك أن يصدر‬ ‫له بطاقة نقدية‪ ،‬بحيث يدفع للبنك عشرة آالف دوالر ويرصد له ذلك املبلغ في البطاقة‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻬﺎ‬ ‫تأخذ هذه البطاقات حكم النقد املرصود فيها‪ ،‬وعلى هذا ﻓﻴﺠوز إصدارها واستخدامها في السحب‬ ‫النقدي‪ ،‬وفي الشراء من نقاط البيع‪ ،‬ﺑﺸﺮط ﻣﺮاﻋﺎة ﻗواﻋﺪ الﺼﺮف‪ .‬فلو أعطى البنك دوالرات‬ ‫ليرصد له فيها دوالرات‪ ،‬فيجب التقابض والتساوي بني املبلغ املدفوع واملبلغ املرصود‪ ،‬ويجوز‬ ‫للبنك أن يأخذ رسوم ًا بقدر تكلفة اإلصدار فقﻂ‪ .‬ولو دفع رياالت ليرصد له فيها دوالرات فيجب‬ ‫عمل معلوم‪.‬‬ ‫التقابض فقﻂ‪ .‬وأما رسوم االستخدام والسحب النقدي فهي جائزة؛ ألنها مقابل ٍ‬

‫(‪ )1‬تصدر البنوك ثالثة أنواع من البطاقات‪:‬‬ ‫‪ -1‬البطاقات االئتمانية‪ ،‬وفيها يدفع البنك عن املستفيد قيمة استخدامه للبطاقة ثم يطالبه بسدادها بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬بطاقات اخلصم الفوري‪ :‬وفيها يتم خصم قيمة استخدام العميل للبطاقة من حسابه لدى البنك فور استخدامه‪.‬‬ ‫‪ -3‬البطاقات النقدية (الذكية)‪ :‬وفيها يدفع املستفيد قيمة البطاقة أو ًال قبل استخدامها وترصد له في البطاقة‪.‬‬ ‫‪≤¥‬‬


‫ﻧﺸﺎط ))‪(١‬‬

‫‪ -١‬اذﻛﺮ ﻣﺜﺎﻻ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪١‬‬ ‫أ‪ -‬عقد االستصناع‪............................................. :‬‬ ‫ب‪ -‬عقد املقاولة‪............................................... :‬‬ ‫ج‪ -‬عقد التوريد‪............................................... :‬‬ ‫‪-٢‬ﻣﺎ الفﺮق ﺑﲔ الﺒﻄﺎﻗﺎت الﺴﻠﻌﻴﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ الﺪﻓﻊ‪ ،‬والﺒﻄﺎﻗﺎت الﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ الﺪﻓﻊ؟‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪≤µ‬‬


‫ﺑﻴﻊ اﻟﺰروع واﻟﺜﻤﺎر‬

‫)‪(1‬‬

‫إذا أراد شخص أن يبيع ثمرة وهي في شجرتها ‪ ،‬أو يبيع ح ًّبا وهو في سنبله ‪ ،‬فال يخلو األمر من ثالث حاالت‪:‬‬

‫اﳊﺎلﺔ اﻷولﻰ‬

‫أن يبيع الثمرة قبل بدو صالحها مع أصلها‪ ،‬أو الزرع قبل أن يشتد َح ﱡبه مع أصله‪.‬‬ ‫ﻣﺜﺎل ذلﻚ ‪ :‬أن يبيع نخلة وما عليها من متر ‪ ،‬أو يبيع شجرة رمان وما عليها من رمان‪ ،‬ومثل أن يبيع الزرع قبل‬ ‫اشتداد حبه مع األرض ‪.‬‬ ‫ﺣﻜﻢ الﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎلﺔ‪ :‬ﺟﺎﺋﺰ ‪ ،‬ألن الثمر تابع للشجرة والزرع تابع لﻸرض ‪ ،‬ويجوز تبع ًا ما ال يجوز استقال ًال‪ ،‬يدل‬ ‫لذلك حديث ابن عمر رضي اهلل عنهما عن النبي [ قال ‪« :‬من باع نخ ًال قد ُأ ِّب َر ْت فثمرتها للبائع إال أن يشترط املبتاع»(‪)2‬؛‬ ‫فدل احلديث ﲟفهومه على أن من باع نخ ًال قبل تأبيرها فثمرتها للمشتري‪ ،‬والتأبير ال يكون إال قبل بدو الصالح‪.‬‬

‫اﳊﺎلﺔ الﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫أن يبيع الثمرة مستقلة بعد بدو صالحها‪ ،‬أو يبيع احلب مستقال بعد اشتداد (‪.)5‬‬ ‫ﺣﻜﻢ الﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎلﺔ‪ :‬ﺟﺎﺋﺰ‪ ،‬والدليل على هذا‪:‬مفهوم حديث ابن عمر ـ رضي اهلل عنهماـ أن رسول اهلل‬ ‫[ نهى عن بيع النخل حتى يزهو(‪ ،)3‬وعن السنبل حتى يبيض ويأمن العاهة(‪ ،)4‬نهى البائع واملشتري(‪)5‬؛‬ ‫فيؤخذ منه جواز البيع بعد ُبدُ ِّو الصالح‪.‬‬

‫اﳊﺎلﺔ الﺜﺎلﺜﺔ‬

‫أن يبيع الثمرة قبل بدو صالحها منفردة عن أصلها أي دون الشجرة‪ ،‬أو يبيع الزرع قبل اشتداد حبه منفرداً عن‬ ‫أصله أي دون األرض ‪.‬‬ ‫عنبا وهو في شجرته قبل أن يبدو صالحه دون الشجرة‪.‬‬ ‫ﻣﺜﺎل ذلﻚ‪ :‬أن يبيع ً‬ ‫ﺣﻜﻢ الﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎلﺔ‪ :‬ﻣﺤﺮم ‪ ،‬حلديث ابن عمر ـ رضي اهلل عنهماـ أن رسول اهلل [ نهى عن بيع النخل‬ ‫حتى يزهو‪ ،‬وعن السنبل حتى يبيض ويأمن العاهة‪ ،‬نهى البائع واملشتري‪.‬‬ ‫واﳊﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﲢﺮﱘ ﻫﺬﻩ اﳊﺎلﺔ ‪ :‬أن الثمر قبل بدو صالحه‪ ،‬والزرعَ قبل اشتداد حبه عرضة للتلف وحدوث العاهة‬ ‫(‪ )1‬الزروع‪ :‬ما يستنبت بالبذر كالبر والشعير‪ .‬والثمار‪ :‬ما حتمله األشجار كالتمر والرمان‪.‬‬ ‫ال عليها ثمر‬ ‫ال قد أبرت‪ ،‬برقم ( ‪ ،)2204‬ومسلم في كتاب البيوع‪ ،‬باب من باع نخ ً‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب البيوع‪ ،‬باب من باع نخ ً‬ ‫‪ 1172/3‬برقم (‪.)1543‬‬ ‫(‪ )4‬العاهة‪ :‬اآلفة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أي تظهر احلمرة والصفرة في ثمره‪.‬‬ ‫(‪ )5‬رواه مسلم في كتاب البيوع‪ ،‬باب النهي عن بيع الثمار قبل بدو صالحها ‪ 1165/3‬برقم ( ‪.)1535‬‬

‫∂≤‬


‫أكثر منه بعد بدو الصالح واشتداد احلب ‪ ،‬فإذا حصل البيع قبل ذلك ثم تلفت الثمرة كان في ذلك غﱭ للمشتري‬ ‫وﻇلم له حيث ُأخذ ماله دون مقابل‪ ،‬ولهذا قال [‪« :‬أرأيت إذا منع اهلل الثمرة ﰈ يأخذ أحدكم مال أخيه»(‪.)1‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻪ ﺻﻼح الﺜﻤﺮ واﳊﺐ‬ ‫يعرف ُبدُ ﱡو الصالح في الثمر واحلب بأن يطيب أكله ويظهر نضجه‪ ،‬وذلك ألنه [‪ :‬نهى عن بيع الثمر حتى يطيب(‪.)2‬‬

‫ولﺬلﻚ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫‪1‬ـ عالمة صالح ثمر النخل أن يحمر أو يصفر‪ ،‬ألنه [ ‪ :‬نهى عن بيع ثمر التمر حتى َي ْز ُهو‪ ،‬قيل ألنس ]‪ :‬وما‬ ‫ز َْه ُوها؟ قال ‪ :‬حتمر أو تصفر(‪.)3‬‬

‫‪2‬ـ عالمة صالح العنب‪ ،‬أن يظهر ماؤه ُحلواً ‪ ،‬إذا كان أبيض‪ ،‬وإن كان أسود فبأن يظهر فيه السواد ‪ ،‬لقول أنس‬ ‫(‪)4‬‬ ‫]‪ :‬نهى النبي [ عن بيع العنب حتى َي ْس َو ﱠد‪.‬‬ ‫الـح ِّب أن يشتدﱠ أو َي ْب َي ﱠ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫‪3‬ـ عالمة صالح َ‬

‫ﻓﻜﺮ‬ ‫ﺑﲔ ﺣﻜﻢ الﺒﻴﻊ ﻓﻲ اﳊﺎﻻت الﺘﺎلﻴﺔ ﻣﻊ ذﻛﺮ الﺴﺒﺐ‪:‬‬

‫اﳊﺎلﺔ‬

‫شخص باع عشر نخالت ثمرها لم ينضﺞ بعد‬

‫اﳊﻜﻢ‬

‫الﺴﺒﺐ‬

‫شخص باع ثمر عشر شجرات من زيتون لم‬ ‫يتبني نضجها بعد‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫رواه البخاري في كتاب البيوع‪ ،‬باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صالحها برقم ( ‪.)2198‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب البيوع‪ ،‬باب ييع الثمر على رؤوس النخل برقم ( ‪ ،)2189‬ومسلم في كتاب البيوع‪ ،‬باب النهي عن بيع الثمار‬ ‫قبل بدو صالحها ‪ 1167/3‬برقم ( ‪.)1536‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب البيوع‪ ،‬باب ييع املخاضرة برقم ( ‪.)2208‬‬ ‫رواه أبو داود في كتاب البيوع‪ ،‬باب في ييع الثمار قبل أن يبدو صالحها برقم ( ‪ ،)3371‬والترمذي في كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في‬ ‫كراهية بيع الثمرة حتى يبدو صالحها برقم ( ‪ ،)1228‬وابن ماجه برقم (‪ )2217‬وقال الترمذي ‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪.‬‬ ‫∑≤‬


‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬ ‫‪/١‬اﻛﺘﺐ ﻣفﻬوﻣﺎ ﻣﻦ إﻧﺸﺎﺋﻚ لﻜﻞ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬خيار الﻐﱭ‪.‬‬

‫ب‪ -‬االدخار‪.‬‬

‫ج‪-‬االحتكار‪.‬‬

‫د‪ -‬االستصناع‪.‬‬

‫هـ‪ -‬عقد التوريد‪.‬‬ ‫‪ /٢‬ﻗﺎرن ‪-‬ﺑﺬﻛﺮ أوﺟﻪ الﺸﺒﻪ واﻻﺧﺘﻼف‪ -‬ﺑﲔ اﻻﺣﺘﻜﺎر واﻻدﺧﺎر ‪.‬‬ ‫‪/٣‬ﻣﺜﻞ لﻜﻞ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬خيار الﻐﱭ‪.‬‬

‫ب‪ -‬االدخار‪.‬‬

‫ج‪ -‬االحتكار‪.‬‬

‫د‪ -‬البطاقات السلعية مسبقة الدفع‪.‬‬

‫‪/٤‬ﳋﺺ ﺣﺎﻻت ﺑﻴﻊ الﺜﻤﺎر والﺰروع؛ ﻣﻊ ﺑﻴﺎن ﺣﻜﻢ ﻛﻞ ﺣﺎلﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫∏≤‬


‫الوحدة‬ ‫الثانية‬ ‫توثيق الديون ونقلها‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تذكر تعريف الضمان وأهم أحكامه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تذكر تعريف الكفالة وأهم أحكامها ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تفرق بين الضمان والكفالة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬تذكر تعريف الرهن وأهم أحكامه ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تذكر تعريف الحوالة وأهم أحكامها ‪.‬‬ ‫‪ .6‬تمثل لكل من‪ :‬الضمان والكفالة و الرهن والحوالة‪.‬‬ ‫عاص‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم في كتاب املساقاة‪ ،‬باب حترمي االحتكار في األقوات برقم (‪ .)1605‬ومعنى قوله‪ :‬خاطئ‪ ،‬أي ٍ‬

‫‪ .7‬تدرك أهم ا ِلحكم لمشروعية كل من‪:‬الضمان والكفالة و الرهن والحوالة‪.‬‬


‫الضمان‬ ‫متهيد‬ ‫ملا كان من املقاصد الضرورية في الشريعة اإلسالمية حفظ املال الذي به قوام احلياة‪ ،‬فقد شرع اهلل لنا الوسائل التي‬ ‫حتفظه من الضياع والتلف‪ .‬ومن تلك الوسائل‪ :‬توثيق الديون وضبطها باإلشهاد والكتابة والضمان والرهن والكفالة‬ ‫وغيرها‪ .‬ولعظم شأن هذا األمر فإن اهلل سبحانه قد خصه باحلديث في أطول آية في كتابه‪ ،‬وهي آية الدين فقال‬ ‫اآلي َة (‪.)1‬‬ ‫سبحانه‪ :‬‬ ‫وفيما يلي دراسة موجزة ألهم العقود املشروعة لتوثيق الديون‪:‬‬

‫تعريفه‬ ‫الضمان لغة‪ :‬االلتزام‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬التزام شخص ما وجب على غيره من احلقوق املالية‪.‬‬

‫مثاله‬ ‫أراد محمد أن يشتري من صالح سيارة بعشرين ألف ريال مؤجلة إلى سنة‪ ،‬فطلب منه ضامناً‪ ،‬فقال‬ ‫خالد‪ :‬بعه وأنا أضمن لك الثمن‪.‬‬ ‫ففي هذا املثال‪:‬‬ ‫الضامن‬

‫صاحب احلق‬

‫املضمون عنه‬

‫املضمون به‬

‫خالد‬

‫صالح‬

‫محمد‬

‫العشرون ألف ًا‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية (‪)282‬‬

‫‪30‬‬


‫حكمه‬ ‫الضمان جائز ‪ ،‬دل على ذلك الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فمن الكتاب قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ومن السنة قوله [ ‪ « :‬الزعيم غارم»(‪.)2‬‬ ‫وقد أجمع العلماء على جواز الضمان‪.‬‬ ‫وهو مندوب للضامن؛ ملا فيه من اإلحسان وبذل املعروف‪.‬‬

‫(‪ . )1‬أي‪ :‬كفيل‪.‬‬

‫ما يصح ضمانه ولزوم الضمان‬ ‫يصح ضمان الديون‪ ،‬مثل القرض‪ ،‬وثمن املبيع املؤجل‪ ،‬وأجرة الدار‪ ،‬ومتى ثبت احلق في ذمة‬ ‫املضمون عنه فإن الضمان يلزم الضامن وليس له الرجوع فيه‪ ،‬أما قبل ثبوت احلق فيحق له الرجوع‪.‬‬

‫مثال ذلك‪:‬‬ ‫أراد سليمان شراء سيارة بثمن مؤجل من فهد ‪ ،‬فقال سعود‪ :‬بعه وأنا أضمن الثمن‪ ،‬فلسعود هنا أن‬ ‫يتراجع عن الضمان قبل متام عقد البيع ‪ ،‬وأما إذا مت البيع فقد لزمه الضمان وال يحق له التراجع عنه‬

‫مثال آخر‪:‬‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫……………………………………………………‬ ‫(‪ )1‬سورة يوسف اآلية (‪.)72‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه أبوداود في كتاب البيوع‪ ،‬باب تضمني العارية برقم (‪ )3565‬والترمذي في أبواب البيوع‪ ،‬باب ما جاء أن العارية مؤداة برقم‬ ‫(‪ )1265‬وقال‪ :‬حسن غريب‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ما ليس بشرط في الضمان‬ ‫ال يشترط في الضمان‪:‬‬ ‫‪ -1‬معرفة الضامن باملضمون عنه أو بصاحب احلق‪ ،‬فيصح أن يضمن مجهو ًال‪ ،‬كأن يقول‪ :‬من استدان منك فأنا‬ ‫أضمنه‪ ،‬أو يقول‪ :‬زوج ابنتك من شئت وأنا أضمن املهر أو النفقة‪ .‬ويصح أن يضمن ملجهول‪ ،‬كأن يقول‪ :‬من باع‬ ‫زيداً كذا فأنا أضمنه‪ ،‬أو من أجره فأنا أضمن األجرة‪ ،‬أو من زوجه فأنا أضمن النفقة‪ .‬ومنه‪ :‬ضمان البنك حامل البطاقة‬ ‫االئتمانية أمام التجار الذين يتعامل معهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬العلم باملضمون به‪ ،‬فيصح ضمان املجهول إذا كان يؤول إلى العلم‪ ،‬كأن يقول‪ :‬ما أعطيت زيداً فأنا ضامنه‪.‬‬

‫األحكام املترتبة على الضمان‬ ‫‪ -1‬الضمان يفيد اشتراك الضامن مع املضمون عنه في التزام احلق‪ ،‬وال يترتب عليه براءة املضمون عنه‪.‬‬ ‫‪ -2‬لصاحب احلق إذا حل الدين أن يطالب املضمون عنه ثم الضامن‪ ،‬وليس له مطالبة الضامن إال بعد تعذر‬ ‫االستيفاء من املضمون عنه؛ ألن الضامن فرع وال يصار إلى الفرع إال إذا تعذر األصل‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا أدى الضامن الدين لصاحب احلق‪ ،‬فيحق للضامن أن يرجع على املضمون عنه فيطالبه مبا دفعه‪.‬‬

‫انتهاء الضمان‬ ‫انتهاء الضمان يعني براءة الضامن‪ ،‬والضامن يبرأ بأحد أمرين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن يبرأه صاحب احلق من الضمان‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬أن يبرأ املضمون عنه من احلق الذي عليه إما بأدائه‪ ،‬أو بإبراء صاحب احلق له‪.‬‬

‫أخذ األجر على الضمان‬ ‫الضمان عقد إرفاق‪ ،‬فال يجوز للضامن أن يشترط على املضمون عنه أجراً مقابل ضمانه‪ ،‬كأن يقول‪ :‬أضمنك‬ ‫بشرط أن تدفع لي ألف ريال ‪ ،‬أو ‪ % 10‬من املبلغ املضمون؛ وذلك ألن الضامن في حال أدائه عن املضمون عنه‬ ‫يكون مقرض ًا له‪ ،‬فإذا رجع على املضمون عنه مبثل ما أدى فقد استرد منه مثل ما أقرضه وزيادة‪ ،‬وهي األجر الذي‬ ‫شرطه‪ ،‬وهذا من الربا‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫خطاب الضمان المصرفي‬ ‫تعريفه‪:‬‬ ‫هو عقد ضمان يكون الضامن فيه بنكاً‪.‬‬

‫مجاله‪:‬‬ ‫يغلب استخدام خطاب الضمان في املناقصات العامة(‪ )1‬للدخول في عقود املقاوالت أو التوريد ونحوها‪ ،‬حيث‬ ‫تشترط اجلهة التي تطرح املناقصة على كل متنافس تقدمي خطاب ضمان ابتدائي ًا يؤهله للدخول في املناقصة؛ وذلك‬ ‫للتأكد من ِجدِّ ي ِته وقدرته على الوفاء بالعمل‪.‬‬ ‫ثم إذا رست املناقصة على أحدهم فإنه يتقدم بخطاب ضمان نهائي قد يصل مبلغ الضمان فيه إلى نصف تكلفة‬ ‫املشروع؛ وذلك للتأكد من قدرته على تنفيذ العقد‪ .‬ومتى تخلف هذا الشخص عن تنفيذ التزاماته فيحق للجهة التي‬ ‫طرحت املناقصة أن تطلب من البنك دفع مبلغ الضمان احملدد في اخلطاب‪.‬‬ ‫ويأخذ البنك عند إصدار اخلطاب تعهداً من عميله بالرجوع عليه فيما إذا ألزم البنك بدفع قيمة اخلطاب إلى اجلهة‬ ‫الطالبة للضمان‪.‬‬

‫رسومه‪:‬‬ ‫يأخذ البنك من العميل املضمون عنه نوعني من الرسوم عند إصدار اخلطاب‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أجر يقدر بحسب املصروفات اإلدارية إلصدار اخلطاب‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬عمولة نسبية مرتبطة مببلغ الضمان ومدته‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬ ‫عمل معلوم‪،‬‬ ‫خطاب الضمان جائز إذا كانت رسومه في مقابل مصروفاته اإلدارية؛ ألنها أجر على ٍ‬ ‫أما إذا كانت في مقابل مبلغ الضمان ومدته بحيث تزيد بزيادتهما وتنقص بنقصانهما فال‬ ‫يجوز؛ ألن الضمان ال يجوز أخذ األجر عليه‪.‬‬

‫(‪ )1‬املناقصة‪ :‬طريقة يقصد بها الوصول إلى املتعاقد الذي يتقدم بأقل عرض‪ .‬كأن ترغب جهة حكومية في إنشاء مبنى‪ ،‬فتطرح مناقصة عامة‬ ‫يتنافس فيها املقاولون على تقدمي عروضهم في مظاريف مغلقة‪ ،‬ثم تشكل جلنة الختيار العرض املناسب لتنفيذ املشروع بأقل سعر‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫فكر‬ ‫أ‪ -‬بعد معرفتك للضمان وأحكامه؛ بني احلكمة التي تفهمها من مشروعيته‪ ،‬وذلك ببيان فائدته لكل‬ ‫من‪:‬‬ ‫‪-1‬املضمون‪......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -2‬املضمون له‪.....................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -3‬الضامن ‪......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬يحصل في كثير من األحيان أن يتكرم شخص ذو خلق بضمان صديق له أو قريب في شراء سيارة‬ ‫بالتقسيط أو في ثمن سلعة من السلع‪ ،‬ثم يقع هذا الضامن (الكفيل الغارم) في مشكلة السداد‬ ‫عمن ضمنه‪ ،‬بل قد يلقى في السجن بدال عنه؛ بسبب شهامته ورجولته ورغبته في التفريج عن‬ ‫أخيه‪ ،‬وقد يحصل أحيانا أن ال يلقي له املضمون باال‪ ،‬ويتركه حتى يسدد بدال عنه؛ مما يتسبب‬ ‫بينهما في القطيعة‪ ،‬وإحجام كثير من الناس عن التعاون في هذا املجال‪.‬‬ ‫من خالل تفهمك ملثل هذه املشكلة التي تقع أحيانا تعاون مع مجموعتك في النقاش حول احملاور التالية‪:‬‬ ‫ما الذي ترشد به هؤالء الضامنني قبل التورط في الضمان ؟ ‪..................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ما اخللق الذي يجب أن يكون عليه املضمون ؟ ‪.............................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫كيف ميكن تالفي وقوع هذه املشكالت ؟‪.................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪34‬‬


‫الكفالة‬ ‫تعريفها‬ ‫الكفالة لغة‪ :‬الضمان‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬التزام شخص بإحضار من عليه حق مالي إلى صاحبه‪.‬‬

‫مثالها‪:‬‬ ‫أراد محمد أن يقترض من صالح ما ًال‪ ،‬فطلب منه كفيالً‪ ،‬فقال خالد‪ :‬أنا كفيل ببدن محمد‪ ،‬أو‬ ‫بنفسه‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ففي هذا املثال‪ :‬خالد‪ :‬كفيل‪ ،‬وصالح‪ :‬صاحب احلق‪ ،‬ومحمد‪ :‬مكفول‪ ،‬وقوله‪« :‬أنا كفيل ببدنه» ‪ :‬الصيغة‪.‬‬ ‫وهذه هي األركان األربعة للكفالة‪.‬‬ ‫ولو قال الكفيل‪ :‬أنا كفيل مباله‪ ،‬فهو ضمان وليس كفالة‪.‬‬

‫حكمها‬ ‫الكفالة بالنفس جائزة‪ ،‬ودليلها من السنة قوله [‪« :‬الزعيم غارم»(‪.)1‬‬ ‫وهي مندوبة للكفيل؛ ملا فيها من اإلحسان وبذل املعروف‪.‬‬

‫(‪ )1‬تقدم تخريجه في الباب قبله‬

‫‪35‬‬


‫ما تصح فيه الكفالة وما ال تصح‬ ‫تصح الكفالة ببدن من عليه دين أو بيده عني مضمونة‪ ،‬على التفصيل السابق في الضمان‪.‬‬ ‫والتصح ببدن من عليه حد‪ ،‬وال من عليه حق مرتبط بشخصه‪ ،‬كالشاهد ونحوه؛ ألن هذه حقوق ال ميكن‬ ‫استيفاؤها من الكفيل إذا تعذر عليه إحضار املكفول‪.‬‬

‫ما يترتب عليها‬ ‫إذا كفل شخص آخر لزمه إحضاره إلى صاحب احلق في املوعد احملدد‪ ،‬فمتى أحضره برئت ذمتة‪ ،‬سواء متكن صاحب‬ ‫احلق من استيفاء حقه منه أم لم يتمكن‪.‬‬ ‫وإذا تعذر على الكفيل إحضاره في املوعد احملدد فإن الكفالة تنقلب ضمان ًا مالي ًا فيغرم الكفيل ما على مكفوله من‬ ‫الدين؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬الزعيم غارم"‪.‬‬

‫أخذ األجر عليها‬ ‫ذهب عامة العلماء إلى أن الكفالة من عقود اإلرفاق التي ال يجوز أخذ األجر عليها؛ ألنها ليست ما ًال وال عمالً‪،‬‬ ‫واألجر إمنا يستحق في مقابل أحدهما‪.‬‬

‫من التطبيقات املعاصرة للكفالة‬ ‫ضرر أحلقه بغيره‪ ،‬فيكفله شخص آخر ويخلى سبيله إلى أن‬ ‫أوالً‪ :‬كفالة املوقوف(‪)7‬كأن يوقف شخص بسبب ٍ‬ ‫يتم تقدير التعويض املالي من احملكمة‪.‬‬

‫ومن أحكامها‪:‬‬

‫‪-1‬يلزم الكفيل إحضار مكفوله إلى اجلهات الرسمية متى طلب منه ذلك‪ ،‬فهذا هو مقتضى عقد الكفالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال يجوز للكفيل أن يأخذ أجراً من مكفوله مقابل الكفالة؛ ألن الكفالة عقد إرفاق ال معاوضة‪.‬‬

‫(‪ )8‬يقصد باملوقوف هنا‪ :‬احملبوس مؤقت ًا لدى اجلهات األمنية‬

‫‪36‬‬


‫اﳌﺴﺘﻘﺪم‪ ،‬وﻫﻲ‪ :‬أن ﻳﻜﻔﻞ أﺣﺪ اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻩ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻛﻔﺎﻟﺔ‬ ‫َ‬ ‫وﻳﺴﺮي ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬وﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﻼ ﻣﻜﻔﻮ ًﻻ ﻟﻐﻴﺮﻩ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﻦ أﻛﻞ اﳌﺎل ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻏﻴﺮﻩ‬ ‫ﻟﺸﺨﺺ أن ﻳﻮﻇﻒ ﻋﺎﻣ ً‬ ‫‪ -١‬ﻻ ﻳﺠﻮز‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻐﻴﺮ إذﻧﻪ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬ﻳﺠﺐ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺸﺮوط اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻻﺳﺘﻘﺪام‪ ،‬ﻛﻨﻮع اﳌﻬﻨﺔ‪ ،‬وﻣﻘﺪار اﻟﺮاﺗﺐ‪ ،‬وﻣﺪة اﻟﻌﻤﻞ‪ .‬وﻻ ﻳﺤﻖ‬ ‫ﻋﻤﻞ وﻻ راﺗﺐ‪.‬‬ ‫ﻟﻠﻜﻔﻴﻞ أن ﻳﺴﻴﺐ ﻣﻜﻔﻮﻟﻪ ﺑﻼ ٍ‬ ‫‪ -٣‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﻴﻞ أن ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ أﺟﺮﻩ ﻓﻲ وﻗﺘﻪ اﶈﺪد‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ اﳌﻤﺎﻃﻠﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﻘﺪﺳﻲ‪»:‬ﻳﻘﻮل‬ ‫اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ‪ :‬ﺛﻼﺛﺔ أﻧﺎ ﺧﺼﻤﻬﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ –وذﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ‪ :-‬ورﺟﻞ اﺳﺘﺄﺟﺮ أﺟﻴﺮا ﻓﺎﺳﺘﻮﻓﻰ ﻣﻨﻪ وﻟﻢ ﻳﻮﻓﻪ أﺟﺮﻩ« ®‪.©±‬‬

‫ﻓﻜﺮ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﻟﻠﻀﻤﺎن وأﺣﻜﺎﻣﻪ؛ ﺑﲔ اﳊﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺒﻴﺎن ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﻟﻜﻞ‬ ‫ﻣﻦ‪:‬‬ ‫‪ -١‬اﳌﻜﻔﻮل‪....................................................................:‬‬ ‫‪ -٢‬اﳌﻜﻔﻮل ﻟﻪ‪.................................................................:‬‬ ‫‪ -٣‬اﻟﻜﺎﻓﻞ ‪....................................................................:‬‬ ‫اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻟﻀﻤﺎن واﻟﻜﻔﺎﻟﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ درﺳﺖ ‪ :‬ﻗﺎرن ﺑﲔ اﻟﻀﻤﺎن واﻟﻜﻔﺎﻟﺔ؛ ﺑﺬﻛﺮ أوﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ واﻻﺧﺘﻼف ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪:‬‬ ‫أوﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ‬

‫اﻟﻀﻤﺎن‬

‫‪.....................‬‬

‫اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ‬

‫‪.....................‬‬

‫أوﺟﻪ اﻻﺧﺘﻼف‬

‫)‪ (١‬أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫∑≥‬


‫الرهن‬ ‫تعريفه‬ ‫الرهن في اللغة‪ :‬الثبوت والدوام‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪:‬توثقة دين بعني ميكن استيفاؤه أو بعضه منها أو من بعضها‪.‬‬

‫مثاله‬ ‫ريال مؤجلة‪ ،‬ورهن ساعته لدى البائع حتى يأتيه بالثمن‪.‬‬ ‫اشترى شخص جوا ًال بألفي ٍ‬ ‫ففي هذا املثال‪:‬‬ ‫املرتهِ ن‬

‫الراهن‬

‫املرهون أو الرهن‬

‫املرهون به‬

‫البائع (الدائن)‬

‫املشترى (املدين)‬

‫الساعة‬

‫الثمن املؤجل‬

‫حكمه‪:‬‬ ‫الرهن جائز‪ ،‬دل على ذلك الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فمن الكتاب قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫ومن السنة ما روت عائشة –رضي اهلل عنها‪ -‬أن النبي [ ‪« :‬اشترى من يهودي طعام ًا إلى أجل‬ ‫ورهنه درعه»(‪.....)2‬وقد أجمع العلماء على جوازه‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية (‪.)283‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الرهن‪ ،‬باب من رهن درعه برقم (‪ ،)2509‬ومسلم في كتاب املساقاة‪ ،‬باب الرهن برقم (‪.)1603‬‬ ‫وفعله عليه الصالة والسالم دليل على جواز التعامل مع غير املسلمني بالبيع والشراء ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫ما يصح رهنه‬ ‫كل ما يصح بيعه يصح رهنه‪ ،‬ألن املقصود من الرهن بيعه لالستيفاء من ثمنه عند تعذر الوفاء من الراهن‪ ،‬وما ال‬ ‫يصح بيعه ال ميكن االستيفاء منه‪ ،‬فال يصح رهن البطاقة الشخصية أو رخصة القيادة أو أسهم محرمة‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫فكر‬ ‫بعد معرفتك ملا تقدم؛ فكر في ذكر أمثلة ملا يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ما يصح رهنه‪:‬‬ ‫‪.............................. -1‬‬

‫‪.................................. - 2‬‬

‫ب‪ -‬ما ال يصح رهنه‪:‬‬ ‫‪.............................. -1‬‬

‫‪.................................. - 2‬‬

‫ج‪ -‬مثاال واقعيا صحيحا لعقد الرهن‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫لزوم الرهن‬ ‫الرهن الزم للراهن ليس له فسخه إال بإذن املرتهن‪ ،‬سواء أكان املرهون في يده أم في يد املرتهن؛ ولذلك فإنه ال‬ ‫يجوز له بيعه أو التصرف فيه تصرفا يؤدي إلى تلفه؛ ألنه مرهون في حق ميكن استيفاؤه منه؛ فلو بيع أو أتلف لم ميكن‬ ‫االستيفاء منه‪.‬‬ ‫وهو عقد جائز بالنسبة للمرتهن؛ يجوز له فسخه متى شاء؛ ألن احلق له وقد رضي بإسقاطه‪ ،‬فإذا فسخه جاز للراهن‬ ‫أن يستفيد منه مطلقا‪ ،‬وجاز له بيعه‪.‬‬

‫الرهن احليازي والرهن الرسمي‬ ‫الرهن احليازي هو الرهن الذي يكون فيه املرهون بيد املرتهن‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫وأما الرهن الرسمي فاملرهون يبقى بيد الراهن ويكتفى بالتسجيل في األوراق الرسمية بأنه مرهون‪ ،‬وهذا النوع هو‬ ‫األكثر انتشاراً في املعامالت املعاصرة‪ ،‬مثل أن يشتري سلعة بالتقسيط ويرهن سيارته أو بيته أو أسهمه للدائن‪ ،‬ويبقى‬ ‫املرهون في يد املدين يتصرف فيه؛إال أنه ال يجوز له بيعه ‪ ،‬ولذلك يجرى العمل على وضع ختم على صك البيت أو‬ ‫شهادة األسهم يبني أنها مرهونة للدائن؛ لئال يبيعها املدين(‪.)1‬‬

‫حفظ الرهن‬ ‫يجب على املرتهن إذا قبض الرهن أن يحافظ عليه‪ ،‬فهو أمانة عنده‪ ،‬ولو تلف منه شيء فال يضمن إال في حال‬ ‫تعديه أو تفريطه؛ ألن يده يد أمانة‪ ،‬وال يسقط بهالكه شيء من دينه‪.‬‬

‫مؤونة الرهن ومناؤه‬ ‫الرهن ملك للراهن‪ ،‬فمؤونته عليه‪ ،‬ومناؤه املتصل واملنفصل له؛ حلديث أبي هريرة ] أن النبي [ قال‪«:‬ال َيغْ َل ُق‬ ‫الرهن من صاحبه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه» (‪.)2‬‬ ‫ُ‬ ‫أمثلة‪:‬‬ ‫‪ -1‬طلب عميل بطاقة ائتمانية من البنك فاشترط عليه أن يودع تأمين ًا نقدي ًا(‪ ،)3‬فيجب على الراهن‬ ‫–وهو العميل‪ -‬أن يزكي هذا املال إذا بلغ النصاب كلما حال عليه احلول‪.‬‬ ‫‪ -2‬اشترى من البنك سلعة بالتقسيط ورهنه أسهم ًا في إحدى الشركات‪ ،‬ثم ارتفعت قيمتها‪ ،‬ووزعت‬ ‫الشركة أرباح ًا لكل سهم‪ .‬فالنماء األول متصل‪ ،‬والنماء الثاني منفصل‪ ،‬وكالهما للراهن‪ ،‬ويجب‬ ‫عليه مؤونة هذه األسهم من زكاةٍ أو رسوم أو غير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬رهن داراً مؤجرة‪ ،‬فنماؤها املتصل هو ارتفاع القيمة‪ ،‬ومناؤها املنفصل هو األجرة للراهن‪ ،‬وتكلفة‬ ‫صيانتها عليه‪.‬‬

‫االنتفاع بالرهن‬ ‫للراهن االنتفاع بالرهن مادام مقبوض ًا بيده‪ ،‬ولو بال إذن املرتهن؛ ألنه ملكه‪ .‬وأما املرتهن فليس له االنتفاع بالرهن إال‬ ‫بإذن الراهن‪ ،‬ويستثنى من ذلك ما إذا كان الرهن في قرض فإنه ال يجوز للمرتهن االنتفاع بالرهن ولو أذن الراهن؛ ألنه‬ ‫حينئذ يكون قرض ًا جر نفعاً‪ ،‬فهو ربا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪)1‬ومن ذلك توثيق قرض صندوق التنمية العقاري بالتأشير على صك األرض التي يطلب القرض للبناء عليها بأنها مرهونة لصالح البنك‪.‬‬ ‫(‪)2‬أخرجه الدارقطني وإسناده صحيح‪ .‬ومعنى قوله ‪ :‬ال يغلق ‪ :‬أي ال يحبس ومينع‪.‬‬ ‫(‪)3‬إذا كان الرهن نقوداً محجوزة في احلساب البنكي فقد جرى العرف املصرفي على تسميته تأمين ًا نقدياً‪.‬‬ ‫‪40‬‬


‫مثاله‪:‬‬ ‫أقرضه مئة ألف ليردها مئة ألف بشرط أن يرهنه سيارته وينتفع بها –أي الدائن‪ -‬خالل مدة االقتراض‪،‬‬ ‫فال يجوز ذلك ألنه يدخل في القرض الذي جر نفعا‪ ،‬وهو من الربا احملرم‪.‬‬

‫فكاك الرهن وتسليمه‬ ‫ال انفك املرهون ووجب على املرتهن تسليمه للراهن‪.‬‬ ‫إذا سدد الراهن ما عليه من الدين كام ً‬

‫االستيفاء من الرهن‬ ‫متى حل الدين لزم الراهن أداءه كالدين الذي ال رهن به‪ .‬وإن امتنع من أدائه‪ ،‬ففيه حاالن‪:‬‬ ‫احلال األولى‪ :‬إن كان الراهن أذن للمرتهن في بيع الرهن باعه‪ ،‬ووفى الدين‪ ،‬فإن فضل منه شيء فللراهن؛ ألنه‬ ‫مالكه‪ ،‬وإن بقي من الدين شيء لم يف به الرهن فعلى الراهن‪.‬‬ ‫وإذا قال الراهن للمرتهن‪ :‬إن جئتك بحقك في يوم كذا وإال فالرهن لك لم يصح هذا الشرط؛ ألنه من غلق الرهن‬ ‫عن الراهن‪ ،‬الحتمال أن تكون قيمة الرهن عند الوفاء أكثر من الدين‪.‬‬ ‫احلال الثانية‪ :‬إذا لم يأذن الراهن ببيعه أجبره القاضي على الوفاء أو بيع الرهن والوفاء للمرتهن‪ ،‬فإن امتنع باعه‬ ‫القاضي ووفى دينه‪ ،‬وليس للمرتهن بيع الرهن إال بإذن صاحبه أو يتولى القاضي بيعه‪.‬‬

‫تطبيقات معاصرة على الرهن‬ ‫‪-1‬اشتراط حتويل الراتب‬ ‫يجوز أن يشترط البنك على عميله في بيع التقسيط أن يحول راتبه على البنك؛ ليتمكن من استيفاء األقساط‬ ‫الشهرية منه‪.‬‬ ‫‪-2‬رهن السلعة املبيعة بالتقسيط‬ ‫يجوز أن يتفق البائع واملشتري على أن تكون السلعة املبيعة مرهونة بثمنها‪ ،‬بحيث ترهن رهن ًا رسمياً‪ ،‬كأن يبيع‬ ‫بالتقسيط داراً أو سيارة أو أسهم ًا ويؤشر على صك الدار أو رخصة السيارة أو شهادة األسهم بأنها مرهونة للبائع إلى‬ ‫أن يسدد املشتري ثمنها‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫فكر‬ ‫مما تعني به الدولة املواطنني‪ :‬إنشاء بنك التسليف العقاري‪ ،‬والذي يقرض املواطنني مبالغ مالية تعينهم‬ ‫في بناء منازل مناسبة لهم‪ ،‬ولكن بعض الناس الذين يحصلون على القرض من البنك يتساهلون في سداد‬ ‫هذا القرض الذي يجب عليهم سداده؛ بحجة أنه مال الدولة‪ ،‬من خالل تفهمك لهذه املشكلة‪ :‬تعاون‬ ‫مع مجموعتك في النقاش حول احملاور التالية‪:‬‬ ‫ما رأيك في هذا التصرف؟ ‪........................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫هل معنى االقتراض من الدولة انه ال يلزم تسديد القرض؟‪.................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ما الوسائل املناسبة حلل مثل هذه املشكلة ؟‪............................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪42‬‬


‫الحوالة‬ ‫تعريفها‬ ‫احلوالة لغة‪ :‬مشتقة من التحول‪ ،‬مبعنى االنتقال‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬نقل الدين من ذمة إلى ذمة أخرى‪.‬‬

‫مثالها‬ ‫محمد مدين لصالح بعشرين ألفاً‪ ،‬وخالد مدين حملمد بعشرين ألفاً‪ ،‬فأحال محمد صاحل ًا على خالد‬ ‫ليقتضي دينه منه‪.‬‬ ‫ففي هذا املثال‪:‬‬

‫ ‬

‫احمليل‬

‫احملال‬

‫احملال عليه‬

‫احملال به‬

‫الدين احملال عليه‬

‫محمد‬

‫صالح‬

‫خالد‬

‫الدين الذى لصالح على محمد‬

‫الدين الذي حملمد على خالد‬

‫حكم احلوالة‬ ‫احلوالة جائزة باإلجماع‪ ،‬وقد دل على جوازها قول النبي [‪« :‬فإذا ُأ ْتب َِع أحدُ كم على َم ِلىءٍ‬ ‫َف ْل َي ْت َب ْع»(‪.)1‬‬

‫احلكمة منها‬ ‫احلوالة عقد إرفاق‪ ،‬فيها تيسير على الناس وإرفاق بهم؛ فاحمليل يخف عنه ثقل الدين‪ ،‬واحملال يأخذ ماله وال يضيع‬ ‫حقه مبماطلة احمليل‪ ،‬واحملال عليه يقضي الدين الذي عليه وتبرأ ذمته‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب احلوالة‪ ،‬باب احلوالة وهل يرجع في احلوالة؟ برقم (‪ )2287‬ومسلم في كتاب املساقاة‪ ،‬باب حترمي مطل‬ ‫الغني (‪.)1564‬‬ ‫‪43‬‬


‫شروطها‬ ‫يشترط لصحة احلوالة ثالثة شروط‪:‬‬ ‫‪ -1‬رضا احمليل‪ ،‬وأما احملال عليه فال يشترط رضاه‪ ،‬وأما احملال فينظر‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬فإن أحيل على مليء وهو –وهو القادر على الوفاء غير املماطل‪ -‬فال يشترط رضاه؛ للحديث السابق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وإن أحيل على غير مليء – كاملعسر أو املماطل‪ -‬فيشترط رضاه‪ ،‬فإن رضي صحت احلوالة ولزمته‪ ،‬وإن لم‬ ‫يرض فال تلزمه؛ ملفهوم قوله في احلديث السابق‪" :‬على مليء"‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون احمليل مدين ًا للمحال‪ ،‬واحملال عليه مدين ًا للمحيل‪ ،‬فلو أحاله على غير مدين فهي وكالة في االقتراض‬ ‫وليست حوالة‪.‬‬ ‫ريال حال على مثله حال‪،‬‬ ‫‪ -3‬إمكانية املقاصة بني الدينني‪ ،‬بأن يتفقا في اجلنس والقدر واألجل‪ ،‬كأن يحيله بألف ٍ‬ ‫مؤجل إلى سنة‪ .‬ويصح أن يحيل باألقل على قدره من األكثر‪ ،‬كأن‬ ‫دوالر‬ ‫دوالر‬ ‫مؤجل إلى سنة على ألف ٍ‬ ‫أو بألف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ألف من ثالثة آالف‪.‬‬ ‫بألف على ٍ‬ ‫يحيله ٍ‬

‫ما يترتب على احلوالة‬ ‫إذا متت احلوالة بشروطها فيترتب عليها اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬براءة ذمة احمليل من الدين مبجرد احلوالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وجوب قبول احملال للحوالة إذا كان احملال عليه مليئاً‪ .‬وال يحق له الرجوع على احمليل‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجوب قبول احملال عليه للحوالة وأداء الدين الذي عليه للمحال‪.‬‬

‫فكر‬ ‫بعد معرفتك لعقد احلوالة فكر في إعطاء ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬مثال صحيح على احلوالة؛ تبني فيه أطرافها‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -2‬اآلثار املتربة على العقد في املثال املذكور‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪44‬‬


‫تطبيقات معاصرة على احلوالة‬ ‫أو ًال‬

‫احلوالة بالشيك‬

‫الشيك‪ :‬أداة وفاء حالة‪ ،‬يحرر وفق ًا لشكل معني‪ ،‬يتضمن أمراً من محرره إلى املصرف املسحوب منه بدفع مبلغ‬ ‫معنيٍ للمستفيد‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫اشترى محمد من صالح سيارة وحرر له شيك ًا بقيمة عشرة آالف ريال مسحوبة على أحد البنوك‪.‬‬ ‫فمحرر الشيك هو محمد‪ ،‬واملستفيد منه صالح‪ ،‬واملسحوب منه البنك‪.‬‬ ‫عالقته باحلوالة‪ :‬يعد الشيك حوالة من محرره للمستفيد على البنك املسحوب عليه‪ .‬ففي املثال السابق محمد‬ ‫مدين لصالح‪ ،‬والبنك مدين حملمد(‪ ،)1‬فمحمد‪ :‬محيل‪ ،‬وصالح‪ :‬محال‪ ،‬والبنك‪ :‬محال عليه‪.‬‬

‫من أحكامه‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال يجوز للشخص أن يحرر شيك ًا بال رصيد؛ ملا فيه من الكذب على املستفيد‪.‬‬ ‫ثان‪ ،‬كأن يكتب املستفيد األول خلف الشيك‪" :‬ومني ألمر فالن" ويعد التظهير‬ ‫‪ -2‬يجوز تظهير الشيك‬ ‫ملستفيد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حوالة أخرى‪ ،‬فاملستفيد األول أحال املستفيد الثاني على دينه املستحق له بالشيك‪.‬‬

‫ثاني ًا احلوالة املصرفية القيدية‬ ‫مصرف آخر‪.‬‬ ‫حساب له أو لغيره لدى‬ ‫هي‪ :‬وكالة من العميل للمصرف في حتويل مبلغ من املال إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتتم عملية التحويل هذه برقي ًا أو هاتفي ًا أو إلكترونياً‪.‬‬

‫مثالها ‪:‬‬ ‫مصرف في القاهرة‪.‬‬ ‫مصرف في الرياض طالب ًا حتويله إلى‬ ‫تقدم شخص مببلغ ألف دوالر إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫(‪ )1‬ألن احلساب اجلاري يكيف على أنه قرض من صاحب احلساب للبنك‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫حكمها‪:‬‬ ‫احلوالة القيدية جائزة‪ ،‬والرسوم التي تأخذها املصارف مقابل عملية التحويل جائزة أيضاً؛ ألنها‬ ‫أجرة نقل النقود‪ ،‬والعقد فيها عقد وكالة بأجر وليس حوالة‪.‬‬ ‫وتسميتها حوالة ال يعني أن لها حكم احلوالة مبعناها الفقهي‪ ،‬فهي تختلف عنها في أمرين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن احلوالة مبعناها الفقهي فيها إرفاق باحمليل ولهذا يكون طلب التحويل منه فهو الذي‬ ‫يطلب من الدائن التحول إلى احملال عليه‪ ،‬بينما في احلوالة املصرفية يكون طلب التحويل من‬ ‫الدائن (احملال) ‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬أن احلوالة مبعناها الفقهي يلزم أن يكون فيها دينان يسبقان احلوالة‪ :‬دين للمحال في‬ ‫ذمة احمليل‪ ،‬ودين للمحيل في ذمة احملال عليه‪ ،‬بينما في احلوالة املصرفية ال يلزم أن يكون املصرف‬ ‫احمليل دائن ًا للمصرف احملال عليه‪ ،‬كما أن العميل احملال ال يلزم أن يكون دائن ًا للمصرف احمليل‪،‬‬ ‫فقد ال يكون له رصيد لدى املصرف أصالً‪.‬‬

‫الوسائل املشروعة واملمنوعة الستيفاء الدين من املدين املماطل‪:‬‬ ‫درست في هذه الوحدة جملة من العقود التي يراد منها توثيق الديون وحمل املدين على الوفاء‪ ،‬وفيما يلي بيان‬ ‫بعض الوسائل املشروعة واملمنوعة الستيفاء الدين من املدين املماطل‪:‬‬

‫فمن الوسائل املشروعة‪:‬‬ ‫‪ -1‬توثيق الدين بكتابته أوباإلشهاد عليه‪ ،‬أو بهما معاً‪ ،‬وال مانع من استخدام الوسائل املعاصرة‪ ،‬كتحرير كمبياالت‪،‬‬ ‫أو سندات ضد على املدين‪ ،‬وفق ضوابطها الشرعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬توثيق الدين بأحد عقود التوثيق السابقة‪ ،‬وهي‪ :‬الضمان والكفالة والرهن‪ ،‬وال مانع من أن يجمع أكثر من عقد‬ ‫توثيق في عقد مداينة‪.‬‬ ‫‪ -3‬قبول حتول الدائن بدينه من مدينه املماطل إلى مدين مليء‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫‪ -4‬إذا ماطل املدين في الوفاء فيحق للدائن شكايته لدى اجلهات القضائية؛ إللزامه بقضاء الدين‪ ،‬فإن أصر فيعزره‬ ‫القاضي باحلبس أو غيره حتى يوفي الدين الذي في ذمته‪ .‬وللدائن أن يرفع دعوى تعويض عن النفقات الفعلية التي‬ ‫تكبدها في شكايته للمدين‪ ،‬كأجرة احملامي ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪ -5‬للدائن أن يشترط على املدين بأنه في حال مماطلته في دفع بعض األقساط أن يحل من األقساط التالية لها بعدد‬ ‫األقساط املتأخرة أو بأي عددٍ يتفقان عليه‪.‬‬ ‫ال بقــول اهلل تعالـــى‪:‬‬ ‫وفي جميــــع األحـــــوال متى ثبـــت للدائــن إعسار املديـــن فيجــب عليــه إنظـــاره؛ عم ً‬ ‫ ‬

‫(‪.)1‬‬

‫ومن الوسائل املمنوعة‪:‬‬ ‫‪ -1‬اشتراط غرامة مالية على املدين في حال تأخره عن قضاء الدين‪ ،‬سواء أكانت تلك الغرامة مببلغ مقطوع كمئة‬ ‫كواحد باملئة من مبلغ الدين‪ ،‬وسواء أكان الدين بسبب شراء سلعة‪ ،‬أم بسبب استئجار‬ ‫ريال‪ ،‬أو بنسبةٍ من مبلغ الدين‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دار أو سيارةٍ أو غيرها‪ ،‬أم بسبب احلصول على خدمة كالفواتير املستحقة لشركات اخلدمات العامة من كهرباء أو هاتف‬ ‫أو انترنت‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬اشتراط غرامة تأخير على املدين وصرفها في اجلهات اخليرية‪ ،‬فالزيادة في الدين من الربا سواء أخذها الدائن أم‬ ‫تبرع بها لغيره‪.‬‬ ‫‪ -3‬االتفاق على إعادة جدولة الدين‪ ،‬بأن يزيد الدائن في مدة قضاء الدين‪ ،‬ويخفض القسط الواحد‪ ،‬ويزيد املدين‬ ‫في مجموع الدين‪ ،‬كما لوكان الدين عشرة آالف مقسطة في عشرة أشهر فيتفقان على جعله مقسط ًا في خمسة عشر‬ ‫شهراً في كل شهر ثمامنئة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية (‪.)280‬‬

‫‪47‬‬


‫نشاط‬

‫ميز احلوالة الصحيحة من غيرها فيما يلي؛ مع بيان السبب‪:‬‬

‫احلوالة‬

‫حكمها‬

‫السبب‬

‫شخص له على آخر دين مؤجل إلى سنتني‪ ،‬فأحال‬ ‫عليه شخصا آخر يطالبه بقيمة سلعة اشتراها منه‬ ‫بثمن ٍّ‬ ‫حال‪.‬‬ ‫شخص له على فقير مبلغ خمسني ألف ريال‪،‬‬ ‫فأحال عليه شخصا آخر يطالبه مببلغ ثالثني ألف‬ ‫ريال‪.‬‬ ‫شخص له على رجل مليء باذل مبلغ مئة ألف‬ ‫ريال‪ ،‬فأحال عليه شخصا آخر يطالبه مببلغ‬ ‫عشرين ألف ريال‪ ،‬فلم يرض احملال بذلك‪.‬‬

‫التقويم‬ ‫‪ /1‬عرف كال مما يلي بتعريف من إنشائك مستفيدا مما درسته‪:‬‬ ‫أ‪ -‬احلوالة ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الدَّ ين‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الضمان‪.‬‬ ‫د‪ -‬الكفالة‪.‬‬ ‫‪ /2‬يتكون عقد احلوالة من عدة أطراف‪ ،‬ما هي؟ مع التطبيق عليها مبثال ‪.‬‬ ‫‪ /3‬ما األحكام املترتبة على الضمان؟‬ ‫‪/4‬حدد األحوال التي يبرأ فيها كل من‪:‬‬ ‫أ‪-‬الضامن‪.‬‬ ‫ب‪ -‬املضمون ‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫‪ /5‬اذكر اثنني من الفروق بني الضمان والكفالة ‪.‬‬ ‫‪ /6‬ما من شيء شرعه اهلل تعالى إال وهو متضمن للحكمة واملصلحة‪ ،‬فما احلكمة التي تراها‬ ‫في مشروعية كل من‪:‬‬ ‫أ‪ -‬احلوالة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الضمان‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الكفالة‪.‬‬ ‫‪ /7‬بني ما يصح رهنه وما ال يصح رهنه مما يلي‪ ،‬مع بيان السبب ‪:‬‬ ‫ ‬

‫السيارة ‪ -‬استمارة السيارة ‪ -‬كتاب موقوف ‪ -‬مزرعة ‪ -‬البطاقة الشخصية ‪ -‬قلم‪.‬‬

‫‪ /8‬ما احلالة التي ال يجوز فيها للمرتهن أن ينتفع بالرهن ؟ وملاذا ؟ ثم اذكر مثا ًال عليها ‪.‬‬ ‫‪ /9‬اذكر مثا ًال من إنشائك على الرهن محدد ًا فيه‪ :‬الرهن والراهن وامل ُ ْر َتهِ ن ‪.‬‬

‫‪ /10‬مثل مبثال صحيح على كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الدَّ ين‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الضمان‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الكفالة‪.‬‬

‫‪49‬‬



‫الوحدة‬ ‫الثالثــة‬ ‫الصلح والشفعة‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبين المراد بالصلح وأقسامه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تدرك أهمية اإلصالح بين المتخاصمين ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تفرق بين أنواع الصلح‪.‬‬ ‫‪ .4‬تحرص على اإلصالح بين الناس‪.‬‬ ‫‪ .5‬تبين معنى الشفعة وأهم أحكامها ‪.‬‬ ‫‪ .6‬تمثل للشفعة المستوفية لشروطها‪.‬‬ ‫‪ .7‬تدرك أهم ا ِلحكم لمشروعية الصلح والشفعة‪.‬‬


‫الصلح‬ ‫متهيد‬ ‫عن أبي هريرة ] قال‪ :‬قال النبي [ ‪« :‬اشترى رجل من رجل عقارا له‪ ،‬فوجد الرجل الذي اشترى العقار‬ ‫في عقاره جرة فيها ذهب‪ ،‬فقال له الذي اشترى العقار‪ :‬خذ ذهبك مني إمنا اشتريت منك األرض ولم أبتع منك‬ ‫الذهب‪ ،‬وقال الذي له األرض‪ :‬إمنا بعتك األرض وما فيها‪ .‬فتحاكما إلى رجل فقال الذي حتاكما إليه‪ :‬ألكما ولد؟ قال‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أحدهما‪ :‬لي غالم‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬لي جارية‪ .‬قال‪ :‬أنكحوا الغالم اجلارية‪ ،‬وأنفقوا على أنفسهما منه‪ ،‬وتصدقا»‪.‬‬

‫تعريفه‬ ‫الصلح لغة‪ :‬قطع املنازعة‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪:‬عقد يتوصل به إلى إصالح بني متخاصمني‪.‬‬

‫حكمه‬ ‫الصلح جائز‪ ،‬دل على ذلك الكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬فمن الكتاب قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ ‬

‫(‪.)2‬‬

‫أح َّل‬ ‫ومن السنة قول النبي [‪« :‬الصلح جائز بني املسلمني إال صلح ًا ح َّرم حال ًال أو َ‬ ‫حراما»(‪.)3‬‬ ‫وقد أجمع العلماء على جوازه من حيث اجلملة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب األنبياء‪ ،‬باب حديث الغار ‪ ،)3285( 1281/3‬ومسلم في كتاب األقضية‪ ،‬باب استحباب إصالح احلاكم بني‬ ‫اخلصمني ‪.)1721(1345/3‬‬ ‫(‪ )2‬سورة النساء اآلية (‪.)128‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه الترمذي في كتاب األحكام‪ ،‬باب ما ذكر عن رسول اهلل [ في الصلح بني الناس برقم (‪ )1352‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪،‬‬ ‫وابن ماجه في كتاب األحكام‪ ،‬باب الصلح برقم (‪.)2353‬‬ ‫‪52‬‬


‫أنواعه‬ ‫الصلح نوعان‪:‬‬ ‫النوع األول‪ :‬الصلح على إقرار‬ ‫وله صور‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬الصلح عن الدين ِّ‬ ‫احلال ببعضه‪ ،‬وهو أن يدعي شخص على آخر ديناً‪ ،‬فيقر املدعى عليه‪ ،‬ثم يتصاحلا على أن‬ ‫يسقط الدائن بعض دينه‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫أن يدعي صالح دين ًا له على محمد قدره عشرة آالف ريال‪ ،‬ومحمد مقر له بذلك إال أنه عاجز عن‬ ‫أداء املبلغ كله‪ ،‬فيتصاحلان على أن يؤدي له سبعة آالف ويسقط عنه الباقي‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬ ‫هذا الصلح جائز؛ ألن للدائن أن يسقط بعض حقه‪ ،‬يدل على ذلك حديث كعب بن مالك أنه‬ ‫تقاضى ابن أبي حدرد –رضي اهلل عنهما‪َ -‬د ْي ًنا كان له‪ ،‬وهما في املسجد فارتفعت أصواتهما‬ ‫حتى سمعها رسول اهلل [ وهو في بيته‪ ،‬فخرج إليهما حتى كشف ِسجف حجرته‪ ،‬فنادى‪« :‬يا‬ ‫كعب»‪ ،‬فقال‪َ :‬ل َّب ْي َك يا رسول اهلل‪ ،‬فأشار بيده أن ضع الشطر‪ .‬فقال كعب‪ :‬قد فعلت يا رسول اهلل‪،‬‬ ‫فقال رسول اهلل [‪«:‬قم فاقضه»(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬أخرجه البخاري في كتاب الصلح‪ ،‬باب الصلح بالدين والعني‪ ،‬برقم (‪ ،)2710‬ومسلم في كتاب املساقاة‪ ،‬باب استحباب الوضع من‬ ‫الدين‪ ،‬برقم (‪.)1558‬‬

‫‪53‬‬


‫املؤج ِل ببعضه اًّ‬ ‫ال فيعجل املدين قضاءه في‬ ‫لشخص على آخر دين ًا مؤج ً‬ ‫حال‪ ،‬وهو أن يكون‬ ‫‪ -2‬الصلح عن الدين َّ‬ ‫ٍ‬ ‫مقابل أن يضع الدائن بعضه‪.‬‬ ‫ويسمى‪" :‬صلح احلطيطة(‪ ،")5‬و "ضع وتعجل"‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫سيارة ثمنها نقداً ثمانون ألف ريال‪ ،‬اشتراها شخص مبئة ألف مقسطة على أربع سنوات‪ ،‬وبعد مضي‬ ‫سنتني اتفق املشتري مع شركة التقسيط على أن يعجل دفع جميع األقساط وتخصم الشركة الثمن‬ ‫ليصبح تسعني ألفاً‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬ ‫هذا الصلح جائز بشرط أال يكون مشروط ًا في أصل العقد‪ .‬فال يجوز أن يتفقا في العقد على‬ ‫نسبة اخلصم التي يلزم بها الدائن في حال تعجيل املدين قضاء الدين‪ ،‬بل يتفقان على ذلك عند‬ ‫رغبة املشتري في التعجيل‪.‬‬

‫والدليل على جوازه أن األصل في املعامالت هو احلل‪ ،‬وال دليل على املنع منه‪ ،‬وال يصح قياسه على الربا؛‬ ‫ألن الربا زيادة مقابل التأجيل‪ ،‬وهذا خصم مقابل التعجيل‪ ،‬كما أن فيه مصلحة للمدين بتعجيل براءة‬ ‫ذمته‪ ،‬وللدائن بتعجله استيفائه لدينه‪ ،‬فاملصلحة لهما جميعاً‪.‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬الصلح على إنكار‬ ‫وله صور‪ ،‬منها‪ :‬أن يدعي شخص على آخر دين ًا أو َع ْي ًنا‪ ،‬فينكر املدعى عليه‪ ،‬ثم يتصاحلا على أن يدفع املدعى‬ ‫عليه للمدعي مبلغ ًا من املال إلنهاء املنازعة‪.‬‬

‫مثاله في الدَّ ين‪:‬‬ ‫ادعى محمد أن له دين ًا على صالح مقداره عشرة آالف ريال‪ ،‬فأنكر صالح ذلك‪ ،‬فأراد محمد أن يرفع‬ ‫عليه دعوى لدى احملكمة‪ ،‬فعرض صالح أن يعطيه خمسة آالف ريال وينهي اخلصومة‪ ،‬فوافق محمد‬ ‫على ذلك؛ رغبة منهما في إنهاء اخلصومة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬سمي بذلك ألن الدائن يحط –أي يضع‪ -‬من الدين‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫مثاله في العني‪:‬‬ ‫يدعي سعيد ملكية أرض في حيازة أحمد‪ ،‬فينكر أحمد ذلك‪ ،‬ثم يتصاحلان على أن يعطي أحمدُ‬ ‫سعيدا مبلغ ًا من املال في مقابل أن ينهي اخلصومة‪.‬‬ ‫ً‬

‫حكمه‪:‬‬ ‫يختلف حكم هذا الصلح بحسب حال الشخص‪ ،‬فإن كان أحدهما يعلم أنه على غير حق في دعواه‬ ‫أو في إنكاره‪ ،‬فالصلح في حقه محرم‪ ،‬وما أخذه من املال حرام عليه؛ ألنه أكل مال أخيه بالباطل‪.‬‬ ‫أما إن كان كل منهما يعتقد أنه على حق‪ ،‬فال إثم على أي منهما‪ ،‬والصلح بينهما جائز؛‬ ‫لعموم قوله [‪« :‬الصلح جائز بني املسلمني»(‪.)1‬‬

‫فكر‬ ‫‪ -1‬مثل بأمثلة من عندك لكل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬صلح عن الدين ِّ‬ ‫احلال ببعضه‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫………………………………………………………………………‪……………..‬‬ ‫ب‪ -‬صلح عن الدين املؤجل ببعضه حا ًال‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫……………………………………………………………………………………‪..‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫……………………………………………………………………………………‪..‬‬ ‫(‪ )1‬احلديث سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪-2‬كنت جالسا يوما في الصف‪ ،‬فرأيت شجارا بني اثتني من زمالئك‪ ،‬قال فهد‪ :‬هذا القلم الثمني‬ ‫قلمي‪ ،‬لقد فقدته منذ ثالثة أيام‪ ،‬وقال خالد‪:‬هذا القلم قلمي‪ ،‬لقد أهدانيه عمي منذ أكثر من شهر‪،‬‬ ‫اقتربت منهما‪ ،‬وشعرت أن كل واحد منهما يتكلم بصدق‪ ،‬والقلم واحد‪ ،‬وكل منهما يدعيه‬ ‫لنفسه‪ ،‬وقد ارتفعت أصواتهما‪ ،‬وكل منهما يقول‪ :‬سوف أشكوك إلى إدارة املدرسة‪.‬‬ ‫ما احللول التي ميكن أن تطرحها للصلح بني صديقيك إلنهاء املشكلة؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -3‬اقترض أحمد من صديقه سليمان مبلغ سبعة آالف ريال‪ ،‬ولم يكتبا بينهما ورقة‪ ،‬ولم يشهدا على‬ ‫ذلك أحدا بناء على الثقة املتبادلة بينهما‪ ،‬وبعد سنة ونصف قال سليمان ألحمد‪ :‬لم ُتعد إلي املبلغ‬ ‫الذي أقرضتك إياه‪ ،‬قال‪:‬أحمد‪ :‬عذرا لقد تأخرت عليك بالسداد‪،‬وقد كدت أنسى املوضوع‪ ،‬ولكن‬ ‫املبلغ اآلن حاضر معي‪ ،‬فأعطاه أربعة آالف ريال‪ ،‬وقال له‪ :‬جزاك اهلل خيرا؛ لقد كنت صديقا وفيا‪.‬‬ ‫قال سليمان‪ :‬ولكن املبلغ كان سبعة آالف ريال‪ .‬قال أحمد‪ :‬أنا ال أذكر أنني اقترضت منك سوى أربعة‬ ‫آالف ريال‪ ،‬وأنا متأكد من ذلك‪ ،‬فصار بينهما نزاع على مقدار املال‪ ،‬وانتهى إلى أن قال سليمان‪ :‬سوف‬ ‫أرفع أمرك إلى احملكمة الشرعية‪.‬‬ ‫ما احللول التي ميكن أن تطرحها للصلح بني أحمد وسليمان إلنهاء املشكلة؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -4‬إذا وقعت لك مشكلة مالية مع صاحب لك؛ وكان احلق لك‪ ،‬فاجتهد غرميك‪ -‬أو شخص ثالث‬ ‫تدخل بينكما‪-‬لكي ينتهي األمر بينكما باملصاحلة‪ ،‬فما ميكن أن يكون موقفك؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -5‬بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬اذكر بعض احلكم من مشروعية الصلح بني املتخاصمني‬ ‫أ‪........................................................................... -‬‬ ‫ب‪..........................................................................-‬‬ ‫ج‪.......................................................................... -‬‬ ‫‪56‬‬


‫الشفعة‬ ‫متهيد‬ ‫جاءت الشريعة املباركة بسد كل باب يؤدي إلى الشقاق والنزاع بني املسلمني‪ ،‬أو يؤدي لإلضرار بهم؛ ومن ذلك‬ ‫أنه إذا مت ّلك شخصان‪ -‬فأكثر‪ -‬عقارا مشاعا بينهما بحيث إنه لم مييز نصيب كل واحد منهما عن صاحبه؛ فليس‬ ‫ألحدهما بيع نصيبه منه حتى بستأذن شريكه؛ حتى ال يؤدي ذلك لإلضرار به مبشارك ِة من ال يريده؛ فإن رغب في‬ ‫احلق‬ ‫تعجل الشريك‪ ،‬وباع نصيبه من غير استئذان شريكه؛ فهنا قد جعل الشرع للشريك َّ‬ ‫شرائه وإال باعه لغيره‪ ،‬فلو ّ‬ ‫في انتزاع احلصة املباعة ممن انتقلت إليه؛ ألنه أحق بها‪ ،‬ويكون ذلك بالثمن الذي بيعت به‪ ،‬وهذا ما يسمى في الفقه‬ ‫اإلسالمي بحق الشفعة‪.‬‬

‫تعريفها‬ ‫الشفْ َع ُة لغة‪ :‬مأخوذة من َ‬ ‫ُّ‬ ‫الشفع وهو الزوج‪ ،‬سميت بذلك ألن الشفيع يضم حصة شريكه إلى ملكه الذي‬ ‫كان منفرداً‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪:‬استحقاق الشريك انتزاع حصة شريكه ممن انتقلت إليه بعوض مالي بثمنه الذي استقر عليه العقد‪.‬‬

‫مثالها‪:‬‬ ‫لكل منهما نصفها‪ ،‬وحصة كل منهما من األرض مشاعة‬ ‫محمد وصالح شريكان في أرض‪ٍ ،‬‬ ‫شخص آخر بخمسني ألف ريال‪ ،‬فلصالح أن يأخذ‬ ‫–أي غير معينة‪ ،-‬فباع محمد نصيبه إلى‬ ‫ٍ‬ ‫هذا النصيب املباع بالثمن الذي بيع به‪ ،‬وهو خمسون ألف ريال‪.‬‬ ‫ففي هذا املثال‪:‬‬ ‫الشفيع‬

‫املشفوع عليه‬

‫املشفوع فيه‬

‫صالح‬

‫محمد‬

‫نصيب محمد من األرض‬

‫‪57‬‬


‫حكمها‬ ‫الشفعة مشروعة باإلجماع‪ ،‬وقد دل على مشروعيتها حديث جابر بن عبد اهلل –رضي اهلل‬ ‫وص ِّرفت الطرق‬ ‫عنهما‪« :-‬أن النبي [ قضى بالشفعة في كل ما لم ُي ْق َسم‪ ،‬فإذا وقعت احلدود ُ‬ ‫فال شفعة» (‪. )1‬‬

‫محلها‬ ‫تثبت الشفعة للشريك في العقار غير املقسوم وما اتصل به‪ ،‬كاألرض والدار والبستان املشترك بني شخصني فأكثر‬ ‫إذا كان نصيب كل من الشريكني مشاعاً‪.‬‬ ‫وعلى هذا فال شفعة للجار؛ ألنه ليس بشريك‪ ،‬وال للشريك في العقار املقسوم –أي غير املشاع‪ ،-‬وال للشريك في‬ ‫غير العقار من املنقوالت كالسيارات واألثاث‪.‬‬

‫شروطها‬ ‫‪ .1‬أن ينتقل نصيب املشفوع عليه إلى آخر بعوض مالي‪ ،‬فإن انتقل بغير عوض كالهبة والوصية واإلرث‪ ،‬فال شفعة‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن يبادر الشفيع بطلب الشفعة من حني علمه ببيع شريكه‪ .‬فإن تأخر لغير عذر مع علمه سقط حقه في الشفعة‪.‬‬ ‫ال بكل الثمن الذي استقر عليه العقد‪ ،‬فإن عجز عن الثمن أو بعضه أو‬ ‫‪ .3‬أن يأخذ الشفيع نصيب شريكه كام ً‬ ‫أراد أن يأخذ نصف املبيع‪ ،‬فال شفعة‪.‬‬

‫تطبيق على الشفعة‬ ‫الشفعة في املساهمات العقارية‬ ‫املساهمة العقارية‪ :‬شركة مضاربة جتمع فيها أموال املساهمني لشراء أرض وإصالحها ثم بيعها‪.‬‬ ‫قطع صغيرةٍ ثم تباع في مزادٍ علني‪.‬‬ ‫واألغلب أن تقسم األرض إلى ٍ‬ ‫ويثبت جلميع املساهمني الشفعة عند تصفية املساهمة‪ ،‬أي عند بيع األرض محل املساهمة أو بعضها‪ ،‬وكذا في‬ ‫حال بيع أحد املساهمني ألسهمه فتثبت للبقية الشفعة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري في أول كتاب الشفعة برقم ( ‪ ، ) 2257‬ومسلم في املساقاة ‪ ،‬باب الشفعة برقم ( ‪.)1608‬‬

‫‪58‬‬


‫نشاط‬

‫بني مدى ثبوت الشفعة من عدمه في احلاالت التالية‪ ،‬مع بيان السبب‪:‬‬

‫احلالة‬

‫حكم الشفعة‬

‫السبب‬

‫باع شخص حصته من إحدى األراضي دون‬ ‫علم شريكه‪ ،‬وملا علم الشريك طلبها مباشرة‪،‬‬ ‫ولكن طلب إمهاله ثالثة أشهر لدفع قيمة حصة‬ ‫شريكة‪.‬‬ ‫جاران لهما أرضان متجاورتان‪ ،‬كل واحدة‬ ‫مستقلة عن األخرى؛ فباع أحدهما أرضه‪ ،‬فلما‬ ‫علم اآلخر طلب الشفعة‪.‬‬ ‫سيارة مشتركة بني اثنني‪ ،‬باع أحدهما نصيبه دون‬ ‫إشعار صاحبه‪ ،‬فلما علم طلب الشفعة‪.‬‬ ‫أرض مشتركة بني اثنني‪ ،‬باع أحدهما نصيبه‪،‬‬ ‫وكان شريكه مسافرا‪ ،‬فلما رجع بعد شهر علم‬ ‫بالبيع؛ فطلب الشفعة‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫فكر‬ ‫‪ -1‬بالتعاون مع زميلك‪ :‬اذكر ثالثا من فوائد الشفعة وحكم مشروعيتها‪:‬‬ ‫أ‪............................................................................-‬‬ ‫ب‪..........................................................................-‬‬ ‫ج‪.......................................................................... -‬‬ ‫‪ -2‬اذكر مثاال صحيحا على الشفعة مستوفيا شروطها‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪60‬‬


‫التقويم‬

‫‪/1‬عرف كال مما يلي –حسب فهمك‪ -‬بأسلوبك اخلاص مستفيدا من التعريف‬ ‫املعطى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الصلح‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الشفعة‪.‬‬ ‫‪/2‬ينقسم الصلح إلى قسمني‪ ،‬اذكرهما مبينا كال منهما مبثال ‪.‬‬ ‫‪ /3‬بني في احلاالت التالية هل يستحق الشريك الشفعة أم ال ؟ مع ذكر السبب‪:‬‬ ‫أـ أرض مشتركة بني اثنني لكل واحد منهما نصفها ‪ ،‬قد قسماها وحتدد نصيب كل‬ ‫واحد فيها ‪ ،‬فباع أحدهما نصيبه ‪.‬‬ ‫ب ـ منـزل مشترك بني اثنني مكون من طابقني ألحدهما الطابق السفلي ولآلخر العلوي‪،‬‬ ‫فباع صاحب الطابق العلوي نصيبه ‪.‬‬ ‫ج ـ اشترك اثنان في شراء أرض لكل واحد نصفها ولم يقسماها بينهما‪.‬‬ ‫د ـ اشترك اثنان في أرض فاستأذن أحدهما صاحبه في بيع نصيبه منها فأذن له‬ ‫فباعه‪.‬‬ ‫هـ ـ اشترك اثنان في شراء أرض كبيرة‪ ،‬فباع أحدهما نصيبه منها‪ ،‬فأراد شريكه أخذ‬ ‫نصف نصيب صاحبه دون الباقي ألنه ال يستطيع شراءه كله ‪.‬‬

‫‪61‬‬



‫الوحدة‬ ‫الرابعة‬ ‫الجعالة والغصب‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبين المراد بالجعالة والحكمة من مشروعيتها ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تفرق بين الجعالة واإلجارة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تمثل للجعالة‪.‬‬ ‫‪ .4‬تذكر تعريف الغصب وحكمه ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تذكر األحكام المترتبة على الغصب ‪.‬‬ ‫‪ .6‬تمثل لألحكام المترتبة على الغصب ‪.‬‬ ‫‪ .7‬تحذر من غصب أموال اآلخرين ‪.‬‬ ‫‪ .8‬تدرك الحكم الشرعية من إباحة الجعالة وتحريم الغصب‪.‬‬


‫الجعالة‬

‫تعريفها‬ ‫اجلعالة –بتثليث اجليم‪ -‬لغةً‪ :‬مأخوذة من ا ُجلعل مبعنى املكافأة‪ ،‬أي ما يعطاه اإلنسان على أمر يفعله‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪:‬‬ ‫ال مباح ًا معلوم ًا أو مجهو ًال‪.‬‬ ‫مال معلوم ملن يعمل عم ً‬ ‫َج ْع ُل ٍ‬

‫مثالها‪:‬‬ ‫أن يقول‪ :‬من وجد محفظتي املفقودة فله خمسون ريا ًال‪.‬‬

‫حكمها‪:‬‬ ‫اجلعالة مباحة؛ ألن األصل في العقود هو احلل‪ ،‬ولم يرد في الشرع ما مينع منها‪ ،‬بل جاء في القرآن‬ ‫والسنة ما يدل على جوازها‪ ،‬ومن ذلك قول اهلل تعالى –حكاية عن املنادي في قصة يوسف عليه‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ ‬ ‫السالم‪:-‬‬ ‫وعن أبي سعيد اخلدري ] أن ناسا من أصحاب النبي [ أتوا على حي من أحياء العرب فلم‬ ‫َي ْق ُروهم‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا‪ :‬هل معكم من دواء أو َر ٍاق؟ فقالوا‪ :‬إنكم‬ ‫لم ت َْقرونا وال نفعل حتى جتعلوا لنا جعال‪ ،‬فجعلوا لهم قطيعا من الشاء‪ ،‬فجعل يقرأ بأم القرآن‬ ‫ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ‪ ،‬فأتوا بالشاء فقالوا‪ :‬ال نأخذه حتى نسأل النبي [‪ ،‬فسألوه فضحك‬ ‫وقال‪« :‬وما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم» (‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬سورة يوسف اآلية (‪.)72‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الطب‪ ،‬باب الرقى بفاحتة الكتاب برقم (‪ ،)5736‬ومسلم في كتاب السالم‪ ،‬باب جواز أخذ األجرة‬ ‫على الرقية برقم (‪.)2201‬‬ ‫‪64‬‬


‫احلكمة من إباحة اجلعالة‬ ‫أبيحت اجلعالة توسعة على الناس في معامالتهم فحاجة الناس قد تدعو إليها لرد مال ضائع‪ ،‬أو عمل ال يقدر‬ ‫عليه اجلاعل وال يجد من يتطوع به‪ ،‬وال تصح اإلجارة عليه جلهالته‪ ،‬فأجازت الشريعة اجلعالة توسعة وتخفيف ًا على‬ ‫الناس‪.‬‬

‫من أحكام اجلعالة‬ ‫‪ -1‬جتوز مجاعلة الطبيب على البرء‪ ،‬وال يجوز استئجاره عليه؛ ألنه غير مقدور عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلعالة عقد جائز‪ ،‬لكل منهما فسخها‪ ،‬فإن كان الفسخ من العامل قبل حصول املقصود فإنه ال‬ ‫يستحق شيئاً‪ ،‬وإن كان من اجلاعل فله ثالثة أحوال‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يكون الفسخ قبل شروع العامل في العمل فال شيء للعامل‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن يكون الفسخ بعد شروع العامل فله مثل أجرة عمله‪.‬‬ ‫ت‪ -‬أن يكون الفسخ بعد انقضاء العمل؛ فال يصح‪ ،‬وللعامل اجلعل كامال‪.‬‬

‫‪ -3‬يصح أن يكون اجلعل مبلغ ًا محدداً كأن يجاعل محامي ًا على تخليص حقه بألف ريال‪ ،‬أو أن‬ ‫يكون بنسبة معلومة كأن يجاعله على تخليص حقه وله ربعه‪.‬‬ ‫‪ -4‬لو عرض أرضه أو سيارته عند سمسار ليبيعها بجزء من ثمنها‪ ،‬ثم طلبها شخص من املالك‬ ‫مباشرة‪ ،‬فإن كان املشتري عرفها عن طريق السمسار فإنه يستحق اجلعل املتفق عليه‪ ،‬وإال فال‪.‬‬ ‫الفرق بني اجلعالة واإلجارة‬ ‫اجلعالة تشبه اإلجارة من بعض الوجوه ‪ ،‬ولكنها تختلف عنها في أمور ؛ وسنبني لك ما تختص به اجلعالة‪،‬‬ ‫وباملقابل تبني ما تختلف به اإلجارة من خالل ما سبق لك دراسته؛ لتتم املقارنة‪:‬‬

‫اجلعالة‬

‫اإلجارة‬

‫عقد جائز من كال الطرفني؛ لكل واحد منهما فسخه‬ ‫تصح على العمل املعلوم واملجهول‬ ‫تصح مع شخص معني وغير معني‬

‫‪65‬‬


‫نشاط‬

‫ميز من يستحق العوض ومن ال يستحقه في احلاالت التالية مع بيان السبب‪:‬‬

‫احلالة‬ ‫شخص سمع من يعلن أن من وجد قلمي الضائع‬ ‫فله عشرة رياالت فبحث عنه فلم يجده‬ ‫شخص سمع من يعلن أن من وجد سيارتي‬ ‫املفقودة فله ألف ريال‪ ،‬فبحث عنها ووجدها‬ ‫محطمة وسلمها لصاحبها‪.‬‬ ‫قال شخص‪ :‬يا محمد إذا غسلت سيارتي‬ ‫أعطيتك عشرين رياال‪ ،‬فقام وغسلها‬

‫‪66‬‬

‫احلكم‬

‫السبب‬


‫الغصب‬ ‫الغصب خلق ذميم ينافي األخالق اإلسالمية احلميدة؛ وال يكون الغصب إال من صاحب خلق مرذول؛ يتعدى‬ ‫على حقوق اخللق غير آبه بهم وال بخالقهم جل في عاله‪ ،‬فهو نوع من ظلم الناس الذي حذر منه الشرع وتوعد عليه‬ ‫بالعقوبة‪ ،‬عن أبي موسى ] قال‪ :‬قال رسول اهلل [ ‪ « :‬إن اهلل ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته »‪ ،‬قال‪ :‬ثم‬ ‫(‪. )1‬‬ ‫ ‬ ‫قرأ ‪:‬‬

‫تعريفه‬ ‫الغصب لغة‪ :‬أخذ الشيء ظلماً‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬استيالء شخص على حق غيره ْقهراً بغير حق‪.‬‬

‫حكمه‬ ‫ ‬ ‫الغصب محرم‪ ،‬وهو من كبائر الذنوب‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫(‪، )2‬‬

‫وقال [ ‪« :‬من اقتطع من األرض شبراً ظلم ًا طوقه اهلل من سبع أرضني»(‪.)3‬‬

‫ما يضمنه الغاصب‬ ‫‪ -1‬يجب على الغاصب أن يرد املغصوب بعينه‪ ،‬فإن تلف في يده فيرد مثله إن كان له مثل كالسيارات واألجهزة‬ ‫اجلديدة‪ ،‬فإن لم يكن له مثل كاألشياء املستعملة واحليوانات فيرد قيمته يوم تلفه‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا كان املغصوب مما جرت العادة بتأجيره كالبيوت والسيارات فيضمن الغاصب أجرته مدة بقائه عنده سواء‬ ‫انتفع به أم لم ينتفع؛ ألنه فوت منفعته على صاحبه‪.‬‬ ‫ال أو منفصالً‪ ،‬فلو غصب نقوداً فربح فيها‪ ،‬أو‬ ‫مناء فيضمنه بنمائه سواء أكان النماء متص ً‬ ‫‪ -3‬إذا حقق املغصوب ً‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 102‬من سورة هود عليه السالم‪ ،‬واحلديث رواه البخاري في كتاب التفسير‪ ،‬باب باب قوله تعالى‪( :‬وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى‬ ‫وهي ظاملة إن أخذه أليم شديد) ‪ ،)4409( 1726/4‬ومسلم في كتاب البر والصلة واآلداب ‪ ،‬باب حترمي الظلم ‪.)2583(1997/4‬‬ ‫(‪ )2‬سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)188‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري في كتاب املظالم‪ ،‬باب إثم من ظلم شيئ ًا من األرض برقم (‪ ،)2452‬ومسلم في كتاب املساقاة‪ ،‬باب حترمي الظلم‬ ‫وغصب األرض وغيرها برقم (‪.)1610‬‬ ‫‪67‬‬


‫غصب أسهم ًا مباحة فحققت أرباحاً‪ ،‬أو غصب شاة فسمنت أو ولدت‪ ،‬فيجب رد املغصوب مع منائه املتصل به‬ ‫واملنفصل عنه‪.‬‬ ‫‪ -4‬إذا حصل باملغصوب عيب وهو عند الغاصب‪ ،‬فيجب عليه مع رده أن يضمن النقص احلاصل في قيمته بسبب‬ ‫العيب‪.‬‬

‫كيفية التخلص من الكسب احلرام‬ ‫من كسب ما ًال بطريق محرم ثم تاب وأراد التخلص منه فال يخلو من حالني‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬أن يكون قد كسب املال بغير رضى صاحبه‪ ،‬كاملال املأخوذ غصب ًا أو سرقة أو بالغش ونحو ذلك‪ ،‬فال تبرأ‬ ‫ذمته منه إال برده إلى صاحبه وضمانه على التفصيل السابق‪ .‬فإن كان صاحبه قد مات فيرده إلى ورثته‪ ،‬فإن تعذر رده‬ ‫إلى صاحبه أو إلى ورثته فيتصدق به عنه‪.‬‬ ‫والثانية‪ :‬أن يكون قد كسبه برضى صاحبه‪ ،‬كاملال املكتسب بعقد فاسد‪ ،‬مثل أن يشتري سلعة بعقد محرم أو‬ ‫يبيع سلعة محرمة كالدخان وأشرطة األغاني واملجالت احملرمة‪ ،‬فله أحوال‪:‬‬ ‫احلالة األولى‪ :‬إن أمكن رد العوض احملرم إلى صاحبه فيلزمه إبطال العقد وتراد املالني؛ لقوله تعالى –في حق آكل‬ ‫(‪ )1‬فنهى اهلل املرابي عن أخذ الزيادة الربوية التي لم يقبضها من املدين‬ ‫ ‬ ‫الربا‪: -‬‬ ‫وأمره أن يأخذ رأس ماله فقط‪.‬‬ ‫احلالة الثانية‪:‬إن كان قد قبض املال وتعذر إبطال العقد وتراد املالني فال يلزمه التخلص منه بشرط أن يكون صادق ًا في‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫توبته؛ لقول اهلل تعالى ‪-‬في حق من تعامل بالربا‪ :-‬‬ ‫أي‪ :‬له ما قبضه مما سبق وأمر توبته إلى اهلل‪.‬‬ ‫ومثل التائب فيما تقدم من دخل في عقد فاسد جاه ً‬ ‫ال أو متأو ًال ثم تبني له حرمته(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية ‪.279‬‬ ‫(‪ )2‬سورة البقرة اآلية ‪.275‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬مجموع فتاوى ابن تيمية ‪ ،15/22‬زاد املعاد البن القيم ‪.778/5‬‬ ‫‪68‬‬


‫فكر‬ ‫أ‪ -‬يجب على الغاصب أن يرد احلق إلى أهله‪ ،‬ما الواجب عليه قبل هذا ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬ما الفرق بني الغصب والسرقة ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ج‪ -‬مثل بأمثلة صحيحة على كل مما يلي‪:‬‬ ‫مغصوب يجب رد مثله‪............................................................‬‬ ‫مغصوب يجب رد قيمته‪...........................................................‬‬ ‫مغصوب يجب رده مع أجرته مدة الغصب‪.............................................‬‬ ‫د‪ -‬قد يظن بعض الناس أن الغصب إمنا يحرم في األشياء الكببرة والثمينة‪ ،‬وقد يتساهل في غصب‬ ‫األشياء اليسيرة‪.‬‬ ‫مثِّل على غصب األشياء اليسيرة ‪....................................................‬‬ ‫ما رأيك في غصب مثل هذا ‪.......................................................‬‬

‫‪69‬‬


‫التقويم‬ ‫‪ /1‬عرف كال مما يلي بتعريف من عندك مستفيدا من التعريف املعطى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اجلعالة ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الغصب‪.‬‬ ‫‪/2‬مثل مبثالني صحيحني على كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اجلعالة ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الغصب‪.‬‬ ‫‪ /3‬ما احلكم إذا تلف الشيء املغصوب ؟‬ ‫‪ /4‬بني احلكم فيما يلي ‪:‬‬ ‫أ ـ رجل غصب من اآلخر سيارته وذهب بها ثم أعادها إليه بعد يوم ‪.‬‬ ‫ب ـ رجل غصب من آخر ساعته ‪ ،‬ثم أعطاها لشخص آخر يعلم أنها مغصوبة وقال‬ ‫له‪ :‬احفظها عندك أمانة‪ ،‬فجاء صاحبها لهذا الشخص اآلخر وطلبها منه‪.‬‬ ‫ال ثم أحرقهما ‪.‬‬ ‫ج ـ رجل غصب من آخر شماغ ًا جديداً ‪ ،‬وآخر مستعم ً‬

‫‪70‬‬


‫الوحدة‬ ‫الخامسة‬ ‫التبرعات الهبة والوقف والوصية‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تبين المراد بالهبة وأهم أحكامها ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تستشعر عدالة اإلسالم في العدل بين األوالد ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تبين المراد بالوقف وأهم أحكامه ‪.‬‬ ‫‪- 4‬تدرك أهمية الوقف في العصر الحاضر‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تبين المراد بالوصية وأهم أحكامها ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تقارن بين الوقف والوصية ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تدرك الحكمة من مشروعية كل من‪ :‬الهبة والوقف والوصية‪.‬‬ ‫‪ – 8‬تحرص على البذل والكرم‪ ،‬وتحذر الشح والبخل‪.‬‬


‫متهيد للوحدة‬ ‫التبرعات املالية أنواع متعددة؛ فالهبة و العطية والهدية والصدقة‪ ،‬والوقف والوصية؛ كلها ألفاظ تفيد نوعا من‬ ‫التبرع من غير مقابل؛ فـ (الهبة )و (الهدية)متقاربتان‪ ،‬وكلتاهما يدخل في التبرع لغير الفقير؛ من قريب وصديق‬ ‫ونحوهما‪ ،‬فإن كان الغرض منها جلب املودة واأللفة فالغالب تسميتها (هدية)‪ ،‬وإن كان ذلك في مرض املوت فيخصه‬ ‫الفقهاء باسم‪( :‬العطية)‪ ،‬وإن كان التبرع للفقير فهو (الصدقة)‪ ،‬وإن كان أمرا بالتبرع بعد املوت فهو (الوصية)‪ ،‬وإن‬ ‫(الس َبالة)‪.‬‬ ‫كان التبرع بشيء ثابت له دخل وثمرة مستمرة تصرف في أوجه البر املختلفة فهو (الوقف) أو ّ‬ ‫وفي هذه الوحدة سوف نتعرف ‪-‬إن شاء اهلل تعالى‪ -‬على أنواع هذه التبرعات وأهم أحكامها‪.‬‬

‫الهبة‬ ‫تعريفها‬ ‫هي التبرع بتمليك املال في حال احلياة‪.‬‬

‫حكمها‬ ‫الهبة مستحبة‪ ،‬فإن كان الغرض منها البر وحسن الصلة فهي هدية‪ ،‬وإن كان الغرض منها اإلرفاق‬ ‫ودفع احلاجة فهي صدقة‪ ،‬وكالهما من فضائل األعمال‪ ،‬عن أبي هريرة ] أن النبي [ قال‪:‬‬ ‫«تهادوا حتابوا» (‪ ،)1‬وعنه أيضا أن النبي [ قال‪« :‬من تصدق ب َعدل مترة من كسب طيب وال‬ ‫يقبل اهلل إال الطيب فإن اهلل يتقبلها بيمينه‪ ،‬ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم َف ُل َّوه‪ ،‬حتى‬ ‫(‪)2‬‬ ‫تكون مثل اجلبل»‬

‫حكم قبول الهبة‬ ‫قبول الهدية جائز‪ ،‬ومستحب ملن أهدي إليه شيء أن يدعو ملن أهدى إليه وأن يكافأه بهدية منه ‪ -‬إن تيسر‪ -‬وإال‬ ‫فيكتفي بالدعاء له‪ ،‬فعن عائشة –رضي اهلل عنها‪ -‬قالت‪" :‬كان النبي[ يقبل الهدية ويثيب عليها(‪. )3‬‬ ‫وأما صدقة التطوع فيكره لغير احملتاج أخذها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في األدب املفرد ‪ ،‬باب قبول الهدية ص ‪ . 87‬قال ابن حجر في بلوغ املرام‪ :‬إسناده حسن (حديث رقم ‪.)962‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الزكاة‪ ،‬باب الصدقة من كسب طيب‪ ،‬برقم (‪ ،)1321‬ومسلم في كتاب الزكاة باب قبول الصدقة من كسب‬ ‫طيب وتربيتها‪ ،‬برقم (‪، )1684‬والفلو‪ :‬املهر وهو ولد الفرس‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري في باب الهبة وفضلها والتحريض عليها‪ ،‬برقم (‪.)2396‬‬ ‫‪72‬‬


‫حكم الهبة لغير املسلم وقبولها منه‬ ‫يجوز اإلهداء للكافر الذي ليس بينه وبني املسلمـــني حرب‪ ،‬كما جتوز الصدقة عليه؛ لقـــول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ ‬ ‫ويستحب قبول الهدية منه‪ ،‬فعن علي ] قال‪ :‬أهدى كسرى لرسول اهلل [ فقبل منه‪ ،‬وأهدى له قيصر فقبل‬ ‫منه‪ ،‬وأهدت له امللوك فقبل منها (‪.)2‬‬

‫هبة الوالدين ألوالدهما‬ ‫يجب على األب واألم العدل في هبتهما ألوالدهما‪ ،‬ذكورِهم وإنا ِثهم؛ ملا روى النعمان بن بشير –رضي اهلل عنهما‪-‬‬ ‫أن والده نحله غالم ًا وأراد أن ُيشهد النبي [ على ذلك فقال له‪« :‬أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟» قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فاتقوا اهلل واعدلوا بني أوالدكم» (‪.)3‬‬ ‫وال يدخل في النهي ما إذا كان التفضيل في مقابل عمل قام به الولد‪ ،‬مثل أن يكافئ من يعمل معه‪ ،‬أو من يحفظ‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫وإذا كان ألحد أوالده حاجة خاصة‪ ،‬كالعالج والدراسة ونحو ذلك فيجوز أن يعطيه بقدر حاجته‪ ،‬وال يعد ذلك‬ ‫من الهبة؛ إمنا هو من النفقة املشروعة‪ ،‬والعدل الواجب فيها أن تكون لكل أحد بحسب حاجته‪.‬‬

‫أخذ الوالد من مال ولده‬ ‫يجوز لكل من الوالدين أن يأخذ من مال ولده بشرطني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن يكون الوالد محتاج ًا لذلك املال‪ ،‬فلو أخذه من غير حاجة أو ليعطيه ولداً آخر لم يصح‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬أال يكون الولد محتاج ًا لذلك املال‪ ،‬وال يتضرر بأخذه‪.‬‬ ‫ودليل ذلك ما روى جابر بن عبد اهلل –رضي اهلل عنهما‪ -‬أن رجال قال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن لي ماال وولدا وإن أبي يريد‬ ‫أن يجتاح مالي‪ .‬فقال‪« :‬أنت ومالك ألبيك» (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬سورة املمتحنة اآلية ‪.8‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه أحمد‪ ،‬مسند العشرة املبشرين باجلنة‪ ،‬برقم (‪ ،)709‬والترمذي في كتاب السير‪ ،‬باب ما جاء في قبول هدايا املشركني‪ ،‬برقم‬ ‫(‪.)1501‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري في كتاب الهبة‪ ،‬باب اإلشهاد في الهبة برقم (‪ ،)2587‬ومسلم في الهبات‪ ،‬باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة‬ ‫برقم (‪.)1623‬‬ ‫(‪ )4‬أخرجه أحمد‪ ،‬مسند املكثرين من الصحابة برقم (‪ )6608‬وابن ماجه في كتاب التجارات‪ ،‬باب ما للرجل من مال ابنه برقم (‪.)2282‬‬ ‫واحلديث صححه األلباني (إرواء الغليل ‪)323/3‬‬ ‫‪73‬‬


‫فكر‬ ‫بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬أجب عما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ملا ذا أوجب الشرع العدل بني األوالد ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -2‬ملا ذا أباح الشرع للوالدين األخذ من مال ولدهما ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪ -3.‬يظن بعض الناس أن العدل يقتضي املساواة دائما؛ وهذا فهم غير صحيح‪ ،‬وذلك أن الشرع‬ ‫إمنا أمر بالعدل‪ ،‬والعدل قد يقتضي املساواة في بعض احلقوق وقد يقتضي املفاضلة؛ وذلك يختلف‬ ‫باختالف األحوال‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ما الذي ميكنك أن تالحظه من الفرق بني العدل واملساواة ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬اذكر مثاال على عدل يتضمن املساواة‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ج‪ -‬اذكر مثاال على عدل يتضمن املفاضلة‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪74‬‬


‫الرجوع في الهبة‬ ‫إذا قبض املوهوب الهبة فال يجوز للواهب الرجوع فيها؛ إال الوالد فيجوز له الرجوع فيما يعطي ولده‪.‬‬ ‫ودليل ذلك قوله [ ‪« :‬العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه» (‪.)1‬‬

‫الهبة في مرض املوت‬ ‫الهبة في مرض املوت تسمى عطية‪.‬‬ ‫فمن كان في مرض املوت املخوف فعطيته لها حكم الوصية‪ ،‬فال يصح أن يعطي أحداً من ورثته إال إذا رضي بقية‬ ‫الورثة‪ ،‬وال يصح أيض ًا أن يعطي عطية تزيد على ثلث ماله ولو لغير وارث إال إذا أجازها الورثة‪.‬‬

‫هدايا املوظفني‬ ‫موظف في جهة عامة فال يجوز أن يهديه‪ :‬كما ال يجوز للموظف أن يقبل الهدية؛ خشية أن‬ ‫من كان له تعامل مع‬ ‫ٍ‬ ‫يكون الغرض منها احملاباة‪ ،‬فتدخل في الرشوة احملرمة‪.‬‬ ‫وإذا انتفت التهمة جازت الهدية‪ ،‬مثل أن يكون من عادته أن يهديه قبل نشوء التعامل بينهما‪ ،‬أو تكون الهدية‬ ‫املريض طبي َبه بعد شفائه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫معلمه بعد تخرجه‪ ،‬أو‬ ‫بعد انتهاء العالقة بينهما كأن يهدي‬ ‫ُ‬ ‫الطالب َ‬

‫نشاط‬ ‫‪ -1‬من خالل معرفتك ألحكام الهبة‪ :‬استخرج ثالثة أحوال حترم فيها الهبة‪:‬‬ ‫أ‪....................................................................-‬‬ ‫ب‪.................................................................. -‬‬ ‫ج‪................................................................... -‬‬ ‫‪ -2‬اكتب نصيحة ملوظف ال ينجز عمله حتى تقدم له الرشوة في صورة الهدية‪:‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب الهبة باب هبة الرجل المرأته برقم (‪ ،)2589‬ومسلم في الهبات باب حترمي الرجوع في الصدقة برقم (‪.)1622‬‬

‫‪75‬‬


‫الوقف‬ ‫تعريفه‬ ‫الوقف لغة‪ :‬احلبس واملنع‪.‬‬ ‫وشرعاً‪ :‬حتبيس األصل وتسبيل املنفعة‪.‬‬

‫حكمه‬ ‫الوقف مستحب‪ ،‬قال النبي [ ‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالثة‪ :‬إال من صدقة‬ ‫جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له»(‪.)1‬‬

‫أمثلته‬ ‫للوقف صور كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوقف للنفع العام؛ مثل‪ :‬بناء املساجد أو املدارس‪.‬‬ ‫‪ -2‬الوقف الذي يستفاد من ريعه (‪ )2‬في وجوه البر املختلفة؛ مثل‪ :‬وقف عمارة تؤجر على الناس‬ ‫وتصرف أجرتها في أوجه البر‪ ،‬أو وقف مزرعة تصرف ثمرتها على احملتاجني‪.‬‬ ‫‪ -3‬وقف املصاحف أو الكتب النافعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم في كتاب الوصية‪ ،‬باب ما يلحق اإلنسان من الثواب بعد وفاته برقم (‪.)1631‬‬ ‫(‪ )2‬الريع‪ :‬أي غلة أو عائد ينتج من العقار‪.‬‬ ‫‪76‬‬


‫أنواع الوقف‬ ‫الوقف نوعان‪:‬‬ ‫النوع األول ‪ :‬الوقف األهلي‪ :‬وهو الذي يكون مصرفه على أهل الواقف من أوالده وأقاربه‪.‬‬ ‫ومما يدل على مشروعيته‪ :‬حديث أنس ] قال‪ :‬ملا أنزلت هذه اآلية ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﴾ قـام‬ ‫أبو طلحة إلى رسول اهلل [ فقال‪ :‬يا رسول اهلل إن اهلل تبارك وتعالى يقول‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ﴾‪،‬‬ ‫وإن أحب أموالي إلي بيرحاء(‪ ،)1‬وإنها صدقة هلل أرجو ِب َّرها و ُذخرها عند اهلل‪ ،‬فضعها يا رسول اهلل حيث أراك اهلل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قلت وإني أرى أن جتعلها في األقربني»‪،‬‬ ‫«بخ‪ ،‬ذلك مال رابح‪ ،‬ذلك مال رابح‪ ،‬وقد‬ ‫سمعت ما َ‬ ‫ُ‬ ‫فقال رسول اهلل [ ‪ٍ :‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫فقال أبو طلحة‪ :‬أفعل يا رسول اهلل‪ ،‬فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ‪.‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬الوقف اخليري‪ :‬وهو الذي يكون مصرفه على جهات البر‪.‬‬ ‫ومما يدل على مشروعيته‪ :‬حديث عبد اهلل بن عمر –رضي اهلل عنهما‪ : -‬أن عم َر ] قال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إني‬ ‫أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالاً قط أنفس عندي منه‪ ،‬فما تأم ُر ِب ِه؟ قال‪« :‬إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها»‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فتصدق بها عمر‪ :‬أنه ال يباع‪ ،‬وال يوهب‪ ،‬وال يورث‪ ،‬وتصدق بها في‪ :‬الفقراء‪ ،‬وفي القربى‪ ،‬وفي الرقاب‪ ،‬وفي‬ ‫سبيل اهلل‪ ،‬وابن السبيل‪ ،‬والضيف(‪.)3‬‬

‫نشاط‬

‫بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬اذكر مثاال واقعيا مناسبا على كل مما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوقف األهلي‪..................................................... :‬‬ ‫ومصارفه هي ‪.......................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الوقف اخليري‪.................................................... :‬‬ ‫ومصارفه هي ‪......................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬بيرحاء‪ :‬اسم للبستان الذي تبرع به أبوطلحة ]‪ ،‬وكانت في قبلة مسجد النبي [‪ ،‬وكان[ يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الزكاة‪ ،‬باب الزكاة على األقارب‪ ،‬برقم (‪ ،)1368‬ومسلم في كتاب الزكاة‪ ،‬باب فضل النفقة والصدقة على الزوج‬ ‫واألقربني‪ ،‬برقم (‪.)1664‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري في كتاب الشروط‪ ،‬باب الشروط في الوقف برقم (‪ ،)2737‬ومسلم في كتاب الوصية‪ ،‬باب الوقف برقم (‪.)1632‬‬ ‫‪77‬‬


‫شروط الوقف‬ ‫يشترط لصحة الوقف ثالثة شروط‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن يكون الواقف ممن يصح تبرعه‪ ،‬وهو البالغ العاقل الرشيد‪ ،‬فال يصح الوقف من صغير أو مجنون أو سفيه‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬أن يكون مصرفه على جهة بر‪ ،‬كاألقارب والفقراء واملساجد واملدارس واملستشفيات وتعليم العلم وحتفيظ‬ ‫القرآن‪ .‬فال يصح الوقف على تنوير األضرحة والبناء عليها‪ ،‬وال على أماكن اللهو احملرم‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬أن يكون املوقوف مما ميكن االنتفاع به مع بقاء عينه‪ ،‬كالدور واألراضي واألثاث والسيارات واألجهزة‬ ‫الكهربائية واملصاحف‪ ،‬وأما ما تستهلك عينه باالنتفاع به –كالطعام‪ -‬فال يصح وقفه‪.‬‬

‫انعقاده‬ ‫ينعقد الوقف بكل قول أو فعل يدل عليه‪ ،‬وال يفتقر إلى حكم قاض‪ ،‬وهو عقد الزم ال يحق للواقف بعد انعقاده‬ ‫أن يرجع فيه‪.‬‬

‫التصرف في الوقف‬ ‫ببيع أو هبة أو نحوهما‪.‬‬ ‫إذا انعقد الوقف فإنه يخرج من ملك الواقف‪ ،‬فال يجوز له وال لغيره التصرف فيه ٍ‬ ‫ويجب أن يعمل فيه بشرط الواقف‪ ،‬فلو وقف أرض ًا ليبنى عليها مدرسة فال يجوز أن يبنى عليها مسجد‪ ،‬وال يجوز‬ ‫إبدال الوقف بغيره إال إذا كان في ذلك مصلحة‪ ،‬مثل مسجد هجر الناس موضعه فتباع أرضه ويشترى بها أرض في‬ ‫موضع آخر‪ ،‬أو سجاد بلي فينقل إلى مسجد بحاجة إلى مثله أو يباع ويشترى به سجاد جديد‪.‬‬

‫ناظر الوقف‬

‫ناظر الوقف هو من يشرف عليه ويتولى رعايته وصرف ريعه للمستحقني‪ ،‬ويجب العمل بشرط الواقف في تعيني‬ ‫الناظر‪ ،‬وفي األجر املستحق له على النظارة‪ ،‬ويجب على الناظر أن يتقي اهلل ويحسن الوالية على الوقف ألنه أمانة‬ ‫أؤمتن عليها‪.‬‬ ‫وينبغي تسجيل الوقف لدى احملكمة الشرعية لتوثيق العقد‪ ،‬وللتأكد من استمرار العمل بشرط الواقف‪ ،‬السيما أن‬ ‫كثيراً من األوقاف تبقى لسنوات طويلة فإذا لم توثق فإنها تكون عرضة للضياع‪.‬‬

‫أثر األوقاف في احلضارة اإلسالمية‬ ‫تعد األوقاف أحد أهم مصادر الدخل في املجتمعات اإلسالمية‪ ،‬وكان لها األثر الكبير في دعم املسيرة العلمية‬ ‫والدعوة إلى اهلل‪ ،‬وفي الرعاية االجتماعية‪ ،‬حيث كانت أموال األوقاف املصدر الرئيس في بناء العديد من اجلامعات‬ ‫واملدارس واملكتبات العامة واإلنفاق منها على املعلمني وطالب العلم‪ ،‬وفي بناء املساجد وكفالة األيتام والصرف على‬ ‫احملتاجني وغير ذلك من األعمال اخليرية التي كانت متول من أموال األوقاف‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫فكر‬ ‫‪ -1‬مثل على كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬وقف الزم ال يجوز التصرف فيه بغير ما أراده الواقف‪:‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬وقف يجوز التصرف فيه مبثل ما أراده الواقف‪....................................... :‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -2‬يقول بعض الناس‪ :‬الوقف ال يكون إال لذوي األموال الطائلة‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ ،‬إذ األوقاف‬ ‫أنواع كثيرة ميكن للجميع املشاركة فيها‪ ،‬بالتعاون مع مجموعتك‪:‬‬ ‫فكر بطرق متنوعة ميكن أن يسهم بها كثير من الناس من ذوي الدخول احملدودة في املشاركة في‬ ‫األوقاف الصغيرة والكبيرة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬صور وأفكار ألوقاف ميكن لذوي الدخول احملدودة فعلها‪:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صور للمشاركة في أوقاف تكلف ماال كثيرا ميكن لذوي الدخول احملدودة املشاركة فيها‪:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪79‬‬


‫‪ -3‬شارك في كتابة الوقف التالي مبينا مصارفه التي تراها على التفصيل‪:‬‬ ‫وقف‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫فأنا ‪ ..........‬بن ‪ ..........‬ال‪ ..........‬في حال الصحة من بدني وعقلي قد وقفت‬ ‫عمارتي الكائنة بحي …………… اململوكة لي مبوجب الصك الشرعي الصادر من محكمة‬ ‫‪ .................‬برقم ……………… وتاريخ ……………… ‪ ،‬على أن يصرف ريعها‬ ‫في أعمال البر ؛ مثل‪ ،.................................... :‬و‪.......................‬‬ ‫‪ ،...........................‬و‪. ...............................................‬‬ ‫وأكون أنا الناظر على الوقف في حياتي‪ ،‬ومن بعدي ابني‪ ، ...........‬ومن بعده الصالح من ذريتي‬ ‫ثم ذرية أبنائي الذكور ‪ ،‬وملن تولى النظارة احلق في توكيل غيره ‪.‬‬ ‫واهلل على ما نقول شهيد ‪ ،‬فمن بدله بعدما سمعه فإمنا إثمه على الذين يبدلونه إن اهلل سميع عليم ‪،‬‬ ‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني ‪.‬‬ ‫شـاهدٌ أول ‪:‬‬ ‫شـاهدٌ ثان ‪:‬‬

‫‪80‬‬


‫ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ‬

‫وﺻ َﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮف‬ ‫اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬اﻟ َﻮ ْﺻﻞ‪ ،‬ﻣﻦ َو َﺻ ْﻴ ُﺖ اﻟﺸﻲء إذا وﺻﻠ َﺘﻪ‪ ،‬ﻷن اﳌﻮﺻﻲ َ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﲟﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ‪ .‬وﺷﺮﻋﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﳌﺎل ﺑﻌﺪ اﳌﻮت‪.‬‬

‫ﺣﻜﻤﻬﺎ‬ ‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺸﺮع ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﻮﺻﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺼﺮف ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﺒﺮ؛‬ ‫ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﺛﻮاب ﻣﺎ وﺻﻰ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ‪.‬‬ ‫وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺻﻴﺔ واﺟﺒﺔ‪ ،‬أو ﻣﻜﺮوﻫﺔ‪ ،‬أو ﻣﺤﺮﻣﺔ‪ ،‬وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫ﺣﻜﻢ اﻟﻮﺻﻴﺔ‬ ‫اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ‬

‫ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ‬

‫اﻟﺪﻟﻴﻞ‬

‫إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻮق واﺟﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﺆدﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ‪» :€‬ﻣﺎ ﺣﻖ اﻣﺮئ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺷﻲء ﻳﺮﻳﺪ‬ ‫دﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻮﺛﻘﻪ‪ ،‬أو زﻛﺎة ﻟﻢ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ أن ﻳﻮﺻﻲ ﻓﻴﻪ ﻳﺒﻴﺖ ﻟﻴﻠﺘﲔ إﻻ ووﺻﻴﺘﻪ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ‬ ‫ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻮﺻﻲ ﺑﺄداء ﺗﻠﻚ اﳊﻘﻮق‪.‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ«)‪.(١‬‬

‫إذا ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻪ ﻗﻠﻴ ً‬ ‫ﻼ وورﺛﺘﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟﻮن؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ‪ €‬ﻟﺴﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص › ﺣﲔ أراد‬ ‫اﻟﻮﺻﻴﺔ اﳌﻜﺮوﻫﺔ ﻳﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻋﺪل ﻋﻦ أﻗﺎرﺑﻪ اﶈﺘﺎﺟﲔ إﻟﻰ أن ﻳﻮﺻﻲ‪» :-‬إﻧﻚ أن ﺗﺪع ورﺛﺘﻚ أﻏﻨﻴﺎء ﺧﻴﺮ‬ ‫اﻷﺟﺎﻧﺐ‪.‬‬ ‫ﻣﻦ أن ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔﻔﻮن اﻟﻨﺎس« )‪.(٢‬‬

‫اﻟﻮﺻﻴﺔ اﶈﺮﻣﺔ‬

‫)‪(١‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(٤‬‬

‫‪ -١‬أن ﻳﻮﺻﻲ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬ ‫‪-١‬ﻟﻘﻮﻟﻪ ‪ €‬ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﺪ‪» :‬اﻟﺜﻠﺚ واﻟﺜﻠﺚ‬ ‫‪-٢‬أن ﻳﻮﺻﻲ ﻷﺣﺪ اﻟﻮرﺛﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﺜﻴﺮ« )‪.(٣‬‬ ‫وﻓﻲ ﻫﺎﺗﲔ اﳊﺎﻟﺘﲔ‪ :‬ﻻ ﺗﻨﻔﺬ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪر ‪-٢‬ﻟﻘﻮﻟﻪ ‪» :€‬إن اﷲ ﻗﺪ أﻋﻄﻰ ﱠ‬ ‫ﻛﻞ ذي ﺣﻖﱟ‬ ‫اﶈﺮم إﻻ إذا أﺟﺎزﻫﺎ اﻟﻮرﺛﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﺣ ﱠﻘﻪ؛ ﻓﻼ وﺻﻴﺔ ﻟﻮارث«)‪.(٤‬‬

‫‪.‬‬ ‫أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ‪ ،‬ﺑﺎب اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺑﺮﻗﻢ )‪ ،(٢٥٣٣‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺑﺮﻗﻢ )‪ .(٣٠٧٤‬ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬ ‫أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎب أن ﻳﺘﺮك ورﺛﺘﻪ ﻏﻨﻴﺎء ﺧﻴﺮ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻜﻔﻔﻮا ﺑﺮﻗﻢ )‪ ،(٢٥٣٧‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎب‬ ‫اﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ ﺑﺮﻗﻢ )‪ (٣٠٧٦‬ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ وﻗﺎص ›‪.‬‬ ‫ﺳﺒﻖ ﺗﺨﺮﻳﺠﻪ‪.‬‬ ‫أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ‪ ،‬ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻟﻠﻮارث‪ ،‬ﺑﺮﻗﻢ )‪ ،(٢٨٧٠‬واﻟﺘﺮﻣﺬي ﻓﻲ أﺑﻮاب اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ‪ ،‬ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻻوﺻﻴﺔ‬ ‫ﻟﻮارث ﺑﺮﻗﻢ )‪ .(٢١٢١‬ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ › وﻗﺪ روى اﳊﺪﻳﺚ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‪ .‬ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ‪ :‬وﻻ ﻳﺨﻠﻮ إﺳﻨﺎد ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻘﺎل‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ أن ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ أﺻﻼ‪ ،‬ﺑﻞ ﺟﻨﺢ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓـﻲ اﻷم إﻟﻰ أن ﻫﺬا اﳌﱳ ﻣﺘﻮاﺗﺮ‪ .‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒـﺎري‪ ،‬وﻗـﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ‪:‬‬ ‫اﺗﻔﻘﺖ اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪ .‬ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻔﺘﺎوى )‪.(٤٨ /١٨‬‬ ‫‪∏±‬‬


‫وقت الوصية‬ ‫ليس للوصية وقت فيشرع لإلنسان أن يكتب وصيته‪ ،‬وتتأكد في مرض املوت‪ .‬أما تنفيذها فال يكون إال بعد املوت ‪.‬‬

‫ما تثبت به الوصية‬ ‫تثبت الوصية باإلشهاد‪ ،‬وبالكتابة املعروفة بخط املوصي‪.‬‬

‫من أحكام الوصية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال يجوز للموصي أن يقصد بالوصية اإلضرار بالوارث أو حرمانه من التركة‪ ،‬ومن ذلك أن يقر بشيء ليس عليه‬ ‫ألجل حرمان الورثة‪.‬‬ ‫‪-2‬ينبغي أال يصل في وصيته إلى الثلث لقوله في احلديث السابق‪«:‬والثلث كثير»‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا لم يكن للموصي ورثة فتجوز الوصية بأكثر من الثلث؛ ألن املنع فيما زاد على الثلث حلق الورثة فإذا عدموا‬ ‫زال املانع‪.‬‬ ‫‪ -4‬يجوز للموصي أن يرجع في وصيته أو أن يغير فيها؛ ألنها ال تلزم إال باملوت‪.‬‬ ‫ألحد من الورثة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال جتوز الوصية ٍ‬

‫نشاط‬ ‫‪ -1‬قارن بذكر أوجه الشبه واالختالف بني الوقف والوصية ‪.‬‬ ‫أوجه الشبه‬

‫‪82‬‬

‫أوجه االختالف‬

‫الوقف‬

‫‪.....................‬‬

‫‪.....................‬‬

‫الوصية‬

‫‪.....................‬‬

‫‪.....................‬‬


‫‪ -2‬هذه الوحدة التي بني يديك حتارب البخل بجميع صوره‪ ،‬ولكن البخل موجود في‬ ‫بعض النفوس‪ ،‬كيف ميكنك حل مشكلة البخل املتأصلة في نفس احد من الناس ؛ فيما‬ ‫لو عرض لك مشكلته مريدا التخلص منها؟‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫‪ -3‬بالرجوع إلى املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي‪ ،‬أو ألي برنامج حاسوبي يتضمن‬ ‫آيات القرآن الكرمي؛ اجمع ما يتيسر لك من‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اآليات التي حتث على الصدقة والكرم والبذل‪:‬‬ ‫‪...................................................................1‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪...................................................................2‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪...................................................................3‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬اآليات التي تذم البخل والشح وتنفر منه‪:‬‬ ‫‪...................................................................1‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪...................................................................2‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪...................................................................3‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬

‫‪83‬‬


‫‪ -4‬بذل املال في وجوه اخلير من أعظم أنواع البذل‪ ،‬ولكن للبذل صور ووجوه أخرى‬ ‫غير بذل املال‪ ،‬وقد ال تقل أهمية منه‪ ،‬بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬بني ثالثة من أنواع‬ ‫البذل األخرى؛ موضحا أهميتها وأثرها على الفرد واملجتمع‪ ،‬مستشهدا مبا يتيسر لك‬ ‫من النصوص واآلثار‪.‬‬ ‫النوع األول‪............................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫النوع الثاني‪............................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫النوع الثالث‪.......................................................... :‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪ -5‬شارك في كتابة الوصية التالية مبينا مصارفها التي تراها على التفصيل‪:‬‬ ‫وصية‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫فهذا ما أوصى به ‪ ..........‬بن ‪ ..........‬ال‪ ..........‬في حال الصحة من بدنه‬ ‫وعقله وهو يشهد أن ال إله إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل وأن عيسى عبد اهلل ورسوله وكلمته‬ ‫ألقاها إلى مرمي وروح منه ‪ ،‬وأن اجلنة حق والنار حق وأن الساعة آتية ال ريب فيها وأن اهلل يبعث‬ ‫من في القبور ‪ ،‬وأوصى بخمس ماله يوضع في عمارة أو فلة مبكان مناسب ‪ ،‬يصرف ريعها‬ ‫في‪ ، .................................. :‬و ‪............................‬‬ ‫‪ ،................‬و‪. ...........................................‬‬ ‫ويكون الناظر على اخلمس ابني ‪ ، ...........‬ومن بعده الصالح من ذريتي ثم ذرية أبنائي‬ ‫الذكور ‪ ،‬وملن تولى النظارة احلق في توكيل غيره ‪.‬‬ ‫واهلل على ما نقول شهيد ‪ ،‬فمن بدله بعدما سمعه فإمنا إثمه على الذين يبدلونه إن اهلل سميع‬ ‫عليم ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني ‪.‬‬ ‫شـاهدٌ أول ‪:‬‬ ‫شاهد ثان ‪:‬‬ ‫‪84‬‬


‫‪-6‬بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬استنتج احلكمة من مشروعية كل من‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الهبة ‪.‬‬ ‫‪......................................................................1‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪......................................................................2‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬الوقف‪.‬‬ ‫‪......................................................................1‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪......................................................................2‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫جـ ‪ -‬الوصية‪.‬‬ ‫‪......................................................................1‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪......................................................................2‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬

‫التقويم‬ ‫‪/1‬عرف ما يلي بتعريف من إنشائك حسب ما فهمته من الدرس‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الهبة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العطية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الوقف‪.‬‬ ‫د‪ -‬الوصية‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫‪ /2‬اذكر حالة تلزم فيها الهبة وال يجوز الرجوع فيها‪ ،‬وحالة أخرى ال تلزم فيها‪،‬‬ ‫مع ذكر السبب في التفريق بينهما‪.‬‬ ‫‪/3‬بني بالتفصيل حكم الهبة في مرض املوت ‪.‬‬ ‫‪/4‬دلل على مشروعية كل مما يلي‪:‬‬ ‫ج‪ -‬الوصية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ب‪ -‬الوقف‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الهبة‪ .‬‬ ‫‪ /5‬الوقف أحد العقود الشرعية فما نوعه من حيث اللزوم وعدمه ؟ وما األثر‬ ‫املترتب على ذلك ؟‬ ‫‪ /6‬متى يجوز إبدال الوقف ؟ اذكر ثالث صور لذلك ‪.‬‬ ‫‪/7‬بني احلكم في احلاالت التالية مع التعليل ‪:‬‬ ‫أـ شخص ال وارث له‪ ،‬فأوصى بجميع ماله أن يصرف في وجوه البر ‪.‬‬ ‫ب ـ شخص فقير ليس له سوى هذه الدار التي يسكنها مع أوالده فأراد أن يوصي بثلثها‬ ‫في أحد وجوه البر‪.‬‬ ‫ج ـ شخص أوصى بسيارته ألحد أوالده ‪.‬‬ ‫‪ /8‬متى جتب الوصية ؟ اذكر الدليل على ذلك ‪.‬‬

‫نشاط ختامي للوحدة‪:‬‬ ‫‪ -1‬اكتب مقاال في أحد املوضوعات التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أثر الوقف والصدقة اجلارية على اإلنسان بعد موته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أثر الوقف في مسيرة الدعوة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ج‪-‬أثر الوقف في حياة املسلمني العلمية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اكتب بحثا مختصرا في أحد املوضوعني التاليني‪:‬‬ ‫مستشهدا مبا ميكنك‬ ‫أ‪ -‬البخل ؛ كخصلة ذميمة‪ ،‬وآثاره السيئة على الفرد واألسرة واملجتمع؛‬ ‫ً‬ ‫من األدلة الشرعية واآلثار السلفية واألشعار العربية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬كرم النبي [ وجوده هو وأصحابه رضي اهلل عنهم‪.‬‬

‫‪86‬‬



‫ثانيًا‬ ‫الفرائض‬


‫الوحدة‬ ‫السادسة‬ ‫مقدمات في علم المواريث‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تذكر المراد بعلم الفرائض‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تدرك موضوع علم الفرائض وأهميته‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تبين الحقوق المتعلقة بالتركة ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تميز بين أركان اإلرث و شروطه و أسبابه وموانعه ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تدرك عدالة التشريع في أحكام الفرائض ‪.‬‬


‫مقدمة في علم الفرائض‬ ‫متهيد‬ ‫العلوم التي يتعلمها املسلم ال تخلو من حالني‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬علوم تتعلق باحلياة‪.‬‬ ‫الثانية‪:‬علوم تتعلق مبا بعد احلياة ‪.‬‬ ‫ودروسنا اآلتية في بيان األحكام الشرعية املتعلقة مبال امليت‪ :‬أين يصرف؟ ومن الذي ميلكه بعده؟ وهذه األحكام‬ ‫هي التي تسمى‪( :‬علم املواريث) أو ‪( :‬علم الفرائض)‬

‫تعريف علم الفرائض‬

‫معان متعددة منها‪ :‬التقدير‪ ،‬ومنه قوله‬ ‫الفرائض في اللغة‪ :‬جمع فريضة‪ ،‬مأخوذة من الفرض‪ ،‬وله في اللغة ٍ‬ ‫(‪ ،)1‬أي قدرمت؛ وسمي علم الفرائض بهذا االسم؛ ألن به يعرف مقدار ما لكل وارث‬ ‫ ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫من التركة‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬علم يعرف به من يرث ومن ال يرث ومقدار ما لكل وارث من التركة‪.‬‬

‫موضوع علم الفرائض‬

‫موضوع علم الفرائض هو‪ :‬ما يخلفه اإلنسان بعد موته مما يلي‪:‬‬ ‫موضوعه‬ ‫‪1‬‬

‫األموال‬

‫‪2‬‬

‫احلقوق‬

‫أمثلته‬

‫‪ -1‬النقود‪................-4 ...............- 3 ..............-2 .‬‬ ‫‪ -1‬اإلسم التجاري ‪ - 2.‬حق التأليف‪.............. -4 .............. - 3‬‬

‫فكر‬ ‫يطلق على ما يخلفه اإلنسان بعد موته من األموال واحلقوق اسما مما يلي‪:‬‬

‫الوصية‬ ‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)237‬‬ ‫‪90‬‬

‫التركة‬

‫الوقف‬


‫أهميته‬ ‫علم الفرائض من أشرف العلوم وأفضلها‪ ،‬وألهميته فقد تولى املولى عز وجل تقدير الفرائض بنفسه في آيات‬ ‫متعددة في أول سورة النساء وآخرها‪ ،‬وبني النبي [ ما يجب العمل به بعد إعطاء أصحاب الفروض املقدرة في كتاب‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬فقال [‪« :‬أحلقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فما بقي فهو ألولى َر ُج ٍل َذ َك ٍر»(‪.)1‬‬ ‫وقد اهتم علماء اإلسالم بهذا العلم فصنفوا في شرحه وبيانه مئات املصنفات‪ ،‬وأفردوا له مؤلفات خاصة به مع أنه‬ ‫يعد باب ًا من أبواب الفقه‪.‬‬

‫نشاط‬

‫في آخر سورة النساء ما يدل على أن اهلل تعالى تولى قسمة الفرائض والفتوى فيها بنفسه؛‬ ‫اذكر اآلية الدالة على ذلك‪:‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪﴾..................................................... ﴿ :‬‬

‫احلقوق املتعلقة بالتركة‬ ‫إذا مات الشخص وخلف تركة فيتعلق بهذه التركة خمسة حقوق‪ ،‬فتنفذ هذه احلقوق بحسب ترتيبها اآلتي‪:‬‬

‫توضيحه وأمثلته‬

‫احلق‬

‫مثل‪-1:‬الكفن ‪-2‬أجرة املغسل ‪................. -3‬‬

‫‪1‬‬

‫مؤنة جتهيز امليت‬

‫‪2‬‬

‫قضاء ديون امليت املوثقة مثل‪ -1 :‬دين البنك العقاري ‪...................... -2‬‬ ‫برهن شيء من التركة‬ ‫قضاء الديون املرسلة‬

‫وهي‪ :‬غير املوثقة برهن وهي نوعان ‪:‬‬ ‫أ ـ ديون هلل تعالى‪ ،‬مثل‪ -1:‬الزكاة ‪ -2 .‬النذور ‪-3‬احلج الواجب ‪.‬‬ ‫ب ـ ديون لآلدميني‪ ،‬مثل‪ -1:‬أجرة الدار ‪-2‬ثمن املبيع‪.‬‬ ‫‪......... -3‬‬

‫‪4‬‬

‫تنفيذ وصية امليت‬

‫فيما ال يتجاوز ثلث التركة مما بقي بعد ما سبق‬

‫‪5‬‬

‫قسمة اإلرث على الورثه‬

‫حسب ميراثهم‬

‫‪3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب الفرائض‪ ،‬باب ميراث الولد من أبيه وأمه برقم ( ‪ ،)6732‬ومسلم في الفرائض‪ ،‬باب أحلقوا الفرائض بأهلها‬ ‫برقم ( ‪.)1615‬‬ ‫‪91‬‬


‫نشاط‬ ‫‪ -1‬من الديون املتعلقة بعني التركة‪ :‬قرض البنك العقاري‪ ،‬ومع هذا يتساهل بعض الناس‬ ‫في تسديده عن امليت‪ ،‬وقد توزع التركة على الورثة قبل سداده‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ما سبب هذا التساهل في نظرك؟‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬ما التوجيه املناسب في هذه احلالة على ضوء ما درست؟‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪ -2‬على ضوء ما فهمته‪ :‬ما الفرق بني اإلرث والتركة؟‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪ -3‬توفي رجل‪ ،‬وترك زوجته وثالثة أبناء‪ ،‬وخلف تركة مقدارها‪ :‬ثالثون ألف ريال‪،‬‬ ‫وتكلفت مؤنة التجهيز (‪ )300‬ريال‪ ،‬وعليه دين مرسل لبعض أصدقائه مقداره‪:‬‬ ‫(‪ )15200‬ريال‪ ،‬وعليه دين لصديق آخر قد رهن فيه سيارته مقداره‪ )14500( :‬ريال‪،‬‬ ‫وأوصى بترميم مسجد مبقدار‪ )7000( :‬ريال‪ ،‬فكيف توزع تركته؟‬ ‫مؤنة جتهيزه‬ ‫الديون املتعلقة برهن شيء من التركة‬ ‫الديون املرسلة‬ ‫الوصية بترميم املسجد‬ ‫اإلرث لزوجته وأبنائه‬

‫‪92‬‬


‫أركان اإلرث‬ ‫لإلرث ثالثة أركان‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬املو ِّرث‪ ،‬وهو امليت‪ ،‬أو امللحق به كاملفقود‪.‬‬ ‫‪ -2‬الوارث‪ ،‬وهو احلي بعد املورث‪ ،‬أو امللحق باألحياء كاجلنني‪.‬‬ ‫‪ -3‬املوروث‪ ،‬وهو التركة التي يخلفها امليت بعده‪.‬‬

‫شروط اإلرث‬ ‫لإلرث ثالثة شروط‪:‬‬ ‫الشرط األول‪ :‬التحقق من موت املورث‪ ،‬ويتم ذلك بواحد من أربعة أمور‪:‬‬ ‫‪ -1‬املشاهدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستفاضة‪.‬‬ ‫‪ -3‬شهادة عدلني‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن يحكم القاضي مبوت املفقود الذي انتهت مدة انتظاره ولم يظهر‪ ،‬فيلحق باألموات حكماً‪.‬‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬التحقق من حياة الوارث عند موت مورثه‪ ،‬ولو حلظة‪ .‬واجلنني الذي ميوت عنه مورثه وهو في بطن‬ ‫أمه يلحق باألحياء بشرطني‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يتحقق من وجوده حني موت املورث ولو نطفة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن يخرج من بطن أمه عند الوالدة حي ًا حياة مستقرة‪.‬‬ ‫الشرط الثالث‪ :‬العلم بالسبب املقتضي لإلرث‪.‬‬

‫أسباب اإلرث‬ ‫لإلرث ثالثة أسباب‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫السبب األول‪ :‬النسب‪ ،‬وهو القرابة‪.‬‬ ‫والوارثون بالنسب ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫‪ -1‬األصول‪ ،‬وهم اآلباء واألمهات واألجداد واجلدات وإن علوا‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫‪ -2‬الفروع‪ ،‬وهم األوالد(‪ )1‬من بنني وبنات‪ ،‬وأوالد األبناء وإن نزلوا‪ ،‬وأما أوالد البنات فال يرثون‪.‬‬ ‫‪ -3‬احلواشي‪ ،‬وهم اإلخوة واألخوات‪ ،‬وأبناء اإلخوة وإن نزلوا‪ ،‬واألعمام وأعمام األب وإن علوا‪ ،‬وأبناء األعمام‬ ‫وإن نزلوا‪ ،‬وأما بنات اإلخوة وبنات األعمام فال يرثن‪.‬‬ ‫السبب الثاني‪ :‬النكاح‪ ،‬وهو عقد الزوجية الصحيح‪ ،‬فإذا مات أحد الزوجني بعد العقد ورثه اآلخر‪ ،‬ولو لم يحصل‬ ‫دخول‪.‬‬

‫إرث املطلقة‬ ‫إذا طلق الرجل امرأته ثم مات أحدهما فال يخلو األمر من حالني‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬أن يكون الطالق رجعياً‪ ،‬بأن يطلقها طلقة واحدة أو طلقتني‪ ،‬فكل واحد منهما يرث اآلخر إذا كان املوت‬ ‫في العدة؛ لبقاء العالقة الزوجية‪ ،‬فإن كان املوت بعد انقضاء العدة فال توارث‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أن يكون الطالق بائناً‪ ،‬كأن يطلقها الطلقة الثالثة‪ ،‬فال توارث بينهما ال في العدة وال بعدها؛ النقطاع‬ ‫العالقة بينهما‪ ،‬إال إذا طلقها طالق ًا بائن ًا في مرض موته املخوف وهو متهم بقصد حرمانها من امليراث فإنها ترثه‪،‬‬ ‫معاملة له بنقيض قصده‪ ،‬سواء مات وهي في العدة أو بعد انقضائها مالم تتزوج من غيره‪.‬‬ ‫السبب الثالث‪ :‬الوالء‪،‬وهو رابطة سببها نعمة املع ِتق على رقيقه بالعتق‪.‬‬ ‫فإذا أعتق السيد عبده‪ ،‬ثم مات املع َتق ولم يكن له وارث فإن املع ِتق يرثه؛ لقوله [‪«:‬إمنا الوالء ملن أعتق» (‪.)2‬‬

‫موانع اإلرث‬ ‫موانع اإلرث ثالثة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الرق‪ ،‬وهو العبودية‪ ،‬فالرقيق ال يرث وال يورث؛ ألنه ال ميلك‪ ،‬وجميع ما حتت يده لسيده‪ ،‬فلو ورث لكان‬ ‫لسيده وهو أجنبي عن امليت‪.‬‬ ‫‪ -2‬القتل‪ ،‬واملراد به القتل الذي يوجب قصاص ًا أو دية أو كفارة‪ ،‬فيشمل القتل العمد‪ ،‬وشبه العمد‪ ،‬واخلطأ‪،‬‬ ‫فالقاتل ال يرث من مورثه املقتول؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال يرث القاتل شيئاً» (‪.)3‬‬ ‫سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬الولد في اللغة يشمل االبن والبنت‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الفرائض‪ ،‬باب إذا أسلم على يديه الرجل برقم (‪ ،)6757‬ومسلم في العتق‪ ،‬باب الوالء ملن أعتق برقم‬ ‫‪)1504‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه أبوداود في كتاب الديات‪ ،‬باب ديات األعضاء برقم (‪ )3955‬من حديث عبداهلل بن عمرو –رضي اهلل عنهما‪ ،-‬وله شواهد‬ ‫يرتقي بها إلى درجة الصحة‪ .‬انظر‪ :‬إرواء الغليل لأللباني (‪.)117/6‬‬ ‫‪94‬‬


‫‪ -3‬اختالف الدين‪ ،‬فال يرث الكافر املسلم وال املسلم الكافر‪ ،‬وال يتوارث الكفار من بعضهم ما لم تتحدد‬ ‫أديانهم؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم» (‪.)1‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫نشاط‬ ‫‪ -1‬بني‪ -‬في احلاالت التالية‪ -‬من يرث ومن ال يرث مع بيان السبب ‪:‬‬

‫احلالة‬

‫حكم إرثه‬

‫السبب‬

‫امرأة طلقها زوجها طلقة واحدة‪ ،‬ثم مرض ومات‬ ‫وهي في العدة‬ ‫شخص قتل ابن عمه الذي ال وريث له سواه‬ ‫شخص توفي أبوه من الرضاعة وليس له أوالد‬ ‫شخص ضايقه أوالده فكتب في وصيته أن تركته‬ ‫جميعها لصديقه وجاره الوفي‬

‫‪ -2‬اكتب مقاال عن الدَّ ين يتضمن ما يلي‪:‬‬ ‫ ‬

‫أ‪ -‬متى يجوز لإلنسان أن يستدين‪.‬‬

‫ب‪ -‬أهمية قضاء الديون وخطورة التساهل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -3‬بالرجوع إلى كتب التفسير‪ :‬اكتب ملخصا عن معنى قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب الفرائض‪ ،‬باب ال يرث املسلم الكافر برقم (‪ )6724‬ومسلم في احلج‪ ،‬باب النزول مبكة للحاج برقم‬ ‫(‪.)1351‬‬

‫‪95‬‬


‫التقويم‬ ‫س‪ 1‬ـ بني املراد بكل مما يلي بعبارات مناسبة من عندك حسب ما فهمته من‬ ‫دراستك للوحدة‪:‬‬ ‫أ‪-‬علم الفرائض ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التركة‪.‬‬ ‫ت‪ -‬من شروط اإلرث التحقق من موت املورث‪.‬‬ ‫ث‪ -‬أسباب اإلرث‪.‬‬ ‫ج‪ -‬اختالف الدين مانع من موانع اإلرث‪.‬‬ ‫ح‪ -‬احلقوق املتعلقة بالتركة‪.‬‬ ‫س‪ 2‬ـ ما الفائدة التي ميكنك حتصيلها من دراسة علم الفرائض ؟‬ ‫س‪ 3‬ـ متى يرث ا َحل ْمل ؟‬

‫س‪ 4‬ـ ما القتل املانع من اإلرث ؟‬

‫‪96‬‬


‫الوحدة‬ ‫السابعة‬ ‫الوارثون وأنواع إرثهم‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تعدد الوارثين من الرجال والوارثات من النساء ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تحفظ آيات المواريث ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تحدد نوعي اإلرث‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تميز من يرث بالفرض ومن يرث بالتعصيب؛ ومن يرث بهما معا‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تحدد أصحاب الفروض‪.‬‬


‫الوارثون‬ ‫متهيد‬ ‫إذا مات شخص فهل يقسم ماله على جميع أقاربه؟ أو أن من أقاربه من يرث ومنهم من ال يرث‪.‬‬ ‫هذا ما سوف ندرسه في هذه الوحدة إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫أو ًال الوارثون من الرجال‬

‫الوارثون من الرجال خمسة عشر‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫‪ -1‬االبن‪.‬‬ ‫‪ -2‬ابن االبن وإن نزل مبحض الذكور‪.‬‬ ‫‪ -3‬األب‪.‬‬ ‫‪ -4‬اجلد من قبل األب وإن عال مبحض الذكور‪.‬‬ ‫‪ -5‬األخ الشقيق‪.‬‬ ‫‪ -6‬األخ ألب‪.‬‬ ‫‪ -7‬األخ ألم‪.‬‬ ‫‪ -8‬ابن األخ الشقيق وإن نزل مبحض الذكور‪.‬‬ ‫‪ -9‬ابن األخ ألب وإن نزل مبحض الذكور‪.‬‬ ‫‪ -10‬العم الشقيق وإن عال‪.‬‬ ‫‪ -11‬العم ألب وإن عال‪.‬‬ ‫‪ -12‬ابن العم الشقيق وإن نزل‪.‬‬ ‫‪ -13‬ابن العم ألب وإن نزل‪.‬‬ ‫‪ -14‬الزوج‪.‬‬ ‫‪ -15‬املع ِتق‪.‬‬ ‫‪98‬‬


‫وبهذا يتبني أن جميع الوارثني من الرجال يدلون إلى امليت مبحض الذكور‪ ،‬فال يرث من كان بينه وبني امليت أنثى‬ ‫سوى األخ ألم‪ ،‬فال يرث ابن البنت وال أب األم وال ابن األخت الشقيقة وال ابن األخت ألب وال ابن العمة وال اخلال وال‬ ‫ابنه وال ابن اخلالة‪ ،‬وكل هؤالء من ذوي األرحام‪ ،‬وذوو األرحام هم األقارب الذين ال يرثون بالفرض وال بالتعصيب‪ ،‬فال‬ ‫إرث لهم إال إذا لم يكن للميت وارث يرث بالفرض أو بالتعصيب‪.‬‬

‫ثاني ًا الوارثات من النساء‬ ‫الوارثات من النساء عشر‪ ،‬وهن‪:‬‬ ‫‪ -1‬البنت‪.‬‬ ‫‪ -2‬بنت االبن وإن نزل أبوها مبحض الذكور‪.‬‬ ‫‪ -3‬األم‪.‬‬ ‫‪ -4‬اجلدة من قبل األم‪.‬‬ ‫‪ -5‬اجلدة من قبل األب‪.‬‬ ‫‪ -6‬األخت الشقيقة‪.‬‬ ‫‪ -7‬األخت ألب‪.‬‬ ‫‪ -8‬األخت ألم‪.‬‬ ‫‪ -9‬الزوجة ‪.‬‬ ‫‪ -10‬املعتقة‪.‬‬ ‫وما عدا ما ذكر فال يرث‪ ،‬كبنت البنت و العمة واخلالة وبنت األخ وبنت األخت‪ ،‬وجميعهن من ذوات األرحام‪.‬‬

‫آيات املواريث‬ ‫بني اهلل تعالى من يرث ونصيـــب كــــل وارث في ثــــالث آياـــت من ســــورة النســاء‪ ،‬فقــال سبحــانــه‪:‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬ ‫‪99‬‬


‫فـــهــذه اآليـــــة بينــت ميــــراث األصـــول والفـــروع‪ ،‬ثم قــــال سبحانــــه فـــي اآليــــة التـــي تليــــهــا‪:‬‬

‫ ‬

‫(‪.)1‬‬

‫فهذه اآلية بينت ميراث الزوجني واإلخوة واألخوات ألم‪ ،‬ثم بني سبحانه –بعد هاتني اآليتني‪ -‬عاقبة من أطاعه فيما‬ ‫أمر به من أحكام ومنها أحكام املواريث وعاقبة من عصاه‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫ ‬

‫(‪.)2‬‬

‫وبني سبحانه ميراث بقية اإلخوة ‪-‬وهم اإلخوة األشقاء واألخوات الشقيقات واإلخوة ألب واألخوات ألب‪ -‬في آخر‬ ‫آية من سورة النساء‪ ،‬فقال سبحانه‪:‬‬

‫ ‬

‫(‪.)3‬‬

‫أنواع اإلرث‬ ‫من الورثة من يرث بنصيب مقدر كالنصف والربع‪ ،‬فهؤالء هم‪( :‬أصحاب الفروض)‪ ،‬ومنهم من يرث بال تقدير‬ ‫بل يأخذ املال الباقي بعد أصحاب الفروض‪ ،‬فهؤالء هم‪ ( :‬العصبة)‪.‬‬ ‫وعلى هذا فاإلرث نوعان هما‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬اإلرث بالفرض‪.‬‬

‫‪ -2‬‬

‫اإلرث بالتعصيب‪.‬‬

‫النوع األول‪ :‬اإلرث بالفرض‬ ‫الفرض هو‪:‬نصيب مقدر شرع ًا لوارث مخصوص؛ ال يزيد إال بالرد‪ ،‬وال ينقص إال بالعول‪.‬‬ ‫وسيأتي بإذن اهلل معنى زيادة الفرض بالرد ونقصانه بالعول‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪ .)12‬‬

‫‪100‬‬

‫ ‬ ‫(‪ )2‬سورة النساء اآليتان (‪.)14 ،13‬‬

‫(‪ )3‬سورة النساء اآلية (‪.)176‬‬


‫الفروض املقدرة‬ ‫الفروض املقدرة سبعة‪ ،‬ستة منها ثابتة بالنص‪ ،‬وهي‪ :‬النصف – الربع – الثمن – الثلثان – الثلث – السدس‪.‬‬ ‫وواحد ثابت باالجتهاد وهو ثلث الباقي‪.‬‬

‫فكر‬ ‫تعلم‪ -‬أخي الطالب ‪ -‬ما لالختصار من أثر في تسهيل احلفظ‪ ،‬وكان هذا مسلك العلماء السابقني مع‬ ‫ما فيه من حتريك الذهن وتنشيطه‪ ،‬لذا حاول أن تؤلف جمل ًة مختصرة حتصر فيها الفروض املقدرة‬ ‫الثابتة بالنص‪ ،‬على غرار هذا اجلملة‪:‬‬ ‫أ ـ النصف ونصفه ونصف نصف‪ ،‬والثلثان ونصفهما ونصف نصفهما‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫ب ـ ‪.........................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬اإلرث بالتعصيب‬ ‫ومعنى التعصيب في الفرائض‪ :‬اإلرث بال تقدير‪.‬‬ ‫أي أن العاصب يأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض‪ ،‬فإن لم يتبق شيء فإنه يسقط‪.‬‬ ‫أحوال الورثة من حيث اإلرث بالفرض أو بالتعصيب‬ ‫ينقسم الورثة من حيث اإلرث بالفرض أو بالتعصيب إلى أربعة أقسام‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬من يرث بالفرض فقط دون التعصيب‪ ،‬وهم سبعة‪:‬‬ ‫‪ -1‬األم‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلدة من جهة األم‪.‬‬ ‫‪ -3‬اجلدة من جهة األب‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ميكنك ذلك بذكر ضدها‪ ،‬أو بأي طريقة أخرى تراها صحيحة‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫‪ -4‬األخ ألم‪.‬‬ ‫‪ -5‬األخت ألم‪.‬‬ ‫‪ -6‬الزوج‪.‬‬ ‫‪ -7‬الزوجة‪.‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬من يرث بالتعصيب فقط دون الفرض‪ ،‬وهم‪ :‬جميع الوارثني من الرجال عدا األب واجلد‪،‬‬ ‫ومن النساء‪ :‬املعتقة‪ ،‬وبيانهم كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االبن‪.‬‬ ‫‪ -2‬ابن االبن‪.‬‬ ‫‪ -3‬األخ الشقيق‪.‬‬ ‫‪ -4‬األخ ألب‪.‬‬ ‫‪ -5‬ابن األخ الشقيق‪.‬‬ ‫‪ -6‬ابن األخ ألب‪.‬‬ ‫‪ -7‬العم الشقيق‪.‬‬ ‫‪ -8‬العم ألب‪.‬‬ ‫‪ -9‬ابن العم الشقيق‪.‬‬ ‫‪ -10‬ابن العم ألب‪.‬‬ ‫‪ -11‬املع ِتق‪.‬‬ ‫‪ -12‬املع ِتقة‪.‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬من يرث بالفرض تارة‪ ،‬وبالتعصيب تارة‪ ،‬ويجمع بينهما تارة‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫‪ -1‬األب‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلد‪.‬‬ ‫القسم الرابع‪ :‬من يرث بالفرض تارة وبالتعصيب تارة‪ ،‬وال يجمع بينهما أبداً‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫‪ -1‬البنت فأكثر‪.‬‬ ‫‪ -2‬بنت االبن فأكثر‪.‬‬ ‫‪ -3‬األخت الشقيقة فأكثر‪.‬‬ ‫‪ -4‬األخت ألب فأكثر‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫نشاط‬ ‫‪ -1‬صنف من يلي ذكرهم حسب اجلدول التالي‪:‬‬ ‫العم الشقيق ـ األخ ألب ـ األخ ألم ـ اخلال ـ اجلدة أم األم ـ البنت ـ ابن البنت ‪ -‬العمة ـ ابن‬ ‫العم ـ العم ألم – بنت العم‪ -‬اخلالة‪.‬‬

‫الوارث‬

‫نوع إرثه‬

‫سبب عدم إرثه‬

‫غير الوارث‬

‫‪ 2‬استخلص مما درسته في الوحدة الورثة أصحاب الفروض املقدرة‪:‬‬‫ ‬ ‫‪.............- 1‬‬

‫ ‬ ‫‪.............- 2‬‬

‫‪............. -3‬‬

‫ ‬ ‫‪............. -4‬‬

‫ ‬ ‫‪..............- 5‬‬

‫‪.............- 6‬‬

‫ ‬ ‫‪............. -7‬‬

‫ ‬ ‫‪............. -8‬‬

‫‪............. -9‬‬

‫ ‬ ‫‪.............-10‬‬

‫ ‬ ‫‪.............-11‬‬

‫‪.............-12‬‬

‫‪............ - 13‬‬ ‫‪ُ -3‬ح َّل املسائل التالية ببيان من يرث ومن ال يرث‪:‬‬

‫أ‪ -‬توفي شخص عن‪ :‬أب‪ ،‬وأم‪ ،‬وعمة‪ ،‬وخالة ‪.‬‬ ‫أب‬

‫‪..............‬‬

‫أم‬ ‫عمة‬

‫‪..............‬‬

‫خالة‬ ‫‪103‬‬


‫ب‪ -‬توفي شخص عن‪ :‬ابن‪ ،‬وبنت‪ ،‬وابنة عم‪ ،‬وابن خالة‬ ‫ابن‬

‫‪..............‬‬

‫بنت‬

‫‪..............‬‬

‫ابنة عم‬

‫‪..............‬‬

‫ابن خالة‬

‫‪..............‬‬

‫التقويم‬ ‫‪/1‬بني املراد بكل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬األخ الشقيق ‪.‬‬ ‫د‪ -‬العم الشقيق ‪.‬‬

‫ب‪-‬األخ ألم ‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬الفرض‪.‬‬

‫ج‪ -‬العم ألب ‪.‬‬ ‫و‪ -‬التعصيب‪.‬‬

‫‪ /2‬اإلرث نوعان‪ ،‬ما هما ؟‬ ‫‪ /3‬ميز العبارات الصحيحة من اخلطأ؛ مع تصحيحها فيما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التعصيب هو اإلرث املقدر ‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫ ( )‬

‫ ‬ ‫ب‪-‬األب ال يرث إال بالفرض فقط ‪.‬‬

‫( )‬

‫ ‬ ‫ج‪ -‬العم ألب يرث بالتعصيب فقط‪.‬‬

‫( )‬


‫الوحدة‬ ‫الثامنة‬ ‫تفصيل أحكام الورثة في الميراث‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعرف أصحاب النصف من الورثة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعرف أصحاب الربع من الورثة‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعرف أصحاب الثمن من الورثة‪.‬‬ ‫‪ .4‬تعرف أصحاب الثلثين من الورثة‪.‬‬ ‫‪ .5‬تعرف أصحاب الثلث من الورثة‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعرف المسألتين العمريتين‪.‬‬ ‫‪ .7‬تعرف ما انفرد به اإلخوة ألم من أحكام في اإلرث‪.‬‬ ‫‪ .8‬تعرف أصحاب السدس من الورثة‪.‬‬ ‫‪ .9‬تعرف المراد بالتعصيب وأهم أحكامه‪.‬‬ ‫‪ .10‬تميز بين أجكام اإلرث بالفرض والتعصيب‪.‬‬ ‫‪ .11‬تميز بين أنواع التعصيب‪.‬‬ ‫‪ .12‬تعرف أهم أحكام جهات العصبة ودرجاتها‪.‬‬ ‫‪ .13‬تتمكن من القسمة األولية لمسائل المذكورين‪.‬‬


‫أصحاب الفروض المقدرة‬ ‫أصحاب النصف‬ ‫الذين يرثون النصف من أصحاب الفروض خمسة‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ -1‬الزوج‬ ‫يرث الزوج النصف بشرط واحد وهو‪ :‬عدم الفرع الوارث للزوجة‪ ،‬سواء أكان ذلك الفرع ذكراً أم أنثى‪ ،‬وسواء أكان‬ ‫من الزوج أم من غيره‪.‬‬ ‫ودليله قول اهلل تعالى‪ :‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وأبيها‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألب الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫زوج‬ ‫أب‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وعمها‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)12‬‬ ‫‪106‬‬


‫زوج‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -2‬البنت‬ ‫تستحق البنت النصف بشرطني‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم املعصب لها‪ ،‬وهو أخوها ( أي ابن امليت)‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدم املشارك لها‪ ،‬وهو أختها (أي بنت ثانية أو أكثر للميت)‪.‬‬ ‫فإن كان لها معصب فترث معه تعصيباً‪ ،‬وإن كان لها مشاركة فترث معها الثلثني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن بنته وابن أخيه‪ ،‬فللبنت النصف لعدم املعصب واملشارك‪ ،‬والبن أخيه الباقي‬ ‫تعصيباً‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬

‫‪107‬‬


‫بنت‬ ‫ابن األخ‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن بنتها وأخيها الشقيق‪ ،‬فللبنت النصف لعدم املعصب واملشارك‪ ،‬ولألخ الباقي‬ ‫تعصيباً‪.‬‬ ‫بنت‬ ‫أخ ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -3‬بنت االبن‬ ‫تستحق بنت االبن النصف بثالثة شروط‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم املعصب لها‪ ،‬وهو أخوها أو ابن عمها الذي في منزلتها ( أي ابن ابن امليت)‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدم املشارك لها‪ ،‬وهو أختها أو بنت عمها التي في منزلتها ( أي بنت ابن امليت)‪.‬‬ ‫‪ .3‬عدم الفرع الوارث األعلى ذكراً كان أو أنثى‪ ،‬كابن امليت وبنته‪.‬‬ ‫فإن كان لها معصب فترث معه تعصيباً‪ ،‬وإن كان لها مشاركة فترث معها الثلثني‪ ،‬وإن كان للميت فرع وارث‬ ‫‪108‬‬


‫أﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻨﻈﺮ‪:‬‬ ‫‪ -١‬ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث اﻷﻋﻠﻰ ذﻛﺮاً ﻛﺎﺑﻦ اﳌﻴﺖ ﻓﺘﺴﻘﻂ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ‪ ،‬وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﻔﺮع أﺑ ًﺎ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬وإن ﻛﺎن أﻧﺜﻰ واﺣﺪة‪ ،‬ﻛﺒﻨﺖ اﳌﻴﺖ‪ ،‬ﻓﺘﺮث اﻟﺒﻨﺖ اﻟﻨﺼﻒ‪ ،‬وﺗﺮث ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﺴﺪس ﺗﻜﻤﻠﺔ اﻟﺜﻠﺜﲔ ﻣﺎ ﻟﻢ‬ ‫ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻌﺼﺐ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬وإن ﻛﺎن أﻧﺜﻴﲔ ﻓﺄﻛﺜﺮ‪ ،‬ﻛﺎﺑﻨﺘﲔ ﻟﻠﻤﻴﺖ‪ ،‬ﻓﺘﺄﺧﺬ اﻟﺒﻨﺘﺎن اﻟﺜﻠﺜﲔ وﺗﺴﻘﻂ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻻﺳﺘﻐﺮاق اﻟﺜﻠﺜﲔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ‬ ‫ﻣﻌﺼﺐ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫دﻟﻴﻞ ذﻟﻚ‪ :‬ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻷوﻻد‪.‬‬

‫)‪(١‬‬

‫إﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ‪:‬‬

‫‪،‬‬

‫أﻣﺜﻠﺔ‬ ‫ﻣﺜﺎل )‪:(١‬‬ ‫ﺗﻮﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ اﺑﻨﻪ واﺑﻦ أﺧﻴﻪ اﻟﺸﻘﻴﻖ‪ ،‬ﻓﻠﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم اﳌﻌﺼﺐ واﳌﺸﺎرك واﻟﻔﺮع‬ ‫اﻟﻮارث اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻻﺑﻦ اﻷخ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﻴﺒﺎً‪.‬‬ ‫ﺑﻨﺖ اﺑﻦ‬ ‫اﺑﻦ أخ ش‬

‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫ب‬

‫ﻣﺜﺎل )‪:(٢‬‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﺖ اﻣﺮأة ﻋﻦ ﺑﻨﺖ اﺑﻦ ﻟﻬﺎ وﻋﻢ‪ ،‬ﻓﻠﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم اﳌﻌﺼﺐ واﳌﺸﺎرك واﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‬ ‫اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻠﻌﻢ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﻴﺒﺎً‪.‬‬ ‫)‪ (١‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ )‪.(١١‬‬

‫‪±∞π‬‬


‫ﺑﻨﺖ اﺑﻦ‬ ‫ﻋﻢ‬

‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫ب‬

‫ﻣﺜﱢﻞْ ﲟﺜﺎل ﻣﻦ ﻋﻨﺪك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -٤‬اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﺮوط‪:‬‬ ‫‪ .١‬ﻋﺪم اﳌﻌﺼﺐ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻮ اﻷخ اﻟﺸﻘﻴﻖ‪.‬‬ ‫‪ .٢‬ﻋﺪم اﳌﺸﺎرك ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻮ اﻷﺧﺖ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ اﻷﺧﺮى‪.‬‬ ‫‪ .٣‬ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪.‬‬ ‫‪ .٤‬ﻋﺪم اﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫دﻟﻴﻞ ذﻟﻚ‪ :‬ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ –ﻓﻲ آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪:-‬‬

‫)‪(١‬‬

‫‪،‬‬

‫ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات اﻟﺸﻘﻴﻘﺎت واﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻷب‪ ،‬واﻟﻜﻼﻟﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﻻ‬ ‫واﻟﺪ ﻟﻪ وﻻ وﻟﺪ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ )‪.(١٧٦‬‬

‫∞‪±±‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن أخته الشقيقة وعمه‪ ،‬فلألخت الشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع‬ ‫واألصل الذكر‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫أخت ش‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وأختها الشقيقة ‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث ولألخت الشقيقة‬ ‫النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر ‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫اخت ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪111‬‬


‫‪ -٥‬اﻷﺧﺖ ﻷب‬ ‫ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻷﺧﺖ ﻷب اﻟﻨﺼﻒ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺷﺮوط‪:‬‬ ‫‪ .١‬ﻋﺪم اﳌﻌﺼﺐ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻮ اﻷخ ﻷب‪.‬‬ ‫‪ .٢‬ﻋﺪم اﳌﺸﺎرك ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻮ اﻷﺧﺖ ﻷب اﻷﺧﺮى‪.‬‬ ‫‪ .٣‬ﻋﺪم اﻟﻔﺮع اﻟﻮارث‪.‬‬ ‫‪ .٤‬ﻋﺪم اﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬ ‫‪ .٥‬ﻋﺪم اﻷﺷﻘﺎء واﻟﺸﻘﺎﺋﻖ ﻟﻠﻤﻴﺖ‪.‬‬ ‫دﻟﻴﻞ ذﻟﻚ‪ :‬ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ –ﻓﻲ آﺧﺮ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء‪:-‬‬

‫)‪(١‬‬

‫‪،‬‬

‫ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات اﻟﺸﻘﻴﻘﺎت واﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻷب‪ ،‬واﻟﻜﻼﻟﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﻻ‬ ‫واﻟﺪ ﻟﻪ وﻻ وﻟﺪ‪.‬‬

‫أﻣﺜﻠﺔ‬ ‫ﻣﺜﺎل )‪:(١‬‬ ‫ﺗﻮﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻋﻦ أﺧﺘﻪ ﻷﺑﻴﻪ واﺑﻦ أﺧﻴﻪ اﻟﺸﻘﻴﻖ‪ ،‬ﻓﻠﻸﺧﺖ ﻟﻸب اﻟﻨﺼﻒ ﻟﻌﺪم اﳌﻌﺼﺐ واﳌﺸﺎرك واﻟﻔﺮع‬ ‫واﻷﺻﻞ اﻟﺬﻛﺮ واﻷﺷﻘﺎء واﻟﺸﻘﻴﻘﺎت‪ ،‬وﻻﺑﻦ أﺧﻴﻪ اﻟﺸﻘﻴﻖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺗﻌﺼﻴﺒﺎً‪.‬‬

‫ﻓﻜﺮ‬ ‫‪-١‬ﻣﺜﱢﻞْ ﲟﺜﺎل ﻣﻦ ﻋﻨﺪك ﻷﺧﺖ ﻷب ﺗﺮث اﻟﻨﺼﻒ‪.‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫)‪ (١‬ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ )‪.(١٧٦‬‬

‫≤‪±±‬‬


‫‪ -2‬توفيت امرأة عن‪ :‬زوجها وأخيها الشقيق وأختها ألبيها‪.‬‬ ‫اقسم املسألة‪ ،‬وبني ملاذا تسقط األخت ألب؟‬ ‫زوج‬ ‫أخ ش‬ ‫أخت ألب‬

‫السبب‪.......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -3‬توفيت امرأة عن زوجها وأبيها وأختها الشقيقة وأختها ألبيها‪.‬‬ ‫اقسم املسألة‪ ،‬وبني ملاذا تسقط األخوات؟‬ ‫زوج‬ ‫أب‬ ‫أخت ش‬ ‫أخت ألب‬

‫السبب‪....................................................................... :‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪113‬‬


‫أصحاب الربع‬ ‫يستحق الربع اثنان من الورثة‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬الزوج‬ ‫ويستحقه بشرط واحد‪ ،‬وهو‪ :‬وجود الفرع الوارث للزوجة‪ ،‬سواء أكان ذلك الفرع ذكراً أم أنثى‪ ،‬وسواء أكان من‬ ‫الزوج أم من غيره‪.‬‬ ‫دليل ذلك قوله تعالى‪ :‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وابنها وأختها الشقيقة‪ ،‬فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي‬ ‫تعصيباً‪ ،‬وتسقط األخت الشقيقة لوجود االبن‪.‬‬ ‫زوج‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن‬

‫ب‬

‫أخت ش‬

‫‪-‬‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وبنت ابنها وأخيها الشقيق‪ ،‬فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولبنت االبن‬ ‫النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع الوارث األعلى منها‪ ،‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)12‬‬

‫‪114‬‬


‫زوج‬ ‫بنت ابن‬ ‫أخ ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -2‬الزوجة أو الزوجات‬ ‫وتستحق الربع بشرط واحد‪ ،‬وهو عدم الفرع الوارث للزوج‪ ،‬سواء أكان ذلك الفرع ذكراً أم أنثى‪ ،‬وسواء أكان منها‬ ‫أم من غيرها‪.‬‬ ‫فإن كانت زوجة واحدة فتأخذ الربع كله‪ ،‬وإن كن أكثر من زوجة فيشتركن فيه بالتساوي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجته وأخته ألبيه وعمه‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألخت ألب النصف‬ ‫لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر واألشقاء والشقائق وللعم الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)12‬‬

‫‪115‬‬


‫اخت األب‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫عم‬

‫ب‬

‫زوجة‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن زوجتني وجد وثالث أخوات شقيقات‪ ،‬فللزوجتني الربع وللجد الباقي تعصيباً‪،‬‬ ‫وتسقط الشقيقات لوجود األصل الذكر وهو اجلد‪.‬‬ ‫زوجتان‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫جد‬

‫ب‬

‫‪3‬أخوات ش‬

‫‪-‬‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫أصحاب الثمن‬ ‫تستحق الثُّمن الزوجة أو الزوجات بشرط واحد‪ ،‬وهو‪ :‬وجود الفرع الوارث للزوج سواء أكان ذلك الفرع ذكراً أم‬ ‫أنثى‪ ،‬وسواء أكان منها أم من غيرها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)12‬‬

‫‪116‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجته وبنته وعمه‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنت النصف لعدم‬ ‫املعصب واملشارك لها‪ ،‬وللعم الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫بنت‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن ثالث زوجات وابن ابن‪ ،‬فللزوجات الثمن يتقاسمنه بالسوية‪ ،‬والبن االبن الباقي‬ ‫تعصيباً‪.‬‬ ‫‪ 3‬زوجات‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬

‫ابن ابن‬

‫ب‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪117‬‬


‫فائدة‪:‬‬ ‫عند بيان نصيب كل وارث فمن األسهل قسمتها بالترتيب اآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬نصيب الزوج أو الزوجة ‪-2‬ثم اإلناث الفروع ‪ -3‬ثم اإلناث األصول ‪ -4‬ثم اإلناث احلواشي ‪ -5‬ثم الذكور‬ ‫األصول ‪ -6‬ثم الذكور الفروع ‪ -7‬ثم الذكور احلواشي‪.‬‬

‫أصحاب الثلثني‬ ‫هن‪ :‬اإلناث الالتي ترث الواحدة منهن النصف منفردة‪ ،‬وهن أربع‪:‬‬ ‫وار َث ُ‬ ‫ات الثلثني َّ‬

‫‪ .1‬البنات‪ ،‬ويرثن الثلثني بشرطني‪:‬‬ ‫‪ )1‬عدم املعصب‪.‬‬ ‫‪ )2‬وجود املشارك‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬ ‫توفي شخص عن زوجته وبنتيه وأخ شقيق‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث وللبنتني الثلثان لعدم‬ ‫املعصب ووجود املشارك‪ ،‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫بنتان‬ ‫أخ ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫‪ .2‬بنات االبن‪ ،‬ويرثن الثلثني بثالثة شروط‪:‬‬ ‫‪ )1‬عدم املعصب‪.‬‬ ‫‪ )2‬وجود املشارك‪.‬‬ ‫‪ )3‬عدم الفرع الوارث األعلى‪.‬‬ ‫دليل إرث البنات وبنات االبن الثلثني‪ :‬قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬

‫‪118‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ .‬فهذه اآلية تشمل البنات وبنات االبن بإجماع العلماء‪.‬‬


‫مثال‪:‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وثالث بنات ابن وعم‪ ،‬فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث ولبنات االبن الثلثان‬ ‫لعدم املعصب ووجود املشارك وعدم الفرع الوارث األعلى‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫‪3‬بنات ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫عم‬

‫ب‬

‫زوج‬

‫فكر‬ ‫توفي شخص عن زوجة وابن وبنتي ابن‪ .‬اقسم املسألة‪ ،‬وبني ملاذا تسقط بنتا االبن‪.‬‬ ‫زوجة‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬

‫ابن‬

‫ب‬

‫بنتا اإلبن‬

‫‪-‬‬

‫السبب‪.......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪ .3‬األخوات الشقائق‪ ،‬ويرثن الثلثني بأربعة شروط‪:‬‬ ‫‪ )1‬عدم املعصب‪.‬‬ ‫‪ )2‬وجود املشارك‪.‬‬ ‫‪ )3‬عدم الفرع الوارث‪.‬‬ ‫‪ )4‬عدم األصل الوارث من الذكور‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫مثال‪:‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأختني شقيقتني وعم‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬وللشقيقتني الثلثان‬ ‫لعدم املعصب والفرع واألصل الذكر ووجود املشارك‪ ،‬وللعم الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫اختان شقيقتان‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫عم‬

‫ب‬

‫زوجة‬

‫‪ -4‬األخوات ألب‪ ،‬ويرثن الثلثني بخمسة شروط‪:‬‬ ‫‪ )1‬عدم املعصب‪.‬‬ ‫‪ )2‬وجود املشارك‪.‬‬ ‫‪ )3‬عدم الفرع الوارث‪.‬‬ ‫‪ )4‬عدم األصل الوارث من الذكور‪.‬‬ ‫‪ )5‬عدم األشقاء والشقائق‪.‬‬ ‫دليل إرث األخوات الشقيقات واألخوات ألب الثلثني‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫إلى قوله‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫فهذه اآلية في األخوات الشقيقات واألخوات ألب بإجماع العلماء‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫توفيت امرأة عن أربع أخوات ألب وابن أخ ألب‪ ،‬فلألخوات ألب الثلثان لعدم املعصب والفرع واألصل‬ ‫الذكر واألشقاء والشقائق ووجود املشارك‪ ،‬والبن األخ الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)176‬‬

‫‪120‬‬


‫‪ 4‬أخوات ألب‬ ‫ابن أخ ألب‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫فكر‬ ‫توفي شخص عن‪ :‬زوجة وأختني شقيقتني وأختني ألب وابن عم‪ .‬اقسم املسألة‪ ،‬وبني سبب سقوط‬ ‫األختني ألب‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫اختان شقيقتان‬ ‫ابن عم‬ ‫اختان ألب‬

‫السبب‪.......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫أصحاب الثلث‬ ‫يستحق الثلث صنفان‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ -1‬األم‬

‫تستحق األم الثلث بثالثة شروط‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم الفرع الوارث ذكراً أو أنثى‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدم اجلمع من اإلخوة‪ ،‬واجلمع اثنان فصاعداً‪ ،‬سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً‪ ،‬وسواء أكانوا أشقاء أم ألب أم ألم أم‬ ‫مختلفني‪.‬‬ ‫‪ .3‬أال تكون املسألة إحدى املسألتني العمريتني‪.‬‬ ‫‪121‬‬


‫فإن اختل الشرط األول أو الثاني فميراث األم السدس‪ .‬ودليل ذلك‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ ‬ ‫وإن كانت املسألة إحدى املسألتني العمريتني فترث األم ثلث الباقي‪.‬‬

‫األمثلة‪:‬‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأم وأخ شقيق‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألم الثلث لعدم الفرع‬ ‫الوارث واجلمع من اإلخوة‪ ،‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫أخ ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن أمها وأختها الشقيقة وعمها‪ ،‬فلألم الثلث لعدم الفرع الوارث واجلمع من اإلخوة‪،‬‬ ‫وللشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر‪ ،‬وللعم الباقي تعصيبا‪.‬‬

‫أخت ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫عم‬

‫ب‬

‫أم‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬

‫‪122‬‬


‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫املسألتان العمريتان‬ ‫املسألتان العمريتان هما‪:‬‬ ‫‪ -1‬زوج وأم وأب‪.‬‬ ‫‪ -2‬زوجة وأم وأب‪.‬‬ ‫فترث األم فيهما ثلث الباقي بعد نصيب الزوج أو الزوجة‪ ،‬ثم يعطى الباقي لألب؛ لقضاء عمر –رضي اهلل عنهما‪-‬‬ ‫في هاتني املسألتني بذلك‪ ،‬ووافقه عليهما جمهور الصحابة‪.‬‬

‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وأمها وأبيها‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألم ثلث الباقي بعد‬ ‫النصف؛ ألنها من املسألتني ال ُع َم ِر َّيتني‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫أم‬ ‫أب‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1‬الباقي‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫‪123‬‬


‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن زوجته وأمه وأبيه‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألم ثلث الباقي بعد الربع‬ ‫ألنها من املسألتني العمريتني‪ ،‬ولألب الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫أب‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 1‬الباقي‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫‪-2‬اإلخوة ألم‬ ‫يستحق اإلخوة ألم الثلث بثالثة شروط‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم الفرع الوارث‪ ،‬ذكراً أو أنثى‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدم األصل الوارث من الذكور‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يكونوا اثنني أو أكثر سواء أكانوا ذكوراً‪ ،‬فقط أم إناث ًا فقط‪ ،‬أم ذكوراً وإناثاً‪.‬‬ ‫فإن كان للميت فرع وارث – كاالبن والبنت وبنت االبن‪ -‬أو أصل وارث ذكر –كاألب أو اجلد‪ -‬فيسقط اإلخوة‬ ‫ألم‪.‬‬ ‫وإن كان أخ ًا ألم واحداً أو أخت ًا ألم واحدة فله السدس‪.‬‬ ‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى –في أول سورة النساء ‪:-‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫على أن هذه اآلية في اإلخوة واألخوات ألم‪ .‬والكاللة‪ :‬من ال والد له وال ولد‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)12‬‬ ‫‪124‬‬

‫(‪ .)1‬فقد أجمع العلماء‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن أخوين ألم وأخت شقيقة وعم‪ ،‬فلألخوين ألم الثلث لعدم الفرع واألصل الذكر‬ ‫وألنهما جمع‪ ،‬ولألخت الشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر‪ ،‬وللعم‬ ‫الباقي‪.‬‬ ‫أخوان ألم‬ ‫أخت ش‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أخ ألم وأخت ألم وأختني ألب ‪ ،‬فلألخ ألم واألخت ألم الثلث يشتركان فيه لعدم‬ ‫الفرع واألصل الذكر وألنهما جمع‪ ،‬ولألختني ألب الثلثان لعدم املعصب والفرع واألصل الذكر واألشقاء‬ ‫والشقائق ووجود املشارك‪.‬‬ ‫أخ ألم ‪ -‬أخت ألم‬ ‫أختان ألب‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫فكر‬ ‫‪-1‬مثِّلْ مبثال من عندك على إخوة ألم يرثون الثلث‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪125‬‬


‫‪ -2‬توفيت امرأة عن‪ :‬زوج وبنت وأخوين ألم وابن عم ‪ .‬اقسم املسألة‪ ،‬وبني سبب سقوط األخوة‬ ‫ألم‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫بنت‬ ‫أخوان ألم‬ ‫ابن عم‬

‫السبب‪.......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫أمور انفرد بها اإلخوة ألم‬ ‫يخالف اإلخوة ألم غيرهم من الورثة في عدة أمور‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن نصيب الذكر مثل نصيب األنثى سواء انفردوا أو اجتمعوا‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن ذكرهم ال يعصب أنثاهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن ذكرهم يدلي بأنثى ويرث‪ ،‬خالف ًا للقاعدة الفرضية أن كل ذكر أدلى بأنثى فال يرث كأبي األم وابن‬ ‫األخت‪.‬‬ ‫‪ -4‬أنهم يرثون مع من أدلوا به‪ ،‬وهي األم‪ ،‬خالف ًا للقاعدة الفرضية أن من أدلى بوارث حجبه ذلك الوارث‪ ،‬كاجلد‬ ‫مع األب‪ ،‬وابن االبن مع االبن‪ ،‬وابن األخ مع األخ‪.‬‬ ‫‪ -5‬أنهم يحجبون من أدلوا به –وهي األم‪ -‬حجب نقصان‪ ،‬خالف ًا لقاعدة الفرائض أن من أدلى بوارث لم يحجب‬ ‫ذلك الوارث‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫أصحاب السدس‬ ‫يستحق السدس سبعة من الورثة‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫‪ -1‬األب‪ ،‬ويستحقه بشرط واحد وهو وجود الفرع الوارث للميت ذكراً أو أنثى‪.‬‬ ‫وعلى هذا‪:‬‬ ‫الباقي‬ ‫الفرع الذكر‬ ‫‪ .1‬فإذا كان للميت فرع وارث ذكر –كابن امليت أو ابن ابنه‪ -‬فيأخذ األب السدس فقط ويأخذ ُ‬ ‫َ‬ ‫تعصيبا‪.‬‬ ‫‪ .2‬وإن كان للميت فرع وارث أنثى – كبنت امليت أو بنت ابنها – فيأخذ األب السدس‪ ،‬وتأخذ األنثى فرضها‪،‬‬ ‫ثم يأخذ األب الباقي تعصيباً؛ لكونه أقرب ذكر إلى امليت‪ ،‬فيجمع بني الفرض والتعصيب‪.‬‬ ‫‪ .3‬وإن لم يكن للميت فرع وارث فيرث األب بالتعصيب فقط‪.‬‬ ‫دليل إرثه السدس‪ :‬قول اهلل تعالى‪ :‬‬ ‫يشمل فروع امليت الوارثني من الذكور واإلناث‪.‬‬

‫(‪ ،)1‬والولد هنا‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأب وابن‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألب السدس لوجود الفرع‬ ‫الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيباً؛ لكونه أقرب إلى امليت من األب‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أب‬ ‫ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬

‫‪127‬‬


‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وبنتها وأبيها‪ ،‬فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنت النصف لعدم‬ ‫املعصب واملشارك‪ ،‬ولألب السدس فرض ًا لوجود الفرع الوارث والباقي تعصيب ًا لكونه أقرب ذكر إلى‬ ‫امليت‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫بنت‬ ‫أب‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+ 1‬ب‬ ‫‪6‬‬

‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفي شخص عن أمه وأبيه‪ ،‬فلألم الثلث لعدم الفرع الوارث وجمع اإلخوة وليست املسألة من املسألتني‬ ‫العمريتني‪ ،‬ولألب الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫أم‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫أب‬

‫ب‬

‫فمثال (‪:)4‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوجها وأبيها‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث ولألب الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫زوج‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫أب‬

‫ب‬


‫مثال (‪:)5‬‬ ‫توفي شخص عن زوجته وأبيه وابن ابنه‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألب السدس لوجود‬ ‫الفرع الوارث الذكر‪ ،‬والبن االبن الباقي تعصيبا؛ ألنه أقرب ذكر إلى امليت‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أب‬ ‫ابن ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫‪ -2‬اجلد‬ ‫ضابط اجلد الوارث‪ :‬اجلد الوارث هو كل من ليس بينه وبني امليت أنثى‪ ،‬مثل أبي األب‪ ،‬وأبي أب األب‪ ،‬وأما أبو‬ ‫األم‪ ،‬وأبو أم األب‪ ،‬وأبو أب األم‪ ،‬فال يرثون؛ ألنهم يدلون إلى امليت بأنثى‪.‬‬ ‫ويستحق اجلد الوارث السدس بشرطني‪:‬‬ ‫‪ -1‬عدم األب‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم الفرع الوارث‪.‬‬ ‫فإن كان األب موجود ًا فيسقط اجلد‪ ،‬وإن لم يكن موجود ًا فينظر‪:‬‬ ‫الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫الفرع الذكر‬ ‫‪ .1‬فإن كان للميت فرع وارث ذكر فيأخذ اجلد السدس فقط ويأخذ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ .2‬وإن كان للميت فرع وارث أنثى فيأخذ اجلد السدس‪ ،‬وتأخذ األنثى فرضها‪ ،‬ثم يأخذ اجلد الباقي تعصيباً؛‬ ‫لكونه أقرب ذكر إلى امليت‪ ،‬فيجمع بني الفرض والتعصيب‪.‬‬ ‫‪ .3‬وإن لم يكن للميت فرع وارث فيرث اجلد بالتعصيب فقط‪.‬‬ ‫وبه يتبني أن حاالت إرث اجلد الوارث كاحلاالت الثالث السابقة في إرث األب‪ ،‬فهو يرث تارة السدس فقط‪ ،‬ويرث‬ ‫تارة بالتعصيب فقط‪ ،‬ويرث تارة بهما معاً‪ ،‬إال أن اجلد يحجب باألب حجب حرمان‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دليل إرثه السدس‪ :‬قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪ ،)1‬واألب هنا‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬ ‫‪129‬‬


‫يشمل األب القريب واجلد‪ ،‬كما أن الولد هنا يشمل فروع امليت الوارثني من الذكور واإلناث‪.‬‬ ‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن جد وابن‪ ،‬فللجد السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي‪.‬‬ ‫جد‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫ابن‬

‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن بنتي ابن وجد‪ ،‬فلبنتي االبن الثلثان لعدم املعصب والفرع الوارث األعلى ووجود‬ ‫املشارك‪ ،‬وللجد السدس فرض ًا لوجود الفرع الوارث والباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫بنتا ابن‬ ‫جد‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪+ 1‬ب‬ ‫‪6‬‬

‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وجد وأخ ألم‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬وللجد الباقي تعصيباً‪ ،‬وأما‬ ‫األخ ألم فهو محجوب باجلد فال يرث شيئاً‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫زوجة‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫جد‬

‫ب‬

‫أخ ألم‬

‫‪-‬‬


‫مثِّلْ مبثال من عندك جلد يرث السدس فقط‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -3‬األم‬ ‫تستحق األم السدس في حالني‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬في حال وجود الفرع الوارث‪.‬‬ ‫والثانية‪ :‬في حال وجود جمع من اإلخوة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دلــــــيــــل ذلــك‪ :‬قــــول اهلل تعالـــى‪:‬‬ ‫ ‬

‫إلـــــى قولـــــــه‪ :‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأم وابن‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألم السدس لوجود الفرع‬ ‫الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬ ‫‪131‬‬


‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن بنتي ابن وأم وأخ شقيق‪ ،‬فلبنتي االبن الثلثان لعدم املعصب والفرع الوارث األعلى‬ ‫ووجود املشارك‪ ،‬ولألم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫بنتا ابن‬ ‫أم‬ ‫أخ ش‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأم وأخوين شقيقني‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألم السدس لوجود‬ ‫اجلمع من اإلخوة‪ ،‬وللشقيقني الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫زوج‬ ‫أم‬ ‫أخوان شقيقان‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)4‬‬ ‫توفي شخص عن أم وأخت شقيقة وأخ ألب‪ ،‬فلألم السدس لوجود اجلمع من اإلخوة‪ ،‬ولألخت‬ ‫الشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر‪ ،‬ولألخ ألب الباقي تعصيباً‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫أخت ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫أخ ألب‬

‫ب‬

‫أم‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك ألم ترث السدس‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -4‬اجلدة أو اجلدات‬ ‫ضابط اجلدة الوارثة‪ :‬هي كل من يدلي إلى امليت بوارث‪ ،‬مثل أم األم‪ ،‬وأم األب‪ ،‬وأم أب األب‪ ،‬وأم أم األب‪.‬‬ ‫واجلدة غير الوارثة‪ :‬هي التي تدلي إلى امليت بغير وارث‪ ،‬مثل أم أب األم‪.‬‬ ‫وليس للجدة إال حالة واحدة‪ ،‬فهي ترث السدس بشرط واحد هو‪ :‬عدم األم أو اجلدة األقرب منها‪ ،‬فإن وجدت األم‬ ‫أو جدة أقرب منها فتسقط اجلدة البعيدة‪.‬‬ ‫وإذا تعدد اجلدات الوارثات وهن في درجة واحدة فيشتركن في السدس‪.‬‬ ‫ودليل إرثها السدس‪ :‬حديث قبيصة بن ذؤيب أنه قال‪ :‬جاءت اجلدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها فقال‪:‬‬ ‫ما لك في كتاب اهلل تعالى شيء‪ ،‬وما علمت لك في سنة نبي اهلل [ شيئا‪ ،‬فارجعي حتى أسأل الناس‪ ،‬فسأل‬ ‫«حضرت رسول اهلل [ أعطاها السدس»‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬هل معك غيرك؟ فقام‬ ‫الناس‪ ،‬فقال املغيرة بن شعبة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال املغيرة بن شعبة‪ ،‬فأنفذه لها أبو بكر ‪.‬‬ ‫وقد أجمع العلماء على ذلك‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أبوداود في كتاب الفرائض‪ ،‬باب اجلدة‪ ،‬برقم ( ‪ ،)2507‬والترمذي في كتاب الفرائض‪ ،‬باب ما جاء في ميراث‬ ‫اجلدة برقم ( ‪.)2026‬‬ ‫‪133‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن جدة وأب‪ ،‬فللجدة السدس لعدم األم‪ ،‬ولألب الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫جدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫أب‬

‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أربع زوجات وجدتني وأب وابن‪ ،‬فللزوجات الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللجدتني‬ ‫السدس لعدم األم‪ ،‬ولألب السدس لوجود االبن‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫‪ 4‬زوجات‬ ‫جدتان‬ ‫أب‬ ‫ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫فكر‬ ‫‪ -1‬مثِّلْ مبثال من عندك جلدة ترث السدس‪:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪134‬‬


‫‪ -2‬توفي شخص عن زوجة وأم وجدة وعم‪ .‬اقسم املسألة‪ ،‬وبني سبب سقوط اجلدة‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫جدة‬ ‫عم‬

‫‪ -5‬بنت االبن فأكثر‪.‬‬ ‫تستحق بنت االبن السدس بشرطني‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم املعصب لها‪.‬‬ ‫‪ .2‬وجود بنت واحدة أو بنت ابن واحدة أعلى منها وارثة للنصف فرضاً‪.‬‬ ‫(‪،)1‬‬ ‫ ‬ ‫ودليل ذلك‪ :‬قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫فالبنت وبنت االبن اثنتان ترثان مبجموعهما الثلثني‪ ،‬إال أن البنت مبفردها ترث النصف فبقي لبنت االبن السدس‬ ‫تكملة الثلثني‪ ،‬ويؤيد هذا املعنى حديث ابن مسعود ] أنه سئل عن بنت وابنة ابن وأخت فقال‪ :‬أقضي فيها مبا‬ ‫قضى النبي [ «لالبنة النصف‪ ،‬والبنة ابن السدس تكملة الثلثني‪ ،‬وما بقي فلألخت» (‪.)2‬‬ ‫وإذا تعددت بنات االبن املستحقات للسدس وهن في درجة واحدة فيشتركن فيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الفرائض‪ ،‬باب ميراث ابنة ابن مع بنت برقم (‪)6239‬‬

‫‪135‬‬


‫أمثلة‬

‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن بنت وبنت ابن وأخ شقيق‪ ،‬فللبنت النصف لعدم املعصب واملشارك‪ ،‬ولبنت االبن‬ ‫السدس تكملة الثلثني ولألخ الشقيق الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫بنت‬ ‫بنت ابن‬ ‫أخ ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن بنت ابن وأربع بنات ابن ابن وأب‪ ،‬فلبنت االبن النصف لعدم املعصب واملشارك‬ ‫والفرع األعلى‪ ،‬ولبنات ابن االبن السدس تكملة الثلثني‪ ،‬ولألب السدس فرض ًا لوجود الفرع الوارث‬ ‫والباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪ 4‬بنات ابن ابن‬ ‫أب‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪+ 1‬ب‬ ‫‪6‬‬

‫فكر‬ ‫‪ -1‬مثل مبثال من عندك لبنت ابن وارثة السدس‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪136‬‬


‫‪ -2‬توفي شخص عن‪ :‬بنتني وبنت ابن وأخ شقيق‪ .‬اقسم املسألة‪ ،‬وبني السبب في سقوط بنت‬ ‫االبن‪.‬‬ ‫بنتان‬ ‫بنت ابن‬ ‫أخ ش‬

‫السبب‪....................................................................... :‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -6‬األخت ألب فأكثر‬ ‫تستحق األخت ألب السدس بشرطني‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم املعصب لها‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن تكون مع أخت شقيقة للميت وارثة للنصف فرضاً‪.‬‬ ‫ودليل ذلك‪ :‬اإلجماع وسنده قياس األخت ألب مع األخت الشقيقة على بنت االبن مع البنت‪ ،‬فكما أن بنت‬ ‫االبن تأخذ السدس مع البنت تكملة الثلثني‪ ،‬فكذلك األخت ألب تأخذ السدس مع األخت الشقيقة تكملة‬ ‫الثلثني‪.‬‬ ‫وإذا تعددت األخوات ألب املستحقات للسدس فيشتركن فيه‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن أخت شقيقة وأخت ألب وعم‪ ،‬فلألخت الشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك‬ ‫والفرع واألصل الذكر‪ ،‬ولألخت ألب السدس تكملة الثلثني‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫أخت ش‬ ‫أخت األب‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أم وأخت شقيقة وأختني ألب وابن أخ شقيق‪ ،‬فلألم السدس لوجود اجلمع من‬ ‫األخوات‪ ،‬ولألخت الشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر‪ ،‬ولألختني ألب‬ ‫السدس تكملة الثلثني‪ ،‬والبن األخ الشقيق الباقي تعصيبا‪.‬‬ ‫أم‬ ‫أخت ش‬ ‫أختان ألب‬ ‫ابن أخ شقيق‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫فكر‬ ‫‪ -1‬مثل مبثال من عندك ألخت ألب وارثة السدس‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪138‬‬


‫‪ -2‬توفي شخص عن‪ :‬أختني شقيقتني وأخت ألب وابن عم‪ .‬اقسم املسألة‪،‬وبني سبب سقوط األخت‬ ‫ألب‪.‬‬ ‫أختان ش‬ ‫أخت ألب‬ ‫ابن عم‬

‫السبب‪.......................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪ -7‬األخ أو األخت ألم‬ ‫يستحق األخ أو األخت ألم السدس بثالثة شروط ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عدم الفرع الوارث‪ ،‬ذكراً أو أنثى‪.‬‬ ‫‪ .2‬عدم األصل الوارث من الذكور‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يكون منفرداً‪.‬‬ ‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى –في أول سورة النساء‪:-‬‬ ‫ ‬ ‫ال والد له وال ولد‪.‬‬

‫(‪ .)1‬فقد أجمع العلماء على أن هذه اآلية في اإلخوة واألخوات ألم‪ .‬والكاللة‪ :‬من‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)12‬‬

‫‪139‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأخ ألم وعم‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألخ ألم السدس لعدم‬ ‫الفرع واألصل الذكر وعدم املشارك‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫أخ ألم‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأم وأخت ألم وابن أخ ألب‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألم الثلث‬ ‫لعدم الفرع الوارث واجلمع من اإلخوة وليست من املسألتني العمريتني‪ ،‬ولألخت ألم السدس لعدم‬ ‫الفرع واألصل الذكر وعدم املشارك‪ ،‬والبن األخ ألب الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫أخت ألم‬ ‫ابن أخ ألب‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫فكر‬ ‫‪ -1‬مثل مبثال من عندك ألخ ألم وارث السدس‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫‪140‬‬


‫‪-2‬توفي شخص عن‪ :‬جدة وأخت ألم وأب‪ .‬اقسم املسألة‪ ،‬وبني سبب سقوط األخت ألم‪.‬‬ ‫جدة‬ ‫أخت ألم‬ ‫أب‬

‫‪141‬‬


‫التعصيب‬ ‫تعريفه‬ ‫يعصب تعصيباً‪ ،‬مشتق من ال َعصب وهو الشد والتقوية واإلحاطة‪ ،‬ومنه‬ ‫عصب ّ‬ ‫التعصيب في اللغة‪ :‬مصدر ّ‬ ‫سميت عصابة الرأس؛ ألنها تشد عليه وحتيط به‪.‬‬ ‫وعصبة الرجل‪ :‬بنوه وقرابته من جهة أبيه؛ سموا بذلك ألنهم يحيطون به ويشدون أزره‪.‬‬ ‫والتعصيب في االصطالح‪ :‬اإلرث بال تقدير‪.‬‬ ‫والعصبة‪ :‬هم الذين يرثون بال تقدير‪.‬‬

‫أقسام العصبة‬ ‫ينقسم العصبة بالنسب(‪ )20‬إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬العصبة بالنفس‬

‫وهم‪ :‬أبناء امليت وجميع قرابته الذكور من جهة أبيه‪ ،‬فهؤالء يعصبون بأنفسهم مبعنى أنهم يرثون بالتعصيب من‬ ‫غير حاجة إلى وجود من يعصبهم‪.‬‬ ‫ال هم‪:‬‬ ‫وهم جميع الوارثني من الرجال عدا الزوج واألخ ألم‪ ،‬وعددهم اثنا عشر رج ً‬ ‫‪ -3‬األب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -2‬ابن االبن وإن نزل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬االبن‪.‬‬ ‫‪ -6‬األخ ألب‪.‬‬ ‫‪ -5‬األخ الشقيق‪ .‬‬ ‫‪ -4‬اجلد من جهة األب وإن عال‪ .‬‬ ‫‪ -9‬العم الشقيق وإن عال‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -8‬ابن األخ ألب وإن نزل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -7‬ابن األخ الشقيق وإن نزل‪.‬‬ ‫‪ -12‬ابن العم ألب وإن نزل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -11‬ابن العم الشقيق وإن نزل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -10‬العم ألب وإن عال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الفرائض بأهلها‪ ،‬فما َب ِق َي فهو َألولى َر ُج ٍل َذ َكر»(‪.)2‬‬ ‫دليل إرثهم بالتعصيب‪ ، :‬قوله [ ‪َ « :‬أ ْل ِح ُقوا‬ ‫أحكام العصبة بالنفس‬ ‫‪ -1‬من انفرد منهم أخذ جميع املال‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا وجد معه صاحب فرض فيأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا استغرقت الفروض التركة فيسقطون‪ ،‬إال األب واجلد واالبن‪ ،‬فاالبن ال يحجب بحال‪ ،‬واألب واجلد ينتقالن‬ ‫من التعصيب إلى الفرض‪.‬‬ ‫(‪ )1‬تقييدها بالنسب هنا احتراز من العصبة بالسبب وهم‪ :‬املع ِتق‪ ،‬واملع ِتقة‪ ،‬فهما عاصبان بالنفس‪ ،‬إال أن سبب التعصيب هو العتق وليس‬ ‫القرابة (النسب)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري في كتاب الفرائض‪ ،‬باب ميراث الولد من أبيه وأمه برقم ( ‪ ،)6732‬ومسلم في الفرائض‪ ،‬باي أحلقوا الفرائض بأهلها‬ ‫برقم ( ‪.)1615‬‬ ‫‪142‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن أخيه الشقيق‪ ،‬فاملال كله له‪.‬‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أم وأب‪ ،‬فلألم الثلث لعدم الفرع الوارث واجلمع من اإلخوة وألن املسألة ليست من‬ ‫املسألتني العمريتني‪ ،‬والباقي لألب‪.‬‬

‫أم‬ ‫أب‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأخت شقيقة وعم‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألخت الشقيقة‬ ‫النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر‪ ،‬وال يرث العم شي ًئا ألنه معصب‪ ،‬ولم يبق له‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫أخت ش‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سقط الستغراق‬ ‫الفروض املال‬ ‫‪143‬‬


‫ترتيب جهات العصبة بالنفس‬ ‫‪ -1‬جهة البنوة‪ :‬وهي أبناء امليت‪ ،‬ثم أبناؤهم وإن نزلوا‪.‬‬ ‫‪ -2‬جهة األبوة‪ :‬وهي أبو امليت ثم جده وإن عال‪.‬‬ ‫‪ -3‬جهة األخوة‪:‬وهي إخوة امليت األشقاء‪ ،‬ثم إخوته من أبيه‪ ،‬ثم أبناء األشقاء‪ ،‬ثم أبناء اإلخوة من أب وإن‬ ‫نزلوا‪.‬‬ ‫‪ -4‬جهة العمومة‪:‬وهي أعمام امليت األشقاء‪ ،‬ثم أعمامه ألبيه‪ ،‬ثم أبناء األعمام األشقاء‪ ،‬ثم أبناء األعمام ألب‪.‬‬ ‫العمل عند تزاحم العصبات بالنفس‬ ‫إذا تزاحم العصبات فيراعى ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يقدم صاحب اجلهة املتقدمة‪ ،‬وقد تقدم ترتيب اجلهات‪ ،‬وهي‪ :‬البنوة ثم األبوة ثم األخوة ثم العمومة‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫‪ .1‬توفي شخص عن‪ :‬ابن أخ ألب وعم شقيق فاملال البن األخ‪.‬‬ ‫‪ .2‬توفي شخص عن‪ :‬أب وعم فاملال لألب‪.‬‬ ‫‪ .3‬توفي شخص عن‪ :‬أخ شقيق وعم شقيق فاملال لألخ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا احتدت اجلهة فيقدم األقرب درجة إلى امليت‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫‪ .1‬توفي شخص عن‪ :‬ابن وابن ابن فاملال لالبن‪.‬‬ ‫‪ .2‬توفي شخص عن‪ :‬أب وجد فاملال لألب‪.‬‬ ‫‪ .3‬توفي شخص عن‪ :‬أخ ألب وابن أخ شقيق فاملال لألخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا احتدت اجلهة وتساوى القرب فيقدم األقوى‪ ،‬والقوة ال تتصور إال في اإلخوة وبنيهم واألعمام وبنيهم‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫‪ .1‬توفي شخص عن‪ :‬ابن أخ شقيق وابن أخ ألب فاملال البن األخ الشقيق‪.‬‬ ‫‪ .2‬توفي شخص عن‪ :‬عم شقيق وعم ألب فاملال للعم الشقيق‪.‬‬

‫‪144‬‬


‫‪ -4‬إذا احتدت اجلهة والقرابة والقوة فيقسم املال بينهم بالسوية‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫‪ .1‬توفي شخص عن‪:‬ثالثة أشقاء فيقسم املال بينهم‪.‬‬ ‫‪ .2‬توفي شخص عن‪:‬أربعة أعمام ألب فيقسم املال بينهم‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬العصبة بالغير‬ ‫وهن اإلناث ذوات النصف والثلثني‪ ،‬فيعصب كل واحدة منهن الذكر املساوي لها في الدرجة والرتبة‪:‬‬ ‫‪ -1‬فالبنت يعصبها االبن‪.‬‬ ‫‪ -2‬وبنت االبن يعصبها ابن االبن‪ ،‬سواء أكان أخاها أو ابن عمها املساوي لها في الدرجة‪.‬‬ ‫‪ -3‬واألخت الشقيقة يعصبها األخ الشقيق‪.‬‬ ‫‪ -4‬واألخت ألب يعصبها األخ ألب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫دليل إرثهن بالتعصيب‪:‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫في البنات وبنات االبن‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫األخوات الشقائق واألخوات ألب‪.‬‬

‫ ‬

‫(‪)1‬‬

‫فهذه اآلية‬

‫(‪ )2‬فهذه اآلية في‬

‫أحكام العصبة بالغير‬ ‫‪ -1‬العصبة بالغير كالعصبة بالنفس يرثون الباقي بعد أصحاب الفروض إن وجد صاحب فرض‪ ،‬وإال أخذوا املال‬ ‫كله‪ ،‬وإذا استغرقت الفروض التركة سقطوا إال البنات واألبناء فال يتصور سقوطهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأخذ األنثى في حال تعصيبها نصف نصيب معصبها‪ ،‬أي للذكر مثل حظ األنثيني‪.‬‬ ‫‪ -3‬يحصل التعصيب بالغير إفراداً وجمعاً‪ ،‬فالبنت واحدة فأكثر يعصبها ابن واحد فأكثر‪ ،‬وهكذا بقية العصبة‪.‬‬ ‫‪ -4‬املعصب هو الذكر املساوي في الدرجة والرتبة‪ ،‬فالذكر األقل درجة ال يعصب فابن االبن ال يعصب البنت‪ ،‬وابن‬ ‫ابن االبن ال يعصب بنت االبن (‪ ،)3‬وابن األخ ال يعصب األخت‪ ،‬والذكر األقل رتبة ال يعصب كذلك‪ ،‬فاألخ ألب‬ ‫ال يعصب األخت الشقيقة‪ .‬والذكر األعلى درجة أو رتبة يحجب األنثى‪ ،‬فاالبن يحجب بنت االبن‪ ،‬واألخ الشقيق‬ ‫يحجب األخت ألب‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية (‪.)11‬‬ ‫(‪ )2‬سورة النساء اآلية (‪.)176‬‬ ‫(‪ )3‬ويستثنى من ذلك ما إذا احتاجت إليه بنت االبن لترث‪ ،‬وذلك عندما تستغرق البنات الثلثني‪ .‬مثل أن يتوفى شخص عن بنتني وبنت‬ ‫ابن وابن ابن ابن ‪ ،‬فللبنتني الثلثان والباقي لبنت االبن وابن ابن االبن تعصيباً؛ ألنه لو لم تعصب بنت االبن لسقطت وورث من هو أدنى منها‬ ‫درجة‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأب وابن وبنت‪ ،‬فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألب السدس لوجود‬ ‫الفرع الوارث‪ ،‬ولالبن والبنت الباقي تعصيب ًا للذكر مثل حظ األنثيني‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫أب‬ ‫ابن‬ ‫بنت‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب ‪ /‬للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيني‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أم وأخوين شقيقني وثالث أخوات شقيقات‪ ،‬فلألم السدس لوجود اجلمع من اإلخوة‪،‬‬ ‫ولألشقاء والشقائق الباقي تعصيب ًا للذكر مثل حظ األنثيني‪.‬‬ ‫أم‬ ‫أخوان شقيقان‬ ‫‪3‬أخوات ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب ‪ /‬للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيني‬

‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفي شخص عن أخ ألب وأختني ألب‪ ،‬فاملال جميعه لهم للذكر مثل حظ األنثيني‪.‬‬ ‫أخ ألب‬ ‫أختان ألب‬

‫‪146‬‬

‫للذكر مثل حظ األنثيني‬


‫مثال (‪:)4‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأم وأختني ألم وأخ ألب وأخت ألب‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪،‬‬ ‫ولألم السدس لوجود اجلمع من اإلخوة‪ ،‬ولألختني ألم الثلث لعدم الفرع الوارث واألصل الذكر ولوجود‬ ‫املشارك‪ ،‬وكان ميكن أن يكون لألخ واألخت ألب الباقي تعصيب ًا إال أن الفروض استغرقت التركة فال‬ ‫شيء لهم‪.‬‬ ‫زوج‬ ‫أم‬ ‫أختان ألم‬ ‫أخ ألب‬ ‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سقط الستغراق الفروض‬ ‫املال‬

‫العمل عند تزاحم العصبات بالغير‬ ‫في حال تزاحم العصبات بالغير فيما بينهم أو تزاحمهم مع العصبات بالنفس فيعمل باخلطوات السابقة نفسها في‬ ‫حال تزاحم العصبة بالنفس‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي عن ابن وبنت وأخ شقيق وأخت شقيقة فاملال كله لالبن والبنت تعصيب ًا بالغير‪ ،‬للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيني‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن جدة وأخ شقيق وأختني شقيقتني وأخ ألب وأخت ألب‪ .‬فللجدة السدس لعدم‬ ‫األم‪ ،‬والباقي للشقيق والشقيقتني تعصيب ًا بالغير للذكر مثل حظ األنثيني‪ ،‬ويسقط اإلخوة واألخوات‬ ‫ألب لوجود األشقاء والشقائق‪.‬‬ ‫جدة‬ ‫أخ ش‬ ‫أختان ش‬ ‫أخ ألب‬ ‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب ‪ /‬للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيني‬ ‫‪-‬‬

‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأخت ألم وأخ ألب وأخت ألب وعم‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪،‬‬ ‫ولألخت ألم السدس لعدم الفرع واألصل الذكر واملشارك‪ ،‬والباقي لألخ ألب واألخت ألب تعصيب ًا‬ ‫بالغير للذكر مثل حظ األنثيني‪ ،‬ويسقط العم‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫أخت ألم‬ ‫أخ ألب‬ ‫أخت ألب‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب ‪ /‬للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيني‬ ‫‪-‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬العصبة مع الغير‬ ‫العصبة مع الغير هن األخوات الشقائق أو ألب مع البنات أو بنات االبن‪ ،‬بشرط أال يكون لألخوات معصب وهو‬ ‫األخ الشقيق أو األخ ألب‪.‬‬ ‫‪148‬‬


‫فإذا كان في املسألة بنت أو بنت ابن واحدة فأكثر وأخت شقيقة أو أخت ألب واحدة فأكثر فتأخذ البنات فرضهن‬ ‫من التركة ثم تأخذ األخوات ما يبقى تعصيباً‪ ،‬أي أن التعصيب هنا لألخوات فقط وأما البنات فيرثن بالفرض خالف ًا‬ ‫للتعصيب بالغير‪.‬‬ ‫قاعدة‪ :‬األخوات مع البنات عصبات‪(.‬واملراد باألخوات‪ :‬أي الشقائق أو ألب‪ ،‬وبالبنات أي‪ :‬بنات امليت وبنات ابنه)‬ ‫دليل ذلك‪ :‬ما جاء في صحيح البخاري أن ابن مسعود سئل عن بنت وابنة ابن وأخت فقال‪ :‬أقضي فيها مبا‬ ‫قضى النبي [ ‪« :‬لالبنة النصف والبنة االبن السدس تكملة الثلثني وما بقي فلألخت» (‪.)1‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وبنت وأخت شقيقة‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنت النصف‬ ‫لعدم املعصب واملشارك‪ ،‬وللشقيقة الباقي تعصيب ًا مع الغير لوجود البنت‪.‬‬ ‫زوجة‬ ‫بنت‬ ‫أخت ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أم وبنتي ابن وثالث أخوات ألب‪ ،‬فلألم السدس لوجود الفرع الوارث واجلمع من‬ ‫األخوات‪ ،‬ولبنتي االبن الثلثان لعدم املعصب والفرع األعلى ووجود املشارك‪ ،‬ولألخوات ألب الباقي‬ ‫تعصيب ًا مع الغير لوجود بنتي االبن‪.‬‬ ‫أم‬ ‫بنتا ابن‬ ‫‪3‬أخوات ألب‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري في كتاب الفرائض‪ ،‬باب ميراث ابنة ابن مع بنت برقم (‪)6239‬‬

‫‪149‬‬


‫نشاط‬ ‫‪ -1‬بعد أن تعرفت على أصحاب الفروض‪ ،‬وما يتعلق بالتعصيب ميكنك اآلن أن تلخص‬ ‫أحوال بعض الورثة املختلفة في امليراث؛ وذلك ليسهل عليك حصر أحوالهم وضبطها‬ ‫ومن ذلك ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪-‬حاالت األب الثالث في امليراث ‪.‬‬ ‫احلالة األولى‪............................................................:‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثانية‪............................................................ :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثالثة‪........................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬حاالت األم الثالث في امليراث‪.‬‬ ‫احلالة األولى‪............................................................ :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثانية‪.......................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثالثة‪........................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ج‪ -‬حاالت اجلد في امليراث ‪.‬‬ ‫احلالة األولى‪............................................................ :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثانية‪........................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثالثة‪............................................................:‬‬ ‫‪......................................................................‬‬

‫‪150‬‬


‫د‪ -‬حاالت األخت ألب اخلمس في امليراث ‪.‬‬ ‫احلالة األولى‪............................................................ :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثانية‪........................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الثالثة‪........................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة الرابعة‪............................................................ :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫احلالة اخلامسة‪.......................................................... :‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪ -2‬مثل على كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أم ترث السدس‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬زوجة ترث الربع‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ج‪ -‬أخ شقيق يرث الباقي‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫د‪ -‬بنت ابن ترث تعصيبا‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫هـ‪ -‬أخت ترث السدس‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪151‬‬


‫جدول يبني أحوال الورثة أصحاب الفروض إجما ًال‬ ‫الوارث‬ ‫الزوج‬ ‫الزوجة‬

‫الفرض‬

‫شروط اإلرث‬

‫النصف‬

‫عدم الفرع الوارث‬

‫الربع‬

‫وجود الفرع الوارث‬

‫الربع‬

‫عدم الفرع الوارث‬

‫الثمن‬

‫وجود الفرع الوارث‬

‫الثلث‬ ‫األم‬

‫السدس‬

‫األب‬

‫اجلد‬ ‫اجلدة‬ ‫البنت فأكثر‬

‫‪152‬‬

‫‪ -1‬عدم الفرع الوارث ‪ -2-‬عدم اجلمع من اإلخوة أو األخوات ‪ -3-‬أال‬ ‫تكون املسألة إحدى العمريتني‬ ‫في حالتني‪ -1 :‬وجود الفرع الوارث أو ‪ -2‬وجود جمع من اإلخوة أو‬ ‫األخوات‬

‫ثلث الباقي‬

‫إذا كانت املسألة إحدى العمريتني ( أب وأم وأحد الزوجني)‬

‫السدس‬

‫وجود الفرع الوارث الذكر‬

‫السدس والباقي‬

‫وجود الفرع الوارث األنثى‬

‫الباقي‬

‫عدم الفرع الوارث‬

‫السدس‬

‫وجود الفرع الوارث الذكر‬

‫السدس والباقي‬

‫وجود الفرع الوارث األنثى‬

‫الباقي‬

‫عدم الفرع الوارث‬

‫يشترط في جميع‬ ‫احلاالت عدم األب‬

‫السدس‬

‫عدم األم‬

‫النصف‬

‫‪ -1‬عدم املعصب ‪ -2‬عدم املشارك‬

‫الثلثان‬

‫‪ -1‬عدم املعصب ‪ -2‬وجود املشارك‬

‫الباقي‬

‫وجود املعصب‬


‫بنت االبن‬ ‫فأكثر‬

‫األخت‬ ‫الشقيقة‬

‫األخت ألب‬

‫األخ ألم أو‬ ‫األخت ألم‬

‫النصف‬

‫‪ -1‬عدم املعصب‬

‫الثلثان‬

‫‪ -1‬عدم املعصب‬

‫‪ -3‬عدم الفرع األعلى‬

‫‪ -2‬عدم املشارك‬

‫‪ -3‬عدم الفرع األعلى‬

‫‪ -2‬وجود املشارك‬

‫السدس‬

‫‪ - 1‬عدم املعصب‬ ‫‪ -2‬عدم الفرع األعلى سوى بنت أو بنت ابن وارثة للنصف فرضاً‪.‬‬

‫الباقي‬

‫وجود املعصب‬

‫النصف‬

‫‪ -1‬عدم املعصب‬ ‫‪ -3‬عدم الفرع الوارث‬

‫الثلثان‬

‫‪ -1‬عدم املعصب‬ ‫‪ -3‬عدم الفرع الوارث‬

‫‪ -2‬عدم املشارك‬ ‫‪ -4‬عدم األصل الوارث من الذكور‬ ‫‪ -2‬وجود املشارك‬ ‫‪ -4‬عدم األصل الوارث من الذكور‬

‫الباقي تعصيب ًا بالغير‬

‫وجود املعصب‬

‫الباقي تعصيب ًا مع الغير‬

‫وجود الفرع الوارث األنثى‬

‫النصف‬

‫‪ -2‬عدم املشارك‬ ‫‪ -1‬عدم املعصب‬ ‫‪ -4‬عدم األصل الوارث من الذكور‬

‫الثلثان‬

‫‪ -2‬وجود املشارك‬ ‫‪ -1‬عدم املعصب‬ ‫‪ -4‬عدم األصل الوارث الذكر‬

‫السدس‬

‫‪ -1‬عدم املعصب‬

‫‪ -3‬عدم الفرع الوارث‬ ‫‪ -5‬عدم األشقاء والشقائق‬ ‫‪ -3‬عدم الفرع الوارث‬ ‫‪ -5‬عدم األشقاء والشقائق‬

‫‪ -2‬وجود األخت الشقيقة الوارثة للنصف فرض ًا‬

‫الباقي تعصيب ًا بالغير‬

‫وجود املعصب‬

‫الباقي تعصيب ًا مع‬ ‫الغير‬

‫وجود الفرع الوارث األنثى‬

‫الثلث‬

‫‪ -1‬عدم الفرع الوارث ‪ -2‬عدم األصل الوارث الذكر‬

‫‪ -2‬وجود املشارك‬

‫السدس‬

‫‪ -1‬عدم الفرع الوارث ‪ -2‬عدم األصل الوارث الذكر‬

‫‪ -3‬عدم املشارك‬

‫‪153‬‬


‫تدريب عام‬ ‫اقسم املسائل التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬زوج ‪ ،‬أم ‪ ،‬عم ‪.‬‬

‫‪ .2‬بنت ‪ ،‬ابن ‪.‬‬

‫‪ .3‬ثالثة أبناء ‪.‬‬

‫‪ .4‬أم ‪ ،‬أب ‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫‪ .5‬أم ‪ ،‬جد ‪ ،‬ابن ‪.‬‬

‫‪ .6‬زوج ‪ ،‬ابن ‪.‬‬

‫‪ .7‬زوجة ‪ ،‬أخ ش ‪.‬‬

‫‪.8‬زوجة ‪ ،‬بنت ابن ‪ ،‬ابن أخ ش ‪.‬‬

‫‪155‬‬


‫‪ .9‬أم ‪ ،‬أخ ألم ‪ ،‬أخ ألب ‪.‬‬

‫‪ .10‬أم ‪ ،‬زوج ‪ ،‬أب ‪.‬‬

‫‪ .11‬أب ‪ ،‬ابن ‪.‬‬

‫‪ .12‬خمس بنات ‪ ،‬ابن ‪ ،‬جدة ‪ ،‬أب ‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫‪ .13‬أب ‪ ،‬بنت ‪.‬‬

‫‪ .14‬أختان ألب ‪ ،‬زوجتان ‪ ،‬عم ش ‪.‬‬

‫‪ .15‬زوجة ‪ ،‬بنتا ابن ‪ ،‬ابن ابن ابن ‪.‬‬

‫‪157‬‬


‫التقويم‬ ‫س‪ -1‬للزوج حالتان في امليراث ما هما ؟ وما شروط كل حالة منهما ؟‬ ‫س‪ -2‬للزوجة حالتان في امليراث ما هما ؟ وما شروط كل حالة منهما ؟‬ ‫س‪ -3‬متى يرث األب السدس ؟‬ ‫س‪ -4‬متى ترث األم الثلث ؟‬ ‫س‪ -5‬ما املسألتان العمريتان ؟ وملاذا سميتا بهذا االسم ؟‬ ‫س‪ -6‬ما ضابط كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اجلد الوارث ‪ .‬ب‪ -‬اجلدة الوارثة ‪ .‬ج‪ -‬اجلدة غير الوارثة ‪.‬‬ ‫س‪ -7‬للبنت فأكثر ثالث حاالت في امليراث‪ ،‬اذكرها ‪.‬‬ ‫س‪ -8‬ما شروط كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إرث البنت النصف‪ .‬ب‪ -‬إ رث بنات االبن الثلثني‪ .‬ج‪ -‬إرث األخت‬ ‫ألب الثلثني‪.‬‬ ‫س‪ -9‬بني احلكم فيما يلي‪:‬‬ ‫إذا وجد مع بنت االبن بنت أو أكثر من بنت‪.‬‬ ‫‪ -1‬‬ ‫إذا وجد مع أوالد األم فرع وارث‪.‬‬ ‫‪ -2‬‬ ‫إذا وجد مع األخت الشقيقة أصل وارث‪.‬‬ ‫‪ -3‬‬ ‫إذا وجد مع األخت ألب أخت شقيقة فأكثر‪.‬‬ ‫‪ -4‬‬ ‫س‪ -10‬متى ترث بنت االبن بالتعصيب؟‬ ‫س‪ -11‬ما املراد بولد األم؟ وما شروط إرثه السدس؟‬ ‫س‪-12‬اذكر حاالت األخت الشقيقة فأكثر في امليراث ‪.‬‬ ‫س‪ -13‬متى تكون األخت الشقيقة عصبة مع الغير؟‬

‫‪158‬‬


‫الوحدة‬ ‫التاسعة‬ ‫الحجب‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبين المراد بالحجب‪.‬‬ ‫‪ .2‬تذكر أقسام الحجب‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعدد أهم قواعد حجب الحرمان‪.‬‬ ‫‪ .4‬تدرك أهمية معرفة أحكام الحجب في قسمة اإلرث ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تتمكن من القسمة األولية للمسائل المتضمنة للحجب‪.‬‬


‫الحجب‬

‫تعريفه‬ ‫احلجب في اللغة‪ :‬املنع‪ ،‬ومنه سمي البواب حاجب ًا ألنه مينع من الدخول‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬منع من قام به سبب اإلرث من اإلرث كله أو بعضه‪.‬‬

‫فكر‬ ‫أي العبارات التالية تطابق معنى احلجب ؟‬ ‫‪ -1‬عدم حصول شخص ما من إرث من أحد املوتى ‪.‬‬

‫( )‬ ‫)‬

‫ ‬ ‫‪ -2‬منع الوارث من حقه كله أو بعضه‪.‬‬

‫(‬

‫‪ -3‬منع شخص ما من اإلرث من أحد املوتى ‪ .‬‬

‫( )‬

‫أقسام احلجب‬ ‫احلجب قسمان‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬احلجب بالوصف‬ ‫وهو منع من قام به سبب اإلرث من إرثه بالكلية؛ لوجود مانع من موانع اإلرث الثالثة ‪(:‬الرق والقتل واختالف‬ ‫الدين)‪.‬‬ ‫وهذا القسم ميكن أن يدخل على جميع الورثة‪ ،‬واحملجوب بوصف وجوده كعدمه‪ ،‬فال يرث وال يحجب غيره من‬ ‫اإلرث‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫مثال‪:‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وابن قاتل وعم‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪،‬‬ ‫واالبن محجوب بالوصف‪.‬‬ ‫زوجة‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن قاتل‬ ‫عم‬

‫ب‬

‫فكر‬ ‫مثِّلْ مبثال من عندك على احلجب بالوصف‪:‬‬ ‫توفي شخص عن‪............................................................... :‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬احلجب بالشخص‬ ‫وهو احلجب الذي يكون بسبب شخص ال ملانع في الوارث‪.‬‬ ‫وهو نوعان‪:‬‬ ‫النوع األول‪ :‬حجب احلرمان‬ ‫وهو منع من قام به سبب اإلرث من اإلرث بالكلية بسبب شخص‪.‬‬ ‫وجميع الورثة ميكن أن ُيحجبوا حجب ِح ْر َمان ما عدا ستة‪ :‬األب واألم‪ ،‬واالبن والبنت والزوج والزوجة‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫مثال‪:‬‬ ‫توفي شخص عن أم و ابن وعم‪ ،‬فلألم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيبا‪ ،‬والعم‬ ‫محجوب حجب ِح ْر َمان باالبن‪.‬‬ ‫أم‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫ابن‬

‫ب‬

‫عم‬

‫فكر‬ ‫مثِّلْ مبثال من عندك على حجب الحرمان‪:‬‬ ‫توفي شخص عن‪............................................................... :‬‬

‫قواعد في حجب احلرمان‬ ‫القاعدة األولى‪ :‬جميع احلواشي ُيحجبون باألصول الذكور والفروع الذكور‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫فكر‬ ‫أ‪ -‬مثِّلْ مبثال من عندك على أحد احلواشي محجوب حجب حرمان بأصل وارث ذكر‪:‬‬ ‫توفي شخص عن‪............................................................... :‬‬

‫فكر‬ ‫ب‪ -‬مثِّلْ مبثال من عندك على أحد احلواشي محجوب حجب حرمان بفرع وارث ذكر‪:‬‬ ‫توفي شخص عن‪............................................................... :‬‬

‫القاعدة الثانية‪:‬كل من أدلى بواسطة حجبته تلك الواسطة؛ فابن االبن وبنت االبن يحجبان باالبن‪ ،‬واجلد‬ ‫يحجب باألب‪.‬‬

‫ويستثنى من ذلك صنفان‪:‬‬ ‫‪ .1‬اإلخوة ألم يرثون مع من أدلوا به وهي األم‪.‬‬ ‫‪ .2‬اجلدة أم األب ترث مع من أدلت به وهو األب‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫القاعدة الثالثة‪ :‬األصول ال يحجبهم إال أصول‪ ،‬والفروع ال يحجبهم إال فروع‪ ،‬واحلواشي يحجبهم أصول وفروع‬ ‫وحواش‪.‬‬ ‫وفيما يلي بيان أحوال الورثة مع حجب احلرمان‪:‬‬

‫أو ًال العصبات‬ ‫الرقم‬ ‫‪2-1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫األب‬

‫حاله من حيث احلجب ومن يحجبه‬

‫األب واالبن‬

‫َيحجبان وال ُيحجبان‬

‫ابن االبن‬

‫ُيحجب باالبن وابن االبن األقرب‪ ،‬ويحجب من بعده عدا‬ ‫اجلد‬ ‫يحجب باألب واجلد األقرب‪ ،‬ويحجب من بعده‪.‬‬

‫اجلد‬

‫‪6-5‬‬

‫األخ الشقيق واألخت‬ ‫الشقيقة العاصبة بالغير أو‬ ‫مع الغير‬

‫يحجبان مبن سبقهما و َيحجبان من بعدهما‬

‫‪8-7‬‬

‫األخ ألب واألخت ألب‬ ‫العاصبة بالغير أو مع الغير‬

‫يحجبان مبن سبقهما و َيحجبان من بعدهما‬

‫‪9‬‬

‫ابن األخ الشقيق‬

‫يحجب مبن سبقه ويحجب من بعده‬

‫‪10‬‬

‫ابن األخ األب‬

‫يحجب مبن سبقه ويحجب من بعده‬

‫‪11‬‬

‫العم الشقيق‬

‫يحجب مبن سبقه ويحجب من بعده‬

‫‪12‬‬

‫العم ألب‬

‫يحجب مبن سبقه ويحجب من بعده‬

‫‪13‬‬

‫ابن العم الشقيق‬

‫يحجب مبن سبقه ويحجب من بعده‬

‫‪14‬‬

‫ابن العم ألب‬

‫يحجب بجميع من تقدم‬

‫‪164‬‬


‫ثاني ًا أصحاب الفروض‬ ‫حاله من حيث احلجب ومن يحجبه‬

‫الرقم‬

‫األب‬

‫‪2-1‬‬

‫الزوجان‬

‫ال َيحجبان وال ُيحجبان‬

‫‪4-3‬‬

‫البنت واألم‬

‫َيحجبان وال ُيحجبان‬

‫‪4‬‬

‫بنت االبن‬

‫حتجب باالبن وبالبنتني فأكثر‬

‫‪5‬‬

‫اجلدة‬

‫حتجب باألم وباجلدة األقرب‬

‫‪6‬‬

‫األخت الشقيقة‬

‫حتجب باألصول والفروع الذكور‬

‫‪7‬‬

‫األخت ألب‬

‫حتجب باألصول الذكور والفروع الذكور وبالشقيقتني فأكثر‬

‫‪8‬‬

‫األخ واألخت ألم‬

‫يحجبان باألصول الذكور وبجميع الفروع‬

‫النوع الثاني‪ :‬حجب النقصان‬ ‫وهو منع الوارث من أوفر حظيه‪.‬‬ ‫وهذا النوع ميكن أن يدخل على جميع الورثة‪.‬‬ ‫وهو قسمان‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬حجب نقصان سببه االنتقال‪ ،‬وله أربع صور‪:‬‬ ‫‪ -1‬انتقال من فرض إلى فرض أقل منه‪ ،‬كانتقال الزوج من النصف إلى الربع في حال وجود الفرع الوارث‪.‬‬ ‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫‪ -2‬انتقال من فرض إلى تعصيب أقل منه‪ ،‬كانتقال البنت من النصف إلى التعصيب بالغير في حال وجود االبن‪.‬‬ ‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬

‫‪165‬‬


‫‪ -3‬انتقال من تعصيب إلى فرض أقل منه‪ ،‬كانتقال األب من التعصيب إلى السدس في حال وجود االبن‪.‬‬ ‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫‪ -4‬انتقال من تعصيب إلى تعصيب أقل منه‪ ،‬كانتقال األخت الشقيقة من التعصيب مع الغير إلى التعصيب بالغير‬ ‫في حال وجود األخ الشقيق(‪.)1‬‬ ‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬حجب نقصان سببه االزدحام‪ ،‬وله ثالث صور‪:‬‬ ‫‪ -1‬ازدحام في فرض‪ ،‬كازدحام الزوجات في الربع واجلدات في السدس‪.‬‬ ‫‪ -2‬ازدحام في تعصيب‪ ،‬كازدحام األبناء فيما يتبقى بعد الفروض‪.‬‬ ‫‪ -3‬ازدحام في َعول‪ ،‬وسيأتي بيانه مبشيئة اهلل تعالى‪.‬‬

‫فائدة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عرفت أحكام احلجب؛ وذلك ألن شروط اإلرث تبني‬ ‫وشروط إرثهم في كل حالة فقد‬ ‫ضبطت أحوال الورثة‬ ‫إذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احلاالت التي يرث فيها الوارث والتي ال يرث فيها‪ ،‬كما إنها تبني متى يرث األكثر ومتى يرث األقل‪ ،‬وهذه هي حقيقة‬ ‫احلجب؛ إما حجب حرمان أو حجب نقصان‪ ،‬وما دراسة موضوع احلجب استقالال إال محاولة لضبط قواعد احلجب‬ ‫وتيسير لفهمه‪.‬‬

‫(‪ )1‬إيضاح ذلك‪ :‬لو توفي شخص عن بنت وأخت شقيقة‪ ،‬فللبنت النصف فرض ًا وللشقيقة الباقي تعصيب ًا مع الغير والباقي هنا هو نصف‬ ‫التركة‪ ،‬فلو كان معها أخ شقيق فإنها ترث معه الباقي تعصيب ًا بالغير فينقص حظها من التركة إلى ما يعادل السدس‪.‬‬

‫‪166‬‬


‫نشاط‬ ‫مثل على كل مما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬أم ترث الثلث ‪.‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫أم حجبت من الثلث إلى السدس‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ما نوع هذا احلجب؟‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫‪ -2‬أخت ألب ترث النصف‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫أخت ألب حجبت من النصف إلى السدس‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ما نوع هذا احلجب؟‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫‪ -3‬ابن يرث جميع املال‪.‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ابن ال يرث شيئا‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ما نوع هذا احلجب؟‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫‪ -4‬جد يرث جميع املال‪.‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫جد ال يرث شيئا‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ما نوع هذا احلجب؟‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫‪ -5‬ازدحام في فرض‪.‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫‪ -6‬ازدحام في تعصيب‪.‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬

‫‪167‬‬


‫التقويم‬ ‫س‪ 1‬ـ اكتب تعريفا للحجب بصيغة أخرى حسب فهمك ‪.‬‬ ‫س‪ 2‬ـ اذكر أقسام احلجب‪ ،‬وعرف كل قسم ‪.‬‬ ‫س‪ 3‬ـ أجب بوضع عالمة (√) أو( ‪) x‬أمام العبارات التالية‪ ،‬مع تصحيح اخلطأ‪:‬‬ ‫ ‬

‫( )‬

‫ ‬

‫أـ احملجوب بوصف قد يحجب غيره من الورثة ‪ .‬‬

‫ ‬

‫ب ـ احملجوب بشخص قد يحجب غيره حجب حرمان ‪ .‬‬

‫( )‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫جـ اجلدة أم األب ترث مع وجود األب ‪.‬‬

‫( )‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫دـ حجب احلرمان يرد على جميع الورثة ‪.‬‬

‫( )‬

‫ ‬

‫هـ ـ ال يرث ابن األخ ألب مع وجود ابن األخ الشقيق ‪ .‬‬

‫( )‬

‫س‪ 4‬ـ ينقسم حجب النقصان إلى قسمني‪ ،‬اذكرهما مع التمثيل لكل قسم‬ ‫مبثال واحد ‪.‬‬

‫‪168‬‬


‫الوحدة‬ ‫العاشرة‬ ‫وحدة تأصيل المسائل‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تبين المراد بالتأصيل‪.‬‬ ‫‪ – 2‬تعرف كيفية تأصيل المسائل ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تذكر أصول المسائل وأقسام مسائل الورثة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تتمكن من حل المسائل ح ً‬ ‫ال سليمًا‪.‬‬


‫التأصيل‬ ‫تعريفه‬ ‫هو حتصيل أقل عدد يخرج منه فرض املسألة أو فروضها بال كسر‪.‬‬ ‫وفائدة التأصيل تسهيل الوصول إلى قسمة التركة على الوجه الصحيح‪.‬‬

‫كيفية التأصيل‬ ‫ال تخلو املسألة التي يراد قسمتها من ثالث حاالت‪:‬‬ ‫احلال األولى‪ :‬أال يكون في املسألة فروض‬ ‫أي أن جميع الورثة عصبة‪ ،‬فأصل املسألة من عدد رؤوسهم بجعل الذكر عن أنثيني‪.‬‬

‫األمثـلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن ثالثة أبناء‪ ،‬فأصل املسألة من ثالثة‪ ،‬لكل واحد‪ :‬واحد‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫إبن‬

‫‪1‬‬

‫إبن‬

‫‪1‬‬

‫إبن‬

‫‪1‬‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أخوين ألب وثالث أخوات ألب‪ ،‬فاملسألة من سبعة‪ ،‬للذكر اثنان ولألنثى‬ ‫واحد‪ .‬‬

‫‪170‬‬


‫‪7‬‬ ‫أخ األب‬

‫‪2‬‬

‫أخ األب‬

‫‪2‬‬

‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬

‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬

‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫توفي شخص عن‪............................................................. :‬‬

‫احلال الثانية‪ :‬أن يكون في املسألة فرض واحد‬ ‫فأصل املسألة هو مقام ذلك الفرض‪.‬‬

‫األمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وابن‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيباً‪ ،‬وأصل‬ ‫املسألة من ثمانية‪.‬‬

‫‪171‬‬


‫‪8‬‬

‫زوجة‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫إبن‬

‫ب‬

‫‪7‬‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن جدة وأخ شقيق‪ ،‬فللجدة السدس لعدم األم‪ ،‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيباً‪ ،‬واملسألة‬ ‫من ستة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫جدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫أخ ش‬

‫ب‬

‫‪5‬‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫توفي شخص عن‪............................................................. :‬‬

‫احلال الثالثة‪ :‬أن يكون في املسألة أكثر من فرض‬ ‫عدد يقبل القسمة على مقامات الفروض بال كسر‪.‬‬ ‫فأصل املسألة هو أقل ٍ‬ ‫وميكن استخراج هذا الرقم بإحدى طريقتني‪:‬‬ ‫‪172‬‬


‫الطريقة األولى‪ :‬بإيجاد املضاعف املشترك األصغر ملقامات الفروض‪ ،‬وذلك بتحليل هذه املقامات إلى عواملها‬ ‫األولية‪ ،‬ثم ضرب هذه العوامل في بعضها‪.‬‬

‫األمثـلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وأم وابن‪ ،‬فللزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألم السدس لوجود الفرع‬ ‫الوارث‪ ،‬ولالبن الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫فلمعرفة أصل املسألة نحلل مقامي الثمن والسدس أي (‪ )6‬و (‪ )8‬إلى عواملهما األولية‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫ثم نضرب هذه العوامل ببعضها واحلاصل هو املضاعف املشترك األصغر‪ ،‬وهو أصل املسألة‪:‬‬ ‫‪24=3×2×2×2‬‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫إبن‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫‪24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪173‬‬


‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وجدة وبنت وأخ شقيق‪ ،‬فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنت النصف‬ ‫لعدم املعصب واملشارك‪ ،‬وللجدة السدس لعدم األم‪ ،‬ولألخ الشقيق الباقي تعصيباً‪.‬‬ ‫فإليجاد أصل املسألة بطريقة املضاعف املشترك األصغر نحلل مقامات الفروض على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫أصل املسألة= ‪12 =3×2×2‬‬ ‫‪12‬‬

‫جدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫أخ ش‬

‫ب‬

‫‪1‬‬

‫زوج‬ ‫بنت‬

‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬بالنظر بني مقامات الفروض بالنسب األربع‪ ،‬وما يحصل هو أصل املسألة‪.‬‬ ‫والنسب األربع هي‪ :‬املماثلة واملداخلة واملوافقة واملباينة‪:‬‬ ‫‪ -1‬فاملماثلة‪ :‬أن يتساوى العددان في املقدار‪ ،‬مثل‪ 6 ( :‬و ‪ )6‬فيؤخذ أحدهما‪.‬‬ ‫‪ -2‬واملداخلة‪ :‬أن يقبل أحدهما القسمة على اآلخر بال كسر‪ ،‬مثل‪ 4 (:‬و ‪ )8‬فيؤخذ األكبر‪.‬‬ ‫‪ -3‬واملوافقة‪:‬أن يكون بني العددين قواسم مشتركة غير الواحد وال ينقسم أكبرهما على أصغرهما إال بكسر‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫( ‪ 6‬و ‪ ) 8‬فيضرب كامل أحدهما ب َوفق اآلخر‪ ،‬والوفق‪ :‬حاصل قسمة أحد العددين على القاسم املشترك بينهما‪.‬‬ ‫‪174‬‬


‫‪ -4‬واملباينة‪:‬‬ ‫أال يكون بني العددين قواسم مشتركة غير الواحد‪ ،‬مثل‪ 2( :‬و‪ ،)3‬فيضرب أحدهما باآلخر‪.‬‬

‫أمثلة‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن أم وأب وابن‪ ،‬فلألم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألب السدس لوجود الفرع‬ ‫الوارث الذكر‪ ،‬ولالبن الباقي‪ .‬ومقام كل من فرض األم وفرض األب ‪ ،6‬فبينهما متاثل‪ ،‬فنأخذ أحدهما‬ ‫ال للمسألة‪.‬‬ ‫فنجعله أص ً‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫أم‬ ‫أب‬ ‫ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أخت ألم وأختني ألب وعم‪ ،‬فلألخت لألم السدس لعدم الفرع واألصل الذكر‬ ‫وعدم املشارك‪ ،‬ولألختني ألب الثلثان لعدم املعصب والفرع واألصل الذكر واألشقاء والشقائق ووجود‬ ‫املشارك‪ ،‬وللعم الباقي تعصيباً‪ .‬وبني مقام فرض األخت ألم (‪ )6‬ومقام فرض األختني ألب (‪)3‬‬ ‫تداخل فنأخذ األكبر منهما وهو (‪.)6‬‬

‫أخت ألم‬ ‫أختان األب‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪175‬‬


‫مثال (‪:)3‬‬ ‫توفي شخص عن زوجة وجدة وابن عم‪ ،‬فللزوجة الربع لعدم الفرع الوارث‪ ،‬وللجدة السدس لعدم األم‪،‬‬ ‫والبن العم الباقي تعصيباً‪ ،‬وبني مقام فرض الزوجة (‪ )4‬ومقام فرض اجلدة (‪ )6‬توافق فكالهما يقبل‬ ‫القسمة على (‪ )2‬فنقسم أحدهما عليه‪ ، 3= 2 ÷ 6 :‬فالثالثة هي وفق الستة‪ ،‬فنضربها بكامل العدد‬ ‫اآلخر‪ 12 = 4 × 3 :‬فيكون أصل املسألة من ‪.12‬‬

‫زوجة‬ ‫جدة‬ ‫ابن العم‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬

‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬

‫مثال (‪:)4‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأخوين ألم وأخ ألب‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث ولألخوين ألم‬ ‫الثلث لعدم الفرع واألصل الذكر ووجود املشارك‪ ،‬ولألخ ألب الباقي تعصيباً‪ ،‬وبني مقام فرض‬ ‫الزوج (‪ )2‬وفرض األخوين ألم (‪ )3‬تباين‪ ،‬فنضرب أحدهما باآلخر‪ ، 6 = 3 ×2 :‬فيكون أصل‬ ‫املسألة من (‪.)6‬‬

‫أخوان ألم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫أخ الب‬

‫ب‬

‫‪1‬‬

‫زوج‬

‫‪176‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬


‫فائدة‪:‬‬ ‫األصول املتفق عليها عند أهل الفرائض سبعة‪ ،‬هي‪.24 ، 12 ، 8 ، 6 ، 4 ، 3 ، 2 :‬‬

‫أقسام املسائل من حيث العدل والنقص والعول‬ ‫‪ -1‬املسألة العادلة‪ :‬وهي التي ساوت سهام فروضها أصل املسألة‪.‬‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫توفي شخص عن أم وأخت شقيقة وأخت ألب وأخ ألم‪ ،‬فلألم السدس لوجود اجلمع من اإلخوة‪،‬‬ ‫ولألخت الشقيقة النصف لعدم املعصب واملشارك والفرع واألصل الذكر‪ ،‬ولألخت ألب السدس‬ ‫تكملة الثلثني ولألخ ألم السدس لعدم الفرع واألصل الذكر وعدم املشارك‪ ،‬وأصل املسألة من (‪.)6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أم‬ ‫أخت ش‬ ‫أخت ألب‬ ‫أخ ألم‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫فيلحظ هنا أن مجموع سهام الفروض يساوي أصل املسألة‪ ،‬فاملسألة إذاً عادلة‪.‬‬ ‫تدريب‬ ‫اقسم املسألة التالية‪ :‬توفي شخص عن‪ :‬زوج وأخت شقيقة ‪.‬‬ ‫ماذا تالحظ؟ ‪.........................................................................‬‬

‫‪177‬‬


‫‪ -2‬املسألة الناقصة‪ :‬وهي التي نقصت سهام فروضها عن أصل املسألة‪.‬‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأم وعم‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألم الثلث لعدم الفرع الوارث‬ ‫واجلمع من اإلخوة وليست من املسألتني العمريتني‪ ،‬وللعم الباقي تعصيبا‪ ،‬وأصل املسألة من (‪.)6‬‬

‫زوج‬ ‫أم‬ ‫عم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجموع سهام أصحاب الفروض‪ 5 = 2 + 3 :‬وهو أقل من أصل املسألة‪ ،‬فاملسألة إذاً ناقصة‪.‬‬ ‫تدريب‬ ‫اقسم املسألة التالية‪ :‬توفي شخص عن‪ :‬زوجة وأخ ألم وأخ شقيق‪.‬‬

‫ماذا تالحظ؟ ‪. ........................................................................‬‬

‫‪ -3‬املسألة العائلة‪ :‬هي التي زادت سهام فروضها عن أصل املسألة‪.‬‬

‫‪178‬‬


‫مثال‪:‬‬ ‫توفيت امرأة عن زوج وأختني شقيقتني‪ ،‬فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث‪ ،‬ولألختني الشقيقتني‬ ‫الثلثان لعدم املعصب والفرع واألصل الذكر ووجود املشارك‪ ،‬وأصل املسألة من (‪.)6‬‬ ‫‪7/6‬‬ ‫زوج‬ ‫أختان ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫مجموع سهام أصحاب الفروض‪ ، 7 = 4 + 3 :‬وهو أكثر من أصل املسألة‪ ،‬فاملسألة إذاً عائلة‪.‬‬

‫تدريب‬ ‫اقسم املسألة التالية‪ :‬توفي شخص عن‪ :‬أم وأخوان ألم وأختان شقيقتان‪.‬‬

‫ماذا تالحظ؟ ‪.........................................................................‬‬

‫‪179‬‬


‫التقويم‬ ‫س‪ 1‬ـ ما املراد بالتأصيل؟‬ ‫س‪ 2‬ـ ما فائدة التأصيل؟‬ ‫س‪ 3‬ـ بني كيفية تأصيل مسائل الورثة في احلاالت التالية‪ ،‬مع التمثيل‪:‬‬ ‫أ ـ إذا كان الورثة كلهم عصبة ‪.‬‬ ‫ب ـ إذا لم يكن في املسألة إال فرض واحد ‪.‬‬ ‫س‪ 4‬ـ من طرق تأصيل املسائل‪ ،‬التأصيل باستعمال النسب األربع‪ ،‬بني ما‬ ‫يلي ‪:‬‬ ‫أ ـ املراد باملماثلة‪ ،‬وكيفية التأصيل إذا كان بني األعداد متاثل ‪.‬‬ ‫ب ـ املوافقة‪ ،‬وكيفية التأصيل إذا كان بني األعداد توافق ‪.‬‬ ‫س‪ 5‬ـ اذكر أصول املسائل ‪.‬‬ ‫س‪ 6‬ـ ما املراد باملسألة العادلة ؟ مع التمثيل ‪.‬‬

‫‪180‬‬


‫الوحدة‬ ‫الحادية عشر‬ ‫العول والرد‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبين المراد بالعول‪.‬‬ ‫‪ .2‬تذكر أقسام األصول من حيث العول وعدمه ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تحل المسائل العائلة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬تمثل ألنواع األصول العائلة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬تبين حقيقة الرد ‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعدد شروط الرد‪.‬‬ ‫‪ .7‬تعين من يرد عليهم‪.‬‬ ‫‪ .8‬توضح صفة العمل في مسائل الرد‪.‬‬ ‫‪ .9‬تحل مسائل الرد ح ً‬ ‫ال سليمًا‪.‬‬


‫العول‬ ‫تعريفه‬ ‫معان منها‪ :‬الزيادة واالرتفاع‪.‬‬ ‫العول في اللغة يطلق على ٍ‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬زيادة فروض املسألة على أصلها‪.‬‬ ‫واملسألة العائلة تنقص فيها أنصبة الورثة بقدر نسبة زيادة السهام على األصل‪.‬‬

‫أول فريضة عالت‬ ‫أول فريضة عالت‪ :‬زوج وأختان ألب‪ ،‬وذلك في زمن عمر –رضي اهلل عنه‪ -‬فاستشار الصحابة فيها فأشاروا عليه‬ ‫بالعول‪.‬‬

‫أقسام األصول من حيث العول وعدمه‬ ‫أوالً‪ -‬األصول التي ال تعول‪ :‬وهي أربعة‪.8 ،4 ،3 ، 2 :‬‬ ‫ثانياً‪ -‬األصول التي تعول‪ :‬وهي ثالثة‪.24 ، 12 ، 6 :‬‬ ‫نهاية عول األصول العائلة‬

‫أو ًال األصل (‪:)6‬‬ ‫ويعول أربع مرات‪ ،‬فيعول إلى (‪ )7‬و(‪ )8‬و(‪ )9‬و(‪.)10‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)7‬‬ ‫ ‬ ‫زوج‬ ‫أختان ألب‬

‫‪182‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7/6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬


‫مثال عوله إلى (‪)8‬‬ ‫ ‬

‫زوج‬ ‫أم‬ ‫أخت ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8/6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)9‬‬ ‫زوج‬ ‫أختان ش‬ ‫أخوان ألم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9/6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)10‬‬ ‫ ‬ ‫زوج‬ ‫أم‬ ‫أختان ألب‬ ‫أختان ألم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10/6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪183‬‬


‫ثاني ًا األصل (‪:)12‬‬ ‫ويعول ثالث مرات‪ ،‬فيعول إلى (‪ )13‬و (‪ )15‬و (‪.)17‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)13‬‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫أختان ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13/12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)15‬‬ ‫ ‬

‫زوجة‬ ‫أختان ش‬ ‫أختان ألم‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15/12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)17‬‬ ‫ ‬ ‫زوجة‬ ‫أم‬ ‫أختان ش‬ ‫أختان ألم‬

‫‪184‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17/12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬


‫ثالثا األصل (‪:)24‬‬ ‫ويعول مرة واحدة فقط إلى (‪.)27‬‬

‫مثال عوله إلى (‪)27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫زوجة‬

‫ ‬

‫‪27/24‬‬

‫بنت‬ ‫بنت ابن‬ ‫أم‬ ‫أب‬

‫‪3‬‬ ‫‪1٢‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫تدريب‬ ‫‪ -1‬تأمل املسألة التالية‪ :‬زوج وأخت شقيقة‪ ،‬واستنبط ما الذي ميكن إضافته إليهما من أصحاب الفروض لتعول‬ ‫املسألة إلى (‪.)7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫زوج‬ ‫أخت ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪185‬‬


‫‪ -2‬تأمل املسألة التالية‪:‬زوج وأم‪ ،‬واستنبط ما الذي ميكن إضافته إليهما من أصحاب الفروض لتعول املسألة‬ ‫إلى (‪.)8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫زوج‬

‫ ‬

‫أم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬تأمل املسألة التالية‪ :‬زوج وأخت شقيقة وأختني ألم ‪ ،‬واستنبط ما الذي ميكن إضافته إليهم من أصحاب‬ ‫الفروض لتعول املسألة إلى ( ‪.)9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫زوج‬

‫ ‬

‫أخت ش‬ ‫أختني ألم‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -4‬تأمل املسألة التالية‪ :‬زوج وأخت شقيقة وأخت ألب‪ ،‬واستنبط ما الذي ميكن إضافته إليهم من أصحاب‬ ‫الفروض لتعول املسألة إلى (‪.)10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫زوج‬ ‫أخت ش‬ ‫أخت ألب‬

‫‪186‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -5‬تأمل املسألة التالية‪ ،‬ثم استنبط ما الذي ميكن إضافته إليهم من أصحاب الفروض لتعول املسألة إلى (‪)3‬‬

‫زوجة‬ ‫أختان ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -6‬تأمل املسألة التالية ‪ ،‬ثم استنبط ما الذي ميكن إضافته إليهم من أصحاب الفروض لتعول‬ ‫املسألة إلى (‪.)15‬‬ ‫زوجة‬ ‫أختان ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪-7‬تأمل املسألة التالية‪ ،‬ثم استنبط ما الذي ميكن إضافته إليهم من أصحاب الفروض لتعول املسألة‬ ‫إلى (‪.)17‬‬ ‫‪12‬‬ ‫زوجة‬ ‫أختان ش‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪187‬‬


‫ﺍﻟـ ﱠﺮ ﱡﺩ‬ ‫ﲤﻬﻴﺪ‬ ‫إذا ﻣﺎت ﺷﺨﺺ ﻓﻮزع اﻹرث ﻋﻠﻰ ورﺛﺘﻪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض‪ ،‬وﺑﻘﻲ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺷﻲء زاﺋﺪ ﻣﻦ اﻹرث‪ ،‬وﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻮرﺛﺔ ﻋﺎﺻﺐ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ اﻹرث؛ ﻓﻤﺎذا ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﺰاﺋﺪ؟ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺪرس إن ﺷﺎء‬ ‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬

‫اﻟﺮ ﱢد‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﱠ‬ ‫اﻟﺮدﱡ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬اﻹرﺟﺎع‪.‬‬ ‫ﱠ‬

‫وﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح‪ :‬إرﺟﺎع ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﻌﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻨﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺮد ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ زﻳﺎدة ﻓﻲ أﻧﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬

‫اﻟﺮ ﱢد‬ ‫ﺷﺮﻃﺎ ﱠ‬ ‫أﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮق اﻟﻔﺮوض اﻟﺘﺮﻛﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ إذا اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺷﻲء ﻳﺮد‪.‬‬ ‫وﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻼ رد‪.‬‬ ‫ﻋﺪم اﻟﻌﺎﺻﺐ؛ ﻷن اﻟﻌﺎﺻﺐ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺒﺎﻗﻲ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ُﻳ َﺮدﱡ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬

‫ﻳﺮد ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﺮوض ﻋﺪا اﻟﺰوﺟﲔ‪.‬‬

‫ﻧﺸﺎﻁ‬

‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﻌﻠﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ :‬ﺑﲔ ﳌﺎذا ﻻ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﲔ؟‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫∏∏‪±‬‬


‫الر ِّد‬ ‫حاالت َّ‬ ‫احلال األولى‪:‬أن يكون مع أهل الرد أحد الزوجني فيعطى اجلميع فروضهم‪ ،‬ثم ما يتبقى يرد على أصحاب الفروض‬ ‫غير الزوجني بقدر فروضهم(‪.)1‬‬ ‫احلال الثانية‪ :‬أال يكون مع أهل الرد أي من الزوجني‪ ،‬فينظر‪:‬‬

‫‪ -1‬فإن كان املوجود من أهل الرد شخص ًا واحد ًا فيأخذ املال كله فرض ًا ورداً‪.‬‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫توفي شخص عن بنت واحدة‪ ،‬فترث املال كله فرض ًا ورداً‪.‬‬

‫م ِثّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -2‬وإن كانوا أشخاص ًا من صنف واحد‪ ،‬فيتقاسمون املال بينهم بالتساوي ويجعل أصل املسألة‬ ‫من عدد رؤوسهم‪.‬‬ ‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن ثالث أخوات ألب‪ ،‬فاملسألة من ثالثة‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬

‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬

‫أخت ألب‬

‫‪1‬‬

‫ ‬ ‫(‪ )1‬وهذه احلال لها تفصيل لم يذكر اختصاراً‪.‬‬

‫‪189‬‬


‫‪4‬‬

‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن أربع بنات‪ ،‬فاملسألة من أربعة‪:‬‬ ‫ ‬

‫بنت‬

‫‪1‬‬

‫بنت‬

‫‪1‬‬

‫بنت‬

‫‪1‬‬

‫بنت‬

‫‪1‬‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -3‬وإن كانوا أشخاص ًا من أكثر من صنف‪ ،‬فتقسم املسألة‪ ،‬ثم تؤصل‪ ،‬ثم يجعل األصل هو‬ ‫مجموع رؤوسهم‪.‬‬

‫مثال (‪:)1‬‬ ‫توفي شخص عن أم وبنت ابن‪ ،‬فأصل املسألة من ستة وترد إلى أربعة‪.‬‬

‫أم‬ ‫بنت ابن‬

‫‪190‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4/6‬‬ ‫‪1‬‬

‫فرض ًا وردا‬

‫‪3‬‬

‫فرض ًا وردا‬


‫مثال (‪:)2‬‬ ‫توفي شخص عن بنت وبنت ابن‪ ،‬فاملسألة من ستة وترد إلى أربعة‪.‬‬ ‫ ‬

‫بنت‬ ‫بنت ابن‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4/6‬‬ ‫‪3‬‬

‫فرض ًا وردا‬

‫‪1‬‬

‫فرض ًا وردا‬

‫مثِّلْ مبثال من عندك‪:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫‪191‬‬


‫التقويم‬ ‫س‪ 1‬ـ ما املراد بالعول ؟‬ ‫س‪ 2‬ـ ما أثر العول على الورثة ؟‬ ‫س‪ -3‬ما األصول التي تعول ؟ وما نهاية عول كل أصل ؟ مع التمثيل لكل أصل‬ ‫عائل مبثال واحد‪.‬‬ ‫س‪ 4‬ـ ما املراد بالرد ؟‬ ‫س‪ -5‬ما سبب الرد ؟‬ ‫س‪-6‬ما أثر الرد على الورثة ؟‬ ‫س‪ 7‬ـ ما شروط الرد ؟‬ ‫س‪ -8‬من هم أهل الرد ؟‬ ‫س‪ 9‬ـ كيف تقسم مسائل أهل الرد‪ ،‬إذا كان املوجود منهم أكثر من صنف ؟‬ ‫مثــــل ملـــا تذكـــر ‪.‬‬

‫‪192‬‬



‫ثالثًا‪ :‬أصول‬ ‫الفقه‬


‫الوحدة‬ ‫الثانية عشرة‬ ‫مبادئ علم أصول الفقه‪ ،‬والحكم‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعرف المراد بأصول الفقه‪.‬‬ ‫‪ .2‬تدرك أن الشريعة اإلسالمية لها أصول تنطلق منها‪.‬‬ ‫‪ .3‬تدرك أهمية القواعد األصولية التي تضبط االستدالل بالنصوص الشرعية‪.‬‬ ‫‪ .4‬تعرف المصادر التي يستمد منها علم أصول الفقه‪.‬‬ ‫‪ .5‬تدرك أهمية علم أصول الفقه وفائدته‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعرف كيف كانت بداية علم األصول‪.‬‬ ‫‪ .7‬تميز بين علم أصول الفقه وغيره من العلوم‪.‬‬ ‫‪ .8‬تعرف أقسام األحكام التكليفية‪.‬‬ ‫‪ .9‬تعرف أقسام الواجب‪.‬‬


‫مبادئ علم األصول‬

‫فكر‬ ‫اقرأ هاتني اآليتني وتعرف على احلكم الشرعي الذي ميكنك استفادته منهما ‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫ ‬ ‫‪/1‬قال تعالى‪:‬‬

‫(‪)1‬‬

‫احلكم املستفاد من اآلية‪...........................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫كيف استفدت هذا احلكم من اآلية؟ ‪............... ...................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ ‬ ‫‪/2‬قال تعالى‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫احلكم املستفاد من اآلية‪...........................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫كيف استفدت هذا احلكم من اآلية؟ ‪.............. ...................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪43‬من سورة البقرة ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 33‬من سورة اإلسراء‪.‬‬ ‫‪196‬‬


‫ﻣﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺒﺎط ﻫﺬﻩ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺪ ﻣﻴﺰاﻧﺎ ﻟﻬﺬا‬ ‫اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط؟‬ ‫إن ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺬي ﺳﻮف ﻧﺪرﺳﻪ اﻵن إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻢ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﻳﻌﺮف ﻋﻠﻢ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻳﻦ ‪:‬‬ ‫اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻷول ‪ :‬ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻣﻔﺮداﺗﻪ ؛ ﻓﺘﻌﺮف ﻛﻠﻤﺔ أﺻﻮل ‪ ،‬وﻛﻠﻤﺔ اﻟﻔﻘﻪ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻﻄﻼح وﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼل ﺗﻌﺎرﻳﻔﻬﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻬﻤﺎ ‪.‬‬ ‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬اﻷﺻﻞ ﻣﻔﺮد وﺟﻤﻌﻪ أﺻﻮل ‪ ،‬واﻷﺻﻞ ‪ :‬ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ ‪ ،‬وﻣﻦ ذﻟﻚ أﺻﻞ اﳉﺪار ﻫﻮ‬ ‫أﺳﺎﺳﻪ ‪.‬‬ ‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح ‪ :‬ﻫﻮ اﻟﺪﻟﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗﻴﻞ أﺻﻞ اﳌﺴﺄﻟﺔ؛ أي دﻟﻴﻠﻬﺎ ‪ ،‬وأﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ أي أدﻟﺔ اﻟﻔﻘﻪ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻐﺔ ‪ :‬اﻟﻔﻬﻢ وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬

‫)‪(١‬‬

‫اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح ‪ :‬اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ أدﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺷﺮح اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬ ‫اﻷﺣﻜﺎم‬ ‫اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬ ‫اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ‬ ‫أدﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ‬

‫اﳌﺮاد ﺑﻬﺎ‬ ‫ﺟﻤﻊ ﺣﻜﻢ ‪ ،‬وﻫﻮ ‪ :‬إﺛﺒﺎت ﺷﻲء ﻟﺸﻲء أو ﻧﻔﻴﻪ ﻋﻨﻪ‬ ‫اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪.‬‬ ‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل اﳌﻜﻠﻔﲔ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺼﻼة واﻟﺰﻛﺎة ‪ ،‬ﻓﺘﺨﺮج ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬ ‫ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎد ﻛﺘﻮﺣﻴﺪ اﷲ ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح ‪.‬‬ ‫اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﻨﻈﺮ واﻻﺳﺘﺪﻻل‬ ‫اﳌﺮاد ﺑﻬﺎ اﻷدﻟﺔ اﳌﻘﺮوﻧﺔ ﲟﺴﺎﺋﻞ اﻟﻔﻘﻪ‬

‫)‪ (١‬اﻵﻳﺘﺎن ‪٢٨،٢٧‬ﻣﻦ ﺳﻮرة ﻃﻪ‪.‬‬

‫∑‪±π‬‬


‫االعتبار الثاني ‪ :‬يعرف أصول الفقه باعتباره مصطلحا ولقبا لهذا العلم ‪.‬‬ ‫فيقال في تعريفه ‪ :‬هو علم يبحث عن أدلة الفقه اإلجمالية وكيفية االستفادة منها وحال املستفيد ‪.‬‬

‫شرح التعريف‬ ‫الكلمة من التعريف‬

‫املراد بها‬

‫أدلة الفقه اإلجمالية‬

‫الكتاب والسنة واإلجماع والقياس‪ ،‬فال نبحث في أصول الفقه في‬ ‫األدلة التفصيلية التي ترشدنا إلى األحكام التفصيلية أو الفرعية ‪.‬‬

‫كيفية االستفادة منها‬

‫أي يتعرف طالب العلم على كيفية استفادته لألحكام من أدلتها‪،‬‬ ‫وذلك من خالل دراسته لعلم أصول الفقه ‪ ،‬فيعرف الناسخ‬ ‫واملنسوخ والعام واخلاص وغير ذلك ‪.‬‬

‫حال املستفيد‬

‫املستفيد هنا هو املجتهد ألنه يستفيد بنفسه األحكام من أدلتها‬ ‫لبلوغه مرتبة االجتهاد‬

‫موضوع علم أصول الفقه‬ ‫يبحث علم أصول الفقه في أربعة أمور هي‪:‬‬ ‫‪ .1‬احلكم‪ ،‬ويشمل مباحث األحكام التكليفية والوضعية‪.‬‬ ‫‪ .2‬الدليل‪ ،‬ويشمل جميع األدلة‪ ،‬كالقرآن‪ ،‬والسنة‪ ،‬واإلجماع‪ ،‬والقياس وغيرها‪.‬‬ ‫‪ .3‬االستدالل‪ ،‬ويشمل جميع مباحث األلفاظ كالعموم واخلصوص‪ ،‬واملطلق واملقيد‪ ،‬واملنطوق واملفهوم‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪ .4‬املُ ْس َت ِد ُّل‪ ،‬ويشمل مباحث االجتهاد والتقليد‪.‬‬

‫فائدة علم أصول الفقه‬ ‫الفائدة األساسية من دراسة علم األصول ‪:‬حتصيل القدرة التي يستطيع بها العالم والباحث استخراج األحكام‬ ‫الشرعية من أدلتها ‪ ،‬على أسس علمية سليمة ‪.‬‬ ‫كما إن دارس أصول الفقه يستفيد فوائد أخرى غير ما تقدم منها (‪:)1‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬علم أصول الفقه؛ للدكتور عبدالعزيز الربيعة ص‪ ،85‬وبعض الفوائد التفصيلية داخل في الفائدة العامة للعلم‪.‬‬

‫‪198‬‬


‫‪ -1‬القدرة على املوازنة والترجيح بني أقوال العلماء‪.‬‬ ‫‪ -2‬القدرة على معرفة اخلطأ من الصواب من استنباطات الناس وأخذهم من األدلة الشرعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬معرفة أسباب خالف العلماء مبعرفة أصولهم التي بنوا عليها أحكامهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬معرفة ما يصح االستدالل به وما ال يصح‪.‬‬ ‫‪ -5‬معرفة مراتب األدلة وما يقدم منها‪ ،‬وطرق اجلمع أو الترجيح بني األدلة التي ظاهرها التعارض‪.‬‬

‫نشاط‬

‫بعد معرفتك ملا سبق‪ :‬اكتب صياغة جديدة تعرف بها علم أصول الفقه حسب فهمك‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬

‫استمداد علم األصول‬ ‫علم أصول الفقه من أربعة أمور‪:‬‬ ‫ُي َس َت َم ُّد ُ‬

‫أو ًال‬

‫الكتاب والسنة‪:‬‬

‫وأحوال الصحابة والسلف الصالح في تلقيهما‪ ،‬فنحن حينما نقرر األدلة وطرق االستدالل بها‪ ،‬وغير ذلك؛ نحتج‬ ‫عليه بداللة الكتاب والسنة وأحوال الصحابة في التعامل معهما‪ ،‬وهذا هو أهم ما يستمد منه علم األصول‪.‬‬ ‫ثاني ًا علم التوحيد‪:‬‬ ‫وذلك لتوقف شرعية األدلة على معرفة اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬ومعرفة صدق الرسول [ فيما جاء به عن ربه عز‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫ثالث ًا األحكام الشرعية‪:‬‬ ‫وذلك من حيث تصورها في اجلملة ألن املقصود إثباتها أو نفيها كقولنا األمر للوجوب والنهي للتحرمي والصالة‬ ‫واجبة والربا حرام‪ ،‬فعلم أصول الفقه يبحث في أدلة األحكام الشرعية‪ ،‬فالبد من معرفة شيء منها؛ ألن املقصود إثبات‬ ‫احلكم الشرعي في املسألة أو نفيه عنها‪ ،‬وبذلك يستطيع األصولي أن يذكر أمثلة من واقع الفقه على ما يبحثه من‬ ‫مسائل أصولية‪.‬‬ ‫‪199‬‬


‫العربية‪:‬‬ ‫رابع ًا علم اللغة‬ ‫َّ‬ ‫والس َّنة جاءا بلغة عربية‪ ،‬فال تعرف داللتهما على األحكام إال مبعرفة اللغة العربية‪ ،‬فال يستطيع‬ ‫وذلك ألن الكتاب ُ‬ ‫األصولي أن يعرف ما يعرض لتلك األدلة من عموم وخصوص وإطالق وتقييد وغيرها‪ ،‬إال إذا عرف تلك املباحث في‬ ‫علم اللغة العربية‪.‬‬

‫نشأة علم أصول الفقه‬ ‫كانت أصول الفقه منثورة في كالم األئمة في الفقه والفتوى منذ عهد الصحابة ومن بعدهم‪ ،‬قال شيخ اإلسالم‬ ‫ابن تيمية‪ :‬إن الكالم في أصول الفقه وتقسيمها إلى الكتاب والسنة واإلجماع واجتهاد الرأى والكالم فى وجه داللة‬ ‫األدلة الشرعية على األحكام؛ أمر معروف من زمن أصحاب محمد [ والتابعني لهم بإحسان‪ ،‬و َمن بعدهم من أئمة‬ ‫(‪)1‬‬ ‫املسلمني‪ ،‬وهم كانوا أقعد بهذا الفن وغيره من فنون العلم الدينية ممن بعدهم‪.‬اهـ‬ ‫وبقي األمر على ذلك حتى قام اإلمام أبو عبداهلل محمد بن إدريس الشافعي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬بكتابة هذا العلم‬ ‫مستقال‪ ،‬وتقنينه على أقرب صورة إلى االستيعاب والكمال في كتابه (الرسالة)؛ الذي كتبه ملا طلب منه اإلمام‬ ‫عبدالرحمن بن مهدي أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن‪ ،‬ويجمع قبول األخبار‪ ،‬وحجة اإلجماع‪ ،‬وبيان الناسخ من‬ ‫املنسوخ؛ فوضع له الشافعي هذا الكتاب‪ ،‬ولم يسمه الشافعي الرسالة‪ ،‬وإمنا كان يقول‪ :‬كتابنا وكتابي والكتاب ونحو‬ ‫ذلك‪ ،‬ولكنه اشتهر عند العلماء بذلك ألنه أرسله البن مهدي‪ ،‬ثم أعاد الشافعي كتابة هذا الكتاب مرة أخرى بعد‬ ‫(‪)2‬‬ ‫رحيله إلى مصر‪.‬‬ ‫ومن بعد الشافعي رحمه اهلل تعالى كثرت الكتابة في علم األصول بطرق متنوعة‪ ،‬وتآليف مختلفة‪ ،‬ما بني منثور‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ًاّ‬ ‫مستقل له كيانه ومميزاته‪.‬‬ ‫ومنظوم‪ ،‬ومختصر ومبسوط؛ حتى صار ف ًّنا‬

‫(‪ )1‬مجموع الفتاوى ‪.401 / 20‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬مقدمة حتقيق الرسالة للشافعي؛ للعالمة أحمد شاكر ص‪.13-9‬‬ ‫(‪ )3‬لالستزادة ينظر‪ :‬علم أصول الفقه؛ للدكتور عبدالعزيز الربيعة ص ‪، 147-146‬وص‪ ،165‬و أصول الفقه احلد واملوضوع والغاية؛ للدكتور‬ ‫يعقوب الباحسني‪.‬‬ ‫‪200‬‬


‫نشاط‬ ‫وتع َّرف من خاللها على واحد من كتب أصول الفقه‪ ،‬ثم اكتب‬ ‫أ‪ -‬قم بزيارة إلحدى املكتبات َ‬ ‫تعريفا مختصرا به؛ متضمنا احملاور التالية‪:‬‬ ‫اسم الكتاب ‪ ......................................‬اسم املؤلف ‪...................‬‬ ‫أهم محتويات الكتاب وهي أبوابه األساسية التي تضمنت املوضوعات الرئيسة في علم األصول‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫فائد ٌة مختار ٌة من الكتاب حتب أن تعرضها على زمالئك‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬خلص ما يتعلق بنشأة علم أصول الفقه في األسطر التالية‪:‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬

‫‪201‬‬


‫الحكم الشرعي‬ ‫احلكم لغة ‪ :‬املنع ‪ ،‬ومنه سمي القاضي حاكم ًا ألنه مينع الظلم ‪.‬‬ ‫وفي اصطالح األصوليني ‪ :‬هو ما دل عليه خطاب الشرع املتعلق بأفعال املكلفني باالقتضاء أو التخيير أو الوضع‪.‬‬

‫شرح التعريف‬ ‫الكلمة من التعريف‬

‫املراد بها‬

‫خطاب الشرع‬

‫الكتاب والسنة‬

‫املتعلق بأفعال املكلفني‬

‫ال ‪ ،‬إيجادا أم ترك ًا ‪،‬‬ ‫سواء كانت قوال أم فع ً‬ ‫املتعلق بأعمالهم ً‬ ‫واملكلف ما من شأنه التكليف فيشمل الصغير واملجنون‬

‫باالقتضاء‬

‫طلب الفعل أو الترك سواء على سبيل اإللزام _ الواجب أو احملرم_ أو‬ ‫على سبيل األفضلية _ املستحب أو املكروه_ ‪.‬‬

‫التخيير‬

‫ما خير بني فعله وتركه وهو املباح‬

‫الوضع‬

‫ما وضعه الشارع من عالمات وأوصاف لنفوذ احلكم أو إلغائه ‪،‬‬ ‫كجعل الشارع دلوك الشمس سبب ًا لوجوب صالة الظهر ‪ ،‬والوضوء‬ ‫شرطا لصحة الصالة ‪ ،‬ونحوهما ‪.‬‬

‫أقسام ا ُحل ْكم الشرعي‬ ‫احلكم الشرعي ينقسم إلى قسمني هما ‪:‬‬ ‫‪ .2‬حكم وضعي ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .1‬حكم تكليفي ‪.‬‬

‫القسم األول ‪ :‬احلكم التكليفي‬

‫احلكم التكليفي‪ :‬هو ما دل عليه خطاب الشرع املتعلق بأفعال املكلفني باالقتضاء أو التخيير‪.‬‬ ‫طلبا فهذا يشمل طلب الفعل وطلب الترك‪.‬‬ ‫طلبا أو‬ ‫تخييرا‪ ،‬فإن كان ً‬ ‫فاخلطاب الشرعي إما أن يكون ً‬ ‫ً‬ ‫والطلب قد يكون جاز ًما أو غير جازم‪ ،‬فإن كان الطلب جاز ًما فهو الواجب‪ ،‬وإن كان غير جازم فهو املندوب‪ .‬وإن‬ ‫كان النهي جاز ًما فهو احملرم‪ ،‬وإن كان غير جازم فهو املكروه‪ ،‬ويبقى ما ال يتعلق به أمر أو نهي وهو املباح‪ ،‬فحاصل هذه‬ ‫األقسام خمسة‪ ،‬وبيانها فيما يلي إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪202‬‬


‫أقسام احلكم التكليفي‬ ‫أو ًال‬

‫الواجب‬

‫طلبا جاز ًما بحيث يتعلق الذم بتركه‪.‬‬ ‫وهو طلب الفعل ً‬

‫الصيغ الدالة على الوجوب‬ ‫ميكن التعرف على الواجب بالنظر في األدلة الشرعية من خالل عدة صيغ أهمها‪:‬‬ ‫الصيغة األولى‪ :‬األمر احلتمي بفعل األمر (افعل)‪ ،‬الذي لم يوجد ما يصرفه عن الوجوب؛ مثل‪ :‬وجوب الصالة الثابت بقوله‬ ‫للمكلف تركها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫(‪ ،)1‬فإن الشارع قد طلب فعلها من املكلفني طلب ًا جازماً‪ ،‬فال يجوز ُ‬ ‫الصيغة الثانية‪ :‬وصف الفعل بأنه قضاء من اهلل تعالى؛كما قال تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الوالدين الثابت بقوله تعالى‪:‬‬

‫(‪ ،)2‬ومثاله‪ :‬وجوب بر‬ ‫(‪.)3‬‬

‫أقسام الواجب‬ ‫ينقسم الواجب باعتبارات ثالثة‪:‬‬ ‫أو ًال باعتبار الوقت‪:‬‬ ‫ضيق‪.‬‬ ‫وينقسم إلى َّ‬ ‫موسع‪ ،‬و ُم َّ‬ ‫فاملوسع‪ :‬ما كان وقته متسع ًا له ولغيره من جنسه‪.‬‬ ‫مثل أوقات الصالة‪ ،‬فإن وقت الظهر مثالً‪ :‬يتسع لإلتيان بصالة الظهر‪ ،‬ويبقى وقت طويل ميكن لإلنسان أن يأتي‬ ‫فيه بأعمال أخرى‪.‬‬ ‫وأما املضيق‪ :‬فهو ما كان وقته ال يتسع لغيره من جنسه‪ .‬مثل‪ :‬صوم شهر رمضان الـذي أوجـبـه الـله تعالى‬ ‫(‪ ،)4‬فإن‬ ‫ ‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫شهر رمضان ال يتسع لغير صيامه‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫اآلية ‪43‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫اآلية ‪23‬من سورة اإلسراء‪.‬‬ ‫ا اآلية ‪ 36‬من سورة األحزاب‪.‬‬ ‫اآلية ‪183‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪203‬‬


‫ثاني ًا‬

‫باعتبار املكلف‬

‫فينقسم إلى‪ :‬واجب عيني‪ ،‬وواجب كفائي‪.‬‬ ‫فالواجب العيني‪ :‬ما ُط ِلب فع ُله من كل واحد من املُكلفني بعينه مثل‪:‬الصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬واحلج‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فيجب‬ ‫على كل فرد ُمكلف أن يأتي به‪.‬‬ ‫أما الكفائي فهو‪ :‬ما ُطلب فعله من املكلفني‪ ،‬بحيث لو قام به من يكفي سقط اإلثم عن الباقني‪ ،‬فإن لم يقم به‬ ‫أحد أثموا جميعاً‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬اجلهاد في سبيل اهلل‪ ،‬فإن ذلك واجب على األمة اإلسالمية؛ لنشر دين اهلل وحماية اإلسالم‪ ،‬وديار املسلمني‪ ،‬فإن‬ ‫قام به بعض األمة سقط اإلثم عن اآلخرين أما إذا تركوه أثموا جميع ًا إذا لم يوجد إال العدد الذي يقوم به‪ ،‬ألنه يتحول إلى‬ ‫واجب عيني‪ ،‬وكذلك تعليم الناس ‪ -‬مث ًال ‪ -‬أمور دينهم وإفتاؤهم فيما أشكل عليهم‪ ،‬والفصل بينهم في خصوماتهم‪،‬‬ ‫إذا لم يوجد إال نفر قليل ممن تتوفر فيهم الشروط‪ ،‬فإنه يجب عليهم أن يقوموا بهذه املهمة على سبيل التعيني‪.‬‬ ‫ثالث ًا‬

‫باعتبار املكلف به‬

‫ينقسم إلى قسمني‪:‬واجب ُمعني‪ ،‬وواجب ُمخير‪.‬‬ ‫فالواجب املُعني‪ :‬ما طلب الشارع من املكلف فعله بعينه‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬الصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصوم‪ ،‬فإن اهلل تعالى قد طلب من املكلف أن يأتي بهذه العبادات بعينها‪ ،‬وال يجوز أن‬ ‫يأتي ببدل عنها‪.‬‬ ‫والواجب املُخير‪ :‬هو ما طلب الشارع من املكلف أن يأتي بأمر من أمور معينة مثل‪ :‬خصال كفارة اليمني‪ ،‬فقد أوجب‬ ‫اهلل تعالى على من حنث في ميينه أن يكفر بخصلة من خصال ثالث‪ ،‬هي املذكورة في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫(‪ ،)1‬فقد ذكر اهلل تعالى في اآلية‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أن الواجب واحد من أمور ثالثة‪ :‬اإلطعام‪ ،‬أو الكسوة‪ ،‬أو العتق‪ ،‬فإذا أتى املكلف بواحد من هذه الثالثة فقد خرج من‬ ‫عهدة التكليف وبرئت ذمته‪.‬‬

‫نشاط‬

‫شكل من عندك‪.‬‬ ‫خلص ما يتعلق بأقسام الواجب في ٍ‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 89‬من سورة املائدة‪.‬‬

‫‪204‬‬


‫ثاني ًا املندوب‬ ‫طلبا غير جازم وال يتعلق الذم بتاركه‪.‬‬ ‫هو ما طلب الشارع فعله من املكلف ً‬

‫الصيغ الدالة على الندب‬

‫ميكن التعرف على املندوب بالنظر في األدلة الشرعية من خالل عدة صيغ أهمها‪ :‬أن يأمر الشارع بأمر ثم توجد‬ ‫قرينة تصرف هذا األمر من الوجوب إلى الندب‪ ،‬ولذلك أمثلة‪:‬‬

‫املثال األول‪:‬‬ ‫استحباب كتابة الديون املأمور بها في قوله تعالى‪ :‬‬ ‫(‪ ،)1‬فاألمر هنا للندب ال للوجوب‪ ،‬لوجود قرينة في اآلية التالية لهذه اآلية‬ ‫ ‬ ‫(‪ ،)2‬فهذه اآلية تفيد‬ ‫ ‬ ‫تدل على ذلك‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫أن الدائن له أن يثق مبدينه ويأمتنه من غير كتابة الدين عليه‪.‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬ ‫استحباب الوِ تر؛ املأمور به في قوله [ ‪« :‬يا أهل القرآن أوتروا فإن اهلل عز وجل وتر يحب الوتر»(‪)3‬؛فإن صالة‬ ‫الوتر مندوبة عند جماهير العلماء؛ ألن اهلل تعالى لم يوجب علينا في اليوم والليلة إال خمس صلوات‪.‬‬ ‫ثالث ًا‬

‫احملرم‬ ‫َّ‬

‫نهيا جاز ًما؛ بحيث يتعلق بفعله ذم‪.‬‬ ‫هو ما نهى الشارع عن فعله ً‬

‫الصيغ الدالة على التحرمي‬

‫ميكن التعرف على احملرم بالنظر في األدلة الشرعية من خالل عدة صيغ أهمها‪:‬‬ ‫الصيغة األولى‪ :‬النهي اجلازم من الشارع الذي لم تأت قرينة لتصرفه إلى الكراهية‪ ،‬مثل‪ :‬حترمي الزنا الثابت بقوله‬ ‫(‪ ،)4‬فهذا نهي جازم يدل على أن الزنا حرام‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪283‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪282‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه النسائي في قيام الليل وتطوع النهار‪ ،‬باب األمر بالوتر‪ ،‬رقم (‪ ،)1676‬والترمذي في أبواب الوتر ‪ ،‬باب ما جاء أن الوتر ليس‬ ‫بحتم‪ ،‬رقم (‪.)453‬‬ ‫(‪ )4‬اآلية ‪ 32‬من سورة اإلسراء‪.‬‬ ‫‪205‬‬


‫الصيغة الثانية‪ :‬ترتيب العقوبة الدنوية أو األخروية على فعله‪ ،‬مثل‪ :‬حترمي قذف احملصنات الثابت بقوله تعالى‪ :‬‬ ‫(‪ ،)1‬حيث رتب العقوبة على هذا الفعل؛‬ ‫ ‬ ‫فدل على أنه محرم‪.‬‬ ‫رابع ًا‬

‫املكروه‬

‫هو ما نهى الشارع عن فعله ال على وجه احلتم واإللزام‪.‬‬

‫الصيغ الدالة على الكراهة‬ ‫ميكن التعرف على املكروه بالنظر في األدلة الشرعية من خالل عدة صيغ أهمها‪ :‬أن ينهى الشارع عن أمر ثم توجد‬ ‫قرينة تصرف هذا النهي من التحرمي إلى الكراهية‪ ،‬ولذلك أمثلة‪:‬‬

‫املثال األول‪:‬‬ ‫كراهية السؤال عما لم ينزل حكمه‪ ،‬الوارد في قوله تعالى‪ :‬‬ ‫(‪)2‬؛ فإن هذا النهي للكراهة؛ ألنه اقترن بالنهي صارف عن التحرمي إلى‬ ‫ ‬ ‫الكراهة‪ ،‬وهو قوله تعالى في اآلية نفسها‪ :‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫املثال الثاني‪:‬‬ ‫كراهية الشرب الوارد في حديث أبي سعيد اخلدري ‪ -]-‬أن النبي [‪« :‬نهى عن الشرب‬ ‫قائماً»(‪ ،)3‬فهذا النهي محمول على الكراهة على الصحيح من أقوال العلماء؛ ألن النبي [ قد‬ ‫ني جواز الشرب قائم ًا بفعله [ ‪،‬كما قال ابن عباس رضي اهلل عنهما‪« :‬شرب النبي [ قائم ًا من‬ ‫ب َّ‬ ‫زمزم» (‪.)4‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫اآلية ‪ 4‬من سورة النور‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 101‬من سورة املائدة‪.‬‬ ‫رواه مسلم في كتاب األشربة‪ ،‬باب الشرب قائما‪ ،‬رقم (‪.)2025‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب األشربة‪ ،‬باب باب الشرب قائما‪ ،‬رقم (‪،)5617‬ومسلم في كتاب األشربة‪ ،‬باب في الشرب من زمزم قائما‪،‬‬ ‫رقم (‪.)2027‬‬ ‫‪206‬‬


‫خامس ًا املباح‬ ‫الشارع املكلف بني فعله وتركه‪ ،‬فال يتعلق بفعله أو تركه مدح وال ذم‪.‬‬ ‫خير‬ ‫ُ‬ ‫وهو ما َّ‬

‫الصيغ الدالة على اإلباحة‬

‫ميكن التعرف على املباح بالنظر في األدلة الشرعية من خالل عدة صيغ أهمها‪:‬‬ ‫الصيغة األولى‪ :‬لفظ احلل أو اإلباحة ونحوهما‪ ،‬مثل‪ :‬إباحة الطيبات الثابت بقوله تعالى‪:‬‬ ‫ ‬

‫(‪.)1‬‬

‫الصيغة الثانية‪ :‬نفي اجلناح أو احلرج عمن فعل الفعل‪ ،‬مثل‪ :‬إباحة التعريض بخطبة املرأة املعتدة الثابت بقوله‬ ‫ ‬ ‫تعالى‪:‬‬

‫(‪. )2‬‬

‫نشاط‬ ‫‪/1‬اقرأ سورة (النساء)‪ ،‬أو (النور)‪ ،‬واستخرج منها ثالثة أحكام تكليفية حسب الصيغ التي‬ ‫درستها دالة على األحكام التكليفية‪.‬‬ ‫السورة املختارة ‪...............................................................‬‬ ‫احلكم األول‪................................................................ :‬‬ ‫والدليل عليه قوله تعالى‪......................................................﴿ :‬‬ ‫‪(﴾............................................................‬رقم اآلية ‪)...‬‬ ‫احلكم الثاني‪............................................................... :‬‬ ‫والدليل عليه قوله تعالى‪......................................................﴿ :‬‬ ‫‪(﴾...........................................................‬رقم اآلية ‪)....‬‬ ‫احلكم الثالث‪............................................................... :‬‬ ‫والدليل عليه قوله تعالى‪......................................................﴿ :‬‬ ‫‪(﴾...........................................................‬رقم اآلية ‪)....‬‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪ 5‬من سورة املائدة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 235‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪207‬‬


‫‪/2‬بالرجوع إلى مصادر التعلم املختلفة اكتب املعنى اللغوي لكل واحد من األحكام التكليفية‬ ‫اخلمسة‪:‬‬ ‫الواجب لغة‪.................................................................. :‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫املندوب لغة‪................................................................ :‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫احلرام لغة‪.................................................................... :‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫املكروه لغة‪.................................................................. :‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫املباح لغة‪................................................................... :‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫خالصة الوحدة الثانية عشرة (مبادئ األصول واحلكم)‬ ‫كل املعلومات األصولية التي ندرسها ميكننا صياغتها على شكل قواعد مختصرة؛ هي في احلقيقة خالصة‬ ‫علم أصول الفقه؛ بالتعاون مع زميلك‪ :‬خلص أهم القواعد األصولية التي استفدتها في هذه الوحدة (‪:)1‬‬ ‫القاعدة األولى‪:‬األحكام الشرعية قسمان‪ :‬تكليفية ووضعية‪.‬‬ ‫القاعدة الثانية‪........................................................................ :‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة الثالثة‪.........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة اخلامسة‪........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬من بداية احلكم الشرعي؛ فال يدخل في ذلك ما يتعلق مببادئ علم األصول‪.‬‬ ‫‪208‬‬


‫القاعدة السادسة‪.......................................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫القاعدة السابعة‪.......................................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫القاعدة الثامنة‪........................................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫القاعدة التاسعة‪........................................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫القاعدة العاشرة‪.......................................................................:‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬

‫‪209‬‬


‫التقويم‬ ‫‪ /1‬عرف كال مما يلي بتعريف اصطالحي بأسلوبك اخلاص؛ مستفيدا من‬ ‫التعريف املُ َ‬ ‫عطى‪:‬‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫أ) أصول‪.‬‬

‫ب) الفقه‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ج) أصول الفقه‪.‬‬

‫د) الواجب‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫هـ) احلرام‪.‬‬

‫و)احلكم‪.‬‬

‫‪ /2‬ميكننا التمييز بني أصول الفقه وغيره من العلوم الشرعية األخرى وغيرها‪،‬‬ ‫كيف حتقق لنا ذلك من خالل دراستنا للتعريف االصطالحي لعلم األصول؟‬ ‫‪ /3‬قارن بني كل مما يلي من حيث‪:‬حقيقة كل منها‪ ،‬والثواب واإلثم‬ ‫وعدمهما‪ ،‬واملرتبة‪:‬‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫أ) الواجب واملندوب‪.‬‬

‫ب)احملرم‪ ،‬واملكروه‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ج) املباح‪ ،‬واملندوب‪.‬‬

‫د) احملرم والواجب‪.‬‬

‫‪ /4‬ينقسم الواجب بعدة اعتبارات؛ خلصها مع التمثيل عليها؛ مبا ال يتجاوز‬ ‫نصف صفحة‪.‬‬ ‫‪/5‬قارن بني الواجب الكفائي والواجب العيني بذكر أوجه الشبه واالختالف بينهما‪.‬‬ ‫‪/6‬علل ما يلي‪:‬‬ ‫ ‬

‫أ) تقسيم الواجب باعتبار الوقت إلى‪ :‬واجب مضيق وواجب موسع‪.‬‬

‫ ‬

‫ب) تقسيم الواجب باعتبار املكلف إلى‪ :‬واجب عيني وواجب كفائي‪.‬‬

‫‪/7‬اذكر مرادفا مناسبا للكلمات أو العبارات التالية؛ ميكن إن يؤدي الغرض‬ ‫بديال عن الكلمة األساسية املذكورة‪:‬‬

‫‪210‬‬

‫ ‬

‫أ) طلبا جازما‪ .‬‬

‫ب) نهى الشارع عن فعله‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ج)موسع‪.‬‬ ‫ّ‬

‫د) احمل ّرم‪.‬‬


‫الوحدة‬ ‫الثالثة عشرة‬ ‫الحكم الوضعى‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تميز بين األحكام التكليفية والوضعية‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعرف أقسام األحكام الوضعية‪.‬‬ ‫‪ .3‬تميز بين أقسام الحكم الوضعي‪.‬‬ ‫‪ .4‬تحذر من إفساد العمل وتحرص على تصحيحه‪.‬‬ ‫‪ .5‬تدرك حكم فعل العقود والعبادات الفاسدة عمدا‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعرف أسباب الرخص الشرعية‪.‬‬ ‫‪ .7‬تميز بين مواضع الرخصة والعزيمة‪.‬‬ ‫‪ .8‬تدرك سماحة الشريعة وتيسيرها في مواضعها الصحيحة‪.‬‬ ‫‪ .9‬تعرف أحكام الرخصة‪.‬‬ ‫‪ .10‬تقارن بين الحكم الوضعي والتكليفي‪.‬‬ ‫‪ .11‬تعرف أركان الحكم‪.‬‬ ‫‪ .12‬تميز بين المكلف وغيره‪.‬‬


‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ‬

‫ﲤﻬﻴﺪ‬ ‫إذا ﺻﻠﻰ ﻓﺎرس ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﺻﺒﺎﺣﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻣﺪى ﺻﺤﺔ ﺻﻼﺗﻪ؟‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫ﳌﺎذا ؟ ‪..................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬

‫إذا ﺻﺎﻣﺖ اﻣﺮأة ﺣﺎﺋﺾ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻣﺪى ﺻﺤﺔ ﺻﻴﺎﻣﻬﺎ؟‬

‫‪.......................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫ﳌﺎذا ؟ ‪.................................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫أﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﻫﻨﺎك أﻣﺎرات وﻋﻼﻣﺎت وﺿﻌﻬﺎ اﻟﺸﺎرع أﻋﺮف ﺑﻬﺎ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻓﺴﺎدﻩ‪ ،‬وﻣﺘﻰ ﻳﺠﺐ وﻣﺘﻰ ﻻ‬ ‫ﻳﺠﺐ‪ ،‬وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻄﻠﺢ اﻷﺻﻮﻟﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑـ‪) :‬اﳊﻜﻢ اﻟﻮﺿﻌﻲ(‪.‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳊﻜﻢ اﻟﻮﺿﻌﻲ‬ ‫ﻫﻮ‪ :‬ﻣﺎدل ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻄﺎب اﻟﺸﺮع اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﻌﻞ اﻟﺸﻲء ﺳﺒﺒ ًﺎ ﻟﺸﻲء‪ ،‬أو ﺷﺮﻃ ًﺎ ﻟﻪ‪ ،‬أو ﻣﺎﻧﻌ ًﺎ ﻣﻨﻪ‪ ،‬أو ﻛﻮﻧﻪ ﺻﺤﻴﺤﺎ أو‬ ‫ﻓﺎﺳﺪا‪ ،‬أو رﺧﺼﺔ أو ﻋﺰﳝﺔ‪.‬‬

‫ﺷﺮح اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬ ‫اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﳊﻜﻢ اﻟﻮﺿﻌﻲ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺿﻊ أﺷﻴﺎء وﻧﺼﺒﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﺛﺒﺎت ﺣﻜﻢ أو ﻧﻔﻴﻪ أو ﺻﺤﺘﻪ أو ﻓﺴﺎدﻩ‪،‬‬ ‫أو ﻛﻮﻧﻪ رﺧﺼﺔ أو ﻋﺰﳝﺔ‪ ،‬ﻓﺎﳊﻜﻢ ﻳﻮﺟﺪ وﻳﻜﻮن ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺑﻮﺟﻮد ﺳﺒﺒﻪ‪ ،‬وﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮﻃﻪ‪ ،‬واﻧﺘﻔﺎء ﻣﺎﻧﻌﻪ‪ ،‬وﻳﻨﺘﻔﻲ أو ﻳﻜﻮن‬ ‫ﻓﺎﺳﺪا ﺑﺎﻧﺘﻔﺎء ﺳﺒﺒﻪ‪ ،‬أو ﺗﺨﻠﻒ ﺷﺮﻃﻪ‪ ،‬أو وﺟﻮد ﻣﺎﻧﻌﻪ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال رﺧﺼﺔ وﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﺰﳝﺔ ﺑﺤﺴﺐ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻀﻌﻪ اﻟﺸﺎرع ﻣﻦ أﺣﻜﺎم ﻟﻸﺣﻮال اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫≤‪≤±‬‬


‫فكر‬ ‫لم سميت هذه األحكام باألحكام الوضعية؟‬

‫(‪)1‬‬

‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫أقسام احلكم الوضعي‬ ‫اختلف األصوليون في عدد أقسام احلكم الوضعي‪،‬وأشهر ما يعد من األحكام الوضعية ما يلي(‪:)2‬‬ ‫‪ .1‬السبب‪.‬‬ ‫‪ .2‬الشرط‪.‬‬ ‫‪ .3‬املانع‪.‬‬ ‫‪ .4‬الصحة‪.‬‬ ‫‪.5‬الفساد والبطالن‪.‬‬ ‫‪ .6‬الرخصة‪.‬‬ ‫‪ .7‬العزمية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب املنير ‪ ،434/1‬والسبب عند األصوليني للدكتور عبدالعزيز الربيعة ص‪. 71‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬املانع عند األصوليني للدكتور عبدالعزيز الربيعة ص‪ 55‬وما بعدها‪ ،‬و ص‪ 61‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪213‬‬


‫وإليك بيانها بالتفصيل‪:‬‬

‫أو ًال السبب‬ ‫السبب لغةً‪ :‬كل شيء يتوصل به إلى غيره‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما يلزم من وجوده الوجود‪ ،‬ويلزم من عدمه العدم لذاته‪ .‬ومعناه‪ :‬أن السبب إذا ُو ِجد وجد احلكم‪،‬‬ ‫وإذا تخلف تخلف احلكم‪.‬‬

‫أمثلته‬ ‫املثال األول‪:‬‬ ‫الوقت‪ ،‬فقد جعله اهلل سبب ًا لوجوب إقامة الصالة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬‬ ‫(‪ ،)1‬فإذا ُو ِجد الدُّ لُوك وهو زوال الشمس ُو ِجد احلكم‪ ،‬وهو وجوب إقامة صالة الظهر‬ ‫ ‬ ‫على املكلف‪ ،‬وإذا لم يوجد الدلوك لم يوجد احلكم‪.‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬

‫(‪. )2‬‬

‫السبب الوارد في هذه اآلية‪.................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫احلكم املترتب على وجوده ‪..................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 78‬من سورة اإلسراء ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪185‬من سورة البقرة ‪.‬‬ ‫‪214‬‬


‫ثانيا الشرط‬ ‫الشرط لغة‪ :‬العالمة‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم‪ ،‬وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته‪.‬‬

‫أمثلته‬ ‫املثال األول‪:‬‬ ‫ ‬ ‫الطهارة للصالة‪ ،‬شرط في صحتها‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ ،‬فإذا‬ ‫ ‬ ‫انعدمت الطهارة لم تصح الصالة‪ ،‬وإذا وجدت الطهارة ال يلزم من وجودها وجود احلكم – وهو صحة‬ ‫الصالة – لكونه صلى قبل دخول الوقت مثالً‪.‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬

‫(‪. )2‬‬

‫الشرط الوارد في هذه اآلية‪..................................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫احلكم املترتب على عدمه ‪...................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 97‬من سورة آل عمران‪.‬‬ ‫‪215‬‬


‫ثالث ًا املانع‬ ‫املانع لغة‪ :‬احلاجز بني شيئني‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما يلزم من وجوده العدم‪ ،‬وال يلزم من عدمه وجود وال عدم لذاته‪.‬‬ ‫واملعنى‪ :‬أن أسباب احلكم إذا كانت متوفرة فمقتضى ذلك أن يوجد احلكم‪ ،‬ولكن قد يأتي مانع مينع من احلكم‪.‬‬

‫أمثلته‬ ‫املثال األول‪:‬‬ ‫احلدَ ث‪ ،‬فقد جعله النبي [ مانعا من صحة الصالة‪ ،‬فعن أبي هريرة ] أن النبي [ قال‪«:‬ال‬ ‫يقبل اهلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ»(‪.)1‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬

‫عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي [ قال‪ « :‬ليس للقاتل شيء‪ ،‬وإن لم يكن له وارث‬ ‫(‪)2‬‬ ‫فوارثه أقرب الناس إليه‪ ،‬وال يرث القاتل شيئا»‪.‬‬

‫املانع الوارد في هذا احلديث‪................................................................‬‬ ‫احلكم املترتب على وجوده ‪................................................................‬‬

‫رابع ًا الصحة‬ ‫الصحيح لغة‪ :‬السليم من املرض‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما ترتبت آثار فعله عليه في العبادات أو العقود‪.‬‬

‫إطالقات الصحة‬

‫تطلق الصحة على أمرين‪:‬‬ ‫األمر األول‪ :‬الصحة في العبادات‬ ‫فالصحيح من العبادات‪ :‬كل عبادة أديت امتثاال ألمر الشارع‪ ،‬فبرئت بها الذمة‪ ،‬وسقط بها الطلب‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب احليل‪ ،‬باب في الصالة ‪ ،)6554( 2551/6‬وفي كتاب الوضوء ‪ ،‬باب ال تقبل صالة بغير طهور ‪63/1‬‬ ‫(‪ ،)135‬ومسلم في كتاب الطهارة‪ ،‬باب وجوب الطهارة للصالة ‪.)225(204/1‬‬ ‫(‪ )2‬رواه أبو داود في كتاب الديات‪ ،‬باب ديات األعضاء ‪ ،)4564(189/4‬والبيهقي ‪.220/6‬‬ ‫‪216‬‬


‫وال تكون العبادة صحيحة إال بتمام شروطها وانتفاء موانعها‪.‬‬ ‫مثال ذلك‪ :‬أن يفعل صالة الظهر في وقتها تامة شروطها وأركانها وواجباتها؛ فعند ذلك تصح صالته‪ ،‬فتبرأ بها‬ ‫ذمته‪ ،‬وال يطالب بإعادتها مرة أخرى‪.‬‬ ‫فالعبادة ال بد أن تكون موافقة ملا أمر به الشرع‪ ،‬والدليل على ذلك حديث عائشة رضي اهلل عنها قالـــت‪ :‬قــــــــال‬ ‫(‪)1‬‬ ‫رسول اهلل [ ‪« :‬من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو رد»‪.‬‬ ‫قال ابن رجب رحمه اهلل تعالى‪ :‬فهذا احلديث مبنطوقه يدل على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو مردود‪،‬‬ ‫ويدل مبفهومه على أن كل عمل عليه أمره فهو غير مردود ‪ ،‬واملراد بأمره ههنا دينه وشرعه‪ ،...‬فاملعنى إذا أن من كان‬ ‫عمله خارجا عن الشرع ليس متقيدا بالشرع فهو مردود‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فمن كان عمله جاريا حتت أحكام الشريعة موافقا لها فهو مقبول‪ ،‬ومن كان خارجا عن ذلك فهو مردود‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫األمر الثاني‪ :‬الصحة في العقود واملعامالت‬ ‫والصحيح من العقود‪ :‬ما ترتب األثر املقصود من العقد عليه‪.‬‬ ‫وال يكون العقد صحيحا إال بتمام شروطه وانتفاء موانعه‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬أن يشتري سيارة؛ مراعيا في شرائها شروط‬ ‫صحة البيع؛ فعند ذلك يصح البيع وتترتب آثار هذا الشراء عليه؛ فتنتقل ملكية السيارة إليه؛ فيباح له االنتفاع بها‬ ‫بالركوب وغيره‪ ،‬والتصرف فيها مبا يريد من بيع وهبة وغيرها‪.‬‬

‫فكر‬ ‫على ضوء فهمك وبأسلوبك‪ :‬اكتب تعريفا اصطالحيا لكل مما يلي مستفيدا من التعريف املُ َ‬ ‫عطى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الصحة‪....................................................................:‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬الصحة في العبادات‪........................................................ :‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫ج‪-‬الصحة في العقود واملعامالت‪................................................... :‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم في كتاب األقضية‪ ،‬باب نقض األحكام الباطلة ورد محدثات األمور ‪ ،)1718(1343/3‬وذكره البخاري معلقا مجزوما‬ ‫به في كتاب االعتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب إذا اجتهد العامل أو احلاكم فأخطأ خالف الرسول من غير علم فحكمه مردود‪ ،‬وفي لفظ‬ ‫لهما‪( :‬من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد)‪،‬رواه البخاري في كتاب الصلح‪،‬باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود‬ ‫‪،)2550(959/2‬ومسلم في املوضع السابق ولفظه‪:‬ما ليس منه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬جامع العلوم واحلكم ‪.60-59/1‬‬

‫‪217‬‬


‫نشاط‬

‫بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬اجمع ما ال يقل عن ثالث صور للعبادات الصحيحة‪ ،‬والعقود‬ ‫الصحيحة‪:‬‬

‫م‬

‫عبادات صحيحة‬

‫عقود صحيحة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫خامسا‬ ‫ً الفساد‬ ‫الفساد لغة‪ :‬تغير الشيء من حالته السليمة إلى حالة السقم‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما ال َت َت َرت َُّب آثار فعله عليه في العبادات أو العقود‪.‬‬

‫إطالقات الفساد‬ ‫يطلق الفساد على أمرين‪:‬‬ ‫األمر األول‪ :‬الفساد في العبادات‬ ‫فالفاسد من العبادات‪ :‬كل عبادة أديت على وجه غير موافق للشرع‪،‬فال تبرأ بها الذمة‪ ،‬وال يسقط بها الطلب‪.‬‬ ‫وتكون العبادة فاسدة إذا فعلها غير مراع لشروطها وأركانها‪ ،‬أو مع وجود بعض موانع صحتها؛ من غير عذر له‬ ‫في ذلك‪.‬‬ ‫مثال ذلك‪ :‬أن يصلي العصر قبل دخول وقتها‪ ،‬أو من غير وضوء‪ ،‬أو مع تعمد ترك بعض أركانها أو واجباتها؛‬ ‫ففي هذه احلالة ال تصح صالته‪ ،‬وال تبرأ بها ذمته‪ ،‬ويطالب بإعادتها مرة أخرى‪.‬‬ ‫األمر الثاني‪:‬الفساد في العقود واملعامالت‬ ‫والفاسد من العقود‪:‬ما ال يترتب األثر املقصود من العقد عليه‪.‬‬ ‫ويكون العقد فاسدا إذا فعله غير مراع لشروطه وأركانه‪ ،‬أو مع وجود بعض موانع صحته‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬أن يشتري‬ ‫سيارة بغير رضا صاحبها؛ فعند ذلك ال يصح البيع و ال تترتب آثار هذا الشراء عليه؛ فال تنتقل ملكية السيارة إليه؛‬ ‫وال يباح له االنتفاع بها بركوب أوغيره‪ ،‬وال التصرف فيها ببيع وال هبة وال غير ذلك‪.‬‬

‫‪218‬‬


‫حكم فعل العبادات والعقود الفاسدة‬ ‫كل فاسد من العبادات والعقود والشروط فإنه مح ّرم؛ ألن ذلك ِم ْن تعدِّ ي حدود اهلل‪ ،‬واتخا ِذ آياته هزؤاً‪ ،‬وألن النبي‬ ‫[ أنكر على من اشترطوا شروط ًا ليست في كتاب اهلل‪ ،‬فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قال النبي [‪« :‬ما بال‬ ‫رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب اهلل؟! ما كان من شرط ليس في كتاب اهلل فهو باطل‪ .‬وإن كان مائة شرط‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫قضا ُء اهلل أحق‪ ،‬وشرط اهلل أوثق‪ ،‬وإمنا الوالء ملن أعتق»‪.‬‬

‫فكر‬ ‫‪ -1‬على ضوء فهمك وبأسلوبك‪ :‬اكتب تعريفا اصطالحيا لكل مما يلي مستفيدا من التعريف‬ ‫امل ُ َ‬ ‫عطى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الفساد‪.....................................................................:‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬الفساد في العبادات‪........................................................ :‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ج‪-‬الفساد في العقود واملعامالت‪................................................... :‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪ -2‬بني رأيك فيما يلي مع ذكر السبب‪:‬‬ ‫أجرا؛ فصلى الفجر أربع ركعات‪.‬‬ ‫أ‪ -‬شخص سمع أن لكل مجتهد ً‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب ـ اجتمع سبعة أشخاص في أحد املساجد يرقصون ويغنون‪ ،‬ويقولون‪ :‬نتعبد هلل بذلك‪.‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب البيوع‪ ،‬باب إذا اشترط شروطا في البيع ال حتل ‪،)2060( 759/2‬ومسلم في كتاب العتق‪،‬باب إمنا الوالء ملن‬ ‫أعتق ‪.)1504(1141/2‬‬ ‫‪219‬‬


‫نشاط‬

‫بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬اجمع ما ال يقل عن ثالث صور للعبادات الفاسدة‪ ،‬والعقود الفاسدة‪:‬‬

‫م‬

‫عبادات فاسدة‬

‫عقود فاسدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫الفرق بني الباطل و الفاسد‬ ‫الفاسد والباطل معناهما واحد عند جمهور األصوليني والفقهاء؛ إال في موضعني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬اإلحرام الباطل والفاسد؛ والفرق بينهما‪:‬أن اإلحرام الباطل ما ارتد فيه عن اإلسالم؛ نسأل اهلل السالمة‬ ‫والعافية‪ ،‬واإلحرام الفاسد ما وطئ فيه حُاملر ِم قبل التحلل األول‪.‬‬ ‫الثاني‪:‬النكاح الباطل والفاسد ؛ والفرق بينهما أن النكاح الباطل هو ‪:‬ما أجمع العلماء على بطالنه كنكاح املرأة‬ ‫املع َتدّ ة‪ ،‬والنكاح الفاسد ما اختلف العلماء في فساده كالنكاح بال ولي‪.‬‬

‫سادسا العزمية‬ ‫العزمية لغةً‪:‬مشتقة من العزم‪ ،‬وتطلق على معنيني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫املعنى األول‪ :‬القصد املؤكد‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫بعض الرسل عليهم السالم «أولو العزم»‪.‬‬

‫(‪، )1‬أي قصداً بليغ ًا متأكداً‪ ،‬ومنه سمي‬

‫املعنى الثاني‪ :‬القطع‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬‬ ‫إمضاء أمرك‪.‬‬

‫(‪ ،)2‬أي إذا قطعت الرأي فتوكل على اهلل في‬

‫خال عن ُمعارض‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬احلكم الثابت بدليل شرعي ٍ‬

‫شرح التعريف‬ ‫ال فال يسمى عزمية ويتناول جميع‬ ‫احلكم الثابت‪ :‬ويخرج غير الثابت وهو املنسوخ؛ ألنه ليس مشروع ًا أص ً‬ ‫األحكام التكليفية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 115‬من سورة طه ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 159‬من سورة آل عمران ‪.‬‬ ‫‪220‬‬


‫بدليل شرعي‪ :‬يخرج الثابت بدليل عقلي‪ ،‬فإنه ال تستعمل فيه العزمية وال الرخصة‪.‬‬ ‫خال عن ُمعارض‪ :‬بأن اليثبت دليل شرعي يخالف هذا احلكم‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫مثالها‬ ‫وجوب الصالة تام ًة في أوقاتها في احلضر‪ ،‬ووجوب صوم رمضان‪ ،‬وحترمي شرب اخلمر‪ ،‬وجواز البيع‬ ‫واإلجارة وغير ذلك‪.‬‬

‫حكم العمل بالعزمية‬ ‫العمل بالعزمية واجب؛ ألنها األصل وثبتت بالدليل الشرعي‪ ،‬وال يجوز تركها إال إذا وجد ُمعارض أقوى فيعمل به‬ ‫وهذا مايسمى بالرخصة‪.‬‬

‫سابع ًا الرخصة‬ ‫الرخصة لغة‪ :‬مشتقة من الرخص وهو اليسر والسهولة‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما ثبت على خالف دليل شرعي ملُِ َعارض راجح‪.‬‬

‫شرح التعريف‬ ‫ما ثبت على خالف دليل‪ :‬احتراز مما ثبت على وفق الدليل فإنه ال يسمى رخصة بل عزمية كالصوم في احلضر‪.‬‬ ‫ملعارض راجح‪ :‬احتراز مما كان ملعارض غير راجح‪ ،‬إما مساو‪ ،‬أو قاصر عن املساواة فإن كان مساوي ًا لزم التوقف حتى‬ ‫املرجح‪ ،‬وإن كان قاصراً عن مساواة الدليل الشرعي فال يؤثر‪ ،‬وتبقى العزمية على حالها‪.‬‬ ‫يثبت ِّ‬

‫مثالها‬ ‫قصر الصالة الرباعية في السفر‪ ،‬واجلمع بني الصالتني في السفر واملطر‪ ،‬وإباحة أكل امليتة للمضطر‪،‬‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬

‫‪221‬‬


‫أسباب الرخصة‬ ‫للرخصة أسباب سبعة‪ ،‬بيانها فيما يلي‪:‬‬

‫األمثلة‬

‫سبب الرخصة‬ ‫‪1‬‬

‫السفر‬

‫‪ -1‬قصر الصالة الرباعية‪-2 .‬الفطر في رمضان للمريض واملسافر‪.‬‬ ‫‪............................. -3‬‬ ‫‪............................. -4‬‬

‫‪2‬‬

‫املرض‬

‫‪-1‬التيمم عند التضرر باستعمال املاء‪ ،‬أو اخلوف من زيادة املرض‪.‬‬ ‫‪............................. -2‬‬ ‫‪............................. -3‬‬

‫‪3‬‬

‫اإلكراه‬

‫‪-1‬العفوعن التلفظ بكلمة الكفر مع اطمئنان القلب باإلميان‪.‬‬ ‫‪............................. -2‬‬

‫‪4‬‬

‫النسيان‬

‫‪ -1‬صحة صوم من شرب أو أكل ناسي ًا ‪.‬‬ ‫‪............................. -2‬‬

‫‪5‬‬

‫اجلهل‬

‫‪ -1‬إذا جهل الشفيع البيع فإنه يعذر بتأخر ُّ‬ ‫الش ْفعة‪.‬‬ ‫‪................................... -2‬‬

‫العسر وعموم البلوى بشرط‬ ‫‪ -1‬الصالة مع وجود النجاسة اليسيرة املعفو عنها‪ ،‬كدم القروح‪ ،‬والدُّ َّمل ونحوهما‪.‬‬ ‫‪ 6‬عدم تعارضه مع نص شرعي‬ ‫‪-2‬جواز مس الصبيان للمصحف دون طهارة ألجل التعلم‪.‬‬ ‫وإال فال اعتبار له‪.‬‬ ‫النقص‬

‫‪7‬‬

‫عدم تكليف النساء ببعض ما يجب على الرجال؛ كاجلمعة‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬واجلهاد في‬ ‫سبيل اهلل‪.‬‬

‫أقسام الرخصة‬ ‫تنقسم الرخصة من حيث حكمها إلى خمسة أقسام؛ بيانها فيما يلي‪:‬‬

‫األمثلة‬

‫احلكم‬ ‫‪1‬‬

‫رخصة واجبة‬

‫التيمم للمريض‪ ،‬واألكل من امليتة للمضطر‬

‫‪2‬‬

‫رخصة مندوبة‬

‫قصر الصالة الرباعية للمسافر‬

‫‪222‬‬


‫‪3‬‬

‫رخصة مباحة‬ ‫رخصة مكروهة‬

‫‪5‬‬

‫رخصة األولى تركها‬

‫‪4‬‬

‫إباحة السلم واإلجارة‪.‬‬ ‫السفر ألجل أن يترخص بالفطر والقصر فقط‪ ،‬ليس له غرض إال ذلك‪.‬‬ ‫كاحتمال األذى فيمن ُي ْكره على التلفظ بكلمة الكفر بلسانه؛ فيجوز له أن‬ ‫يترخص‪ ،‬واألولى له الصبر والتحمل ولو بلغ األمر إلى قتله؛ ألنه حال املرسلني‬ ‫عليهم الصالة والسالم‪.‬‬

‫الفرق بني العزمية والرخصة‬ ‫تتفق العزمية والرخصة بأن ُك ّ‬ ‫ال منهما قد ثبت بنص شرعي‪.‬‬ ‫ألعذار تبيح ذلك‪.‬‬ ‫ويفترقان بأن العزمية أصل األحكام التكليفية‪ ،‬أما الرخصة فهي استثناء من هذا األصل‬ ‫ٍ‬

‫الفرق بني احلكم التكليفي واحلكم الوضعي‬ ‫هناك عدة فروق بني احلكم الوضعي واحلكم التكليفي يستطيع طالب العلم من خاللها أن يتعرف على املقصود من‬ ‫اخلطاب الشرعي وهل يراد به احلكم التكليفي أو الوضعي‪ ،‬وسنذكر هنا أهمها ‪:‬‬

‫احلكم الوضعي‬

‫جهة املقارنة‬

‫احلكم التكليفي‬

‫من حيث اخلطاب‬

‫طلب أداء ما تقرر باألسباب‬ ‫والشروط‬

‫من حيث القدرة‬

‫ال يشترط فيه قدرة املكلف‪ ،‬فقد يكون مقدورا للمكلف مثل‬ ‫يشترط فيه قدرة املكلف على‬ ‫ملك النصاب‪ ،‬وقد يكون غير مقدور كدلوك الشمس‪ ،‬الذي‬ ‫فعل الشيء املكلف به‬ ‫هو سبب لوجوب الصالة‬

‫من حيث العلم‬

‫يشترط فيه أن يكون معلوما‬ ‫ال يشترط فيه العلم‪ ،‬ولذلك يضمن النائم والناسي والساهي‬ ‫للمكلف وأن يعلم أن هذا‬ ‫ما أتلفوه وإن كانوا ال يعلمون‬ ‫التكليف صادر من اهلل تعالى‬

‫خطاب إخبار وإعالم جعله الشارع عالمة على حكمه‬

‫ال يتعلق إال بالفعل املكلف الذى يتعلق باملكلف وغير املكلف ‪ ،‬ولذلك جتب الزكاة فى مال الصبي‬ ‫من حيث التكليف‬ ‫واملجنون ‪ -‬غير مكلف ‪ -‬إذا بلغ النصاب وحال عليه احلول‬ ‫توافرت فيه شروط التكليف‬

‫‪223‬‬


‫ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ‬ ‫اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻋﻨﺪ‬ ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻷول‪ :‬اﳊﺎﻛﻢ‪ ،‬وﻫﻮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬واﻟﺮﺳﻞ ﻣﺒﻠﻐﻮن ﻋﻦ اﷲ ﻻ ﻳﺜﺒﺘﻮن أﺣﻜﺎﻣﺎ‬ ‫ً‬ ‫أﻧﻔﺴﻬﻢ‪ ،‬واﳌﺠﺘﻬﺪون ﻣﺴﺘﻜﺸﻔﻮن ﳊﻜﻢ اﷲ ﻻ ﻣﺒﺘﺪﺋﻮن ﻟﻪ ﻛﺬﻟﻚ وإن ﺳﻤﻮا ﺣﻜﺎﻣﺎ أو ﻧﺴﺒﺖ اﻷﺣﻜﺎم إﻟﻴﻬﻢ ‪ ،‬ﻗﺎل‬ ‫)‪.(٢‬‬ ‫)‪ ،(١‬وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﶈﻜﻮم ﻓﻴﻪ ‪ :‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺧﻄﺎب اﻟﺸﺎرع أو ﻫﻮ اﻟﻔﻌﻞ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﻪ ‪.‬‬ ‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬

‫)‪(٣‬‬

‫أﻓﺎد إﻳﺠﺎب اﻟﺰﻛﺎة وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻔﻌﻞ اﳌﻜﻠﻒ اﻟﺬي ﻫﻮ إﻳﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎة‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫اﳌﻜﻠﻒ اﻟﺬي ﻫﻮ اﻻﺻﻄﻴﺎد ‪.‬‬ ‫وﺗﻜﻮن اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ إذا اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ وﺻﻔﺎن ‪:‬‬ ‫)‪(٤‬‬

‫أﻓﺎد إﺑﺎﺣﺔ اﻻﺻﻄﻴﺎد ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ اﻹﺣﺮام وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻔﻌﻞ‬

‫اﻷول‪ :‬أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣ ًﺎ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ؛ ﻓﺎﳉﻬﻞ ﻳﻨﻔﻲ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﺟﻬﻞ إﻧﺴﺎن ﻛﻮن اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ رﻛ ًﻨﺎ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺼﻼة‬ ‫وﻛﺎن ﻳﺼﻠﻲ زﻣﺎﻧﺎ ﺑﻼ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺛﻢ ﻋﻠﻢ ﻫﺬا اﳊﻜﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻘﻀﺎء ﻣﺎ ﺻﻼﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ إﻻ ﺻﻼة ﻟﻢ ﻳﺰل ﻓﻲ‬ ‫)‪(٥‬‬ ‫وﻗﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﳌﺴﻲء ﺻﻼﺗﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أن ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺪورا ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﺧﺎرﺟﺎ ﻋﻦ ﻃﺎﻗﺘﻪ وﻗﺪرﺗﻪ‪ ،‬وﻫﺬا ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻹﺳﻼم ﻓﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ اﻣﺘﺜﺎﻟﻪ ‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫‪ ،‬وﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫ﻣـﺴـﻠـﻢ ﻣـﻦ ﺣـﺪﻳـﺚ اﺑـﻦ ﻋـﺒـﺎس رﺿـﻲ اﷲ ﻋـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻋـﻦ اﻟـﻨـﺒـﻲ ‪» ∫€‬أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎل ﺣﲔ أﻧﺰل ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺎت‪ :‬ﻗﺪ‬ ‫)‪.(٦‬‬ ‫ﻓﻌﻠﺖ«‬ ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬اﶈﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺧﻄﺎب اﻟﺸﺮع وﻫﻮ اﳌﻜﻠﻒ‪ ،‬وﻻ ﻳﻜﻮن اﳌﺮء ﻣﻜﻠﻔﺎ إﻻ‬ ‫ﺑﺎﺟﺘﻤﺎع ﺷﺮﻃﲔ ﻓﻴﻪ ﻫﻤﺎ‪:‬‬ ‫اﻷول‪:‬اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺒﻠﻮغ‪.‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(٥‬‬ ‫)‪(٦‬‬

‫)‪ (٢‬اﻵﻳﺔ ‪ ٥٧‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم‪.‬‬ ‫اﻵﻳﺔ ‪ ٤١‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ‪.‬‬ ‫)‪ (٤‬اﻵﻳﺔ ‪ ٢‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة ‪.‬‬ ‫اﻵﻳﺔ ‪ ٤٣‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﺑﺎب وﺟﻮب اﻟﻘﺮاءة ﻟﻺﻣﺎم واﳌﺄﻣﻮم ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﳊﻀﺮ واﻟﺴﻔﺮ وﻣﺎ ﻳﺠﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﻣﺎ‬ ‫ﻳﺨﺎﻓﺖ ‪ ،(٧٢٤) ٢٦٣/١‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﺑﺎب وﺟﻮب ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﲢﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ‪. (٣٩٧) ٢٩٨ /١‬‬ ‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻹﳝﺎن‪ ،‬ﺑﺎب ﺑﻴﺎن أﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻒ إﻻ ﻣﺎ ﻳﻄﺎق ‪.(١٢٦)١١٦/١‬‬ ‫‪≤≤¥‬‬


‫والدليل حديث علي ] عن النبي [ أنه قال‪ُ « :‬ر ِف َع ال َق َل ُم عن ثالثة‪ :‬عن النائم حتى يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫حتى يحتلم‪ ،‬وعن املجنون حتى يعقل»‪.‬‬ ‫خالصة الوحدة الثالثة عشرة‪( :‬احلكم الوضعي)‬ ‫بعد أن أنهيت دراسة هذه الوحدة وتبني لك أهميتها في علم أصول الفقه؛ قم بالتعاون مع مجموعتك‬ ‫بصياغة مختصرة ألهم القواعد األصولية التي ميكن استخالصها من هذه الوحدة‪:‬‬ ‫القاعدة األولى‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثانية‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثالثة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة اخلامسة‪.......................................................................‬‬ ‫القاعدة السادسة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة السابعة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثامنة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة التاسعة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة العاشرة‪.......................................................................:‬‬

‫(‪ )1‬رواه احمد‪ ،154 ،140 ،118 ،116/1‬وأبو داود في كتاب احلدود‪ ،‬باب في املجنون يسرق أو يصيب حدا ‪)4403( 141/4‬‬ ‫وهذا لفظه‪ ،‬والترمذي في كتاب احلدود‪ ،‬باب ما جاء فيمن ال يجب عليه احلد ‪،)1423(32/4‬وابن ماجه في كتاب الطالق‪،‬باب‬ ‫طالق املعتوه والصغير والنائم ‪ ،)2042( 659/1‬والنسائي في السنن الكبرى ‪ )7343( 324/4‬وما بعده‪ ،‬وله عن علي ] طرق‬ ‫بعضها مرفوع وبعضها موقوف‪.‬‬ ‫‪225‬‬


‫التقويم‬ ‫‪ /1‬قارن بذكر أوجه الشبه واخلالف بني كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الشرط واملانع‪.‬‬ ‫ب‪-‬الشرط والسبب‪.‬‬ ‫ج‪-‬الصحيح والفاسد‪.‬‬ ‫د‪-‬العزمية والرخصة‪.‬‬ ‫‪/2‬من خالل دراستك لوحدة احلكم الوضعي‪ :‬وضح العالقة بني الصحة والفساد‬ ‫من جهة‪ ،‬وكل من السبب والشرط واملانع من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪ /3‬بعد معرفتك لنوعي احلكم الشرعي وانقسامه إلى تكليفي ووضعي؛‬ ‫استخرج الفرق الرئيس بني هذين القسمني‪.‬‬ ‫‪/4‬ص ّنف األحكام التالية إلى أحكام وضعية وتكليفية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬احلنث في اليمني سبب لوجوب الكفارة‪.‬‬ ‫ب‪-‬من حنث في ميينه وجبت عليه كفارة اليمني‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ال يصح إخراج كفارة اليمني قبل وجود اليمني أصال‪.‬‬ ‫د‪ -‬الوضوء شرط لصحة الصالة‪.‬‬ ‫هـ‪-‬احلدث مانع من صحة الصالة‪.‬‬ ‫و‪-‬وضوء احملدث واجب قبل الصالة‪.‬‬

‫‪226‬‬


‫الوحدة‬ ‫الرابعة عشرة‬ ‫األد لــة‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعرف مصادر التشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ .2‬تدرك أنه ليس ألحد أن يحلل أو يحرم في اإلسالم إال بدليل شرعي‪.‬‬ ‫‪ .3‬تستدل على حجية كل واحد من األدلة الشرعية‪.‬‬ ‫‪ .4‬تعرف المراد بالقراءة الشاذة‪.‬‬ ‫‪ .5‬تدرك أهمية السنة ومكانتها في التشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعرف أحوال السنة النبوية مع القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ .7‬تعرف المراد باإلجماع‪.‬‬ ‫‪ .8‬تميز أنواع اإلجماع‪.‬‬ ‫‪ .9‬تدرك أهمية اإلجماع‪.‬‬ ‫‪ .10‬تعرف المراد بالقياس‪.‬‬ ‫‪ .11‬تعرف أركان القياس الصحيح‪.‬‬ ‫‪ .12‬تمثل على القياس بأمثلة صحيحة‪.‬‬ ‫‪ .13‬تميز بين القياس الصحيح والفاسد‪.‬‬ ‫‪ .14‬تعرف شروط صحة القياس‪.‬‬ ‫‪ .15‬تطبق أركان القياس وشروطه تطبيقا صحيحا على بعض األمثلة‪.‬‬ ‫‪ .16‬تدرك صالحية الشريعة لكل زمان ومكان؛ لبقاء أدلة أحكامها وحفظها‪.‬‬


‫األدلـة‬ ‫من محاسن شريعة اإلسالم أنها مبنية على األدلة الشرعية‪ ،‬وكل قول في الدين ليس له دليل صحيح فإنه مردود‬ ‫على صاحبه‪ ،‬ولذا جتد علماء اإلسالم رحمهم اهلل قدميا وحديثا يقفون في وجه اآلراء الشاذة واألقوال اخلاطئة ويردون‬ ‫عليها‪ ،‬ويبينون احلق الذي شرعه اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬بحسب ما فهموه من األدلة الشرعية‪.‬‬ ‫(‪ ،)1‬نستفيد من هذه اآلية الكرمية أن في‬ ‫قال اهلل تعالى‪ :‬‬ ‫اإلسالم قاعدة‪( :‬ال يقبل حكم إال بدليل وبرهان)‪ ،‬فمن أتى بشيء في الدين قيل له‪ :‬من أين لك هذا؟‬

‫تعريف األدلة‬ ‫األدلة جمع دليل وهو في اللغة الهادي إلى أي شيء حسي أو معنوي ‪.‬‬ ‫وفي اصطالح األصوليني‪ :‬هو ما ميكن التوصل بالنظر الصحيح فيه إلى حكم شرعي‪.‬‬ ‫وقد اتفق جمهور أهل اإلسالم على أربعة أدلة شرعية هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الكتاب‪ .‬‬

‫ ‬ ‫‪ -2‬السنة‪.‬‬

‫ ‬ ‫‪-3‬اإلجماع ‪.‬‬

‫‪ -4‬القياس‪.‬‬

‫وهذه األدلة األربعة متفقة ال تختلف إذ يوافق بعضها بعض ًا ويصدق بعضها بعض ًا ألن اجلميع حق‪ ،‬واحلق ال‬ ‫يتناقض‪،‬كما أن جميع هذه األدلة ترجع إلى الكتاب‪ ،‬فالكتاب دل على حجية السنة‪ ،‬والكتاب والسنة دال على‬ ‫حجية اإلجماع‪ ،‬وهذه األدلة الثالثة دلت على حجية القياس‪ ،‬لذلك يصح أن يقال إن مصدر هذه األدلة هو القرآن‪،‬‬ ‫باعتبار أن ما عداه بيان له وفرع عنه ومستند إليه‪.‬‬

‫فكر‬ ‫أ‪ -‬رأى شخص في املنام رجال يقول له‪ :‬حافظ على ست ركعات بعد املغرب تدخل اجلنة‪ ،‬وأمره‬ ‫بنشر ذلك في الناس؛ ووعده على ذلك الثواب اجلزيل‪ ،‬وهدده إن ترك ذلك فسوف تناله عقوبة‬ ‫عاجلة‪.‬‬ ‫وقرأ شخص حديثا في صحيح مسلم يقول‪ :‬عن أم حبيبة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬سمعت رسول اهلل [‬ ‫يقول‪ ( :‬من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في اجلنة) (‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 111‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم في كتاب صالة املسافرين وقصرها‪ ،‬باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن ‪.)728(502/1‬‬ ‫‪228‬‬


‫‪ -1‬أيهما يكون دليال صحيحا؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪-2‬ملاذا؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪-3‬ما األثر الذي يترتب على اختيارك للدليل الصحيح من حيث احلكم الشرعي؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬قولنا في تعريف الدليل‪ :‬بالنظر الصحيح‪ ،‬يفيد أن هناك نظرا غير صحيح‪ ،‬اقرأ اآلية التالية‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ ‬ ‫وما حتتها بتمعن‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫نظر بعضهم إلى هذه اآلية فاستخرج منها حكما هو‪:‬وجوب عبادة اهلل تعالى حتى املوت‪.‬‬ ‫ونظر آخر إلى هذه اآلية فاستخرج منها حكما هو‪ :‬وجوب عبادة اهلل تعالى حتى يبلغ العبد درجة‬ ‫اليقني‪ ،‬ثم بعد ذلك يجوز له ترك العبادة وترفع عنه التكاليف ويفعل ما يشاء‪.‬‬ ‫من خالل معرفتك بالسيرة النبوية‪ ،‬وبالرجوع لتفسير اآلية من تفسير ابن كثير أو غيره من كتب‬ ‫التفسير املعتمدة‪ :‬اكتب رؤيتك الصحيحة‪ ،‬واحكم ألحد القولني على اآلخر‪.‬‬ ‫رأيك‪........................................................................:‬‬ ‫السبب‪.......................................................................:‬‬ ‫النتيجة املهمة التي تستفيدها‪......................................................:‬‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪ 99‬من سورة احلجر‪.‬‬ ‫‪229‬‬


‫نشاط‬ ‫بالتعاون مع مجموعتك ناقش ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬من الذي له احلق في حتديد األدلة الشرعية التي يستقى منها الدين؟‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬ما املشكالت التي ميكن أن نقع فيها فيما يتعلق بديننا لو لم نحدد األدلة الشرعية التي‬ ‫يستقى منها الدين؟‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ج‪ -‬ما الفوائد التي جنتنيها من حتديد مصادر الشريعة التي يستقى منها الدين؟‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬

‫اخلالصة ‪:‬‬ ‫األدلة الشرعية هي املصادر التي حددها اهلل تعالى لكي نأخذ منها الدين‪ ،‬فال يجوز ألحد أن يأتي في دين اهلل تعالى‬ ‫بشيء من عنده من غير رجوع إلى هذه املصادر احملددة‪.‬‬

‫الدليل األول‪:‬الكتاب‪ ،‬وهو القرآن الكرمي‬ ‫تعريف القرآن ‪:‬‬ ‫القرآن الكرمي أعرف من أن ُي َع َّرف‪ ،‬ومع ذلك فقد اعتنى علماء األصول بتعريفه‪ ،‬فمما قيل في تعريفه إنه‪:‬كالم‬ ‫اهلل تعالى حقيقة‪ ،‬سمعه جبريل من اهلل تعالى‪ ،‬ونزل به على محمد [ باللسان العربي‪ ،‬لإلعجاز بأقصر سورة منه‪،‬‬ ‫املكتوب في املصاحف املنقول إلينا بالتواتر املتعبد بتالوته املبدوء بسورة الفاحتة واملختوم بسورة الناس ‪.‬‬

‫حجية القرآن الكرمي‬ ‫القرآن الكرمي كتاب اهلل الذي أنزله هدى للناس ليؤمنوا به ويعملوا مبا فيه من األوامر والنواهي والعقائد واألحكام‪،‬‬ ‫‪230‬‬


‫ﻓﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ واﻷﺣﻜﺎم‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻪ واﻟﺘﺤﺎﻛﻢ إﻟﻰ ﻧﺼﻮﺻﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻮ دﺳﺘﻮرﻫﻢ‬

‫وﻣﻨﻬﺞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ‪ ،‬وﻻ ﻳﺠﻮز ﳌﺴﻠﻢ ﻗﻂ أن ﻳﺮﻓﺾ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻜﺎم؛ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻓﻲ‬ ‫ذﻟﻚ أﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﲔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺣﺠﺔ ﺑﺎﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﻗﻴﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ؛ ﻓﻤﻦ أﻧﻜﺮ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻪ واﻟﺘﺤﺎﻛﻢ إﻟﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ‬ ‫)‪.(١‬‬ ‫ﺿﺎل‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ‬

‫)‪(٢‬‬

‫‪ (١‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻛﻼم اﷲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪ ،‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫)‪. (٣‬‬

‫‪ (٢‬اﻟﻘـــﺮآن ﻣﻨـــﺰل ﻣﻦ ﻋــﻨــﺪ اﷲ ﻧــﺰل ﺑﻪ ﺟﺒﺮﻳـــﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠــﻰ ﻣﺤــﻤــﺪ ‪ €‬ﻗـــــﺎل ﺗﻌﺎﻟـــﻰ‪:‬‬ ‫)‪. (٤‬‬ ‫‪ (٣‬اﻟﻘﺮآن ﻣﻌﺠﺰ؛ ﻓﻼ ﻗﺪرة ﻷﺣﺪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺸﻲء ﻣﺜﻠـﻪ‪ ،‬وﻻ ﺑﺴﻮرة ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻗــــﺎل ﺗﻌﺎﻟـــﻰ‪:‬‬ ‫)‪.(٥‬‬ ‫‪ (٤‬أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺪﻳﻞ و اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﺰﻳﺎدة واﻟﻨﻘﺼــﺎن‪ ،‬ﻗـﺎل ﺗﻌﺎﻟـــﻰ‪:‬‬ ‫)‪. (٦‬‬ ‫‪ (٥‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻗﻄﻌﻲ اﻟﺜﺒﻮت؛ ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﻧﻘﻼ ﻣﺘﻮاﺗﺮا؛ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻋﻠﻤﺎء اﳌﺴﻠﻤﲔ‪.‬‬ ‫‪ (٦‬اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﻪ ﻋﺮﺑﻲ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫)‪. (٨‬‬

‫)‪ ،(٧‬وﻗﺎل‬

‫)‪ (١‬اﻵﻳﺔ ‪ ٤٤‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة‪.‬‬ ‫)‪ (٢‬ﻟﻼﺳﺘﺰادة ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ؛ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮوﻣﻲ‪.‬‬ ‫)‪ (٣‬اﻵﻳﺔ ‪ ٦‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ‪.‬‬ ‫)‪ (٤‬اﻵﻳﺔ ‪١٩٤‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺸﻌﺮاء‪.‬‬ ‫)‪ (٥‬اﻵﻳﺔ ‪ ٨٨‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء‪.‬‬ ‫)‪ (٦‬اﻵﻳﺔ ‪ ٩‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳊﺠﺮ‪.‬‬ ‫)‪ (٧‬اﻵﻳﺔ ‪ ٣‬ﻣﻦ ﺳﻮرة ﻓﺼﻠﺖ‪.‬‬ ‫)‪ (٨‬اﻵﻳﺔ ‪ ١٠٣‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ‪.‬‬ ‫‪≤≥±‬‬


‫نشاط‬ ‫القرآن الكرمي هو معجزة النبي [ الكبرى‪ ،‬وهو آخر كتاب أوحاه اهلل تعالى إلى نبي من‬ ‫األنبياء‪ ،‬وقد تكفل اهلل تعالى بحفظه من التحريف والتبديل؛ بخالف الكتب السابقة؛‬ ‫حيث وكل اهلل حفظها ألصحابها فضيعوها وحرفوها‪.‬‬ ‫أ‪ -‬اقرأ اآليات من ‪ 50-30‬من سورة املائدة‪ ،‬واستخرج منها ما يدل على أن اهلل تعالى وكل‬ ‫حفظ الكتب السابقة إلى أصحابها‪.‬‬ ‫قال تعالى‪...........................................................﴿ :‬‬ ‫‪.﴾...................................‬‬ ‫ب‪ -‬بالتعاون مع زميلك‪ :‬التمس احلكمة من تولي اهلل تعالى حلفظ القرآن دون غيره من‬ ‫الكتب السابقة‪.‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫ج‪-‬لقد حتدى اهلل تعالى املشركني أن يأتوا مبثل القرآن الكرمي أو بعضه‪ ،‬بالرجوع إلى مصادر‬ ‫التعلم املختلفة‪ ،‬أو املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي‪ ،‬أو أي برنامج حاسوبي للقرآن الكرمي؛‬ ‫اذكر مراحل هذا التحدي الثالث‪ ،‬واآليات الدالة عليه‪.‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬

‫احملكم واملتشابه في القرآن الكرمي‬ ‫لقد ثبت وصف القرآن الكرمي من حيث إحكامه وتشابهه بثالثة أحوال‪:‬‬ ‫ ‬ ‫احلالـة األولـى‪َ :‬و ْص ُف القـرآن الكـريـم بـأنـه محكـم كلـه‪ ،‬قـال تعـالـى‪:‬‬ ‫(‪ ،)1‬ومعنى هذا‪ :‬أنه متقن غاية اإلتقان في أحكامه وألفاظه ومعانيه‪ ،‬فهو غاية في‬ ‫ ‬ ‫الفصاحة واإلعجاز‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 1‬من سورة هود‪.‬‬ ‫‪232‬‬


‫ ‬ ‫ ‬ ‫احلالة الثانية‪َ :‬و ْص ُف القرآن الكريـم بأنـه متشابـه كلـه‪ ،‬قـال تعالـى ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ ،)1‬ومعنى هذا‪ :‬أن آياته يشبه بعضها بعض ًا في اإلعجاز والصدق والعدل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫احلالة الثالـثــة‪َ :‬و ْص ُف القــرآن الكرمي بأن منه ما هــــو محكـم ومنــــه ما هـــــو متشابــــه‪ ،‬قـــال اهلل تعالــــــى‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫(‪ ،)2‬ومعنى هذا – كما قاله بعض السلف‪ : -‬أن احملكم هو ما لم يحتمل من‬ ‫ ‬ ‫التأويل غير وجه واحد‪ ،‬واملتشابه ما احتمل من التأويل أكثر من وجه‪.‬‬ ‫وكانت طريقة السلف الراسخني في العلم ومن جاء بعدهم من العلماء في التعامل مع احملكم واملتشابه في القرآن‬ ‫‪،‬ويتجنبون‬ ‫الكرمي أنهم يردون املتشابه إلى احملكم‪ ،‬وقوفا مع قوله تعالى‪ :‬‬ ‫‪ ،‬وعن أم‬ ‫ ‬ ‫من وصفهم اهلل تعالى بالزيغ في قوله‪:‬‬ ‫إلــــى قولــــــه‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫املؤمنني عائشة رضي اهلل عنها قالت تال رسول اهلل [ هذه اآليـــــة ‪:‬‬ ‫قالت‪ :‬قال رسول اهلل [ ‪« :‬فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين‬ ‫ ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫سمى اهلل فاحذروهم »‪.‬‬ ‫كما قالوا إن القرآن ليس فيه ما ال معنى له‪ ،‬كما اتفقوا على أن جميع ما في القرآن يفهم معناه وميكن تدبره وإنه‬ ‫ليس في القرآن ما ال ميكن أن يعلم معناه أحد ‪.‬‬

‫بيان القرآن الكرمي لألحكام‬ ‫لقد تكفل القرآن الكرمي ببيان جميع األحكام واستيعابهــا فـــال يخــرج منــها شـــيء‪ ،‬كـــما قــال اهلل تعالـــى‪ :‬‬ ‫(‪ ،)4‬وهذا البيان وارد على حالتني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫احلالة األولى‪ :‬البيان بإقامة قاعدة شرعية عامة‪ ،‬يندرج حتتها كثير من جزئيات األحكام ‪ ،‬ومن أمثلة هذه‬ ‫القواعد‪:‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 7‬من سورة آل عمران‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 23‬من سورة الزمر‪ .‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري في كتاب التفسير‪ ،‬تفسير سورة آل عمران‪ ،‬باب منه آيات محكمات ‪ ،)4273(1655/4‬ومسلم في كتاب العلم‪،‬‬ ‫باب النهي عن أتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن االختالف في القرآن ‪.)2665( 2053/4‬‬ ‫(‪ )4‬اآلية ‪ 89‬من سورة النحل‪.‬‬ ‫‪233‬‬


‫القاعدة األولى‪ :‬األمر بالعدل واإلحسان؛ كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪. )1‬‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫القاعدة الثانية‪:‬الوفاء بااللتزامات والعقود؛ كما قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪. )2‬‬

‫احلالة الثانية‪:‬البيان املفصل بذكر تفريعات األحكام ‪ ،‬وله أمثلة‪:‬‬

‫املثال األول‪:‬‬ ‫مقادير املواريث؛ كما في قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫ ‬

‫(‪. )3‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬ ‫العقوبات في احلدود؛كما في قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫(‪)4‬‬

‫‪.‬‬

‫القراءة الشاذة‬ ‫القراءة الشاذة هي‪ :‬ما نقل إلينا نقال غير متواتر من قراءات القرآن الكرمي‪ ،‬مثل قراءة ابن مسعود ] في قوله‬ ‫(‪ ،)5‬حيث قرأها ] ‪( :‬فصيام ثالثة أيام متتابعات)‪،‬‬ ‫ ‬ ‫تعالى في ذكر كفارة اليمني ‪:‬‬ ‫فكلمة‪( :‬متتابعات) في هذه اآلية قراءة شاذة؛ ألنها لم تنقل إلينا نقال متواترا؛ فال ميكن احلكم عليها بأنها من‬ ‫القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫وقد اختلف األصوليون في االحتجاج بالقراءة الشاذة في األحكام الشرعية‪ ،‬والراجح من أقوالهم أنها حجة في‬ ‫األحكام؛ وذلك ألن راوي القراءة الشاذة يخبر أنه سمعها من النبي [ فال أقل من أن تكون سنة سمعها الصحابي‬ ‫من النبي [ بيانا لآلية الكرمية؛ فأخبر بها؛ فلذلك وجب العمل بها في األحكام‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 90‬من سورة النحل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )4‬اآلية ‪ 2‬من سورة النــور‪.‬‬

‫‪234‬‬

‫ ‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪1‬سورة املائدة ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬اآلية ‪ 89‬من سورة املائدة ‪.‬‬

‫(‪ )3‬اآلية ‪ 12‬من سورة النساء‪.‬‬


‫فكر‬ ‫تأمل املثال السابق في القراءة الشاذة ثم بني‪:‬ما الذي يترتب على خالف العلماء املشار إليه؟‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬السنة النبوية‬ ‫السنة في اللغة هي الطريقة والسيرة‪ ،‬حميدة كانت أو ذميمة‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫هلل[ ‪َ « :‬م ْن َس َّن ِفي الإْ ْسلاَ ِم ُس َّن ًة‬ ‫ص ِم ْن ُأ ُجور ِ​ِه ْم َش ْي ٌء‪َ ،‬و َم ْن َس َّن ِفي الإْ ْسلاَ ِم ُس َّن ًة َس ِّي َئ ًة‬ ‫َح َس َن ًة َف ُع ِم َل ب َِها َب ْعدَ ُه ُك ِت َب َل ُه ِمث ُْل َأ ْج ِر َم ْن َع ِم َل ب َِها‪َ ،‬ولاَ َي ْن ُق ُ‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ص ِم ْن َأ ْوزَار ِ​ِه ْم َش ْي ٌء»‬ ‫َف ُع ِم َل ب َِها َب ْعدَ ُه ُك ِت َب َع َل ْي ِه ِمث ُْل ِو ْز ِر َم ْن َع ِم َل ب َِها‪َ ،‬ولاَ َي ْن ُق ُ‬ ‫أما في االصطالح ‪ ،‬فهي ما ثبت عن النبي [ من قوله وفعله وتقريره‪.‬‬

‫نشاط‬ ‫بالرجوع إلى مصادر التعلم املختلفة مثل على ما يلي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬مثال حلديث قولي‪:‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مثال حلديث فعلي‪:‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم في كتاب العلم‪ ،‬باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضاللة ‪ ، )1017( 2059/4‬وفي كتاب الزكاة‪،‬‬ ‫باب احلث على الصدقة ولو بشق مترة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار ‪.)1017( 704/2‬‬ ‫‪235‬‬


‫مثال تقريره [ ‪:‬‬ ‫حديث عن معاوية بن احلكم السلمي ]‪ ،‬أن النبي [ قال للجارية‪ « :‬أين اهلل ؟» قالت‪ :‬في‬ ‫السماء‪ ،‬قال‪ « :‬من أنا؟» قالت‪ :‬أنت رسول اهلل‪ ،‬قال‪ « :‬أعتقها فإنها مؤمنة»(‪ ،)1‬فأقرها الرسول [‬ ‫على قولها‪:‬في السماء‪.‬‬

‫ما وجه التقرير في هذا احلديث؟‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫ُ‬ ‫وتركه‪ ،‬وإليك أمثلة توضح ذلك‪:‬‬ ‫وه ّمه‬ ‫ومما يدخل في فعله [ ‪:‬كتابته وإشارته َ‬

‫مثال كتابته [ ‪:‬‬ ‫هلل َع ْن ُه َما‪ ،‬عن أبي سفيان بن حرب ] َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫حديث َع ْب ِد ا ِ‬ ‫اس َر ِض َي ا ُ‬ ‫هلل [ َك َت َب‬ ‫هلل ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ِإ َلى َق ْي َص َر كتابا قال فيه‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ ،‬من محمد عبد اهلل ورسوله إلى ِه َرقل عظيم الروم‪،‬‬ ‫سالم على من اتبع الهدى‪ ،‬أما بعد‪ :‬فإني أدعوك بدعاية اإلسالم‪ ،‬أسلم تسلم يؤتك اهلل أجرك مرتني‪،‬‬ ‫فإن توليت فإن عليك إثم األريسيني‪،‬‬ ‫ ‬

‫(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم في كتاب املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب حترمي الكالم في الصالة ونسخ ما كان من إباحة ‪.)537( 381/1‬‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب بدء الوحي‪ ،‬باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول اهلل [‬ ‫باب كتاب النبي [ إلى هرقل يدعوه إلى اإلسالم ‪ ،)1773(1396/3‬واآلية رقم ‪ 64‬من سورة آل عمران‪.‬‬

‫‪ ،)7( 3/1‬ومسلم في كتاب اجلهاد والسير‪،‬‬

‫‪236‬‬


‫مثال إشارته [ ‪:‬‬ ‫ني عائشة –رضي اهلل عنها‪َ -‬قا َل ْت‪َ :‬ص َّلى َر ُس ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫هلل [ ِفي َب ْي ِت ِه َو ُه َو َش ٍاك‪َ ،‬ف َص َّلى‬ ‫حديث ُأ ِّم المْ ُؤْ ِم ِن َ‬ ‫َجا ِل ًسا‪َ ،‬و َص َّلى َو َرا َء ُه َق ْو ٌم ِق َيا ًما‪َ ،‬ف َأ َشا َر ِإ َل ْيهِ ْم َأ ْن ْاج ِل ُسوا‪َ ،‬ف َل َّما ان َْص َر َف َق َ‬ ‫ال‪«:‬إ مَِّنَا ُج ِع َل الإْ َما ُم ِل ُيؤْ مَ َّت ِب ِه؛‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وسا»‪.‬‬ ‫َفإ َذا َر َك َع َفا ْر َك ُعوا ‪َ ،‬و ِإ َذا َر َف َع َفا ْر َف ُعوا‪َ ،‬و ِإ َذا َص َّلى َجا ِل ًسا َف َص ُّلوا ُج ُل ً‬

‫همه [ ‪:‬‬ ‫مثال ِّ‬ ‫عن َأبِي ُه َر ْي َر َة ] َّأن َر ُس َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ني َصلاَ ُة ا ْل ِع َشا ِء َو َصلاَ ُة‬ ‫هلل [ قال‪َّ « :‬إن َأ ْث َق َل َصلاَ ةٍ َع َلى املُ َنا ِف ِق َ‬ ‫ا ْل َف ْجرِ‪َ ،‬و َل ْو َي ْع َل ُم َ‬ ‫ِالصلاَ ِة َف ُت َقا َم‪ُ ،‬ث َّم آ ُم ُر َر ُجلاً‬ ‫ون َما ِفيهِ َما لأَ َ ت َْو ُه َما َو َل ْو َح ْب ًوا‪َ ،‬و َل َقدْ َه َم ْم ُت َأ ْن آ ُم َر ب َّ‬ ‫اس‪ُ ،‬ث َّم َأن َْط ِلقَ َم ِعي ِبر َِج ٍال َم َع ُه ْم ُح َز ٌم ِم ْن َح َط ٍب ِإ َلى َق ْو ٍم لاَ َي ْش َهدُ َ‬ ‫الصلاَ َة؛ َف ُأ َح ِّر َق‬ ‫َف ُي َص ِّل َي بِال َّن ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫َع َل ْيهِ ْم ُب ُيوت َُه ْم بِال َّنارِ»‪ .‬متفق عليه‪.‬‬

‫ومثال تركه [ فعل أمر من األمور ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫عهد‬ ‫حديث عائشة ‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬أن النبي [ قال لها‪« :‬يا عائشة لوال أن قومك‬ ‫حديث ٍ‬ ‫بجاهليةٍ ألمرت بالبيت ُفهدم‪ ،‬فأدخلت فيه ما أخرج منه‪ ،‬وألزقته باألرض‪ ،‬وجعلت له بابني؛ بابا‬ ‫(‪)3‬‬ ‫شرقيا‪ ،‬وبابا غربيا‪ ،‬فبلغت به أساس إبراهيم»‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب اجلماعة واإلمامة‪،‬باب إمنا جعل اإلمام ليؤمت به ‪ ،)656( 243/1‬ومسلم في كتاب الصالة‪ ،‬باب ائتمام املأموم‬ ‫باإلمام ‪.)412( 309 /1‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب اجلماعة واإلمامة‪ ،‬باب وجوب صالة اجلماعة ‪ ،)618( 231/1‬ومسلم في كتاب املساجد ومواضع‬ ‫الصالة‪،‬باب فضل صالة اجلماعة وبيان التشديد في التخلف عنها ‪ )651(451/1‬وهذا لفظه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري في كتاب احلج‪،‬باب فضل مكة وبنيانها ‪ ،)1509(574/2‬ومسلم في كتاب احلج‪ ،‬باب نقض الكعبة وبنائها‬ ‫‪.)1333( 968/2‬‬

‫‪237‬‬


‫األدلة على أن السنة مصدر من مصادر التشريع‬

‫أو ًال من القرآن الكرمي ‪:‬‬ ‫وقد دل القرآن الكرمي على أن السنة النبوية مصدر من مصادر التشريع من وجوه متعددة‪:‬‬ ‫ ‬ ‫الوجه األول‪ :‬األمر بطاعة الرسول [ قال اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪:‬ترتب الوعيد على من يخالف أمر النبي [ قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫الوجه الثالث‪:‬األمر بالرد إلى الرسول [ ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.‬‬

‫نشاط‬ ‫بالرجوع إلى اثنني فأكثر من كتب التفسير املعتمدة؛ خلص تفسير إحدى اآليات السابقة‬ ‫الدالة على حجية السنة النبوية؛ مع ذكر أهم ما يستفاد منها‪.‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫‪...................................................................‬‬

‫ثاني ًا من السنة ‪:‬‬ ‫عن العرباض بن سارية ] قال‪ :‬صلى بنا رسول اهلل [ الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا‪ ،‬فوعظنا موعظة بليغة‬ ‫ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب‪ ،‬فقال قائل‪ :‬يا رسول اهلل كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال‪:‬‬ ‫«أوصيكم بتقوى اهلل والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا‪ ،‬فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختالفا كثيرا‪،‬‬ ‫وعضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومحدثات األمور‪ ،‬فإن‬ ‫فعليكم بسنتي وسنة اخللفاء الراشدين املهديني فتمسكوا بها َ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫كل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة»‪.‬‬ ‫(‪)3‬اآلية ‪ 59‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 63‬من سورة النور‪ .‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 32‬من سورة آل عمران‪ .‬‬ ‫(‪ )4‬رواه أحمد ‪ ،126/4‬وأبوداود في كتاب السنة‪ ،‬باب في لزوم السنة ‪ ،)4607(200/4‬والترمذي في كتاب العلم‪ ،‬باب ما جاء في األخذ‬ ‫بالسنة واجتناب البدع ‪ )2676(44/5‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪،‬و ابن ماجه في املقدمة‪ ،‬باب اتباع سنة اخللفاء الراشدين‬ ‫املهديني ‪ ،)42( 15/1‬و صححه ابن حبان ‪ ،)5( 178/1‬وقال احلاكم في املستدرك ‪ :174/1‬هذا حديث صحيح ليس له علة‪ ،‬ثم‬ ‫ذكر بعض متابعاته وقال عقب أحدها‪:‬هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعا وال أعرف له علة‪ ،‬ثم قال عقبها جميعا‪ :‬وقد استقصيت‬

‫‪238‬‬


‫وﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ َ‪َ » :€‬د ُﻋﻮ ِﻧﻲ َﻣﺎ َﺗ َﺮ ْﻛ ُﺘ ُﻜ ْﻢ ِإ ﱠﳕَﺎ َﻫ َﻠ َﻚ َﻣ ْﻦ َﻛ َ‬ ‫ﺎن َﻗ ْﺒ َﻠ ُﻜ ْﻢ ﺑ ُِﺴﺆَ ا ِﻟﻬِ ْﻢ َواﺧْ ِﺘ َﻼ ِﻓﻬِ ْﻢ َﻋ َﻠﻰ َأ ْﻧ ِﺒ َﻴﺎ ِﺋﻬِ ْﻢ َﻓﺈ َذا َﻧ َﻬ ْﻴ ُﺘ ُﻜ ْﻢ‬ ‫ﺎﺟ َﺘ ِﻨ ُﺒﻮ ُﻩ َو ِإ َذا َأ َﻣ ْﺮﺗ ُ​ُﻜ ْﻢ ِﺑ َﺄ ْﻣ ٍﺮ َﻓ ْﺄﺗُﻮا ِﻣ ْﻨ ُﻪ َﻣﺎ ْاﺳ َﺘ َﻄ ْﻌ ُﺘ ْﻢ« )‪.(١‬‬ ‫َﻋ ْﻦ َﺷ ْﻲءٍ َﻓ ْ‬

‫ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ اﻹﺟﻤﺎع ‪:‬‬ ‫ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﺔ ﳑﻦ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﺈﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﺪﻻﻟﺔ‬ ‫اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ وﻟﺰوﻣﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ‬ ‫‪(١‬اﻟﺘﺄﻛﻴــــﺪ ‪ :‬وﺗﺴﻤﻰ اﻟﺴﻨﺔ ِ‬ ‫اﳌﺆﻛﺪة وﻫﻰ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﻘﺮآن ﻣﻦ ﻛﻞ وﺟﻪ‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜــﻠــــﺔ ذﻟﻚ ﻗـــﻮﻟــــــﻪ ‪: €‬‬ ‫»إﻧﻪ ﻻ ﻳﺤــﻞ ﻣــــﺎل ٍ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ إﻻ ﺑﻄﻴﺐ ﻧﻔﺲ ﻣﻨــــﻪ«)‪ ،(٢‬ﻓـــــﺈن اﳊﺪﻳــــﺚ ﻳـــﺆﻛـــﺪ اﻟﻨﻬــــﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻟــــﻪ ﺟــــﻞ وﻋــــــــﻼ‪:‬‬ ‫اﻣــﺮئ ٍ‬ ‫)‪.(٣‬‬

‫‪(٢‬اﻟﺒﻴﺎن ‪ :‬وﺗﺴﻤﻰ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺒﻴﻨﺔ أو اﳌﻔﺴﺮة ﳌﺎ أﺟﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻓﺈن اﻟﻘﺮآن أﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫وﺟﻪ اﻹﺟﻤﺎل ﺛﻢ ﺟﺎءت اﻟﺴﻨﺔ ﻟﺒﻴﺎن أوﻗﺎﺗﻬﺎ وﺷﺮوﻃﻬﺎ وﻣﻮاﻧﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺎل ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎة واﻟﺼﻴﺎم واﳊﺞ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﳑﺎ‬ ‫ﻼ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﺛﻢ ﺗﻮﻟﺖ اﻟﺴﻨﺔ ﺷﺮﺣﻪ وإﻳﻀﺎﺣﻪ‪.‬‬ ‫ﺟﺎء ﻣﺠﻤ ً‬

‫‪(٣‬اﻻﺳﺘﻘﻼل ‪:‬‬ ‫وﺗﺴﻤﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﺎ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻘﺮآن وﺟﺎءت ﺑﻬﺎ اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﲢﺮﱘ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺮأة وﻋﻤﺘﻬﺎ أو‬ ‫ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻜﺎح؛ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‪» : €‬ﻻ ُﻳﺠﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺮأة وﻋﻤﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﺑﲔ اﳌﺮأة وﺧﺎﻟﺘﻬﺎ«)‪ ،(٤‬ﻓﺈن ﻫﺬا ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم‬ ‫اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﻠﺖ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺒﻴﺎﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬ﺑﺎب اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺴﲍ رﺳﻮل اﷲ ‪€‬‬

‫‪ ،‬رﻗﻢ )‪ ، (٧٢٨٨‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﳊﺞ‪ ،‬ﺑﺎب‬

‫ﻓﺮض اﳊﺞ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ رﻗﻢ )‪.(١٥٠٤‬‬ ‫)‪ (٢‬رواﻩ أﺣﻤﺪ ‪ ،٧٢/٥‬وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ‪ ،١٤٠/٣‬وﻫﺬا ﻟﻔﻈﻪ‪ ،‬واﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﲍ اﻟﻜﺒﺮى ‪. ١٠٠/٦‬‬ ‫)‪ (٣‬اﻵﻳﺔ ‪ ٢٩‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ‪.‬‬ ‫)‪ (٤‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻨﻜﺎح‪ ،‬ﺑﺎب ﻻ ﺗﻨﻜﺢ اﳌﺮأة ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺘﻬﺎ رﻗﻢ )‪ ،(٥١٠٩‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻨﻜﺎح‪ ،‬ﺑﺎب ﲢﺮﱘ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺮأة‬ ‫وﻋﻤﺘﻬﺎ أو ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻜﺎح رﻗﻢ )‪.(١٤٠٨‬‬

‫‪≤≥π‬‬


‫ﻓﻜﺮ‬ ‫أ‪ -‬ﻗﺎل ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻓﻀﺎﻟﺔ اﳌﺎﻟﻜﻲ‪ :‬ﳌﺎ ﺑﻨﻲ ﻫﺬا اﳌﺴﺠﺪ ‪ -‬ﻣﺴﺠﺪ اﳉﺎﻣﻊ‪ -‬إذا ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﲔ – رﺿﻲ‬ ‫اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ‪ -‬ﺟﺎﻟﺲ‪ ،‬ﻓﺬﻛﺮوا ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮان اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم‪ :‬ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﻨﺠﻴﺪ‪ ،‬إﻧﻜﻢ ﻟﺘﺤﺪﺛﻮﻧﻨﺎ‬ ‫ﺑﺄﺣﺎدﻳﺚ ﻟﻢ ﳒﺪ ﻟﻬﺎ أﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن! ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻤﺮان‪ ،‬وﻗﺎل ﻟﻠﺮﺟﻞ‪ :‬ﻗﺮأت اﻟﻘﺮآن؟ ﻗﺎل‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﻗﺎل‪:‬‬ ‫ﻓﻬﻞ وﺟﺪت ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء أرﺑﻌﺎً‪ ،‬ووﺟﺪت اﳌﻐﺮب ﺛﻼﺛﺎً‪ ،‬واﻟﻐﺪاة رﻛﻌﺘﲔ‪ ،‬واﻟﻈﻬﺮ أرﺑﻌﺎً‪ ،‬واﻟﻌﺼﺮ أرﺑﻌﺎً؟‬ ‫ﻗﺎل‪ :‬ﻻ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻌﻤﻦ أﺧﺬﰎ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن؟ أﻟﺴﺘﻢ ﻋﻨﺎ أﺧﺬﲤﻮﻩ‪ ،‬وأﺧﺬﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﺒﻲ اﷲ؟ ووﺟﺪﰎ ﻓﻲ ﻛﻞ أرﺑﻌﲔ‬ ‫درﻫﻤ ًﺎ درﻫﻤﺎً‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺬا ﺷﺎة‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺬا ﺑﻌﻴﺮاً ﻛﺬا‪ ،‬أوﺟﺪﰎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﻫﺬا ؟‬ ‫ﻗﺎل‪ :‬ﻻ ‪ .‬ﻗﺎل‪ :‬ﻓﻌﻤﻦ أﺧﺬﰎ ﻫﺬا ؟ أﺧﺬﻧﺎﻩ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ وأﺧﺬﲤﻮﻩ ﻋﻨﺎ‪.‬‬ ‫وﻗﺎل‪ :‬وﺟﺪﰎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن‪ ،﴾ ¤ £ ¢ ﴿ :‬أوﺟﺪﰎ ﻓﻄﻮﻓﻮا ﺳﺒﻌﺎً‪ ،‬وارﻛﻌﻮا رﻛﻌﺘﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻠﻒ اﳌﻘﺎم؟ أوﺟﺪﰎ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن؟ ﻓﻌﻤﻦ أﺧﺬﲤﻮﻩ؟ أﻟﺴﺘﻢ أﺧﺬﲤﻮﻩ ﻋﻨﺎ وأﺧﺬﻧﺎﻩ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ‪.‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬ﺑﻠﻰ‪.‬‬ ‫ﻗﺎل‪ :‬أوﺟﺪﰎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ‪» :‬ﻻ ﺟﻠﺐ وﻻ ﺟﻨﺐ وﻻ ﺷﻐﺎر ﻓﻲ اﻹﺳﻼم«؟ أوﺟﺪﰎ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن؟‬ ‫ﻗﺎﻟﻮا‪ :‬ﻻ‪ .‬ﻗﺎل ﻋﻤﺮان‪ :‬ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ‪ €‬ﻳﻘﻮل‪» :‬ﻻ ﺟﻠﺐ وﻻ ﺟﻨﺐ وﻻ ﺷﻐﺎر ﻓﻲ اﻹﺳﻼم«‪.‬‬ ‫ﻗﺎل‪ :‬ﺳﻤﻌﺘﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ‪ ،﴾w v u t s r q p ﴿ :‬ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮان‪:‬‬ ‫ﻓﻘﺪ أﺧﺬﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﺒﻲ اﷲ أﺷﻴﺎء ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻢ‪.‬‬ ‫ﻗﺎل‪:‬ﺛﻢ ذﻛﺮ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪ :‬ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮل ﻷﻗﻮام‪ñ ð ï î í ì ë ê é è﴿ :‬‬ ‫‪öõôóò‬ﰥ‪üû‬ﰨ ﰩ ﰪﰫﰬﰭ ﰮ ﰯﰰﰱﰲ ﰳ !"‬

‫‪ ﴾% $ #‬ﻗﺎل ﺣﺒﻴﺐ‪ :‬ﻓﺄﻧﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮان ﻳﻘﻮل‪ :‬اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ دون ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻮن‪.‬‬

‫)‪(١‬‬

‫وﻓﻲ رواﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳊﺴﻦ‪ :‬أن اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮان ›‪ :‬أﺣﻴﻴﺘﻨﻲ أﺣﻴﺎك اﷲ ﻳﺎ أﺑﺎ ُﳒﻴﺪ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﺎل اﳊﺴﻦ‪:‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻣﺎت اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎء اﳌﺴﻠﻤﲔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ دﻻﺋﻞ اﻟﻨﺒﻮة ‪ ، ٢٦-٢٥/١‬واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪ ،(٥٤٧)٢١٩/١٨‬واﳌﺮوزي ﻓﻲ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻗﺪر اﻟﺼﻼة‬ ‫ِﺐ ﻓﻴﻪ اﻟ ﱠﺰ َﻛﺎ ُة ‪ ،(١٥٦١)٩٤/٢‬واﺑﻦ أﺑﻲ‬ ‫‪ (١٠٨١)١٠٠٧/٢‬ﻫﻜﺬا ﻣﻄﻮﻻ‪،‬ورواﻩ ﻣﺨﺘﺼﺮا أﺑﻮ داود ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة‪َ ،‬ﺑﺎب ﻣﺎ َﲡ ُ‬ ‫ﻋﺎﺻﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ ‪ ،٣٨٦/٢‬واﻟﻬﺮوي ﻓﻲ ذم اﻟﻜﻼم وأﻫﻠﻪ ‪. ٨٠-٧٩/٢‬‬ ‫)‪ (٢‬ﻫﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﻬﺮوي ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳊﺴﻦ‪.‬‬ ‫∞‪≤¥‬‬


‫ب‪ -‬روى اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ › ﻳﻮ ًﻣﺎ ﺣﺪﻳ ًﺜﺎ وﻗﺎل‪ :‬إﻧﻪ ﺻﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻞ‪ :‬أﺗﻘﻮل ﺑﻪ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ؟‬ ‫ﻓﺎﺿﻄﺮب‪ ،‬وﻗﺎل‪ :‬ﻳﺎ ﻫﺬا أرأﻳﺘﻨﻲ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺎ؟! أرأﻳﺘﻨﻲ ﺧﺎرﺟﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﻴﺴﺔ؟! أرأﻳﺖ ﻓﻲ وﺳﻄﻲ ُزﻧ ًﱠﺎرا )‪(١‬؟!‬ ‫أروي ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ €‬وﻻ أﻗﻮل ﺑﻪ‪.‬‬ ‫وﺣ َ‬ ‫أي أرض ﺗُﻘﻠﻨﻲ‪ ،‬وأي ﺳﻤﺎء ﺗﻈﻠﻨﻲ؛ إذا‬ ‫ﺎل ﻟﻮﻧُﻪ‪ ،‬وﻗﺎل‪َ :‬و ْﻳ َﺤ َﻚ‪ ،‬ﱡ‬ ‫وﻓﻲ رواﻳﺔ‪:‬ﻓﺎرﺗﻌﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﺻ َﻔ ﱠﺮ َ‬ ‫روﻳﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ €‬ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻠﻢ أﻗﻞ ﺑﻪ‪ ،‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮأس واﻟﻌﲔ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وﻳﺖ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ‪ €‬ﺣﺪﻳﺜﺎ وﻟﻢ آﺧﺬ ﺑﻪ ﻓ ُﺄﺷﻬﺪﻛﻢ أن ﻋﻘﻠﻲ ﻗﺪ ذﻫﺐ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ ﻟﻔﻆ‪ :‬ﻣﺘﻰ َر ُ‬

‫)‪(٢‬‬

‫اﻗﺮأ اﳋﺒﺮﻳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺑﺘﻤﻌﻦ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ وﻓﻖ اﶈﺎور اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫أوﻻ‪:‬ﻣﺎ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أوﺟﺒﺖ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﳋﺒﺮﻳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ‪ -‬أن ﻳﻈﻨﻮا ﻋﺪم‬ ‫ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬ﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻴﺌﺔ ‪-‬اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺘﺠﻬﺎ ﻣﻦ اﳋﺒﺮﻳﻦ وﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ‪ -‬اﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻻ‬ ‫ﻳﺤﺘﺞ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬ﻣﺎ ﺧﻄﻮرة ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﳌﺴﻠﻢ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪:‬ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ أن ﺗﺮد ﻋﻠﻰ دﻋﺎة ﻋﺪم اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ؟‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬ ‫)‪ (١‬اﻟﺰﻧﺎر ﺣﺰام اﻟﻨﺼﺎرى‪.‬‬ ‫)‪ (٢‬ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ‪ ، ١٣٨،١٤١/ ٢‬وﻣﻔﺘﺎح اﳉﻨﺔ ت‪ /‬ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﺎﺧﻮري ص‪.١٤٨‬‬

‫‪≤¥±‬‬


‫خامسا‪ :‬ما املوقف الذي يجب عليك اتخاذه حني تسمع أو تقرأ لشخص يشكك في االحتجاج‬ ‫بالسنة النبوية؟‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬

‫نشاط‬ ‫مد َّو َن ٌة في كتب احلديث ‪ ،‬وأهمها‪ :‬الكتب الستة واملسند؛بالرجوع إلى مصادر‬ ‫السنة َ‬ ‫التعلم‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ما املراد بالكتب الستة واملسند‪.‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫تعرف على مصادر أخرى ألحاديث النبي [ ودونها هنا‪.‬‬ ‫ب‪ّ -‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬

‫الدليل الثالث‪:‬اإلجماع‬ ‫اإلجماع هو املصدر الثالث من مصادر التشريع وهو يعتمد ويستند على املصدرين السابقني الكتاب والسنة ‪،‬‬ ‫ويحتاج إلى دليل صريح أو إجمالي من القرآن الكرمي أو السنة املطهرة ‪ ،‬ومجتهدوا األمة مهمتهم الكشف عن حكم‬ ‫اهلل في املسألة بواسطة االجتهاد ‪ ،‬فاإلجماع يكون على داللة النص الشرعي على حكم معني ‪.‬‬

‫تعريفه ‪:‬‬ ‫اإلجماع في اللغة يطلق على معنيني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫أحدهما‪ :‬العزم والتصميم قال اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫وثانيهما‪ :‬االتفاق واالجتماع يقال‪:‬أجمع القوم على كذا أي اتفقوا عليه‪.‬‬ ‫اصطالح ًا ‪ :‬هو اتفاق املجتهدين من أمة محمد [ بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 71‬من سورة يونس عليه السالم‪.‬‬ ‫‪242‬‬


‫شرح التعريف‪:‬‬ ‫< اتفاق ‪ :‬خرج به االختالف ولو من واحد فإذا خالف ولو واحد فال ينعقد اإلجماع ‪.‬‬ ‫< املجتهدون‪ :‬خرج به العوام واملقلدون فال يعتبر وفاقهم وال خالفهم ‪.‬‬ ‫< هذه األمة‪ :‬خرج به إجماع غير هذه األمة فال عبرة بإجماعهم ‪.‬‬ ‫< بعد وفاة النبي [ ‪ :‬خرج به اتفاقهم في عهد النبي [ فال يعتبر إجماعا ألن قول الصحابي كنا نفعل أو‬ ‫ال لإلجماع ‪.‬‬ ‫كانوا يفعلون كذا في عهد النبي [ يكون مرفوع ًا حكم ًا ال نق ً‬ ‫< على حكم شرعي ‪ :‬خرج به اتفاقهم على حكم غير شرعي فال دخل له هنا ‪.‬‬

‫حجية اإلجماع‬ ‫اإلجماع حجة مطلقاً‪ ،‬واألدلة على ذلك كثيرة منها‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪ ،)1‬ووجه الداللة من هذه اآلية أن اهلل توعد من يتبع غير سبيل املؤمنني‬ ‫ ‬ ‫بالعذاب الشديد‪ ،‬وال يكون هذا الوعيد إال على شيء محرم ‪ ،‬فيكون إتباع سبيل غير املؤمنني محرم ًا ‪ ،‬ويلزم من‬ ‫وجوب إتباع سبيل املؤمنني حجية اإلجماع إذ املراد بسبيل املؤمنني ما يختارونه من قول أو فعل أو اعتقاد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬قوله [ ‪«:‬إن اهلل ال يجمع أمتي أو قال أمة محمد [ على ضاللة» (‪.)2‬‬ ‫‪ -3‬قوله [ «ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر اهلل وهم ظاهرون» (‪ ،)3‬قال النووي‪ :‬فيه دليل لكون‬ ‫(‪)4‬‬ ‫اإلجماع حجة وهو أصح ما استدل به له من احلديث‪.‬‬

‫أنواع اإلجماع‬ ‫‪ -1‬إجماع صريح –قولي‪:-‬‬ ‫وهو أن تتفق آراء املجتهدين بأقوالهم وأفعالهم على حكم في مسألة معينة ‪،‬أو أن يفتي كل عالم في املسألة‬ ‫برأي‪ ،‬وتتحد الفتاوى على شيء واحد‪ ،‬وهذا اإلجماع يفيد اليقني والقطعية‪،‬وهو ما يعلم وقوعه من األمة بالضرورة‬ ‫كاإلجماع على وجوب الصلوات اخلمس وحترمي الزنا ‪،‬وهذا النوع ال أحد ينكر ثبوته وال كونه حجة ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 115‬من سورة النساء‪.‬‬

‫(‪ )2‬رواه الترمذي في كتاب الفنت‪ ،‬باب ما جاء في لزوم اجلماعة رقم (‪ ،)2167‬والنسائي بنحوه في كتاب احملاربة‪ ،‬باب قتل من فارق اجلماعة رقم‬ ‫(‪ ،)4025‬واحلاكم ‪ ،115/1‬وقد روي عن جماعة من الصحابة رضي اهلل عنهم وعامة أسانيده ال تخلوا من مقال‪ ،‬ولكن له طرق كثيرة وشواهد‬ ‫يثبت اخلبر مبثلها‪،‬وقد صححه األلباني في صحيح اجلامع (‪.)1848( ،)1786( ، )1815‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري في كتاب االعتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب قول النبي [ ‪:‬ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين على احلق وهم أهل العلم ‪ ،)6881(2667/6‬ومسلم‬ ‫في كتاب اإلمارة‪ ،‬باب قوله [ ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين على احلق ال يضرهم من خالفهم ‪ ،)1921(1523/3‬وبنحوه أخرجاه من حديث معاوية ]‪،‬‬ ‫وبنحوه أيضا رواه مسلم عن ثوبان‪ ،‬و جابر بن سمرة ‪ ،‬وجابر بن عبد اهلل‪ ،‬وعقبة بن عامر‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص رضي اهلل عنهم في املوضع السابق‪.‬‬ ‫(‪ )4‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.67/13‬‬

‫‪243‬‬


‫‪ -2‬إجماع سكوتي ‪:‬‬ ‫وهو أن يقول بعض املجتهدين في العصر الواحد قو ًال في مسألة ‪ ،‬وينتشر هذا القول ‪ ،‬ويسكت املجتهدون في‬ ‫ذلك العصر بعد اطالعهم على هذا القول ‪ ،‬من غير إنكار ‪.‬‬ ‫وهذا اإلجماع يفيد الظن ال اليقني والقطعية ‪ ،‬وقد اختلف العلماء على حجية إجماع السكوت فبعضهم اعتبره‬ ‫حجة والبعض اآلخر لم يعتبره حجة وسبب اخلالف هو أن السكوت محتمل للرضا وعدمه ‪،‬فمن رجح جانب الرضا‬ ‫وجزم به قال إنه حجة ‪ ،‬ومن رجح جانب املخالفة وجزم به قال إنه ال يكون حجة‪،‬لذلك ال ميكن إطالق احلكم على‬ ‫إجماع السكوت بل ال بد من النظر في القرائن وأحوال الساكتني ‪.‬‬

‫أمثلة على اإلجماع‬ ‫املثال األول‪:‬‬ ‫إجماع العلماء على أن الصلوات اخلمس املكتوبات فرائض‪.‬‬

‫املثال الثاني‪:‬‬ ‫إجماع العلماء على أن صالة الفجر ركعتان في السفر واحلضر‪.‬‬

‫املثال الثالث‪:‬‬ ‫إجماع الصحابة رضي اهلل عنهم على املصحف الشريف الذي بأيدي املسلمني اليوم بعدما جمعه‬ ‫اخلليفة الراشد عثمان بن عفان ] ‪.‬‬

‫شروط االستدالل باإلجماع ‪:‬‬ ‫‪ )1‬أن يثبت بطريق صحيح ‪ :‬بأن يكون إما مشهوراً بني العلماء‪ ،‬أو ناقله ثقة واسع االطالع ‪.‬‬ ‫‪ )2‬أال يسبقه خالف مستقر ‪ :‬فإن سبقه خالف ‪ -‬ممن يعتبر خالفه ‪ -‬ولم يتراجع املخالف عن قوله فال إجماع ألن‬ ‫األقوال ال تبطل مبوت قائليها‪ ،‬أما إن تراجع املخالف عن قوله ووافق ما اجمع عليه يكون إجماع ًا ألن اخلالف لم يستقر‪.‬‬

‫‪244‬‬


‫كثرة مسائل اإلجماع‬ ‫لكثرة ما يتداول العلماء واملفتون مسائل اخلالف بينهم‪ ،‬ويسمعها الناس قد يظن ظان قلة مسائل اإلجماع‪ ،‬قال‬ ‫أبو إسحاق اإلسفراييني‪ :‬نحن نعلم أن مسائل اإلجماع أكثر من عشرين ألف مسألة‪ ،‬وبهذا يرد قول امللحدة‪ :‬إن‬ ‫هذا الدين كثير االختالف إذ لو كان حقا ملا اختلفوا فيه‪ ،‬فنقول‪ :‬أخطأت بل مسائل اإلجماع أكثر من عشرين ألف‬ ‫مسألة‪ ،‬ثم لها من الفروع التي يقع االتفاق منها وعليها وهي صادرة عن مسائل اإلجماع التي هي أصول أكثر من مائة‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ألف مسألة‪ .‬انتهى‬ ‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬فإن قال قائل‪ :‬مسائل االجتهاد واخلالف في الفقه كثيرة جدا في هذه األبواب‪.‬‬ ‫قيل له‪ :‬مسائل القطع والنص واإلجماع بقدر تلك أضعافا مضاعفة‪ ،‬وإمنا كثرت لكثرة أعمال العباد وكثرة‬ ‫أنواعها‪ ،‬فإنها أكثر ما يعلمه الناس مفصال‪ ،‬ومتى كثر الشيء إلى هذا احلد كان كل جزء منه كثيرا‪ ،‬من ينظرها‬ ‫مكتوبة فال يرتسم في نفسه إال ذلك‪ ،‬كما يطالع تواريخ الناس والفنت وهي متصلة في اخلبر فيرتسم في نفسه أن‬ ‫العالم ما زال ذلك فيه متواصال‪ ،‬واملكتوب شيء والواقع أشياء كثيرة‪ ،‬فكذلك أعمال العباد وأحكامها‪ ،‬ولكن أكثر‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الناس ال يعلمون ذلك‪.‬‬

‫السبيل إلى معرفة اإلجماع‬ ‫االطالع على اإلجماع والعلم به يكون بأحد طريقني ‪:‬‬ ‫‪ )1‬اإلخبار والنقل إن كان اإلجماع متقدما ‪ ،‬وميكن العلم باإلجماع واالطالع عليه في جميع العصور؛ من خالل‬ ‫املؤلفات التي عنيت بنقل اإلجماع ‪.‬‬ ‫‪ )2‬املشافهة واملشاهدة إن كان اإلجماع قد حصل في عصر املجتهدين ‪.‬‬

‫(‪ )1‬البحر احمليط في أصول الفقه ‪ ،490/3‬التقرير والتحبير ‪.111-110/3‬‬ ‫(‪ )2‬االستقامة ‪.60 59-/1‬‬ ‫‪245‬‬


‫املؤلفات في اإلجماع‬ ‫لقد حرص العلماء رحمهم اهلل تعالى على الكتابة في اإلجماع وأحكامه ومسائله‪ ،‬وميكن تقسيم الكتب املعتنية‬ ‫باإلجماع إلى ما يلي‪:‬‬

‫أو ًال مؤلفات تدرس اإلجماع وأحكامه‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ .1‬حجية اإلجماع للدكتور عدنان السرميني ‪.‬‬ ‫‪ .2‬مدارك احلق اإلجماع ومباحثه للدكتور محمد صالح الفرفور‪.‬‬ ‫‪ .3‬أحكام اإلجماع والتطبيقات عليها من خالل كتابي ابن املنذر وابن حزم خللف بن محمد احلمد‪.‬‬ ‫‪ .4‬مناقشة االستدالل باإلجماع للدكتور فهد السدحان‪.‬‬ ‫‪ .5‬قوادح االستدالل باإلجماع للدكتور سعد الشثري‪.‬‬

‫ثاني ًا مؤلفات جتمع مسائل اإلجماع‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ .1‬اإلجماع ألبي بكر محمد بن إبراهيم بن املنذر‪.‬‬ ‫‪ .2‬مراتب اإلجماع ألبي محمد علي بن حزم‪.‬‬ ‫‪ .3‬نقد مراتب اإلجماع البن حزم لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬ ‫‪ .4‬اإلقناع في مسائل اإلجماع ألبي احلسن بن القطان‪.‬‬ ‫‪ .5‬اإلجماع البن عبدالبر مجموع من كتاب التمهيد له‪ ،‬جمع‪ :‬فؤاد الشلهوب وعبدالوهاب الشهري‪.‬‬ ‫‪ .6‬موسوعة اإلجماع في الفقه اإلسالمي لسعدي أبو جيب‪ .‬وهو من أجمع كتب اإلجماع‪.‬‬

‫ثالث ًا مؤلفات تعتني بنقل اإلجماع وإن لم تكن خاصة به‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ .1‬التمهيد ملا في املوطأ من املعاني واألسانيد‪ ،‬للحافظ أبي عمر يوسف بن عبدالبر القرطبي‪.‬‬ ‫‪ .2‬املجموع شرح املهذب‪ ،‬لإلمام أبي زكريا يحي بن شرف النووي‪.‬‬ ‫‪ .3‬املغني شرح مختصر اخلرقي‪ ،‬للشيخ موفق الدين أبي محمد عبداهلل بن أحمد بن قدامة املقدسي‪.‬‬

‫‪246‬‬


‫نشاط‬ ‫بالرجوع إلى أحد مصادر نقل اإلجماع كما تعرفت عليها في الفقرة السابقة؛ انقل ثالثة‬ ‫أمثلة ملسائل مجمع عليها من أبواب مختلفة؛ وفق اجلدول التالي‪:‬‬

‫املسألة‬

‫نص الكتاب‬

‫اسم الكتاب‬

‫رقم اجلزء ولصفحة‬

‫‪................... ................... ................... ...................‬‬ ‫‪................... ................... ................... ...................‬‬ ‫‪................... ................... ................... ...................‬‬ ‫‪................... ................... ................... ...................‬‬ ‫‪................... ................... ................... ...................‬‬ ‫‪................... ................... ................... ...................‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬القياس‬ ‫تعريف القياس‬ ‫لغة ‪:‬هو التقدير أي معرفة قدر الشيء ‪ ،‬يقال قست الثوب بالذراع إذا قدرتَه به ‪.‬‬ ‫وفي االصطالح ‪ :‬إحلاق فرع بأصل في حكم شرعي لع َّلة جامعة بينهما‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك‪ :‬أنه إذا وردت واقعة لم يرد في حكمها نص وال إجماع أحلقت في احلكم بواقعة أخرى متاثلها في‬ ‫العلة؛ ثبت حكمها بالنص أو اإلجماع‪.‬‬

‫أركان القياس‬ ‫من تعريف القياس السابق نستنتج أن للقياس أربعة أركان هي ‪:‬‬ ‫الركن األول ‪ :‬األصل ‪.‬‬ ‫وهو احملل الذي ثبت فيه احلكم‪ ،‬ويسمى املقيس عليه ‪ ،‬واملشبه به‪ ،‬وامللحق به ‪.‬‬ ‫الركن الثاني ‪ :‬الفرع ‪.‬‬ ‫وهو احملل الذي لم يرد فيه نص‪ ،‬ويراد معرفة حكمه‪ ،‬ويسمى املقيس‪ ،‬واملشبه‪ ،‬وامللحق ‪.‬‬ ‫‪247‬‬


‫الركن الثالث ‪ :‬حكم األصل ‪.‬‬ ‫وهو احلكم الشرعي الثابت لألصل بالكتاب أو السنة أو اإلجماع ‪.‬‬ ‫أما حكم الفرع فال يعتبر ركن ًا ألن حكم الفرع إمنا هو ثمرة القياس ونتيجته ‪ ،‬ألن ظهوره للمجتهد متأخر عن‬ ‫حكم األصل ‪ ،‬فهو لم يظهر له إال بعد عملية القياس ‪.‬‬ ‫الركن الرابع ‪ :‬العلة ‪.‬‬ ‫وهي الوصف الذي شرع اهلل من أجله حكم األصل ووجده املجتهد في الفرع أيضا ‪.‬‬

‫مثال القياس‬ ‫هذا مثال للقياس توجد فيه األركان األربعة السابقة ‪:‬‬ ‫قوله [ « ليس للقاتل شيء‪ ،‬وإن لم يكن له وارث فوارثه أقرب الناس إليه‪ ،‬وال يرث القاتل شيئا»‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫هذا احلديث يدل على أن الوارث إذا قتل مورثه فإنه ال يرثه‪.‬‬ ‫فحرمان الوارث القاتل من امليراث حكم شرعي ‪ ،‬فإذا بحث املجتهد عن علة هذا احلكم فإنه يجد أنها القتل‬ ‫احملرم‪ ،‬وحيثما وجدت هذه العلة غلب على ظنه وجود احلكم معها ‪ ،‬ألن احلكم يدور مع علته وجوداً وعدم ًا ‪.‬‬ ‫املوصى له ِ‬ ‫املوصي فإنه مينع من أخذ الوصية لوجود العلة وهي ( القتل غير املشروع ) ‪.‬‬ ‫ولذلك إذا قتل َ‬ ‫• فقتل الوارث مورثه ‪ :‬هو األصل املنصوص على حكمه ‪.‬‬ ‫• ومنع القاتل من امليراث ‪ :‬هو حكم األصل ‪.‬‬ ‫• والقتل احملرم ‪ :‬هو علة احلكم ‪.‬‬ ‫• وقتل املوصى له املوصي ‪ :‬هو الفرع ‪.‬‬

‫حجية القياس‬ ‫لقد دل الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي اهلل عنهم على أن القياس حجة‪ ،‬وهو أحد األدلة التي تثبت بها األحكام‬ ‫الشرعية ‪.‬‬

‫األدلة على حجيته من الكتاب ‪:‬‬ ‫(‪ ،)2‬حيث إن االعتبار عند أهل اللغة هو متثيل الشيء بغيره‪،‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫وإجراء حكمه عليه ‪ ،‬ومساواته به ‪ ،‬وهذا هو القياس ‪ .‬وقد أمر الشارع –هنا‪ -‬بالقياس ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه أبو داود في كتاب الديات‪ ،‬باب ديات األعضاء ‪ ،)4564(189/4‬والبيهقي ‪.220/6‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية‪ 2 :‬من سورة احلشر‪.‬‬ ‫‪248‬‬


‫ ‬ ‫‪-2‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫متثيل الشيء بالشيء وتشبيه أحدهما باآلخر‪.‬‬

‫(‪ ، )1‬حيث أن القياس حقيقة هو‪:‬‬ ‫( ‪، )2‬‬

‫ ‬ ‫‪-3‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫فشبه إحياء األموات بإحياء األرض وهذا هو القياس ‪.‬‬

‫األدلة على حجية القياس من السنة ‪:‬‬

‫‪ -1‬حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ :‬أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي [ فقالت‪ :‬إن أمي نذرت أن حتج‬ ‫فلم حتج حتى ماتت‪ ،‬أفأحج عنها؟ قال‪«:‬نعم حجي عنها؛ أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا اهلل‬ ‫فاهلل أحق بالوفاء» (‪ ،)3‬ووجه الداللة هي أن الرسول [ قاس دين اهلل تعالى على دين اآلدمي‪.‬‬ ‫‪-2‬حديث معاذ ] ‪ :‬أن النبي [ قال له حني بعثه إلى اليمن‪« :‬كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟» قال‬ ‫أقضي بكتاب اهلل‪ .‬قال‪« :‬فإن لم يكن في كتاب اهلل؟» قال‪ :‬فسنة رسول اهلل [ ؟ قال‪« :‬فإن لم يكن في سنة رسول‬ ‫اهلل [؟» قال‪ :‬أجتهد رأيي وال آلو‪ .‬قال‪ :‬فضرب صدري‪ ،‬فقال‪« :‬احلمد هلل الذي وفق رسول رسول اهلل [ ملا‬ ‫(‪)4‬‬ ‫يرضى رسوله»‪.‬‬ ‫فصوبه النبي [ على ذلك ‪ ،‬وهذا يدل على جواز أخذ األحكام عن طريق االجتهاد والقياس نوع من أنواع‬ ‫ال من أدلة الشرع ‪.‬‬ ‫االجتهاد فيكون القياس دلي ً‬

‫األدلة على حجية القياس من اإلجماع‬ ‫ثبت عن كثير من الصحابة القول بالقياس والعمل به في الوقائع التي ال نص فيها ‪ ،‬وانتشر ذلك بينهم‪ ،‬ولم ينكره‬ ‫منكر فكان إجماعاً‪،‬ومن أمثلة ذلك ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل لديننا‪ ،‬أفال نرضاه‬ ‫‪ -1‬قياسهم خالفة أبي بكر ] على اإلمامة في الصالة وقالوا في ذلك ‪َ ( :‬ر ِض َي ُه‬ ‫(‪)5‬‬ ‫لدنيانا)‪ ،‬فقاسوا توليه اخلالفة ‪ ،‬على توليه اإلمامة بالناس بأمر النبي [ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬قياس عبداهلل بن عباس رضي اهلل عنهما اجلد على ابن االبن في حجب األخوة ‪ ،‬فيأخذ اجلد _ أب األب‪-‬‬ ‫حكم األب فيحجب اإلخوة من امليراث ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية (‪ )9‬سورة فاطر‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية (‪ )26‬سورة البقرة ‪.‬‬ ‫(‪)3‬رواه البخاري في أبواب اإلحصار وجزاء الصيد‪ ،‬باب احلج والنذور عن امليت والرجل يحج عن املرأة ‪ ،)1754( 656/2‬وملسلم معناه‬ ‫ولكن في الصيام رواه في كتاب الصيام‪ ،‬باب قضاء الصيام عن امليت ‪.)1148(804/2‬‬ ‫(‪ )4‬رواه أحمد ‪ ،37/1‬و ‪ ،242 ،230/5‬وأبو داود في كتاب القضاء‪ ،‬باب اجتهاد الرأي في القضاء رقم (‪ ،)3592‬والترمذي في كتاب‬ ‫األحكام‪ ،‬باب ماجاء في القاضي كيف يقضي رقم (‪ ،)1327‬والدارمي في املقدمة‪ ،‬باب الفتيا وما فيه من الشدة ‪ ،46/1‬وقال‬ ‫الترمذي‪ :‬ليس إسناده مبتصل‪ ،‬وقال البخاري في تاريخه‪ :‬ال يصح (تلخيص احلبير ‪ ،)182 / 4‬وقواه ابن القيم في إعالم املوقعني ‪/ 1‬‬ ‫‪ ،202‬ونقل عن اخلطيب البغدادي تقويته‪.‬‬ ‫(‪)5‬ينظر‪ :‬التمهيد ‪ ،129 127-/22‬و تاريخ مدينة دمشق ‪ ،444 440-/42‬و الرياض النضرة ‪ ،292 291-/1‬و‪،177 ،176/2‬‬ ‫وتفسير القرطبي ‪ ،172/7‬و إعالم املوقعني ‪ ،210/1‬وعامة كتب األصول تذكر ذلك في مبحث اإلجماع‪.‬‬ ‫‪249‬‬


‫أقسام القياس‬ ‫أوالً‪ :‬أقسام القياس باعتبار قوته وضعفه‪ ،‬وينقسم إلى قسمني هما ‪:‬‬ ‫‪ -1‬القياس اجللي ‪ :‬وهو ما ثبتت ِع َّلته بنص أو إجماع‪ ،‬أو كان مقطوع ًا فيه بنفي الفارق بني األصل والفرع ‪.‬‬ ‫ومثال ما ثبتت علته بالنص من الكتاب أو السنة ‪ :‬قياس املنع من االستجمار بالدم النجس على املنع من‬ ‫االستجمار بالروثة‪ ،‬فإن علة حكم األصل ثابتة بنص الدليل‪ ،‬وهو حديث عبدا هلل بن مسعود رضي اهلل عنه قال ‪َ :‬أتى‬ ‫النبي [ الغائط فأمرني أن آتيه بثالثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيته بها‬ ‫فأخذ احلجرين وألقى الروثة وقال‪« :‬هذا ركس» (‪. )1‬‬ ‫ومثال ما ثبتت علته بإجماع العلماء‪ :‬قول النبي [ ‪«:‬ال يقضني حكم بني اثنني وهو غضبان» (‪،)2‬فإن قياس‬ ‫منع احلاقن من القضاء على منع الغضبان ثبتت علته باإلجماع‪ ،‬وهي‪ :‬تشويش الفكر وانشغال القلب ‪.‬‬ ‫وأما ما يقطع فيه بنفي الفارق ‪ ،‬وذلك بأن يعلم علم اليقني أنه ال فرق بني األصل والفرع فمثاله‪ :‬قياس حترمي‬ ‫إتالف مال اليتيم باللبس‪ ،‬على حترمي إتالفه باألكل؛ للقطع بنفي الفارق بينهما ‪.‬‬ ‫‪ -2‬القياس اخلفي ‪ :‬وهو ما ثبتت علته باستنباط‪ ،‬ولم يقطع فيه بنفي الفارق بني األصل والفرع ‪.‬‬ ‫ومثال ذلك‪ :‬قياس األشنان على ال ُبر في حترمي الربا بجامع الكيل فإن التعليل بالكيل لم يثبت بنص وال إجماع‪،‬‬ ‫ولم يقطع فيه بنفي الفارق بني األصل والفرع إذ من اجلائز أن يفرق بينهما بأن البر مطعوم بخالف األشنان ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقسام القياس باعتبار صحته وبطالنه‪ ،‬وينقسم إلى قسمني هما ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬القياس الصحيح ‪ :‬وهو القياس الذي توفرت فيه شروط القياس الصحيح ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ال أقوى منه ‪ :‬فال اعتبار بقياس يصادم النص ‪ -‬الكتاب والسنة ‪ -‬أو اإلجماع ‪ ،‬ويسمى هذا‬ ‫‪ )1‬أن ال يصادم دلي ً‬ ‫ثم قال العلماء‪( :‬ال قياس مع النص)‪ ،‬وذلك كقياس جواز تزويج املرأة الرشيدة نفسها‬ ‫القياس فاسد االعتبار‪ ،‬ومن َّ‬ ‫بغير ولي‪ ،‬على جواز بيعها ملالها بغير إذن وليها؛ فهذا قياس فاسد ملصادمته النص وهو قول النبي [‪« :‬النكاح إال‬ ‫بولي» (‪.)3‬‬ ‫‪ )2‬أن يكون حكم األصل ثابت ًا بنص أو إجماع ‪ :‬فإن كان ثابت ًا بقياس لم يصح القياس عليه ‪.‬‬ ‫‪ )3‬أن يكون حلكم األصل علة معلومة ليمكن اجلمع بني األصل والفرع فيها ‪ :‬فإن كان حكم األصل تعبدي ًا محض ًا‬ ‫لم يصح القياس عليه؛كقياس أكل حلم النعامة على أكل حلم اجلزور في نقض الوضوء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري حديث رقم (‪.)155‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري حديث رقم (‪.)6739‬‬ ‫(‪ )3‬رواه أحمد ‪ ،66 ،47/6‬وأبو داود في كتاب النكاح‪ ،‬باب في الولي رقم (‪ ،)2085 -2083‬والترمذي في كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء ال نكاح‬ ‫إال بولي رقم (‪ ، )1102 ،1101‬وابن ماجه في كتاب النكاح‪ ،‬باب ال نكاح إال بولي رقم (‪. )1880 ،1879‬‬ ‫‪250‬‬


‫‪ )4‬أن تكون العلة مشتملة على معنى مناسب للحكم يعلم من قواعد الشرع اعتباره ‪ :‬ومثاله ما ثبتت علته‬ ‫بنص أو إجماع‪ ،‬أو ما كان مقطوعا فيه بنفي الفارق بني األصل والفرع؛ كما تقدم من قياس حترمي إتالف مال اليتيم‬ ‫باللبس‪ ،‬على حترمي إتالفه باألكل ‪.‬‬ ‫‪ )5‬أن تكون العلة موجودة في الفرع كوجودها في األصل ‪ :‬ومثال ذلك قوله [ ‪« :‬ا ْل َقا ِت ُل لاَ َير ُ‬ ‫ِث»‪ ،‬فهذا‬ ‫املوصى له ِ‬ ‫املوصي فإنه مينع من أخذ الوصية‬ ‫احلديث يدل على أن الوارث إذا قتل مورثـه فإنه ال يرثه‪ ،‬ولذلك إذا قتل َ‬ ‫لوجود العلة في الفرع كوجودها في األصل‪ ،‬وهى ( القتل غير املشروع )‪ ،‬ومثال ما ال توجد فيه العلة‪:‬قياس التفاح‬ ‫على البر في جريان الربا‪ ،‬وعلة جريانه في البر الكيل والتفاح غير مكيل‪.‬‬

‫ب‪ -‬القياس الفاسد ‪:‬‬ ‫وهو ما لم تتوفر فيه شروط القياس الصحيح ‪ ،‬وقد تقدمت أمثلته قريبا‪.‬‬

‫فكر‬ ‫أ‪ -‬بالنظر في احلديث التالي ومعرفة احلكم الذي تضمنه‪:‬استخرج العلة التي أشار إليها النبي [‬ ‫في احلديث‪ ،‬ثم فكر مبا ميكنك أن تقيس عليه من أحكام تتعلق بالصالة؛ مطبقا أركان القياس‬ ‫التي درستها‪.‬‬ ‫عن عائشة رضي اهلل عنها‪ :‬أن النبي [ صلى في َخميصة لها أعالم‪ ،‬فنظر إلى أعالمها نظرة‪ ،‬فلما‬ ‫انصرف قال‪« :‬اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم‪ ،‬وأتوني بأنبجانية أبي جهم؛ فإنها ألهتني آنفا عن‬ ‫صالتي» (‪.)1‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪........................................................................... .‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬عن أبي بكرة ] قال ‪:‬سمعت النبي [ يقول‪« :‬ال يقضني حكم بني اثنني وهو غضبان»(‪،)2‬‬ ‫هذا احلديث نص في أنه ال يجوز للقاضي أن يحكم بني املتخاصمني وهو غضبان‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب الصالة‪ ،‬باب إذا صلى في ثوب له أعالم ونظر إلى علمها ‪ ،)366( 146/1‬ومسلم في كتاب املساجد ومواضع‬ ‫الصالة‪ ،‬باب كراهة الصالة في ثوب له أعالم ‪.)556( 391/1‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب األحكام‪ ،‬باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان ‪ ،)6739( 2616/6‬ومسلم في كتاب األقضية‪ ،‬باب‬ ‫كراهة قضاء القاضي وهو غضبان ‪.)1717(1342/ 3‬‬ ‫‪251‬‬


‫استخرج بالقياس حكم ما يلي بعد تطبيق أركان القياس تطبيقا صحيحا‪:‬‬ ‫حكم القضاء بني املتخاصمني والقاضي في حالة من التوتر النفسي بسبب مشكلة عائلية‪ ،‬أو بسبب كونه‬ ‫مريضا‪ ،‬أو حاقنا أو حاقبا‪.‬‬ ‫الركن األول‪....................................................................:‬‬ ‫الركن الثاني‪...................................................................:‬‬ ‫الركن الثالث‪...................................................................:‬‬ ‫الركن الرابع‪....................................................................:‬‬ ‫احلكم الذي ميكن إثباته للفرع‪.....................................................:‬‬

‫خالصة الوحدة الثالثة‪ ( :‬األدلة)‬ ‫بعد أن أنهيت دراسة هذه الوحدة وتبني لك أهميتها في علم أصول الفقه؛ قم بالتعاون مع مجموعتك‬ ‫بصياغة مختصرة ألهم القواعد األصولية التي ميكن استخالصها من هذه الوحدة‪:‬‬ ‫القاعدة األولى‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثانية‪..........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثالثة‪..........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة اخلامسة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة السادسة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة السابعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثامنة‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة التاسعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة العاشرة‪.........................................................................:‬‬

‫‪252‬‬


‫التقويم‬ ‫‪ /1‬عرف ما يلي بتعريف من عندك مستفيدا من التعريف املعطى‪:‬‬ ‫أ) اإلجماع‪.‬‬

‫ب) األصل‪.‬‬

‫ج) الفرع‪.‬‬

‫د) احلكم‪.‬‬

‫هـ) العلة‪.‬‬

‫‪ /2‬مثل لكل مما يلي مبثال صحيح‪:‬‬ ‫أ) بيان السنة النبوية للقرآن الكرمي‪.‬‬ ‫ب)القياس‪.‬‬ ‫ج) القراءة الشاذة‪.‬‬ ‫‪/3‬بني املراد بالعبارات التالية؛ مبينا مدى صحتها من عدمه؛ مستندا على‬ ‫دالدليل فيما تقول‪:‬‬ ‫أ) ال قياس مع وجود النص‪.‬‬ ‫ب)السنة النبوية إذا أتت بحكم جديد ليس في القرآن فهي حجة على انفرادها‪.‬‬ ‫ج)ال إجماع إال ما كان في عصر النبي [‪.‬‬ ‫‪/4‬ما احلكم الذي ميكن استفادته من األدلة التالية‪:‬‬ ‫أ) قوله تعالى‪ ﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﴾‪.‬‬

‫ال أتى النبي [ فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ُ :‬و ِلد لي غال ٌم‬ ‫ب) عن أبي هريرة ]‪ :‬أن رج ً‬ ‫أسو ُد‪ ،‬فقال‪« :‬هل لك من إبل؟» قال‪ :‬نعم قال‪« :‬ما ألوانها؟»‪ ،‬فقال‪ُ :‬ح ْم ٌر‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«هل فيها من أورق؟»‪ ،‬قال‪ :‬نعم قال‪« :‬فأنَّى ذلك؟»‪ ،‬قال‪َ :‬ل َع َّل ُه َن َز َع ُه ِع ْر ٌق‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فلعل اب َن َك هذا نزعه»‪ ،‬يعني ِ‬ ‫الع ْرق‪.‬‬ ‫ج) قوله [ ‪« :‬أال إني أوتيت الكتاب ومثله معه؛ أال يوشك رجل شبعان على‬ ‫أريكته يقول‪:‬عليكم بهذا القرآن فما وجدمت فيه من حالل فأحلوه‪ ،‬وما وجدمت فيه‬ ‫من حرام فحرموه‪ ،‬وإن ما حرم رسول اهلل كما حرم اهلل»‪.‬‬ ‫‪253‬‬


‫د) قوله [‪« :‬ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر اهلل وهم ظاهرون»‪.‬‬ ‫‪/5‬ميز اخلطأ في العبارات التالية‪ ،‬ثم اكتب العبارة على الوجه الصحيح‪:‬‬ ‫أ) ال يستدل بأحاديث النبي [ ما دام يوجد في املسألة آية من القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫ب) األدلة الشرعية أربعة هي‪ :‬القرآن الكرمي‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬وإجماع أهل املدينة‪،‬‬ ‫والقياس على واحد من هذه األصول الثالثة السابقة‪.‬‬ ‫‪/6‬قارن بني الفرع واألصل في موضوع القياس‪.‬‬ ‫‪ (/7‬أحييتني أحياك اهلل يا أبا جُنيد)‪ ،‬ما الذي توحيه إليك هذه العبارة؟وما‬ ‫األثر الذي ميكن أن يكون الرجل استفاده من محاورة الصحابي اجلليل عمران‬ ‫بن حصني رضي اهلل عنهما فجعله يقول هذه العبارة‪.‬‬

‫نشاط‬ ‫ارجع إلى أحد الكتب التالية واختر أحد مباحثه املهمة ثم قم بتلخيصه في دفترك‪:‬‬ ‫‪ .1‬السنة ومكانتها في التشريع اإلسالمي؛ للدكتور مصطفى السباعي‪.‬‬ ‫‪ .2‬مكانة السنة في التشريع اإلسالمي ودحض مزاعم املنكرين وامللحدين؛ للدكتور محمد‬ ‫لقمان السلفي‪.‬‬ ‫‪ .3‬السنة النبوية ومطاعن املبتدعة فيها؛ للدكتور مكي الشامي‪.‬‬ ‫‪ .4‬موقف املدرسة العقلية احلديثة من احلديث النبوي الشريف؛ للشيخ شفيق بن عبد اهلل‬ ‫شقير‪.‬‬ ‫‪ .5‬زوابع في وجه السنة قدميا وحديثا؛ للشيخ صالح الدين مقبول أحمد‪.‬‬ ‫‪ .6‬السنة املطهرة والتحديات؛ للدكتور نور الدين عتر‪.‬‬

‫‪254‬‬


‫الوحدة‬ ‫الخامسة عشرة‬ ‫دالالت األلفاظ‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تفهم عالقة اللغة العربية بفهم داللة األحكام الشرعية‪.‬‬ ‫‪ .2‬تميز بين المطلق والمقيد‪.‬‬ ‫‪ .3‬تمثل بمثال صحيح على المطلق والمقيد‪.‬‬ ‫‪ .4‬تميز بين أحوال حمل المطلق على المقيد وعدمه‪.‬‬ ‫‪ .5‬تعرف المراد بالعام والخاص‪.‬‬ ‫‪ .6‬تعرف أهم صيغ العموم‪.‬‬ ‫‪ .7‬تعرف أنواع داللة العام‪.‬‬ ‫‪ .8‬تعرف أن العبرة بعموم النص الشرعي ال بخصوص سببه‪.‬‬ ‫المخصصات‪.‬‬ ‫‪ .9‬تعرف أنواع‬ ‫ِّ‬ ‫‪ .10‬تميز بين المخصص المتصل والمنفصل‪.‬‬ ‫‪ .11‬تمثل على حاالت التخصيص بالنص الشرعي‪.‬‬ ‫‪ .12‬تحذر من التسرع في األخذ بعمومات األدلة المخصوصة دون مراجعة ألهل العلم‪.‬‬


‫دالالت اآللفاظ‬ ‫الكالم عن دالالت األلفاظ يشمل طرق داللة النص على املعاني واألحكام ‪ ،‬ألن مهمة املجتهدين اقتباس األحكام‬ ‫من أصولها ‪ ،‬وعمل املجتهد يتطلب فقه النص وفهمه ‪ ،‬إذ ال ميكن له استنباط احلكم من النص إال إذا أدرك املعنى‬ ‫وعرف مرمى اللفظ ومدلوله وتبني كيفية داللته على احلكم ونوع هذه الداللة ودرجتها‪ ،‬وفهم النص يتوقف على‬ ‫معرفة أساليب البيان في اللغة العربية ‪ ،‬وطرق الداللة فيها على املعاني وما تدل عليه ألفاظها مفردة ومركبة ‪.‬‬ ‫ينقسم اللفظ باعتبار وضعه للمعنى ‪ ،‬إلى عام وخاص ومطلق ومقيد‪ ،‬وبيانها فيما يلي ‪:‬‬

‫العام‬

‫أو ًال‬

‫تعريفه‬ ‫لغة‪ :‬يطلق على معنيني هما‪:‬‬ ‫‪ -1‬الكثرة واالجتماع‪ ،‬ومنه تسمية (العامة) لكثرتهم في البلد‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشمول واالستيعاب‪ ،‬ومنه سميت (العمامة) لتغطيتها جميع الرأس‪.‬‬ ‫ ‬ ‫اصطالحا ‪ :‬اللفظ املستغرق جلميع أفراده بال حصر ‪ ،‬مثل قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫فخرج بقولنا املستغرق جلميع أفراده ‪ :‬ما ال يتناول إال واحداً‪ ،‬كالعلم والنكرة في سياق اإلثبات ‪ ،‬كقوله تعالى‪ :‬‬ ‫(‪ )2‬ألنها ال تتناول جميع األفراد على وجه الشمول ‪ ،‬وإمنا تتناول واحداً غير معني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وخرج بقولنا بال حصر ‪ :‬ما يتناول جميع أفراده مع احلصر‪ ،‬كأسماء العدد ‪ :‬مئة وألف ونحوهما‪.‬‬

‫صيغ العموم‬ ‫يعرف العموم من داللة اللفظ العربي بصيغ كثيرة نذكر منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ألفاظ اجلموع ‪:‬‬ ‫مثل‪ :‬كل وجميع ونحوهما ‪ ،‬ومعشر ومعاشر ‪ ،‬وعامة ‪ ،‬وكافة وسائر ونحوها‪ ،‬وإليك أمثلة على ذلك ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< كل ؛ مثل‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 22‬من سورة املطففني‪.‬‬

‫‪256‬‬

‫(‪. )3‬‬

‫(‪ )2‬اآلية ‪ 3‬من سورة املجادلة‪ .‬‬

‫(‪ )3‬اآلية ‪ 35‬من سورة األنبياء‪.‬‬


‫< ‬

‫ ‬ ‫جميع؛ مثل‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫< ‬

‫كافة؛ مثل‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬

‫< ‬

‫ ‬ ‫معشر؛ مثل‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪. )1‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫(‪. )3‬‬

‫< سائر؛ مثل‪ :‬حديث جابر ]‪َ :‬‬ ‫ان ال َّنب ُِّي َيأخُ ُذ َث َ‬ ‫«ك َ‬ ‫ض َعلى‬ ‫ال َث َة َأ ُك ٍّف ‪َ ،‬و ُي ِف ْي ُض َها َع َلى َر ْأ ِس ِه‪ُ ،‬ث َّم ُي ِف ْي ُ‬ ‫َسا ِئ ِر َج َس ِد ِه» (‪. )4‬‬ ‫‪ .2‬املعرف بأل املفيدة لالستغراق أو املعرف باإلضافة ‪-‬مفردا كان أو جمعاً‪ : -‬أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< قوله تعالى ‪:‬‬

‫(‪. )4‬‬

‫ ‬ ‫< قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< قوله ‪:‬‬

‫(‪. )5‬‬

‫(‪. )6‬‬

‫(‪ ، )7‬فكل ذلك يفيد العموم وهذه األمثلة للمعرف بأل املفيدة لالستغراق ‪.‬‬

‫وأما املعرف باإلضافة فأمثلته ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< قوله ‪:‬‬

‫(‪. )8‬‬

‫(‪. )9‬‬

‫< حديث أبي هريرة ] أن النبي [ قال في البحر‪« :‬هو الطهور ماؤه احلل ميتته»‪.‬‬ ‫‪ .3‬النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط ‪:‬‬

‫(‪)10‬‬

‫(‪ ، )11‬وعن أبي ُأ َما َم َة ا ْل َب ِاه ِل َّي ] قال‪:‬‬ ‫ ‬ ‫< مثال النكرة في سياق‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫سمعت َر ُس َ‬ ‫اهلل [ يقول‪ « :‬إن اهلل َ قد َأ ْع َطى ُك َّل ذي َح ٍّق َح َّق ُه؛ َف َ‬ ‫ال َو ِص َّي َة ِل َوار ٍِث »(‪ ،)12‬فيشمل كل وصية‬ ‫لورودها في سياق النفي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 208‬من سورة البقرة ‪ )3( .‬اآلية ‪ 33‬من سورة الرحمن ‪ )4( .‬البخاري حديث رقم (‪)253‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 53‬من سورة يس‪ .‬‬ ‫(‪ )5‬اآلية ‪ 35‬من سورة األحزاب‪ )6( .‬اآلية ‪ 38‬من سورة املائدة‪ )7( .‬اآلية ‪ 195‬من سورة البقرة‪ )8( .‬اآلية ‪ 11‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫(‪ )9‬اآلية ‪ 103‬من سورة التوبة‪.‬‬ ‫(‪ )10‬رواه أحمد في مواضع ‪ ،361 ،237/2‬ومالك في املوطأ في كتاب الطهارة باب الطهور للوضوء‪ ،‬وأبوداود في الطهارة‪ ،‬باب الوضوء مباء البحر رقم (‪،)83‬‬ ‫والترمذي في الطهارة ‪ ،‬باب ماجاء في ماء البحر رقم (‪ ،)69‬والنسائي في كتاب الطهارة باب في ماء البحر رقم (‪ ،)59‬وابن ماجه في كتاب الطهارة‪ ،‬باب‬ ‫الوضوء مباء البحر رقم (‪ ،)386‬و َن َقل الترمذي تصحيحه عن البخاري‪ ،‬وصححه ابن خزمية وابن منده وابن عبدالبر وغيرهم ‪ ،‬ينظر‪ ( :‬أول التلخيص احلبير‬ ‫البن حجر‪ ،‬وأول سبل السالم للصنعاني)‪ ،‬وأورده الكتاني في نظم املتناثر في احلديث املتواتر ص‪.51 -50‬‬ ‫(‪ )11‬اآلية ‪ 256‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )12‬رواه أحمد ‪،267/5‬وأبو داود في كتاب الوصايا‪َ ،‬باب ما جاء في ا ْل َو ِص َّي ِة ِل ْل َوار ِ​ِث ‪ ،)2870( 114/3‬والترمذي في كتاب الوصايا‪َ ،‬باب ما جاء لاَ َو ِص َّيةَ‬ ‫ِل َوار ٍِث ‪ ،)2120( 433/4‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجه في كتاب الوصايا‪َ ،‬باب لاَ َو ِص َّي َة ِل َوار ٍِث ‪.)2713( 905/2‬‬

‫‪257‬‬


‫ ‬ ‫< مثال النكرة في النهي ‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫كلمة ‪ -‬أحد ‪ -‬نكرة في سياق النهي ‪.‬‬

‫(‪ ،)1‬يعم جميع املنافقني لورود‬

‫ ‬ ‫< مثال النكرة في سياق الشرط ‪ :‬قوله تعالى ‪:‬‬ ‫العموم لورود كلمة ‪ -‬فاسق ‪ -‬في سياق الشرط ‪.‬‬ ‫‪.4‬األسماء املوصولة ‪ :‬وأمثلة ذلك ‪:‬‬ ‫< مثال (ما) ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬

‫(‪ ،)2‬يفيد‬

‫(‪. )3‬‬

‫< مثال (من) ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬

‫(‪. )4‬‬

‫ ‬ ‫< مثال (الذين) ‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪. )5‬‬ ‫ ‬ ‫< مثال (الالتي) ‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪. )6‬‬

‫ ‬ ‫< مثال (الالئي) ‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪.5‬أسماء الشرط ‪ :‬وأمثلة ذلك ‪:‬‬

‫(‪. )7‬‬

‫ ‬ ‫< مثال (من) ‪ :‬قوله تعالى ‪:‬‬

‫(‪. )8‬‬

‫< مثال (ما) ‪ :‬قوله تعالى ‪ :‬‬ ‫< مثال (أي) ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫< مثال (أين) ‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪ .6‬أسماء االستفهام ‪ :‬وأمثلة ذلك ‪:‬‬

‫(‪. )9‬‬ ‫(‪. )10‬‬

‫(‪. )11‬‬

‫< مثال (من) ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬ ‫< مثال (ما) ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬

‫(‪. )12‬‬

‫(‪. )13‬‬

‫ ‬ ‫< مثال (متى) ‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪. )14‬‬

‫داللة العام‬ ‫يجب العمل بعموم اللفظ العام ‪ ،‬وال يصار إلى تخصيصه إال بدليل ‪ ،‬ألن العمل بنصوص الكتاب والسنة واجب‬ ‫على ما تقتضيه داللتها حتى يقوم دليل على خالف ذلك‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 84‬من سورة التوبة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬اآلية ‪ 10‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫(‪ )9‬اآلية ‪ 272‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )13‬اآلية ‪ 26‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪258‬‬

‫(‪ )2‬اآلية ‪ 6‬من سورة احلجرات‪ )3( .‬اآلية ‪ 24‬من سورة النساء‪ )4( .‬اآلية ‪ 15‬من سورة الرعد‪.‬‬ ‫(‪ )6‬اآلية ‪ 15‬من سورة النساء‪ )7( .‬اآلية ‪ 4‬من سورة الطالق‪ )8( .‬اآلية ‪ 185‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )10‬اآلية ‪ 110‬من سورة اإلسراء‪ )11( .‬اآلية ‪ 115‬من سورة البقرة‪ )12( .‬اآلية ‪ 59‬من سورة األنبياء‪.‬‬ ‫(‪ )14‬اآلية ‪ 214‬من سورة البقرة‪.‬‬


‫العبرة بعموم اللفظ‬ ‫وإذا ورد العام على سبب خاص وجب العمل بعمومه ‪ ،‬ألن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب ‪ ،‬إال أن يدل‬ ‫دليل على تخصيص العام مبا يشبه حال السبب الذي ورد من أجله فيختص مبا يشبهها‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫ورود العام على سبب خاص ‪ :‬آيات الظهار‪ ،‬فإن سبب نزولها ظهار أوس بن الصامت‪ ،‬واحلكم‬ ‫عام فيه وفي غيره ‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫ما دل الدليل على تخصيص العام مبا يشبه حال السبب الذي ورد من أجله فيختص مبا يشبهها ‪:‬‬ ‫قوله [ ‪« :‬ليس من البر أن تصوموا في السفر» فإن سببه ‪ :‬ما رواه جابر بن عبد اهلل ‪ -‬رضي اهلل‬ ‫عنهما‪ -‬قال‪ :‬كان رسول اهلل [ في سفر فرأى رجال قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ماله؟ قالوا‪ :‬رجل صائم‪ .‬فقال رسول اهلل [ ‪ « :‬ليس من البر أن تصوموا في السفر »‪.‬‬ ‫فهذا العموم خاص مبن يشبه حال هذا الرجل‪ ،‬وهو من يشق عليه الصيام في السفر‪ ،‬والدليل على تخصيصه بذلك‬ ‫أن النبي [ كان يصوم في السفر حيث كان ال يشق عليه(‪ ،)2‬وال يفعل [ ما ليس ببر‪.‬‬

‫نشاط‬ ‫عن أبي هريرة ] عن النبي [ قال‪ «:‬ال يقبل اهلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ»(‪.)3‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫اختلف العلماء في حكم الوضوء لصالة اجلنازة هل يجب أو ال يجب‪ ،‬على ضوء فهمك للدرس استدل ‬ ‫باحلديث ألحد القولني؛ مبينا وجه الداللة منه على ما تقول‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم في كتاب الصيام‪ ،‬باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ‪.)1115( 786/2‬‬ ‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬صحيح مسلم في كتاب الصيام‪ ،‬باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ‪. 788 - 784/2‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري في كتاب احليل‪ ،‬باب في الصالة ‪ ،)6554( 2551/6‬وفي كتاب الوضوء ‪ ،‬باب ال تقبل صالة بغير طهور ‪63/1‬‬ ‫(‪ ،)135‬ومسلم في كتاب الطهارة‪ ،‬باب وجوب الطهارة للصالة ‪.)225(204/1‬‬ ‫‪259‬‬


‫ثاني ًا اخلاص‬ ‫تعريفه‬ ‫اخلاص لغة ‪ :‬ضد العام‪.‬‬ ‫واصطالح ًا ‪ :‬اللفظ الدال على محصور بشخص أو عدد ‪ ،‬كأسماء األعالم واإلشارة والعدد‪.‬‬ ‫التخصيص لغة ضد التعميم‪.‬‬ ‫واصطالح ًا ‪ :‬قصر العام على بعض أفراده ‪.‬‬ ‫واملخصص ‪ -‬بكسر الصاد ‪ -‬فاعل التخصيص ‪ ،‬وهو الشارع ‪ ،‬ويطلق على الدليل الذي حصل به التخصيص‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫مثاله ‪:‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬‬

‫(‪ ،)1‬هذا عام جلميع املطلقات احلوامل‬

‫ ‬ ‫وغير هن ‪ ،‬ولكن هذا خصص بقوله تعالـــى ‪:‬‬

‫(‪،)2‬‬

‫فأخرجت احلوامل من عموم اللفظ وهو ـ املطلقات ـ وجعل عدتها وضع احلمل ‪ ،‬فلم يبق لفظ العموم‬ ‫وهو ـ املطلقات ـ على عمومه بل قصره على بعض أفراده ‪.‬‬

‫العمل باخلاص‬ ‫يجب العمل باخلاص إذا صح دليل التخصيص ‪.‬‬

‫املخصص‬ ‫أقسام‬ ‫ِّ‬ ‫املخصص إلى قسمني‪:‬متصل‪ ،‬ومنفصل‪.‬‬ ‫ينقسم‬ ‫ِّ‬ ‫املخصص املتصل ‪ :‬هو ما ال يستقل بنفسه‪.‬‬ ‫أوالً‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وأنواعه خمسة بيانها فيما يلي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 228‬من سورة البقرة ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 4‬من سورة الطالق‪.‬‬ ‫‪260‬‬


‫النوع‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫مثاله‬

‫االستثناء‪:‬وهو إخراج بعض قوله تعالى‪:‬‬ ‫أفراد العام بإال أو بإحدى‬ ‫أخواتها‬ ‫الشرط‪:‬وهو تعليق شيء بشيء قوله تعالى‪:‬‬ ‫وجوداً أوعدم ًا ب ْ‬ ‫ِإن الشرطية‪ ،‬أو‬ ‫إحدى أخواتها‪.‬‬ ‫الصفة‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪.)2‬‬

‫قولــــه تعالـــــى‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫إلى قوله‪:‬‬ ‫(‪ ،)3‬فالتحرمي في اآلية لعموم الربائب «بنات‬

‫الزوجات» املوصوفات بأن أمهاتهن مدخول بهن‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫(‪،)4‬فغسل‬ ‫الغاية‪ :‬وهي نهاية الشيء قال تعالـى‪:‬‬ ‫املقتضية ثبوت احلكم ملـا قبلها‪ ،‬األيدي غايته إلى املرفق‪ ،‬أما إدخال املرفق في الغسل فقد ثبت‬ ‫ونفيه عما بعدها وصيغتها بالسنة‪.‬‬ ‫«إلى» أو «حتى»‪.‬‬ ‫(‪.)5‬‬ ‫وقال تعالى‪:‬‬

‫املخصص املنفصل هو‪ :‬ما يستقل بنفسه‪.‬‬ ‫ثاني ًا ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وينقسم إلى أقسام منها‪:‬‬ ‫ ‬ ‫أ‪ -‬التخصيص باحلس‪ :‬مثل قوله تعالى‪:‬‬ ‫يخصص هذا العموم؛ ألن بلقيس ملكة سبأ لم متلك األرض كلها‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪ ،)6‬فاحلس‬

‫اآليات ‪ 3-1‬من سورة العصر ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 33‬من سورة النور ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 23‬من سورة النساء ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 222‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 23‬من سورة النمل‪.‬‬

‫‪261‬‬


‫ب‪ -‬التخصيص بالنص الشرعي وله أربع حاالت‪:‬‬ ‫احلالة األولى‪ :‬تخصيص الكتاب بالكتاب؛ مثل‪ :‬قوله تعالى‪ :‬‬ ‫اآلية عامة في النهي عن نكاح املشركات‪ ،‬وقد خُ َّصت بقوله تعالى‪ :‬‬ ‫نكاح نساء أهل الكتاب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫احلالة الثانية‪ :‬تخصيص الكتاب بالسنة؛ مثل‪ :‬قوله جل وعال‪:‬‬ ‫خصت بقول الرسول [ في البحر‪« ،‬وهو الطهور ماؤه احلل ميتته»(‪.)4‬‬

‫ ‬

‫(‪ ،)1‬فهذه‬ ‫(‪ ،)2‬فيجوز‬ ‫(‪ ،)3‬فهذه اآلية‬

‫احلالة الثالثة‪ :‬تخصيص السنة بالسنة؛ مثل ‪ :‬قول الرسول [‪« :‬فيما سقت السما ُء العشر»(‪.)5‬‬ ‫ص بقول الرسول [‪« :‬ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»(‪ ،)6‬فخص وجوب الزكاة فيما سقت السماء مبقدار‬ ‫خُ َّ‬ ‫النصاب وهو خمسة أوسق‪ ،‬وال َو ْسق ستون صاعاً‪.‬‬ ‫احلالة الرابعة‪ :‬تخصيص السنة بالكتاب؛مثل‪ :‬قوله [‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال اهلل‬ ‫(‪.)8‬‬ ‫ ‬ ‫وأني رسول اهلل»(‪ ،)7‬فهذا عام خص بقول اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫اآلية ‪ 221‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 3‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫رواه أحمد في مواضع ‪ ،361 ،237/2‬ومالك في املوطأ في كتاب الطهارة باب الطهور للوضوء‪ ،‬وأبوداود في الطهارة‪ ،‬باب الوضوء‬ ‫مباء البحر رقم (‪ ،)83‬والترمذي في الطهارة ‪ ،‬باب ماجاء في ماء البحر رقم (‪ ،)69‬والنسائي في كتاب الطهارة باب في ماء البحر رقم‬ ‫(‪ ،)59‬وابن ماجه في كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء مباء البحر رقم (‪ ،)386‬و َن َقل الترمذي تصحيحه عن البخاري‪ ،‬وصححه ابن خزمية‬ ‫وابن منده وابن عبدالبر وغيرهم ‪ ،‬ينظر‪ ( :‬أول التلخيص احلبير البن حجر‪ ،‬وأول سبل السالم للصنعاني)‪ ،‬وأورده الكتاني في نظم املتناثر‬ ‫في احلديث املتواتر ص‪.51 -50‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب الزكاة باب العشر فيما يسقى من ماء السماء واملاء اجلاري رقم (‪ ،)1483‬ومسلم في كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما فيه‬ ‫العشر أو نصف العشر رقم (‪. )981‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب الزكاة‪،‬باب ما أدي زكاته فليس بكنز رقم (‪ ،)1405‬ومسلم في كتاب الزكاة‪ ،‬باب ليس فيما دون خمسة أوسق‬ ‫صدقة رقم (‪.)979‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب اإلميان‪ ،‬باب (فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتو الزكاة فخلوا سبيلهم) رقم (‪ ،)25‬ومسلم في كتاب اإلميان‪ ،‬باب‬ ‫األمر بقتال الناس حتى يقولوا ال إله إال اهلل رقم (‪.)21‬‬ ‫اآلية ‪ 29‬من سورة التوبة ‪.‬‬

‫‪262‬‬


‫نشاط‬ ‫أ‪ -‬قام الرجال ‪.‬‬ ‫نستفيد من هذه العبارة من حيث العموم ‪........................................... :‬‬ ‫قام الرجال إال محمد ‪.‬‬ ‫نستفيد من هذه العبارة من حيث اخلصوص ‪........................................... :‬‬ ‫ب‪ -‬اكتب أي عبارة بصيغة من صيغ العموم التي درست ‪:‬‬ ‫‪.......................................... ...........................................‬‬ ‫خصص هذه العبارة بأي نوع من أنواع التخصيص التي درست‬ ‫‪.......................................... ...........................................‬‬ ‫ما الذي نستفيده من هذه العبارة من حيث العموم و اخلصوص ؟‬ ‫‪.......................................... ...........................................‬‬ ‫ج‪ -‬تأمل األدلة التالية وبني ما فيها من اخلصوص والعموم‪:‬‬ ‫‪ -1‬عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما أن رسول اهلل [ قال‪« :‬يغفر للشهيد كل ذنب إال الدين»(‪.)1‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪ -2‬عن أبي سعيد اخلدري ] أن رسول اهلل [ قال‪«:‬إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول املؤذن»(‪.)2‬‬ ‫وعن عمر بن اخلطاب ] قال‪ :‬قال رسول اهلل [‪« :‬إذا قال املؤذن‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر‪ ،‬فقال أحدكم‪ :‬اهلل‬ ‫أكبر اهلل أكبر‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬قال‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشهد أن محمدا رسول اهلل‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أشهد أن محمدا رسول اهلل‪ ،‬ثم قال‪ :‬حي على الصالة‪ ،‬قال‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬ثم قال‪ :‬حي على‬ ‫الفالح‪ ،‬قال‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬ثم قال‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر‪ ،‬قال‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر‪ ،‬ثم قال‪ :‬ال إله إال اهلل‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫قال‪ :‬ال إله إال اهلل من قلبه دخل اجلنة»‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم في كتاب اإلمارة‪ ،‬باب من قتل في سبيل اهلل كفرت خطاياه إال الدين ‪. )1886( 1501/3‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب األذان‪،‬باب ما يقول إذا سمع املنادي ‪،)586( 221/1‬و مسلم في كتاب الصالة‪ ،‬باب استحباب القول مثل‬ ‫قول املؤذن ملن سمعه ‪. )383( 288/1‬‬ ‫(‪ )3‬رواه مسلم في كتاب الصالة‪ ،‬باب استحباب القول مثل قول املؤذن ملن سمعه ‪.)385( 289/1‬‬

‫‪263‬‬


‫ثالث ًا‬

‫املطلق واملقيد‬

‫متهيد‬ ‫من املسائل التي تدرس في باب دالالت األلفاظ ؛ املطلق واملقيد؛ فماذا تفهم من هاتني الكلمتني؟‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫قال لك صديق‪ :‬خذ هذه املئة ريال وتصدق بها على أحد الفقراء‪.‬‬ ‫قال لك آخر‪ :‬خذ هذه املئة ريال وتصدق بها على أحد الفقراء السعوديني‪.‬‬ ‫ما الفرق بني العبارتني؟ ‪...................................................................‬‬ ‫ماذا يترتب على هذا الفرق ؟ ‪..............................................................‬‬ ‫أي العبارتني مطلقة وأيها مقيدة ؟ ‪..........................................................‬‬ ‫ما القيد الذي متيزت به العبارة املقيدة؟‪......................................................‬‬

‫تعريف املطلق واملقيد‬ ‫التعريف‬

‫توضيح التعريف‬

‫املطلق‬

‫احلقيقة‪ :‬حقيقة الشيء‪،‬‬ ‫مثل‪:‬إنسان‪،‬وحيوان‪،‬ومنزل‬ ‫لغة‪ :‬ضد املقيد‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما دل على وغيرها‪ ،‬فهذه األلفاظ تدل‬ ‫على حقيقة هذه األشياء‬ ‫احلقيقة بال قيد‪.‬‬ ‫مطلقة من غير قيد بشيء‪.‬‬

‫املقيد‬

‫لغة‪ :‬ما ُجعل فيه قيد من‬ ‫بعير ونحوه‪.‬‬ ‫واصطالحاً‪ :‬ما دل على‬ ‫احلقيقة بقيد‪.‬‬

‫‪264‬‬

‫مثاله‬ ‫إذا قيل‪( :‬أكرم طالباً) فإن هذا األمر‬ ‫باإلكرام قد تناول جماعة غير معينني‪،‬فال‬ ‫يوجد طالب معروف بصفة معينة سوى‬ ‫كونه طالبا ‪ ،‬فأي طالب أكرمت فقد‬ ‫حصل االمتثال ‪.‬‬ ‫إذا قيل‪( :‬أكرم طالبا متفوقا) فإن هذا‬ ‫األمر باإلكرام تناول طالبا مقيدا بوصف‬ ‫معني هو التفوق ‪ ،‬وهذا الوصف مييزه‬ ‫ويخرجه عن بقية الطالب‪ ،‬فال يحصل‬ ‫االمتثال بإكرام أي طالب بل ال بد من‬ ‫طالب متفوق‪.‬‬


‫فكر‬

‫أ‪-‬تأمل في تعريف املطلق واملقيد‪ ،‬ثم استنتج ملاذا أوردنا العبارتني التاليتني فيهما‪:‬‬ ‫‪( -1‬بال قيد) ‪.......................................................................‬‬ ‫‪( -1‬بقيد) ‪......................................................................‬‬ ‫ب‪-‬ميز األلفاظ املطلقة من املقيدة فيما يلي‪ ،‬ثم قم بتقييد املطلق وإطالق املقيد حسب اجلدول التالي‪:‬‬ ‫رجل‪ -‬سيارة‪ -‬بيت صغير‪ -‬مسلم‪ -‬رجل مسلم‪ -‬امرأة‪ -‬امرأة جميلة‪ -‬حصان‪ -‬بقرة سوداء‪ -‬عا ِلم‪-‬‬ ‫إنسان مستقيم‪ -‬مؤمن قوي‪ -‬فارس‪ -‬سيارة‪ -‬ريال سعودي‪ -‬دينار كويتي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫املطلق من الكلمات‬

‫ ‬

‫تقييده‬

‫املقيد من الكلمات‬

‫إطالقه‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪265‬‬


‫أمثلة من النصوص الشرعية للمطلق واملقيد‬ ‫تأمل النصوص اآلتية‪ :‬سوف جتد أن فيها نصوصا مطلقة وأخرى تقابلها مق َّيدة؛ حاول التعرف على‬ ‫النص املطلق وما يقابله من النص املق ِّيد له حسب فهمك لهذين املصطلحني األصوليني‪ ،‬ثم صنفها إلى‬ ‫مطلق ومقيد وفق اجلدول التالي‪:‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‬ ‫(‪.)5‬‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‬

‫الكلمة املطلقة منه‬

‫النص املطلق‬

‫‪...................‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫(‪.)6‬‬

‫الكلمة املقيدة منه‬

‫النص املقيد‬ ‫(‪)8‬‬

‫‪...................‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 69‬من سورة البقرة ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬اآلية ‪ 145‬من سورة األنعام‪ .‬‬ ‫(‪ )7‬اآلية ‪ 3‬من سورة املجادلة ‪ .‬‬ ‫‪266‬‬

‫(‪ )2‬اآلية ‪ 173‬من سورة البقرة‪ .‬‬ ‫(‪ )5‬اآلية ‪ 67‬من سورة البقرة‪ .‬‬ ‫(‪ )8‬اآلية ‪ 92‬من سورة النساء ‪.‬‬

‫(‪ )3‬اآلية ‪ 4‬من سورة املجادلة‪.‬‬ ‫(‪ )6‬اآلية ‪ 92‬من سورة النساء‪.‬‬


‫وضح كيف حصل التقييد بعد اإلطالق في األمثلة السابقة‪:‬‬ ‫»‪ ،‬مطلقة غير مقيدة بشيء‪ ،‬فعلى إطالق هذه اآلية لو أعتقت رقبة مسلمة أو‬ ‫في املثال األول‪ :‬قوله تعالى‪« :‬‬ ‫كافرة صح منك العمل باآلية على إطالقها ألن هذا اإلطالق يعم هذا الفرد املذكور بأي وصف من أوصافه‪ ،‬وفي اآلية‬ ‫الثانية قال‪« :‬‬

‫»‪ ،‬فوصف الرقبة باإلميان‪ ،‬وهذا تقييد لها؛ فوجب أن تكون الرقبة املعتقة مؤمنة‪.‬‬

‫في املثال الثاني‪........................................................................ :‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫في املثال الثالث‪........................................................................:‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬

‫حكم العمل باملطلق و املقيد‬ ‫األصل العمل بالنص املطلق على إطالقه ‪ ،‬واملقيد على تقييده إال بدليل‪ ،‬وبيان ذلك مفصال في اجلدول‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫احلكم‬

‫‪1‬‬

‫مثاله‬

‫يجب العمل بالنص املطلق على إطالقه قوله تعالــــى في ذكــــــــر احملرمـــــــــــات مــــن النســـــــــاء‪:‬‬ ‫وال يصار إلى تقييده إال بدليل موجب‬ ‫(‪ ،)1‬يشمل بإطالقه‬ ‫لذلك ‪ ،‬ألن العمل بنصوص الكتاب حترمي اجلمع بني األختني الشقيقتني واألختني ألب واألختني‬ ‫والسنة واجب على ما تقتضيه داللتها ألم‪ ،‬وال يجوز تقييده بأحد هذه األنواع بغير دليل‪.‬‬ ‫حتى يقوم دليل على خالف ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪ 23‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪267‬‬


‫(‪،)1‬‬ ‫إذا ورد النص مطلقا في موضع وقيد في قوله تعالى‪:‬‬ ‫موضع آخر وجب العمل بالنص املق ِّيد فالوصية هنا مطلقة ‪ ،‬ولكن قام دليل من السنة على‬ ‫تقييدها بالثلث كما في حديث سعد بن أبي وقاص ]‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أوصي مبالي كله؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫فالشطر؟ قال‪ :‬ال ‪ .‬قلت‪ :‬الثلث؟ قال‪ « :‬فالثلث والثلث‬ ‫كثير‪ ،‬إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة‬

‫‪2‬‬

‫يتكففون الناس في أيديهم» (‪.)2‬‬ ‫‪3‬‬

‫إذا ورد النص مق َّيدا فيجب العمل به على قوله تعالى في كفارة قتل اخلطأ‪:‬‬ ‫تقييده ما لم يقم دليل على إلغائه ‪.‬‬ ‫(‪ ،)3‬فوصف الشهرين بالتتابع وهذا تقييد‬ ‫لهما‪ ،‬فوجب صيامهما بهذا الوصف‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫إذا ورد النص مق َّيدا وقام دليل على إلغاء قوله تعالى‪:‬‬ ‫هذا القيد وجب العمل بالنص مطلقا عن‬ ‫(‪ ،)4‬فقولــــه‪:‬‬ ‫القيد ‪.‬‬ ‫ربائبكم(‪)5‬جاءت مقيدة بقيدين‪ :‬األول‪:‬قوله‪ِ :‬في‬ ‫ُح ُجور ُِكم‪ ،‬أي في رعاية زوج أمها‪ ،‬والثاني‪ :‬قوله‪ِّ :‬من‬ ‫ِن َّسآ ِئ ُك ُم ال َّ‬ ‫ال ِتي َد َخ ْل ُتم‪ ،‬أي عقد على الزوجة ودخل بها؛‬ ‫فالقيد األول ال أثر له ‪،‬ألنه خرج مخرج الغالب ‪ ،‬وهو كون‬ ‫الربيبة غالب ًا مع أمها في بيت الزوج‪ ،‬بدليل أن اهلل تعالى‬ ‫ذكر في مقام التحليل نفي القيد الثاني فقط بقوله تعالى‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫( ‪ )1‬اآلية‪ 11‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب الوصايا‪،‬باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس ‪ ،)2591(1006/3‬ومسلم في كتاب‬ ‫الوصية‪،‬باب الوصية بالثلث ‪.)1628( 1250/3‬‬ ‫(‪ )3‬اآلية ‪ 92‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫(‪ ) 4‬اآلية ‪23‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫(‪ ) 5‬جمع ربيبة‪ ،‬وهي بنت الزوجة تر َّب ْت مع أمها عند زوج أمها‪.‬‬ ‫‪268‬‬


‫أحوال املطلق واملقيد‬ ‫إذا ورد النص الشرعي مطلق ًا في موضع ومقيد ًا في موضع آخر فله أربعة أحوال هي‪:‬‬ ‫احلالة األولى‪ :‬أن يتحدا في احلكم والسبب فيجب حمل املطلق على املقيد‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫ ‬ ‫قــولـه تـعـالــى‪:‬‬

‫(‪ ،)1‬مـــع قـولــه تــعــالـى‪:‬‬

‫(‪ ،)2‬فالدم‬ ‫ ‬ ‫في اآلية األولى مطلق‪ ،‬وفي الثانية مقيد باملسفوح‪ ،‬واحلكم متحد وهو التحرمي‪ ،‬والسبب متحد وهو‬ ‫الضرر بتناول الدم‪ ،‬فيجب تقييد املطلق‪ ،‬فيكون احملرم هو الدم املسفوح دون الباقي في العروق واللحم‬ ‫أو اجلامد كالكبد والطحال‪.‬‬ ‫احلالة الثانية‪ :‬أن يختلف احلكم والسبب فال يحمل املطلق على املقيد باتفاق العلماء‪ ،‬بل ُي ْع َمل باملطلق على إطالقه‬ ‫واملقيد على تقييده‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫(‪ ،)3‬مـع قـوله سبحانه وتعالى في آية‬ ‫ ‬ ‫قــولــه جــل وعـال‪:‬‬ ‫(‪ ،)4‬فاأليدي مطلقة في اآلية األولى ومقيدة‬ ‫ ‬ ‫الوضوء‬ ‫في اآلية الثانية‪ ،‬واحلكم مختلف؛ ففي األولى وجوب القطع‪ ،‬وفي الثانية وجوب ال َغسل‪ ،‬والسبب‬ ‫مختلف فاألول هو السرقة والثاني هو القيام إلى الصالة‪ ،‬فال تقيد اآلية األولى بالثانية‪ ،‬وقد بينت السنة‬ ‫أن القطع يكون من الكوع (مفصل الكف)‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫اآلية ‪ 3‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪145‬من سورة األنعام‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 38‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫‪269‬‬


‫احلالة الثالثة‪ :‬أن يتحد احلكم ويختلف السبب‪ ،‬فذهب أكثر أهل العلم إلى حمل املطلق على املقيد ووجوب تقييد املطلق‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫(‪ ،)1‬وقوله تعالى في كفارة القتل‪ :‬‬ ‫قوله تعالى في كفارة الظهار‪ :‬‬ ‫(‪ ،)2‬فاحلكم في اآليتني واحد وهو حترير الرقبة‪ ،‬والسبب مختلف فالسبب‬ ‫ ‬ ‫في اآلية األولى الظهار وفي الثانية القتل فيقيد املطلق في كفارة الظهار باملقيد في كفارة القتل ويشترط‬ ‫فيهما اإلميان في الرقبة‪.‬‬ ‫احلالة الرابعة‪ :‬أن يختلف احلكم ويتحد السبب فذهب أكثر أهل العلم إلى عدم حمل املطلق على املقيد‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬ ‫(‪ ،)3‬مع قوله تعالى قبل ذلك‬ ‫ ‬ ‫قوله تعالى في آية التيمم‪:‬‬ ‫(‪ ،)4‬فاأليدي في املوضع األول مطلقة‪ ،‬وفي‬ ‫ ‬ ‫في اآلية‪:‬‬ ‫الثاني‪ -‬مقيدة‪ ،‬والسبب متحد وهو القيام إلى الصالة‪ ،‬واحلكم مختلف‪ ،‬ففي األول وجوب التيمم‬ ‫للصالة عند فقد املاء‪ ،‬وفي الثاني وجوب الوضوء‪ ،‬فال يحمل املطلق على املقيد‪ ،‬فيكون التيمم مبسح‬ ‫ظاهر الكف والوضوء بغسل اليدين إلى املرفقني‪.‬‬

‫العالقة بني املطلق والعام‬

‫(‪)5‬‬

‫يتشابه كل من العام واملطلق من حيث إن في كل واحد منهما عموم‪ ،‬ولكن عموم املطلق بدلي‪ ،‬وعموم العام‬ ‫شمولي‪ ،‬ومعنى عموم املطلق بدلي‪ :‬أنه يصدق على فرد واحد بدال عن أفراد أخرى‪ ،‬فمن أعتق رقبة مثال فهي تقوم‬ ‫مقام غيرها من الرقاب ويصح االمتثال بها بدال عن الباقي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫اآلية ‪ 3‬من سورة املجادلة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 92‬من سورة النساء ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫ينظر‪ :‬شرح األصول من علم األصول البن عثيمني ص‪ ،320‬و اللباب في أصول الفقه ص‪ ، 151‬وإرشاد الفحول ص‪. 200‬‬ ‫‪270‬‬


‫ومعنى عموم العام شمولي‪ :‬أنه شامل جلميع أفراده فيشمل كل ما يتناوله اللفظ‪ ،‬وال يحصل االمتثال مبجرد فعل‬ ‫واحد منه بل بفعله جميعه‪.‬‬ ‫مثاله‪ :‬إذا قلت أكرم الطالب(‪ )1‬فيعم كل الطلبة ألن أل هنا للعموم؛ فكما لو قلت أكرم كل طالب‪ ،‬أما إذا قلت‪:‬‬ ‫أكرم طالبا‪ ،‬فهذا مطلق فيصدق على أي واحد من الطالب‪ ،‬فلو كان عندك عشرة طالب فأكرمت واحدا كفى‪.‬‬ ‫ولذلــك فـــإن الــعــام يدخلـــه التخصيــص باالستثنـــــاء‪ ،‬واملطلـــــق ال يدخلــــه االستثنـــــاء‪ ،‬كما في قوله تعالى‪ :‬‬ ‫(‪ ،)2‬فلفظ اإلنسان عام فصح االستثناء منه‪ ،‬أما لو قلت‪ :‬إن إنسانا‬ ‫ ‬ ‫خاسر‪ ،‬لم يصح االستثناء منه‪ ،‬ألن إنسانا مطلق فال يعم ويشمل إال واحدا ‪ ،‬فكيف يصح االستثناء منه‪.‬‬ ‫خالصة الوحدة اخلامسة عشرة‪ ( :‬دالالت األلفاظ )‬ ‫بعد أن أنهيت دراسة هذه الوحدة وتبني لك أهميتها في علم أصول الفقه؛ قم بالتعاون مع مجموعتك‬ ‫بصياغة مختصرة ألهم القواعد األصولية التي ميكن استخالصها من هذه الوحدة‪:‬‬ ‫القاعدة األولى‪.........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة الثانية‪.........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة الثالثة‪..........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪.........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة اخلامسة‪........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة السادسة‪.......................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬على أن (أل) هن لالستغراق ال للعهد الذهني ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآليتان ‪ 2،3‬من سورة العصر‪.‬‬ ‫‪271‬‬


‫القاعدة السابعة‪........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة الثامنة‪.........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة التاسعة‪........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫القاعدة العاشرة‪........................................................................:‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬

‫‪272‬‬


‫التقويم‬

‫‪ /1‬عرف اصطالح ًا كال مما يلي بأسلوب من عندك مستفيدا من التعريف‬ ‫املُعطى‪:‬‬

‫أ‪ -‬املطلق ‪.‬‬ ‫ب‪-‬املقيد‪.‬‬ ‫ج‪-‬العام‪.‬‬ ‫د‪-‬اخلاص‪.‬‬ ‫‪ /2‬بني احلكم األصولي في كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬العمل باملطلق ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العمل باملقيد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬العمل بالعام ‪.‬‬ ‫د‪-‬العمل باخلاص ‪.‬‬ ‫هـ إذا احتد املطلق واملقيد في السبب واختلفا في احلكم‪.‬‬ ‫و‪-‬إذ اختلف املطلق واملقيد في احلكم والسبب‪.‬‬ ‫‪/3‬مثل مبثال صحيح على كل مما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نص مطلق دخله التقييد ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬نص عام دخله التخصيص‪.‬‬ ‫‪ /4‬اقرأ ما تيسر من أول سورة البقرة واستخرج منه ثالث عمومات‪ ،‬مبينا‬ ‫الصيغة التي استفدت منها عموم النص‪.‬‬ ‫‪ /5‬اقرأ ما تيسر من أول صحيح البخاري أو مسلم واستخرج منه ثالث عمومات‪،‬‬ ‫مبينا الصيغة التي استفدت منها عموم النص‪.‬‬ ‫‪273‬‬



‫الوحدة‬ ‫السادسة عشرة‬ ‫األمر والنهي‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تميز بين ما تقتضيه صيغة كل من األمر والنهي‪.‬‬ ‫‪ .2‬تذكر دليال من الكتاب والسنة على أن األمر المجرد عن القرائن يدل على الوجوب‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعرف أهم الصيغ الدالة على األمر والنهي‪.‬‬ ‫‪ .4‬تعرف أهم القرائن الصارفة لألمر عن الوجوب‪.‬‬ ‫‪.5‬تمثل ببعض األمثلة للنهي الذي ال يقتضي التحريم لوجود القرائن الصارفة له عن ذلك‪.‬‬


‫متهيد‬ ‫(‪ ،)1‬وقال‬ ‫ ‬ ‫الشريعة اإلسالمية دائرة بني األمر والنهي واإلباحة‪ ،‬قال تعالــى‪:‬‬ ‫(‪ ،)2‬قال القرطبي‪ :‬سدى أي أن يخلى مهمال فال يؤمر وال ينهى‪ ،‬وقال‬ ‫ ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫مجاهد والشافعي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ :‬يعني ال يؤمر وال ينهى‪ ،‬وقال ابن كثير‪ :‬أي ليس يترك في هذه الدنيا مهمال‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ال يؤمر وال ينهى وال يترك في قبره سدى ال يبعث بل هو مأمور منهي في الدنيا محشور إلى اهلل في الدار اآلخرة‪.‬‬ ‫تأمل النصوص في املجموعتني التاليتني‪:‬‬ ‫ ‬ ‫(أ) قال تعالى‪:‬‬ ‫ ‬

‫(‪،)4‬‬

‫ ‬ ‫(‪،)6‬‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫(‪،)7‬‬

‫ ‬ ‫(‪،)8‬‬

‫(‪،)9‬‬

‫(‪.)10‬‬

‫ ‬ ‫(ب) قال تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫(‪،)5‬‬

‫(‪،)11‬‬

‫ ‬ ‫(‪،)12‬‬ ‫ ‬ ‫(‪،)14‬‬ ‫ ‬ ‫(‪،)15‬‬

‫(‪ ،)13‬‬ ‫ ‬ ‫(‪.)16‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ما الذي تالحظه على كل مجموعة ؟ ‪........................................................‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫عند قراءتك لهذه النصوص الشرعية ينبغي لك أن تسأل نفسك ‪:‬ما الذي تدل عليه هذه األوامر والنواهي؟ وهذا‬ ‫ما سوف ندرسه في هذه الوحدة إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫أو ًال األمـــر‬ ‫األمر لغة ضد النهي‪ ،‬واصطالحا‪ :‬طلب الفعل على جهة االستعالء ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 115‬من سورة املؤمنون ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬اآلية ‪ 132‬من سورة آل عمران‪ .‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )8‬اآلية ‪ 190‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )12‬اآلية ‪ 264‬من سورة البقرة‪ .‬‬ ‫(‪ )16‬اآلية ‪ 104‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪276‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تفسير القرطبي ‪ ،116/19‬وتفسير ابن كثير ‪.453 / 4‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 36‬من سورة القيامة ‪.‬‬ ‫(‪ )7‬اآلية ‪ 43‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )6‬اآلية ‪ 2‬من سورة النساء‪ .‬‬ ‫(‪ )5‬اآلية ‪ 4‬من سورة النساء ‪.‬‬ ‫(‪ )11‬اآلية ‪ 283‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫(‪ )10‬اآلية ‪ 6‬من سورة املائدة‪.‬‬ ‫(‪ )9‬اآلية ‪ 48‬من سورة البقرة‪ .‬‬ ‫(‪ )15‬اآلية ‪ 130‬من سورة آل عمران‪.‬‬ ‫(‪ )13‬اآلية ‪ 29‬من سورة النساء‪ )14( .‬اآلية ‪ 1‬من سورة املمتحنة‪.‬‬


‫ﺷﺮح اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‬ ‫• )ﻃﻠﺐ اﻟﻔﻌﻞ( ‪ :‬ﺧﺮج ﺑﻪ اﻟﻨﻬﻲ ﻓﻬﻮ ﻃﻠﺐ ﺗﺮك ‪.‬‬ ‫• )ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻻﺳﺘﻌﻼء( ‪ :‬ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻵﻣﺮ أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣﻦ اﳌﺄﻣﻮر‪ ،‬ﻓﻴﺨﺮج ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ -١‬إذا ﻛﺎن اﻵﻣﺮ ﻣﺴﺎوﻳﺎ ﻟﻠﻤﺄﻣﻮر‪ ،‬ﻓﻬﺬا ﻳﺴﻤﻰ ‪ :‬اﻻﻟﺘﻤﺎس؛ ﻛﻘﻮﻟﻚ ﻟﺰﻣﻴﻠﻚ‪ :‬ﻧﺎوﻟﻨﻲ اﳌﺼﺤﻒ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬إذ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﺻﺎدرا ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ ﻟﻸﻋﻠﻰ وﻳﺴﻤﻰ‪:‬اﻟﺪﻋﺎء؛ ﻛﻘﻮﻟﻚ‪) :‬رب اﻏﻔﺮ ﻟﻲ(‪.‬‬

‫ﺻﻴﻎ اﻷﻣﺮ‬

‫اﻷﻣﺮ ﻟﻪ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻐﺔ ﻟﻪ وﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ أي ﺑﺪون ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻛﺪﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ‬ ‫وﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ وﻫﺬﻩ اﻟﺼﻴﻎ ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫)‪ ،(١‬وﻗــــﻮﻟــــﻪ ﺗﻌﺎﻟـــﻰ‪:‬‬

‫‪ .١‬ﻓﻌــــﻞ اﻷﻣـــﺮ ‪ :‬ﻛﻘﻮﻟـــﻪ ﺗﻌﺎﻟـــــﻰ ‪:‬‬

‫)‪ ،(٢‬وﻗـﻮﻟـﻪ ‪ €‬ﻟﻠﻤﺴـﻲء ﺻـــﻼﺗﻪ ‪»:‬إذا ﻗﻤﺖ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺼﻼة ﻓﻜﺒﺮ‪ ،‬ﺛﻢ اﻗﺮأ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬ﺛﻢ ارﻛﻊ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ راﻛﻌﺎ« )‪.(٣‬‬ ‫‪ .٢‬ﻓﻌﻞ اﳌﻀﺎرع اﳌﻘﺘﺮن ﺑﻼم اﻷﻣﺮ ‪ :‬ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬ ‫ﺧﻠﻴﻠﻪ؛ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻞ« )‪.(٥‬‬

‫)‪ ،(٤‬وﻗﻮﻟﻪ ‪» : €‬اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ‬

‫‪ .٣‬اﺳﻢ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮ‪ :‬ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،(٦)﴾GF E D C B A @? > = < ;﴿:‬وﻗﻮﻟﻨﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻷذان ‪ -‬اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ‪) :-‬ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة (‪.‬‬ ‫)‪ ،(٧‬وﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮة ›‬ ‫‪ .٤‬اﳌﺼﺪر اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮ ‪ :‬ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ﻗﺎل‪ ،‬ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ‪» :€‬ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻲ أﺣﺪا ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻤﻠﻪ«‪ .‬ﻗﺎﻟﻮا وﻻ أﻧﺖ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ؟ ﻗﺎل‪» :‬وﻻ أﻧﺎ إﻻ أن ﻳﺘﻐﻤﺪﻧﻲ‬ ‫اﷲ ﺑﺮﺣﻤﺔ‪ ،‬ﺳﺪدوا وﻗﺎرﺑﻮا واﻏﺪوا وروﺣﻮا وﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺪﳉﺔ‪ ،‬واﻟﻘﺼﺪَ اﻟﻘﺼﺪَ ﺗﺒﻠﻐﻮا« )‪.(٨‬‬ ‫)‪(١‬‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(٤‬‬ ‫)‪(٦‬‬

‫)‪ (٢‬اﻵﻳﺔ ‪٤٣‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪.‬‬ ‫اﻵﻳﺔ ‪ ٢٧‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ‪.‬‬ ‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﺑﺎب وﺟﻮب اﻟﻘﺮاءة ﻟﻺﻣﺎم واﳌﺄﻣﻮم ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﳊﻀﺮ واﻟﺴﻔﺮ وﻣﺎ ﻳﺠﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﻣﺎ‬ ‫ﻳﺨﺎﻓﺖ ‪ ،(٧٢٤) ٢٦٣/١‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة‪ ،‬ﺑﺎب وﺟﻮب ﻗﺮاءة اﻟﻔﺎﲢﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻌﺔ ‪. (٣٩٧) ٢٩٨ /١‬‬ ‫)‪ (٥‬رواﻩ أﺑﻮداود ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ )‪.(٤٨٣٣‬‬ ‫اﻵﻳﺔ ‪ ٧‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق‪.‬‬ ‫اﻵﻳﺔ ‪ ١٠٥‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة‪.‬‬

‫)‪ (٧‬اﻵﻳﺔ ‪ ٤‬ﻣﻦ ﺳﻮرة ﻣﺤﻤﺪ ‪. €‬‬ ‫)‪ (٨‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺮﻗﺎق‪،‬ﺑﺎب اﻟﻘﺼﺪ واﳌﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ‪.(٦٠٩٨) ٢٣٧٣ /٥‬‬

‫∑∑≤‬


‫نشاط‬

‫استخرج الكلمات الدالة على صيغ األمر الواردة في األدلة السابقة‪ -‬حسب الصيغ‬

‫املذكورة‪:-‬‬ ‫الصيغة األولى‪)..........( )..........( )..........( )..........(:‬‬ ‫(‪)..........( )..........( )..........‬‬ ‫الصيغة الثانية‪)..........( )..........( )..........( :‬‬ ‫الصيغة الثالثة‪)..........( )..........( :‬‬ ‫الصيغة الرابعة‪)..........( )..........( :‬‬

‫داللة صيغة األمر‬ ‫تدل صيغة األمر عند اإلطالق والتجرد عن القرائن على وجوب املأمور به على الفور‪ ،‬ولذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة‪.‬‬

‫أو ًال األدلة من القرآن الكرمي‪:‬‬ ‫(أ) قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن اهلل تبارك وتعالى أنكر على إبليس عدم السجود املأمور به ضمن قوله سبحانه (اسجدوا) وهذا‬ ‫األمر مجرد عن قرينة تدل على حكم معني‪ ،‬ومع ذلك فقد عوتب إبليس على ترك امتثال هذا األمر املجرد‪ ،‬واهلل عز‬ ‫وجل ال ينكر إال على ترك واجب‪ ،‬فدل على أن األمر املجرد عن القرينة يدل على الوجوب‪.‬‬ ‫متوعدا مخالف أمر النبي [ ‪:‬‬ ‫(ب) وقال تعالى‬ ‫ً‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ ‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أن اهلل تعالى توعد من خالف أمر النبي [ بالفتنة والعذاب األليم‪ ،‬ومثل هذا الوعيد ال يكون إال‬ ‫على ترك واجب وقد رتبه اهلل تعالى على مخالفة أمر النبي [‪ ،‬وإمنا ذكر في اآلية األمر مجرداً ولم يقرنه ببيان آخر‪،‬‬ ‫فدل على أن األمر املجرد يدل على الوجوب‪.‬‬

‫(‪ )1‬اآليتان ‪ 12-11‬من سورة األعراف‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اآلية ‪ 63‬من سورة النور‪.‬‬ ‫‪278‬‬


‫)ﺟـ( وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫)‪.(١‬‬ ‫ووﺟﻪ اﻟﺪﻻﻟﺔ‪ :‬أﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺧﻴﺎر ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺜﺎل إذا ورد أﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﻣﺮ رﺳﻮﻟﻪ ‪ €‬ووﺻﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ أﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺎن واﻟﻀﻼل اﳌﺒﲔ‪ ،‬ﻓﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺮ اﳌﺠﺮد ﻋﻦ اﻟﻘﺮاﺋﻦ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻮﺟﻮب‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‪:‬‬ ‫)أ( ﻗﻮﻟﻪ ‪ €‬ﻟﺒﺮﻳﺮة وﻗﺪ ﻋﺘﻘﺖ ﲢﺖ زوج ﳑﻠﻮك وﻛﺮﻫﺘﻪ‪» :‬ﻟﻮ راﺟﻌﺘﻴﻪ«‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ؟ ﻓﻘﺎل ‪:€‬‬ ‫)‪(٢‬‬ ‫»ﻻ‪ ،‬إﳕﺎ أﻧﺎ ﺷﺎﻓﻊ«‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟﺖ‪ :‬ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﻓﻴﻪ‪.‬‬ ‫ووﺟﻪ اﻟﺪﻻﻟﺔ‪ :‬أن ﺑﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬﻤﺖ أﻧﻪ ﻟﻮ أﻣﺮﻫﺎ ﻟﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﻣﺘﺜﺎل‪ ،‬وﻟﻬﺬا ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ‪) :‬أﺗﺄﻣﺮﻧﻲ؟(‬ ‫وأﻗﺮﻫﺎ اﻟﻨﺒﻲ ‪ €‬ﻋﻠﻰ ﺳﺆاﻟﻬﺎ ﺑﺈﺟﺎﺑﺘﻪ إﻳﺎﻫﺎ أﻧﻪ ﺷﺎﻓﻊ وﻟﻴﺲ آﻣﺮاً‪ ،‬ﻓﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺮ اﳌﺠﺮد ﻟﻠﻮﺟﻮب‪.‬‬ ‫)ب( ﻗﻮﻟﻪ ‪) €‬ﻣﺎ أﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﻪ ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ وﻣﺎ ﻧﻬﻴﺘﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻮﻩ( )‪.(٣‬‬ ‫ووﺟﻪ اﻟﺪﻻﻟﺔ‪:‬أن اﻟﺮﺳﻮل ‪ €‬ﻋﻠﻖ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﺑﺎﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﻟﺰوم اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ‪ ،‬وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺪل‬ ‫ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺮ اﳌﺠﺮد ﻋﻦ اﻟﻘﺮاﺋﻦ ﻟﻠﻮﺟﻮب‪.‬‬

‫اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺻﻴﻎ اﻷﻣﺮ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻮﺟﻮب‬ ‫ﻗﺪ ﻳﺨﺮج اﻷﻣﺮ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮب ﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻣﻌﺎن ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫)‪ ،(٤‬واﻟﺼﺎرف ﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮب إﻟﻰ اﻟﻨﺪب أﻧﻪ ﺻﻠﻰ‬ ‫‪ (١‬اﻟﻨﺪب‪ :‬ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﺎﺗﺒﻮا ﳑﺎﻟﻴﻜﻬﻢ ‪.‬‬ ‫‪ (٢‬اﻹﺑﺎﺣﺔ‪ :‬ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫اﳌﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬

‫)‪ ،(٥‬ﻓﺼﺮف ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮب إﻟﻰ اﻹﺑﺎﺣﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺟﺎء ﺑﻌﺪ اﳊﻈﺮ‬ ‫)‪.(٦‬‬ ‫)‪،(٧‬‬

‫‪ (٣‬اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ‪ :‬ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺬﻛﺮ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﻌﺪ اﻷﻣﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ‪.‬‬ ‫)‪ (١‬اﻵﻳﺔ ‪ ٣٦‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻷﺣﺰاب‪.‬‬

‫)‪ (٢‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻄﻼق‪ ،‬ﺑﺎب ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﻨﺒﻲ ‪ €‬ﻓﻲ زوج ﺑﺮﻳﺮة‪ ،‬رﻗﻢ )‪ ، (٥٢٨٣‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﺘﻖ‪ ،‬ﺑﺎب ﺑﻴﺎن أن اﻟﻮﻻء‬ ‫ﳌﻦ أﻋﺘﻖ رﻗﻢ )‪.(١٣٣٧‬‬ ‫)‪ (٣‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬ﺑﺎب اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺴﲍ رﺳﻮل اﷲ ‪ ، €‬رﻗﻢ )‪ ، (٧٢٨٨‬وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﳊﺞ‪،‬‬ ‫ﺑﺎب ﻓﺮض اﳊﺞ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ رﻗﻢ )‪.(١٥٠٤‬‬ ‫)‪ (٥‬اﻵﻳﺔ ‪٢‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة‪.‬‬ ‫)‪ (٤‬اﻵﻳﺔ ‪ ٣٣‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر‪.‬‬ ‫)‪ (٧‬اﻵﻳﺔ ‪ ٢٩‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ‪.‬‬ ‫)‪ (٦‬اﻵﻳﺔ ‪ ١‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة‪.‬‬

‫‪≤∑π‬‬


‫ ‬ ‫‪ )4‬اإلرشاد‪ :‬كقوله تعالى ‪:‬‬

‫(‪ ،)1‬فصرف عن الوجوب ألنه مطلوب ملنافع الدنيا‪.‬‬

‫ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‬ ‫إذا توقف فعل املأمور به على عمل آخر ‪ ،‬كان العمل اآلخر مأمورا به ‪ .‬فإن كان املأمور به واجبا كان ذلك الشيء‬ ‫واجبا ‪ ،‬فالصالة في املسجد واجبة وال تكون إال باملشي إلى املسجد ؛ فاملشي إلى املسجد ألداء الصالة واجب ألن ماال‬ ‫يتم الواجب إال به فهو واجب ‪.‬‬

‫نشاط‬ ‫أ‪-‬اقرأ سورة األحزاب واستخرج منها خمسا من الصيغ الدالة على األمر؛ مبينا نوع الصيغة‪:‬‬

‫ ‬

‫اآليـــــــــــــــة‬

‫صيغة األمر‬

‫ب‪ -‬بالرجوع إلى صحيح اإلمام البخاري أو اإلمام مسلم‪:‬استخرج حديثني يشتمالن على أحد صيغ ‬ ‫ ‬ ‫األمر وبني نوعها‪:‬‬ ‫ ‬

‫الــحـــــديــــث‬

‫صيغة األمر‬

‫‪.................... ..............................................................‬‬ ‫‪................... ..............................................................‬‬ ‫‪.................... ..............................................................‬‬ ‫‪................... ..............................................................‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 282‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪280‬‬


‫ثاني ًا‬

‫النهي‬

‫تعريفه‬ ‫لغة ‪ :‬املنع‬ ‫اصطالحا‪ :‬طلب الكف عن الفعل على جهة االستعالء ‪.‬‬

‫شرح التعريف‬ ‫ (طلب الكف عن الفعل) ‪ :‬خرج به األمر ألنه طلب فعل ‪.‬‬‫‪( -‬على جهة االستعالء) ‪ :‬خرج به االلتماس والدعاء ‪.‬‬

‫صيغ النهي‬ ‫ ‬ ‫‪ .1‬صيغة النهي األساسية‪( :‬ال تفعل) ‪ ،‬مثل قول اهلل تعالى ‪:‬‬

‫(‪.)1‬‬ ‫(‪.)2‬‬

‫‪ .2‬أن يوصف الفعل بالتحرمي أو احلظر أو القبح‪ ،‬مثل قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬

‫ ‬ ‫‪ .3‬نفي احلل ‪ ،‬مثل قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪.4‬األمر الدال على الترك‪ ،‬مثل قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫(‪.)4‬‬

‫ ‬

‫‪.5‬أن يذم فاعله أو يترتب على فعله عقاب‪ ،‬مثل قول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ ‬

‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫(‪.)5‬‬

‫اآلية ‪ 188‬من سورة البقرة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 3‬من سورة املائدة ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 19‬من سورة النساء ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 30‬من سورة احلج ‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 93‬من سورة النساء ‪.‬‬ ‫‪281‬‬


‫نشاط‬ ‫استخرج الكلمات أو العبارات الدالة على النهي الواردة في األدلة السابقة‪ -‬حسب‬ ‫الصيغ املذكورة‪:-‬‬ ‫الصيغة األولى‪)..........( :‬‬ ‫الصيغة الثانية‪)..........( :‬‬ ‫الصيغة الثالثة‪)..........( :‬‬ ‫الصيغة الرابعة‪)..........( )..........( :‬‬ ‫الصيغة اخلامسة‪)....................................................( :‬‬

‫ما تقتضيه صيغة النهي‬ ‫صيغة النهي عند اإلطالق والتجرد عن القرائن تقتضي حترمي املنهي عنه ‪ ،‬ولزوم االنتهاء عنه على الفور ‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ويدل على ذلك ما يلي‪ :‬الدليل األول‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫(‪ ،)1‬فاألمر‬

‫باالنتهاء عنه يقتضي وجوب االنتهاء ومن الزم ذلك حترمي الفعل‪.‬‬ ‫الدليل الثاني‪ :‬قول الرسول [‪« :‬وما نهيتكم عنه فاجتنبوه» (‪ّ ،)2‬‬ ‫دل على تغليظ شأن املنهي عنه‪ ،‬فلم يعلق ترك‬ ‫املنهي عنه باالستطاعة بل جعله على احلتم واإللزام‪.‬‬

‫استعماالت صيغة النهي في غير التحرمي‬ ‫معان أخرى منها ‪:‬‬ ‫قد تدل بعض القرائن على صرف النهي إلى ٍ‬ ‫‪ .1‬الكراهة‪:‬كقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬

‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﴾(‪،)3‬‬ ‫فصرف النهي من حترمي نسيان الفضل إلى كراهة نسيانه‪ ،‬وذلك ملجيء التخيير في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 7‬من سورة احلشر‪.‬‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب االعتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب االقتداء بسنن رسول اهلل [ ‪ ،‬رقم (‪ ، )7288‬ومسلم في كتاب احلج‪ ،‬باب‬ ‫فرض احلج مرة في العمر رقم (‪.)1337‬‬ ‫(‪ )3‬اآلية ‪ 237‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪282‬‬


‫تدعن في ُدبر كل صالة تقول‪:‬‬ ‫‪ .2‬اإلرشاد‪:‬كقوله [‪« :‬يا معاذ‪ ،‬واهلل إني ألحبك»‪ ،‬ثم قال‪« :‬أوصيك يا معاذ ال‬ ‫َّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اللهم َأ ِع ِّني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»‪.‬‬ ‫‪.3‬التقليل والتحقير ‪ :‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪.4‬الدعاء‪ :‬كقوله تعالى‪:‬‬

‫(‪.)3‬‬

‫اقتضاء النهي الفساد من عدمه‬ ‫إذا نهى الشرع عن فعل ‪ ،‬فهل يكون املنهي عنه باط ً‬ ‫ال أو صحيحا مع التحرمي ؟‬ ‫ننظر في متعلق النهي على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون النهي عائدا إلى ذات املنهي عنه أو شرطه‪ ،‬فيكون املنهي عنه باطالً؛ فال تصح‬ ‫العبادة وال جتزئ وكذلك تكون عقود املعامالت وال تبرأ بها الذمة‪ ،‬ولذلك أمثلة‪:‬‬ ‫املثال األول‪ :‬النهي عن صوم يوم العيد‪ ،‬فلو نذر صومه لم يصح صومه ولم يجزئه عن نذره‪.‬‬ ‫املثال الثاني‪ :‬البيع بعد النداء الثاني لصالة اجلمعة في حق من جتب عليه اجلمعة فإن البيع باطل وال تثبت به‬ ‫امللكية للمبيع ‪.‬‬ ‫املثال الثالث‪ :‬بيع احلمل في بطن الدابة‪ ،‬ألن العلم باملبيع شرط لصحة البيع‪ ،‬إذا باع حمال كان البيع باطال ال‬ ‫تنفذ أحكامه‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يكون النهي عائد ًا إلى أمر خارج ال يتعلق بذات املنهي عنه وال شرطه؛ فيكون الفعل‬ ‫صحيحا مع التحرمي واإلثم ‪ ،‬ولذلك أمثلة‪:‬‬

‫املثال األول‪ :‬عن بن عباس رضي اهلل عنهما أنه سمع النبي [ يقول‪ « :‬ال يخلون رجل بامرأة‪ ،‬وال تسافرن امرأة‬ ‫إال ومعها محرم »‪ ،‬فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول اهلل اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة؟ قال‪ « :‬اذهب‬ ‫ال محرما ولكن حجها صحيح مجزئ مع‬ ‫فحج مع امرأتك » (‪ ،)4‬فلو حجت املرأة بغير محرم كانت آثمة وفعلت فع ً‬ ‫اإلثم لكون النهي ألمر خارج عن احلج‪.‬‬ ‫املثال الثاني‪ :‬عن أبي هريرة ] أن رسول اهلل [ قال‪ « :‬من غشنا فليس منا»(‪ ،)5‬فلو تبايع شخصان وغش‬ ‫أحدهما كان البيع صحيح ًا مع حترمي فعل الغاش وإثمه ‪ ،‬لكون النهي لم يتعلق بالبيع وإمنا بأمر خارج عنه ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫رواه أبو داود حديث رقم (‪. )1522‬‬ ‫اآلية‪ 131‬من سورة طـه‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 8‬من سورة آل عمران‪.‬‬ ‫رواه البخاري في كتاب اجلهاد والسير ‪ ،‬باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له ‪1094/3‬‬ ‫(‪ ،)2844‬ومسلم في كتاب احلج‪ ،‬باب سفر املرأة مع محرم إلى حج وغيره ‪.)1341( 978/2‬‬ ‫رواه مسلم في كتاب اإلميان‪ ،‬باب قول النبي [ من غشنا فليس منا ‪.)102( ،)101(99/1‬‬ ‫‪283‬‬


‫نشاط‬ ‫أ‪-‬اقرأ سورة احلجرات واستخرج منها أربعا من اآليات املشتملة على صيغة النهي‪:‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫ب‪ -‬بالرجوع إلى صحيح اإلمام البخاري أو اإلمام مسلم‪:‬استخرج حديثني يشتمالن على‬ ‫صيغة النهي‪:‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫ج‪-‬بالتعاون مع مجموعتك قارن بني األمر والنهي بذكر أوجه االتفاق واالختالف‬ ‫بينهما‪.‬‬

‫األمر‬

‫‪284‬‬

‫النهي‬

‫أوجه االتفاق‬

‫‪....................................................‬‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫‪....................................................‬‬

‫أوجه اإلختالف‬

‫‪......................... .........................‬‬ ‫‪......................... .........................‬‬ ‫‪......................... .........................‬‬


‫خالصة الوحدة السادسة عشرة‪( :‬األمر والنهي)‬ ‫بعد أن أنهيت دراسة هذه الوحدة وتبني لك أهميتها في علم أصول الفقه؛ قم بالتعاون مع مجموعتك‬ ‫بصياغة مختصرة ألهم القواعد األصولية التي ميكن استخالصها من هذه الوحدة‪:‬‬ ‫القاعدة األولى‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثانية‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثالثة‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة اخلامسة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة السادسة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة السابعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثامنة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة التاسعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة العاشرة‪........................................................................:‬‬

‫‪285‬‬


‫التقويم‬ ‫‪ /1‬بني املقتضى الذي يستفيده الباحث من األدلة الشرعية إذا وردت في احلاالت‬ ‫التالية‪ ،‬مع التمثيل واالستدالل‪:‬‬ ‫(أ) النهي املجرد عن القرائن‪.‬‬ ‫(ب) األمر املجرد عن القرائن‪.‬‬ ‫‪/2‬على أي شيء يستدل بالنصوص التالية؟ مع بيان وجه االستدالل منها‪:‬‬ ‫(أ) قال تعالى‪ ﴿ :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬

‫ﯭ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﴾‪.‬‬

‫(ب) قال تعالى‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫ﮘ﴾‪.‬‬

‫(ج) قال [‪« :‬ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم‪ ،‬وما نهيتكم عنه فاجتنبوه»‪.‬‬ ‫‪ /3‬حلل املراد بالعبارات التالية؛ مبينا صحتها من عدمه؛ مدلال وممثال ملا‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫(أ) يجب امتثال األمر على الفور‪.‬‬ ‫(ب) النهي يقتضي الفساد‪.‬‬ ‫‪/4‬اكتب بأسلوبك وبعبارات من عندك تعريفا اصطالحيا لكل مما يلي‪:‬‬ ‫(أ) النهي‪.‬‬ ‫(ب) األمر‪.‬‬ ‫‪ /5‬تستعمل صيغة النهي في غير التحرمي‪ ،‬اذكر ثالثة أمثلة على ذلك‪.‬‬

‫‪286‬‬


‫الوحدة‬ ‫السابعة عشرة‬ ‫الفتوى واالستفتاء‬ ‫يتوقع منك أخي الطالب بعد دراسة هذه الوحدة أن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تدرك أهمية الفتوى وعظم شأنها‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعرف شروط الفتوى‪.‬‬ ‫‪ .3‬تستدل على تحريم الفتوى بغير علم‪.‬‬ ‫‪ .4‬تحرص على آداب االستفتاء‪.‬‬ ‫‪ .5‬تحذر من الفتيا بغير علم‪.‬‬ ‫‪ .6‬تجتنب استفتاء من ليس بأهل للفتوى‪.‬‬


‫الفتوى واالستفتاء‬

‫متهيد‬ ‫سأل رجل صديقا له‪ :‬لقد حلفت ميينا ثم حنثت فيها فما رأيك؟‬ ‫فأجابه صديقه‪:‬يجب عليك أن تصوم شهرين متتابعني!‬ ‫ثم سأل أحد العلماء فقال له‪:‬يجب عليك أن تكفر عن ميينك‪ ،‬والكفارة إطعام عشرة مساكني أو كسوتهم أو حترير‬ ‫رقبة‪ ،‬فإن لم يتيسر لك ذلك وجب عليك أن تصوم ثالثة أيام متتابعات‪.‬‬ ‫اكتب تعليقا على هذا املوقف‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬

‫تعريفات‬ ‫الفتوى لغة‪:‬اسم مصدر مبعنى اإلفتاء‪ ،‬واجلمع الفتاوى والفتاوي‪ ،‬يقال‪ :‬أفتيته َف ْتوى وفتيا‪ ،‬إذا أجبته عن‬ ‫مسألته‪.‬‬ ‫والفتيا‪:‬تبيني املشكل من األحكام‪.‬‬ ‫الفتوى في االصطالح‪ :‬تبيني احلكم الشرعي عن دليل ‪.‬‬ ‫(‪ ،)1‬وقد‬ ‫ ‬ ‫االستفتاء‪ :‬طلب اجلواب عن األمر املشكل‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ،‬قال املفسرون‪ :‬أي‬ ‫ ‬ ‫يكون مبعنى مجرد السؤال‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫اسألهم‪.‬‬ ‫املفتي‪:‬هو املخبر عن حكم شرعي‪.‬‬ ‫وع ِلم ُج َمل عموم القرآن وخصوصه‪ ،‬وناسخه ومنسوخة‪ ،‬وكذلك السنن‬ ‫فاملفتي هو من قام للناس بأمر دينهم‪َ ،‬‬ ‫سمو ُه بهذا االسم‪ ،‬ومن استحقه أفتى فيما اُستفتي فيه‪.‬‬ ‫واالستنباط ‪ ،‬فمن َب َلغ هذه املرتبة ّ‬ ‫املستفتي ‪:‬هو السائل عن حكم شرعي ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 22‬من سورة الكهف‪.‬‬ ‫‪288‬‬

‫(‪ )2‬اآلية ‪ 11‬من سورة الصافات‪.‬‬


‫أهمية الفتوى وعظم أمرها‬ ‫ ‬ ‫اإلفتاء منصب عظيم وشرف ملن يقوم به‪ ،‬ولذا تولى اهلل اإلفتاء بنفسه وهو العليم اخلبير فقال سبحانـــــه‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ ،)1‬وقال‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪)2‬‬

‫وأول من قام بهذا املنصب الشريف من هذه األمة سيد املرسلني ﷺ؛ فكان يفتي عن اهلل بوحيه املبني فكانت فتاويه‬ ‫[ جوامع األحكام ومشتملة على فصل اخلطاب‪ ،‬وكفى بهذا شرف ًا ورفعة‪.‬‬ ‫واملفتي قائم في األمة مقام النبي [ في التبليغ والبيان دل على ذلك قوله [ ‪« :‬إن العلماء ورثة األنبياء وإن‬ ‫األنبياء لم ُي َو ِّرثوا ديناراً وال درهم ًا إمنا َو َّرثوا العلم»(‪.)3‬‬ ‫امرءا سمع مقالتي فوعاها‪ ،‬ثم أداها إلى‬ ‫وهو نائب عن رسول اهلل [ في تبليغ األحكام قال [ ‪« :‬نضر اهلل ً‬ ‫من لم يسمعها‪ ،‬فرب حامل فقه ال فقه له‪ ،‬ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»(‪ ،)4‬وقال [‪« :‬أال ليبلغ الشاهد‬ ‫منكم الغائب» (‪ ،)5‬وقال [ ‪«:‬بلغوا عني ولو آية»(‪ ،)6‬وقال ابن املُنكدر‪:‬‏ العالم بني اهلل تعالى وخلقه‪،‬‏ فلينظر كيف‬ ‫يدخل بينهم‪.‬‏‬ ‫واملفتي موقع عن رب العاملني‪ ،‬ولهذا سمى ابن القيم رحمه اهلل تعالى كتابه الذي ذكر فيه أصول الفتوى وأحكامها‪:‬‬ ‫«إعالم املوقعني عن رب العاملني» وقال رحمه اهلل في كتابه هذا ‪«:‬وإذا كان منصب التوقيع عن امللوك حَ‬ ‫باملَ ِّل الذي ال‬ ‫السن َّيات فكيف مبنصب التوقيع عن رب األرض والسموات؟‬ ‫ُينكر فضل ُه وال ُي ْجهل قدره‪ ،‬وهو من أعلى املراتب َّ‬ ‫فحقيق مبن أقيم في هذا املنصب أن ُي ِعدَّ له ُعدَّ ته وأن يتأهب له أهبته وأن يعلم قدر املقام الذي أقيم فيه وال يكون‬ ‫في صدره حرج من قول احلق والصدع به فإن اهلل ناصره وهاديه»(‪.)7‬‬

‫حكم الفتوى بغير علم‬ ‫اإلفتاء بغير علم حرام ومن الكبائر‪ ،‬ألنه يتضمن الكذب على اهلل تعالى ورسوله [‪ ،‬ويتضمن إضالل الناس‪،‬‬ ‫قــال تـعـالـى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫اآلية ‪ 127‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫اآلية ‪ 176‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫رواه أبو داود في كتاب العلم باب فضل العلم رقم (‪ ،)3641‬والدارمي في املقدمة‪ ،‬باب فضل العلم والعالم رقم (‪.)347‬‬ ‫‪ ،‬بألفاظ متقاربة‪،‬‬ ‫منهم‪ :‬جبير بن مطعم‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وأنس‬ ‫احلديث صحيح‪ ،‬مروي عن جمع من الصحابة‬ ‫ينظر‪:‬مسند اإلمام أحمد ‪ ،183/5 ،225/3 ،436/80،1/4‬وسنن أبي داود ‪ ،)3660( 322/3‬والترمذي ‪)2656(33/5‬‬ ‫ (‪ ،)2658‬وابن ماجه ‪ ،)236( -)230(86-84/1‬وغيرهم‪ ،‬وقد ذكره الكتاني في األحاديث املتواترة (نظم املتناثر في احلديث‬‫املتواتر ص‪.)33‬‬

‫(‪ )5‬رواه البخاري في كتاب العلم ‪ ،‬باب قول النبي [ ‪ :‬رب مبلغ أوعى من سامع رقم (‪ ،)67‬ومسلم في كتاب القسامة واحملاربني‬ ‫والقصاص والديات‪ ،‬باب تغليظ حترمي الدماء واألعراض واألموال رقم (‪.)1679‬‬ ‫(‪ )6‬رواه البخاري في كتاب األنبياء‪،‬باب ما ذكر عن بني إسرائيل‪.)3274( 1275/3‬‬ ‫(‪ )7‬إعالم املوقعني عن رب العاملني ‪.36/1‬‬ ‫‪289‬‬


‫(‪ ،)1‬فقرن سبحانه وتعالى القول على اهلل بغير علم بالفواحش والبغي والشرك‪ ،‬وعن‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬أن النبي [ قال‪« :‬إن اهلل ال يقبض العلم انتزاع ًا ينتزعه من العباد‪،‬‬ ‫ولكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى إذا لم يبق عاملاً‪ ،‬اتخذ الناس رؤوس ًا جها ًال‪ ،‬فسئلوا‪ ،‬فأفتوا بغير علم‪ّ ،‬‬ ‫فضلوا‬ ‫وأضلوا» (‪.)2‬‬ ‫فالواجب على كل مسلم اجتناب القول في دين اهلل تعالى بغير علم‪ ،‬وأن ميرن نفسه على قول‪( :‬ال أدري) عندما‬ ‫يسأل عن حكم من أحكام الشريعة ال علم له به‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ ‬ ‫ال سأل النبي [ فقال‪ :‬أي البالد ش ّر؟ قال‪« :‬ال أدري حتى أسأل»‪ ،‬فسأل‬ ‫وعن جبير بن مطعم ] أن رج ً‬ ‫جبريل عن ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬ال أدري حتى أسأل ربي»‪ ،‬فانطلق فلبث ما شاء اهلل‪ ،‬ثم جاء‪ ،‬فقال‪« :‬إني سألت ربي عن‬ ‫ذلك فقال‪ :‬ش ّر البالد األسواق»(‪.)4‬‬ ‫قال احلاكم‪ :‬هذا احلديث ٌ‬ ‫أصل في قول العالم‪ :‬ال أدري‪.‬‬

‫شروط املفتي‬ ‫ني ِ‬ ‫الفكر‪.‬‬ ‫سليم الذهن ‏‪ ،‬رص َ‬ ‫‪ .1‬أن يكون املفتي ثق ًة مأمون ًا متنـ ِّزه ًا عن أسباب الفسق وخوارم املروءة ‪،‬‏ َ‬ ‫‪ .2‬أن يكون عامل ًا مبا يشترط في األدلة ‏‪ ،‬ووجوه داللتها‪،‬‏ وكيفية اقتباس األحكام منها‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يكون عارف ًا بعلوم القرآن‪،‬‏ واحلديث‪،‬‏ والناسخ واملنسوخ‪،‬‏ والنحو واللغة والتصريف‪،‬‏ واختالف العلماء ‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن يكون املفتي ذا دربة ومقدرة على تطبيق القواعد واألصول والضوابط الشرعية على حال املستفتي‪.‬‬

‫آداب املفتي‬ ‫‪ .1‬أن يكون املفتي ظاهر الورع‪ ،‬معروفًا بالديانة الظاهرة‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن ال يفتي في حال يخرج فيه قلبه عن حد االعتدال ‪،‬كتغ ُّير خُ ُلقه‪،‬‏ وانشغال قلبه‪،‬‏ أو وجود ما مينعه التأمل‪،‬كغضب‪،‬‏‬ ‫وجوع‪،‬‏ وعطش ‏‪ ،‬وحزن ‏‪ ،‬وفرح غالب ‏‪ ،‬ونعاس ‏‪ ،‬أو ملل‪،‬‏ أو حر مزعج أو مرض مؤلم‪،‬‏ أو مدافعة َحدَ ث‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 33‬من سورة األعراف ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب العلم‪ ،‬باب كيف يقبض العلم ‪ ،)100(50/1‬ومسلم في كتاب العلم ‪،‬باب رفع العلم وقبضه وظهور‬ ‫اجلهل والفنت في آخر الزمان ‪. )2673( 2058/4‬‬ ‫(‪ )3‬اآلية ‪ 36‬من سورة اإلسراء‪.‬‬ ‫(‪ )4‬رواه أحمد ‪ ،81/4‬والبزار (كشف األستار (‪ ،)81/2‬والطبراني (‪ ،)128/1‬واحلاكم (‪ ،)90 ،89/1‬وغيرهم‪ ،‬وقال احلافظ بن‬ ‫حجر‪ :‬هذا حديث حسن‪ .‬انظر كتابه (موافقة الخُ ْب ِر َ‬ ‫الخ َب َر في تخريج أحاديث املختصر ‪ )11 ،10/1‬وقد ذكر في هذا الكتاب‬ ‫جملة من اآلثار عن السلف‪ ،‬وانظر أيضاً‪ :‬سنن الدارمي ‪ 56-35/1‬باب الفتيا وما فيه من الشدة‪.‬‬ ‫‪290‬‬


‫‪ .3‬أن يبني اجلواب بيان ًا يزيل اإلشكال ويوضح احلق للمستفتي ‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن يرفق باملستفتي إذا كان بعيد الفهم ‪،‬‏ ويصبر على تفهم سؤاله‪،‬‏ وتفهيم جوابه ‪.‬‬ ‫‪ .5‬يستحب للمفتي االستعاذة من الشيطان ‏‪ ،‬وأن يسمي اهلل تعالى ويحمده ‏‪ ،‬ويصلي على النبي [ ‪ ،‬ويختم‬ ‫جوابه بقوله‪:‬‏ (وباهلل التوفيق) ‏‪ ،‬أو‪:‬‏ (واهلل أعلم)‪،‬‏ أو‪:‬‏ (واهلل املوفق) ‪.‬‬

‫آداب املستفتي‬ ‫‪ .1‬ينبغي للمستفتي أن يتأدب مع املفتي ويجله في خطابه وجوابه ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن يكون سؤال املستفتي طلبا للحق ‪ ،‬فال يكون مقصده سيئاً‪،‬مثل ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬أن يقصد من املسألة التعنت واملغالبة واحلرج للمفتي ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أن يقصد من املسألة تتبع الرخص ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬أن يقصد من املسألة ضرب آراء العلماء بعضها ببعض ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬أن يقصد من املسألة الوشاية بني العلماء ‪ ،‬أو غير ذلك من املقاصد السيئة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ينبغي للمستفتي مراعاة حال املفتي ‪ ،‬فال يسأله وهو قائم أو مستفز أو على حالة ضجر أو هم أو غير ذلك‬ ‫مما يشغل القلب‪.‬‏‬ ‫‪ .4‬الدعاء للمفتي عند سؤاله وعند انصرافه ‪.‬‬

‫التساهل في الفتوى‬ ‫يحرم التساهل في الفتوى ‏‪ ،‬ومن عرف به حرم استفتاؤه‪،‬‏ ومن أمثلة التساهل ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن ال يتثبت‪،‬‏ و ُيسرِع بالفتوى قبل استيفاء ح ِّقها من النظر والفكر‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن حتمله األغراض الفاسدة على تتبع احليل احمل َّرمة أو املكروهة‪.‬‬ ‫‪ .3‬التمسك بالشبه طلب ًا للترخيص ملن يروم نفعه‪،‬‏ أو التغليظ على من يريد ضره‪.‬‬

‫استفتاء غير العلماء‬ ‫علم الشريعة هو دين اهلل تعالى‪ ،‬فواجب على املسلم أخذ دين اهلل تعالى عن أهل العلم واملعرفة بالدين‪ ،‬ولذلك‬ ‫أمر اهلل تعالى من ليس عنده علم أن يسأل أهل العلم ولم يأمره ‪-‬تعالى‪ -‬بسؤال أي أحد‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬

‫‪291‬‬


‫(‪ )1‬فقد أمر اهلل تعالى أن يؤخذ العلم عن أهل الذكر ال أهل اجلهل‪ ،‬وال‬ ‫ ‬ ‫عن املجاهيل غير املعروفني بحمل العلم ‪ ،‬قال محمد بن سيرين‪ « :‬إن هذا العلم دين‪ ،‬فانظروا عمن تأخذون‬ ‫(‪)2‬‬ ‫دينكم»‪.‬‬

‫نشاط ‪1‬‬

‫طلب منك أخوك الصغير أن تفتيه في بعض املسائل الفقهية املتعلقة بالصالة‪،‬ولم يكن لديك‬ ‫علم بأحكامها‪ ،‬فكيف تصنع؟ صف اإلجراءات التي سوف تتبعها حتى تفيده وجتتنب القول‬ ‫بغير علم‪.‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫‪............................................................................‬‬

‫نشاط ‪2‬‬

‫عن عبداهلل بن عمرو رضي اهلل عنهما أن النبي [ قال‪« :‬إن اهلل ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من‬ ‫العباد‪ ،‬ولكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى إذا لم يبق عامل ًا اتخذ الناس رؤوس ًا جهاالً‪ ،‬فسئلوا‬ ‫فأفتوا بغير علم‪ ،‬فضلوا وأضلوا»(‪.)3‬‬ ‫ودخل رجل على ربيعة بن عبدالرحمن وهو يبكي‪ ،‬فقال‪ :‬ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫َأ َد َخلت عليك مصيبة‪ ،‬فقال‪ :‬ال ‪ ،‬ولكن أستفتي من ال علم له‪ ،‬وظهر في اإلسالم أمر عظيم‪.‬‬ ‫اقرأ النصني السابقني‪ ،‬وشارك مجموعتك في التعرف على اآلثار السيئة الناجتة عن استفتاء من ال‬ ‫يعلم‪.‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫(‪ )1‬اآلية ‪ 43‬من سورة النحل‪ ،‬واآلية ‪ 7‬من سورة األنبياء‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم في مقدمة الصحيح ‪.14/1‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري في كتاب العلم‪،‬باب كيف يقبض العلم ‪،)100(50/1‬ومسلم في كتاب العلم ‪ ،‬باب رفع العلم وقبضه وظهور‬ ‫اجلهل والفنت في آخر الزمان ‪. )2673( 2058/4‬‬

‫‪292‬‬


‫نشاط ‪3‬‬

‫تعرف على مصدرين من مصادر الفتوى املوثوقة؛ من خالل‪ :‬الكتب أو البرامج احلاسوبية أو املواقع‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬ثم انقل من كل واحد منهما فتوى في موضوع مهم حتب أن تعرضه على زمالئك‪:‬‬

‫الفتوى‬

‫املصدر‬

‫‪ 1‬السؤال‪......................................... :‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫اجلواب‪..........................................:‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫‪................................................‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬

‫‪ 2‬السؤال‪......................................... :‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫اجلواب‪..........................................:‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫‪................................................‬‬

‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪................................‬‬

‫نشاط ‪4‬‬

‫(‪ ،)1‬هذه اآلية تبني‬ ‫ ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫عالقة الشيطان مبسألة الفتوى في دين اهلل بغير علم ‪ ،‬بالتعاون مع زميلك ‪ :‬بني هذه العالقة‪ ،‬وما‬ ‫الذي يسعى إليه الشيطان بدعوته إلى ذلك؟‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪ 169‬من سورة البقرة ‪.‬‬

‫‪293‬‬


‫خالصة الوحدة السابعة عشرة‪ ( :‬الفتوى واالستفتاء)‬ ‫بعد أن أنهيت دراسة هذه الوحدة وتبني لك أهميتها في علم أصول الفقه؛ قم بالتعاون مع مجموعتك‬ ‫بصياغة مختصرة ألهم القواعد األصولية التي ميكن استخالصها من هذه الوحدة‪:‬‬ ‫القاعدة األولى‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثانية‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثالثة‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة اخلامسة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة السادسة‪.......................................................................:‬‬ ‫القاعدة السابعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة الثامنة‪.........................................................................:‬‬ ‫القاعدة التاسعة‪........................................................................:‬‬ ‫القاعدة العاشرة‪.......................................................................:‬‬

‫التقويم‬ ‫‪/1‬عرف املصطلحات التالية بأسلوبك اخلاص مستفيدا من التعريفات التي مرت بك‪:‬‬ ‫ ‬

‫أ‪ -‬الفتوى‪.‬‬

‫ ‬

‫ب‪ -‬املفتي‪.‬‬

‫ ‬

‫جـ‪ -‬املستفتي‪.‬‬ ‫‪ /2‬اكتب مقاال عن أهمية الفتوى وعظم أمرها في حدود نصف صفحة‪.‬‬ ‫‪ /3‬اكتب موقفا عن بعض السلف في اإلفتاء؛ ثم اكتب عليه تعليقا مناسبا في‬ ‫حدود ثالثة اسطر‪.‬‬

‫‪294‬‬


‫‪/4‬بني حكم الفتوى في احلاالت التالية؛ معلال ما تقول‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عالم في قرية سأله شخص عن مسألة يعرف حكمها‪ ،‬وال يخشى من ترتب‬ ‫مفسدة على إجابته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬طالب علم سأله شخص عن مسألة يعرف خالف العلماء فيها‪ ،‬وال يعرف أي‬ ‫األقوال هو الصحيح منها‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬رجل متدين من الصلحاء احملافظني على الصالة في املسجد؛ سأله رجل عن‬ ‫مسألة في سجود السهو‪.‬‬

‫‪295‬‬


‫معلومات إثرائية‬ ‫ قال الشافعي رحمه اهلل تعالى‪:‬ال تسكنن بلدا ال يكون فيه عالم يفتيك عن دينك‪ ،‬وال طبيب ينبئك عن أمر‬‫(‪)1‬‬ ‫بدنك‪.‬‬ ‫ وحكى اإلمام اجلوزجاني عن أبي اليمان‪ :‬أن رجال متعاملا دجاال جسورا على القول بغير علم جلس يوما بني‬‫أصحابه مغترا بعلمه فأسند ظهره إلى القبلة وقال لهم‪ :‬سلوني عما دون العرش! وتكرر منه ذلك في مكة‪ ،‬فقام إليه‬ ‫(‪)2‬‬ ‫رجل فقال‪ :‬أخبرني عن النملة؛ أين أمعاؤها؟ فسكت!‬ ‫ قال الفراء‪:‬رأيت الكسائي يوما فرأيته كالباكي‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما يبكيك؟ فقال‪ :‬هذا امللك يحيى بن خالد يوجه‬‫إلي فيحضرني فيسألني عن الشيء؛ فإن أبطأت في اجلواب حلقني منه عيب‪ ،‬وإن بادرت لم آمن الزلل‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‬ ‫ممتحنا‪ :‬يا أبا احلسن من يعترض عليك‪ ،‬قل ما شئت فأنت الكسائي! فأخذ لسانه بيده فقال‪ :‬قطعه اهلل إذا أنا قلت‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ما ال أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬آداب الشافعي البن أبي حامت الرازي ص‪.322‬‬ ‫(‪ )2‬ميزان االعتدال في نقد الرجال ‪.506/6‬‬ ‫(‪ )3‬تاريخ بغداد ‪.411/11‬‬

‫‪296‬‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.