تعليم التصميم المعماري: قضايا وقناعات

Page 1

1


‫تعليم التصميم املعماري‬

‫أ‪.‬د‪.‬م‪ .‬خالد علي يوسف‬

‫‪1440 2019‬‬

‫‪2‬‬


3


‫شكر وتقدير‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والت ما‬ ‫أتقدم بخالص االمتنان والتقدير لشكاء تجربة استمرت قرابة عشة سنوات يف مرسم التنمية الذكية بقسم العمارة بكلية تصاميم البيئة ‪-‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ي‬ ‫وبصيتهم وسعيهم الدؤوب يف تطوير آلياته‪ ،‬والتجربة الشخصية التعليمية‬ ‫كان لها أن تثمر ‪-‬ما تم طرحه يف هذا الكتاب‪ -‬لوال إيمانهم بأهمية التعليم المعماري‪ ،‬ورؤيتهم‬ ‫ر‬ ‫خفاج‪ ،‬د‪ .‬عبد هللا بن جنيدب‪ ،‬م‪ .‬عبد العزيز أفندي‪ ،‬م‪ .‬عبد العزيز الباك‪ ،‬م‪ .‬عبد العزيز األشعري‪ .‬كما أتقدم بخالص‬ ‫والمهنية الفريدة لكل منهم‪ .‬وهؤالء هم د‪ .‬عثمان‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أعتيهم أحد أهم أسباب نجاحه‪ .‬كما أشكر لهم تحملهم جهد وعناء وتبعات هذه التجربة‪ .‬وأتمت أن يكونوا‬ ‫شكري وتقديري لطالب المرسم يف هذه السنوات العشة‪ ،‬والذين ر‬ ‫قد نالوا من ثمارها‪ ،‬سواء يف دراستهم أو يف حياتهم العملية‪ .‬وهؤالء الطالب هم‪:‬‬ ‫اإلدريس‬ ‫أحمد‬ ‫ي‬ ‫أحمد حزام‬ ‫أحمد متوكل‬ ‫إبراهيم أبو زيد‬ ‫السلم‬ ‫إبراهيم‬ ‫ي‬ ‫إبراهيم خليفة‬ ‫إبراهيم فوز‬ ‫الوادع‬ ‫أسامة‬ ‫ي‬ ‫اليافع‬ ‫أسعد‬ ‫ي‬ ‫أمجد جعفر‬ ‫باسل العوض‬ ‫السليمان‬ ‫باشا‬ ‫ي‬ ‫بسيون‬ ‫بجي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫بدر تخة‬ ‫براء غبان‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫ثامر الزه ي‬ ‫حسام قشقري‬ ‫حسان كوشاك‬ ‫حسن بادكوك‬ ‫حمزة فلمبان‬ ‫راكان الزبن‬ ‫رامي باجنيد‬

‫ام علوي‬ ‫ر ي‬ ‫حلوان‬ ‫رائد‬ ‫ي‬ ‫ربيع مليباري‬ ‫الحرن‬ ‫رشيد‬ ‫ري‬ ‫شال‬ ‫ريان ي‬ ‫ساري خياط‬ ‫سالم مليباري‬ ‫رساج مندوره‬ ‫سعود آل سليمان‬ ‫ان‬ ‫سعيد الزهر ي‬ ‫مية‬ ‫سهيل ر‬ ‫شادي سالوي‬ ‫المزموم‬ ‫صالح‬ ‫ي‬ ‫صهيب أبو الهنود‬ ‫طاهر هشام‬ ‫السليمان‬ ‫طالل‬ ‫ي‬ ‫طالل سقناوي‬ ‫ط أبو شوشه‬ ‫ي‬ ‫العيسان‬ ‫عبد اإلله‬ ‫ي‬ ‫البحيص‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ي‬ ‫عبد الرحمن البدري‬ ‫باجبي (رحمه هللا)‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ر‬

‫عبد الرحمن حمزة‬ ‫عبد الرحمن صيقل‬ ‫عبد الرحمن عالم‬ ‫البوسيف‬ ‫عبد العزيز‬ ‫ي‬ ‫عبد العزيز عدس‬ ‫كون‬ ‫عبد هللا أر ر ي‬ ‫عبد هللا الجاروشة‬ ‫الجدعان‬ ‫عبد هللا‬ ‫ي‬ ‫الجيالن‬ ‫عبد هللا‬ ‫ي‬ ‫عبد هللا الخليوي‬ ‫عبد هللا العيس‬ ‫عبد هللا الصبان (رحمه هللا)‬ ‫عبد هللا حبيب‬ ‫عبد هللا متوكل‬ ‫عبد هللا يس‬ ‫عبد المجيد األسمري‬ ‫الحرن‬ ‫عبد المجيد‬ ‫ري‬ ‫عبد المحسن الدويك‬ ‫عدنان نجار‬ ‫عزوز عزوز‬ ‫عطاء الرحمن‬ ‫عالء حجازي‬

‫بحيي‬ ‫عل ر‬ ‫ي‬ ‫عمر العمري‬ ‫عمر بادريك‬ ‫عمر ر‬ ‫حبس‬ ‫ي‬ ‫عمرو الشهري‬ ‫عمي‬ ‫فادي ر‬ ‫فهد بن الدن‬ ‫السليمان‬ ‫فوزي‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫فيصل الزهر ي‬ ‫ان‬ ‫فيصل الشمر ي‬ ‫كريم أبو طالب‬ ‫ان‬ ‫مازن العر ر ي‬ ‫مجاهد الشهري‬ ‫محسن الغامدي‬ ‫الشنط‬ ‫مصطف‬ ‫ي‬ ‫الشميس‬ ‫محمد‬ ‫ي‬ ‫الغريت‬ ‫محمد‬ ‫ري‬ ‫محمد الغفيص‬ ‫الفرسان‬ ‫محمد‬ ‫ي‬ ‫الوادع‬ ‫محمد‬ ‫ي‬ ‫باحسي‬ ‫محمد‬ ‫ر‬ ‫محمد باعقيل‬

‫محمد جايدي‬ ‫محمد خليفه‬ ‫محمد رساج‬ ‫محمد شديد‬ ‫محمد نبيل‬ ‫يحت شديد‬ ‫محمد ر ي‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫الزه‬ ‫مساعد‬ ‫ي‬ ‫مشعل المولد‬ ‫مشعل سعداوي‬ ‫الجدعان‬ ‫معاذ‬ ‫ي‬ ‫معاذ حريري‬ ‫معي فلمبان‬ ‫خوقي‬ ‫ممدوح‬ ‫ر‬ ‫نايف الغامدي‬ ‫ر‬ ‫البيس‬ ‫نواف‬ ‫ي‬ ‫هاشم الغامدي‬ ‫وديع العظمة‬ ‫وسام المرصي‬ ‫يارس السقاف‬ ‫معي‬ ‫يحت ر‬ ‫ري‬ ‫يوسف العمري‬ ‫يحت‬ ‫يوسف ر ي‬

‫‪4‬‬


‫قائمة احملتويات‬ ‫الفصل األول‪ :‬مقدمة ‪6 ....................... ................................ Introduction‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬قضـــــايا عــــــامة ‪12 .................................. General Issues‬‬ ‫‪ 1-2‬العمارة والتخصصات ذات الصلة ‪13 ..... Architecture and Related Disciplines‬‬ ‫‪ 2-2‬مرسم التصميم المعماري ‪17 ............................ Architectural Design Studio‬‬ ‫‪ 3-2‬الموهبة في مقابل المنهجية ‪20 ............................... Talent vs. Methodology‬‬

‫‪ 7-3‬األهداف والمعايير التصميمية ‪66 ......... Design Objectives and Design Criteria‬‬ ‫‪ 8-3‬الفكرة التصميمية ‪68 ..................... ................................ Design Concept‬‬ ‫‪ 9-3‬البدائل التصميمية ‪72 ................ ................................ Design Alternatives‬‬ ‫‪ 10-3‬التصميم المبدئي ‪74 ................ ................................ Preliminary Design‬‬ ‫‪ 11-3‬تحليل المنتج التصميمي ‪78 ........................ Analysis of the Design Product‬‬ ‫‪ 12-3‬إظهار المشروع ‪80 .............. ................................ Project Presentation‬‬

‫‪ 4-2‬العمارة وتأثير التخصصات الداعمة ‪Architecture and the Impact of‬‬ ‫‪22 ............................... ................................ Supporting Disciplines‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬مشروعات تعليمية خمتارة ‪82 ... Selected Educational Projects‬‬

‫‪ 5-2‬القضايا التصميمية في مقابل أنماط المباني ‪27 .... Design Issues vs Building Types‬‬

‫‪ 1-4‬المرسم األول‪ :‬االتصال البصري ‪84 .......................... Visual Communication‬‬

‫‪ 6-2‬التصميم القائم على الدليل ‪30 ................................. Evidence-Based Design‬‬

‫‪ 2-4‬المرسم الثاني‪ :‬التصميم األساسي ‪85 ......................................... Basic Design‬‬

‫‪ 7-2‬الحاسب اآللي مقابل الرسم باليد ‪32 ................... Computers vs Hand-Drawing‬‬

‫‪ 3-4‬المرسم الثالث‪ :‬األبعاد والمقياس ‪87 ............................ Dimensions and Scale‬‬

‫‪ 8-2‬تطبيق اشتراطات البناء ‪36 .................. Application of Building Regulations‬‬

‫‪ 4-4‬المرسم الرابع‪ :‬الجمال والتجربة ‪90 ........................... Beauty and Experience‬‬

‫‪ 9-2‬مراحل العملية التصميمية ‪39 .............................. Phases of Design Process‬‬

‫‪ 5-4‬المرسم الخامس‪ :‬المرونة والتنظيم ‪92 .................. Flexibility and Organization‬‬

‫‪ 10-2‬استخدام النماذج الدراسية ‪42 ..................................... Design with Models‬‬

‫‪ 6-4‬المرسم السادس‪ :‬الطراز والشخصية ‪95 ........................... Style and Character‬‬

‫‪ 11-2‬مقترح المشروع ‪44 ........... ................................ Project Brief/Proposal‬‬

‫‪ 7-4‬المرسم السابع‪ :‬االستدامة ‪97 ................ ................................ Sustainability‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أنشطة العملية التصميمية ‪46 ....... Design Process Activities‬‬

‫‪ 8-4‬المرسم الثامن‪ :‬المشروعات السكنية ‪100 ............................. Housing Projects‬‬

‫‪ 1-3‬تحديد المشكلة التصميمية ‪47 ................... Statement of the Design Problem‬‬ ‫‪ 2-3‬اختيار الموقع ومعايير االختيار ‪50 ......... Site Selection and Selection Criteria‬‬

‫‪ 9-4‬المرسم التاسع‪ :‬التصميم العمراني ‪102 .................................... Urban Design‬‬ ‫‪ 10-4‬المرسم العاشر‪ :‬مشروع التخرج ‪104 ............................ Graduation Project‬‬

‫‪ 3-3‬تحليل الموقع ‪52 .............................. ................................ Site Analysis‬‬ ‫‪ 4-3‬الحاالت الدراسية المشابهة ‪57 ..................................... Case study Analysis‬‬ ‫‪ 5-3‬البرنامج الوظيفي والمساحي ‪59 ........... Functional and Area/Space Program‬‬ ‫‪ 6-3‬المقاييس التصميمية ‪63 ................ ................................ Design Standards‬‬

‫‪5‬‬


‫الفصل األول‬

‫مقدمة‬ ‫‪Introduction‬‬ ‫‪6‬‬


‫ً‬ ‫الييطانية ‪-Encyclopedia Britannica‬‬ ‫تعرف العمارة –وفقا للموسوعة ر‬ ‫عل أنها "فن وتقنية التصميم والبناء ‪the art and technique of‬‬ ‫كامييدج‬ ‫‪ ."designing and building‬وبكلمات مشابهة‪ ،‬يعرف قاموس ر‬ ‫‪ Cambridge Dictionary‬العمارة عل أنها "فن وممارسة التصميم‬ ‫‪the art and practice of designing and‬‬ ‫المبان‬ ‫وصناعة‬ ‫ي‬ ‫‪."making buildings‬‬ ‫ر‬ ‫يس‬ ‫وعل الرغم من البساطة ي‬ ‫الت تبدو عليها تعريفات العمارة‪ ،‬إال أن الواقع ي‬ ‫الشهي ‪- Archdaily‬عل سبيل المثال‬ ‫بما هو خالف ذلك‪ .‬فقد جمع الموقع‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫والمشاهي من ذوي‬ ‫‪ 121‬تعريفا مستقل للعمارة وفق ما يراه األعالم‬‫ر‬ ‫االختصاص‪ ،‬األمر الذي يعكس وبجالء حجم التنوع والتعددية –وربما‬ ‫الت تتسم بها النظرية والممارسة المعمارية‪.‬‬ ‫االختالف‪ -‬ي‬ ‫ووفق هؤالء‪ ،‬يمكن تصور العمارة عل أنها مزي ج من الفن والعلم ( ‪Bjarke‬‬ ‫االجتماع (‪ )Samuel Mockbee‬أو‬ ‫‪ ،)Ingels‬أو شكل من أشكال الفن‬ ‫ي‬ ‫ان (‪ .)Aaron Betsky‬كما يمكن تعريف العمارة عل أنها أداة‬ ‫الباليه العمر ي‬ ‫يتجاوز دورها تحقيق الوظيفة إل تحقيق الحلم (‪ ،)Roland Barthes‬وأنها‬ ‫فن الممكن (‪ ،)Paul Rudolph‬ولغة للتواصل (‪،)Prince Charles‬‬ ‫ووسيلة تحقيق اللحظة الثقافية (‪ ،)Jean Nouvel‬وأحد تجليات االنتصار‬ ‫يف عملية التصميم (‪ .)Sam Jacob‬ولذلك‪ ،‬فإن عل العمارة أن تتحلل من‬ ‫تف إل مستوى الفكرة الملهمة (‪.)Qingyun Ma‬‬ ‫قيود االرتباط بالمادة لي ي‬ ‫تعتي العمارة قرينة القوى االقتصادية‪ ،‬ليتم توظيف‬ ‫ووفق ما يرى البعض‪ ،‬ر‬ ‫والتعبي عن قدرتها التنافسية‬ ‫الكيي‬ ‫أدواتها يف تعزيز سيطرة المؤسسات ر‬ ‫ر ً‬ ‫(‪ .)Tschumi Bernard‬كما يتم استخدام العمارة أحيانا كأداة سياسية ذات‬ ‫لتأثي عل األفراد والجماعات‪ ،‬وذلك من خالل االختيار‬ ‫قدرة فائقة عل ا ر‬ ‫الت تحمل العديد من الرسائل وفق مراد المؤسسة أو‬ ‫الدقيق للغة التشكيلية ي‬ ‫الدولة (‪.)Peter Eisenman‬‬

‫بنك الصي يف هونج كونج وتعبب التصميم عن القوة االقتصادية‬ ‫‪7‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ه شديدة التعقيد‬ ‫ويرى البعض أن هذه المهنة ليست معقدة فحسب‪ ،‬بل ي‬ ‫(‪ ،)Richard Rogers‬وشديدة الصعوبة يف الوقت نفسه (‪،)Zaha Hadid‬‬ ‫ملحم تياكب نغماته (‪ .)Diana Agrest‬كما‬ ‫تضاه تعقيد لحن‬ ‫وأنها ربما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يمكن تصور العمارة عل أنها ساحة لمعركة الروح ( ‪Ludwig Mies van‬‬ ‫‪ ،)der Rohe‬وأنها المجال المركب الذي يتطلب اتحاد اإلرادات لتحقيق‬ ‫المراد (‪.)Rem Koolhaas‬‬ ‫وعل الرغم من أجواء التعقيد والتحدي والياكب‪ ،‬تفاءل البعض رليى العمارة‬ ‫أداة لتحقيق األمل والحلم (‪ ،)Nicolai Ouroussoff‬وذلك باعتبارها عمال‬ ‫الكثيون وسيلة‬ ‫أعتيها ر‬ ‫مفعما بالرومانسية والمشاعر (‪ .)Mark Wigley‬كما ر‬ ‫لتحسي الواقع (‪ )Arjen Oosterman‬وإلهام المجتمع (‪)Rochon Lisa‬‬ ‫ر‬ ‫وتحسي مفردات جودة الحياة بشكل عام‬ ‫واالرتقاء به (‪،)Xiaodu Liu‬‬ ‫ر‬ ‫(‪.)Diébédo Francis Kéré‬‬ ‫ر‬ ‫المبارس الذي تحمله تعريفات العمارة ‪-‬‬ ‫ومما سبق يمكن القول بأن الطرح‬ ‫مشاهي وأعالم ممارسيها‪ ،‬لينطلق‬ ‫كما هو مستقر يف قواميس اللغة‪-‬لم يقنع‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫تعبيا عن عميق تصورهم‬ ‫هؤالء ررسقا وغربا بهدف صياغة تعريفات أكي ر‬ ‫لحقيقة هذه المهنة‪ ،‬وذلك من واقع التجربة الشخصية لكل منهم يف‬ ‫واألكاديم‪.‬‬ ‫المهت‬ ‫المجالي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ولم يقترص االختالف عل تعريفات العمارة فحسب‪ ،‬بل امتد إل منهجية‬ ‫التصميم وأنشطته المختلفة‪ ،‬واألدوات المستخدمة يف مراحله المتعددة‪،‬‬ ‫النهان‪ ،‬وآليات تقييم هذا المنتج‪ .‬فاختالف نقطة البداية يف‬ ‫ومالمح المنتج‬ ‫ي‬ ‫والممارسي‪ ،‬وكذلك تنوع وربما‬ ‫تصور ماهية التخصص من قبل المنظرين‬ ‫ر‬ ‫ينبع عل العمارة أن تلعبه‪ ،‬وتعدد الطرق ال يت يفيض عل‬ ‫تباين الدور الذي ي‬ ‫المعماري أن يختار بينها لتحقيق المراد‪ ،‬واألدوات الداعمة للتصميم طوال‬ ‫يقتص بالرصورة اختالف نقطة النهاية‪ ،‬وتباين مالمح المنتج‬ ‫هذا الطريق‪،‬‬ ‫ي‬ ‫والمستخدمي له‪.‬‬ ‫المعماريي والنقاد‬ ‫النهان‪ ،‬وتفاوت تقدير‬ ‫المعماري‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫مركز ‪ Heydar Aliyev‬للمعمارية زها حديد‬ ‫‪8‬‬


‫الطبيع أن‬ ‫ولم ينحرص الخالف داخل أروقة ممارسة المهنة‪ .‬فقد كان من‬ ‫ي‬ ‫المهت بظالله الكثيفة عل ساحات التعليم المعماري‪،‬‬ ‫يلف هذا الخالف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ممارس المهنة‬ ‫من‬ ‫وبعضهم‬ ‫–‬ ‫التدريس‬ ‫عل‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫القائم‬ ‫فيها‬ ‫يحاول‬ ‫والت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن تكون‬ ‫بالفعل‪-‬نقل معارفهم ر‬ ‫وخياتهم –وربما تجارب هم وقناعاتهم بما ي‬ ‫معمارن المستقبل‪.‬‬ ‫عليه العمارة والمنتج المعماري–إل‬ ‫يي‬ ‫ونتيجة لهذا االختالف‪ ،‬تبنت المدارس المعمارية أساليب شت ورؤى‬ ‫متعددة ومرجعيات متفاوتة يف تدريس المقررات المعمارية‪ ،‬وعل رأسها‬ ‫ً‬ ‫التصميم المعماري‪ .‬وتعددت الرؤى والمرجعيات اعتمادا عل التوجه‬ ‫الرسم للمدرسة المعمارية يف بعض األحيان‪ ،‬وعل القناعات والتجارب‬ ‫ي‬ ‫لقائمي عل التدريس يف أحيان أخرى‪.‬‬ ‫الشخصية ل‬ ‫ر‬ ‫وقد يختلف القائمون عل التدريس حول محتوى المقررات النظرية أو‬ ‫طريقة تدريسها‪ ،‬إال أن الخالف يبلغ ذروته يف مراسم التصميم المعماري‪،‬‬ ‫الت‬ ‫حيث ر‬ ‫الت تنصهر فيها المعارف المختلفة ي‬ ‫يعتي مرسم التصميم البوتقة ي‬ ‫التعبي‬ ‫يكتسبها الطالب من المقررات الداعمة‪ ،‬ليتم ترجمتها وإسقاطها و‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫القائمي عل‬ ‫كبي بقناعات‬ ‫الت تتأثر بشكل ر‬ ‫ر‬ ‫عنها يف مشوعات التصميم‪ ،‬و ي‬ ‫تدريس المرسم‪.‬‬ ‫القائمي عل تدريس التصميم المعماري إل اختالف‬ ‫ويرجع الخالف ربي‬ ‫ر‬ ‫التأثي عل تعليم‬ ‫قناعات هؤالء فيما يخص مجموعة من القضايا ذات‬ ‫ر‬ ‫الت تتم داخل مراسم التصميم ونتائجها‪.‬‬ ‫التصميم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وبالتال األنشطة ي‬ ‫ومن القضايا الخالفية–عل سبيل المثال ال الحرص –درجة تعاط التصميم‬ ‫المحل وتحديات بيئة العمل ومتطلبات العمالء‪ .‬ومنها‬ ‫مع معطيات الواقع‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫البيت‬ ‫و‬ ‫االجتماع‬ ‫كالدور‬ ‫‬‫تلعبه‬ ‫أن‬ ‫لعمارة‬ ‫ا‬ ‫عل‬ ‫ينبع‬ ‫الذي‬ ‫الدور‬ ‫طبيعة‬ ‫أيضا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫األساس المتمثل يف خلق البيئات المادية‬ ‫دورها‬ ‫واالقتصادي ‪-‬باإلضافة إل‬ ‫ي‬ ‫والمساح‪.‬‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫وفق ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫متحف ‪ Guggenheim‬وتغيب واقع ومستقبل مدينة ‪ Bilbao‬بإسبانيا‬ ‫‪9‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ً‬ ‫ومن القضايا الخالفية أيضا تباين وجهة النظر بشأن أولوية العملية‬ ‫النهان أو العكس‪ .‬ف ريى البعض بأولوية‬ ‫التصميمية عل المنتج المعماري‬ ‫ي‬ ‫التوصل إل منتج معماري ناضج‪ ،‬باعتباره الثمرة الحقيقية ألي نشاط‬ ‫تصميم‪ ،‬يف مقابل من يؤمنون بأولوية التقيد بالمنهجية وإتقان أنشطتها‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تصميم المنشود‪ .‬وعل هذا‪ ،‬فلن‬ ‫ال‬ ‫منتج‬ ‫ال‬ ‫إل‬ ‫التوصل‬ ‫حساب‬ ‫عل‬ ‫ولو‬ ‫ي‬ ‫يكون من المستغرب أن يختلف القائمون عل تدريس مقررات التصميم‬ ‫المعماري بشأن منهجية التصميم ومراحلها المختلفة وطريقة التعليم‪،‬‬ ‫واألدوات المستخدمة يف التحليل والتقييم‪ ،‬من ربي قضايا خالفية عديدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولفية تزيد عن ‪ 25‬عاما يف تعلم وتعليم التصميم المعماري يف ثالث مدارس‬ ‫معمارية مختلفة‪ ،‬بدا تعلم وتعليم التصميم عملية معقدة ومياكبة‬ ‫تحتف بتعددية الرؤى‪ ،‬ليصل‬ ‫وديناميكية‪ .‬كما بدت مراسم التصميم ساحة‬ ‫ي‬ ‫األمر يف بعض األحيان إل حد االختالف والتناحر‪ ،‬ولتنفعل أنشطة تعليم‬ ‫وتغي القضايا وتنوع‬ ‫التصميم ومخرجاتها بتعددية الرؤى وتطور األدوات‬ ‫ر‬ ‫ينبع عل التصميم أن يدعم تحقيقها‪.‬‬ ‫الت‬ ‫األهداف ي‬ ‫ي‬ ‫وف هذا الكتاب‪ ،‬يتم التعامل مع البناء المعقد لتعليم التصميم المعماري‬ ‫ي‬ ‫وفق تصور يبدأ بإلقاء الضوء عل مجموعة من القضايا العامة والمفاهيم‬ ‫ينبع اتخاذ موقف بشأنها‪ ،‬قبل البدء يف ممارسة التصميم أو‬ ‫الت‬ ‫األساسية ي‬ ‫ي‬ ‫تعليمه‪.‬‬ ‫ينبع أن يتم تحييد هذه القضايا أو غض الطرف عنها‪،‬‬ ‫ويرى الكتاب أنه ال‬ ‫ي‬ ‫لتعاط مع الطبيعة المعقدة لتعليم التصميم‪ .‬ويتم‬ ‫بذريعة تبسيط أسلوب ا‬ ‫ي‬ ‫التال وطرح مجموعة من القناعات من واقع‬ ‫مناقشة هذه القضايا يف الفصل ي‬ ‫العلم وكذلك الممارسة المهنية‪.‬‬ ‫التجربة الشخصية يف التعليم والبحث‬ ‫ي‬ ‫تبت ما تم طرحه من قناعات‪ .‬إنما‬ ‫وليس الهدف من ذلك دفع القارئ إل ي‬ ‫التصميم‪ ،‬بما‬ ‫التأثي عل القرار‬ ‫الهدف هو إلقاء الضوء عل كل ما من شأنه‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يحفز التساؤل والنقد والتمحيص والدفع وربما الطرح المغاير‪.‬‬

‫مرسم التصميم المعماري بجامعة ‪ Virginia Tech‬بالواليات المتحدة‬ ‫‪10‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وبعد مناقشة هذه القضايا‪ ،‬يتم تسليط الضوء عل العملية التصميمية‪،‬‬ ‫كعملية منهجية ذات مراحل وخطوات وأنشطة إجرائية متتالية‪ ،‬تنتج كل‬ ‫ً‬ ‫المص قدما إل المرحلة‬ ‫منها مجموعة من المخرجات‪ ،‬بما يسمح للتصميم ب‬ ‫ي‬ ‫الت تليها‪ .‬وعل هذا‪ ،‬يؤكد الكتاب عل ضورة خضوع التصميم وتعليم‬ ‫ي‬ ‫للتبت والتطبيق والنقد والتطوير‪.‬‬ ‫قابلة‬ ‫منهجية‬ ‫اعتباره‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫إل‬ ‫التصميم‬ ‫ي‬ ‫وف الجزء األخ ري من الكتاب‪ ،‬يتم عرض مجموعة من أعمال طالب مرسم‬ ‫ي‬ ‫التنمية الذكية بقسم العمارة بكلية تصاميم البيئة يف جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫والت تبلور أهم مالمح تجربة استهدفت التصدي لمجموعة من‬ ‫بجدة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الت تمت مناقشتها يف هذا الكتاب‪ .‬وليس الهدف من العرض تسويق‬ ‫القضايا ي‬ ‫ر‬ ‫للتعاط مع‬ ‫ان األمثل‬ ‫هذه المشوعات باعتبارها الحل المعماري أو العمر ي‬ ‫ي‬ ‫القضايا سابقة الذكر‪ .‬إنما الهدف هو تقديم تجارب ‪-‬قابلة للنقد والتطوير‬ ‫بالطبع‪-‬تجاوبت مع القضايا المطروحة قدر جهد وعلم أصحابها‪.‬‬ ‫وعل هذا‪ ،‬يقدم الكتاب محاولة لضبط مشهد مرتبك ومربك‪ ،‬ربما يكتنف‬ ‫تعليم التصميم المعماري يف العديد من مدارس العمارة‪ ،‬وحرص لقضايا قد‬ ‫مبت عل تجربة‬ ‫يؤدي تجاهلها إل مزيد من اإلرباك‪ ،‬وتقديم طرح فكري ي‬ ‫ينبع أن تكون‬ ‫شخصية يف مجاالت متعددة ذات صلة بالتصميم‪ ،‬وتصور لما ي‬ ‫عليه العملية التصميمية المنهجية سواء يف مراسم التعليم أو البيئات‬ ‫لينته الكتاب بتجليات تجربة تعليم التصميم يف أحد مراسم‬ ‫االحيافية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫قسم العمارة بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪in:‬‬

‫‪Cited‬‬

‫‪Becky‬‬ ‫‪Quintal‬‬ ‫)‪(2019‬‬ ‫‪“121‬‬ ‫‪Definitions‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪Architecture”.‬‬ ‫‪https://www.archdaily.com/773971/architecture-is-121-definitions-of-architecture‬‬

‫‪Yari, Fahimeh; Mansouri, Seyedamir & Žurić, Jelena (2012) ‘Political Architecture and Relation between‬‬ ‫‪Architecture and Power’. International Journal of Latest Research in Humanities and Social Science‬‬ ‫‪(IJLRHSS) Volume 01 - Issue 03 - PP. 84-90 84‬‬ ‫‪Saghafi, Mahmoud; Mozaffar, Farhang; Moosavi, Seyed & Fathi Noosheen (2015) ‘Teaching Methods in‬‬ ‫‪Architectural Design Basics’. Ciência eNatura, Santa Maria, v. 37 Part 1 2015, p. 379−387 Revista do‬‬ ‫‪Centro de Ciências Naturais e Exatas – UFSM‬‬

‫فعاليات مناقشة ر‬ ‫مشوعات التصميم المعماري بجامعة ‪ Yale‬بالواليات المتحدة‬ ‫‪11‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الثان‬ ‫الفصل ي‬ ‫‪.1‬‬

‫قضـــــايا‬

‫عــــــامة‬ ‫‪General‬‬ ‫‪Issues‬‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫‪12‬‬


‫‪ 1-2‬العمارة والتخصصات ذات الصلة ‪Architecture and‬‬

‫التخطيط اإلقليمي‬ ‫‪Regional Planning‬‬

‫يأن مجال التخطيط ‪ planning‬يف قمة هرم التخصصات ذات الصلة‪ .‬ويعت‬ ‫ي‬ ‫التخطيط بدراسة القضايا الكلية‪ ،‬ووضع المخططات االسياتيجية والعامة‬ ‫والتفصيلية لمنطقة ما يراد دراستها‪ .‬وللتخطيط مستويات عدة تبدأ‬ ‫القوم ‪ National Planning‬والذي يتناول قضايا تخطيطية‬ ‫بالتخطيط‬ ‫ي‬ ‫اإلقليم ‪Regional Planning‬‬ ‫عل مستوى الدولة بالكامل‪ ،‬ثم التخطيط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والذي يتم تطبيق مفاهيمه عل مساحة تضم أكي من مدينة أو مدينة‬ ‫يل هذا‬ ‫بتوابعها‪ ،‬تكون فيما بينها وحدة تخطيطية تعرف باإلقليم‪ .‬و ي‬ ‫المستوى تخطيط المدن ‪ ،City Planning‬والذي يستهدف المدينة‬ ‫ان ‪ Urban Planning‬والذي يعت‬ ‫كمقياس للتطبيق‪ ،‬ثم التخطيط العمر‬ ‫ي ً‬ ‫بدراسة وحدات تخطيطية أصغر حجما من المدينة‪ ،‬مثل المجاورات‬ ‫واألحياء والمناطق‪ .‬ويتناول التخطيط قضايا تتسم بالشمولية مثل‬ ‫اض ‪ ،land-use mix‬وشبكات البنية التحتية‬ ‫استعماالت األر ي‬ ‫‪ ،infrastructure‬وأنماط النقل ‪ ،transportation modes‬وشبكات‬ ‫وغيها‪.‬‬ ‫االتصال ‪ communication networks‬ر‬

‫تخطيط المدن‬ ‫‪City Planning‬‬

‫‪Related Disciplines‬‬

‫ان ‪،Urban Design‬‬ ‫ان يف المقياس التصميم العمر ي‬ ‫ويل التخطيط العمر ي‬ ‫ي‬ ‫المبان ‪buildings‬‬ ‫والذي يستهدف إدارة العالقة البرصية والوظيفية ربي‬ ‫ي‬ ‫والفراغات المفتوحة ‪ open spaces‬يف منطقة الدراسة‪ .‬وبذلك يركز‬ ‫إضافيي ‪-‬مقارنة بالتخطيط‪-‬هما‪ )1( :‬البعد‬ ‫ان عل بعدين‬ ‫ر‬ ‫التصميم العمر ي‬ ‫والتشكيل وكيفية إدراك البيئة المبنية والفراغات المفتوحة‪ ،‬و(‪)2‬‬ ‫البرصي‬ ‫ي‬ ‫االجتماع وكيف يمكن تعزيز التواصل ربي الناس من خالل إدارة‬ ‫البعد‬ ‫ي‬ ‫ان عل‬ ‫العالقة ربي الكتلة والفراغ‪ .‬ويمكن تطبيق مهارات التصميم العمر ي‬ ‫مستوى مجموعة معمارية أو شارع أو منطقة ما يف المدينة‪.‬‬

‫التخطيط العمراني‬ ‫‪Urban Planning‬‬ ‫التصميم العمراني‬ ‫‪Urban Design‬‬ ‫التصميم المعماري‬ ‫‪Architectural Design‬‬

‫تنسيق المواقع‬ ‫‪Landscape Design‬‬

‫الهندسة المعمارية‬ ‫‪Architectural Engineering‬‬

‫العالقة بي التخصصات التخطيطية والتصميمية والهندسية‬ ‫‪13‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫والت عادة‬ ‫ومن الجدير بالذكر أنه عل خالف طبيعة مخرجات التخطيط‪ ،‬ي‬ ‫اض‬ ‫ما تكون ثنائية األبعاد ‪ 2D drawings‬مدعومة بحساب ر‬ ‫ميانيات األر ي‬ ‫ونسب الخدمات ورتب الشوارع وحل التقاطعات‪ ،‬يتم إظهار مخرجات‬ ‫ان يف صورة مساقط وقطاعات وواجهات ثنائية األبعاد‪،‬‬ ‫التصميم العمر ي‬ ‫الت تظهر تشكيل ومعالجة الكتل‬ ‫باإلضافة إل اللقطات المنظورية ي‬ ‫والفراغات‪ ،‬وتجسد أهم مالمح التجربة البرصية يف الفراغات المفتوحة‪.‬‬ ‫ان لمالمح العالقة ربي الكتل والفراغات يف‬ ‫وعقب تحديد التصميم العمر ي‬ ‫مجالي‬ ‫منطقة الدراسة‪ ،‬يظهر المستوى الثالث لألنشطة التصميمية داخل‬ ‫ر‬ ‫رئيسيي‪ ،‬هما‪ )1( :‬التصميم المعماري ‪ ،Architectural Design‬و(‪)2‬‬ ‫ر‬ ‫يعت التصميم المعماري‬ ‫تنسيق الموقع ‪ .Landscape Design‬وبينما‬ ‫ي‬ ‫اع للمساقط ‪ plan organization‬وفق العالقة المقيحة ربي‬ ‫بالتنظيم الفر ي‬ ‫الحيات الداخلية ‪ spatial relationships‬وكذلك تكتل المبت ‪massing‬‬ ‫ر‬ ‫ومعالجة واجهاته ‪ ،façade treatment‬تعت أعمال تنسيق الموقع‬ ‫بتصميم الفراغات المفتوحة واختيار عناض المفروشات ‪site furniture‬‬ ‫عل اختالف أنواعها ‪.softscape and hardscape‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أنه يتم تصميم الكتل والفراغات يف هذه المرحلة وفق‬ ‫ارشادات التصميم المعماري ‪ architectural design guidelines‬وكذا‬ ‫والت يتم‬ ‫ارشادات تنسيق الموقع ‪،landscape design guidelines‬‬ ‫ي‬ ‫ان لمنطقة الدراسة‪.‬‬ ‫إعدادها كجزء من أعمال مرحلة التصميم العمر ي‬ ‫التأثي عل شخصية‬ ‫وتضم اشياطات التصميم المعماري كل ما من شأنه‬ ‫ر‬ ‫المبت ‪ building character‬وهويته ‪ ،identity‬باعتبارهما أحد المؤثرات‬ ‫الرئيسية للتجربة البرصية المستهدفة‪ .‬ويتم ذلك بتحديد مواد البناء واأللوان‬ ‫المبان واالرتدادات‬ ‫المستخدمة والعناض المشيكة يف التصميم وارتفاعات‬ ‫ي‬ ‫ونسب الفتحات ‪ solid-to-void‬ومواضع المداخل ومعالجاتها وتصميم‬ ‫وغي ذلك‪.‬‬ ‫العالمات اإلرشادية ‪ signage‬ر‬

‫ان لمحور ‪ Avenida Chapultepec‬بالمكسيك‬ ‫التصميم العمر ي‬ ‫‪14‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ان مجموعة‬ ‫وفيما يخص تصميم الفراغات المفتوحة‪ ،‬يحدد المصمم العمر ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع‪ ،‬باالتساق مع‬ ‫من ارشادات تنسيق الموقع‪ ،‬بما يحقق أهداف‬ ‫إرشادات التصميم المعماري‪ .‬وتضم إرشادات تنسيق الموقع خصائص مواد‬ ‫التشطيب المختلفة وشخصية عناض المفروشات واشياطات اختيار‬ ‫العناض النباتية المستخدمة من ربي إرشادات أخرى‪.‬‬ ‫وعل الرغم من التشابه ربي العمارة ‪ architecture‬والهندسة المعمارية‬ ‫‪ ،architectural engineering‬إال أن لكل تخصص منهما دور مستقل يف‬ ‫العملية التصميمية‪ .‬فالمعماري ‪ architect‬يعت بالقيام بأنشطة ما قبل‬ ‫التصميم ‪( pre-design activities‬تحليل الموقع ‪ ،site analysis‬تحديد‬ ‫الينامج‬ ‫المشكلة التصميمية ‪ ،problem statement‬إعداد أو مراجعة ر‬ ‫المعايي‬ ‫والمساح ‪ ،functional and space program‬صياغة‬ ‫الوظيف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المبدن‬ ‫لتصميم‬ ‫ا‬ ‫أنشطة‬ ‫وكذلك‬ ‫ها)‬ ‫وغي‬ ‫‪،‬‬ ‫‪design‬‬ ‫‪criteria‬‬ ‫التصميمية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪( preliminary design‬تطوير الفكرة التصميمية ‪concept‬‬ ‫‪ ،development‬وتوليد البدائل ‪generation of design‬‬ ‫‪ ،alternatives‬واختيار البديل األمثل ‪،selection of best alternative‬‬ ‫والتعاط مع كل ما يتداخل مع‬ ‫وتحليل المنتج ‪،)product analysis‬‬ ‫ي‬ ‫التصميم من أبعاد وظيفية وبيئية واقتصادية واجتماعية وتشكيلية‪.‬‬ ‫وعل الجانب األخر‪ ،‬يعت المهندس المعماري ‪architectural engineer‬‬ ‫الهندس يف المهنة‪ .‬ويظهر ذلك بجالء يف أعمال تطوير التصميم‬ ‫بالشق‬ ‫ي‬ ‫تأثي األنظمة الهندسية‬ ‫)‪ ،Design Development (DD‬من خالل دراسة ر‬ ‫اإلنشان ‪،structural system‬‬ ‫المختلفة عل الحل المعماري‪ ،‬مثل‪ :‬النظام‬ ‫ي‬ ‫وأنظمة تدفئة و رتييد الهواء )‪Heat, Ventilation and Air (HVAC‬‬ ‫‪ ،Conditioning‬واألنظمة الميكانيكية والكهربائية والصحية‬ ‫)‪ ،Mechanical, Electrical and Plumbing (MEP‬ومتطلبات األمن‬ ‫وغي ذلك‪.‬‬ ‫والسالمة )‪ ،Fire and Life Safety (FLS‬ر‬

‫ر‬ ‫واإللكبوميكانيكية وضورة التوافق مع الحل المعماري‬ ‫األنظمة اإلنشائية‬ ‫‪15‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫كبي من المعرفة بتاري خ‬ ‫ولذلك فإن عل المعماري ‪ architect‬أن يتمتع بقدر ر‬ ‫ا‬ ‫ونظريات العمارة‪ ،‬والتوجهات التصميمية العالمية‪ ،‬فضل عن استيعابه‬ ‫كاف بمناهج وأدوات‬ ‫لقضايا المجتمع وتحدياته وطموحاته‪ ،‬واإللمام ال ي‬ ‫واليامج المختلفة الداعمة‪ .‬أما المهندس المعماري‬ ‫التصميم المعماري ر‬ ‫كبي من المعرفة يف‬ ‫‪architectural engineer‬‬ ‫فينبع عليه أن يتمتع بقدر ر‬ ‫ي‬ ‫منسون‬ ‫المبان المختلفة‪ ،‬بما يدعم قدرته عل التنسيق ربي‬ ‫مجاالت أنظمة‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫هذه المجاالت من جهة والمصمم المعماري من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يقتص األمر‬ ‫الت تتطلب معالجة خاصة لفراغاتها الداخلية‬ ‫ي‬ ‫وف المشوعات ي‬ ‫ي‬ ‫يعت بتحديد‬ ‫تدخل تخصص التصميم‬ ‫الداخل ‪ ،Interior Design‬والذي ي‬ ‫ي‬ ‫مالمح تصميم الفراغات الداخلية واختيار مواد التشطيب وفق اشياطات‬ ‫مشغل ر‬ ‫المشوع ورؤيته التصميمية ‪ ،design toolkit‬بما يضمن االتساق‬ ‫الت يقوم‬ ‫الت‬ ‫تنتم للسلسة ي‬ ‫ي‬ ‫ربي شخصية ‪ character‬جميع األعمال ي‬ ‫الداخل ‪interior‬‬ ‫بتشغيلها‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن تدخل المصمم‬ ‫ي‬ ‫لك يتم‬ ‫‪designer‬‬ ‫ينبع أن يبدأ يف مراحل مبكرة من العملية التصميمة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫بعي االعتبار يف مقيح التصميم‬ ‫أخذ المتطلبات األساسية للتصميم‬ ‫الداخل ر‬ ‫ي‬ ‫المبدن ‪.preliminary design‬‬ ‫المعماري‬ ‫ي‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن طالب أي تخصص عادة ما يقومون بدراسة مقررات‬ ‫تطبيف‪ ،‬بهدف إدراك العالقة‬ ‫من التخصصات األخرى سواء بشكل نظري أو‬ ‫ي‬ ‫الجماع مع‬ ‫ربي تخصصهم والتخصصات ذات الصلة‪ ،‬والتدرب عل العمل‬ ‫ي‬ ‫هذه التخصصات حال الممارسة المهنية بعد التخرج‪.‬‬ ‫‪Glasson, John & Marshall, Tim (2007) ‘Regional Planning’, New York: Routledge.‬‬ ‫‪‘Hong Kong Planning Standards and Guidelines: Urban Design Guidelines’. The Government of the Hong‬‬ ‫‪Kong Special Administrative Region, Hong Kong.‬‬ ‫‪‘Architecture versus Architectural Engineering’. New School of Architecture and Design, San Diego, USA.‬‬ ‫‪Cited in: http://newschoolarch.edu/academics/school-of-architecture/infographic-architecture-vs‬‬‫‪engineering/‬‬

‫العمارة يف مقابل الهندسة‬ ‫‪16‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 2-2‬مرسم التصميم املعماري ‪Architectural Design‬‬ ‫‪Studio‬‬

‫يحتف‬ ‫يتعدى تعريف مرسم التصميم ‪ design studio‬كونه الفراغ الذي‬ ‫ي‬ ‫تحاك‬ ‫الت‬ ‫ي‬ ‫بأنشطة تدريس مقررات التصميم المعماري‪ ،‬إل كونه البيئة ي‬ ‫بيئات العمل االحيافية الحاضنة ألنشطة وفعاليات التصميم‪.‬‬ ‫وف هذه البيئة يتم تدريب الطالب عل تحديد المشكالت‪ ،‬وطرح وتقييم‬ ‫ي‬ ‫النهان‬ ‫بدائل الحلول‪ ،‬وتطوير البديل المختار واختبار المنتج‬ ‫التصميم ً ي‬ ‫ً ي‬ ‫معتيا من‬ ‫وعرضه عل لجان التقييم‪ .‬ومن خالل ذلك‪ ،‬يكتسب الطالب قدرا ر‬ ‫مهارات التواصل مع األقران‪ ،‬فضال عن مهارات الدفاع عن الحل المعماري‬ ‫ً‬ ‫أمام أعضاء لجان تقييم ر‬ ‫المشوعات‪ ،‬تمهيدا لالستفادة من هذه المهارات يف‬ ‫التواصل مع زمالء المهنة من التخصصات المختلفة والعمالء‪ ،‬وذلك يف‬ ‫الحياة المهنية بعد التخرج‪.‬‬

‫بيئة العمل داخل مرسم التصميم‬

‫ولقد اهتم المعنيون بتصميم مرسم التصميم ذاته ‪designing the‬‬ ‫ينبع أن يكون‬ ‫‪ ،design studio‬ليقوم هؤالء بتقديم رؤى مختلفة حول ما ي‬ ‫التصميم وطبيعته‪ ،‬وأساليب تدريس التصميم المعماري‬ ‫عليه بناء المرسم‬ ‫ي‬ ‫التدريس‬ ‫‪ ،models of teaching architectural design‬والنمط‬ ‫ي‬ ‫‪ teaching style‬المناسب لكل منها‪.‬‬ ‫األفف ‪Horizontal Design‬‬ ‫ومن أشهر أنواع مراسم التصميم المرسم‬ ‫ي‬ ‫)‪ ،Studio (HDS‬والذي يتم تبنيه يف معظم أقسام ومدارس العمارة عل‬ ‫مستوى العالم‪ ،‬حيث يتم تدريس مجموعة من الطالب ذوي المستوى‬ ‫يأن المرسم‬ ‫التعليم الواحد يف ذات البيئة التعليمية‪ .‬وعل خالف‬ ‫ذلك‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أس )‪ Vertical Design Studio (VDS‬ليضم طالبا من مستويات‬ ‫الر ي‬ ‫ر‬ ‫مختلفة يف نفس البيئة التعليمية‪ ،‬وتحت إرساف مجموعة واحدة من‬ ‫القائمي عل تدريس مقررات التصميم للمستويات كلها‪.‬‬ ‫ر‬

‫أس –قسم العمارة ‪-‬جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫أحد تطبيقات المرسم الر ي‬ ‫‪17‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫والقائمي عل التدريس ‪-‬‬ ‫أس العديد من الفرص للطالب‬ ‫ر‬ ‫ويتيح المرسم الر ي‬ ‫عل حد سواء‪-‬من خالل تطوير بيئة العمل وعملية التقييم‪ ،‬يف مقابل‬ ‫بعي االعتبار‪ .‬ومن الجدير‬ ‫الت‬ ‫مجموعة ر‬ ‫ينبع أخذها ر‬ ‫كبية من التحديات ي‬ ‫ي‬ ‫األفف –كما يتم‬ ‫تبت المرسم‬ ‫بالذكر أنه‬ ‫قد تم عمل دراسة لمقارنة نتائج ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫تبت‬ ‫تطبيقه حاليا يف قسم الهندسة المعمارية بجامعة أسيوط ‪ -‬يف مقابل ي‬ ‫أس –كما يتم تطبيقه يف قسم العمارة بجامعة الملك عبد العزيز‬ ‫المرسم الر ي‬ ‫بجدة‪-‬لتوضح هذه الدراسة فرص وتحديات التطبيق يف كل مؤسسة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومن األنواع الشائعة أيضا المرسم المشيك متعدد التخصصات‬ ‫)‪،Multidisciplinary/Transdisciplinary Design Studio (TDS‬‬ ‫وهو المرسم الذي يجمع بي طالب وأساتذة ر‬ ‫أكي من تخصص‪ .‬ومن أبرز‬ ‫ر‬ ‫ان والتصميم الحرصي‬ ‫التخصصات يف المراسم المشيكة التخطيط العمر ي‬ ‫وف هذا المرسم المشيك أو المختلط‪،‬‬ ‫والتصميم‬ ‫المعماري وتنسيق المواقع‪ .‬ي‬ ‫ر‬ ‫يقوم طالب أكي من تخصص بمحاكاة أنشطة التخطيط أو التصميم المهنية‬ ‫الت تتم ف بيئات العمل االحيافية‪ ،‬حيث يشيك ر‬ ‫أكي من تخصص يف نفس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع وفق مصفوفة مسئوليات ‪ responsibility matrix‬دقيقة‪ ،‬تحدد‬ ‫نطاق وطبيعة عمل كل تخصص‪ ،‬وتوقيت بداية ونهاية دور هذا التخصص‪،‬‬ ‫وموعد اللقاءات الدورية‪ ،‬وكذلك تحديد التسليمات حسب المراحل‬ ‫الرئيسية ف ر‬ ‫المشوع ‪.milestones‬‬ ‫ي‬ ‫وف كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبد العزيز –عل سبيل المثال‪-‬تم‬ ‫ي‬ ‫تبت فكرة المرسم المشيك لسنوات عديدة وبأشكال مختلفة‪ .‬وجرت العادة‬ ‫ي‬ ‫أن يكون المرسم المختلط يف السنوات النهائية‪ ،‬ليضم هذا المرسم‬ ‫ان ‪Regional and Urban‬‬ ‫تخصصات التخطيط‬ ‫اإلقليم والعمر ي‬ ‫ي‬ ‫‪ Planning‬والعمارة ‪ Architecture‬وعمارة البيئة ‪Landscape‬‬ ‫وقائمي عل التدريس من األقسام الثالثة بالكلية‪،‬‬ ‫‪ ،Architecture‬بطالب‬ ‫ر‬ ‫ان ومعماري متكامل‪.‬‬ ‫يقوم جميعهم بتقديم مخرج عمر ي‬

‫‪Planning‬‬

‫‪Urban‬‬ ‫‪Design‬‬

‫‪Engineering‬‬ ‫‪Disciplines‬‬

‫‪TDS‬‬

‫‪Architecture‬‬

‫‪Landscape‬‬ ‫‪Architecture‬‬

‫‪Integration‬‬ ‫فكرة المرسم المختلط )‪Ashraf Salama (2008‬‬

‫األطروحات المختلفة لبناء مرسم التصميم المعماري )‪Ashraf Salama (2008‬‬ ‫‪18‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وف أحد ر‬ ‫مشوعات المرسم المختلط للعام ‪ 2010‬تحت عنوان "جدة‬ ‫ي‬ ‫كمدينة معرفة ‪ ،"Jeddah as a Knowledge City‬قام فريق العمل بعمل‬ ‫الدراسات المسحية الالزمة ووضع الرؤية االسياتيجية للتحول‪ ،‬وتحديد‬ ‫المواقع المؤهلة لدعم هذا التحول‪ ،‬وكذلك تحديد ر‬ ‫المشوعات المطلوبة‬ ‫والت بمقدورها العمل كمحرك لدعم تحول المدينة نحو نموذج اقتصاد‬ ‫ي‬ ‫المعرفة‪ .‬وعل إثر ذلك قام فريقا التصميم المعماري وتنسيق المواقع بأعمال‬ ‫ر‬ ‫المشوعات‬ ‫المبان والفراغات المفتوحة يف‬ ‫ان وتصميم‬ ‫ي‬ ‫التصميم العمر ي‬ ‫المقيحة‪.‬‬ ‫وقد تم عقد مجموعة من اللقاءات الدورية ربي فريق العمل وفق الخطة‬ ‫ا‬ ‫المعدة‪ ،‬فضل عن تقديم مجموعة من العروض الدورية أمام ذوي‬ ‫وف نهاية التجربة‪ ،‬تم عرض مخرجات األنشطة البحثية وأعمال‬ ‫االختصاص‪ .‬ي‬ ‫التخطيط والتصميم يف العديد من المحافل اإلقليمية والدولية ذات الصلة‬ ‫بمجال مدن المعرفة‪ ،‬ومنها ‪Knowledge Cities World Summit‬‬ ‫‪ 2010‬بمدينة ‪ Melbourne‬بأسياليا‪.‬‬ ‫أس أو المرسم‬ ‫ومن واقع التجربة‪،‬‬ ‫تبت فكرة المرسم الر ي‬ ‫يمكن القول بأن قرار ي‬ ‫ً‬ ‫أكي من الجهد والوقت إلعداد خطة محكمة لإلدارة‬ ‫المختلط يستلزم قدرا ر‬ ‫األفف الذي ال يتطلب‬ ‫والتنسيق ومتابعة التنفيذ‪ ،‬وذلك مقارنة بالمرسم‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫عادة هذا القدر من الجهد‪ .‬وتشيك المراسم جميعها يف ضورة وجود مقيح‬ ‫ر‬ ‫للمشوع ‪ ،Project Proposal/Brief‬يتوافق مع المستوى‬ ‫أو ملخص‬ ‫التعليم للطالب حسب توصيف المقرر يف الخطة التعليمية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪Salama, Ashraf (2008) ‘A Theory for Integrating Knowledge in Architectural Design Education’. Archnet‬‬‫‪IJAR, International Journal of Architectural Research - Volume 2 - Issue 1 - March 2008.‬‬ ‫‪Salama, Ashraf (1995) ‘New Trends in Architectural Education: Designing the Design Studio’. Raleigh,‬‬ ‫‪N.C.: Tailored Text.‬‬ ‫‪Youssef, K.A. (2014) ‘Horizontal Design Studio versus Vertical Design Studio: A Tale of Two Architecture‬‬ ‫‪Schools’, ICERI2014 (7th International Conference of Education, Research and Innovation), Seville (Spain).‬‬

‫ر‬ ‫بعض مخرجات ر‬ ‫المشبك ‪-‬كلية تصاميم‬ ‫مشوع "جدة كمدينة معرفة" – المرسم‬ ‫البيئة ‪2010‬‬ ‫‪19‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 3-2‬املوهبة يف مقابل املنهجية ‪Talent vs. Methodology‬‬ ‫البان‪ .‬وبحكم تعريفها والممارسة‬ ‫تعرف العمارة عل أنها فن وعلم تشييد‬ ‫ي‬ ‫العملية لها‪ ،‬تقف العمارة يف منتصف الطريق ربي الفن ‪ art‬والعلم ‪،science‬‬ ‫والدليل ‪ evidence‬ووجهة النظر ‪ ،opinion‬والنظرية ‪ theory‬والتقنية‬ ‫ً‬ ‫وأخيا ربي الموهبة ‪ talent‬والمنهجية ‪.methodology‬‬ ‫‪،technology‬‬ ‫ر‬ ‫وتعكس اليامج التعليمية والخطط الدراسية المعمارية هذا ر‬ ‫الياء والتنوع‪،‬‬ ‫ر‬ ‫من خالل مقررات دراسية يستهدف بعضها صقل الموهبة‪ ،‬والتأكيد عل‬ ‫أهمية الفن والقيم والجمالية‪ ،‬وذلك كما يف مقررات الرسم الحر ‪Free-‬‬ ‫‪ hand Drawing‬والتواصل البرصي ‪Visual Communication‬‬ ‫الفت ‪.Photography‬‬ ‫وأساسيات التصميم ‪ Design Basics‬والتصوير ي‬

‫العملية التصميمية بي العلم والفن‬

‫وعل الجانب اآلخر‪ ،‬تستهدف بعض المقررات تدريب الطالب عل اكتساب‬ ‫المنهج‪ ،‬واتخاذ القرارات الموضوعية‪ ،‬وإتقان التقنية من‬ ‫التفكي‬ ‫مهارات‬ ‫ر‬ ‫ر ي‬ ‫خالل استخدام أدواتها‪ ،‬وذلك كما يف مقررات الطاقة والتصميم ‪Energy‬‬ ‫‪ and Design‬واألنظمة البيئية ‪ Environmental Systems‬واألنظمة‬ ‫اإلنشائية ‪ Structural Systems‬وتقنيات البناء ‪Building‬‬ ‫وغيها‪.‬‬ ‫‪ Technologies‬ر‬ ‫تنتف فكرة أن التصميم‬ ‫ينبع أن‬ ‫وف مرسم التصميم ‪design studio‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المعماري مجرد منتج ‪ ،product‬وأن طالب العمارة البد أن يكون موهوبا‬ ‫ً‬ ‫تنتف أيضا‬ ‫‪ gifted‬ليكون بمقدوره التوصل إل هذا المنتج‪ .‬كما يجب أن‬ ‫ي‬ ‫فكرة أن التصميم المعماري مجرد عملية ‪ process‬أو آلية ‪mechanism‬‬ ‫ً‬ ‫تلقان إل منتج ناجح تصميميا‪ .‬فبقدر حاجة العملية‬ ‫منطقية تؤدي بشكل‬ ‫ي‬ ‫فه تحتاج إل منهجية علمية يمكن‬ ‫التصميمية إل موهبة وحس معماري‪ ،‬ي‬ ‫ترجمتها يف صورة خطوات إجرائية منطقية وأنشطة تصميمية متتالية‪ ،‬تؤدي‬ ‫التصميم ‪ design product‬المنشود‪.‬‬ ‫يف نهايتها إل المنتج‬ ‫ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫المبان صفرية االستهالك‪ ،‬وتعاظم الحاجة إىل المنهجية والتقنية عىل حساب‬ ‫ي‬ ‫الفن‬ ‫والحس‬ ‫الموهبة‬ ‫ي‬ ‫‪20‬‬


‫ً‬ ‫وف بداية كل ر‬ ‫مشوع‪ ،‬يتم تحديد المشكلة التصميمية–اعتمادا عل نوع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التصميم ‪-design situation‬‬ ‫الموقف‬ ‫وطبيعة‬ ‫‪building‬‬ ‫‪type‬‬ ‫وع‬ ‫المش‬ ‫ي‬ ‫وقدر الحاجة إل الموهبة أو المنهجية‪ ،‬وكذلك توقيت استدعاء كل منهما يف‬ ‫ينبع أن تتعاط معها‬ ‫الت‬ ‫العملية التصميمية‪ ،‬حسب نوع وقدر التحديات ي‬ ‫ي‬ ‫أنشطة التصميم‪.‬‬ ‫فعل سبيل المثال‪ ،‬يتطلب التعامل مع التحديات الوظيفية والبيئية‬ ‫واإلنشائية منهجيات واضحة‪ ،‬وأدوات كمية ‪ quantitative‬تدعم‬ ‫التصميم وتمكن المصمم من قياس كفاءة المنتج‪،‬‬ ‫موضوعية اتخاذ القرار‬ ‫ي‬ ‫الت ربما تتطلب موهبة فنية‬ ‫يف مقابل‬ ‫التحديات التشكيلية واالجتماعية ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫وحسا مرهفا‪ ،‬أكي من احتياجها للعمليات المنهجية واألدوات الكمية‪.‬‬ ‫الفت‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإنه يمكن القول بأن االعتماد المجرد عل الموهبة‬ ‫والحس ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وغياب المنهجية أثناء التصميم قد يفرز منتجا معماريا جميل (التكتل‪،‬‬ ‫وغيها) مع تعاظم‬ ‫شخصية المبت‪ ،‬معالجة الواجهات‪ ،‬الخطط اللونية‪ ،‬ر‬ ‫التصميم إل الموضوعية‪ .‬وعل الجانب اآلخر‪ ،‬فإن‬ ‫احتمالية افتقار القرار‬ ‫ي‬ ‫االعتماد المجرد عل المنهجيات الواضحة والخطوات اإلجرائية والقرارات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التصميمية المبنية عل وسائل القياس الكمية قد يخلف منتجا معماريا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫الت تدعم‬ ‫وظيفيا وفعال‪ ،‬مع احتمال غياب الحد األدن من القيم الجمالية‪ ،‬ي‬ ‫التأثي يف وجدان مستخدميه ومشاهديه‪.‬‬ ‫قدرة المبت عل‬ ‫ر‬ ‫‪Hamilton, Kirk & Watkins, David H. (2009) ‘Evidence-Based Design for Multiple Building Types’. John‬‬ ‫‪Wiley & Sons, Inc. USA: New Jersey.‬‬ ‫‪Youssef, K.A. (2015) ‘Evidence-Based Design Education: Smart Growth Unit as A Case Study’, Journal of‬‬ ‫‪Engineering and Applied Science, Vol. 62 No. 6, Faculty of Engineering, Cairo University.‬‬ ‫‪Abo Wardah, Eman and Khalil, Manal (2016) ‘Design Process & Strategic Thinking in Architecture’.‬‬ ‫‪Proceedings of 2016 2nd International Conference on Architecture, Structure and Civil Engineering‬‬ ‫‪(ICASCE'16), London, UK.‬‬ ‫‪in:‬‬

‫‪Cited‬‬

‫‪Cornell‬‬ ‫‪Architecture‬‬ ‫‪Art‬‬ ‫‪Planning,‬‬ ‫‪B.Arch.‬‬ ‫‪Curriculum‬‬ ‫‪(2019).‬‬ ‫‪https://aap.cornell.edu/academics/architecture/undergraduate/barch-curriculum‬‬

‫الموهبة الفنية للمعماري ‪ Frank Gehry‬وتوظيف التقنية ف ر‬ ‫مشوع ‪Walt‬‬ ‫ي‬ ‫‪Disney Concert Hall‬‬ ‫‪21‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 4-2‬العمارة وتأثري التخصصات الداعمة ‪Architecture and‬‬

‫‪the Impact of Supporting Disciplines‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يرتبط التصميم المعماري ارتباطا وثيقا بالعديد من التخصصات الداعمة له‪،‬‬ ‫والت من أشهرها الهندسة اإلنشائية ‪،Structural Engineering‬‬ ‫ي‬ ‫والتخصصات اإللكيوميكانيكية ‪Mechanical, Electrical and‬‬ ‫الداخل )‪،Interior Design (ID‬‬ ‫)‪ ،Plumbing (MEP‬والتصميم‬ ‫ي‬ ‫والهندسة البيئية ‪ ،Environmental Engineering‬وهندسة الصوت‬ ‫التأثي المحتمل‬ ‫‪ .Acoustics Engineering‬إال أن قائمة التخصصات ذات‬ ‫ر‬ ‫التصميم يف مراحله المختلفة تتعدى هذه المجموعة‪.‬‬ ‫عل القرار‬ ‫ي‬ ‫فف مرحلة ما قبل التصميم ‪ ،pre-design stage‬تؤثر دراسة الجدوى‬ ‫ي‬ ‫الوظيف ‪functional‬‬ ‫نامج‬ ‫الي‬ ‫صياغة‬ ‫عل‬ ‫كبي‬ ‫بشكل‬ ‫‪feasibility‬‬ ‫‪study‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪ program‬ر‬ ‫‪.‬‬ ‫المساح ‪ space program‬له فمن‬ ‫الينامج‬ ‫للمشوع‪،‬‬ ‫وبالتال ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت يقوم بها المعنيون لألنشطة االقتصادية‬ ‫خالل المسوحات الميدانية ي‬ ‫المشابهة واالستعماالت المنافسة يف منطقة الدراسة‪ ،‬ومراجعة خطط‬ ‫الدولة وبرامجها ذات الصلة‪ ،‬واستقراء فرص تحقيق العوائد االقتصادية‪ ،‬يتم‬ ‫تحديد الوظائف الرئيسية ف ر‬ ‫المشوع قيد التصميم ونسب تواجدها‪ ،‬بما‬ ‫ي‬ ‫يحقق أعل عائد اقتصادي ممكن‪ .‬وعل هذا‪ ،‬لم يعد المعماري لينفرد‬ ‫المساح‪ ،‬ليعتمد قراره يف هذه المرحلة عل نتائج‬ ‫الوظيف أو‬ ‫الينامج‬ ‫بتطوير ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت يقوم بها آخرون‪.‬‬ ‫دراسات الجدوى ي‬ ‫كمشغل ‪operators‬‬ ‫المبان –‬ ‫المسئولي عن تشغيل‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفنادق العالمية عل سبيل المثال‪-‬قد يكون لهم اليد العليا يف تحديد‬ ‫الوظائف الرئيسية والفرعية ومساحة كل منها داخل المبت‪ ،‬وذلك وفق‬ ‫ً‬ ‫اإلرشادات التصميمية ‪ design toolkit‬المعدة سلفا‪ ،‬وبعد تحليل المشغل‬ ‫للفرص االستثمارية ف منطقة الدراسة وموقع ر‬ ‫المشوع‪.‬‬ ‫ي‬

‫العالمات التجارية لسلسلة ‪ Marriott‬وتأثب ر‬ ‫اشباطاتها عىل التصميم المعماري‬ ‫‪22‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫بمتخصصي يف‬ ‫مبان المستشفيات أو المراكز الطبية‪ ،‬يتم االستعانة‬ ‫وف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تخطيط المرافق الطبية ‪ healthcare facility planners‬يف معظم‬ ‫الطت‬ ‫فف البداية‪ ،‬يقوم المخطط‬ ‫ري‬ ‫أنشطة ومراحل التصميم المعماري‪ .‬ي‬ ‫الت يمكن‬ ‫بإجراء مسح للحاالت الدراسية المثالية ‪ best practices‬ي‬ ‫والمساح‪ ،‬والمشاركة‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫االستفادة منها‪ ،‬والمشاركة يف صياغة ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أيضا يف تطوير الفكرة التصميمية ‪ concept development‬والتصميم‬ ‫المبدن ‪ schematic design‬وتطوير التصميم ‪،design development‬‬ ‫ي‬ ‫التجهيات الطبية ‪medical equipment engineers‬‬ ‫ليقوم متخصصو‬ ‫ر‬ ‫ينبع أن‬ ‫الت‬ ‫يف مرحلة الحقة بتحديد االشياطات والمتطلبات التصميمية ي‬ ‫ي‬ ‫الداخل‪ ،‬من حيث أبعاد الفراغات ومواد‬ ‫يستجيب لها المعماري والمصمم‬ ‫ي‬ ‫التجهيات‪.‬‬ ‫البناء والتشطيب المناسبة الستقبال هذه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المشوعات المراد تصميمها كلما تنامت‬ ‫وكلما ازدادت درجة خصوصية‬ ‫متخصصي يف المراحل المختلفة من التصميم‪ .‬ومن أمثلة‬ ‫الحاجة إل دعم ال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المشوعات المطارات ومحطات القطارات والمشوعات اليفيهية‬ ‫هذه‬ ‫والمبان الصناعية واألبراج العالية وناطحات السحاب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫التصميم الهندسة اإلنشائية ‪Structural‬‬ ‫ومن التخصصات الداعمة للقرار‬ ‫ي‬ ‫نشان مع المعماري يف تحديد النظام‬ ‫‪ ،Engineering‬حيث يشيك اإل ي‬ ‫المبدن‬ ‫نشان ‪ structural system‬المناسب يف مرحلة التصميم‬ ‫ي‬ ‫اإل ي‬ ‫نشان المتوافق مع الموديول‬ ‫‪ ،preliminary design‬وكذلك الموديول اإل ي‬ ‫اإلنشان حال وجودها‪،‬‬ ‫الوظيف‪ ،‬والمتطلبات المعمارية لعناض الهيكل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واالرتفاع المناسب لألدوار الستيعاب العناض اإلنشائية األفقية (الكمرات)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اإلنشان قائما حت مطابقة التصميم‬ ‫ويظل التعاون ربي المعماري والمهندس‬ ‫ي‬ ‫النهان‪ .‬وكلما اتسعت بحور فراغات‬ ‫اإلنشان‬ ‫النهان مع التصميم‬ ‫المعماري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫نمط كلما كان‬ ‫غي‬ ‫المبت المراد تصميمه أو كان النظام‬ ‫اإلنشان المقيح ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كبية‪.‬‬ ‫للتدخل المبكر للمهندس‬ ‫االنشان يف أنشطة التصميم أهمية ر‬ ‫ي‬

‫الطن‬ ‫تصميم المستشفيات وأهمية االستجابة لإلرشادات التصميمية للمخطط‬ ‫ي‬ ‫‪23‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫كما يؤثر تخصص رتييد وتدفئة الهواء ‪Heat, Ventilation and Air‬‬ ‫يلت المعماري‬ ‫)‪ Conditioning (HVAC‬عل القرار‬ ‫التصميم‪ ،‬حيث ر ي‬ ‫ي‬ ‫توفي الفراغات‬ ‫متطلبات‬ ‫الت يتم االتفاق عليها‪ ،‬من حيث ر‬ ‫ر‬ ‫توطي األنظمة ي‬ ‫للتجهيات الميكانيكية‪ ،‬ومناور الخدمة بالمقاسات المناسبة‪،‬‬ ‫المخصصة‬ ‫ر‬ ‫وتحديد ارتفاعات األدوار واألسقف المعلقة بالشكل الذي يتوافق مع‬ ‫ا‬ ‫األنظمة المستخدمة‪ .‬وبوصف المعماري مسئول عن التنسيق ربي‬ ‫ينبع أن يدرس المعماري مدى توافق النظام‬ ‫التخصصات المختلفة‪ ،‬ف ي‬ ‫اإلنشان وأبعاد العناض اإلنشائية مع نظام تكييف الهواء المستخدم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وتؤثر متطلبات تحقيق األمن والسالمة والوقاية من أخطار الحريق ‪Fire‬‬ ‫التصميم و يف مراحل متعددة‪.‬‬ ‫)‪ and Life Safety (FLS‬كذلك عل القرار‬ ‫ي‬ ‫وتضم اشياطات دعم األمن والسالمة والوقاية من أخطار الحريق التحقق‬ ‫من كفاية عدد ساللم الهروب وأماكنها وطريقة تصميمها ومواد تشطيبها‪،‬‬ ‫وتقسيم المبت إل مجموعة من قطاعات الحريق وفق الكود الذي يتم‬ ‫تأثي هذه المتطلبات‬ ‫وغي ذلك‪ .‬ويتفاوت ر‬ ‫تطبيقه‪ ،‬وكفاية عروض الممرات ر‬ ‫المطلوبي‪ ،‬ليتفاوت‬ ‫حسب نوع المبت وارتفاعه ومستوى األمان والسالمة‬ ‫ر‬ ‫التصميم والتوقيت المناسب للتدخل من قبل‬ ‫التأثي عل القرار‬ ‫بالتبعية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫منسون هذا التخصص‪.‬‬ ‫ري‬ ‫التصميم يف مراحله المختلفة‬ ‫الت قد تؤثر عل القرار‬ ‫ي‬ ‫ومن التخصصات ي‬ ‫تأثي هذا التخصص‬ ‫التصميم‬ ‫الداخل )‪ .Interior Design (ID‬ويظهر ر‬ ‫ي‬ ‫الت تحتل معالجات فراغاتها الداخلية أهمية ك ربية‪ .‬ومن‬ ‫بجالء يف‬ ‫ي‬ ‫المبان ي‬ ‫الت يقوم بإدارتها مشغل ‪operator‬‬ ‫امثلة هذه‬ ‫ي‬ ‫المبان الفنادق المصنفة‪ ،‬ي‬ ‫الداخل‪ .‬كما تتضح أهمية‬ ‫معروف‪ ،‬ذو اشياطات خاصة يف أعمال التصميم‬ ‫ي‬ ‫والمبان الياثية والمتاحف‬ ‫مبان الفيالت والقصور‬ ‫هذا التخصص يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وغيها‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن تدخل هذا‬ ‫والقاعات متعددة األغراض ر‬ ‫المبدن‪.‬‬ ‫ينبع أن يتم يف توقيت مبكر من مرحلة التصميم‬ ‫التخصص‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫للمبان العالية‬ ‫متطلبات األمن والسالمة وتأثبها عىل التصميم المعماري‬ ‫ي‬ ‫‪24‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ً‬ ‫ومن التخصصات الهامة أيضا هندسة الصوتيات ‪Acoustic‬‬ ‫التصميم يف‬ ‫تأثي واضح عل القرار‬ ‫والت يكون لمنسوبيها ر‬ ‫ي‬ ‫‪ ،Engineering‬ي‬ ‫تعتي جودة الصوت فيها من أهم مقومات نجاح‬ ‫الت ر‬ ‫ي‬ ‫المبان أو الفراغات ي‬ ‫‪.‬‬ ‫المبان المساجد والمسارح ودور السينما وقاعات‬ ‫التصميم ومن أمثلة هذه‬ ‫ي‬ ‫العرض والمحاكم‪ .‬ويبدأ تدخل هذا التخصص يف أنشطة ما قبل التصميم‬ ‫ً‬ ‫األول ومخرجات مرحلة تطوير التصميم وحت‬ ‫مرورا بمراجعة التصميم‬ ‫ي‬ ‫النهان (الرسومات التنفيذية)‪.‬‬ ‫مرحلة إعداد التصميم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المشوعات‬ ‫ومن الجدير بالذكر أنه يف الممارسة المهنية‪ ،‬وخاصة يف‬ ‫الرئيس ‪main consultant‬‬ ‫كبية الحجم‪ ،‬يقدم االستشاري‬ ‫متوسطة أو ر‬ ‫ي‬ ‫التنظيم ‪ ،organization chart‬الذي يوضح هوية االستشاري ري‬ ‫المخطط‬ ‫ي‬ ‫والخية‬ ‫الفرعي ري ‪ sub-consultants‬يف التخصصات المختلفة المطلوبة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الرئيس خطة للتواصل‬ ‫المهنية لكل منهم‪ .‬كما يقدم االستشاري‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫للمشوع حسب‬ ‫‪ communication plan‬ربي األطراف المختلفة‬ ‫ً‬ ‫تخصصاتهم‪ .‬كما يقوم االستشاري أيضا بعمل ما يسم بمصفوفة‬ ‫والت تحدد دور كل تخصص‬ ‫المسئوليات ‪،responsibility matrix‬‬ ‫ي‬ ‫وتوقيت تدخله وحدود مسئولياته‪.‬‬ ‫تأثي المحتمل عل‬ ‫ومن خالل العرض السابق لبعض التخصصات ذات ال ر‬ ‫التصميم يف المراحل المختلفة له‪ ،‬يمكن القول بأن المعماري لم يعد‬ ‫القرار‬ ‫ي‬ ‫ليتفرد بصنع القرار يف العملية التصميمية‪ ،‬حيث يحتاج المعماري إل دعم‬ ‫التصميم‬ ‫من العديد من التخصصات األخرى حت يمكنه التوصل إل القرار‬ ‫ي‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ويتوقف قدر تدخل التخصصات الداعمة والتوقيت المناسب لهذا التدخل‬ ‫عل العديد من العوامل منها نوع المبت ‪ ،building type‬وخليط الوظائف‬ ‫فيه ‪ ،building use mix‬ودرجة تعقيد التصميم ‪complexity of‬‬ ‫كثية‪.‬‬ ‫‪ design‬من ربي عوامل أخرى ر‬

‫الداخىل لغرف فنادق ‪ Hilton Garden Inn‬وتأثبها عىل التصميم‬ ‫التصميم‬ ‫ي‬ ‫المعماري والموديول المستخدم‬ ‫‪25‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫كبي‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن هذه‬ ‫التخصصات الداعمة تتطور بشكل ر‬ ‫ً‬ ‫ومتسارع‪ ،‬األمر الذي يمثل تحديا أمام المعماري أو المهندس المعماري‬ ‫وتأثيه المحتمل عل العملية‬ ‫لالطالع عل نوع ومدى هذا التطور‬ ‫ر‬ ‫التصميمية‪ ،‬وكيفية االستجابة له يف أنشطة التصميم‪.‬‬ ‫كبي عن المكاتب‬ ‫ويختلف الوضع يف مرسم التصميم المعماري بشكل ر‬ ‫االستشارية‪ ،‬حيث تتم أنشطة التصميم يف غياب شبه كامل للتخصصات‬ ‫الداعمة‪ .‬وعل الرغم من تحصيل الطالب لبعض المعارف األساسية يف‬ ‫القائمي عل تدريس التصميم‬ ‫بعض المقررات النظرية‪ ،‬وكذلك دعم‬ ‫ر‬ ‫بالمتخصصي من األقسام العلمية األخرى‪ ،‬إال‬ ‫المعماري‪ ،‬وإمكان االستعانة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أكي من كل وسائل التصدي‬ ‫أن معطيات‬ ‫المشوع قد تفرض تحديات ً ر‬ ‫المتاحة‪ ،‬األمر الذي قد يضطر الطالب أحيانا إل صياغة فرضيات تصميمية‬ ‫‪ design hypothesis‬ال يكون بمقدورهم التحقق من صحتها‪.‬‬ ‫القائمي عل تدريس التصميم المعماري طرح‬ ‫فينبع عل‬ ‫وعل هذا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫كبيا‬ ‫مشكالت تصميمية ‪ ،design problems‬ال‬ ‫يقتص حلها تدخل ر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫تأثي‬ ‫معمارية‬ ‫غي‬ ‫تخصصات‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫وجوهري‬ ‫ويعت ذلك التحكم يف ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التصميم بالقدر الذي يتناسب مع معارف‬ ‫التخصصات الداعمة عل القرار‬ ‫ي‬ ‫للقائمي عل التدريس إمداد الطالب بمعطيات‬ ‫الطالب وقدراتهم‪ .‬كما يمكن‬ ‫ر‬ ‫غي المعمارية للتغلب عل إشكالية غياب دعم‬ ‫محددة يف التخصصات ر‬ ‫منسون هذه التخصصات‪ ،‬أو دعم معارف الطالب يف مرحلة أنشطة ما قبل‬ ‫ري‬ ‫التصميم بالوسائل المتاحة‪.‬‬ ‫‪Holzer, Dominik (2009) ‘Sense-making across collaborating disciplines in the early stages of architectural‬‬ ‫‪design’, School of Architecture and Design, Design and Social Context Portfolio, RMIT University (Ph.D.‬‬ ‫‪Thesis).‬‬ ‫‪Nawawi, Norwina; Khalid, Aisyah & Ghazali, Shafinaz (2013) ‘Health Facility Planning and Healthcare‬‬ ‫‪Architecture: The Conflict and The Advantage in Project Implementation Towards Clarifying the Role of‬‬ ‫‪Architects and Health Facility Planners – for Better Project Delivery- The Malaysian Experience’, ICUDBE,‬‬ ‫‪PICC.‬‬

‫مبان المسارح‬ ‫التصميم يف‬ ‫هندسة الصوت وتأثبها عىل القرار‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪26‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 5-2‬القضايا التصميمية يف مقابل أمناط املباني ‪Design Issues‬‬ ‫‪vs Building Types‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫اليامج التصميمية يف أقسام العمارة توصيفا دقيقا لجميع المقررات‬ ‫تقدم ر‬ ‫وف هذا التوصيف‪ ،‬يتم‬ ‫الدراسية‪ ،‬ومن بينها مقررات التصميم المعماري‪ .‬ي‬ ‫ينبع عل الطالب اكتسابها‪ ،‬وفق‬ ‫الت‬ ‫تحديد مجموعة من المهارات ‪ skills‬ي‬ ‫ي‬ ‫اسياتيجيات تدريس وتقييم يحددها توصيف كل مقرر‪ ،‬وعل اتساق تام مع‬ ‫للينامج ككل‪.‬‬ ‫مصفوفة المهارات ر‬

‫ر‬ ‫الن يمكن تناولها يف مراسم التصميم المعماري‬ ‫بعض القضايا ي‬

‫الت‬ ‫الينامج مقيحات ألنماط‬ ‫وعادة ما يقدم ر‬ ‫ي‬ ‫المبان ‪ building types‬ي‬ ‫ر‬ ‫اس‪ ،‬من بينها‬ ‫يمكن لها أن تكون مشوعات تصميمية تعليمية يف كل فصل در ي‬ ‫والمبان التعليمية‬ ‫المبان السكنية (فيالت–مساكن صفية–عمارات سكنية)‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمبان الثقافية‬ ‫المكتبية‬ ‫أو‬ ‫اإلدارية‬ ‫والمبان‬ ‫جامعات)‬ ‫–‬ ‫مدارس‬ ‫–‬ ‫(حضانات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت‬ ‫المبان‬ ‫أنماط‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغي‬ ‫‪،‬‬ ‫الرياضية‬ ‫والمبان‬ ‫(مكتبات–مراكز ثقافية)‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫تعليم للطالب‪.‬‬ ‫تتناسب درجة تعقيدها مع المستوى ال‬ ‫ي‬ ‫وعل الرغم من موضوعية عملية تحديد المهارات المفيض اكتسابها يف كل‬ ‫المبان المناسبة لكل مستوى‪ ،‬إال أنه يغيب‬ ‫مقرر‪ ،‬ووجاهة مقيحات أنماط‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن تتعامل معها مراسم‬ ‫الت‬ ‫عن هذا التصور‬ ‫ر‬ ‫تضمي بعض القضايا ي‬ ‫ي‬ ‫التصميم‪ ،‬لالرتباط الوثيق ربي هذه القضايا والتصميم المعماري‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تعليم التصميم‪.‬‬ ‫ومن هذه القضايا ‪-‬عل سبيل المثال ال الحرص‪-‬قضية استهالك الطاقة‪،‬‬ ‫المبان السكنية والتجارية ‪ %41‬من الطاقة يف الواليات‬ ‫حيث تستهلك‬ ‫ي‬ ‫لمبان يف تقليل‬ ‫المتحدة وفق احصائيات عام ‪ ،2010‬واإلسهام المحتمل ل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫حوال ‪ %33‬من انبعاثات الكربون‪،‬‬ ‫حاليا‬ ‫والت تبلغ‬ ‫ي‬ ‫معدالت تلوث الهواء‪ ،‬ي‬ ‫تغي الطلب عل الفراغات‬ ‫وحتمية المرونة المعمارية ‪ flexibility‬لمواجهة ر‬ ‫المعمارية والوظائف الحالية‪.‬‬

‫استهالك الطاقة يف الواليات المتحدة األمريكية – ‪ ،2010‬وجدارة القضية للتناول يف‬ ‫مراسم التصميم المعماري‬ ‫‪27‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ً‬ ‫الت يمكن للتصميم‬ ‫ومن القضايا أيضا الدور‬ ‫االجتماع للعمارة‪ ،‬والفرص ي‬ ‫ي‬ ‫المعماري أن يدعمها لتعزيز الروابط االجتماعية‪ ،‬سواء يف الفراغات الداخلية‬ ‫للمبت (كاألفنية الداخلية أو فراغات التجمع) أو الفراغات المفتوحة‬ ‫ً‬ ‫(الساحات)‪ .‬ومن هذه القضايا أيضا‪ ،‬ضورة تأهيل المبت‪-‬من خالل‬ ‫بتوطي التقنيات المتاحة عل اختالف أنواعها‬ ‫التصميم‪-‬بما يسمح‬ ‫ر‬ ‫تغييات جوهرية يف تصميم المبت أو أنظمته‬ ‫ووظائفها‪ ،‬دون إحداث‬ ‫ر‬ ‫اإلنشائية أو الميكانيكية أو الكهربائية‪.‬‬ ‫ينبع أن يتم وضع تصور متكامل لمصفوفة القضايا ذات‬ ‫وعل ذلك فإنه‬ ‫ي‬ ‫األولوية ‪-‬عل قدر صلتها بالممارسة المعمارية‪-‬لتتكامل هذه القضايا مع‬ ‫مصفوفة المهارات ‪ skills‬المفيض اكتسابها وفق توصيف المقررات يف‬ ‫اليامج الدراسية‪ ،‬مع ضورة أن يتناسب قدر تعقيد القضية مع المستوى‬ ‫ر‬ ‫التعليم للطالب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ومن خالل احتفاء مرسم التصميم المعماري بهذه القضايا‪ ،‬فلن يكون الهدف‬ ‫ً‬ ‫من التصميم–ومن ثم تعليم التصميم‪-‬مقترصا عل إيجاد كيان مادي يحوي‬ ‫الت تحتضن بدورها مجموعة من األنشطة‬ ‫داخله مجموعة من الفراغات ي‬ ‫الوظيفية والخدمية‪ ،‬بل يفيض أن يتعدى التصميم المعماري وتعليم‬ ‫التصميم هذا المستوى إل آفاق ر‬ ‫أكي رحابة ومسئولية‪.‬‬ ‫وف هذه الحالة‪ ،‬تتعاط أنشطة التصميم مع المستجدات التقنية‬ ‫ي‬ ‫التشكيل‬ ‫والسياق‬ ‫االقتصادية‬ ‫و‬ ‫االجتماعية‬ ‫والمتطلبات‬ ‫البيئية‬ ‫والتحديات‬ ‫ي‬ ‫والمعطيات اإلنشائية‪ ،‬بقدر ال يقل عن قدر تعاطيها مع القضايا الوظيفية‬ ‫المساح‪،‬‬ ‫للينامج‬ ‫الت تشمل –عل سبيل المثال‪-‬اإلعداد الجيد ر‬ ‫ي‬ ‫النمطية ي‬ ‫وكفاءة الفراغات الوظيفية‪ ،‬وفاعلية منظومة الحركة األفقية والرأسية‪،‬‬ ‫عايي والمقاييس التصميمية ‪design criteria and‬‬ ‫واالستجابة للم ر‬ ‫ً‬ ‫الت ستظل دوما‬ ‫‪standards‬‬ ‫‪ ً ،design‬ر‬ ‫وغي ذلك من القضايا األساسية ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطلبا رئيسيا وهدفا دائما لعمليات التصميم‪.‬‬

‫االستجابة التشكيلية لطابع مدينة جدة التاريخية ف ر‬ ‫المشوعات التعليمية‬ ‫ي‬ ‫‪28‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ويكفل هذا التصور فرصة تفاعل طالب العمارة مع القضايا المحلية‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫األكي إلحاحا‪ ،‬ومحاولة اإلسهام–من خالل التصميم‪ -‬يف‬ ‫واإلقليمية والعالمية‬ ‫يف تقديم مقيحات للحل‪ .‬فعل سبيل المثال‪ ،‬يمكن للطالب تقديم‬ ‫مقيحات تصميمية تدعم تحقيق قيم االستدامة البيئية‪ ،‬من خالل توظيف‬ ‫أدوات التصميم المعماري يف دعم خفض استهالك الطاقة‪ ،‬وتعظيم قدرة‬ ‫المبت عل إنتاجها‪ ،‬والحد من التلوث‪ ،‬وإعادة استخدام المياه الرمادية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا دعم قدرة ر‬ ‫التعاط مع‬ ‫مشوعات التصميم عل‬ ‫كما يمكن لهذا التصور‬ ‫ي‬ ‫متطلبات االستدامة االقتصادية –من خالل تقليل التكلفة األولية والدورية‪،‬‬ ‫وإيجاد موارد دائمة يمكنها ضمان القيام بعمليات الصيانة والتجديد –وكذلك‬ ‫االستدامة االجتماعية من خالل تفعيل دور فراغات التواصل يف تعزيز‬ ‫العالقة ربي فئات المجتمع‪.‬‬ ‫التشكيل لنطاق الدراسة‬ ‫ويدعم هذا الطرح أيضا قضايا االستجابة للسياق‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ان‬ ‫األشمل‪ ،‬كما يف مشوعات التصميم يف المناطق ذات الطابع العمر ي‬ ‫الخاص‪ ،‬كالمناطق التاريخية والياثية‪.‬‬ ‫حي وآخر‪ ،‬وتحديث المهارات‬ ‫وكما يتم مراجعة توصيف المقررات ربي ر‬ ‫ر‬ ‫الت يمكن استخدامها كمشوعات‬ ‫المفيض اكتسابها‪ ،‬وكذلك أنماط‬ ‫المبان ي‬ ‫يً‬ ‫الت من المفيض‬ ‫نبع أيضا مراجعة القضايا ي‬ ‫تعليمية يف مراسم التصميم‪ ،‬ي ي‬ ‫أن يتفاعل معها الطالب‪ ،‬وذلك يف ضوء مستجدات الواقع وبعد تقييم‬ ‫مخرجات التجارب السابقة‪.‬‬ ‫‪Youssef, K.A. (2014) ‘Horizontal Design Studio versus Vertical Design Studio: A Tale of Two Architecture‬‬ ‫‪Schools’, ICERI2014 (7th International Conference of Education, Research and Innovation), Seville (Spain).‬‬ ‫‪Salama, Ashraf (2008) ‘A Theory for Integrating Knowledge in Architectural Design Education’. Archnet‬‬‫‪IJAR, International Journal of Architectural Research - Volume 2 - Issue 1 - March 2008.‬‬ ‫‪Urge-Vorsatz (2012) ‘Energy End-Use: Buildings’, in: ‘Diana Global Energy Assessment: Toward a‬‬ ‫‪Sustainable Future’. Cambridge University Press, USA.‬‬

‫الح) كقضية ألحد‬ ‫البين‬ ‫إحياء مراكز األحياء (الدور‬ ‫واالجتماع واالقتصادي لمركز ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ان – ‪ – 2015‬جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫مشوعات التصميم العمر ي‬ ‫‪29‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 6-2‬التصميم القائم على الدليل ‪Evidence-Based Design‬‬ ‫تعتي العمارة –بحكم تعريفها‪-‬بوتقة تنصهر فيها مجموعة من الفنون والعلوم‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫للوصول إل المنتج المعماري األمثل ومنذ سنوات عديدة‪ ،‬كان المعماري‬ ‫ذلك الشخص الموهوب الذي يمسك بزمام األمور‪ ،‬والمتحكم يف جل أنشطة‬ ‫الت تتقاطع مع علوم‬ ‫ونتائج العملية التصميمية‪ .‬ومع تعدد التخصصات ي‬ ‫العمارة والعمران من جهة‪ ،‬وتطور علوم الحاسب من جهة أخرى‪ ،‬تم إفساح‬ ‫التصميم‬ ‫المعماريي لإلسهام بدور بارز يف اتخاذ القرار‬ ‫غي‬ ‫المجال أمام ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪ ،design decision‬أو التحقق من موضوعية هذا القرار‪ ،‬لينال ذلك بشكل‬ ‫الت لطالما مارسها المعماري عل العملية‬ ‫ما أو بآخر من الهيمنة المطلقة ي‬ ‫التصميمية‪.‬‬ ‫وف الممارسة المهنية‬ ‫ومع تعاظم دور العلم والتقنية يف الحياة‬ ‫بشكل عام ي‬ ‫ً‬ ‫المعمارية بشكل خاص‪ ،‬أصبح المعماري مطالبا بتقديم الدليل ‪evidence‬‬ ‫عل صحة وفاعلية بعض قراراته التصميمية‪ ،‬باستخدام طرق تقييم كمية‬ ‫ونوعية ‪،quantitative and qualitative assessment methods‬‬ ‫ً‬ ‫تطبيقا لمفهوم التصميم القائم عل الدليل ‪.Evidence-Based Design‬‬ ‫وعل الرغم من أن مفهوم التصميم القائم عل الدليل قد ظهر يف البداية يف‬ ‫مبان تقديم الرعاية الصحية‪ ،‬إال أن المفهوم قد امتد بعد ذلك‬ ‫تصميم‬ ‫ي‬ ‫المبان ذات األنماط المختلفة‪.‬‬ ‫ليشمل‬ ‫ي‬ ‫الموضوع عل‬ ‫ويكفل استخدام طرق التقييم الكمية ‪ quantitative‬الحكم‬ ‫ي‬ ‫المنتج دون التأثر بشخصية المقيم أو خلفيته أو تفضيالته الشخصية‪ .‬وتضم‬ ‫هذه الطرق –عل سبيل المثال ال الحرص‪-‬برامج المحاكاة البيئية (حركة‬ ‫الشمس والرياح)‪ ،‬وبرامج حساب الطاقة المستهلكة‪ ،‬وبرامج تحليل اليكيب‬ ‫اع ‪ ،Space Syntax‬وبرامج محاكاة سلوك المبت يف حالة اندالع حريق‪،‬‬ ‫الفر ي‬ ‫وغي ذلك‪.‬‬ ‫ر‬

‫مبان تقديم الرعاية الصحية‬ ‫التصميم القائم عىل الدليل وتطبيقاته عىل‬ ‫ي‬ ‫‪30‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫أما الطرق النوعية ‪ qualitative‬يف جمع المعلومات وتحليل المنتج‬ ‫التصميم وتقييمه فتضم االستبيانات والمقابالت الشخصية و ر‬ ‫الشوحات‬ ‫ي‬ ‫وغي‬ ‫ية‪،‬‬ ‫رص‬ ‫الب‬ ‫والمتتابعات‬ ‫الذهنية‬ ‫الصور‬ ‫وتحليل‬ ‫التوضيحية‬ ‫والرسومات‬ ‫ر‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ينبع أن يتدرب الطالب يف المراسم المعمارية عل أنشطة التصميم‬ ‫وكما‬ ‫ي‬ ‫التصميم‬ ‫النمطية –كتحليل الموقع ‪ site analysis‬وتطوير المفهوم‬ ‫ي‬ ‫‪ concept development‬وإخراج ر‬ ‫المشوع ‪-project presentation‬‬ ‫ً‬ ‫ينبع عليهم أيضا التدرب عل استخدام األدوات المتاحة للتحقق من صحة‬ ‫ي‬ ‫الت تم‬ ‫الفرضيات التصميمية ‪ design hypotheses‬وفاعلية القرار ًات ي‬ ‫اتخاذها‪ ،‬ليس فقط بعد انتهاء أنشطة التصميم وإنما خاللها أيضا‪.‬‬ ‫ويمكن استخدام أدوات التصميم القائم عل الدليل يف اختبار الفكرة‬ ‫التصميمية ‪ ،concept‬والمقارنة ربي البدائل التصميمية ‪design‬‬ ‫‪ alternatives‬واختيار أفضلها‪ ،‬وتطوير التصميم ‪design‬‬ ‫النهان ‪.design product‬‬ ‫‪ development‬واختبار المنتج المعماري‬ ‫ي‬ ‫الكثي من ر‬ ‫اليامج تحقيق هذا الهدف‪ ،‬من‬ ‫وتدعم‬ ‫الشكات المطورة لحزم ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫غي‬ ‫اليمجيات لألغراض التعليمية –وأحيانا ر‬ ‫خالل إتاحة العديد من ر‬ ‫ر‬ ‫التعليمية‪-‬دونما مقابل‪.‬‬ ‫الت تقدم‬ ‫ر‬ ‫وتعتي ‪ Autodesk‬من أشهر الشكات ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيا من برامج الرسم ‪ drafting‬والنمذجة ‪ modeling‬والتحليل‬ ‫عددا ر‬ ‫منسون المجتمعات التعليمية‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪ analysis‬والمحاكاة ‪ simulation‬ل‬ ‫ري‬ ‫اليامج‪.‬‬ ‫الت تعزز االستفادة من هذه ر‬ ‫الدورات والدروس ي‬ ‫‪Youssef, K.A. (2015) ‘Evidence-Based Design Education: Smart Growth Unit as A Case Study’, Journal of‬‬ ‫‪Engineering and Applied Science, Vol. 62 No. 6, Faculty of Engineering, Cairo University.‬‬ ‫‪Hamilton, Kirk “Hypothesis and measurement: Essential steps for evidence-based design”. Healthcare‬‬ ‫‪Design, 3, 43-46, 2004.‬‬ ‫& ‪Hamilton, Kirk & Watkins, David H. “Evidence-Based Design for Multiple Building Types”. John Wiley‬‬ ‫‪Sons, Inc. USA: New Jersey, 2009.‬‬

‫استخدام الطرق الكمية والنوعية يف تعليم التصميم المعماري – قسم العمارة‬ ‫بجامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪31‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 7-2‬احلاسب اآليل والرسم باليد ‪Computers vs Hand-‬‬ ‫‪Drawing‬‬

‫اآلل والرسم باليد أحد أبرز أشكال الصدام‬ ‫ر‬ ‫تعتي المواجهة ربي الحاسب ي‬ ‫المتكرر ربي القائم والقادم‪ .‬فمع بزوغ فجر الثورة الصناعية‪ ،‬احتدمت‬ ‫اغبي يف االليام بمبادئ ومظهر‬ ‫المعماريي‬ ‫المعركة ربي‬ ‫الكالسيكيي الر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التواقي لالستفادة من‬ ‫الحداثيي‬ ‫المعماريي‬ ‫وبي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫العمارة الطرزية من ناحية‪ ،‬ر‬ ‫وتأثياتها عل مواد البناء ونظم اإلنشاء‪ ،‬حت لو‬ ‫معطيات الثورة الصناعية‬ ‫ر‬ ‫كان ذلك عل حساب أعراف وقواعد معمارية راسخة تم العمل بها لمئات‬ ‫السني‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫وعادة ما يستمر الصدام وتشتعل المواجهات ربي أصحاب الفعل وردة الفعل‬ ‫لفية من الزمن‪ ،‬إل أن يحسم القادم (التقنية األحدث) المعركة‪ ،‬ويفرض‬ ‫يستثت بالطبع وجود فئة‬ ‫قيمه وأدواته عل غالبية مجتمع المهنة‪ .‬وهذا ال‬ ‫ي‬ ‫األخي‬ ‫ممارس المهنة تتمسك بقيمها وأسلوب ها يف العمل حت الرمق‬ ‫من‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ودونما تنازل‪ .‬ويعد )‪ Antoni Gaudi (1852-1926‬من أبرز أعالم‬ ‫الت‬ ‫المحافظي‪ ،‬والذي تزامن عطاؤه‬ ‫المعماريي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المهت وأعماله المتفردة ‪ -‬ي‬ ‫ي‬ ‫مثلت وبوضوح اتجاهات رد الفعل يف فية عمارة الحداثة‪-‬مع األعمال‬ ‫لغيه من رواد هذه الفية مثل ‪Mies Van der‬‬ ‫الحداثية التقدمية الصافية ر‬ ‫)‪ Rohe (1886-1969‬وكذلك )‪.Le Corbusier (1887-1965‬‬ ‫ولقد شهد تعليم التصميم المعماري يف أقسام العمارة ذات المواجهة وقت‬ ‫الت أمكن توظيفها يف أنشطة التصميم يف مراحله‬ ‫ظهور بعض حزم ر‬ ‫اليامج ي‬ ‫المبدن – تطوير التصميم –‬ ‫المختلفة (أنشطة ما قبل التصميم – التصميم‬ ‫ي‬ ‫النهان)‪ ،‬ليحتدم الصدام لفية‪ ،‬إل أن يحسم بعد ذلك لصالح‬ ‫التصميم‬ ‫ي‬ ‫اآلل‪ ،‬مع االعياف بوجود محاذير لالستخدام‬ ‫استخدام برامج الحاسب ي‬ ‫ينبع تحققها‪.‬‬ ‫واشياطات‬ ‫ي‬

‫اإلسبان‬ ‫كنيسة ‪ Sagrada Familia‬أحد تجليات اتجاهات رد الفعل للمعماري‬ ‫ي‬ ‫‪Antoni Gaudi‬‬ ‫‪32‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫اآلل‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فقد تم استحداث مقررات تعت بتدريس برامج الحاسب ي‬ ‫وتطبيقاتها المعمارية المتعددة يف مراحل التصميم المختلفة‪ ،‬تحت‬ ‫اليامج الدراسية‪ ،‬وذلك لدعم مهارات الرسم‬ ‫مسميات متعددة حسب ر‬ ‫والتحليل والتصميم واختبار المنتج واإلظهار‪ .‬وبالتوازي مع هذه المقررات‪،‬‬ ‫يتم تدريس مقررات أخرى تدعم مهارات الرسم باليد مثل الرسم الحر ‪free-‬‬ ‫‪ hand sketching‬والتواصل البرصي ‪ visual communication‬من ربي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مقررات أخرى‪ .‬ويعد ذلك اعيافا واضحا من المؤسسة التعليمية بأهمية كل‬ ‫مجموعة من المهارات‪ ،‬عل تباينها الظاهري‪.‬‬ ‫اآلل ‪-‬كأدوات داعمة للتحليل‬ ‫ولم يلغ االعياف بأهمية برامج الحاسب ي‬ ‫السلت المحتمل‬ ‫التأثي‬ ‫والتصميم وتقييم المنتج‪-‬وجود بعض التخوفات من‬ ‫ر‬ ‫ري‬ ‫اليامج عل القدرة عل التخيل واإلبداع ومهارات الرسم‬ ‫الستخدام هذه ر‬ ‫باليد‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬قامت بعض المدارس المعمارية بوضع قيود عل‬ ‫اآلل‪ ،‬ليقترص االستخدام عل مستويات تعليمية‬ ‫استخدام ب ارامج الحاسب ي‬ ‫ا‬ ‫الثان أو الثالث مثل) أو يف مراحل معينة من العملية‬ ‫معينة (بدء من العام‬ ‫ي‬ ‫النهان عل سبيل‬ ‫التصميمية كتطوير التصميم واإلظهار المعماري للمنتج‬ ‫ي‬ ‫المثال‪.‬‬ ‫ومن واقع التجربة واختبار العديد من خيارات االستعانة ربيامج الحاسب‬ ‫اآلل يف تعليم التصميم المعماري‪ ،‬أمكن التوصل إل القناعات التالية‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ينبع عل‬ ‫‪،‬‬ ‫أضداد‬ ‫أنها‬ ‫عل‬ ‫امج‬ ‫الي‬ ‫وحزم‬ ‫اليدوي‬ ‫للرسم‬ ‫النظر‬ ‫ينبع‬ ‫ال‬ ‫•‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يعت استبعاد األخر‪ .‬بل‬ ‫المعماري أن يختار بينها‪ ،‬وأن اختياره إلحداهما ي‬ ‫ينبع اعتبار كل منهما أداة فعالة‪ ،‬يمكن توظيفها يف التوقيت المناسب‬ ‫ي‬ ‫التصميم‪.‬‬ ‫النشاط‬ ‫وطبيعة‬ ‫التعليم‬ ‫المستوى‬ ‫تالئم‬ ‫الت‬ ‫وبالكيفية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اليامج المختلفة كأداة اسياتيجية‪،‬‬ ‫• قبل االختيار ربي الرسم اليدوي وحزم ر‬ ‫ينبع اكتشاف مواطن القوة والضعف يف هذه األدوات‪ ،‬واإلسهام‬ ‫ي‬ ‫المحتمل لكل منهما‪.‬‬

‫اآلىل يف دراسة التكتل‬ ‫مهارات الرسم باليد يف مقابل مهارات استخدام الحاسب ي‬ ‫ومعالجة الواجهات‬ ‫‪33‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫التفكي ر‬ ‫البشي‪،‬‬ ‫الكبية والتوافق مع رسعة‬ ‫يتسم الرسم باليد بالمرونة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبي‪ ،‬واالهتمام باألمور الكلية عل حساب‬ ‫وإمكانية التعديل دونما جهد ر‬ ‫التفاصيل‪ ،‬األمر الذي يؤهل هذه األداة بقوة ألن يتم االعتماد عليها يف‬ ‫المراحل األول من العملية التصميمية (الفكرة التصميمية – توليد‬ ‫البدائل)‪ .‬يف المقابل‪ ،‬يقل االعتماد عل الرسم اليدوي لصالح برامج‬ ‫اآلل كلما نضجت الفكرة التصميمية وبدأت مراحل اإلنتاج‬ ‫الحاسب ي‬ ‫‪.production‬‬ ‫الت يمكن استخدامها يف‬ ‫يوجد عدد قد ال يمكن حرصه من حزم ر‬ ‫اليامج ي‬ ‫المراحل المختلفة للعملية التصميمية‪.‬‬ ‫كبي من مدرسة معمارية‬ ‫يتغي بشكل ر‬ ‫الت يتم االستعانة بها ر‬ ‫اختيار ر‬ ‫اليامج ي‬ ‫خية الطالب القدام ‪seniors‬‬ ‫ألخرى وذلك للعديد من األسباب‪ ،‬منها ر‬ ‫اليامج المتاحة يف بيئة العمل‪.‬‬ ‫خية‬ ‫القائمي عل التدريس‪ ،‬وحزم ر‬ ‫وكذلك ر‬ ‫ر‬ ‫اليامج عل مرحلة بعينها من مراحل‬ ‫ال‬ ‫ينبع قرص استخدام حزم ر‬ ‫ي‬ ‫الت‬ ‫يعت حرمان ي‬ ‫باف المراحل من الفرص النوعية ي‬ ‫التصميم‪ ،‬ألن هذا ي‬ ‫تميت القدرات‬ ‫اليامج‪،‬‬ ‫والت قد ال يمكن تعويضها مهما ر‬ ‫تقدمها هذه ر‬ ‫ي‬ ‫اليدوية والمهارات الفنية للمصمم‪.‬‬ ‫اليامج خدمات نوعية‪ ،‬تحول أداء‬ ‫يف مرحلة ما قبل التصميم‪ ،‬تقدم حزم ر‬ ‫أنشطة هذه المرحلة من الطريقة النوعية ‪ qualitative‬إل الطريقة‬ ‫والت يمكن الوثوق بمخرجاتها إل حد بعيد‪.‬‬ ‫الكمية ‪،quantitative‬‬ ‫ي‬ ‫فعل سبيل المثال‪ ،‬يقوم برامج ‪ Flow Design‬بمحاكاة حركة الرياح يف‬ ‫ً‬ ‫ان‪ ،‬كما‬ ‫موقع الدراسة بشكل دقيق اعتمادا عل معطيات السياق العمر ي‬ ‫وبالتال تحديد المساحة‬ ‫يتيح برنامج ‪ Revit‬محاكاة حركة الشمس‬ ‫ي‬ ‫اع لمنطقة‬ ‫المظللة يف الموقع‪ .‬ويقوم ‪ Depthmap‬بتحليل اليكيب الفر ي‬ ‫الدراسة‪ .‬ويتيح ‪ Grasshopper‬نمذجة جميع الخصائص المناخية‬ ‫باالعتماد عل الملفات المتاحة بمحطات األرصاد المجاورة‪.‬‬

‫‪Revit‬‬

‫‪Grasshopper for Rhinoceros‬‬

‫‪Flow Design‬‬

‫‪DepthmapX‬‬

‫أحد تطبيقات العمارة الباراميية‬

‫اآلىل ودورها يف دعم أنشطة التصميم‬ ‫برامج الحاسب ي‬ ‫‪34‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ً‬ ‫اليامج فرصا تنافسية يف مرحلة التصميم المعماري‪ ،‬حيث‬ ‫• تقدم حزم ر‬ ‫تتيح تطبيقات ‪– grasshopper‬عل سبيل المثال‪-‬العديد من خيارات‬ ‫المكان ‪ ،zoning diagram‬وكذلك انتاج البدائل التصميمية‬ ‫التجاور‬ ‫ي‬ ‫الباراميية‪ ،‬كما يقدم برنامج ‪– Revit‬من ربي برامج أخرى‪-‬فرصة إدراك‬ ‫ً‬ ‫التغيات الموازية‬ ‫الت تحدث يف الكتلة ومعالجاتها اعتمادا عل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التغيات ي‬ ‫الينامج إمكانية‬ ‫آن‪ ،‬والعكس‪ .‬ويتيح ذات ر‬ ‫الت تحدث يف المساقط بشكل ي‬ ‫ي‬ ‫حساب الطاقة المستهلكة‪ ،‬والمفاضلة ربي البدائل المختلفة وفق هذا‬ ‫المعيار‪ ،‬وكذلك اختبار جودة اإلضاءة يف الفراغات الداخلية‪.‬‬ ‫التصميم‪ ،‬تتيح برامج الحاسب أدوات متنوعة‪،‬‬ ‫• يف مرحلة تحليل المنتج‬ ‫ي‬ ‫يمكن من خاللها الطالب –أو المعماري عموما‪-‬أن يتحقق من فرضياته‬ ‫ً‬ ‫كم يمكن قياسه‪ ،‬األمر الذي لم يكن متاحا قبل‬ ‫التصميمية بشكل ي‬ ‫استخدام هذه ال ريامج يف أنشطة العملية التصميمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫• يف مرحلة اإلظهار المعماري‪ ،‬حسمت المعركة مبكرا لصالح برامج اإلظهار‬ ‫والت تقدم محاكاة شبه واقعية‬ ‫المتنوعة ثنائية وثالثية ورباعية األبعاد‪ ،‬ي‬ ‫اع ومالمح التصميم‬ ‫لكتلة المبت ومعالجة واجهاته وتنظيمه الفر ي‬ ‫المعماريي قد‬ ‫الداخل له والتجربة البرصية‪ ،‬عل الرغم من أن بعض كبار‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تمي بإظهار أعماله مستخدما فنون الرسم اليدوي واأللوان المائية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ينبع االستفادة من مهارات الرسم اليدوي وبرامج‬ ‫وبناء عل ما تقدم‪ ،‬فإنه ي‬ ‫التخل عن أي منهما لصالح اآلخر‪،‬‬ ‫اآلل عل حد سواء‪ ،‬وعدم‬ ‫الحاسب ي‬ ‫ي‬ ‫ومحاولة التوصل إل حالة من التوافق والتكامل‪ ،‬من خالل تحديد المرحلة‬ ‫اليامج‬ ‫المناسبة الستخدام كل أداة‪ .‬كذلك‬ ‫ينبع عدم تأجيل استخدام ر‬ ‫ي‬ ‫اليامج‬ ‫المتاحة يف تعليم التصميم‪ ،‬حيث لن يسمح الوقت الستيعاب هذه ر‬ ‫ر‬ ‫عامي أو حت ثالثة أعوام دراسية‪.‬‬ ‫– لكيتها وتنوعها وثرائها ‪ -‬يف ر‬ ‫‪Cil, Ela & Pakdil, Oya (2007) ‘Design Instructor’s Perspective on the Role of Computer in Architectural‬‬ ‫‪Education: A Case Study’. METU JFA 2007/2 (24:2) 123-136.‬‬

‫المعماري راسم بدران وفنون الرسم اليدوي واأللوان المائية كأدوات لإلظهار‬ ‫‪35‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 8-2‬تطبيق اشرتاطات البناء ‪Application of Building‬‬ ‫‪Regulations‬‬

‫ً‬ ‫عتي تلبية االشياطات يف الممارسة المهنية للتصميم المعماري متطلبا‬ ‫ت‬ ‫ر ً‬ ‫ضوريا‪ ،‬يلزم الوفاء به الستخراج تصاري ح البناء ‪ .building permit‬وتضم‬ ‫هذه االشياطات‪ :‬أكواد البناء ‪ ،Building Codes‬واشياطات األمانات‬ ‫المدن‪ ،‬واشياطات الوزارات والهيئات كوزارة‬ ‫والمحليات‪ ،‬واشياطات الدفاع‬ ‫ي‬ ‫مبان تقديم الرعاية‬ ‫الكهرباء والمياه‪ ،‬واشياطات وزارة الصحة بخصوص‬ ‫ي‬ ‫للمبان التعليمية‪ ،‬واشياطات‬ ‫الصحية‪ ،‬واشياطات هيئة األبنية التعليمية‬ ‫ي‬ ‫مواقع البناء ذات الطبيعة الخاصة كالمناطق التاريخية‪ ،‬واشياطات المدن‬ ‫وغيها‪.‬‬ ‫الجديدة والمناطق الصناعية ر‬ ‫مسيته‬ ‫التعاط مع االشياطات البنائية يف‬ ‫ولك يتمكن خري ج الغد من‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ينبع عليه أن يتدرب عل فهم وتطبيق قدر ما من هذه االشياطات‬ ‫المهنية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫القائمي عل التدريس ‪-‬حال اختيار موقع ر‬ ‫‪.‬‬ ‫المشوع‬ ‫وعل‬ ‫التصميم‬ ‫يف مراسم‬ ‫ر‬ ‫بعي االعتبار‬ ‫‪ site location‬ونوع المبت ‪- building type‬األخذ ر‬ ‫نبع التقيد بها‪ ،‬ومدى إمكانية استيعابها وتطبيقها‬ ‫االشياطات البنائية ي‬ ‫الت ي ي‬ ‫التعليم للطالب‪.‬‬ ‫بالنظر إل المستوى‬ ‫ي‬ ‫وتضم االشياطات البنائية –عل سبيل المثال‪-‬استعماالت األرض ‪land‬‬ ‫تعت الحد األقص‬ ‫والت ي‬ ‫‪ use‬المسموح بها‪ ،‬النسبة البنائية ‪ plot coverage‬ي‬ ‫المسموح بالبناء عليه يف كل دور‪ ،‬معامل مسطح البناء ‪Floor Area‬‬ ‫الت يمكن بناؤها كنسبة من‬ ‫)‪ Ration (FAR‬والذي يحدد المساحة الكلية ي‬ ‫الت ال يمكن البناء عليها‪ ،‬والحد‬ ‫مساحة األرض‪ ،‬واالرتدادات ‪ setbacks‬ي‬ ‫األقص لالرتفاع ‪ ،building height‬وعدد مواقف السيارات ‪parking‬‬ ‫إجمال مساحة‬ ‫توفيه‪ ،‬كدالة يف عدد الوحدات أو‬ ‫‪ spaces‬المطلوب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وغي ذلك من االشياطات‪.‬‬ ‫االستعماالت المختلفة بالمبت‪ ،‬ر‬

‫مجموعة من إصدارات ر‬ ‫المبان –المملكة المتحدة ‪2010-‬‬ ‫اشباطات‬ ‫ي‬ ‫‪36‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ا‬ ‫الت تقوم البلديات واألمانات والمحليات‬ ‫وفضل عن االشياطات البنائية ي‬ ‫بتطويرها‪ ،‬تقوم الدول بصياغة أكواد ذات طبيعة خاصة‪ ،‬مثل أكواد الحماية‬ ‫من الحريق والحفاظ عل األرواح‪ ،‬وال يت عادة ما تصدرها هيئات الدفاع‬ ‫الت يشكل تحقيق‬ ‫المدن بغرض تعزيز األمن والسالمة‪ ،‬السيما ً يف ً ي‬ ‫ي‬ ‫المبان ي‬ ‫كبيا أمام التصميم المعماري‬ ‫أمن وسالمة المبت ومستخدميه وزواره تحديا ر‬ ‫والمبان أو المجموعات‬ ‫المبان األبراج فائقة االرتفاع‬ ‫لها‪ .‬ومن أمثلة هذه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المستخدمي‬ ‫الت يمكن أن يشكل عدد‬ ‫ر‬ ‫المعمارية كثيفة اإلشغال‪ ،‬و ي‬ ‫ً‬ ‫وتدفقاتهم وأنماط حركتهم فيها تهديدا لسالمتهم‪.‬‬ ‫المدن بدولة اإلمارات العربية‬ ‫وعل سبيل المثال‪ ،‬قامت هيئة الدفاع‬ ‫ي‬ ‫المتحدة بصياغة كود للحماية من الحريق وحماية األرواح‪ ،‬يتألف من‬ ‫كبية من االشياطات الواجب تحقيقها حال تصميم مختلف أنواع‬ ‫مجموعة ر‬ ‫المبان‪ ،‬وذلك بهدف تعزيز أمن وسالمة المبت ومستخدميه وزواره‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الت تم طرحها يف هذا الكود –عل سبيل المثال‪-‬قدرة الهيكل‬ ‫وضمت القضايا ي‬ ‫عل مقاومة الحريق‪ ،‬والوصول لخدمات اإلطفاء‪ ،‬وقطاعات الحريق بالمبت‪،‬‬ ‫المبان العالية‪ ،‬وعدد ساللم الهروب ومواصفات تصميمها‪،‬‬ ‫وأدوار اإلخالء يف‬ ‫ي‬ ‫والحد األدن لعروض الممرات‪ ،‬ومواد البناء والتشطيب المسموح بها‪،‬‬ ‫ومتطلبات ذوي االحتياجات الخاصة بالمبت حال حدوث الحريق‪ ،‬وآلية‬ ‫تقديم الرسومات المعمارية الخاصة بأعمال الوقاية من الحريق ‪Fire and‬‬ ‫المدن‪.‬‬ ‫)‪ Life Safety (FLS‬للحصول عل موافقة هيئة الدفاع‬ ‫ي‬ ‫ومن خالل االطالع عل هذه األكواد يتضح أن بعض االشياطات الواردة فيها‬ ‫توفي عدد مخارج الهروب‬ ‫ينبع الوفاء به يف مراحل التصميم األول‪ ،‬مثل ر‬ ‫ي‬ ‫السي القصوى إل درج الطوارئ‪ ،‬والحد األدن‬ ‫المطلوبة‪ ،‬واالليام بمسافة‬ ‫ر‬ ‫حي ال يظهر أثر تلبية البعض اآلخر إال يف مراحل متأخرة‬ ‫لعروض الممرات‪ ،‬يف ر‬ ‫النهان‪ ،‬عند إعداد الرسومات التنفيذية وتحديد مواصفات‬ ‫من التصميم‬ ‫ي‬ ‫مواد التشطيب ‪.finishing materials‬‬

‫كود الحماية من الحريق ووقاية األرواح – اإلمارات العربية المتحدة ‪2011-‬‬ ‫‪37‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وبناء عل ما سبق يمكن القول بأن االليام باشياطات البناء يف الحياة المهنية‬ ‫ً‬ ‫الت صدرت عنها‪-‬ال يمكن التعامل‬ ‫أيا كان نوع هذه االشياطات أو الجهة ي‬‫التخل عنه‪.‬‬ ‫وبالتال‪ ،‬فإن تعليم التصميم‬ ‫معه عل إنه اختيار يمكن تجاوزه أو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫معمارن الغد لالليام بهذه االشياطات البنائية‪ ،‬واتخاذ‬ ‫يفيض به أن يؤهل‬ ‫يي‬ ‫قرارات تصميمية واقعية ال تتعارض معها‪.‬‬ ‫وبالتال‪ ،‬فإنه عند اقياح مواقع ر‬ ‫القائمي عل‬ ‫المشوعات التعليمية من قبل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تدريس التصميم المعماري ‪-‬أو ترشيحها من قبل الطالب والموافقة عليها من‬ ‫ينبع أن تتوفر االشياطات البنائية للمواقع‬ ‫قبل‬ ‫ر‬ ‫القائمي عل التدريس‪ -‬ي‬ ‫ر‬ ‫المختارة‪ ،‬ويتم التحقق من مدى مالءمتها لطبيعة المشوع‪ ،‬وإمكانية تلبية‬ ‫غي‬ ‫هذه االشياطات بالنظر إل المستوى‬ ‫التعليم للطالب‪ .‬ولعله من ً ر‬ ‫ي‬ ‫المالئم أن يتم اختيار مواقع ال تتناسب استعماالت أراضيها نظاما مع‬ ‫ر‬ ‫الت‬ ‫المشوع‬ ‫التعليم المقيح‪ ،‬أو أن يغفل التصميم االشياطات البنائية ي‬ ‫ي‬ ‫يفيض بها أن تكفل توافق المبت مع محيطه المعماري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا أن يتم اختيار مواقع أو نوعية ر‬ ‫مشوعات ال يكون‬ ‫غي المالئم‬ ‫ومن ر‬ ‫بمقدور الطالب التعامل مع تعقيد اشياطاتها البنائية‪ .‬وقد ال يكون من‬ ‫مبان مرتفعة دون أخذ متطلبات‬ ‫المالئم كذلك أن يقوم الطالب بتصميم‬ ‫ي‬ ‫بعي االعتبار‪.‬‬ ‫المدن يف هذه‬ ‫تعزيز االمن والسالمة واشياطات الدفاع‬ ‫المبان ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وعل هذا‪ ،‬ينبع العناية عند اختيار نوع ر‬ ‫المشوع وحجمه وارتفاعه وموقعه‬ ‫ي‬ ‫التعليم‪-‬من تطبيق‬ ‫مستواهم‬ ‫وفق‬ ‫–‬ ‫الطالب‬ ‫يتمكن‬ ‫المقيح‪ ،‬حت‬ ‫ي‬ ‫الت ال يمكن تجاهلها أو تحييدها يف مراحل‬ ‫االشياطات العامة والخاصة‪ ،‬و ي‬ ‫التصميم المختلفة‪.‬‬ ‫‪‘Jeddah Local Plan: Building Regulations’, 1430 Edition, Jeddah Municipality, Ministry of Municipalities‬‬ ‫‪and Rural Affairs, Kingdom of Saudi Arabia.‬‬ ‫‪‘UAE Fire and Life Safety: Code of Practice’, 2011 Edition. General Headquarters of Civil Defense Ministry‬‬ ‫‪of Interior United Arab Emirates.‬‬

‫تأثب التقيد ب ر‬ ‫األهىل التجاري ‪-‬جدة‬ ‫اشباطات مواقف السيارات عىل التكتل – البنك‬ ‫ي‬ ‫‪38‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 9-2‬مراحل العملية التصميمية ‪Phases of Design‬‬ ‫‪Process‬‬

‫ظهرت منهجيات التصميم ‪ design methodologies‬كعلم مستقل يف‬ ‫ستينات القرن ر‬ ‫العشين‪ ،‬ليؤكد هذا العلم عل أن التصميم بشكل عام ‪-‬وليس‬ ‫التصميم المعماري فقط‪-‬هو عملية منهجية ذات خطوات إجرائية متتابعة‪.‬‬ ‫وعل الرغم من االختالف حول عدد هذه الخطوات ومسميات كل منها‬ ‫وطبيعة مخرجاتها‪ ،‬إال أنه يمكن القول بأن العملية التصميمية ‪design‬‬ ‫ه‪:‬‬ ‫‪ process‬بشكل عام تمر بست خطوات رئيسية‪ ،‬ي‬ ‫ينبع التصدي لها‬ ‫(‪ )1‬تعريف المشكلة ‪ definition of the problem‬ي‬ ‫الت ي‬ ‫الت تثبت وجودها‬ ‫من خالل التصميم‪ ،‬بعد الوقوف عل المظاهر ي‬ ‫الت من شأنها دعم القدرة عل‬ ‫(‪ )2‬جمع المعلومات ‪ data collection‬ي‬ ‫الوقوف عل أبعاد المشكلة والتصدي لها‬ ‫الذهت والتحليل ‪ brainstorming and analysis‬فيما‬ ‫(‪ )3‬العصف‬ ‫ي‬ ‫يخص إمكانيات ووسائل حل المشكلة‬ ‫(‪ )4‬تطوير بدائل الحلول الممكنة ‪ design alternatives‬لحل المشكلة‬ ‫(‪ )5‬المقارنة ربي البدائل واختيار أفضلها‬ ‫(‪ )6‬تطوير البديل المختار‬ ‫التصميم ‪design‬‬ ‫كبي مع فكرة أن المنتج‬ ‫ويبدو هذا الطرح عل اتساق ر‬ ‫ي‬ ‫الت‬ ‫‪ product‬ما هو‬ ‫إال نتاج لمجموعة من األنشطة ‪ design activities‬ي‬ ‫ً‬ ‫يتم القيام بها تباعا‪ ،‬لتحقيق الغرض األسم من العملية التصميمية‪ .‬وال‬ ‫يفيض أن تحد عملية التصميم –كمجموعة متتابعة من الخطوات اإلجرائية‪-‬‬ ‫التنظيم لالستفادة من هذه الموهبة‪.‬‬ ‫من موهبة المصمم‪ ،‬وإنما تضع اإلطار‬ ‫ي‬

‫خطوات العملية التصميمية‬ ‫‪39‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وتأخذ مراحل عملية التصميم المعماري مسميات مختلفة حسب بيئة‬ ‫فف بيئات الممارسة المهنية‪ ،‬تنقسم أنشطة التصميم المعماري إل‬ ‫العمل‪ .‬ي‬ ‫أرب ع مراحل رئيسية‪:‬‬ ‫المرحلة األوىل‪ :‬أنشطة من قبل التصميم ‪Pre-design Activities‬‬ ‫وتضم هذه المرحلة تعريف المشكلة التصميمية‪ ،‬ودراسات الجدوى‪،‬‬ ‫ر‬ ‫المعايي‬ ‫المشوعات المشابهة‪ ،‬وصياغة‬ ‫وتحليل الموقع‪ ،‬وتحليل‬ ‫ر‬ ‫والمساح‪.‬‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫التصميمية‪ ،‬وتطوير ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المبدن ‪Schematic/Preliminary Design‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬التصميم‬ ‫ي‬ ‫تضم هذه المرحلة أنشطة صياغة وتطوير الفكرة التصميمية ‪concept‬‬ ‫‪ ،development‬وإعداد البدائل واختيار أفضلها‪ ،‬والمخططات األولية‬ ‫لتوظيف الفراغات ‪ ،plan organization‬وشخصية المبت ومعالجة‬ ‫اإلنشان ‪structural system‬‬ ‫واجهاته ‪ ،façade treatment‬والنظام‬ ‫ي‬ ‫والفكرة المبدئية لتصميم األعمال اإللكيوميكانيكية ‪،MEP concept‬‬ ‫المبدن‪.‬‬ ‫وذلك بهدف التحقق من فعالية وموضوعية التصميم‬ ‫ي‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬تطوير التصميم ‪Design Development‬‬ ‫المبدن وتطوير‬ ‫الت من شأنها تدقيق التصميم‬ ‫ي‬ ‫تضم هذه المرحلة األنشطة ي‬ ‫مخرجاته يف ضوء معطيات التخصصات األخرى‪ ،‬وكذلك إعداد التصميمات‬ ‫التفصيلية لعناض المبت‪.‬‬ ‫النهان ‪Final Design‬‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬التصميم‬ ‫ي‬ ‫يف هذه المرحلة يتم إعداد الرسومات التنفيذية وتحديد جميع مواصفات‬ ‫المواد والخامات المستخدمة ‪ ،specifications‬واألبعاد التنفيذية‪ ،‬وطرق‬ ‫التشييد‪ ،‬وحساب كميات المواد )‪ ،Bill of Quantities (BOQ‬وصياغة‬ ‫جميع المستندات الالزمة للطرح‪.‬‬

‫ر‬ ‫االحبافية بمكتب ‪Norman Foster‬‬ ‫بيئة العمل‬ ‫‪40‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪Abo Wardah, Eman & Khalil, Manal (2016) ‘Design Process & Strategic Thinking in Architecture’. London:‬‬ ‫‪2nd International Conference on Architecture, Structure and Civil Engineering (ICASCE'16).‬‬

‫معايي اختيار الموقع ‪Site Selection Criteria‬‬ ‫ر‬ ‫اختيار الموقع ‪Site Selection‬‬ ‫تحليل الموقع ‪Site Analysis‬‬ ‫تحليل األمثلة المشابهة ‪Case Study Analysis‬‬ ‫والمساح ‪Functional and Area/Space Program‬‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المقاييس التصميمية ‪Design Standards‬‬ ‫والمعايي التصميمية ‪Design Objectives & Design Criteria‬‬ ‫األهداف‬ ‫ر‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬األنشطة التصميمية‬

‫ومن خالل إلمام الطالب بمراحل العملية التصميمية‪ ،‬وممارسة التصميم‬ ‫المعماري وفق الخطوات الموضوعية له‪ ،‬يمكن تحقيق األهداف التالية‪:‬‬ ‫ان يف عملية التصميم‬ ‫• التأكيد عل البعد‬ ‫ر ي‬ ‫المنهج واإلجر ي‬ ‫• دحض فرضية أن التصميم المعماري يعتمد بشكل كامل عل الموهبة‬ ‫اغبي يف االلتحاق بالمجال‬ ‫الفطرية‪ ،‬مما قد يحرم ررسيحة ر‬ ‫كبية من الر ر‬ ‫غي ذوي المواهب الواضحة‪-‬من ذلك‪.‬‬ ‫المعماري ‪-‬من ر‬ ‫• التأكيد عل أهمية التوازن ربي العملية التصميمية –كمجموعة من‬ ‫التصميم كمحصلة نهائية لهذه الخطوات‪.‬‬ ‫الخطوات اإلجرائية‪-‬والمنتج‬ ‫ي‬ ‫• التأكد من دراسة جميع مدخالت العملية التصميمية ‪design inputs‬‬ ‫التأثي عل القرار المعماري‬ ‫والت من شانها‬ ‫ر‬ ‫يف مرحلة ما قبل التصميم‪ ،‬ي‬ ‫المبدن‪.‬‬ ‫‪ design decision‬يف مرحلة التصميم‬ ‫ي‬ ‫الت يمكن أن يمارسها الطالب يف الحياة‬ ‫• محاكاة األنشطة التصميمية ي‬ ‫المهنية بعد التخرج‪.‬‬ ‫• إكساب الطالب آلية موضوعية لممارسة التصميم المعماري يمكن‬ ‫مبان ‪ building types‬لم يتم التعرض‬ ‫استخدامها عند تصميم أنماط‬ ‫ي‬ ‫إليها يف مراسم التصميم المعماري أثناء الدراسة‪.‬‬

‫المرحلة األول‪ :‬أنشطة ما قبل التصميم‬

‫المرحلتي األول‬ ‫التعليم يتم االكتفاء ب‬ ‫وف مرسم التصميم المعماري‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واللتي تضمان أنشطة ما قبل التصميم ‪ pre-design‬والتصميم‬ ‫والثانية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫المبدن ‪ .preliminary design‬ويتم تطبيق المنهجية العامة للتصميم‬ ‫ي‬ ‫الذهت‪ ،‬تطوير‬ ‫(تعريف المشكلة‪ ،‬وجمع المعلومات‪ ،‬والتحليل والعصف‬ ‫ي‬ ‫هاتي‬ ‫بدائل الحلول‪ ،‬المقارنة ربي البدائل‪ ،‬وتطوير البديل المختار) عل ر‬ ‫المرحلتي‪.‬‬ ‫ر‬

‫تحديد المشكلة التصميمية ‪Statement of the Problem‬‬

‫التصميم ‪Design Concept‬‬ ‫المفهوم‬ ‫ي‬ ‫توليد البدائل ‪Generation of Design alternative‬‬ ‫المقارنة ربي البدائل ‪Comparative Analysis‬‬ ‫تطوير البديل المختار ‪Development of the Selected Alternative‬‬

‫التصميم ‪Analysis of the Design Product‬‬ ‫تحليل المنتج‬ ‫ي‬ ‫اإلظهار المعماري ‪Presentation‬‬

‫التعليم‬ ‫مراحل العملية التصميمية داخل مرسم التصميم‬ ‫ي‬ ‫‪41‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 10-2‬استخدام النماذج الدراسية ‪Design with Models‬‬ ‫تتم دراسة األفكار المعمارية وإظهارها من خالل رسومات ثنائية األبعاد ‪2D‬‬ ‫كالمساقط والواجهات والقطاعات‪ ،‬باإلضافة إل وسائط ثالثية األبعاد ‪3D‬‬ ‫كاللقطات المنظورية ‪ perspectives‬الخارجية أو الداخلية واإلسقاط‬ ‫األكسونوميي ‪ axonometric projection‬والديوميي ‪diametric‬‬ ‫‪ projection‬واأليزوميي ‪ isometric projection‬والقطاعات ثالثية‬ ‫وف حاالت معينة‪ ،‬يتم االستعانة بالوسائط رباعية‬ ‫األبعاد ‪ .3D sections‬ي‬ ‫الت تجسد أهم مالمح التجربة البرصية لمستخدم‬ ‫األبعاد كاألفالم‬ ‫ر‬ ‫القصية ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع‪ .‬والهدف من استخدام الوسائط ثالثية أو رباعية األبعاد هو دعم‬ ‫إدراك المنتج المعماري‪ ،‬واإلحساس بمقياسه ‪ scale‬والنسب ربي عناضه‬ ‫ان‪.‬‬ ‫ومكوناته والوقوف عل مدى االتساق مع المحيط العمر ي‬ ‫وحت يتست دعم إدراك واختبار العمل المعماري‪ ،‬تم استخدام النماذج‬ ‫والقائمي عل‬ ‫لتستدع جميع حواس الطالب‬ ‫الدراسية ‪،study models‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫كي عل الكليات‬ ‫يمي هذه النماذج الي ر‬ ‫التدريس عل حد سواء‪ .‬ومن أهم ما ر‬ ‫كي عل التفاصيل‬ ‫(كتل‬ ‫بكثي من الي ر‬ ‫أكي ر‬ ‫المبان ‪ )building masses‬بقدر ر‬ ‫ي‬ ‫(معالجة الواجهات ‪ ،)façade treatment‬األمر الذي يجعل هذه األداة‬ ‫مناسبة لمراحل اختبار األفكار والبدائل التصميمية يف مرحلة التصميم‬ ‫المبدن ‪.preliminary design‬‬ ‫ي‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن الهدف من النماذج الدراسية ‪ study models‬يختلف‬ ‫يعتي النموذج‬ ‫عنه يف حالة النموذج المعماري‬ ‫النهان ‪ .final model‬فبينما ر‬ ‫ي‬ ‫اس وسيلة لتطوير فكرة الحل‪ ،‬وإدراك التكتل ‪ ،massing‬واستيعاب‬ ‫الدر ي‬ ‫يعتي النموذج المعماري‬ ‫وترقية العالقة ربي الكتل والفراغات المفتوحة‪ ،‬ر‬ ‫التصميم لعمالء قد يصعب عليهم‬ ‫النها ين وسيلة إلظهار وتسويق المنتج‬ ‫ي‬ ‫فهم ر‬ ‫المشوع من المساقط ثنائية األبعاد‪.‬‬

‫المعماري ‪ Frank Gehry‬واستخدام النماذج المادية يف التصميم‬ ‫‪42‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫المعماريي الذين طوروا أعمالهم‬ ‫ويعتي المعماري ‪ Frank Gehry‬من أشهر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الشهية من خالل النماذج الدراسية المادية ‪،physical study models‬‬ ‫ر‬ ‫السيما يف المراحل األول من التصميم المعماري‪ ،‬قبل أن تبدأ مراحل اختبار‬ ‫الفكرة وتطويرها باستخدام حزم برامج النمذجة الرقمية ‪digital‬‬ ‫‪ modeling software packages‬لهذه األعمال‪ .‬وتبدأ النماذج الدراسية‬ ‫ان والمعماري للعمل‪ ،‬ثم يتم اختبار الفكرة التصميمة‬ ‫ببناء المحيط العمر ي‬ ‫والتكتل‪ ،‬لتبدأ سلسلة من أعمال تطوير التصميم باستخدام النماذج المادية‪،‬‬ ‫إل أن يتم التوصل إل أفضل النتائج من وجهة نظر فريق العمل‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن مخرجات برامج النمذجة الرقمية تنافس اآلن النماذج‬ ‫الكبية وانخفاض تكلفتها‬ ‫المادية سواء الدراسية أو النهائية‪ ،‬بإمكانياتها‬ ‫ر‬ ‫الكبية عل دعم تطوير التصميم‪ ،‬وكذلك قدرتها عل اإلبهار‪،‬‬ ‫وقدرتها‬ ‫ر‬ ‫وتحقيق فرص أعل الستيعاب الفكرة من خالل التجول ‪walkthrough‬‬ ‫داخل ر‬ ‫مشوع التصميم يف مختلف مراحل دراسته‪ .‬وب هذا الشكل‪ ،‬تحقق هذه‬ ‫رباع األبعاد ‪ ،4D‬حيث يضم إضافة بعد الزمان لألبعاد‬ ‫األداة فرصة اإلدراك‬ ‫ي‬ ‫يعت اختبار التجربة البرصية للمستخدم الذي يسلك‬ ‫الفراغية الثالثة‪ ،‬بما ي‬ ‫مسارات الحركة المتوقعة‪.‬‬ ‫كبي من رونقها وجاذبيتها‬ ‫وعل الرغم من ذلك‪ ،‬تحتفظ النماذج المادية بقدر ر‬ ‫المعماريي –السيما الرواد منهم‪-‬لسهولة التطوير واالندماج‬ ‫لدى العديد من‬ ‫ر‬ ‫‪ immersion‬داخل العمل‪ ،‬نتيجة الشياك معظم الحواس يف عملية‬ ‫اإلدراك‪ ،‬األمر الذي يزيد من فاعلية هذه األداة يف المراحل األولية للتصميم‪،‬‬ ‫ال سيما لطالب المستويات التعليمية األقل‪ ،‬أو لهؤالء الذين تنقصهم مهارات‬ ‫استعمال حزم برامج النمذجة الرقمية‪.‬‬ ‫‪Abdelhameed, Wael (2011) ‘Architectural form creation in the design studio: Physical modeling as an‬‬ ‫‪effective design tool’. International Journal of Architectural Research 5(3):81-92.‬‬ ‫‪‘Sketches of Frank Gehry’. Documentary, Cited in: https://www.youtube.com/watch?v=vYt2SQPqTh0‬‬

‫النماذج المادية يف مقابل النمذجة الرقمية‬ ‫‪43‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 11-2‬مقرتح املشروع ‪Project Brief/Proposal‬‬ ‫الفت له بصياغة مجموعة من‬ ‫يف الممارسة المهنية‪ ،‬يقوم العميل أو الذراع ي‬ ‫ر‬ ‫والت‬ ‫للمشوع‪،‬‬ ‫االشياطات المرجعية )‪Terms of Reference (TOR‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫قدم الخدمات االستشارية‬ ‫تعتي‬ ‫جزء من العقد ر‬ ‫ر‬ ‫الميم ربي العميل وم ي‬ ‫ر‬ ‫‪ .consultants‬وتضم هذه الوثيقة مجموعة من الشوحات والتوضيحات‬ ‫الملزمة لالستشاري ري‪ ،‬مثل هوية صاحب العمل‪ ،‬وموقع ر‬ ‫المشوع‪ ،‬ونطاق‬ ‫الخدمات المطلوبة‪ ،‬واالعتبارات التصميمية‪ ،‬ومراحل العمل‪ ،‬والمواد‬ ‫الزمت ‪time‬‬ ‫والينامج‬ ‫المفيض تسليمها يف كل مرحلة ‪ ،deliverables‬ر‬ ‫ي‬ ‫وغي ذلك‪.‬‬ ‫‪ ،schedules‬ر‬ ‫غي محدود من‬ ‫كما يقوم العميل أو ذراعه‬ ‫الفت بدعوة عدد محدود أو ر‬ ‫ي‬ ‫المكاتب االستشارية )‪ Request For Proposals (RFP‬لتقديم العروض‬ ‫والت يقدم فيها كل‬ ‫الفنية والمالية ‪،technical and financial offers‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫والسي الذاتية‬ ‫لخيته الفنية يف نطاق الخدمات المطلوبة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫استشاري مخترصا ر‬ ‫لفريق العمل‪ ،‬وما يفيد فهم االستشاري لطبيعة ا ر‬ ‫لمشوع وتحدياته‪ ،‬ورؤيته‬ ‫الفنية لكيفية تحقيق أهداف ر‬ ‫المشوع‪ ،‬ومراحل العمل‪ ،‬والمواد المفيض‬ ‫المال الذي يشمل‬ ‫الزمت‪ ،‬وكذلك العرض‬ ‫والينامج‬ ‫تسليمها يف كل مرحلة‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫غي المشمولة يف‬ ‫قيمة األتعاب وجدولتها ‪ ،payment terms‬والخدمات ر‬ ‫المال‪.‬‬ ‫العرض‬ ‫ي‬ ‫وف معظم األحيان‪ ،‬يتم اعتبار االشياطات المرجعية والعروض الفنية‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫الميم ربي مقدم الخدمة ومتلقيها‪ ،‬ما لم يتم‬ ‫د‬ ‫العق‬ ‫عن‬ ‫أ‬ ‫ز‬ ‫يتج‬ ‫ال‬ ‫جزء‬ ‫والمالية‬ ‫ر‬ ‫تغيي بعض هذه ر‬ ‫الطرفي‪ .‬وعل هذا‪ ،‬يمكن القول بأن هناك‬ ‫الشوط بموافقة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫وثائق عدة تأخذ أشكال مختلفة‪ ،‬يتجل دورها يف تعريف العالقة ربي األطراف‬ ‫سي‬ ‫المختلفة يف الممارسة المهنية‪ ،‬بما يضمن حقوق هذه األطراف أثناء ر‬ ‫العمل‪ ،‬من خالل تحديد اليامات كل طرف تجاه األطراف األخرى‪.‬‬

‫ر‬ ‫ر‬ ‫ان – قسم العمارة – جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫مقبح مشوع التصميم العمر ي‬ ‫‪44‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ينبع القيام به يف تدريس مقررات التصميم‬ ‫ويتشابه األمر إل حد ما مع ما‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن‬ ‫المعماري وبعض المقررات األخرى‪ .‬ف يف مرسم التصميم المعماري‪ ،‬ي‬ ‫يعد القائم عل التدريس مقيح ر‬ ‫مشوع التصميم المعماري ‪project‬‬ ‫‪ ،brief/proposal‬والذي يتم اختياره باالتساق مع الخطة الدراسية‬ ‫الت يتم تطويرها والموافقة‬ ‫ومصفوفة المهارات‪ ،‬وكذلك مصفوفة القضايا ي‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫عليها من قبل القسم‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وف هذا المقيح‪ ،‬يقدم القائم عل التدريس ررسحا لإلشكالية التصميمية‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن يتعاط معها الطالب من خالل التصميم‪،‬‬ ‫الت‬ ‫‪design‬‬ ‫‪problem‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ونوع المبت ‪ building type‬وحجمه ‪ ،building size‬وتوضيح ما إذا كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موقع ر‬ ‫المشوع ‪ project site‬حقيقيا أم افياضيا‪ ،‬وهل الموقع من تحديد‬ ‫معايي االختيار ‪selection‬‬ ‫القائم عل التدريس أم من اختيار الطالب وفق‬ ‫ر‬ ‫والمساح معط أم‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫الت يتم تطويرها‪ ،‬وما إذا كان ر‬ ‫ي‬ ‫‪ criteria‬ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الزمت له‪ ،‬وبيان‬ ‫بالمشوع‪ ،‬والجدول‬ ‫من تصميم الطالب‪ ،‬ومراحل العمل‬ ‫ي‬ ‫مفصل باألعمال المفيض تسليمها‪ ،‬ومواصفات هذه األعمال‪ ،‬وآلية‬ ‫وغي ذلك من البنود‬ ‫التسليم‪ ،‬وأسلوب التقييم وتوزي ع الدرجات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الت يراها القائم عل التدريس ضورية‪.‬‬ ‫التوضيحية والشوحات ي‬ ‫ر‬ ‫ينبع عل الطالب القيام‬ ‫الت‬ ‫ويضمن وجود مقيح المشوع وضوح المهمة ي‬ ‫ي‬ ‫النست ألنشطة التصميم وفق رؤية القائم عل التدريس‪،‬‬ ‫بها‪ ،‬والوزن‬ ‫ري‬ ‫ومواعيد التسليم‪ ،‬وأسلوب تقديم المخرجات‪.‬‬ ‫ويعتي هذا المقيح بمثابة‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫عقد ربي القائم عل التدريس وطالبه‪ ،‬وتدريبا عل االليام بمقيحات أخرى‬ ‫مشابهة قد يصادفها الطالب يف حياتهم المهنية بعد التخرج‪ .‬وتتشابه‬ ‫ر‬ ‫الت تنظمها العديد‬ ‫مقيحات المشوع بهذا الشكل مع مقيحات المسابقات ي‬ ‫من الهيئات ربي طالب العمارة عل مستوى العالم‪.‬‬ ‫‪Ibrahima, Nik & Utabertaa, Nangkula (2012) ‘Learning in Architecture Design Studio’. Procedia - Social‬‬ ‫‪and Behavioral Sciences 60 -2012- 30:35.‬‬

‫أحد ر‬ ‫مقبحات المسابقات المعمارية الموجهة للطالب والمصممي والمعماريي‬ ‫‪45‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الفصل الثالث‬

‫أنشطة العملية‬ ‫التصميمية‬

‫‪Design‬‬ ‫‪Process‬‬ ‫‪Activities‬‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫‪46‬‬


‫‪ 1-3‬حتديد املشكلة التصميمية ‪Statement of the Design‬‬ ‫‪Problem‬‬

‫الت تحتضن فعاليات‬ ‫ر‬ ‫يعتي مرسم التصميم المعماري أحد أهم البيئات ي‬ ‫التعليم القائم عل منهج حل المشكالت ‪.problem solving approach‬‬ ‫التعاط معها ‪-‬ذات‬ ‫وينبع أن تكون المشكالت المراد حلها أو ‪-‬القضايا المراد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يعت وجود فرصة‬ ‫بما‬ ‫‪،‬‬ ‫هما‬ ‫كلي‬ ‫أو‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫العم‬ ‫أو‬ ‫معماري‬ ‫ال‬ ‫التصميم‬ ‫بمجال‬ ‫عالقة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أمام المصمم لتقديم حل للمشكلة التصميمية‪ ،‬أو إسهام ما يدعم حل هذه‬ ‫المشكلة‪.‬‬ ‫التصميم‬ ‫ويعد تحديد وتعريف المشكلة التصميمية أحد أهم أركان المقيح‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫‪ ،project brief/proposal‬ومكونا أصيل يف تصميم مرسم التصميم ذاته‬ ‫ولك يتم التعامل بموضوعية وكفاءة مع‬ ‫‪ .designing the design studio‬ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع‬ ‫ينبع توضيح العناض التالية يف مقيح‬ ‫المشكلة التصميمية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪:project proposal/brief‬‬ ‫• مظاهر وأسباب وأبعاد المشكلة قيد الدراسة‬ ‫• أهمية المشكلة ودوافع التصدي لها‬ ‫• األبعاد المعمارية والعمرانية للمشكلة قيد الدراسة‬ ‫• نطاق العمل ‪scope of work‬‬ ‫• حجم ر‬ ‫المشوع ‪project size‬‬ ‫• توصيف المهمة الت ينبع عل الطالب القيام بها من خالل ر‬ ‫مشوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التصميم‪.‬‬ ‫ويؤدي تحديد المشكلة التصميمية إل وضوح منهجية ومخرجات العملية‬ ‫الت‬ ‫التصميمية‪ .‬كما يؤدي التعريف الدقيق لهذه المشكلة إل وضوح ال ر‬ ‫معايي ي‬ ‫سيتم عل أساسها تقييم ر‬ ‫المشوعات التصميمية النهائية‪.‬‬

‫‪Orient‬‬

‫‪Program‬‬

‫‪Analyze‬‬

‫‪Hypothesize‬‬ ‫‪Strategy‬‬

‫‪Synthesize‬‬

‫‪Central Problem‬‬ ‫‪Solving Stage of‬‬ ‫‪the Design‬‬ ‫‪Process‬‬

‫‪Evaluate‬‬

‫‪Communicate‬‬

‫‪Implement‬‬ ‫حل المشكالت كأحد أهم مراحل العملية التصميمية )‪(Bryan, 1972‬‬ ‫‪47‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ينبع عل الطالب القيام‬ ‫ويمكن صياغة المشكلة التصميمية –أو المهمة ي‬ ‫الت ي‬ ‫الت‬ ‫تصميم‪ ،‬بما يشبه‬ ‫بها‪ -‬يف صورة موقف أو سيناريو‬ ‫المواقف التصميمية ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫يمكن أن يتعرض لها الطالب يف حياتهم المهنية الحقا‪ .‬فإذا كانت القضية‬ ‫ه المرونة الوظيفية والتشكيلية للمنتج المعماري‪-‬عل سبيل‬ ‫التصميمية ي‬ ‫ينبع عل الطالب القيام بها‪ ،‬من‬ ‫الت‬ ‫المثال‪-‬فإنه يمكن توصيف المهمة ي‬ ‫ي‬ ‫التال‪:‬‬ ‫خالل صياغة الموقف‬ ‫التصميم عل النحو ي‬ ‫ي‬ ‫"يعيم أحد المستثمرين تشييد مبت متعدد الوظائف ‪mixed-‬‬ ‫‪ ،use building‬يضم استعماالت تجارية وسكنية ومكتبية‪،‬‬

‫ر‬ ‫للمشوع يف التجمع الخامس‬ ‫وذلك عل األرض المخصصة‬ ‫غي العرض‬ ‫بالقاهرة‪ .‬ويرغب المستثمر يف أن يستجيب التصميم لت ر‬ ‫والطلب يف المنطقة‪ ،‬من خالل تحقيق أعل قدر ممكن من‬ ‫تغيي وظائف ومساحة المكونات الثالثة يف‬ ‫الت تسمح ب ر‬ ‫المرونة ي‬ ‫ينبع‬ ‫التأثي عل المتطلبات األساسية لكل منها‪ .‬كما‬ ‫المبت‪ ،‬دون ر‬ ‫ي‬ ‫التغيات‬ ‫أن يتسم تصميم الواجهات بالمرونة كذلك‪ ،‬لمواكبة‬ ‫ر‬ ‫الوارد حدوثها يف استعماالت المبت عل مستوى المساقط"‬ ‫التعبي عن الشخصية ‪ character‬المعمارية‬ ‫كما يمكن التعرض إلشكالية‬ ‫ر‬ ‫صميم‬ ‫المبان ذات الطبيعة الخاصة‪-‬كتحدي ت‬ ‫والهوية المحلية ‪-‬لبعض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التال‪:‬‬ ‫ينبع عل الطالب التعامل معه‪ ،‬حسب الموقف‬ ‫التصميم ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫"ترغب وزارة الخارجية يف تشييد مقر جديد لقنصلية جمهورية‬ ‫مرص العربية يف الموقع المخصص لذلك بمدينة جازان بالمملكة‬ ‫الت تلبية االحتياجات الوظيفية‬ ‫العربية السعودية‪ .‬وباإلضافة ي‬ ‫المساح‪ ،‬فإنه عل التصميم أن يعكس مالمح‬ ‫بالينامج‬ ‫المحددة ر‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫الهوية المرصية‪ ،‬والتوافق يف الوقت نفسه مع المحيط العمر ي‬ ‫لبيئة العمل"‬

‫استدعاء الهوية المحلية لمدينة جدة ف أعمال معمارية معاضة – ر‬ ‫مشوعات‬ ‫ي‬ ‫تصميم متعددة ‪ -‬قسم العمارة بجامعة الملك عبد العزيز (‪)2014‬‬ ‫‪48‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫تصميم يستهدف تفاعل طالب التصميم‬ ‫يل مثال ثالث لموقف‬ ‫ي‬ ‫وفيما ي‬ ‫لمبان السكنية‪،‬‬ ‫المعماري مع قضايا اإلسكان وتحدياتها‪ ،‬واألنماط المختلفة ل‬ ‫ي‬ ‫الت تكتنف هذه النوعية من‬ ‫واإلشكاليات االقتصادية واالجتماعية ي‬ ‫ر‬ ‫المشوعات‪ .‬وتتلخص مهمة الطالب يف البحث عن حلول جديدة‬ ‫ً‬ ‫واختبارها‪ ،‬ومقارنة المقيحات بالحلول المتاحة حاليا‪ .‬وعل هذا يمكن‬ ‫التال‪:‬‬ ‫صياغة الموقف‬ ‫التصميم عل النحو ي‬ ‫ي‬

‫غي نمطية‬ ‫"تبحث إحدى ررسكات التطوير العقاري عن حلول ر‬ ‫ر‬ ‫ح النسيم بمدينة جدة‪.‬‬ ‫الت تمتلكها الشكة يف ي‬ ‫لتطوير األرض ي‬ ‫وينبع عل الحل المقدم االليام بالكثافة السكنية المقررة حسب‬ ‫ي‬ ‫اشياطات وزارة اإلسكان‪ ،‬عل أن يقدم الحل المقيح نماذج‬ ‫ا‬ ‫سكنية متعددة المساحات تياوح من ‪250-150‬م‪ ،2‬فضل عن‬ ‫توفي الخدمات العامة وفق المعدالت القياسية‪ ،‬مع االليام‬ ‫ر‬ ‫بمعامل معدل البناء )‪ Floor Area Ration (FAR‬المقرر وفق‬ ‫اشياطات أمانة محافظة جدة"‬ ‫تصميم‪ ،‬يناسب‬ ‫وب هذا‪ ،‬يمكن صياغة المشكلة التصميمية يف صورة موقف‬ ‫ي‬ ‫التعليم للطالب‪ ،‬ويتسق يف الوقت نفسه مع مصفوفة القضايا‬ ‫المستوى‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫الت يقوم القسم‬ ‫العلم بتطويرها‪ .‬ومن أمثلة القضايا ذات البعد العمر ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والت يمكن دراستها يف مراسم التصميم‪ :‬دور التصميم يف خفض‬ ‫والمعماري‬ ‫ي‬ ‫معدالت استهالك الطاقة‪ ،‬الهوية المعمارية‪ ،‬المرونة الوظيفية‪ ،‬الدور‬ ‫االجتماع للعمارة‪ ،‬األبعاد االقتصادية للتصميم المعماري (التكلفة األولية‬ ‫ي‬ ‫والتكلفة الدورية) من ربي العديد من القضايا األخرى‪.‬‬ ‫‪Lawson, Bryan (1972) ‘Problem Solving in Architectural Design’. University of Aston, Birmingham, UK.‬‬ ‫‪Harfield, Steve (2007) ‘On Design ‘Problematization’: Theorising Differences in Designed Outcomes’,‬‬ ‫‪Elsevier: Design Studies 28 (2007) 159-173.‬‬

‫اختبار ألطروحة البلوك الحضي ‪ Urban Block‬كبديل ألنماط اإلسكان القائمة‬ ‫‪49‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 2-3‬اختيار املوقع ومعايري االختيار ‪Site Selection and‬‬ ‫‪Selection Criteria‬‬

‫ف مرحلة إعداد مقيح ر‬ ‫المشوع ‪ ،project proposal‬تطفو عل السطح‬ ‫ي‬ ‫إشكالية اختيار موقع ر‬ ‫المشوع‪ ،‬لتتأرجح الحلول ربي مجموعة من البدائل‪،‬‬ ‫اض ‪ hypothetical site‬يتم تحديد خصائصه‬ ‫منها‪ )1( :‬موقع افي ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع‬ ‫القائمي عل التدريس بما يالئم‬ ‫ومحدداته ومحيطه من قبل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حقيف ‪ real site‬مالئم للمشوع يليم التصميم بجميع‬ ‫التعليم‪ )2( ،‬موقع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حقيف يتم التدخل يف بعض خصائصه ومحدداته‬ ‫موقع‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫محدداته‬ ‫ي‬ ‫ليناسب مقيح ر‬ ‫التعليم‪.‬‬ ‫المشوع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع ‪-‬أو اليجيح ربي المواقع‬ ‫وف كل األحوال يجب اختيار موقع‬ ‫ي‬ ‫معايي التقييم ‪evaluation‬‬ ‫المرشحة لالختيار بينها‪-‬وفق مجموعة من‬ ‫ر‬ ‫الت تضمن أعل درجة من التوافق ربي خصائص الموقع المختار‬ ‫‪ ،criteria‬ي‬ ‫ر‬ ‫الت يتناولها‬ ‫من ناحية‪ ،‬ومتطلبات نجاح المشوع‬ ‫التعليم‪ ،‬والقضية ي‬ ‫ي‬ ‫اس‪ ،‬واألهداف التصميمية المراد تحقيقها من‬ ‫الطالب يف هذا الفصل الدر ي‬ ‫ناحية أخرى‪.‬‬ ‫التصميم‪ ،‬المتمثل يف دعم‬ ‫وقد يواجه الطالب بعد التخرج هذا الموقف‬ ‫مشوع ما ي (ف حالة وجود أكير‬ ‫العميل لالختيار ربي األراض المحتملة لتشييد ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫من قطعة أرض يتم اليجيح بينها لتشييد ر‬ ‫المشوع قيد الدراسة)‪ ،‬أو توجيه‬ ‫العميل الختيار موقع ذي خصائص معينة أو يف مواضع محددة‪ ،‬إذا لم يكن‬ ‫ً‬ ‫موضعا بعينه ليكون موقع ر‬ ‫‪.‬‬ ‫وف كل األحوال يتم‬ ‫وع‬ ‫المش‬ ‫العميل قد حدد‬ ‫ي‬ ‫القائمي عل إعداد دراسات الجدوى‪.‬‬ ‫ذلك بالتوافق مع‬ ‫ر‬ ‫معايي تقييم هذه المواقع التوازن ربي استخدام طرق التقييم‬ ‫ويراع يف‬ ‫ر‬ ‫الكمية ‪ quantitative assessment methods‬والطرق النوعية‬ ‫ً‬ ‫‪ ،qualitative assessment methods‬دعما لموثوقية االختيار‪.‬‬

‫آلية اختيار موقع ر‬ ‫مشوع مركز لريادة األعمال بمدينة جدة‬ ‫‪50‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وف مرسم التصميم‪ ،‬ينبع أن يتم اختيار موقع ر‬ ‫المشوع –سواء كان موقع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اض‪-‬وفق مجموعة من العوامل‪ ،‬من أهمها‪:‬‬ ‫افي‬ ‫أو‬ ‫حقيف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اض ‪ land use‬المسموح بها لتطوير هذا الموقع‬ ‫• توافق استعماالت األر ي‬ ‫المبان المستهدف ‪.building type‬‬ ‫‪ site location‬مع نمط‬ ‫ي‬ ‫• مالئمة الخصائص المادية للموقع من حيث األبعاد والشكل والمساحة‬ ‫وبالتال حجم الفرص والتحديات‬ ‫ان–‬ ‫والطبوغرافية والمحيط العمر ي‬ ‫ي‬ ‫التعليم للطالب من‬ ‫الوظيفية والبيئية والتشكيلية الميتبة‪-‬مع المستوى‬ ‫ي‬ ‫ناحية‪ ،‬وأهداف ر‬ ‫التصميم من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫المشوع‬ ‫ي‬ ‫التأثي الواضح عل القرارات‬ ‫• غت الموقع بالخصائص والمحددات ذات‬ ‫ر‬ ‫التصميمية‪ ،‬بما يناسب أهداف المقرر‪.‬‬ ‫ان‪،‬‬ ‫الت تخص الموقع ومحيطه العمر ي‬ ‫• سهولة الحصول عل المعلومات ي‬ ‫بما يدعم أنشطة تحليل هذا الموقع ‪.site analysis‬‬ ‫• توفر اشياطات البناء للموقع المختار‪ ،‬ومالئمة تطبيق هذه االشياطات‬ ‫بالنظر للمستوى التعليم والهدف من ر‬ ‫مشوع التصميم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫القائمي عل التدريس فرصا‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن المواقع الحقيقية تمنح‬ ‫ر‬ ‫واقعية لتدريب الطالب عل ممارسة أنشطة تحليل الموقع ‪site analysis‬‬ ‫المهت بعد التخرج‪ .‬ويدعم ذلك‬ ‫بعناضه المختلفة‪ ،‬بشكل يتشابه مع العمل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أيضا واقعية دراسة بدائل االستجابة التصميمية الممكنة ‪design‬‬ ‫‪ ،response‬وربما فرصة اتخاذ قرارات تصميمية مبكرة ‪early-bird‬‬ ‫‪ design decisions‬بناء عل نتائج التحليل‪ .‬وعل عكس المواقع‬ ‫للتغيي المستمر أثناء‬ ‫الحقيقية‪ ،‬تكون معطيات المواقع االفياضية عرضة‬ ‫ر‬ ‫العملية التصميمية‪ ،‬بما يؤثر عل واقعية وموضوعية أنشطة التصميم‪.‬‬ ‫‪Abdellatif, M.A. and Youssef, K.A. (2010) ‘Real projects versus instructed protocols: a compromised‬‬ ‫–‪profile for proposing architectural design teaching projects’, J. Design Research, Vol. 8, No. 4, pp.375‬‬ ‫‪391‬‬

‫التصميم‬ ‫محددات الموقع وتأثبها عىل القرار‬ ‫ي‬ ‫‪51‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 3-3‬حتليل املوقع ‪Site Analysis‬‬ ‫يعتي تحليل الموقع أحد أهم أنشطة مرحلة ما قبل التصميم ‪predesign‬‬ ‫ر‬ ‫وف المكاتب المهنية‬ ‫والت تتم يف مراسم تعليم التصميم المعماري ي‬ ‫‪ ،stage‬ي‬ ‫رئيسيتي هما‪ )1( :‬تحديد‬ ‫بمرحلتي‬ ‫عل حد سواء‪ .‬ويمر تحليل الموقع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التأثي المحتمل عل القرار‬ ‫معطيات الموقع ‪ site conditions‬ذات‬ ‫ر‬ ‫التصميم ‪ ،design decision‬و(‪ )2‬دراسة بدائل االستجابة التصميمية‬ ‫ي‬ ‫والت تكاد تكون بمثابة‬ ‫دة‪،‬‬ ‫ح‬ ‫عل‬ ‫معط‬ ‫لكل‬ ‫المحتملة‬ ‫‪design‬‬ ‫‪response‬‬ ‫ي‬ ‫تصميم مبكر ‪ ،early-bird design decision‬يتم بحث مدى قدرة‬ ‫قرار‬ ‫ي ً‬ ‫تحقيقه اعتمادا عل عالقته بالقرارات التصميمية المبكرة األخرى‪ ،‬وكذا‬ ‫التصميم ‪ design concept‬الحاكم‪.‬‬ ‫المفهوم‬ ‫ي‬ ‫وف كتابه ‪Site Analysis: Diagraming Information for‬‬ ‫ي‬ ‫‪ ،Architectural Design‬حدد ‪ 11 Edward White‬مجموعة من‬ ‫وه‪:‬‬ ‫الت يتم تحليل الموقع من خاللها ي‬ ‫العوامل ي‬ ‫ر‬ ‫‪ -1‬الموقع ‪:Location‬‬ ‫المشوع ‪ project site‬من‬ ‫ويعت ذلك موقع‬ ‫ي‬ ‫والج والمدينة وشبكة الشوارع الرئيسية والفرعية‬ ‫وحدة الجوار‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الت تربط موقع المشوع باستعماالت‬ ‫المحيطة‪ ،‬والعالقات المكانية ي‬ ‫اض واألنشطة المنافسة ذات الصلة‪.‬‬ ‫األر ي‬ ‫ان لوحدة الجوار ‪ :Neighborhood Context‬ويضم‬ ‫‪ -2‬السياق العمر ي‬ ‫ذلك تحليل المالمح العمرانية والمعمارية لنطاق الدراسة من حيث‬ ‫المبان وحاالتها‪ ،‬والكتل والفراغات‬ ‫اض‪ ،‬وارتفاعات‬ ‫ي‬ ‫استعماالت األر ي‬ ‫‪ ،solid and void‬وحركة السيارات والمشاة يف محيط الموقع‪،‬‬ ‫المبان الهامة يف وحدة الجوار‪،‬‬ ‫ان ‪ ،urban pattern‬و‬ ‫ي‬ ‫والنسيج العمر ي‬ ‫الت‬ ‫والطبوغرافية‪ ،‬وخصائص الظل والظالل‪ ،‬ر‬ ‫وغي ذلك من المالمح ي‬ ‫التصميم‪.‬‬ ‫تؤثر عل القرار‬ ‫ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫مخرجات مرحلة تحليل الموقع‬ ‫‪52‬‬


‫‪ -3‬الحجم والعالقات المكانية ‪ :Size and Zoning‬وتضم هذه‬ ‫المجموعة أبعاد األرض ‪ ،site dimensions‬والمساحة ‪،plot area‬‬ ‫واالرتدادات ‪ setbacks‬األمامية والخلفية والجانبية‪ ،‬واستعماالت‬ ‫وغي ذلك‪.‬‬ ‫المبان المسموح بها‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪ -4‬القواني والتشيعات ‪:Legislations‬‬ ‫القانون‬ ‫ويعت ذلك التوصيف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لألرض‪ ،‬والنسبة المئوية للمساحة القصوى القابلة للبناء ‪maximum‬‬ ‫‪ ،plot coverage‬والحد األقص لالرتفاع ‪،building height limit‬‬ ‫ومعامل البناء المسموح به )‪ ،Floor Area Ration (FAR‬ومعدالت‬ ‫توفيها‪ ،‬واالشياطات الخاصة للبناء حال‬ ‫مواقف السيارات المطلوب ر‬ ‫وجودها‪.‬‬ ‫‪ -5‬المالمح الطبيعية المادية ‪ :Natural Physical Features‬وتضم‬ ‫هذه المالمح طبوغرافية الموقع (الخريطة الكنتورية للموقع)‪ ،‬والقنوات‬ ‫والعناض المائية ومجاري السيول (حال وجودها)‪ ،‬وخصائص الغطاء‬ ‫النبان‪ ،‬والعناض الطبيعية ذات القيمة التاريخية أو التشكيلية أو البيئية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وخصائص اليبة‪.‬‬ ‫‪ -6‬المالمح المادية غب الطبيعية ‪ :Man-Made Features‬وتضم هذه‬ ‫التصميم‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫الت يمكن أن تؤثر عل القرار‬ ‫ي‬ ‫المالمح الكيانات المادية ي‬ ‫المنشآت القائمة بالموقع أو يف محيطه‪ ،‬وحجمها وخصائصها‬ ‫الجماع المتاخمة‪،‬‬ ‫التشكيلية‪ ،‬ومظالت السيارات أو محطات النقل‬ ‫ي‬ ‫وغي ذلك‪ .‬وتزيد أهمية‬ ‫والمالعب والساحات‪ ،‬ومعالجات األرصفة‪ ،‬ر‬ ‫توثيق خصائص هذه الكيانات يف حالة اإلبقاء عليها يف التصميم المقيح‪.‬‬ ‫كما تضم هذه المجموعة أيضا الخصائص التشكيلية للعمران المتاخم‬ ‫ان‪ ،‬والطابع العام‪ ،‬ومعالجة المفردات‬ ‫لموقع العمل‪ ،‬مثل‪ :‬النسيج العمر ي‬ ‫المعمارية للواجهات القريبة‪ ،‬وطرق التشييد ومواد البناء‪ ،‬واأللوان‬ ‫السائدة‪ ،‬من ربي مالمح أخرى‪.‬‬

‫ر‬ ‫ان – جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫تحليل موقع أحد مشوعات التصميم العمر ي‬ ‫‪53‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ -7‬الحركة ‪ :Circulation‬وتشمل هذه المجموعة تحليل األنماط‬ ‫المختلفة للحركة‪ ،‬ومنها‪ :‬الحركة اآللية بمختلف أنواعها (السيارات‬ ‫الجماع المختلفة)‪ ،‬وحركة‬ ‫الخاصة‪ ،‬سيارات الخدمة‪ ،‬ووسائل النقل‬ ‫ي‬ ‫المشاة يف محيط الموقع ومن خالله‪ ،‬ومسارات حركة الدراجات إن‬ ‫وجدت‪ ،‬وكيفية الوصول إل الموقع باستخدام هذه األنماط‪ .‬كما تضم‬ ‫ً‬ ‫هذه المجموعة أيضا دراسة مسارات الحركة من الموقع إل الخدمات‬ ‫تأثي محتمل‬ ‫المحيطة (وسيلة التنقل والزمن المقطوع)‪ ،‬لما لذلك من ر‬ ‫الوظيف ‪ functional program‬المقيح‪.‬‬ ‫الينامج‬ ‫عل صياغة ر‬ ‫ي‬ ‫‪ -8‬المرافق ‪ :Utilities‬وتعت هذه المجموعة بدراسة شبكات المرافق‬ ‫تأثي‬ ‫المختلفة والخصائص المادية لمكونات هذه الشبكات‪ ،‬ومدى ر‬ ‫التصميم‪.‬‬ ‫مواقعها عل القرار‬ ‫ي‬ ‫‪ -9‬المالمح الحسية ‪ :Sensory‬وتضم هذه المجموعة المالمح المؤثرة‬ ‫الت يمكن إدراكها من خالل الحواس‬ ‫عل وجدان المستخدم‪ ،‬و ي‬ ‫وغي الجيدة ‪positive and‬‬ ‫المختلفة‪ .‬ويشمل ذلك المطالت الجيدة ر‬ ‫وغي‬ ‫الت يطل عليها الموقع‪ ،‬المطالت الجيدة ر‬ ‫‪ negative views‬ي‬ ‫الجيدة الموجودة بالموقع ويمكن للجوار أن يستفيد منها‪ ،‬والمشاهد‬ ‫الت يمكن إدراكها من قبل وحدة الجوار من خالل الموقع‪ ،‬ومصادر‬ ‫ي‬ ‫الصون بالموقع أو خارجه‪ ،‬ومصادر الروائح أو األبخرة الضارة‪.‬‬ ‫اإلزعاج‬ ‫ي‬ ‫‪ -10‬المالمح اإلنسانية والثقافية ‪:Human and Cultural‬‬ ‫وتعت هذه‬ ‫ي‬ ‫المجموعة من العوامل بدراسة الخصائص االجتماعية والثقافية‬ ‫لمستخدم العمل وزواره‪ ،‬مثل‪ :‬الكثافة السكانية‪ ،‬ومتوسط حجم‬ ‫ي‬ ‫التعليم‪ ،‬ومعدالت البطالة‪ ،‬ومدى قوة العالقات‬ ‫المستوى‬ ‫األرسة‪ ،‬و‬ ‫ي‬ ‫للمستخدمي‪،‬‬ ‫االجتماعية يف محيط العمل‪ ،‬والخصائص السلوكية‬ ‫ر‬ ‫ومعدالت الجريمة‪ ،‬ورؤية وتقدير سكان المجاورة للصواب والخطأ‪،‬‬ ‫االجتماع العام لسكان وحدة الجوار‪.‬‬ ‫والتوجه‬ ‫ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫ر‬ ‫اع لمنطقة‬ ‫مخطط ‪ Visibility Graph‬كأحد مخرجات تحليل البكيب الفر ي‬ ‫الدراسة‬ ‫‪54‬‬


‫‪ -11‬المناخ ‪ :Climate‬وتضم هذه المجموعة درجات الحرارة العظم‬ ‫والصغرى‪ ،‬ومعدالت الرطوبة النسبية‪ ،‬ومسار حركة الشمس ‪sun‬‬ ‫‪ ،path diagram‬ومعدالت سقوط االمطار والثلوج‪ ،‬وخصائص الرياح‬ ‫السائدة (الشعة واالتجاه والتوقيت)‪ ،‬والمخاطر الطبيعية المحتملة‪،‬‬ ‫وتأثيات المناخ عل استهالك الطاقة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ومن خالل تحليل المالمح السابقة وكذلك التجربة األ كاديمية والممارسة‬ ‫المهنية‪ ،‬يمكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬ ‫ينبع وضوح الهدف من تحليل الموقع قبل البدء يف هذا النشاط‪ ،‬وهو‬ ‫•‬ ‫ي‬ ‫حرص بدائل االستجابة التصميمية المحتملة ‪potential design‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫الت يمكن لكل منها أن يكون قرارا تصميما مستقل بعد‬ ‫‪ ،responses‬و ي‬ ‫التحقق منه يف مرحلة تطوير الفكرة ‪.concept development‬‬ ‫• يمكن إظهار نتائج تحليل الموقع بأشكال متعددة‪ ،‬منها اخيال المخرجات‬ ‫ينبع أن‬ ‫الت‬ ‫اإليجابية يف صورة مجموعة من الفرص ‪ opportunities‬ي‬ ‫ي‬ ‫صميم‪ ،‬ومجموعة أخرى من التحديات‬ ‫يحتف بها القرار الت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن يتصدى لها التصميم‪.‬‬ ‫الت‬ ‫‪challenges‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫• تتفاوت األهمية النسبية لعناض التحليل ونتائجه من موقع آلخر ومن‬ ‫ر‬ ‫تأثي هذه المالمح عل القرار‬ ‫مشوع آلخر‪،‬‬ ‫وبالتال يتفاوت قدر ر‬ ‫ي‬ ‫التصميم‪ .‬فف ر‬ ‫تأثي الخصائص‬ ‫مشوعات اإلسكان يتعاظم قدر ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المشوع‪ .‬وف ر‬ ‫ر‬ ‫مشوعات الضيافة‬ ‫من‬ ‫المستهدفة‬ ‫ات‬ ‫للفئ‬ ‫الجتماعية‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫تأن دراسة العوامل الحسية‬ ‫‪-hospitality‬كالفنادق والقرى السياحية‪ -‬ي‬ ‫وأهمية التمتع بالمطالت الطبيعية والصناعية ‪-‬سواء المتاحة يف موقع‬ ‫ر‬ ‫وف المواقع‬ ‫بباف العوامل‪ .‬ي‬ ‫المشوع أو يف جواره‪ -‬يف مرتبة متقدمة مقارنة ي‬ ‫ينبع االهتمام بشكل وافر بتحليل‬ ‫المتاخمة للمناطق التاريخية واألثرية‪ ،‬ي‬ ‫يعت تعاظم‬ ‫السياق العمر ي‬ ‫ان والمعماري لنطاق الدراسة األشمل‪ .‬وال ي‬ ‫باف العوامل‪.‬‬ ‫األهمية النسبية ألحد العوامل أن يتم إغفال أو تحييد ي‬

‫العقد الحضية ‪ nodes‬بمنطقة الدراسة كأحد عناض تحليل الموقع‬ ‫‪55‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫•‬

‫•‬

‫قد يؤدي إغفال دراسة أحد محددات الموقع إل نتائج سلبية شديدة‬ ‫ً‬ ‫أحيانا إل فشل كامل ر‬ ‫لمشوعات عمرانية أو‬ ‫التأثي‪ .‬وقد يصل األمر‬ ‫ر‬ ‫كبي جراء‬ ‫الت تعرضت إل إخفاق ر‬ ‫معمارية برمتها‪ .‬ولعل من أشهر األعمال ي‬ ‫تجاهل التصميم للخصائص االجتماعية لمستخدم ر‬ ‫المشوع من السكان‬ ‫ي‬ ‫المحليي ر‬ ‫سكت) بمدينة سانت‬ ‫السكت (‪ 33‬برج‬ ‫مشوع ‪Pruitt Igoe‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ميوري بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬والذي تم االنتهاء من‬ ‫لويس بوالية ر‬ ‫بنائه عام ‪ 1956‬وتم هدمه يف منتصف السبعينيات‪ .‬ومن هذه األعمال‬ ‫ً‬ ‫أيضا ر‬ ‫الت شيدها لوكوربوزييه عام ‪1960‬‬ ‫هندية‬ ‫ال‬ ‫شانديجار‬ ‫مدينة‬ ‫وع‬ ‫مش‬ ‫ي‬ ‫الت لم تناسب الثقافة المحلية لساكنيها من‬ ‫وفق رؤاه الحداثية الغربية‪ ،‬ي‬ ‫ينبع التعامل مع دراسة الموقع أو تحليل الخصائص‬ ‫الهنود‪ .‬وهكذا‪ ،‬ال‬ ‫ي‬ ‫المتوقعي عل أنه إجراء يمكن‬ ‫لمستخدمي‬ ‫االقتصادية واالجتماعية ل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبي عل‬ ‫تجاهله أو‬ ‫تأثي ر‬ ‫التخل عن نتائج تحليله‪ ،‬لما لنتائج التحليل من ر‬ ‫ي‬ ‫القرارات التصميمية‪.‬‬ ‫الت تعزز‬ ‫يمكن دعم أنشطة تحليل الموقع بالعديد من الوسائل ي‬ ‫موضوعية التحليل وموثوقية النتائج‪ .‬ومن هذه الوسائل برامج تحليل‬ ‫اع ‪ Space Syntax‬مثل برنامج ‪( Depthmap‬اختبارات‬ ‫اليكيب الفر ي‬ ‫وغيها) وبرامج التحليل‬ ‫الرؤية ‪ visibility‬والتكامل ‪integration‬‬ ‫ر‬ ‫المناح مثل ‪ Revit‬عل سبيل المثال‪ ،‬وبرامج محاكاة حركة الرياح مثل‬ ‫ي‬ ‫المستخدمي‬ ‫مع‬ ‫الشخصية‬ ‫والمقابالت‬ ‫واالستبيانات‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Flow‬‬ ‫‪Design‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وغي ذلك من الوسائل الداعمة ألنشطة تحليل‬ ‫المحتملي‬ ‫للمشوع‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫الموقع‪ ،‬كأحد أهم أنشطة ما قبل التصميم‪.‬‬

‫‪White, Edward (1983) ‘Site Analysis: Diagraming Information for Architectural Design’, Florida:‬‬ ‫‪Architectural Media Ltd.‬‬ ‫‪Pandit, Devanshu; Yadav, Sanjay, & Vallabhbhai; Sardar (2015) ‘Factors Affecting Efficient Construction‬‬ ‫‪Project Design Development: A Perspective from India’. International Journal of Construction Supply‬‬ ‫‪Chain Management, Volume 5, Number 2.‬‬

‫ر‬ ‫السكن ‪-‬سانت لويس ‪-‬والية مبوري‬ ‫مشوع ‪Pruitt Igoe‬‬ ‫ي‬ ‫‪56‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 4-3‬احلاالت الدراسية املشابهة ‪Case study Analysis‬‬ ‫يف هذه المرحلة من أنشطة ما قبل التصميم‪ ،‬يتم تحليل أمثلة معمارية‬ ‫تتشابه معطياتها ‪-‬بشكل ما أو بآخر‪-‬مع معطيات ر‬ ‫المشوع المراد تصميمه‪.‬‬ ‫ويكون ذلك التشابه يف نوع المبت ‪ building type‬أو حجمه ‪building‬‬ ‫اف والظروف المناخية وطبوغرافية‬ ‫‪ ،size‬أو محددات الموقع (اإلقليم الجغر ي‬ ‫وغي ذلك)‪ ،‬أو الخصائص االجتماعية للفئة المستهدفة من‬ ‫السطح‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫الت يتم التصدي لها‪ ،‬أو كل ذلك معا‪.‬‬ ‫المشوع‪ ،‬أو القضية التصميمية ي‬ ‫والهدف من هذه المرحلة هو استخالص الدروس من تجربة تصميم‬ ‫ر‬ ‫مشوعات مشابهة‪ ،‬والوقوف عل مواطن القوة والضعف‪ ،‬وتحديد مدى‬ ‫ً‬ ‫نجاح التصميم يف تحقيق األهداف المحددة له سلفا‪ .‬ومن خالل تحليل‬ ‫الخية من‬ ‫الحاالت الدراسية المشابهة‪ ،‬يتمكن المعماري من اكتساب بعض ر‬ ‫ال ر‬ ‫مشوعات ذات الصلة‪ ،‬وربما يتخذ مجموعة من القرارات التصميمية‬ ‫حي‪ ،‬يف ضوء‬ ‫الوظيف و‬ ‫الينامج‬ ‫المبكرة‪ .‬كما يمكنه مراجعة ر‬ ‫المساح المقي ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وظائف ومساحات عناض المشوعات المشابهة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫األصل كلما‬ ‫والمشوع‬ ‫وكلما وجدت قواسم مشيكة ربي الحاالت الدراسية‬ ‫ي‬ ‫وف المقابل‪ ،‬فإنه كلما تباينت المعطيات‬ ‫تعاظمت فرص االستفادة منها‪ .‬ي‬ ‫ر‬ ‫تبت أفكار وقناعات تصميمية‪ ،‬قد ال تتوافق مع‬ ‫زادت فرصة الوقوع يف رسك ي‬ ‫معطيات ر‬ ‫المشوع قيد التصميم‪.‬‬ ‫الت تتوافر معلوماتها الرصورية‬ ‫وينبع أن يتم اختيار الحاالت الدراسية ي‬ ‫ي‬ ‫الرئيس‪ ،‬والفلسفة التصميمية‪ ،‬والرسومات‬ ‫والمصمم‬ ‫‪،‬‬ ‫كالموقع‬ ‫‪،‬‬ ‫للتحليل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫للمشوع بعد التنفيذ‬ ‫المعمارية ثنائية وثالثية األبعاد‪ ،‬وصور واقعية‬ ‫الت يتم‬ ‫واإلشغال إن وجدت‪ .‬ويفضل أن تكون من ربي الحاالت الدراسية ي‬ ‫تحليلها ر‬ ‫مشوعات واقعية منفذة‪ ،‬لضمان االستفادة من التجربة بعد‬ ‫اكتمالها‪.‬‬

‫الحاالت الدراسية ر‬ ‫لمشوع فندق ‪Hilton Garden Inn‬‬ ‫‪57‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫النفس‬ ‫ويمنح تحليل الحاالت الدراسية العديد من الفرص‪ ،‬منها الدعم‬ ‫ي‬ ‫ممارس المهنة‪ ،‬من خالل االطالع عل تجارب مكتملة تصدت‬ ‫للطالب أو‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫لتحديات تصميمية مشابهة‪ .‬وتقدم الحاالت الدراسية المشابهة تصورا‬ ‫ً‬ ‫النهان‪ ،‬والذي قد ال يكون بذات الوضوح‬ ‫التصميم‬ ‫المنتج‬ ‫لمالمح‬ ‫واضحا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لدى المصمم عند البدء يف أنشطة التصميم‪.‬‬ ‫ا‬ ‫الت تم اتباعها‬ ‫وفضل عن ذلك‪ ،‬تعرض بعض الحاالت الدراسية المنهجية ي‬ ‫الت تم‬ ‫للوصول إل المنتج‬ ‫النهان‪ ،‬واألدوات التصميمية وحزم ر‬ ‫ي‬ ‫اليامج ي‬ ‫المبدن‪ ،‬بما ينقل فرص‬ ‫استخدامها أثناء أنشطة ما قبل التصميم والتصميم‬ ‫ي‬ ‫االستفادة من الحاالت الدراسية المشابهة إل آفاق أعل‪.‬‬ ‫وينبع أال يقترص تعامل الطالب مع هذه الحاالت عل االطالع فقط‪ .‬فبقدر‬ ‫ي‬ ‫الجهد المبذول يف التحليل المدعوم بالرسومات تكون الفائدة المرجوة من‬ ‫هذا النشاط من أنشطة ما قبل التصميم‪ .‬فف ر‬ ‫مشوعات المستشفيات عل‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن يتم توجيه الطالب لتحليل كافة مكونات منظومة‬ ‫سبيل المثال‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫الحيات‬ ‫الحركة األفقية والرأسية يف الحاالت الدراسية‪ ،‬فضل عن توضيح ر‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫وف‬ ‫منها‬ ‫لالستفادة‬ ‫تمهيدا‬ ‫الوظيفية المختلفة والعالقات المكانية بينها‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ينبع أن يتم االهتمام بتحليل المساقط وتوضيح فرص‬ ‫مشوعات الفنادق‪ ،‬ي‬ ‫تمتع الغرف الفندقية والفراغات الوظيفية الرئيسية بالمطالت المتاحة‪،‬‬ ‫غي ذلك‪.‬‬ ‫وتحليل منظومة الحركة والخدمة‪ ،‬و ر‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن شبكة المعلومات الدولية تذخر بال ر‬ ‫عشات وربما‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫المشوعات المعمارية‬ ‫الت تحوي عددا هائل من‬ ‫المئات من المواقع ي‬ ‫‪.‬‬ ‫والت تضم كافة المعلومات الرصورية للتحليل والنقد ومن أشهر‬ ‫والعمرانية‪ ،‬ي‬ ‫َ‬ ‫هذه المواقع ‪ archdaily‬الذي يزوره شهريا ‪ 10‬مليون متصفح (‪ ،)2018‬بما‬ ‫معتي للمعلومات‪.‬‬ ‫يشي إل أهمية هذا الموقع كمصدر ر‬ ‫ر‬ ‫‪www.archdaily.com‬‬

‫ر‬ ‫للمشوعات المعمارية والعمرانية‬ ‫موقع ‪ Archdaily‬كمرجع هام‬ ‫‪58‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪5-3‬‬

‫الربنامج‬

‫الوظيفي‬

‫واملساحي‬

‫‪and‬‬

‫‪Functional‬‬

‫‪Area/Space Program‬‬

‫والمساح أحد أهم مخرجات مرحلة ما قبل التصميم‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫يعتي ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المبدن‬ ‫‪ ،pre-design‬والمكون الذي ال يمكن البدء يف أنشطة التصميم‬ ‫ي‬ ‫الوظيف ‪ functional program‬خليط‬ ‫الينامج‬ ‫بدونه‪ .‬ويضم ر‬ ‫ي‬ ‫الت يضمها المبت ‪ ،building use mix‬يف‬ ‫االستعماالت الرئيسية المختلفة ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المساح ‪ area/space program‬توصيفا دقيقا‬ ‫الينامج‬ ‫حي يقدم ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لمساحة العناض الرئيسية والثانوية لهذه االستعماالت‪.‬‬ ‫ر‬ ‫فف‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫وتختلف منهجية تطوير ر‬ ‫ي‬ ‫والمساح من مشوع آلخر‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ه نقطة البدء يف تطوير ا رلينامج‬ ‫بعض األحيان تكون متطلبات العميل ي‬ ‫الوظيف للمبت‪ ،‬كما ف ر‬ ‫مشوعات الفيالت والقصور والعمارات السكنية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫خيته‬ ‫ها‪،‬‬ ‫وغي‬ ‫والت يكون فيها العميل عل دراية شبه تامة –من واقع ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ومعرفته باحتياجاته‪-‬بالفراغات الوظيفية والخدمية ومساحة كل منها بشكل‬ ‫دقيق إل حد بعيد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وف ر‬ ‫وظيف‬ ‫للينامج ال‬ ‫مشوعات أخرى‪ ،‬يقدم المعماري للعميل مقيحا ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫خيته وتجاربه‪ ،‬وذلك يف حالة عدم اإللمام الكامل من‬ ‫والمساح من واقع ر‬ ‫ي‬ ‫قبل العميل بالعناض الوظيفية والخدمية الرصورية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والت تستهدف تحقيق الرب ح‪،‬‬ ‫كبية الحجم‬ ‫وف‬ ‫المشوعات متوسطة و ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يتطلب األمر عمل دراسة للجدوى ‪ ،feasibility study‬يحدد من خاللها‬ ‫المثال الستعماالت المبت‪ ،‬والذي يحقق أعل‬ ‫المكتب المتخصص الخليط‬ ‫ي‬ ‫عائد استثماري ممكن‪ ،‬وذلك بعد دراسة االستعماالت القريبة ذات الصلة‬ ‫المحتملي‬ ‫المنافسي‬ ‫والت تقع داخل نطاق الدراسة األشمل‪ ،‬وحرص‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫للوظائف المتوقع توطينها داخل ر‬ ‫الت تضمن‬ ‫وعية‬ ‫الن‬ ‫والوظائف‬ ‫‪،‬‬ ‫وع‬ ‫المش‬ ‫ي‬ ‫مميات تنافسية عالية ر‬ ‫للمشوع قيد التصميم‪.‬‬ ‫ر‬

‫الوظيف لمسابقة مكتبة دار العلوم بمدينة الجوف‪ ،‬المملكة‬ ‫مختض البنامج‬ ‫ي‬ ‫العربية السعودية‬ ‫‪59‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وف بعض ر‬ ‫المشوعات ذات الطبيعة الخاصة‪ ،‬يقوم المخطط المتخصص‬ ‫ي‬ ‫الوظيف‬ ‫نامج‬ ‫الي‬ ‫صياغة‬ ‫عملية‬ ‫ف‬ ‫الفت‬ ‫الدعم‬ ‫بتقديم‬ ‫‪specialty‬‬ ‫‪planner‬‬ ‫ر‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫المبان‪ .‬فعل سبيل المثال‪،‬‬ ‫من‬ ‫معينة‬ ‫والمساح‪ ،‬من واقعه تمرسه يف نوعية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يقوم مخطط المرافق الطبية ‪ healthcare facility planner‬بمعاونة‬ ‫مبان تقديم الرعاية‬ ‫المعماري يف تحديد الوظائف الرئيسية والفرعية يف‬ ‫ي‬ ‫الصحية –كالمستشفيات والمراكز الصحية‪-‬ومساحة كل عنرص فيها‪ ،‬من ربي‬ ‫المبدن وتطوير التصميم‬ ‫كثية تمتد لمراحل التصميم‬ ‫خدمات استشارية ر‬ ‫ي‬ ‫النهان‪.‬‬ ‫والتصميم‬ ‫ي‬ ‫وف ر‬ ‫مشوعات أخرى‪ ،‬يقوم المشغل ‪– operator‬وهو الكيان المسئول عن‬ ‫ي‬ ‫الوظيف‬ ‫نامج‬ ‫الي‬ ‫مكونات‬ ‫معظم‬ ‫بتحديد‬ ‫‬‫التشييد‬ ‫بعد‬ ‫المبت‬ ‫إدارة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ومساحات الفراغات الرئيسية والخدمية‪ .‬ومن أهم هذه ر‬ ‫المشوعات الفنادق‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫العالمية المصنفة‪،‬‬ ‫والت يفرض فيها المشغل ليس فقط ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمساح‪ ،‬بل والعالقات الوظيفية ربي عناض ر‬ ‫المشوعات‪ ،‬وكذلك معالجة‬ ‫ي‬ ‫كثية‪.‬‬ ‫الفراغات الداخلية‪ ،‬من ربي أمور أخرى ر‬ ‫مشغل سالسل‬ ‫ويعد ماريوت ‪ Marriott‬وهيلتون ‪ Hilton‬من أشهر‬ ‫ي‬ ‫الفنادق ف العالم‪ ،‬حيث تدير ماريوت ر‬ ‫أكي من ‪ 7600‬منشأة ضيافة‬ ‫ي‬ ‫حوال ‪ 130‬دولة تحت ‪ 30‬عالمة تجارية ‪ brand‬فرعية‪.‬‬ ‫ف‬ ‫‪hospitality‬‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫حوال ‪ 109‬دولة حول‬ ‫ف‬ ‫ضيافة‬ ‫منشأة‬ ‫‪5500‬‬ ‫من‬ ‫أكي‬ ‫هيلتون‬ ‫كما تشغل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العالم تحت ‪ 15‬عالمة تجارية ‪ brand‬فرعية تابعة لها‪.‬‬ ‫ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن تقوم هذه ر‬ ‫الشكات –كل عل حدة‪-‬‬ ‫تصميم ‪ design toolkit‬مفصل وشامل‪ ،‬يضم االشياطات‬ ‫بإعداد دليل‬ ‫ي‬ ‫والمعايي التصميمية لجميع التخصصات المعمارية‬ ‫الفنية والمقاييس‬ ‫ر‬ ‫داخل‪ ،‬أنظمة مكافحة الحريق‪،‬‬ ‫والهندسية (تصميم معماري‪ ،‬تصميم‬ ‫ي‬ ‫وغي ذلك) لضمان مستوى التصميم الذي يحقق‬ ‫األنظمة اإللكيوميكانيكية‪ ،‬ر‬ ‫معايي الجودة وكفاءة التشغيل وفق رؤية المشغل‪.‬‬ ‫ر‬

‫ر‬ ‫المقبح من مشغل أحد سالسل الفنادق المصنفة‬ ‫المساج‬ ‫جزء من البنامج‬ ‫ي‬ ‫‪60‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫وف مرسم التصميم المعماري‪ ،‬يقوم الطالب بتطوير ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫والمساح منفردا‪ ،‬يف ظل غياب وسائل الدعم المختلفة (العميل‪ ،‬المخطط‬ ‫ي‬ ‫لممارس‬ ‫تتاح‬ ‫قد‬ ‫والت‬ ‫‪،‬‬ ‫مشغل)‬ ‫ال‬ ‫الجدوى‪،‬‬ ‫اسة‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫مكاتب‬ ‫المتخصص‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المهنة‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن اللجوء إل المراجع النمطية للمعلومات‬ ‫والت تعود بعض إصداراتها إل‬ ‫القياسية‪ ،‬مثل ‪ – Time-Saver Standards‬ي‬ ‫ر‬ ‫يف بالغرض‪ ،‬حيث تتسم هذه السلسلة بقدر‬ ‫منتصف القرن العشين‪-‬قد ال ي‬ ‫كبي من العمومية‪ ،‬مما قد يتعارض مع خصوصية كل ر‬ ‫مشوع وموقعه‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫الكبي والمتسارع يف طبيعة أداء‬ ‫التغي‬ ‫وطبيعة مستخدميه‪ ،‬فضل عن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الت يفيض أن تحوي هذه األنشطة‪.‬‬ ‫األنشطة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وبالتال خصائص الفراغات ي‬ ‫والقائمي عل‬ ‫الت قد تيش مهمة الطالب‬ ‫ر‬ ‫يل بعض المقيحات ي‬ ‫وفيما ي‬ ‫والمساح‪:‬‬ ‫الينامج الوظي يف‬ ‫التدريس يف تطوير ر‬ ‫ي‬ ‫• االستعانة ربيامج وظيفية ومساحية ر‬ ‫لمشوعات مشابهة (مساحة األرض‪،‬‬ ‫حجم المبت‪ ،‬نوع المبت‪ ،‬درجة تعقيد التصميم) تم تطويرها من قبل‬ ‫معروفي أو مكاتب دراسات جدوى يمكن الوثوق بها‪ ،‬والتعامل‬ ‫مشغلي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ينبع االليام به‪.‬‬ ‫تصميم‬ ‫الينامج عل أنه معط‬ ‫مع هذا ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القائمي عل التدريس من‬ ‫والمساح من قبل‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫• افياض ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واقع تجارب مهنية سابقة‪.‬‬ ‫المستخدمي والزوار كفرضية تصميمية‪ ،‬واعتماد هذه‬ ‫• تحديد عدد‬ ‫ر‬ ‫الفرضية كأساس لتحديد الفراغات الوظيفية والخدمية المطلوبة‬ ‫ومساحة كل منها‪ ،‬بما يتوافق مع محددات األرض المراد تطويرها‪.‬‬ ‫اليامج‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫والمساح من خالل مقارنة ر‬ ‫• استخالص ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الينامج‬ ‫الوظيفية والمساحية لمشوعات مشابهة‪ .‬وتعتمد دقة ر‬ ‫ر‬ ‫التعليم‪،‬‬ ‫والمشوع‬ ‫المستخلص عل قدر التشابه ربي الحاالت الدراسية‬ ‫ي‬ ‫الت يتم دراستها‪.‬‬ ‫وعل عدد الحاالت ي‬

‫‪OFFICE BUILDING‬‬ ‫‪Proposed Area Program‬‬ ‫‪Area‬‬ ‫)‪(m2‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪97.5‬‬ ‫‪46.5‬‬ ‫‪52.0‬‬ ‫‪22.3‬‬ ‫‪292.6‬‬

‫‪Required‬‬ ‫‪Staff‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪Space‬‬ ‫‪Qty‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪Unit Area‬‬ ‫)‪(m2‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪7.4‬‬

‫‪37.2‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫‪139.4‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪55.7‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪27.9‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫‪458.0‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪37.2‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫‪139.4‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪27.9‬‬ ‫‪1.3‬‬

‫‪Space‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪WST‬‬ ‫‪WST‬‬ ‫‪WST‬‬

‫‪OFFICE‬‬ ‫‪President‬‬ ‫‪Vice President‬‬ ‫‪Director‬‬ ‫‪Manager‬‬ ‫‪Professional‬‬ ‫‪Admin‬‬ ‫‪Subtotal: Office Space & Staff‬‬

‫‪SUPPORT FACILITIES‬‬

‫‪750.6‬‬ ‫‪225.2‬‬ ‫‪975.8‬‬

‫)‪Reception (Seat 2-3‬‬ ‫)‪Small Conference (Seat 8‬‬ ‫)‪Large Conference (Seat 20‬‬ ‫‪Projection Room‬‬ ‫‪Service Pantry‬‬ ‫‪Coat Closets‬‬ ‫‪Library‬‬ ‫‪Employee Lounge‬‬ ‫‪Equipment Room‬‬ ‫‪Printers-Shared‬‬ ‫‪Supply Storage‬‬ ‫‪Mail Room with Clerk‬‬ ‫‪Bulk Storage Room‬‬ ‫‪Central Archives‬‬ ‫‪Vile Cabinets‬‬ ‫‪Subtotal: Support Facilities‬‬ ‫‪Total Office and Support Facilities‬‬ ‫‪Circulation and Utilities @ 30%‬‬ ‫‪Grand Total‬‬

‫مثال لبنامج مساج ر‬ ‫مكتن‬ ‫مقبح لمبن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪61‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ينبع األخذ يف االعتبار الفرق ربي المساحة‬ ‫المساح‪،‬‬ ‫الينامج‬ ‫وعند إعداد ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الصافية )‪ Net Floor Area (NFA‬للعناض الوظيفية‪ ،‬والمساحة‬ ‫الت تضم مساحات عناض‬ ‫اإلجمالية )‪ Gross Floor Area (GFA‬لها‪ ،‬و ي‬ ‫وغي ذلك‪ .‬وعادة ما يتم‬ ‫الحركة األفقية والرأسية وفراغات الخدمة‪ ،‬ر‬ ‫احتساب المساحة اإلجمالية كنسبة مئوية من المساحة الصافية‪ ،‬حسب‬ ‫نوع المبت والفكرة التصميمية من ربي عوامل أخرى‪ .‬وتتأرجح هذه النسبة‬ ‫ً‬ ‫وحوال ‪ %140‬كحد أقص‪.‬‬ ‫أدن‬ ‫كحد‬ ‫‪%‬‬ ‫‪105‬‬ ‫بي‬ ‫ما‬ ‫غالبا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ينبع حساب عدد مواقف السيارات المطلوبة‬ ‫ومن الجدير بالذكر أنه‬ ‫ي‬ ‫المساح حسب المعدالت القياسية‬ ‫الينامج‬ ‫لخدمة الفراغات الوظيفية ب ر‬ ‫ي‬ ‫(ف حالة المواقف السطحية) أو قدرة‬ ‫واالشياطات‪ ،‬للتأكد من قدرة األرض ي‬ ‫(ف حالة تخصيص أدوار يف المبت لمواقف سيارات) عل استيعاب‬ ‫المبت ي‬ ‫ً‬ ‫المحل لمدينة جدة –عل‬ ‫االحتياج المطلوب‪ .‬فوفقا الشياطات المخطط‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫توفي موقف سيارة (يبلغ متوسط مساحته مضافا إليه‬ ‫ينبع ر‬ ‫سبيل المثال‪ -‬ي‬ ‫للتأجي كمحالت‬ ‫حوال ‪ 35‬م‪ )2‬لكل ‪40‬م‪ 2‬قابلة‬ ‫الحركة األفقية والرأسية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المبان‬ ‫للتأجي يف‬ ‫تجارية يف سوق تجاري‪ ،‬وموقف لكل ‪70‬م‪ 2‬قابلة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫حوال ‪ %88-50‬من‬ ‫يعت أن نسبة مواقف السيارات تبلغ‬ ‫ي‬ ‫المكتبية‪ ،‬بما ي‬ ‫التأجيية‪ ،‬األمر الذي يجعل من األهمية بمكان دراسة مواقف‬ ‫المساحات‬ ‫ر‬ ‫والمساح‪.‬‬ ‫الوظيف‬ ‫الينامج‬ ‫السيارات كمكون هام يف ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪https://www.marriott.com/marriott/aboutmarriott.mi‬‬ ‫‪https://www.hilton.com/en/corporate/‬‬ ‫‪‘Jeddah Local Plan – Building Regulations’ (1438). Cited in: http://www.jeddah.gov.sa/English/index.php‬‬ ‫‪‘The City of Calgary Recreation Facilities: Functional Program and Concept Design Report’ (2012). Cited‬‬ ‫‪in:‬‬ ‫‪https://www.calgary.ca/CSPS/Recreation/Documents/Research-and-development/Functional‬‬‫‪Program-and-Concept-Design-Report.pdf?noredirect=1‬‬ ‫‪DeRoos, J. A. (2011) ‘Planning and Programming a Hotel’ [Electronic version]. Cornell University, School‬‬ ‫‪of Hospitality Administration. Cited in: http://scholarship.sha.cornell.edu/articles/310‬‬

‫أدوار مواقف السيارات وتأثبها عىل تكتل وواجهات أحد المراكز الطبية ‪-‬جدة‬ ‫‪62‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 6-3‬املقاييس التصميمية ‪Design Standards‬‬ ‫ينبع االليام به لضمان مستوى‬ ‫يعرف المقياس ‪ standard‬عل أنه اشياط ا ي‬ ‫الجودة‪ .‬ويمكن تطوير المقياس ليكون أداة للحكم عل كفاءة مكونات‬ ‫منظومة ما‪ .‬وتعرف المقاييس التصميمية ‪ design standards‬عل أنها‬ ‫مجمل خصائص المفردات التصميمية (األبعاد‪-‬نوع المادة‪-‬األداء‪-‬مستوى‬ ‫ً‬ ‫التعبي عنها بطريقة كمية ‪.quantitative‬‬ ‫الت غالبا ما يتم‬ ‫ر‬ ‫الجودة) ي‬ ‫ويقوم بإعداد المقاييس التصميمية أفراد أو مجموعات علمية أوكيانات ذات‬ ‫صفة تجارية أو نقابات مهنية أو هيئات حكومية أو رقابية‪ .‬والهدف العام من‬ ‫إعداد هذه المقاييس هو ضمان الكفاءة الوظيفية‪ ،‬أو الجدوى االقتصادية‪،‬‬ ‫أو السالمة اإلنشائية للمبت ومكوناته‪ ،‬أو أمن األفراد وسالمتهم‪ ،‬أو الحفاظ‬ ‫التشكيل مع المحيط‪ ،‬أو مجموعة من األهداف‬ ‫عل البيئة‪ ،‬أو التوافق‬ ‫ي‬ ‫السابقة‪ ،‬أو كل األهداف السابقة مجتمعة‪.‬‬ ‫ان‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫وال يقترص إعداد المقاييس عل التصميم المعماري أو ًالعمر ي‬ ‫منسوبو كل تخصص ‪ discipline‬بإعداد ما يرونه ملزما من مقاييس تحقق‬ ‫ينبع‬ ‫األهداف التصميمية الرصورية يف هذا التخصص‪ ،‬وفق المتطلبات ي‬ ‫الت ي‬ ‫الوفاء بها ف كل ر‬ ‫مشوع‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫فف‬ ‫وتكتسب المقاييس التصميمية قدرا من اإللزام حسب الجهة‬ ‫المعدة لها‪ .‬ي‬ ‫ر ً‬ ‫كثي من األحيان‪ ،‬يكون الحصول عل موافقة هذه الجهة رسطا العتماد‬ ‫ر‬ ‫التصاميم المبدئية أو النهائية‪ .‬فالمقاييس التصميمية المعدة من قبل‬ ‫المدن ووزارات الكهرباء‬ ‫األمانات والمحليات والنقابات وهيئات‬ ‫الدفاع ً ي‬ ‫ً‬ ‫والمياه ووزارة الشئون البلدية‪ ،‬كلها تأخذ طابعا إلزاميا‪ ،‬تكون فيه المقاييس‬ ‫التصميمية اشياطات واجبة النفاذ‪ ،‬ال يتست دون تلبيتها مجتمعة الحصول‬ ‫عل تراخيص البناء المطلوبة‪.‬‬

‫‪ Neufert‬كأحد أشهر كتب المعلومات القياسية المعمارية‬ ‫‪63‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫كبي عل الخصائص‬ ‫وعل الصعيد المعماري‪ ،‬تعتمد جودة التصميم بشكل ر‬ ‫المادية للمفردات المعمارية داخل المبت‪ ،‬كعرض وارتفاع الممرات الرئيسية‬ ‫والفرعية‪ ،‬وأبعاد ومواصفات عناض الحركة الرأسية‪ ،‬ومقاسات األبواب‬ ‫وغي ذلك‪ .‬كما تعتمد جودة التصميم عل‬ ‫والشبابيك‪ ،‬وأبعاد عناض الفرش‪ ،‬ر‬ ‫مقياس ‪ scale‬ونسب ‪ proportions‬الفراغات المعمارية الوظيفية‬ ‫الت تعتمد بدورها عل مقاييس اإلنسان يف مختلف‬ ‫والخدمية يف المبت‪ ،‬و ي‬ ‫الت يمارس بها األنشطة المحتملة داخل هذه الفراغات‪.‬‬ ‫األوضاع ي‬ ‫وعل الرغم من ثبات أبعاد اإلنسان بشكل عام‪ ،‬إال أن مقاييس مفردات المبت‬ ‫ً‬ ‫وتجهياته تختلف من موقف تصميم آلخر‪ ،‬ومن ر‬ ‫مشوع آلخر اعتمادا عل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫العديد من العوامل‪ ،‬منها نوع المبت ‪ ،building type‬وموقعه ‪،location‬‬ ‫الت تمارس فيه‪ ،‬وعدد‬ ‫ومستوى تصنيفه ‪ ،ranking‬وطبيعة األنشطة ي‬ ‫كثية‪.‬‬ ‫المستخدمي‪ ،‬والفكرة التصميمية‪ ،‬من ربي عوامل أخرى ر‬ ‫ر‬ ‫ومع ظهور ر‬ ‫المشغلي‬ ‫الكيى ذات الصلة بصناعة البناء وكذلك‬ ‫الشكات ر‬ ‫ر‬ ‫للمبان‪ ،‬تم تطوير مجموعات من المواصفات ‪specifications‬‬ ‫العالميي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الخاصة بكل رسكة أو مشغل‪ ،‬ومن بينها األبعاد القياسية ومواصفات المواد‬ ‫تمي كل ررسكة أو مشغل عن منافسيه‪.‬‬ ‫الت ر‬ ‫المستخدمة‪ ،‬و ي‬ ‫فعل سبيل المثال‪ ،‬تقدم ررسكة ‪ ROCA‬مجموعة من خطوط إنتاج األجهزة‬ ‫وبالتال يف مواصفاتها‬ ‫الت تختلف يف تصميماتها ‪-‬‬ ‫ي‬ ‫واألدوات الصحية ي‬ ‫ر‬ ‫ومقاييسها‪-‬عن مواصفات منتجات الشكات األخرى العاملة يف نفس المجال‬ ‫وف الفنادق العالمية المصنفة‪ ،‬تختلف أبعاد‬ ‫مثل ‪ .Ideal Standard‬ي‬ ‫الت تحكم أبعاد‬ ‫ومواصفات وطريقة فرش الغرف الفندقية‪ ،‬والمعدالت ي‬ ‫ومساحة الفراغات الوظيفية الرئيسية والخدمات والمرافق الداعمة لها من‬ ‫المساح ‪area‬‬ ‫الينامج‬ ‫مشغل آلخر‪ ،‬لتعتمد المقاييس التصميمية –‬ ‫وبالتال ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪-program‬عل المواصفات والمعدالت الخاصة بهذا المشغل‪.‬‬

‫مقاييس اإلنسان يف أوضاعه المختلفة وتأثبها عىل التصميم‬ ‫‪64‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وف مجال صناعة األثاث‪ ،‬تمكنت ر‬ ‫والت‬ ‫الشكة السويدية‬ ‫ي‬ ‫العمالقة ‪ – IKEA‬ي‬ ‫ا‬ ‫حوال مليار متسوق يف ‪ 2018‬فقط‪ ،‬فضل عن ‪ 2.5‬مليار‬ ‫معارضها‬ ‫ار‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫متصفح لمواقعها عل شبكة المعلومات الدولية‪-‬من تطوير مقاييس‬ ‫تصميمية خاصة ر‬ ‫مجال‬ ‫العاملي يف‬ ‫بالشكة‪ ،‬يعتمد عليها العديد من‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫التصميم المعماري والتصميم‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ينبع أن يحدد المصمم –سواء كان معماريا محيفا أو طالبا‪-‬‬ ‫ي‬ ‫وف كل األحوال‪ ،‬ي‬ ‫الينامج‬ ‫ا‬ ‫التصميمية‬ ‫المقاييس‬ ‫لت سوف يتم االعتماد عليها كأساس لتطوير ر‬ ‫ي‬ ‫الوظيف ( يف مرحلة‬ ‫الموديول‬ ‫حديد‬ ‫وت‬ ‫‪،‬‬ ‫التصميم)‬ ‫قبل‬ ‫المساح ( يف مرحلة ما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫النهان) وإذا أتيح‬ ‫(ف مرحلة التصميم‬ ‫التصميم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المبدن)‪ ،‬ومواصفات المواد ي‬ ‫للمصمم فرصة االختيار‪ ،‬فعليه أن يراجع المصادر المختلفة المتاحة‬ ‫الت قام بإعدادها المطورون العقاريون أو ال رشكات‬ ‫للمقاييس التصميمية ي‬ ‫ر‬ ‫غيهم‪ ،‬واختيار أكيها مالئمة‬ ‫العاملة يف مجال صناعة البناء أو المشغلون أو ر‬ ‫ر‬ ‫معايي واضحة لالختيار‪.‬‬ ‫للمشوع المراد تصميمه وفق‬ ‫ر‬ ‫وتجدر اإلشارة هنا إل ضورة تمحيص المقاييس التصميمية الموجودة يف‬ ‫المراجع النمطية للمعلومات القياسية‪ ،‬مثل ‪Time-Saver Standards‬‬ ‫كبي من العمومية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫والت تتسم بقدر ر‬ ‫وكذلك ‪ Neufert‬ر‬ ‫وغيها‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫قد يتعارض مع خصوصية كل مشوع‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أن العديد من برامج النمذجة ثالثية األبعاد –مثل‬ ‫‪ Autodesk Revit‬وكذلك ‪-SketchUp‬قد فرض نفسه كمصدر للمقاييس‬ ‫الت تذخر بها المواقع‬ ‫التصميمية‪ ،‬من خالل النماذج الجاهزة (البلوكات) ي‬ ‫ر‬ ‫المنتشة عل شبكة المعلومات الدولية‪.‬‬ ‫وينبع مراجعة أبعاد ومواصفات‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫هذه النماذج أيضا‪ ،‬قبل استخدامها ف ر‬ ‫المشوعات التعليمية أو االحيافية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪VIVARIV.M (2014) ‘Criteria for the Planning, Programming, Design and Construction of Business‬‬ ‫‪Incubators, Business Centers and Executive Suites’. Spain: Diputacio de Barcelona.‬‬

‫المقاييس التصميمية ‪ design standards‬لعناض المبن ودورها يف تحديد‬ ‫واإلنشان‬ ‫الوظيف‬ ‫الموديول‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪IKEA Facts and Figures (2018). Cited in: https://highlights.ikea.com/2018/facts-and-figures/home/‬‬

‫‪65‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 7-3‬األهداف واملعايري التصميمية ‪Design Objectives and‬‬ ‫‪Design Criteria‬‬

‫يعرف المعيار ‪ criterion‬بأنه مقياس يتم استخدامه لتقييم منتج ما‪ ،‬أو‬ ‫الحكم عل قرار أو إجراء يتم اتخاذه يف مرحلة من مراحل العمل‪.‬‬ ‫وبالتال‪،‬‬ ‫ي‬ ‫المعايي التصميمية ‪ design criteria‬يمكن تعريفها بأنها أدوات يتم‬ ‫فإن‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫تطويرها يف مرحلة ما قبل التصميم ‪ ،pre-design stage‬تمهيدا‬ ‫الستخدامها يف الحكم عل قدرة القرارات التصميمية عل تحقيق األهداف‬ ‫التصميمية ‪.design objectives‬‬ ‫وبالتال تطوير‪-‬المنتج‬ ‫المعايي التصميمية كأداة لتقييم –‬ ‫ويمكن استخدام‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التصميم يف المراحل المختلفة للعمل‪ ،‬كما يف مرحلة صياغة المفهوم‬ ‫ي‬ ‫التصميم ‪ ،design concept‬والبدائل التصميمية ‪design‬‬ ‫ي‬ ‫المبدن ‪preliminary design‬‬ ‫التصميم‬ ‫المنتج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫‪alternatives‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النهان ‪.final design product‬‬ ‫التصميم‬ ‫‪ ،product‬والمنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫المشكلة التصميمية ‪Design Problem‬‬ ‫األهداف التصميمية ‪Design Objectives‬‬ ‫المعايير التصميمية ‪Design Criteria‬‬ ‫التصميم المبدئي ‪Preliminary Design‬‬ ‫تحليل المنتج التصميمي ‪Analysis of Design Product‬‬ ‫التصميم النهائي ‪Final Design‬‬

‫الت يتم‬ ‫ي‬ ‫وف ضوء القضية ‪ issue‬والمشكلة التصميمية ‪ design problem‬ي‬ ‫التصدي لها يتم تطوير األهداف التصميمية ‪ ،design objectives‬ليليها‬ ‫ينبع أن تتسم‬ ‫والت‬ ‫المعايي التصميمية ‪،design criteria‬‬ ‫صياغة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالموضوعية ‪ objectivity‬وقابلية القياس ‪ ،measurability‬حت يمكن‬ ‫استخدامها لتقييم المخرجات‪.‬‬ ‫فإذا كانت القضية المراد التعامل معها ذات صبغة بيئية ‪-‬عل سبيل المثال‪-‬‬ ‫معايي تصميمية ذات ارتباط بمعدالت استهالك المبت‬ ‫فينبع أن يتم تطوير‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫للطاقة والموارد‪ ،‬ومعدالت تلوث الهواء وفرص إعادة تدوير المخلفات‬ ‫معايي تصميمية لتحقيق‬ ‫وف حاالت أخرى‪ ،‬يمكن تطوير‬ ‫ر‬ ‫واالستفادة منها‪ .‬ي‬ ‫أهداف وظيفية‪ ،‬مثل دعم كفاءة فراغات المبت وخدماته‪ ،‬وفعالية منظومة‬ ‫وغي ذلك‪.‬‬ ‫الحركة األفقية والرأسية‪ ،‬ر‬

‫المعايب التصميمية ‪ design criteria‬وموقعها يف العملية التصميمية‬ ‫‪66‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ً‬ ‫معايي التصميم لتستهدف التأكد من‬ ‫ووفق القضية أيضا‪ ،‬يمكن صياغة‬ ‫ر‬ ‫تبت مبادئ‬ ‫تحقيق أعل عائد استثماري ممكن‪ ،‬من خالل تعظيم فرص ي‬ ‫الينامج‬ ‫االستدامة االقتصادية ‪ ،economic sustainability‬وفعالية ر‬ ‫مستخدم المبت‪ ،‬وتقليل التكلفة‬ ‫والمساح‪ ،‬ودعم إنتاجية‬ ‫الوظيف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المبدئية (تكلفة التصميم والتشييد)‪ ،‬والتكلفة الدورية (استهالك الطاقة‬ ‫والموارد والصيانة والتشغيل)‪.‬‬ ‫تشكيل إذا ما اقتضت‬ ‫المعايي التصميمية ذات توجه‬ ‫كما يمكن أن تكون‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المعايي بتقييم –ومن ثم تطوير‪-‬التكتل‬ ‫القضية التصميمية ذلك‪ ،‬لتعت‬ ‫ر‬ ‫‪ massing‬وشخصية المبت ‪ building character‬وهويته ‪،identity‬‬ ‫ان‪ ،‬السيما يف المناطق ذات الهوية المعمارية‬ ‫ومدى توافقه مع المحيط العمر ي‬ ‫الواضحة والحساسية التشكيلية العالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جتماع الذي يمكن لتصميم المبت أو‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬ومع تزايد االهتمام بالدور اال‬ ‫ي‬ ‫الت تؤكد عل‬ ‫المجموعة المعمارية أن يدعمه‪ ،‬تم صياغة العديد من‬ ‫ر‬ ‫المعايي ي‬ ‫مستخدم وزوار المبت‪ ،‬بما يعزز‬ ‫االجتماع ربي‬ ‫أهمية خلق فرص التواصل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الصحة النفسية لهم يف إطارها العام‪.‬‬ ‫الت سبق‬ ‫وتعتمد األهمية النسبية لكل مجموعة من‬ ‫ر‬ ‫المعايي التصميمية ي‬ ‫الت يتم تناولها‪،‬‬ ‫اإلشارة إليها ‪-‬مقارنة‬ ‫ي‬ ‫بباف المجموعات‪-‬عل القضية ي‬ ‫الت يتم التصدي لها‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا إل ضورة أن‬ ‫والمشكلة التصميمية ي‬ ‫معايي التصميمية بقابليتها للقياس قدر اإلمكان‪ ،‬حت يمكن من‬ ‫تتسم ال ر‬ ‫الموضوع لمدى قدرة التصميم – يف مراحله المختلفة‪-‬عل‬ ‫خاللها االختبار‬ ‫ي‬ ‫الت تم صياغتها يف مرحلة ما قبل التصميم‪.‬‬ ‫تحقيق األهداف التصميمية ي‬

‫‪Project‬‬

‫‪Objectives‬‬

‫‪Design‬‬ ‫‪Criteria‬‬

‫‪Design‬‬ ‫‪Guidelines‬‬

‫‪Project-specific‬‬ ‫‪Codes and Standards‬‬

‫‪‘South Access to the Golden Gate Bridge Doyle Drive: Architectural Criteria’ (2008).‬‬ ‫‪Lords View Property Owners Association (2010) ‘Lords View Industrial Estate: Architectural Design‬‬ ‫‪Criteria’.‬‬

‫المعايب التصميمية وعالقتها بأنشطة مرحلة ما قبل التصميم‬ ‫‪67‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 8-3‬الفكرة التصميمية ‪Design Concept‬‬ ‫يعي عن جوهر ر‬ ‫السء‬ ‫تعرف الفكرة ‪ concept‬بأنها تصور‬ ‫عقل مجرد ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وخصائصه األساسية‪ .‬أما الفكرة التصميمية ‪- design concept‬أو ما يسم‬ ‫عقل يتعاط مع‬ ‫التصميم‪-‬فيمكن تعريفه عل أنه تصور‬ ‫بالمفهوم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مدخالت العملية التصميمية‪ ،‬بهدف إكساب التصميم فرصة لتجاوز حدود‬ ‫النمط إل تحقيق قيم نوعية مضافة‪ .‬وعل ذلك فإن الفكرة‬ ‫الحل المعماري‬ ‫ي‬ ‫المبدن ‪preliminary‬‬ ‫تأن يف مقدمة أنشطة مرحلة التصميم‬ ‫ي‬ ‫التصميمية ي‬ ‫‪.design‬‬

‫الشمولية (‪ )A to Z‬ورضا العميل (‪ )smile‬كفكرة تصميمية لشعار ‪amazon‬‬

‫وي هتم المعماريون عادة بوجود فكرة أو مفهوم يقود عملية التصميم للعديد‬ ‫تمي‬ ‫الت تضمن ر‬ ‫ه أحد العوامل ي‬ ‫من األسباب‪ ،‬منها أن الفكرة التصميمية ي‬ ‫غيه‪ .‬والفكرة التصميمية‬ ‫الحل المعماري وتفرده‪ ،‬واختالف شخصيته عن ر‬ ‫البيت أو‬ ‫بخالف ذلك تضمن تحقيق قيم مضافة سواء عل المستوى‬ ‫ي‬ ‫يعت قيمة‬ ‫اإلنشان أو االقتصادي أو ا‬ ‫التشكيل أو‬ ‫الوظيف أو‬ ‫ي‬ ‫الجتماع‪ ،‬بما ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أعل ر‬ ‫مستخدمي والزوار والمشغل والمالك‪.‬‬ ‫أكي لل‬ ‫للمشوع ومنافع ر‬ ‫ر‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أن وجود فكرة تصميمية من شأنه ترسيخ منهجية‬ ‫النهان‪ ،‬يتم من خاللها القيام بأنشطة التصميم‪.‬‬ ‫واضحة للوصول إل الحل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫والفكرة التصميمية عادة ما تأخذ شكل فرضيات تصميمية ‪design‬‬ ‫يقتص وجود أدوات‬ ‫‪ hypotheses‬تستهدف تحقيق أهداف نوعية‪ ،‬بما‬ ‫ي‬ ‫الختبار هذه الفرضيات خالل مراحل التصميم المختلفة‪.‬‬ ‫وبالتال وسائل إظهارها‪-‬بسيطة‬ ‫وينبع أن تكون الفكرة التصميمية –‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التعبي عنها و ر‬ ‫المبدن‪،‬‬ ‫لتصميم‬ ‫ا‬ ‫مرحلة‬ ‫ف‬ ‫للعمالء‬ ‫حها‬ ‫رس‬ ‫يسهل‬ ‫‪،‬‬ ‫‪simple‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كبي مع‬ ‫أو‬ ‫كامل‬ ‫بشكل‬ ‫تتشابه‬ ‫ومتفردة ‪ unique‬أو أصلية ‪ original‬ال‬ ‫ر‬ ‫غيها‪ ،‬وواضحة ‪ clear‬تصل إل مستخدم المبت وزواره حال التنفيذ‪ ،‬دونما‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حاجة لتوضيح أو رسح من معماري العمل أو من يمثله‪.‬‬

‫تطور الفكرة التصميمية ‪ concept development‬والتأكيد عىل القيمة المضافة‬ ‫للقرارات التصميمية ‪design decisions‬‬ ‫‪68‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ً‬ ‫واألفكار أو المفاهيم التصميمية ال يمكن وضعها جميعا يف مجال ‪domain‬‬ ‫أو توجه واحد‪ .‬فبعض األفكار والمفاهيم التصميمية تخدم قضايا وظيفية‪،‬‬ ‫حي تستهدف أخرى معالجة قضايا بيئية‪ .‬وتقوم بعض األفكار التصميمية‬ ‫يف ر‬ ‫بتحقيق قيم مضافة يف الجوانب التشكيلية‪ ،‬لتقوم أخرى بتحقيق قيم‬ ‫النمط لمواد البناء ونظم اإلنشاء‪.‬‬ ‫غي‬ ‫مضافة يف اتجاه التوظيف ر‬ ‫ي‬ ‫و يف بعض الحاالت‪ ،‬تقود الفكرة أنشطة التصميم يف اتجاه تعظيم العوائد‬ ‫حي تقدم بعض األفكار تصورات استثنائية‬ ‫االقتصادية وتقليل التكلفة‪ ،‬يف ر‬ ‫مستخدم المبت وزواره‪ .‬و يف‬ ‫االجتماع ربي‬ ‫يف اتجاه تعزيز فرص التواصل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المشوعات‪ ،‬تنجح بعض األفكار التصميمية اليية يف تحقيق قيم‬ ‫بعض‬ ‫ر‬ ‫نوعية مضافة يف أكي من مجال ‪ domain‬أو توجه‪.‬‬ ‫ينبع أن‬ ‫الت تستهدفها األفكار التصميمية‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن المجاالت ي‬ ‫ي‬ ‫الت تم تحديدها يف مرحلة ما قبل‬ ‫ترتبط بشكل ر‬ ‫كبي بالمشكلة التصميمية ي‬ ‫ينبع تحقيقها‪ .‬وكلما ازداد هذا االرتباط كلما تعاظم‬ ‫التصميم‪ ،‬واألهداف ي‬ ‫الت ي‬ ‫المبدن وتطوير‬ ‫العائد من الفكرة التصميمية‪ ،‬كأحد محركات أنشطة التصميم‬ ‫ي‬ ‫التصميم‬ ‫التصميم ‪ ،design development‬وكذلك تقويم المنتج‬ ‫ي‬ ‫‪.assessment of the design product‬‬ ‫كبية من األدوات‬ ‫ويمكن التوصل إل الفكرة التصميمية عن طريق مجموعة ر‬ ‫التصميم ‪ ،inspiration‬ومنها‪:‬‬ ‫الت تحفز اإللهام‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت تم تحديدها‬ ‫• االنفعال بالفرص والتحديات والمعطيات والمتطلبات ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع‪ ،‬المشكلة التصميمية‪،‬‬ ‫يف مرحلة ما قبل التصميم (قضية‬ ‫مخرجات تحليل الموقع‪ ،‬تحديات تلبية متطلبات العميل‪ ،‬خالصة‬ ‫ر‬ ‫والمشوعات المشابهة‪ ،‬واألهداف التصميمية‬ ‫تحليل التجارب الملهمة‬ ‫الت تم صياغتها)‬ ‫ي‬ ‫• زيارة الموقع واستلهام األفكار من خصائصه ومحدداته‬

‫الفكرة التصميمية الفلسفية وتوظيف ‪ grasshopper‬للتوصل إل الحل المعماري‬

‫النهان‬ ‫التصميم‬ ‫المنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫الفكرة التصميمية لمتحف رواة الحديث بالمدينة المنورة (مسابقة معمارية)‬ ‫‪69‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫والتعبي بالكالم عن كيفية تخيل المصمم لمالمح‬ ‫• الشد ‪،narrative‬‬ ‫ر‬ ‫النهان والقيم التصميمية المضافة‬ ‫المنتج‬ ‫ي‬ ‫يعي كل منها عن فكرة جزئية أو‬ ‫• صياغة كلمات مفتاحية ‪ keywords‬ر‬ ‫تصميم ذي قدرة عل تحقيق إضافة ما للمنتج‬ ‫ملمح أو قرار‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الت‬ ‫• صور ‪ mood-board‬يعكس كل منها ملمحا أو مجموعة من المالمح ي‬ ‫النهان‬ ‫التصميم‬ ‫تمي المنتج‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التصميم‪ ،‬لتحمل‬ ‫ينبع أن يكون عليه المنتج‬ ‫ي‬ ‫• طرح أسئلة بخصوص ما ي‬ ‫اإلجابات عل هذه األسئلة بعض موجهات التوصل إل الفكرة التصميمية‬ ‫وخصائص جوهرية للحل المقيح‬ ‫ً‬ ‫ويتم اختيار األسلوب المناسب إلظهار الفكرة التصميمية اعتمادا عل درجة‬ ‫تعقيدها‪ .‬فإذا كانت الفكرة التصميمية بسيطة‪ ،‬يمكن إظهارها يف مخطط‬ ‫واحد ‪ .graph‬وف حالة ر‬ ‫الكيى أو األفكار التصميمية المعقدة‪،‬‬ ‫المشوعات ر‬ ‫ي‬ ‫التصميم كمجموعة من القرارات التصميمية‬ ‫المفهوم‬ ‫التعبي عن‬ ‫يتم‬ ‫ر‬ ‫ً ي‬ ‫ً‬ ‫التصميم‬ ‫الت يحقق كل منها قيما مضافة‪ ،‬ممهدا الطريق للقرار‬ ‫ي‬ ‫المتتالية‪ ،‬ي‬ ‫الذي يليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التعبي عن الفكرة التصميمية بشعار جذاب ‪ ،slogan‬يبلور‬ ‫ومن الشائع أيضا‬ ‫ر‬ ‫أهم مالمح الفلسفة التصميمية‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن هذه الشعارات‬ ‫تجعل التصميم سهل التذكر‪ ،‬الخيال التفاصيل التصميمية المتنوعة يف عدد‬ ‫محدود من الكلمات‪ ،‬وهو ما قد يفيد يف حالة المسابقات المعمارية حيث‬ ‫ً‬ ‫كبي من ر‬ ‫قصي نسبيا‪.‬‬ ‫المشوعات يف وقت ر‬ ‫تتم مقارنة عدد ر‬ ‫ً‬ ‫والت يحمل تصميمها‬ ‫كما يشيع أيضا‬ ‫استخدام الشعارات المرسومة ‪ ،logos‬ي‬ ‫ً‬ ‫أهم مالمح الفكرة أيضا‪ .‬وكما هو الهدف من الشعار المكتوب‪ ،‬يستهدف‬ ‫الشعار المرسوم تبسيط الفكرة واخيال تفاصيل التصميم يف شكل مجرد‬ ‫يسهل تذكره‪.‬‬

‫تطور الفكرة التصميمية ‪concept development‬‬

‫النهان وشعاره‬ ‫التصميم‬ ‫المنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫الفكرة التصميمية يف تصميم جناح الدنمارك يف ‪EXPO 2010‬‬ ‫‪70‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫في بالفكرة التصميمية وكيف يتم‬ ‫وي هتم العديد من‬ ‫المعماريي المحي ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫النهان‪ ،‬وربما أكي‪ .‬ومن أشهر‬ ‫التصميم‬ ‫تطويرها‪ ،‬قدر اهتمامهم بالمنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المعماريي مجموعة ‪ ،BIG-BJARKE INGELS GROUP‬والذي‬ ‫هؤالء‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيا من ر‬ ‫المشوعات‬ ‫يعرض موقعهم عل شبكة المعلومات الدولية عددا ر‬ ‫الت قامت بها المجموعة منذ عام ‪ 2005‬وحت اآلن‪ .‬ويذخر موقع‬ ‫ي‬ ‫والت توضح كيف تم‬ ‫والملهمة‪،‬‬ ‫المفيدة‬ ‫األمثلة‬ ‫من‬ ‫بالعديد‬ ‫المجموعة‬ ‫ي‬ ‫ينبع أن يتم إظهارها‪.‬‬ ‫التوصل إل الفكرة تصميمية وكيف‬ ‫ي‬ ‫القائمي عل تدريس مقررات التصميم المعماري تدريب الطالب عل‬ ‫وعل‬ ‫ر‬ ‫كيفية التوصل إل أفكار ومفاهيم تصميمية ‪ ،design concepts‬يك يتجاوز‬ ‫تعليم التصميم مستوى تدريب الطالب عل كيفية التوصل إل حل معماري‬ ‫إل مستوى تحقيق قيم مضافة عل هذا الحل‪.‬‬ ‫وينبع أن تتسق األفكار التصميمية المقدمة مع طبيعة ر‬ ‫المشوع والقضية‬ ‫ي‬ ‫الت تم تحديدها‪ .‬وتعتمد موضوعية ونجاح الفكرة‬ ‫والمشكلة‬ ‫تناولها‬ ‫يتم‬ ‫الت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التصميمة عل قدر اسهامها يف حل هذه المشكلة وتحقيق الهدف من‬ ‫ر‬ ‫ينبع أن يتناسب مستوى تعقيد الفكرة التصميمية وأدوات‬ ‫المشوع‪ .‬كما‬ ‫ي‬ ‫التعليم للطالب‪ .‬فاألفكار التصميمية يف‬ ‫التحقق من صحتها مع المستوى‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ينبع أن تكون بسيطة‪ ،‬يسهل اختبارها‬ ‫مشوعات المستويات الدنيا‬ ‫ي‬ ‫وترجمتها إل حلول معمارية ال تصطدم مع مخرجات أنشطة ما قبل‬ ‫التصميم‪ .‬ومع ترسخ فهم الطالب لمراحل وأنشطة العملية التصميمية‬ ‫وتعلم المزيد من مهارات التصميم‪ ،‬يمكن أن تزداد درجة عمق وثراء وتعقيد‬ ‫ً‬ ‫الفكرة التصميمية تدريجيا‪.‬‬ ‫‪Spacey, John (2018) ‘14 Types of Design Concept’. Cited in: https://simplicable.com/new/design‬‬‫‪concept‬‬ ‫‪GEC (2012) ‘The City of Calgary Recreation Facilities: Functional Program and Concept Design Report’.‬‬ ‫‪www.big.dk‬‬

‫مجموعة ‪ BIG‬والتعبب عن الفكرة التصميمية‬ ‫‪71‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 9-3‬البدائل التصميمية ‪Design Alternatives‬‬ ‫تفتح الطبيعة المركبة لمخرجات مرحلة ما قبل التصميم ‪-‬كموجهات للعملية‬ ‫ً‬ ‫التصميمية‪ -‬الباب واسعا أمام عدد ال محدود من البدائل ‪،alternatives‬‬ ‫الت يمكن لها أن تتعاط مع اإلشكالية التصميمية وتستجيب لألهداف‬ ‫ي‬ ‫والمساح‪.‬‬ ‫الوظيف‬ ‫نامج‬ ‫الي‬ ‫استيعاب‬ ‫من‬ ‫وتتمكن‬ ‫تحقيقها‪،‬‬ ‫المرجو‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تلف العروض الفنية والمالية‬ ‫ي‬ ‫وف الممارسة المهنية‪ ،‬عادة ما تنص طلبات ي‬ ‫)‪ Request For Proposals (RFP‬أو االشياطات المرجعية ‪Terms of‬‬ ‫)‪ Reference (TOR‬ر‬ ‫للمشوعات عل تقديم االستشاري لعدد من البدائل‬ ‫غي ذلك)‬ ‫الفت أو المشغل أو ر‬ ‫التصميمية‪ ،‬يقوم العميل أو من يمثله (الذراع ي‬ ‫باختيار أحد هذه البدائل بعد ترجيح االستشاري‪ .‬ويكون البديل المختار هو‬ ‫األساس لمرحلة تطوير التصميم )‪ Design Development (DD‬فيما بعد‪.‬‬ ‫تصميم ‪concept‬‬ ‫وعادة ما يكون كل بديل من هذه البدائل ذا توجه‬ ‫ي‬ ‫مستقل‪ ،‬ويملك يف الوقت نفسه المقومات الوظيفية والبيئية والتشكيلية‬ ‫النهان‪ ،‬إذا ما تم اختياره كبديل‬ ‫التصميم‬ ‫الت تؤهله ألن يكون المنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مفضل ‪.best alternative‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن إنتاج البدائل التصميمية يف الممارسة المهنية يعد مرحلة مكتملة‬ ‫األركان‪ ،‬تبدأ بعد انتهاء أنشطة مرحلة ما قبل التصميم وتنفعل بمخرجاتها‬ ‫ونتائجها‪ .‬وعقب االنتهاء من إنتاج البدائل التصميمية ‪generation of‬‬ ‫معايي المقارنة ‪evaluation‬‬ ‫‪ ،design alternatives‬يتم صياغة‬ ‫ر‬ ‫الت تم‬ ‫‪ criteria‬ربي هذه البدائل‪ ،‬يف ضوء األهداف‬ ‫ر‬ ‫والمعايي التصميمية ي‬ ‫إعدادها يف مرحلة ما قبل التصميم‪ .‬وبعد تحديد األوزان النسبية لهذه‬ ‫وف ضوء المقارنة ربي‬ ‫ر‬ ‫المعايي‪ ،‬يتم المفاضلة ربي البدائل واليجيح بينها‪ .‬ي‬ ‫هذه البدائل‪ ،‬يقوم العميل أو من يمثله باختيار البديل المفضل‪ ،‬لتبدأ مرحلة‬ ‫تطوير التصميم‪.‬‬

‫المقارنة بي بدائل التكتل من حيث المطالت والكفاءة البيئية والوظيفية‬ ‫‪72‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ا‬ ‫وف مرسم التصميم المعماري‪ ،‬ال يتسع المجال عادة لتقديم بدائل تصميمية‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ينبع تدريب الطالب عل‬ ‫أنه‬ ‫إال‬ ‫ة‬ ‫مستقل‬ ‫‪concept‬‬ ‫فكرة‬ ‫منها‬ ‫لكل‬ ‫‪،‬‬ ‫مكتملة‬ ‫ي‬ ‫تبت وتطبيق منطق ومفهوم البدائل التصميمية ‪،design alternatives‬‬ ‫ي‬ ‫واستيعاب فكرة أنه ال يوجد حل وحيد ألي مشكلة تصميمية مهما كانت‬ ‫للتعاط‬ ‫ينبع أن تقدم وجهات نظر مختلفة‬ ‫ي‬ ‫بسيطة‪ ،‬وأن البدائل التصميمية ي‬ ‫مع تحديات التصميم‪ .‬وقد يكون الباعث وراء اختالف البدائل التصميمية‬ ‫اختالف مخرجات مرحلة ما قبل التصميم‪ .‬فقد يرى معماري يف بعض‬ ‫ً‬ ‫ينبع‬ ‫ا‬ ‫حي يراها آخر تحدي‬ ‫معطيات الموقع فرصة‬ ‫ينبع استثمارها‪ ،‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫تغي‬ ‫مواجهته‪ ،‬لتختلف بالتبعية مالمح المنتج المعماري‬ ‫النهان اعتمادا عل ر‬ ‫ي‬ ‫نقطة بداية الفكرة التصميمية‪.‬‬ ‫فينبع عل الطالب يف المراسم استخدام البدائل التصميمية كأداة‬ ‫وعل هذا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أو تكتيك يف العديد من مراحل التصميم‪ ،‬وليس كمرحلة مستقلة بذاتها كما‬ ‫فف مرحلة الفكرة التصميمية ‪design‬‬ ‫هو الحال يف الممارسة المهنية‪ .‬ي‬ ‫المبدن ‪ preliminary design‬أو حت عند تحديد‬ ‫‪ concept‬أو التصميم‬ ‫ي‬ ‫ينبع عل الطالب أن يطلق لخياله‬ ‫أسلوب‬ ‫اإلظهار ‪ ،presentation style‬ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مختيا المنطق ونقيضه والبديل وما يخالفه‪ ،‬مقيما المخرجات يف‬ ‫العنان‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫معايي تتسق مع األهداف التصميمية المعدة مسبقا‪.‬‬ ‫ضوء‬ ‫ر‬ ‫معايي التقييم موضوعية ‪ objective‬يمكن قياسها‬ ‫وكلما كانت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪ ،measurable‬كلما كانت عملية المقارنة ربي البدائل أكي دقة وموثوقية‪.‬‬ ‫اليامج يمكنها المساعدة لتحقيق هذا‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن العديد من حزم ر‬ ‫اليامج ‪ Revit‬الذي يمكن‬ ‫الهدف‪ ،‬و يف مراحل التصميم المختلفة‪ .‬ومن هذه ر‬ ‫المعماري من مقارنة البدائل من حيث استهالك الطاقة ومعدالت انبعاثات‬ ‫الكربون‪ ،‬واستكشاف فرض تطوير كل بديل‪.‬‬ ‫‪Harfield, Steve (2007) ‘On Design ‘Problematization’: Theorising Differences in Designed Outcomes’,‬‬ ‫‪Elsevier: Design Studies 28 (2007) 159-173.‬‬

‫المقارنة بي بدائل التكتل من حيث استهالك الطاقة‬ ‫‪73‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 10-3‬التصميم املبدئي ‪Preliminary Design‬‬

‫المشكلة التصميمية‬ ‫‪Design Problem‬‬

‫تحليل الموقع‬ ‫‪Site Analysis‬‬

‫تحليل المشروعات المشابهة‬ ‫‪Case Study Analysis‬‬

‫المقاييس التصميمية‬ ‫‪Design Standards‬‬

‫األهداف والمعايير التصميمية‬ ‫‪Design Objectives & Criteria‬‬

‫ويكتنف تحويل الفكرة التصميمية إل حل معماري ‪-‬قابل للتطوير كمنتج‬ ‫نهان‪-‬تحديان رئيسيان هما‪:‬‬ ‫تصميم ي‬ ‫ي‬ ‫• مدى موضوعية الفكرة التصميمية من األساس‪ ،‬ومدى إمكانية تبنيها‬ ‫كمرجعية يتم من خاللها التوصل إل حل معماري متماسك‪ ،‬يتوافق من‬ ‫ناحية مع مخرجات مرحلة ما قبل التصميم‪ ،‬ويحافظ من ناحية أخرى‬ ‫عل أهم مالمح الفكرة التصميمية‪.‬‬ ‫• اتساق مكونات الحل المعماري مع بعضها البعض (التكتل وتنظيم‬ ‫المساقط ومعالجة الواجهات)‪ ،‬وحتمية التوصل إل صياغة ال يطع فيها‬ ‫مكون عل آخر‪ ،‬مع ضورة أن تتسق هذه المكونات يف مجملها مع الفكرة‬ ‫التصميمية الرئيسية‪.‬‬

‫الفكرة التصميمية‬ ‫‪Design Concept‬‬

‫تنظيم‬ ‫المسقط‬ ‫‪Plan‬‬ ‫‪Organization‬‬

‫التكتل‬ ‫‪Massing‬‬

‫معالجة‬ ‫الواجهات‬ ‫‪Façade‬‬ ‫‪Treatment‬‬

‫أنشطة التصميم المبدئي‬ ‫‪Preliminary design activities‬‬

‫وتتبلور مالمح هذا الحل يف تقديم ترجمة معمارية للفكرة التصميمية يف‬ ‫ه‪ )1( :‬مقيح لتكتل المبت ‪building‬‬ ‫صورة ‪ 3‬مخرجات أساسية ي‬ ‫‪ ،massing‬سواء كان كتلة واحدة أو مجموعة من الكتل المتصلة أو‬ ‫ر‬ ‫المشوع‬ ‫اع لمساقط‬ ‫المنفصلة (مجموعة معمارية)‪ )2( ،‬التنظيم الفر ي‬ ‫‪ plan organization‬بما فيها الموقع العام ‪ ،site plan‬وتحديد طبيعة‬ ‫العالقة ربي الفراغات الوظيفية والخدمية وشبكات الحركة األفقية والرأسية‪،‬‬ ‫و(‪ )3‬معالجة الواجهات ‪ façade treatment‬وتحديد شخصية المبت‬ ‫‪.building character‬‬

‫أنشطة ما قبل التصميم‬ ‫‪Pre-design activities‬‬

‫عقب االنتهاء من صياغة الفكرة التصميمية ‪ ،design concept‬تستكمل‬ ‫مسيتها‪ ،‬لتستهدف يف نهاية‬ ‫رحلة التصميم‬ ‫المبدن ‪ preliminary design‬ر‬ ‫ي‬ ‫المطاف التوصل إل حل معماري ‪ architectural solution‬للمشكلة‬ ‫التصميمية‪ ،‬وفق معطيات أنشطة مرحلة ما قبل التصميم‪.‬‬

‫الحل المعماري ‪Architectural Solution‬‬

‫العالقة بي الفكرة التصميمية والحل المعماري‬ ‫‪74‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫التحديي والقدرة عل التصدي لهما ربي بيئات‬ ‫وتتفاوت درجة صعوبة هذين‬ ‫ر‬ ‫الممارسة االحيافية والبيئات التعليمية‪ .‬فالمعماري المحيف يمكنه التوصل‬ ‫خيته‪-‬إل فكرة تصميمية موضوعية‪ ،‬يسهل ترجمتها إل حل معماري‬ ‫–بحكم ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫متماسك المكونات‪ ،‬يحقق كل منها جانبا أو أكي من جوانب الفكرة‬ ‫التصميمية‪ .‬كما يستطيع المعماري المحيف االحتفاظ بالفكرة التصميمية‬ ‫أثناء تطوير التكتل والمساقط والواجهات‪ ،‬دون أن ينال الحل المقيح من‬ ‫الفكرة أو يغيبها‪.‬‬ ‫وحال ال ر‬ ‫المناسبي‪ ،‬يتمكن‬ ‫والتشكيل‬ ‫الوظيف‬ ‫تعي يف التوصل إل الحل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والت تكون بمثابة‬ ‫المعماري المحيف من االستفادة من مكتسبات التجربة‪ ،‬ي‬ ‫تغذية مرتجعة ‪ feedback‬لتطوير فكرة تصميمية جديدة‪ .‬وكهذا‪ ،‬تدعم‬ ‫خية المعماري المحيف سهولة التحرك ربي الفكرة التصميمية والحل‬ ‫ر‬ ‫المبدن‬ ‫المعماري –والعكس‪-‬حت يتم تحقيق الهدف من مرحلة التصميم‬ ‫ي‬ ‫وهو الحل المعماري المتسق مع الفكرة التصميمية‪.‬‬

‫الفكرة التصميمية‬

‫خيات المعماري المحيف‪ ،‬تمثل تجربة التنقل ربي الفكرة‬ ‫وبحكم تعدد ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫االتجاهي‪-‬نشاطا روتينيا من أنشطة مرحلة‬ ‫التصميمية والحل المعماري – يف‬ ‫ر‬ ‫المبدن‪.‬‬ ‫وتنم هذه التجارب قدرة المعماري عل تحديد مدى‬ ‫التصميم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قابلية تحويل األفكار التصميمية إل حلول‪ ،‬والتعامل مع التحديات المحتملة‬ ‫الت يمكن أن تواجه هذه الحلول‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وف المراسم التعليمية‪ ،‬تتعاظم تحديات تحويل الفكرة التصميمية إل حل‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫يأن عل رأس هذه األسباب عدم وضوح‬ ‫معماري للعديد من األسباب ي‬ ‫الصورة بشكل كامل لدى الطالب –السيما طالب المستويات التعليمية‬ ‫الدنيا‪-‬بالنظر إل تجارب هم المحدودة يف مجال التصميم المعماري‪ .‬فعل‬ ‫خالف المعماري المحيف‪ ،‬يتعلم الطالب مراحل العملية التصميمية‬ ‫ويكتسب مهارات التصميم من خالل الممارسة العملية لتجربة التصميم‬ ‫نفسها ‪.learning by doing‬‬

‫النهان‬ ‫الحل المعماري‬ ‫ي‬

‫من الفكرة التصميمية إىل الحل المعماري ‪Maritime Youth House-BIG‬‬ ‫‪75‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ا‬ ‫في يف االستكشاف المبكر‬ ‫خية‬ ‫وال يمتلك الطالب عادة ر‬ ‫المعماريي المحي ر‬ ‫ر‬ ‫لصعوبات تحويل األفكار التصميمية إل حلول معمارية مبدئية‪ .‬كما ال يتحرك‬ ‫المعماريي‬ ‫الطالب ربي الفكرة والحل –والعكس‪-‬بنفس قدرة ورسعة وتمكن‬ ‫ر‬ ‫في يف‬ ‫في‪ .‬وعل الجانب اآلخر‪ ،‬ال يجاري الطالب‬ ‫المعماريي المحي ر‬ ‫ر‬ ‫المحي ر‬ ‫قدرتهم عل اتساق وترابط المكونات الثالثة للحل المعماري (التكتل وتنظيم‬ ‫المسقط ومعالجة الواجهات)‪.‬‬ ‫وف‬ ‫ولذلك فإنه من الرصوري أن يدعم‬ ‫ر‬ ‫القائمي عل التدريس طالبهم – ي‬ ‫المبدن ‪-preliminary design‬من‬ ‫مرحلة مبكرة من أنشطة التصميم‬ ‫ي‬ ‫الت تكتنف كل فكرة تصميمية‪ .‬وعل الطالب أن‬ ‫خالل توضيح التحديات ي‬ ‫يحدد ما إذا كان بمقدوره خوض تجربة التوصل إل حل معماري يتسق مع‬ ‫الت تكشفت له‪ .‬ولعل توضيح هذه‬ ‫فكرته التصميمية يف ضوء التحديات ي‬ ‫ر‬ ‫الت‬ ‫التحديات عل مشوعات مشابهة يعد من أفضل الوسائل التعليمية ي‬ ‫للقائمي عل التدريس االستعانة بها‪.‬‬ ‫يمكن‬ ‫ر‬ ‫التصميم‪،‬‬ ‫أما عل صعيد إدارة العالقة ربي المكونات الثالثة الرئيسية للمنتج‬ ‫ي‬ ‫فإن االستعانة ب ريامج النمذجة ثالثية األبعاد أثناء التصميم يتيح للطالب‬ ‫تصميم‬ ‫تأثي أي قرار‬ ‫التنقل بسهولة ربي هذه المكونات‪ ،‬ليدرك الطالب ر‬ ‫ي‬ ‫يخص أي مكون منها عل المكونات األخرى‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن ما يزيد صعوبة هذه المرحلة هو تنوع المنطلقات‬ ‫الت يمكن أن يلجأ إليها‬ ‫التصميمية والقناعات الفكرية‪ ،‬واألدوات‬ ‫والوسائل ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المصمم سواء كان طالبا أو معماريا محيفا‪ .‬وعل الطالب أن يدركوا أن‬ ‫التوصل إل حل معماري متسق مع الفكرة التصميمية يكون من خالل‬ ‫التجربة المنهجية والخطأ‪ ،‬ثم إعادة التجربة‪ ،‬إل أن يتحقق الهدف من هذه‬ ‫ينبع عل الطالب أن‬ ‫المرحلة‬ ‫بالتوصل إل المنتج المعماري المستهدف‪ .‬كما ي‬ ‫ً‬ ‫يدركوا أيضا أنه ال يوجد حل وحيد ألي مشكلة تصميمية‪ ،‬األمر الذي يضع‬ ‫المنطق المعماري ونقيضه تحت رنيان التجربة والتحليل واليجيح‪.‬‬

‫الحفاظ عىل المفهوم التصميم ر‬ ‫حن نهاية رحلة التصميم‬ ‫ي‬ ‫‪76‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ويعد اختيار األدوات والوسائل والوسائط المناسبة من أهم القرارات يف هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيا‪.‬‬ ‫ينبع أن يقدم فيها القائمون عل التدريس للطالب عونا ر‬ ‫المرحلة‪ ،‬ي‬ ‫والت ي‬ ‫التصميم‪ ،‬يختار الطالب يف‬ ‫فحسب نوع القضية ونمط المبت والتوجه‬ ‫ي‬ ‫القائمي عل التدريس‪-‬إما االستهالل بالتكتل (التصميم‬ ‫البداية ‪-‬وبمساعدة‬ ‫ر‬ ‫الت تقود التكتل (التصميم‬ ‫من الخارج إل الداخل) أو البدء بالحلول الداخلية ي‬ ‫من الداخل للخارج) أو كليهما معا‪.‬‬ ‫تشكيل ودرجة تعقيد التكتل كذلك‪ ،‬يتحدد أسلوب اختبار‬ ‫وحسب التوجه ال‬ ‫ي‬ ‫التصميم ما ربي النماذج المادية ‪ physical models‬أو النمذجة‬ ‫المنتج‬ ‫ي‬ ‫اآلل ‪.computer modeling‬‬ ‫باستخدام الحاسب ي‬ ‫ً‬ ‫واعتمادا عل مزي ج الوظائف داخل المبت ‪ building use mix‬يتحدد‬ ‫واإلنشان المناسبان لجميع الوظائف‪ ،‬كطبق رتي‬ ‫التصميم‬ ‫الموديول‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أساسي رتي يتم تنظيم جميع المساقط ‪ plan organization‬اعتمادا عليهما‪.‬‬ ‫وحسب المشكلة التصميمية والفرضيات التصميمية ‪design‬‬ ‫الت يفيض المعماري أن بمقدورها حل المشكلة التصميمية‪،‬‬ ‫‪ hypotheses‬ي‬ ‫الت يمكن‬ ‫يتم تحديد أدوات اختبار هذه الفرضيات‪ ،‬ومن بينها حزم ر‬ ‫اليامج ي‬ ‫المرحل من سالمة وفعالية القرارات التصميمية‬ ‫االستعانة بها للتحقق‬ ‫ي‬ ‫النهان‪.‬‬ ‫التصميم‬ ‫الواحد تلو اآلخر‪ ،‬قبل تحليل واختبار المنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وكما سبق وتمت اإلشارة إليه‪ ،‬فإن الرسم باليد يتسم بالمرونة والتوافق مع‬ ‫كبي‪ ،‬واالهتمام باألمور الكلية‬ ‫رسعة‬ ‫التفكي‪ ،‬وإمكانية التعديل دونما جهد ر‬ ‫ر‬ ‫عل حساب التفاصيل‪ ،‬األمر الذي يؤهل هذه األداة للمراحل األول من‬ ‫الت يمكن توظيفها للدعم‬ ‫العملية التصميمية عل حساب حزم ر‬ ‫اليامج‪ ،‬و ي‬ ‫الفت واختبار القرارات التصميمية يف مراحل الحقة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪Verma, Niraj (1997) ‘Design Theory Education: How Useful is Previous Design Experience?’ Design‬‬ ‫‪Studies 18 (1997) 89-99.‬‬

‫التشكيل البار ر‬ ‫امبي وأهمية االستعانة ببامج النمذجة‬ ‫‪77‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 11-3‬حتليل املنتج التصميمي ‪Analysis of the Design‬‬ ‫‪Product‬‬

‫المبدن بحل معماري متكامل يضم تكتل المبت أو‬ ‫تنته مرحلة التصميم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫موضوع للفراغات الرئيسية والخدمية‪،‬‬ ‫وتنظيم‬ ‫المعمارية‪،‬‬ ‫المجموعة‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ومعالجات واجهات تكسب الحل المعماري شخصيته المتفردة وبالنظر إل‬ ‫ينبع تحليل‬ ‫الحل المعماري باعتباره المنتج‬ ‫ي‬ ‫النهان للعملية التصميمية‪ ،‬فإنه ي‬ ‫الت تتعاط مع المشكلة التصميمية‬ ‫هذا المنتج والوقوف عل أهم مالمحه ي‬ ‫وتحقق أهداف ر‬ ‫المشوع‪ ،‬كما تم صياغتها يف مرحلة ما قبل التصميم ‪pre-‬‬ ‫الت يتم إجراؤها عل المنتج‬ ‫‪ .design stage‬وتختلف نوعية التحاليل ي‬ ‫ر‬ ‫المشوع‬ ‫وبالتال الوسائل المستخدمة‪-‬اعتمادا عل أهداف‬ ‫التصميم –‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المعايي التصميمية ‪.design criteria‬‬ ‫وكذلك‬ ‫‪design‬‬ ‫‪objectives‬‬ ‫ر‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬تنقسم أنشطة تحليل المنتج المعماري –بالنظر إل أدوات‬ ‫الكم‬ ‫نوعي رئيس ريي هما (‪ )1‬التحليل‬ ‫التحليل المستخدمة‪-‬إل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪ ،quantitative analysis‬والذي ينتج عنه مخرجات قابلة للقياس توضح‬ ‫التعاط مع مشكلة الدراسة‬ ‫بدقة إل أي مدى تمكن المنتج المعماري من‬ ‫ي‬ ‫النوع ‪qualitative‬‬ ‫ونجح يف تحقيق األهداف المحددة له‪ ،‬و(‪ )2‬التحليل‬ ‫ي‬ ‫‪ ،analysis‬والذي يعت بإظهار وتوضيح أهم مالمح التصميم ذات الصلة‬ ‫بأهداف ر‬ ‫المشوع بطريقة ال يمكن قياسها‪.‬‬ ‫ويضم النوع األول–عل سبيل المثال‪-‬حساب معدالت استهالك الطاقة‬ ‫‪ energy consumption‬وحساب كميات الظل والظالل ‪shade and‬‬ ‫‪ shadow‬ومحاكاة حركة الرياح ‪ wind simulation‬وتحليل اليكيب‬ ‫وغي ذلك‪ .‬وتتم هذه التحليالت باستخدام‬ ‫اع ‪ space syntax‬ر‬ ‫الفر ي‬ ‫النهان يف ضوء‬ ‫الت يمكنها تقييم أداء المنتج‬ ‫مجموعة من حزم ر‬ ‫ي‬ ‫اليامج ي‬ ‫التصميم‪.‬‬ ‫األهداف التصميمية وكذلك المفهوم‬ ‫ي‬

‫تحليل التتابع البضي وطبقات التصميم ر‬ ‫بمشوع ‪Entrepreneurs’ Park‬‬ ‫‪78‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫أما التحليالت النوعية فتضم تحليل منظومة التنقل ‪movement‬‬ ‫‪ ،network‬ومدى كفاءة وفعالية الفصل ربي أنماط الحركة المختلفة‪ .‬كما‬ ‫يمكن لهذه المجموعة أن تضم تحليل الطبقات ‪ layers‬المختلفة‬ ‫ر‬ ‫ان ‪ ،urban design projects‬أو تحليل‬ ‫لمشوعات التصميم العمر ي‬ ‫التجربة البرصية والوقوف عل مدى جودة التتابع البرصي‪ ،‬من خالل لقطات‬ ‫منظورية متسلسلة عل أنساق الحركة دخل ر‬ ‫المشوع‪.‬‬ ‫التصميم والقابل للقياس‬ ‫الموضوع للمنتج‬ ‫الكم و‬ ‫وعل خالف التحليل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تأن المجموعة الثانية من التحليالت‬ ‫وفق ما تذهب إليه المجموعة األول‪ ،‬ي‬ ‫غي موضوعية يصعب قياسها‪ ،‬األمر الذي يفتح أبواب االتفاق أو‬ ‫بمخرجات ر‬ ‫االختالف بشأنها عل مرصاعيه‪.‬‬ ‫وف كل األحوال تبلور هذه التحليالت أهم نتائج ومكتسبات العملية‬ ‫ي‬ ‫النهان عل حل المشكالت‬ ‫التصميم‬ ‫المنتج‬ ‫قدرة‬ ‫مدى‬ ‫وتوضح‬ ‫التصميمية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتحقيق األهداف‪ .‬وال يفيض أن يقوم المصمم –سواء كان طالبا أو معماريا‬ ‫ً‬ ‫محيفا‪-‬بهذه التحليالت دفعة واحدة عند االنتهاء الكامل من أعمال‬ ‫التصميم‪ .‬فعل العكس من ذلك‪ ،‬يفيض أن يقوم المصمم بهذه التحليالت‬ ‫يعط لنفسه أو لفريقه‬ ‫بشكل دوري ومنذ بداية العملية التصميمية‪ ،‬حت‬ ‫ي‬ ‫غي‬ ‫الفرصة للتطوير أو لتصويب بعض القرارات أو الفرضيات التصميمية ر‬ ‫ً‬ ‫والت ربما تدحضها نتائج هذه التحليالت مبكرا‪ .‬وحسب نوع‬ ‫الصحيحة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ال ر‬ ‫مشوع واعتمادا عل المشكلة واألهداف التصميمية‪ ،‬يحدد المصمم نوعية‬ ‫التحليالت الالزمة وتوقيت القيام بها‪.‬‬ ‫غي المتخصص ‪-‬والذي‬ ‫تبي للعميل ر‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أن هذه التحليالت ر‬ ‫قد يجد صعوبة يف قراءة واستيعاب المساقط والقطاعات والرسومات ثنائية‬ ‫األبعاد أو حت ثالثية األبعاد‪-‬نقاط القوة يف التصميم‪.‬‬ ‫‪Youssef, K.A. (2015) ‘Evidence-Based Design Education: Smart Growth Unit as A Case Study’, Journal of‬‬ ‫‪Engineering and Applied Science, Vol. 62 No. 6, Faculty of Engineering, Cairo University.‬‬

‫تحليل ر‬ ‫البكيب الفراع وحركة الرياح ومالمح االستدامة ر‬ ‫بمشوع‬ ‫ي‬ ‫‪Entrepreneurs’ Park‬‬ ‫‪79‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 12-3‬إظهار املشروع ‪Project Presentation‬‬ ‫يتنافس المعماريون يف تتوي ج المجهود المبذول أثناء العملية التصميمية‬ ‫النهان بطريقة احيافية وجذابة‪ .‬ويستخدم هؤالء‬ ‫التصميم‬ ‫بإظهار المنتج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ما يتاح لهم من أدوات وبرمجيات لتحقيق ذلك الهدف‪ .‬ومما ال شك فيه أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التأثي عل قرار العميل ‪– client decision‬‬ ‫كبيا يف‬ ‫ر‬ ‫اإلظهار يلعب دورا ر‬ ‫السيما يف مرحلة اليجيح ربي البدائل التصميمية واختيار أفضلها ‪selection‬‬ ‫‪.of best design alternative‬‬ ‫وينبع أن يتم تحقيق التوازن يف محاولة اإلظهار ربي عرض المنتج المعماري‬ ‫ي‬ ‫‪ design product‬من ناحية‪ ،‬وعرض منهجية ومراحل العملية التصميمية‬ ‫‪ design process‬من ناحية أخرى‪ .‬وعل الرغم من أنه عادة يتم االهتمام‬ ‫بالمنتج التصميم النهان ف الممارسة المهنية ر‬ ‫أكي من االهتمام بالمنهجية‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫فف‬ ‫الت خلفت هذا المنتج‪ ،‬إال أن الوضع يختلف ر‬ ‫ي‬ ‫كثيا يف البيئات التعليمية ي‬ ‫ينبع التأكيد عل أهمية العملية التصميمية والتقيد‬ ‫‪،‬‬ ‫التصميم‬ ‫تعليم‬ ‫اسم‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫والت‬ ‫بمراحلها واالستفادة من مخرجاتها‪ ،‬السيما يف مرحلة ما قبل التصميم‪ ،‬ي‬ ‫الت يتم اتخاذها‪.‬‬ ‫توضح بجالء ر‬ ‫مير القرارات ي‬ ‫ينبع تحديد المحتوى المراد إظهاره‬ ‫وف بداية مرحلة اإلظهار المعماري‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫(مخرجات العملية التصميمية)‪ ،‬وطريقة العرض المناسبة‪ .‬وعل المعماري‬ ‫يف بيئة العمل االحيافية‪ ،‬وكذلك الطالب يف البيئات التعليمية‪ ،‬أن يحرص‬ ‫الت تم اتخاذها‬ ‫عل إظهار منهجية العمل‪ ،‬والدوافع وراء القرارات التصميمية ي‬ ‫ينته بعرض المنتج‪.‬‬ ‫يف مراحل التصميم المختلفة‪ ،‬وفق تسلسل‬ ‫ي‬ ‫ينبع‬ ‫ي‬ ‫وف بيئات التعليم المعماري –السيما يف المستويات التعليمية الدنيا‪ -‬ي‬ ‫عل الطالب عمل مراجعة لل ر‬ ‫الت تم اظهار محتوياتها‬ ‫مشابهة‬ ‫ال‬ ‫وعات‬ ‫مش‬ ‫ي‬ ‫بطريقة جذابة‪ ،‬بما يتناسب مع نوع ر‬ ‫المشوع وحجمه ومدى مهارة الطالب‬ ‫يف اإلظهار اليدوي أو اإلظهار باستخدام برامج الحاسب‪.‬‬

‫إظهار ر‬ ‫المشوعات التصميمية – نماذج مختارة‬ ‫‪80‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وفيما يل مجموعة من اإلرشادات الت قد تدعم جودة إظهار ر‬ ‫المشوعات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المعمارية‪ ،‬سواء كانت تعليمية أو احيافية‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المشوع‪ ،‬المصمم‪،‬‬ ‫للمشوع (اسم‬ ‫• وضوح جميع البيانات األساسية‬ ‫ر‬ ‫وغي ذلك)‬ ‫اس والعام‬ ‫األكاديم‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫اإلرساف‪ ،‬الفصل الدر ي‬ ‫• ضورة توثيق وعرض فعاليات ونتائج أنشطة مرحلة ما قبل التصميم‬ ‫الينامج‬ ‫(المشكلة التصميمية – منهجية العمل – الموقع ونتائج تحليله ‪ -‬ر‬ ‫والمساح– نتائج دراسة الحاالت المشابهة ‪case study‬‬ ‫الوظيف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمعايي التصميمية ‪design standards and‬‬ ‫المقاييس‬ ‫‬‫‪analysis‬‬ ‫ر‬ ‫‪)criteria‬‬ ‫ر‬ ‫التصميم وكيف تم تطويره‬ ‫معتية لشح المفهوم‬ ‫• إفراد مساحة ر‬ ‫ي‬ ‫• توثيق نتائج مقارنة البدائل‬ ‫النهان‬ ‫معتية لتحليل المنتج‬ ‫• إفراد مساحة ر‬ ‫ي‬ ‫• استخدام مقاس معتمد للوحات العرض ‪standard size‬‬ ‫• استخدام شبكة ‪ grid‬وخطوط عمل ‪ guides‬لتنظيم مساحة العرض‬ ‫• تحديد موضع عناض ر‬ ‫المشوع باليتيب الذي يخدم تسلسل العرض‬ ‫• التدرج ف مساحة ومستوى إخراج عناض ر‬ ‫المشوع بما يتناسب مع أهمية‬ ‫ي‬ ‫كل عنرص‬ ‫• استخدام عدد محدود من أشكال ومقاسات الخطوط ‪font shapes‬‬ ‫‪and sizes‬‬ ‫• استخدام خلفية بيضاء أو ذات تفاصيل ال تنافس عناض ر‬ ‫المشوع‬ ‫• اختيار خطة لونية مناسبة وتقليل عدد األلوان المستخدمة قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫‪10 Tips for Creating Stunning Architecture Project Presentations, Cited in: http://www.arch2o.com/10‬‬‫‪tips-creating-stunning-architecture-project-presentations/‬‬

‫استخدام شبكة موديولية وخطوط عمل لتنظيم لوحات العرض‬

‫‪Big Group Projects, Cited in: http://www.big.dk‬‬

‫‪81‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الفصل الرابع‬

‫مشروعات‬

‫تعليــمية‬

‫خمتــــارة‬ ‫‪Selected‬‬ ‫‪Educational‬‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬ ‫‪Projects‬‬

‫‪82‬‬


‫يف هذا الفصل يتم عرض مجموعة من نتائج تجربة تعليم التصميم المعماري‬ ‫وبعض المقررات المؤهلة له‪ ،‬يف قسم العمارة بكلية تصاميم البيئة بجامعة‬ ‫الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية‪ .‬وليس الهدف من هذا الفصل‬ ‫بغيها يف المدارس المعمارية‪ .‬إنما الهدف من ذلك‬ ‫تقييم التجربة‪ ،‬أو مقارنتها ر‬ ‫إلقاء الضوء عل محاولة تفاعل فيها تعليم التصميم المعماري مع القضايا‬ ‫الت تم طرحها ومناقشتها يف الكتاب‪ .‬وعل هذا‪ ،‬فقد تم اختيار‬ ‫المختلفة ي‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫التعبي عن‬ ‫عدد من األعمال التصميمية للطالب‪ ،‬وأكيها وضوحا وقدرة عل‬ ‫ر‬ ‫جوهر التجربة ومراحلها ونتائجها‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬يتبت قسم العمارة يف تدريسه لمقررات التصميم المعماري‬ ‫أس ‪ ،vertical design studio‬والذي يتقاسم فيه‬ ‫نموذج المرسم الر ي‬ ‫طالب المستويات المختلفة البيئة التعليمية‪ ،‬بما يسمح لطالب كل مستوى‬ ‫ً‬ ‫بمشاركة تجارب التعلم مع زمالئهم من المستويات التعليمية األخرى‪ .‬ووفقا‬ ‫ً‬ ‫والت جرى تطويرها مؤخرا‪-‬يدرس الطالب ثمانية مراسم‬ ‫لخطة عام ‪ – 1429‬ي‬ ‫تصميم‪ ،‬يسبقها مقرران تأهيليان هما االتصال البرصي ‪visual‬‬ ‫األساس ‪ .basic design‬و يف قسم العمارة‪،‬‬ ‫‪ communication‬والتصميم‬ ‫ي‬ ‫يتم التعامل مع كل من هذين المقررين كمراسم تصميم‪.‬‬ ‫ويتم تعليم التصميم المعماري وفق خطة تدريس ‪ ،teaching plan‬تعت‬ ‫بالتفاعل مع قضايا أو مشاكل تصميمية‪ ،‬تناسب قدرات طالب المستوى‬ ‫وف كل مقرر‪ ،‬يتم تحديد المشكلة التصميمية ‪design‬‬ ‫التعليم‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المبان ‪building‬‬ ‫‪ ،problem‬وحجم المشوع ‪ ،project size‬وأنماط‬ ‫ي‬ ‫‪ ،types‬والمخرجات المتوقعة ‪ .deliverables‬ومن الجدير بالذكر أنه يتم‬ ‫ً‬ ‫تطوير وتحديث خطة تدريس التصميم المعماري سنويا‪ ،‬وذلك بعد تقييمها‬ ‫والوقوف عل مدى موضوعية وجودة مخرجاتها‪.‬‬ ‫‪Youssef, K.A. (2014) ‘Horizontal Design Studio versus Vertical Design Studio: A Tale of Two Architecture‬‬ ‫‪Schools’, ICERI2014 (7th International Conference of Education, Research and Innovation), Seville (Spain).‬‬

‫المرسم‬ ‫األول‬

‫االتصال البصري‬ ‫‪Visual Communication‬‬

‫المرسم‬ ‫الثاني‬

‫التصميم األساسي‬ ‫‪Basic Design‬‬

‫المرسم‬ ‫الثالث‬

‫األبعاد والمقياس‬ ‫‪Dimensions and Scale‬‬

‫المرسم‬ ‫الرابع‬

‫الجمال والتجربة‬ ‫‪Beauty and Experience‬‬

‫المرسم‬ ‫الخامس‬

‫المرونة والتنظيم‬ ‫‪Flexibility and Organization‬‬

‫المرسم‬ ‫السادس‬

‫الطراز والشخصية‬ ‫‪Style and Character‬‬

‫المرسم‬ ‫السابع‬

‫االستدامة‬ ‫‪Sustainability‬‬

‫المرسم‬ ‫الثامن‬

‫المشروعات السكنية‬ ‫‪Housing Projects‬‬

‫المرسم‬ ‫التاسع‬

‫التصميم العمراني‬ ‫‪Urban Design‬‬

‫المرسم‬ ‫العاشر‬

‫مشروع التخرج‬ ‫‪Graduation Project‬‬

‫مراسم التصميم المعماري بقسم العمارة ‪-‬جامعة الملك عبد العزيز‬ ‫‪83‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 1-4‬املرسم األول‪ :‬االتصال البصري ‪Visual Communication‬‬ ‫يمكن اعتبار مقرر االتصال البرصي المرسم األول الذي يبدأ الطالب من‬ ‫وف هذا المرسم يتعرف الطالب‬ ‫خالله ر‬ ‫مسيتهم التعليمية يف قسم العمارة‪ .‬ي‬ ‫عل أدوات الرسم المختلفة‪ ،‬مع التدرب عل استخدام هذه األدوات يف انتاج‬ ‫رسومات هندسية بسيطة‪ .‬وعقب تطوير بعض مهارات الرسم اليدوي‪،‬‬ ‫يتعلم الطالب –من خالل التدريبات ‪-learning by doing‬األنظمة‬ ‫نته المرحلة األول من هذا‬ ‫المختلفة لإلسقاط المعماري والفرق بينها‪ ،‬لت ي‬ ‫المقرر باكتساب الطالب لمجموعة من المهارات والمعارف األساسية‪.‬‬ ‫وعقب االنتهاء من المرحلة األول من مقرر االتصال البرصي‪ ،‬تبدأ المرحلة‬ ‫الثانية بتعرف الطالب عل مواد البناء ‪ building materials‬المختلفة‪،‬‬ ‫التعبي‬ ‫الت يمكن أن يتم التعرض لها أثناء الدراسة أو ممارسة المهنة‪ ،‬وكيفية‬ ‫ر‬ ‫و ي‬ ‫عن كل منها بالرسم ‪.visual indication‬‬ ‫ً‬ ‫و يف هذه المرحلة أيضا‪ ،‬يدرك الطالب العناض المعمارية ‪architectural‬‬ ‫‪ elements‬والمكونات األساسية للمبت ‪basic building‬‬ ‫التعبي عنها بالرسم سواء يف المساقط األفقية‬ ‫‪ ،components‬وكيف يتم‬ ‫ر‬ ‫أو الواجهات أو القطاعات الرأسية‪ .‬كما يتعرف الطالب كذلك عل عناض‬ ‫وتأثيها عل التصميم‪،‬‬ ‫المفروشات يف الفراغات المفتوحة‪ ،‬والطبوغرافيا‬ ‫ر‬ ‫وف مرحلة‬ ‫وكيفية‬ ‫ر‬ ‫التعبي عنها يف المساقط األفقية والقطاعات الرأسية‪ .‬ي‬ ‫الحقة‪ ،‬يدرس الطالب المبادئ العامة للظل ‪ shade and shadow‬ورسم‬ ‫المنظور ‪ ،perspectives‬ليتم تطبيق هذه المبادئ عل كتل أو مجموعات‬ ‫معمارية بسيطة‪.‬‬ ‫وف نهاية مرسم االتصال البرصي‪ ،‬يقوم كل طالب بأعمال اإلظهار المعماري‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫الت تم تعلمها‬ ‫لمشوع معط ‪ ،given project‬مستخدما جميع المهارات ي‬ ‫اس‪.‬‬ ‫والتدرب عليها أثناء الفصل الدر ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫أحد تدريبات مرسم االتصال البضي‬ ‫‪84‬‬


‫‪ 2-4‬املرسم الثاني‪ :‬التصميم األساسي ‪Basic Design‬‬ ‫يف هذا المقرر‪ ،‬وبعد تمكن الطالب من تعلم العديد من المعارف والمهارات‬ ‫الت تعزز االتصال البرصي ‪ ،visual communication‬وكذلك اتقان عدد‬ ‫ي‬ ‫الثان وهو مرسم‬ ‫المرسم‬ ‫دور‬ ‫يأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المعماريي‬ ‫بي‬ ‫التواصل‬ ‫لغة‬ ‫مفردات‬ ‫من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫األساس ‪ basic design‬أو ما يمكن تسميته بأساسيات التصميم‬ ‫التصميم‬ ‫ي‬ ‫‪ ،design basics‬ليتقدم الطالب خطوة أخرى تجاه البداية الحقيقية‬ ‫ال‪.‬‬ ‫اس الت ي‬ ‫لممارسة أنشطة التصميم المعماري يف الفصل الدر ي‬ ‫وف هذا المرسم‪ ،‬يدرس الطالب أساسيات التصميم من خالل سلسلة من‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫وف البداية‪ ،‬يتم التعرف عل‬ ‫العملية‬ ‫والتطبيقات‬ ‫النظرية‬ ‫ات‬ ‫المحاض‬ ‫ي‬ ‫وه‬ ‫‪،‬‬ ‫‪primary‬‬ ‫‪elements‬‬ ‫العناض األساسية للعمارة ‪of architecture‬‬ ‫ي‬ ‫النقطة ‪ point‬والخط ‪ line‬والسطح ‪ plane‬والحجم ‪،volume‬‬ ‫والتطبيقات المعمارية المختلفة لها‪ ،‬ليخوض الطالب بعد ذلك تجربة عمل‬ ‫تشكيالت معمارية باالعتماد عل العناض األساسية سابقة الذكر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وف المرحلة التالية‪ ،‬يتعرض الطالب لموضوعات معمارية ر‬ ‫أكي عمقا‪ ،‬تبدأ‬ ‫ي‬ ‫بالتعرف عل الخصائص البرصية للقوالب المعمارية ‪visual properties‬‬ ‫الت يمكن إجراؤها عل الكتل‬ ‫‪ ،of architectural forms‬والتحوالت ي‬ ‫المعمارية النقية ‪ ،transformation of architectural forms‬من خالل‬ ‫تغيي األبعاد والحذف ‪ subtraction‬واإلضافة ‪ ،addition‬وذلك بهدف‬ ‫ر‬ ‫التوصل إل بدائل تشكيلية تختلف يف خصائصها عن خصائص القوالب‬ ‫األصلية‪.‬‬ ‫وعقب ذلك‪ ،‬يدرس الطالب بدائل العالقات التشكيلية ربي الكتل المعمارية‬ ‫‪ .masses‬كما يتدرب الطالب بعد ذلك عل تنظيم الكتل ‪organization‬‬ ‫‪ ،of forms‬والت يمكن من خاللها التعامل مع ر‬ ‫أكي من كتلة ف ر‬ ‫المشوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الواحد‪.‬‬

‫األساس‬ ‫أمثلة لمخرجات مقرر التصميم‬ ‫ي‬ ‫‪85‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وبعد إتقان أدوات التعامل مع الكتل ‪ masses‬والقوالب المعمارية‬ ‫‪ ،architectural forms‬يبدأ الطالب –من خالل المحاضات النظرية‬ ‫والتدريبات العملية‪ -‬يف استيعاب العالقة التبادلية ربي الكتلة ‪ form‬والفراغ‬ ‫‪ ،space‬وكيف يسهم كل منهما يف تعريف اآلخر ويؤثر يف خصائصه‬ ‫الت‬ ‫التشكيلية والحسية‪ .‬كما يتعرف الطالب عل العناض األفقية والرأسية ي‬ ‫يمكن لها أن تسهم يف تعريف الفراغ ‪.definition of space‬‬ ‫وكمحاولة من المقرر لتهيئة الطالب لمرسم التصميم المعماري األول يف‬ ‫التال‪ ،‬يتم تدريب الطالب –من خالل المحاضات‬ ‫اس‬ ‫ي‬ ‫الفصل الدر ي‬ ‫ر‬ ‫تأثي محاور االقياب ‪ approach‬عل إدراك المشوع‪،‬‬ ‫والتدريبات‪-‬عل فهم ر‬ ‫وكيف يمكن تعريف منطقة المدخل ‪ entrance‬يف الكتلة المعمارية‪ ،‬بما‬ ‫ييش التعرف عليها ‪ ،way-finding‬وكيف يتم صياغات أنساق الحركة‬ ‫وغي ذلك من‬ ‫داخل المبت ‪ form of the circulation space‬أو خارجه‪ ،‬ر‬ ‫أساسيات التصميم المعماري‪.‬‬ ‫وعل خالف موضوعية مقرر االتصال البرصي والذي يستهدف بشكل‬ ‫الت تمكنهم من التواصل‬ ‫أساس تعليم الطالب مفردات اللغة المعمارية ي‬ ‫ي‬ ‫األساس ‪basic‬‬ ‫التصميم‬ ‫مقرر‬ ‫يحاول‬ ‫المهنة‪،‬‬ ‫زمالء‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫غي‬ ‫مع‬ ‫البرصي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪ design‬أو أساسيات التصميم ‪ design basics‬تشكيل وتنمية الحس‬ ‫المعماري لدى الطالب‪ ،‬من خالل التطرق إل قضايا تشكيلية وإدراكية ال‬ ‫موضوعية‪ ،‬تقبل الرأي والرأي اآلخر‪.‬‬ ‫الشهي ‪Architecture: Form, Space‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن الكتاب‬ ‫ر‬ ‫‪ and Order‬للكاتب ‪ Francis D. K. Ching‬يعد من أهم المراجع لتدريس‬ ‫األساس لطالب العمارة يف مراحل ما قبل مراسم التصميم‬ ‫مقرر التصميم‬ ‫ي‬ ‫المعماري‪.‬‬ ‫‪Ching, Francis (2007) ‘Architecture: Form, Space and Order’. John Wiley & Sons; 3rd edition.‬‬

‫‪ Architecture: Form, Space and Order‬كمرجع لتدريس أساسيات التصميم‬ ‫‪86‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 3-4‬املرسم الثالث‪ :‬األبعاد واملقياس ‪Dimensions and Scale‬‬ ‫يعد هذا المرسم بداية احتكاك الطالب بالتصميم المعماري‪ ،‬وفق عملية‬ ‫منهجية‪ ،‬تبدأ بأنشطة ما قبل التصميم وتمر بالفكرة التصميمية وتوليد‬ ‫لتنته العملية بتحليل‬ ‫البدائل والمقارنة بينها‪ ،‬ثم تطوير البديل المختار‪،‬‬ ‫ي‬ ‫القائمي عل التدريس عل‬ ‫التصميم وإظهاره‪ .‬وعل الرغم من حرص‬ ‫المنتج‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ينبع‬ ‫منهج لممارسة التصميم‪ ،‬إال أنه‬ ‫التمسك بالعملية التصميمية كإطار‬ ‫ر ي‬ ‫ي‬ ‫أن يتناسب عمق ودرجة تعقيد أنشطة مراحل هذه العملية مع مستوى‬ ‫الطالب الذين بدأوا للتو أول تجارب هم التصميمية‪.‬‬ ‫التصميم األول والمعنون "األبعاد‬ ‫وف هذا المرسم يتم االحتفاء بالدرس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمقياس ‪ ،"Dimension and Scale‬والذي يتم تطبيقه عل منتجات‬ ‫تصميمية موضوعية ‪ rational‬ومحدودة األبعاد ‪ ،minimalism‬كحل‬ ‫لمشكلة تصميمية ‪ design problem‬بسيطة يكون بمقدور الطالب –‬ ‫التعاط معها‪.‬‬ ‫التعليم‪-‬‬ ‫بالنظر لمستواهم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويتمحور الهدف من هذا الدرس حول إكساب الطالب بعض المهارات‬ ‫والت تعتمد عل أبعاد المستخدم والمفروشات وعناض‬ ‫التصميمية األولية‪ ،‬ي‬ ‫الحركة‪ ،‬مع معرفة كافة مفردات المبت ‪ building components‬الذي يتم‬ ‫تصميمه‪ .‬وعادة ما يكون هذا المبت محدود المساحة‪ ،‬بما يحتم عل الطالب‬ ‫التأثي عل التصميم‪.‬‬ ‫معرفة األبعاد الدنيا المقبولة لكل ما من شأنه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الت قام الطالب بتصميمها وفق محددات هذا الدرس‬ ‫ومن أمثلة المشوعات ي‬ ‫التعليم‪ :‬البيوت الصفية ‪ row houses‬محدودة المساحة‪ ،‬الفيالت‬ ‫ي‬ ‫صغية القابلة للفك‬ ‫صغية‪ ،‬البيوت المتنقلة ‪ ،mobile houses‬البيوت ال ر‬ ‫ال ر‬ ‫وإعادة التجميع ‪ ،micro houses‬سكن اإلجازات ‪،vacation houses‬‬ ‫وبيوت السكن والعمل ‪ ،work-live houses‬ومركز خدمات مجاورة سكنية‬ ‫محدود المساحة‪.‬‬

‫الموديوىل القابل للتجميع ‪-‬المرسم الثالث – ‪2014-2013‬‬ ‫المسكن‬ ‫ي‬

‫المسكن محدود المساحة القابل للتجميع ‪-‬المرسم الثالث – ‪2014-2013‬‬ ‫‪87‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫وف كل ر‬ ‫يلف القائمون عل التدريس الضوء عل المشكلة‬ ‫مشوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تعليم ي‬ ‫التصميم ‪design challenge‬‬ ‫التحدي‬ ‫أو‬ ‫‪design‬‬ ‫‪problem‬‬ ‫التصميمية‬ ‫ي‬ ‫فف حالة البيوت الصفية‪ ،‬يتم توضيح نوع‬ ‫الذي يفيض أن يواجهه الطالب‪ .‬ي‬ ‫المبان السكنية‬ ‫الت تصاحب تصميم هذه النوعية من‬ ‫ي‬ ‫وحجم التحديات ي‬ ‫والمتمثلة يف محدودية المساحة‪ ،‬وصغر عرض واجهة المبت مقارنة بعمقه‪،‬‬ ‫توفي التهوية واإلنارة الطبيعية‪ ،‬وتطبيق االشياطات البنائية‪.‬‬ ‫وصعوبة ر‬ ‫وف البيوت المتنقلة وتلك القابلة للفك وإعادة اليكيب‪ ،‬يتم توضيح‬ ‫ي‬ ‫ينبع التحكم يف‬ ‫وكيف‬ ‫التجميع‪،‬‬ ‫وآليات‬ ‫التشييد‬ ‫وطرق‬ ‫اء‬ ‫البن‬ ‫مواد‬ ‫تحديات‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫أبعاد هذه المكونات ليسهل التخزين ‪ packaging‬والنقل‪ ،‬هذا فضل عن‬ ‫تحديات اإلمداد بالطاقة والمياه والتخلص من المخلفات‪ ،‬يف ظل متطلبات‬ ‫التحكم يف حجم المبت والتقيد باألبعاد الدنيا لعناض الفرش وممرات‬ ‫الحركة‪.‬‬ ‫وف البيوت المخصصة للسكن والعمل ‪ ،work-live houses‬والمؤهلة‬ ‫ي‬ ‫غي سكان الميل أو أقارب هم‪ ،‬يتم‬ ‫من‬ ‫العمل‬ ‫اغات‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫عل‬ ‫ددين‬ ‫المي‬ ‫الستقبال‬ ‫ر‬ ‫التأكيد عل ضورة أن تحقيق الخصوصية السمعية والبرصية ألفراد العائلة‬ ‫تدابي‬ ‫وأقارب هم‪ ،‬عن طريق الفصل ربي أنساق الحركة المختلفة‪ ،‬من ربي‬ ‫ر‬ ‫تصميمية أخرى‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬يتعلم الطالب أن التصميم المعماري إنما هو حل لمشكلة أو تحدي‬ ‫حيان قائم‪ .‬وللتوصل إل هذا الحل‪ ،‬يلزم دراسة المشكلة التصميمية‬ ‫ي‬ ‫وأبعادها المختلفة‪ ،‬حت يتست إنتاج مجموعة من بدائل التصدي لهذه‬ ‫المشكلة‪ .‬وأثناء ذلك‪ ،‬يتدرب الطالب عل اتخاذ قرارات تصميمية تغلب‬ ‫عليها الموضوعية ‪ ،objective‬بما ترسخ يف أذهانهم األبعاد الواقعية‬ ‫‪ rationalism‬ألي حل معماري‪ ،‬مهما صغر حجم المنتج‪ .‬وتحول قيود‬ ‫األبعاد والمساحة دون هروب الطالب من التحديات التصميمية إل الحلول‬ ‫لت تتيحها الوفرة يف األبعاد والمساحات ومواد البناء وطرق التشييد‪.‬‬ ‫ا ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫ر‬ ‫بح الجامعة – عبد هللا الخليوي ‪2016-‬‬ ‫استخدام الحاويات يف مشوع مركز العلوم ي‬ ‫‪88‬‬


‫صف –عمر العمري ‪2009-‬‬ ‫مسكن‬ ‫ي‬

‫البوسيف ‪2013-‬‬ ‫مسكن محدود المساحة من الحديد –عبد العزيز‬ ‫ي‬ ‫‪89‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪4-4‬‬

‫املرسم‬

‫الرابع‪:‬‬

‫‪Experience‬‬

‫اجلمال‬

‫والتجربة‬

‫‪and‬‬

‫‪Beauty‬‬

‫يف هذا المرسم –وبعد تعرض الطالب لتجربة اتخاذ قرارات تصميمية‬ ‫موضوعية تحت قيود األبعاد والمساحة‪-‬يتم إفساح المجال لتدريب الطالب‬ ‫عل اتخاذ قرارات ال موضوعية ‪ ،subjective‬ذات صلة بالقيم الحسية‬ ‫‪ aesthetical values‬والخصائص التشكيلية للفراغات المعمارية‪،‬‬ ‫والتجربة اإلدراكية للمستخدم ‪ ،experience‬والتتابع البرصي ‪visual‬‬ ‫‪ sequence‬لفراغات المبت‪.‬‬ ‫وف عدد من التجارب‪ ،‬تم تدريب الطالب عل محاكاة الفلسفة التشكيلية‬ ‫ي‬ ‫المعماريي المعاضين‪ ،‬بما يتناسب مع‬ ‫من‬ ‫للمشاهي‬ ‫الطرزية‬ ‫والمفردات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الت تمارس فيه‪.‬‬ ‫نمط المبت ‪ building type‬وطبيعة األنشطة ي‬ ‫الت تناسب توجه‬ ‫وتعد المتاحف أو صاالت العرض من أنماط‬ ‫ي‬ ‫المبان ي‬ ‫الت ر‬ ‫يرح تحقيقها من خالله‪،‬‬ ‫وفلسفة هذا المرسم‪ ،‬واألهداف التعليمية ي‬ ‫ً‬ ‫ميرات‬ ‫نظرا لمساحة الحرية‬ ‫الكبية يف اتخاذ القرارات التصميمية بناء عل ر‬ ‫ر‬ ‫الت فرضت‬ ‫تشكيلية أو برصية أو فلسفية‪ ،‬دون التقيد بمحددات التصميم ي‬ ‫ر‬ ‫اس السابق‪.‬‬ ‫نفسها عل مشوعات الفصل الدر ي‬ ‫الالموضوع يف الممارسة‬ ‫وف هذا المرسم يتعرف الطالب عل الوجه اآلخر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫المعمارية وتسهم التجربتان المتتاليتان معا يف التأكيد عل ثراء التخصص‬ ‫الت قد تبدو متناقضة يف بعض األحيان‪ .‬ومن خالل تجربة‬ ‫وتعددية أبعاده‪ ،‬و ي‬ ‫ا‬ ‫التصميم هذه‪ ،‬يتخل الطالب قليل عن الموضوعية لصالح الالموضوعية‪،‬‬ ‫وعن العقالنية لصالح العاطفية‪ ،‬وعن االستجابة للتحديات لصالح البحث‬ ‫عن أفكار تشكيلية خارج الصندوق‪ .‬ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أن ذلك كله يتم‬ ‫ينبع التقيد بها‪ ،‬تؤدي كل مرحلة‬ ‫داخل إطار العملية التصميمية كمنهجية‬ ‫ي‬ ‫الت تليها‪.‬‬ ‫منها إل المرحلة ي‬ ‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬

‫معرض رشكة فيليبس بجدة –براء غبان ‪2014-‬‬ ‫‪90‬‬


‫معرض رشكة ‪ Lego‬بجدة –محمد باعقيل ‪2014-‬‬

‫البوسيف ‪2014-‬‬ ‫الصناع –عبد العزيز‬ ‫متحف الذكاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪91‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 5-4‬املرسم اخلامس‪ :‬املرونة والتنظيم ‪Flexibility and‬‬ ‫‪Organization‬‬

‫اس –وكمحاولة لتحقيق التوازن ربي الموضوعية‬ ‫يف هذا الفصل الدر ي‬ ‫‪ objectivity‬والالموضوعية ‪-subjectivity‬يتعرض الطالب إل تجربة‬ ‫المبان متعددة االستعماالت‬ ‫ه تصميم‬ ‫ي‬ ‫تصميم ذات تحديات واقعية‪ ،‬و ي‬ ‫المبان مجموعة من الوظائف ذات‬ ‫‪ .mixed use buildings‬وتضم هذه‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫تغي بعض هذه الوظائف مستقبل‬ ‫المتطلبات الفراغية المتنوعة‪ ،‬مع إمكانية ر‬ ‫تغي الطلب‪.‬‬ ‫نتيجة ل ر‬ ‫وعل هذا‪ ،‬تتبلور مهمة الطالب يف البحث عن أفكار تصميمية تسمح بتنظيم‬ ‫‪ organization‬واستيعاب هذه الوظائف المتعددة‪ ،‬من خالل الدراسة‬ ‫الواعية والمتعمقة لعناض التصميم مثل الشبكات التصميمية ‪grids‬‬ ‫المعمارية واإلنشائية‪ ،‬وموضع عناض الحركة الرأسية ‪vertical‬‬ ‫‪ ،circulation‬وأماكن المداخل المختلفة ‪ ،entrances‬وخصائص منظومة‬ ‫الخدمات والمرافق ‪.services and utilities‬‬ ‫المبان المناسبة لهذه القضية التصميمية ‪-‬والمناسبة يف الوقت‬ ‫ومن أنماط‬ ‫ي‬ ‫التعليم لطالب هذه المرحلة‪-‬العمارات السكنية‬ ‫نفسه للمستوى‬ ‫ي‬ ‫الت تضم‬ ‫‪ apartment buildings‬متعددة النماذج‪ ،‬أو العمارات السكنية ي‬ ‫ان الشقق الفندقية ‪serviced‬‬ ‫استعماالت تجارية ومواقف للسيارات‪ ،‬أو مب ي‬ ‫‪.apartment buildings‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أنه قد يتأخر التعرض لهذه القضية التصميمية لفصول‬ ‫ً‬ ‫دراسية متأخرة‪ ،‬ليتم التطبيق عل مبان ر‬ ‫أكي تعقيدا‪ ،‬مثل الفنادق المصنفة‬ ‫ي‬ ‫والمستشفيات العامة ‪ general hospitals‬أو المستشفيات التخصصية‬ ‫‪.specialized hospitals‬‬

‫مبن متعدد االستعماالت –وديع العظمة ‪2010-‬‬ ‫‪92‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الجدعان ‪2014-‬‬ ‫مستشف عام –معاذ‬ ‫ي‬ ‫‪93‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫البحيص ‪2013-‬‬ ‫ج –عبد الرحمن‬ ‫ي‬ ‫مركز ي‬ ‫‪94‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 6-4‬املرسم السادس‪ :‬الطراز والشخصية ‪Style and Character‬‬ ‫اس‬ ‫الت يتعرض لها الطالب يف الفصل الدر ي‬ ‫عقب التحديات التصميمية ي‬ ‫السابق‪ ،‬يتعاط الطالب يف هذا الفصل مع إشكاليات الطرز المعمارية‬ ‫‪ architectural styles‬والشخصية المعمارية ‪architectural‬‬ ‫‪ ،character‬وكيفية إكساب العمل المعماري هوية ‪ identity‬ما‪ ،‬حسب‬ ‫ان‬ ‫الموقف‬ ‫التصميم ‪ design situation‬أو السياق المعماري أو العمر ي‬ ‫ي‬ ‫‪ urban or architectural context‬المتاخم لبيئة العمل‪.‬‬ ‫وتفرض هذه القضايا نفسها عل التصميم المعماري للعديد من أنماط‬ ‫ينبع لها أن تعكس هوية‬ ‫الت‬ ‫المبان‪ ،‬مثل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مبان السفارات والقنصليات ي‬ ‫ي‬ ‫ومبان البنوك ذات الشخصية المعمارية الموحدة عل‬ ‫دولها‪،‬‬ ‫وشخصية‬ ‫ي‬ ‫المبان يف‬ ‫تصميم‬ ‫عند‬ ‫نفسها‬ ‫القضية‬ ‫ذات‬ ‫تفرض‬ ‫اختالف مواقعها‪ .‬كما‬ ‫ي‬ ‫المناطق ذات المالمح المعمارية والعمرانية الخاصة‪ ،‬كالمراكز التاريخية‬ ‫والمناطق الياثية عل سبيل المثال‪.‬‬ ‫ومن خالل مراسم تصميمية متعددة ولسنوات متتابعة‪ ،‬خاض طالب مرسم‬ ‫التنمية الذكية بقسم العمارة بجامعة الملك عبد العزيز العديد من تجارب‬ ‫التعبي عن الهوية المحلية والتعامل مع المفردات الطرزية للعمارة التقليدية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫التعبي عن الهوية المنفردة ‪ single identity‬أو الهوية‬ ‫وتعددت طريقة‬ ‫ر‬ ‫المتعددة ‪ multiple identity‬وفق قناعة كل طالب‪ ،‬لتضم التجريد أو الرمز‬ ‫غي ذلك‪.‬‬ ‫أو اإلحياء الرصي ح أو ر‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن تنوع المخزون الطرزي للعمارة التقليدية يف المملكة‬ ‫العربية السعودية –كبيئة للعمل‪-‬مثل مادة ثرية لهذه القضية التصميمية‪،‬‬ ‫ليقدم الطالب أطروحاتهم بشأن كيفية التعامل مع العمارة التقليدية يف‬ ‫وعسي ونجد والمنطقة‬ ‫مناطق مختلفة يف المملكة مثل جدة التاريخية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الشقية من ربي مناطق أخرى متعددة‪.‬‬

‫اإلسبان –عبد الرحمن بدري ‪2010-‬‬ ‫الهوية المزدوجة بالبنك السعودي‬ ‫ي‬ ‫‪95‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫محاكاة عمارة عسب –محمد خليفه ‪2012-‬‬

‫البوسيف ‪2014-‬‬ ‫اجتماع للطالب اإلسبان –عبد العزيز‬ ‫نادي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪96‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 7-4‬املرسم السابع‪ :‬االستدامة ‪Sustainability‬‬ ‫يف هذا المرسم يتعرف الطالب عل تعريفات ومفاهيم التنمية المستدامة‪،‬‬ ‫والدعائم البيئية واالقتصادية واالجتماعية لها‪ ،‬ومسئولية الممارسة‬ ‫وبالتال الدور الممكن‬ ‫غي المستدامة‪،‬‬ ‫المعمارية عن األنماط التنموية ر‬ ‫ي‬ ‫للتصميم المعماري يف دعم تحقيق أهداف استدامة البيئات المبنية‪.‬‬ ‫تعليم واحد‪،‬‬ ‫التعاط مع الركائز الثالث لالستدامة يف مرسم‬ ‫ونظرا لصعوبة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فإنه عادة ما يتم تحديد قضية فرعية ذات صلة بأحد هذه الركائز‪ ،‬لتكون‬ ‫فف أحد المراسم‪ ،‬تم التفاعل مع إشكالية‬ ‫القضية التصميمية لهذا المرسم‪ .‬ي‬ ‫تنام معدالت استهالك الطاقة يف البيئات المبنية كقضية تصميمية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ليستهدف الطالب تصميم مبت إداري صفري االستهالك‪ ،‬عن طريق تعظيم‬ ‫قدرة المبت عل انتاج الطاقة (الخاليا الكهروضوئية وتوربينات الرياح) من‬ ‫ناحية‪ ،‬وتقليل الطاقة المستهلكة من ناحية أخرى (التوجيه‪ ،‬والعزل‬ ‫الحراري‪ ،‬واإلضاءة الطبيعية ‪ ،natural lighting‬واالستفادة من الثبات‬ ‫النست لدرجة حرارة األرض‪ ،‬وكارسات أشعة الشمس كوسائل للتظليل‪،‬‬ ‫ري‬ ‫تحفي التهوية العابرة وتوظيف مالقف الهواء ‪ wind catchers‬والمداخن‬ ‫و ر‬ ‫الشمسية ‪.)solar chimneys‬‬ ‫وف تجارب أخرى‪ ،‬تم تقسيم الطالب إل ثالث مجموعات‪ ،‬يستهدف طالب‬ ‫ي‬ ‫المجموعة األول منها دعم تحقيق االستدامة البيئية‪ ،‬ويستهدف طالب‬ ‫حي‬ ‫المجموعة الثانية تحقيق التصميم لمبادئ االستدامة االقتصادية‪ ،‬يف ر‬ ‫االجتماع لمفهوم االستدامة‪.‬‬ ‫يحاول طالب المجموعة الثالثة تحقيق البعد‬ ‫ي‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أنه يف هذا المرسم تم العمل عل تصميم مبت بسيط‬ ‫ومساح معط‪ ،‬بما يسمح للطالب بتوجيه‬ ‫وظيف‬ ‫لتوطي متطلبات برنامج‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كيهم ومجهودهم نحو القضية والمشكلة التصميمية‪ ،‬وليس يف حل‬ ‫جل تر ر‬ ‫مبت معقد يستهلك الوقت والمجهود‪.‬‬

‫الجدعان ‪2014-‬‬ ‫مكتن صفري االستهالك –معاذ‬ ‫البين يف تصميم مبن‬ ‫البعد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪97‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫أساس‪-‬عبد هللا الجاروشة‪2014-‬‬ ‫األبعاد البيئية يف تصميم مدرسة تعليم‬ ‫ي‬

‫االجتماع بي فئات المجتمع –مدرسة ابتدائية –عبد هللا الغفيص‪2014-‬‬ ‫التواصل‬ ‫ي‬ ‫‪98‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ان‪2014-‬‬ ‫البعد االقتصادي يف تصميم مدرسة ابتدائية بجازان–فيصل الزهر ي‬ ‫‪99‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 8-4‬املرسم الثامن‪ :‬املشروعات السكنية ‪Housing Projects‬‬ ‫ر‬ ‫المشوعات السكنية وتنوع أنماطها ومعطياتها وتحدياتها‬ ‫نظرا ألهمية‬ ‫اس كامل لهذه النوعية من‬ ‫ومستوياتها‪ ،‬فإنه يتم تخصيص فصل در ي‬ ‫المشوعات‪ .‬ويختلف نوع ر‬ ‫ر‬ ‫المشوع حسب القضية والمشكلة التصميمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫المشوعات‬ ‫اس آلخر تفاديا لتكرار محددات‬ ‫والت تختلف من فصل در ي‬ ‫ي‬ ‫وبالتال احتمالية تشابه المنتجات‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫وتأخذ هذه ر‬ ‫المشوعات أشكال مختلفة‪ ،‬منها العمارات السكنية متوسطة‬ ‫المبان متعددة‬ ‫االرتفاع ‪ ،mid-rise residential buildings‬ومنها أيضا‬ ‫ي‬ ‫والت‬ ‫االستعماالت ومتوسطة االرتفاع ‪use buildings‬‬ ‫‪ mid-rise mixed‬ي‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫السكت أحد أهم استعماالتها‪ .‬ومنها أيضا المشوعات ذات‬ ‫يعتي المكون‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الصبغة العمرانية‪ ،‬كالمجموعات أو المجاورات السكنية ‪residential‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا ر‬ ‫مشوعات المجمعات السكنية الخاصة أو العامة‬ ‫‪ .clusters‬ومنها‬ ‫ً‬ ‫‪ .residential compounds‬ومن هذه ر‬ ‫المشوعات أيضا ما يسم بالبلوك‬ ‫ان ‪.urban block‬‬ ‫الحرصي أو العمر ي‬ ‫اس‪ ،‬يتعرف الطالب عل النماذج والوحدات السكنية‬ ‫ي‬ ‫وف هذا الفصل الدر ي‬ ‫ً‬ ‫توفيها نظاما‪،‬‬ ‫مختلفة المساحات‪ ،‬وكذلك الخدمات األساسية الواجب‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫اعتمادا عل حجم ر‬ ‫المشوع‪ .‬كما يتعرف الطالب عل رتب الشوارع السكنية‬ ‫ً‬ ‫اس أيضا‪،‬‬ ‫وتصميم قطاعات الطرق حسب هذه الرتب‪ .‬ي‬ ‫وف هذا الفصل الدر ي‬ ‫يتدرب الطالب عل تطبيق اشياطات الجهات المختلفة المعنية باعتماد‬ ‫المدن ووزارة اإلسكان ووزارة الشئون‬ ‫المخططات‪ ،‬ومنها األمانات والدفاع‬ ‫ي‬ ‫البلدية والقروية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الت يتوقع أن يتعرض‬ ‫وترجع أهمية هذا المرسم إل نسبة مشوعات اإلسكان ي‬ ‫المبان‬ ‫بغيها من أنماط‬ ‫لها الطالب بعد التخرج‬ ‫كممارسي للمهنة‪ ،‬مقارنة ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫األخرى‪.‬‬

‫يحن ‪2013-‬‬ ‫سكن خاص –يوسف‬ ‫مجمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪100‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫ط أبو شوشة ‪2013-‬‬ ‫مجمع‬ ‫سكن خاص – ي‬ ‫ي‬

‫الحرن ‪2012-‬‬ ‫البلوك الحضي ‪-‬رشيد‬ ‫ي‬ ‫‪101‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 9-4‬املرسم التاسع‪ :‬التصميم العمراني ‪Urban Design‬‬ ‫مبان‬ ‫بعد اجتياز ستة مقررات قام من خاللها طالب العمارة بأعمال تصميم ي‬ ‫منفردة يف أغلب األحيان‪ ،‬يتعرض الطالب يف هذا المرسم إل قضايا التصميم‬ ‫ان‪ ،‬واستيعاب العالقة التبادلية ربي الكتل والفراغات‪ ،‬وكيف يمكن لكل‬ ‫العمر ي‬ ‫وبالتال إدراك‪-‬المكون اآلخر‪.‬‬ ‫التأثي عل خصائص –‬ ‫منها ر‬ ‫ي‬ ‫وف هذا المرسم يتم البدء ببناء القاعدة المعرفية‪ ،‬من خالل القيام ببحث‬ ‫ي‬ ‫نظري يضم المصطلحات ‪ terminology‬المختلفة يف مجال التصميم‬ ‫ان‪ ،‬وأبعاده ‪ ،dimensions of urban design‬وعناضه التصميمية‬ ‫العمر ي‬ ‫‪ ،elements of urban design‬والنظريات والمدارس الفكرية واالتجاهات‬ ‫ان ‪theories, trends and movements of‬‬ ‫المعاضة للتصميم العمر ي‬ ‫ً‬ ‫وف هذا المرسم أيضا‪ ،‬يقوم الطالب بتحليل عدد من‬ ‫‪ .urban design‬ي‬ ‫ال ر‬ ‫مشوعات المشابهة من حيث الحجم أو القضية أو كليهما‪.‬‬ ‫الت عادة ما يكون طالب مستوى ما قبل‬ ‫وعل الرغم من ر‬ ‫الخية التصميمية ي‬ ‫الت تم‬ ‫التخرج قد اكتسبها –نتيجة لتعدد مراسم التصميم ًالمعماري ي‬ ‫اجتيازها‪-‬فإن هذا المرسم يكتنفه تحديات نوعية‪ ،‬نظرا لطبيعة األنشطة‬ ‫التصميمية وكذلك مقياس العمل‪ .‬وعل الرغم من ذلك‪ ،‬فإنه يتم العمل وفق‬ ‫الت تبدأ بأنشطة ما قبل التصميم‪ ،‬ليليها الفكرة التصميمية‬ ‫ذات المنهجية‪ ،‬و ي‬ ‫وبدائل استغالل الموقع وتطوير البديل المختار وتحليله‪.‬‬ ‫ولقد تناول هذا المرسم مجوعة من القضايا المحلية الهامة‪ ،‬مثل إحياء مراكز‬ ‫األحياء السكنية تحت مسم ‪ ،Revitalizing the Core‬وإحياء حدود‬ ‫األحياء السكنية ‪ ،Revitalizing the Edge‬وإعادة الحياة للشارع ‪Life‬‬ ‫‪ .Back to Streets‬وتمت جميع هذه ر‬ ‫المشوعات يف مواقع حقيقية بمدينة‬ ‫جدة‪ ،‬ليسهل زيارتها وجمع المعلومات الخاصة بها وتحليلها‪ ،‬والتواصل مع‬ ‫الفئات المستهدفة فيها‪.‬‬

‫الشميس ‪2017-‬‬ ‫شاىل‪ ،‬بدر تخة‪ ،‬محمد‬ ‫إحياء مراكز األحياء –البهة ‪- 2‬ريان ي‬ ‫ي‬ ‫‪102‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الحرن‪2017 -‬‬ ‫ان‪ ،‬سالم مليباري‪ ،‬محمد‬ ‫ي‬ ‫إحياء مراكز األحياء –قويزة‪ -‬مساعد الزهر ي‬

‫ان‪ ،‬مشعل سعداوي‪،‬‬ ‫إعادة الحياة لشارع حراء بجدة –نايف الغامدي‪ ،‬سعيد الزهر ي‬ ‫العيسان ‪2019-‬‬ ‫عبد اإلله‬ ‫ي‬ ‫‪103‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫‪ 10-4‬املرسم العاشر‪ :‬مشروع التخرج ‪Graduation Project‬‬ ‫بالتوازي مع المرسم التاسع‪ ،‬يقوم الطالب بإعداد بحث ر‬ ‫مشوع التخرج‬ ‫‪ graduation project research‬تحت مظلة مقرر يحمل نفس االسم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫وف هذا‬ ‫ويقوم بتدريسه – يف أغلب األحيان‪-‬أستاذ مرسم مشوع التخرج‪ .‬ي‬ ‫المقرر‪ ،‬يتم تحديد ر‬ ‫مشوع التخرج لكل طالب حسب رغبته وبعد موافقة‬ ‫ر‬ ‫العلم‪ ،‬ليقوم الطالب تحت رإرساف أستاذه بالبدء يف‬ ‫المشف والقسم‬ ‫ي‬ ‫والت تضم تحديد المشكلة التصميمية‪ ،‬واختيار‬ ‫أنشطة ما قبل التصميم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫معايي التصميمية له‪ ،‬والتعرف‬ ‫الموقع وتحليله‪ ،‬وتحديد أهداف المشوع وال ر‬ ‫عل المقاييس التصميمية لمكونات ر‬ ‫المشوع المختلفة‪ ،‬وحرص االشياطات‬ ‫الت تفرضها‪ ،‬وتحليل‬ ‫الت‬ ‫ينبع االليام بها حسب الجهة ي‬ ‫البنائية المتعددة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫الوظيف وبنهاية هذه األعمال يكون‬ ‫الينامج‬ ‫المشوعات‬ ‫المشابهة‪ ،‬وإعداد ر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المجال مفتوحا أمام أنشطة التصميم‪ ،‬والت تبدأ مع بداية مرسم ر‬ ‫مشوع‬ ‫ي‬ ‫التخرج ر‬ ‫مبارسة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأحيانا يختار الطالب فكرة ر‬ ‫واقع يف بيئته‬ ‫مشوع تخرجه استجابة لتحدي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المحلية‪ ،‬أو استهدافا الهتمامات جهة توظيفه المحتملة يف المستقبل‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫غيه من أقرانه‪.‬‬ ‫يتمي فيها الطالب عن ر‬ ‫استثمارا لمهارات ر‬ ‫ينبع أن يختار الطالب –أو عل األقل يشارك يف اختيار‪-‬‬ ‫وف كل األحوال‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫فكرة مشوع تخرجه‪ ،‬ألهمية ذلك يف تفاعله وحماسه أثناء العمل وحيث‬ ‫ً‬ ‫أن ر‬ ‫الت تحصل‬ ‫يعتي تتويجا ر‬ ‫مشوع التخرج ر‬ ‫لخيات الطالب ومعارفه ومهاراته ي‬ ‫عليها طوال فية دراسته السابقة‪ ،‬فينبع أن يتسم مقيح ر‬ ‫مشوع التخرج‬ ‫ي‬ ‫التصميم‪ ،‬وسالمة المنهجية‬ ‫التحدي‬ ‫بأصالة الفكرة وتفردها‪ ،‬ووضوح‬ ‫ي‬ ‫الت يتم استخدامها يف‬ ‫المتبعة يف العملية التصميمية‪ ،‬وشمولية المهارات ي‬ ‫المراحل المختلفة لتصميم ر‬ ‫الت‬ ‫المشوع‪ ،‬ر‬ ‫وتمي التصميم‪ ،‬وموثوقية األدوات ي‬ ‫يتم من خاللها تحليل مدخالت ر‬ ‫النهان‪.‬‬ ‫المشوع وكذلك المنتج‬ ‫ي‬

‫أس –عدنان نجار ‪2015-‬‬ ‫المجتمع الر ي‬ ‫‪104‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫دن ‪ – 2020‬الباء ريس ‪2014-‬‬ ‫الجناح السعودي بإكسبو ي‬

‫الجدعان ‪2015-‬‬ ‫مركز أبحاث اللغة العربية – معاذ‬ ‫ي‬ ‫‪105‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


‫الشاىل ‪2017-‬‬ ‫الرئيس لبنك ساب بجدة – ريان‬ ‫المقر‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫فندق ‪ Anantara‬بجدة –كريم طالب ‪2016-‬‬ ‫‪106‬‬

‫تعليــــــــم التصميــــــــم املعمـــــــاري‪ :‬قضايا وقناعــــات‬


107


108


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.