نشرة ملتقانا العدد الثاني صور 2012

Page 1

‫كالم‬ ‫فا�ضي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫ •تنبيه لكافة ش��عراء النبط‪ :‬تمت مش��اهدة الحقيبة الس��وداء في يد الش��اعر علي الحارثي‪ ،‬ولكن لم‬ ‫يت��م تبي��ن ما إذا كانت هي ذاتها حقيبة الع��ام الماضي أم ال‪ ،‬وجار اآلن التحقق من تطابقها مع الحقيبة‬ ‫آنفة الذكر!‬ ‫ •خليجينا واحد وشعبنا واحد لدرجة أنهم جلسوا على ضفاف المسبح وقرروا إلقاء قصائدهم‬ ‫هناك‪ ،‬وال أحد يعلم إن كانت القصائد النبطية قد سقطت في الحوض أم ال!‬ ‫ •من��ذ الدقيقة األولى أخذ كثير من المش��اركين في البحث عن النتائج‪ ،‬وقد علم فريق نش��رة‬ ‫ملتقانا أن النتائج ستوزع مساء األحد عند الجسر المعلق فكونوا على الموعد هناك!‬ ‫ •هاجم��ت الحمى أحد أعضاء النش��رة‪ ،‬ثم ف��ي اليوم التالي أصابت الحم��ى الطابعة فتأخرت‬ ‫النشرة‪ ،‬لذا وحدوا الدعاء لطردها هذي الحمى البغيضة من أجواء الملتقى!‬ ‫اإلشراف‪:‬‬

‫محمد المسكري‬

‫التحرير‪:‬‬

‫هالل البادي‬

‫علي األنصاري‬

‫التصميم واإلخراج الفني‪:‬‬

‫بدر النعماني‬

‫شارك بالتصوير‪:‬‬

‫سليمان الجهوري‬


‫هوري‬

‫على شواطئ صور‬ ‫احلرف‪ .‬و�أول دمعة ‪ .‬و�أول الليل و�أول البحر ‪� .‬صور‬ ‫�صور �أول‬ ‫ِ‬ ‫�أول لفافة حترق �صدري‪ .‬و�أول عبوة حزن‪� .‬صور الأ�صدقاء‪.‬‬ ‫�صور �أول حب و�أول حزن و�أول جرح ‪.‬‬ ‫�صور الدروب والق�صائد‪.‬‬ ‫�صور �صوت الفاجعة الأول‪.‬‬ ‫�صور رائحة املقهى الأول‪.‬و�أول قهوة ‪ .‬و�أول قُبلة ‪ ،‬و�أول دمعة‬ ‫‪� .‬صور املختلفة دائما روحا وكالما ‪� .‬صور �أول حنني‪ .‬و�أول‬ ‫خيانة ‪ .‬و�أول خديعة للكائن‪� .‬صور ال�س�ؤال الأول و�أول �س�ؤال‬ ‫مفتوح على احلياة ‪�.‬صور ال�سفينة الأوىل و�أول النواخذة ‪.‬‬ ‫�صور امليناء واملنفى‪.‬‬ ‫�صور اليتم الأول ‪ .‬و�أول الفقد‪� .‬صور مل تكن يوما مدينة بل‬ ‫كانت امر�أة متمردة �شقية ‪.‬‬ ‫�صور العزلة الأوىل وال�ضجيج الكبري‪.‬‬ ‫�صور احلكاية املفتوحة على البحر ‪ .‬وهي البحر النائم على‬ ‫�صدر احلكاية ‪� .‬صور املكان الأول و�أول التكوين اجلمايل‪� .‬صور‬ ‫الده�شة الأوىل ‪ .‬وهي �صوت البحر يف ال�صباح وهي كذلك‬ ‫�صوت فريوز يف �شقتي ا ُملطلّة على ال�سوق‪ .‬وهي حكاية الرجل‬ ‫ال�سبعيني على �شاطيء العيجة ‪� .‬صور �أول غربة ومنبع‬ ‫الأغرتاب الأول ‪ .‬هي التحول �إىل الده�شة الأوىل ‪.‬‬ ‫�صور اجلرح واجلريح‬ ‫و�صور املذبحة وال�شهيد‪.‬‬ ‫حمود الراشدي‬

‫من نص‪ :‬ما ليس قصة‬ ‫اخلطوات‬ ‫‪�،‬صوت‬ ‫طوات �صغري ٌة‬ ‫ارتطام بامليا ِه‪ ،‬ابتعدتِ‬ ‫تقرتب بخجلٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫م�رسعة‪.‬‬ ‫قال لنف�سه‪ »:‬ال ُب ّد �أنه طف ُل يرمي احلجار َة يف البحري ِة»‬ ‫متتزج يف خميل ِت ِه لتكونَ له ما‬ ‫أ�صوات تت�صاد ُم مع �أ�صدا ِئها و‬ ‫�أخذتِ ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫لي�س له‪.‬‬ ‫ي�رسحه بيدي ِه بك ِّل �سهولةٍ‪� ،‬أما ب�رشتها‬ ‫ي�ستطيع �أن‬ ‫�شع ُرها طوي ٌل و ناع ٌم و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فهي ناعم ٌة و طري ٌة ت�شعره بخد ٍر لذي ٍذ مبجر ِد مالم�س ِتها‪� .‬أما �صوتُها فهو‬ ‫�سماوي ي�شعره ب�أنها مالك قادم من ال�سماءِ‪ ،‬لذا قام بت�سمي ِتها مالك‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫تخيلَها تعو ُد من مدر�س ِتها راك�ضة �إلي ِه‪ ،‬ي�س�ألُها «ماذ فعلتِ اليوم؟» فتخربه‬ ‫كيف تفوقت على جميع �أقرانها‪ ،‬و كيف �أثنت عليها املعلمة‪.‬‬ ‫تقب ُل جبي َنه و تقول له �أحبك يا با‪.....‬‬ ‫ً‬ ‫اخلطوات م�رسع ًة بعد ما �ألقت بخج ِلها بعيدا‪ ،‬و تنت�شله من �أحالم‬ ‫تُعو ُد‬ ‫ُ‬ ‫يقظ ِت ِه‪.‬‬ ‫َها هِ َي مالك ت�أتي ِه راك�ض ًة‪ ،‬لتغفو بني �أح�ضا ِن ِه‪ ،‬وقف لي�ستقبلها‪.‬‬ ‫�صبي �صغري‪.‬‬ ‫تتع ُرث‬ ‫�صوت �سقوطٍ و يتبعه ُ‬ ‫اخلطوات‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫�صوت بكا ِء ٍ‬ ‫لعرفت ب�إنه فتى ولي�س فتاة» و من‬ ‫ُ‬ ‫قال لنف�سة بح�رسةٍ ‪ « :‬لو كنت �أ ُب�صرِ ُ‬ ‫البالط الباردِ‪.‬‬ ‫للجلو�س يف مقع ِد‬ ‫ثم عاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تقرتب بهدو ٍء و تناغم‪.‬‬ ‫خطوات‬ ‫�صوت‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫«حبيبي �أحمد هل ت�أذيت»‬ ‫كان �صوتها رقيق ًا و ناعم ًا‪ ،‬و �أيقظ بداخ ِله م�شاعر ُحرمت على من هم مثله‪.‬‬ ‫أ�صوات مع �أ�صدائها و امتزجت يف خميل ِت ِه لتك ّون له‬ ‫مرة �أخرى ت�صادمتِ ال ُ‬ ‫ما لي�س له‪.‬‬ ‫أحالم لذا �سماها �أحالم‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫أة‬ ‫�‬ ‫امر‬ ‫لقد كانت‬ ‫ِ‬ ‫تداعب وجهه بلطف ورقة‪.‬‬ ‫�أم�سكت يدي ِه‪� ،‬أخذت‬ ‫ُ‬ ‫مل�ستُها تن�سي ِه ك َّل �شيء ‪� ..‬آالمه‪ ،‬وحدته‪،‬عجزه‪.‬‬ ‫هم�ست يف �أذنه ‪� « :‬أنا لك وحدك يا حبيبي»‪ ،‬قبلها و ‪......‬‬ ‫حسام المسكري‬

‫من نص‪ :‬رحلة نطفة‬ ‫� َآم ْن ُت با َملا ِء والأ ْر َح ِام وال ُّنطَ فِ‬ ‫الب ‪ ..‬لمَ ْ �أَقِفِ‬ ‫َم ٍ‬ ‫ا�ض على َ�ص ْه َو ِة ال ْأ�ص ِ‬ ‫َ‬ ‫‪..‬وا�ست َ​َع ْر ُت َد ِمي‬ ‫كَ َّف ْر ُت دِينَ املرايا ْ‬ ‫ِم ِّني ‪ ..‬لأَ ْعجنَ َ�صل َْ�صايل ِمن ال�شَّ غَ فِ‬ ‫زاج خُ َرافيِ ٍّ �أَنا و�أَنا‬ ‫حَ ْ‬ ‫م ُ�ض ْام ِت ٍ‬ ‫ما َبينْ َ ُع ْر ٍ�س َو ُج ْر ٍح غَ ا َر فيِ الأَ َ�سفِ‬ ‫�أَ ِ�س ُري ُم ْنت َِع ًال �أَ ْر َ�ض ًا و �أَ ْودِي ًة‬ ‫والأُ ْف ُق َ�سا ٍر ِبال َو ْع ٍي على كَ ِت ِفي‬ ‫يات َعلى كَ َّف َ ّي ُت ْن ِ�ص ُت ليِ ‪:‬‬ ‫والأُ ْم ِن ُ‬

‫هذا الطَّ ُ‬ ‫ياي ‪ ..‬فا ْرت َِ�ص ِفي‬ ‫ريق �إىل ُل ْق َ‬ ‫م َك َم ًا ‪..‬و �أَنا‬ ‫َيطُ وفُ ذا ال َك ْونُ َحوليِ حُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وح لمَ �أطُ فِ‬ ‫ِبغَ يرْ ِ ِه فيِ َ�س َما ِء ال ُّر ِ‬ ‫زمن‬ ‫ُعلّ ْم ُت �أَ ْ�سما َء ما يف ال َك ْو ِن ‪ ..‬يف ٍ‬ ‫ل�ص َد ِف‬ ‫ّمان ‪ ..‬وال �أَ ْ�سما َء ِل ُّ‬ ‫َق ْب َل الز ِ‬ ‫حسام الشيخ‬

‫‪3‬‬


‫�رشاع‬

‫المشاركون‪:‬‬

‫عنــوان النـص بـادئــة‬ ‫التأويل إلى الحقيقة‬

‫ات�ساع‬

‫«العنوان» هو بوابة الن�ص‬ ‫الإبداعي‪ ،‬وبدء الولوج �إىل‬ ‫التفا�صيل‪ ،‬وما يختبئ خلف‬ ‫املعنى‪ ،‬وبع�ضهم يعدّه مبكانة‬ ‫التجلي واحلقيقة املطلقة التي‬ ‫تربط اخليوط املرتامية بني‬ ‫الألفاظ‪ ،‬فالكاتب يقع يف حرية‬ ‫حلظة التفكري واختياره‪ ،‬ملا‬ ‫يرتتب على هذا العنوان من‬ ‫�صدى وت�أويل بعد خما�ض‬ ‫الن�ص‪« .‬ملتقانا» تك�شف ر�ؤى‬ ‫امل�شاركني جتاه «العنوان» وكيف‬ ‫تولد لديهم «عنوان» الن�ص‬ ‫امل�شارك يف امللتقى‪ .‬‬

‫امل�ش����ارك �أحمد الفار�سي دائما م����ا يجد الأديب �صعوبة يف‬ ‫اختيار العنوان للمادة الأدبية‪ ،‬وذلك ب�سبب الكثري من العوامل‪،‬‬ ‫فبع�ض الكتاب وال�شعراء يكتبون العنوان قبل كتابة الق�صيدة‬ ‫والبع�����ض الآخر رمبا يكت�شف العنوان يف منت�صف الق�صيدة‪،‬‬ ‫وبالن�سبة يل �أف�ضل �أن اختار عنوان الق�صيدة املطلق يف �آخر‬ ‫الق�صيدة؛ لأنه بالطبع �سيكون �شامال للق�صيدة �أكرث و�شامال‬ ‫لكل حتوالتها‪ ،‬وي�ضيف الفار�سي‪ :‬بالن�سبة لق�صيدتي «�سفر»‬ ‫اكت�شف����ت العنوان يف النهاية‪ ،‬لأن هذه الق�صيدة مزجت بني‬ ‫ال�سفر احل�سي الواقع����ي وامليتافيزيقي يف �آن واحد‪ ،‬و�أي�ضا‬ ‫يف ق�صتي «وهم» حدث الأمر نف�سه‪ ،‬وبالطبع دائما �أحاول‬ ‫�إتباع مقولة النفري عندما قال ‪ :‬كلما �ضاقت العبارة ات�سعت‬ ‫الر�ؤى ‪ ،‬لذل����ك عندما يكون عنوان الق�صي����دة �ضيق وق�صري‬ ‫يبع����ث يف املتلقي روح االكت�شاف واحلرية ويو�سع من ر�ؤى‬ ‫الن�ص وت�أويله وات�ساعه ‪.‬‬

‫مفتاح‬ ‫�أما امل�ش����ارك خليل اجلابري‪ ،‬فيق����ول‪ :‬العنونة كما اعتدت‬ ‫�آخر ما �أفك����ر به بعد نظم الن�ص وت�أثيث����ه الداخلي ويكون‬ ‫انتق����اءه بعناية فبعد اكتم����ال الن�ص �أق����وم بقراءته عدت‬ ‫م����رات وبعدها �أنتقيه بعد تفكري عمي����ق‪ ،‬وي�ضيف اجلابري‪:‬‬ ‫للعن����وان يف احلقيقة �أهمية كبرية بن�سبة يل فكما يقال يف‬ ‫اللهجة الدارجة الكتاب «مب��ي�ن من عنوانه» فالعنوان هو‬ ‫مفت����اح الق�صيدة‪ ،‬فكما �أن����ك ال ت�ستطيع �رشب زجاجة املاء‬ ‫بدون فتحها‪ ،‬كذلك ال ت�ستطيع ت����ذوق الق�صيدة قبل فتحها‬ ‫بالعنوان‪.‬‬

‫تقانة‬

‫‪2‬‬

‫يف ح��ي�ن يقول امل�شارك �إبراهيم الهنائ����ي‪ :‬العنوان هو �أول‬ ‫متا�����س للمتلقي مع الن�ص‪ ،‬متا�س له عدد من �أ�شكال التقانة‬

‫التي يحاول ال�شاع����ر جعلها العتبة الأوىل‪ ،‬يكت�سب �أهميته‬ ‫من حاجة الن�ص �إليه‪ ،‬من حاجة الن�ص لوا�صلة « لفظية «‬ ‫متلئ فراغ البداية بحيز يتلب�س �شكل الن�ص وروحه‪� ،‬أفرت�ض‬ ‫�أن هناك معيارية ب�سقف ع����ال من احلرية لت�شكيل العنوان‬ ‫‪� ،‬أفرت�����ض �أي�ضا �أن العنوان هو وم�ضة خاطفة ت�شبه الن�ص ‪،‬‬ ‫هك����ذا �أثق بالعنوان وهكذا �أخت����اره‪ ،‬هو �أخف من �أن يحتمل‬ ‫ثقل الق�صيدة ويقفز حني مت�شي الق�صيدة‪ ،‬وي�شري الهنائي �إىل‬ ‫�أن ن�ص����ه امل�شارك يف امللتقى «خبيء ‪ ..‬ال ظل له» حماولة‬ ‫لتمثل املكان‪/‬الزمان يف الن�ص‪ ،‬حماولة فقط ‪.‬‬

‫ماهية‬ ‫ويقول امل�ش����ارك �صالح احلامتي ‪ :‬اختي����ار ال�شاعر لعنوان‬ ‫ق�صيدته يعترب من �أهم النقاط التي يركز عليها؛ لأنها بوابة‬ ‫العبور �إىل الق�صيدة؛ �إ�ضاف����ة �إىل ذلك تلخي�ص عام ملاهية‬ ‫الن�ص ال�شعري‪� ،‬أما عن����وان ق�صيدتي امل�شاركة يف امللتقى‬ ‫«ر�صيف» كمعنى يف ق�صيدتي �أرمز به لأنثى معينه؛ حيث‬ ‫�أن الر�صيف مكان �آمن ل�شخ�ص ما‪.‬‬

‫ا�ستفهام‬ ‫�أم����ا امل�شارك �أحمد الكلباين فيق����ول‪ :‬اختيار ا�سم «الروع»‬ ‫هذه املرة ارتك����ز على عمق جترب����ة اجتماعية حملية مع‬ ‫جمموع����ه من الأ�ساطري الغابرة‪ ،‬و�أتى اختيار هذه اللفظة �أو‬ ‫امل�سمى اختزاال لكل �أ�شب����اح احلكايات كرمز �أويل للحكاية‬ ‫ورمز مزدوج يحاك����ي �أبعاد اخلوف الواقعي����ة املح�سو�سة‬ ‫والالحم�سو�سة‪ ،‬ليكون �شخ�صي����ة حمورية وخلفية �أ�سطورة‬ ‫�أ�صبحت �شماعة ذنب لفعل �آخرين‪ ،‬وي�ضيف الكلباين‪ :‬م�س�ألة‬ ‫العنوان م�س�ألة مف�صلية يف الن�ص‪ ،‬فهو ميثل �شقا من الروح‬ ‫ال يتممه �إال ال�شق الآخر من الن�ص‪ ،‬هو بداية ا�ستفهام‪ ،‬بداية‬ ‫بعث‪ ،‬بداية �شغف‪ ،‬جتع����ل من كل ما يحيط بالن�ص يحاول‬ ‫التل�ص�ص عليه ويف نف�س الوقت يكون العنوان نقطة ارتكاز‬ ‫فاعله تدور باقي كيانات الن�ص حوله‪ .‬‬


‫نشرة يومية تصدر عن الملتقى األدبي الثامن عشر ‪ -‬صور ‪2012‬‬ ‫‪ 24‬سبتمبر ‪2012‬م‬ ‫األثنين‬ ‫العدد الثاني‬

‫كيف أكذب عليكم؟‬ ‫إبراهيم السوطي‬

‫تواصل القراءات األدبية‬

‫وليلة للنحت على الرخام‬ ‫�ضمن فعاليات امللتقى الرابع للأدب والفن‬ ‫ل�شب���اب دول جمل�س التع���اون اخلليجي‪،‬‬ ‫وامللتقى الأدبي الثامن ع�رش‪ ،‬افتتح م�ساء‬ ‫�أم�س معر����ض الفن���ون الت�شكيلية ونتاج‬ ‫ور�شة النح���ت على الرخ���ام‪ ،‬وذلك حتت‬ ‫رعاية �سع���ادة ال�شيخ عبداهلل بن م�ستهيل‬ ‫بن �س���امل �شما�س حمافظ جنوب ال�رشقية‪،‬‬ ‫حيث ت�ضمن املعر����ض قرابة ‪ 45‬م�شاركة‬ ‫تنوعت ب�ي�ن الت�صوي���ر والر�س���م الزيتي‬

‫واخلط العربي‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أعمال ور�شة‬ ‫النح���ت‪ ،‬وم���ن جانب �آخ���ر ‪ ،‬توا�صلت يف‬ ‫الفرتة ال�صباحية الق���راءات يف الن�صو�ص‬ ‫الأدبية يف الثالثة جماالت (ال�شعر الف�صيح‬ ‫وال�شعبي والق�صة) من قبل امل�شاركني يف‬ ‫م�سابق���ة امللتقى الأدب���ي ومهرجان �أدب‬ ‫وفن‪ ،‬كما ت�ستمر اليوم القراءات يف الفرتة‬ ‫ال�صباحية بالإ�ضافة �إىل �أم�سية �شعرية يف‬ ‫الفرتة امل�سائية‪.‬‬

‫امللتقى الأدبي حقل ربيعي عظيم يهتم ز ّراعه كثريا حتى‬ ‫ينب���ت على �أطيب ما ميكن‪ ،‬و�أن���ا �سعيد جدا �أنني كنت‬ ‫ذات يوم �شجرا �رشب ونهل من �سواقي هذا امللتقى ون�ش�أ‬ ‫على ترابه الأ�صيل غري �أنني مل �أ�ش�أ �أن ي�صبح قلبي فيه‬ ‫زجاجة عطرية تظل تث���ور مبا لديها يف نطاق ج�سدها‬ ‫الزجاج���ي وثبت عطرها فقط حيثم���ا غريي يريد‪ ،‬فانه‬ ‫ملن ال�صعب �أن ت�ضط���ر �إىل الكتابة عن جمال الياب�سة‬ ‫و�أن���ت كل ما يف خاطرك �أن تق���ف بكل رحابة �صدر يف‬ ‫�أعم���اق البحر لتف�ضح للنا�س �أ��س�راره وتبني لهم كيف‬ ‫انه ا�ستط���اع �أن ميلك وجهني الأول منه يع�شق البحارة‬ ‫والثاين منه يقتله���م‪ ،‬و�أن تر�سم باحلروف �شكل اجلبال‬ ‫املعت���اد و�شكل النخيل واحلقول و�أنت خاطرك �أن تر�سم‬ ‫ولو قطرة من ماء البحر كان ميكنها �أن تغري �شكل الليل‬ ‫والنه���ار و�أن تقلل من حدة ح���رارة �شم�س ال�صيف و�أن‬ ‫تزيدها يف ظهر ال�شت���اء وكان ميكنها �أن حتول القلوب‬ ‫املتحجرة �إىل ينابيع نقية‪.‬‬ ‫تعب���ت كثريا و�أنا �أكتب عن حبيبت���ي التي مل ت�أت بعد‬ ‫حتى �صدقت �أنه���ا حتبني رغم �أنها مل ت�أت يوما وكنت‬ ‫كلما �أقف على املن�صة و�أ�رشح حبي لها على احلا�رضين‬ ‫كن���ت �أبكي وكان���وا ي�صفقون غري �أنن���ي كنت �أمتنى ان‬ ‫�أجد مو�ضوع���ا �آخرا �أجري نف�سي في���ه عميقا مثال عن‬ ‫ال�ص���داع ال�سيا�سي الذي ما زال يعاني���ه الكثري �أو عن‬ ‫العن�رصي���ات التي ما زالت حت���ارب �رشيعة اهلل �أو رمبا‬ ‫عن الكرا�سي الطاهرة التي د ّن�ست ملوك ‪ ،‬ف�أحاول دائما‬ ‫ان �أحم���ل ق�صيدة �صغرية ملت�س���ول يجل�س على قارعة‬ ‫الطري���ق غري �أن ال�رشطي مينعن���ي دائما ويقول �أن كان‬ ‫لدي���ك رياال �أو قطعة خبز فتف�ضل و�إال فال‪ .‬ويف ظني قد‬ ‫�شبع املت�سولون من الذل ول���و �أعطيناهم يوما ق�صيدة‬ ‫�شعري���ة ل�شبعوا من العزة والكرامة‪� ،‬أن���ا �أريد �أن �أكتب‬ ‫كما �أريد �أنا ال كما تريد جلان التحكيم‪� .‬أنا �أريد �أن �أريكم‬ ‫العامل من خالل عيني ال من خالل �أعني جلان التحكيم‪.‬‬ ‫وعندما كان هم الوردة احلمراء �أن ت�شم عبريها لي�س �أن‬ ‫ت�سحرك بجمالها فقط فقد كان عليك �أن ت�ؤمن بت�ضحية‬ ‫الوردة باقتطافها من عروقها يف �سعادة حتى تقع بني‬ ‫�أنفا�س عا�ش���ق‪ ،‬دعوين �أقدم لكم ل���ون �أح�شائي و�شكل‬ ‫نزيفي ف�أن���ا ك�شاعر ال �أ�ستطيع �أن اك���ذب على نف�سي‪،‬‬ ‫فكيف �أكذب عليكم؟‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.