القضاء املستقل أساس الدولة املدنية
�صحيفة ال�سلطة الق�ضائية � -شهرية -ت�صدرها وزارة العدل
64صفحة
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
عدد خاص مبناسبة انعقاد املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي
برعاية فخامة االخ رئيس اجلمهورية ومبشاركة 3االف قاض وعضو نيابة
اليوم يد�شن املنتدى الق�ضائي م�ؤمتره العام الثالث تبدأ اليوم الثالثاء في العاصمة صنعاء فعاليات املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي برعاية كرمية من فخامة االخ املشير عبد ربه منصور هادي رئيس اجلمهورية ومبشاركة 3 آالف قاض وعضو نيابة من أعضاء السلطة القضائية في احملاكم والنيابات العامة وذلك ملناقشة عدد من القضايا ،أهمها إقرار النظام الداخلي اجلديد للمنتدى القضائي ,وانتخاب قيادة قضائية جديدة للمنتدى ,باإلضافة إلى تقدمي رؤية املنتدى ملؤمتر احلوار الوطني من خالل ما سيتم مناقشته من رؤى وأوراق عمل في املؤمتر القضائي الثالث ,حرصاً من القضاة على تقدمي رؤية قضائية نابعة من املسؤولية الوطنية تدعم نتائج ومخرجات مؤمتر احلوار الوطني ..وفي تصريح اعالمي اوضح القاضي يحيي املاوري رئيس اللجنة التحضيرية للمؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي أن اللجنة التحضيرية قد استكملت كافة التحضيرات
النعقاد املؤمتر املقرر بدء اعماله اليوم الثالثاء. وقال القاضي املاوري إن من بني القضايا التي سيتم مناقشتها مسألة رئاسة املنتدى و عمل ودور املنتدى والذي توقف نشاطه قرابة 17عاماً إلى جانب التركيز على استقاللية القضاء بحسب ما نشره موقع الثورة نت .وكان عقد امس االول مبقر مجلس القضاء االعلى لقاء موسعا للقيادات القضائية برئاسة رئيس اجمللس الدكتور على ناصر سالم ،ورئيس املنتدى القضائي رئيس احملكمة العليا القاضي عصام السماوي ،وضم رئيس وأعضاء اللجنة التحضرية للمؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي .وفي اللقاء الذي حضره وزير العدل القاضي مرشد العرشاني ،وأمني عام مجلس القضاء االعلى القاضي هزاع اليوسفي ،وعضو مجلس القضاء سابقا -عضو املنتدى القاضي حمود الهتار ،جرى مناقشة آخر التفاصيل النهائية ملوعد انطالق املؤمتر املقرر بعد غد
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
الثالثاء املقبل .واستمع اللقاء إلى تقرير رئيس اللجنة التحضرية القاضي يحيى املاوري ،حول مجمل الترتيبات والتحضيرات التي انتهت إليها كافة اللجان املنبثقة عنه ،مشيدا باجلهود التي بذلتها اللجنة بهدف اجناح املؤمتر .ووفقا لسبأ نت فقد أكد املشاركون في اللقاء وجوبية انعقاد املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي في هذه املرحلة الهامة من تاريخ اليمن للتأكيد على مدى متاسك وحيادية واستقاللية السلطة القضاء. مشددين على أهمية تكاتف جميع اعضاء السلطة القضائية وتعاونهم في اجناح املؤمتر، والوقوف صفا واحد ضد أي محاوالت حتاول املساس باستقالليته .وأشار اللقاء الى اهمية مشاركة جميع القضاة وأعضاء النيابة العاملني وكذا املتقاعدين منهم غير امللتحقني مبهنة اخرى بفعالية لضمان جناح املؤمتر وخروجه برؤى تسهم في إصالح الشأن القضائي وتعزيز استقالليته ،ومعاجلة كافة أوضاع منتسبيه.
هذا وكانت اللجنة التحضرية للمؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي استعرضت في اجتماعها الثالثاء املاضي الترتيبات النهائية النطالق فعاليات املؤمتر في هذا اليوم .وفي االجتماع -الذي حضره وزير العدل القاضي مرشد العرشاني والنائب العام الدكتور على االعواش -اكد رئيس اللجنة -عضو احملكمة العليا القاضي يحيى املاوري ،أهمية جناح املؤمتر وتعاون جميع أعضاء السلطة القضائية في حتقيق أهدافه الرامية إلى حتديث وتطوير السلطة القضائية مبا يواكب املتغيرات الراهنة. وأوضح ما انتهت إليه اللجنة التحضيرية من ترتيبات النعقاد املؤمتر وكذا الرؤى والدراسات التي سيتم عرضها على املؤمتر .وقد اكد وزير العدل والنائب العام على األهمية التي يكتسبها هذا املؤمتر مبايسهم في تعزيز دور املنتدى في الدفع بالعمل القضائي نحو األفضل وملا فيه خدمة العدالة في اليمن.
21-9النظام األساسي 3التقرير املايل 57 45-22استقالل السلطة القضائية وسلبيات التبعية 56-46 «إجيابيات االستقالل اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية»
2
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي السماوي :املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي يهدف اىل تأكيد حياد القضاء ومواكبة التغريات اجلارية يف اليمن اكد رئيس املنتدى القضائي – رئيس احملكمة العليا القاضي عصام عبدالوهاب السماوي ،على األمهية اليت يكتسبها املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي املزمع انعقاده يف العشرين من اغسطس القادم سواء من حيث مواكبة التغريات السياسية اليت يشهدها اليمن أويف تأكيد استقالل القضاء وحياد اعضاء السلطة القضائية . واوضح رئيس املنتدى يف حديث مع وكالة االنباء اليمنية (سبأ) ان املؤمتر من ابرز املوضوعات اليت سيناقشها املؤمتر هو تعديل النظام االساسي مبا يواكب طموح القضاة واملستجدات الراهنة ،فضال عن انتخاب جملس ادارة وهيئة ادارية جديدة متثل املنتدى القضائي وتعرب عن ارادته وتقضي على التباينات اليت ظهرت بني فرع واخر من فروع املنتدى وتعمل يف ظل شرعية مستمرة من جمموع اعضاء اجلمعية العامة الذين سيتم اختيارهم يف املؤمتر . وارجع القاضي السماوي اسباب تأخر انعقاد املؤمتر العام الثالث إىل ان القائمني على املنتدى ما قبل عام 2010م اعتقدوا ان املنتدى القضائي صار يؤثر سلبا يف القضاء وذلك بتجيري اعماله النقابية إىل اعمال سياسية مما أدى اىل تعثر انعقاد املؤمتر العام الثالث ..مبينا أن املنتدى القضائي الذي تأسس يف 16يوليو 1991م ،تنبع امهيته كونه منظمة اجتماعية مستقلة تضم جمموع قضاة اجلمهورية العاملني واملتقاعدين ،ويشكل رافدا اساسيا لدعم استقالل القضاء ،وتتركز أهدافه يف املسامهة يف توثيق روابط االخاء والتضامن بني مجيع اعضاء السلطة القضائية ونشر الثقافة القضائية والقانونية، واملسامهة يف االصالح القضائي واعادة الثقة بالقضاء ،وتقريب العدالة واالرتقاء مبستوى العمل القضائي وتوفري الرعاية الصحية واالجتماعية لألعضاء واسرهم ،وكذا تنظيم املؤمترات وعقد الندوات واجراء البحوث والدراسات واصدار اجملالت والنشرات الدورية لتحقيق اهداف املنتدى .وفيما يلي نص احلديث :
صنعاء – سبأنت :يحيى جابر ن��ود ان تعطونا بداية نبذةمختصرة عن املنتدى القضائي ومدى اهميته بالنسبة ألعضاء السلطة القضائية؟
القاضي السماوي -نشأ املنتدى القضائي ألعضاء السلطة القضائية مع بزوع فجر الوحدة املباركة في الرابع من شهر محرم سنة 1412هـ املوافق 16يوليو 1991م ،وتنبع اهميته انه منظمة اجتماعية مستقلة تضم مجموع قضاة اجلمهورية العاملني واملتقاعدين ،ويشكل رافدا اساسيا لدعم استقالل القضاء ،واملساهمة في توثيق روابط االخاء والتضامن بني جميع اعضاء السلطة القضائية ونشر الثقافة القضائية والقانونية ،واملساهمة في االصالح القضائي واعادة الثقة بالقضاء ،وتقريب العدالة واالرتقاء مبستوى العمل القضائي وتوفير الرعاية الصحية واالجتماعية لألعضاء
واسرهم ،وكذا تنظيم املؤمترات وعقد الندوات واجراء البحوث والدراسات واصدار اجملالت والنشرات الدورية لتحقيق اهداف املنتدى. ماذا حقق املنتدى من اجنازاتخالل الفترة املاضية ؟
القاضي السماوي ـ وقف املنتدى القضائي منذ نشأته امام العديد من املواضيع الهامة ملساندة قيادات السلطة القضائية لتحقيق مطالب السلطة القضائية وتعزيز استقاللها ومواجهة االعتداءات املتكررة على منتسبي السلطة القضائية ،واقترح العديد من مشاريع القوانني ،اهمها مشروع قانون السلطة القضائية الذي لم يكتب له اخلروج إلى النور إلى هذه اللحظة . وقد حرص املنتدى عبر جهود ذاتية على توفير املقر في امانة العاصمة بشتى الوسائل ابتداء باالستئجار ثم باالستعانة باملعهد العالي للقضاء وأخيرا مت
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
توفير قطع اراضي إلقامة مقرات لفروع املنتدى في امانة العاصمة و عدن واحلديدة . ستة عشر عاما هي الفترةالفاصلة ب�ين امل��ؤمت��ر الثاني والثالث املزمع انعقاده في الـ 20من أغسطس القادم ..ما اسباب هذا التأخير ؟
القاضي السماوي -لقد كان شعور القائمني على املنتدى ما قبل عام 2010م ان املنتدى القضائي صار يؤثر سلبا في القضاء وذلك بتجيير اعماله النقابية إلى اعمال سياسية مما أدى الى تعثر انعقاد املؤمتر العام الثالث ،غير ان ارادة مجموع قضاة اجلمهورية اجتهت نحو تفعيل املنتدى وانعاشه واخراجه من سباته، وبدأت الهيئة االدارية تعقد اجتماعاتها بني احلني واالخر بغرض التنظيم للمؤمتر العام الثالث. ولم يكن انعقاد املؤمتر العام باألمر السهل اذ انه وفقا للنظام االساسي للمنتدى يتكون من مجموع املندوبني املنتخبني من الفروع فكان البد أوال من ان نهيئ لذلك باإلعداد النتخابات الفروع ،وفعال بدأت الفروع في التشكيل وجرت انتخابات في جميع فروع اجلمهورية ابتداء من عام 2010م وحتى عام 2012م ،فكانت امانة العاصمة اول فرع يتم فيها انتخاب هيئة
ادارية ومندوبني واخر فرع هو فرع املهرة الذي مت استكمال تكوينه مؤخرا وكان لألحداث السياسية التي مرت بها اليمن دور في تأخير استكمال انتخابات الفروع وكذلك انعقاد املؤمتر العام الثالث. ما االهمية التي ميثلها املؤمترالعام الثالث للمنتدى القضائي، وماهي اهدافه؟
القاضي السماوي -تتمثل اهمية املؤمتر العام الثالث في انه يأتي متواكبا مع التغيرات السياسية التي يشهدها اليمن ليؤكد ان القضاء مستقل ومحايد ،واعضاء السلطة القضائية حريصون على اثبات حيادتهم وانشغالهم بالشأن القضائي وحتقيق أهداف املنتدى . كما يهدف املؤمتر الى تعديل النظام االساسي مبا يواكب طموح القضاة واملستجدات الراهنة ،وإلى اعادة انتخاب مجلس ادارة وهيئة ادارية متثل املنتدى القضائي وتعبر عن ارادته وتقضي على التباينات التي ظهرت بني فرع واخر من فروع املنتدى وتعمل في ظل شرعية مستمرة من مجموع اعضاء اجلمعية العامة الذين سيختارونهم في املؤمتر العام الثالث.
-م��اه��ي رسالتكم ملنتسبي
السلطة القضائية ؟
القاضي السماوي ـ رسالتي ملنتسبي السلطة القضائية اوصيهم ونفسي اوال بتقوى الله ومراجعة النفس واالبتعاد عن الهوى والنظر إلى مصلحة اليمن واليمنيني ،فحب االوطان من االميان ،وان يحب املرء ألخيه ما يحب لنفسه من اعلى مراتب االميان ،وان العدل ال يحقق إال من كانت همته عالية وضميره حي ونفسه مترفعة عنما في أيدي الناس والقناعة والرضا اميانا واحتسابا واالمتثال لقوله سبحانه وتعالي ( َومَن يَتَّقِ اللَّ َه يَجْ عَل ّلَ ُه مَخْ رَجً ا َويَ ْر ُز ْق ُه مِ ْن حَ يْثُ لاَ يَحْ ت َِسبُ ) والعمل على تأليف القلوب واالبتعاد عن الصغائر خشية الوقوع في الكبائر ،ويؤثرون في زمالئهم بالنصيحة واالرشاد ولو كان بهم خصاصه، ويتعاملون مع الناس بالرفق واللني مبشرين ال منفرين، ويأمرون الناس باملعروف من خالل تقصي احلقيقة وإعمال الدليل واحلكم بالعدل ،وال تأخذهم في احلق لومة الئم ، ويعلمون ان نصف الناس اعداء ملن ولي احلكم هذا ان عدل غير ان عدل ساعة خير من عبادة سبعني خريفا (عاما) ..جعلنا الله واياكم من القاسطني، وجنبنا واياكم من املقسطني، ورزقنا واياكم خير الدارين، ونعيم االخرة خير وابقى والله حسبنا ونعم الوكيل
3
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
النظام األساسي للمنتدى القضائي الباب األول الفصل األول
مادة -1يكون لأللفاظ والتعابير اآلتي بيانها املعاني واأللفاظ املبينة إزاء كل منها ما لم يقتض سياق النص أو دلت القرائن على خالف ذلك -: اجلمهورية :اجلمهورية اليمنية املنتدى :املنتدى القضائي. اجلمعية العمومية للمنتدى :مجموع أعضاء املنتدى القضائي في جميع محافظات اجلمهورية. املؤمتر العام العـادي :هو مجموع أعضاء مجالس إدارات الفروع واملندوبني املنتخبني من قبل أعضاء اجلمعيات العمومية للفروع إلى املؤمتر العام. ـ املؤمتر العام االستثنائي :هو مجموع أعضاء املنتدى القضائي وينعقد في األحوال التي ينص عليها هذا النظام. ـ اللجان :هي اللجان املتخصصة التي مت انشاؤها طبقاً للنظام األساسي. الرئيس :هو رئيس مجلس اإلدارة املنتخب من بني أعضاء املؤمتر العام األعضاء :هم أعضاء املنتدى املنطبقة عليهم شروط العضوية. اجمللس العام :مجلس اإلدارة املنتخب ورؤساء فروع املنتديات ومندوب منتخب عن كل محافظة لم يكتمل فيها النصاب إلنشاء فرع. مجلس اإلدارة :اجمللس املنتخب من أعضاء املؤمتر العام ومقره العاصمة صنعاء. النظام األساسي :النظام األساسي للمنتدى. الفروع :الفروع املشكلة مبوجب النظام األساسي. أعضاء مجلس إدارة الفرع :األعضاء املنتخبون من قبل اجلمعية العمومية للفرع. ً اللوائح :أية الئحة يصدرها اجمللس العام وفقا للنظام األساسي.
الفصل الثاين اإلنشاء والتسمية
مادة -2 أ -أنشئ املنتدى القضائي في الرابع من شهر محرم 1412هـ املوافق السادس عشر من يوليو عام 1991م في مدينة صنعاء املركز الرئيسي للمنتدى وفقاً للقوانني النافذة في اجلمهورية اليمنية ولنظامه األساسي ونطاق عمله في جميع أنحاء اجلمهورية وتنشأ فروع له في عواصم احملافظات وفقاً للنظام األساسي واللوائح املنظمة لذلك. ب -يرأس املنتدى القضائي رئيس مجلس اإلدارة املنتخب باالقتراع السري املباشر من املؤمتر العام واحلاصل على أعلى األصوات. مادة -3املنتدى القضائي منظمة مدنية حقوقية اجتماعية ثقافية مستقلة مالياً وإدارياً ينضم إليها أعضاء السلطة القضائية الشاغلون
لوظائفها أو املتقاعدون منها وال يزاولون مهنة أخرى وفقاً للنظام األساسي.
الفصل الثالث األهداف
مادة -4يعمل املنتدى القضائي من خالل الوسائل املشروعة لتحقيق األهداف اآلتية - : أ -توثيق روابط اإلخاء والتضامن بني رجال القضاء وتسهيل سبل االجتماع والتعارف بينهم ورعاية حقوقهم ومصاحلهم والدفاع عنها ودعم استقالل القضاء ورجاله. ب -دعم حركة تقنني أحكام الشريعة اإلسالمية واقتراح مشروعات القوانني ورفعها إلى مجلس القضاء األعلى. ج -نشر الثقافة القضائية والقانونية والعناية بالتراث الفقهي والقانوني ـ اليمني والعربي واإلسالمي والدولي. د -املساهمة في اإلصالح القضائي بالطرق والوسائل امليسرة للمنتدى إلعادة الثقة بالكفاءات القضائية وتقريب العدالة بني املواطنني وكفالة حقوق اإلنسان وكرامته. هـ -االرتقاء مبستوى العمل القضائي وااللتزام بأصول هذه الوظيفة وآدابها وقيمها الرفيعة وقدسيتها النقية واحملافظة على روح منتم إليها. اإلسالم وشعائره لدى كل ٍ و -اتخاذ كافة الوسائل والطرق لتوفير الرعاية الصحية واالجتماعية واحلقوقية لألعضاء وأسرهم والسعي إليجاد النظم واملوارد لتأمني تلك اخلدمات. ز -تنظيم املؤمترات وعقد الندوات وإجراء البحوث والدراسات والقيام باالتصاالت بوسائلها اخملتلفة وإصدار اجملالت والنشرات الدورية لتجسيد وحتقيق أهداف املنتدى. ح -إقامة العالقات بني املنتدى وغيره من املنظمات املدنية املماثلة داخلياً وخارجياً.
الباب الثاين شروط العضوية وحقوقها وواجباهتا وفقداهنا
مادة – 5شروط العضوية -: .1أن يكون ميني اجلنسية. .2أال يكون منتمياً ألي حزب سياسي. .3أن يكون شاغ ً ال إلحدى الوظائف القضائية أو متقاعداً منها وأال يشغل وظيفة أو مهنة أخرى. مادة – 6يجب على عضو املنتدى االلتزام باآلتي -: .1تسديد االشتراكات الشهرية خصماً من املرتب الشهري في موعده. .2مراعاة أصول العمل القضائي ولوائحه وآدابه واحملافظة على العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
4
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
الشعائر اإلسالمية. .3االلتزام بالنظام األساسي ولوائحه وقرارات اجلمعية العمومية ومجلس اإلدارة. .4املساهمة في أنشطة املنتدى مادة – 7يتمتع العضو باحلقوق اآلتية -: أ -حضور اجتماعات اجلمعية العمومية واملشاركة فيما يدعى إليه من اجتماعات وانشطه املنتدى وهيئاته. ب -حق الترشح واالنتخاب لعضوية مجلس اإلدارة واللجان املتخصصة وفقاً لهذا النظام. ج -االستفادة من خدمات املنتدى. د -تقدمي املقترحات إلى مجلس اإلدارة. مادة – 8تنتهي العضوية في احلاالت اآلتية : أ -االستقالة. ب -الوفاة. ج -ج ـ االشتغال بأعمال غير قضائية مالم يكن منتدباً او معاراً وفقاً للقانون.
الباب الثالث اهليكل التنظيمي واالختصاصات الفصل األول اهليكل التنظيمي
مادة –9يتكون الهيكل التنظيمي : .1اجلمعية العمومية. .2املؤمتر العام. .3اجمللس العام. .4مجلس اإلدارة. .5اللجان. .6مجالس الفروع.
الفصل الثاين اجلمعية العمومية
مادة 10ـ اجلمعية العمومية :هي أعلى سلطة للمنتدى تتكون من مجموع أعضائه وينتخب األعضاء في فروع املنتدى مندوباً واحداً عن كل عشرة أعضاء ميثلهم في املؤمتر العام باإلضافة إلى أعضاء مجالس إدارة الفروع. مادة11ـ مت تعديلها على النحو التالي :جتتمع اجلمعية العمومية للمؤمتر العام اجتماعاً عادياً كل أربع سنوات بدعوى من مجلس االدارة قبل ثالثني يوماً من تاريخ االنعقاد وفي حالة عدم توجيه الدعوة من مجلس اإلدارة يحق لربع أعضاء اجلمعية العمومية للمؤمتر العام الدعوه لالنعقاد خالل خمسة عشر يوماً من انتهاء امليعاد السابق. مادة -12يجوز دعوة اجلمعية العمومية للمؤمتر العام ألي اجتماع استثنائي من قبل مجلس اإلدارة للنظر في املسائل واملوضوعات التي استدعت عقد هذا االجتماع ويلزم لذلك موافقة ثلثي أعضاء مجلس اإلدارة. مادة -13يحق لثلثي أعضاء اجلمعية العمومية للمؤمتر العام تقدمي طلب مسبب إلى مجلس اإلدارة لدعوة اجلمعية العمومية العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
لالنعقاد الجتماع استثنائي وعلى مجلس اإلدارة االستجابة لتنفيذ الطلب خالل مدة أقصاها شهر من تاريخ استالمه ويجب أن يبني في الطلب املوضوعات املطلوبة مناقشتها. مادة -14يجب أن يرفق جدول األعمال بالدعوة الجتماع اجلمعية العمومية للمؤمتر العام وال يجوز النظر في غير املسائل الواردة في اجلدول إال مبوافقة األغلبية املطلقة للحاضرين. مادة -15يرأس اجتماع اجلمعية العمومية للمؤمتر العام رئيس مجلس اإلدارة أو نائبه في حالة غياب الرئيس. مادة -16النصاب القانوني الجتماعات اجلمعية العمومية : أ -النصاب القانوني الجتماع اجلمعية العمومية العادية بحضور األغلبية املطلقة ألعضائها وبحضور ثلثي األعضاء في االجتماع االستثنائي. ب -في حالة عدم استكمال النصاب القانوني لالجتماع املعلن عنه يؤجل االجتماع لليوم الثاني وإذا لم يكتمل للمرة الثانية يعتبر النصاب قانونياً مهما بلغ عدد احلضور. ج -تتخذ قرارات اجلمعية العمومية للمؤمتر العام بأغلبية أصوات احلاضرين. مادة -17اختصاصات اجلمعية العمومية : أ -إقرار النظام األساسي أو تعديله إذا اقتضت الضرورة لذلك. ب -انتخاب أعضاء مجلس اإلدارة من بني أعضاء اجلمعية العمومية للمؤمتر العام وفقاً لهذا النظام. ج -مناقشة وإقرار احلساب اخلتامي للفترة املنصرمة وفقاً للقواعد املالية املقررة. ً د -حل املنتدى وفقا لألحكام الواردة في هذا النظام.
الفصل الثالث اجمللس العام
مادة : 18تشكيل اجمللس العام واختصاصاته. ـ يشكل اجمللس العام للمنتدى من مجلس االدارة املنتخب ورؤساء فروع املنتديات وممثل منتخب عن كل محافظة لم يكتمل فيها النصاب ،وهو احلاصل على أعلى األصوات مادة -19اجتماعات اجمللس العام : أ -تكون اجتماعات اجمللس دورية كل ستة أشهر برئاسة رئيس مجلس اإلدارة. ب -تعتبر اجتماعات اجمللس شرعية إذا حضر االجتماع أغلبية أعضائه وفي حالة عدم اكتمال النصاب يؤجل االجتماع لليوم الثاني وينعقد باحلاضرين. ج -تتخذ قرارات اجمللس بأغلبية احلاضرين وفي حالة تساوي األصوات يرجح اجلانب الذي منه الرئيس. د -في حالة غياب الرئيس يرأس اجتماعات اجمللس نائب الرئيس ،وفي حالة غياب نائب الرئيس يرأس االجتماع األمني العام. هـ -يجوز للرئيس دعوة اجمللس إلى اجتماع طارئ أو استثنائي إذا دعت الضرورة. و -ال يجوز اجلمع بني عضوية مجلس فرع وبني عضوية اجمللس العام ويستثنى من ذلك رؤساء الفروع استناداً إلى املادة (/18أ) من هذا النظام.
5
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
مادة -20اختصاصات اجمللس : أ -متابعة تنفيذ قرارات وتوصيات املؤمتر العام للجمعية العمومية بني دورتي االنعقاد. ب -وضع السياسات واخلطط العامة للمنتدى القضائي. ج -متابعة تنفيذ البرامج واخلطط السنوية للمنتدى. د -تقييم نشاط وأداء مجلس اإلدارة. هـ -مناقشة امليزانية السنوية للمنتدى وإقرارها واملصادقة على احلسابات اخلتامية والتقرير السنوي العام. و -دعوة اجلمعية العمومية لالنعقاد في احلاالت االستثنائية وفقاً ألحكام هذا النظام.
الفصل الرابع جملس اإلدارة
مادة -21يشكل مجلس اإلدارة: ـ املقترح االول :ـ يشكل مجلس اإلدارة من ثالثة عشر عضواً يتم انتخابهم باالقتراع السري املباشر من بني أعضاء املؤمتر العام ،ويراعى متثيل قضاة احملاكم وأعضاء النيابة االبتدائية بخمسة أعضاء وقضاة محاكم و نيابات االستئناف بثالثة أعضاء واحلاصلني على درجة عضو محكمة عليا أو ما يقابلها في النيابة بثالثة أعضاء وعضوين ممثلني للمتقاعدين ويشترط في رئيس مجلس اإلدارة أال تقل درجته عن عضو محكمة عليا او ما يقابلها في النيابة العامة. مادة -22يتكون مجلس اإلدارة من: أ -الرئيس ونائب الرئيس واألمني العام واملسئول املالي باإلضافة إلى تسعة أعضاء حتدد اختصاصاتهم وفقاً لهذا النظام واللوائح وعضوين احتياط. ب -تكون جمللس اإلدارة جميع الصالحيات ملباشرة أعماله وأنشطته وفقاً لهذا النظام. ج -على مجلس اإلدارة مراعاة أحكام هذا النظام واللوائح النافذة وقرارات املؤمتر واجمللس العام. مادة -23اجتماعات مجلس اإلدارة : أ -يجتمع مباشرة بعد انتخابه من قبل املؤمتر العام. ب -تعقد اجتماعاته بصفة دورية كل شهر على األقل ملناقشة املواضيع املدرجة في جدول األعمال ما لم تستدع الضرورة عقد اجتماعات استثنائية بدعوة من الرئيس أو من أغلبية أعضائه. ج -تعتبر اجتماعات مجلس اإلدارة قانونية بحضور ثلثي األعضاء. د -تتخذ القرارات بأغلبية وفي حالة التعادل يعتبر صوت الرئيس مرجحاً. ه -يفقد العضوية من تغيب عن حضور االجتماعات الدورية ثالث مرات متتالية دون عذر مقبول وكذا في حالة سحب الثقة من كل أو بعض أعضائه بقرار من ثلثي أعضاء اجمللس العام أو بقرار من االجتماع االستثنائي للمؤمتر العام وفق أحكام هذا النظام. و -عند فقد مجلس اإلدارة ألحد أعضائه ألي سبب يتم تصعيد العضو احلاصل على أعلى األصوات بعد أعضاء مجلس اإلدارة في أول اجتماع جمللس اإلدارة وفقاً ألحكام هذا النظام. مادة -24اختصاصات مجلس اإلدارة : أ -تنفيذ قرارات املؤمتر العام للجمعية العمومية واجمللس العام.
ب -التحضير الجتماعات اجمللس العام. ج -الرقابة واإلشراف على انتخابات الفروع ونشاطها. د -اقتراح اللوائح الداخلية للمنتدى وعرضها على اجمللس العام ليتم مناقشتها وإصدارها. هـ -دعوة اجلمعية لالنعقاد ملناقشة املوضوعات املدرجة في جدول األعمال. و -التعاقد مع الغير باسم املنتدى في املعامالت املتصلة بنشاطه ما عدا ما هو من صالحيات الفروع ويحق له االستعانة مبحاسب ذي خبرة وكفاءة إلعداد حسابات املنتدى السنوية إذا اقتضت الضرورة ذلك. ز -إعداد مشروع احلساب اخلتامي وامليزانية السنوية وتقدميها للمجلس العام فور انتهاء السنة املالية. ح -إصدار بطاقات العضوية واالنتساب للمنتدى وتسجيل أسماء األعضاء في سجالت خاصة باملنتدى.
اختصاصات رئيس جملس اإلدارة :
مادة -25ميثل املنتدى أمام القضاء وكافة اجلهات الرسمية وغيرها داخليا وخارجياً. مادة -26يرأس اجتماعات اجمللس العام ويعتمد قرارات مجلس اإلدارة ويرأس اجتماعه ويكون صوته مرجحاً في حالة تساوى األصوات. مادة -27رئيس املنتدى هو اآلمر للصرف وفقاً للوائح واألنظمة املالية. مادة -28التوقيع على جميع العقود واالتفاقات التي يوافق عليها مجلس اإلدارة وكذا جميع املراسالت واملكاتبات اخلاصة باملنتدى والقرارات اإلدارية. مادة - 29التوقيع مع األمني العام واملسئول املالي على جميع الشيكات والوثائق واملستندات املالية والتوقيع مع األمني العام على محاضر اجللسات. مادة -30يكون رئيس مجلس اإلدارة متفرغاً لعمله في املنتدى القضائي ويحصل من جهة عملة على كافة احلقوق واالمتيازات التي يحصل عليها أقرانه في نفس الدرجة القضائية. اختصاصات نائب رئيس اجمللس مادة -31يتولى نائب رئيس اجمللس االختصاصات اآلتية : أ -ينوب عن رئيس اجمللس في حالة غيابة أو تعذر ممارسته ملهامه وله حينئذ كافة الصالحيات اخملولة للرئيس. ب -حضور جلسات مجلس احملاسبة والتأديب ألعضاء السلطة القضائية. ج -يكون نائب الرئيس متفرغاً لعمله في املنتدى القضائي ويحصل على كافة احلقوق واالمتيازات من جهة عمله التي يحصل عليها أقرانه في نفس الدرجة القضائية. د -متابعة نشاط الفروع. هـ -مساعدة الرئيس فيما يكلفه من أعمال. مادة -32اختصاصات األمني العام : يتولى األمني العام ما يلي : العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
6
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أ -حترير محاضر االجتماعات والتوقيع عليها مع الرئيس وحفظها بعد إقرارها من احلاضرين. ب -إعداد جداول أعمال اجتماعات اجمللس باتفاق مع الرئيس ومن خالل ما يقترحه األعضاء واإلبالغ بها قبل موعد االجتماع بفترة كافية. ج -مساعدة رئيس اجللسة في ضبط ومتابعة وقائع االجتماع واإلبالغ بالقرارات املتخذة في اجللسة السابقة. د -اإلشراف واملتابعة على أعمال السكرتارية فيما يتعلق بشئون اجللسات ووقائعها وقراراتها والتعقيب عليها حتت إشراف رئيس اجمللس وإبالغ الفروع بالقرارات التي يتم اتخاذها. هـ -التوقيع على الشيكات بجانب الرئيس واملسئول املالي وكذا الوثائق واملستندات املالية واإلشراف على العاملني باملنتدى ورفع التقارير الدورية إلى اجمللس عن نشاطهم وخدماتهم. و -يكون األمني العام متفرغاً لعمله في املنتدى القضائي ويحصل من جهة عمله على كافة احلقوق واالمتيازات التي يحصل عليها أقرانه في نفس الدرجة القضائية. مادة -33اختصاصات املسئول املالي : املسئول املالي :هو من يتولى الشئون املالية ويقوم على وجه اخلصوص باملهام اآلتية : أ -اإلشراف على إعداد املوازنة السنوية. ب -متابعة إعداد احلساب اخلتامي الذي يعده احملاسب القانوني املعني سنوياً. ج -متابعة وتلقي املوارد املالية والعينية والتأكد من توريدها إلى اخملازن واملصارف املعتمدة من قبل اجمللس وفق األنظمة املالية. د -التوقيع مع الرئيس واألمني العام على جميع املعامالت واألوراق املالية والتعاقدات. هـ -العمل على تطبيق الالئحة املالية املقرة من اجمللس واإلبالغ بالتعليمات املالية واحملاسبية الواردة إلى اللجنة املالية ومجالس الفروع. مادة -34اللجان -: اللجان املتخصصة التي يشكلها اجمللس العام من بني أعضائه أو من غيرهم للقيام مبهام محددة تتصل بنشاط املنتدى وتكون رئاسة هذه اللجان ألعضاء مجلس اإلدارة وهي : .1جلنة العالقات العامة واإلعالم. .2جلنة شئون األعضاء. .3جلنة الدراسات والبحوث الثقافية والقضائية. .4جلنة الرعاية الصحية واالجتماعية. .5أي جلان أخرى تقتضيها طبيعة العمل.
الباب الرابع الفصل األول مالية املنتدى
مادة :-35تتكون مالية املنتدى من املوارد اآلتية : .1رسوم االشتراك الشهري ( )1000ريال .2رسوم االنتساب ( )2000ريال. .3مساهمات الفروع وفق النسبة احملددة في هذا النظام. .4املبالغ اخملصصة في موازنة السلطه القضائية. العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
.5املبالغ التي تخصصها الدولة وما تقره القوانني النافذة. .6التبرعات اخلاصة من األعضاء وأي تبرعات أخرى يوافق عليها مجلس االدارة. .7الهبات والوصايا غير املشروطة. .8حتدد الالئحة الداخلية أوجه اإلنفاق وإجراءات التحصيل والصرف والقروض واملساعدات وتصدر الالئحة بقرار من اجمللس العام بناء على عرض مجلس االدارة. مادة -36تبدأ السنة املالية بشهر يناير وتنتهي بشهر ديسمبر من كل عام. مادة -37يعني اجمللس العام محاسباً قانونياً يتولى مراجعة حسابات املنتدى.
الفصل الثاين الفروع
مادة -38ينشأ فرع للمنتدى في كل محافظة اليقل عدد األعضاء فيه عن 25عضواً ويعقد األعضاء في تلك احملافظة اجتماعاً حتت إشراف مجلس اإلدارة للمنتدى النتخاب مجلس الفرع باالقتراع السري املباشر ،ويكون ترتيب مهامهم بحسب أعلى األصوات. مادة -39يتكون مجلس إدارة الفرع من خمسة أعضاء على النحو التالي : .1رئيس الفرع. .2أمني عام الفرع. .3املسئول املالي للفرع. .4مسئول اإلعالم والثقافة. .5مسئول شئون األعضاء والرعاية الصحية. .6عضوان احتياطيان. مادة -40مدة اجمللس أربع سنوات وتنعقد اجلمعية العمومية للفرع قبل شهر من اجتماع املؤمتر العام للجمعية العمومية للمنتدى القضائي للمصادقة على التقرير املالي والتقرير العام لنشاط الفرع وانتخاب مجلس إدارة جديد ومندوبي الفرع إلى املؤمتر العام للجمعية العمومية للمنتدى طبقاً ألحكام هذا النظام. مادة 41ـ يعتبر رئيس الفرع عضواً في اجمللس العام. مادة -42ينعقد اجتماع اجمللس بحضورأغلبية أعضائه وتتخذ قراراته بأغلبية احلاضرين وفي حالة تساوي األصوات يرجح اجلانب الذي منه الرئيس. مادة -43يتم اجتماع مجلس الفرع بدعوة من رئيسه أو من ثالثة أعضاء عند االقتضاء وعند غياب الرئيس ينوب عنه أمني الفرع. مادة -44في حالة تغيب عضو اجمللس لثالثة اجتماعات متتالية دون عذر مقبول يُعد مستقي ً ال ويُص ّعد بدالً عنه العضو االحتياط احلاصل على أعلى األصوات في أول اجتماع. مادة -45ال يجوز سحب الثقة من أعضاء مجلس إدارة الفرع جميعاً أو من بعضهم إال عند اجتماع ثلثي أعضاء اجلمعية العمومية للفرع وباألغلبية املطلقة. مادة -46ال يتقاضى أعضاء مجلس إدارة الفرع أية رواتب أو أجور مقابل عضويتهم في اجمللس. مادة -47فيما عدا اختصاصات املؤمتر العام للجمعية العمومية واجمللس العام ومجلس إدارة املنتدى يقوم اجمللس مبمارسة وتنفيذ
7
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
كافة املهام واألهداف املنصوص عليها في النظام األساسي واللوائح التنفيذية للمنتدى وقرارات اجمللس العام ومجلس إدارة املنتدى. مادة -48يتعني على مجلس الفرع موافاة مجلس اإلدارة بالتقارير الدورية الفعلية التي تتضمن بياناً وافياً بأحوال الفرع وسير نشاطه وأعماله وحساباته وأية مقترحات حتسن عمل املنتدى وفروعه والبت في شئون أعضاء الفرع وفقاً للحالة املعروضة عليه. مادة -49في حالة خلو ثالثة مقاعد من مجلس إدارة الفرع بعد تصعيد عضوي االحتياط يتم إعادة انتخاب إدارة جديدة للفرع خالل شهر. مادة -50حتدد نسبة %75من موارد الفرع لصالح تسيير نشاطه وأعماله ويتم توريد نسبة %25لصالح نشاط املنتدى. مادة -51حتدد الالئحة أسس الصرف واملساعدات والقروض واالحتفاظ باملستندات واألوراق املالية ليسهل الرجوع إليها عند احلاجة.
الباب اخلامس أحكام عامة وختامية
مادة -52يتم العمل بالتعديالت الواردة على النظام األساسي بعد إقرارها من قبل اجلمعية العمومية للمؤمتر العام. مادة -53يلزم لتعديل النظام األساسي موافقة األغلبية املطلقة وحلل املنتدى ثلثا أعضاء مؤمتر اجلمعية العمومية. مادة -54يصدر اجمللس العام عقب انتخابه الالئحة اخلاصة بالفروع واللوائح األخرى املنظمة لعمل املنتدى بناء على اقتراح مجلس اإلدارة ومبا يتفق مع هذا النظام. مادة( )55أـ ينشأ مبوجب هذا النظام صندوق للتكافل االجتماعي ألعضاء السلطه القضائية يصدر به قرار من مجلس االدارة. ب -يصدر اجمللس العام الئحة تنظم موارد الصندوق ونشاطه وأوجه الصرف بناء على عرض من مجلس اإلدارة.
أمساء اإلخوة القضاة أعضاء اللجنة التحضريية املكلفة بإعادة صياغة مشروع النظام االساسي للمنتدى القضائي وهم:ـ القاضي/يحيى محمد املــاوري. القاضي/يحيى يحيى اجلعـــدبي. القاضي/احمد املتــــوكل. القاضي/حمود الهــــردي. القاضي/محمد حمـــــران. القاضي/شائف الشيبـــاني. القاضي/جمال ســـــالم. القاضي/علي عطبــــوش. القاضي/عبد الله الصـــانع. القاضي/رضـوان العميسـي. القاضي/محمـد حميــدان. السكرتارية التالية أسماؤهم: القاضي/حسن قاسم اجملاهـد. واألخ/هاني يحيي اجلعدبــي. األخ/ابراهيم راجح ابو حامت. واألخ/عبده عبد الله االشموري.
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
8
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
9
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي رؤية مُقدِمَة لالجتماع الثالث للجمعية العمومية للمنتدي القضائي املنعقد يف 15 - 13شوال 1434هـ املوافق 23 - 20أغسطس 2013م
إعداد القاضي/ د .عبدامللك عبداهلل اجلنداري
مقدمة:
العدالة الغاية األساس التي يجب أن تستهدفها األمم قاطبة ،فهي وراء استخالف اإلنسان في هذه األرض؛{يا داوو ُد إ ّنا جعلناك خليفة في األرض فاحكم بني النّاس باحلق} ،وما نزلت الشرائع وما وجدت الدساتير إال لتحقيق هذه الغاية ،أ ّما حتقيقها فمنوط بأولي أمر األمة في كل زمان ومكان ،وأولي األمر في عصرنا احلديث هم من اختارهم الشعب -صاحب السلطة -لينوبوا عنه في إدارة أعمال الدولة الداخلية واخلارجية لرعاية شئون األمة وفقاً لعقدها االجتماعي عن أن ماهية هذه املؤسسات طريق املؤسسات الدستورية للدولة .والشك ّ وشكلها ،يختلف زماناً ومكاناً باختالف طبيعة نوع النظام السياسي املتّبع (جمهوري ،ملكي) وطبيعته (دميقراطي ،ديكتاتوري) وشكله (رئاسي ،برملاني ،مختلط) ،ومع ذلك لم يخل نظام سياسي -عبر التأريخ -من وجود قضاء ،صحيح أن نطاق والية هذا القضاء قد لكن اإلجماع يضيق وقد يتسع بحسب طبيعة النظام السياسي للدولةّ ، ألن وجوده ميثل ضرورة عقلية قبل أن قائم على ضرورة وجود قضاءّ ، يكون ضرورة شرعية قانونية. أن أسسه ومبادئه العامة وبالرجوع إلى الدستور اليمني احلالي جند ّ ترتكز على كون «الشعب مالك السلطة ومصدرها وميارسها بشكل مباشر عن طريق االستفتاء واالنتخابات العامة ،كما يزاولها بطريق غير مباشرة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية» (مادة ،)4لهذا جاء الباب الثالث من الدستور اخلاص بـ»تنظيم سلطات الدولة»( ،)1ليفرد لكل من هذه الهيئات فصال مستقال؛ فاألول للهيئة التشريعية (املواد ،)104 - 62والثاني للهيئة التنفيذية (املواد 105 ،)148والثالث للهيئة «القضائية» (املواد .)2()154 - 149وهذايقطع بأن القضاء هيئة دستورية تقف على قدم املساواة مع الهيئتني التشريعية والتنفيذية .ومن هذا املنطلق قرر الدستور -في املادة أن « القضاء سلطة مستقلّة قضائياً ( - )149بصورة صريحة قاطعة ّ ومالياً وإدارياً» ،مبينا املهمة األساس املنوطة به ،بقوله« :وتتولى احملاكم بأن تقرير الفصل في جميع املنازعات واجلرائم»؛ هذا ويجدر التنويه ّ «استقالل القضاء» و»عموم واليته» ،ليسا منحة له وال ميزة للقضاة ،بل لضمان حماية املبادئ األساسية للمواطنني التي قررها الدستور في الباب الثاني اخلاص بـ»حقوق وواجبات املواطنني األساسية» (املواد ،)3()61 - 41وقد جعل الدستور هذه احلقوق أساسية لتعلقها باحلقوق ألي مؤسسة -مبا في ذلك العامة اللصيقة بالشخصية؛ لذا ليس ّ العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
بأي من هذه احلقوق أو تقييدها كلياً أو جزئياً وبأ ّية البرملان -املساس ّ صورة وحتت أي مس ّمى ،لضمان عدم املساس بأي من هذه احلقوق أو إهدارها ،لذا لم يترك للمقنن حتديد النظام القضائي األساس الذي املوحد ،بنصه على يجب أن يلتزم به املقنن ،بل اختار نظام القضاء ّ أن « القضاء وحدة متكاملة» وبأ ّنه « ال يجوز إنشاء محاكم استثنائية ّ بأي حال من األحوال»(مادة .)150ولضمان أن يؤدي القضاء دوره على الوجه األمثل ،ينبغي أن تتوافر له عناصر القضاء الطبيعي ،لذا أناط باملؤسسة التشريعية إنشاء احملاكم وحتديد اختصاصاتها؛ بنص صراحة على أن« :يرتب القانون اجلهات القضائية ودرجاتها ويحدد اختصاصاتها( ،»...مادة .)150وبهذا النص كفل الدستور رقابة املؤسسة التشريعية على القضاء كمؤسسة .أ ّما املؤسسة التنفيذية (احلكومة) فلم مينحها الدستور أي رقابة على القضاء؛ ولضمان عدم أن « القضاء سلطة مستقلة تغولها على القضاء قرر بصورة قاطعة ّ قضائيا وماليا وإداريا» (مادة ،)4()150وألن الهدف من هذا املبدأ هو االستقالل «قضائيا» ،أكد ذلك بقوله« :القضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون» (مادة ،)150وألنه قد نص قبل ذلك بأن احلكومة هي « الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا للدولة ،ويتبعها بدون استثناء جميع اإلدارات واألجهزة واملؤسسات التنفيذية التابعة للدولة» (مادة ،)129وألنه أعطى احلكومة صالحية إعداد املوازنة العامة للدولة (مادة /137ب) ،ولئال يُفهم من عموم هذين النصني دخول القضاء في حكمهما ،فتخضع للحكومة ماليا وإداريا -كما جرى عليه احلال -جاء بنص املادة ( )152ليقطع الطريق على أي تأويل أو اجتهاد بهذا اخلصوص؛ فبشأن اجلانب اإلداري قرر بأن «يكون للقضاء مجلس أعلى ينظمه القانون ويبني اختصاصاته وطريقة وترشيح أعضائه( ،)5ويعمل على تطبيق الضمانات املمنوحة للقضاة من حيث التعيني والترقية والفصل والعزل وفقا للقانون» ،أ ّما ما يتعلق باالستقالل املالي فقد ص ّرح أيضا -في املادة ذاتها -وبشكل قاطع اختصاص اجمللس األعلى القضاء بـ»دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء ،متهيدا إلدراجها رقما واحدا في املوازنة العامة للدولة»(مادة ،)152يعني أن ليس للحكومة -مبا في ذلك وزارتا العدل واملالية -أن تناقش تفاصيل مشروع موازنة القضاء ،وإمنا يقتصر دورها على إدراج ذلك املشروع ضمن املوازنة العامة للدولة ،ليكون القول الفصل بشأنها للبرملان -باعتباره املمثل املباشر للشعب صاحب السلطة -فإذا أقر مشروع موازنة القضاء وصدر ضمن قانون املوازنة العامة صار ملزما
للمؤسسة التنفيذية. من خالل كل ما سلف يتبني بجالء دور القضاء ومفهوم الدستور ألهمية رسالته .فما مدى انعكاس هذا املفهوم على القانون والواقع؟ وملاذا بقي القضاء -رغما عن الدستور -مكونا تابعا لـ»السلطة التنفيذية» بدال من أن يكون مؤسسة دستورية تؤدي دورها الذي يريده أو يتوقعه منها الشعب صاحب السلطة؟ اإلجابة على هذا التساؤل هو ما تهدف إليه هذه الرؤية .وقبل بأن ث ّمة توجهات عامة الدخول في التفاصيل -ولإلنصاف -ننوه ّ ()6 للدولة لالرتقاء بأداء القضاء ،بدأت منذ عام 1979م ،ومنذ ذلك الساعة بذل العديد من قيادات القضاء محاوالت ال تنكر التأريخ وحتى ّ مس ّمى «اإلصالح القضائي» ،إال أ ّنه رغم طول الفترة بهذا الشأن حتت ُ الزمنية وتعاقب كثير من األشخاص على قيادة القضاء ،يجد املراقب أن منها ما جانب املتأمل أن النجاح لم يُكتب ملعظم تلك احملاوالت ،بل ّ الصواب وجاء بنتائج عكسية .والسبب األساس -في اعتقادنا -يرجع إلى تعدد واختالف املفاهيم التي ّ أن متت تلك احملاوالت وفقا لها؛ إذ ّ كان يسعى جهده لإلصالح من الزاوية التي ينظر إليها وبالطريقة التي ألي محاوالت إال على يراها ،لهذا كان من الطبيعي أال يُكتب النجاح ّ ضوء مفاهيم صحيحة ورؤى موحدة ،وهذا ما لم يتحقق ألن اجمللس األعلى للقضاء -الذي يضم قيادات املؤسسة القضائية -لم يكن يؤدي دوره األساس في رسم السياسة العامة لالرتقاء بالقضاء ،أل ّنه وإلى وقت قريب لم يكن يعقد اجتماعاته إال على فترات متباعدة جدا تصل إلى ع ّدة سنوات في كثير من األحيان .لهذا وألن قانون السلطة القضائية يعطي لوزير العدل من الصالحيات ما يكاد يجعل مفاصل فإن مسألة «اإلصالح القضائي» كانت رهنا بوزراء القضاء بيده ،لذلك ّ العدل املتعاقبني واخملتلفني باختالف ثقافاتهم ومفاهيمهم وأحزابهم، في ظل كل هذا البد من البحث عن مفاهيم مشتركة لالرتقاء بالقضاء، ولن يتسنى هذا إال باالتفاق على أسس وقواعد عامة تقوم عليها وتنطلق منها تلك املفاهيم. والرجوع إلى تلك األسس والقواعد -بتفعيلها والعمل من خاللها يجب أن يتم من قبل جميع مؤسسات الدولة (السيادية ،التشريعية،التنفيذية ،القضائية) املمثلة للشعب ،وقبلها التنظيمات احلزبية واملنظمات اجملتمعية ،فال ميكن ملؤسسة القضاء -بأي حال من األحوال -أن تؤدي دورها كما ينبغي مبعزل عن كل هؤالء؛ فالعدالة ليست شأنا قضائيا بل شأنا إنسانيا ،وهذا هو املفهوم الذي بنيت عليه
نصوص الدستور املتعلقة بالقضاء .لهذا وكيما تتضح الصورة جل ّية، وانطالقا من املفهوم الشرعي والدستوري للقضاء نُ َذ ِّكر هنا بأهم األسس التي نرى أن البناء عليها هو السبيل الوحيد لالرتقاء بأداء القضاء كمؤسسة دستورية ،واملتمثلة في األسس العشرة اآلتية: .1والية القضاء رسالة إنسانية ال مجرد وظيفة. .2األصل في القاضي سالمة احلال. .3وحدة القضاء هي الضامن للمساواة بني املواطنني في ممارسة حقهم الدستوري في التقاضي. .4موظفو احملاكم جزء ال يتجزأ منها؛ فبهم ومعهم يؤدي القضاة رسالة القضاء. .5رسم السياسة العامة للمؤسسة القضائية منوط مبجلس القضاء األعلى. .6تشخيص أ ّية اعتالالت واقتراح معاجلتها منوط بهيئة التفتيش القضائي. .7التمييز في املعاجلة بني األمراض واألعراض. .8قانون مؤسسة القضاء (السلطة القضائية) هو الوسيلة الوحيدة التي يجب االعتماد عليها واالرتقاء بها. .9االرتقاء بأداء القضاء مسئولية اجلميع. كل من هذه األسس وما عليه احلال ومن خالل ما يلي سنحاول بيان ٍ في الواقع العملي.
األساس األول والية القضاء رسالة ال جمرد وظيفة
إن حتقيق العدل بفصل اخلصومات وحل املنازعات بني الناس ليس مجرد وظيفة كغيرها من الوظائف التي ميارسها املوظفون العامون بل رسالة إنسانية أوكلها الله تعالى ابتداء إلى أنبيائه الكرام عليهم السالم؛ َ ّاس جعلناك َخ ِل َي َف ًة ِ في قال تعالى{ :يا داوو ُد إ ّنا فاح ُك ْم بَيْ َن النَ ِ ِ األرض ْ بِالْ َحقِ } [سورة ص .]26/وقال تعالى مخاطبا نبيه الكرمي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم{:إ ّنا أنزَلنا َ ِ ِّ ّاس تاب باحلق ِلت َْح ُك َم بَيْ َن النَ ِ إليك الكِ َ َ ني َخصيماً}[ سورة النساء .]105/وقد بِما أراك الل ُه وال تَ ُك ْن للخا ِئ ِن َ أجاز الله ألنبيائه -وألولي األمر من بعدهم -تفويض غيرهم ممن يرون فيهم الصالح ألداء رسالة القضاء ،ونظرا لسمو هذه الرسالة العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
10
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
ورِ فعة املكلفني بها فقد نظر العقالء للقضاء وتعاملوا مع أهله وانصاعوا ألحكامه بالكثير من املهابة والتبجيل واالحترام ،واستمر احلال على هذا وتعارف الناس عليه جيال بعد جيل عبر العصور. ووفقا لهذا املفهوم جاءت الدساتير -مبا فيها الدستور اليمني - لتقرر مبدأ «القضاء الطبيعي» ومبدأ «استقالل القضاء» كضمانات حلسن أداء الوالية القضائية املنوطة باحملاكم ،ال باعتبارها وحدة من الوحدات اإلدارية للدولة -كما هو راسخ في اعتقاد الكثير لألسف بل باعتبار القضاء مؤسسة دستورية أصيلة شأنها شأن املؤسستنيالتشريعية والتنفيذية ،وقد أناط الدستور بالقضاء أمر العدالة ليؤديه مستقال عن تينك الهيئتني .ومن ثم يجب أن ندرك حقيقة غاية في أن القضاء ال يستمد واليته من املؤسسة التنفيذية بل األهمية؛ وهي ّ وال من املؤسسة التشريعية ،بل من الدستور ذاته باعتباره أسمى تعبير فإن التعامل مع الوالية عن إرادة الشعب صاحب السلطة ،ومن ث ّم ّ القضائية باعتبارها مجرد وظيفة ال يتفق وطبيعته الدستورية ،وال مع املعنى اللغوي واالصطالحي للفظ «وظيفة» ،فالوظيفة لغة :مشتقّة من «وظ َف»؛ أي ألزم .يقال ّ الفعل َّ وظف الشيء على نفسه أي ألزمها إياه. و َو َّظفه؛ أي َع َّين له في كل يوم وظيف ًةَّ . ووظف عليه عمال :أي َق َّد َر؛ فيقالَّ : قدر وظ َف له رِ ْزْقاً( .)7أ ّما الوظيفة اصطالحا :فهي «العمل امل ُ َّ املتتابع» ،ومن ذلك العمل الدائم بأجر في مؤسسة أو شركة حكومية(.)8 والفصل في اخلصومات وفض املنازعات قد يُؤدى متتابعا(دوريا) وقد ال يكون كذلك( ،)9لكنّه ال ميكن بحال أن يكون ُمق ّدرا ؛ فهو يخضع لعوامل تتعلق بالقاضي وإمكاناته املادية وحالته الذهنية والنفسية من جهة، وبالقضية من جهة أخرى؛ فلكل قضية ظروفها من األطراف واحملل والسبب واملوضوع .وهذا هو الفرق بني القضاء وبني العمل الوظيفي. وقد ع ّرف املقنن اليمني «الوظيفة» بأ ّنها« :مجموعة من الواجبات واملسئوليات أو األعمال ذات الطبيعة الذهنية أو املهنية أو احلرفية أو غيرها والتي تناط بشاغلها ألغراض املساهمة في حتقيق أهداف الوحدة اإلدارية التي ينتمي إليها( »...مادة 2خدمة مدنية) .صحيح أن العمل القضائي مجموعة من الواجبات واملسئوليات أو األعمال ذات ّ الطبيعة الذهنية ،إال إ ّنه ال ميكن أن يكون -بأي حال من األحوال - « ألغراض املساهمة في حتقيق أهداف الوحدة اإلدارية»؛ فما أنيط بالقضاة من مهام ومسئوليات دستورية لم يكن ألغراض املساهمة في حتقيق أهداف وزارة العدل ،كما يراد له أن يكون ،فالقضاء ليس وحدة من الوحدات اإلدارية وال ينبغي أن يكون كذلك ،بل هيئة دستورية أصيلة (مادة 4دستور) ،ومن ثم يجب أن ندرك جميعا حقيقة هامة؛ أن القضاء ال يستمد وجوده وكيانه وواليته من الهيئة التنفيذية بل هي ّ وال من الهيئة التشريعية ،بل من الدستور ذاته باعتباره أسمى تعبير عن إرادة الشعب .ومما يؤكد أن القاضي ليس مجرد موظف ،ما جاء في رسالة أمير املؤمنني علي بن أبي طالب ك ّرم الله وجهه لألشتر النخعي رضي الله عنه حني واله على مصر؛ إذ يأمره بقوله« :اختر للحكم بني الناس أفضل رع ّيتك في نفسك؛ ممن ال تضيق به األمور ،وال متحكه اخلصومة ،وال يتمادى في الزلة ،وال يحصر من الفيء إلى احلق إذا عرفه ،وال تشرف نفسه على طمع ،وال يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم في الشبهات ،وآخذهم باحلجج ،وأقلهم تبرما مبراجعة اخلصم ،وأصبرهم على تكشف األمور ،وأصرمهم عند اتضاح احلكم، ممن ال يزدهيه إطراء ،وال يستميله إغراء ،وأولئك قليل» ،ومع ذلك العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي
ونظرا جلسامة والية القضاء -يضيف اإلمام علي كرم الله وجههمقررا مبدأ مراقبة أداء القاضي بقوله« :ثم أكثر من تعاهد قضائه» وقبل ذلك وكيما يؤدي القاضي رسالته كما ينبغي ب ّين أمير املؤمنني ما يجب للقاضي؛ بقوله« :وافسح له في البذل ما يُزيل علّته وتقل معه حاجته إلى الناس ،وأعطه من املنزلة لديك ما ال يطمع فيه غيره من خاصتك؛ ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك» .هذا هو مفهوم اإلسالم احلنيف لدور القاضي ،ووفقا له جاءت املبادئ الدستورية أن هذا املفهوم لم ينعكس على القانون والواقع؛ املتعلقة بالقضاء ،غير ّ وعليه وفي ظل اعتبار القضاء مجرد وظيفة والقاضي مجرد موظف، اضطرب احلال وساء املآل ،وواقع احلال خير شاهد على ذلك .ومن أبرز مظاهر هذا املفهوم اخملتل ما يلي: أوال :عدم التحري في وضع وتطبيق شروط تولي رسالة القضاء؛ فقد صيغت تلك الشروط في املادة ( )57من قانون السلطة القضائية أي وظيفة عامة؛ على نحو تكاد تكون ذات الشروط املطلوبة لشغل ّ فنظرا لغياب مفهوم كون القضاء رسالة إنسانية ،وقع اخللط بني الوظيفة القضائية كدرجة ،وبني الوظيفة القضائية كمنصب بوضعهما معا في هيكل واحد (مادة 58سلطة قضائية) ،فاقتصر املقنن على بيان الشروط املطلوبة للتعيني في الدرجة القضائية ،متجاهال بذلك مقاصد الدستور الذي أحال عليه حتديد الشروط الواجب توافرها «في من يتولى القضاء» (مادة .)150ال «في من يعني ابتدا ًء في وظائف السلطة القضائية»(مادة 57سلطة قضائية)؛ لذلك -وفي ظل اعتبار والية القضاء مجرد وظيفة وليست رسالة -مت إعمال تلك الشروط باعتبارها شروطا لتولي القضاء ،مع أ ّنها مجرد «شروط قبول» وليست أن املقنن -بصدد سرده لتلك الشروط «شروط كفاءة» .ومما يؤكد هذا ّ وبعد أن نص على شرط السن -نص صراحة على « أال يتولى العمل القضائي إال بعد مضي فترة تدريبية ال تقل عن سنتني في اجملال القضائي» (مادة /57ب) .يُفهم من ذلك أن الشروط األخرى غير كافية لوحدها -لتولي القضاء ،فهي وإن توافرت في الشخص فال يعنيذلك صالحيته لتولي القضاء ،أي أن ثمة شروطاً أخرى لتولي القضاء (شروط الكفاءة) من علم وفهم وحزم وورع؛ فمن طبائع األشياء أ ّنه ال يتسنى ألي أحد أن يتصدى لنظر اخلصومات وفض املنازعات ما لم تتوافر لديه هذه الشروط مجتمعة ،واختالل شرط منها يجعل واليته وألن شروطا كهذه ال ميكن التحقق من توافرها إال من خالل محل نظرّ . املمارسة العملية ،فقد أوجب القانون مضي فترة تدريب أقلها سنتان، أن هذه الفترة كفترة للتأكد من كفاءة الشخص لتولي القضاء .أي ّ اختبار ملعرفة الصالح من الطالح قبل اجللوس على منصة القضاء. ومع ذلك ورغم أهمية هذا الشرط إال أ ّنه -لألسف الشديد -لم يعد محال للتطبيق؛ فقد مت جتاوزه متاما منذ عام 2007م (حني عاود املعهد العالي للقضاء فتح باب القبول بعد انقطاع دام ثمان سنوات تقريبا)، وكان جتاوز هذا الشرط األهم بتولية خريجي املعهد منصب القضاء دون مضي فترة التأهيل والتدريب واالختبار املقررة قانونا .واألعجب أن هذه اخملالفة الصريحة للقانون تتم حتت مبررات؛ كاحلاجة املاسة ّ لقضاة بسبب تراكم القضايا ،أو اخلشية على اخلريجني من «التلوث بالفساد» إن هم عملوا في احملاكم كمساعدين!!! ومن جهة أخرى كان يتم قبل ذلك جتاهل هذا الشرط أيضا بتولية أشخاص كقضاة في دوائر احملكمة العليا مباشرة ،ممن ليسوا أهال لذلك بل ولم يسبق لهم
11
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /د .عبد امللك اجلنداري
اجللوس على منصة القضاء مطلقا!!! .وفي احلالتني كانت تتم مخالفة القانون باسم اإلصالح القضائي. ثانيا :عدم تفعيل مبدأ استقالل القضاء والقضاة :فالدستور صريح وبأن « القضاة بأن « القضاء سلطة مستقلة قضائيا وماليا وإداريا»ّ ، َّ مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون» .والدستور إذ يقر مبدأ استقالل القضاء بشطريه إ ّ منا يقصد توفير ضمانة للمجتمع ال القضاة كما يتوهم الكثيرون ،وكما يشاع بني العامة بل واخلاصة عن قصد أو عن غير قصد .لذا جند نصوص القانون القائم بعيدة كل البعد عن املفهوم الدستوري للقضاء ،ليأتي التطبيق فيزيد الطني بلّة، وهذا ما سنتعرض له الحقا بشيء من التفصيل ،بصدد حديثنا عن األساس الثامن املتعلق بقانون القضاء. ثالثا :احلرص في األداء القضائي على الكم قبل الكيف :انطالقا من مفهوم أن والية القضاء مج ّرد وظيفة -وحتت مظلة اإلصالح القضائي ُ -ولد لدى القائمني على إدارة القضاء توجه ك ّمي؛ باعتبار كثرة الكم دلي ً ال على كفاءة القاضي ،بل مبنح املكافئات املالية ملن ينجز أكثر .وال يخفى ما يترتب على هذا من تسابق في إصدار األحكام القضائية ومن ثَ َّم تد ّني مستوى األداء من حيث الكيف .وأيضا وفي ظل التوجه الك ّمي بدأنا نسمع البعض يتحدث عن ضرورة حتديد سقف ّ زمني إلجناز القضية ،وعن إنشاء محاكم لكل نوع من أنواع القضايا بل ولكل موضوع من مواضيع اخلصومة ،ولو اقتضى احلال استجالب قضاة .كل ذلك بهدف زيادة اإلنتاج. وقد غاب عن هؤالء أن القضاء رسالة غايتها حتقيق العدل ،وأن الواجب في األحكام القضائية أن تكون عنوان احلقيقة ،وال ميكن أن يتحقق ذلك في ظل هذا التوجه الك ّمي َّ املطرد .لذا البد من املواءمة في األداء القضائي بني الكيف والكم لنضمن عدم تراخي أداء البعض، لكن يجب أال يكون هذا على حساب الكيف .ومن ثم فاألصوب أن تُمنح احلوافز واملكافئات ملن يُؤدي أفضل ال ملن يؤدي أكثر. رابعا :االستهانة بالقضاء وإهدار ما ينبغي له من مهابة :من أبرز املظاهر الناجمة عن اعتبار القضاء مجرد وظيفة وليس رسالة؛ االستهانة مبكانة القضاء وإهدار هيبته في النفوس؛ وذلك باتهام القضاء والقضاة علنا بالفساد في كل مكان ومناسبة ،بل وفي كافة وسائل اإلعالم الرسمية واألهلية .وال يغيب عن كل ذي بصيرة ما يترتب على ذلك من أثار خطيرة ،أبرزها: • تردد املواطنني عن استخدام حقهم الدستوري في التقاضي. • عدم احترام حجية األحكام واألوامر القضائية. • تفشي ظاهرة االعتداء على القضاة.
األساس الثاين األصل يف القاضي سالمة احلال
سلف القول أن القضاء رسالة إنسانية ،وألن هذه الرسالة منوطة بالقضاة ،فيجب أن يتحقق في كل قاض من الشروط ما ال يُشترط في غيره ،ومن احلقوق واحلصانات ما يغنيه عن الغير ويدرأ عنه ما يُخل باستقالله ،ومن احملظورات ما يضمن حيدته .في ظل كل هذا ينبغي أن يكون األصل في القاضي سالمة احلال حتى يثبت العكس ،خاصة أن هذا األصل يسري على اإلنسان العادي ،مما يجعل العدالة مفترضة في القضاة من باب أولى .بيد أن السائد في الواقع العملي عكس ذلك؛
فقد صار سوء الظن بالقضاة هو األصل ،والدالئل على ذلك كثيرة، أبرزها ما يلي: .1التضييق ّ املطرد على السلطة التقديرية للقاضي بالتزيد في القيود القانونية :واألمثلة على هذا من الكثرة بحيث يصعب حصرها في هذا املقام ،ولكن باستقراء بسيط جملموع األحكام والقواعد القانونية للقضاء والتقاضي ،جند أنها ُقنِنت ابتدا ًء في القرار بالقانون رقم ( )23لسنة 1967م بشأن «تنظيم السلطة القضائية» (مكون من 82مادة) ،وبالقرار بالقانون رقم ( )90لسنة 1976م بشأن «قانون اإلثبات الشرعي وواجبات القاضي»(مكون من 192مادة) ،وقد تض ّمن فصال خاصا بـ»التحكيم» ،ثم تلى ذلك القرار بالقانون رقم ()121 لسنة 1976م بإصدار قانون املرافعات (مكون من 230مادة)؛ أي أن مجموع مواد القوانني اإلجرائية آنذاك كان ( )504مواد ،استمر العمل بها زهاء ربع قرن .وخالل الفترة 1991م 2002 -م ،أصبح مجمل مواد القوانني اإلجرائية النافذة حاليا ( )1461مادة؛ أي أن مجموع املواد اإلجرائية قد تضاعف حوالى ثالثة أضعاف خالل فترة ال تزيد على عشر سنوات!!! أي زيادة موضوعية في النصوص متثل وال يختلف اثنان على أن ّ زيادة في األحكام القانونية ،والشك أن الزيادة في األحكام القانونية تتضمن -غالبا -زيادة في الشروط والضوابط ونحوها من القيود التي تكبل في كثير من األحيان السلطة التقديرية الالزمة للقاضي وما ينجم عنها من تعقيد إلجراءات التقاضي ومن ث ّم إطالة آماد التقاضي. والباعث الدافع وراء كل ذلك هو -غالبا -تزايد سوء الظن بالقضاة وحسن الظن باخلصوم ،مع أن العكس هو الصحيح ،لقوله صلى الله عليه وآله وسلم« :لعل أحدكم أحلن بحجته من أخيه فأقضي له مبا أسمع ،فمن قضيت له بشيء فال يأخذنه فإمنا اقتطع له قطعة من النار» .فاملفترض حسن الظن بالقاضي ،وسوء الظن باخلصوم ال أن من القضاة من يسيء استعمال سلطته العكس .وال يعني هذا إنكارنا ّ التقديرية أما عن جهل أو عن علم ،فهذا ليس باألمر املستغرب بل «قاض في هو طبيعي ومتوقع بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ٍ اجلنَّةِ وقاضيانِ في النّار » ...احلديث .وعليه فمعاجلة إساءة استعمال السلطة التقديرية -الالزمة للقضاة -ال تتم بزيادة القيود على سلطة القاضي التقديرية؛ ألنه ال يخلو إما أن يكون القاضي ممن يحرص على تطبيق القانون أو ال: • فإن كان من الصنف األول -وهو املفترض -فإن تلك الزيادة في النصوص تكون قيودا على سلطته التقديرية ويصبح دوره أثناء احملاكمة شبه سلبي ،ألن تلك النصوص تتيح للخصم املماطلة عن طريق الدفوع الشكلية أو الطلبات العارضة أو التماس التأجيالت املتكررة ألسباب مختلفة ،ثم عن طريق التظلمات والطعون واالستشكاالت .وغير ذلك مما يجد فيها املماطلون مرتعا خصبا دون أن يكون للقاضي إزاءهم أدنى سلطة. • وإن كان من الصنف األخر -وهذا وارد -فلن يكون لتلك القيود معنى بالنسبة له ،ألنه إما جاهل بها أو مستهتر بها أو متعمد مخالفتها. وعليه فزيادة القيود القانونية على سلطة القاضي التقديرية ليست دوا ًء لتجاوز بعض القضاة سلطتهم التقديرية ،إمنا هي داء ،أبرز أعراضه وأخطرها أثرا إطالة آماد التقاضي التي يشكو منها اجلميع، لذا البد من إعادة النظر في كثير من نصوص القوانني اإلجرائية بحيث العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
12
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
تصاغ باعتبار ما يجب أن يكون ال باعتبار ما هو كائن ،وإال فقدت تلك النصوص خاصية «التج ّرد» التي يجب أن تقوم عليها القوانني(.)10 والسبيل الصحيح ملعاجلة إساءة استعمال السلطة التقديرية من قبل بعض القضاة إمنا يتم بتحري توافر شروط تولي القضاء ابتداء ،ثم بحمايته عما قد يخل باستقالله وحيدته ،وبتفعيل دور هيئة التفتيش القضائي .أما أن نغفل أو نتغافل عن كل ذلك حتى تستشري العلّة ثم نحاول معاجلتها بزيادة القيود القانونية ،فإ ّنما نزيد الطني بَلّة فتكون العواقب -واحلال هذه -وخيمة. .2تقييد القضاة عن حترير العقود :كان قانون التوثيق -قبل أن استبداله مؤخرا بالقانون رقم ( )7لسنة 2010م -ينص على ّ «احملررات الصادرة من القضاة املتولني والعلماء املعتبرين في مناطقهم يكون لها حجية احملررات الرسمية وتوثق في قلم التوثيق في احملكمة اخملتصة» (مادة ،)36وال غبار على هذا النص؛ فالثقافة الشرعية والقانونية واخلبرة العملية للقضاة والعلماء جتعلهم أعلم من غيرهم بأصول وأحكام وضوابط كتابة العقود ونحوها من احملررات ،وبالتالي فهم أولى من غيرهم بإنشاء احملررات لقوله تعالى{:ول َيكت ُْب بينهم كاتب بال َع ْدلِ } ،بل ينبغي عليهم ذلك إعماال لقوله ع ّز وج ّل{:وال ٌ َّ كاتب أن يكت َُب كما عل َم ُه اللهُ}؛ فقد جاء احلكم الشرعي ،في يأب َ ٌ اآلية األولى بصيغة األمر ،وفي األخرى بصيغة النهي ،وليس أدل على الوجوب من ذلك .ومع ذلك -وحتت مبرر التحديث والتطوير -حذف املقنن النص أعاله من القانون اجلديد بناء على اقتراح وزارة العدل. وبهذا وكيما يتسنى إلدارات التوثيق باحملاكم توثيق أي محرر صادر عن قاض أو عن عالم ،ينبغي أن يكون حاصال على ترخيص مبزاولة مهنة األمني يصدر «بقرار من وزير العدل» (مادة ،)15ولصدور ذلك الترخيص ينبغي للقاضي» أن يكون مرشحا من أهل املنطقة التي يرغب في مزاولة املهنة بها» و» أن يجتاز االمتحان املقرر ملزاولة املهنة»(مادة )12وال يكفي أن يحصل على الترخيص بل يجب عليه أن يجدده «كل ثالث سنوات من قبل مكتب التوثيق حسب الشروط واإلجراءات التي حتددها الالئحة» (مادة .)16ليس ذلك فحسب بل يجب عليه أن ميارس عمله كأمني مكتب خاص به «يضع عليه لوحة يبني فيها اسمه ونطاق اختصاصه ورقم وتأريخ الترخيص» (مادة .)22 الشك أن سعي املقنن لتنظيم مزاولة مهنة األمني -لضمان أن يكون مزاولها عاملا بكتابة العقود -أمر محمود وال غبار عليه ،غير أن تنظيم كهذا ال يصح البتة -وبأي حال من األحوال -أن يُسفر عن إعاقة من هو أعلم منه عن الكتابة ،بحجة ضرورة احلصول على ترخيص مبزاولة مهنة األمني .فالغاية من احلصول على ترخيص ضمان توفر الشروط فيمن يتولى كتابة العقود ،أ ّما من ُعرف علمه وقدرته فليس ث ّمة ضرورة ،خاصة أن القانون اجلديد ذاته قد أجاز لقنصليات اجلمهورية مهام حترير وتوثيق احملررات في اخلارج دون حاجة للحصول على ترخيص (مادة َ .)46ف ِل َم استثني القضاة من حكم إن هذا القانون قد تض ّمن أحكاما لتأديب كهذا؟ قد قيل تبريرا لذلكّ : األمناء عند اإلخالل بواجبات مهنتهم ،وال ميكن تطبيق هذه األحكام على القضاة عند أي إخالل بواجباته كأمني .وال يخفى ما يبطنه هذا املبرر من سوء الظن بالقضاة ،حد الثقة بالعاملني بالقنصليات دونهم، إن مخالفات األمناء باتت من التفشي واجلسامة حتى تكاد تصبح ثم ّ ظاهرة اجتماعية ،فماذا مت بشأنها؟ وكم منهم أحيل إلى التأديب؟ العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي
وبصرف النظر عن هذا وذاك ،فإن ذلك املبرر واهٍ جدا؛ إذ كان باإلمكان لتالفي ذلك اإلبقاء على املادة السابقة وتعديلها ليصبح نصها كالتالي: مع وجوب مراعاة أحكام إنشاء وتوثيق احملررات املنصوص عليها في هذا القانون ،يتم توثيق ما يصدر منها عن القضاة بأشخاصهم -مبا في ذلك املتقاعدون منهم -دون حاجة لرخصة مزاولة مهنة األمني وما يتعلق بهذه املهنة من أحكام تنظيمية ،ويخضعون في الرقابة واإلشراف أن ذلك لم يحدث بل عليهم وتأديبهم ألحكام القانون اخلاص بهم .بيد ّ حذف النص نهائيا ،ورغم ذلك فما زالت محررات القضاة تُوثق دون حصولهم على تراخيص األمناء ،وهذا أمر متوقع؛ فقانون ال يراعي أحكام الشرع ولوازم العقل قمني به أن يبقى حبرا على ورق .لهذا ينبغي إعادة النظر فيه بإضافة النص املقترح إلى األحكام العامة واخلتامية. فوجود قوانني غير قابلة للتطبيق يضعف هيبة القانون في النفوس ويهز ثقة النّاس به ،وعواقب هذا وخيمة. .3االعتقاد بأن إصالح القضاء مرهون بزيادة مرتبات القضاة وأعضاء النيابة :الشك بوجوب منح القاضي من األرزاق ما يغنيه أن هناك من أن هذا لم يتحقق حتى األن ،إال ّ وليس ما يكفيه .ورغم ّ يرى أن زيادة مرتبات أعضاء السلطة القضائية هو أهم ُسبل اإلصالح القضائي .ومفهوم كهذا إمنا ينطلق من اعتقاد أن القصور في األداء القضائي مر ّده انحراف أعضاء السلطة القضائية وتقاضيهم الرشوة، وهذا مظهر آخر من مظاهر سوء الظن بهم قائم على اعتقاد يشوبه الفساد؛ فقصور األداء القضائي -كما سيتبني الحقا -ناجم عن علل عديدة ومتنوعة من بينها االنحراف املسلكي لبعض أعضاء السلطة القضائية ،ومن ثم وفي وجود العلل العديدة األخرى ،فإن أي زيادة مهما بلغت -في مستحقاتهم لن تعالج سوى جزء يسير من اخللل فيأداء احملاكم والنيابات العامة.
األساس الثالث وحدة القضاء هي الضامن
للمساواة بني املواطنني في ممارسة حقهم الدستوري في التقاضي جلوء األشخاص إلى قاضيهم الطبيعي هو حق كفلته ك ّل الشرائع. لهذا استقر في ضمير اجلماعة وجوب احترام حق أفرادها في التقاضي ،وبالتالي ال يكاد يخلو دستور دولة من النص على هذا املبدأ صراح ًة أو ضمناً .وبالرجوع إلى الدستور اليمني جنده يقضي ذلك صراحة بقوله« :املواطنون جميعهم متساوون في احلقوق والواجبات العامة» (مادة .)41وبأ ّنه «يحق للمواطن أن يلجأ إلى القضاء حلماية حقوقه ومصاحله املشروعة» (مادة .)51وبأن «حق الدفاع أصالة أو وكالة مكفول في جميع مراحل التحقيق وأمام جميع احملاكم وفقا ألحكام القانون «(مادة .)49وبأن» القضاء سلطة مستقلّة قضائيا وماليا وإداريا ...وتتولى احملاكم الفصل في جميع املنازعات واجلرائم» (مادة .)149وبأن» القضاء وحدة متكاملة ويرتب القانون اجلهات القضائية( )11ودرجاتها ويحدد اختصاصاتها ،كما يحدد الشروط الواجب توافرها في من يتولى القضاء وشروط وإجراءات تعيني القضاة ونقلهم وترقيتهم والضمانات األخرى اخلاصة بهم ،وال يجوز إنشاء محاكم استثنائية بأي حال من األحوال» (مادة .)150 من مجمل هذه النصوص يظهر بوضوح موقف الدستور اليمني وحرصه على كفالة حق األشخاص في اللجوء للقضاء الطبيعي.
13
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /د .عبد امللك اجلنداري
ورغم ذلك فثمة نصوص تشريعية تخل بهذا احلق بصورة مباشرة كمنح البرملان أو احلكومة والية قضائية للفصل في بعض املنازعات، أو بصورة غير مباشرة بتفويض جهة اإلدارة بإنشاء محاكم خاصة وبتحديد اختصاصاتها .والذي يهمنا هنا هو الصورة األخيرة؛ فتفويض جهة اإلدارة جاء في املادة (/8ب) من قانون السلطة القضائية احلالي التي تنص على أ ّنه« :يجوز بقرار من مجلس القضاء األعلى بناء على اقتراح من وزير العدل إنشاء محاكم قضائية ابتدائية متخصصة في احملافظات متى دعت احلاجة إلى ذلك وفقا للقوانني النافذة». بأن احلكومة قد وقبل أن نبني العوار الدستوري في هذه الفقرة ننوه ّ تقدمت مبشروع لتعديل القانون متضمنا تعديل هذه الفقرة ،إال أن مما يؤسف له أن التعديل املقترح قد زاد من رقعة العوار الذي يشوب هذا النص ،فالنص املقترح يقضي بأ ّنه« :يجوز بقرار من مجلس القضاء األعلى بناء على اقتراح رئيس هيئة التفتيش القضائي إنشاء محاكم قضائية ابتدائية أو شعب استئنافية متخصصة نوعية في احملافظات متى دعت احلاجة إلى ذلك وفقا للقوانني». فرغم أن هذ النص قد جعل حق اقتراح إنشاء احملاكم لـ»رئيس أن هذا ال يزيل هيئة التفتيش القضائي» ،بدال عن «وزير العدل» ،إال ّ اخللل الدستوري الذي اعتور هذا النص؛ فعدم دستوريته ال يتعلق مبخالفته ملبدأ استقالل القضاء (مادة )149بل خملالفته لنص املادة ( )150من الدستور التي تقرر صراحة أن« :يرتب القانون اجلهات أن إنشاء احملاكم وحتديد القضائية ويحدد اختصاصاتها» ،أي ّ اختصاصاتها ،سلطة منوطة دستوريا مبجلس النواب ،وبالتالي فهي مسألة تشريعية ال شأن للقضاء وال للحكومة بها ،وعليه فاملادة (/8ب) قد تضمنت تفويضا تشريعيا وهو أمر ال ميلكه حتى مجلس النواب، مما يجعل النص النافذ لهذه الفقرة مخالفاً صراحة للدستور .ومن عدل لم يزل عوارها الدستوري بل زاد في عوارها ثم فإن النص امل ُ َّ إلى حد كبير جدا وغير مسبوق؛ فبعد أن كان التفويض قاصرا على إنشاء محاكم «ابتدائية» ،اتسع ليشمل أيضا إنشاء ُ «شعب استئنافية». كما أ ّنه لم يقتصر على كونها محاكم «متخصصة» بل زاد على ذلك أن اختصاصها نوعي ،ومعلوم أن هذا الصنف من بجعلها «نوعية» ،أي ّ أن قواعد النظام االختصاص -دون غيره -من النظام العام؛ ومعلوم ّ العام ال تتحدد بقرار إداري ،وال تخضع للجواز من عدمه ،وال تكون رهنا باحلاجة التي يقدرها فرد أو أكثر سواء كان وزير العدل أو رئيس هيئة التفتيش أو حتى مجلس القضاء األعلى .وال ميكن أن تكون مطبقة على بعض محافظات اجلمهورية دون البعض اآلخر ،وعلى بعض شرائح اجملتمع دون غيرها .فمعنى كون النظام عاما؛ أي أن يكون شامال لكل إقليم الدولة وحاكما جلميع املقيمني على أرضه .وبهذا التعديل الغريب لم يعد العوار الدستوري قاصرا على مخالفة املادة ()8 ملبدأ عدم جواز التفويض التشريعي ،بل خالفت أيضا مبادئ دستورية أخرى( ،)12أهمها: • مبدأ «وحدة القضاء اليمني» (مادة )150؛ فوفقا للنص املعدل ستوجد محاكم ابتدائية وشعب استئنافية خاصة بنظر منازعات، ونظرا لوجود دوائر تختص دون غيرها من الدوائر بنظر املنازعات العسكرية والتجارية واإلدارية ،فمعنى ذلك أن هذه املنازعات تنظر ابتدا ًء واستئنافا ونقضا أمام قضاء خاص خالفا لغيرها من املنازعات التي تنظر أمام القضاء العام (العادي) ومن ثم لم يعد ثمة قضاء موحد
وال مزدوج حتى -بل نكون بصدد قضاء رباعي ،فأوجدنا بذلكنظاما قضائيا مخالفا ألي من األنظمة القضائية املعمول بها في جميع دول العالم. • مبدأ «حظر إنشاء احملاكم االستثنائية»(مادة )150؛ أ ّما ما تضمنته الفقرة (أ) املادة ( )8فمجرد نقل مبتور للمبدأ الدستوري الذي يقضي بأ ّنه « ال يجوز إنشاء محاكم استثنائية بأي حال من األحوال»(مادة ،)150فقد ُحذفت منه عبارة « :بأي حال من األحوال « ،في محاولة لتجاوز احلظر الدستوري؛ إذ أن قوله »:بأي حال من األحوال»؛ يعني حظر إنشاء تلك احملاكم بأي صورة وحتت أي مس ّمى. • مبدأ «املساواة بني املواطنني في احلقوق العامة» (مادة ،)41 وأهمها «حق التقاضي» (مادة )51؛ ما دامت احملاكم اخلاصة -التي فتح املقنن الباب على مصراعيه إلنشائها -ال حتمي املصالح العامة التي تهم عموم األشخاص ،بل حتمي مصالح خاصة ذات وصف محدد أو تتعلق بفئة معينة من األشخاص ،فوجودها ميثل إخالال كبيرا في املساواة بني املواطنني في حق التقاضي. • مبدأ «الفصل بني السلطات»؛ فالدستور اليمني -كمعظم الدساتير قد جزأ الوالية العامة بني مؤسسات دستورية ثالث(تشريعية،وقضائية ،وتنفيذية) ،وأناط بكل منها مهام محددة ،ومن ذلك نصه على أن «يرتب القانون اجلهات القضائية ودرجاتها ويحدد اختصاصاتها» ّ (مادة .)150فبهذا النص يصبح ترتيب طبقات ودرجات احملاكم وحتديد اختصاص كل منها ،من املهام األصيلة للمؤسسة التشريعية. فهل من بني الصالحيات الدستورية للمؤسستني القضائية أو التنفيذية، ما يبيح لهما أو ألي منهما إنشاء محاكم وحتديد اختصاصاتها بنظر منازعات بعينها؟ بل أيجوز أصال للمؤسسة التشريعية أن تتنازل أو تفوض غيرها ببعض صالحياتها الدستورية؟ اجلواب بالنفي القاطع؛ ألن الدستور اليمني -كغيره -يقرر ويحدد املبادئ األساسية العامة، ابتداء بأهم تلك احلقوق؛ وهو مبدأ املساواة في احلقوق والواجبات (مادة .)41ثم أورد في نفس الباب املبادئ املتعلقة بأهم تلك احلقوق، ومنها مبدأ القضاء الطبيعي؛ أي حق املواطنني في التقاضي أمام ذات القضاء (مادة .)50وقد وردت هذه احلقوق ضمن «احلقوق األساسية للمواطنني» ،وهذا بديهي لتعلقها باحلقوق العامة اللصيقة بالشخصية؛ وبالتالي ال سلطان للمؤسسة التشريعية بشأن حق األشخاص في االلتجاء للقضاء أل ّنه حق عام لصيق بالشخصية؛ ومن ّث َّم فهي ال متلك املساس بهذا احلق عن طريق إصدار تشريعات تتضمن إهداره أو حتى حق عام َو َك َل «إن ُك َّل ٍ ّ إنقاصه .وفي هذا الصدد يقول الفقيه السنهوريّ : الدستو ُر إلى املش ّرع تنظيمه بقانون ،قد رسم الدستور للقانون الذي يُنظمه غاية مخصصة ال يجوز االنحراف عنها ،هي تنظيم هذا احلق على ٍ ص»(.)13 وجه ال يُن َق ُ ض معه احل ُق وال يُنتَ َق ُ • مبدأ «القضاء الطبيعي»؛ فإنشاء هذه احملاكم ضمن إطار السلطة القضائية ال يجعل منها قضاء طبيعيا .فقد ف ّرق فقهاء القانون بني محاكم القضاء الطبيعي وبني غيرها ،أو بني احملاكم العادية واحملاكم االستثنائية التي قد ينشئها املقنن في هذه الدولة أو تلك .وبهذا الشأن يقول الفقيه القانوني املعروف د .فتحي والي« :يقوم التمييز بني احملكمة العادية واحملكمة االستثنائية على أساس املصالح التي يحميها قضاء احملكمة ،فإذا كان يحمي املصالح العادية التي تهم عموم األشخاص فهي محكمة عادية .أ ّما إذا كان قضاء احملكمة يحمي مصالح خاصة العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
14
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
ذات وصف محدد أو تتعلق بفئة معينة من األشخاص فهي محكمة استثنائية»( .)14ويضيف قائال :فـ»الصلة بني احملكمة العادية واحملكمة االستثنائية هي كالصلة بني القاعدة العامة واالستثناء» ،ومن ثم فكل وألن التفرقة بني احملاكم محكمة خاصة هي محكمة استثنائية .هذا ّ العادية واالستثنائية قد تخفى على البعض في أحوال كثيرة ،خاصة عندما تكون هذه احملاكم في إطار السلطة القضائية .لهذا وليتسنى التمييز بوضوح بني احملاكم العادية واالستثنائية فقد حدد فقهاء القانون -من خالل النصوص الدستورية آنفة الذكر -عناصر القضاء الطبيعي (العادي) وهي: .1أن يكون إنشاء احملاكم وحتديد اختصاصها بقانون .وعليه فوجود ما س ّمي في اليمن بـ»احملاكم املتخصصة» محل نظر من الناحية الدستورية؛ فجميعها قد أنشئت وحتدد اختصاصها بقرارات إدارية وليس بقوانني. .2أن يكون إنشاء احملكمة قبل نشوء الدعوى؛ وذلك ليعرف كل مواطن سلفا من هو قاضيه ،ومن ثم ال يجوز بعد نشوء الدعوى أو وقوع اجلرمية انتزاع الشخص من قاضيه الطبيعي إلى محكمة أخرى أنشئت خصيصا من أجله وأمثاله .وعليه فنص املادة (/8ب) على جواز إنشاء محاكم ابتدائية خاصة ببعض املنازعات «متى دعت احلاجة إلى ذلك» ،نص محل نظر كبير؛ أل ّنه يفتح الباب إلنشاء محاكم وحتديد اختصاصها بعد نشوء الدعاوى. .3أن تكون احملكمة دائمة؛ دون قيد زمني معني ،سواء كان تقييد واليتها مبدة معينة أو بظروف خاصة أو استثنائية كحالة احلرب أو أن ث ّمة حالة الطوارئ ،ونحو ذلك من الظروف اخلاصة ،وال ننسى ّ مطالبات ارتفعت في اليمن وغيرها بإنشاء ما س ّمي «محاكم ثورية». فاحملاكم املؤقتة بزمن أو بظرف معني ال تُعتبر من قبيل القضاء الطبيعي .ومن ثم فتجويز إنشاء محاكم ابتدائية متخصصة «متى دعت احلاجة إلى ذلك» ،يربط إنشاء هذه احملاكم بظروف خاصة ،يُقدرها في األساس فرد واحد (وزير العدل أو رئيس هيئة التفتيش) ويوافقه على ذلك بضعة أفراد (مجلس القضاء) ،فما الذي مينع -في واقعنا وفي ظل هذا التفويض املطلق -أن تنشأ محاكم لغاية معينة ثم تلغى بعد حتقق تلك الغاية. .4أن تتوافر في قضاتها ضمانات الكفاءة واحليدة واالستقالل؛ لذلك حرصت كل الدساتير -مبا فيها الدستور اليمني -على التأكيد وبأن القضاة مستقلون ال سلطان عليهم في بأن القضاء سلطة مستقلةّ ، ّ قضائهم لغير القانون ،مؤكدة بأ ّنه « ال يجوز أل ّية جهة -وبأ ّية صورة التدخل في القضايا أو في أي شأن من شئون العدالة» (مادة .)149وإنشاء محاكم خاصة -أ ّيا كانت اجلهة التي تُنشئها -ليس سوى صورة من صور التدخل في شئون العدالة؛ ولو بصورة غير مباشرة؛ فوجود هذه احملاكم يخل بطريقة أو بأخرى بضوابط وضمانات تولية القضاة؛ أي فوجود معايير موضوعية مجردة -بشأن من يعمل من القضاة في ّ من تلك احملاكم -أمر ال ميكن ضمانه ،إذ ستكون تلك املعايير رهنا بالغاية من إنشاء هذه احملكمة أو تلك. .5أن يكون حق الدفاع مكفوال أمامها؛ وكفالة حق الدفاع تبدأ باحترام األصول العامة في التقاضي .وهذا ظاهر بالنسبة للمحاكم العسكرية ،ملا تتضمنه القوانني اخلاصة بها ،كما أن أي إخالل بحق الدفاع أمام احملاكم اخلاصة األخرى أمر غير مكفول أيضا في ظل العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي
اختالل ضمانات ومعايير تولية القضاة فيها -التي كما أسلفنا -تخضع للغاية من إنشاء هذه احملكمة أو تلك. لكل ما سلف فنص املادة (/8ب) من قانون السلطة القضائية مشوب بعيب االنحراف بالسلطة ،ومن ث ََّم فهو محل نظر كبير من الناحية الدستورية .والقول بخالف ذلك يجعل املسألة رهنا باملتغيرات بل وباألهواء ،وهذا غير وارد شرعا وعقال؛ الرتباطها بحقوق األفراد األساسية التي نزلت الشرائع السماوية للذود عنها وجاءت التشريعات أن الدستور -كعقد اجتماعي -يبيح البشرية لضمان حمايتها .ولو ّ إنشاء محاكم خاصة حتت أي مس ّمى وبأي حال من األحوال لنص على ذلك صراحة ،لكنّه لم يفعل بل حظر أ ّيا من ذلك حظرا قاطعا ،مع ّبرا عن ضمير ووجدان الشعب .ومع ذلك ونظرا لدواعي التطور واملتغيرات االجتماعية -وليس السياسية أو االقتصادية -فقد منح الدستو ُر املق َ نن سلطة ترتيب طبقات ودرجات احملاكم وحتديد اختصاصاتها ،فإذا كان هناك فعال حاجة ماسة وحقيقية إلنشاء محكمة خاصة(متخصصة) وهذا غير وارد في ظل عموم والية احملاكم االبتدائية -فعلى املقننأن يتح ّمل مسئوليته الدستورية ويصدر قانونا خاصا بإنشاء كل من احملاكم التي يرى ضرورة إنشائها محددا اختصاصاتها في ضوء املبادئ والقواعد العامة ،أو على األقل أن ينص صراحة -في قانون السلطة القضائية -على إنشائها باالسمُ ،محيال اختصاصاتها وما يتعلق بها إلى قانون خاص ،كما فعل بالنسبة حملاكم اإلحداث (مادة 49 سلطة قضائية) .أ ّما أن يف ّوض هذه الصالحية الدستورية اخلطيرة لغيره فأمر غير مسبوق ،وال يعفي املقنن اليمني من مسئوليته عن خرق الدستور بهذا التفويض التشريعي أن يذيل النص بعبارة «وفقاً للقوانني النافذة»؛ فإذا كان ث ّمة قوانني نافذة بهذا الشأن فهي قانون السلطة القضائية (قانون القضاء) وقانون املرافعات (قانون التقاضي)، وكالهما يقرران عموم والية احملاكم االبتدائية واختصاص كل منها باحلكم ابتداء في جميع ما يُرفع إليها من دعاوى أ ّيا كانت قيمتها أو نوعها (املادتان ،47سلطة قضائية ،و 1/89مرافعات) .ومع ذلك لم ت ُْجدِ عبارة «وفقاً للقوانني النافذة» ،فهي ُمف ّرغة من محتواها أل ّننّا هنا بصدد تفويض تشريعي ،لذا ال غرابة أن تصل احملاكم اخلاصة التي أنشئت استنادا لنص املادة (/8ب) إلى تسعة أصناف ،وهو أمر ال مثيل له في أي من بالد الدنيا املتحضرة. فإذا كانت أصناف احملاكم اخلاصة قد وصلت إلى تسعة أصناف، عدة محاكم ُ وش َعب ،وفي كل محكمة عدة قضاة (3 ومن كل صنف توجد ّ 15قاضياً) ،وأمام كل قاض مئات القضايا ،فللمرء أن يتخيل في ظلهذا الوضع :كم من دفوع ستثار من اخلصوم -أو من القضاة أنفسهم - بشأن االختصاص النوعي بني احملاكم العامة واخلاصة؟ وكم من دفوع ستثار بشأن عدم الوالية بني احملاكم االبتدائية اخلاصة وبعضها من جهة وبني ُ الش َعب االستئنافية وبعضها من جهة أخرى؟ وكم من دعاوى ستُقام بانعدام ما يصدر عنها باخملالفة لقواعد الوالية؟ وكم ستستغرق هذه الدفوع والدعاوى من أخذ ورد إلى أن يُحكم فيها ابتدا ًء؟ وكم من الطعون سترفع في هذه األحكام؟ وكم سيستغرق كل طعن من سنوات للفصل فيه استئنافا ثم نقضا؟ كل ذلك لتقرير مسألة :هل احملكمة مختصة أم غير مختصة؟ لها والية أم ال والية لها؟ فكم يستفيد اخلصم املماطل من وضع كهذا لإلضرار بخصمه؟ وكم من حقوق تهدر ومراكز قانونية تتضرر طوال سنوات املنازعة حول االختصاص؟ وكم من ضياع
15
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /د .عبد امللك اجلنداري
لوقت وجهد ومال الوطن واملواطن؟
األساس الرابع موظفو احملاكم جزء ال يتجزأ منها فبهم ومعهم يؤدي القضاة رسالة القضاء
إن موظفي احملاكم وإن لم يكونوا من أعضاء السلطة القضائية، ّ فهم -والشك -من منتسبيها .ومن ثم نرى إن مبدأ استقالل القضاء «قضائيا» ليس املقصود به القضاء كمؤسسة بل كمحاكم ،وهذا ظاهر من الشطر الثاني لهذا املبدأ الدستوري ،وهو قوله« :والقضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون»(مادة ،)149واستقالل القضاة يعني استقالل احملاكم؛ فهي التي أناط بها الدستور « الفصل في جميع املنازعات واجلرائم»(مادة .)149ومن املعلوم أ ّنه ال ميكن للمحاكم -قانونا وعقال -أن تؤدي عملها بدون موظفيها ،وبالتالي ينبغي أن ينظر إليهم باعتبارهم جزء من احملاكم ،ومن ثم ينبغي أن يكون لهم من احلقوق واالمتيازات ما يساوي ما يجب عليهم من مهام وأعباء تفرضها أهمية وجسامة العمل القضائي ،ليس ذلك فحسب بل ينبغي أن يتبعون ماليا وإداريا السلطة القضائية. ومن أبرز املظاهر على إهمال هذا املفهوم -كأساس من أسس االرتقاء باألداء القضائي -ما يلي: أن القانون قد أخضع احملاكم مبوظفيها لتبعية وزارة العدل: أوالّ : ففي ظل إهمال املقنن ملبدأ استقالل القضاء جند احملاكم -قضاة وموظفني -تابعني ماليا وإداريا لوزير العدل ،وإذا كان ث ّمة توجه لتحقيق هذا االستقالل -كما هو ظاهر من مشروع تعديل القانون ومن احلكم الدستوري الصادر عن احملكمة العليا -فينبغي أال يقتصر االستقالل ماليا وإداريا على قضاة احملاكم بل يلزم أن يسري أيضا على موظفيها .والقول بخالف ذلك يجعل مبدأ استقالل القضاء منقوصا ومن ثم عرضة لالنتهاك؛ فأي إخالل بشئون موظفي احملاكم -قصدا أو بدون قصد -يدفع بهم والشك إلى اإلخالل بأداء أعمالهم وقد يصل األمر إلى إضرابهم وتوقفهم عن العمل ،وفي كل األحوال فإن ذلك يعني فشل احملاكم في أداء مهمتها الدستورية .لكل ذلك ينبغي أن تستقل كافة احملاكم ماليا وإداريا عن وزارة العدل. إن استقالل قضاة احملاكم أمر ال مفر منه ،أ ّما موظفوها وقد يقال ّ فليسوا من أعضاء السلطة القضائية ومن ثم ليس ث ّمة مبرر الستقاللهم إن القانون ينص على أن « لوزير العدل بالنسبة عن وزير العدل .فنقولّ : ملوظفي الوزارة واحملاكم -وكذا النائب العام فيما يخص موظفي جهاز النيابة العامة -سلطات وزير اخلدمة املدنية بالنسبة ملوظفي اجلهاز اإلداري للدولة» (مادة 126سلطة قضائية) .فكيف استساغ املقنن استقالل موظفي النيابة العامة عن وزير العدل في حني أبقى موظفي احملاكم -وهي القضاء -خاضعني له!!!؟ ثانيا :حرمان كتبة احملاكم من الترقية منذ صدور القانون احلالي وحتى اآلن :واخللل هنا راجع للقانون ابتدا ًء ،فقد تضمن النص على أوصاف وظيفية كـ»كاتب أول ومحظر أول» ،وردت عرضا في سياق نصه على محاسبة موظفي احملاكم (مادة ،)143وفي الوقت نفسه خال القانون من أي ذكر أو هيكل ملوظفي احملاكم ،كما أنه ليس ث ّمة توصيف وظيفي لهذه األوصاف وال وجود لها في الواقع العملي وال النظام اإلداري ملوظفي الدولة ،لذا ُحرم كثير من موظفي احملاكم من الترقية،
وألنهم ليسوا من أعضاء السلطة القضائية لم تتم ترقيتهم في السلم القضائي ،وال هم الذين تر ّقوا في سلم الوظائف اإلدارية ،واستمر هذا احلال لعقود ،فمنهم من توظف وعمل وتقاعد حتت مس ّمى «كاتب»!!! لكل ما سلف ينبغي أن يتضمن القانون هيكال للوظائف ذات الطابع اخملتلط (القضائي/اإلداري) ،وقبل هذا يلزم أن ينظم كيفية إدارة شؤنهم بحيث يتبع من كان منهم في احملاكم االستئنافية واالبتدائية رؤساء محاكم االستئناف -كما هو شأن موظفي احملكمة العليا -بحيث يكون لكل رئيس محكمة استئناف من الصالحيات املالية واإلدارية ما لرئيس احملكمة العليا ،كما ينبغي أن يكون لرئيس احملكمة االبتدائية أيضا قدر من الصالحيات اإلدارية بالنسبة ملوظفي احملكمة ،كل ذلك وفقا لضوابط يحددها القانون والالئحة املالية للمؤسسة القضائية. ويستثنى من صالحيات رؤساء محاكم االستئناف واحملاكم االبتدائية تعيني وترقية موظفيها ،فأمر كهذا ينبغي أن يكون مركزيا ،وفي هذا الشأن ينبغي التفرقة بني كبار موظفي احملاكم (كمدير عام احملكمة، ومدير عام قلم احملضرين) وبني من هم أدنى من ذلك (رئيس قسم فما دون) ،فالطائفة األولى يكون تعيينهم وترقيتهم لرئيس اجمللس األعلى للقضاء بدال من رئيس مجلس الوزراء ،أ ّما الطائفة األخرى فلرئيس احملكمة العليا كونه على رأس هرم احملاكم ،شأنه في ذلك شأن النائب العام الذي أعطاه القانون صالحيات وزير اخلدمة املدنية بالنسبة ملوظفي اجلهاز اإلداري للدولة (مادة 126سلطة قضائية).
األساس اخلامس رسم السياسة العامة للمؤسسة القضائية منوط مبجلس القضاء األعلى دون غريه
من األسس الهامة -التي يلزم أن تقوم عليها عملية االرتقاء باألداء القضائي -لزوم التكامل والتناغم في األداء بني الهيئات املعنية بشئون احملاكم من جهة وبينها وبني الهيئات املشاركة في حتقيق العدالة أو في تيسير سبل الوصول من جهة أخرى ،للحاجة إلى هذا التناغم ُو ٍجد اجمللس األعلى للقضاء؛ وهذا ظاهر من الدستور حيث قرر أن «يكون للقضاء مجلس أعلى -ينظمه القانون ويبني اختصاصاته وطريقة ترشيح وتعيني أعضائه -يعمل على تطبيق الضمانات املمنوحة للقضاة من حيث التعيني والترقية والفصل والعزل وفقا للقانون ،ويتولى دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء ،متهيدا إلدراجها رقما واحدا في املوازنة العامة للدولة»(مادة .)152وهذا النص يتضمن اإلشارة إلى الوظائف فإن تضافر الثالث آنفة الذكر (احلماية ،الكفاية ،الكشف) ،ومن ثم ّ وتكامل تناغم األعضاء احليوية للقضاء واألعضاء املساعدة واملعاونة له لن يتم إال عن طريق هذا اجمللس ،لذا كانت أولى مهامه وصالحياته: «وضع السياسة العامة لتطوير شئون القضاء» (مادة /109أ سلطة قضائية) .في ظل غياب هذا املفهوم يجد املتأمل أن أداء املؤسسة أن اجمللس منذ القضائية ككل مشوب بالقصور الظاهر ،فمما ال يخفى ّ صدور القانون -عام 1991م -حتى اآلن لم يقم بدوره كما ينبغي لعدم مراعاة مهمته األساس -وهي وضع السياسة العامة لتطوير شئون أن اجمللس وإلى وقت قريب لم يكن ينعقد القضاء -فمما ال يخفى ّ إلى كل عدة سنوات ،وحتى بعد أن صارت اجتماعاته أسبوعية لم يقم مبهمته األساس (وضع السياسة العامة لتطوير شئون القضاء) .والشك أن النصوص قد أسهمت في ذلك إلى حد كبير ،بدء بنص املادة ()152 العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
16
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
من الدستور آنفة الذكر؛ فما دام أنه أراد باجمللس أن يكون مجلساً ضامناً لتوفير استقالل وحيدة القضاة ،كان ينبغي أن يتضمن نصوصا تكفل ذلك بحيث يتولى تنظيم اجمللس ويبني اختصاصاته وطريقة ترشيح وتعيني أعضائه ال أن يحيل كل ذلك للقانون؛ لذا فإن نصه بعد ذلك على أن يعمل اجمللس «على تطبيق الضمانات املمنوحة للقضاة... وفقا للقانون ،ويتولى دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء ،متهيدا إلدراجها رقما واحدا في املوازنة العامة للدولة» كل ذلك قد ُف ِرغ من أن القانون قد تض ّمن نصوصا محتواه باإلحالة إلى القانون؛ لذا ورغم ّ بشأن تنظيم اجمللس واختصاصاته وطريقة ترشيح وتعيني أعضائه، رغم ذلك لم يتمكن اجمللس من القيام بتلك املهام باعتباره مجلس ضمانات؛ ِ وعلّة ذلك أن نصوص القانون األخرى قد جعلت احملاكم باستثناء احملكمة العليا -تابعة ماليا وإداريا لوزير العدل ،ومبا أنالقضاء يتمثل عمليا في احملاكم ،وألن احملاكم االبتدائية واالستئنافية هي املعنية عمليا بتنفيذ املهمة الدستورية املتمثلة بـ» الفصل في جميع املنازعات واجلرائم» ألنها من تفصل فيها من حيث املوضوع( ،)15لهذا فكل ما تضمنه القانون من نصوص بشأن اجمللس األعلى للقضاء ال جتعل منه مجلس ضمانات -كما أراد له الدستور -ومن ثم فهي نصوص معطلة عمليا ،مما جعل اجمللس وكأ ّنه جهاز لتنفيذ سياسة السلطة التنفيذية ممثلة بوزير العدل ،فغاب دوره األساس بد ًء بوضع السياسة العامة لتطوير شئون القضاء ،فافتقر أداء الهيئات اإلدارية للقضاء واألجهزة املعاونة واملساعدة له للتكامل والتناغم ،فصار كل منها يعمل كجهاز مستقل بذاته ولذاته( ،)16فأهدرت ضمانات القضاء فخنع من القضاة من خنع ،وتعسرت سبل العدالة فعجز من املتقاضني من عجز؛ لذا ال غرابة أن يضج القضاة واملتقاضون معا. لذا ولضمان تالفي كل ذلك البد من تفعيل دور مجلس القضاء األعلى باعتباره مجلس ضمانات واخملتص دون غيره بـ»وضع السياسة العامة لتطوير القضاء» (مادة /109أ سلطة قضائية) .ولن يتسنى له ذلك إال بتحقق ما يلي: إعادة النظر في النص املتعلق بتشكيل اجمللس؛ بحيث تُ َمثلَ فيه جميع هيئات املؤسسة القضائية ،وعلى وجه اخلصوص محاكم املوضوع ،وأن يتم تعيني جميع أعضائه من بني قائمة مرشحني يتم انتخابهم عن طريق أعضاء السلطة القضائية .أ ّما املقترح املطروح بأن يشمل نسبة من احملامني ونسبة من أساتذة اجلامعات ،فمقترح محل نظر كبير؛ إذ سيخرج باجمللس عن طبيعته كمجلس ضمانات ،ثم أ ّنه سيتضمن أعضاء غير تنفيذين مما يجعل وجودهم باجمللس غير ذي جدوى. إعادة النظر في الهيكل اإلداري للمجلس ،بحيث تتكون أمانته العامة من عدد من القطاعات املالية واإلدارية والرقابية ونحوها من التكوينات الفنية التي تقتضيها طبيعة عمل اجمللس ،ويرأس كل قطاع أمني عام مساعد. رفد اجمللس بعدد من الكفاءات القضائية واإلدارية التي متكنه من تشكيل الدوائر الالزمة لعمل اجمللس. إيجاد املقر الدائم الالئق به كأعلى جهاز إداري ملؤسسة القضاء، أسوة مبؤسستي البرملان واحلكومة.
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي
األساس السادس تشخيص أيّة اعتالالت واقتراح معاجلتها منوط هبيئة التفتيش القضائي
إن عدم حتقيق نتائج موضوعية ظاهرة ملا مت من محاوالت حتت مس ّمى «اإلصالح القضائي» يرجع -في الغالب -إلى تعدد واختالف املفاهيم التي متت وتتم تلك احملاوالت وفقا لها؛ فج ّل القيادات القضائية يعتمد على مفاهيمه الشخصية أو مفاهيم بعض احمليطني به ،ومفاهيم كهذه ال ميكن االعتماد عليها كثيرا كونها نابعة من خبرات فردية قائمة على مفاهيم شخصية تختلف من شخص إلى آخر ومن وقت إلى آخر ،تصيب في جانب وتخيب في آخر .وأمر بأهمية وحساسية اإلصالح القضائي ال ميكن حتقيقه استنادا على مفاهيم شخصية أو خبرات فردية بل من خالل خبرة متكاملة ،أي خبرة تتوفر فيها العناصر التالية: .1التنوع :فال تقتصر على نوع واحد من أنواع احملاكم أو درجة واحدة من درجاتها. .2الشمولية :بحيث تشمل جميع محاكم اجلمهورية سواء ما كان منها في الريف أو في احلضر. .3التجدد :بحيث تكون تلك اخلبرة مواكبة آلخر املستجدات وكافة املتغيرات. .4الدقة :بتحديد العلل ومواطنها وحجم ومدى كل منها بدقة تصل إلى حد تسمية األشخاص. .5السالمة :بأن تكون تلك اخلبرة مبنية على معلومات واقعية ، وليس على مجرد السماع أو العلم الشخصي. وال ميكن لهذه العناصر اخلمسة أن جتتمع في خبرات القيادات القضائية الذين يؤلفون اجمللس األعلى للقضاء إال إذا قام اجمللس باستنباط واستخالص تلك اخلبرة من خالل تقارير ودراسات وأبحاث وإحصائيات يع ّدها ذوو الشأن من املتخصصني ذوي اخلبرة والكفاءة .وحقيقة كهذه لم تغب عن ذهن املقنن الذي قرر تشكيل هيئة للتفتيش القضائي من رئيس ونائب وعدد كاف من القضاة يتم اختيارهم من بني قضاة احملاكم ،ذوي اخلبرة ،والكفاءة (مادة 92سلطة قضائية) .كما منح تلك الهيئة عددا من االختصاصات والصالحيات اخلطيرة واحلساسة (املواد 112 ،111 ،94 ،59سلطة قضائية) ،أهمها: .1التفتيش على أعمال القضاة بهدف معرفة درجة كفاءتهم ومدى حرصهم على أداء أعمالهم. .2تلقي الشكاوى التي تقدم ضد القضاة. .3مراقبة سير العمل باحملاكم وتقدمي ما تراه من مقترحات بهذا الشأن. .4إعداد مشروع احلركة القضائية من تنقالت وترقيات. .5إعداد قائمة القضاة املرشحني للمحكمة العليا مبا فيهم رئيس احملكمة ونائباه. .6إجراء التحقيق األولي ضد كل من يخل من القضاة بواجبات وظيفته. .7تقدمي الدعاوى التأديبية إلى مجلس القضاء األعلى والترافع أمامه ضد أي من القضاة. ِ وح ْرص املقنن على تشكيل هيئة التفتيش على هذا النحو السالف
17
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /د .عبد امللك اجلنداري
ذكره ،ومنحه إ ّياها كل هذه االختصاصات لم يأت اعتباطا ،بل إلدراكه أهمية وخطورة املهمة املنوطة بها وهي االرتقاء باألداء القضائي عن طريق تقييم أعمال القضاة وتقومي سير أداء احملاكم. من خالل ما سلف يتبني لكل ذي بصر وبصيرة أن الغاية التي ابتغاها املقنن من هيئة التفتيش القضائي أن تكون لقيادة املؤسسة القضائية كاخملتبر للطبيب؛ فعن طريقها يتم تشخيص العلل ومواطنها ,ليس ذلك فحسب بل أعطاها القانون فوق ذلك حق اقتراح ما تراه من أساليب أي قرارات أو للمعاجلة في سبيل حتسني األداء القضائي؛ مبعنى أن ّ إجراءات تُتخذ بشأن القضاء والقضاة يجب أن تتم بناء على ما يأتي من هيئة التفتيش القضائي من مقترحات .وهذا ما تصرح به نصوص قانون السلطة القضائية ،ورغم ذلك فإن دور هيئة التفتيش القضائي هذا كان وما يزال غائبا أو مغيبا ،مما أفقدها الغاية من وجودها .وقد جنم عن ذلك رسوخ مفاهيم مغلوطة في أذهان الكثيرين ،منها: أن الهيئة عوملت إداريا -وما زالت -وكأ ّنها مجرد إدارة من إدارات وزارة العدل ،مما جعل مجلس القضاء األعلى -مع االختالفات املستمرة بني أعضائه -ال يلقي باال للهيئة وال ملا يأتي من قِ بلها .هذا وقد جاء مشروع تعديل قانون السلطة القضائية املقترح من وزير العدل احلالي ،ليخرج الهيئة من هذا الواقع الذي يفقدها الغاية منها ،بيد أ ّنه استبدل عبارة« :تشكل بوزارة العدل هيئة للتفتيش القضائي»... بعبارة« :تشكل مبجلس القضاء األعلى هيئة للتفتيش القضائي»؛ أي أن رئيس الهيئة -وهو عضو باجمللس -سيظل تابعا لشخص آخر داخل اجمللس. صيرورة الهيئة -لزمن طويل -أشبه بقسم الفائض ،فطاملا نُدب لها من ال حاجة إليه أو ال فائدة منه أو من ال يصلح لوالية القضاء أو من يتهرب من تلك الوالية .وإذا كانت قد حظيت -في فترات متقطعة ببعض ذوي الكفاءة من القضاة إال أن ُجلَّهم كان من ذوي الدرجاتالقضائية ال ُدنيا. عدم رغبة معظم القضاة -وخاصة ذوي الدرجات القضائية العليا -بالعمل في الهيئة ،إ ّما تر ُّفعا وإ ّما خشية فقدان مكانتهم املعنوية أو بعض احلقوق التي يتمتعون بها في احملاكم. لذلك ولضمان االرتقاء بأداء الهيئة -ومن ثم بأداء القضاء -البد من السعي احلثيث لطمس تلك املفاهيم املغلوطة وترسيخ املفاهيم القانونية الصحيحة لدور الهيئة ليتسنى لها القيام مبهامها وحتقيق الغاية املرجوة منها على أكمل وجه ،ولن يتحقق ذلك إال باملسارعة التخاذ عدد من اإلجراءات أهمها: أوال :ضمان استقالل هيئة التفتيش القضائي؛ ففي ظل الصالحيات اخلطيرة املمنوحة لها ال ميكن إعمال مبدأ استقالل القضاء إال بضمان استقالل الهيئة ،وذلك بتعديل بعض نصوص قانون السلطة القضائية املتعلقة بالهيئة بحيث تصبح تابعة جمللس القضاء األعلى -ال لرئيسه -شأنها شأن غيرها من هيئات السلطة القضائية، أ ّما أن تبقى تابعة لوزير العدل -أو حتى لرئيس مجلس القضاء -فلن يتحقق لها االستقالل املطلوب .وعليه فما دام أن لها رئيسا هو بحكم عمله عضو مبجلس القضاء األعلى ،فال يستساغ أن يتبع غيره من أعضاء اجمللس -ولو كان الرئيس -والقول بخالف ذلك يقتضي أن يتبع رئيس احملكمة العليا وغيره من أعضاء اجمللس رئيس اجمللس. أم أن صالحيات الهيئة الهامة واحلساسة جتعل ربقة التبعية معلقة
برقبتها ،ليبقى القضاة تابعني على الدوام؟!!! ثانيا :رفد الهيئة بأكبر عدد ممكن من قضاة احملاكم ذوي اخلبرة والكفاءة من مختلف الدرجات القضائية؛ فرغم مرور عقود على إنشاء الهيئة فإن عملها يسير اعتمادا على عدد محدود جدا من املفتشني لم يسبق لبعضهم أي ممارسة تذكر للعمل القضائي باحملاكم .لهذا ونظرا لقلة الكفاءات القضائية وألهمية وجودها باحملاكم فباإلمكان اجلمع بني احلسنيني بوضع نص قانون يتيح االستفادة من تلك الكفاءات في مهام تفتيش موقوتة بناء على تكليف من رئيس الهيئة .ومن جهة أخرى ميكن أن يتولى رؤساء محاكم االستئناف استقبال وحتقيق شكاوى املواطنني في احملافظات بدال من تكليف املواطنني من أصقاع البالد مشقة االنتقال إلى العاصمة ،فما تبني جديته من تلك الشكاوى يتم رفعه إلى الهيئة لتتولى ما يلزم بشأنها من إجراءات. ثالثا :تطبيق نصوص الئحة التفتيش القضائي اخلاصة بهيكلة الهيئة وتكويناتها؛ تلك التكوينات التي روعي فيها طبيعة عمل الهيئة كجهاز لتقييم وتقومي أعمال القضاة وسير العمل في احملاكم ،فبدون إعادة هيكلة الهيئة وفقا لتلك التكوينات بحيث يرأس كل منها مساعد لرئيس الهيئة ممن تتوفر فيهم الشروط القانونية ،لن حتقق الهيئة الغاية منها وهي االرتقاء باألداء القضائي .كما أن الوضع املقترح للهيئة -في مشروع تعديل القانون املقر من البرملان -يقتضي أن يفرد لها في القانون بابا مستقال يتضمن أهم ما يتعلق بعملها من قواعد وضوابط ،ويحال ما عدا ذلك إلى الالئحة. رابعا :توفير احلوافز واملميزات املادية القانونية :وأقل ما ميكن تطبيق ما ورد بهذا اخلصوص في املادة ( )44من الئحة الهيئة التي تقضي بأنه « ال يؤثر نقل القضاة للعمل بالهيئة على احلقوق واملميزات التي كانوا يتمتعون بها ،ولهم -طوال فترة عملهم بالهيئة -ما لزمالئهم باحملاكم من حقوق باإلضافة إلى البدالت واحلوافز املالية التي تقتضيها طبيعة عملهم كأعضاء في الهيئة ومفتشني على القضاة.»... فرغم صراحة هذا النص إال أنه ميت أو شبه ميت .وبذلك أصبح ندب القاضي إلى الهيئة وكأ ّنه عقوبة يفقد معها املميزات التي كانت له .أل ّنه ال يخلو إ ّما أن يكون القاضي املنتدب للعمل بالهيئة كفؤا أو غير كفء؛ فإن كان كفؤا فيجب أن يعطى من املميزات ما يستحقه وما يتناسب مع طبيعة عمله وإال كانت كفاءته وباال عليه وهذا ال يتفق ومنطق األشياء. وإن لم يكن كفؤا فإن ندبه للعمل بالهيئة مخالف للقانون وللعقل أيضا. خامسا :تخصيص موازنة خاصة لتسيير أعمال الهيئة :من الغرائب ٍ موازنة أ ّنه ال توجد هيئة من الهيئات العاملة باجلمهورية اليمنية دون ٍ خاصة سوى هيئة التفتيش القضائي .ورغم أن الئحة الهيئة تقضي بأن «يكون للهيئة -ضمن موازنة الوزارة -اعتمادات مالية خاصة بها بحسب اإلمكانات املتاحة يتولى رئيس الهيئة التصرف فيها»(مادة ،)49 رغم ذلك فإن احلال ما زال كما كان عليه .لذا يلزم النص في القانون صراحة على استقالل الهيئة ماليا وإداريا ،فدورها ال يقل أهمية -إن لم يكن أهم -من كثير من هيئات السلطة القضائية التي حتظى منذ أمد بعيد باستقالل مالي وإداري تام. تلك هي أهم القواعد العامة التي يجب أن تقوم عليها وتنطلق منها فأي محاوالت لإلصالح في غياب تلك مفاهيم اإلصالح القضائيّ . القواعد إمنا جتعل من جهاز القضاء حقال للتجارب ومن أ ّية زيادة عام لبلد هو في أمس في موازنة السلطة القضائية مجرد إهدار ٍ مال ٍ العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
18
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
احلاجة إليه .وفي كل األحوال تكون العواقب وخيمة على الوطن واملواطن.
األساس السابع قانون القضاء هو الوسيلة اليت جيب أن يتم االرتقاء بواسطتها
إن قانون املؤسسة القضائية (السلطة القضائية) هو القانون املنظم لكافة أعمال هيئات هذه السلطة سواء اإلدارية منها كمجلس القضاء األعلى أو التنفيذية كوزارة العدل ومكتب النائب العام أو الرقابية كهيئة التفتيش أو القضائية كاحملاكم والنيابات مبختلف درجاتها .وبالتالي ال يتأتى االرتقاء بأداء املؤسسة القضائية إال في ظل هذا القانون ،بيد أن هذه القاعدة غائبة عن التطبيق شأنها شأن غيرها من القواعد .ومن الدالئل على ذلك ما يلي: أوال :عدم تطبيق نصوص القانون كما ينبغي؛ فباستقراء بسيط لنصوص قانون السلطة القضائية احلالي (رقم 1لسنة 1991م) وعددها ( )147مادة يتبني أن ما يتم تطبيقه منها تطبيقا سليما وكامال ال يتجاوز % 35تقريبا ،معظمها نصوص شكلية ،كالنصوص اخلاصة بعدد هيئة احلكم في احملاكم بدرجاتها ،ونحو ذلك .أما ما عداها فهو إما ميت أي لم يطبق مطلقا منذ صدور القانون ،وإما أن في تطبيقه خل ً ال ،بل إن من تلك النصوص ما مت مخالفته صراحة بحجة اإلصالح القضائي. ثانيا :التراخي في تعديل هذا القانون رغم ضرورة ذلك التعديل عدة أوجه؛ أولها :أ ّنه ِ أعد عقب وحدة شطري اليمن مباشرة في من ّ ظل ظروف سياسية معينة لم يعد لها وجود أو تأثير .وثانيها :أن كثيرا من نصوصه ليست مالئمة للواقع وتوجه الدولة لإلصالح القضائي. وثالثها :أن كثيرا من نصوصه أضحت تفتقر للدستورية ،بعد تعديالت الدستور املتعاقبة منذ عام 1994م ،والتي تقرر مبوجبها أن القضاء سلطة مستقلة قضائيا وماليا وإداريا .والشك أن السبب األساس وراء التراخي عن تعديل هذا القانون منذ ذلك التأريخ هو عدم اتفاق القيادات املتعاقبة للسلطة القضائية على صيغة واحدة ملشروع التعديل الذي سيُقدم جمللس النواب. وصور االنتهاك ملبدأ استقالل القضاء أكثر من أن يتسعها املقام هنا ،ففي ما يتعلق باالستقالل -بشقيه املالي واإلداري -نحيل بهذا الشأن إلى حكم الدائرة الدستورية باحملكمة العليا الصادر بهذا اخلصوص؛ فقد قضى بعدم دستورية ( )39مادة من مواد قانون أن مشروعا لتعديل قانون السلطة القضائية السلطة القضائية .غير ّ ُقدم مؤخرا -وقبل صدور هذا احلكم -باقتراح من وزير العدل احلالي ،ورغم ما لنا من مالحظات جوهرية على هذا املشروع ،إال أ ّنه تالفى الكثير من أوجه العوار الدستوري التي شابت القانون النافذ الذي مينح وزير العدل من الصالحيات ما يجعله املهيمن على جميع احملاكم االبتدائية واالستئنافية ،ووفقا ملشروع التعديل فقد مت نقل معظم تلك الصالحيات لرئيس مجلس القضاء األعلى وليس للمجلس أن هذا لن يحقق التفعيل املطلوب ملبدأ استقالل القضاء، ذاته ،بيد ّ بل قد يُسفر عن نتائج عكسية؛ فالسلطة املطلقة -كما يُقرر الواقع مفسدة مطلقة ،ثم إن ترك كل هذه السلطات لشخص واحدً ،يفقداجمللس األعلى للقضاء الغاية التي أرادها الدستور منه وهي العمل «على تطبيق الضمانات املمنوحة للقضاة من حيث التعيني والترقية العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي
والفصل والعزل وفقا للقانون» (مادة )152؛ ومن ثم فقصر دور اجمللس على «املوافقة» فقط -في هذه األحوال وغيرها -يعني أ ّنه لم يعد صاحب القرار بل رئيس اجمللس ،وفي هذا تعطيل للدور املنوط به كمجلس ضمانات؛ فقد يعرض عليه موضوع ما من املوضوعات أعاله، ويوافق عليه اجمللس باألغلبية خالفا للرأي الذي يتبناه الرئيس ،وقد يحدث العكس في موضوع آخر .فما هي الضمانات التي تكفل عدم امتناعه عن إصدار قرار مخالف لقناعاته ،أو التي متنعه من إصدار قرار عارضته أغلبية أعضاء اجمللس؟ ومثل هذا أمر وارد ،إن لم يكن من رئيس اجمللس احلالي فمن أي ممن سيخلفه مستقبال ،ومن غير املتوقع أن يعلن أصحاب الرأي اخملالف ذلك ،خاصة في ظل النص الصريح على س ّرية مداوالت اجمللس (مادة 106سلطة قضائية). ملا سلف ينبغي إعادة مشروع القانون املقر من مجلس النواب إلى اجمللس ليعيد النظر فيه وفقا للحكم الدستوري الصادر عن احملكمة العليا( .)17علما أن تعديل القانون وفقا لهذا احلكم غير كاف لتحقيق ألن جميع النصوص التي ُقضي بعدم دستوريتها استقالل القضاء؛ ّ متعلقة باستقالل القضاء كمؤسسة دستورية ،يلزم استقاللها «ماليا وإداريا» عن مؤسسة احلكومة .أ ّما استقالل القضاء كمحاكم -أي استقالله «قضائيا» -فال ولن يتحقق إال بتفعيل الشطر اآلخر من املبدأ -وهو األهم -وهو أن « القضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون»؛ فاستقالل القضاء كمؤسسة(سلطة) ماليا وإداريا ،ليس إال وسيلة الستقالله كمحاكم؛ بدليل أ ّنه م َّهد لهذا الشطر بقوله « :تتولى احملاكم الفصل في جميع املنازعات واجلرائم»، أي أن الدستور قد حرص أن يكون شأن العدالة منوطاً بها -دون غيرها -لهذا ولضمان عدم املساس بحسن سير العدالة أعقب ذلك بقوله صراحة وبال مواربة« :وال يجوز أل ّية جهة وبأ ّية صورة التدخل في القضايا أو في شأن من شئون العدالة» (مادة .)149فقوله « :أ ّية أن املساس بأي من شئون العدالة «جرمية يعاقب عليها جهة»؛ يعني ّ القانون وال تسقط بالتقادم» ولو مت ذلك من داخل املؤسسة القضائية، وقوله« :وبأية صورة» ،أي ولو بصورة غير مباشرة .وما أكثر الصور غير املباشرة التي قد تخل باستقالل وحيدة القضاة من داخل القضاء، خاصة في ظل القانون القائم؛ لعدم وجود ضوابط واضحة وصريحة لتعيني ونقل وترقية ومحاسبة القضاة ،األمر الذي يقتضي إعادة نظر شاملة في القانون احلالي وفي بعض نصوص الدستور ذات العالقة، ما لم فإن شأن العدالة سيبقى عرضة لالنتهاك.
األساس الثامن لزوم التمييز عند املعاجلة بني األمراض واألعراض
إن تع ّرض مؤسسة القضاء لبعض املعوقات -طوال سنوات مضت دون معاجلة ،قد تسبب في قصور أداء أعضائه احليوية .وقد نتج عنذلك القصور إصابة احملاكم والنيابات العامة مبختلف درجاتها بعدد من العلل أدت إلى اضطراب في وظائفها ،هذا االضطراب أدى بدوره إلى اختالل في أدائها أسفر عن عدد من أوجه القصور .وعليه فأ ّية أوجه قصور في أداء احملاكم إمنا هي مجرد أعراض وليست أمراضا. لذلك البد لنا -إذا أردنا البدء مبعاجلات صحيحة -أن منيز بني العلل وبني أعراضها ،وأن نتيقن بأن العلل تختلف من حيث طبيعتها، وسببها ،ومحلها ،وانتقالها ،وتفشيها ،واستفحالها ،ومداها .فمن العلل
19
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /د .عبد امللك اجلنداري
يقض املضجع لسبب ه ّين ،ومنها ما تتشابه أعراضه ،ومن األعراض ما ّ ما ال يسبب أملاً رغم خطورة املرض الكامن خلفه .فالعالج الناجع هو ما يستهدف ذات املرض ،فبالقضاء عليه تتالشى كل أعراضه تلقائيا لتختفي نهائيا ،أما العالج الذي يستهدف العرض فحسب فهو من قبيل املهدئات واملسكنات التي يألفها اجلسم وقد تُكسب الفيروس أو اجلرثومة مناعة فيزداد املرض استفحاال واجلسم اعتالال واألداء اختالال. وعليه فما نلمسه من أعراض في األداء القضائي كإطالة أمد التقاضي أو تعثر تنفيذ كثير من األحكام القضائية أو مخالفة البعض لنصوص القانون ،إمنا هو نتيجة تع ّرض احملاكم والنيابات لعدد من العلل ،هي ذات العلل التي قد تصيب أي من أجهزة الدولة ،والتي تنحصر في ما يلي: .1القصور التشريعي ،املتمثل في: • عدم مالءمة بعض النصوص القانونية للواقع وقصور واضطراب صياغة البعض اآلخر. • التعارض بني بعض القوانني أوبني بعض النصوص في القانون الواحد. • افتقار القوانني ملذكرات تفسيرية ،وعدم وجود محاضر تفصيلية ألعمال اللجان التحضيرية للقوانني. • قصور بعض اللوائح التنظيمية. • االفتقار لكثير من املنشورات والتعميمات القضائية ،وقصور بعض ما صدر منها أو مخالفته للقانون. إن القاضي أو الباحث في املسائل القانونية .2غياب فقه القانون؛ ّ املتعلقة بالعمل القضائي يجد مشقة كبيرة بهذا الشأن نظرا النعدام املراجع الفقهية اليمنية املتخصصة ،وحتى شروح القانون اليمني الشحيحة ،قاصرة على مؤلفات دراسية مع ّدة خصيصا لطلبة أن منها ما هو متأثر اجلامعات ،مما جعل الفائدة منها محدودة ،خاصة ّ في شرحه القانون اليمني -بالفقه املصري ،رغم وجود اختالف بنيالقانونني اليمني واملصري ،يكاد يكون جوهريا في بعض املسائل. .3اإلحباط وفتور الهمم ،نتيجة عدد من العوامل أبرزها اضطراب تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ،وعدم تطبيق القواعد القانونية للترقية والعالوات الدورية على نحو سليم وعادل ،اإلخالل مببدأ املساواة في احلقوق والواجبات ،عدم بناء حركة التنقالت على معايير الكفاءة واألقدمية ومراعاة الظروف األسرية ،قلة احلوافز املادية وانعدام احلوافز املعنوية. .4كثافة وضغط العمل باحملاكم ،ج ّراء التدفق الشديد للقضايا الناجت عن عدد من العوامل القانونية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية واألخالقية. .5قصور أداء الكوادر املعاونة .فما أكثر األعراض املرضية الناجتة عن أعوان القضاء ،إما لسوء سلوك البعض أو لعجز البعض اآلخر أو لِقلّة مخصصاتهم املالية. .6قلّة أو قصور أدوات ووسائل األداء املادية .من مبان ووسائل مواصالت وأدوات مكتبية وأوراق قضائية ونحو ذلك .ومن اجلدير بالذكر أن معظم محاوالت اإلصالح القضائي التي متت إلى اآلن كانت تدور حول معاجلة هذه العلّة ،وقد مت تالفي جانب كبير من القصور في هذا اجلانب.
.7ضعف التأهيل العلمي ،نتيجة تسرب عدد كبير إلى سلك القضاء ممن لم يتلقوا القدر الكافي من التأهيل العلمي أو ممن تأهيلهم أو مؤهالتهم محل نظر. .8ضعف التأهيل العملي أو انعدامه ،إما ألن بعض القضاة قد تلقّوا فترة التدريب العملي على يد قضاة غير أكفاء ،وإما لتوليتهم القضاء مباشرة قبل انقضاء فترة التدريب الكافية أو قبل أن يتدربوا أصال. كل ذلك بسبب التوسع في إنشاء محاكم دون مراعاة ندرة الكفاءات القضائية أو دون حاجة حقيقية ،األمر الذي أدى إلى االستعانة بقضاة غير أكفاء ،أو تعيني أشخاص ال تتوفر فيهم الشروط القانونية الالزمة لتو ّلي القضاء ابتداء .وبدال من معاجلة ندرة الكفاءات بتقليص املناصب القضائية في احملاكم من جهة وبالتوسع في قبول الدارسني مبعهد القضاء من جهة أخرى ،جند التشكيل القضائي يتوسع من عام إلى آخر ،كما مت إقفال باب القبول في املعهد العالي للقضاء قرابة مشددة كان ثمان سنوات متوالية ليتم فتحه هذا العام ولكن بشروط ّ األولى تخفيفها ثم تشديد امتحان القبول وتكثيف إجراءات الدراسة ومنهجها .وقد زاد الطني بلّة إحالة عدد كبير من القضاة للتقاعد. .9محدودية الفهم .فث ّمة من انسلّوا إلى سلك القضاء ممن ال ميلكون احلد األدنى من الفهم املطلوب فيهم كقضاة ال كأشخاص عاديني .أي الفهم الذي ميكنهم من تكييف وقائع النزاع واستنباط أحكام النصوص املنطبقة عليها واستجالء احلقائق من أدلة اخلصوم وحججهم. .10االنحراف املسلكي .ليس ث ّمة من يُنكر وجود انحراف مسلكي بني بعض منتسبي السلطة القضائية ،بيد أن الرشوة ليست الصورة األكثر شيوعا بني ذلك البعض -كما قد يُظن -فهناك االنصياع للتوجيهات واألوامر من داخل وخارج القضاء خوفا أو طمعا ،واخلوف من تهديد اخلصوم ،ونحو ذلك مما قد يكون أشد تأثيرا. هذه هي العلل السافرة واألسباب املباشرة ألوجه القصور الظاهرة. ومن اجلدير بالذكر أن هذه العلل ال تشمل جميع احملاكم ،كما أنها ال ميكن أن جتتمع في محافظة أو محكمة واحدة وال في قاض بذاته وإمنا هي متفرقة في مواطن عدة وبنسب متفاوتة؛ لهذا ال ميكن حتديد مواطنها بدقة إال عن طريق هيئة التفتيش القضائي.
األساس التاسع االرتقاء بأداء القضاء مسئولية اجلميع
إن العدالة شأن عام ينبغي أن تشارك في حتقيقه كافة املؤسسات ّ فأي خطط لالرتقاء بأداء القضاء الدستورية للدولة ،من هذا املنطلق ّ ليست مهمة قاصرة على اجمللس األعلى للقضاء أو على أي من أعضائه ،بل يجب مشاركة جميع سلطات الدولة: • فمشاركة السلطة التشريعية تتحقق عن طريق استحداث القوانني الالزمة وإعادة النظر في القوانني القائمة .واحلرص على منع من يتدخل من أعضائها في بعض قضايا املواطنني املنظورة أمام احملاكم. • أما مشاركة السلطة التنفيذية في االرتقاء بأداء القضاء فيتم عن طريق كثير من الوزارات: فوزارة العدل؛ تقوم بدور احلكومة في خدمة العدالة ،وذلك عن طريق ممارسة املهام التالية: .1الربط والتنسيق بني املؤسستني التنفيذية والقضائية ،لضمان أن العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
20
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي
صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
تأتي السياسة العامة للمؤسستني وفقا لسياق السياسة العامة للدولة. .2تأهيل وتدريب الكوادر املعاونة للمحاكم. .3اإلشراف على أعوان القضاء من محامني وخبراء ومبا ال يتعارض مع القوانني اخلاصة بهم. اإلشراف على املصالح واألجهزة املرتبطة بالعمل العدلي؛ واملتمثلة بالتوثيق ،والسجل العقاري والعيني ،والطب الشرعي ،والسجون، ُيسر والشرطة القضائية ،ونحو ذلك من املصالح واألجهزة الفنية التي ت ّ للمواطنني سبل الوصول للعدالة. وعليه فوزارة العدل مجرد جهاز فني إداري مساعد للقضاء ال أن وزارة العدل -واألجهزة املساعدة مسئوال عنه ،ومن ثم ينبغي إدراك ّ التي ينبغي أن تتبعها -جزء من منظومة العدالة والشك ،لكنها ليست جز ًء من منظومة القضاء ،وشتّان بني األمرين. ووزارة املالية؛ عن طريق توفير كافة املتطلبات املالية لتنفيذ اخلطة بصورة أيسر وأسرع .فتنفيذ خطة فعلية وشاملة يحتاج إلى أضعاف املبالغ املرصودة كميزانية للمؤسسة القضائية ،فإذا أردنا االرتقاء باألداء القضائي فعليا فيجب تفعيل النصوص احلالية بل وإعادة النظر فيها فما تتضمنه من حقوق ومميزات ال ميثل سوى احلد األدنى مما يلزم ألعضاء السلطة القضائية. ووزارة الداخلية؛ بزيادة فعالية أجهزتها مبا لها من مهام عديدة قبل وبعد وأثناء التقاضي .وباملزيد من التوعية ألفرادها بشأن حجية وقوة األحكام واألوامر القضائية ،وبشأن احلصانة القضائية وكيفية التعامل مع أعضاء السلطة القضائية في جميع النقاط واملنافذ سواء كانت داخلية أو خارجية .وبالتعامل بحزم مع أية اعتداءات ترتكب ضدهم .وبتوفير احلماية الالزمة لهم وللمقرات القضائية. ووزارة اإلعالم؛ بسعيها الدؤوب لعكس السياسة اإلعالمية القائمة، عن طريق تسليط الضوء على اجلوانب اإليجابية في األداء القضائي وهي كثيره ،وبتنوير املواطن بالظروف الصعبة احمليطة بالقاضي وعمله .ومنع احملاوالت املتعمدة لتشويه صورة القضاء اليمني داخليا وخارجيا .وبفرض قيود على وسائل اإلعالم اخلاصة تضمن عدم املساس بهيبة واستقالل القضاء. ووزارة الشئون القانونية ،بالسعي احلثيث لتالفي اخللل والقصور التشريعي؛ بتتبع مواطن التعارض بني القوانني القائمة وبني مبادئ وأحكام الدستور من جهة ،وبينها وبني بعضها من جهة أخرى .ومتابعة
األسس العامة لالرتقاء باألداء القضائي
الفراغ التشريعي سواء باستحداث قوانني جديدة أو بتالفيه في القوانني القائمة. ووزارتا التربية والثقافة ،بالعمل املنهجي طويل األمد الهادف إلى غرس قدسية القضاء وهيبة القاضي واحترام حجية األحكام واألوامر القضائية. • كما أن األحزاب واملنظمات اجلماهيرية ملزمة أيضا باملشاركة في اإلصالح القضائي ،بجعل القضاء وتطويره وحتديثه واحترام أحكامه والعاملني فيه من أولوياتها قوال وعمال. ورغم أن اجلميع -على املستويني الرسمي والشعبي -ينادي بضرورة اإلصالح القضائي إال أن الواقع يؤكد غياب مبدأ املشاركة اجلماعية .فالكثير ممن ينادي باإلصالح القضائي يقف حجر عثرة في طريقه .إما بالتقتير في حتديد ما يلزم للقضاء من مخصصات أو بالتضييق في صرفها ،أو بالتهاون بأحكام القضاء وأوامره ،أو بالتدخل في عمله ،وفي أحسن األحوال بالوقوف موقف املتفرج ،وما أن تسنح الفرصة حتى جند اجلميع يسلقون القضاء وأهله بألسنة حداد. هذا وإذا كان االرتقاء بأداء القضاء مسئولية اجلميع إال أن إقرار تلك اخلطة واإلشراف على تنفيذها يجب أن يتم -كما أسلفنا -مبعرفة اجمللس األعلى للقضاء دون غيره ,فهو من أناط به املقنن وضع السياسة العامة لتطوير القضاء؛ ومن ثَ َّم فإدخال أو تدخل مجلس الوزراء في أمر كهذا مخالف للدستور ،لِما قد يترتب على ذلك من إخالل مببدأ استقالل القضاء ،وتعارض مع مبدأ الفصل بني املؤسسات الدستورية للدولة. بهذا ننتهي من استعراض أهم األسس التي يجب أن تقوم عليها وتنطلق منها عملية االرتقاء بأداء القضاء؛ وبدون ترسيخ هذه األسس والبناء عليها ،سيظل بناء القضاء هشا ضعيفا ال يع ّول عليه ،فالقضاء أساس العدل ،والعدل أساس احلكم ،وبدون قضاء شامخ قوي ال سيادة للقانون ،وال لقيام الدولة املدنية املنشودة. توكلت استطعت وما توفيقي إال بالله عليه {إن أري ُد إال اإلصال َح ما ُ ُ أنيب} وإليه ُ
صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /د .عبد امللك اجلنداري
هامش______________ : ( )1
( )2 ( )3
( )4 ( )5
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
21
عدد خاص مبناسبة
كان املفترض -وفقاً للمادة ( )4آنفة الذكر -أن يكون عنوان هذا الباب «تنظيم هيئات الدولة» ،ال «سلطات الدولة»؛ فمصطلح «هيئة» هو الذي قامت عليه ُج ّل مبادئ وأحكام البابني األول والثاني ،بيد أنّ هذا املصطلح استبدل بعد ذلك مبصطلح «سلطة» .وبهذا التغيير الطفيف -في ظاهره -حتول الدستور من عقد اجتماعي بني أفراد الشعب «مالك السلطة» إلى عقد سياسي أي عقد بني «القوى السياسية» ،نتيجة للمفهوم السلطوي ملصطلح «السياسة»؛ فلم تعد السياسة بذات املعنى املعروف عند فقهاء الشريعة والقانون وفقه السياسة واالجتماع والذي يتلخص في أن السياسة :نشاط الدولة بكافة هيئاتها أو مؤسساتها الدستورية .أو هي :فن إدارة أعمال الدولة الداخلية واخلارجية لرعاية شئون األمة وفقا لعقدها االجتماعي .بل صارت السياسة -وفقا للمفهوم السلطوي -منحصرة في كل عمل يوصل للسلطة أو للتمسك بها أو التنافس عليها أو التصارع ألجلها .وقد انعكس هذا املفهوم بشكل واضح على كثير من أحكام الدستور ،لهذا ال غرابة أن تظل ُج ّل مواد البابني األول والثاني حبرا على ورق ،ومواد البابني الثالث والرابع عرضة للتعديل والتبديل كلما تغ ّيرت موازين القوى. يرجى مالحظة البون الشاسع بني مواد كل فصل؛ فالفصل اخلاص بالهيئة القضائية لم يزد على ( )6مواد ،في مقابل ( )43مادة للهيئة التشريعية ،و( )44مادة للهيئة التنفيذية ،وما هذا التباين -غير املنطقي -إال انعكاس للمفهوم السلطوي لـ»السياسة. وأبرزها :املساواة بني املواطنني في احلقوق والواجبات األساسية(مادة .)41حق التقاضي أمام القضاء الطبيعي (مادة .)51حق االنتخاب والترشيح (مادة .)43شخصية املسئولية اجلنائية ،وال جرمية وال عقوبة إال بنص ،وكل متهم برئ حتى تثبت إدانته بحكم قضائي بات (مادة .)47احلر ّية الشخصية ،وعدم جواز تقييد حرية أحد إال بحكم قضائي (مادة /48أ) .عدم جواز القبض على أي شخص أو تفتيشه أو حجزه إال في حالة التلبس ،أو بأمر توجبه ضرورة التحقيق وصيانة األمن يصدره القاضي أو النيابة العامة وفقا ألحكام القانون (مادة /48ب) .حق الدفاع أصالة أو وكالة مكفول في جميع مراحل التحقيق والدعوى (مادة .)49حرية وسرية املواصالت البريدية والهاتفية والبرقية وكافة وسائل االتصال ،وال يجوز مراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء سريتها أو تأخيرها أو مصادرتها إال في احلاالت التي يبينها القانون وبأمر قضائي (مادة .)53حرية التنقل وحظر تقييدها إال في احلاالت التي يبينها القانون ملقتضيات أمن وسالمة املواطنني (مادة .)57حق املواطنني في تنظيم أنفسهم حزبيا ومهنيا ونقابيا (مادة .)58 أضيفت عبارة « قضائيا وماليا وإداريا» في تعديل عام 1994م. اإلحالة إلى القانون -بشأن تنظيم اجمللس واختصاصاته وطريقة تعيني وترشيح أعضائه - قصور ظاهر في الدستور ينبغي تالفيه إعماال لألسس واملبادئ العامة التي تضمنها البابان األول والثاني منه؛ فما دام أن القضاء هيئة دستورية يباشر الشعب من خاللها سلطته (مادة ،)4كان ينبغي أن يتضمن الدستور بيان كل ذلك -كما فعل بالنسبة للهيئتني التشريعية والتنفيذية -غير أنّ سيطرة املفهوم السلطوي للسياسة -كما أسلفنا -كان له أثره الواضح على هذا الباب الثالث منه ،وكذلك على الباب اخلامس (أصول تعديل الدستور) ،إذ صنفت املادة ( )158مواد الدستور إلى صنفني؛ األول :املواد التي يلزم االستفتاء على تعديلها، واآلخر :املواد التي يتم تعديلها مبعرفة البرملان دون حاجة لالستفتاء عليها ،ومن بني هذا
( )6 ( )7 ( )8 ( )9 ( )10 ( )11
( )12 ( )13
( )14 ( )15 ( )16
( )17
الصنف جميع مواد الفصل اخلاص بالقضاء ،فأين ما يُس ّمى مببدأ «الفصل بني السلطات»، إذا كانت املبادئ والقواعد العامة املتعلقة بالقضاء رهنا لرغبة لبرملان ،خاصة في ظل التعددية احلزبية ،فاحلزب احلاكم هو من سيقرر مصير القضاء ومن ثم املتقاضون الذين يفترض أنهم مالكو السلطة ومصدرها. تظهر هذه التوجهات من خالل اخلطط التي تقدم بها وزير العدل األسبق األستاذ إسماعيل الوزير في عام 1979م ثم في عام 1997م. املنجد في اللغة واألعالم ،دار املشرق -بيروت ،الطبعة ،28مادة «وظف». د.محمد رواس قلعه جي ود.حامد صادق قنيبي :معجم لغة الفقهاء ،دار النفائس -بيروت، الطبعة األولى 1985م ،ص.506 كأن ال توجد خصومات أمام هذا القاضي أو ذاك في فترة ما أو مكان ما. للتفاصيل يراجع :د .عبدامللك عبدالله اجلنداري ،الدراسة املس ّماة« :املقنن اليمني بني تبسيط إجراءات التقاضي وتعقيدها». استخدام جملة « :اجلهات القضائية» هنا غير دقيق ,فـ»اجلهات القضائية» كمصطلح قانوني إ ّنما يصدق على األنظمة القضائية املزدوجة ،كما هو احلال في مصر ،فث ّمة قضاء عادي وقضاء إداري ...إلخ؛ أي أن هناك أكثر من جهة قضائية .أما في اليمن فعلى العكس متاما؛ فال يوجد إال قضاء واحد ،وهذا ما صرح به الدستور في صدر املادة نفسها بقوله« : القضاء وحدة متكاملة» .لذا نرى لزوم إعادة النظر في هذه اجلملة لتصبح« :طبقات احملاكم ودرجاتها»؛ أما إضافة كلمة «طبقات» فلتدخل احملكمة العليا في حكم النص فليست درجة من درجات التقاضي ،وإ ّ منا هي محكمة قانون في األساس ال محكمة موضوع. للتفاصيل يراجع :د .عبدامللك عبداالله اجلنداري ،الوالية القضائية واالختصاص القضائي، ص 63وما بعدها. راجع د .عبدالرزاق السنهوري :مخالفة التشريع للدستور واالنحراف في استعمال السلطة التشريعية ،مقالة منشورة في مجلة مجلس الدولة -السنة ،3يناير .1952وباملعنى نفسه د. أحمد مليجي :حتديد نطاق الوالية القضائية واالختصاص القضائي ،دار النهضة العربية القاهرة1993 ،م ،ص 311وما بعدها .ود .محمد كامل عبيد :استقالل القضاء ،دراسةمقارنة ،إصدارات نادي القضاة املصري1991-م ،ص 570وما بعدها .ود .فؤاد العطار: القضاء اإلداري دار النهضة العربية -القاهرة 1968م ،ص.133 د .فتحي والي :الوسيط في قانون القضاء املدني ،مطبوعات مؤسسة روز اليوسف - القاهرة ،الطبعة الثانية 1981م ،ص.196 أ ّما احملكمة العليا فهي في األصل محكمة قانون ال موضوع. ومن أبرز مظاهر اإلخالل بقاعدة وحدة اجلهاز القضائي تقسيم موازنة السلطة القضائية بني الهيئات املعنية بشئون احملاكم دون االلتفات للمحاكم باستثناء احملكمة العليا .وقد جنم عن ذلك التقسيم عدد من اآلثار السلبية ،منها :وجود متايز في صرف املكافئات واحلوافز واملميزات بني العاملني في هذه الهيئة أو تلك من ذوي الدرجة القضائية الواحدة أو املستوى اإلداري الواحد .بل إن الشخص الواحد من أعضاء السلطة القضائية قد ينتقل من هيئة إلى أخرى بدرجته فتزيد مخصصاته أو تقل جملرد النقل فقط. راجع للقاضي د .عبدامللك عبدالله اجلنداري ،الدراسة املوسومة بـ»قراءة عامة لقانون السلطة العامة وتعديله على ضوء احلكم الدستوري».
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
22
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
23
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجل ـ ـ ـ ــمهورية اليمنية بني الواقع والطموح الباحث القاضي /عيسى قائد سعيد حممد الثريب عضو نيابة األمن والبحث م /عدن عضو الهيئة اإلدارية للمنتدى القضائي م /عدن ماجستير في القانون اخلاص جامعة عدن
قال تعالى: اه ُدوا اللَّ َه {مِ َن الْ ُمؤْمِ ِن َ ص َد ُقوا َما َع َ ني ِر َجا ٌل َ َعلَيْهِ َفمِ نْ ُهم َّمن َق َ ضى نَ ْح َب ُه َومِ نْ ُهم َّمن يَنت َِظ ُر َو َما بَ َّدلُوا تَبْدِ يلاً } آية ( )23سورة األحزاب اإله ـ ـ ــداء
إلى كل شهداء الوطن ،الذين سالت دماؤهم ؛ لتصنع فجر دولة مينية مدنية حديثة سيدها القانون ،وحارسها سلطة قضائية مستقلة أهدي جهدي املتواضع.
شكر وتقدير
علي بالصبر من أتوجه بالشكر أوالً للمولى -عزوجل -الذي َّ َّ والقدرة على إجناز موضوع البحث ،ثم إلى والدي العزيز أ.د .قائد علي بنصحه وإرشاده ومذكراته القيمة ،ثم سعيد الثريب الذي لم يبخل ّ
أتوجه بالشكر للقاضي /علي عطبوش عوض على اقتراحه وترشيحه
لي في تقدمي بحث أقوم من خالله ببلورة أفكاري مبا ميكن أن يسهم في تطوير السلطة القضائية كما أشكر القاضي /يحيى املاوري على حتمسه لعنوان البحث ،وتشجيعي على إجنازه ،كما أشكر كل من أمدني وساعدني باحلصول على املراجع واملادة العلمية وأخص بالذكر القاضية /رواء عبدالله مجاهد ،وكذا القائمني على مكتبة كلية احلقوق من جامعة عدن ،وفي األخير أشكر كل من ساعدني على إجناز هذا البحث ،وإخراجه إلى حيز الوجود ونسيت ذكره. والله املوفق
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
(الباحث)
املقدمــة:
احلمد لله ،والصالة والسالم على أشرف اخللق ،وخامت املرسلني ،سيدنا محمد ،الصادق األمني. أما بعد ،فإن املولى _عز وجل_ أختص نفسه باسم العدل ، وأوصى األنبياء واملرسلني بإقامة العدل فجاء في قوله تعالى « :يا داوود إنا جعلناك خليفة في األرض فاحكم بني الناس باحلق ،وال تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله « [ص آية ]26وقوله تعالى « :إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بني الناس أن حتكموا بالعدل « [النساء آية ]58؛ ألن إقامة العدل فيه صالح حال األمة ،وقد قيل بأن العدل أساس احلكم ،ومع ذلك جند أن إقامة العدل من أشق املهمات على اإلطالق ؛ ألن الكمال لله _عز وجل_ وال يقدر على إقامة العدل بني الناس إال من كان له إميان قوي بالله _عز وجل_ وعزمية قوية في كبح النفس وأهوائها ال يخاف في الله لومة الئم هذا على مستوى الفرد ،وعلى مستوى األمة البد أن توكل بإقامة العدل سلطة قضائية قوية تتوافر لها كل املقومات ،التي تؤهلها للقيام بهذه املهمة الصعبة، وزاد من صعوبة هذه املهمة أن التطور في أنظمة احلكم الدميقراطية احلديثة أدى إلى أن تتسع مهام السلطة القضائية ؛ ليصبح لها دور رقابي يقوم على حماية احلقوق واحلريات ،واملال العام وكبح جماح الفساد واملفسدين ؛ مما أوجب أن تكون السلطة القضائية مستقلة عن أي رئاسة أو سلطة أخرى ،وتهتم الدول الدميقراطية املدنية احلديثة بإستقالل القضاء كونه احلصن احلامي للحقوق واحلريات ؛ لذلك وجدنا أن أول مطلب من مطالب الثورة اليمنية الشبابية السلمية ثورة فبراير 2011م وأهمها هو وجود سلطة قضائية مستقلة ،ومن هنا تتجلى أهمية دراسة موضوع البحث « استقالل السلطة القضائية ودورها الرقابي « الذي سندرسه على وفق منهج وصفي وحتليلي يعمل على املقارنة بني ماينص عليه الدستور والقوانني وماهي حال السلطة القضائية على أرض الواقع ؛ لنصل من خالل ذلك إلى حتديد أوجه اخللل املسبب قصور أداء القضاء لواجبه ،وحتديد أسباب كثرة الشكاوى من القضاء ،وطول إجراءاته ،وعدم تقريب العدالة للمواطنني ،وإقتراح الوسائل ملعاجلة ذلك ،وما املقومات التي يجب أن تكون لدى السلطة القضائية ؛ لتقوم
بتحقيق العدالة والقيام بدورها الرقابي في حماية احلقوق واحلريات ،وحماية املال العام كسلطة مستقلة في الدولة اليمنية املدنية احلديثة القائمة على العدل واحلرية واملساواة وبعون من الله من أجل حتقيق هدف هذا البحث سنسير على وفق خطة الدراسة اآلتية :
املطلب التمهيدي نبذة تارخيية عن السلطة القضائية يف اجلمهورية اليمنية
إن إعطاء نبذة تاريخية عن السلطة القضائية في اجلمهورية اليمنية يستلزم أن نستعرض وضع السلطة القضائية في الشطر الشمالي من الوطن سابقاً من قبل ثورة سبتمبر إلى 22مايو 1990م حينما استعاد الوطن بهذا التاريخ وحدته أرضاً وشعباً ،وكذا إعطاء نبذة عن السلطة القضائية فيما كان يعرف بالشطر اجلنوبي من الوطن ،من قبل ثورة 14أكتوبر وبخاصة ما قبل 30نوفمبر 1967م تاريخ طرد االستعمار 22مايو 1990م على التوالي (.)1 أو ً ال :نبذة تاريخية عن السلطة القضائية في الشطر الشمالي من الوطن: أ .إن وضع القضاء في شمال الوطن في عهد اإلمامة كان بدائياً ؛ إذ لم يكن هناك أي درجات للتقاضي ،إمنا كان ثمة قضاة معينون للفصل في خصومات املواطنني حسب التقسيم اإلداري املعمول به آنذاك ، وليست سوى محكمة االستئناف العليا ،ومقرها العاصمة وال تنظر سوى القضايا التي يحيلها اإلمام إليها ،وكان كل شيء بيد اإلمام فهو قاضي القضاة وهو احلكومة ،وأموال الدولة في الوقت نفسه أموال اإلمام. ب .بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م جنحت هذه الثورة بأحداث تغييرات في جميع اجملاالت ،ولكنها ال ترقى إلى ما كان يرجى من الثورة حتقيقه ،إال أنه حدث تغييرات واجملال الوحيد أو السلطة الوحيدة التي لم تقترب منه ثورة سبتمبر هي السلطة القضائية، بيد أنه ميكننا القول أنه حدث تغيير طفيف فيها ،إذ مت إعادة النظر في تنظيم وزارة العدل وفتحت مكاتب للوزارة في كل لواء بالتدريج ،و أعيد تنظيم محكمة االستئناف العليا بقرار وزير العدل رقم 5لعام 1966م ؛ إذ حدد دوائرها واختصاصها ؛ وع ّد حكم محكمة االستئناف العليا نهائياً ،أما اختصاصها فهو مطالعة األحكام الشرعية الصادرة عن احملاكم األدنى درجة ،وهي محاكم األلوية واألقضية والنواحي ،بيد أن القضاء
لم يشهد أي إصالح أو تطوير على ما كانت عليه احلال قبل الثورة ،و جتدر اإلشارة إلى أن حركة 13يونيو 1974م بقيادة الشهيد املغفور له _بإذن الله تعالى_ املقدم إبراهيم محمد احلمدي ،وبحكم امتالكه مشروعاً وطنياً نهضوياً يبدأ بإرساء دولة النظام والقانون ،التي هي أساس الدولة املدنية احلديثة واجملتمع املدني فقد شهد القضاء عدداً من اإلصالحات متثل في صدور عدد من القوانني بشأن اإلجراءات اجلزائية واإلثبات واملرافعات .وألول مرة قانون تنظيم السلطة القضائية رقم 3 لسنة 1976م ،وصدر قانون إنشاء النيابة العامة رقم 39لسنة 1977م وأيضاً قبل ذلك إنشاء النيابة اإلدارية بالقانون رقم 57لسنة 1974م ومبوجب هذه القوانني مت تنظيم احملاكم ودرجاتها وإنشاء جهاز النيابة العامة بوصفه جهازاً قضائياً ،والنيابة اإلدارية بوصفها جهازاً رقابياً تابعاً لرئاسة اجلمهورية ،و من ثم أقتحم مجال القضاء ،وصححت أوضاعه ،وتبع ذلك خطوات عملية متثلت في رفد القضاء مبجموعة من ذوي املؤهالت اجلامعية في مجال احلقوق والشريعة والقانون حوالى خمسني شخصاً مبوجب قرار مجلس القيادة رقم ( )92لعام 1976م (.)2 وجاءت أهمية هذه اخلطوة كونها أول محاولة لتصحيح القضاء منذ قيام الثورة ،ولقد أحدثت هذه اخلطوات تغييراً ملموساً ملسه املواطنون املترددون على وزارة العدل ،وكانت خطوة يجب أن تتبع بخطوات بيد أنه طال األمد ،وتكالبت الفئات التي قاومت التحديث للقضاء ،ووضعت أمام هذا املشروع العراقيل ،لذلك خبا بريق التحديث في وزارة العدل والقضاء بشكل خاص و جميع مناحي احلياة بشكل عام السيما بعد اغتيال صاحب املشروع التحديثي الوطني الشهيد إبراهيم احلمدي، بيد أن اخلطوة التي خطتها حركة 13يونيو كسرت احتكار مهنة القضاء ،الذي كان محصوراً ببعض البيوت واألسر ،وأصبح الطريق مفتوحاً لكل شخص مقتدر ،ومؤهل للعمل في سلك القضاء ،وفي عام 1979م صدر قانون جديد للسلطة القضائية بالقرار اجلمهورية رقم ( )5مت تقسيم درجات احملاكم إلى ثالث درجات :احملاكم االبتدائية ،ومحاكمة استئناف األلوية ،واحملكمة العليا للنقض واإلقرار وظل هذا القانون نافذاً حتى قيام الوحدة املباركة عام 1990م . ثانياً :نبذة عن السلطة القضائية في الشطر اجلنوبي من الوطن: أ .وضع السلطة القضائية في عدن واحملميات الشرقية والغربية قبل االستقالل: ميكن القول إن مدينة عدن كانت _ومازالت_ حاضرة التمدن العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
24
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
واملدنية ليس على مستوى اليمن واجلزيرة فحسب ؛ إمنا على مستوى الشرق األوسط ،بل العالم الثالث ،ولقد كان يسودها النظام والقانون واألمن واألمان ؛ ألن السمة املدنية هي السمة الغالبة ،وكان بها قضاء منظم يحذو حذو النظام األجنلوسكسوني القائم على السوابق القضائية ،وكل القضاة أجانب ،قضاة الدرجة األولى أو احملاكم االبتدائية ، أما محاكم الدرجة الثانية االستئنافية فقد كان في املرحلة األولى يتم استئناف األحكام االبتدائية إلى الهند وبعد خروج االجنليز من الهند ، ارتبط القضاء في عدن بالقضاء الكيني كونهما -عدن وكينيا -مستعمرات بريطانية ،وكان يتم الطعن باألحكام االبتدائية أمام محاكم االستئناف في نيروبي بكينيا ،واستمرت احلال كذلك حتى 30نوفمبر 1967م يوم االستقالل اجمليد. أما احملميات الشرقية والغربية في أثناء وجود املستعمر فقد كانت منقسمة إلى إمارات ومشيخات مستقلة منفصلة بعضها عن بعض تصل إلى 22مشيخة وسلطنة وإمارة ،وكان القضاء غير موحد ؛ إذ كل إمارة لها قضاء مختلف عن اإلمارة األخرى ،ويتم تطبيق الشريعة اإلسالمية ، والعادات واألعراف القبلية السائدة في املنطقة ،وتطبيق بعض األوامر والقوانني أو املراسيم السلطانية ،ولم يوجد سلطة قضائية أو قضاء منظم سوى في عدن ؛ ألن اهتمام االجنليز منصب عليها ؛ لوجود ميناء التواهي و املعال ،فأهتم فيها بنوع ما لتستطيع تقدمي اخلدمات والتسهيالت ،التي يحتاج إليها املستعمر ،بدليل أن سكان دار األمير (دار سعد حالي ًا) كانوا ال يستطيعون أن يلحقوا أوالده��م باملدارس احلكومية في الشيخ عثمان وعدن ؛ ألنهم كانوا يعدون أجانب بالرغم أن درا سعد متداخلة مع الشيخ عثمان ،و األمر نفسه بالنسبة لسكان بئر أحمد وحتى عندما فرض االستعمار االجنليزي على احملميات الشرقية والغربية صيغة لتوحيد 12إمارة ومشيخة حتت اسم احتاد اجلنوب العربي في أوائل الستينات لضمان استمرار هيمنته وبقائه في املنطقة ،و مت تأسيس محكمة عليا احتادية إال أنها لم تدم طوي ً ال ،و انهارت بانتهاء االحتاد . ب .حال السلطة القضائية في الشطر اجلنوبي من الوطن بعد حتقيق االستقالل: بعد جالء املستعمر في 30نوفمبر 1967م وحدت احملميات الشرقية والغربية ،وعدن وأنشئت دولة مستقلة على كل الشطر اجلنوبي من الوطن ،وبقيت أوضاع احملاكم كما هي لم تتغير لفترة من الزمن ،وتولت السلطة الوطنية تنظيم احلياة السياسية والقانونية تدريجياً بإصدار القوانني و خالل الفترة من 1978 -71م اتخذت عدد من اإلجراءات مت فيها ترتيب إجراءات اجللسات واحملاكمات ،وتوحيد إجراءات التقاضي ،وجعل نظام التقاضي على ثالث درجات ،ويتكون من محكمة جزئية ومحكمة احملافظة التي تعد محكمة استئناف واحملكمة العليا أعلى جهاز قضائي ،وكانت محكمة نقض ،واستئناف لبعض األحكام الصادرة عن محاكم احملافظات وكمحكمة درجة أولى بالنسبة لبعض القضايا اجلنائية الكبيرة ،كما أنشئ نظام االدعاء العام للتحقيق واالدعاء في القضايا اجلنائية أمام احملاكم .ومت إصدار عدد من القوانني املنظمة إلجراءات التقاضي ،وعدد من التشريعات املوضوعية ومت بناء نظام قضائي حديث يندر فيه الفساد. ثالثاً :وضع السلطة القضائية بعد قيام الوحدة اليمنية املباركة عام 1990م: العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
بعد قيام الوحدة عام 1990م نص الدستور على استقالل السلطة القضائية ،وصدر القانون رقم ( )1لعام 1991م بشأن السلطة القضائية ؛ والذي أنهى القوانني الشطرية بشأن السلطة القضائية ،وجعل التقاضي على درجتني ،ويتكون النظام القضائي من محاكم ابتدائية ،ومحاكم استئنافية في عواصم احملافظات واحملكمة العليا أعلى هيئة قضائية وهي محكمة قانون ،كما أن القانون نص على اعتبار النيابة العامة هيئة من هيئات القضاء ،وقد بذلت محاوالت متعددة لتطوير وحتديث القضاء بدأت بعمل كادر خاص للقضاة وأعضاء النيابة العامة إال أنه لم يقابله حتسن في األداء إال باحملكمة العليا مبعظم دوائرها أما التحسن في احملاكم االستئنافية واالبتدائية فيكاد أن يكون معدوماً لعدم وجود تغييرات جذرية ،وعدم البناء على النظام القضائي احلديث الذي كان موجوداً في جنوب الوطن والعمل على تضافر اجلهود للمخلصني من القضاة في احملافظات الشمالية واجلنوبية ،واستبعاد القضاة الذين ال ميكن إصالح حالهم .كما أن هيمنة السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس مجلس الرئاسة آن��ذاك ،ووزي��ر العدل جعلت من السلطة القضائية سلطة مسيرة ال متلك قرارها بيدها ،ولم يحدث خالل الفترة املاضية أي تغييرات جذرية ميكن القول معها إنها متثل نقطة حتول في السلطة القضائية ،سوى ماطرأ من تعديل على قانون السلطة القضائية في عام 2006م بجعل رئيس احملكمة العليا رئيساً جمللس القضاء بدالً من رئيس اجلمهورية ،وما زالت السلطة القضائية تعاني عدم إستقاللها ومن ضعف أدائها ،ودورها الرقابي في حماية احلقوق واحلريات حتى يومنا هذا . وسنحاول من خالل هذا البحث تسليط الضوء على وضع السلطة القضائية بني سلطات الدولة من وجهة نظر فقهاء القانون ،ووضع السلطة القضائية في تشريعات اجلمهورية اليمنية ،ثم نتناول أهمية استقالل هذه السلطة ،ودورها الرقابي واملعوقات التي تعترض استقاللها واملقترحات حللها.
املبحث األول مبدأ الفصل بني السلطات واستقالل السلطة القضائية ودورها الرقايب
نتحدث في هذا املبحث في مبدأ الفصل بني السلطات في مطلب أول ،ومن ثم نتحدث في الفصل بني السلطات في التشريعات اليمنية في مطلب ثان ،ثم نتحدث في مطلب ثالث في أهمية استقالل السلطة القضائية وممارستها لدورها الرقابي.
املطلب األول مبدأ الفصل بني السلطات
ظهرت فكرة الفصل بني السلطات في القرن الثامن عشر بظهور املبادئ الدميقراطية ،وقيام الدعوة إلى احلد من اختصاصات امللوك ،واحلكام واملناداة بحقوق األفراد وحرياتهم ( ،)3في مواجهة األنظمة القدمية ،التي عملت على تركيز السلطات في يد احلاكم ،الذي كان يفسر هذه السلطات على أنها امتياز شخصي ؛ فنجم عن ذلك جنوح احلكام إلى االستبداد والطغيان ( ،)4وممارسة شتى ألوان الظلم ،وكان من أبرز املنادين بفكرة الفصل بني السلطات لوك و منتسيكييه( ،)5وسيقت مسوغات متعدده لألخذ بهذا املبدأ -إضافة إلى املبرر الرئيس لوجود
25
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
هذا املبدأ وهو محاربته الظلم واالستبداد وتركيز السلطات -منها أنه يعمل على حتقيق الدولة القانونية ؛ ألن اختصاص كل سلطة بعمل محدد يعد ضمانة مهمة متنع تعسف الهيئات احلاكمة ،وافتئاتها على القانون ،إذ إن كل سلطة ال تستطيع اخلروج عن صالحياتها إال بالنيل من اختصاص السلطات األخرى ،ومبدأ الفصل بني السلطات يدرأ ذلك( ،)6كما أنه يحقق التخصص الوظيفي،الذي يكسب الهيئات العامة اخلبرات وميكنها من إجادة عملها إلتقانه( .)7بيد أن هناك من الفقهاء من وجه انتقادات إلى هذا املبدأ بالقول إنه يستحيل الفصل الكامل والتام بني سلطات الدولة ؛ ذلك ألن الفصل الكامل بني سلطات الدولة من غير وجود رقابة وتعاون بني سلطات الدولة يؤدي إلى استبداد كل سلطة في نطاق اختصاصها ،ناهيك أن الواقع أكد فشل الفصل الكامل بني سلطات الدولة( .)8مما دعا بعضهم إلى القول إنه مبدأ وهمي ؛ ألنه مهما بلغت كفاءة واضعي الدستور في أحكامه ،ودقة صياغته البد في النهاية من أن تسيطر سلطة على أخرى في الواقع العملي ؛ نتيجة لذلك يصبح مبدأ الفصل بني السلطات مبدأ نظرياً يستحيل تطبيقه ؛ ألن سلطات الدولة كأعضاء اجلسم ال ميكن فصلها بعضها عن البعض ،ولعدم قابلية السيادة والسلطة للتجزئة()9؛ لذلك وجد تفسير جديد ملبدأ الفصل بني السلطات يستند إلى حقيقة األفكار ،التي نادى بها لوك منتسكييه اللذان لم يقصدا مببدأ الفصل بني السلطات -من وجهة نظر أصحاب هذا الرأي -إال مجرد توزيع السلطات بني هيئات الدولة بقصد احلد منها ،وانتهى هذا التفسير اجلديد إلى القول إن الفصل بني السلطات يكون فص ً ال نسبي ًا ومرن ًا يسمح بوجود بعض التعاون واملشاركة في االختصاصات بني الهيئات اخملتلفة وبدرجة تتفاوت من نظام سياسي إلى آخر من غير أن يصل األمر إلى حد إلغاء الفواصل ، واحلدود وتركيز السلطة في يد واحدة ،أو متكني إحدى السلطات من السيطرة على السلطات األخرى ( .)10مبعنى أن يكون هناك استقالل مع التعاون والرقابة املتبادلة بني سلطات الدولة ،ونظراً لتنوع أنظمة احلكم واختالفها مت االختالف في تطبيق هذا املبدأ تبعاً لطبيعة نظام احلكم ،وجند أن الفقه القانوني ميز بني ثالثة من األنظمة السياسية منظور إليها من زاوية الفصل النسبي بني السلطات ؛ أي من حيث مدى ماتقوم بني هذه السلطات من عالقات وروابط فإذا قامت على أساس املساواة بني السلطة التشريعية والتنفيذية كان النظام برملانياً ،وإذا كانت الغلبة واملكانة األعلى للسلطة التنفيذية كان النظام رئاسياً ،وإذا كانت الهيئة التشريعية هي املهيمنة كان النظام حكومة اجلمعية (.)11 ومن خالل مامت استعراضه في األسطر السابقة يتضح أن حديث فقهاء القانون الدستوري في األنظمة السياسية املذكورة سلفاً على وفق أخذها مببدأ الفصل بني السلطات يدور في مسألة واحدة هي عالقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية ؛ إللقاء الضوء على محددات هذه العالقة في األنظمة السياسية اخملتلفة (.)12 وفي املقابل جند أن ال خالف بينهم على استقالل السلطة القضائية عن السلطتني :التشريعية والتنفيذية في تلك األنظمة السياسية ()13؛ ألنه إذا كانت السلطة التشريعية تهيمن على السلطة القضائية فإن السلطة التشريعية ستضمن أن تضع ما تشاء من القوانني ،ولو كانت جتور على حقوق األفراد وحرياتهم مادام أن السلطة القضائية لن تخذلها في أحكامها ،وإذا كانت السلطة التنفيذية تهيمن على السلطة القضائية فلن يوجد من يردع ،ويق ّوم سلوك السلطة التنفيذية ؛ لذا يكون استقالل
السلطة القضائية عن السلطتني :التشريعية والتنفيذية هو الضمان؛ لعدم خروجهما عن نطاق اختصاصهما احملدد بالدستور (.)14
املطلب الثاين مبدأ الفصل بني السلطات يف التشريعات اليمنية
نتحدث في هذا املطلب في مبدأ الفصل بني السلطات في الدستور وفي القوانني ذات العالقة (التشريعات اليمنية) ،وقد جتسد مبدأ الفصل بني السلطات في دستور اجلمهورية اليمنية بوضوح في نص املادة ( )4من دستور اجلمهورية اليمنية ،التي تنص على أن « الشعب مالك السلطة ومصدرها وميارسها بشكل مباشر عن طريق االستفتاء واالنتخابات العامة كما يزاولها بطريقة غير مباشرة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية ،وعن طريق اجملالس احمللية املنتخبة». جند أن هذه املادة من دستور اجلمهورية اليمنية قد حددت مصدر السلطات الثالث للدولة وهو الشعب وميارس هذه السلطة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية بطريقة غير مباشرة ،ثم جند الدستور بعد ذلك يفصل تنظيم كل سلطة من هذه السلطات في الباب الثالث منه حتت عنوان سلطات الدولة ،ونظم في الفصل األول من املادة 104 -62السلطة التشريعية كما نظم في الفصل الثاني من املادة 148 -105السلطة التنفيذية ،ونظم في الفصل الثالث من املادة 154 -149السلطة القضائية .ومن خالل استقراء املواد التي تنظم سلطات الدولة في الباب الثالث من دستور اجلمهورية جند أن الدستور جعل التشريع من اختصاص السلطة التشريعية مجلس النواب مبوجب نص املادة ( )62التي تنص على « مجلس النواب هو السلطة التشريعية للدولة وهو الذي يقرر القوانني ،ويقر السياسية العامة للدولة...الخ « كما نص في الفصل الثاني في املادة ( )105على أن رئيس اجلمهورية ميارس السلطة التنفيذية نيابة عن الشعب ،وكذلك مجلس الوزراء ضمن احلدود املنصوص عليها في الدستور وبينت املواد ()128 -106 كيفية انتخاب رئيس اجلمهورية واختصاصاته ،ونصت 129على أن مجلس الوزراء هو الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا للدولة ،ويتبعها من غير استثناء جميع اإلدارات واألجهزة التنفيذية التابعة للدولة ،ووضحت املواد التالية لها اختصاصاته ،كما جند أن املادة ( )149من الدستور في الفصل الثالث من الباب الثالث على أن القضاء سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً والنيابة العامة هيئة من هيئاته ،وتتولى احملاكم الفصل في جميع املنازعات واجلرائم ،والقضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ،ونصت املادة 152على أنه « يكون للقضاء مجلس أعلى ينظمه القانون ويبني اختصاصه وطريق ترشيح وتعيني أعضائه ويعمل على تطبيق الضمانات املمنوحة للقضاة من حيث التعني والترقية والفصل والعزل وفقاً للقانون ويتولى اجمللس ،دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء متهيداً إلدراجها رقماً واحداً في املوازنة العامة للدولة « فكل مواد الدستور املذكورة سلفاً تظهر مبدأ الفصل بني السلطات بوضوح ،بيد أن هناك مواداً أخرى توجد عالقات متبادلة بني سلطات الدولة الثالث جتعلنا ننتهي إلى أن دستور اجلمهورية اليمنية أخذ بالفصل املرن أو النسبي بني سلطات الدولة الثالث ( ،)15ونوضح فيما يأتي العالقات املتبادلة بني سلطات الدولة:
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
26
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
أوالً :العالقة بني السلطة التشريعية والسلطة القضائية: إن مجلس النواب _كما سبق القول_ ميارس السلطة التشريعية مبوجب نص املادة ( )62من الدستور من ثم هو يتولى إقرار القوانني والتشريعات مبا في ذلك قانون السلطة القضائية ،وقانون اإلجراءات اجلزائية ،وقانون املرافعات ،وكل هذه القوانني تنظم عمل احملاكم والنيابة العامة واختصاصاتها من حيث تشكيلها ،وترتيب درجاتها ،وحتدد املبادئ األساسية للتنظيم القضائي ومن ثم ال يحق للسلطة القضائية أن متتنع عن تطبيق القانون املقر من اجمللس التشريعي أو التعديل في قواعده ( .)16وفي املقابل جند أن مجلس النواب ال يستطيع أن يطرح للنقاش مسألة من املسائل املعروضة على القضاء ( .)17بيد أنه يحق له إصدار قانون بالعفو الشامل ؛ الذي ميحو صفة اجلرمية عن الفعل مبوجب نص املادة 535من قانون اإلجراءات اجلزائية ( .)18جند املشرع _أيضاً_ عند تنظيمه ألحكام السلطة القضائية ومبادئها فإنه ينظمها محتكماً للدستور ،وحتديده الختصاص السلطة القضائية ال يخضع التحديد حملض إرادته ،ولكنه يكون بقانون وقواعد عامة ومجردة وتعطي احملاكم اختصـاصاً دائماً في تنظيمها للنظر ،والفصل في املنازعات على وفق الدستور (.)19 إضافة ملا سبق جند أن املادة ( )67من الدستور أعطت مجلس النواب حق الفصل في الطعن املقدم بشأن صحة عضوية أعضائه ،ولكن قبل ذلك يجب إحالة الطعن خالل 15يوم إلى احملكمة العليا للتحقيق ،وإبداء الرأي وال تعد العضوية باطلة إال بقرار يصدر عن مجلس النواب وكذلك مانصت عليه املادة ( )128من الدستور بأن اتهام رئيس اجلمهورية أو نائبه باخليانة العظمى أو خرق الدستور ،أو بأي عمل ميس استقالل البالد وسيادتها يكون بنا ًء على طلب نصف أعضاء مجلس النواب ،وال يصدر قرار االتهام إال بأغلبية ثلثي أعضائه ،إضافة إلى نص املادة ( )139من الدستور التي أعطت مجلس النواب حق إحالة رئيس الوزراء أو نوابه أو الوزراء إلى التحقيق واحملاكمة عما يقع منهم من جرائم في أثناء تأدية أعمال وظائفهم أو بسبها ،ويكون قرار اجمللس باالتهام بناء على اقتراح خمس أعضائه وال يصدر إال مبوافقة ثلثي أعضائه ،وفي ضوء العالقة املتبادلة التي يقرها الدستور بني السلطتني التشريعية والقضائية ،جند أنه أعطى السلطة القضائية حق الفصل بالدعاوى ،والدفوع بشأن دستورية القوانني ،واللوائح ،والقرارات واألنظمة ، وأناط االختصاص بذلك للمحكمة العليا مبوجب نص املادة ()153 إضافة إلى اختصاص احملكمة العليا بالتحقيق ،وإبداء الرأي في صحة الطعون احملالة من مجلس النواب بشأن عضوية أحد من أعضائه ، النظر والفصل في الطعون االنتخابية مبوجب نص املادة ( )12من قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م. ثانيًا :عالقة السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية: تتمحور عالقة السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية في اختصاص احملكمة العليا للجمهورية مبحاكمة رئيس اجلمهورية ،ونائبه ،ورئيس الوزراء ،ونوابه ،والوزراء ،ونوابهم في حال ارتكابهم جرائم على وفق ما نصت عليه املادة ( )153من الدستور ،واملادة ( )8/12من قانون السلطة القضائية املذكورة سالفاً ،كما تتعرض القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطة التنفيذية لإللغاء عند الطعن بها أمام السلطة القضائية إذا لم تصدر متوافقة و الدستور والقانون ،أما بالنسبة لعالقة السلطة التنفيذية بالسلطة القضائية جند أن النصوص الدستورية ال��واردة العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
بالفصل الثالث من الباب الثالث من الدستور اخلاصة بتنظيم السلطة القضائية لم يورد فيها أي شيء بشأن ذلك . جند بالرجوع إلى نصوص قانون السلطة القضائية أن السلطة التنفيذية تؤدي دوراً كبيراً داخل السلطة القضائية ؛ إذ إن املادة ( )104من قانون السلطة القضائية قررت بأن مجلس القضاء يتم تعيني رئيسه وأعضائه من رئيس اجلمهورية ( )20وبأن وزير العدل أحد أعضاء اجمللس إضافة لكل من رئيس احملكمة العليا ،والنائب العام ونائبا رئيس احملكمة العليا ،ورئيس هيئة التفتيش القضائي ،وأمني عام مجلس القضاء األعلى. قاض جزئي ،ووكيل عالوة على أن القضاة وأعضاء النيابة من درجة ٍ محام عام نيابة (ب) فما فوق إلى درجة قاضي محكمة عليا ،ودرجة ٍ يعينون بقرار رئيس اجلمهورية بنا ًء على ترشيح وزير العدل أما رئيس احملكمة العليا ،ونائبه يتم تعيينهم بنا ًء على ترشيح مجلس القضاء األعلى بقرار من رئيس اجلمهورية ؛ ذلك على وفق ما نصت عليه املادة ( )59من قانون السلطة القضائية ،ويتم تعيني النائب العام واحملامي العام األول بقرار من رئيس اجلمهورية مبوجب نص املادة ( )62من قاض ومساعد قانون السلطة القضائية ،أما التعني في درجة مساعد ٍ نيابة يتم بقرار وزير العدل بترشيح من النائب العام. ناهيك عن أن قانون السلطة القضائية أعطى رئيس الوزراء بنا ًء على عرض وزير العدل حق تعديل جدول مرتبات القضاة ،وأعضاء النيابة امللحق بالقانون على وفق املادة ( )67منه ،كما أعطى وزير العدل صالحيات واسعة ؛ منها :حق اقتراح منح أعضاء السلطة القضائية بدالت إضافية ،و إقرار البدالت املنصوص عليها قانوناً عم ً ال باملواد ( )70 ،69 ،68وكذا منح العالوات الدورية بقرار منه ،وإصدار قرار بتشكيل هيئة التفتيش القضائي ،وانتداب أعضائها من القضاة عم ً ال باملادة ( ، )92ووضع الئحته وفقاً لنص املادة ( ، )95وندب القضاة عم ً ال باملادة ( ، )65ورفع الدعوى التأديبية قبلهم من هيئة التفتيش القضائي بنا ًء على طلبه مبوجب نص املادة ( )2/111إضافة إلى إشرافه املالي والتنظيمي واإلداري عم ً ال بنص املادة ( ، )89وأيضاً إعطاؤه احلق بتنبيه القضاة ورؤساء احملاكم على ما يقع منهم من مخالفات حسبما تقضي به املادتان( )91 ،90مما تقدم يتضح أن قانون السلطة القضائية جعل من وزير العدل العنصر الفاعل ،املؤثر في السلطة القضائية ،وصاحب الرأي والقرار األول هذا فيما يخص اجلانب البنيوي في السلطة القضائية. أما من حيث ممارسة العمل القضائي فنجد أن دور السلطة التنفيذية يتبني من خالل املادة ( )139من دستور اجلمهورية اليمنية التي أعطت رئيس اجلمهورية ( )21حق إحالة رئيس الوزراء ،ونوابه أو الوزراء ونوابهم إلى التحقيق واحملاكمة عما يقع منهم من جرائم في أثناء تأدية أعمال وظيفتهم أو بسببها ،إضافة إلى حق رئيس اجلمهورية في التصديق على األحكام الصادرة باإلعدام في احلدود والقصاص ،وكذا إصدار قرار العفو اخلاص عن العقوبة (.)22 وبعد أن استعرضت في هذا املطلب مبدأ الفصل بني السلطات ، وعالقة كل منها باألخرى في التشريعات اليمنية ،فإنه يلزمنا التطرق بلمحة بسيطة عن وجهة نظر فقهاء الشريعة اإلسالمية عن مبدأ الفصل بني السلطات. ()23 ذهب جانب من فقهاء الشريعة اإلسالمية املعاصرين إلى أن نظام اخلالفة باإلسالم لم يعرف مبدأ الفصل بني السلطات مع معرفة املسلمني بالسلطات الثالث بوضوح ( )24وكانت كلها مجتمعة بيد اخلليفة
27
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
؛ إال إن قوة الوازع الديني في صدر اإلسالم أغنت عنه (مبدأ الفصل بني السلطات) خاصة في عهد اخللفاء الراشدين _ رضى الله عنهم _ فهذا الوازع الديني الذي حملهم على الزهد في متاع الدنيا ومافيها من حكم وسلطان كان خير ضمانة للحريات ضد نزعات إساءة استعمال السلطة واالستبداد ،ولكن ذلك الوازع الديني العميق قد ضعف فيما بعد على النفوس سلطانه ،خاص ًة بعد انقضاء زمن اخللفاء الراشدين، وانقالب اخلالفة إلى ملك منذ عهد معاوية ( )25؛ جنح اخللفاء والوالة إلى إساءة استعمال السلطة واالستبداد والطغيان ،ولم يعد فقهاء الشريعة اإلسالمية نظام اخلالفة أص ً ال من أصول احلكم ( )26في اإلسالم ،ألن الشريعة اإلسالمية متمثلة في القرآن الكرمي ،والسنة النبوية املطهرة أرست األسس الكبرى لنظام احلكم ،ولم تفصلها وتركت ذلك لالجتهاد البشري حتى يالئم الظروف املتغيرة مبا يحقق الغاية منها في ظل املشروعية اإلسالمية العليا ؛ حيث جتد السلطة حدودها ،أي أن الشريعة اإلسالمية لم تقرر فرض مبدأ الفصل بني السلطات ولم ،ترفضه (.)27
املطلب الثالث أمهية استقالل السلطة القضائية ودورها الرقايب
تكلمنا في املطلب السابق عن مبدأ الفصل بني السلطات في التشريعات اليمنية ،وعالقة السلطات بعضها ببعض بيد أن موضوع البحث يتمحور في استقاللية السلطة القضائية ،وهو ما يتعني معه ضرورة إبراز أهمية مبدأ استقاللية السلطة القضائية ،الذي من خالله ميكن فهم أبعاد دورها الرقابي ؛ إذ إن أهمية استقالل السلطة القضائية يكمن في الدور األساس اخملول لها في األنظمة الدميقراطية املدنية احلديثة ،وهو تطبيق األحكام الصحيحة للشرع والقانون ؛ أي حماية املشروعية (سيادة أحكام القانون) في الدولة ،إذ تعلو أحكامه وقواعده فوق كل إرادة سواء أكانت إرادة احلاكم أم احملكوم واملقصود هنا كل قاعدة قانونية ملزمة أياً كان مصدرها الدستور(القانوني األساسي) أو التشريع العادي (.)28 وجند أن معيار اخلضوع ألحكام القانون في الدولة من احلاكم و احملكوم هو املؤشر الذي يتضح به نوع الدولة أهي دولة دميقراطية تتحقق فيها سيادة القانون أم دولة ديكتاتورية بوليسية تنتهك فيها احلقوق واحلريات باسم القانون ؟ إذ في األخيرة ينظر للقانون بأنه هو شخص احلاكم وشخص احلاكم هو القانون ؛ أي إن احلاكم في الدولة الديكتاتورية ال يقبل أن يطبق القانون عليه مثل األفراد بل تكون إرادته هي القانون ويعمل األفراد على تطبيقها وحتقيقها مبا ميلك من سلطات مركزة بني يديه ( .)29أما الدول الدميقراطية ؛ إذ السيادة تكون للشعب فإن سيادة القانون هي الغاية التي حتققها هذه الدولة التي تتجلي مالمحها في أخذها مببدأ الفصل بني السلطات على نحو فعلي ؛ إذ متارس السلطة فيها من ثالث سلطات :السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية ،وتراعي هذه السلطات في أعمالها كافة تطبيق القانون ،فالسلطة التشريعية تتولى إصدار القوانني ،ويجب عليها أن تصدرها على وفق ما يقضي به الدستور والسلطة التنفيذية عليها أن تنفذ في قراراتها وإداراتها ألمور الدولة أحكام القوانني والدستور، والسلطة القضائية تعمل على الفصل في املنازعات املعروضة عليها على وفق القانون ويشمل ذلك الرقابة على قانونية قرارات السلطة التنفيذية ،التي تكون عرضه لإللغاء في حالة عدم قانونيتها ،وكذلك
متارس الرقابة على دستورية القوانني والتشريعات الصادرة عن السلطة التشريعية ؛ أي إن السلطة القضائية هي احلامي احلقيقي للمشروعية ،وسيادة القانون وهي في ذلك تقوم بدورها الذي خولها إياه الدستور والقانون وفي ضوء أحكامها ؛ أي إنها تكفل التطبيق الصحيح ألحكام الشرع و القانون من األفراد وهيئات الدولة وتسهر عليه ،وإذا حدث أن أخطأ حكم صادر في تطبيق أحكام القانون فإن التنظيم القانوني لدرجات التقاضي وطرق الطعن في األحكام كفلت تصحيحه من احملاكم األعلى درجة. أي إن مبدأ سيادة القانون (حماية املشروعية) ال ميكن أن تقوم به ، وتسهر عليه سوى السلطة القضائية ،ويتطلب ذلك وجود سلطة قضائية تتمتع باالستقالل التام واحلصانة في مواجهة الهيئات احلاكمة كافة ، األمر الذي يجعلها مبنأى عن اخلضوع ألي سلطة أو رئاسة ،وميكنها من قيامها بدورها الرقابي احلقيقي والفعال( )30؛ ذلك ألن القضاء هو احلارس لكل دولة مدنية دميقراطية قانونية حديثة تستهدف إعالء صرح املشروعية عنواناً لها. ولذلك جند أن قراري اجلمعية العمومية لألمم املتحدة رقم ()32/40 في 29نوفمبر 1985م ورقم ( )146/40في 13ديسمبر 1985م ،أكدا أن الدول تكفل استقالل السلطة القضائية ،وتضمن هذه املبادئ في دستورها وقوانينها وعلى جميع األفراد والسلطات احترام استقاللية السلطة القضائية وجاءت هذه املبادئ مستندة إلى ما أكده ميثاق األمم املتحدة بشأن تهيئة ظروف ميكن في ظلها جتسيد العدالة في ميدان تعزيز وترسيخ احترام حقوق اإلنسان واحلريات األساسية من غير متييز ،وكذلك ما نص عليه اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان بشأن مبادئ املساواة أمام القانون ،وافتراض البراءة واحلق في محاكمة عادلة أمام محكمة مختصة ومستقلة ونزيهة ،ومبدأ حق احملاكمة من غير تأخير املقرر مبوجب العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية ،والعهد الدولي للحقوق املدنية ،و املبادئ التوجيهية الستقالل السلطة القضائية املقرة في مؤمتر األمم املتحدة السادس ملنع اجلرمية . ومما سبق يتضح أن أهمية استقالل السلطة القضائية تكمن في احلفاظ على مبدأ سيادة القانون (املشروعية) وفي إطار ذلك يتحدد دورها الرقابي ،الذي ال يقتصر في مراقبة التشريعات الصادرة عن السلطة التشريعية للدستور ،وموافقة قرارات السلطة التنفيذية للدستور والقوانني ،بل ميتد أيضاً إلى حماية املال العام من خالل جترمي االعتداء عليه ،ومحاكمة ومعاقبة أي شخص يعتدى عليه عم ً ال بنص املادة ()19 من دستور اجلمهورية اليمنية ،إضاف ًة إلى ضمانة احلقوق واحلريات ، التي مينحها الدستور والقانون لألفراد ؛ ذلك برفع أي اعتداء يقع على حقوقهم وحرياتهم عن طريق ممارستهم حلقهم في اللجوء إلى القضاء للحصول على احلماية القضائية ،إذ جند الدستور يقضي بوجوب املساواة بني املواطنني من غير متييز في املادة ( )24التي جاء فيها بأن الدولة تكفل تكافؤ الفرص جلميع املواطنني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ،إضاف ًة للمادة ( )25التي تقضي بأن اجملتمع اليمني يقوم على أساس التضامن االجتماعي القائم على العدل واحلرية واملساواة وفقاً للقانون ؛ ذلك تأكيداً ملا قضت به املادة ( )4من الدستور بأن املواطنني جميعهم متساوون في احلقوق والواجبات. لذلك تضمن الدستور عدداً من املبادئ األساسية التي عملت على كفالة احلرية الشخصية لألفراد ،وقضت بأن املسئولية اجلنائية شخصية العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
28
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
وال عقوبة إال بنص شرعي وقانوني وكل متهم بريء حتى تثبت إدانته ، وشددت على صيانة الدولة حلريات املواطنني الشخصية ،وكرامتهم ،وأمنهم ومنع تقييد حرية أي مواطن أو تفتيشه أو القبض عليه إال في حالة التلبس أو مبوجب حكم قضائي أو بأمر توجبه ضرورة التحقيق وصيانة األمن يصدر عن القاضي أو النيابة العامة على وفق أحكام القانون ،وكذلك أكدت هذه املبادئ الدستورية احترام خصوصية األفراد ،وعدم جواز مراقبة أي شخص أو تقييد حريته أو تفتيش املنازل ،ودور العبادة إال بأمر قضائي ،و أوجبت إحالة أي شخص يتم القبض عليه إلى القضاء خالل 24ساعة كما حرمت قسر املتهم على االعتراف ،و إضاف ًة إلى ما سبق أكدت على سرية االتصاالت واملواصالت البريدية والبرقية ،وكافة وسائل االتصال وعدم جواز مراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء سريتها أو مصادرتها إال في األحوال التي يقرها القانون كما أكدت حرية التنقل لألفراد ،وضمن الدستور تطبيق هذه املبادئ بأن عد أي ٍ تعد على احلريات الشخصية لألفراد وانتهاك خصوصيتهم جرمية ال تسقط بالتقادم ،وكفل للمواطنني حق اللجوء للقضاء حلماية حقوقهم وحرياتهم املشروعة وتقدمي الدعاوى والشكاوى وهذه األحكام والضمانات املذكورة سالفاً نص عليها الدستور في املواد من 61-41من الباب الثاني حتت عنوان حقوق املواطنني األساسية وواجباتهم ،وجند أن قانون اإلجراءات اجلزائية رقم ( )13لعام 1994م أكد في املواد -3 17من الباب الثاني حتت عنوان املبادئ واملهام األساسية ماقررته مواد الدستور ،وأوضح في مواد األبواب الالحقة احلاالت التي يجوز فيها تقييد حرية األفراد ،واحتجازهم وتفتيشهم على وفق شروط وإجراءات محددة تصدر عن جهة قضائية النيابة العامة أو احملكمة .ولذلك جند أن الدستور في امل��ادة ( )149نص على استقالل السلطة القضائية وعد النيابة العامة هيئة من هيئاتها ،التي تعد ممثلة عن اجملتمع في حماية حقوقه ومصاحله من أي اعتداء سواء في حمايتها املال العام عن طريق ما لها من والية في حتريك الدعوى اجلزائية أو ملسئوليتها عن تفتيش أماكن االحتجاز والتوقف والعمل على إخالء سبيل أي شخص قيدت حريته خالفاً للقانون ،وذلك تطبيقاً ألحكام الدستور والقوانني النافذة ،هذا إضافة ملا للقضاء من والية عامة في نظر الدعاوى كافة التي يتقدم بها األفراد والهيئات حلماية مصاحلهم املشروعة .ويتضح من خالل ماتقدم أن القضاء هو املسئول عن حماية مبدأ املشروعية واحلقوق واحلريات واملال العام ،وإقامة العدل واملساواة بني املواطنني.
املبحث الثاين املعوقات واحللول الستقالل السلطة القضائية وقيامها بدورها الرقايب
بعد أن درسنا في املبحث السابق مبدأ الفصل بني السلطات ،وأهمية استقالل السلطة القضائية ندرس في هذا املبحث املعوقات ،التي تقف حجر عثرة أمام استقالل السلطة القضائية والقيام بدورها الرقابي من مختلف النواحي التشريعية والبشرية واملادية ؛ ذلك في مطلب أول ،ثم نبني في املطلب الثاني سبل التغلب على املعوقات التشريعية ،وفي املطلب الثالث املقترحات بشأن التغلب املعوقات البشرية و املادية.
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
املطلب األول املعوقات الستقالل السلطة القضائية لقيامها بدورها الرقايب من النواحي التشريعية واملادية والبشرية
انتهينا في املبحث السابق إلى أن دستور اجلمهورية اليمنية قرر من حيث املبدأ استقالل السلطة القضائية قضائياً ومالياً وإدارياً. وانتهينا إلى أن أهمية استقالل السلطة القضائية تكمن في قيامها بحماية املشروعية (كفالة سيادة القانون) قبل املواطنني ،وسلطات الدولة األخرى ،وحماية احلقوق واحلريات .وسنبحث في هذا املطلب عن النصوص القانونية والدستورية ،التي متثل عائقاً أمام استقالل السلطة القضائية والقيام بدورها الرقابي في حماية سيادة القانون ،واحلقوق واحلريات في التشريعات اليمنية ذات العالقة ،كما سنتطرق للمعوقات البشرية واملادية الستقالل السلطة القضائية وذلك على النحو اآلتي: أوالً :املعوقات التشريعية إلستقالل السلطة القضائيةو قيامها بدورها الرقايب : أ -املعوقات التشريعية الستقالل السلطة القضائية : إن دستور اجلمهورية اليمنية نص _صراح ًة_ على استقالل السلطة القضائية قضائياً ومالياً وإدارياً ،وعلى وجود مجلس قضاء أعلى ينظم شئون القضاء ويعمل على توفير الضمانات للقضاة املقررة دستورياً وقانونياً على نحو ماذكرناه سابقاً ،وقد نظم الدستور أحكام السلطة القضائية من املواد 154 -149؛وذلك في الفصل الثالث من الباب الثالث ،وقد جاءت هذه األحكام مجملة من غير تفصيل وصدر قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م مفص ً ال ألحكام السلطة القضائية ونظامها في اجلمهورية اليمنية ،ووضح القانون املبادئ احلاكمة للقضاء ،ودرجات احملاكم وتشكيالتها واختصاصها وبأن النظام القضائي يتكون من احملكمة العليا ،ومحاكم االستئناف ،واحملاكم االبتدائية ،وبأن احملكمة العليا هي أعلى هيئة قضائية ،وأوضح أن النيابة العامة هيئة من هيئات القضاء ،كما ب ّين القانون طريقة تعيني القضاة ،وأعضاء النيابة العامة ،وكيفية التفتيش عليهم وترقيتهم ومحاكمتهم تأديبياً ، وكذلك يبني القانون كيفية تعيني مجلس القضاء األعلى ،وبالرغم من أن الدستور نص صراحة على استقالل السلطة القضائية مالياً وإدارياً وقضائياً ،وجعل التدخل في شأن من شئون العدالة جرمية ال تسقط بالتقادم وذلك ما أكدته املادة ( )1من قانون السلطة القضائية رقم ()1 لعام 1991م إال أن قانون السلطة القضائية بدالً من أن يؤكد استقالل السلطة القضائية ويعززه عمل على احلد من استقاللها من خالل منح وزير العدل صالحية اتخاذ القرار فيما يتعلق بشئون السلطة القضائية على حساب دور مجلس القضاء األعلى ،وكذلك منح رئيس الوزراء صالحية تعديل أجور القضاة وأعضاء النيابة ومرتباتهم باختالف درجاتهم قاض ونيابة من رئيس احملكمة العليا والنائب العام إلى درجة مساعد ٍ وكذلك التقرير بصرف البدالت املمنوحة لهم قانوناً أو منحهم بدالت أخرى مبوجب عرض وزير العدل ؛ وذلك مبوجب نص املادة ( )67من قانون السلطة القضائية .كما جند أن الصالحيات املمنوحة لوزير العدل تتمثل في إقتراح إنشاء محاكم ابتدائية متخصصة باحملافظات ،وإصداره قرار بعدد القضاة ،الذين تتشكل منهم احملكمة العليا ،وإنشاء املكتب الفني وتعيني قضاته ،وحتديد عدد محاكم االستئناف ،ويتبعه النائب العام وأعضاء النيابة ( )31وأيضاً تعيني القضاة وأعضاء النيابة العامة بدرجة مساعد (ب) وأيضاً إعطائه صالحية ندب القضاة ،واقتراح
29
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
بدالت جديدة ألعضاء السلطة القضائية والتقرير بصرف نسب من البدالت احملددة لهم في القانون والتقرير بصرف عالواتهم السنوية ، وبتحديد موعد العطلة القضائية في غير شهر رمضان ،والرفع بإحالة القاضي للتقاعد املرضي إلصدار قرار جمهورية بذلك ،ويتم حتليف القضاة وأعضاء النيابة اليمني أمامه ،و له اإلشراف املالي واإلداري والتنظيمي ،وكذلك تنبيه رؤساء احملاكم والقضاة لكل مايقع منهم من مخالفات ،وتشكيل هيئة التفتيش القضائي بقرار منه ،وندب أعضائها، واالطالع على امللفات السرية للقضاة وإقامة التفتيش للدعوى التأديبية بنا ًء على طلبه وعدم صحة اجتماع مجلس القضاء إال بحضوره ،وطلب إيقاف القاضي عن عمله في أثناء املساءلة التأديبية وذلك في املواد (،85 ،78 ،73 ،72 ،70 ،69 ،68 ،67 ،65 ،59 ،54 ،39 ،34 ،16 ،11 ،8 )118 ، 111 ، 109 ،106 ،99 ،98 ،97 ،95 ،94 ،92 ،91 ،90 ،89من قانون السلطة القضائية املذكور سلفاً. فكل هذه الصالحيات املذكورة قوضت مبدأ الفصل بني السلطات ،وجعلت مبدأ إستقالل السلطة القضائية قضائياً ومالياً وإدارياً مجرد حبر على ورق ،والهدف من ذلك عدم وجود سلطة قضائية حقيقية ،بل سلطة قضائية اسمية مفرغة من مضمونها ،ويسهل حتريكها ، وقد أعطت هذه السلطات وزير العدل حتديداً لظروف سابقة وخاصة بتشكيل مجلس القضاء عند إصدار القانون ،إذ نصت املادة ( )104منه قبل تعديلها على أن رئيس مجلس الرئاسة هو رئيس مجلس القضاء األعلى ،وأعضائه هم :وزير العدل ،ورئيس احملكمة العليا ،والنائب العام، ونائب رئيس احملكمة العليا ،نائب وزير العدل ،ورئيس هيئة التفتيش ، القضائي وثالثة أعضاء آخرين يعينون بقرار مجلس الرئاسة. ومن خالل ماسبق يتضح أن إعطاء وزير العدل هذه الصالحيات كلها إلعطائه سلطة القرار ،وتغطية انشغال رئيس اجلمهورية ،وهيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية ،وفي عام 2006م عدلت املادة ( ، )104وأصبح رئيس احملكمة العليا هو رئيس مجلس القضاء األعلى على أن تكون رئاسة اإلجتماع لرئيس اجلمهورية في حال حضوره أي اجتماع من اجتماعات مجلس القضاء إال أن صالحيات وزير العدل ظلت باقية ،ولم تنقل جمللس القضاء ،وفي عام 2012م عدلت املادة ( )104مرة أخرى وجعلت رئيس مجلس القضاء متفرغاً لرئاسة اجمللس فقط وجعلت من رئيس احملكمة العليا عضواً في اجمللس ( ،)32ومازالت صالحيات وزير العدل نافذة حتى اللحظة (.)33 إضافة ملا سبق جند أن رئيس اجلمهورية هو من يعني رئيس مجلس القضاء األعلى وأعضائه مبوجب نصوص القانون باملادتني ( )104و ( )104مكرر من قانون السلطة القضائية مع أن الدستور في املادة ( )152نص على أنه « يكون للقضاء مجلس أعلى ينظمه القانون ،ويبني اختصاصاته وطريقة تشريح وتعيني أعضائه ...إلخ « أي إن الدستور نص على مرحلتني لتعيني رئيس مجلس القضاء وأعضائه هما الترشيح والتعيني وجاء القانون وقصر األمر على تعيينهم من رئيس اجلمهورية، إضافة لذلك جند الدستور في الفصل الثاني من الباب الثالث في املواد من ( )128 -106قد ّبني وحصر اختصاصات رئيس اجلمهورية ،وال يوجد من بينها اختصاصه تعيني رئيس مجلس القضاء وأعضائه األعلى وهذا األمر يعد قصوراً تشريعياً واحد العوامل املعيقة إلستقاللية السلطة القضائية ومما سبق يتضح أن السلطة القضائية واقعة حتت سيطرة السلطة التنفيذية مبوجب نصوص قانون السلطة القضائية
املذكور سلفاً . ب -النصوص الدستورية والقانونية املعيقة للسلطة القضائية في قيامها بدورها الرقابي: خلصنا في املبحث السابق إلى أن أهمية استقالل السلطة القضائية تكمن في حمايته ملبدأ املشروعية سيادة القانون من احلكام واحملكومني وحماية احلقوق واحلريات لألفراد وحماية اجملتمع إذا ما مت اإلضرار مبصاحله ،وكذا حماية املال العام من خالل حتريك الدعوى اجلزائية من النيابة العامة بيد أن بعض النصوص الدستورية وبعض النصوص القانونية تشكل عائق أمام القضاء للقيام بدوره الرقابي وحماية حقوق وحريات األفراد ومصالح اجملتمع ،ناهيك عن ممارسة عمل من أعمال القضاء من قبل السلطة التشريعية وال يقتصر األمر فقط على االنتقاص التشريعي بل ميتد إلى قيام السلطة التنفيذية باالنتقاص من والية القضاء ونتناول ذلك تباعاً. • االنتقاص الدستوري والتشريعي من والية القضاء ودوره الرقايب: أ -أن املادة ( )68من الدستور قضت باختصاص مجلس النواب بالفصل في الطعن املقدم في صحة عضوية أحد أعضائه وإحالته الطعن املقدم إليه إلى احملكمة العليا خالل عشرة أيام من تاريخ تسليمه للمجلس ،ويقتصر دور احملكمة على عرض نتيجة التحقيق بالرأي الذي انتهت إليه ،وعدم عد العضوية باطلة إال بقرار يصدر عن مجلس النواب بأغلبية ثلث أعضاء اجمللس ،وهذا احلكم مينع احملكمة العليا من نظر الطعون املقدمة بشأن صحة أي عضو من أعضاء مجلس النواب ، ويسلب أعلى هيئة قضائية في اجلمهورية واليتها في إصدار األحكام ، ومينع ذوي املصلحة من حقهم املشروع في حماية حقوقهم ومصاحلهم باللجوء للقضاء ويتحكم في إصدار قرار بطالن عضوية أي عضو من يحوز على أغلبية في مجلس النواب ؛ أي إن النص السابق ال يحتكم إلى معايير قانونية واضحة فيما قضى به ،ويغلب عليه الطابع السياسي ال التشريعي ،ويجعل اجمللس ميارس اختصاصات قضائية وينتقص من دور احملكمة العليا كهيئة قضائية وظيفتها إصدار األحكام وجعلها هيئة حتقيق ،وال جند لهذا النص مسوغاً منطقياً واحداً (.)34 ب -تنص املادة ( )128على أنه « يكون اتهام رئيس اجلمهورية أو نائبه باخليانة العظمى أو بخرق الدستور أو بأي عمل ميس استقالل وسيادة البالد بنا ًء على طلب من نصف أعضاء مجلس النواب وال يصدر قرار االتهام إال بأغلبية ثلثي أعضائه ويبني القانون إجراءات محاكمته...الخ « جند أن هذا النص يقرر عدم جواز توجيه اتهام لرئيس اجلمهورية أو لنائبه بارتكاب أي جرمية متس استقالل البالد وسيادتها بنا ًء على طلب من نصف أعضاء مجلس النواب ،وبهذه املادة مت سلب االختصاص األصيل للنيابة العامة كهيئة قضائية متارس حق حتريك الدعوى اجلزائية من حتقيق وإتهام كممثل للمجتمع ،ومت إعطاء هذا احلق جمللس النواب ،الذي ال يوجه التهمة إال بنا ًء على طلب من نصف أعضائه وال يصدر قرار االتهام أي اإلحالة إلى احملكمة إال بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب وال يوجد أي نص آخر في الدستور يوضح حالة إذا ما ارتكب رئيس اجلمهورية أي جرمية أخرى أو أمر بارتكابها وإن كان النص قد سكت ال يعني ذلك عدم العقاب ،بل إن اجلرمية تخضع للنصوص العامة بيد أنه ال ميكن حتريك الدعوى فيها أو اتخاذ أي إجراء من إجراءاتها إال بعد انتخاب رئيس آخر. ت -تنص املادة ( )139من الدستور على أنه « لرئيس اجلمهورية العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
30
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
وجمللس النواب حق إحالة رئيس الوزراء ونوابه أو الوزراء أو نواب الوزراء إلى التحقيق واحملاكمة عما يقع منهم من جرائم في أثناء تأدية أعمال وظائفهم أو بسببها ،ويكون قرار مجلس النواب باالتهام بنا ًء على اقتراح مقدم من خمس أعضائه ،وال يصدر االتهام إال بأغلبية ثلثي أعضاء اجمللس ،كما قضت بأن إجراء احملاكمة يكون على وفق القانون ،ومن خالل النص السابق يتضح أن رئيس مجلس الوزراء ونوابه أو الوزراء ونوابهم محصنون ضد إقامة الدعوى اجلزائية قبلهم للجرائم ،التي يرتكبوها في أثناء تأديتهم لوظائفهم إال إذا طلب ذلك خمس أعضاء مجلس النواب ،وال يصدر ق��رار االتهام إال إذا واف��ق على ذلك ثلثا أعضاء اجمللس ،وإن كان النص قد أشار إلى اجلرائم التي يتم ارتكابها في أثناء ممارسة الوظيفة بيد أنه عاملهم أسوة برئيس اجلمهورية من حيث صدور قرار االتهام بتصويت ثلثي أعضاء اجمللس ،ويؤخذ على هذا النص االنتقاص الدستوري من والية القضاء وبخاصة والية النيابة العامة في حتريك الدعوى اجلزائية. ويتبني أن النصوص الدستورية املذكورة سلفاً عملت على االنتقاص من والية القضاء في حماية احلقوق ،ومن حق األفراد في اللجوء إليه للحصول على احلماية القضائية إضافة إلى أننا جند أن املادتني (،128 )139من دستور اجلمهورية اليمنية عملتا على حتصني ممثلي السلطة التنفيذية :رئيس اجلمهورية ونائبه ورئيس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم ،وجعلت من أمر محاكمتهم أمراً تعجيزياً ؛ وذلك على خالف ما يتم اتخاذه من إجراءات قبل أعضاء السلطتني التشريعية والقضائية لدى ارتكابهم أي جرائم في أثناء مباشرتهم وظيفتهم أو حالة التلبس (.)35 • االنتقاص التشريعي القانوين من والية القضاء: أ -القانون رقم ( )6لعام 1995م بشأن إجراءات اتهام شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا ومحاكمتهم ،التي تتمثل في رئيس اجلمهورية ونائبه ،ورئيس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم حسب املادة (/2ب) من القانون املذكور سلفاً والذي جاءت مواد هذا القانون بنصوص تفصيلية باالستناد إلى نص املادتني 139 ،128من الدستور ،وجند أن القانون قد سلب النيابة العامة دورها في حتريك الدعوى اجلزائية ومباشرتها أيضاً أمام القضاء ،وجعل من يباشر إجراءات االدعاء أمام احملكمة العليا ثالثة من أعضاء مجلس النواب بحسب نص املادة ( ، )21التي تقضي بأنه متى ما احتاج أعضاء مجلس النواب (ممثلو اإلدعاء) إلى محام مساعدة ؛ عليهم االستعانة بأحد أعضاء النيابة ال تقل درجته عن ٍ عام ليقتصر دور النائب العام على إرسال امللف للمحكمة العليا وإبالغ اإلعالنات ؛ أي أن هذا النص جعل النائب العام يقوم بدور املراسل واحملضر ،وهذا القانون والنصوص الدستورية املذكورة سلفاً ،الذي صدر هذا القانون باالستناد إليها أمعنت في سلب القضاء واليته وإهانته بشكل يضر بالعدالة ،ويناقض مبدأ حتمل املسئولية وأعبائها من السلطة التنفيذية ونقلها من مبدأ التكليف إلى التشريف والعصمة ،وبسبب هذا القانون لم يقدم أي شخص ممن تولوا أعباء السلطة التنفيذية ،ونهبوا املال العام ،واالعتداء على احلقوق واحلريات إلى احملاكمة منذ صدوره حتى يومنا هذا ،وهو العقبة األساسية في سبيل مكافحة الفساد (.)36 ب -صدور تشريعات تتضمن إنشاء هيئات وأجهزة لها صفة الضبطية القضائية في ضبط الفساد املالي واإلداري ،والعبث باملال العام ال تخضع لإلشراف القضائي املتمثل في إشراف النائب العام باعتباره رئيس على العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
الضبطية القضائية وهذه األجهزة تتمثل في: -1الهيئة الوطنية العليا ملكافحة الفساد املنشأة مبوجب القانون رقم ( )39لسنة 2006م والتي يتمتع موظفوها بصفة الضبطية القضائية عم ً ال بنص املادة ( )14من القانون املذكور سلفاً وجند أن رئيس الهيئة أعطي صالحية رئيس الوزراء ،ووزيري املالية واخلدمة املدنية في تسيير شؤون الهيئة ،وصرف موازنتها ،وكذلك تضمن القانون نصوص جتعل من الهيئة مستقلة وال يجوز التدخل بشؤونها وأي تدخل يعد جرمية وال تسقط بالتقادم أسوة بالقضاء ،إضافة إلى إعطاء الهيئة حق إقرار موازنتها وإدراجها رقماً واحداً في موازنة الدولة ( ،)37وجميع الضمانات املعطاة لهذه الهيئة لغرض مكافحة الفساد والعبث باملال العام وجمع األوليات وضبط األموال املنهوبة واستردادها ومن ثم إحالة القضايا إلى القضاء ،إال أن هذه الهيئة لم حتل إال النزر اليسير من القضايا للقضاء ،ولم حتل حتى اليوم أي شخص ممن حتملوا أعباء السلطة التنفيذية العليا إلى القضاء ممن عبثوا باملال العام ،واستغلوا سلطات وظيفتهم ؛ ألن الهيئة تصطدم بأحكام الدستور في املادتني 139 ،128والقانون رقم ( )6لعام 1995م. -2اجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة املنشأ بالقانون رقم ()39 لسنة 1992م ،الذي نص في املادة ( )3على عد اجلهاز املركزي هيئة رقابية عليا مستقلة ذات شخصية اعتبارية يلحق مبجلس الرئاسة ونصت املادة ( )8من القانون نفسه بأن « لغرض إثبات مايكشف من مخالفات مالية وإدارية أو وقائع جنائية مضرة باملصلحة العامة يتمتع أعضاء اجلهاز الذين يتم حتديدهم وفقاً للشروط واألوضاع التي تنظمها الالئحة التنفيذية بصفة الضبطية القضائية « .ومن هذا النص يتضح أن ملوظفي اجلهاز صفة الضبطية القضائية ،وميارس اجلهاز الرقابة املالية واإلدارية والقانونية على جميع أجهزة السلطة التنفيذية ،وجند أن لرئيس اجلهاز السلطة اخملولة لوزير املالية وزير اخلدمة في استخدام اعتمادات املوازنة كما أن موازنته تدرج رقماً واحداً في موازنة الدولة ، وال يجوز املساس بها .ومع جميع هذه الصالحيات واملزايا ،التي يتمتع بها اجلهاز املركزي لم يتم وضع حد للعبث باملال العام أو إحالة أي من موظفي السلطة التنفيذية العليا إلى القضاء لألسباب نفسها التي تكلمنا عنها سابقاً ،إضافة إلى خضوع اجلهاز لسلطات رئيس الدولة رئيس السلطة التنفيذية .ومن خالل ماسبق يتضح أن كل من األجهزة الرقابية التنفيذية واألجهزة الرقابية املستقلة ،والدور الرقابي للسلطة القضائية املتمثل في حق النيابة العامة في حتريك الدعوى اجلزائية ومواالة إجراءاتها كلها مقيدة ومسلوبة وتصطدم بالنصوص الدستورية والقانونية التي سبق لنا ذكرها في الصفحات السابقة. -3أن الدستور وقانون اإلجراءات اجلزائية أكدا منع القبض على أي شخص أو احتجازه إال وفقاً للقانون ؛ ذلك حلماية احلرية الشخصية لألفراد ومن أجل ذلك قرر قانون اإلجراءات اجلزائية في املادة ()13 على أن من يعلم بالقبض على أي شخص بصورة غير قانونية عليه أن يبلغ أحد أعضاء النيابة الذي يتولى االنتقال ،ومعرفة أسباب القبض ،وله إما األم��ر باإلفراج وأم��ا نقل احملتجز ملنشأة عقابية في حال وجود مسوغ قانوني ،كما نصت املادة (/106ج) على قيام املسئول عن مركز الشرطة إثبات حاالت القبض والضبط في سجل خاص بذلك ،يتم إثبات اسم املقبوض عليه وبياناته ومن قام بالقبض ،وكيفيته وتاريخه وساعته ،وسببه واستخراج صورة تعرض يومياً على النيابة،
31
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
وهذه النصوص وغيرها من قانون اإلجراءات اجلزائية قررت حلماية احلريات الشخصية لألفراد ؛ أي إن النيابة العامة تفتش السجون ، وأماكن االحتجاز والتوقيف ،غير أن هناك أجهزة أمنية لها سجون ال تخضع إلشراف النيابة العامة ورقابتها مثل سجون األمن السياسي ، واألمن القومي ،التي ال يتاح دخولها للنيابة العامة ؛ و ذلك يعد انتقاصاً من رقابة القضاء لكفالة احلرية الشخصية للمواطنني ،ومشروعية االحتجاز والتوقيف ،مع أن قوانني إنشاء هذه األجهزة القانون رقم 121لسنة 92م بشأن إنشاء جهاز األمن السياسي والقانون رقم 262 لسنة 2002م بشأن إنشاء جهاز األمن القومي أعطتها صفة الضبطية القضائية ولم تذكر وجود أي سجون لديها ،بيد أننا نصادف سجناء يتم إحالتهم من األمن القومي واألمن السياسي إلى إدارة البحث اجلنائي بعد مدد طويلة من القبض عليهم إلحالتهم للقضاء ؛ وذلك من خالل الواقع العملي بالتفتيش على حجز إدارة البحث اجلنائي ،كما جتدر اإلشارة إلى أن هناك مشائخ يوجد لديهم سجون خاصة ،ومسكوت عنهم يتم فيها حبس مواطنني من حكم من القضاء أو أمر من النيابة العامة وجرى تناول ذلك في الصحف (.)38 -4وجود املركزية في بعض نصوص القوانني ،التي تؤدي إلى إضعاف دور القضاء والنيابة العامة واإلخالل بهيبتها ،لعدم تنفيذ القرارات واألحكام من مأموري الضبط القضائي ،وعدم اتخاذ اإلجراءات في مواجهتهم ؛ مثال على ذلك أن قانون اإلجراءات اجلزائية في املادة ()85 منه نص على تبعية مأموري الضبط القضائي للنائب العام ،وخضوعهم إلشرافه وأنه في حالة وجود مخالفة من مأمور الضبط يتولى النائب العام طلب إقامة الدعوى التأديبية من جهة عمله ناهيك عن اإلذن برفع الدعوى اجلزائية ،وكذلك له طلب إسقاط الضبطية القضائية كما يحق لرئيس محكمة االستئناف إسقاط الضبطية فيما يعرض عليه ، ولم نسمع عن أعمال هذا النص بسبب املركزية التي حتيط بإتخاذه . • انتقاص السلطة التنفيذية من الدور الرقايب للسلطة القضائية وحق احلصول على محايتها: ويتمثل هذا االنتقاص من السلطة التنفيذية فيما يصدر من قرارات عن رئيس اجلمهورية لتشكيل جلان حلل املنازعات الناجتة عن ادعاءات امللكية لألراضي ،واملساكن في محافظات (عدن ،أبني ،حلج) ومنع القضاء من النظر ،والبت في الدعاوى املقدمة إليه بشأن هذه املنازعات على وفق القانون واألنظمة واللوائح ،والتشديد على إحالة أي نزاع قدم للقضاء للجان املشكلة ( .)39وجتدر اإلشارة إلى أن هذه اللجان لم تقم بحل أي مشكالت بشأن ادعاء امللكية على األخص لألراضي في محافظات عدن أبني حلج إال فيما ندر ،وألسباب خاصة وإذا صدرت قرارات عن جلان سابقة ال يتم تنفيذها وتشكل جلان جديدة ( ،)40وال يوجد بيد ذوي الشأن سوى قرارات ال جتد طريق تنفيذها على أرض الواقع . ومثل هذا االنتقاص لسلطة القضاء في منح احلماية القضائية ال يوجد له أساس قانوني إال أنه نظراً إلى عدم وجود استقالل حقيقي للسلطة القضائية ،مت االمتناع عن نظر هذه القضايا وحرمان املواطنني من حقهم الدستوري في احلصول على احلماية القضائية.
ثانيًا :املعوقات البشرية واملادية الستقالل السلطة القضائية: -1املعوقات البشرية: تتمثل املعوقات البشرية في قلة عدد الكادر القضائي ؛ إذ يبلغ عدد قاض القضاة وأعضاء النيابة في اجلمهورية ( )2400ألفني وأربعمائة ٍ وعضو نيابة تقريباً مبعنى أن كل ( 12273اثني عشر ألف ومئتني وثالثة قاض واحد هذا على فرض أن عدد سكان اجلمهورية وسبعني مواطن لهم ٍ اليمنية سبعة وعشرون مليون فرد ،ومن ثم يكون عدد القضاة وأعضاء النيابة قلي ً ال جداً وال يساعد ،على تقريب العدالة للمواطنني ناهيك عن غياب التخصص القضائي للقاضي الذي يساعد على تراكم اخلبرات ، وإظهار امللكات القانونية ؛ إذ جند أن احلركة القضائية ال تراعي ذلك، نظراً ملا يتسم به النظام القضائي بالوالية العامة للقاضي ،فمث ً ال إذا كقاض جزائي ملدة خمس تخرج القاضي من معهد القضاء ثم عمل ٍ سنوات فإن جميع قراءته ستنصب على اجلانب اجلنائي التي تعمل على صقل ملكاته القانونية ،وبنا ًء قاعدة خلبرته في القانون اجلنائي فإذا مامت نقله باحلركة القضائية إلى القضاء التجاري فإن ما بذله من جهد خالل السنوات اخلمس من حياته ذهب هباء منثوراً ومن ثم أن يؤسس قاعدة خلبراته في مجال القانون التجاري ،وصقل مهاراته وملكاته القانونية من جديد في اجملال نفسه وهذا األمر على جانب كبير من األهمية ،كما جتدر اإلشارة إلى عدم عقد دورات تدريبية السيما أنه في اآلونة األخيرة ظهرت مسألة التعامل باالنترنت و برزت مشكالت قانونية للتعاقدات التي تتم بواسطة االنترنت أو اجلرائم التي ترتكب عن طريق استخدامه ؛ مما يؤدي إلى عجز القضاء الوطني عن الفصل في مثل هذه املنازعات ،وهذا ما يبرز قصور أداء معهد القضاء العالي ومناهجه وإلى جانب نقص الكادر القضائي يوجد نقص في الكادر اإلداري في السلطة القضائية الذي يحتاج إليه القاضي ملساعدته على أعماله من حيث كتابة احملاضر ،وترتيب امللفات وأرشفتها وتسديد السجالت إضافة إلى احملضرين واملراسلني والسائقني والفراشني احلجاب فكل قاض ليتسنى له هؤالء األصناف من املوظفني يفترض وجودهم مع كل ٍ الفصل في املنازعات بكل سهولة ويسر أي أن كل قاضي يقابله من5 إلى 6موظفني أي إنه يفترض أن يكون عدد الكادر اإلداري العامل مع القضاة وأعضاء النيابة حالياً ثالثة عشر ألف ومئتي إداري بخالف اإلداريني العاملني في الشئون اإلدارية واملالية وأقسام احملكمة اخملتلفة إال أننا جند أن عدد الكادر اإلداري في السلطة القضائية في جميع محافظات اجلمهورية يبلغ تسعة آالف إداري تقريباً ( ،)41وهو أقل بكثير مما يفترض أن يكون ؛ ولذا جند أن بعض اجللسات في احملاكم ال تعقد لهذا السبب أما في النيابة العامة فأغلب أعضاء النيابة يكتبون احملاضر بأيديهم وال يلتفت إلى ما يرفعه أعضاء النيابة بشأن حاجتهم إلى كتبه وال يتم توفير سوى كتبة ملسك السجالت في القلم اجلنائي بالنيابات ويتم توفير كتبة للقضاة في احملاكم ( ،)42ذلك ألن القانون يرتب على عدم وجود كاتب (أمني سر) للمحضر اجللسة البطالن أضف إلى ذلك وجود إزدواجية في التعيني للموظفني اإلداريني ؛ إذ يتم تعيني املوظفني في احملاكم من وزير العدل واملوظفني في النيابات من النائب العام على وفق قانون السلطة القضائية حسب نص املادة ( ، )126إضافة إلى عدم إحصاء القوى اإلدارية العاملة فعلياً وتقييمها وتوزيعها حسب االحتياج للعمل في احملاكم والنيابات . اجلدير ذكره أيضا ًأنه عند نقل القضاة وأعضاء النيابة العامة في احلركة القضائية جند أن القضاة وأعضاء النيابة يتولون معاملة نقل العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
32
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
أوالدهم من املدارس إضافة إلى معاملة نقل زوجاتهم إن كن موظفات في الدولة _أيضاً_ وما يجده من صعوبة البحث عن سكن مالئم في املكان ،الذي نقل إليه وعدم وجود من يقوم بذلك عنه ؛ مما يؤخر عملية تسلمه للعمل واستقراره في املكان املنقول إليه ،ناهيك عن احتكاكه بالناس واللجوء للمعارف للتوسط وإجناز معامالته. -2املعوقات املادية: -1إن أهم هذه املعوقات هو تدخل احلكومة في إعادة مناقشة ميزانية السلطة القضائية وإقرارها واالنتقاص منها في ٍ تعد سافر وانتهاك لنصوص الدستور بخاصة املادة ،152التي تقضي بأن مجلس القضاء من يناقش موازنة السلطة القضائية ويقرها متهيداً إلدراجها رقماً واحداً؛ األمر الذي يفشل أي مشاريع تطويرية للسلطة القضائية والنهوض بها ،وكذا عدم إيجاد مقرات قضائية للمحاكم ،والنيابات تعكس هيبة السلطة القضائية فأغلب احملاكم والنيابات في محافظات اجلمهورية مبان مؤجرة ( ،)43وال توجد فيها مكاتب كافية للقضاة وأعضاء النيابة هي ٍ عالوة على عدم وجود قاعات الئقة لعقد اجللسات ،وأكثر مايبعث على احلزن هو أن احملكمة العليا أعلى هيئة قضائية في اجلمهورية اليمنية ال يوجد لها مبنى خاص يليق بها وبهيبة السلطة القضائية ()44؛ إذ أنها حتتل دورين في مبنى وزارة العدل بأمانة العاصمة بالرغم من أنها تعد عنوان السلطة القضائية في اجلمهورية اليمنية ،وجند أن البنى التحتية للمحاكم والنيابات ال حتظى باالهتمام الكافي من وزارة العدل والدولة بقدر االهتمام بالتدخل في شئون القضاة ،وأعضاء النيابة حسب ما تعكسه نصوص قانون السلطة القضائية ( )45حالياً وماهو موجود على الواقع ،وجتدر اإلشارة إلى أنه مت مؤخراً افتتاح عدد من اجملمعات القضائية للمحاكم والنيابات االستئنافية في بعض محافظات اجلمهورية ،التي جند بعضهم منها لم يحظ باالهتمام فأجنز بشكل ال يليق و غير ٍ كاف الستيعاب القضاة ،وأعضاء النيابة واملوظفني ناهيك عن ازدحامها بشكل خانق عند تردد املواطنني واحملامني ملتابعة قضاياهم. _أيضا_ استخدام الوسائل البدائية -2من هذه املعوقات املادية ً في توثيق األوراق وامللفات والسجالت وحفظها باستخدام الكتابة اليدوية ،وكما يالحظ أيضاً كثرة السجالت ،التي يتم تكرار ما يرد فيها من معلومات سواء في النيابات أو احملاكم ملا يترتب عليه تبذير املال وإشتغال موظفني إداريني في جهد غير منتج. -3عدم وجود تأمني صحي لدى القضاة ،وأعضاء النيابة العاملني أو مستشفى لعالج ما بهم من أمراض وإن مرضوا هم وأسرهم ال ينفق على عالجهم ،مع أن وظيفة القضاة وأعضاء النيابة تتطلب منهم اجللوس الدائم ،وقراءة امللفات ومطالعتها صباح مساء ،وجتعل القاضي عرضة للمرض وإذا ما تعرض القاضي لذلك فإنه يلجأ لالقتراض من معارفه وفي ذلك إهدار لهيبته وكرامته ،التي يجب أن تكون مصانة . -4كما أن من املعوقات املادية قلة املعاش الذي يعطى القاضي ،وما يوجد من فجوة بني ماهو مطلوب من القاضي أو عضو النيابة إجنازه من أعمال ومامينح له من راتب باإلضافة إلى عدم وجود تناسب ما بني راتب القاضي ،وغالء املعيشة (ارتفاع األسعار) ؛ إذ ال يوجد معيار يجعل راتب القاضي يرتفع ليتناسب و مايحدث من غالء للمعيشة (.)46 -5كما يتبع هذه املعوقات املادية عدم توفير وسائل نقل للقضاة وأعضاء النيابة مبا يحافظ على كرامتهم ،وهيبتهم ،واستقاللهم ؛ إذ جندهم يأخذون وسائط النقل العامة (املواصالت) ؛ للذهاب ألعمالهم العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
والعودة منها ويجعلهم عرضة لالحتكاك بالعامة ،األمر الذي ال يحفظ وقارهم وهيبتهم أمام الناس. -6و هذه العوامل نفسها يعانيها الكادر اإلداري املوجود الذي يجب إعطاؤه ما يحفظ ماء وجهه وجعله يعيش عيشة كرمية. -7ومن الصعوبات املادية _أيضاً_ عدم وجود شرطة قضائية تتبع القضاء تتولى تنفيذ األحكام تبعاً ألوامر القضاء ،فأهم من أن يفصل في املنازعات بأحكام هو تنفيذ هذه األحكام على وفق الشروط واألوضاع القانونية ال أن تبقى حبيسة األدراج وامللفات ال جتد طريقها إلى أرض الواقع فإقامة العدل يحتاج إلى قوة لتفرضه وهو األمر الذي سيعيد للناس ثقتها بالقضاء اليمني وبنظام العدالة. -8كما أنه ال يفوتنا أن نذكر عدم وجود خبراء ومعامل وأطباء وطبيبات شرعيني بشكل ٍ كاف ومنظم يعملون على استنباط األدلة عند احلاجة إلى خبراتهم في القضايا أمام احملاكم والنيابات ،وما لدينا من خبراء يعملون بطرق وأساليب بدائية ؛ األمر الذي يترتب عليه ضياع األدلة ،وضياع احلقوق وانتشار الظلم واجلرمية ،كما أنه ال يوجد لدى النيابة أماكن خاصة حلفظ األدلة وحتريزها أو تخصيص نفقات مالئمة لذلك ،وهذه العوامل جتعل دور القضاء ضعيفاً في مكافحة اجلرمية -9ومن ضمن املعوقات املادية أن املنشآت العقابية لم تعد تؤدي دورها في اإلصالح والتأهيل للمحكوم عليهم ،وأصبحت السجون مكان إليداع مرتكبي اجلرائم وجتمعهم من غير اشتغالهم بأي أمور أخرى فال توجد برامج لتأهيلهم وإصالحهم إلعادة إدماجهم في اجملتمع ؛ مما يؤدي إلى أن من يدخل السجن بجرمية يسيرة عندما يخرج منه يعود إلى ارتكاب جرمية أكبر مستخدماً األساليب ،التي تأثر بها وتعلمها عندما كان في السجن. إن ماسبق ذكره من معوقات هي أهم املعوقات ،التي تعترض استقالل السلطة القضائية وقيامها بدورها الرقابي نأمل أن نكون وفقنا في اإلملام بها واستعراضها ونتطرق في املطلبني القادمني إلى املقترحات التشريعية والبشرية واملادية الستقالل السلطة القضائية.
املطلب الثاين املقترحات التشريعية الستقالل السلطة القضائية وقيامها بدورها الرقايب إن احللول التشريعية تتمثل في إزالة النصوص كافة :الدستورية والنصوص القانونية ،التي متثل عائقاً أمام السلطة القضائية ،ووضع نصوص بديلة عنها تتيح للسلطة القضائية القيام بدورها الرقابي في حماية احلقوق واحلريات واملال العام ،بيد أن تفصيل هذه احللول لم يعد كافياً في ظل األوضاع املعيشية واملتغيرات ،التي جاءت بها ثورات الربيع العربي ،التي شملت رياحها وطننا الغالي ،ونتج عن ذلك تولي املشير عبدربه منصور هادي رئاسة اجلمهورية ،وقيادة دفة البالد لعبور املرحلة االنتقالية ،التي تتضمن إجراء حوار وطني شامل بني أبناء الشعب اليمني في الشمال واجلنوب ملعاجلة القضايا الوطنية املهمة وعلى رأسها القضية اجلنوبية ،وسيتمخض عن مؤمتر احلوار صياغة مشروع دستور اجلمهورية اليمنية ،الذي في ضوئه ستحدد معالم الدولة املدنية اليمنية احلديثة على وفق ملا يجري على الساحة الوطنية من أحداث ،وميكننا التكهن بأن شكل الدولة اليمنية احلديثة
33
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
قد يتخذ شكل الدولة االحتادية الفدرالية وهو ما يتعني معه التحدث في احللول بشأن استقالل السلطة القضائية مع التكلم بعد ذلك عن ماسيترتب على وجود السلطة القضائية في الدولة الفدرالية ،وسنتناول ذلك على التوالي فيما يأتي: أو ًال :املقترحات التشريعية بشأن استقالل السلطة القضائية وقيامها بدورها الرقايب: .1إن أولى هذه احللول تتمثل في وجوب أن يتناول الدستور أحكام السلطة القضائية بشكل أكثر تفصي ً ال ؛ إذ يجب أن يوضح درجات التقاضي في اجلمهورية اليمنية ،وكذا يجب أن يتناول كيفية ترشيح رئيس مجلس القضاء وأعضائه وتعينهم وحتديد من هم أعضاء مجلس القضاء األعلى ،وبيان أهم االختصاصات التي مينحها جمللس القضاء األعلى ،والنص على احلصانة القضائية للقضاة وأعضاء النيابة ،أما تناول تنظيم السلطة القضائية في الدستور بشكل مقتضب على نحو ماهو وارد بدستور اجلمهورية اليمنية احلالي في املواد ()154-149 فأمر فيه قصور ،ويفتح مجا ً ال للتحكم بالسلطة القضائية عن طريق القوانني املنظمة كما هي احلال في قانون السلطة القضائية ،ونقترح أن يتكون مجلس القضاء من رئيس مجلس القضاء متفرع( ، )47األمني العام ورؤساء الهيئات القضائية :رئيس احملكمة العليا ،ورئيس هيئة التفتيش القضائي ،والنائب العام ،ووزير العدل ،ويجب أن يتم ترشيح رئيس اجمللس وأعضائه على مرحلتني :األولى أن يعلن التفتيش القضائي عن القضاة وأعضاء النيابة احلائزين أعلى الدرجات القضائية ،ويتولى أعضاء السلطة القضائية في احملافظات انتخاب ثالثني منهم أو عشرين ويتم إعالن أسماء الفائزين في كل محافظة عقب انتهاء الفرز مباشرة ،وبعد جتميع النتائج يتم اإلعالن عن الفائزين ،وبعد مضي فترة زمنية معينة أسبوعني مث ً ال يحق خاللها تقدمي الطعون في هذه النتائج فإذا مضت هذه الفترة من غير طعن أو بعد الفصل في الطعن تصبح النتائج نهائية ،ويتم الرفع بأسمائهم من مجلس القضاء إلى رئيس اجلمهورية ؛ ليتولى مبعية رئيس مجلس النواب توزيع املناصب ، وإصدار قرار جمهوري بهم( ، )48على أن يتم ذلك خالل مدة كافية قبل انتهاء فترة والية مجلس القضاء القائم فذلك وحده هو ما سنضمن به استقالل حقيقي للسلطة القضائية مكفو ً ال بنصوص دستورية وهو املطلب األساس احملقق للعدالة ،الذي تناضل من أجله كل شعوب العالم ،وجسدت ذلك املبادئ املقررة من اجلمعية العمومية لألمم املتحدة بشأن استقالل السلطة القضائية ( ،)49كما نقترح أن ينص الدستور على قيام رئيس احلكومة املكلف بتشكلها بأن يطلب من مجلس القضاء ترشيح ثالثة قضاة لتعيني أحدهم كوزير في احلكومة ؛ لتسهيل التنسيق بني اجمللس واحلكومة في بعض املسائل (.)50 .2وجوب إصدار قانون للسلطة القضائية يوضح فيه هيكلية النظام القضائي ،ودرجات التقاضي للمحاكم واختصاصاتها كما يبني هيكلية النيابة العامة ،واختصاصاتها ،ووجوب حتديث نظامها مبا يالئم متطلبات الواقع ،ويساعد على سرعة إجناز القضايا املنظورة أمامها ،وتفويض الصالحيات والبعد عن املركزية التي جتعل كل الصالحيات بيد النائب العام ( ،)51كما يجب أن ينصب القانون على توحيد هيئة التفتيش القضائي وتوحيد معايير التفتيش ،وتقومي األداء للقضاة ،وأعضاء النيابة من حيث الكم والكيف ؛ أي سرعة اإلجناز وأسانيد القرارات ،واألحكام
ومدى مطابقتها للقانون ،ويجب إنشاء فروع للهيئة _مث ً ال_ لكل ثالث محافظات هيئة ؛ وذلك للمساعدة وسرعة اإلجناز ،ويجب أن يعطي القانون مجلس القضاء األعلى الصالحيات في اتخاذ القرارات في كل شأن يتعلق بأعضاء السلطة القضائية القضاة ،وأعضاء النيابة العامة من التعيني والترقية ،والتأهيل ،والنقل والندب ،تقدير املراتب والبدالت ، وصرفها وإقامة الدعوى التأديبية ولفت النظر للقضاة لإلخالل بواجبات الوظيفة ،كالغياب ؛ ونحوه وحتديد صالحية وزير العدل بتعيني املوظفني اإلداريني مع أخذ موافقة رئيس اجمللس واإلشراف عليهم ،واالشتراك مع رئيس مجلس القضاء في اإلشراف على تنفيذ مشاريع البنى التحتية املباني للمحاكم ،والنيابات للسلطة القضائية ،وصرف املبالغ املتعلقة بها من موازنة مجلس القضاء األعلى على وفق ما هو محدد في املوازنة ،ويكون إشراف وزير العدل اإلداري والتنظيمي على املوظفني اإلداريني فقط ،وهذه املقترحات تكفل استقالل السلطة القضائية من حيث البناء التنظيمي وعدم التدخل في أي شأن من شئونها. .3إزالة النصوص الدستورية والقانونية ،التي تنتقص من والية القضاء ،ودوره الرقابي ؛ إذ يجب أن ميارس القضاء وظيفته األساسية في الفصل في املنازعات ،وأن يتجه إليه كل شخص بالدعاوى والطعون للمطالبة بحماية حقوقه ،وعلى ذلك يجب أن يتم تعديل املواد اآلتية: أ -نص املادة ( )68من الدستور ؛ وذلك بجعل احملكمة العليا تفصل في الطعون املقدمة بشأن صحة عضوية أي عضو من أعضاء مجلس النواب ،ال أن تكون احملكمة العليا هيئة حتقيق ؛ ذلك ألن هيبة القضاء ،واحترام قراراته وأحكامه يجب أن تنفذ على الكافة وأول من يتحتم عليهم جتسيد هذا املبدأ هم نواب الشعب ،وأن يلتزموا بحدود سلطتهم التشريعية ،وعدم ممارسة اختصاصات قضائية . ب -تعديل نص املادة ( )128من الدستور ،بحيث يقتصر حق أعضاء مجلس النواب بالتقرير على رفع احلصانة ،وإحالة رئيس اجلمهورية أو نائبه للنيابة العامة ،ويجب النص على حالة إذا ماوجدت أدلة بارتكاب رئيس اجلمهورية أو نائبه جرمية أن يطلب النائب العام رفع احلصانة عنهما إلى مجلس النواب ملباشرة التحقيق في الدعوى كما يجب أن ترفع احلصانة في اجلرائم العادية بنا ًء على تصويت ثلث أعضاء مجلس النواب ،وفي جرائم اخليانة العظمى ،وخرق الدستور بأغلبية أعضاء مجلس النواب النصف .1 + ت -يجب أن يتم تعديل نص املادة 139من الدستور ،بحيث يكون إحالة رئيس الوزراء أو نوابه أو الوزراء ونوابهم بطلب يقدم من رئيس اجلمهورية جمللس النواب أو بطلب عشرة أعضاء من مجلس النواب أو من النائب العام ،وينظر اجمللس في مسألة رفع احلصانة ويتم إحالتهم إلى النيابة العامة ،ويتم رفع احلصانة إذا صوت ثلث مجلس النواب ،كما يجب أن يتاح مسألة القبض على رئيس الوزراء أو نوابه أو الوزراء ونوابهم في حال التلبس أسوة بالقضاة ،وأعضاء النيابة وأعضاء مجلس النواب فجميعهم يتمتعون باحلصانة ؛ إذ جند أن الدستور عمل على حتصني أعضاء السلطة التنفيذية من املساءلة ،وهذا مفهوم خاطئ للحصانة ، فاحلصانة ال تعني عدم املساءلة بقدر ماتعني حتصني املشمول بها من الدعاوى الكيدية ،وأي دعاوى في أثناء تنفيذه ملتطلبات القيام بوظيفته وفي حدودها ويجب قصر هذه احلصانة في أثناء فترة والية الشخص املشمول باحلصانة. ث -إلغاء القانون رقم 6لعام 1995م بشأن إجراءات اتهام شاغلي العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
34
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
وظائف السلطة التنفيذية العليا ومحاكمتهم كونه قانون ًا يعمل على حتصني أعضاء السلطة التنفيذية ؛ األمر الذي يخالف مقتضى تولي املسئوليات فكل من تولى أعباء أي مسئولية يجب أن يسأل ويحاسب ،إن أحسن يكافأ وإن أخطى وأساء يجازى ،وهذا ينسجم مع أحكام الشريعة اإلسالمية املصدر األساس للتشريع حلديث الرسول صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.»... ج -وجوب أن يتم دمج اجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة والهيئة العليا ملكافحة الفساد في جهاز واحد ،وجعل تبعيتهما جمللس القضاء األعلى أو تعديل قوانني إنشائهما ،وجعلهما جهازين تابعني جمللس القضاء ؛ إذ ذلك سيحافظ على االستقاللية لعملهما ،وتعزيز دور القضاء في الرقابة ،وحماية املال العام ،وبخاصة دور النيابة العامة بشكل عام ونيابة األم��وال العامة بشكل خاص وأعضائها على القيام بدورهم وأهم واجبات وظيفتهم في مكافحة الفساد ( )52ويساعد هذه األجهزة على سهولة التواصل مع النيابة العامة ،املشرفة على صالحياتهم في الضبطية القضائية. ح -متكني النيابة العامة من اإلشراف على جميع أماكن االحتجاز والتوقيف املوجودة لدى جميع األجهزة األمنية سواء التابعة لألمن العام ووزارة الداخلية ؛ مثل أقسام الشرط واألمن املركزي والنجدة أو التابعة لرئاسة اجلمهورية ؛ مثل األمن السياسي ،واألمن القومي وذلك لتقوم بدورها في حماية احلريات الشخصية للمواطنني املكفولة دستورياً ، والتحقق من عدم وجود أي محتجز بشكل غير قانوني ،وخضوع جميع األجهزة األمنية لسيادة القانون ،ورقابة القضاء إضافة إلى ذلك يجب على النيابة العامة واألجهزة األمنية العمل على إزالة كل السجون اخلاصة ،التي ميتلكها مشائخ ومتنفذون والتحقيق في االنتهاكات كافة التي يرتكبونها قبل املواطنني في القرى والعزل ،التي لم متتد إليها أجهزة الدولة وإحالتهم للقضاء ،ويجب لتالفي حدوث مثل هذه االنتهاكات أن تبسط الدولة هيبتها وتعمل على إيصال أقسام الشرط ( )53واحملاكم والنيابات إلى أصغر وحدة إدارية مما ستنتج عنه متكني األفراد من اللجوء إلى حلماية حقوقهم وإلى القضاء إلنصافهم. خ -وجوب أن ينص قانون السلطة القضائية واإلجراءات اجلزائية على عدم مركزية الصالحيات بيد النائب العام بشأن حتريك الدعوى اجلزائية ،وطلب إسقاط الضبطية القضائية قبل مأموري الضبط القضائي ، وحتريك الدعوى اجلزائية قبل املوظفني العموميني ،وتفويضها لوكالء النيابات ورؤساء النيابات بحيث تكفل إشرافهم على الضبطية القضائية ،وتنفيذ أوامر القضاء وتوجيهاته ،وتقدمي الدعاوى بشأن ذلك أمام احملكمة االبتدائية فيما يخص إسقاط الضبطية القضائية عن مديري املديريات ومديري الشرط وأمام محكمة االستئناف فيما يخص طلبات إسقاط الضبطية القضائية من احملافظني ومديري األمن ؛ إذ إن مثل هذا اإلجراء سيؤتي ثماره في عدم قيام مأموري الضبط القضائي بعرقلة تنفيذ األوامر واألحكام القضائية خلضوعهم لإلجراءات واجلزاءات الفورية ألخطائهم ،ويعيد للقضاء مكانته وهيبته أمام املواطنني. د -يجب عدم االنتقاص من السلطة القضائية ،وإصدار أوامر مبنع القضاء من نظر أي طلب يقدم له من املواطنني للحصول على احلماية القضائية إال على وفق ما ينص عليه الدستور والقانون(.)54 ثانياً :بعد بيان املعاجلات التشريعية للنصوص التي تعيق استقالل السلطة القضائية ،وقيامها بدورها الرقابي نتحدث فيما يأتي في وضع العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
السلطة القضائية في الدولة الفدرالية ،وقبل أن نتحدث في ذلك وجب أن نعطي نبذة عن الدولة الفدرالية ثم عن معالم السلطة القضائية في الدولة الفدرالية ومدى مالءمة ذلك للسلطة القضائية في بالدنا وذلك على النحو اآلتي: أ -نبذة عن الدولة الفدرالية: يسمى االحتاد الفدرالي للدول باالحتاد املركزي ،وهو الذي يتكون من عدد من الدول الصغيرة أو الواليات تندمج معاً ،وينشأ عن هذا االندماج دولة واحدة تفنى فيها الشخصية الدولية للدول أو الواليات األعضاء لصالح شخصية دولة االحتاد املركزي( ،)55والتي تكون لها وحدها السيادة اخلارجية وجزء من السيادة الداخلية لكل والية ؛ أي اجلزء الذي يتصل باألغراض املشتركة التي ينص عليها الدستور االحتادي، ومن ثم حتكم ما يقع من خالفات بني سلطات الوالية وتلك التي تختص بها الدولة االحتادية قواعد القانون الدستوري الداخلي وليس القانون الدولي العام كما هي احلال في أنواع االحتادات األخرى(.)56 وبنا ًء على ذلك يكون للدولة االحتادية املركزية هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية تسمو على سلطات الواليات أو األقاليم ولها سيادة على أراضي االحتاد كافة كما توجد لدى الواليات أو األقاليم دستور خاص بكل إقليم بشرط أال يتعارض و دستور االحتاد ،ومجلس تشريعي وحكومة محلية ومحاكم قضائية ( ،)57ويتم حتديد االختصاصات عن طريق الدستور االحتادي ،الذي قد يحدد اختصاصات السلطات االحتادية واختصاصات سلطات الواليات حتديداً حصرياً ،أو يحدد اختصاصات السلطات االحتادية حصراً ومالم يحدد يكون من اختصاص سلطات الواليات ،والطريقة الثالثة تكون عكس الطريقة األخيرة ،وجند من الدول التي أخذت بالنظام الفدرالي الواليات املتحدة األمريكية ،وأملانيا ( )58واإلمارات العربية املتحدة ،وينشأ االحتاد إما باحتاد دول أو بتفكك دولة موحدة إلى دويالت متعددة (.)59 ب -معالم السلطة القضائية في الدولة الفدرالية ومدى مالءمة ذلك للسلطة القضائية في بالدنا: إن السلطة القضائية في االحتاد الفدرالي تنقسم مابني قضاء احتادي (محاكم احتادية) وقضاء الواليات أو األقاليم (محاكم الواليات) ( ،)60وسنتحدث على أمنوذجني لهذا النوع من القضاء :أمنوذج القضاء األمريكي وأمنوذج القضاء اإلماراتي بشكل مختصر على النحو اآلتي: -1القضاء األمريكي :إن القضاء األمريكي يتكون من قضاء احتادي (محاكم االحتاد) وقضاء الواليات (محاكم الواليات) وجند أن على رأس القضاء االحت��ادي احملكمة االحتادية العليا للواليات املتحدة ؛ وهي أعلى هيئة قضائية تتألف من تسعة قضاة من رئيس وثمانية أعضاء ؛ فللرئيس لقب القاضي األعلى للواليات املتحدة ،وله _أيضاً_ دور كبير في الدولة االحتادية فقد خصه الدستور بوظيفتني أساسيتني: رئاسة مجلس الشيوخ عندما يتولى هذا اجمللس صالحياته الدستورية في محاكمة رئيس الواليات املتحدة ،وحتليف رئيس الواليات املتحدة اليمني الدستورية في حفل تنصيبه ،وتتمثل صالحية احملكمة العليا الكبرى في رقابتها على دستورية القوانني ،و في أن حكمها يعد حجة على الكافة ،والرقابة الدستورية ابتكار أمريكي في عالم القانون ونتيجة اإلطار االحتادي ،ذلك ألن معظم املشاكالت الداخلية التي اعترضت تاريخ الواليات املتحدة األمريكية كانت تدور في محور عالقات الدولة االحتادية بالواليات املكونة لالحتاد ؛ فلوال النظام االحتادي ملا كانت
35
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
قد ظهرت إلى الوجود فكرة الرقابة الدستورية ،التي أصبحت اليوم ضمانة من ضمانات الدميقراطية التي تبنتها دول دستورية لم تكن في أصل تكوينها دول احتادية ( )61كما تختص احملكمة العليا _أيضاً_ بنظر املنازعات بني الواليات األعضاء أو بني سلطات االحتاد وسلطات الواليات ،كما أن لها اختصاصاً استئنافياً _أحياناً_ بالنسبة إلى أحكام احملاكم العليا في الواليات ( )62كما تنظر الطعن املقدم ضد أحكام محاكم استئناف املنطقة القضائية ؛ إذ يتكون النظام القضائي االحتادي من محاكم مقاطعات ثم محاكم املناطق االستئنافية ،ويشمل إحدى عشرة منطقة كل منطقة تشمل واليات متعددة ماعدا والية كولومبيا تعد منطقة لوحدها ،وتأتي احملكمة العليا على رأس هذا النظام كما أسلفنا الذكر ( )63واحملكمة العليا هي اجلهاز القضائي الوحيد الذي خلقه الدستور االحتادي ( ، )64أما بالنسبة إلى محاكم الواليات فنجد أن كل والية يوجد بها نظامها القضائي اخلاص ،الذي يتكون من محاكم ابتدائية واستئنافية وعليا نشأت مبوجب دستور الوالية ،وتختص بالقضايا احمللية وبحسب ذلك تترتب نتيجة مهمة هي بأن محاكم الواليات تطبق القوانني احمللية ،وكذا قوانني االحتاد أما بالنسبة إلى احملاكم االحتادية فإنها تطبق التشريعات االحتادية على املنازعات املنظورة أمامها بيد أن احملكمة األمريكية العليا في قضية ( )TYSONضد ( )SWIFTفي عام 1842م أفتت بأن على احملاكم االحتادية أن تطبق بالنسبة إلى املسائل ،التي تدخل في االختصاص التشريعي للوالية قانون الوالية وسيراً على املنهج نفسه قضت احملكمة األمريكية العليا في قضية أخرى بأن على احملاكم االحتادية تطبيق القانون القضائي ،والتشريعي للواليات بخاصة على املنازعات التي يكون أطرافها مواطني واليات مختلفة ،وهذا االلتزام املفروض على احملاكم االحتادية الحترام أحكام احملاكم الدنيا للواليات وقراراتها ،وحيثيات أحكام احملاكم العليا للواليات ميثل مشكلة عميقة ،إن لم نقل مشكلة ال مثيل لها متثل بالنسبة إلى البعض مساس بهيبة السلطة القضائية االحتادية ،ألن قوانني الواليات تثير داخل احملاكم االحتادية مشاكالت معقدة في مجملها لم حتسم بعد (.)65 -2النظام القضائي اإلماراتي :يتكون من قضاء احتادي ،وقضاء خاص بكل إمارة على غرار القضاء األمريكي ( )66ويتكون القضاء االحتادي اإلماراتي من محكمة عليا ،ومحاكم استئنافية وسيطة وابتدائية ،وكل إمارة يوجد بها قضاء محلي خاص بها ،بيد أنه _نتيجة لذلك_ حصل تضارب بني أحكام احملاكم االحتادية ،وأحكام احملاكم لإلمارة في قضايا لها ذات الوقائع ؛ إذ قضت محكمة متييز دبي بجواز إبعاد عدمي اجلنسية املدان في جناية واقعة على عرض ،بينما ذهبت احملكمة االحتادية العليا إلى حظر إبعاد عدمي اجلنسية ،ومن ثم يتطلب للقضاء على مثل هذا التضارب توحيد القضاء ؛ إذ إن هذا األمل في حتقيق وحدة قضائية بني اإلمارات األعضاء جتسد بنص املادة 15من الدستور االحتادي الذي أجاز بقانون احتادي يصدر بنا ًء على طلب اإلمارة املعينة نقل كل االختصاصات أو بعضها التي تتوالها هيئاتها القضائية احمللية إلى احملاكم االحتادية االبتدائية ،ومبوجب ما سبق فقد أصبح القضاء في كل من إمارات أبوظبي ،الشارقة ،وعجمان ،الفجيرة ،أم القوين قضاء احتادي وتالشى االزدواج ولم يبق خارج القضاء االحتادي سوى إمارتي دبي ورأس اخليمة (.)67 ومن العرض السابق لكال النظامني القضائيني يتضح أن اقتسام القضاء أو السلطة القضائية إلى قضاء فدرالي وقضاء إحتادي يؤدي
إلى تضارب األحكام القضائية في الواقعة الواحدة ومشكالت قانونية أخرى تتعلق بتطبيق القوانني الفدرالية واالحتادية ولتجنب ذلك يقتضي وجود محكمة عليا واحدة تتولى كفالة توحيد تطبيق القواعد القانونية ،واستخالص املبادئ منها. مبعنى آخر وجوب أن يكون القضاء موحداً ؛ وذلك ما نستفيده من دولة عربية شقيقة من خالل جتربتها كدولة احتادية فدرالية تسبقنا بسنوات طوال وال تزال. ولهذا أجد نفسي أؤيد أن يكون القضاء اليمني قضا ًء موحداً لسرعة إجناز القضايا ولتوحيد تطبيق القانون ،ولكن يشترط أن تصل احملاكم االبتدائية والنيابات إلى أصغر وحدة إدارية في اجلمهورية .بيد أنني أرى أن تكون إدارة القضاء فدرالية ،وأقصد بذلك أن يكون توظيف املوظفني وبناء املقرات من اختصاص السلطات احمللية لكل إقليم كما يجب تقسيم عدد املطلوب دخولهم للدراسة في معهد القضاء بني األقاليم للدولة بالتساوي ،ونرى أن ينشئ مجلس قضاء لكل إقليم يتكون من رئيس ورئيس هيئة تفتيش لإلقليم ،ورئيس محكمة استئناف عاصمة اإلقليم ،ورئيس نيابة استئناف عاصمة اإلقليم يتولون االشتراك مع السلطات احمللية في توظيف املوظفني واإلش��راف على بناء املقرات باإلضافة إلى أي أعمال أخرى إلدارة السلطة القضائية لإلقليم ويتم انتخابهم على غرار انتخاب رئيس مجلس القضاء األعلى وأعضائه ويتم تقسيم االختصاصات بني هذه اجملالس ومجلس القضاء األعلى وفقاً لقانون يصدر ليفصل ذلك مبا ينهي املركزية املقيتة التي دائماً ما تستهدف العمل في املركز ويضعف أدائها في أطراف الدولة ومبا يحقق العدالة واملساواة واإلستقالل في الشئون اإلدارية واملالية وبنا ًء على ذلك يجب أن تقسم ميزانية السلطة القضائية بني مجالس القضاء مبا يحقق أهداف السلطة القضائية في الدولة ككل وفي كل إقليم(.)68
املطلب الثالث املقترحات بشأن اإلمكانات البشرية واملادية
سنتكلم في هذا املطلب في املقترحات ملعاجلة املعوقات البشرية واملادية التي سلطنا الضوء عليها في املطلب األول من هذا املبحث وذلك على النحو األتي: أوالً :املقترحات بشأن التغلب على املعوقات البشرية الستقالل السلطة القضائية: يجب أن يؤخذ في احلسبان أن العمود الفقري في السلطة القضائية هو الكادر البشري ؛ إذ ال وجود للسلطة القضائية بغيره ،وينقسم هذا الكادر على قسمني :قضائي وإداري ،ودور الكادر اإلداري مساعد ، ومكمل لدور القاضي أو عضو النيابة فبغير مساعدة الكادر اإلداري فلن يستطيع القاضي أو عضو النيابة إجناز النظر والفصل في القضايا قاض أو املعروضة عليه ،وكما انتهينا _سابقاً_ يجب أن يساعد كل ٍ عضو نيابة على إجناز أعماله اليومية ماال يقل عن خمسة موظفني إداريني أثنني منهم على األقل أمناء سر (كتبة) ،ويجب تعيني هؤالء املوظفني اإلداريني بالتوازي مع كل قاض من القضاة الذين يتم تخرجهم من معهد القضاء سنوياً ،وقبل ذلك يجب أن يتم توظيف عدد كاف من املوظفني اإلداريني لسد النقص واالحتياج في امليدان ،في احملاكم ،والنيابات وعلى األخص في النيابات ؛ إذ إن أعضاء النيابة غالباً ما يكتبون محاضر التحقيقات بأيديهم .وهو إجراء ال يجيزه قانون اإلجراءات اجلزائية العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
36
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
باملادة 119إال على سبيل االستثناء ،وفي حالة الضرورة ؛ ألن كتابة عضو النيابة احملاضر بخط يده يقلل من حجيتها في اإلثبات ،ويجب أن يتم رفد السلطة القضائية بعدد ٍ كاف من القضاة وذلك لتغطية النقص ()69 ويتم توزيعهم حسب خطة دقيقة يتم فيها مراعاة االحتياج ،وفي كل صدد ذلك ينبغي أال يتم إغفال دور معهد القضاء العالي في تأهيل ٍ من الكادر القضائي واإلداري وتدريبهما وفيما يأتي نتكلم في ذلك . -1التأهيل للكادر القضائي: أ .ينبغي أن يتم حتديث مناهج معهد القضاء العالي ؛ لتصبح مالئمة لتطورات العلم احلديث من حيث دراسة القضايا احلديثة ؛ مثل االستنساخ ومعاجلة األجنة وعمليات التجميل وزراعة األعضاء، واملشكالت الشرعية والقانونية ،التي تثيرها وكذلك دراسة املعامالت والتعاقدات التي يتم إبرامها بوسائل تكنولوجيا االتصاالت احلديثة ؛ مثل االنترنت واجلرائم التي يتم ارتكابها بواسطة هذه الوسائل ،إضافة إلى تدريس اللغة اإلجنليزية ،ويجب أن يعدل نظام الدراسة في املعهد العالي للقضاء ويعكس مبدأ التخصص ؛ إذ تصبح سنوات الدراسة في املعهد العالي للقضاء بدالً من ثالث سنوات إلى سنتني بنظام الدبلومني ،الذي يعتد به كماجستير ،وينبغي أن يحصل من سيتم تعيينهم أعضاء في النيابة العامة على التأهيل مثلهم مثل القضاة مادام يتمتعون باحلقوق والواجبات نفسها ،ويجب تفعيل نص املادة ( )46من القانون رقم ()34 لسنة 2008م بشأن املعهد العالي للقضاء ( ،)70و جتدر اإلشارة إلى وجوب إزالة التعارض مايتم العمل به من تعيني املتخرجني من معهد القضاء قاض جزئي ،وبني نصوص قانون السلطة القضائية ؛ إذ إن نص بدرجة ٍ املادة ( )33من قانون معهد القضاء تقضي بتعيني من يتم تخرجهم من املعهد في وظائف القضاء وفقاً لقانون السلطة القضائية رقم ( )1لعام 91م ،والقانون األخير يقضي في املادة ( )59بالتعيني في أول درجة قضائية بدرجة مساعد (ب) ،التي يجب أن يقضي فيها الشخص فترة عامني حتت االختبار وال يجوز الترقية من درجة إال للدرجة األعلى منها مباشرة مبوجب نص املادة ( )61ومن ثم يستلزم إجراء تعديالت قانونية على قانون معهد القضاء ،وقانون السلطة القضائية جلعل التعيني خلريجي املعهد يتم على وفق القانون ،ونقترح أن يصبح التخصص سنتني _كما أسلفنا الذكر_ ويخير الدارس بني أخذ ماجستير في القانون العام أو ماجستير في القانون اخلاص -وذلك بنظام الدبلومني أحدهما دبلوم شريعة إسالمية -وبعد إنهاء السنتني للدراسة في املعهد يتم تعيني اخلريجني بدرجة مساعد فمن درسوا ماجستير قانون خاص يعملون كقضاة إثبات وتوثيق أو مساعدين لقاضي التنفيذ في احملاكم ،ومن درسوا ماجستير قانون عام يلحقوا بالنيابة العامة وبعد مضي قاض جزئي أو وكيل نيابة ،ويتم تعيني القضاة عامني مينحون درجة ٍ اجلنائيني ممن درسوا تخصص قانون عام وأحلقوا بالنيابة ،أما القضاة في جانب القضايا املدنية والتجارية واألحوال الشخصية يتم تعيينهم ممن درسوا تخصص قانون خاص وهذا األمر كفيل بتحقيق التوافق واالنسجام بني نصوص قانون معهد القضاء رقم ( )34لسنة 2008م ، وقانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م (.)71 ب .ينبغي أن يقوم املعهد بعمل دورات تنشيطية تدريبية دورية في مختلف التخصصات القضائية امليدانية ،ويعتمد بذلك على تقارير التفتيش ( )72القضائي في حتديد احملتاجني إلى هذه الدورات أو على العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
وفق معايير محددة توضع بالئحة من مجلس القضاء ؛ مثل مضي مدة زمنية من تاريخ التعيني. ج .إقامة دورات تنشيطية وتأهيلها ملن يتم التفتيش عليهم من القضاة وأعضاء النيابة ،ويحصلون على تقرير متوسط أو أقل ؛ وذلك قبل التفتيش عليهم مرة أخرى ،ومن ثم يتم إعادتهم ألعمالهم والتفتيش عليهم بعد مدة زمنية معينة لتقيم أعمالهم فإن حصل على تقدير يساوي التقدير السابق يتم حرمانه من الترقية بقرار لهذه الدورة التفتيشية، وفي الدورة الالحقة للترقيات يتم التفتيش على من سبق ذكرهم فإن كان تقديرهم ال يزال ضعيفاً مينحوا دورة تدريبية وتأهيلية أطول من السابق ،ويتم التركيز على جوانب الضعف في األداء لهم ،وبعد إنهاء هذه الدورة يعادون للعمل ومن ثم بعد فترة يفتش عليهم مرة أخرى فمن كان ال يزال تقوميه أدنى من املتوسط يتم إحالته للعمل اإلداري ؛ الستكمال مدة اخلدمة الوظيفية للتقاعد. د .دورات تنمية القدرات والتطوير ،وهذه الدورات يتم عقدها للقضاة وأعضاء النيابة كافة لتعليمهم اللغات األجنبية والعمل على الكمبيوتر ، والعلوم القانونية احلديثة واملشكالت الناجتة عن التطور العلمي ،وكل ما يستجد في العلوم القانونية احلديثة. ه .إعطاء القضاة وأعضاء النيابة الذين أمضوا مدة خمس سنوات إلى سبع في العمل القضائي ؛ املتميزين في أعمالهم ،ولديهم القدرة فرصة لدراسة الدكتوراه في مجال تخصصهم عن طريق االبتعاث للخارج أو الدراسة في الداخل للبحث في معاجلات للمشكالت التي صادفوها في أثناء العمل القضائي ،وبعد إكمال الدراسة يعملون مدرسني في معهد القضاء ؛ عوضاً عن إحضار مدرسني من خارج السلطة القضائية ، وإهدار مبالغ طائلة ،واالستعانة بهم في تكوين هيئة تعليمية دائمة للمعهد. و .عند وجود دورات تأهيلية في اخلارج وبخاصة ملواكبة التحقيق والفصل في اجلرائم احلديثة ؛ مثل اإلرهاب ،واخملدرات وغسيل األموال ،جرائم اإلنترنت وغيرها ،يجب أن يراعى أن يرسل قضاة وأعضاء نيابة ممن سيعملون في امليدان ،وآخرون سيكون عليهم تدريس ماتعلموه في معهد القضاء بعقد دورات للقضاة وأعضاء النيابة اآلخرين في الداخل لالستفادة من القدرات ،وترشيد النفقات املالية ومواكبة التطور ( .)73كما جتدر اإلشارة إلى وجوب وضع معايير عادلة لتحديد من سيتم ابتعاثهم لهذه الدورات مبوضوعية بعيداً على اجملاملة واحملاباة. ز .ينبغي عقد دورات ألعضاء النيابة العامة لتعريفهم بدورهم ، الذي ميارسونه في دعاوى احلسبة ،التي يتم رفعها من النيابة العامة أو التدخل فيها بنا ًء على نص املادة ( )126من قانون املرافعات وذلك ببيان أنواع مثل هذه الدعاوى وحاالتها ،وما للنيابة من حقوق وما عليها من واجبات فيما تتخذه من إجراءات ،وتوضيح السجالت واألوراق ، التي يتم تنظيم هذه الدعاوى فيها وإج��راءات متابعتها والتنسيق مع اجلهات املعنية ،واحملاكم في إخطار النيابة العامة بوجود مثل هذه احلاالت ،إذ إننا في الواقع العملي وجدنا هذا النص القانوني معط ً ال وال تستخدم النيابة دورها في الدعاوى أمام القاضي املدني مبوجب نص املادة ( )126مرافعات. -2التأهيل للكادر اإلداري: أ .يجب قبل مباشرة أي شخص يعني في الكادر اإلداري أن مينح دورة قصيرة لتعريفه مبجال عمله ،واملسئوليات التي تقع على عاتقه
37
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
وواجبه في احلفاظ على األوراق والسجالت للقضايا ،ومايترتب على إهماله من جزاءات ،وعلى إفشائه أسرار العمل ،ويجب مراعاة أن يكون واحداً على األقل من العاملني مع القاضي أو عضو النيابة كأمناء سر (كتبة) السيما فيما يخص كتابة احملاضر حاصلني شهادة البكالوريوس في القانون ؛ وذلك لسببني :األول هو حتفيز ملكاته القانونية ،وثانيهما إلملامه بالقانون. ب .مادام من يدخلون للدراسة في املعهد يحصلون على تعيني إداري ( )74فإنه طبقاً لقانون اخلدمة املدنية في املواد من 95 -88يجب على الوزارة العمل على تأهيل املوظفني ،وبالنسبة إلى املوظفني اإلداريني في السلطة القضائية يتم إتاحة الفرصة للحائزين منهم شهادة في القانون دخول معهد القضاء ،ولو لم يكونوا حاصلني على املعدل ،ولكن يشترط أن يكونوا قد عملوا مدة ثالث سنوات إلى خمس في العمل القضائي (كأمناء سر) ،وأن يحصلوا على تقارير كفاءة ال تقل عن جيد جداً خالل فترة عملهم ،وأن يكونوا من املوظفني املنضبطني ؛ إذ إنه سيكون قد منح فرصة تأهيلية فإن لم يفلح في الدراسة يعود للعمل إدارياً ،واألخذ مبثل هذا املقترح سيدفع املوظفني إلى التفاني في العمل واإلجناز. ج .يجب العمل على تطوير املهارات ،وحتديث العمل اإلداري ،ومتكني املوظفني من العمل باألساليب احلديثة في تخزين املعلومات ،وحفظ األوراق ،ويجب العمل على التقليل من السجالت التي يتم فيها إثبات بيانات القضايا في احملاكم والنيابات ؛ إذ إن أغلب البيانات متكررة وهو مايؤدي إلى ضياع الوقت واجلهد واملال في شيء ال طائل منه ؛ إذ يجب دراسة السجالت واختصار عددها وبياناتها بحيث تشمل البيانات األساسية والضرورية ،وهو ماسيؤدي إلى قلة عدد اإلداريني العاملني بكتابة السجالت ،وسيستفاد منهم للعمل كأمناء سر وكتبة حتقيقات. وبعد أن انتهينا من بيان جوانب التأهيل بالنسبة إلى الكادر القضائي واإلداري ال يفوتنا أن نقترح إنشاء إدارة شئون احلركة القضائية تتولى هذه اإلدارة عند احلركة القضائية العمل على إجناز املعامالت بشأن نقل أبناء القضاة وأعضاء النيابة من املدارس ،التي يدرسون بها إلى املدارس في احملافظات التي نقل أباؤهم إليها ،وكذا نقل زوجات القضاة وأعضاء النيابة من أعمالهن أو العمل على انتدابهن إن كن موظفات إن أردن ذلك ،وأيضاً البحث عن شقق لإليجار للقضاة وأعضاء النيابة املنقولني في حدود مايصرف لهم من بدل إيجار لتسهيل نقل القاضي أوعضو النيابة واستقرارهم ؛ حفاظاً على هيبة القاضي واستقالله مع مراعاة التنسيق مع القاضي أو عضو النيابة املنقول في كل ماسبق. ثانيًا :املقترحات بشأن املعوقات املادية الستقالل السلطة القضائية: -1يجب على مجلس القضاء األعلى اتخاذ موقف جاد بشأن ممارسة حقه في إقرار ميزانية السلطة القضائية ،والعمل على إدراجها رقماً واحداً في املوازنة العامة للدولة على وفق املادة ( )152من الدستور، والتصدي حملاولة السلطة التنفيذية التعامل مع السلطة القضائية كأحد األجهزة التابعة لها باالنتقاص من موازنتها ،وميكنه ذلك عن طريق رفع دعوى دستورية بعدم دستورية املوازنة العامة للدولة ؛ فهو صاحب احلق واملصلحة في ذلك ،وسيعمل على تعزيز دوره في السلطة القضائية واستعادة أعضاء السلطة القضائية ثقتهم به ،كما يلزم مجلس القضاء إنشاء جهاز مالي له إلدارة موازنة السلطة القضائية ،وتبويبها مبا ميكن من اعتدادها ميزانية استراتيجية للسلطة القضائية حتقق
أهدافها ،ال ميزانية يتم محاصصتها ومقاسمتها ( )75ويشوبها الغموض والتستر على مصارفها ،ويجب أن يتحلى رئيس مجلس القضاء وأعضائه بالشفافية ويعلنون عن ميزانية السلطة القضائية ومصارفها وبيان حسابها اخلتامي ؛ إذ يجب أن نعلم كم من هذه امليزانية يصرف على حتسني أوضاع أعضاء السلطة القضائية ،وكم منها يصرف على البنى التحتية وكم يصرف على التأهيل والتدريب...الخ من أبواب امليزانية ( ، )76ويجب أن يكون لرئيس مجلس القضاء حق اإلشراف على أجهزة السلطة القضائية في صرف مبالغ املوازنة ويجب أن يضع اجمللس الئحة لذلك وعلى رئيس اجمللس أن يولي أهمية خاصة في اإلشراف على ما ينفق للبنى التحتية ،وحتسني األوضاع املعيشية للكادر القضائي واإلداري في السلطة القضائية ،وأن يتم وضع نظام ومعايير لصرف النفقات التشغيلية للمحاكم والنيابات واحملاسبة على أوجه إنفاق أي مبلغ يصرف ألغراض العمل والصالح العام فيجب محاربة األوضاع املهيئة لفساد الذمم في السلطة القضائية ،وأن نحاسب أنفسنا قبل أن منارس احلق الذي خوله إيانا الدستور والقانون في محاربة فساد اآلخرين ومحاسبتهم ،وأن نضع في احلسبان أن املسئولية تكليف ال تشريف ،وأن يراعي كل من رئيس مجلس القضاء وأعضائه أنهم عينوا في مناصبهم خلدمة السلطة القضائية والرقي بها . -2توفير البنى التحتية للسلطة القضائية ( ،)77من خالل بناء مقرات للمحاكم ،والنيابات تليق بهيبة السلطة القضائية ،وحتتوي على مكاتب وقاعات محاكمات كافية إلجناز األعمال بكل سهولة ويسر ويجب أن تتسم هذه املقرات بالسعة حتى ال تزدحم عند حضور املواطنني واحملامني ملراجعة قضاياهم ،ويجب أن تصل هذه املقرات إلى أصغر وحدة إدارية ،ويجب أن يبدأ ببناء هذه املقرات في الوحدات اإلدارية في األرياف واملناطق النائية قبل املدن ؛ لتوصيل العدالة وتقريبها للمواطنني مبا يتفق مع البناء الهرمي من القاعدة إلى الرأس ،وفي سبيل ذلك ميكن لوزارة العدل ومجلس القضاء التنسيق مع وزارة الداخلية ،واجملالس احمللية لبناء مباني احملاكم والنيابات بالقرب من أقسام الشرط واجملالس احمللية ؛ لتوفير احلماية ،ولتسهيل مهمة مراقبة أماكن االحتجاز والتوقيف ، وتعميق إحساس املواطنني بالعدالة ،وسلطة الدولة ويجدر عند بناء هذه املقرات أن يترك بجانبها مساحة واسعة الحتمال التوسعة مستقب ً ال أو اإلضافة لهذه املقرات كما يجب أن يتم بناء وحدات سكنية ملحقة بهذه املقرات للقضاة وأعضاء النيابة املنقولون للعمل في األرياف واملناطق النائية لتسهيل عملية استقرارهم وقربهم من مقرات عملهم وفي سبيل ذلك يجب أن يتم عمل خطة استراتيجية لبناء هذه املقرات في جميع أنحاء اجلمهورية ،وأن يتم تنفيذها مرحلياً على وفق خطة مدروسة قائمة على اإلحصاءات والتحليل للبيانات على أسس علمية صحيحة مبا يجعل هذه اخلطط ملبية لالحتياجات الفعلية وامللحة ،وينسجم مع فرض هيبة الدولة والنظام والقانون ،وحتقيق العدالة على أن يتم التنفيذ سنوياً جلزء من هذه اخلطة ،كما يجب وضع خطة لبناء مدن سكنية ليتم تسكني القضاة وأعضاء النيابة العاملني فيها وتوفير اخلدمات كافة لهم من مدارس ومراكز جتارية وأندية رياضية في احملافظات ، واملدن وتستخدم للقضاة العاملني فقط ؛ إذ تسهل عملية االنتقال في أثناء احلركة القضائية ،وتسهل عملية توفير احلماية واحلفاظ على هيبة القضاة ،واستقاللهم وفي حالة تقاعد القاضي أو عضو النيابة يتم إعطاؤه سكناً مناسباً في محل إقامته الدائم نظير خدمته في القضاء، العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
38
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
كما يجب أن ترصد مبالغ في املوازنة ملعاجلة توفير السكن للمتقاعدين ملن لم تصرف لهم آراضي أو وحدات سكنية من الدولة ،كما يجب أن يتم منح املوظفني بدل سكن مناسب وإنشاء جمعيات سكنية لهم تعمل على إنشاء مجمعات سكنية خاصة بهم ،وفي سبيل إيجاد التمويل هذه املشاريع السكنية ميكن أن يتم متويلها بالتعاقد مع املؤسسة العامة للتأمينات واملعاشات مقابل احتساب نسبة ربح معني ،ويتم تقسيط املبالغ سنوياً من موازنة السلطة القضائية أو من قبل أي مؤسسة عامة إيراديه ،التي ستحقق الفائدة للجميع وبخاصة حتقيق ربح لألموال اجملمدة ملثل هذه املؤسسات (.)78 -3يجب توفير وسيلة مواصالت للقضاة وأعضاء النيابة في احملاكم والنيابات االبتدائية مبا يحفظ هيبتهم ،ووقارهم ويتناسب و ما لهم من استقاللية ،وجند أن مشروع استراتيجية تطوير القضاء تكلمت عن ذلك بيد أننا لم نلمس أي جديد في هذا الشأن منذ صدور هذه االستراتيجية ،كما جند أن اإلستراتيجية حتدثت عن توفير باصات لنقل املوظفني ،وتوفير درجات نارية للمحضرين واملراسلني ،ولم نلمس شيئاً من ذلك على الواقع ،وجند أن مجلس القضاء ال يولي ذلك أي اهتمام مع الزيادة املطردة في موازنة السلطة القضائية ،وبيد مجلس القضاء ووزارة العدل الكثير لعمله في سبيل توفير وسائل املواصالت ؛ وذلك عن طريق التعاقد مع أحد وكالء شركات بيع السيارات في اليمن لشراء سيارات بالتقسيط ملن لم يصرف لهم من القضاة وأعضاء النيابة ،وشراء باصات لنقل املوظفني اإلداريني ،ودرجات نارية ،ويتم التقسيط للثمن على مدة خمس سنوات ومثل هذا األمر سيكلف استقطاع تقريباً مليار إلى مليار ونصف سنوياً للوفاء بالتزامات الشراء املالية خالل مدة االتفاق ،وسيتم توفير إحتياجات السلطة القضائية كاملة في عام واحد. -4يجب أن يحصل القضاة وأعضاء النيابة على تأمني صحي شامل لهم وألسرهم (من يلزم القاضي أو عضو النيابة بإعالته) لعالج األمراض ،التي تصيبهم مما يخلق لدى القاضي شيئاً من االستقرار النفسي ؛ ألن الواقع املوجود اليوم يرثى له ؛ إذ من املعلوم أن القضاة أعضاء النيابة يشتغلون في الصباح بأعمال القضايا في احملاكم ،والنيابات وفي املساء يعكفون على دراسة هذه امللفات ومطالعة القوانني واملراجع الفقهية ؛ مما يجعلهم عرضة لألمراض املستعصية ،ومن أصابه املرض منهم يعمل على االستدانة للعالج ،وكذلك إذا تعرض أحد أفراد أسرته للمرض وهو مايخل باستقالل القاضي وهيبته ،ومن أجل ذلك يجب العمل على صرف بدل تطبيب للقضاة وأعضاء النيابة أسوة بقضاة احملكمة العليا الذين يصرف لهم بدل تطبيب سنوي مببلغ مقطوع أو عوضاً عن ذلك يتم التعاقد مع مستشفيات خاصة في احملافظات لعالج مايصاب به القضاة وأعضاء النيابة من أمراض ميكن عالجها في املستشفيات احمللية ،والتعاقد مع مستشفيات في اخلارج لعالج األمراض املستعصية والتي تتطلب السفر للعالج في اخلارج ،وال يوجد ما مينع من انتهاج احلل نفسه للموظفني اإلداريني ،وهذه احللول ميكن تطبيقها بشكل عاجل ،بأن تغطى تكاليفها من املبالغ يتم صرفها من وزير العدل ،ورئيس احملكمة العليا ،والنائب العام كمساعدات ملن يتقدموا بالطلب إليهم من املوظفني والقضاة من غير معايير واضحة . -5وجوب إنشاء كادر مالي قضائي خاص يعطي القضاة وأعضاء النيابة مرتبات تكفي نفقات القاضي طوال الشهر( )79وضرورة النص على زيادة راتب القضاة وأعضاء النيابة على وفق الزيادة احلاصلة في العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
أسعار السلع واخلدمات ،أو أن يتم حتديد قيمة راتب القاضي بجرامات الذهب أو باجلنيه الذهب فإذا طرأ زيادة في سعره زاد مبقداره راتب القاضي مباشرة ،ويجب صرف البدالت القانونية التي تخصهم كاملة ، كما يجب منح املوظفني اإلداريني زيادة في املرتبات والبدالت مبا يحسن من مستوى دخلهم ويكفل لهم حياة كرمية بصورة تتناسب ووضعهم . -6وجوب إنشاء هيئة الشرطة القضائية كهيئة تتبع مجلس القضاء األعلى تكون لها فروع في محافظات اجلمهورية ومديرياتها ،تعمل حتت إشراف احملاكم والنيابات العامة ،وظيفتها تنفيذ األحكام ،والقرارات واألوامر القضائية ،ولها االستعانة بأي سلطة من السلطات العامة ويتم تدريب أفرادها وتأهيلهم الستيعاب دورهم املنوط بهم ؛ وذلك حتى يتم ضمان تنفيذ األحكام وحتى يعاد للقضاء هيبته وثقة الناس بعدالة القضاء ونزاهته ،فال توجد فائدة من األحكام والقرارات القضائية إذا ظلت مسطرة على األوراق فقط ولم جتد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع. -7ضرورة إنشاء هيئة األدلة والطب الشرعي ،وتلحق مبجلس القضاء ،وتوفير بناها التحتية في مختلف محافظات اجلمهورية ، ورفدها مبعامل وأدوات وخبراء متخصصني _بشكل ٍ كاف_ ويتم تنظيم أعمالهم بقوانني تصدر لهذا الغرض ؛ إذ إن ما لدينا اليوم من خبراء جنائيني يعملون بطرق وأساليب بدائية ال تكشف عن األدلة املادية ،وإن كشفتها ال يتم احملافظة عليها ؛ فأهم األدلة في القضايا هي األدلة املادية التي تفسر لنا حقائق ووقائع القضايا اخملتلفة ،وهذا األمر يتطلب توفير التجهيزات الالزمة وتدريب اخلبراء ،ناهيك عن إنه يجب أن تتوافر الثقة باستخالص األدلة املادية ،ولن يكون لها ذلك إال إذا مت استخالصها من جهة تتبع القضاء ،أما أن تبقى هيئة األدلة تابعة لوزارة الداخلية فإن خبراءها سيعاملون كعسكر ،وسيطيعون األوامر في حالة إذا ما أريد عدم كشف مالبسات قضية من القضايا ،يزاد على ذلك أنه يجب جتهيز مشرحة للطب الشرعي ،وثالجات خاصة حلفظ اجلثث والعينات ( ، )80في القضايا اجلنائية وتأهيل أطباء شرعيني وطبيبات للقيام مبهامهم. ً -8ومن قبيل املعوقات املادية _أيضا_ عدم وجود أماكن خاصة لدى النيابة حلفظ املضبوطات وحتريزها أو نفقات لتغطية ذلك على وفق القانون وهو ما يعرضها للعطب ،وأحياناً فقدان الهدف الرئيسي من حتريزها واحملافظة عليها. -9وجوب إخضاع مصلحة السجون أو جعلها هيئة تتبع السلطة القضائية ،وإعادة تنظيمها ،وتأهيل السجون ،وبناء السجون على وفق قانون السجون ،وتوفير برامج التأهيل والتدريب واإلشراف عليها من أجل إعادة تأهيل احملكوم عليهم ،ودمجهم في اجملتمع ليصبحوا ؛ قوة فاعلة تسهم في عملية التنمية وذلك مبعاجلة األسباب التي أدت بهم الرتكاب اجلرمية ،وتعليمهم حرف ومهارات متكنهم من كسب قوتهم بطرق مشروعة ،وهذا األمر سيمكن النيابة العامة من مراقبة السجون ، وعدم إيداع أي شخص فيها غير محبوس احتياطياً أو تنفيذياً ؛ إذ ملسنا من خالل العمل أنه يتم حبس أشخاص في السجون املركزية بأوامر من مديري األمن من غير أن يكونوا محبوسني احتياطياً أو تنفيذياً، ومن خالل واقع السجون ومانقرأه كل يوم من الصحف عنها يفيد عدم وجود أي برامج تأهيل وأنها تصبح مدارس عليا لتعليم اإلجرام ؛ لذلك يجب إخضاع هذه املؤسسات بالكامل إلشراف السلطة القضائية لتحقق أهدافها املرسومة لها على وفق القانون.
39
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
وبعد أن انتهينا في هذا املطلب من عرض املقترحات واحللول للتغلب على املعوقات التي تعترض السلطة القضائية في استقاللها وقيامها بدورها الرقابي ،نتمنى من الله أن نكون قد أحطنا بأغلب جوانب املشكلة وحلولها.
اخلامتة والتوصيات
تناولنا في هذا البحث موضوع استقالل السلطة القضائية ،ودورها الرقابي في اجلمهورية اليمنية وفي املطلب التمهيدي أعطينا عن السلطة القضائية نبذة تاريخية مختصرة في شطري الوطن شماالً وجنوباً في أثناء حكم اإلمامة ،واالستعمار البريطاني ،وحتى إعادة حتقيق الوحدة اليمنية املباركة. ثم حتدثنا في املبحث األول في مبدأ الفصل بني السلطات واستقالل السلطة القضائية ودورها الرقابي في ثالثة مطالب :تناولنا في املطلب األول احلديث في مبدأ الفصل بني السلطات ،الذي ظهر بظهور املبادئ الدميقراطية واملناداة بحقوق األفراد وحرياتهم في مواجهة استبداد احلكام وتسلطهم لتركيز السلطات في أيديهم ،ومقتضى هذا املبدأ هو أن يتم ممارسة سلطات الدولة من سلطات ثالثة :سلطة تشريعية تختص بالتشريع ،وسلطة تنفيذية تختص بالتنفيذ للقانون ،وسلطة قضائية تختص بالفصل في املنازعات ،وتطبيق أحكام القانون. ميز الفقهاء بني أنظمة احلكم تبعاً ألخذها مببدأ الفصل بني السلطات، وكان حديثهم يتركز على عالقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية ،وجندهم يؤكدون في حديثهم عن األنظمة السياسية اخملتلفة استقالل السلطة القضائية عن السلطتني التشريعية والتنفيذية. وتناولنا في املطلب الثاني مبدأ الفصل بني السلطات ،واستقالل السلطة القضائية في التشريعات اليمنية ،وبينا أن دستور اجلمهورية اليمنية ينص في املادة ( 4على أن الشعب مالك السلطات وميارسها بصورة غير مباشرة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية عن طريق اجملالس احمللية املنتخبة وجدنا أن دستور اجلمهورية اليمنية ينظم سلطات الدولة في الباب الثالث حتت عنوان سلطات الدولة في املواد من 62حتى 154ومن خالل استقراء نصوص الباب الثالث من الدستور يتضح أنها جتسد مبدأ الفصل بني السلطات ولكن تأخذ بالفصل املرن ؛ حيث توجد مواد توجد عالقة متبادلة بني سلطات الدولة الثالث ،كما تناولنا في هذا املطلب بصورة موجزة وجهة نظر فقهاء الشريعة اإلسالمية في مبدأ الفصل بني السلطات وانتهينا إلى أن الشريعة اإلسالمية لم تقرفرض مبدأ الفصل بني السلطات ولم ترفضه. وحتدثنا في املطلب الثالث عن أهمية إستقالل السلطة القضائية ودورها الرقابي وانتهينا إلى أن أهمية إستقالل السلطة القضائية يتجلى من خالل معرفتنا بأن مهمتها في األنظمة الدميقراطية املدنية احلديثة هي حماية املشروعية أي سيادة حكم القانون وكفالة سمو أحكامه فوق كل إرادة سواء كانت إرادة احلاكم أو احملكومني ولذا جند أنها متارس الرقابة على دستورية القوانني التي تصدر عن السلطة التشريعية وكذلك تتعرض لقرارات السلطة التنفيذية باإللغاء متى ماطعن عليها إذا ما كانت مخالفة للدستور والقانون .كما أنها تكفل حماية حقوق األفراد وحرياتهم إذا ما مت انتهاكها خالفاً لإلجراءات واألوضاع القانونية ومتى ماطلب األفراد واحلصول على احلماية القضائية أو بتحريك الدعوى اجلزائية متى ثبت واقعة التعدي على احلريات أمامها وكانت متثل جرمية.
وكذلك احلال بالنسبة إلى واجبها في حماية املال العام ومحاربة الفساد وتتولى النيابة العامة القيام بالدور األخير ،ومن ثم خلصنا إلى أن مبدأ سيادة القانون وحماية احلقوق واحلريات لألفراد وحماية املال العام ال ميكن أن تقوم وتسير عليه سوى السلطة القضائية ويتطلب ذلك وجود سلطة قضائية تتمتع باالستقالل التام واحلصانة في مواجهة الهيئات احلاكمة كافة ،األمر الذي يجعلها مبنأى عن اخلضوع ألي سلطة أو رئاسة وميكنها من قيامها بدورها احلقيقي والفعال. وفي املبحث الثاني تكلمنا عن املعوقات واحللول الستقالل السلطة القضائية وقيامها بدورها الرقابي من الناحية التشريعية واملادية والبشرية في ثالثة مطالب على التوالي حتدثنا في املطلب األول عن املعوقات التشريعية والبشرية واملادية وخلصنا في أن املعوقات التشريعية للسلطة القضائية تتمثل أو ً ال في أن الدستور نظم السلطات في املواد من 153 -149ونصت املادة 149على أن السلطة القضائية سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً كما جند أن املادة ( )152نصت على أن للقضاء مجلساً أعلى يبني القانون كيفية ترشيح أعضائه وتعيينهم ، ويبني اختصاصه و املادة نفسها أعطت مجلس القضاء اختصاصيني أصليني األول العمل على حتقيق الضمان للقضاة في تعيينهم وترقيتهم وعزلهم وفصلهم ومناقشة موازنة السلطة القضائية وإقرارها وفي قانون السلطة القضائية رقم ( )1لعام 1991م وتعديالته نص على تعيني رئيس مجلس القضاء وأعضائه من رئيس اجلمهورية ،كما أنه أعطى صالحيات واسعة لوزير العدل وبدالً من أن يعمل قانون السلطة القضائية املذكور سلفاً على تعزيز استقالل القضاء عمل على احلد منها على حساب دور مجلس القضاء األعلى وذلك في املواد (،11 ،8 ،90 ،89 ،85 ،78 ،73 ،72 ،70 ،69 ،68 ،67 ،65 ،59 ،54 ،39 ،34 ،16 .)118 ،106 ،99 ،98 ،97 ،95 ،94 ،92 ،91 كما أن قانون السلطة لم يحدد الطريقة التي يتم بها ترشيح رئيس مجلس القضاء وأعضائه لتعيينهم من رئيس اجلمهورية .كما جند أن قانون السلطة القضائية لم ينظم تفصي ً ال أحكام النيابة العامة ودرجاتها واختصاصاتها وهو األمر املتعني استيفاؤه ،كما حصرنا النصوص الدستورية والقانونية التي تنتقص من سلطة القضاء في القيام بدوره الرقابي وهذه النصوص الدستورية هي نص املادة ( )68من الدستور والتي تعطي االختصاص مجلس النواب حق الفصل في صحة عضوية عضو من أعضائه ،و ما نصت عليه _ايضاً_ املادة ( )128من الدستور بشأن اتهام رئيس اجلمهورية باخليانة العظمى أو بخرق الدستور ،أو بأي عمل ميس استقالل البالد وسيادتها ؛ إذ سلب هذا النص النيابة العامة واليتها في حتريك الدعوى اجلزائية مانصت عليه وأيضاً يتتبع ذلك املادة ( )139من الدستور ومن حق رئيس اجلمهورية أو مجلس النواب في إحالة رئيس مجلس الوزراء ونوابه أو الوزراء ونوابهم إلى التحقيق واحملاكمة ملا يقع منهم من جرائم في أثناء تأدية وظائفهم أو بسببها ،وميثل االنتقاص التشريعي القانوني في نصوص القانون رقم ( )6لسنة 1995م بشأن إجراءات محاكمة شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا وهم رئيس اجلمهورية ونائبه ورئيس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم والتي سلبت نصوصه والية النيابة في حتريك ومباشرة إجراءات الدعوى اجلزائية. إضافة إلى أن هناك تشريعات صدرت تتضمن إنشاء هيئات وأجهزة لها صفة الضبطية القضائية توالي التحقيقات في جرائم الفساد املالي واإلداري والعبث باملال العام ال تخضع لإلشراف القضائي مثل الهيئة العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
40
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
العليا ملكافحة الفساد املنشئة بالقانون رقم 39لسنة 2006م ،اجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة املنشئ بالقانون قم ( )39لسنة 1992م والذي يعمل أيضاً كجهاز ضبط قضائي ويحقق في الشئون املالية واإلدارية حملاربة الفساد وضبط اخملالفات وإحالتها للقضاء ،وكذلك جهاز األمن القومي املنشئ بالقرار رقم ( )62لسنة 2002م وجهاز األمن السياسي املنشئ بالقرار رقم ( )121لسنة 1992م حيث يتمتعان كالهما بالضبطية القضائية ولكنهما ال يخضعان إلشراف النيابة العامة لسلطتهما في الضبطية القضائية وال تخضع أماكن االحتجاز والتوقيف التابعة لهما للتفتيش أو الرقابة من قبل النيابة العامة ،وأن من العوامل التي تؤدي إلى إعاقة عمل القضاء مامتنحه القوانني من قيود على رفع الدعوى اجلزائية وجعل أخذ اإلذن بخصوصها مركزياً بيد النائب العام ،وأخيراً أشرنا إلى إنتقاص السلطة التنفيذية من والية القضاء في منح احلماية القضائية للمواطنني في الدعاوى التي تقدم إليه وذلك عن طريق منعه من نظر هذه الدعاوى. وبعد أن أنتهينا من التحدث عن املعوقات التشريعية والقانونية حتدثنا عن املعوقات البشرية واملادية إلستقالل السلطة القضائية، ومتثلت املعوقات البشرية في قلة الكادر القضائي البالغ عدده تقريباً 2400قاضي ،وهذا األمر ال يساعد في تقريب العدالة للمواطنني. وكذلك هناك نقص في الكادر اإلداري للسلطة القضائية وخاصة الذين يحتاج لهم القاضي وعضو النيابة ملساعدته في أعماله من حيث كتابه احملاضر وترتيب امللفات وتسديد السجالت ،إضافة إلى احملضرين واملراسلني والسائقني وعدم وجود إدارة تتولى معامالت القاضي عند النقل وتسيير عملية إنتقاله وإستقراره في املكان املنقول إليه عند حلول أجل نقله في احلركة القضائية. ً ومتثلت املعوقات املادية أوال بعدم إقرار امليزانية الكافية للقضاء، حيث تعمل دائم ًا السلطة التنفيذية على اإلنتقاص املتعمد ملوازنة السلطة القضائية التي يتم إقرارها من مجلس القضاء وذل��ك في مخالفة صريحة لنصوص الدستور بالذات املادة ( .)152وساعد على ذلك عدم وجود آلية أو الئحة تنظم إجراءات الصرف ملوازنة السلطة القضائية ،وثاني املعوقات املادية هو عدم وجود مباني تشكل مقرات دائمة للمحاكم والنيابات في معظم محافظات اجلمهورية ،حيث أن مايقارب %70من هذه املباني مستأجر ،هذه املعوقات أيضاً هي عدم توفير وسائل النقل للقضاة وأعضاء النيابات في احملاكم االبتدائية مبا يحفظ هيبتهم وإستقاللهم وأيضاً عدم وجود رعاية صحية للقضاة وأعضاء النيابة عدا قضاة احملكمة العليا ،وأيضاً عدم تناسب معاش القاضي مع ما يوجد من غالء للمعيشة ،وأيضاً عدم وجود هيئة مثل الشرطة القضائية تتبع القضاء ومجهزة علمياً ونوعياً لتنفيذ أحكامه وأوامره ،وكذلك عدم وجود مصلحة األدلة الشرعية والطب الشرعي ،مجهزة تقنياً وعلمياً وبشرياً تتبع القضاء ؛ إذ يتم احلفاظ على األدلة من حيث الوجود املادي والشرعي ،كما أن من هذه املعوقات عدم تبعية املنشآت العقابية للسلطة القضائية وإن كان لها اإلشراف في جزئية معينة حسب قانون السجون ،بيد أنها ال تنفذ برامج تأهيلية للمحكوم عليهم وإصالحهم ،وبعد تشخيص هذه املعوقات تكلمنا في املطلب الثاني عن املقترحات التشريعية وحتدثنا حول محورين أساسيني بالنسبة للتغلب على املعوقات التشريعية والقانونية إلستقالل السلطة القضائية والذي يتم بوضع نصوص بديلة عن النصوص احلالية متكن السلطة القضائية العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
القيام بدورها الرقابي في حماية احلقوق واحلريات واملال العام وثانيها اقتراح تصور لوضع السلطة القضائية وفقاً لألوضاع واملستجدات على الساحة الوطنية وأهمها إنعقاد مؤمتر احلوار الوطني والذي على ضوءه ستحدد معالم الدولة املدنية احلديثة وسيتم إقتراح مشروع دستور جديد قد يتبنى شكل الدولة الفدرالية. وبنا ًء على ذلك حتدثنا بنبذة مختصرة في الدولة الفدرالية ومن أنها تنشأ من إحتاد دول متعددة أو أقاليم منها تتكون دولة واحدة لها شخصية دولية واحدة ،وتكون لكل والية أو إقليم استقالل في شئونه الداخلية ،وينشأ عن ذلك إزدواج السلطة ؛ إذ توجد سلطات إحتادية تنفيذية ،قضائية وتشريعية ،وسلطات محلية للواليات أو األقاليم تنفيذية وقضائية وتشريعية وتختص السلطات االحتادية باملسائل السيادية وكل مايخص االحتاد ،أما السلطات احمللية تختص بالشئون احمللية على وفق لدستور ،وبنا ًء على ذلك فإن السلطة القضائية في الدول االحتادية تكون مزدوجة أي توجد سلطة قضائية إحتادية وسلطة قضائية خاصة بكل والية أو إقليم وأخذنا باستعراض أمنوذجني على أنظمة القضاء في الدول االحتادية أمنوذج القضاء األمريكي ،وأمنوذج القضاء اإلماراتي ، وخلصنا إلى أن وجود سلطتني قضائيتني يؤدي إلى تطويل اإلجراءات، عالوة على وجود مشكالت من حيث تطبيق قوانني الواليات أمام احملاكم االحتادية فيما تختص به األخيرة من نظر املنازعات بني الواليات ،أو أفراد الواليات اخملتلفة ناهيك عن أن تعدد النظام القضائي ال يساعد على توحيد تطبيق النص القانوني ،وي��ؤدي إل��ى اختالف االجتهاد القضائي في املسألة الواحدة ؛ ولذلك مت توحيد النظام القضائي في دولة اإلمارات العربية املتحدة وأصبح القضاء االحتادي هو القضاء الذي ينظر املنازعات كافة ولم يبق خارج هذا النظام سوى إمارة دبي وإمارة رأس اخليمة. ثم حتدثنا في املطلب الثالث في املقترحات البشرية واملادية وأجملنا هذه املقترحات في التوصيات.
التوصيات:
.1وجوب أن يتناول الدستور تنظيم أحكام السلطة القضائية بشكل أكثر تفصي ً ال ،ويوضح درجات التقاضي ،ويبني كيفية ترشيح رئيس مجلس القضاء األعلى وأعضائه وتعينهم ،وبيان اختصاصاتهم التي مينحها مجلس القضاء األعلى. .2أن يتم ترشيح من سيتم إختيارهم كرئيس وأعضاء مجلس القضاء من خالل إعالن التفتيش القضائي للحائزين أعلى الدرجات القضائية يتم انتخاب 30منهم ،وتعرض أسماؤهم على رئيس اجلمهورية ؛ لتعيني رئيس مجلس القضاء وأعضائه منهم ،وإن كان احلائزون أعلى الدرجات القضائية هم رئيس مجلس القضاء وأعضائه املنتهية واليته فإن احلق ينتقل إلى القضاة وأعضاء النيابة األدنى منهم بدرجة مباشرة. .3أن يوجد نص يقضي بأن يطلب رئيس احلكومة املكلف تشكيلها من مجلس القضاء ترشيح ثالثة قضاة ليختار واحد منهم كوزير للعدل حتى يسهل التنسيق بني مجلس القضاء واحلكومة. .4وجوب إصدار قانون للسلطة القضائية يتطابق و الدستور يوضح فيه درجات التقاضي واحملاكم وكذلك تنظيم النيابة العامة ،وهيكلها واختصاصها مع حتديث نظامهما مبا يالئم متطلبات الواقع ويساعد على إجناز القضايا املنظورة أمامها وتفويض الصالحيات وعدم تركيزها بيد النائب العام ويجب أن يختص مجلس القضاء بكل مايخص السلطة
41
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
القضائية. .5توحيد هيئة التفتيش القضائي وتوحيد معايير التفتيش ،وتقومي األداء للقضاة وأعضاء النيابة من حيث الكم والكيف ؛ أي سرعة اإلجناز وأسانيد القرارات واألحكام ووجوب إنشاء فروع لهيئة التفتيش القضائي. .6وجوب حصر إختصاص وزير العدل في تعيني املوظفني اإلداريني بالسلطة القضائية في احملاكم والنيابات بعد أخذ رأي رئيس مجلس القضاء واالشتراك مع رئيس مجلس القضاء في اإلشراف على تنفيذ مشاريع البنى التحتية املباني للمحاكم والنيابة واألمر بصرف املبالغ املتعلقة بها من موازنة سلطة القضاء بحسب ماعلى السلطة القضائية من التزامات وتنفيذاً لقرارات مجلس القضاء بهذا اخلصوص. .7إزال��ة النصوص الدستورية والقانونية التي تنتقص من والية القضاء ودوره الرقابي ؛ إذ يجب أن ميارس القضاء وظيفته األساسية في الفصل في املنازعات والدعاوى وأي طعن يقدم إليه وهذه املواد هي: أ .املادة ( )68من الدستور؛ إذ يجب أن تنظر احملكمة العليا وتفصل مباشرة في الطعون املقدمة لها بشأن صحة عضوية أي عضو من أعضاء مجلس النواب. ب .املادة ( )128من الدستور؛ إذ يجب أن يقتصر حق أعضاء مجلس النواب بالتقرير برفع احلصانة وإحالة رئيس اجلمهورية ،ونائبه للنيابة العامة ،ووجوب أن يتضمن أيضاً حالة إذا ما وجد النائب العام أدلة تشير إلى ارتكاب رئيس اجلمهورية جرمية أو نائبه أن يطلب رفع احلصانة من مجلس النواب ،ويجب أن يكتفي في اجلرائم العادية برفع احلصانة بنا ًء على تصويت ثلث أعضاء مجلس النواب وفي جرائم اخليانة العظمى وخرق الدستور بأغلبية أعضاء مجلس النواب. ج .املادة ( )139بحيث يكون إحالة رئيس الوزراء أو نوابه أو الوزراء ونوابهم للتحقيق حول ارتكابهم جرمية في أثناء تأدية وظيفتهم من رئيس اجلمهورية أو بطلب يقدم من النائب العام أو بطلب من عشرة نواب شرط أن يقتصر على رفع احلصانة بتصويت ثلث مجلس النواب واإلحالة إلى النيابة ،كما يجب أن تتاح مسألة القبض على رئيس الوزراء أو نوابه أو الوزراء ونوابهم في حال التلبس بارتكاب جرمية اسوة بالقضاة وأعضاء النيابة وأعضاء البرملان فجميعهم يتمتعون باحلصانة. .8إلغاء القانون رقم ( )6لسنة 1995م بشأن إجراءات اتهام شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا ومحاكمتهم ،كونه قانون يعمل على حتصني أعضاء السلطة التنفيذية العليا ؛ األمر الذي يخالف مقتضى تولي املسئوليات فكل من تولى أعباء أي مسئولية يجب أن يسأل ويحاسب إن أحسن يكافأ وإن أخطى وأساء يجازى ميا ينسجم مع أحكام الشريعة اإلسالمية. .9دمج اجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة والهيئة العليا ملكافحة الفساد ،وجعلهما جهازاً تابع ًا جمللس القضاء األعلى ؛ إذ إن ذلك سيحافظ على االستقاللية لعملهما وتعزيز دور القضاء في الرقابة وحماية املال العام ومكافحة الفساد. .10متكني النيابة العامة من اإلشراف على جميع أماكن االحتجاز والتوقيف سواء تلك التابعة لألمن العام أو لألمن السياسي والقومي ، وإزالة كل السجون اخلاصة. .11عدم االنتقاص من السلطة القضائية وإصدار أوامر من السلطة التنفيذية متنع القضاء من نظر أي طلب يقدم له من املواطنني للحصول على احلماية إال وفقاً ملا ينص عليه الدستور والقانون.
.12نرى بقاء النظام القضائي في اجلمهورية اليمنية موحد من حيث درجات التقاضي أي أن تكون هناك محكمة عليا واحدة في اجلمهورية اليمنية بحيث تكفل توحيد تطبيق القاعدة القانونية ،سواء نتج عن مؤمتر احلوار الوطني تبني شكل الدولة البسيطة أو الدولة الفدرالية ،بيد أنه يجب أن تكون هناك مجالس قضاء فدرالية-إذا مامت األخذ باخليار الفدرالي كشكل للدولة -يتم إنتخابها على غرار مجلس القضاء األعلى ولكن على مستوى اإلقليم و تتولى تسيير شئون القضاء في األقاليم مالياً وإدارياً ويتم توزيع االختصاصات بينها وبني مجلس القضاء األعلى وفقاً لقانون يفصل ذلك بحيث يحقق العدالة واملساواة في اجلوانب كافة بني كل احملافظات أو أقاليم اجلمهورية من حيث التعيني والتأهيل والتدريب بشكل يتناسب و كل إقليم وعدد السكان ،إضافة إلى إمكانية إعطاء مجلس القضاء األعلى إختصاص نظر تظلمات أعضاء السلطة القضائية من قرارات مجالس قضاء األقاليم . .13أن يتم إنتخاب رؤساء وأعضاء مجالس القضاء في األقاليم ومجلس القضاء األعلى من قضاة وأعضاء النيابة احلاصلني على أعلى الدرجات القضائية في األقاليم بالنسبة إلى مجالس قضاء األقاليم ، وفي اجلمهورية بالنسبة إلى مجلس القضاء األعلى. .14تعيني عدد ٍ كاف من القضاة وأعضاء النيابة لتغطية االحتياج وتوزيعهم حسب خطة تراعي نسبة السكان ،وعدد القضايا في أنحاء اجلمهورية كافة. .15اعتماد خطة سنوية لتعيني املوظفني اإلداريني بشكل يتوازي و من يتم تخرجهم من القضاة من معهد القضاء العالي للميدان بحيث ال تظهر الفجوة بحصول العجز في الكادر اإلداري وتغطية النقص احلاصل في امليدان لدى القضاة وأعضاء النيابة وفق خطة مدروسة. .16وجوب أن تواكب مناهج الدراسة في معهد القضاء العالي التطور التكنولوجي في وسائل االتصال ومايثيره من مشكالت قانونية مدنية وجنائية ،كذا تكنولوجيا الطب احلديث ومايثيره من مشكالت قانونية. .17وج��وب العمل مببدأ التخصص القضائي مما يساعد على استغالل الوقت ،وتراكم اخلبرات ابتدا ًء من التأهيل في معهد القضاء وانتهاء بالعمل في امليدان؛ إذ يجب أن يتاح للدارس االختيار بني دراسة دبلوم خاص +شريعة إسالمية أو دبلوم عام +شريعة إسالمية ؛ أي أن يخير الطالب بدراسة ماجستير قانون خاص أو ماجستير قانون عام كل قسم عامني. قاض ويعمل ملدة سنتني في احملاكم .18مينح اخلريجني درجة مساعد ٍ خلريجي دبلوم اخلاص وفي النيابات خلريجي قانون عام ،وبعد انتهاء السنتني يتم تعيينهم كقضاة جزئيني ووكالء نيابات ك ً ال في تخصصه بحسب االحتياج ،والعمل على إزالة التعارض بني قانون معهد القضاء رقم ( )34لسنة 2008م وقانون السلطة القضائية. .19يجب أن يقوم املعهد بعمل دورات نشيطية وتدريبية ووجوب وضع اللوائح واملعايير لتحديد من يخضعون لهذه الدورات في مختلف التخصصات القضائية للقضاة وأعضاء النيابة. .20وجوب أن يقوم املعهد بدورات للقضاة وأعضاء النيابة كافة ، من أجل التطوير وتنمية القدرات مبا يتواكب و احلداثة والتطور ليكونوا قادرين على النظر والفصل في القضايا احلديثة. .21وجوب أن يقوم املعهد بعمل دورات تأهيل ومساعدة بعد دورات التفتيش للحاصلني على تقدير كفاءة متوسط وضعيف من القضاة العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
42
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
وأعضاء النيابة ويترتب على من يحصل على تقدير كفاءة ضعيف بعد الدورة ملرتني أن يحال لعمل إداري بحسب مامت تفصيله بالدراسة. .22وضع معايير واضحة بشأن إختيار القضاة وأعضاء النيابة الذين يسمح لهم بدراسة الدكتوراه بعد مضي مدة زمنية معينة من خدمتهم في امليدان في مختلف التخصصات واالستفادة منهم ككادر تدريسي في املعهد عقب إنهاء الدراسة بنجاح. .23وضع معايير محددة وواضحة الختيار القضاة وأعضاء النيابة ألخ��ذ دورات تدريبية في اخل��ارج مبا يقضي على مسألة املزاجية واالستحواذ واحملاباة. .24عقد دورات تدريبية ألعضاء النيابة لتعريفهم بدورهم في دعاوى احلسبة وكيفية قيامهم بهذا الدور. .25وجوب إنشاء فرع أو فرعني ملعهد القضاء لتغطية االحتياجات في الدورات التأهيلية ألعضاء السلطة القضائية كافة . .26عمل دورات تدريبية سريعة للموظفني اإلداريني قبل إحلاقهم بالعمل في امليدان ملعرفة دورهم واستيعاب طبيعة عملهم. .27إتاحة الفرصة حلاملي شهادة البكالوريوس في احلقوق والشريعة والقانون من املوظفني اإلداريني الذين أمضوا في العمل اإلداري من 3 إلى 5سنوات ومنضبطني في أعمالهم وحاصلني على تقارير كفاءة بدرجة جيد جداً أن يلتحقوا مبعهد القضاء للدراسة من غير خضوعهم الختبار القبول ،كون ذلك يعد تأهي ً ال لهم وفقاً للقانون. .28تطوير العمل اإلداري بإدخال وسائل حديثة لتوثيق اجللسات والبيانات والعمل القضائي ككل مبا يعمل على تقليل اجلهد وسرعة اإلجناز في وقت قياسي. .29إنشاء إدارة شئون احلركة تتولى عملية إجراء املعامالت اإلدارية لنقل أوالد القضاة وزوجاتهم الذين يتم نقلهم في إطار احلركة القضائية والبحث لهم عن مسكن في احملافظات التي ينتقلون إليها. .30وجوب أن يتصدى مجلس القضاء األعلى حملاوالت السلطة التنفيذية االنتقاص من موازنة السلطة القضائية ومناقشتها خالفاً ملا يقضي به الدستور ،ويجب على مجلس القضاء األعلى أن ينشئ جهاز مالي تابع له يعمل على إدارة املوازنة وأن يضع الئحة توضح معايير التصرف بهذه املوازنة وقواعدها ،ووجوب أن يقوم بالنشر عن موازنته وحساباتها اخلتامية من باب الشفافية. .31وضع خطة استراتيجية بشأن احتياج السلطة القضائية للمباني مقرات احملاكم والنيابات في عموم محافظات اجلمهورية واملديريات واملباني السكنية ألعضاء السلطة القضائية العاملني والسير في تنفيذها سنوياً وفق خطة مدروسة .ويجب البدء ببناءاملساكن قرب مقرات النيابات واحملاكم في املديريات النائية لتسهيل إنتقال القضاة وتسيير األعمال ، ومبا يتوافق مع البناء من القاعدة حتى الرأس وتقريب العدالة للمواطنني. .32عمل خطة ملنح القضاة وأعضاء النيابة الذين سيتم تقاعدهم سنوياً إن لم مينحوا مساكن أو أراضي من الدولة من قبل . .33االستعانة في متويل مشروعات البنى التحتية مبؤسسات الدولة اإليرادية مثل التأمينات والشئون اإلجتماعية مقابل فائدة معينة وتقسط لها مبالغ من موازنة السلطة القضائية. .34حصر أعضاء السلطة القضائية الذين لم تصرف لهم سيارات وحاجات املوظفني لوسائل نقل جماعية وعربات توصيل املراسالت للمراسلني بالسلطة القضائية في عموم محافظات اجلمهورية والتعاقد العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح
مع أحد وكالء بيع السيارات ؛ لتوفيرها بالتقسيط على مدة خمس سنوات أو ست تخصم من موازنة السلطة القضائية. .35ضرورة وجود تأمني صحي شامل ألعضاء السلطة القضائية وأسرهم بشأن عالجهم في الداخل من األمراض العادية وعالجهم في اخلارج أن تطلب األمر ذلك ،وميكن تغطية التعاقد مع مستشفيات في الداخل لتلبية إحتياجات أعضاء السلطة القضائية من املبالغ التي يتم اعتمادها كمساعدات والتي تصرف من قيادات السلطة القضائية من غير وجود معايير واضحة لصرفها. .36إنشاء كادر مالي خاص بالقضاة وأعضاء النيابة يعطيهم مايكفي من املرتبات والبدالت بشكل واضح وتوضع فيه معايير يترتب عليها ارتفاع مرتب القاضي وفقاً ملا يحدث من تقلبات في األسعار ونرى أن يحدد راتب القاضي مبقدار معني من الذهب بحيث ال يتأثر بتقلب األسعار. .37مراعاة أن يشمل املوظفني اإلداريني التأمني الصحي ومراعاة بناء وحدات سكنية لهم ،وجتدر اإلشارة إلى أنه في حالة تبني اخليار الفدرالي فإن بناء مقرات احملاكم والنيابات سيكون من إختصاص السلطات الفدرالية ويشترك معها مجلس القضاء في اإلقليم ،وسيلحق بذلك تعيني املوظفني اإلداريني ؛ إذ سيكون تعيينهم من أبناء األقاليم ومن إختصاص الوزير اخملتص في سلطة اإلقليم. .38ضرورة إنشاء هيئة الشرطة القضائية وتتبع مباشرة مجلس القضاء األعلى ولها فروع في احملافظات وتعمل على تنفيذ أحكام القضاء وقراراته وما يوكل لها من مهام. .39ضرورة إنشاء هيئة األدلة الشرعية تتضمن الطب الشرعي واألدلة اجلنائية وتتبع مجلس القضاء ولها فروع في احملافظات ويتم رفدها باخلبراء واملعامل ومراعاة تأهيل طبيبات شرعيات. .40جعل مصلحة السجون هيئة تابعة للسلطة القضائية وإعادة تنظيمها وتأهيلها وبناء السجون وفقاً لنصوص القانون ودعمها ببرامج تأهيل وكل من شأنه أن يسهل إشراف القضاء على هذه املؤسسات. وبهذا نكون قد أنهينا خامتة بحثنا والتوصيات بحمده سبحانه القائل ص َ ني ال شريك اي َو َم َماتِي ِللّهِ َر ِّب الْ َعالَمِ َ التِي َونُ ُسكِ ي َو َم ْح َي َ « ُق ْل إ َِّن َ له وبذلك أمرت وأنا أول املسلمني « سورة األنعام ،آية (..)163 -162 ونسأله التوفيق والهداية.
43
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب
قائمة املراجع
• أوالً :املراجع القانوني واملتخصصة: .1ثروت بدوي ،النظم السياسية ،اجلزء األول ،النظرية العامة للنظم السياسية ،دار النهضة العربية. .2د .صالح أحمد بامعلم ،تنظيم السلطة القضائية ،مطبوعات جامعة عدن ،الطبعة األولى2000-99 ،م. .3د .عادل طبطبائي ،احلدود الدستورية بني السلطتني التشريعية والقضائية ،دراسة مقارنة ،ط2000م ،مجلس النشر العلمي ،جامعة الكويت. .4د .عادل زغبوب ،الدولة االحتادية مفهومها -حتليلها -مستقبلها، دار املسيرة للصحافة والطباعة والنشر ،الطبعة األولى1979 ،م. .5د .عبدالله محمد محمد القاضي ،السياسية الشرعية مصدر للتقنني بني النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى1989 ،م. .6د .عبداحلميد متولي ،مبادئ نظام احلكم في اإلسالم مع املقارنة باملبادئ الدستورية احلديثة ،دار املعارف. .7د .قائد سعيد محمد الثريب ،مذكرات عن تاريخ القضاء اليمني غير منشورة. .8د .محمد رفعت عبدالوهاب ،القضاء اإلداري ،الطبعة األولى، 1981م ،مطبعة النسر الذهبي. .9القاضي /محمد راشد عبداملولى ،عضو احملكمة العليا -عالمة على معالم اإلصالح القضائي ،الطبعة األولى2002 ،م. .10أ.د .مطهر محمد إسماعيل العزي ،املبادئ العامة لألنظمة السياسية املعاصرة ،مكتبة ومركز الصادق للطباعة والنشر والتوزيع، طبعة 2011م. .11د .يحيى محمد هاشم الهاشمي ،القضاء في اليمن في القرن الرابع عشر الهجري ومابعده. .12مشروع استراتيجية حتديث وتطوير القضاء من 2015 -2005م، صادرة عن وزارة العدل ،املطبعة القضائية ،عام 2004م. • ثانياً :املراجع األجنبية: Debras.Lee,J.D., Charles Hall,Marsha. Hurley, J.DAmerican Legal English- Copyright by UNIVERSITY of MICHIGAN 1999. • ثالثاً :املراجع القانونية عبر اإلنترنت: .1د .أحمد عبدالظاهر ،العالقة بني القضاء اإلحتادي والقضاء احمللي دراسة في القانون اإلماراتي بحث منشور في موقع منتديات القانون العماني على اإلنترنت. http//WWW.omanLegal.net/vb/showthread. hph.?t=6843. .2النظام القضائي األمريكي ،موجز عن التنظيم القضائي في الواليات املتحدة األمريكية ،ورقة بحثية منشورة على اإلنترنتـ منتديات جريدة صوت الطلبة. http//WWW.Svnews.net/vb/showthread. hph.?t=22635. • رابعاً :املقاالت املتخصصة والعامة: .1مقال األستاذ /عزالدين األصبحي ،عضو الهيئة الوطنية ملكافحة
الفساد ،بعنوان التحديات األساسية أمام الهيئة الوطنية العليا ملكافحة الفساد املنشورة في صحيفة األيام العدد رقم 5406بتاريخ 19مايو 2008م. .2مقال للقاضي /علي عطبوش عوض ،بعنوان نعم للشريعة السماوية، منشور بصحيفة الطريق العدد 1116بتاريخ 2012/1/1م. .3مقال للقاضي /عيسى قائد الثريب ،بعنوان رسائل ثورة القضاء، صحيفة الوسط اإللكتروني بتاريخ 2012/12/6م ،وبصحيفة الوحدوي عدد رقم 971بتاريخ 2012/12/11م. .4حتقيق صحفي بعنوان اجلعاشن إرهاب مستمر برعاية رسمية، صحيفة الوحدوي 790بتاريخ 2008/3/18م. .5خبر صحفي بعنوان املرصد اليمني يكشف عن سجن خاص ألحد املشائخ املنشور بصحيفة النداء عدد 251بتاريخ 2010/10/11م. .6حتقيق خاص بعنوان العدين اإلنتفاضة مستمرة ،منشور بصحيفة الوسط العدد 369بتاريخ 2012/2/8م. .7نشرة دورية بعنوان نداء احلق رقم 1بتاريخ 2013/1/3م ،صادرة عن نقابة اإلداريني بالسلطة القضائية م /عدن. • خامساً :املبادئ الدولية والتشريعات الوطنية: أ -املبادئ والقرارات القانونية الدولية: .1قراري اجلمعية العمومية لألمم املتحدة رقم 32/40بتاريخ 29 نوفمبر 1985م 146/40 ،بتاريخ 13ديسمبر 1985م بشأن استقالل السلطة القضائية. .2املبادئ التوجيهية بشأن دون أعضاء النيابة املقرة في املؤمتر الثامن من األمم املتحدة ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني املنعقدة في هافانا من 1990/9/28-8/27م ،مجموعة االتفاقيات العربية والدولية الصادرة مبجموعة القوانني عن املكتب الفني ملكتب النائب العام. ب -التشريعات الوطنية: .1دستور اجلمهورية اليمنية. .2القانون رقم 39لعام 1977م بشأن إنشاء النيابة العامة. .3القانون رقم 1لعام 1991م بشأن السلطة القضائية. .4القانون رقم 39لعام 1992م بشأن إنشاء اجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة. .5القانون رقم 121لعام 1992م بشأن إنشاء جهاز األمن السياسي. .6القانون رقم 13لعام 1994م بشأن اإلجراءات اجلزائية. .7القانون رقم 19لعام 1991م بشأن اخلدمة املدنية. .8القانون رقم 6لعام 1995م بشأن إجراءات محاكمة شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا. .9القانون رقم 4لعام 2000م بشأن السلطة احمللية . .10القانون رقم 262لعام 2002م بشأن إنشاء جهاز األمن القومي. .11القانون رقم 39لعام 2006م بشأن إنشاء الهيئة العليا ملكافحة الفساد. .12القانون رقم 34لعام 2008م بشأن املعهد العالي للقضاء.
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
44
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
هامش_______________: ( )1املراجع املستند إليها في كتابة هذا املطلب: أ .د .صالح أحمد صالح بامعلم :تنظيم السلطة القضائية ،مطبوعات جامعة عدن ،الطبعة األولى 2000 -99م. ب .د .يحيى محمد هاشم الهاشمي :القضاء في اليمن في القرن الرابع عشر الهجري ومابعده. ج .د .قائد سعيد محمد الثريب :مذكرات عن تاريخ القضاء اليمني لم تنشر بعد. ( )2ممن شملهم هذا القرار بتصحيح القضاء نذكر القاضي /علي بن علي القهدة ،األستاذ/ سلطان حزام ،القاضي /عباس مرغم ،األستاذ خالد السقاف ،املرحوم /حميد عبدالله فاضل ،الدكتور /محمد أحمد مرغم ،الدكتور /قائد سعيد محمد الثريب ،املرحوم /حامد عبدالعزيز سالم ،القاضي /عبدالله مهيوب اليوسفي ،احملامي /عبدالعزيز السماوي، األستاذ /محمد النعيمي ،القاضي /إبراهيم جحاف. ( )3د .ثروت بدوي :النظم السياسية ،اجلزء األول ،النظرية العامة للنظم السياسية ،دار النهضة العربية ،من غير سنة نشر ،ص .278 ( )4أ.د .مطهر محمد إسماعيل العزي :املبادئ العامة لألنظمة السياسية املعاصرة ،مكتبة ومركز الصادق للطباعة والنشر والتوزيع ،طبعة 2011م ،ص.106 ( )5د .ثروت بدوي :املرجع السابق ،ص.279 ( )6و( )7أ.د .مطهر محمد إسماعيل العزي :املرجع السابق ،ص ص.108 ( )8د .ثروت بدوي :املرجع السابق ،ص .283 ،281 ( )9د .مطهر محمد إسماعيل العزي :مرجع سابق ،ص.109 ( )10د .ثروت بدوي :مرجع سابق ص ،282د .عادل الطبطبائي احلدود الدستورية بني السلطتني التشريعية والقضائية ،دراسة مقارنة ،ط2000م ،مجلس النشر العلمي ،جامعة الكويت، ص.10 ( )11د .ثروت بدوي :مرجع سابق ،ص.283 ( )12و( )13د .ثروت بدوي :مرجع سابق ،ص ،283د .مطهر إسماعيل العزي :مرجع سابق، ص.111 ( )14د .عادل الطبطبائي :مرجع سابق ،ص ،10د .مطهر محمد إسماعيل العزي :مرجع سابق، ص.111 ( )15د .صالح أحمد صالح بامعلم :مرجع سابق ،ص.143 ( )16د .صالح أحمد صالح بامعلم :مرجع سابق ،ص.145 ( )17د .عادل الطبطبائي :مرجع سابق ،ص.22 ( )18د .صالح بامعلم :مرجع سابق ،ص.146 ( )19د .عادل الطبطبائي :مرجع سابق أكثر تفصي ً ال ص ،115 -108إذ جند أن املشرع يراعي ماحدده الدستور من مبادئ بشأن استقالل السلطة القضائية عند إصدار التشريعات اخملتلفة في تنظيم سلطات وشئون الدولة العامة ؛ مثل أحكام الوظيفة العامة فإننا جند أن املشرع نص في املادة 3من القانون رقم 19لعام 1991م بشأن اخلدمة املدنية على استثناء شاغلي الوظائف القضائية من مجال تطبيق هذا القانون ،وأيضاً مانص عليه في املادة 3 من القانون رقم 4لسنة 2000م بشأن السلطة احمللية على استثناء أجهزة السلطة القضائية من مجال تطبيق القانون. ( )20النص األصلي في القانون ( )1لسنة 1991م بشأن السلطة القضائية .كان يقضي بأن رئيس اجلمهورية هو رئيس مجلس القضاء ومت التعديل في عام 2006م. ( )21إضافة جمللس النواب وسبق ذكره ذلك في العالقة مابني السلطة التشريعية والقضائية. ( )22د .صالح أحمد صالح بامعلم :املرجع السابق ،ص.147 ( )23د .عبدالله محمد محمد القاضي ،السياسة الشرعية مصدر للتعيني بني النظرية والتطبيق، اإلسالم مع 1989م ،الطبعة األولى ،ص ،637د .عبداحلميد متولي :مبادئ نظام احلكم في ٍ املقارنة باملبادئ الدستورية احلديثة ،دار املعارف ،اإلسكندرية ،الطبعة الرابعة ،ديسمبر 1978م ،ص.237 ( )24د .عبدالله محمد محمد القاضي ،املرجع السابق ،ص.638 ( )25د .عداحلميد متولي :املرجع السابق ،ص.237 ( )26د .عبداحلميد متولي :املرجع السابق ،ص.238 ( )27د .عبدالله محمد بن محمد القاضي :مرجع سابق ،ص ،64د .عبداحلميد متولي :مرجع سابق ،ص.238 ( )28د .محمد رفعت عبدالوهاب :القضاء اإلداري ،الطبعة األولى1981 ،م ،مطبعة النسر الذهبي ،ص.8 ( )29د .محمد رفعت عبدالوهاب :مرجع سابق ،ص.10 ( )30د .محمد رفعت عبدالوهاب :املرجع السابق ،ص ،13د .مطهر محمد إسماعيل العزي: مرجع سابق ،ص.131 ( )31ذكرت النيابة العامة في نصوص قانون السلطة القضائية في املواد من ، 56 -50ولم يتم التفصيل تنظيمها بدقه لذلك يتم تغطية النقص باالستعانة لقانون إنشاء النيابة العامة بقرار مجلس القيادة رقم ( )39لسنة 1977م الذي كان نافذاً في الشطر الشمالي من الوطن مع أنه يعد قانوناً منعدماً ،ومع ذلك جند أن املادة 1من القانون املذكور سلفاً لم جتعل أعضاء النيابة والنائب العام تابعني لوزير العدل ،بل يقتصر دور األخير على اإلشراف املالي واإلداري على النائب العام فقط. ( )32ذلك بسبب االحتجاجات التي شهدتها ساحة السلطة القضائية عام 2012م ،ومبوجب العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية ودورها الرقايب يف اجلمهورية اليمنية بني الواقع والطموح االتفاق املوقع مع املنتديات القضائية في عموم محافظات اجلمهورية. ( )33توجد جهود للعمل على نقل صالحية وزير العدل إلى مجلس القضاء ورئيسه تتمثل في مشروع لتعديل نصوص في قانون السلطة القضائية ،الذي مت إقراره من مجلس الوزراء في شهر نوفمبر 2012م وإحالته جمللس النواب بيد أن املشروع لم يشمل املواد (،69 ،68 ،67 ،)89 ،72 ،70وإزاء ذلك تقدم عدد من أعضاء السلطة القضائية ؛ وهم :القاضي/عادل العزاني ،والقاضي/نبيل اجلنيد ،والقاضي/أحمد الذبحاني ،والقاضي/محمد الوشلي، والباحث أمام الدائرة الدستورية للمحكمة العليا بدعوى عدم دستورية نصوص قانون السلطة القضائية التي متنح رئيس الوزراء ووزير العدل التدخل في شؤون القضاء . ( )34أن املادة ( )3/12من قانون السلطة القضائية تنص على أن مهام احملكمة العليا « الفصل في الطعون االنتخابية « بينما املادة ( )153من دستور اجلمهورية اليمنية تنص في الفقرة ج بأن اختصاص احملكمة العليا إجراء التحقيق وإبداء الرأي في صحة الطعون احملالة إليها من مجلس النواب وسبب هذا التناقض هو التعديالت الواردة التي أدخلت على الدستور ولم تعكس على النصوص القانونية. ( )35انظر املادة ( )82من دستور اجلمهورية اليمنية بشأن اتخاذ إجراءات التحقيق مع أعضاء مجلس النواب ،وال يوجد نص مشابه بشأن أعضاء السلطة القضائية بيد أن ذلك مذكور في قانون السلطة القضائية واإلجراءات اجلزائية املادة ( )25أ.ج ،واملادة 87من قانون السلطة القضائية ،والبد من معاجلة هذا في نصوص دستورية. ( )36أنظر في نفس املعنى ورقة األخ /عز الدين األصبحي،عضو الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد املسلمة ألعضاء الهيئة بعنوان التحديات األساسية أما الهيئة الوطنية العليا ملكافحة الفساد املنشورة في صحيفة األيام ،العدد رقم ( )5406بتاريخ 19مايو 2008م ،ص.17 -15 ( )37هذه املزايا هي نفسها املمنوحة للقضاء بحكم الدستور بيد أن القانون قانون السلطة القضائية سلب القضاء إستقالليته وال متنح للقضاء هذه املزايا رغم أنها من الضمانات الدستورية إال أن ميزانية السلطة القضائية هي التي يتم إنقاصها ومناقشتها من مجلس الوزراء وال يستطيع مجلس القضاء التصرف بها وذلك باخملالفة للدستور. ( )38مقال بعنوان اجلعاشن إرهاب مستمر برعاية رسمية ،صحيفة الوحدوي ،العدد 790بتاريخ 2008/3/18م ،خبر بعنوان املرصد اليمني بكشف سجن خاص ألحد املشائخ منشور بصحيفة النداء عدد 251بتاريخ 2010/10/11م ،مقالة بعنوان العدين انتفاضة مستمرة منشورة بصحيفة الوسط ،العدد 369بتاريخ 2012/2/8م. ( )39رسالة موجهة من رئيس مجلس القضاء األعلى رئيس احملكمة العليا آنذاك القاضي/ عصام السماوي لرئيس محكمة استئناف م /عدن بشأن التعميم على قضاة احملافظة بإحالة املنازعات إلى اللجان املعنية وكذلك طلبات التنفيذ ،مذكره صادرة حتت رقم ()109 بتاريخ 2010/3/6م. ( )40رسالة رقم ( )2187بتاريخ 2010/3/24م صادرة عن رئيس اجلمهورية علي عبدالله صالح آنذاك موجهة إلى رئيس وأعضاء اللجنة املكلفة باستكمال املعاجلات اخلاصة بقضايا األراضي محافظات عدن أبني حلج مضمونها إلغاء جميع التوجيهات السابقة اخلاصة بإثبات ملكية األفراد في احملافظات املذكورة سلفاً التي صدرت عن أي جهة بغير استثناء وعدم االعتداد بتلك التوجيهات مطلقاً أساساً الدعاء امللكية لألراضي واملساكن وال مبا يترتب عليها ويتم اعتماد القرارات الصادرة عن اللجان املشكلة للمعاجلات ادعاء امللكية بصورة جماعية...الخ. ( )41ورد هذا العدد للموظفني اإلداريني في النشرة الدورية لنقابة املوظفني اإلداريني بالسلطة القضائية م /عدن نداء احلق العدد رقم ( )1بتاريخ 2013/1/ 1م. ( )42مقالة للقاضي علي عطبوش بعنوان نعم للشريعة اإلسالمية منشورة بصحيفة الطريق، العدد ،1116بتاريخ 2012/1/15م. ( )43تنفق من موازنة السلطة القضائية مبالغ طائلة لتغطية اإليجارات لـ %70من احملاكم والنيابات . ( )44القاضي /محمد راشد عبداملولى ،عضو احملكمة العليا بحث بعنوان عالمة على معالم اإلصالح القضائي ،الطبعة األولى2002 ،م ،ص.52 ( )45القاضي /محمد راشد عبد املولى ،مرجع سابق ،ص ،86نفس املعنى. ( )46القاضي /محمد راشد عبداملولى ،املرجع السابق ،ص.85 ( )47وهو مامت األخذ به حالياً وجرى تعديل املادة ( )104من قانون السلطة القضائية ومت فصل رئاسة اجمللس عن رئاسة احملكمة العليا مبوجب اتفاق رؤساء املنتديات القضائية مع قيادة السلطة القضائية في 2012/3/27م عقب االحتجاجات التي شهدتها السلطة القضائية في مختلف محافظات اجلمهورية . ( )48قدم هذا املقترح في مقال للباحث بعنوان وسائل ثورة القضاء املنشور مبوقع صحيفة الوسط اإللكترونية بتاريخ 2012/2/6م وكذا املنشور بصحيفة الوحدوي عدد رقم 971 بتاريخ 2012/12/11م. ( )49قراري اجلمعية العمومية لألمم املتحدة رقم 32/40بتاريخ 29نوفمبر 1985م146/40 ، في 13ديسمبر 1985م. ( )50إن هذا املقترح يضمن وجود من ينقل وجهة نظر اجمللس إلى احلكومة للتنسيق ،إضافة إلى أنه يحافظ على استقاللية القاضي املعني كوزير عدل بحيث ال يصبح له والء جلهة حزبية أو سياسية. ( )51إذ يجب إعطاء أعضاء النيابة حق التصرف في القضايا غير اجلسيمة بحسب ماهو مقرر قانونا باملادة 217إجراءات جزائية ،وهذا االختصاص سلبته التعليمات العامة كما نرى أن يعطوا التصرف في القضايا اجلسيمة خاصة ملن له الوالية ،وعني بدرجة وكيل (ب) ويكون تخصص النيابات االبتدائية نظر القضايا االبتدائية ونيابات االستئناف تتولى
45
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /عيسى الثريب القضايا املستأنفة إضافة إلى مراجعة القرارات الصادرة بأالوجه من أعضاء النيابة وتكون للنائب العام سلطة إشرافية كما يكون له التحقيق في بعض القضايا بنفسه أو ندب أعضاء من االستئناف للقيام بذلك حتت إشرافه بحكم اختصاصه بالدعوى العمومية في عموم محافظات اجلمهورية وبخاصة التي ينص عليها القانون أو تلك التي مت إلغاء القرارات بأالوجه الصادرة فيها ،جتدر اإلشارة إلى أنه قد قدمت مذكرة متضمنة مقترح مشابه لبعض ما ذكرناه من القاضي /علي عطبوش عوض في شهر مايو 2012م إلى النائب العام ،كما مت إعداد مذكرة شاركنا بصياغة بعض نقاطها ضمنت نفس املقترحات بشأن تصرف أعضاء النيابة في التحقيقات الوارد ذكرها في بحثنا ،إضافة إلى مقترحات أخرى مت وضعها من زمالء أخريني تولى صياغتها بصورة نهائية الزميل القاضي /نبيل اجلنيد وقدمها مبعية القاضي /عبد الكرمي محبوب إلى النائب العام في أوائل شهر أبريل 2013م . ( )52قضت بذلك املادة ( )15من املبادئ التوجيهية بشأن دور أعضاء النيابة املقرة في املؤمتر الثامن لألمم املتحدة ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني املنعقد في هافانا من /27 1990/9/7-8م مجموعة االتفاقيات العربية والدولية الصادر عن املكتب الفني مبكتب النائب العام كما أن مكافحة الفساد و مالحقة املوظفني املرتكبني لهذه اجلرائم هو الهدف الرئيس من إنشاء نيابة األموال العامة. ( )53إذ إن % 50من مديريات اجلمهورية ال يوجد فيها أقسام شرط جاء ذلك في اللقاء التشاوري الذي بحث ملف «األمن وسيادة القانون» والذي نظمه مركز الدراسات واإلعالم االقتصادي بالتعاون مع مركز املشروعات الدولية اخلاصة ،cipeوعقد برعاية وزير الداخلية في شهر أكتوبر 2012م . ( )54صدر قرار جمهوري رقم ( )2لسنة 2013م بشأن تشكيل جلنتني ملعاجلة قضايا األراضي واملسرحني من وظائفهم املدنية والعسكرية في احملافظات اجلنوبية ،ونرى أن يصدر قانون يحدد طبيعة القرارات الصادرة من هاتني اللجنتني وطرق الطعن فيها ،وقد خلصنا إلى هذا الرأي بعد نقاش مع بعض زمالئنا من القضاة. ( )55د .ثروت بدوي :مرجع سابق ،ص.67 ( )56د .مطهر محمد إسماعيل العزي :مرجع سابق ،ص.50 ( )57د .عادل زغبوب :الدولة االحتادية مفهومها -حتليلها -مستقبلها ،دار املسيرة للصحافة والطباعة والنشر ،الطبعة األولى1979 ،م ،ص.37 ( )58د .ثروت بدوي :مرجع سابق ،ص ،73د .مطهر محمد إسماعيل العزي :مرجع سابق ،ص.51 ( )59د .مطهر محمد إسماعيل العزي :مرجع سابق ،ص ،52ما ذهب إليه أستاذنا خالفاً للوقائع التاريخية التي تثبت أن شكل الدولة الفدرالية لم ينتج إال عن احتاد دول ذات إختالفات ثقافية -دينية أي ال تتوافر فيهم مقومات األمة الواحدة ولم يعطي منوذجاً لالحتاد الفدرالي في الدولة التي تتفكك إلى دويالت لينشأ فيها مثل هذا االحتاد. ( )60النظام القضائي األمريكي منتديات جريدة صوت الطلبة ،موجز عن التنظيم القضائي في الواليات املتحدة األمريكية ،ورقة منشورة على االنترنت من: http://www.Svnewe.net/vb/Showtread.php?t=22635 ( )61د .عادل زغبوب :مرجع سابق ،ص.140 ( )62د .ثروت بدوي :مرجع سابق ،ص.73 (Debars. Lee, J.D, Charles Hall, Marsha. Hurley, J.D. American Legal )63 English Copyright by UNEVERSITY Of MICHIGAN.1999.p41 ( )64النظام القضائي األمريكي ،مرجع سابق. ( )65النظام األمريكي ،مرجع سابق. ( )66د .أحمد عبدالظاهر :العالقة بني القضاء االحتادي والقضاء احمللي ،دراسة في القانون اإلماراتي ،منشور في منتديات القانون العماني. .http:// www.omanlegal.net/vb/show thread.php=6843
( )67 ( )68 ( )69
( )70 ( )71 ( )72 ( )73
( )74 ( )75 ( )76 ( )77
( )78 ( )79
( )80
د .أحمد عبدالظاهر :مرجع سابق. ميكن عد قرارات مجالس األقاليم فيما يخص أعضاء السلطة القضائية قرارات ابتدائية _درجة أولى_ يتم التظلم منها أمام مجلس القضاء األعلى _درجة ثانية_ ،ثم إذا أريد الطعن على قرار مجلس القضاء األعلى فيقدم الطعن أمام احملكمة العليا . أوجدت وزارة العدل مشروع استراجتيه حتديث القضاء وتطويره من 2015 -2005م بينت قدر ما يحتاج إليه القضاء من كادر قضائي وإداري بيد أنه يوجد عليها بعض املأخذ ،ولكن األهم من ذلك أننا اليوم في مطلع العام 2013م ولم يطرأ تغيير على الواقع لعدم استيعاب هذه اخلطة للمتغيرات االجتماعية والسكانية ومايصدق على صحة كالمنا البيانات الصادرة عن اللقاء التشاوري الذي عقده أعضاء السلطة القضائية في عدن حملافظات عدن ،ابني ،حلج ،الضالع في 2012/1/30م ،وبيان الهيئتني اإلداريتني للمنتديات القضائية في محافظتي حضرموت وشبوه وأعضاء السلطة القضائية في املهرة في 2012/2/7م ،واللقاء التشاوري ألعضاء السلطة القضائية في أمانة العاصمة املنعقد بتاريخ 2012/3/1م. إن هذا النص ألغى االستثناء الوارد على من يتم تعيينهم في وظائف النيابة العامة مبوجب الفقرة (/57ز) من قانون السلطة القضائية ناهيك عن أن املادة ( )48من قانون املعهد ألغت أي نص يتعارض و قانون املعهد. ال يجب أن تخل مثل هذه التعديالت في حال األخذ بها بأصحاب احلقوق املكتسبة. القاضي محمد راشد عبداملولى :املرجع السابق ،ص.73 مشروع استراتيجية حتديث القضاء وتطويره ،مرجع سابق تكلمت عن جوانب التأهيل من ص 53-51بيد أننا أضفنا على ماورد فيها ولكن التساؤل األهم هو ملاذا لم نلمس آثار هذه االستراتيجية على الواقع سوى في جانب التأهيل برفد القضاء بالقضاة وأعضاء نيابة املعينني حديثاً من خريجوا معهد القضاء؟ ،إضافة إلى ذلك جند أن االستراتيجية لم تشمل توضيح الهياكل التنظيمية للنيابات االستئنافية والنيابات االبتدائية وبينت الهيكل التنظيمي ملكتب النائب العام وبإختصار شديد. نص املادة ( )24من القانون رقم ( )34لعام 2008م بشأن معهد القضاء. إذ إنه يتم تقسيم امليزانية للسلطة القضائية إلى أربعة أقسام :قسم للمعهد العالي للقضاء، قسم للنيابة العامة ،وقسم لوزارة العدل ،وقسم للمحكمة العليا .أنظر مقالة القاضي /علي عطبوش عوض :نعم للشريعة السماوية ،مرجع سابق خاصة أن موازنة السلطة القضائية تشهد ازدياد مطرداً في السنوات األخيرة. مشروع إستراتيجية حتديث القضاء وتطويره تكلمت عن مسألة البنى التحتية في ص69 منها ،بيد أننا ال نعرف القدر الذي نفذ من املشاريع املذكورة في هذه االستراتيجية ،ولم نلمس في محافظة عدن سوى مجمع .نيابات استئناف م /عدن .أما فيما يخص احملاكم مبان قدمية ،غير الئقة ،تلك والنيابات االبتدائية فتقريباً % 70منها إيجار %30منها تقع في ٍ التي لها مباني خاصة بها (صيرة -التواهي -البريقة -األموال) عدا نيابة األموال تقع في مبنى مجمع نيابات االستئناف. يراعى في حالة األخذ بالنظام الفدرالي املالي واإلداري املقترح سابقاً يكون مجلس القضاء األعلى مختص ببناء املدن السكنية ومقرات الهيئات التابعة له ،أما مجالس قضاء األقاليم تختص ببناء مقرات احملاكم والنيابات في اإلقليم باالشتراك مع سلطات اإلقليم. طرأ حتسن ملموس في راتب القضاة وأعضاء النيابة بعد أن مت صرف جزء من البدالت املمنوحة لهم قانوناً في عام 2011م عقب االحتجاجات التي شملت السلطة القضائية ، وال ندري ملاذا لم ينفذ مجلس القضاء قراره رقم 214لعام 2010م بشأن مرتبات القضاة وأعضاء النيابة ؟ . إذ يتم حفظ اجلثث وعينات األنسجة في ثالجات املستشفيات العامة مما يعرضها للتلف لعدم التعامل مع العينات كأدلة جنائية.
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
46
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
47
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
استقالل السلطة القضائية «إجيابيات االستقالل وسلبيات التبعية اإلدارية واملالـ ـ ـ ـ ــية للسلطة التنفيذية» -دراسة مقارنة-
املقدمة أمهية استقالل القضاء ونزاهته: ً يعد استقالل القضاء مهما لألسباب ذاتها التي جتعل وجود القضاء في حد ذاته مهماً وبالتالي فإن وجود قضاء ولكنه غير مستقل يعني بالضبط متاماً أنه ال يوجد قضاء وحينذاك فإن الوجود املادي للقضاء يكون أشبه بالفئات املهمشة في اجملتمع التي يتعني عليها أن تقطع شوطاً كبيراً من العمل اجلاد من أجل احلصول على حق املواطنة املتساوية في الدولة وهذا وضع القضاء اليوم في العديد من بلدان العالم وخصوصاً في الوطن العربي ثم في البلدان التي ال تزال في بداية التحول الدميقراطي وإذا لم يكن من املمكن االعتماد على القضاء في الفصل في الدعاوى بنـزاهة وطبقاً للقانون وليس على أساس أية ضغوط ومؤثرات خارجية فسيهتز دوره وتختل ثقة اجلمهور فيه ثم في الدولة نفسها. ولكن ما املقصود باستقالل القضاء وما هي اجلهات التي تقوض هذا االستقالل ويتعني أن يكون مستقال عنها ؟ تعريف استقالل القضاء ونزاهته : نعني باستقالل القضاء قدرة القضاة على اتخاذ القرار بنزاهة وهذا يعني أن االستقالل ليس هو الهدف في حد ذاته و إمنا هو وسيلة من أجل حتقيق أهداف أخرى أولها ضمان حياد القاضي ونزاهته ويعرف املبدأ الثاني من مبادئ األمم املتحدة األساسية حول استقالل القضاء نزاهة القضاء “بأن يتخذ القضاة القرارات في الدعاوى التي ينظرونها على أساس الوقائع ومبا يتفق مع القانون ،دون أية قيود أو تأثيرات ،أو إغراءات ،أو ضغوط ،أو تهديدات ،أو تدخالت ،سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة من جانب أية جماعة ،أو ألي سبب “. وبناء على هذا التعريف قد تأتي التدخالت في استقالل القضاء من مصادر مختلفة : · السلطة التنفيذية،أو السلطة التشريعية ،أو احلكومات احمللية. · األحزاب والتنظيمات السياسية. · الصفوة من السياسيني ورجال االقتصاد واملشايخ. · أفراد من أصحاب النفوذ القوي في احلكومة أو اجملالس العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
القــاضي /شـائف علي حممـد الشيبـاين ماجستير شريعة إسالمية وقانون مساعد رئيس هيئة التفتيش القضائي لشئون األعضاء رئيس دائرة التدريب والتأهيل مبكتب النائب العام
التشريعية أو احمللية. · العسكريون وأجهزة األمن القومي والسياسي واخملابرات العسكرية. · الشبكات اإلجرامية. · وأخيرا ميكن أن يكون الهيكل القضائي نفسه وخصوصا عندما يكون مجلس القضاء مشكال من أعضاء من خارج القضاة. وذلك عن طريق وضع قيود حتد من سلطتها،أو التأثير عليها سواء باستخدام النفوذ أو الوساطة أو الرجاء،أو اإلغراء،أو الضغط،أو التدخل بأية صورة كانت مباشر ة أو غير مباشر ة،ويعد من أسوأ صور التدخل املؤثر في استقالل القضاء ونزاهته مصادرة حق السلطة القضائية بإدارة أمورها بنفسها أو بفرض الوصاية عليها .ولبيان كل ذلك رأيت تقسيم موضوع هذا البحث إلى مبحثني أخصص األول للحديث عن االستقالل اإلداري واملالي للقضاء وسوف أبني بعض النماذج املفيدة في هذا الشأن مبا في ذلك النموذج اليمني ثم في مبحث ثان سوف أحتدث عن سلبيات التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية متمنيا العون والتوفيق من الله تعالى.
املبحث األول استقالل القضاء إداريًا وماليًا
تتمثل سيطرة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية من الناحية اإلدارية أو املالية في جوانب هامة وخطيرة أمهه ـ ـ ــا -: .1جعل التعيينات والترقيات والتنقالت والندب واإلعارة ألعضاء السلطة القضائية مبنية على قرارات تصدر عن السلطة التنفيذية (رئيس اجلمهورية ،رئيس مجلس الوزراء ،وزير العدل). .2سيطرة السلطة التنفيذية على وضع موازنة السلطة القضائية ثم مراقبة التصرف بامليزانية املعتمدة للقضاء من خالل الصالحيات التي متنحها لوزارة املالية بإجراء تعيينات مدراء للشؤون املالية يعملون وفق توجيهاتها فضال عن اخلضوع لرقابة أجهزة أخرى كاجلهاز املركزي . .3تشكيل مجلس القضاء األعلى من أشخاص ال ينتمون إلى
الهيئات القضائية ففي بعض الدول يرأس اجمللس رئيس اجلمهورية كما يكون وزير العدل عضوا فعاال في اجمللس ومينح هذا األخير صالحيات متعددة مثل صالحية التعيني أو الندب وفي بعض التشريعات ميلك حق الترشيح ملناصب قضائية وحق طلب احملاسبة التأديبية ألعضاء السلطة القضائية وصالحية حتديد نطاق البدالت امللحقة بالراتب وغير ذلك من الصالحيات وفيما يلي بعض النماذج التي تصلح للمقارنة واالستفادة منها وخصوصا فيما يتعلق باجلهد الذي يبذله القضاة للتخلص من التبعية للسلطة التنفيذية سواء التبعية املباشرة أو غير املباشرة.
الفرع األول استقالل القضاء يف كل من فرنسا وايطاليا والواليات املتحدة األمريكية
أوالً :استقالل القضاء يف فرنسا -:ال يزال وضع القضاء في فرنسا غير مرضي عنه من قبل قضاة فرنسا رغم أن هذا النظام يعد منوذجا يحتذى به وعلى الرغم من إجراء التعديالت التي أدخلت على تشكيل مجلس القضاء األعلى واخلطوات التي اتخذت جتاه وضع بعض الضمانات األساسية الستقالل القضاء في عام ()1883م فإن التعديل الذي مت ()1993م يشكل مجلس القضاء األعلى مبوجبه من رئيس اجلمهورية ،ووزير العدل ،وثالثة موظفني ليسوا بقضاة وال أعضاء في البرملان ويقوم رئيس اجلمهورية ،ورئيس اجمللس القومي ،ورئيس مجلس الشيوخ على التوالي بترشيحهم باإلضافة إلي قاض واحد من مجلس الدولة تنتخبه اجلمعية العمومية جمللس الدولة ،وخمسة من قضاة النيابة العامة ،وخمسة من قضاة احملاكم ،ويتكون اجمللس من قسمني منفصلني احدهم للقضاة واألخر للنيابة العامة ويتضمن القسم اخلاص بالقضاة عضوا واحداً من النيابة العامة كما يتضمن القسم اخلاص بالنيابة العامة قاضيا واحدا. هذا وينتخب العشرة القضاة وأعضاء النيابة من الهيئة القضائية نفسها ومبا يتوافق مع القانون الساري والذي مت التصديق عليه في عام ()1994م حيث ينص هذا القانون على أن يقوم باختيار هؤالء األعضاء زمالؤهم تبعا إلجراءات معقدة ونتيجة لهذا التعديل تقلص دور السلطة التنفيذية في تعيني جميع املناصب املهمة داخل الهيئة القضائية كما
اخضع دور وزير العدل فيما يتعلق بتعيني باقي املناصب إلي سيطرة مجلس القضاء األعلى وباإلضافة إلى ذلك ينص تعديل عام()1993 على أن يشترك رئيس اجلمهورية في سلطته في تعيني أعضاء مجلس القضاء األعلى مع رئيس اجمللس القومي كما يالحظ من خالل هذه التعديالت أنه ال يزال لوزير العدل سلطة حتريك اإلجراءات التأديبية جتاه القضاة غير أنه يجب أن يتنحى رئيس اجلمهورية ووزير العدل عندما يجتمع مجلس القضاء األعلى التخاذ اإلجراءات التأديبية. وعليه فإن الدراسات اخلاصة بوضع القضاء الفرنسي حتى بعد إصالحات عام ()1993م تشير أن القضاء الفرنسي غير راض عن وضع استقالل القضاء بها وال يزال اجلدل يثور حولها. ثانيًا :استقالل القضاء يف ايطاليا -:يعد وضع القضاء في إيطاليا منوذجا يوصف بأنه يفوق وضع استقالل القضاء في فرنسا .حيث ينص الدستور اإليطالي والذي مت تفعيله في عام ()1948م على أن جميع القرارات اخلاصة بالقضاة وأعضاء النيابة العامة منذ التعيني وحتى التقاعد على سبيل املثال (الترقي ،والنقل ،والتأديب ،وعدم األهلية) يجب أن تكون فقط من اختصاص مجلس يتكون من غالبية القضائيني (أي القضاة وأعضاء النيابة العامة) يقوم زمالؤهم بانتخابهم ،كما ينص بشكل أوضح على أن ثلثي األعضاء يجب أن يكونوا من القضائيني وعلى أن يقوم البرملان بانتخاب الثلث األخير من بني أساتذة القانون واحملامني ذوي خبرة مهنية 15سنة ،كما ينص الدستور على أن يترأس اجمللس األعلى للقضاء رئيس اجلمهورية -مجرد رئاسة رمزية -ويضم بني أعضائه رئيس محكمة النقض العليا والنائب العام للنقض ،وعلى أن يتم تغيير األعضاء املنتخبني من الهيئة القضائية بالكامل كل أربع سنوات وحاليا هناك 33عضوا في اجمللس األعلى للقضاء“ .ويوصف بأنه اكبر مجلس في القارة األوروبية” وقد تكون أول مجلس أعلى للقضاء في عام 1959م (أي بعد 11 سنة من تفعيل الدستور) .ومنذ ذلك الوقت تطور دوره وامتد ألكثر من مجرد إدارة شؤون القضائيني حيث أن تأثيره على العمل الداخلي باحملاكم ومكاتب النيابة في بعض األوقات ميتد ليتخطى احلدود الرسمية التي نص عليها الدستور وإن تعارض مع سلطات أخرى مبا العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
48
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
استقاللية السلطة القضائية «إجيابيات االستقالل وسلبيات التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية»
في ذلك رئيس اجلمهورية.
فقط بناء على طلب من وزارة العدل فيما يتعلق مبعظم قراراته. -2وزير العدل في ايطاليا ليس عضواً في اجمللس األعلى للقضاء، أما في فرنسا فوزير العدل هو نائب رئيس اجمللس األعلى للقضاء كما يرأس جميع االجتماعات التي يترأسها رئيس اجلمهورية الفرنسي. -3في ايطاليا ،يتحكم اجمللس األعلى للقضاء في جميع النشاطات اخلاصة بالتدريب املبدئي والتعليم املستمر للقضائيني .أما في فرنسا تتبع املدرسة القومية للقضاء وزارة العدل ويقوم الوزير شخصياً على اختيار املدير من بني القضائيني الذين يثق بهم. -4يتمتع أعضاء النيابة العامة في ايطاليا باستقالل تام عن وزير العدل ،حيث أن جميع القرارات اخلاصة بأعضاء النيابة العامة منذ التعني وحتى التقاعد يتخذها اجمللس األعلى للقضاء .أما في فرنسا يتبع أعضاء النيابة العامة هيكلها وانتدابهم واتخاذ اإلجراءات التأديبية ضدهم ،وغيرها ان قسم النيابة العامة في اجمللس األعلى للقضاء الفرنسي له سلطات استشارية فقط ،وباإلضافة إلى ذلك، تتولى وزارة العدل مسؤولية إصدار التوجيهات ألعضاء النيابة العامة فيما يتعلق باملبادرات واألولويات اجلنائية ،أما في ايطاليا فان هذه املسائل املتعلقة بالسياسات هي في الواقع األمر في أيدي أعضاء النيابة أنفسهم كاملة.
وزارة العدل واالستقالل يف كل من فرنسا وايطاليا :تؤكد الدراسات التي أجريت بهذا الشأن[ “ ]1على وجود اعتقاد في العديد من الدول بأن الدور الذي تقوم به وزارة العدل هو تهديد حقيقي أو محتمل الستقالل القضاء ،ففي األنظمة السياسية في أوروبا القارية ،يكون وزير العدل مسئوالً رسمياً أمام البرملان عن عمل النظام القضائي بشكل مالئم وفي واقع األمر ،فان دور الوزارة احلقيق يختلف من دولة إلى أخرى ولذا أعدت الدراسة املشار إليها آنفا بيانا وافيا لسلطات الوزير في ايطاليا ثم وضع مقارنة بني سلطات وزيري العدل في كل من إيطاليا وفرنسا على نحو ما يلي : يوكل الدستور االيطالي لوزير العدل مهمتني هما : -1تنظيم اخلدمات في النظام القضائي وضمان عملها. -2حق حتريك اإلجراءات التأديبية ضد القضائيني. وكما هو احلال مع وزراء العدل في دول أوروبا القارية ،فان وزير العدل االيطالي يكون مسئوال عن إعداد ميزانية النظام القضائي ونظام السجون كله وإدارتها،كما يتولى مسؤولية تعيني معظم العاملني غير القضائيني في احملاكم ومكاتب النيابة العامة(،وبعد أن يتم تعينهم في احملاكم ،يتبعون فقط القاضي الذي يرأس احملكمة) ويشغل أكثر من ( )130قاضياً جميع املناصب التنفيذية في وزارة العدل (سواء العليا،أو الدنيا) حتى املناصب التنفيذية املسئولة عن اتخاذ القرارات الفنية املتخصصة وعلى سبيل املثال (بناء وصيانة احملاكم والسجون، أو التخطيط للتكنولوجيا احلديثة في احملاكم ومكاتب النيابة العامة وتنفيذها) كما أن التحقيقات التي قد يحتاج إليها الوزير لتعزيز طلب اتخاذ إجراءات تأديبية أمام اجمللس األعلى للقضاء يجب أن يقوم بها فقط القضائيون في الوزارة ،غير انه في معظم األحيان يقوم النائب العام حملكمة النقض بتحريك اإلجراءات التأديبية ،ثم يقوم بإجراء التحقيقات بعد ذلك القضائيون في مكتبه ،أما وظائف التحقيق في املسائل التأديبية فيحتفظ بحق القيام بها قضائيو الوكالة العامة. وهناك اعتقاد سائد بني القضائيني -وهو إلى حد كبير صحيح- ”[ ”]2وهو أن جميع املناصب التنفيذية داخل الوزارة يجب أن تظل في أيديهم كضمان أن وزارة العدل لن تتخذ أية إجراءات تضر باستقالل القضاء أو النيابة العامة وحتى عندما يقوم اجمللس األعلى للقضاء بانتداب القضائيني للعمل في وزارة العدل ،فهم يظلون حتت سلطة اجمللس الكاملة فيما يتعلق باملواضيع اخلاصة بإجراءات التأديب،والترقي،واالجتاهات املستقبلية ،أو الدور الذي يقومون به بصفتهم قضائيني. مقارنة بني دور وزير العدل يف السلطة القضائية يف كل من ايطالياوفرنسا: يتضح مما تقدم أن دور وزير العدل في ايطاليا ينحسر في أمور قليلة إذا ما قورنت مع وضع نظرائه في دول القارة األوروبية مبا في ذلك فرنسا كما يلي: -1في ايطاليا يقوم اجمللس األعلى للقضاء بتحريك جميع القرارات التي يتخذها ما عدا اخلاصة باإلجراءات التأديبية (حيث يقوم اجمللس بدور القاضي) .وباملقارنة فان القسم في اجمللس األعلى للقضاء الفرنسي ،...والذي يتخذ قرارات تتعلق بالقضاء قد يتحرك العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
ثالثًا :استقالل القضاء يف الواليات املتحدة األمريكية -:أما في الواليات املتحدة األمريكية فقد كانت احملاكم الفدرالية منذ إنشائها في عام 1789وحتى عام 1939تتبع إداريا وزارة اخلارجية، واملالية ،والداخلية ،والعدل ،أما محاكم الواليات فقد كانت تتبع إداريا اجلهات التنفيذية في الوالية وكانت هذه اجلهات سواء الفدرالية أو بالواليات تتقدم بطلبات سنوية للحصول على أموال من أجل تشغيل احملاكم وكانت تقوم بإدارة هذه األموال حتى بداية القرن العشرين وكذلك توفير قاعات محكمة ،ثم ومع تزايد حجم العمل القضائي وزيادة تعقيده بدأ القضاة وغيرهم في جدل حول تأمني الوالية والراتب حيث أصبحا غير كافيني لتمكني الهيئة القضائية الفدرالية من الدفاع عن نفسها ضد السلطتني األخيرتني فضال عن شكوى القضاة من تقاعس وزارة العدل وأن السيطرة على القضاء إداريا يهدد استقالل القضاء واقعا وشكال. وفي عام 1939استجاب الكوجنرس لهذه االعتبارات وأنشأ املكتب اإلداري للمحاكم األمريكية حتى تتولى مسؤولية ميزانية احملاكم الفدرالية وإدارة شؤون العاملني بها وجمع بيانات إحصائية عن عمل احملاكم بدال من وزارة العدل كما أعطى التوجيهات بأن يقوم مجلس من قضاة االستئناف الفدراليني باإلشراف على املكتب اإلداري ويضم هذا اجمللس عدداً من قضاة احملاكم االبتدائية ويطلق على هذا اجمللس اآلن املؤمتر القضائي للواليات املتحدة األمريكية يشكل من ()26عضوا منهم( )13من قضاة احملاكم االستئنافية و()12عضوا من االبتدائية اإلقليمية وبرئاسة كبير القضاة ويضع املؤمتر السياسات اإلدارية والتي تعمل من خالل شبكة من اللجان تختص بفحص موضوعات مثل امليكنة والعقوبات اجلنائية والرواتب واملزايا القضائية.
49
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /شايف الشيباين
الفرع الثاين استقالل القضاء يف كل من مصر ،وقطر
أوالً :استقالل القضاء يف مصر -:يشكل مجلس القضاء األعلى في مصر وفقا ألحكام املادة ()77 مكرر املضافة بالقانون رقم 35لسنة 1984م برئاسة رئيس محكمة النقض وبعضوية كل من : رئيس محكمة استئناف القاهرة. النائب العام. أقدم اثنني من نواب رئيس محكمة النقض. أقدم اثنني من رؤساء محاكم االستئناف األخرى.وعند خلو وظيفة رئيس محكمة النقض أو غيابه أو وجود مانع لديه يحل محله في رياسة اجمللس أقدم نوابه وفي هذه احلالة ينضم إلى عضوية اجمللس أقدم نواب رئيس محكمة النقض من غير العضوين املشار إليهما في الفقرة السابقة وعند خلو وظيفة أحد أعضاء اجمللس أو غيابه أو وجود مانع لديه يحل محل النائب العام أقدم نائب عام مساعد أو من يقوم مقامه ويحل محل رؤساء محاكم االستئناف من يليهم في األقدمية من النواب. وتؤكد املادة(77مكررة) ( :)2اختصاص مجلس القضاء األعلى بنظر كل ما يتعلق بتعيني وترقية ونقل وندب وإعادة رجال القضاء والنيابة العامة وكذلك سائر شئونهم على النحو املبني في هذا القانون. كما توجب أن يؤخذ رأيه في مشروعات القوانني املتعلقة بالقضاء والنيابة العامة. وتنظم املادة (:)5( )77األحكام اخلاصة باملوازنة السنوية وتنص على أن “ :تكون للقضاء والنيابة العامة موازنة سنوية مستقلة ،وتبدأ ببداية السنة املالية للدولة وتنتهي بنهايتها ويعد مجلس القضاء األعلى باالتفاق مع وزير املالية ،مشروع املوازنة قبل بدء السنة املالية بوقت كاف ،ويراعى في إعداد املشروع إدراج كل من اإليرادات واملصروفات رقماً واحداً ،ويقدم مشروع املوازنة إلى وزير املالية. ويتولى مجلس القضاء األعلى فور اعتماد املوازنة العامة للدولة، وبالتنسيق مع وزير املالية توزيع االعتمادات اإلجمالية ملوازنة القضاء والنيابة العامة على أبواب ومجموعات وبنود طبقاً للقواعد التي تتبع في املوازنة العامة للدولة. ويباشر مجلس القضاء األعلى السلطات اخملولة لوزير املالية في القوانني واللوائح بشأن تنفيذ موازنة القضاء والنيابة العامة في حدود االعتمادات املدرجة لها كما يباشر رئيس اجمللس السلطات اخملولة لوزير التنمية اإلدارية و لرئيس اجلهاز املركزي للتنظيم واإلدارة. ويعد مجلس القضاء األعلى احلساب اخلتامي ملوازنة القضاء والنيابة العامة في املواعيد املقررة ،ثم يحيله رئيس اجمللس إلى وزير املالية إلدراجه ضمن احلساب اخلتامي للموازنة العامة للدولة. وتسري على موازنة القضاء والنيابة العامة واحلساب اخلتامي لها فيما لم يرد به نص في هذا القانون ،أحكام القوانني املنظمة للخطة العامة واملوازنة العامة واحلساب اخلتامي للدولة. وعلى الرغم من االستقالل الذي حققه القضاء املصري إال أنه ال يزال مجبرا على التنسيق مع وزير املالية بشأن ميزانيته،كما أنه ال يزال أسيرا لوزير العدل في مجاالت واسعة في الشؤون القضائية وذلك من خالل املواد التالية :
املادة ”6الوزير هو اخملتص بإصدار القرارات بشأن انعقادمحكمة االستئناف في مكان أخر خارج أو داخل اختصاصها وكذا بشأن تأليفها بصورة دائمة في أحد مراكز احملاكم االبتدائية. املادة “ 9الوزير هو اخملتص بإصدار قرار ندب أحد املستشارينلرئاسة احملكمة االبتدائية.وكذا بشأن انعقادها خارج أو داخل اختصاصها عند الضرورة. املادة “ 11نفس الصالحيات السابقة بشأن احملاكم اجلزئية.املادة “ 24الوزير هو اخملتص بإصدار الئحة التفتيش علىأعضاء النيابة العامة بعد وضعها من مجلس القضاء. املادة “ 27بشأن التفتيش على السجون.املادة “ 29بشأن األشراف على إدارة نقود احملاكم.املادة “ 44بشأن ترشيح أحد املستشارين مبحكمة النقض.فضال عن اختصاصات أخرى ومن ذلك إصدار قرارات الندب أما عالقته مبجلس القضاء األعلى فإنه ال يعد عضواً فيه ولكن يجوز له أن يدعو اجمللس بأن يجتمع في وزارة العدل كما يجوز للمجلس من ناحية أخرى دعوة مساعد وزير العدل لشؤون التفتيش القضائي أو احد وكالء التفتيش وغيرها في كل ما يراه الزما من بيانات واألوراق، وهذا على سبيل املثال وليس احلصر كما أن شغل الوظائف القضائية سواء بالتعيني أو بالترقية تصدر بقرارات من رئيس اجلمهورية وفق إجراءات يحددها القانون لكن الذي نالحظه أيضا أن القضاء املصري غير راض عن وضعه وال يزال في صراع شديد مع السلطة التنفيذية من أجل احلصول على استقالل كامل عن التسلط عليه. ثانيًا استقالل القضاء يف دولة قطر :يشكل اجمللس األعلى للقضاء في قطر وفقاً لقانون السلطة القضائية ( )10لسنة 2003م على الوجه اآلتي : -1رئيس محكمة التمييز رئيساً. -2أقدم نواب الرئيس مبحكمة التميز نائباً للرئيس. -3أقدم القضاة مبحكمة التمييز عضواً. -4رئيس محكمة االستئناف عضواً. -5أقدم نواب الرئيس مبحكمة االستئناف عضواً. -6أقدم القضاة مبحكمة االستئناف عضواً. -7رئيس احملكمة االبتدائية عضواً. ويحل نائب الرئيس محل الرئيس عند غيابة أو خلو منصبه. ويالحظ مما تقدم أن وزير العدل ليس عضواً في مجلس القضاء األعلى في دولة قطر ،ولم يأت في قانون السلطة القضائية أي اختصاص له حتى فيما يتعلق بأعوان القضاء(اخلبراء واملترجمني والكتبة)وليس للسلطة التنفيذية أي صلة بالقضاء إال فيما ورد من اختصاص جمللس الوزراء بشأن إصدار قرارات إنهاء خدمة مساعدي القضاة أو نقلهم لوظائف أخرى بناء على اقتراح مجلس القضاء األعلى،وكذا بشأن إصدار الئحة شؤون املوظفني كما انه لم يرد اختصاص ألمير دولة قطر الذي يتبعه اجمللس مباشرة إال فيما يتعلق بإصدار قرار بتسوية أوضاع احملاكم الشرعية والعدلية املوجودين في اخلدمة في تاريخ العمل بهذا القانون وذلك بنقلهم إلى الوظائف املعادلة لوظائفهم احلالية وبترتيب اقدمياتهم فيما بينهم املادة ()78 وفيما يتعلق مبيزانية القضاء تنص املادة ( )3على أن يكون للمحاكم العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
50
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
موازنة تلحق باملوازنة العامة للدولة ،وبهذا يتضح جلياً مدى استقالل القضاء القطري عن التبعية املالية واإلدارية عن السلطة التنفيذية ومبا يعزز استقالل القضاة في قضائهم ونزاهتهم.
الفرع الثالث استقالل القضاء يف اجلمهورية اليمنية
أوالً :وضع القضاء وفقًا للضمانات الدستورية (دستور الوحدة 1990م) أكد الدستور الوحدوي للجمهورية اليمنية استقالل القضاء وفق مبدأ صريح اشتمل على حظر التدخل في أعماله واعتبار التدخل في أعماله جرمية ال تسقط بالتقادم. حيث تنص املادة ( )120منه على أن))القضاء سلطة مستقلة في أداء مهامه والقضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون وال يجوز ألية جهة وبأية صورة التدخل في القضايا أو في شأن من شئون العدالة ويعتبر مثل هذا التدخل جرمية يعاقب عليها القانون وال تسقط الدعوى فيها بالتقادم)). وأكدت املادة ( )122منه على حصانة القضاة وأعضاء النيابة العامة ضد العزل إال في احلاالت والشروط التي يحددها القانون كما أكد على عدم جواز نقلهم إلى أي وظائف غير قضائية إال برضاهم ومبوافقة اجمللس اخملتص بشئونهم ما لم يكن ذلك على سبيل التأديب. وفي املادة ( )123نص على أن (( :يكون للقضاء مجلس أعلى ينظمه القانون ويبني اختصاصاته ويعمل على تطبيق الضمانات املمنوحة للقضاة من حيث التعيني والترقية والفصل والعزل وفقاً للقانون)). ثانيـًا :الضمانات الدستورية وفقًا للتعديالت الدستورية : التعديل األول للدستور 1994/10/15م -: حيث صارت املادة ( )120من الدستور السابق هي املادة ()147 في التعديل الدستوري األول واستبدلت صياغتها بصيغة أخرى تكفل بوضوح أكثر استقالل السلطة القضائية قضائياً ومالياً وإدارياً والتأكيد على أن النيابة العامة هيئة من هيئات القضاء. إذ تنص على أن (( :القضاء سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً والنيابة العامة هيئة من هيئاته وتتولى احملاكم الفصل في جميع املنازعات واجلرائم ،والقضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون وال يجوز ألية جهة وبأية صورة التدخل في القضايا أو في شأن من شئون العدالة ويعتبر مثل هذا التدخل جرمية يعاقب عليها القانون وال تسقط الدعوى فيها بالتقادم)). كما استبدلت املادة ( )123من الدستور السابق بنص دستوري آخر هو نص املادة ( )150منحت السلطة القضائية مبوجبه سلطة دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء متهيداً إلدراجها رقماً واحداً في املوازنة العامة للدولة. إذ تنص على أن (( :يكون للقضاء مجلس أعلى ينظمه القانون ويبني اختصاصاته وطريقة ترشيح وتعيني أعضائه من حيث التعيني والترقية والفصل والعزل وفقاً للقانون ويتولى اجمللس دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء متهيداً إلدراجها رقماً واحداً في املوازنة العامة للدولة([.)]3 التعديل الثاني للدستور 2001/3/3م -: في هذه التعديالت لم يطرأ أي تغيير في املواد الدستورية املنصوص العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية «إجيابيات االستقالل وسلبيات التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية»
عليها في الفصل الثالث من الدستور سوى التعديل في أرقام املواد الدستورية في هذا الفصل حيث صارت املادة ( )147في الدستور السابق هي املادة ( )149في الدستور احلالي وصارت املادة ( )150في الدستور السابق هي املادة ( )152من الدستور احلالي. وبالتالي فإن املشرع اليمني الدستوري قد سابق الكثير من التشريعات الدستورية ومنذ عام 1994م حني أكد دستورياً على استقالل السلطة القضائية قضائياً ومالياً وإدارياً ومنح مجلس القضاء سلطة دراسة وإقرار مشروع موازنة القضاء متهيداً إلدراجها رقماً واحداً في املوازنة العامة للدولة. كما أن املشرع الدستوري اليمني أكد ومنذ قيام الوحدة اليمنية املباركة على حظر التدخل في أي شأن من شئون العدالة وأعد ذلك التدخل جرمية ال تسقط الدعوى فيها بالتقادم وكفل حصانة القضاة ضد العزل وعدم جواز نقلهم من السلك القضائي إلى أي وظائف غير قضائية إال برضاهم ومبوافقة اجمللس اخملتص بشئونهم ما لم يكن ذلك على سبيل التأديب وفق محاكمة عادلة ينظمها القانون. ثالثًا :وضع القضاء وفقًا للقانون الوحدوي رقم ( )1لسنة 1991م بشأن السلطة القضائية : مت صياغة هذا القانون وفق أحكام الدستور الوحدوي 1990م وفي وقت معاصر لنهضة تشريعية متسارعة عقب الوحدة اليمنية هدفت إلى استكمال البنية التشريعية لدولة الوحدة والتخلص من القوانني التشطيرية التي كانت سائدة حينذاك في كل شطر من الوطن احلبيب ونتيجة لذلك لم حتظ السلطة القضائية بقانون تتخلص فيه من التبعية للسلطة التنفيذية التي كانت سائدة قبل هذا القانون. وفي ظل هذا القانون استبدل نظام االدعاء العام الذي كان قائماً بالقانون رقم ( )9لسنة 1984م بنظام النيابة العامة وقد اهتم يومئذ املشرع اليمني مبسائل فرعية أخذت جدالً كبيراً في شروط التعيني في القضاء وخصوصاً شرط الذكورة حيث كان وزير العدل حينذاك من املنتمني للحزب االشتراكي اليمني وكان مجلس النواب يضم عدداً كبيراً من أتباع هذا احلزب وكان النظام القضائي في ظل حكم هذا احلزب في عدن يسمح للمرأة بتولي الوظائف القضائية فض ً ال عن انفتاح مبادئ احلزب في جانب مساواة املرأة بالرجل في كافة احلقوق والواجبات املقررة للرجل .وضاع مبدأ استقالل القضاء بني هؤالء من جانب واملضيقني على املرأة في بعض احلقوق والواجبات من جانب آخر وفق اجتهاد يستند فيه أصحابه إلى الفقه اإلسالمي وكانت النتيجة هو االنتصار في هذا القانون للمرأة التي استطاعت أن تنافس أخيها الرجل في شغل الوظائف القضائية وفي املقابل هزل مبدأ استقالل القضاء وظلت التبعية للسلطة التنفيذية مهددة لعدد من الضمانات املمنوحة للقضاء املتعلقة بالتعيني والنقل والندب والترقيات واحملاسبة واملرتبات وميزانية السلطة القضائية وفقاً ملا كان عليه احلال في التشريعات التي كانت سائدة في الشطر الشمالي من الوطن حينذاك بل أنه باملقارنة البسيطة بني هذا القانون وقانون السلطة القضائية رقم ( )28لسنة 1979م سنجد أن ثمة فارقاً ملصلحة السلطة القضائية في القانون رقم ( )28لسنة 1979م وأضرب لذلك األمثلة التالية : -1فيما يتعلق بوالية رئيس الدولة بتعيني النائب العام واحملامي العام األول.
51
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /شايف الشيباين
النص القدمي /26ح ينص على أن ((يتم تعيني النائب العام واحملامي العام األول من بني قضاة احملكمة العليا للنقض على أن يكون مستوفياً للشروط الواردة بالفقرة األولى من البند “ج” من املادة ( )22من هذا القانون وذلك بقرار من رئيس الدولة بنا ًء على عرض وزير العدل وموافقة مجلس القضاء األعلى)). هذا وحتدد املادة ( )22شروط التعيني ابتدا ًء في وظائف السلطة القضائية ومن ذلك شرط احلصول على املؤهل اجلامعي في الشريعة والقانون أو في احلقوق من جامعة معترف بها شرط أن تكون الشريعة اإلسالمية مادة أساسية فيها على نحو يؤهله لتولي القضاء. أما النص املقابل للمادة (/26ح) وهو نص املادة ( )60من القانون رقم ( )1لسنة 1991م فينص على أن ((يعني النائب العام واحملامي العام األول بقرار من مجلس الرئاسة (رئيس اجلمهورية))) ويالحظ أنه قد صار مبوجب هذا النص لرئيس اجلمهورية تعيني النائب العام واحملامي العام األول دون أي قيد عليه ولو كان ذلك من خارج السلطة القضائية وهو بالضبط ما دل عليه واقع األمر في التعيينات لوظيفة النائب العام خالل املرحلة السابقة ولم يتبع التقليد السابق باختيار النائب العام من بني قضاة احملكمة العليا إال في بعض تلك التعيينات. -2من حيث التعيني ونظام الترقيات. نظم القانون رقم ( )28لسنة 1979م إجراءات التعيني والترقيات بصورة دقيقة وأكثر وضوحاً من النصوص النافذة في القانون احلالي حيث نظم بوضوح إجراءات الترقيات والتعيني باالختيار لشغل الوظائف القضائية من بني أعضاء السلطة القضائية أو من خارجها ممن ميارسون أعمال نظيرة وفق إجراءات وضوابط دقيقة ومدة خبرة طويلة في حني خلى قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م من بيان ذلك عدا املادة ( )59التي تقضي بجواز تشكيل احملكمة العليا ألول مرة بعد نفاذ هذا القانون عن طريق االختيار من العاملني في التدريس اجلامعي أو احملاماة ويؤخذ على هذا النص أنه نص انتقالي ال يجوز تطبيقه إال ملرة واحدة بعد نفاذ هذا القانون فض ً ال عن كونه محدوداً من جهة التعيني بوظيفة احملكمة العليا ،ومن جهة الفئات التي يجوز االختيار منها من خارج السلطة القضائية بفئات احملامني وهيئة التدريس اجلامعي ،كما يؤخذ عليه أنه لم يبني الضوابط والشروط التي يتعني االلتزام بها لالختيار من بني هذه الفئات ،وفي الواقع مت تطبيق النص ألكثر من مرة وفي وظائف غير وظيفة احملكمة العليا وبدون أية ضوابط أو على األقل تقليد يحتذى به. -3من حيث الصالحية اخملولة للنائب العام مبوجب القانون رقم ( )39لسنة 1977م بشأن نقل أعضاء النيابة العامة أو ندبهم .لم ينص القانون احلالي على هذه الصالحية ومنح وزير العدل فقط صالحية الندب للقضاة ملدة ستة أشهر وعلى سريان األحكام املتعلقة بالقضاة على أعضاء النيابة العامة وفقاً ألحكام املادة (.)56 وإزاء ذلك متسكت النيابة العامة بالقانون رقم ( )39لسنة 1977م بشأن إنشاء النيابة العامة على أنه ال يزال نافذا ولم يلغ نظراً الختيار املشرع الدستوري لنظام النيابة العامة بدي ً ال عن نظام االدعاء العام الذي كان قائماً قبل الوحدة بالقانون رقم ( )9لسنة 84م وألنه لم يصدر قانون آخر للنيابة العامة بعد الوحدة .بيد أن عدداً من أعضاء النيابة العامة ساءتهم بعض قرارات النائب العام بنقلهم باالستناد إلى هذا
القانون وطعنوا أمام الدائرة اإلدارية بذلك حيث انتهت هذه الدائرة إلى إلغاء قرارات النائب العام تأسيساً على أن هذا القانون قد صار ملغياً بقانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م([.)]4 التعديالت اليت طرأت على قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 91م -: أجريت على هذا القانون عدد من التعديالت على النحو اآلتي -: التعديل األول :مت مبوجب القانون رقم 3لسنة94م وذلك بإضافة الفقرة (ز) من املادة ( )57قرر مبوجبها منح خريجي املعهد العالي للقضاء كافة احلقوق الواردة في قانون إنشاء املعهد. التعديل الثاني :مت مبوجب قرار صادر عن مجلس القضاء األعلى رقم ( )162لسنة 2000م ومبوجبه مت تعديل جدول الوظائف ومرتبات وعالوات وبدالت أعضاء السلطة القضائية. التعديل الثالث :مت مبوجب القانون رقم 15لسنة 2006م ،ويعد هذا التعديل من أهم التعديالت التي جرت على هذا القانون باجتاه استقالل القضاء لتعلقه بتشكيل مجلس القضاء األعلى ،حيث كان يشكل وفقاً لنص املادة ( )104على النحو التالي -: -1رئيس اجلمهورية رئيساً. عضوا. -2وزير العدل -3رئيس احملكمة العليا عضواً. عضواً. -4النائب العام -5نائب رئيس احملكمة العليا عضواً -6نائب وزير العدل عضوا. -7رئيس هيئة التفتيش القضائي عضوا. -8ثالثة أعضاء يتم تعيينهم بقرار من رئيس اجلمهورية ،على أال أعضاء. تقل درجة كل منهم عن قاضي محكمة عليا وتنص املادة ( )105بأن ( :يرأس جلسات اجمللس رئيس اجلمهورية، وفي حالة غيابة يرأس اجللسات من يراه ،وحتدد الالئحة كيفية إدارة أعمال اجمللس اليومية والدعوة جللساته ومواعيد انعقادها)([.)]5 ثم صار تشكيل اجمللس مبوجب ذلك التعديل على النحو اآلتـــي_: -1رئيس احملكمة العليا رئيساً. عضوا. -2وزير العدل عضواً. -3النائب العام -4أمني عام اجمللس عضواً -5رئيس هيئة التفتيش القضائي عضوا. -6ثالثة أعضاء يتم تعينهم بقرار من رئيس اجلمهورية ،على أال أعضاء. تقل درجة كل منهم عن قاضي محكمة استئناف وحتدد الالئحة كيفية إدارة أعمال اجمللس. وأضيفت مادة برقم ( 104مكرر) وتنص على أن ( :يكون رئيس احملكمة العليا رئيساً جمللس القضاء األعلى ويصدر بتعيينه قرار من رئيس اجلمهورية). وتنص املادة ( )105بأن ( :يرأس جلسات اجمللس رئيس مجلس القضاء األعلى ،وفي حالة غيابه يرأس اجللسات من يراه من بني أعضاء اجمللس ،ولرئيس اجلمهورية دعوة اجمللس لالنعقاد لرئاسته كلما دعت احلاجة لذلك).
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
52
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
التعديل الرابع :صدر كاستجابة جزئية وعاجلة لالعتصام الثاني لقضاة احملاكم والنيابات العامة الذي اشترك معهم فيه موظفو السلطة القضائية مبوجب القانون رقم ( ) لسنة 2012م مت فيه فصل وظيفة رئاسة مجلس القضاء األعلى عن والية رئاسة احملكمة العليا وإعادة تشكيل مجلس القضاء األعلى على النحو اآلتي -: -1رئيس مجلس القضاء األعلى رئيساً. -2رئيس احملكمة العليا عضواً. عضوا. -3وزير العدل عضواً. -4النائب العام -5أمني عام اجمللس عضواً -6رئيس هيئة التفتيش القضائي عضوا. -7ثالثة أعضاء يتم تعينهم بقرار من رئيس اجلمهورية ،على أال أعضاء. تقل درجة كل منهم عن قاضي محكمة عليا وعدلت املادة ( 104مكرر) على النحو اآلتي ( :يتم تعيني رئيس مجلس القضاء األعلى بقرار من رئيس اجلمهورية وميارس املهام واالختصاصات اخملولة له مبوجب القانون). ورغم هذه التعديالت التي أجريت على قانون السلطة القضائية إال أن القضاء اليمني ال يزال غير راض عنها وذلك أن القانون يحتوي على عدد من النصوص القانونية التي متنح السلطة التنفيذية سيطرة كاملة على السلطة القضائية فيما يتعلق بإدارة القضاء لشؤونه اإلدارية واملالية من حيث : أ -صالحية رئيس اجلمهورية في التعيينات والترقيات. ب -صالحية مجلس الوزراء في حتديد البدالت امللحقة بالراتب وتعديل جدول الوظائف القضائية واملرتبات. ت -صالحية وزير العدل من حيث التعيني في القضاء ابتداء وطلب محاسبة القضاء وتأديبهم كما له بعض الصالحيات املتمثلة بحق الترشيح لبعض املناصب القضائية وحق الندب وحتديد نطاق البدالت امللحقة بالراتب بني احلد األدنى واألعلى لها وحتديد العطلة القضائية فض ً ال عن عضويته في مجلس القضاء األعلى الفاعلة واملؤثرة على صحة انعقاد مجلس القضاء األعلى ،وتبعية هيئة التفتيش القضائي بالوزارة له وغير ذلك من الصالحيات. وإزاء ذلك تقدم عدد من اإلخوة القضاة بدعوى أمام الدائرة الدستورية بالطعن ببطالن ( )34مادة وطالبوا القضاء بعدم دستوريتها وظلت تلك الدعوى تراوح مكانها بسبب الظروف واألوضاع السياسية حينذاك وتعد هذه الدعوى هي الدعوى الثانية حيث كان عدد من القضاة قد تقدموا بدعوى مماثلة في عام 2008م “[ ”]6ومت إعاقة سير اإلجراءات فيها بإقناع مقدميها بسحبها نظير وعد من مجلس القضاء األعلى بتبني إعداد مشروع قانون للسلطة القضائية فضال عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات سريعة بشأن إصالح أوضاع القضاة بيد إن ذلك لم يفلح في إرضاء القضاة خصوصا أن مشروع القانون الذي مت إعداده من قبل مجلس القضاء األعلى لم يلب الطموح املطلوب لتحقيق استقالل كامل للسلطة القضائية كما أنه لم يلب اإلصالحات التي كان يطالب بها القضاة ألوضاعهم القضائية مبا في ذلك جانب التأمني الصحي وفي الوقت نفسه تبنى مجلس الوزراء مشروعاً آخر لقانون للسلطة القضائية تقدم به إلى مجلس النواب ومشروع قانون ثالث العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية «إجيابيات االستقالل وسلبيات التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية»
تقدمت به إحدى املنظمات املدنية (هود) تبناه أحد البرملانيني أمام مجلس النواب ومت إحالة املشاريع الثالثة إلى جلنة العدل واألوقاف للنظر فيها واخلروج برؤية موحدة بالتنسيق مع اجلهات ذات العالقة (النيابة العامة،وزارة العدل،مجلس القضاء )..وكان من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر أثناء مناقشة هذه املشروعات خصوصا وأن ممثلي الهيئات القضائية اخملتارين للمشاركة مع جلنة العدل واألوقاف البرملانية كل واحد منهم يحمل مشروع قانون آخر بيده بعضهم لديه رؤية يهدف من خاللها التفريق بني قضاة احملاكم وأعضاء النيابة العامة في بعض احلقوق ،ويعد ذلك رجوعاً باإلصالحات القضائية إلى الوراء بدالً من التقدم بها نحو األمام وقد بلغ ذلك علم بعض أعضاء النيابة العامة الذين ساءهم األمر وهددوا في حالة اإلمضاء بتلك األفكار وعكسها في القانون باتخاذ موقف أقله التوقف عن العمل حتى يضمنوا سحبها لضمان مساواة أعضاء النيابة العامة مثلهم مثل قضاة احملاكم ومثل الكثير من النظم القضائية في العالم التي تعد النيابة العامة فيها جز ًء من جسم السلطة القضائية وحتقيقاً للنص الدستوري املادة ( )149الذي جعل النيابة العامة هيئة من الهيئات القضائية ،وبسبب ذلك وغيره من األسباب توقف عمل اللجنة بهدف منح فرصة ملمثلي الهيئات القضائية للوصول إلى نقاط اتفاق بشأن املواد القانونية اخملتلف حولها وبسبب اإلحلاح الشديد بالتخلص من هيمنة السلطة التنفيذية والسيما وقد أزداد األمر تعقيدا معها حول مسألة ميزانية القضاء األمر الذي دفع باألخ الفاضل القاضي مرشد العرشاني وزير العدل التقدم مبشروع تعديل إلى مجلس الوزراء يتضمن نقل صالحياته القانونية إلى رئيس مجلس القضاء األعلى مع تعديل بعض النصوص األخرى مبا يكفل للسلطة القضائية االستقالل قضائياً ومالياً وإدارياً وفقاً لنص املادة ( )149من الدستور ويعد ما قام به وزير العدل خطوة جيدة وسابقة له من بني خمسة وزراء للعدل سبقوه في حمل حقيبة الوزارة دون أن يقدم احدهم مثل هذا العمل اجلليل وقد استجاب مجلس الوزراء للمشروع الذي تقدم به األخ الوزير وأحاله إلى مجلس النواب الذي اقره بدوره ورفعه إلى فخامة رئيس اجلمهورية بتاريخ /..مايو2013م وفي الوقت نفسه كانت احملكمة العليا تنظر الدعوى بعدم دستورية املواد أل( )34من قانون السلطة القضائية التي أشرنا إليها وهي في معظمها مشتملة على املواد التي وافق مجلس النواب على تعديلها فض ً ال عن مواد أخرى أهمها عضوية وزير العدل في مجلس القضاء األعلى وبتاريخ /26مايو 2013م صدر حكم الدائرة الدستورية بعدم دستورية تلك املواد وفيما يلي منطوق احلكم :
منطوق احلكم الدستوري
ولكل ما سلف بيانه حكمت احملكمة العليا الدائرة الدستورية مبا يلي : -1قبول دعوى املدعني عيسى قائد الثريب ونبيل محمد علي اجلنيد واحمد عبدالله مقبل الذبحاني وعادل عبده محمد العزاني شك ً ال. -2عدم دستورية الفقرة (و) من املادة ( )109من قانون السلطة القضائية رقم ()1لسنة 1991م. -3عدم دستورية املادة( )67من قانون السلطة القضائية رقم ()1
53
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /شايف الشيباين
لسنة 1991م بشأن تقرير البدالت اإلضافية وتعديل جدول املرتبات القضائية وما ترتب عليها وفقاً للحيثيات الواردة في هذا احلكم. -4عدم دستورية املادة( )101من قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م فيما قررته من حصر وقصر ملا يقبل التظلم فيه من شؤون القضاة في أحوال معينة ووفقاً للحيثيات الواردة في هذا احلكم. -5عدم د�ستورية املواد (/11،16ب/34،39،45،54،59،65،ب-ج-و68 ،67 ،66، /،69،70،72،73،85ب2،104،10/3،95،97،98،99،111/89،90،91،92،93،94، )1/2،118/6،115فيما ا�سندته من �صالحيات لوزير العدل على النحو املبني يف حيثيات هذا احلكم. -6عدم اختصاص الدائرة الدستورية باحملكمة العليا بنظر الطعن على املادة ()143من قانون السلطة القضائية رقم ()1لسنة 1991م. -7يكون لهذا احلكم أثره املباشر وال تأثير له في اإلحكام القضائية واحلقوق املكتسبة واملراكز القانونية املستقرة واألوضاع السابقة على نشر هذا احلكم في اجلريدة الرسمية. -8ال حكم في املصاريف القضائية. -9ينشر هذا احلكم في اجلريدة الرسمية. هذا ما ظهر وبه حكمت الدائرة الدستورية باحملكمة العليا والله حسبنا ونعم والوكيل صدر باحملكمة العليا الدائرة الدستورية بتاريخ يوم األحد 16رجب 1434هـ املوافق 26مايو 2013م
التعليق على احلكم :
يعد احلكم القضائي املشار إليه آنفاً من األحكام القضائية التي حتتل مكانة جيدة في األحكام الدستورية على املستوى احمللي واإلقليمي غير انه يؤخذ على احلكم انه صدر في وقت غير مناسب حيث أعاق هذا احلكم حق رئيس اجلمهورية بإصدار القانون الذي اقره مجلس النواب بتعديل بعض نصوص قانون السلطة القضائية رقم (1991)1م على نحو ما سبق بيانه وترتب عليه تعليق الكثير من أعمال مجلس القضاء األعلى بانتظار إعادة تلك التعديالت إلى مجلس النواب إلعادة النظر فيها في ضوء احلكم الدستوري حيث يقتضي األمر إضافة مواد قانونية بدالً عن املواد التي قضي بعدم دستوريتها كمواد مكررة حيث بات التعديل غير منسجم مع الوضع القانوني لتلك املواد التي مت احلكم بعدم دستوريتها فضال عن احلاجة املاسة لترتيب وضع جديد لوزير العدل مبا يتناسب مع الوضع الدستوري الراهن بعد إلغاء كافة صالحيته التي كان ميارسها وفقا للنصوص القانونية املقضي بعدم دستوريتها وبهذا احلكم نستطيع القول أن القضاء اليمني حقق نسبة عالية من االستقالل عن التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية وبنسبة قد تصل إلى %90ونحن على أمل أن تشمل اإلصالحات املترجمة لهذا احلكم جعل صالحية رئيس اجلمهورية بإصدار قرارات التعيني في القضاء أو الترقيات عبارة عن قرارات كاشفة يسري أثرها من تاريخ إقرارها من مجلس القضاء األعلى أو من التاريخ الذي يحدده اجمللس وليس من تاريخ صدورها حتى نستطيع القول أن عالقة رئيس اجلمهورية بالقضاء عالقة رمزية ال تتعدى حدود الوالية العامة للبالد خصوصا وقد دل الواقع أن الكثير من القرارات التي ترفع مشاريعها إليه تتعثر بسبب اإلجراءات الروتينية
أو بسبب انشغاله باملهام السياسية األخرى فترات طويلة تعكس اثرا سلبيا لدى القضاة وتؤثر على األداء الوظيفي في الهيئات القضائية وتولد اإلحساس بالسيطرة على السلطة القضائية.
املبحث الثاين اجيابيات استقالل القضاء عن التبعية للسلطة التنفيذية وسلبيات التبعية
وسنعنى في هذه الدراسة ببيان ايجابيات استقالل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية وسلبيات هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية. أوالً :أثر سيطرة السلطة التنفيذية على ميزانية القضاء وإدارة شؤونه املالية-: -1اآلثار السلبية غير املباشرة : هناك صلة غير مباشرة ومهمة بني توافر ميزانية كافية للقضاء واستقالله من حيث أن النقص في امليزانية يكون له أثره على استقالل القضاء فالهيئات القضائية التي ال متتلك موارد كافية عادة ما تستطيع توفير الرواتب وبعض املزايا ومكافآت أو معاشات التقاعد الضرورية لكنها تظل عاجزة في بعض احلاالت عن توفير الكثير من االحتياجات األخرى ومنها على سبيل املثال-: أ .العجز عن إرفاد القضاء بتعيينات جديدة لتغطية الشواغر في الوظائف التي تقتضيها احلاجة وخصوصاً في ظل زيادة عدد السكان وتوسع العمران والتطور التكنولوجي احلديث وال ريب أن لتلك التطورات اثرا سيئا في زيادة مطردة في اجلرمية وتنوع أساليبها مما يقتضي معه وضع سياسات وخطط الستيعاب قضاة مؤهلني وقادرين على حتقيق العدالة التي يثق بها الناس ويطمئنون إليها. ب .العجز عن توفير املقرات الالزمة للهيئات القضائية التي تليق بالقضاء وتعزز مكانته وهيبته في اجملتمع حيث تلجا تلك الهيئات عند عجز اإلمكانات إلى استئجار مقرات صغيرة أو هزيلة تضعف هيبة القضاء ومكانته وتضر بالعدالة فض ً ال عن عجز تلك الهيئات عن توفير األجهزة التقنية واألثاث املكتبية وغيرها. ت .العجز عن توفير األمان املطلوب من أجل صد محاولة االعتداء على قضاتها. ث .وفي بعض احلاالت قد تعجز عن منح القضاة حقوقهم كاملة سواء تلك احلقوق املتعلقة بالراتب حيث يجب أن مينح القضاة مرتباً يكفي ملواجهة متطلبات احلياة املعيشية ويكفل لهم حياة مستقرة ويعزز فيهم أداء واجباتهم بنزاهة وأمانة ويحد من احتمال وقوعهم في الفساد ،أو تلك احلقوق املتعلقة بترقياتهم في مواعيدها احملددة التي قد تؤجل لفترات طويلة حتت ذريعة عجز امليزانية عن مواجهة ما تستلزمه تلك الترقيات من اثر مالي وقد يؤدي هذا األثر السلبي إلى تذمر شديد لدى القضاة فض ً ال عن تقاعسهم عن أعمالهم مما يضر بالعدالة ضرراً شديداً. ج .ومن ناحية أخرى فان القضاة أعضاء الهيئات القضائية التي تعاني من مثل تلك الظروف عادة ما يفتقدون القدرة على احلصول على نسخ من املراجع القانونية األساسية والقوانني وأحكام احملاكم العليا ٍ والشروح التي يحتاجونها ليس فقط على مستوى املراجع واألحكام العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
54
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
القضائية الوطنية وإمنا تلك املراجع املماثلة في النظم القضائية املقارنة فالقاضي بحاجة إلى اإلملام بتجارب اآلخرين لتطوير ملكة القضاء لديه وتعزيز قدراته اإلنتاجية من اجل ضمان اتخاذ قرارات سليمة تقوم على أساس فقه جيد. -2اآلثار السلبية املباشرة : يبدو واضحاً مما تقدم أهمية وجود ميزانية كافية للقضاء ولكن ما هي اجلهة التي متد القضاء بامليزانية وما هو قدر حد الكفاية في امليزانية املطلوبة؟ ال ريب إن الربط بني ميزانية القضاء واستقالله يكون أثره مباشرا عندما تكون هناك جهات خارج القضاء هي التي متده مبيزانية غير كافية كما هو احلال في بعض الدول ومنها بالدنا التي تعتمد في ميزانيتها على ما تقرره السلطة التنفيذية من اعتماد مالي ضمن موازنة الدولة السنوية ،ومن خالل السيطرة على امليزانية يظهر التحكم في الهيئات القضائية وممارسة الضغوط املالية عليها. بل إن تقسيم امليزانية داخل القضاء من املمكن أن يتسبب في املشكلة نفسها حيث أن استقالل قضاة محاكم الدرجات األولى عن رؤسائهم ال يكون كام ً ال عندما ال تكون هناك عدالة في توزيع املوارد داخل الهيئات القضائية وعندما تفتقد هذه العملية الشفافية أو تستغل ملعاقبة محاكم الدرجة األدنى التي ال تتبع تعليمات الرؤساء وعندما يكون القضاة رؤساء احملاكم هم املسئولني عن توزيع ما يتم توفيره من مزايا أو اعتماد مما يزيد في اخلضوع املضر بسير العدالة للرؤساء بهدف زيادة االعتماد. تعريف حد الكفاية للميزانية املطلوبة:حيث صار من املسلمات التي التقبل اجلدل فيها أن استقالل القضاء بوضع ميزانيته والتصرف فيها بعيدا عن أية رقابة عليه يحول دون سيطرة احلكومة عليه أو التأثير عليه فيما يتخذه من قرارات أو يصدر عنه من أحكام قضائية -فكذلك احلال -أن تكون امليزانية كافية يعد عنصراً أساسيا الستقالل القضاء ،إذا فما هو تعريف حد الكفاية ؟ انتهت الدراسات املتصلة بهذا اجلانب إلى التسليم بعدم وجود وسيلة سهلة لتحديد ذلك حيث أن االكتفاء يختلف من دولة إلى أخرى ويكون على أساس املوارد املتاحة للدولة باإلضافة إلى أشياء أخرى منها تطور املستوى القانوني وعدد السكان وعدد القضاة بالنسبة لعدد السكان وعدد اإلدارات التي تدخل في ميزانية القضاء (أي القضاة،ومجلس القضاء ،والنيابة العامة ،واحملامني املعينني من قبل احملاكم في احلاالت التي يتطلبها العون القضائي ،وعدد احملاكم مبختلف أنواعها ودرجاتها) ،وحجم اللجوء إلى احملاكم أو احلجم املتوقع أن تصل إليه الدعاوى ،حيث يعد وجود كل هذه املتغيرات أساس في تقدير حد الكفاية املطلوبة في امليزانية ،كما انتهت تلك الدراسات إلى وضع مقارنة بني الدول بهدف إعطاء صورة تقديريه للواقع احلالي وهي على سبيل املثال : ً الفيلبني ،يخصص ما يزيد قليال على %1فقط من ميزانية الدولة. باكستان %2 ،من امليزانية القومية و %8من امليزانيات احمللية. رومانية %1.73،من إجمالي موازنة (عام .)2000العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقاللية السلطة القضائية «إجيابيات االستقالل وسلبيات التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية»
كوستاريكا %6 ،من إجمالي ميزانيتها.وتوصي تلك الدراسات أن تكون النسبة اخملصصة للسلطة القضائية مسببة ومطروحة بقوة في ميزانية الدولة وان حتظى بدعم كامل من جانب اجملالس التشريعية املسئولني عن هذه امليزانية وأال تكون مجرد نسبة رمزية تعالج احلد األدنى من متطلبات القضاء دون احلد األقصى الذي يجب أن حتدد نسبة امليزانية بقدره وان يراعى في استقالل السلطة القضائية مبيزانيتها عدم احلاجة إلى تبرير ما تفعله مبيزانيتها إلى أي سلطة كانت. وتشير تلك الدراسات انه عندما ال تكون امليزانية اخملصصة للقضاء كافية لتوفي باحتياجاته فان األموال الناجتة عن أعمال القضاء من املمكن أن تكون بدي ً ال يضاف إلى موارده. وتقدم الواليات املتحدة األمريكية منوذجاً لهذه العملية حيث كانت احملاكم االبتدائية في أمريكا تعاني في وقت ما من قلة املوارد التي حتصل عليها من حكومات الواليات واحلكومات احمللية وعندما واجهت احملاكم مقاومة ضد طلب زيادة الدعم املباشر للهيئة القضائية مت فرض رسوم على الواردين على احملكمة بعد احلصول على املوافقة التشريعية على ذلك وتتضمن تلك اإلجراءات زيادة رسوم إقامة الدعاوى وسماح باحلصول على أرباح على ودائع احملكمة لتضاف إلى ميزانية الهيئة القضائية والسماح بإضافة زيادة على تكاليف احملكمة إلى امليزانية والسماح أيضا بان تضاف مبالغ اجلزاءات والغرامات التي وتوقعها احملكمة على ميزانيتها مع مالحظة أن اإلجراء األخير أثار جدالً حول مسألة املصالح[. ]7 وفي ظل النظام احلالي تقوم السلطة القضائية بتقدير احتياجاتها وتعرضها إما على السلطة التشريعية مباشرة أو على السلطة التنفيذية لتقوم مبهمة ضمها إلى ميزانية احلكومة دون تغيير كما تقوم السلطة القضائية بتبرير طلبها أمام السلطة التشريعية ثم بإدارة األموال املمنوحة غير أنه اليزال للسلطة التنفيذية دور في السيطرة من حيث ما تقوم به من التأثير على مستويات متويل القضاء من خالل توصياتها التي تقدمها للكوجنرس بخصوص السياسة املالية وال يزال الكوجنرس هو اجلهة املتحكمة مبستوى متويل السلطة القضائية. ويالحظ مما تقدم االهتمام البالغ من قبل منظمات اجملتمع املدني باستقالل القضاء ونزاهته من خالل تقدمي الدراسات املعنية بذلك والتي تساعد على وضع مناذج ميكن االستئناس بها ملعاجلة املشكالت املتصلة باستقالل القضاء بهدف التغلب على سلبيات هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية ولضمان حياد القضاء ونزاهته،كما يالحظ من خالل النماذج املتعلقة بتحديد قدر امليزانية وكفايتها الحتياجات السلطة القضائية اعتماد نسب مسببه مؤسسه على احلد األقصى ملتطلبات تلك االحتياجات وفي نظم احلكم التي تعتمد على املوارد احمللية تخصص نسب من احلكومات احمللية إلى جانب مخصص القضاء من امليزانية القومية وعند عدم ألقدره على تغطية امليزانية املطلوبة للسلطة القضائية يتم السماح مبوجب قوانني جتيز االعتماد على محصالت األعمال القضائية مثل الرسوم القضائية والغرامات وأرباح الودائع اخلاصة بالقضاء حيث تضاف مباشرة إلى ميزانية القضاء وقد أشارت الدراسات بشأن ذلك آنفاً إلى النموذج األمريكي حني كانت ميزانية الواليات املتحدة األمريكية ال تغطي امليزانية اخملصصة للقضاء.
55
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /شايف الشيباين
وفي اليمن نالحظ أن امليزانية اخملصصة للقضاء تصل على نحو تقريبي إلى %1من إجمالي ميزانية الدولة وبنسبة قد تصل إلى %40 من امليزانية املطلوب تخصيصها للسلطة القضائية أي أن نسبة العجز في ميزانية القضاء %60تقريبا وفي محاولة للمشرع اليمني في جانب دعم القضاء اقر في القانون رقم ( )21لسنة1999م املعدل للقانون رقم ( )2سنة 1991م املادة ( )31منه فرض رسوم إضافية لصالح صندوق دعم القضاء وحتديثه ويتم توريد حصيلة هذا الرسم في حساب الصندوق لدى البنك الذي يحدده مجلس إدارة الصندوق. بيد أن ذلك لم يتم تفعيله كما أنه ال يسمن وال يغني من جوع في ظل العجز الشديد في امليزانية األمر الذي يقتضي معه إيجاد سبل كفيلة مبعاجلة كافية لتغطية امليزانية التي يتطلب تخصيصها للقضاء والتي يجب أن ينفرد مجلس القضاء األعلى بتحديدها بعيداً عن تدخل السلطة التنفيذية بشأنها وفقاً لألسس واملبادئ الدستورية التالية : املبدأ األول :املقرر وفقا ألحكام املادة ( )149من الدستور الذييقضي بأن السلطة القضائية سلطة مستقلة قضائيا وماليا وإداريا والنيابة العامة هيئة من هيئاته. املبدأ الثاني :املقرر وفقا ألحكام املادة ( )152من الدستور الذييقضي بأن يتولى مجلس القضاء األعلى دراسة وإقرار مشروع وموازنة القضاء متهيدا إلدراجها رقما واحدا في املوازنة العامة للدولة. ثانيًا :اثر استقالل القضاء على التنمية االقتصادية : يسهم القضاء النـزيه في اجملتمعات الدميقراطية وخصوصاً اجملتمعات التي تعتمد على آليات السوق([ )]8في خلق توازن القوى داخل احلكومة حيث أنها حتمي حقوق األفراد (اجملتمع) وحتافظ على أمن الفرد وممتلكاته،ومهمة القضاء الفصل في النـزاعات االقتصادية بالعدل مما يشجع على املنافسة العادلة والتنمية االقتصادية. وعلى العكس إذا كان القضاء عبارة عن امتداد للسلطة التنفيذية أو الصفوة أو سيطرة العسكريني على البالد فإن احلديث حينذاك على التنمية االقتصادية يصير ضربا من اخليال مهما كانت قيمة اإلغراءات التي تقدمها احلكومة في مجال االستثمارات الوطنية واألجنبية. ثالثًا :أثر استقالل القضاء على مواجهة الفساد ومكافحة اجلرائم: كما أنه إزاء تطور النشاط اإلجرامي الذي أصبح أكثر تعقيداً وعابراً للقارات وازدياد النمو السكاني الذي يقابله ارتفاع في معدل احتياج السكان في العديد من اجملاالت أهمها األمن واالقتصاد ،يتطلب من الدولة إعادة النظر في تشريعاتها وإصدار تشريعات أخرى حلماية احلقوق االجتماعية واالقتصادية ومواجهة الفساد بأنواعه ومكافحة اجلرائم وخصوصاً اجلرائم املعاصرة التي تطورت بتطور اجملال التكنولوجي ،وتبعاً لذلك تزداد مهام القضاء املعني وحده في تطبيق تلك التشريعات ومن ثم فإن عدم وجود قضاء مستقل ونزيه مؤداه أن تظل تلك التشريعات حبراً على ورق ،وخصوصاً في اجملتمعات األقل دميقراطية أو التي ما زالت في مرحلة التحول إلى سيادة الدميقراطية واقتصاد السوق حيث يواجه القضاء عبئاً أكبر في مواجهة الفساد واحلد من املراوغات السياسية وكبح جماح اجلرمية في اجملتمع ،وذلك أن مثل هذه اجملتمعات ال يسر احلكومات فيها وجود قضاء مستقل ونزيه فتعمل جاهدة للحد من استقالله والتدخل في شئونه من أبواب
متعددة وعلى نحو ما ورد بيانه من قبل. رابعًا :األثر النفسي على القاضي للميل لصاحل السلطة التنفيذية-: إن للسلبيات املترتبة على هيمنة السلطة التنفيذية على القضاء أثر على حياده بحيث ال يسلم القضاء من التدخل في شئون العدل امللقاة على عاتقه بطريق قد يكون مباشراً أو غير مباشر من حيث التأثير على حياد القاضي ونزاهته واستقالله السيما عندما تكون السلطة التنفيذية طرفاً في دعوى منظورة أمام القضاء أو تكون لها مصلحة في مالحقة خصومها السياسيني فإن القاضي سوا ًء طلب منه أم لم يطلب قد يتصرف وفق مشاعر محسوسة أو من حيث ال يشعر في ميل جلهة السلطة التنفيذية وذلك أن حتسني ظروف هذا القاضي فيما يتعلق بترقيته أو اختياره لشغل وظيفة معينة أو غير ذلك متوقفاً على رضاء هذه السلطة على احلكم الصادر منه او على تصرف عضو النيابة العامة في التهمة موضوع التحقيق لديه. خامسًا :أثر سيطرة السلطة التنفيذية على فعالية الرقابة القضائية على دستورية القوانني-: في كثير من البالد العربية تعد الشريعة اإلسالمية مصدر التشريعات أو املصدر الرئيس لها وتصدر تلك التشريعات عن ولي األمر وفقاً لإلجراءات التي متر بها حتى تاريخ إصدارها ونشرها في اجلريدة الرسمية وتعد تلك التشريعات ذات مرجعية إسالمية تخضع لرقابة القضاء من خالل ما يرفع إليه من طعون بعدم دستوريتها كلها أو بعض نصوصها خملالفتها ملبادئ الشريعة اإلسالمية ،كما متتد رقابة القضاء على كافة القوانني والقرارات واللوائح حسب األصل وعلى كافة القرارات اإلدارية سوا ًء عن طريق الطعن بعدم الدستورية أو عن طريق الطعن أمام القضاء اإلداري بقرارات اإلدارة حسب األحوال فيما عدا ما يعد من قبيل أعمال السيادة التي تصدر عن السلطة التنفيذية بوصفها سلطة حكم ال بوصفها سلطة إدارة ،وتطبع تلك األعمال بالطابع السياسي املتعلق بسيادة الدولة الداخلية أو اخلارجية والعتبارات تتعلق بصالح الوطن وسالمته ،وعندما يكون القضاء مستق ً ال وبقدر متتعه بهذا االستقالل ميكن أن نضمن رقابة قضائية فعالة على دستورية القوانني والقرارات واللوائح واألنظمة اخلاضعة للطعن بعدم دستوريتها وخصوصاً في اجلوانب املتعلقة بنظام احلكم وتبادل السلطة وحقوق األفراد وحرياتهم العامة ،أما عندما يكون القضاء غير حاصل على استقالله التام فإن الثقة باللجوء إليه بهذا الشأن تظل ضعيفة وال ريب أن الواقع يشهد وبصدق عن هذا اخللل وال سيما فيما نلحظه حولنا في بعض البلدان العربية حيث كنا نعتقد أن قضاءها قد سمى فوق مستوى الشك به. وفي جميع األحوال املتقدمة يخضع قضاة النيابة العامة لألحكام نفسها ألن عضو النيابة العامة ال ميثل نفسه أو أية سلطة سياسية وإمنا ميثل اجملتمع ويعمل من أجل الصالح العام ،ولذلك فإنه يقع على عاتقه واجب تطبيق موجبات القانون في مواجهة من ينتهك القانون فض ً ال عن سلطته في االدعاء في كل ما يعد في الشريعة اإلسالمية من نظام احلسبة (في بعض التشريعات التي تلتزم هذا املنهج ومنها التشريع اليمني). وحتى يتسنى لها أن تكون في وضع يسمح لها دون إعاقة باملالحقة العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
56
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
أوراق العمل .
57
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
استقاللية السلطة القضائية «إجيابيات االستقالل وسلبيات التبعية اإلدارية واملالية للسلطة التنفيذية»
قضاة احملاكم ومن ثم فإن توفير االستقاللية لقضاة النيابة العامة كاستقاللية قضاة احملاكم بات أمرا الزما للبحث عن احلقيقة ومساعدة احملكمة على الوصول إليها وتطبيق العدل بني طرفي اخلصومة وطبقاً للقانون وما يقتضيه اإلنصاف بنزاهة و دون مواربة في احلق أياً كان مركز اخلصوم في الدعوى اجلنائية أو السلطة التي ينتمون إليها.
القانونية للمسئولني العموميني عن جرائم ارتكبوها السيما الفساد واالستخدام غير القانوني للسلطة مثل “استعمال النفوذ واإلساءة إلى السلطة واالجتار بالوظيفة العامة واالنتهاكات اخلطيرة حلقوق اإلنسان وغير ذلك من جرائم املوظفني العموميني ومن جانب آخر قد تكون السلطة التنفيذية طرفاً في دعوى جنائية كشخص اعتباري أو في خصومة ضد أطراف يعدون من وجهة نظرها مجرمني في حني أن اخلصومة ال تتعدى مجرد مواقف أو آراء سياسية ال تدخل في نطاق التجرمي اجلنائي لذلك ينبغي أن ميارس أعضاء النيابة العامة سلطاتهم التقديرية في نطاق واليتهم القضائية وفق نصوص قانونية تكفل لهم أدائها بشكل مستقل ودون تدخل سياسي متاماً مثلهم مثل
مت بحمد الله تعالى والله من وراء القصد،،
التقرير املايل احملترمني
االخوه/اعضاء اجلمعية العمومية للمنتدى القضائي حتيه طيبه وبعد يسرنا ان نضع بني ايديكم التقرير املالي للهيئة التنفيذية للمنتدى القضائي خالل الفترة من سبتمبر1996م حتى يوليو2013م وذلك على النحو التالي:ـ ـ اوال :استلمت الهيئة التنفيذية للمنتدى القضائي من الهيئة االدارية للمنتدى القضائي السابق وعليها ديون على املنتدى القضائي لفترات ماضيه من استالم الهيئة الالحقه تتمثل في ايجار مقر املنتدى القضائي مببلغ()225000الف ريال وكذا قيمة القرطاسية ملكتبة خالد بن الوليد املصروفه اثناء انعقاد املؤمتر العام الثاني مببلغ ()10351رياال وكذلك الدفعه االولى والثانية من تكاليف اللجنة التحضيريه للمؤمتر العام الثاني مبلغ()298000الف ريال بنظر القاضي/ زيد جحاف املسؤل املالي السابق ومرتبات العاملني للمنتدى القضائي واشتراك البريد وعهده لشراء قرطاسيه جديده ( )162000الف ريال ايضا صرف مبلغ ()95000الف ريال كمستحقات سابقه كانت على الهيئة السابقه لالخ/محمد الذره امني صندوق نيابة استئناف كما هو موضح لكم في الكشوفات املرفقه بهذا. ـ ثانيا:ايرادات املنتدى القضائي لم تكن سوى االشتراكات الشهرية من اعضاء السلطه القضائية من جميع محافظات اجلمهورية واملتمثله مببلغ()100مائة ريال عن كل عضو شهريا عدى ماصرفت من وزارة املاليه دعم من مقدم من الدوله مبلغ( )412120اربعمائة واثناعشر الف ومائه وعشرون ريال صرفت ملره واحده عام 1996م ومن ثم انقطعت من قبل وزارة املالية بحجة ان ميزانية السلطه القضائية مستقلة رغم مطالبتنا احلثيثه والعديده لذلك دون أي جدوى ثم تلقينا دعما من االخ /وزير العدل االستاذ/اسماعيل الوزير مببلغ مليون ريال وكذلك من االخ/النائب العام الدكتور/عبد الله العلفي مببلغ مليون ريال وكذا من فضيلة العالمة رئيس احملكمة العليا القاضي/زيد علي اجلمره رحمه الله مبلغ ثالثمائة الف ريال وكان هذا عام1998م وملره واحده فقط ثم استمرت الشئون املالية للمنتدى القضائي بتحصيل االشتراكات الشهرية العضاء السلطه القضائية وحرصت على عدم صرف أي مبالغ اال لالمور الهامة والقصوى في كل عام وبحسب الكشوفات التفصيلة املرفقه بهذا ثم تلقينا دعما من مجلس القضاء االعلى مببلغ اربعة مليون ريال شهريا من شهر يوليو2010م وحتى اعداد هذا التقرير وبحسب الكشوفات املرفقه بهذا ومبلغ ثالثه عشر مليون ريال من فضيلة العالمه /القاضي/عصام عبد الوهاب السماوي رئيس احملكمة العليا ـ رئيس املنتدى القضائي في عام2011م وملره واحده. نامل ان نكون قد وفقنا على هذا التقرير املوجز نظرا لضيق الوقت العداده وحتديد موعد املؤمتر العام الثالث ومرفق لكم بهذا الكشوفات توضح ايرادات املنتدى القضائي ومصروفاته من معونات ومرتبات للعاملني االداريني للمنتدى القضائي واحلراسات ملقرات املنتدى القضائي في صنعاء واحلديده. والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته القاضي/عصام السماوي القاضي/مرشد العرشاني القاضي/يحي اجلعدبي رئيس املنتدى القضائي امني عام املنتدى القضائي املسؤل املالـــي
التقرير املايل العام هامش________________: ( )1 ( )2 ( )3
( )4
دليل تعزيز استقالل القضاء ونزاهته ( )undpترجمة ونشر املؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات بإسهام من برنامج إدارة احلكم في الدول العربية الذي يرعاه املكتب اإلقليمي للدول العربية التابع لبرنامج ألمم املتحدة اإلمنائي يناير 2003م التعبير (كما ورد في الدراسة مرجع سابق) ويالحظ أن النص الدستوري صالح للتطبيق املباشر ألنه لم يحل إلى القانون إلعمال هذا النص ورغم ذلك ظل هذا النص الدستوري معط ً ال وبانتظار تعديل قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م الذي كان قد صدر مبا يوافق أحكام الدستور السابق 1990م وظل أمر حتديد موازنة السلطة القضائية رهن حتكم السلطة التنفيذية وال يزال اجلدل محتدم بني السلطتني القضائية والتنفيذية بهذا الشأن رغم جلؤ القضاء في النصف األول من العام 2012م إلى االعتصام والتوقف عن العمل لفترة طويلة واكتفى القضاة مؤخراً باحلصول على وعد من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية باالستجابة إلى احترام النص الدستوري في العام القادم 2013م وزيادة نسبة %50من امليزانية املطلوبة لهذا العام 2012م ويعد هذا االعتصام في القضاء اليمني هو االعتصام الثاني حيث كان االعتصام األول في الربع األول من عقد التسعينات الذي أسفر عن تلبية بعض املطالب منها املوافقة على تعديل قانون السلطة القضائية وإنشاء شرطة قضائية ولكن ولألسف لم يتم التعديل املطلوب للقانون حتى اآلن. وقد جاء في حيثيات هذا احلكم :ومبا أن قرار النائب العام رقم ( )16لسنة 1999م الصادر بتاريخ 1999/2/16م خاص بندب ثمانية أعضاء نيابة من محافظة أخرى ومن مركز نيابة إلى مركز نيابة أخرى داخل احملافظة صدر حتت توقيع النائب العام فقط فهو مخالف لقانون السلطة القضائية الذي اشترط أن يصدر قرار ندب أعضاء النيابة العامة من وزير العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
( )5 ( )6 ( )7 ( )8
العدل أضف إلى هذا شرط املدة (التي ال تتجاوز ستة أشهر) قابلة للتجديد...الخ ومبا أن القرار آنف الذكر مخالف لقانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 1991م فإن الدائرة اإلدارية باحملكمة العليا تقرر عدم مشروعية قرار النائب العام رقم ( )2لسنة 1999م والصادر في 1999/2/16م خملالفة املواد ( 146 ،65 ،56من قانون السلطة القضائية رقم ( )2لسنة 1991م وبهذا= =يقبل طلب املتظلم وبنا ًء عليه فقرار ندب املتظلم من محافظة اجلوف إلى محافظة صعده أعال هذا باط ً ال خملالفته ألحكام قانون السلطة القضائية وارتكازه على قانون إنشاء النيابة العامة رقم ( )39لسنة 1977م الذي ألغاه قانون السلطة القضائية باملادة ( )146التي تنص على إلغاء كل قانون أو نص يتعارض مع أحكام أو نصوص هذا القانون) طعن رقم ( )1لسنة 1422هـ إداري 1999م.وفي تقديري أن هذا احلكم لم يكن موفقا لألسباب التي أشرت إليها أعاله فضال عن أن قانون أنشاء النيابة العامة هو القانون الوحيد الذي ينظم تكوين وتشكيل النيابة العامة وحتديد املهام والصالحيات اإلدارية للنائب العام واإلدارات التابعة له وان القول بإلغائه جملة وتفصيال مبوجب قانون السلطة القضائية رقم ( )1لسنة 91م على نحو ما ورد في احلكم من شانه أن يعطل عمل النيابة العامة. مت اإلشارة في املواد إلى رئيس اجلمهورية عوضاً عن ما كان يحمل من صفة عند إصدار القانون بوصفه (رئيس مجلس الرئاسة). هم مجموعة من قضاة النيابة العامة مبكتب النائب العام يتقدمهم القاضي /شرف احملبشي رئيس هيئة التفتيش القضائي حينذاك وكنت واحداً منهم. يرجع فيما تقدم دليل تعزيز استقالل القضاء ونزاهته ( )undbيناير 2003م ترجمة ونشر املؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات مرجع سابق. تعتمد اجلمهورية اليمنية في نظام االقتصاد على آليات السوق.
االيرادات واملصروفات للفتره من سبتمرب1996م وحىت شهر ديسمرب 1997م اوال :االيرادات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م الدعم املقدم من الدوله عا1996م 412120 1 مامت حتصيله من اشتراكات االخوه اعضاء املنتدى خالل الفتره املذكوره. 1502975 2 مليون وتسعمائة وخمسة عشر الف وخمسه وتسعون ريال االجمالي = 1915095 ثانيا املصروفات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م ايجار مقر املنتدى القضائي للفتره السابقة النعقاد املؤمتر القضائي الثاني 225000 1 مرتبات العاملني باملنتدى للفتره مارس وحتى ديسمبر1996م 56000 2 ايجار مقراملنتدى للفتره من اكتوبر2006م وحتى يونيو97م 345000 3 الدفعه االولى والثانيه وتكاليف اللجنه للمؤمتر القضائي الثاني 298000 4 مرتبات العاملني االداريني للمنتدى القضائي من اكتوبر96م وحتى ابريل97م 56000 5 تسديدايجار صندوق البريد 1115 6 عهده ملراجعة متطلبات اللجان من قرطاسيه وغيرها بنظر مدير احلسابات/اخملتار 50000 7 ايجار مقر املنتدى من شهر يوليو97م وحتى سبتمبر97م 120000 8 مرتبات العاملني االداريني باملنتدى من شهر مايو97م وحتى سبتمبر97م 36000 9 مليون ومائة وسبعه وثمانني ومائة وخمسة عشر ريال االجمالي= 1187115
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
58
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
ايرادات ومصروفات عام1998م اوال :االيرادات املبلغ م 727980 1 1000000 2 1000000 3 300000 4 1440000 5 االجمالي= 4467980 ثانيا :املصروفات املبلغ م 10760 1 120000 2 18000 3 10351 4 120000 5 1115 6 5000 7 5000 8 15000 9 126000 10 62000 11 2000 12 400 13 2000 14 1950 15 120000 16 20000 17 االجمالي= 639575
البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام1997م الدعم املقدم من االخ /وزير العدل الدعم املقدم من االخ/النائب العام الدعم املقدم من رئيس احملكمة العليا. اشتراكات االخوه اعضاء املنتدى لعام98م اربعة مليون واربعمائة وسبعة وستني الف وتسعمائه وثمانني ريال البيـــــــــــــــــــــان ايجار فندق شبام نظير اقامة رئيس محكمة حلج القاضي/صالح طاهر ايجار مقر املنتدى للفتره من اكتوبر حتى ديسمبر98م مرتبات العاملني للمنتدى من نوفمبر97م حتى يناير98م قيمة قرطاسيه اثناء انعقاد املؤمتر ملكتبة خالد بن الوليد ايجار مقر املنتدى من يناير98م حتى مارس98م اشتراك صندوق البريد لعام98م قيمة مياه شمالن اثناء اجتماع اعضاء املنتدى ملناقشة موضوع اختطاف ابن القاضي/احلجي. اجور تنظيف مقر املنتدى القضائي لفترة خمسة اشهر حتى مارس98م قيمة استهالك الكهرباء والتلفون لعام97م ايجار مقر املنتدى من ابريل حتى يونيو98م وكذا تسديد فواتير الكهرباء والتلفون مرتبات العاملني في املنتدى من فبراير وحتى اغسطس98م اجور تنظيف مقر املنتدى لالخ/احمد مالك ملدة ثالثه اشهر قيمة كرتون ماء مقدمة من الدكتور/علي ناصر سالم قيمة طوابع بريد وتصوير تعليمات الرسالها الى اجلهات القضائية ملتابعة االشتراكات تسديد فاتورة الكهرباء لشهر يوليو98م ايجار مقر املنتدى من شهر يوليو حتى سبتمبر98م مقابل طباعة بطائق عضويه وغيرها بنظر/احمد مالك ستمائة وتسعه وثالثون الف وخمسمائة وخمسة وسبعني ريال
االيرادات واملصروفات للفتره لعام1999م اوال :االيرادات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م رصيد مرحل من عام98م 3828405 1 ايرادات عام99م 1775426 2 خمسة مليون وستمائة وثالثة الف وثمامنائة وواحد وثالثون ريال االجمالي= 5603831 ثانيا :املصروفات املبلغ م 32000 1 120000 2 120000 3 21320 4 52000 5 80000 6 35000 7 26850 8 36000 9 80000 10 172000 11 4400 12 48070 13 52000 14
البيـــــــــــــــــــــان مرتبات العاملني لشهر اكتوبر وحتى ديسمبر98م ايجار مقر املنتدى من شهر اكتوبر حتى ديسمبر98م ايجار مقر املنتدى لشهر يناير حتى مارس99م مرتبات العاملني للمنتدى من شهر يناير وفبراير99م وسداد فاتورة الكهرباء لشهر فبراير99م مرتبات العاملني لشهر مارس وابريل99م ايجار مقر املنتدى لشهر ابريل ومايو99م سداد املديونية املتبقيه النعقاد املؤمتر العام الثاني بنظر القاضي/زيد جحاف املسؤل املالي السابق مرتبات العاملني لشهر مايو99م وطوابع بريد الرسال التعاميم مرتبات العاملني لشهر يونيو99م ومساعدة لالخ/احمد مالك. ايجار مقر املنتدى لشهر يونيو ويوليو99م ايجار مقر املنتدى لشهر اغسطس وحتى اكتوبر99م ومرتبات العاملني لشهر يوليو واغطس99م قيمة سجالت لقيد اسماء اعضاء املنتدى القضائي مرتبات العاملني لشهر سبتمبر99م ومساعده لالخ/عضو نيابة مأرب مرتبات العاملني لشهر اكتوبر ونوفمبر99م
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
59
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
1 5 االجمالي=
8 0000 959640
ايرادات ومصروفات عام2000م اوال :االيرادات املبلغ م 4644191 1 1946243 2 االجمالي= 6590434 ثانيا :املصروفات املبلغ م 586360 1 478852 2 159998 3 االجمالي = 1225211 ايرادات ومصروفات عام2001م اوال :االيرادات املبلغ م 5365223 1 2049938 2 االجمالي = 7415161 ثانيا :املصروفات املبلغ م 480000 1 492703 2 االجمالي = 972703 ايرادات ومصروفات عام2002م اوال :االيرادات املبلغ م 6442459 1 2297990 2 االجمالي = 8740449 ثانيا :املصروفات املبلغ م 412935 1 362973 2 775908 3 ايرادات ومصروفات عام2003م اوال :االيرادات املبلغ م 7964541 1 2676808 2 االجمالي = 10641348 ثانيا :املصروفات املبلغ م 80000 1 298800 2 االجمالي= 378800
ايجار مقر املنتدى لشهر نوفمبر وديسمبر99م تسعمائة وتسعة وخمسون الف وستمائة واربعون ريال
البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام99 االشتراكات لعام 2000م سته مليون وخمسمائة وتسعون الف واربعمائ واربعه وثالثون ريال. البيـــــــــــــــــــــان مرتبات العاملني في املنتدى من شهر ديسمبر99حتى ديسمبر2000م وتسديد فواتبر الكهرباء واملياه وترميم مقر املبنى ايجار مقر املنتدى مع اجور نقل االثاثات الى ملقر اجلديد قيمة اثاث للمقر اجلديد للمنتدى اجلناح اجلنوبي مع قيمة ادوات رياضية وتخشيبة مكتبه مليون ومائتان وخمسه وعشرون الف ومائتان واحداعشر ريال
البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2000م اشتراكات عام2001م سبعة مليون واربعمائه وخمسة عشر الف ومائة وواحد وستون رياال البيـــــــــــــــــــــان ايجار مقر املنتدى لشهر يناير حلتى ديسمبر2001م مرتبات العاملني في املنتدى من شهرمارس حتى ديسمبر2001م وتسديد فواتير الكهرباء واملياه والتلفون تسعمائة واثنان وسبعون الف وسبعمائة وثالثه ريال.
البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2001م اشتراكات عام2002م ثمانية مليون وسبعمائة واربعون الف واربعمائة وتسعه واربعون رياال البيـــــــــــــــــــــان ايجار مقر املنتدى من شهر يناير وحتى اكتوبر2002م مرتبات العاملني في املنتدى من شهر ديسمبر2001م وحتى سبتمبر2002م +تسديد فواتبر املياه والكهرباء والتلفون سبعمائة وخمسة وسبعون الف وتسعمائة وثمانية رياالت.
البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2002م اشتراكات 2003م عشره مليون وستمائة وواحد واربعون الف وثالثمائة وثمانية واربعني رياال. البيـــــــــــــــــــــان ايجار مقر املنتدى لشهري يناير وفبراير2003م مرتبات العاملني في املنتدى من اكتوبر2002م وحتى اكتوبر2003م +تسديد صندوق البريد لعام2003م وفاتورة الكهرباء ثالثمائة وثمانية وسبعون الف وثمامنائة ريال
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
60
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
ايرادات ومصروفات عام2004م اوال :االيرادات املبلغ م 10262548 1 2161200 2 االجمالي= 12423748 ثانيا :املصروفات املبلغ م 127800 1 127800 االجمالي ايرادات ومصروفات عام2005م اوال االيرادات املبلغ م 12295948 1 2181350 2 االجمالي= 14477298 ثانيا :املصروفات املبلغ م 185500 1 185500 االجمالي ايرادات ومصروفات عام2006م اوال االيرادات املبلغ م 14291798 1 2091402 2 االجمالي= 16383200 ثانيا :املصروفات املبلغ م 95000 1 106000 2 االجمالي= 201000 ايرادات ومصروفات عام2007م اوال :االيرادات املبلغ م 16182200 1 2225648 2 18407848 ثانيا :املصروفات املبلغ م 300000 1 444500 2 االجمالي= 744500 ايرادات ومصروفات عام2008م اوال :االيرادات املبلغ م 17663348 1 2274800 2 االجمالي= 19938148 ثانيا :املصروفات املبلغ م 148000 1 400000 2 100000 3
البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2003م اشتراكات عام2004 اثناعشر مليون واربعمائة وثالثه وعشرون الف وسبعمائة وثمانية واربعون ريال البيـــــــــــــــــــــان مرتبات العاملني للمنتدى من شهر نوفمبر2003م حتى يوليو2004م +اشتراكات صندوق البريد مائة وسبعة وعشرون الف وثمامنائة ريال البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2004م اشتراكات عام2005م اربعة عشر مليون واربعمائة وسبعة وسبعون الف ومائتان وثمانية وتسعون ريال البيـــــــــــــــــــــان مرتبات العاملني في املنتدى من شهر اغسطس2004م وحتى اغسطس2005م +اشتراكات صندوق البريد مائة وخمسة وثمانون الف وخمسمائة ريال البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2005م اشتراكات 2006م ستة عشر مليون وثالثمائة وثالثه وثمانون الف ومائتان رال. البيـــــــــــــــــــــان تسديد مديونية املتبقية على الهيئة االدارية السابقة لالخ/محمد الذرة مرتبات العاملني في املنتدى لشهر سبتمبر2005م وحتى مارس2006م +اشتراك البريد مائتان الف والف . البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام 2006 اشتراكات2007م ثمانية عشر مليون واربعمائة وسبعة الف وثمامنائة وثمانية واربعون ريال البيـــــــــــــــــــــان مساعدة الوالد املرحوم القاضي/عمر القباص ملتابعة قضية مقتل والدهم مرتبات العاملني في املنتدى من شهر ابريل2006م وحتى نوفمبر2007م +تسديد اشتراك صندوق البريد واصالح دواليب الشئون املالية سبعمائة واربعة واربعون الف وخمسمائة ريال. البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2007م اشتراكات 2008م تسعة عشر مليون وتسعمائة وثمانية وثالثون الف ومائة وثمانية واربعون الف ريال. البيـــــــــــــــــــــان مرتبات العاملني من شهرديسمبر2007م حتى شهر ابريل2008م مساعدة للقاضي/يحي اجلعدبي واسماعيل الرقيحي. مساعدة للقاضي/حيدر لشعيبي
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
61
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
1 00000 4 100000 5 200000 6 100000 7 100000 8 200000 9 100000 10 االجمالي= 1548000 ايرادات ومصروفات عا2009م اوال :االيرادات املبلغ م 18389648 1 2148200 2 االجمالي= 20537848 ثانيا :املصروفات املبلغ م 100000 1 200000 2 1100000 3 100000 4 200000 5 50000 6 االجمالي= 1750000 ايرادات ومصروفات عام2010 اوال :االيرادات املبلغ م 18787848 1 2300000 2 1358000 3 45587432 4 االجمالي= 68033280 ثانيا :املصروفات املبلغ م 1000000 1 100000 2 40000 3 100000 4 800000 5 50000 6 84000 7 500000 8 522200 9 105000 10 100000 11 886800 12 700000 13 100000 14 800000 15 484000 16 200000 17 6000000 18 35800 19
مساعده للقاضي/علي عبد الله العلفي. مساعده للقاضي/زيد الدميني. مساعدة للقاضي/صالح فرج عوض. مساعده للقاضي/هزاع عبد الله عقالن مساعدة للقاضي/عبد الله صالح سري مساعدة للقاضي/يحي محمد االرياني مساعدة للقاضي/محمد يحي الشامي مليون خمسمائة وثمانية اربعون الف ريال البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2008م اشتراكات عام2009م عشرون مليون وخمسمائة وسبعه وثالثون الف وثمامنائة وثمانية واربعون ريال البيـــــــــــــــــــــان مساعدة للقاضي/حسن زيد املصباحي مساعدة للقاضي/احمد محمد اجلرموزي قرض للقاضي/بدر الطويل منها ()100000مائة الف مساعدة. مساعدة للقاضي/علي احمد زباره مساعدة للقاضي/احمد محسن النوير. مساعده للقاضي/محمد احمد احملبشي. مليون وسبعمائة وخمسون الف ريال البيـــــــــــــــــــــان رصيد مرحل من عام2009م اشتراكات 2010م اقساط القروض محصله ملن مت قرضهم حسب الكشف املرفق دعم مقدم من مجلس القضاء االعلى. ثمانية وستون مليون وثالثه وثالثون الف ومائتان وثمانون ريال. البيـــــــــــــــــــــان قرض للقاضي/احمد حسن الطيب مساعدة للقاضي/اسماعيل الرقيحي مساعدة للقاضي/احمد علي بدوي مساعدة للقاضي/احمد عبد القادر شرف الدين قرض للقاضي /عبد القادر احمد اجلالل. مساعدة الفراد حراسة ارضية املنتدى باالمانة صنعاء بدل سفر للقاضي/عبد القوي اخلرساني ملتابعة قضية ارضية املنتدى باحلديده قرض للقاضي/علي محمد الكمالي مرتبات العاملني باملنتدى +مكافأة وتغذيه الفراد حراسة ارضية املنتدى باالمانة واحلديده عام بدل سفر للقاضي/عبد القوي اخلرساني ملتابعة ارضية املنتدى باحلديده مساعدة للقاضي/عبد الرحمن جحاف جزء من مرتبات العاملني مع التغذيه واملكافأة الفراد حراسة ارضية املنتدى مساعدة للقاضي /املروني واخرين مساعدة للقاضي/عيدروس عطروش قرض للقاضي/محمد سالم اليوسفي مستحقات العاملني في املنتدى وافراد حراسة ارضية املنتدى باالمانه واحلديده مساعدة للقاضي/محسن جحاف. عهده لفروع منتدايات محافظات اجلمهورية ملواجهة انتخابات الفروع ومت اخالء العهده مستحقات احلراسات باملنتدى حتى نهاية2010م العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
62
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
12917800 االجمالي ايرادات ومصروفات عام2011 اوال :االيرادات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م رصيد مرحل من عام2010م 55115705 1 شاتراكات 2011م 2415900 2 الدعم املقد م من مجلس القضاء االعلى لعام2011م 40814000 3 دعم مقدم من رئيس احملكمة العليا ملره واحده 13000000 4 االقساط احملصله من القضاة ملبلغ القرض املمنوح لهم 1832000 5 االجمالي= 113177605مائة وثالثه عشر مليون ومائة وسبعة وسبعون الف وستمائة وخمسة. ثانيا :املصروفات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م ما تبقى من تكلفة انتخاب فرع املنتدى باالمانه بنظر القاضي يحي العنسي. 1042000 1 بدل سفر لالخو ه القضاة املكلفني باالشراف على انتخابات فروع املنتديات باحملافظات 1266250 2 مساعدة لالخوه القضاة وعددهم عشر بحسب الكشف املرفق 1200000 3 املكافأة الشهرية حلراسة اراضي املنتدى من شهر يناير 2011حتى نوفمبر2011م 673200 4 التغذيه الشهرية حلراسة اراضي املنتدى من شهر فبراير2011م وحتى ديسمبر2011 792000 5 املكافأة الشهرية للضابط املشرف على افراد حراسة ارض املنتدى باالمانة 132000 6 االجور التعاقدية للعاملني في املنتدى من شهر يناير 2011وحتى نوفمبر2011م 396000 7 مساعدة الفراد حراسة ارضية املنتدى مع مراسل املنتدى 370000 8 االجور التعاقدية حلارس ارضية املنتدى باحلديده 220000 9 قيمة وايتات ماء وتعبئة اسطوانات الغاز الفراد حراسة ارضية املنتدى من شهر ابريل2011محتى ديسمبر2011م 84800 10 اكرامية الفراد ارضية حراسة املنتدى باالمانة ملره واحده 270000 11 قيمة مهمات الفراد حراسات ارضية املنتدى باالمانه ملره واحده. 192000 12 مكافأة لالخوه القضاة املكلفني في جلنة الفرز في انتخابات فرع االمانة 478050 13 مكافأة لالخوه القضاة املكلفني ملتابعة قضية ارضية املنتدى +بدل سفر لهم. 529000 14 سبعة مليون وستمائة وخمسة واربعون الف وثالثمائة ريال. االجمالي= 7645300 ايرادات ومصروفات عا2012 اوال :االيرادات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م 105539705رصيد مرحل من عام2011م 1 اشتراكات 2012حتى شهريوليو2013م +الدعم املقد من مجلس القضاء االعلى 62829800 2 168369505مائة وثمانية وستون مليون وثالثمائة وتسعه وستون الف وخمسمائة وخمسة ريال ثانيا :املصروفات البيـــــــــــــــــــــان املبلغ م مبوجب الشيك رقم( )2923279مكافأت واجور تعاقديه للعاملني ومساعدات للقضاة بحسب الكشف املرفق. 1837600 1 مبوجب الشيك رقم( )2923280بدل سفر للحاضرين من احملافضات الجتماع املنتدى في اجلهاز املركزي وبحسب الكشف املرفق. 2877000 2 مبوجب الشيك رقم( )2923283اجور تعاقديه للعاملني ومساعدات للقضاة بحسب الكشف املرفق 3582210 3 مبوجب الشيك رقم( )2923285اجور تعاقديه للعاملني ومساعدات للقضاة بحسب الكشف املرفق 649320 4 مبوجب الشيك رقم( )2923286مكافآت واجور تعاقديه وحسب الكشف املرفق 349320 5 مبوجب الشيك رقم( )2923287مكافآت واجور للعاملني ومساعدات لبعض القضاة بحسب الكشف املرفق. 1349320 6 مبوجب الشيك رقم( )2923290اجور تعاقديه ومكافآت ومساعدات لبعض القضاة بحسب الكشف املرفق. 4138320 7 مبوجب الشيك رقم( )2923291اجور تعاقديه ومكافآت للعاملني وحراسة ارضية املنتدى باالمانة احلديده وبحسب الكشف املرفق. 514640 8 عهده على اللجنة التحضيرية للمؤمتر القضائي الثالث لشراء آلة تصوير وكمبيوتر ومتطلبات اللجنة . 6923000 9 عهده على فرع املنتدى باحلديده مقابل بناء استراحات على ارضية املنتدى باحلديده حسب اخملطط املتفق عليه. 9000000 10 وحد وثالثون مليون ومائتان وعشرون الف وسبعمائة وثالثون ريال. االجمالي = 31220730 هذا وتبقى من الرصيد حىت تاريخ شهر اغسطس 2013م مبلغ وقدره( )137148775مائة وسبعة وثالثون مليون ومائة ومثانية واربعون الف وسبعمائة ومخسة وسبعون ريال سيتم خصم منها مبلغ ( )120000000للجنة التحضريية للمؤمتر القضائي الثالث ملواجهة انعقاد املؤمتر وسيتم اخالء العهده عند االنتهاء من املؤمتر للهيئة االدارية اجلديده.
63
عدد خاص مبناسبة
املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
اثناعشر مليون ووتسعمائة الف وسبعة عشر الف وثمامنائة ريال
القاضي/يحي اجلعدبي املسؤل املالــي
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
القاضي/مرشد العرشــــــاني امني عام املنتدى القضائـــــي
القاضي/عصام السماوي رئيس املنتدى القضائي
* القضاء املستقل أساس الدولة املدنية.
* استقالل القضاء يف وضع ميزانيته مبدأ أساسي لقضاء عادل. * املنتدى القضائي ضمانة حقيقية لتعزيز استقالل القضاء. * القضاء العادل أساس األمن والتنمية واالستثمار.
* تفعيل املنتدى القضائي خطوة جادة يف طريق إصالح القضاء.
* من أجل االرتقاء باملستوى املهين واملعيشي والصحي واألمين ألعضاء السلطة القضائية. العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
استقالل القضاء اساس املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي الدولة املدنية
64
عدد خاص مبناسبة
صنعاء 22-20 :أغسطس 2013م
القاضي /حيىي حممد املاوري
اجتماع املنتدى القضائي ..أمل وطموح أ.د عبد املؤمن شجاع الدين
كلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء
املنتدى القضائي منظمة طوعية ينتظم في اطارها كافة القضاه واعضاء النيابه مبختلف درجاتهم ومستوياتهم ويهتم املنتدى بشئون القضاة وهمومهم وطموحاتهم ويبحث في اشكاليات القضاء والقضاة ويقترح الوسائل والتدابير املناسبة ملعاجلتها ،كما يهتم املنتدى بتطوير القضاء واالرتقاء به .واملنتدى القضائي يدرس ويناقش في اجتماعاته الدورية والطارئة كل هذه املسائل والقضايا الهامة التي يترتب عليها في نهاية االمر حتقيق العدل .ويأتي اجتماع املنتدى القضائي في هذه املرحلة الهامة وفي هذا الطرف الذي اوشكت فيه جلان وفرق احلوار الوطني على االنتهاء من إعمالها بعد ان ناقشت اسس بناء الدولة املدنية احلديثة بسلطاتها الثالث وفي طليعتها السلطة القضائية ،ولذلك يتطلع اجلميع الى االجتماع القادم للمنتدى على انه سيقف امام مستقبل السلطة القضائية وصياغة احكامها وبيان مالمحها في الدستور املقبل ،وهذه من وجهة نظرنا هى الوجهة التي نحبذ ان يتجه اليها املنتدى اضافة الى اعادة صياغة قانون السلطة القضائية كي ينسجم مع التطورات واملستجدات التى افرزتها املرحلة الراهنة وتضمني القانون حقوق ووجبات القضاة مبا يكفل قيام القضاة باعمالهم على خير مايرام .وبالنظر الى عدد القضاة املشاركني في االجتماع وبالنظر الى املسائل والقضايا التي سيناقشها اجتماع املنتدى فسوف ينتهى حتماً بتوصيات يتحتم االخذ بها احتراماً ملشيئة وارادة القضاة ،والقرارات والتوصيات التي سيخلص اليها اجتماع املنتدى القضائي ستنعكس بدورها على القضاء والقضاة ،ومن هذا املنطلق فان اجلميع يتطلع باهتمام الى اجتماع املنتدى وما سوف يسفرعنه ويتمنون للمنتدى ان يحقق االمال والطموحات املعقوده عليه.
بني يدي املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي القاضي/رضوان علي العميسي رئيس اللجنة اإلعالمية
بعد 16عام من إنعقاد املؤمتر العام الثاني ينعقد املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي في خضم متغيرات هائلة على كل املستويات محلياً وإقليمياً ودولياً وتأتي أهمية هذا املؤمتر أنه جاء بعد تغييبه 16عام كان لها آثارها املزلزلة على القضاة والسلطة القضائية إذ ُغيب دورها وإنتهكت حقوق أعضائها وإنعكس دور التفتيش القضائي لييصبح سيفاً مسلطاً على رقبة كل قاض حر كفء معتمداً في الترقيات والتعيينات والتنقالت معيار العالقة الشخصية والوالءات الضيقة ضارباً بالقانون عرض احلائط وكان وزير العدل هو املتحكم بشؤون القضاة بسبب الصالحيات الواسعة غير الدستورية املمنوحة له في قانون السلطة القضائية وقد أدار كل وزير الوزارة وفق اخللفية التي ينحدر منها ومبا يخدم سياسة احلكومة التي عني فيها ما ترتب عليه تغييب دور القضاء حتى فقد ثقة املواطن به ،كل ذلك والكل ال ميلك سوى الصمت واملنتدى في سبات ،ومن هنا تأتي أهمية إنعقاد املؤمتر العام الثالث في هذا التوقيت ووسط املتغيرات إذ نظن أن القضاة قد إستلهموا الدرس وأخذوا العبرة من تغييب منتداهم طيلة 16عام وتغييب دور سلطتهم وما صنعته املتغيرات من فرصة تأريخية لن تعود أضحى معها اجلميع يؤمن بأهمية وجود قضاء مستقل وقوي وعادل كضمان البديل عنه ألمن وإستقرار وإزدهار البلد وهو مايعني معه أنه ال يوجد قاض اليعي بأهمية هذا املؤمتر وما ميكن أن يلعبه من دور محوري وهام ويعيد األمور إلى نصابها الصحيح والسلطة القضائية إلى مكانها املأمول وهذا يتطلب من أعضاء املؤمتررص الصفوف وتوحيد الكلمة وطرح كل اخلالفات أياً كانت جانباً ووضع مصلحة السلطة القضائية فوق كل إعتبار ،والعمل بجد على اخلروج بنظام أساسي يعيد للمنتدى حيويته وفاعليته،وإنتخاب هيئة إدارية كفؤة وقوية تتولى زمامه وتنطلق به إلى االمام دون توقف ،معتمدين على أنفسهم ومستندين إلى التغيير اإلسترتيجي الذي يتجه إليه الوطن ،والوصول إلى رؤية موحدة حتمل تصورهم عن إستقالل القضاء ووضعه في الدستور القادم ،ويقترحون احللول واملعاجلات لإلشكاليات التي عانت وتعاني منها السلطة القضائية ،ويجعلون من مؤمترهم هذا نقطة إنطالقة جديدة تسير بهم مع عجلة التغيير الذي يسير بها الوطن حتى نصل جميعا إلى الدولة املدنية احلديثة ،وقضائها املستقل القوي العادل .دمتم ودام الوطن بخير والقضاء مستقل وعادل
العدد ( )141الثالثاء /13شوال1434/هـ املوافق 2013/8/20م
رئيس اللجنة التحضيرية
في ظل التحوالت الهامة التي مير بها الوطن اليمني اليوم يأتي انعقاد املؤمتر العام الثالث للمنتدى القضائي مبشاركة أعضاء السلطة القضائية في جميع محافظات اجلمهورية كأول فعالية بهذا املستوى منذ 17عشر سنة مضت على انعقاد اخر مؤمتر لهم في 1996م كما يعد في نفس الوقت اول حدث قضائي في اطار عملية التغيير السياسية التي تديرها القوى السياسية من خالل مؤمتر احلوار الوطني الشامل والتي شارفت على االنتهاء دون ما يدل على ان السلطة القضائية كانت متثل موضوعا رئيسيا من مواضيع احلوار الوطني ولعل ذلك يعكس التجاهل شبه الكامل للقضاء في املبادرة اخلليجية واليتها التنفيذية التي اكتفت بإشارة مقتضبة هي: (اصالح القضاء) االمر الذي فتح باب االجتهاد السياسي في وضع رؤية للنظام القضائي القادم تقوم على معايير التقاسم السياسي وليس على املعايير الدستورية التي استقرت عليها األنظمة القضائية في العالم . لقد ضل القضاء ومازال اقل السلطات الثالث اهتماما ونفوذا، ورمبا اقلها وضوحا لدى اخلاصة والعامة .فلماذا اجلهل أو التجهيل بأهمية القضاء وخطورة دوره؟ وملاذا يتراجع حماس النخب املثقفة لدعم استقالل القضاء؟ ان من اهم مقتضيات عملية التغيير وجود سلطة قضائية مستقلة قادرة على مواكبة هذه التحوالت وال ميكن ان تكون هذه السلطة قادرة على النهوض بدورها املطلوب مالم تستند على أسس دستورية وتشريعات قانونية تستوعب االهداف االساسية إلعادة بناء السلطة القضائية متكنها من تطبيق مبدا سيادة القانون وحتقيق عدالة قضائية كاملة للمجتمع اليمني طاملا حلم بها. كما ان من اهم شروط استقالل القضاء اليمني هو حترير القاضي نفسه من هاجس اخلوف والشعور بالقلق على مستقبله ،وتخليص القاضي واإلدارة القضائية من سيطرة عقدة النقص واخلضوع لهيمنة السلطة التنفيذية والتحرر من قيود ثقافة (صاحب الوالية العامة ) التي تبرر استسالم القاضي للتوجيهات واألوامر والتدخل في شؤون العدالة ان الدولة املدنية او دولة النظام والقانون متثل اليوم عنوان احلضارة اإلنسانية األبرز ،هذه الدولة هي التي تقوم على أساس الشرعية الدستورية ومبدأ سيادة القانون وعلى قواعد وضوابط دستورية تنظم مهام واختصاصات سلطات الدولة على أساس مبدأ الفصل بني السلطات الذي يعطي السلطة القضائية قوة دستورية متوازنة مع السلطتني التشريعية والتنفيذية متكنها من منح احلماية القضائية للحقوق واحلريات اإلنسانية وإقامة التوازن االجتماعي داخل اجملتمع.. ومما ال شك فيه ان حتقيق استقالل القضاء والتغلب على ما يكتنفه من معوقات واحباطات واقعية يتطلب إرادة سياسية تؤمن بأهمية دور القضاء كركيزة أساسية في كيان الدولة املدنية املنشودة ،ولتحقيق هذه االرادة السياسية مبعناها الواسع فانه ال بد من بلورة رؤية متكاملة عن شكل السلطة القضائية في إطار مشروع النظام الدستوري والدور الذي سيناط بها في حتقيق عدالة قضائية كاملة وغير منقوصة ،وال شك ان رجال القضاء هم من يقع عليهم دور القيادة في هذا االجتاه دون ما اعتبار للصراعات السياسية وتضارب املصالح احلزبية فاحلقوق واحلريات اإلنسانية ال تخضع ملقاييس السياسة واأليديولوجيات ،كما ان العدالة القضائية ال تقبل التدرج أو التمييز ألي سبب من األسباب فإما عدل وإما ظلم واذا كانت ميزانية السلطة القضائية اقل من %1من اجمالي ميزانية الدولة فإن ذلك يعطينا مؤشراً سلبياً على مكانة السلطة القضائية وعدم اقتناع مكونات احلوار الوطني بصفة خاصة والنخب املثقفة بصفة عامة مببدأ توازن السلطات الذي ال ميكن ان تقوم الدولة املدنية احلديثة بدونه . هل يتمكن املشاركون في مؤمتر قضاة اليمن الثالث من إعادة الوعي الى من يديرون اللعبة السياسية اليوم ويقررون مستقبل اليمن ويقتنعوا بان القضاء املستقل أساس الدولة املدنية ؟.