ﻣﺬﻛ ــﺮات ﻣﻴﻢ اﻟﻌـ ـ ــﺪد اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﺎدس
دﻳﺴﻤﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ٢٠٢٠
ﻗﺼﺺ ﻋﻦ
ﻣﺆﺳﺴﺔ
"
اﻟﻜ ــﻮﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳ ـ ــﺔ واﻟﺮوﺣ ــﺎﻧ ـ ـﻴ ــﺔ
2
اﻟﻤﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺔ ّ ﻧﺸﺄ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺎت/ﻳﻦ داﺧﻞ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ،ﻳﺴﻮدﻫﺎ ﻣﻨﺎخ ﻋﻘﺎﺋﺪي ﻣﺘﺰﻣﺖ ﻳﻨﺪد ﺑﻬﻮﻳﺎﺗﻬﻦ/م ،وﻣﻴﻮﻟﻬﻦ/م .ﻳﺤﺪ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎخ ﻣﻦ أﻓﻖ وﻣﺴﺎﺣﺎت اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺪى اﻷﻓﺮاد ﺗﺠﺎه ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻦ/م ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ رﻏﺒﺎﺗﻬﻦ/م ،ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻬﻦ/م ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻤﻤﺎرﺳﺎت ﻻ ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ،وﺗﻀﻴﻖ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻻت اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﻦ/م ﻟﺬواﺗﻬﻦ/م ﻛﺄﻓﺮاد ﻏﻴﺮ ﻧﻤﻄﻴﺎت/ﻳﻲ اﻟﻬﻮﻳﺎت واﻟﻤﻴﻮل . ﻳﻌﺪ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻲ ﺟﺎﻧﺐ أﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﻛﻞ اﻟﺒﺸﺮ ،وﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺗﻨﻮع ﻣﻌﺘﻘﺪات وﻃﺮق ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻷﻓﺮاد ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎﻧﺐ ،ﻓﺈن ﻟﺘﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺬات أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ،وﻣﺮﺣﻠﺔ اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻪ ﺗﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻮاﺗﻨﺎ ،ﻷن ّ ﻫﻮﻳﺎﺗﻨﺎ . ﺗﺄﺛﻴﺮ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻳﺘﻘﺎﻃﻊ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺟﻮاﻧﺐ ﺣﻴﻮاﺗﻨﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻳﺤﺪد اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻃﺮاف ﻛﺠﻤﻊ ﻛﻮﻳﺮي ﺗﺘﺸﺎرك ﻛﻤﻴﻮﻧﺘﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻨﺎ أﻓﺮادا ذوي ﺗﻘﺎﻃﻌﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ،ورﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﻌﺮﻳﻒ وﺟﻮدﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺼﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺎﺗﻨﺎ اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ﻣﺠﺮد ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺞ أﻋﻤﻖ ً ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﻘﺪات ،ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻳﺤﺘﻮي ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﻨﺎ ﻛﺄﻓﺮاد، أو اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ،إﻟﺦ . وﻣﻊ إﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﻓﻲ )ﻣﺴﺎﺣﺎت( ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺠﺎرب واﻟﺨﺒﺮات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻸﻓﺮاد داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ ،ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻛﺘﻴﺒﺎت )ﻣﺬﻛﺮات ﻣﻴﻢ( ﺗﻨﺎول ﺟﺎﻧﺐ أو ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺠﻮاﻧﺐ أو اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ذﻟﻚ اﻟﻤﺰﻳﺞ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺑﺼﻔﺘﻨﺎ أﺷﺨﺎص ﻏﻴﺮ ﻧﻤﻄﻴﺎت/ﻳﻦ ،وﻫﻮ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ -ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ -ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮات اﻷﻓﺮاد ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،وﻋﻠﻰ رﺣﻼﺗﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ داﺧﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت دﻳﻨﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص . ﺣﻴﺚ ﻗﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ ﻋﺪد 10ﻗﺼﺺ ،ﻷﻓﺮاد ﺷﺎرﻛﻦ/وا رﺣﻠﺘﻬﻦ/م ﻣﻊ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ وﺗﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﻮاﺗﻬﻦ/م ﻣﻊ ﻫﻮﻳﺎﺗﻬﻦ/م وﻣﻴﻮﻟﻬﻦ/م ،ورﻛﺰﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻋﻠﻰ ﻋﺮض ﺗﺠﺎرب ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺻﻮرا وﻧﻤﺎذج ﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت روﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻷﻓﺮاد ذوي ﻋﻘﺎﺋﺪ روﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺌﺎت ﻛﻮﻳﺮﻳﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .
ﻛﺘﻴﺐ "ﻣﺬﻛﺮات ﻣﻴﻢ" ﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻣﺸﺮوع ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻟﻠﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ ﺑﻤﺼﺮ واﻟﺴﻮدان ﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻗﺼﺺ ﺗﻀﻢ ﺧﺒﺮات ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻴﻢ ﻣﻦ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎت ﻣﺘﻌﺪدة داﺧﻞ ﻣﺼﺮ .ﻳﺴﻠﻂ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺘﺞ داﺧﻞ ﺳﻠﺴﻠﺔ إﺻﺪاراﺗﻪ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺌﺎت ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻴﻢ.ع ،+ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻔﺌﺎت اﻷﻗﻞ ﺗﺴﻠﻴﻄﺎ ﻟﻠﻀﻮء داﺧﻠﻪ وﻳﺨﻠﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻷﺻﻮاﺗﻬﻦ/م ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﻠﻦ .
3
اﻟﻔﻬـ ـ ـ ـ ــﺮس اﻟ ـ ـ ــﺮﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ــﺔ
٧-٥
اﻹﻳﻤﺎن واﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ
١٢-٨
اﺧـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﻼف
١٦-١٣
ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاع
٢٠-١٧
ﻋـ ــﺮﻓﺖ ﻋﻦ رﺑﻨـ ــﺎ
٢٤-٢١
دﻳﻨﻲ ﺷﻲء ﻳﺨﺼﻨﻲ
٢٩-٢٥
أﻛﺴﺠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻦ
٣٣-٣٠
اﻟﺪﻳـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻠﺠـ ـ ــﺄ
٣٨-٣٤
ﺗـ ـﻘـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
٤١-٣٩
ﺻﺒﻐـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷﻟ ـ ــﻮان
٤٦-٤٢
4
اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺷﻌﺒﺎن
"أﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ وﺟﻨﺪر ﻛﻮﻳﺮ واﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﻤﺨﺎﻃﺐ ﺑﻴﻪ اﻟﻠﻲ ﺑﻔﻀﻠﻪ "ﻫﻢ ، اﻟﻀﻤﻴﺮ دا ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻛﻢ ﺷﻬﺮ ،ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺑﺪأت أﻛﺘﺸﻒ ﻫﻮﻳﺘﻲ اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ . اﻧﺎ ﻣﻮﻟﻮد ﻣﺴﻠﻢ وﺑﻴﺘﻲ ﻣﺶ ﻣﺘﺪﻳﻦ ﻗﻮي وﻣﺶ ﻣﺘﺸﺪد ،زي أي ﺑﻴﺖ ﻣﺼﺮي ﻣﺴﻠﻢ ﻋﺎدي ﻣﺎﻓﻴﻬﻮش أي ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،دﺧﻠﺖ ﻣﺪارس أزﻫﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺻﻐﺮي وﻃﺒﻌﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺮﻛﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻛﻤﺠﺘﻤﻊ دﻳﻨﻲ دا ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ وﺣﺶ ﺑﺲ اﻟﻨﺎس ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﻨﺎك ﻫﻲ اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻌﺒﺔ ﺷﻮﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ اﻷزﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺎب وﺣﺴﻴﺖ إﻧﻲ أﻗﺪر أﻛﺘﺸﻒ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﺑﺘﺎﻋﺘﻲ وﺳﻄﻬﻢ أﻛﺘﺮ . اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ،رﻏﻢ إن ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻨﺠﺬب ﻟﻠﻮﻻد ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮﻫﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ أﻋﺮف إﻧﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻷن ﻋﻤﺮي ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻨﻬﺎ أﺻﻼ ،ﻗﻌﺪت ﻛﺬا ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪي ﺣﺎﻟﺔ إﻧﻜﺎر وﺑﺤﺎول أﻗﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ إﻧﻲ ﻣﺶ ﻣﺜﻠﻲ وإﻧﻲ أﻗﺪر أﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻮ ﻋﻨﺪي اﻹرادة واﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ،وﻛﻨﺖ ﻓﻌﻼ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ إﻧﻲ أﻗﺪر أﺗﻐﻴﺮ وﺣﺎوﻟﺖ ،وﻓﻲ ﻣﺮة ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ إﻋﺪادي ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎول ﻷول ﻣﺮة أﻗﻮل ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺟﻤﻠﺔ "أﻧﺎ ﻣﺜﻠﻲ" ﻟﻘﻴﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻴﻨﻘﺒﺾ ﻗﻮي وﺧﺎﻳﻒ ﺟﺪا ﻛﻨﺖ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ وﺑﺤﺎول أﺗﻘﺒﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺷﻮﻳﺔ. ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة دي ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ أوﻗﺎت إﻧﻲ ﻣﻤﻜﻦ أﺧﺘﺎر اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻴﻮل ﺑﺘﺎﻋﺘﻲ ،وﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪ أﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ إﻧﻲ ﻣﺶ ﻛﺪا ً وﻛﻨﺖ ﻫﺘﺠﻮز واﺣﺪة ﺳﺖ ﻏﺼﺒﺎ ﻋﻨﻲ وﻛﻨﺖ ﻫﻘﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ إن ﻛﻞ دا ﻋﺸﺎن اﻟﺪﻳﻦ ،ﻋﺸﺎن دي اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﺼﺢ اﻟﻠﻲ اﻟﻤﻔﺮوض أﻋﻤﻠﻬﺎ، ً وﺑﺮدو ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪي ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻨﻘﻴﺾ ﺗﻤﺎﻣﺎ إﻧﻲ ﻛﺎن ﻋﻨﺪي اﺳﺘﻌﺪاد أﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ وأﺑﻘﻰ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ ﻷن دا اﻟﺸﻲء اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺠﻠﺐ ﻟﻲ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ .
5
ﻟﺤﺪ أﻣﺎ ﺳﺎﻓﺮت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻼت ﺳﻨﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﻋﻤﺮة وأﻧﺎ واﻗﻒ ﻗﺪام اﻟﻜﻌﺒﺔ وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺪا ،ﺣﺴﻴﺖ ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ ﺟﺎﻣﺪة ﺟﺪا وﻋﻴﻄﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ودﻋﻴﺖ رﺑﻨﺎ وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ "ﻳﺎرب ﺧﻠﻴﻨﻲ أﺑﻘﻰ ﺳﺘﺮﻳﺖ ﻋﺸﺎن أﻧﺎ ﺗﻌﺒﺖ، وﻣﺎﻓﻀﻠﺶ ﻋﺎﻳﺶ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﺒﻲ وأﻏﻴﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺪام أﻫﻠﻲ" ،وﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ دي ﺣﺴﻴﺖ إن ﻟﻤﺒﺔ ﻧﻮرت ﻛﺪا وﻓﻬﻤﺖ ﺷﻮﻳﺔ إن ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻷن أﻧﺎ أﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ وواﻗﻒ ﻗﺪام اﻟﻜﻌﺒﺔ وﺑﺪﻋﻲ ﻟﺮﺑﻨﺎ وﺑﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ ،وﻣﻔﻴﺶ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻧﺰﻟﺖ وﺷﺎﻟﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ،ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ، اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻮا اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ إﻧﻬﻢ ﻳﺰرﻋﻮا اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب وﻻدﻫﻢ واﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺣﻮاﻟﻴﻬﻢ ﻋﺸﺎن ﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﻢ ،وإﻧﻬﻢ ﻣﺶ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻳﺘﺨﻄﻮا اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻠﻲ اﺗﺮﺑﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻐﺮﻫﻢ إن أي ﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺘﺤﺮش ووﺣﺶ وﻫﻴﺨﺶ اﻟﻨﺎر واﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ دي ،ﻓﻔﻜﺮت إن ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺑﻘﺎش اﻻﺗﻨﻴﻦ؟ ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺑﻘﺎش ﺷﺨﺺ ﻣﻠﺘﺰم وﺑﺤﺐ رﺑﻨﺎ وﺑﻤﺎرس ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻴﻤﺎرﺳﻮﻫﺎ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﺑﻘﻰ ﻣﺜﻠﻲ ،ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﺮﺣﻠﺔ، وﻣﺶ ﻻزم أﺿﺤﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻋﺸﺎن اﻟﺘﺎﻧﻴﺔ . وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﺶ ﻗﺎدرة ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ إن ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻠﻲ ،ﻋﺸﺎن ﺑﺼﺮاﺣﺔ اﻟﺪﻳﻦ وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻹﺳﻼم أﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺎس ﻛﺘﻴﺮ وﻗﺮﻳﺒﻴﻦ ﻣﻨﻲ ،وأﻧﺎ ﻣﺘﻔﻬﻢ ﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻬﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺻﻌﺒﺔ إن ﻳﺘﻘﺒﻠﻮا ﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ زﻳﻬﻢ وﻣﺆﻣﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺑﺘﻘﻮل ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ إﻧﻲ ﻫﺨﺶ اﻟﻨﺎر ،وﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ً أﺳﺎﺳﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ أﻋﺮف إن ﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ أﺻﻼ وﻻ إﻳﻪ دا ،وإن دا ﻋﻴﺐ وﺣﺮام ،ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﻋﺎدي إﻧﻲ أﺣﺐ وﻻد ،وﻣﺘﻬﻴﺄﻟﻲ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻛﻤﻠﺖ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ أﻋﺮف اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ،ﻣﻔﻴﺶ أي ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺘﺨﺘﻠﻒ ،وﻛﻨﺖ ﻫﻜﻮن ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺨﺺ ،ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻛﻤﺎن ﻛﻨﺖ ﻫﻮﺻﻞ ﻻﻛﺘﺸﺎف ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ،وأﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻮﺿﻊ أول ﺣﺎﺟﺔ ﺟﺎت ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻲ ﻫﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻳﺎ ﺗﺮى ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻫﻴﻜﻮن ﻋﺎﻣﻞ إزاي ،ﻫﻞ ﻫﺘﺠﻮز راﺟﻞ؟ ﻃﻴﺐ ﻫﻘﻮل ﻷﻫﻠﻲ إﻳﻪ؟ ﻷن ﻣﻬﻤﺎ وﺻﻠﺖ ﻟﺴﻦ ﻣﻌﻴﻦ أﻫﻠﻲ ﻫﻴﺒﺪأوا ﻳﻄﻠﺒﻮا ﻣﻨﻲ أﺗﺠﻮز ﻫﻘﻮﻟﻬﻢ إﻳﻪ أﻣﺎ ﻳﻴﺠﻲ اﻟﻮﻗﺖ دا؟ ﻫﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ؟ ،وﻗﻀﻴﺖ ﺗﻼت ﺳﻨﻴﻦ ﺑﺤﺎول أﺧﺘﺎر ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻤﻴﻮل ﺑﺲ ﻣﺎﻋﺮﻓﺘﺶ ،ﻓﺄﺧﺪت اﻟﻘﺮار إﻧﻲ أﺑﻘﻰاﻻﺗﻨﻴﻦ، وﻟﻮ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﻮة اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ﻗﺎﻟﻲ ﻃﺐ ﻛﺪا إزاي ،ﺑﻘﻮل إن اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺶ اﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﺘﻄﺒﻖ اﻟﺪﻳﻦ ،وﺧﻼل اﻟﺴﻨﺘﻴﻦ اﻟﻠﻲ ﻓﺎﺗﻮا ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ وأﻧﺎ ﺑﺒﺬل ﻣﺠﻬﻮد ﺟﺒﺎر إﻧﻲ أﻧﻘﻲ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺣﻮاﻟﻴﺎ ،اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻔﻬﻤﻨﻲ وﺑﻴﺪﻋﻤﻮﻧﻲ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻮﻳﺮ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻫﻢ ﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺶ روﺣﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺲ ﺑﻴﺸﺠﻌﻮﻧﻲ إﻧﻲ أﻛﻮن اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﻫﺎ .
6
أﻧﺎ ﻓﺎﻛﺮ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻊ واﺣﺪة ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ،وﻛﻨﺖ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :إن أﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ ﺑﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺧﺎﻳﻒ إن رﺑﻨﺎ ﻳﻜﺮﻫﻨﻲ وﻣﺶ ﻫﺨﺶ اﻟﺠﻨﺔ . ﻓﻲ اﻷول واﻵﺧﺮ ﻛﻠﻨﺎ ﺑﻨﻐﻠﻂ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻤﻜﻦ أﻛﻮن ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻮﻳﺲ وﺑﻌﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﺎ .ﻓﺤﺴﻴﺖ إن رﺑﻨﺎ رﺣﻴﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ دي اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻐﻠﻂ اﻟﻠﻲ ﻋﻨﺪي ﻓﻬﻴﻐﻔﺮﻫﺎ ﻟﻲ ،وﺑﺤﺲ داﻳﻤﺎ ﺑﻘﺮب رﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ دي "وإذا ﺳﺄﻟﻚ ﻋﺒﺎدي ﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺮﻳﺐ ،أﺟﻴﺐ دﻋﻮة اﻟﺪاع إذا دﻋﺎﻧﻲ" اﻵﻳﺔ دي ﺑﺘﺤﺴﺴﻨﻲ إﻧﻲ ﻣﺶ ﻟﻮﺣﺪي وإن ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﺳﺎﻧﺪﻧﻲ ،وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻷول وﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻣﺶ ﻫﺎﻣﻤﻨﻨﻲ أي ﺣﺪ ﻷن رﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺿﻬﺮي وﺑﻴﺤﺒﻨﻲ . اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻬﻢ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ اﻟﺴﻨﺪ ﺿﺪ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،واﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺪﻳﻨﻲ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻮﻳﺔ ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺶ ﻋﺎرف إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻔﻴﺶ ﺣﺪ ﺑﻴﻌﺮف ﻛﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻟﻜﻦ دي ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺘﺴﺎﻋﺪﻧﻲ إن اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺒﻘﻰ أﺳﻬﻞ ﺷﻮﻳﺔ . ﻛﻨﺖ ﻣﺮة ﺑﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ واﺣﺪ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻋﻦ إﻳﻤﺎﻧﻲ اﻟﺸﺨﺼﻲ وﻋﻦ ﻣﺨﺎوﻓﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ إن رﺑﻨﺎ ﺑﻴﻜﺮﻫﻨﻲ وﻫﻴﻮدﻳﻨﻲ اﻟﻨﺎر ﻋﺸﺎن ﻣﻴﻮﻟﻲ ،ﻗﺎﻟﻲ ﻻزم ﺗﻔﻬﻢ إن رﺑﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻠﻲ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ،ﻫﻮ أذﻛﻰ ﻣﻨﻨﺎ ﺑﻤﺮاﺣﻞ ﻓﺄﻛﻴﺪ ﻓﺎﻫﻢ اﻟﻠﻲ ﺟﻮاك وﻋﺎرف اﻧﺖ ﺟﻮة ﻗﻠﺒﻚ إﻳﻪ ،وﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﺤﺲ إن رﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﺑﻴﺨﻮﻓﻨﻲ وﻣﺶ ﺑﻴﻨﺘﻘﺪﻧﻲ ﻣﺶ زي ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺑﺘﺤﺲ ،ﺑﺤﺲ إﻧﻪ ﺳﺎﻧﺪﻧﻲ ﻟﻮ ﻣﺤﺘﺎج ﻟﻪ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ،وﺷﻮﻳﺔ ﺷﻮﻳﺔ ﻣﺎﺑﻘﻴﺘﺶ أﺷﻮف إن ﻓﻴﻪ ﺧﻼف ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻻﺗﻨﻴﻦ ،ﺑﻘﻴﺖ أﺣﺲ إن دي ﺣﺎﺟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ودي ﺣﻴﺎﺗﻲ . أﻧﺎ ﻓﺨﻮر ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺟﺪا وﺑﺎﻟﻠﻲ وﺻﻠﺘﻠﻪ اﻟﺼﺮاﺣﺔ ،ﻷن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺤﺘﺎج ﺟﻬﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،ﺑﺲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺣﺎﺳﺲ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﻮد اﻟﻜﺒﻴﺮ دا ،ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ إن دي ﺣﻴﺎﺗﻲ وﻫﺘﻔﻀﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ . ﺑﺲ أﻧﺎ ﺳﻌﻴﺖ ﻋﺸﺎن أوﺻﻞ ﻟﻠﺴﻼم واﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺒﺤﺚ وﻗﺮاﻳﺔ وأﺳﺌﻠﺔ ،وﻟﻮ ﻧﻔﻊ أرﺟﻊ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ أﻏﻴﺮ أي ﺣﺎﺟﺔ وﻻ أﺑﻘﻰ ﻣﻐﺎﻳﺮ اﻟﻤﻴﻮل ﺣﺘﻰ ،ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ أﻧﺎ ﻣﺒﺴﻮط ﺑﺎﻟﻤﻜﺎن اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ وﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ، اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻋﻨﺪي أﻣﻞ ﻛﺒﻴﺮ إن اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺘﺤﺴﻦ واﻟﻄﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﺴﺔ واﻟﺤﻴﺎة ﻣﺶ ﺳﻬﻠﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ وﺻﻠﺘﻠﻪ دا ﻣﺶ ﺑﺲ ﻫﻴﺪﻳﻨﻲ راﺣﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ﻣﺎ ﻫﻴﺪﻳﻨﻲ ﻋﺰﻳﻤﺔ أﻛﻤﻞ اﻟﻤﺸﻮار وأﺳﺎﻋﺪ ﻧﻔﺴﻲ واﻟﻨﺎس ﺣﻮاﻟﻴﺎ ،وﻟﻮ ﻫﺒﻌﺖ رﺳﺎﻟﺔ أﺣﺐ أﺷﺠﻊ اﻟﻨﺎس إن ﻣﺤﺪش ﻳﺨﺎف ﻳﺴﺄل وﻳﺪور ﻷن ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻫﺘﺒﻘﻰ أﺣﻠﻰ ﺑﻜﺘﻴﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺘﺪي اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺘﻮﻗﻊ وﻳﺘﻘﺒﻞ إﻧﻪ ﻣﺶ ﻫﻴﻼﻗﻲ ﻛﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻷن ﻫﻲ دي اﻟﺮﺣﻠﺔ وﻫﻮ دا ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺴﻌﺎدة .
7
اﻹﻳﻤﺎن واﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ ﻣﺮﻳﻢ
أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ أﺳﺮة ﻣﺶ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻗﻮي وﻻ ﻣﻠﺤﺪة وﻻ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﺪﻳﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎدي ﻟﻸﺳﺮ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ،أﻓﺘﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺮاﻫﻘﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺜﻠﻲ ،وﺑﻌﺪﻳﻦ ﻓﻬﻤﺖ إن ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺟﻮة اﻹﻃﺎر اﻟﻜﻮﻳﺮي أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ،ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﺎﻃﻌﺎت ﻋﻦ اﻟﻤﻴﻮل اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ واﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ دا ﻛﺎن ﻣﻠﺨﺒﻄﻨﻲ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة أﺣﺴﺐ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ إﻳﻪ؟ ﻟﺴﺔ ﺑﺤﺎول أﻓﻬﻢ دا ،ﺑﺲ ﻓﻜﺮة إن ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪي وﻗﺘﻬﺎ أﻓﻜﺎر ﻋﻦ اﻟﻤﻴﻮل واﻟﺠﻨﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎرﺛﺔ ﻃﺒﻌﺎ وﻛﺎن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻴﺰﻳﺪ ﺳﻮء أﻛﺘﺮ ﻟﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ زي رﻣﻀﺎن ،ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﺼﻠﻲ وﺑﺼﻮم ،وﻛﺎن ﻣﺼﺪر اﻷذى اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﺟﺎي ﻣﻦ ﺟﻮاﻳﺎ أﻧﺎ ،ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎول أﺗﻨﺎﺳﺎه ﺑﺲ ﻣﺎﺑﻴﺮوﺣﺶ ،دا ﺟﺰء ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻮاﺣﺪ. ﻓﻲ ﻓﺘﺮة أﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﻨﻊ إن أﻧﺎ ﻣﺒﺘﻠﻰ وﻣﺶ ﻫﺘﺘﻢ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻲ ﻣﻦ رﺑﻨﺎ ﻋﺸﺎن ﻋﻨﺪي اﻟﻤﻴﻮل دي ،ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ ﻗﺮرت إﻧﻪ دا ﻣﺶ ﻋﺎدل ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺶ ﻣﻨﻄﻘﻲ ،أﻧﺎ ﺣﺪ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ورﺣﺖ ﻟﺪﻛﺎﺗﺮة واﻟﺤﺎﺟﺎت دي ﻣﺎﺑﺘﺘﻐﻴﺮش ،ﺑﻌﺪ ﻟﻔﺔ وﺑﻌﺪ أدوﻳﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ اﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﺎ أﻫﻮ ،وﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﻔﺴﻲ إﻧﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﻬﻮد اﻟﻠﻲ ﻣﻤﻜﻦ أﻋﻤﻠﻪ ﻓﺒﻌﺪ ﻛﺪا ﺧﻼص "ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ إﻻ وﺳﻌﻬﺎ" ،أﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﻠﺖ أﻧﺎ ﺣﺮ أﻋﻤﻞ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰه ،أﻧﺎ أﺧﺪت اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ﺑﺲ ﺧﻼص ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻌﻤﻞ إﻳﻪ؟ أﻧﺎ ﺗﻘﺒﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ،ﻣﻔﻴﺶ ﻣﻨﻄﻖ دﻳﻨﻲ أﺻﻼ ﻳﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺧﺘﺮﺗﻬﺎش ،وﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﻨﻊ إن ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ إن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻠﻲ وإن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪه ﻋﻼﻗﺎت ،دا ﺧﻂ ﻳﻔﺮق ﻛﺘﻴﺮ ﻗﻮي ،أﻧﺎ ﻓﺎﻫﻢ إﻧﻲ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ أﺗﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻮﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻛﻨﺖ واﺻﻞ ﻟﻜﺪا وﻗﺘﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ أﻋﺘﻰ اﻟﺸﻴﻮخ ﻣﺎﻳﻘﺪرش ﻳﻐﻠﻄﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ زي ﻛﺪا ،ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺴﻴﺖ إن ﻣﺶ ﻣﻨﻄﻘﻲ إﻧﻲ أﻋﻴﺶ راﻫﺐ ﻳﻌﻨﻲ ،ﻣﺎ ﻫﻮ أﻧﺎ ﺑﻨﻲ آدم ﺑﺮﺿﻪ ،وﺑﻘﻴﺖ واﺻﻞ ﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻛﺪا إن أﻧﺎ ﻋﺎرف ﻫﻘﻮل إﻳﻪ ﻟﺮﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا .اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﺟﻨﺲ ﺧﺎرج إﻃﺎر اﻟﺰواج ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻜﺮة ﻣﺎ إﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻫﻴﺘﺠﻮزوا ،أﻧﺎ ﺑﻘﻰ أﻋﻤﻞ إﻳﻪ؟.
8
ﻓﻴﻪ ﻓﺘﺮة أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻠﺤﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺲ ﻣﺎﻛﻤﻠﺘﺶ ﺳﻨﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﺔ ﻏﻀﺐ أﻛﺘﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ،ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻲ ﺧﻼﻧﻲ ﻛﺪا اﻟﺘﻴﺎر اﻷﺻﻮﻟﻲ واﻟﺴﻠﻔﻲ ،ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ إذا ﻫﻮ دا اﻟﺪﻳﻦ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰه وﻣﺎﻳﻠﺰﻣﻨﻴﺶ أﺻﻼ ،ﺑﺲ ﻷن أﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ روﺣﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ،ﺣﺴﻴﺖ إن ﻓﻜﺮة اﻹﻟﺤﺎد دي ﻗﺴﻮﺗﻬﺎ ﻣﺎﺗﻔﺮﻗﺶ ﻋﻦ اﻟﺪاﻋﺸﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي ،وﺗﺼﻮر إن اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻔﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻛﺪا وﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت ﻣﻔﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ،دا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ أوﺳﺦ ﻣﻦ إن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﺨﺶ اﻟﻨﺎر وﻻ اﻟﺠﻨﺔ ،اﻟﻌﺪم اﻷﺑﺪي دا ﺣﺎﺟﺔ ﺻﻌﺒﺔ أوي ،دا ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺎﺑﻌﺮﻓﺶ أﻋﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻛﺪا، وﻣﻔﻴﺶ ﻓﻴﻪ أي ﺿﺎﺑﻂ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،أﻣﺎ أﻟﺤﺪت ﻛﻨﺖ ﻏﻀﺒﺎن ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺸﺎن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ،ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ دا اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﺲ دا ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻷﺳﺒﺎب ،ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دي ﺑﺪأت أﻗﺮأ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻠﻔﺔ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻣﺶ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺠﺪوى اﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ -دا ﻛﺎن ﺗﻔﻜﻴﺮي ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ -وﻛﻨﺖ ﻣﺘﺤﻤﺲ وﺷﺎﻳﻒ إﻧﻲ ﻣﻤﻜﻦ أﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺣﺎﻃﻂ ﺧﻄﻂ ،وإﻧﻨﺎ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻣﻤﻜﻦ ﻧﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ،زي ﺣﻘﻮق إﻧﺴﺎن وأﻳﺪﻟﻮﺟﻴﺎت وﻗﺎﻧﻮن ،دول ﺣﺎﺟﺎت أﻋﻢ وأﺷﻤﻞ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﺒﻨﻲ آدﻣﻴﻦ ،ﻃﺐ ﻣﺎﺷﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﻬﻢ، ﺑﺨﻼف ﻛﺪا ﻻزم ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﻗﻴﻢ وﻣﺒﺎدئ ،اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮر اﻹﻟﺤﺎدي ﻣﺎﻓﻴﻬﻮش ﻣﺒﺎدئ ،أي ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻓﻴﻪ ﻗﻮاﻧﻴﻦ ،ﻣﺎ ﻫﻮ أي ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ،وﺣﺴﻴﺖ إن ﻓﻜﺮة ﻣﻔﻴﺶ ﺿﻮاﺑﻂ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن دي ﻓﻜﺮة ﻣﺮﻋﺒﺔ ،أﻧﺎ ﻣﺎﺷﺘﺮﻳﺘﺶ اﻟﻜﻼم دا اﻟﺼﺮاﺣﺔ وأﻗﺪر أﻗﻮل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ إن اﻟﻠﻲ ﻏﻴﺮ أﻓﻜﺎري إﻧﻲ ﻗﺮﻳﺖ ﻛﺘﺎب ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻋﻦ اﻹﻟﻬﻴﺎت، ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة وﺟﻮد اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺶ ﻓﻲ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﺼﻼة أو اﻟﺼﻮم ،ودا ﻛﺎن اﻛﺘﺸﺎﻓﻲ ،إن اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻣﺶ ﺣﺎﺟﺔ واﺣﺪة ،وإن اﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺟﻮاه ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺬاﻫﺐ وﺗﻴﺎرات ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة إن اﻹﻳﻤﺎن دا ﻣﻜﺘﺴﺐ ،ﻫﻮ ﺑﻴﺸﻮف إن ﻣﺶ ﺷﺮط ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ دﻳﻦ ﻣﻌﻴﻦ ،اﻧﺖ ﺣﻘﻚ ﺗﺪور وﻃﺎﻟﻤﺎ اﻟﺸﺨﺺ أﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ دا ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻣﺎﻫﺘﺪاش ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ،اﻟﺸﺨﺺ ﻛﺪا ﻋﻤﻞ اﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ وﻣﺎﻋﻠﻴﻬﻮش ذﻧﺐ ،دا ﻛﻼم ﻣﺤﺘﺮم وﻋﻘﻼﻧﻲ وﻣﻨﻄﻘﻲ وﻋﺎدل ﺟﺪا ،دا ﻛﻼم ﺟﺪﻳﺪ ﺟﺪا ،ﻃﺐ ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺑﺴﻤﻌﻮش؟ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻃﺒﻌﺎ ﻣﻔﻴﺶ اﻟﻜﻼم دا ،ﻋﺮﻓﺖ إن أي دﻳﻦ ﺟﻮاه ﻣﺬاﻫﺐ وأﻓﻜﺎر وﻣﺶ ﺷﺮط ﻋﺸﺎن ﻋﺸﺮة ﻳﻨﺘﻤﻮا ﻟﺪﻳﻦ واﺣﺪ ﻳﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ داﺧﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ،وداﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺪارس وﻣﺸﺎﻛﻞ ،واﺑﺘﺪﻳﺖ ﻣﻦ وﻗﺘﻬﺎ أﺗﺘﺒﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ رؤى ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ أو ﻋﻘﻼﻧﻴﻴﻦ ،ﻳﻤﻜﻦ دا اﻟﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ أﻓﻜﺎري. اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪي أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﺣﺮام وﺣﻼل ،اﻟﻔﻜﺮة إﻧﻪ ﺑﻴﺠﺎوب ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ وﺟﻮدﻳﺔ ﺑﺪون اﻟﺪﻳﻦ إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪا، زي اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة؟
9
ﻃﺐ ووﻻد اﻟﻮﺳﺨﺔ اﻟﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة دول ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻀﻠﻮا ﻣﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﻜﻞ اﻟﺠﺒﺮوت وﻣﺎﺗﻮا ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻛﻞ دا ﻫﻴﺮوﺣﻮا ﻓﻴﻦ؟ أﻗﺼﺪ إن اﻟﻌﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ إﻧﻪ ﻳﺘﻘﺒﻞ إن اﻟﻨﺎس دي ﺧﻼص ﻛﺪة ارﺗﺎﺣﺖ ،إزاي ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮا ﻛﻞ دا وﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻋﺎدي ﻛﺪا زﻳﻲ زﻳﻪ ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﺶ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﺪاﻟﺔ ﻗﻮي ،إن اﻹﻧﺴﺎن ﻫﻴﺘﻘﺒﻞ إن ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻫﻨﺘﺴﺎوى ﻛﺪا ،ﻻزم ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺣﺴﺎب ،اﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﻼوي ،إزاي دا زي دا؟ ﻓﺎﻟﻔﻜﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﺶ إﻧﻨﺎ ﺑﻨﻨﻔﺬ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ،دي اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻲ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي ،اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻴﻜﻮن أﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻛﺪا ﺑﻜﺘﻴﺮ ،اﺣﻨﺎ ﺟﺎﻳﻴﻦ ﻟﻴﻪ؟ اﻟﺜﻮاب واﻟﻌﻘﺎب ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،اﻟﺤﺎﺟﺎت دي ﻫﻲ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺨﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺗﺠﺎوب ﻣﻊ اﻟﺪﻳﻦ ،اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ﺷﻲء ﺛﺎﻧﻮي ،أﻧﺎ داﺧﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺸﺎن ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﺑﻴﺪﻳﻨﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد ﻧﻔﺴﻪ ،أﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﻪ؟ أﻧﺎ ﻣﻴﻦ؟ أﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﻤﻞ إﻳﻪ؟ دي أﺳﺌﻠﺔ اﻟﺒﻨﻲ آدم ﺑﻴﺒﻘﻰ ﻣﺤﺘﺎج إﺟﺎﺑﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ ،اﻟﺒﻨﻲ آدم ﻣﺤﺘﺎج ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺳﺎة . ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻠﻲ ﺑﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻴﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺪا ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﺬوق ﺑﺸﻜﻞ ﺻﻌﺐ ﺟﺪا وﺑﻴﺘﻢ اﻟﺘﻨﻤﺮ ﻋﻠﻴﺎ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ واﻟﺘﻨﻤﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻲ ،أﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺶ ﺑﺸﻮف إن ﻋﻨﺪي اﻟﺤﻖ إﻧﻲ أﻗﻮل ﻟﻮاﺣﺪ "اﻧﺖ إزاي ﻣﻠﺤﺪ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ؟ اﻧﺖ إزاي ﻣﺼﺪق إن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺟﻪ ﺻﺪﻓﺔ ﻛﺪا؟" ﺑﺲ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﻋﻨﺪه اﻟﻘﺪرة واﻟﺒﺠﺎﺣﺔ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﺳﺘﺤﻘﺎق إﻧﻪ ﻳﻴﺠﻲ ﻳﻘﻮل ﻟﻲ أﻧﺎ إزاي ﻣﺆﻣﻦ وأﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ؟ أو أﻧﺎ إزاي ﺑﺼﻠﻲ وأﻧﺎ ﻛﺪا؟ ودا ﺑﻴﻠﻤﺲ ﻋﻨﺪي ﺣﺎﺟﺎت ،دي ﻗﻠﺔ ذوق ،وﻣﻔﻴﺶ أي اﺣﺘﺮام أﻣﺎ ﺑﺘﺘﻔﺘﺢ ﻧﻘﺎﺷﺎت ﻋﺎﻣﺔ ،أﻧﺎ ﺣﺪ أدﻋﻲ إﻧﻲ ﻣﺘﻔﺘﺢ ﺷﻮﻳﺔ ،ﻓﻴﻪ ﻧﺎس أوﻗﺎت ﺗﺸﺘﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﻮخ ،ﻣﺎﺷﻲ ،ﺑﺘﺘﺮﻳﻖ ﻃﺐ إزاي رﺑﻨﺎ ﺑﻴﻌﺎﻗﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أﺻﻞ رﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﻷول واﻵﺧﺮ ﻣﺶ ﻇﺎﻟﻢ ،ﻃﻴﺐ أﻟﺤﺪ؟ ﻃﻴﺐ أﺳﻴﺐ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﺟﺎت ،أﻧﺎ ﻓﺎﻫﻢ إن اﻟﺘﺮﻳﻘﺔ ﻣﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻠﺸﺎن ﺧﺎﻃﺮ أﻗﺘﻨﻊ ﺑﻤﻴﻮﻟﻲ؟ وﻻ أﻛﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ وأﺟﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ دي؟ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻗﺮرت ﻷ أﻧﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ﻣﺎ ﺑﺘﻜﻮن ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ أوﺿﺎع ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ً ﻫﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺷﻮﻳﺔ ﻟﺤﺪ أﻣﺎ أوﺻﻞ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﺑﺪأت أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﻧﺎس أﻛﺜﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺑﺲ أﻧﺎ ﻣﺘﻔﻬﻢ اﻟﺴﺨﻂ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻨﻴﻦ ،وﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ أزﻣﺔ إن ﺣﺪ .اﻟﺪﻳﻦ ،ﻗﺮرت أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻫﻢ وأﻋﺮف أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻣﺶ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻮﺟﻮد رﺑﻨﺎ ،ﻟﻜﻦ أﻣﺎ أﺑﻘﻰ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻊ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻓﻴﺸﺘﻢ ﺷﺘﺎﻳﻢ ﻋﻠﻰ رﺑﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، وإن اﻹﻟﻪ ﺑﺘﺎﻋﻜﻢ دا ﻛﺬا ،وﺷﺘﺎﻳﻢ وﺳﺨﺔ ﺟﺪا ،أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺼﺪوم ﻃﺒﻌﺎ ﻷﻧﻪ ﻋﺎرف إﻧﻲ ﻣﺆﻣﻦ ،إزاي ﻣﺶ ﻣﺮاﻋﻲ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ زي دي ،وأﻣﺎ اﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻌﺎه إﻧﻪ " أﻧﺎ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ وﻣﺎﺑﺤﺒﺶ أﺳﻤﻊ اﻟﻜﻼم دا" ،اﺑﺘﺪى ﻳﺨﻮض ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺟﺪل وﺳﻔﺴﻄﺔ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻪ إن ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ أﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﺘﻜﺘﺐ ﻣﻘﺎل وﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻣﺎﺗﻜﺘﺒﺶ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻟﻜﻦ أﻧﺎ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻌﺎه ﻗﻌﺪة ﺧﺎﺻﺔ، ﺑﻨﺘﻔﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن أو ﺑﻨﻌﻤﻞ أي ﺣﺎﺟﺔ وﻗﻠﺖ إن دا ﺑﻴﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ دا ﻣﻔﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺠﺒﺮﻧﻲ إﻧﻲ أﻛﻤﻞ اﻟﻘﻌﺪة دي ،ﻃﺎﻟﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﻣﺶ ﺑﻴﺮاﻋﻴﻨﻲ وﻣﺎﺑﻴﺮاﻋﻴﺶ ﻣﺸﺎﻋﺮي أﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺒﻘﻰ ﻋﺎﻳﺰ أﺗﻮاﺟﺪ ﻣﻌﺎه ﻓﻲ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ .
10
دي ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻋﻨﻒ ﻣﺴﻜﻮت ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻮة اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ،ودا اﺗﻜﺮر ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا وإذا ﻛﺎن دا ﺑﻴﺘﺎﺧﺪ ﺑﻬﺰار ﻟﻜﻦ ﻟﻮ اﺣﻨﺎ ﺻﺤﺎب ﻓﺎﺣﻨﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻧﺮاﻋﻲ ﺑﻌﺾ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﺣﺪ ﻣﺶ ﻻﻗﻲ أي ﺣﺎﺟﺔ ﺟﻮاه ﺗﺨﻠﻴﻪ ﻋﺎﻳﺰ أو ﻗﺎدر ﻳﺘﻔﻬﻢ اﺧﺘﻼف اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻬﻮ إﻧﺴﺎن ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺬوق وﻣﺆذي ،وأﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ أﻋﺮﻓﻪ ،وأﻛﻴﺪ دا ﺑﻴﺄﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺻﻠﻲ ودرﺟﺔ ﻗﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ،اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺎﻟﻮش ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺤﺪ ﻣﺆﻣﻦ وﺣﺪ ﻣﻠﺤﺪ ،اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ إن اﻧﺖ إﻧﺴﺎن وﻋﻨﺪك ﻗﺪر ﻛﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﺬوق واﻟﻠﺒﺎﻗﺔ واﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻻ ﻷ . ﺑﺤﺲ إن اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ﺑﻴﺼﺪر ﺻﻮر ﻧﻤﻄﻴﺔ ،اﻟﺸﺨﺺ أﻣﺎ ﺑﻴﺒﻘﻰ ﻣﺶ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺼﻮرة دي ،ﺑﻴﺤﺲ ﺑﺎﻻﻏﺘﺮاب ،ودا ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻹﻳﻤﺎن ،أﻧﺎ ﺑﺤﺲ ﺑﺎﻏﺘﺮاب ﺷﺪﻳﺪ وﺳﻄﻬﻢ ،أﻧﺎ ﻏﺮﻳﺐ ،أﻧﺎ ﻗﻠﻴﻞ ،واﻟﻨﺎس ﺑﺘﺴﻒ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ وﺑﻴﻘﻮﻟﻮا إن دا ﻫﺰار ،ﺑﺲ دا ﻣﺶ ﻫﺰار دا ﺑﻴﻀﺎﻳﻘﻨﻲ . اﻟﻨﺎس دي اﻟﻠﻲ ﺑﺘﻘﻌﺪ ﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺟﻮة اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ،ﺳﻴﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة إﻧﻬﻢ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮع ﺣﻼل وﺣﺮام ،اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ واﻟﻠﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت روﺣﻴﺔ ،اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺒﻘﻰ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ دي ،اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺒﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺳﺎة واﻟﺘﻄﻤﻴﻦ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺪ ﺑﻴﻬﺎﺟﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﻣﺶ ﻣﺘﺨﻴﻞ ﻫﻮ أو ﻫﻲ ﺑﻴﻌﻤﻠﻮا إﻳﻪ ،دا ﻣﺶ ﺧﻼف ﺳﻴﺎﺳﻲ ،ﻫﻢ ﺑﻴﺆذوا اﻟﻨﺎس دي ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺰﻳﺰة ﻋﻠﻴﻬﻢ . اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻠﻲ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ واﺗﻌﻠﻤﺘﻬﺎ إن ﻋﺎدي ﻟﻮ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﺶ ﻣﺘﺄﻛﺪ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﺟﺎت، ﻷن دا ﻫﺎﺟﺲ ﻣﺆذي ﺟﺪا ﻋﻨﺪ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،اﻟﻨﺎس داﻳﻤﺎ ﺑﻴﺤﺒﻮا ﻳﺸﻮﻓﻮا اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪاﻣﻬﻢ ﻣﺘﺄﻛﺪ ،ﻣﺶ إن ﺣﺪ ﺑﻴﻈﻦ أو ﻣﺘﻬﻴﺄﻟﻪ أو ﻳﻌﺘﻘﺪ ،اﻟﻨﺎس ﺑﺘﺤﺐ اﻟﻴﻘﻴﻦ اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﻠﻲ ﻣﻴﺔ ﻓﺎﻟﻤﻴﺔ دا ،اﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة أﺻﻼ ،ﺳﻮاء ﺑﺸﻜﻞ إﻟﺤﺎدي وﻻ دﻳﻨﻲ وﻻ ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻻ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻣﻔﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻮى دا ﻣﻦ اﻟﻴﻘﻴﻦ ،ودا ﺑﻴﻮﺗﺮ اﻟﻨﺎس أﻛﺘﺮ وﺑﻴﺰﻋﺠﻬﻢ وﺑﻴﺨﻠﻲ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻴﻔﺔ أو ﻣﺘﻮﺗﺮة ،اﻟﻠﻲ ﻫﻮ "إزاي ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﻓﻴﻬﺎش رد؟" ،اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻠﻲ ﻣﻤﺘﻦ ﻟﻨﻔﺴﻲ إﻧﻲ ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ ﻫﻲ إﻧﻲ ﺑﻘﻴﺖ أﺗﻘﺒﻞ إن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ أﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﻬﺎ ،زﻣﺎن ﻛﻨﺖ أﺗﻀﺎﻳﻖ ﺟﺪا إن ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ رد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺟﺔ ،ودا ﺑﻴﺎﺧﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﻃﺎﻗﺘﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﻼﻗﻲ إن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺎت ﻓﻌﻼ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ رد ﻓﻴﻬﺎ، دﻟﻮﻗﺘﻲ اﺗﻌﻠﻤﺖ إن ﻋﺎدي أﺑﻘﻰ ﻣﺶ ﻋﺎرف ﺣﺎﺟﺔ أو ﻣﺶ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻟﺴﺔ ﻣﺎﺣﺴﻤﺘﺶ أﻣﺮي ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ودا ﻣﺮﻳﺢ ﺟﺪا إﻧﻲ أﺗﻘﺒﻞ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻲ ﻛﺒﻨﻲ آدم ،وأﻓﺘﻜﺮ ﻣﺮة ﻛﺪا وﻗﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺘﺌﺐ وﺳﺎﺣﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻷﻓﻜﺎر دي وواﺧﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﻬﻮد ذﻫﻨﻲ ،ﻓﻔﻴﻪ واﺣﺪ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﺎل ﻟﻲ "ﻣﺎ ﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﺖ ﻻ ﺑﺘﺸﺘﻐﻞ ،وﻻ ﺑﺘﻌﻤﻞ أي ﺣﺎﺟﺔ ،وﻻ وراك ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ،وﻻ وراك ﺣﺪ وﻻ ﺑﺘﺠﺮي ورا ﺣﺪ ،
11
وواﺧﺪ ﻛﺮﺳﻲ وﺣﺎﻃﻪ ﻓﻮق اﻟﻜﻮن وﻣﺪﻟﺪل رﺟﻠﻴﻚ وﻋﻤﺎل ﺗﺒﺺ وﺗﺤﻠﻞ ،ﻃﻮل ﻣﺎ اﻧﺖ ﻓﺎﺿﻲ ﻣﺶ ﻫﺘﺨﻠﺺ اﻧﺖ ﻣﺶ ﻫﺘﻘﻌﺪ ﻃﻮل ﻋﻤﺮك ﺑﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،اﻧﺖ ﻣﺤﺘﺎج ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺤﻴﺎة ،وأﻣﺎ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺎت ﻫﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻫﺘﻔﻬﻤﻬﺎ ،ﻫﺘﺤﺴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ،ﻣﻮاﻗﻒ ﻫﺘﻐﻴﺮ وﺟﻬﻪ ﻧﻈﺮك ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻻزم ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺶ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ" ،إﻧﻲ ﻣﺎﻓﻀﻠﺶ ﺳﺎﺣﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ أﺳﺌﻠﺔ "ﻓﻴﻪ رﺑﻨﺎ وﻻ ﻣﻔﻴﺶ رﺑﻨﺎ"" ،ﻫﻮ اﻟﺪﻳﻦ دا ﺻﺢ وﻻ ﻏﻠﻂ" ،ﺑﺲ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ إﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ وﺗﺨﺘﺒﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ودا ﺑﻴﺨﻠﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪه ﺗﺴﺎﻣﺢ ﺷﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺘﻘﺒﻞ ﺟﺪا إﻧﻲ ﻣﺶ ﻣﺘﺄﻛﺪ ،وﺑﻘﻴﺖ أﺑﻌﺪ ﻛﺘﻴﺮ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﺑﺴﺘﺨﺪم أﻋﺘﻘﺪ ،ﻷن ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﺣﻨﺎ ﺑﻨﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ . ﺑﻘﺎﻟﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺎﻗﻌﺪﺗﺶ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ اﺳﺘﺮﺟﻌﺖ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻛﺪا زي ﻣﺎ ﺣﻜﻴﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻓﻤﺮﺗﺎح ﻟﻠﻲ أﻧﺎ واﺻﻞ ﻟﻪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ،ﻣﺮﺗﺎح وﻣﺘﻘﺒﻞ ﻟﻨﻔﺴﻲ وﺑﺤﻤﺪ رﺑﻨﺎ إن اﻟﻈﺮوف ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻴﻤﺔ ﺑﻴﺎ ،رﻏﻢ ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻋﺪﻳﺖ ﺑﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﺑﺲ اﻟﻈﺮوف ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻴﻤﺔ ﺑﻴﺎ ،ﺧﻠﺘﻨﻲ أﺑﺬل ﺟﻬﺪ ،داﻳﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﻘﻮل ﻟﻨﻔﺴﻲ أﻧﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻌﺪﻣﺔ أﻧﺎ ﻻ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻜﺖ ﻛﺘﺐ وﻻ ﻛﻨﺖ ﻗﺮﻳﺖ ،وﻣﺎﻗﺼﺪش اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، أﻗﺼﺪ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻫﻴﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪي اﻟﺒﺮاح دا أﺗﻌﻠﻢ أو أﺷﺘﺮك ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﺎم ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻫﻴﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪي اﻟﻮﻗﺖ دا واﻟﻤﻮارد ،واﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﺘﺄﻣﻞ، وإﻧﻲ أﻣﺎ ﺟﻴﺖ أﺷﺘﻐﻞ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻲ دواﻳﺮ ﺑﺘﺘﻴﺢ دا ﻟﻴﺎ، وﻣﻤﺘﻦ ﻟﻠﻈﺮوف إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻴﻤﺔ ﺑﻴﺎ إﻧﻬﺎ ﺗﺪﻳﻨﻲ اﻟﻮﻗﺖ أو اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ إن أﻧﺎ أﺗﻄﻮر ،إﻧﻲ أﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ . ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﻜﻴﺖ ﺣﺴﻴﺖ إﻧﻲ ﻃﻠﻌﺖ ﻃﺎﻗﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮاﻳﺎ ،وﺳﻌﻴﺪ إﻧﻲ اﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻨﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺟﻮة اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ﻷن اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ﻣﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﺟﺪا وإن ﻓﻴﻪ ﻓﺮﺻﺔ وإن ﻣﻤﻜﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﻘﺮا ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ دي .
12
اﺧﺘﻼف ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ
أﻧﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﺴﻠﻢ وﻓﺨﻮر ﺟﺪا ﺑﺪﻳﻨﻲ وﺑﺤﻤﺪ رﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،اﺗﻮﻟﺪت ﻓﻲ أﺳﺮة ﻳﻌﻨﻲ زي أﻏﻠﺐ اﻷﺳﺮ ﻣﺶ ﻣﻨﺘﻈﻤﻴﻦ ﻗﻮي ﻓﻲ اﻟﺼﻼة أو اﻟﻔﺮاﺋﺾ وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻛﻨﺎ ﺑﻨﺤﺎول ﻧﻮاﻇﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻋﻨﺪي أﺧﺘﻴﻦ وأﻧﺎ اﻷﺻﻐﺮ ،اﺗﻮﻟﺪت ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﺸﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺷﻮﻳﺔ ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻟﻴﺎ ﺻﻮر وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ ،أﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﻣﺎ إﻧﻲ ﻟﻤﺎ اﺗﻮﻟﺪت اﻟﺪﻧﻴﺎ اﺗﻐﻴﺮت ﻟﻸﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎ وﻣﺎﻛﺎﻧﻮش ﺑﻴﻘﺪروا ﻳﺮﻓﻀﻮﻟﻲ ﻃﻠﺐ ،وإﻧﻲ ﻟﻤﺎ اﺗﻮﻟﺪت ﻛﺎن ﻣﻜﺘﻮب ﻟﻔﻆ اﻟﺠﻼﻟﺔ )اﻟﻠﻪ( ﻋﻠﻰ دﻣﺎﻏﻲ وﺗﺎﻧﻲ ﻳﻮم وﻻدﺗﻲ ﺑﺎﺑﺎ اﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻛﻮﻳﺴﺔ ،ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﺑﺤﺒﻪ ﺟﺪا ﻛﺎن إﻧﺴﺎن ﻃﻴﺐ ﺟﺪا زﻳﻲ وﺣﻨﻴﻦ وﻋﻤﺮه ﻣﺎ ﺑﺨﻞ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﺄي ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺑﺤﺐ أﺷﻮﻓﻪ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ أو زﻋﻼن ،وأﻣﺎ اﺗﺨﺮﺟﺖ واﺷﺘﻐﻠﺖ ﺣﺴﻴﺖ ﻗﺪ إﻳﻪ ﻫﻮ ﺑﻴﺘﻌﺐ ﻋﻠﺸﺎﻧﻲ وﻋﻠﺸﺎن ﻳﻮﻓﺮﻟﻲ ﺣﻴﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ وﻣﺮﻳﺤﺔ ،وﻗﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ أﻛﺘﺮ ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻜﺎم ﺳﻨﺔ ،رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻣﻲ ﻓﻬﻲ أﻃﻴﺐ أم ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺣﻨﻴﻨﺔ وﺑﺘﻌﻤﻞ أي ﺣﺎﺟﻪ ﻋﻠﺸﺎﻧﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ أﻧﺎ واﺧﻮاﺗﻲ ،وﻓﻌﻼ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﻗﻮي . ﻣﻦ ﺻﻐﺮي وأﻧﺎ ﺑﺤﺐ أﺻﻠﻲ وأﺳﻤﻊ ﻗﺮآن وﻛﻨﺖ ﺑﺤﺐ ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ ﺟﺪا وﻛﻨﺖ ﺑﺴﻤﻌﻬﺎ ﻛﺘﻴﺮ ﻟﺪرﺟﺔ إﻧﻲ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ، ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺸﻐﻞ أﻏﺎﻧﻲ 24ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ زي اﻟﻨﺎس ،ﻛﻨﺖ ﻧﺎدرا ﻟﻤﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﻛﺪا وأﺳﺮﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ّ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻲء ،ودا اﻟﻠﻲ ﺳﺎب اﻧﻄﺒﺎع ﻋﻠﻴﺎ . ﻓﻲ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻟﻤﺎ ﺑﺪأت أﻛﺘﺸﻒ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻢ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﺑﺲ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة ﺑﺘﺸﺪ ﻟﻼﺗﺠﺎه دا ،وﺑﻌﻤﻞ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻛﺪا أو ﻟﻌﺐ اﻟﻌﻴﺎل دا ﻣﻊ اﻟﻮﻻد ﻛﺪا زي ﻣﺎ ﺑﻴﻘﻮﻟﻮا ،وﻣﺶ ﻣﺪرك اﻟﻮﺿﻊ ﻋﺎﻣﻞ إزاي ،ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻴﺘﻲ ﺷﺎﻳﻒ إن دي ﺣﺎﺟﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﺗﺘﻌﻤﻞ ﻗﺪام اﻟﻨﺎس ،وإﻧﻬﺎ ﻣﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،وﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ّ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺪأ ﻳﺰﻳﺪ واﺗﺄﻛﺪت إن أﻧﺎ ﻓﻴﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺷﻮﻳﺔ .
13
وﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻗﻠﻘﺎن ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﻋﻨﺪي ﺗﺮدد ﻷن ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻋﻨﺪي اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻢ ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻲ إﻧﻲ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ . ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻮي ﻋﺮﻓﺖ ﺷﻮﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت دﻳﻨﻴﺔ وﻓﻬﻤﺖ إن اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﺻﺢ وﻻ ﻏﻠﻂ ،ﺑﻘﺖ ﻋﻨﺪي ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﺟﺔ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ ،ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،إﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ أﻋﻤﻞ ﻛﺪا ﺗﺎﻧﻲ ،ﻓﺄدﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ وﺣﺸﺔ ﻷﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﺑﻄﻞ اﻻﻧﺠﺬاب دا ،ﻓﺄروح أرﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وأﺻﻠﻲ أﻛﺘﺮ ،وﻟﻤﺎ دﺧﻠﺖ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻧﺠﺬاب دا ﺑﺪأ ﻳﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﺑﻘﺖ ﺣﺎﺟﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ وﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ ،وﺑﻘﻴﺖ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻴﻬﺎ . ﺣﺎوﻟﺖ أﺑﻌﺪ وأﻗﺮب ﻣﻦ رﺑﻨﺎ ﻛﺬا ﻣﺮة ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة دي ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ دﺧﻮل اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﺑﺮﺟﻊ وﻣﺎﺑﻜﻤﻠﺶ ،وﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎول وأﻓﺸﻞ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺤﺎول ،ﻓﻜﻨﺖ ﺑﺒﻘﻲ راﺿﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻮﻳﺔ .وﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ أﻋﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺷﺒﻬﻲ ﻓﺎﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺎن ﺻﻌﺐ ﺷﻮﻳﺔ ﻷن ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ أﻗﺪر أﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻮﻟﻲ ،ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎرب اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺧﻠﻲ دا ﻛﻠﻪ ﻟﻮﺣﺪي ،ﻓﻜﻨﺖ ﺑﺤﺲ ﺑﺘﻮﻫﺔ وﻏﺮﺑﺔ وﺑﻘﻴﺖ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﺪ وأﻗﻮﻟﻪ وﻻ ﻋﺎرف أﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ،ودا ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻠﻲ ﻋﻠﺸﺎﻧﻪ ﻋﻤﻠﺖ أﻛﻮﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮك ﻋﻠﺸﺎن ّ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻴﺎ ﺻﺤﺎب ﺷﺒﻬﻲ وﻣﻦ ﺳﻨﻲ ،واﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎس وﺑﻘﻴﺖ أﺗﻜﻠﻢ ﺑﺮاﺣﺘﻲ ﻣﺶ ﻟﻐﺮض اﻟﺴﻜﺲ ﻟﻜﻦ ﻟﻐﺮض ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺎس ﺷﺒﻬﻲ، ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي أﺻﺤﺎب ارﺗﺤﺖ ،ﻣﺎﺑﻘﻴﺘﺶ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻮار ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺘﻴﺮ وﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎﺑﻘﻴﺘﺶ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ دي ﻋﻠﺸﺎن ّ ﻣﺎﺗﻌﺒﺶ ،وﺑﻘﺖ ﻋﻨﺪي ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة واﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻘﻰ أﻫﻮن ﻋﻠﻴﺎ ﻋﻦ اﻷول . ﺑﻌﺪ ﻣﺎ دﺧﻠﺖ اﻟﺴﻮﺷﻴﺎل ﻣﻴﺪﻳﺎ اﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎس ﻛﺘﻴﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﻄﺎف داﻳﺮة اﻟﻤﻌﺎرف ﻗﻠﺖ واﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس اﻟﻘﺮﻳﺒﻴﻦ ﻗﻮي ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﻣﻨﻬﻢ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،اﺣﻨﺎ ﺑﻘﺎﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ 5ﺳﻨﻴﻦ وﻣﺘﻔﺎﻫﻤﻴﻦ ﺟﺪا ،ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻸﺣﺴﻦ وﻏﻴﺮﻧﻲ وﺧﻠﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﻃﻌﻢ وﺷﻜﻞ ﺗﺎﻧﻲ ،ﺣﺒﻴﺘﻪ وارﺗﺒﻄﻨﺎ وأﺗﻤﻨﻰ ﻧﻜﻮن ﺳﻮا وﻧﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ،وﺣﻘﻴﻘﻲ أﻧﺎ ﺑﺤﺒﻪ ﺟﺪا وﻣﺎﻗﺪرش أﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه . ﺣﺘﻰ وﻫﻮ ﻣﺶ ﻣﺆﻣﻦ زﻳﻲ ،ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﻣﻠﺤﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻴﺤﺘﺮﻣﻨﻲ ،ﺑﻨﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ اﻵراء واﻟﻨﻘﺎش ﺑﺲ أﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ اﻻﺧﺘﻼف دا ﻣﻴﺰة ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ﻷن دا ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻶﺧﺮ ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ .
14
ّ أﻧﺎ ﻣﻘﺘﻨﻊ إن ﻣﻌﺘﻘﺪي ﺑﻴﺤﺮم اﻟﻤﻴﻮل ﺑﺘﺎﻋﺘﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺟﺬري ﻣﻔﻴﺶ ﻓﻴﻪ أي ﻛﻼم وإﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ،ﻟﻜﻦ أﻧﺎ ﺟﻮاﻳﺎ ﺑﺤﺲ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ؛ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻜﻮن ﻣﻠﺘﺰم وﺑﺼﻠﻲ وﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﻧﺎ ﻣﺜﻠﻲ ،ﺣﺎوﻟﺖ أﻓﻜﺮ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ "ﻃﺐ إزاي اﻻﺗﻨﻴﻦ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ؟" وﻟﻜﻦ ﺑﺤﺲ ﺑﻌﺠﺰ ﺗﺠﺎه إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺆال دا .أﻧﺎ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻠﺘﺰم وﺑﺼﻠﻲ وﻟﻜﻦ ﺑﺮﺿﻪ دي ﻣﻴﻮﻟﻲ .ﻣﺶ ﺗﻨﺎﻗﺾ إﻧﻲ أﻛﻮن ﻣﺴﻠﻢ وﻣﺜﻠﻲ ،اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﺎﻣﻞ زي ﻟﻮ واﺣﺪ ﺑﻴﺼﻠﻲ وﺑﻴﺼﻮم ﻫﻞ دا ﻣﻌﻨﺎه إﻧﻪ ﻣﺎﺑﻴﻐﻠﻄﺶ؟ ﻋﺎدي ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻼﻗﻲ واﺣﺪ ﺑﻴﺼﻠﻲ وﺑﻴﺴﺮق ﻣﺜﻼ ﻓﺎﺷﻤﻌﻨﻰ ﺑﻨﺴﺄل اﻟﺴﺆال دا ﻫﻨﺎ ﺑﺲ ﻣﻊ اﻟﻤﻴﻮل واﻟﺪﻳﻦ؟ ﻣﺶ ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺼﻠﻲ ﻣﺎﺑﻴﻐﻠﻄﺶ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺤﺎول أﺻﻠﺢ اﻟﻐﻠﻂ دا ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل، ﻓﺎﻟﻔﻜﺮة ﻣﺶ إزاي ﺑﺼﻠﻲ وﺑﻌﻤﻞ ﻛﺪا ﻷن دي ﻣﻴﻮﻟﻲ ﻣﺶ ﺣﺎﺟﺔ اﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ،أﻧﺎ اﺗﻮﻟﺪت ﻛﺪا . ﺑﺤﺐ ﻟﺴﺔ أروح أﺻﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺶ ﻛﺘﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﺑﺤﺲ ﺟﻮاه ﺑﺸﻌﻮر ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪا وﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺎﺿﻲ وأﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻮﺣﺪي ﻛﺄن ﻗﻠﺒﻲ ﻃﺎﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺣﺔ ،وأوﻗﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻟﻤﺎ ﺑﺒﻘﻰ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ ﻛﻨﺖ ﺑﻨﺰل أﻗﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ،وﻟﻮ ﻣﺜﻼ ﻣﺎﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع وﻣﺘﻀﺎﻳﻖ ﻗﻮي ﻣﻤﻜﻦ أدﺧﻞ أﺻﻠﻲ وأﻗﻌﺪ ﻓﻴﻪ ﺷﻮﻳﺔ ﻟﻤﺠﺮد إﻧﻲ أﺣﺲ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﻠﻲ ﺟﻮة وأرﺗﺎح وأﻣﺸﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﺪا .اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻤﻜﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺤﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻷﻣﺎن اﻟﺘﺎم . ﻷن دا ﺑﻴﺖ رﺑﻨﺎ ،ورﺑﻨﺎ ﻫﻮ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ وﺑﺤﺒﻪ وﻣﺶ ﺑﻘﺪر أﻛﻮن ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻪ وﻟﻮ ﺣﺴﻴﺖ إﻧﻲ ﻏﻠﻄﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺑﺤﺎول إﻧﻲ أﺻﺎﻟﺤﻪ ،ﻫﻮ ﺧﻠﻘﻨﻲ وﺑﻴﺤﺒﻨﻲ وﺑﻴﺪﻳﻨﻲ ﺣﻘﻮﻗﻲ ،وﻟﻮ ﺣﺘﻰ أﻧﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻪ ﺑﻴﺒﻘﻰ ﻣﻨﺘﻈﺮﻧﻲ أرﺟﻌﻠﻪ ﺣﺘﻰ وأﻧﺎ ﻏﻠﻄﺎن ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ،وﺑﺤﺲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ إﺣﺴﺎس اﻟﻤﻠﻬﻮف اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺠﺮي ﻟﺤﺪ ﺑﻴﺤﺒﻪ ﻗﻮي وﻳﺮﻣﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪاﻣﻪ وﻳﺤﻜﻴﻠﻪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﻪ ﺟﻮاه واﺟﻌﺎه وﻣﺰﻋﻼه ،دا اﻷﻧﺲ ﺑﺎﻟﻠﻪ إﻧﻲ أﻗﻌﺪ ﻟﻮﺣﺪي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ وأﺣﻜﻴﻠﻪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺮاﺣﺘﻲ ،وﻋﺎرف إﻧﻪ ﺑﻴﺴﻤﻌﻨﻲ ،ﻓﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أﻻﻗﻲ زي ﻛﺪا ،ﻓﺄﺑﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﻪ؟ أو أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ وأﻧﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﻮﻳﺴﺔ ،رﺑﻨﺎ رزﻗﻨﻲ وﻛﺮﻣﻨﻲ ﺑﺸﻐﻞ وﻟﻤﺎ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﻮ اﻟﻠﻲ ﻗﻮﻣﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﻃﻮل ﻣﻨﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ أﻧﺎ ﻛﻮﻳﺲ ﺟﺪا واﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎﺷﻴﺔ ﻣﻈﺒﻮط ،وﺣﺘﻰ ﻟﻤﺎ رﺑﻨﺎ ﺑﻴﺒﺘﻠﻴﻨﻲ ﺑﻴﻄﻬﺮﻧﻲ ﻣﻦ ذﻧﻮﺑﻲ أو ﺑﻴﺸﻮف ﺻﺒﺮي وﺑﻘﻮل اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ وﺑﺒﻘﻲ ﻣﺘﺄﻛﺪ إﻧﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﺘﺒﻘﻰ ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻗﺪام، ﻓﺤﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻓﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻزم أﺑﺎدﻟﻪ ﻛﻞ دا .
15
ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة إن ﻛﻞ ﺣﺪ أﻛﻴﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺎﻧﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة أو اﻟﻠﻮن أو اﻟﺠﻨﺲ ،وﻟﻜﻦ ﻛﺸﺎب ﻣﺴﻠﻢ أﻛﻴﺪ ّ ﻟﻴﺎ ﻣﻈﻬﺮ أو وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰﻋﺠﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻟﻜﻦ دﻳﻨﻲ وإﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻲ ﺧﻠﻰ ّ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺶ داﻋﻢ ﻟﻴﺎ وﻣﺤﺮم ﺣﺎﺟﺔ زي دي ﺑﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﻗﻴﻤﺘﻪ أﻏﻠﻰ ﻣﻦ أي ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،اﻟﺪﻳﻦ أﻋﻈﻢ ﺣﺎﺟﺔ رﺑﻨﺎ أﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﻴﻬﺎ وﻣﻤﻜﻦ أﻓﺪﻳﻪ ﺑﺮوﺣﻲ ﺣﺮﻓﻴﺎ ورﻏﻢ ﻛﺪا أﻛﻴﺪ ﻫﺪﻋﻢ أي ﺣﺪ ﻟﻮ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ وأﺣﻞ ﻣﻌﺎﻫﻢ أي ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻫﻢ ﺑﻴﻌﺎﻧﻮا ﻣﻨﻬﺎ .
أﺣﺐ أﻗﻮل ﻟﺤﺪ ﻫﻴﻘﺮأ ﻛﻼﻣﻲ ،اﺗﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺒﻚ ﺑﺸﻜﻠﻚ وﻃﺒﻴﻌﺘﻚ وﺣﻴﺎﺗﻚ وأﺳﻠﻮﺑﻚ وﻣﺎﺗﻔﺮﻃﺶ ﻓﻴﻪ أﺑﺪا وﻣﺎﺗﻀﻴﻌﻮش ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻷﻧﻪ ﺑﻴﺤﺒﻚ ﻓﻌﻼ وإن دا اﻟﻠﻲ ﻫﻴﻘﻒ ﺟﻨﺒﻚ داﻳﻤﺎ وﻣﺶ ﻫﻴﻜﻮن ﻫﻤﻪ ﻏﻴﺮ إﻧﻚ ﺗﻜﻮن ﺑﺨﻴﺮ وﻛﻮﻳﺲ وﻣﺒﺴﻮط .
16
ﺻـ ـ ـ ــﺮاع رﻳﻤﻮن
ﻣﻦ ﻳﻮم ﻣﺎ وﻋﻴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ،ﻣﺎﻣﺘﻲ ﻣﻦ وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ رﺑﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،واﻟﺒﻴﺖ ﻛﻠﻪ ﻣﺘﺪﻳﻦ وﻳﻌﺮف رﺑﻨﺎ وﺑﻴﺤﻀﺮوا اﻟﻘﺪاس ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﺑﻴﺼﻠﻮا وﺑﻴﻘﺮوا ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ،أﺧﻮﻳﺎ اﻟﻠﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻲ ب ٤ﺳﻨﻴﻦ ﺷﻤﺎس وﻟﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي ٥ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻘﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻠﺒﺲ ﺷﻤﺎس زﻳﻪ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ وأﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻴﻬﺎ ،رﻏﻢ إن ﻣﺶ أﻧﺎ اﻟﻠﻲ اﺧﺘﺮت أﺑﻘﻰ ﺷﻤﺎس ،ﺑﺲ وﺟﻮدي ﻓﻲ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻮﻳﺴﺔ ،ﻷن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻫﺘﻤﺎم ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﺮة وﺑﺘﺪي ﺗﻌﻠﻴﻢ وﺛﻘﺎﻓﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻮﻳﺴﻴﻦ ،ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻴﺰة ﻣﺶ ﻋﻴﺐ ،ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﺎﻛﺮﻳﻦ إﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﻠﺤﺪ ﺑﺴﺒﺐ أﻓﻜﺎري اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ داﻋﻢ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺮأة وﺑﺘﻘﺒﻞ أي أﻓﻜﺎر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻓﻲ اﻟﺼﻌﻴﺪ دي ﺣﺎﺟﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ،وﻛﻤﺎن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻔﻬﺎ ﺗﺨﺎرﻳﻒ وأﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻘﺒﻠﻬﺎ ،وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻴﻨﺎﻗﺸﻮﻧﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻴﻌﺘﺒﺮوا إﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ وﺷﻜﻠﻲ ﻣﻠﺤﺪ ﻳﻌﻨﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺷﺎﻓﻮا ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﺮﺑﻨﺎ ،ﺧﻼص ﺧﻠﺺ اﻟﺤﻮار وﻣﺎﺑﻘﺎش ﻓﻴﻪ ﺷﻜﻮك . ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺧﺎﻟﺺ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﻋﻠﺸﺎن ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ ﻣﻴﻮﻟﻲ دي ﺧﻄﻴﺔ ،وﻣﺶ ﻋﺎرف أﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ وﻣﺶ ﻋﺎرف أرﺟﻊ ﻟﺮﺑﻨﺎ ،وﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ أﻛﻮن ﻛﺪا وﻻزم أﻛﻮن ﻣﻊ رﺑﻨﺎ ،وﻣﺮة واﺣﺪة ﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮت ﻟﻘﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﻛﻮن ﻣﻠﺘﺰم وﻻ ﻋﺎرف أﻛﻮن ﻣﺘﺼﻞ ﻣﻊ رﺑﻨﺎ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ إﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻢ أي ﺣﺎﺟﺔ ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻢ ﻣﻴﻮﻟﻲ ،وﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ إن دي ﺣﺎﺟﺔ وﻫﺘﺮوح ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ .
أﻓﺘﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻗﺮار أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺠﻮاز اﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ ،اﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﺎن ﻣﺘﻐﺎظ ﻣﻦ اﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺘﻪ أﻣﺮﻳﻜﺎ وﺷﺎﻳﻒ إن دا ﻓﺠﻮر وﺧﻄﻴﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻋﺪ وﺣﺎﺳﺲ إن ﻏﻀﺐ رﺑﻨﺎ ﻧﺎزل ﻋﻠﻴﺎ وأﻧﺎ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺎ رب اﻧﺖ ﻫﺘﻮﻟﻊ ﻓﻴﺎ اﻟﻨﻬﺎردة وﻻ إﻳﻪ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ؟! اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺎن ﻣﺨﻴﻒ ﺟﺪا . وﺧﻼل اﻟﻮﻗﺖ دا ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮ وﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ إﻳﻪ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ دا ،ﺑﺲ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﺑﻴﺤﻜﻮا ﻓﻴﻪ دا ﺣﺎﺟﺔ ﺷﺒﻬﻲ ،وﻫﻢ ﺷﺎﻳﻔﻴﻦ إن دا ﺧﻄﻴﺔ وأﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ زﻳﻬﻢ .
17
ﻓﻜﻨﺖ ﻣﺘﺨﻴﻞ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻟﻤﺎ أوﺻﻞ إﻋﺪادي اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻫﻴﺘﺤﻞ ،وﻓﻲ إﻋﺪادي ﻟﻤﺎ أوﺻﻞ ﺛﺎﻧﻮي اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻫﻴﺘﺤﻞ وﻟﻤﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻓﺘﻜﺮت إن ﺧﻼص رﺑﻨﺎ ﻫﻴﺤﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻋﻨﺪه .وأﺻﻼ ﺧﻼل وﻗﺖ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﺑﺘﺪﻳﺖ أﺑﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺲ ﻣﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ،وﻓﻲ ٢٠١٧ﺑﻌﺪ ﺣﻔﻠﺔ ﻣﺸﺮوع ﻟﻴﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع أﺧﺪ ﺣﻴﺰ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮي ،ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺤﺚ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﺣﺎوﻟﺖ أﺷﻮف دﻛﺎﺗﺮة وﻋﻠﻤﺎء ﺟﻮة وﺑﺮة ﻣﺼﺮ واﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﻘﻮل إﻳﻪ ﻋﺸﺎن أﺷﻮف ﺣﻞ ،ﺣﺎوﻟﺖ أﻏﻴﺮ اﻟﻤﻴﻮل دي ﺑﺲ ﻣﺎﻋﺮﻓﺘﺶ ،ووﺻﻠﺖ إن أﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ اﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﺎ وﻳﺎ رب ﻟﻮ اﻧﺖ ﺷﺎﻳﻒ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا إﻧﻪ ﻏﻠﻂ ﻓﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻚ أﻧﺎ ﺧﻼص ﻣﺶ ﻋﺎرف أﻋﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻲ .
ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺳﺲ ﺑﻀﻐﻂ ﻛﺒﻴﺮ وأﻧﺎ ﺷﻤﺎس ،وزاد ﻟﻤﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺷﻤﺎس ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻛﻨﺖ ﺑﻔﻀﻞ أﻓﻜﺮ إزاي أﻧﺎ واﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻻﺑﺲ ﺷﻤﺎس وأﻧﺎ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﻛﺪا؟ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺎن ﺿﺎﻏﻂ ﻗﻮي ،اﻟﺼﺮاع اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺤﺪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﺎﻧﺘﻬﺎش ﻷﻧﻲ ﺑﺤﺐ أﻛﻮن ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ رﺑﻨﺎ وﻣﺶ ﺑﺸﻜﻞ اﻟﺘﺪﻳﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮي ،وﻣﺶ ﻋﺎرف رﺑﻨﺎ ﺷﺎﻳﻒ اﻟﻤﻴﻮل دي إزاي وﺑﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﺎﻫﺎ إزاي ،ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺘﻘﺒﻠﻨﻲ؟ ﻣﺶ ﻣﺘﻘﺒﻠﻨﻲ؟ ﻃﺐ ﺷﺎﻳﻒ اﻟﻠﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﺻﺢ وﻻ ﻏﻠﻂ ،وﺣﻘﻴﻘﻲ دي أﻛﺘﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻀﺎﻳﻘﺎﻧﻲ ،زي ﻟﻤﺎ ﺑﺒﻘﻰ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻻﺑﺲ ﺷﻤﺎس ﺑﻔﺘﻜﺮ ﻧﻔﺴﻲ وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﺑﺘﻀﺎﻳﻖ وﺑﺤﺲ إن رﺑﻨﺎ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣﻨﻲ ،ﺑﺲ دي ﺣﺎﺟﺔ داﺧﻠﻴﺔ أﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻠﻮ دي ﻃﺒﻴﻌﺘﻲ ،اﻧﺖ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎ رب أﺗﻘﻠﺒﻬﺎ أو إن أﻧﺎ أﺳﺎﻓﺮ ﻋﺸﺎن أﻋﻴﺶ ﻣﺒﺴﻮط . ﺑﺲ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻪ إن رﺑﻨﺎ ﻫﻮ أﻛﺘﺮ ﺣﺪ ﻣﻮﺟﻮد ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺎﻟﻠﻲ ﻓﻴﺎ ،ﻣﻤﻜﻦ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺑﺤﻜﻲ ﻟﺤﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺷﺎﻳﻒ إن أﻧﺎ ﺣﺎﺑﺐ أﻛﻮن ﻣﻌﺎه ،ودي ﺣﺎﺟﺔ ﺧﻠﻘﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أﻧﺎ ﻋﺎرف إن رﺑﻨﺎ ﻫﻴﺘﻘﺒﻠﻨﻲ زي ﻣﺎ أﻧﺎ ،ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮن ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻨﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ أﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﻬﺎ دﻟﻮﻗﺘﻲ ،ﺑﺲ ﻫﻮ ﻫﻴﻮﺿﺤﻬﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪﻳﻦ . وﺣﻘﻴﻘﻲ اﻟﺼﺮاع ﻣﺶ ﻫﻴﻦ ،ﺑﺤﺎول أﺗﺠﻨﺐ اﻟﺼﺮاع دا إﻧﻲ أﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ دﻳﻨﻴﺔ وﻣﺎﺣﺎوﻟﺶ أدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻘﺎش ﻷﻧﻪ ﺑﻴﺮﺟﻌﻠﻲ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻣﺎﺑﺤﺎوﻟﺶ أﻗﺮب ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا وﻻ ﺣﺘﻰ أﺗﺮﺟﻤﻬﺎ أو أﻓﺴﺮﻫﺎ ،ﻛﻨﺖ ﺑﺴﺘﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ وأﺣﺎول أﺷﻮف ﻧﺎس ﻓﺎﻫﻤﺔ أﻛﺘﺮ ،ﻷن ﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﺷﺎﻓﺖ اﻵﻳﺎت ﻟﻴﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﺎﻫﻤﻪ ﻓﺤﺎوﻟﺖ أﻋﺮف ﻫﻢ ﺑﻴﻔﻜﺮوا إزاي وﻟﻴﻪ ﺑﻴﻘﻮﻟﻮا ﻛﺪا وﻟﻴﻪ ﺑﻴﻔﺴﺮوا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ دا ،ﻷن اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻛﻤﺎن ﻣﺶ ﻣﻜﺘﻮب ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺎول ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺑﻴﺤﺎول ﻳﻮﺻﻞ ﻷﻗﺮب ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
18
ﻟﻜﻦ رﻏﻢ ﻛﻞ دا أﻧﺎ ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﺑﺤﺲ إن أﻧﺎ ﻣﺤﻈﻮظ إن أﻧﺎ اﺗﻮﻟﺪت ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻛﻤﺎن إﻧﻲ ﻛﻮﻳﺮ ، ﻷن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﺘﺪﻋﻮ إن ﻣﺤﺪش ﻳﺪﻳﻦ ﺣﺪ وﻻ ﻳﻜﺮه ﺣﺪ وﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ زي ﻣﺎ ﻫﻮ ،ﻓﺎﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺻﺮﻳﺢ "ﻻ ﺗﺪﻳﻨﻮا ﻛﻲ ﻻ ﺗﺪاﻧﻮا" اﻵﻳﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻔﻴﺶ أي ﻣﺒﺮر ﻳﺨﻠﻴﻚ ﺗﺪﻳﻦ ﺣﺪ ﺗﺤﺖ أي ﻇﺮوف ،وﺑﻴﻘﻮل "أﺣﺒﻮا أﻋﺪاءﻛﻢ" ﻓﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوﻃﺔ ،واﻟﻤﺴﻴﺢ داﻳﻤﺎ ﺷﺎﻳﻒ اﻟﻠﻲ اﺣﻨﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻠﻲ ﺑﻤﺮ ﺑﻴﻪ ،رﺑﻨﺎ ﻫﻴﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﺣﺘﻰ إن ﻛﻨﺖ ﻧﺎﺳﻲ ،رﺑﻨﺎ ﺟﻨﺒﻲ وﻣﻌﺎﻳﺎ، ﺑﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﺘﻘﺒﻠﻴﻦ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻜﻦ ﺑﺮﺿﻮ راﻓﻀﻴﻦ اﻟﻔﻌﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﺧﻄﻴﺔ ﻓﺪا ﺑﻴﺴﺒﺐ ﺻﺮاع ﺟﻮاﻳﺎ ﻃﺒﻌﺎ ،ﻷﻧﻲ ﺑﺸﻮف ﻧﻔﺴﻲ ﻫﺮوح ﺟﻬﻨﻢ .
واﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﻄﻤﻨﻨﻲ ،إن اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﻴﺴﺎﻋﺪﻧﻲ أﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﻴﻮل أﻣﺎ ﺣﺪ ﻳﻨﺎﻗﺸﻨﻲ ﻓﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻣﺶ ﻣﻦ ﺣﻖ أي ﺷﺨﺺ ﻣﺴﻴﺤﻲ إﻧﻪ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻫﻮ واﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﻴﺔ ،ﻓﺒﺸﻮف اﻟﺤﺘﺔ دي ﺑﺘﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎش ،ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ﻳﺘﻔﺘﺢ ﻛﻨﺖ ﺑﺪاﻓﻊ وﺑﻘﻮﻟﻬﻢ إﻧﻬﻢ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﻴﻦ وﻻزم ﻳﻔﻬﻤﻮا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻋﻠﻤﻴﺔ أﻛﺘﺮ وﺷﻮﻓﻮا اﻟﻨﺎس ﺑﺮة ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ إزاي وﺑﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮع إزاي ،ﺑﺲ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﺶ ﻫﻴﻘﺘﻨﻌﻮا ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻋﺎوزﻳﻦ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮا ﺑﻴﻬﺎ ،ﻏﻴﺮ ﻛﺪا ﻣﺶ ﻫﻴﻬﺘﻤﻮا ﺑﺎﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ وﻛﻤﺎن اﻟﺼﺮاﺣﺔ ﺑﺨﺎف ﻣﻦ ردود اﻷﻓﻌﺎل ﻷن ﻣﻤﻜﻦ ﺣﺪ ﻳﺆذﻳﻨﻲ ﻓﺒﻘﻴﺖ أرﻳﺢ دﻣﺎﻏﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﻷن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺎﻟﻮش ﻓﺎﻳﺪة . وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﺟﻮة اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ﺑﺮﺗﺎح أﻛﺘﺮ ﻟﻠﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺷﺒﻬﻲ ،اه أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ،ﺑﺲ ﺑﻴﻔﻬﻤﻮﻧﻲ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻜﻨﺴﻲ ،ﻣﺶ ﺑﺤﺘﺎج أﺷﺮح ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ وﺑﺤﺲ إﻧﻬﻢ ﻣﺜﻘﻔﻴﻦ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﺑﻼﻗﻲ ﺻﻌﻮﺑﺔ إﻧﻲ أﻻﻗﻲ ﻧﺎس ﺗﻔﻬﻤﻨﻲ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻠﻲ ﺟﻮة اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ،وأﻧﺎ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻜﻮن ﺣﺮﻳﺺ ﺟﺪا ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻼﻣﻲ وأﺳﻠﻮﺑﻲ اﻟﻠﻲ ﻫﻌﺮض ﺑﻴﻪ اﻟﻔﻜﺮة وﺑﺤﺎول أﻧﻘﻲ اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻋﺸﺎن ﻣﺎﻗﻮﻟﺶ أﻟﻔﺎظ اﺣﻨﺎ ﺑﻨﻘﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻤﻴﻮﻧﺘﻲ ﻓﻴﺘﻤﺴﻚ ﻋﻠﻴﺎ ﺣﺎﺟﺎت ،وﺑﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻮﻳﺔ ﻋﻠﺸﺎن أوﺻﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ . ﻟﻤﺎ ﺑﺒﺺ ﻟﺮﺣﻠﺘﻲ دي ،ﺑﻔﺘﻜﺮ إﻧﻲ زﻣﺎن ﻗﺪ إﻳﻪ ﻛﻨﺖ ﺑﺸﻮف ﻣﻴﻮﻟﻲ ﺧﻄﻴﺔ ﻻزم أﺗﻮب ﻋﻨﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﺪا ،ﺑﻘﻴﺖ راﻓﺾ ﺣﻜﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﺎ وأﺻﻼ ﻟﺴﻪ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺎﺧﺪ ﺑﻜﻼم ﺣﺪ إﻻ ﻟﻤﺎ ﺣﺪ ﻳﻄﻠﻊ ﻳﺸﺮح
19
اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ وﻟﻮ ﻣﺤﺪش ﻋﻤﻞ ﻛﺪا ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻌﺎﻗﺐ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻧﺎس ﻛﺘﻴﺮ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﺎﻫﺎ ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﻴﻨﻬﺎ ،أﻧﺎ ﺗﻘﺒﻠﺖ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺧﻼص ،رﻏﻢ إن أوﻗﺎت ﺑﻐﻴﺮ إﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺷﺨﺺ ﻫﻴﺘﺮو ﻋﺎدي، ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻫﻤﺮ ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺠﺎرب دي ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻛﻨﺖ ﻫﺒﻘﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺼﺮاع دا ،وﻛﻤﺎن ﻧﺪﻣﺎن إﻧﻲ ﻣﺎﻓﻬﻤﺘﺶ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺪري وﻣﺎﻓﻬﻤﺘﺶ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﺑﺪري ،وﺻﻌﺒﺎن ﻋﻠﻴﺎ ﻧﻔﺴﻲ إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻟﻮﺣﺪي وﻛﻨﺖ ﻣﺎﺷﻲ ﺑﺨﺒﻂ . ﺑﺲ أﻧﺎ ﻋﺎرف إن رﺑﻨﺎ وﺣﺪه ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺎﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ وداﻳﻤﺎ ﺑﻴﻤﺪ إﻳﺪه ﻟﻴﺎ ،ﻫﻮ رﺣﻴﻢ ﺟﺪا وﺑﻴﺤﺒﻨﻲ ﺑﺪون ﺷﺮوط ووﺿﺢ دا ﻟﻴﺎ إﻧﻪ اﺗﺼﻠﺐ ﻋﺸﺎﻧﻲ ،وأﻧﺎ ﺑﺤﺒﻪ وﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺪا ﻣﺤﺪش ﻫﻴﻔﻬﻤﻬﺎ إﻻ أﻧﺎ وﻫﻮ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻤﻜﻦ أﻛﻮن ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻏﻠﻂ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ وﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺶ راﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﺲ أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ إﻧﻪ ﺑﻴﺤﺒﻨﻲ وﻣﺠﺮد ﺑﺲ إﻧﻲ ﺑﺤﺎول ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻘﺒﻞ دا ،أﻧﺎ ﺷﺎﻳﻔﻪ ﺣﺐ ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﺑﺪﻋﻴﻠﻪ ﺑﺨﻮف ،ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ،أﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻘﻮل ﻳﺎ رب ﺑﺒﻘﻰ ﻣﺘﻄﻤﻦ ،ﺷﻌﻮر ﻏﺮﻳﺐ ﺑﺤﺴﻪ ﺟﻮاﻳﺎ ﻣﺶ ﺑﻌﺮف أوﺻﻔﻪ . أﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ إن اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ،اﻟﻨﺎس ﺑﺪون اﻟﺪﻳﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻳﻈﺔ ،ﻷن اﻟﻨﺎس ﻫﻤﺠﻴﺔ ﻓﻤﻔﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ زي اﻟﺪﻳﻦ ﻫﺘﻨﻈﻤﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺤﺴﺴﻨﻲ ﺑﺴﻼم ﻧﻔﺴﻲ ،وﻟﻤﺎ ﺑﻨﻔﺬ ﺣﺎﺟﺎت ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﻣﺮﺗﺎح ﻗﻮي ﻷن ﻛﺪا اﻹﻟﻪ راﺿﻲ ﻋﻨﻲ ،رﺑﻨﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ اﻟﻤﻠﺠﺄ، ودﻳﻨﻲ ﻛﻤﻌﻘﺘﺪ ﻟﻴﺎ ﻣﺮﻳﺢ ﻋﺸﺎن ﻛﺪا أﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻴﻪ ،وﺑﻴﺨﻠﻴﻨﻲ أﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ وﺑﻴﻨﻈﻤﻬﺎﻟﻲ وﺑﻴﺴﺎﻋﺪﻧﻲ روﺣﻴﺎ . واﻟﻠﻲ أﻗﺪر أﻗﻮﻟﻪ أو أﻧﺼﺢ ﺑﻴﻪ ﺣﺪ ﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻜﺎﻧﻲ ،ﺧﻠﻴﻚ داﻳﻤﺎ واﺛﻖ إﻧﻚ ﻣﺶ ﻟﻮﺣﺪك ،ﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﻛﺘﻴﺮ ﺷﺒﻬﻚ وﻣﺮت ﺑﺎﻟﻠﻲ اﻧﺖ ﻣﺮﻳﺖ ﺑﻴﻪ وﺧﻠﻴﻚ واﺛﻖ داﻳﻤﺎ إن رﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻧﺖ ﺑﺘﻌﻤﻞ إﻳﻪ ،وﻓﻴﻪ آﻳﺔ داﻳﻤﺎ ﺑﺘﺨﻠﻴﻨﻲ ﺻﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻲ ﺑﻤﺮ ﺑﻴﻪ وﺣﺎﺳﺲ إن رﺑﻨﺎ ﻣﻌﺎﻳﺎ وﺟﻨﺒﻲ ﺑﺘﻘﻮل : "وﻟﻜﻦ اﻟﻠﻪ أﻣﻴﻦ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺪﻋﻜﻢ ﺗﺠﺮﺑﻮن ﻓﻮق ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺑﻞ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﻳﻀﺎ اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻟﺘﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﺗﺤﺘﻤﻠﻮا " ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪا ؟!
20
ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻦ رﺑﻨﺎ ﺟﻮﻧﺎﺛﺎن
أﻧﺎ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻫﻮﻳﺘﻲ وأﻧﺎ ١٨ﺳﻨﺔ ،اﺑﺘﺪﻳﺖ أﺗﺨﺎﻧﻖ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﺤﺪ أﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي ٢١ﺳﻨﺔ ،ﻓﻜﺮت إن ﻟﻴﻪ رﺑﻨﺎ ﺧﻠﻘﻨﻲ ﻛﺪا؟ وﻟﻴﻪ رﺑﻨﺎ ﻫﻴﻌﺎﻗﺒﻨﻲ ﻋﺸﺎن ﺣﺎﺟﺔ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻬﺎ؟ ﺑﺪأت ﺗﺒﻘﻰ دي اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﺤﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا وﺑﻌﺪﻳﻦ اﻛﺘﺸﻔﺖ إن ﻋﺸﺎن أﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ رﺑﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدل ،ﻻزم أﻛﻮن ﻋﺎرﻓﻪ ،أﻧﺎ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻣﻌﺎه ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺎﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪي ﻓﻤﺎﺗﻌﻠﻤﺘﺶ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ أﻣﺎ ﺟﻴﺖ ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺎﻳﺲ ﻛﺘﻴﺮ أﻗﺪر أروح أﺣﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﺎﺿﺮات ودروس ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻗﺎدر أدﺧﻞ ﺟﻮة ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ وﺑﺮﺿﻪ ﺑﺸﻮف ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻈﺮة دي ﺗﺠﺎة اﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ واﻟﻤﺜﻠﻴﺎت ،أو اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،ﺑﺲ ﻛﺎن ﻋﻨﺪي ﺧﻮف ﻗﻮي ،ﻓﺼﻞ ﻗﻮي ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﻨﺎس، ﻫﻞ رﺑﻨﺎ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻘﻮل ﻛﺪا وﻻ ﻣﺶ رﺑﻨﺎ؟ وﻗﺮرت أﺗﻌﻠﻢ أﻛﺘﺮ ،زي إﻧﻲ أﺣﻀﺮ ﻣﺤﺎﺿﺮات ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻟﺤﺪ أﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي ﻗﺪر ﻛﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﻲ ،ﻓﻘﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻼﻫﻮت اﻷﺳﻘﻔﻴﺔ ،ودرﺳﺖ ﻛﻞ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ، واﺗﻌﻠﻤﺖ ﻋﺒﺮي وﻳﻮﻧﺎﻧﻲ واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ،ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺑﺲ ﻋﺸﺎن أﻋﺮف ﻫﻞ أﻧﺎ ﻋﻨﺪي ﻣﺸﻜﻠﺔ وﻻ ﻷ ،ﻫﻞ رﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪه ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﺎﻳﺎ وﻻ ﻷ ،ﻣﺶ ﻋﺸﺎن ﻋﺎﻳﺰ أﺑﻘﻰ ﻗﺴﻴﺲ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ اﺗﺨﺮﺟﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺸﺮوع ﺗﺨﺮﺟﻲ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺟﻮة اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ،ﻋﺸﺎن ﻧﺤﻞ اﻟﻤﻌﻀﻠﺔ اﻟﻠﻲ ﻗﺮﻓﺘﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻛﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺮﺳﻮل وﻧﺼﻮص اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻦ ﻣﻀﺎﺟﻌﺔ اﻟﺬﻛﻮر أو اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺧﺪﻣﺖ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻗﺒﻠﺖ ﻫﻮﻳﺘﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ وﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ ﻋﻨﺪي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﺎﻟﺺ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺲ دا ﺑﻌﺪ ﻣﺎ درﺳﺖ ،ﻗﺒﻞ ﻣﺎ أدرس ﻛﺎن ﻧﺺ ﻧﺺ ﺗﻘﺒﻞ ،أﻣﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ اﺑﺘﺪﻳﺖ أﻋﻴﺶ ﻫﻮﻳﺘﻲ ،ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻣﺎﺑﻘﺎﺑﻠﺶ ﺣﺪ ،ﻣﺎﺑﻜﻠﻤﺶ ﺣﺪ ،ﻟﻜﻦ أﻣﺎ ﻗﺮﻳﺖ ﻓﺎﺑﺘﺪﻳﺖ أﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﺎس أﻛﺘﺮ . ﺑﻌﺪﻳﻦ أﻣﺎ ﺑﺪأت اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻛﺎن ﻟﻴﺎ ﺷﺄن ﻛﻮﻳﺲ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻜﻨﺖ ﺑﺎﺧﺪ ﺑﺎﻟﻲ ﻗﻮي ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻦ أو اﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻧﻤﻄﻴﻴﻦ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻷﻧﻲ ﻋﺎرف إﻳﻪ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺘﻐﺬاﻟﻬﻢ ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻴﻬﻢ أو ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أو اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﻓﺎﻫﻤﻴﻨﻪ، ﻓﻜﻨﺖ ﺑﺤﺎول أﺗﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ أﻗﻮﻟﻬﻢ،
21
وﺑﻌﺪﻳﻦ أﻣﺎ أﻗﺮب ﻣﻨﻬﻢ وﻫﻢ ﻋﺎرﻓﻴﻨﻨﻲ أﺻﻼ ﻓﻜﻨﺖ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ إﻧﻲ ﻣﺜﻠﻲ ،ﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻘﻮل ﻟﻲ إﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻋﻨﺪه ازدواﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ،وإﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻷﻧﻲ ﻣﺜﻠﻲ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻤﺴﻚ ﻣﺎﻳﻚ ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،وﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﻓﺮﺣﻮا وإن دا ﺑﺠﺪ ﻳﻌﻨﻲ إن ﻣﻴﻮﻟﻨﺎ دي ﻣﺶ ﺧﻄﻴﺔ ،ﻃﺐ اﺷﺮﺣﻠﻨﺎ! واﻟﻜﻼم وﺻﻞ ﻟﻶﺑﺎء ﻋﻨﺪﻧﺎ ،واﺗﻌﻤﻠﺖ ﻟﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﺳﻤﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺄدﻳﺐ . واﺗﺤﺮﻣﺖ ﻣﻦ إﻧﻲ أﻛﻮن ﺟﻮة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺎﻧﻲ ،ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺷﻮﻳﺔ ﺑﺪأت أﺧﺪم ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ،2012ﺑﺲ ﻫﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻴﺠﻮا ﻋﻨﺪ ﺣﺘﺔ إﻧﻲ ﻣﺜﻠﻲ وﻳﺒﺘﺪوا ﻳﺠﻴﺒﻮا ورا . أﻧﺎ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﻴﻮﻟﻲ ،أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﺪا ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إن أﻧﺎ ﻓﺎﻫﻢ ﻳﺎ رب إن اﻧﺖ ﻣﺎﻋﻨﺪﻛﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﺎﻳﺎ وﺧﻠﻘﺘﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻮﻳﺲ ﺑﺲ ﻟﻴﻪ ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ أﻓﻀﻞ أﺗﻮﺻﻢ ﺑﻴﻬﺎ ﻃﻮل ﻋﻤﺮي؟ وﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﻣﺎﻣﺘﻲ ﻣﺎﻋﻨﺪﻫﺎش ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺧﺎﻟﺺ ،ﺑﺎﺑﺎﻳﺎ ﻫﻮﻣﻮﻓﻮﺑﻴﻚ ،وأﻣﻲ وأﺑﻮﻳﺎ اﻧﻔﺼﻠﻮا ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺟﻴﻨﺎ ﻣﺼﺮ ،ﻣﺎﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻘﻮل ﻟﻲ رﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻨﺎ زي ﻣﺎ اﺣﻨﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ زي ﻣﺎ اﻧﺖ وﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎج ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ ﻣﺎﻣﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ إﻧﻲ أﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﻫﻮﻳﺘﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ وإﻧﻲ أﻓﻬﻢ رﺑﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻮ ﻣﺎﻣﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﺶ ﻋﺎرف ﻛﻨﺖ ﻫﻌﻤﻞ إﻳﻪ ،ﻫﻲ اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻘﻮل ﻟﻲ إن رﺑﻨﺎ ﻣﺎﻋﻨﺪوش ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎ رﻏﻢ إﻧﻬﺎ ﻟﺴﺔ ﺷﺎﻳﻔﺎﻫﺎ ﺧﻄﻴﺔ ﺑﺲ ﻋﺎدي ﻷن اﺣﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺑﺲ ﻣﻔﻴﺶ ﺧﻄﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة وﺧﻄﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻜﻠﻨﺎ زي ﺑﻌﺾ ﻟﻮ أﻧﺎ ﻣﺜﻠﻲ وﺑﻌﻤﻞ ﺧﻄﻴﺔ ﻓﻤﻤﻜﻦ ﺣﺪ ﺗﺎﻧﻲ ﺑﻴﻜﺪب وﺑﻴﻌﻤﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺨﻄﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺷﺎﻳﻔﺔ إﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎم ،وﻟﻮﻻ أﻣﻲ ﻛﺎن زﻣﺎن اﺧﻮاﺗﻲ ﺑﻬﺪﻟﻮﻧﻲ ،اﺧﻮاﺗﻲ ﻣﺘﺪﻳﻨﻴﻦ وﻛﺎﻧﻮا ﻫﻮﻣﻮﻓﻮﺑﻴﻚ وﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎﻣﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺘﺨﺎﻧﻖ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻋﺸﺎﻧﻲ ،وﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻲ ،ﻟﻮﻻ وﺟﻮد ﻣﺎﻣﺘﻲ ﻛﺎن زﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ . رﻏﻢ دراﺳﺘﻲ ورﻏﻢ إن اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﻴﻘﻮل إن ﻣﻔﻴﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﻛﻨﺖ ﺑﻘﻮل ﻟﻨﻔﺴﻲ "ﻃﺐ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻳﺎ آﻧﺪي اﻧﺖ ﻏﻠﻄﺎن وﻓﻴﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﺎك ﺑﺨﺼﻮص ﻓﻬﻤﻚ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ،ﻣﺎ ﺗﺠﺮب ﺗﺮوح ﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﻔﺴﻲ" ،ورﺣﺖ ﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻣﺆﻣﻦ وأﻣﺎ ﻗﻌﺪت ﻣﻌﺎه واﺗﻜﻠﻤﺖ ﻛﺘﻴﺮ وﺑﻌﺪ ﻣﺎ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ؟ ﺧﻠﺼﺖ ﻛﻼم ﻗﺎل ﻟﻲ -:ﻫﻲ ﻓﻴﻦ . ﻣﺶ ﻋﺎرف ،أﻧﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺸﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ.ﻓﻬﻮ ﻛﺎن ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺘﺮم ﻗﻮي وﻗﺎل ﻟﻲ -:ﻳﺆﺳﻔﻨﻲ أﻗﻮﻟﻚ إن ، ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ،اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﻌﻨﻲ ،إن ﻣﻔﻴﺶ ﻋﻼج ،ﻏﻴﺮ إن اﻧﺖ ﺗﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻚ ،وأﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ إن اﻧﺖ ﻣﺎﻋﻨﺪﻛﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻏﻴﺮ ﺑﺲ اﻟﻈﺮوف ﻫﻲ اﻟﻠﻲ ﻋﺎﻣﻼﻟﻚ رﻓﺾ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ دي .ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﺎل ﻟﻲ ﻛﺪا اﺑﺘﺪﻳﺖ أرﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ دي وﺣﺎوﻟﺖ أﻧﺘﺤﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ دا ،وﺑﻌﺪﻳﻦ ﺣﺪ اﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻌﺎﻳﺎ ورﺣﺖ ﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻘﺒﻠﺔ ﻟﻠﻤﻴﻮل اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ وﻓﻀﻠﺖ ﻣﺘﺎﺑﻊ ﻟﺤﺪ أﻣﺎ ﻋﺪﻳﺖ ﻓﺘﺮة اﻻﻛﺘﺌﺎب دي .
22
ﻓﻲ اﻷول ﻛﻨﺖ ﺑﺨﺎف أﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻋﺸﺎن اﻵﻳﺎت اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ آﻳﺎت واﺿﺤﺔ؛ إن ﻣﻀﺎﺟﻌﻲ اﻟﺬﻛﻮر ﻣﺶ ﻫﻴﺮوﺣﻮا اﻟﺠﻨﺔ أو اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﺑﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﻮص ﺗﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﻘﻮل إن رﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻨﺎ، وﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إن رﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪه اﻧﻔﺼﺎم اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ دا ،ﻫﻮ ﺑﻴﺤﺒﻨﺎ وﺟﻤﻴﻞ واﺗﺼﻠﺐ ﻋﺸﺎﻧﻨﺎ ﺑﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻨﺪه ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،وأﻣﺎ دﺧﻠﺖ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻼﻫﻮت واﺑﺘﺪﻳﺖ أدرس ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ،واﺗﻌﻠﻤﺖ ﺗﺮﺟﻤﺔ وﻟﻐﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ وﻋﺒﺮﻳﺔ واﺗﻔﺎﺟﺄت إن اﻟﻌﺒﺎرات دي ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮدة أﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت دي ،ﻗﺒﻞ ﻛﺪا ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻴﺤﻲ اﺳﻤﺎ وأﻣﺎ اﺗﻌﻠﻤﺖ ودرﺳﺖ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻣﺆﻣﻦ ،دي اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻠﻲ ﺧﻠﺘﻨﻲ أﺗﻔﺎﻋﻞ ﻗﻮي ﻣﻊ رﺑﻨﺎ وﻣﻊ إﻳﻤﺎﻧﻲ ،رﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻣﺤﺒﺘﻪ اﻟﻤﻔﺮوض ﻣﺶ ﻣﺸﺮوﻃﺔ، وﻣﺤﺒﺘﻪ اﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻣﺸﺮوﻃﺔ دي ﺑﺘﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﻜﻞ ﻃﻮاﻳﻔﻬﻢ ﺑﻜﻞ أﻋﺮاﻗﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،دا ﻛﺎن داﻳﻤﺎ ﺑﻴﺨﻠﻴﻨﻲ ﻣﺴﺘﻐﺮب ،إزاي ﻣﺤﺐ وﺟﻤﻴﻞ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻴﻌﺬب اﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ؟ إزاي ﻫﻴﻌﻤﻞ ﻛﺪا ﻣﻊ ﺳﺪوم وﻋﻤﻮرة ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻮ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺠﻤﺎل دا؟ إزاي ﻫﻴﻤﻮﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺒﺸﻌﺔ دي؟ واﺑﺘﺪﻳﺖ أﻗﺮأ وأﺗﻌﻠﻢ وﻟﻘﻴﺖ ﻧﺼﻮص ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻣﺎﻗﺎﻟﺶ إﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ ،ﺑﻴﻘﻮل إﻧﻪ "اﺟﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻟﺸﻴﻮخ" ،ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻣﻜﺘﻮب "أﻃﻔﺎل" ﻣﺶ ﺣﺪاﺛﺔ ،ﻓﺎﻷﻃﻔﺎل راﻳﺤﻴﻦ ﻳﻐﺘﺼﺒﻮا ﻣﻼﻛﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ وﻻ إﻳﻪ؟ ﺳﻔﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺣﺰﻗﻴﺎل وﻫﻮ ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺔ ﺳﺪوم وﻋﻤﻮرة ﻣﺎﺟﺎﺑﺶ ﺳﻴﺮة اﻟﺠﻨﺲ أﺻﻼ ﺧﺎﻟﺺ ،ودي اﻵﻳﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺔ ﺳﺪوم وﻋﻤﻮرة ،وﻣﺎﺗﻘﺎﻟﺶ ﺧﺎﻟﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ وﻻ "ﻣﺄﺑﻮﻧﻮن" اﻟﻠﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻣﻌﻨﻰ "ﻣﺄﺑﻮﻧﻮن" اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﺑﻴﻠﺒﺴﻮا زي اﻟﺒﻨﺎت ،ﺑﻮﻟﺲ ﻛﺘﺒﻬﺎ "ﻣﺄﺑﻮﻧﻮن" ﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮدة أﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻐﺘﻪ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻋﺒﺮي وﻳﻮﻧﺎﻧﻲ وأي ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺘﻴﺠﻲ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺔ اﻟﻠﻲ ﻫﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﻮا أﻣﺎ ﺑﻴﺘﺮﺟﻤﻮﻫﺎ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﻮا ﺑﻴﻜﺘﺒﻮﻫﺎ ﺑﻨﻜﻬﺔ ذﻛﻮرﻳﺔ ،ﻧﻜﻬﺔ ﺷﺮﻗﻴﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺪأت أﻗﺮأ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺎﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺑﺪأت ﻓﻌﻼ أﻗﺘﻨﻊ إن رﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻨﺎ وﻣﺎﻋﻨﺪوش ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﺣﺪ .
23
اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻌﺒﺔ ،ﺗﺠﺮﺑﺔ إن رﺑﻨﺎ ﺑﻴﻜﺮﻫﻨﻲ وإﻧﻲ ﻫﺨﺶ اﻟﻨﺎر وأﺑﻘﻰ ﺧﺎﻳﻒ أﻣﻮت وﺧﺎﻳﻒ أﻣﺎرس ﻣﺸﺎﻋﺮي ﻣﻊ ﺣﺪ ﻋﺸﺎن أﻧﺎ ﻛﺪا ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻠﻂ وﻧﻈﺮة اﺧﻮاﺗﻲ وأﻫﻠﻲ ﻟﻴﺎ ،ﻓﺒﺤﺲ ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﺐء ﻋﻠﻴﺎ ،ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ إﻧﻲ ﻻزم أﻗﻮل إﻧﻲ درﺳﺖ ﻻﻫﻮت ﺣﺘﻰ ﻟﻤﺎ ﺑﺎﺟﻲ أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﻛﻬﻨﺔ ،ﺑﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ،وإن اﻟﻨﺼﻮص ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺬا واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺬا ،ﻓﻤﺎﺑﻴﻌﺮﻓﻮش ﻳﺎﺧﺪوا وﻳﺪوا ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﺑﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻓﺘﺮاض ،أﻧﺎ ﺑﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎت ﺟﻮة ﻣﻨﺎﻫﺠﻜﻢ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﺤﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﻋﺎﻳﺰ أﻗﻮل ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ اﻟﻜﻮﻳﺮ ،ﻋﺎﻳﺰ أوﺿﺢ إن رﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻜﻢ وﻣﺎﻋﻨﺪوش ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﻫﻮﻳﺘﻜﻢ ﻣﺎﻋﻨﺪوش ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻧﺘﻮ ﺑﺘﻌﻤﻠﻮا إﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮ ،رﺑﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﺪا ،ﻛﻨﺖ زﻣﺎن ﺑﺸﺘﻐﻞ ﺑﻄﺮق ﻏﺒﻴﺔ وﻣﺘﻬﻮرة واﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ ﻋﺮﺿﺘﻨﻲ ﻟﻠﺨﻄﺮ ،ﺑﺲ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺷﻮﻳﺔ ﺣﺎﺟﺎت ﻓﻲ اﻷﻣﺎن اﻟﺮﻗﻤﻲ ﺣﺴﻴﺖ إﻧﻲ ﻣﺤﺘﺎج أﺷﺘﻐﻞ ﺻﺢ ﻋﺸﺎن ﻋﻨﺪي رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﺘﺎج أوﺻﻠﻬﺎ . أﻣﺎ ﺑﻔﺘﻜﺮ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﺑﺤﺲ إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﻔﺮوض أﻋﻴﺸﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻤﺎ اﺑﺘﺪﻳﺖ أﻓﻬﻢ إﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ ﺑﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ إن ﻣﺎﻣﺘﻲ ﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﺎﻳﺎ ،ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺳﺲ ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ إن ﻟﻴﻪ أﺗﻮﻟﺪ ﻫﻨﺎ؟ 2017ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ أﻣﺎ ﺑﻔﺘﻜﺮﻫﺎ ﺑﺘﺄﺛﺮ ﺟﺪا، ّ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ دي ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪا ﻣﺎﺗﻤﻨﺎش ﻟﺤﺪ إﻧﻪ ﻳﻤﺮ ﺑﻴﻬﺎ ،أﻧﺎ اﺗﻘﺎل ﻋﻨﻲ ﺷﺎذ وإﻧﻲ ﺑﺤﺎول أﻟﻮث أﻓﻜﺎر اﻟﺸﺒﺎن ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﺪا ﻛﺎن ﺑﻴﺤﺴﺴﻨﻲ ﺑﺎﻻﻧﺘﻬﺎك وأي ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺼﻞ ﺟﻮة اﻟﺤﺘﺔ دي ﻛﻨﺖ ﺑﻔﻜﺮ إن ﻟﻴﻪ أﻧﺎ اﺗﺨﻠﻘﺖ ﻛﺪا؟ وﻟﻴﻪ أﺗﺨﻠﻖ ﺑﺤﺎﺟﺔ أﺗﻈﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ؟ وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻌﻤﻠﻮا ﻛﺪا ﺑﻴﺘﻜﻠﻤﻮا ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻨﺎ ،ﻓﺪا ﻣﺰﻋﺞ . ﺑﺤﺲ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎه أي ﺣﺪ ﻛﻮﻳﺮ ﻣﺶ ﺑﺲ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻋﺸﺎن ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺣﺪ ﻳﺘﻮﺟﻊ وﻻ ﻳﺘﻠﺨﺒﻂ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻟﻲ ﻋﺸﺎن ﻣﺤﺪش ﻳﺎﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﺑﺎﻟﺔ . أﻧﺎ ﺑﺤﺒﻨﻲ ﻋﺸﺎن أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻣﺤﺎوﻻت اﻧﺘﺤﺎري وﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻛﺘﺌﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻠﻲ ﻓﺎت، وﺑﻘﻮل ﻟﻨﻔﺴﻲ "ﺟﻮﻧﺎﺛﺎن اﻧﺖ ﺑﻄﻞ ،وﺗﺴﺘﺤﻖ ﺗﻜﻮن ﻓﺨﻮر ﺑﻨﻔﺴﻚ ،ﻷن اﻟﻠﻲ ﻣﺮﻳﺖ ﺑﻴﻪ دا ﻣﺶ ﻗﻠﻴﻞ". أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﺷﺒﻪ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺮﻏﻢ إﻧﻪ ﻫﻮﻣﻮﻓﻮﺑﻴﻚ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ، ﺑﺲ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﺷﺒﻬﻪ؛ ﻋﻨﺪي اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻨﺎس إﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮا ﻋﻦ رﺑﻨﺎ وﻳﻌﺮﻓﻮا ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻣﺶ ﻫﻴﺒﻘﻮا ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻴﻪ ، إﻧﻲ أﻗﻮل ﻟﻠﻨﺎس إن ﻳﺴﻮع ﺑﻴﺤﺒﻨﺎ واﺗﺼﻠﺐ ﻋﺸﺎﻧﻨﺎ وﺑﻴﻘﺒﻠﻨﺎ ﺣﺘﻰ واﺣﻨﺎ ﻫﻮﻣﻮﺳﻴﻜﺸﻮال وﻣﺶ ﺑﻘﻮل ﺣﺘﻰ واﺣﻨﺎ ﻫﻮﻣﻮ ﻓﺪا ﻣﻌﻨﺎه إﻧﻨﺎ ﻗﻠﻴﻠﻴﻦ، ﻷ ،ﻋﺸﺎن ﻫﻮ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻓﻌﻼ . دي أول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ أﺷﺎرك ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺣﺎﺳﺲ إن دي ﺣﺎﺟﺔ ﺣﻠﻮة، ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ذﻛﺮﻳﺎت ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻃﺒﻌﺎ ،ﺑﺲ أﻧﺎ ﻣﺮﺗﺎح إن أﻧﺎ ﺣﻜﻴﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ دي .
24
دﻳﻨﻲ ﺷﻲء ﻳﺨﺼﻨﻲ ﻟﻴﻞ
أﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺳﻦ اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ ،وﺧﻼل ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﺎﺑﺮة ﻣﻊ أﻣﻲ ﻋﺮﻓﺖ إن اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻓﻲ اﻷدﻳﺎن، دا ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ،واﻟﻤﻮﺿﻮع اﺗﻘﺎل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إﻧﻲ اﻟﻤﻔﺘﺮض أﻛﻮن ﻋﺎرﻓﺔ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ :ﻟﻴﻪ ﻣﺶ ﻣﻘﺒﻮل؟ ﻋﺸﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪي ﻓﻜﺮﺗﻴﻦ ﻳﻜﺎدوا ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ؛ أول ﻓﻜﺮة إن ﻷ دا ﻣﺶ ﻣﻨﻄﻘﻲ ،ﺗﺎﻧﻲ ﻓﻜﺮة إن ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﻴﺪ اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺮت ﻛﺪا ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ أﻓﻜﺮ زﻳﻬﻢ .أﻓﺘﻜﺮ إن دا ﺷﻲء ﺑﻴﻤﺮ ﺑﻴﻪ أي ﺣﺪ ﻓﻲ أي ﻓﺘﺮة أﻣﺎ ﺑﻴﻜﺘﺸﻒ إﻧﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺴﺎﺋﺪ ،ﺑﺘﺠﻴﻠﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮدد ﻛﺪا ،ﻟﻴﻪ أﻧﺎ ﺑﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ دا؟ أﻣﺎ أﺟﺮب أﻓﻜﺮ ﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ زﻳﻬﻢ ،وﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﺪﻳﺖ إﻧﻲ أدور ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻟﻘﻴﺖ ﺣﺎﺟﺎت ﺑﺲ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻟﻴﻬﻢ آراء . ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﺷﻲء ﺑﻴﻤﺜﻠﻨﻲ واﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ آراء ﺻﻌﺒﺔ ﺷﻮﻳﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﺲ دا رأﻳﻲ أﻧﺎ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﺪا ،ﻣﺎﻟﻘﺘﻨﻴﺶ أﻧﺎ ،ﻣﺎﻟﻘﺘﺶ ﻫﻮﻳﺘﻲ اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻪ أي ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﺣﺪ زﻳﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ دي .أﻧﺎ ﻣﺎﺣﺴﻴﺘﺶ ﺑﺮﻓﺾ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ،ﻷن ﻓﻲ اﻷول وﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﺑﻘﺮأ آراء ،واﻟﺪﻳﻦ ﻣﺶ آراء ،اﻟﺪﻳﻦ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ آراء ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ،ﺑﺲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ أﺷﻴﺎء ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻠﻌﺒﻜﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻫﻮ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ اﺣﻨﺎ ﺑﺮﺑﻨﺎ ودا ﺷﻲء أﺑﻌﺪ ﻣﻦ آراء أي ﺣﺪ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺤﺪﺛﻴﻦ أو أﺷﺨﺎص ﻣﻦ أﺳﺎس اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،ﻓﻲ اﻷول وﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻫﻲ ﻓﻄﺮﺗﻨﺎ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ دا واﺣﻨﺎ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺮﺑﻨﺎ أﻋﻤﻖ ﺑﻜﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﺗﺘﺨﻄﻰ ﻣﺴﺘﻮى آراء اﻟﺒﺸﺮ. وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﺪﻳﺖ أﻗﺮأ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ﻛﺄﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﺟﺎي اﻹﺳﻼم ﺟﺪﻳﺪ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ إﻧﻲ ﺑﺪﻳﺖ أﻗﺮأ ﻋﻦ اﻷرﻛﺎن اﻟﺨﻤﺴﺔ وإﻳﻪ ﻫﻮ اﻹﺳﻼم أﺻﻼ ،ﻛﺄﻧﻲ ﻣﻌﺮﻓﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻌﻼ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة ﻗﺮﻳﺖ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﺄﻗﺮب ﺷﻲء ﻟﻠﺘﻮراة ،ﻛﻨﺖ ﺑﻘﺮأﻫﻢ ﻛﻜﺘﺐ ﻋﻠﻢ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻛﺘﺎب زي أي ﻛﺘﺎب وﺑﺎﺧﺪ ﻣﻨﻪ ﻣﻼﺣﻈﺎت وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻘﺪر ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪي ﻣﺴﺎﺣﺔ إﻧﻲ أﺳﺄل وأﻗﺮأ أﻛﺘﺮ وأﻓﻬﻢ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﺎه .ﻣﻦ ﺳﻦ 14ﺳﻨﺔ اﺧﺘﺮت أﻛﻮن ﻣﺴﻠﻤﺔ
25
ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ إﻧﻲ اﺗﻮﻟﺪت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ،ﺑﺲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دي أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﺳﺎﻣﺤﻠﻲ إﻧﻲ أﺷﻮف ﺗﻌﺪدﻳﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ودﻳﻨﻴﺔ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أو اﻟﺪراﺳﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪي ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻴﺎرات اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻫﻴﻮﺻﻤﻨﻲ ﻟﻮ أﻧﺎ اﺧﺘﺮت دﻳﻦ ﺗﺎﻧﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دي أﻧﺎ اﺧﺘﺮت وﻓﻬﻤﺖ اﻟﺪﻳﻦ دا ﻓﻲ ﺷﻜﻞ أﻧﺴﺐ وﺣﺴﻴﺖ إﻧﻪ ﺟﺎﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻗﻮي ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ وﺑﻴﺪﻳﻨﻲ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ إﻧﻲ أﻗﺮأ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ وﺻﻢ وﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ أﺧﺎف وإﻧﻲ أﺗﻄﺮق وأﺳﺄل وأﺷﻜﻚ ،وﻣﺪﻳﻨﻲ ﻣﻄﻠﻖ اﻟﺤﺮﻳﺔ إﻧﻲ أﻋﻤﻞ دا ﻓﺤﺴﻴﺖ إﻧﻲ ﻣﻤﻜﻦ أﻛﻤﻞ إن دا ﻳﻜﻮن دﻳﻨﻲ . أﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻓﻴﺎ ﻋﺎدة ﻣﻦ زﻣﺎن ﺟﺪا إﻧﻲ ﺑﺤﺐ أراﻗﺐ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ وﻣﻤﻜﻦ آﺧﺪ ﻣﻼﺣﻈﺎت .أﻧﺎ ﻛﻤﺎن ﻛﻨﺖ ﺑﺪون ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻲ ﻣﻊ ﻣﺎﻣﺎ ،وﻛﻨﺖ ﺑﺘﻄﺮق ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﻤﻴﻮل .وﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة دي ﻋﺮﻓﺖ أﻧﺎ إﻳﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ وﻟﻮ إن ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻟﻴﻬﺎ اﺳﻢ ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻤﺔ إﻳﻪ دا ،ﻳﻌﻨﻲ أﻧﺎ ﻓﻬﻤﺖ إﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻋﺎﻳﺰة أﺑﻘﻰ وﻟﺪ وﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰة أﺑﻘﻰ ﺑﻨﺖ ﻗﻮي ﻳﻌﻨﻲ ،أﻧﺎ ﺑﺸﻮف ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻜﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،دا اﺳﻤﻪ إﻳﻪ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ،ﺑﺲ ﺗﻤﺎم ،أﻧﺎ دا ،ﻣﺶ ﻫﻌﺮف أﺑﻘﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ دا ،وﻃﺒﻌﺎ ﻋﺮﻓﺖ إﻧﻲ ﺑﻤﻴﻞ ﻟﻠﺒﻨﺎت ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻗﻠﺘﺶ دا ﻟﻤﺎﻣﺎ ،اﺣﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﺘﻨﺎﻗﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻈﺮي ،أﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ دي ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺷﺨﺺ ﻧﻘﺪي ﺑﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻜﺸﻒ ،أﻧﺎ ﻣﺎﻗﻠﺘﺶ ﻟﺤﺪ، ﻳﻤﻜﻦ واﻟﺪﺗﻲ ﺗﻌﺮف ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﺼﻨﻴﻔﻲ اﻟﺠﻨﺪري ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﺶ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﻷﻧﻲ ﻣﺎﺻﺮﺣﺘﺶ ﺑﺪا ﺑﻤﻌﻨﻰ أﺻﺢ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻗﺮاءات ﻛﺘﻴﺮ ﺑﺘﻘﻮل إن اﻟﺒﻨﺎت اﻟﻌﺬارى اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻜﺘﺸﻔﻮا إﻧﻬﻢ ﻣﺜﻠﻴﺎت ﺑﻴﺘﺤﺒﺴﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﺪا اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ ،وﻳﻤﻜﻦ ﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ دا إﻧﻲ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﺣﻴﺎة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ،ﺑﺲ ﻋﻤﻠﺖ دا وأﻧﺎ ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻞ إﻳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ .وﺑﻌﺪ ﻛﺪا ﺣﺴﻴﺖ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺎﺗﻐﻴﺮش ،وﻣﻴﻮﻟﻲ زي ﻣﺎ ﻫﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺮاﺣﻞ ﻛﺘﻴﺮ ﺑﺒﺺ ﻟﻠﺴﻤﺎ وﺑﻘﻮل "اﻟﻠﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﻣﻨﻄﻘﻲ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﻬﺎش أي ﻣﻌﻨﻰ؟" ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة أﻧﺎ ﺳﺎﻓﺮت اﻋﺘﻤﺮت ،ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻠﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ وأﻧﺎ ﻓﺎﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮة إﻧﻲ دﻋﻴﺖ رﺑﻨﺎ أول دﻋﻮة أدﻋﻴﻬﺎ أﻣﺎ ﺷﻮﻓﺖ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻲ أﻗﺮب ﻣﺴﺎﻓﺔ "ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ أرﺟﻮك ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺑﺎﻳﺴﻜﺸﻮال ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻳﻜﻮن اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺎﻧﻲ ،ﻗﻮﻟﻠﻲ أي دﻻﻟﺔ ﺗﻘﻮﻟﻠﻲ إن اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ دا ﺗﻤﺎم" ،وﻛﺎن ﺧﻼص ﻃﻠﻌﺖ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ﻟﻪ ﻫﻮ ،ﻟﻬﺬا اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻠﻲ ﺑﻠﺠﺄ ﻟﻪ ﻓﻲ أي ﻣﺤﻨﺔ وﺑﻴﻨﺠﺪﻧﻲ ،واﻟﻠﻲ ﻳﻴﺠﻲ ﺑﻌﺪﻳﻪ ﻳﻜﻮن اﻟﻠﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻳﺤﺼﻞ، وﻓﻌﻼ أﻧﺎ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﻷﻗﺼﻰ درﺟﺔ ،وﻋﺎرﻓﺔ أﻧﺎ ﺑﻌﺮف ﻧﻔﺴﻲ إزاي ،وﻋﺎرﻓﺔ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ دﻳﻨﻲ ،وﻋﺎرﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺶ ﻣﺘﻌﺎرف إﻧﻪ ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻧﺎ ﻋﺎرﻓﺔ إﻧﻲ ﺑﻌﻤﻞ دا ،ﻓﺒﻌﺪ ﻛﺪا أﺻﺒﺢ اﻟﻤﻮﺿﻮع إﻧﻲ أﻧﺎ ﺗﻤﺎم. ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺪارس اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻣﺎﺑﺘﻘﻮﻟﺶ إن دا ﺗﻤﺎم ،ﺑﺲ ﻣﺎﻋﺘﻘﺪش إن اﻟﻤﺪارس اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻫﺘﻜﻮن ﻋﺎرﻓﺔ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ رﺑﻨﺎ
26
وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ وأﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻌﻤﻞ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ إﻧﻲ روﺣﺖ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﻪ وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﺬا ،وﺳﺄﻟﺘﻪ دا وﻫﻮ ﻳﺪﻳﻨﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ. اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﺷﻲء ﺑﺮاﺟﻤﺎﺗﻲ ﺟﺪا ،ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻲء ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ زي اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺧﺎﺿﻊ إﻧﻨﺎ ﻧﺴﺄل وﻧﺨﻮض ﻓﻴﻪ ،ﻋﺸﺎن دا ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻹﻳﻤﺎن واﻟﺘﻔﻜﺮ ،ﻓﻴﻪ ﺷﻲء وﻓﻴﻪ دﻻﺋﻞ ﻋﻠﻴﻪ ،وأﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ دﻻﺋﻞ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا إن ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﻣﻔﻴﺶ أﻗﻮى ﻣﻨﻬﺎ ،ﻣﻔﻴﺶ ﺷﻲء ﻳﻔﺴﺮ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ،ودا وﺿﺤﻠﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺎﺟﺎت إن ﻳﻮم ﻣﻼﻗﻴﺶ ﺣﺪ أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎه ،ﺑﺲ ﺑﻘﻌﺪ أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻨﻲ ﻟﻠﺴﻤﺎ وأﻻﻗﻲ إن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﻴﺘﺤﻞ أو إﻧﻲ ﺑﺮﺗﺎح ﻟﺸﻲء ،وﻣﺶ ﺑﻜﻮن ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ إن اﻟﺸﻲء دا ﻫﻜﻮن ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻷول .وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎﺑﺸﻮﻓﺶ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺟﺪﻟﻲ ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ إﻧﻲ أﻗﻨﻊ ﺣﺪ إﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺴﻠﻢ ،ﻷن دﻳﻨﻲ دا ﺷﻲء ﻳﺨﺼﻨﻲ ،ﺷﻲء ﺷﺨﺼﻲ ﺟﺪا، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻷﺷﺨﺎص اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ،ﻣﺶ ﺑﺲ ﻋﺸﺎن أﻧﺎ دﻳﻨﻲ ﻛﺪا ،دا ﺷﻲء ﺧﺎص ،أﻧﺎ ﻣﺎﻓﺘﻜﺮش إﻧﻲ ﻋﺎرﻓﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺻﺤﺎﺑﻲ ،دا ﻣﺶ ﺳﺆال ﺑﻴﺘﺴﺌﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب ﻟﻠﻄﺎق ،ﻋﻴﺐ ،دا ﺷﻲء ﺷﺨﺼﻲ ﺟﺪا . ﻣﺜﻼ أﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻹﺳﻼم ووﺿﻌﻴﺎت اﻟﻴﻮﺟﺎ ﻷﻧﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻳﻮﺟﺎ ،ﻛﻮﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻋﻨﺪه ﻗﻠﻖ ﻣﺰﻣﻦ ﻓﺎﻟﻴﻮﺟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻠﻲ ﻓﻜﺮت إﻧﻲ أﻋﻠﻤﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﺿﻌﻴﺎت أﺷﺒﻪ ﺑﻮﺿﻌﻴﺎت اﻟﺼﻼة ودا ﺧﻼﻧﻲ أﺑﺺ ﻟﻠﺼﻼة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺶ ﺷﻲء ﱠ ﻳﺆدى ،ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻴﺴﺘﻌﺪ ﻟﻴﻬﺎ وﺑﻴﺴﺘﺤﻀﺮﻫﺎ ،اﺑﺘﺪﻳﺖ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻤﺎن أﻛﻮن ً أﻛﺜﺮ وﻋﻴﺎ واﺗﺤﻄﻴﺖ ﻓﻲ ﺗﺠﺎرب ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ -ودا ﻣﻦ ﻛﺎم ﺳﻨﺔ ﻣﺶ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة ﻛﺒﻴﺮة -وإﻳﻪ ﻓﺮﻗﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر ،وﻛﺎن اﻟﻜﻼم دا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ اﻛﺘﺸﺎف .وﺑﺪأ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪي اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻠﻲ اﻟﻨﺎس ﺑﺘﺴﻤﻴﻪ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻲ ،ﺷﻰء ﻛﺪا ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺶ ﻋﻘﻠﻲ ،ﻓﺎﺑﺘﺪﻳﺖ ﻓﻌﻼ أﺑﺺ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺑﻌﺪ وﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪي اﻟﺤﺠﺞ ﺑﺘﺎﻋﺘﻲ ،ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪي ﻗﺮاءﺗﻲ أﻧﺎ ،ﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻘﺮاه ،ﻣﺶ ﺑﺲ ﻗﺮاﻳﺔ اﻟﻨﺺ ،ﻗﺮاﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎق ،ﻗﺮاﻳﺔ ﻧﺼﻮص أﺧﺮى .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ أﻧﺎ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﺮﺑﻨﺎ أﻧﻘﺬﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ،وﺑﺘﺤﺼﻞ ﺻﺪف إﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ إﻧﻲ أرﺷﻖ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ،وأﻛﺘﺸﻒ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ إن دا ﻛﺎن ﻗﺮار ﺻﺢ ﺟﺪا . ﻓﺎﻛﺮة ﻟﻘﻄﺔ ﻛﻨﺖ أﻧﺎ وﻗﺮﻳﺒﺘﻲ ،ﻛﻨﺎ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺪا ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ،ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺤﺐ ﺗﺮﺳﻢ ،ﻓﻠﻘﻴﺘﻬﺎ راﺳﻤﺔ رﺳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻛﺪا وﺑﺴﺄﻟﻬﺎ :إﻳﻪ دا؟ دا رﺑﻨﺎ ،أﻧﺎ ﺗﺨﻴﻠﺖ إﻳﻪ ﻫﻮ رﺑﻨﺎ وﻗﻤﺖ راﺳﻤﺎه .وﺑﺼﻴﺖ ﻟﻠﻮرﻗﺔ ﻛﺪا وﻗﻠﺖ :إﻳﻪ دا ﻫﻮ اﺣﻨﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﺮﺳﻢ رﺑﻨﺎ؟ ،ﻓﺴﺎﻋﺘﻬﺎ اﺗﻄﺮح ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ ﺳﺆال :ﻫﻮ أﻧﺎ ﺑﺘﺨﻴﻞ رﺑﻨﺎ إزاي ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻓﺎﻟﻠﻲ ﻫﻮ اﻟﺴﺆال دا ﻣﺠﺎش ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ ،ﻣﺶ ﺑﺘﺨﻴﻞ رﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ إﻳﻪ ،ﻣﺎﺑﻘﺪرش أﺗﺨﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ،
27
ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا ،أﻛﺒﺮ ﻣﻦ إﻧﻲ أﺗﺨﻴﻠﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ ﻛﺪا اﻟﺸﻲء اﻟﻠﻲ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ دا ،وﻟﻜﻦ رﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ أو روﺣﻴﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ أﻧﺎ ﺑﺸﻮف إﻧﻲ ﻣﺶ ﺑﺴﻌﻰ ﻟﻠﺼﻔﺎت اﻟﺤﻤﻴﺪة اﻟﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻲ آدﻣﻴﻦ ،أﻧﺎ ﺑﺴﻌﻰ ﻟﻠﺼﻔﺎت اﻟﺤﻤﻴﺪة اﻟﻠﻲ ﻓﻲ رﺑﻨﺎ .ﻟﻮ ﻫﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺮﺣﻤﺔ أو اﻟﻨﻮر ﻓﺄﻧﺎ ﻫﺴﻌﻰ ﻟﻺﻟﻪ ،ﻓﺪا ﺧﻠﻰ إن ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻲ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺠﺎز اﻟﺒﺸﺮي ﻣﺶ ﻫﺘﺒﻘﻰ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪا؛ اﺣﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﻨﻮﺻﻞ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﺪل ،ﺑﻨﺤﺎول ﺑﺲ ﻣﺶ ﻫﻨﻮﺻﻞ ﻟﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺴﻌﻲ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ،ﺑﺘﺨﻠﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺤﺲ إن رﺑﻨﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻪ ،أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻮﺻﻞ إﻧﻲ ﺑﺒﻘﻰ ﺣﺎﺳﺔ إن اﻟﻜﻴﺎن دا ﺟﻮاﻳﺎ . أﻣﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﻔﻬﻤﺖ إﻧﻲ ﻓﻌﻼ ﻣﺶ ﺑﻤﻴﻞ ﻟﻠﺮﺟﺎﻟﺔ ،ﻣﺶ ﺑﻤﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ دي ،ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﺷﺒﻬﻬﻢ ﺳﺎﻋﺎت ﺑﺲ ﻣﺶ ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﻗﺎدرة أﻛﻮن ﻣﻌﺎﻫﻢ ،وإن أﻳﻮة أﻧﺎ ﺑﺤﺐ اﻟﺒﻨﺎت ،وأﻧﺎ ﺧﻼص ﺗﻘﺒﻠﺖ ﺷﻲء ﻛﺎن ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﺷﻲء ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص ،ﻓﺘﻘﺒﻠﺖ دا ،ﻓﻜﺎن ﺳﻬﻞ إﻧﻲ أﺗﻘﺒﻞ أﺷﻴﺎء ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎﻟﻬﺎش اﺳﻢ زي ﻫﻮﻳﺘﻲ اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ .ﻳﻤﻜﻦ دا اﻻﻏﺘﺮاب اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻫﻮ إﻧﻲ ﻟﻤﺎ اﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎس ﻛﻮﻳﺮ ﻻﻗﻴﺖ إن دي اﻟﻔﺮﺻﺔ إﻧﻲ أﻻﻗﻲ أﺷﺨﺎص زﻳﻲ ﺑﻘﻰ ،واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إن أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ﻛﻔﺎﻳﺔ إﻧﻲ ﻋﻨﺪي اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ إﻧﻲ ﻣﺎﻗﻮﻟﺶ إﻧﻲ ﻛﻮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دي ،ﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﻘﺒﻠﻴﻦ أي ﺷﻲء ،ﺑﺲ أﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻬﻢ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ" :إزاي أﻧﺎ ﻛﻮﻳﺮ وﻣﺆﻣﻨﺔ؟" واﺗﻘﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮف ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ :دﻳﻦ إﻳﻪ اﻟﻠﻲ اﻧﺘﻲ ﺑﺘﺘﻜﻠﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻧﺘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻪ زاﻧﻴﺔ ، اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪا ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ . ﻓﺴﻜﺖ ﻛﺪا :أﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻣﺘﺨﻴﻼه ﻣﺶ اﻟﻠﻲ اﻧﺘﻲ ﻗﺮﻳﺘﻴﻪ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ إن دا اﺗﻘﺎل ﻓﻲ ﺳﻴﺎق أﺷﺒﻪ اﻧﻬﺎ ﺑﺘﻘﻮﻟﻲ "اﻧﺘﻲ ﻣﺜﻠﻴﺔ" ،ﺑﺲ أﻧﺎ ﻣﺎﻗﻠﺘﺶ ﺟﻬﺮا أﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ ،ﻫﻲ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮن ﺣﺴﺖ ﺑﺘﻌﺎرض ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻻﺗﻨﻴﻦ ودا ﺣﻘﻬﺎ ﻟﻮ ﺷﺎﻳﻔﺔ دا ،ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ دا ﺣﺼﻞ ﺣﺴﻴﺖ إن ﻣﻦ وﻗﺖ ﻟﻠﺘﺎﻧﻲ أﻧﺎ ﻻزم أﻗﺘﻨﻊ إﻧﻲ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ أﻧﺘﻤﻲ ﻟﺸﻲء .ﻷن ﻣﻔﻴﺶ ﺷﻲء ﻫﻴﺤﺘﻤﻞ ﻛﻞ دا ،أﻧﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﺄﻗﻠﻤﺖ إن ﻣﺴﺎﺣﺘﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻣﺶ ﺷﻲء ﻫﻨﺎﻗﺸﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ أو اﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻴﺎق ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﺪا ﻋﺸﺎن ﻫﻨﻬﺒﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺟﺎﻣﺪ ،ﻫﺴﻤﻊ ﻛﻼم ﻣﺶ ﻟﻄﻴﻒ ،ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى دا ﺧﻼﻧﻲ أﻓﻜﺮ ،إن ﻫﻞ ﻳﻨﻔﻊ ﻳﺘﺤﻄﻮا ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﻨﻔﻊ أﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻴﻦ ﻫﻮﻳﺘﻲ ودﻳﻨﻲ؟ وﻛﺎن رأﻳﻲ إﻧﻪ ﻟﻮ اﺗﺤﻄﻮا ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﻛﻴﺪ ﻛﻔﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ واﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻠﻲ ﻫﺘﻜﺴﺐ ،أﻛﻴﺪ اﻟﺸﺨﺺ ﻫﻴﺨﺘﺎر ﻫﻮﻳﺘﻪ وﻫﻴﺴﻴﺐ دﻳﻨﻪ ﻋﺎﺟﻼ أم آﺟﻼ ، ﺑﺲ ﻫﻢ اﻟﺤﺎﺟﺘﻴﻦ أﺷﻴﺎء ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﺗﺘﻘﺎرن ،ﻓﻤﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت . ﻛﻞ داﻳﺮة ﻣﻦ اﻟﺪواﻳﺮ اﻟﻠﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺎﻓﺖ ﻟﻴﺎ ﺷﻲء وأﻧﺎ ﺑﻨﺘﻤﻲ ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﻧﺘﻤﻲ ﻟﻮاﺣﺪة دون اﻷﺧﺮى ،اﻟﺪاﻳﺮة اﻟﻜﻮﻳﺮﻳﺔ أﺿﺎﻓﺖ ﻟﻲ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ وإﻧﻲ أﻋﺮف أرد واﺗﻌﻠﻤﺖ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
28
ﺑﺮﺿﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ أﻧﺎ ﻣﺎ زﻟﺖ ﺑﺸﻮﻓﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻌﺎت ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ "اﻟﻜﻮﻣﻴﻨﺘﻲ" وﻣﺶ ﺷﺎﻳﻔﺔ دا ﻛﺸﻲء ﺳﻠﺒﻲ أو إﻳﺠﺎﺑﻲ ،ﻫﻲ داﻳﺮة وﺑﺴﺘﻔﻴﺪ وﺑﻔﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﺣﺪ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺘﺎﻧﻲ ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﺑﻘﺪر أﻗﻌﺪ ﻣﻊ أﺷﺨﺎص ﺳﺘﺮاﻳﺖ ﻛﺘﻴﺮ إﻻ ﻟﻮ اﻟﺴﻴﺎق ﻣﺘﺎح إﻧﻲ أﺗﻜﻠﻢ ﺑﺮاﺣﺘﻲ وﻣﺎﺑﻘﺎش ﺣﺎﺳﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼف .وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال إﻳﻤﺎﻧﻲ ﻫﻮ إﻳﻤﺎﻧﻲ ،ورﺣﻠﺘﻲ دي ﺑﺤﺲ إﻧﻬﺎ ﺧﻠﺘﻨﻲ أﻛﺘﺮ ﻗﻮة ،أﻛﺜﺮ ﺗﻘﺒﻞ ،أﻛﺜﺮ رﺷﺪ ،أﻛﺘﺮ ﺛﻘﺔ ،أﻛﺜﺮ اﻫﺘﻤﺎم، ﻳﻌﻨﻲ زي ﻣﺎ ﻓﻴﻪ أﺷﺨﺎص ﺑﺘﻘﻮل ﻛﻼم ﺟﺎرح ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺤﺐ أﺗﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﻔﺲ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﺑﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻫﺎ . دا ﺑﻴﺨﻠﻴﻨﻲ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ ودواﻓﻊ اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﻌﻨﻒ وﺗﺒﺮﻳﺮ اﻟﻌﻨﻒ دا ،واﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﻨﻴﻦ ،إﻧﻲ ﻣﺶ ﺑﻨﻜﺮ إن اﻟﺸﻲء اﻟﺴﻲء اﺗﻌﻤﻞ وإن ﻣﻔﻴﺶ ﻣﺒﺮر ﻟﻠﻌﻨﻒ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺤﻂ ﺣﺴﺎﺑﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﻣﺘﻴﺎزاﺗﻲ واﻟﻠﻲ ﻋﺎﻳﺰ أﺣﻘﻘﻪ ﻣﻦ اﻟﺮد . ﺣﺎﺳﺔ إﻧﻲ ﻣﺮﻳﺖ ﺑﺤﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻗﻮي ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ إﻧﻲ ﻫﻮﺻﻞ ﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ إﻧﻲ ﻫﻌﺮف أﺷﺨﺎص ﻛﻮﻳﺮ ﻫﻨﺎ ،أو ﻳﻜﻮن ﻟﻴﺎ ﺷﺮﻛﺎء ﻫﻨﺎ ،أو إﻧﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻴﺎ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ أﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت دي ،ﻣﺶ ﻫﻀﻄﺮ أﻏﻴﺮ ً اﻟﻤﻜﺎن ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻋﺸﺎن دا ﻳﺤﺼﻞ ،أﻧﺎ ﺣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﻓﺎن ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ واﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺠﻴﺪة واﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﻠﻲ ﻗﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺮاﺣﻞ ،وﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻠﻲ ﻓﺎﺗﺖ ،وﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﺨﻮرة ﺑﺪاﻳﺮﺗﻲ وﻣﻦ ﻛﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﻜﺘﺸﻒ إﻧﻬﻢ ﺣﻠﻔﺎء ،ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻷﺳﺎﻣﻲ وﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻫﻢ ﺷﺎﻳﻔﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﻠﻔﺎء وﻻ ﻷ ،ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻜﻮﻳﺮي ﻫﻢ ﺣﻠﻔﺎء ،ﻫﻢ ﻻ ﻓﺎرق ﻣﻌﺎﻫﻢ اﻧﺖ ﺑﺘﻨﺎم ﻣﻊ ﻣﻴﻦ ،وﻻ اﻧﺖ ﻫﻮﻳﺘﻚ إﻳﻪ ،اﻟﺘﻘﺒﻞ ﻣﺶ ﻣﺸﺮوط ﺑﺪا ،وﻻ دا ﻣﻌﻴﺎر ﺑﻴﺤﺪدوا ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﻫﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ أو ﻷ . ﻛﻤﺎن أﻧﺎ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ إن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ زي اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ دا ﻫﺘﻄﻠﻊ ،وﻣﺶ ﻫﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ﺑﺲ ،ﻫﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ دا ،ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ إن دا ﻫﻴﺤﺼﻞ ﻫﻨﺎ ،ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ دي ،ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻋﺸﺎن ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻗﺪام ﻟﻮ ﺣﺪ ﻛﻮﻳﺮ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﻋﻨﺪه 10ﺳﻨﻴﻦ ،أﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪه ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻫﻴﻼﻗﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﻘﺮاﻫﺎ ،ﻣﺶ ﻫﻴﺤﺲ إﻧﻪ ﺑﻴﺘﺨﺒﻂ اﻟﺘﺨﺒﻂ اﻟﻠﻲ اﺗﺨﺒﻄﻨﺎه دا ،وﻣﺶ ﻫﻴﻔﺮق ﻣﻌﺎه اﻟﻠﻐﺔ ،ﻫﻴﻼﻗﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻠﻐﺘﻪ ،ﺷﺎﻛﺮة إن دا ﻫﻴﺤﺼﻞ ،أﻧﺎ ﻣﺴﺘﻨﻴﺔ إن ﻓﻲ ّ "ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم أدرﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وأﻗﻮﻟﻬﻢ "ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﺷﻔﺎﻫﻲ ﻟﻠﻨﺎس اﻟﻜﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻗﺮوا دا ".
29
أﻛﺴﺠﻴﻦ آﺳﺮ
ً أﻧﺎ ﻧﺸﺄﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪا ،أﻣﺎ ﻛﻨﺖ ١٠ﺳﻨﻴﻦ ﺑﺎﺑﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﺨﻠﻴﻨﻲ أﺣﻔﻆ ﻗﺮآن ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻛﺪا زي اﻟﻜﺘﺎب ،وﻛﺎن ﺑﻴﺤﻜﻴﻠﻲ ﻗﺼﺺ دﻳﻨﻴﺔ ﻛﺘﻴﺮ ﻓﻜﻨﺖ ﻣﺘﺼﻞ أﻛﺘﺮ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺮﺿﻮ ﻣﺎﻗﺪرش أﻗﻮل ﻧﺸﺄﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ دﻳﻨﻴﺔ ﻗﻮي ﻳﻌﻨﻲ ،ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻣﻠﺘﺰم ﻟﻠﺪرﺟﺔ ،ﻫﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺪا ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ﻣﺎ أوﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﺒﺮة . اﻛﺘﺸﺎﻓﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ وﻣﻴﻮﻟﻲ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ اﻛﺘﺸﺎف ،ﻛﺎن ﻣﻌﺮﻓﺔ ،أﻧﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﻣﻦ وأﻧﺎ ﻋﻨﺪي ٦ﺳﻨﻴﻦ ،ﻓﻴﻪ واﺣﺪ ﺷﺎﻓﻨﻲ وأﻧﺎ ﺑﻠﻌﺐ أﻧﺎ وﺻﺤﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع وﻧﺪﻫﻠﻲ وﺳﺄﻟﻨﻲ :اﻧﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﻼن؟ اه . ﻃﺐ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻨﺮوح ﻧﺸﻮﻓﻪ دا ﻫﻮ ﻋﺎﻳﺰك .وﺑﻤﺠﺮد ﻣﺎ ﺣﻂ إﻳﺪه ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ وأﻧﺎ ﻃﻔﻞ ٦ﺳﻨﻴﻦ ﺣﺴﻴﺖ ﺑﺈﺛﺎرة ﺟﻨﺴﻴﺔ ،ورﺣﺖ ﻣﻌﺎه وأﻧﺎ ﻋﺎرف إﻧﻪ ﻛﺪاب وإﻧﻪ ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻲ ﺣﺎﺟﺔ ،ودي ﻛﺎﻧﺖ أول ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ وﺗﻮاﻟﺖ ﺑﻌﺪ ﻛﺪا ،وﺑﻘﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺘﻘﺎﺑﻞ ﻳﺤﺼﻞ ﺣﺎﺟﺔ . ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ وأﻧﺎ ﻓﺎﻫﻢ ودي ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺒﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،ﻷن دا ﺗﻌﺒﻨﻲ ﺟﺪا وأﺛﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻴﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﺪا ،إﻧﻲ ﻋﺎرف إن دا ﻏﻠﻂ وإن ﻓﻴﻪ ﻧﺎس رﺑﻨﺎ ﺷﻘﻠﺒﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ ،وﻫﻮ ﺷﻲء ﻣﺶ ﺻﺢ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻓﻜﻨﺖ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺑﻌﺬاب ً ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا وﺿﻐﻂ وﺗﻮﺗﺮ وﻛﻞ دا ﻛﺎن ﻛﺘﻴﺮ ﻗﻮي ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻞ زﻳﻲ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻫﻞ ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻋﻨﺪي ﻋﻠﻢ ﻓﻘﻬﻲ ،وﻓﺎﻫﻢ إن اﻟﻠﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﻫﺨﺶ ﺑﻴﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺎدﻟﺔ إن ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺘﺸﻴﻞ ﺣﺎﺟﺔ . ﻛﻞ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻴﺠﻲ ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ إن ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺘﻬﺰ ﻋﺮش اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﻛﻞ ً ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺤﺖ أﻟﻢ وﺗﻌﺐ وﻣﺶ ﻋﺎرف أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ ﻟﻴﻪ ،ووﺻﻞ ﺑﻴﺎ اﻷﻣﺮ إﻧﻲ أﺧﺪت ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻋﺸﺎن أﻗﺘﻞ اﻟﻮاد دا اﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻔﻜﺮ إﻧﻪ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ دا ،ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻪ إﻧﻪ ﺷﺨﺺ آذاﻧﻲ وﻓﺠﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻴﺘﺔ ﻋﻨﺪي ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻔﻀﻞ ﻃﻮل ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﻴﺘﺔ ،وﻣﺎﺑﻘﺎش ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻠﻲ ،رﻏﻢ إﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻢ وﻗﺘﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ ﻣﺜﻠﻲ أو ﻣﻐﺎﻳﺮ ،
30
ﺑﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﺘﻘﺪ إﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻗﻮي ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ،ورﻏﻢ إﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻧﺎﺑﻐﺔ ﻳﻌﻨﻲ ،ﺑﺲ ُ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻮﻋﺐ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻞ إﻳﻪ وﺣﻜﻤﻪ إﻳﻪ وﻋﺎرف ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ،وﻣﺴﺘﺸﻌﺮ إن اﻟﻠﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﻏﻠﻂ ،ﺑﺲ ﻣﺶ ﻋﺎرف ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺑﻄﻠﺘﻮش . ودا ﺧﻼﻧﻲ أﺑﺪأ أدور وأذاﻛﺮ وأراﺟﻊ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻠﻲ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ،ﻷﻧﻲ ﻋﺎرف اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺲ ﻣﺶ ﻗﺎدر أﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺻﺢ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻔﻆ ﻣﺶ ﻓﻬﻢ ،اﻟﻠﻲ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ أﻛﺘﺮ إن ﻓﻲ ﺳﻦ 13ﺳﻨﺔ اﺑﺘﺪﻳﺖ أروح أﺣﻔﻆ ﻗﺮآن ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ اﻧﻘﻄﻌﺖ ،وﺑﺪأت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﻛﻨﺖ ﺑﺎﺧﺪ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،وﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺒﻠﻮغ دي ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ ﺑﻘﺖ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ،ﻓﻬﻤﺖ ﺷﻮﻳﺔ إن أﻧﺎ وﺿﻌﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﺸﺎن ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﻎ ،وﻣﺶ ﻣﺮﻓﻮع ﻋﻨﻲ اﻟﻘﻠﻢ زي ﻣﺎ ﻛﻨﺖ وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﺮاﺣﺘﻲ . وﺧﻼل اﻟﻮﻗﺖ دا ﻛﺎن ﺑﻴﺤﺼﻞ ﻟﻲ ﺗﻨﻤﺮ ﻛﺘﻴﺮ ﺟﻮة اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﻜﻠﻲ ،ﺷﻌﺮي ﻛﺎن ﺗﻘﻴﻞ وﻧﺎﻋﻢ ،وأوﻗﺎت ﻛﺎن ﺑﻴﻘﻠﺐ ﺗﺤﺮش ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﺒﺪأت أﺳﻘﻂ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ إن "اﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﺎ أﻧﺎ ،أﻧﺎ اﻟﻠﻲ ﻓﻴﺎ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ" ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻗﺎدر أﺛﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﺸﺎن أﻧﺎ اﻟﺴﺒﺐ ،اﻟﻨﺎس ﻣﺎﻟﻬﺎش ذﻧﺐ وأﻧﺎ اﻟﻠﻲ ﺑﻮﻗﻊ اﻟﻨﺎس ،وﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ ﻋﺸﺎن أﻧﺎ ﺣﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ً وﻛﻤﺎن ﻛﻨﺖ وﺳﻴﻢ ﺟﺪا واﻟﻨﺎس ﻋﺸﺎن ﺗﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ دا ﻻزم ﺗﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻌﻴﻦ ،إن اﻟﺸﻜﻞ دا ﻳﻜﻮن ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ . وﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﻌﺪ اﻻﻟﺘﺰام دا ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻳﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻲ رﻏﻢ ﺻﻮﺗﻲ أو ﺷﻌﺮي أو رﻓﻊ ﺟﺴﻤﻲ وﻛﻨﺖ ﺑﺠﺒﺮﻫﻢ إﻧﻬﻢ ﻣﺎﻳﺘﻨﻤﺮوش ﻋﻠﻴﺎ وﻟﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻲ ﻛﻤﺎن أﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ،وﺣﻘﻴﻘﻲ أﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎرف ﻫﻞ أﻧﺎ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﻋﻠﺸﺎن أﻧﺎ ﺣﺎﺑﺐ اﻟﺸﻜﻞ واﻟﻤﻀﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﻷ ،ﻣﺶ ﻗﺎدر أﺗﻴﻘﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻷن ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ اﻟﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻪ وﻗﺘﻬﺎ ،ﺑﺲ ﻛﻞ اﻟﻠﻲ أﻗﺪر أﻗﻮﻟﻪ إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻞ دا ﻋﻦ ﺣﺐ ،ﻛﺈن اﺳﻄﻮاﻧﺔ اﻷﻛﺴﺠﻴﻦ اﻟﻠﻲ ﻧﺠﺪت ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن .
وأﺧﺪت اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﺮف واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،وﻛﻨﺖ ﻟﻤﺎ ً ﺑﻌﻮز أﻋﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺺ أﻋﺮﻓﻪ ﻗﻌﺪﻧﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﻴﺮ ،وﻓﻀﻠﺖ ﻛﺪا ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪا ﻟﺤﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺣﻔﻈﺖ اﻟﻘﺮآن واﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻨﻪ واﻟﻮﺿﻊ اﺧﺘﻠﻒ وإﺣﺴﺎﺳﻲ إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻠﻂ ﻗﻞ ﺷﻮﻳﺔ ﺷﻮﻳﺔ ،زي اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻘﻮل "ﻛﺘﺮ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﻴﻘﻠﻞ اﻹﺣﺴﺎس " . ﻳﻤﻜﻦ أﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻠﻲ ﺗﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺔ ﻟﺤﺪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺖ أﺑﺺ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺗﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻦ اﻟﺘﻼﺗﻴﻦ ،ﻋﺮﻓﺖ إن اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ "ﻫﺰ ﻋﺮش اﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻣﺶ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،
31
ودا ﻛﺎن ﺳﺒﺐ إﻧﻲ ﺑﻘﻴﺖ أﻫﺪى ،وﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ وﻣﻴﻮﻟﻲ ﺑﻘﺖ ﻧﻈﺮة أﻛﺜﺮ اﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ،وإن رﺑﻨﺎ أﺻﻼ ﻣﺶ ﻫﻴﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻮﻟﻲ ،واﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﺎﻫﻤﻪ إن رﺑﻨﺎ ﻗﺎل "وﻧﻔﺲ وﻣﺎ ﺳﻮاﻫﺎ ﻓﺄﻟﻬﻤﻬﺎ ﻓﺠﻮرﻫﺎ وﺗﻘﻮاﻫﺎ" ﻓﺮﺑﻨﺎ أﻟﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻞ ً ﻃﺮﻳﻖ ،ﻓﺈذا رﺑﻨﺎ ﺧﻠﻘﻨﻲ ﻛﺪا ،ﻓﺮﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ إﻧﻲ ﻣﺜﻠﻲ أو ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻷن أﻧﺎ ﻣﺎﻟﻴﺶ دﺧﻞ ﻓﻲ دا أﺻﻼ ،ﻟﻜﻦ ً ﻫﻴﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﻴﻪ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻴﻮل وﺑﻴﻦ إﺷﺒﺎع اﻟﻤﻴﻮل ،ﺣﺎﻟﻴﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪي ﻗﻨﺎﻋﺔ إﻧﻲ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻮل ﻣﻊ رﺑﻨﺎ ،أﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ إﻧﻲ أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎه ﻋﺎدي وأﺣﻜﻲ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ً اﻟﻔﻌﻞ وﺑﻌﺪ ﻣﺬاﻛﺮة وﺑﺤﺚ وﺻﻠﺖ إن اﻟﻔﻌﻞ ذﻧﺐ ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻜﻦ ﻣﺶ زي اﻟﺨﻤﺮة واﻟﺰﻧﺎ وﻫﻢ أﻛﺒﺮ ﺟﺮم ،ﺣﺘﻰ اﻟﺸﺮع ﻣﺎﺣﻄﺶ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻟﻔﻌﻞ اﻟﺠﻨﺲ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ ﻛﻌﻘﻮﺑﺔ دﻧﻴﻮﻳﺔ ،ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺜﻼ ﻗﺬف اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ﻋﻠﻴﻪ ٨٠ﺟﻠﺪة ،اﻟﺰﻧﺎ ﻟﻠﺒﻜﺮ ً ١٠٠ﺟﻠﺪة ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻧﺺ ﺗﺠﻠﺪ ﺑﻴﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻌﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط ،ﻷن ﺣﺴﺐ اﻟﺮواﻳﺔ ﻫﻢ ﻛﺎن ﻟﻴﻬﻢ أﻋﻤﺎل ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا وإن رﺑﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﻗﺒﻬﻢ ﻣﺎﻋﺎﻗﺒﻬﻤﺶ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟﺠﻨﺲ ،ﻋﺎﻗﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮع أﻋﻤﺎل ﺗﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻴﻪ ﻓﺮق ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﻤﺎﺑﻘﺎش ﻋﻨﺪي ﻧﻔﺲ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻀﻐﻂ اﻟﻨﻔﺴﻲ زي اﻟﻠﻲ ﻛﺎن زﻣﺎن . وﻟﻮ ﺣﺼﻞ ﻣﺜﻼ وﺧﻼل دروس اﻟﺪﻳﻦ ،ﺳﻤﻌﺖ ﺷﻴﺦ ﺑﻴﻠﻌﻦ ﻓﻲ ﻗﻮم ﻟﻮط اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﻧﺎس ﻣﺎﺗﺖ أﺳﺎﺳﺎ ،وﻧﺎس رﺑﻨﺎ أﻫﻠﻜﻬﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪه ﻣﺎﺗﺤﺎﺳﺒﻨﻴﺶ أﻧﺎ ،ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻜﺪب ﻋﻦ اﻟﺴﺮﻗﺔ ،ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎت أﻫﻢ ،ﻓﺄوﻗﺎت ﺑﻘﻮل ﻟﻠﺸﻴﺦ "اﺣﻨﺎ اﻟﻤﻔﺮوض ﺑﻨﻘﻌﺪ ﻧﺬﻛﺮ رﺑﻨﺎ وﻧﺎﺧﺪ ﺣﺴﻨﺎت ﺑﺲ ﻟﻸﺳﻒ اﺣﻨﺎ ﻗﻌﺪﻧﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﻗﻮم ﻟﻮط ﻣﺎذﻛﺮﻧﺎش رﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺪﻟﺔ ﺗﻨﻔﻊ ،اﻟﻨﺎس دي ﺧﻼص ﻣﺎﺗﺖ" ،وﻟﻮ ﺣﺪ ﻓﺎﻛﺮ إﻧﻬﻢ ﺑﻴﻌﻤﻠﻮا إﺳﻘﺎط ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ دا ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،ﺑﺲ أﺻﻼ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺪ ﺑﻴﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ زي ﻗﻮم ﻟﻮط ﻓﻲ زﻣﻨﻨﺎ وﻫﻮ أﺻﻼ ﻣﻔﻴﺶ ﻧﺒﻲ ﻣﻮﺟﻮد ،وﻫﻢ أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻞ ارﺗﻜﺒﻮه إﻧﻬﻢ ﻋﺎدوا ﻧﺒﻲ وﺣﺎوﻟﻮا ﻳﻄﺮدوه ،ﻓﺎﻟﻔﻜﺮة ﻛﻠﻬﺎ إن أﻛﺒﺮ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ ﻣﺶ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ دﻟﻮﻗﺘﻲ ،ﻓﻤﺎﻳﺠﻴﺶ ﺣﺪ ﻳﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﻳﻢ ﻫﻢ اﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺸﻴﻞ ﺷﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮي .
ّ وﺑﺤﺎول إﻧﻲ ﻣﺄذﻳﺶ ﺣﺪ وﻣﺎدﻳﺶ وﻋﻮد ﻟﺤﺪ وﻣﺎدﺧﻠﺶ ﻓﻲ ارﺗﺒﺎط ﻋﺸﺎن ﻣﺎﻳﺒﻘﺎش ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺎت ﻣﻄﻠﻮب أﻋﻤﻠﻬﺎ ،أو إﻧﻲ أﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻓﻲ وﻗﺖ وأﺟﺮﺣﻪ ،ﻛﻞ دي أﻓﻜﺎر وﻟﺨﺒﻄﺔ وﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺘﺨﻠﻴﻨﻲ ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﻋﺎﻳﺰ أﻋﻤﻞ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻐﻠﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺢ ﻋﺸﺎن ﻛﺪا ﺑﺪور ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻓﻴﻪ ﻓﻜﺮة ﺑﺘﺮاودﻧﻲ؛ ﻃﺐ ﻫﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ﻟﻮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺰواج ﻫﻴﻜﻮن ﺣﻼل وﻻ ﺣﺮام؟ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﺣﺪد اﻹﺟﺎﺑﺔ ،واﻟﻔﻜﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺘﺆذﻳﻨﻲ ،إﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﻐﻠﻂ وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺘﺒﺮ دا ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ﺟﻬﺎد ﻟﻠﻨﻔﺲ .
32
أﻧﺎ ﺑﺸﺘﻜﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﻠﻪ ﺣﻞ ،وﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺪ أﻳﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻤﻪ ﻳﻌﺮف ﻳﻌﻤﻞ دﻣﺞ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻤﻴﻮل ،اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن وﻫﻔﻀﻞ ﻣﺤﺘﺎج ﻟﻸﻛﺴﺠﻴﻦ اﻟﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﻋﺸﺎن أﻛﻤﻞ ،وﻷن رﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ زي ﻣﺎ ﻗﺎل "وﻛﺎن ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤﺎ" ﻫﻮ ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻣﺤﺪش ﺷﺎﻳﻔﻪ ،وﺳﺎﻣﻊ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ وﻛﻞ ﻧﻔﺲ ،وﺣﺎﺳﺲ ﺑﺄوﺟﺎﻋﻲ ،ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻲء ﻣﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﻮاﻟﻴﺎ" ،ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎن وﻣﺎ ﻳﻜﻮن، وﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن" .
وﻟﻴﺎ ﻣﻌﺎه ﺗﺠﺎرب ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻋﺎرف إﻧﻪ ﻟﻪ ﺗﺪﺧﻞ ﺟﺬري ﻓﻴﻬﺎ ﻷن ﻣﺤﺪش ﻛﺎن ﻳﻨﻔﻊ ﻳﺤﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮه ﻓﺤﺎﺳﺲ ﺑﻴﻪ ﺣﻮاﻟﻴﺎ ،وﻟﻤﺎ ﺑﻌﻮزه ﺑﻼﻗﻴﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎﺑﻴﺴﻴﺒﻨﻴﺶ أﻗﻊ ﻟﻶﺧﺮ ﻛﻌﺎدﺗﻪ ﻣﻌﺎﻳﺎ ،اه ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺴﻴﺐ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻷن رﺑﻨﺎ اﺳﻤﻪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ،اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻨﺰل ﻟﻄﻔﻪ إﻧﻪ ﺳﺎب اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺗﻘﻊ ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺟﻨﺒﻲ ،ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻣﻮﺟﻮد ،ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ .
33
اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻠﺠﺄ ﻳﻮﺳﻒ
ﻣﻦ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﺑﺘﺪاﺋﻲ وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪ أزﻫﺮ ،ﻓﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻠﻲ ﻧﺸﺄت ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺮآن ودﻳﻦ ،ﺣﻔﻈﺖ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ وأﻧﺎ ﻓﻲ راﺑﻌﺔ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﺑﻌﺪ ﻛﺪا اﺗﺠﻬﺖ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﺤﺪ أوﻟﻰ إﻋﺪادي . اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻣﺶ ﺷﻲء ﺛﺎﻧﻮي ،ﻫﻮ أوﻟﻲ . ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﺎدﺳﺔ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﺪأت أﺗﻘﻠﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ وأﻧﺼﺢ ﻟﻠﻨﺎس ،ﺑﺲ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ دا ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻟﺴﺔ ﺑﻠﻐﺖ ،ﻓﻤﺎﻇﻬﺮﺗﺶ ﻋﻨﺪي أي ﻣﻴﻮل ﻟﻠﺒﻨﺎت أو اﻟﻮﻻد ،وﻣﺎﺣﺼﻠﺘﻠﻴﺶ أي ﺻﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ،زي ﺗﺤﺮش وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻷ ﺧﺎﻟﺺ ،أﻧﺎ ﻋﺸﺖ ﺣﻴﺎة دﻳﻨﻴﺔ %١٠٠وﺣﻴﺎة ﺳﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎس ،%١٠٠وﺟﻮ دﻳﻨﻲ وﻃﻮل ﻋﻤﺮي ﻣﺘﻔﻮق ﻓﻲ دراﺳﺘﻲ . ﻟﺤﺪ أوﻟﻰ إﻋﺪادي ،اﻛﺘﺸﻔﺖ إﻧﻲ ﺑﻨﺠﺬب ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻣﺶ ﺑﻨﺠﺬب ﻟﺴﺎرة ،ﻫﻮ دا اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ،ودي ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺼﺪﻣﺔ واﻟﺼﺮاع اﻟﻨﻔﺴﻲ ،اﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﻟﻴﻪ أﻧﺎ ﺑﻨﺠﺬب ﻟﻠﺬﻛﻮر ﻣﺶ ﺑﻨﺠﺬب ﻟﻺﻧﺎث؟ واﻟﺴﺆال دا ﻃﺒﻌﺎ ﺗﺨﻴﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪك اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ دي ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺘﻘﻮل ﻛﻼم واﺿﺢ وﻣﻌﺮوف ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا إﻧﻪ ﺣﺮام وﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺟﺪا ﺑﺸﻴﻮخ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ واﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت، ﻓﺤﺠﻢ اﻟﺼﺮاع ﻛﺎن رﻫﻴﺐ ﺟﻮاﻳﺎ . ﻛﻨﺖ ﻟﻤﺎ ﺑﺮوح أﺻﻠﻲ ﺑﺨﺎف أﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻟﺘﺎﻧﻲ وﻳﺒﻘﻰ ﻗﺪاﻣﻲ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ،وﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﺎﺟﺒﻨﻲ ﺟﺪا ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ وﻛﻨﺖ ﻣﻨﺠﺬﺑﻠﻪ ﻓﺘﺠﻨﺒﺖ اﻟﻤﺴﺠﺪ دا ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻠﺸﺎن ﻣﺎﻳﺤﺼﻠﺶ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ أي ﻧﻈﺮة ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ،وﺑﻘﻴﺖ ﺑﻔﻜﺮ إزاي أﺑﻘﻰ واﻗﻒ ﺑﻴﻦ إﻳﺪﻳﻦ رﺑﻨﺎ وإزاي ﺑﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺺ دا؟ وإزاي ﺑﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ؟ ﻓﺎﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻞ ﻟﻲ أزﻣﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺟﺎﻣﺪة ﻗﻮي ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ دا . ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﺒﻴﺖ ﺣﺪ زﻣﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﺮة اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻷزﻫﺮي ،ﻟﻜﻦ ﻃﺒﻌﺎ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ إﻧﻲ أﻋﺒﺮ ﻟﻪ ﻋﻦ أي ﺣﺐ ،ﻫﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺻﺪاﻗﺔ وﻣﻌﺰة ﺷﻮﻳﺔ وﺧﻼص ،دا ﻛﺎن ﺗﻔﻜﻴﺮي ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ،وﻛﻨﺖ ﺑﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﺟﻬﺎد ﻋﻨﻴﻒ إن أﻧﺎ ﻣﺎﻓﻜﺮش ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺎت دي وإﻧﻲ أرﻛﺰ ،وﻣﻮﺿﻮع إﻧﻲ أﻋﺠﺐ ﺑﺬﻛﻮر ﻛﺎن ﺑﻴﺨﻠﻴﻨﻲ أﺗﺠﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ أﻛﺘﺮ ،ﻫﻮ دا اﻟﻤﻠﺠﺄ ﺑﺘﺎﻋﻲ ،اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻫﺘﺨﻠﻴﻨﻲ أﻓﻜﺮ ،ﺑﺲ اﻟﻐﺮﻳﺐ إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ أﺗﺠﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ أﻛﺘﺮ
34
ﻛﻞ ﻣﺎ اﻟﻤﻴﻮل دي ﺑﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻲ أﻛﺘﺮ ،ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ ﺑﺎﻟﻌﺎر وإﻧﻲ ﻣﻨﺎﻓﻖ ،إزاي أﻧﺎ واﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ وﺑﻨﺼﺢ اﻟﻨﺎس وأﻗﻮل آﻳﺎت وﺑﻌﺪﻳﻦ أروح أﻗﺎﺑﻞ ﺣﺪ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺒﻪ وأﻗﻌﺪ أﺑﺺ ﻟﻪ ﺑﺼﺎت إﻋﺠﺎب ﻋﺎﻃﻔﻲ وﺟﻨﺴﻲ ،اﻟﻠﻲ ﻫﻮ إﻳﻪ اﻟﻨﻔﺎق اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ دا؟ وﻛﻨﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ أدرس وأﺗﻌﻤﻖ أﻛﺘﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ أﻋﺎﻧﻲ ﺟﻮاﻳﺎ أﻛﺘﺮ ،ﻟﺤﺪ ﻣﺎ اﻷزﻣﺔ دي ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ آﺧﺮ إﻋﺪادي ،وﻋﺸﺖ ﻓﻲ ﺻﺮاع رﻫﻴﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺪﻳﻦ واﻻﻧﺠﺬاب ﻟﻠﺬﻛﻮر وﻗﺮرت إن ﻷ ﻛﺪا أﻧﺎ ﻣﻨﺎﻓﻖ ،ﺣﺎوﻟﺖ أﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻳﻦ وأﻛﻠﻢ ﺑﻨﺎت وأﺑﻘﻰ زي اﻟﻌﻴﺎل ﺻﺤﺎﺑﻲ ،ﻓﻤﺎﺣﺴﻴﺘﺶ ﺑﺄي اﻧﺠﺬاب ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ وﺑﺪأت أﺣﺲ إن أﻧﺎ ﻛﺪا ﻣﺶ ﺑﻨﺎﻓﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،أﻧﺎ ﻛﺪا ﺑﻨﺎﻓﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻴﻮﻟﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻃﻠﻌﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ زي ﺗﺠﺎرب ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ،وﻟﺠﺄت ﻟﻠﺪﻳﻦ أﻛﺘﺮ ،اﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎن ﻣﻠﺠﺄي وﻣﻬﺮﺑﻲ ،ﺑﺪأت أﻗﺮأ وأﻗﺮب أﻛﺘﺮ وﻛﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﻗﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻘﺮب ﻣﻦ رﺑﻨﺎ أﻛﺘﺮ ،رﺑﻨﺎ ﻫﻴﻄﻠﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء دا ،ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﺑﻼﻗﻲ اﻟﻤﻴﻮل ﺑﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻲ أﻛﺘﺮ ،ﻣﺶ ﻋﺎرف أﻣﺎرس أي ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻴﻮل اﻟﻠﻲ ﺟﻮاﻳﺎ . واﻟﻠﻲ ﺗﺪارﻛﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ دا ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﺼﺮاع واﺣﺪ زﻣﻴﻠﻲ ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺗﺒﺎدل ﻧﻈﺮات ،وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ إﻧﻲ أﻋﺘﺮﻓﻠﻪ ﺑﺄي ﺣﺎﺟﺔ ،ﺟﻪ اﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺧﻼﻧﻲ أﻓﺘﺤﻠﻪ ﻗﻠﺒﻲ وﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻮ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ وﺑﻌﺪﻳﻦ ﻗﺎل ﻟﻲ إﻧﻪ ﺑﻴﺤﺒﻨﻲ ،أﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺘﺨﻴﻞ إن ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﻛﺪا أﺻﻼ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪأﻧﺎ ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﻛﺘﺮ وﻋﻼﻗﺘﻨﺎ اﺳﺘﻤﺮت ٣ﺳﻨﻴﻦ ،وراح ﻓﻴﻦ ﺑﻘﻲ اﻟﺘﺪﻳﻦ؟ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ . اﺳﺘﻤﺮت ﻣﻌﺮﻛﺘﻲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ دي ﻣﻦ إﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺟﻮاﻳﺎ ،إﻟﻰ إﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻮﺟﻮدة أﺻﻼ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻋﻠﻢ اﻟﺮواﻳﺔ واﻟﺠﺮح واﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻠﻲ ﻫﻮ إزاي أﻋﺮف اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع ،دا ﻋﻠﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا اﺗﺠﻬﺘﻠﻪ وﺑﺪأت إﻧﻲ أﺗﻌﻤﻖ ﻓﻴﻪ ،دﺧﻠﺖ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻷزﻫﺮ وﻛﺴﺒﺘﻬﺎ ،وﻋﺸﺖ وﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﺎ أﻧﺎ إزاي ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻛﺪا؟ أﻧﺎ إزاي ﺑﻌﻤﻞ دا ﻛﻠﻪ واﻟﻨﺎس ﺷﺎﻳﻔﺎﻧﻲ ﻣﻼك وأﻧﺎ ﺟﻮاﻳﺎ ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﺷﻴﻄﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻴﻮل اﻟﻠﻲ ﻋﻨﺪي دي ،ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺑﺪأت أﺳﺘﺴﻠﻢ وأﺗﻘﺒﻞ ﻣﻴﻮﻟﻲ ،أﻧﺎ ﺧﻼص ﺣﺎوﻟﺖ ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ إﻧﻲ أﻏﻴﺮ وأﺗﺠﻪ وأﺣﺐ ﺑﻨﺎت ،ﺑﺲ ﻋﻴﻨﻴﺎ ﻣﺶ ﺑﺘﺸﻮف اﻟﺠﻤﺎل ﻏﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺮﺟﺎﻟﺔ ،ﻃﺐ ﻟﻴﻪ؟ ﻛﻠﻬﺎ أﺳﺌﻠﺔ ﺑﺘﺪور ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ وأﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﺮاع وأزﻣﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة . ﻓﺒﺪأت أﺣﺎول أﺗﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻻﺳﺘﺴﻼم وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ أﺣﺲ إﻧﻲ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻓﻼزم أدور ﺟﻮة اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺨﻠﻴﻨﻲ ﻣﺎﺣﺴﺶ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮر دا ،ﺑﺲ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﻗﺘﻬﺎ إن ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ واﺿﺤﺔ وﺻﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺈﺟﻤﺎع اﻟﻌﻠﻤﺎء، اﻵﻳﺎت واﻷﺣﺎدﻳﺚ ،ﻃﺐ ﻟﻴﻪ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺼﻞ دا؟
35
ﻟﺤﺪ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ إﻳﺪي ﻛﺘﺎب ﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﻠﻲ ﻧﺎﻗﺶ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﻴﻮل اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ واﺗﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ُ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﺄﻧﺎ ذﻫﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب إن ﻫﻮ اﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺎﻻﻧﻔﺘﺎﺣﻴﺔ دي ﻟﺪرﺟﺔ إﻧﻪ ﺳﻤﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ ﻣﻘﺪﺳﻴﻦ وﻣﻨﺰﻫﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﺳﻤﺎﻫﻢ أﻫﻞ اﻟﺤﺮﻓﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻠﻲ ﻣﺎوراﻫﻤﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻴﺮ إﻧﻬﻢ ﻳﻄﻠﻌﻮا ﺣﺎﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺮام رﻏﻢ إﻧﻬﺎ ﺣﻼل ،ﻓﺪا ﻛﺎن ﺑﺪاﻳﺘﻲ ﻣﻊ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵراء اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع دا واﻛﺘﺸﻔﺖ إن اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺶ ﺑﺎﻟﺘﺼﻌﻴﺐ واﻟﺼﻌﻮﺑﺔ دي ،ﻓﻴﻪ ﻣﺮوﻧﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ . ﻛﺬﻟﻚ وﻗﻊ ﻛﺘﺎب ﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ إﻳﺪي ﻋﻤﻞ ﻟﻲ أزﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ دول ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺪاﻳﺘﻲ ﻣﻊ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻔﻬﻤﺖ إن ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﻳﺒﻘﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮي ﻛﻠﻪ ﻗﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ اﻟﻠﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺮﺑﻲ ﻣﻌﺎﻫﻢ وﻋﻠﻴﻬﻢ وﺷﺎﻳﻒ ﺑﻴﻬﻢ ،وإن ﻓﻴﻪ أﻓﻜﺎر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،إزاي أﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ واﻋﻲ ﻟﻨﻘﻄﺔ زي دي ﺧﺎﻟﺺ؟ ﻓﻤﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮي ﺑﺪأ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷﻮﻳﺔ؛ إن ﻓﻴﻪ أﻓﻜﺎر ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻠﻲ ﻧﺸﺄت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ، وﺑﺪأت إن أﻧﺎ أدور ﻋﻠﻰ أﺷﺨﺎص ﺷﺒﻬﻲ وﻟﻘﻴﺖ ﻧﺎس زﻳﻲ وﻣﺘﻘﺒﻠﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﻢ .ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺘﺨﻴﻞ إن ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ زﻳﻲ وﻳﺒﻘﻰ ﻣﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ .ﻃﺐ إزاي ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ؟ ﻓﺄول ﺣﺪ ﻓﻬﻤﻨﻲ اﻟﻘﺼﺔ دي ﺑﺪأ ﻳﻔﻬﻤﻨﻲ إن ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻓﺮق ﺧﺎﻟﺺ ّ ﺑﻴﻦ إﻧﻲ أﻧﺠﺬب ﻟﻠﺬﻛﻮر وﺑﻴﻦ إﻧﻲ أﻓﻀﻞ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ أو أﺣﺐ اﻟﺸﺎورﻣﺎ ،ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻘﺪر ﻳﻠﻮﻣﻚ إﻧﻚ ﺑﺘﺤﺐ اﻟﺸﺎورﻣﺎ أو ﺑﺘﺤﺐ ﺣﺘﻰ اﻟﻔﺴﻴﺦ؟ ﻣﺤﺪش ﻳﻘﺪر ﻳﻠﻮﻣﻚ ﻷﻧﻪ ﺗﻔﻀﻴﻠﻚ ﻛﺪا ،ﻧﻔﺲ اﻟﻜﻼم ﻣﻊ اﻟﻤﻴﻮل، واﻗﺘﻌﻨﺖ ،ﺑﺲ ﺑﺮﺿﻪ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺟﺰﺋﻴﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﺴﺔ ﻣﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﺎ ،ﻃﺐ "إﻧﻜﻢ ﻟﺘﺄﺗﻮن اﻟﺮﺟﺎل ﺷﻬﻮة ﻣﻦ دون اﻟﻨﺴﺎء" راﺣﺖ ﻓﻴﻦ؟ ﻃﺐ "ﻣﻦ رأﻳﺘﻤﻮه ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻗﻮم ﻟﻮط ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻔﺎﻋﻞ واﻟﻤﻔﻌﻮل ﺑﻪ" راﺣﺖ ﻓﻴﻦ ﺑﺮﺿﻪ؟ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ داﻳﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻲ ﺑﻴﻘﻮل "ﻟﻮ اﻏﺘﺴﻞ اﻟﻠﻮﻃﻲ ﺑﻤﺎء اﻟﺒﺤﺎر اﻟﺴﺒﻊ ﻣﺎ ﻃﻬﺮ" ،ﻓﻜﻞ دا ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﺎ، ﻛﻞ اﻟﻨﺼﻮص دي ﻣﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﺎ . ﻃﺐ إزاي رﺑﻨﺎ ﺑﻴﻌﺎﻗﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أﺻﻞ رﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﻷول واﻵﺧﺮ ﻣﺶ ﻇﺎﻟﻢ ،ﻃﻴﺐ أﻟﺤﺪ؟ ﻃﻴﺐ أﺳﻴﺐ اﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻠﺸﺎن ﺧﺎﻃﺮ أﻗﺘﻨﻊ ﺑﻤﻴﻮﻟﻲ؟ وﻻ أﻛﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ وأﺟﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ دي؟ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻗﺮرت ﻷ أﻧﺎ ً ﻫﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺷﻮﻳﺔ ﻟﺤﺪ أﻣﺎ أوﺻﻞ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﺑﺪأت أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﻧﺎس أﻛﺜﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻗﺮرت أﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻫﻢ وأﻋﺮف أﻓﻜﺎرﻫﻢ . ً ﺑﻌﺪ ﺷﻮﻳﺔ وﻗﺖ اﻛﺘﺸﻔﺖ إن أﺻﻼ ﻓﻌﻼ ﻣﻔﻴﺶ ﺗﻌﺎرض ﺑﻴﻦ إﻧﻲ أﻛﻮن ﻣﺘﺪﻳﻦ وﺑﻴﻦ إﻧﻲ أﻛﻮن ﻣﺜﻠﻲ ،وإن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻠﻲ ﻟﻴﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪود ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮم ﻟﻮط ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ،ﻓﺄﻫﻞ اﻟﺤﺮﻓﺔ اﻟﻠﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻴﺠﻴﺒﻮا ﻧﺼﻮص ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻳﻌﻤﻠﻮا ﻣﻨﻬﺎ أﺣﻜﺎم ،ﻫﻢ دول اﻟﻠﻲ أﻧﺸﺄوا اﻟﻘﺼﺔ دي ،وأﺻﻼ ﻫﻢ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺄﺛﺮوا ﻓﻲ أﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ .
36
واﻛﺘﺸﻔﺖ إن ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻤﺎ اﻧﻔﺘﺤﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺑﺪأت اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ اﻧﻔﺘﺎح وﺗﻘﺒﻞ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻲ اﺣﻨﺎ ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ؛ زي أﺑﻮ ﻧﻮاس ﻛﺎن ﻣﻌﺮوف ﺑﻤﻴﻮﻟﻪ وأﺷﻌﺎره اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ وﻣﺤﺪش ﻗﺎل اﺣﻨﺎ ﻫﻨﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪ وﻫﻨﺮﻣﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮق ﺷﺎﻫﻖ واﻟﻜﻼم دا . اﻟﻘﺮآن ﺑﻘﻰ ﻟﻘﻴﺖ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻗﻮﻳﺔ وﻣﻘﻨﻌﺔ ﺟﺪا ﺑﺘﻘﻮل إن ﻗﻮم ﻟﻮط ﻟﻮ ﺗﻌﻤﻘﻨﺎ وﻓﻬﻤﻨﺎ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ أﻋﻤﻖ ﺷﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺴﻄﺤﻲ اﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ اﻵﻳﺎت ﻫﻨﻼﻗﻲ إن ﻗﻮم ﻟﻮط ﻣﺎﻛﺎﻧﻮش ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ أﺻﻼ وإﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﺰوﺟﻴﻦ ﻛﻤﺎن ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻛﻔﺎر وأذوا ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ وﻛﺎﻧﻮا ﺑﻴﻐﺘﺼﺒﻮا اﻟﻐﺮﺑﺎء وﻛﺎﻧﻮا ﺑﻴﻘﻄﻌﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻛﺎﻧﻮا ﺑـ"ﻳﺄﺗﻮن ﻓﻲ ﻧﺎدﻳﻬﻢ اﻟﻤﻨﻜﺮ" ،ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺒﺤﺎن اﻟﻠﻪ اﻟﻘﺮآن ذﻛﺮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻓﻌﻞ ﺗﺎﻧﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻏﻴﺮ إﻧﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮن اﻟﺮﺟﺎل ﺷﻬﻮة ﻣﻦ دون اﻟﻨﺴﺎء ودا ﻓﻌﻞ ﻣﺮﻛﺐ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ رﺑﻨﺎ ﺣﺐ ﻳﺨﺘﺒﺮﻫﻢ ﺑﻌﺘﻠﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎء ﻋﻠﺸﺎن ﻳﻐﺘﺼﺒﻮﻫﻢ اﻟﻠﻲ ﻫﻮ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺘﺎﻋﻬﻢ وﺑﺎﻋﺘﻠﻬﻢ ﻛﺬا اﺧﺘﺒﺎر ﻗﺒﻠﻬﺎ وﺣﺬرﻫﻢ وﻗﺎل ﻫﻨﻌﻤﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﻛﺬا وﻣﻔﻴﺶ ﻓﺎﻳﺪة اﻧﺘﻢ ﻣﺼﻤﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎدﻛﻢ وﻛﻔﺮﻛﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻫﻢ ﻓﻴﻬﻢ واﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ؟ ﻷ ،ﻷن اﻟﻤﺜﻠﻲ ﺑﻴﻨﺠﺬب ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺠﻨﺲ .ﻓﻤﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ودي وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻠﻲ وﺻﻠﺘﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺑﻨﻔﺴﻲ واﻟﻠﻲ اﺳﺘﻐﺮﺑﺘﻠﻪ إن وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ دي ﻃﻠﻌﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻦ زﻣﺎن ،وﻓﻴﻪ ﻧﺎس ﻛﺘﻴﺮ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﺑﺲ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻃﺒﻌﺎ ،ﻷن ﻟﻮ ﻓﻴﻪ ﺣﺪ اﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ دي ﻫﻴﺘﻔﺸﺦ . وﺑﺤﻤﺪ رﺑﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ إن أﻧﺎ ﺗﺨﻠﺼﺖ أﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﺷﻌﻮر اﻟﻨﻔﺎق وﺑﺪأت إﻧﻲ أﺗﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ وأﺻﻠﻲ وأﺧﻄﺐ وأدرس وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﺑﻘﻰ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻔﻼن ﺟﻮزي وﻟﻮ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺮة ﻣﺼﺮ ﻫﻨﺘﺠﻮز ﻋﺎدي ﺟﻮاز إﺳﻼﻣﻲ اﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ وراﺛﺔ وﻓﻴﻪ ﺷﺮاﻛﺔ وﺗﺒﻨﻲ أوﻻد . ﻛﺎن ﺑﻴﺘﻘﺎﻟﻲ "إزاي اﻧﺖ ﻣﺜﻠﻲ وﻣﺴﻠﻢ ﻳﺎﺑﻨﻲ؟ اﻧﺖ ﻋﺒﻴﻂ؟" ودول ﻗﺎﺑﻠﺘﻬﻢ وﻧﺎﻗﺸﺘﻬﻢ ﻛﺘﻴﺮ إن ﻣﻔﻴﺶ أدﻧﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ إﻧﻚ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻠﻢ وﻛﻮﻳﺮ ﻷن رﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﻇﺎﻟﻢ ،ﻓﻴﺘﻘﺎﻟﻲ اﻧﺖ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﺴﻠﻢ وﻛﻮﻳﺮ؟ ﻟﻴﻪ اﻧﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎﻋﻢ ﻫﻮ اﻧﺖ اﻟﻠﻲ ﻫﺘﺤﺎﺳﺒﻨﻲ؟ وﺣﺘﻰ ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻮﺻﻞ ﻟﻨﻘﻄﺔ ﺳﺪ ﺧﺎﻟﺺ ،ﺧﻼص ﺧﻠﻴﻨﻲ ﻳﺎﻋﻢ أروح أﺻﻠﻲ وأﺑﻘﻰ واﻗﻒ ﻗﺪام رﺑﻨﺎ وﺧﺎﺷﻊ وأﺗﻤﻨﻰ اﻟﺠﻨﺔ وﺧﺎﻳﻒ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ وﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر وﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻔﺮوض اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺑﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻤﺎم وأروح أﻗﺎﺑﻞ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﻋﺎدي وﻧﺤﺐ ﺑﻌﺾ وﻧﺘﺠﻮز ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻋﺎدي وﻧﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻧﻤﺴﻚ إﻳﺪﻳﻦ ﺑﻌﺾ واﺣﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ،أﺑﻮﺳﻪ وأﺣﻀﻨﻪ زي أي ﺣﺪ ،أﻧﺎ وﻫﻮ ﻧﺼﻠﻲ ﺟﻨﺐ ﺑﻌﺾ ﻗﺪام رﺑﻨﺎ ،ﻫﻮ أﻋﻠﻢ وأﻋﺪل .
37
ﺑﻌﺪ رﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ أﻧﺎ ﺗﻘﺒﻠﺖ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﻛﺸﺨﺺ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،وﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي ﺗﻘﺒﻞ رﻫﻴﺐ ﻟﻜﻞ اﻷﻓﻜﺎر إﻻ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺪاﻋﺸﻴﺔ ،ﻷﻧﻲ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﺟﺪا وﻣﺆﻣﻦ إﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻠﻂ ،وﻣﺶ ﻓﻴﺎ أﻧﺎ ﺑﺲ ،ﻓﻲ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻛﻤﺎن ،أﻧﺎ ﻣﻘﺘﻨﻊ إن رﺑﻨﺎ ﻋﺎدل ﻣﺶ ﻇﺎﻟﻢ ،ﻫﻮ إزاي ﻳﺨﻠﻖ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﺿﻪ دا ﻣﺶ ﻣﻨﻄﻘﻲ وأﻧﺎ ﻟﻮ ﻓﻌﻼ ﻓﻜﺮت ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ دا ،ﻳﺒﻘﻰ أﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﻛﺪا ﺑﻜﻔﺮ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﺑﺆﻣﻦ ﺑﻴﻪ ،إﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻠﻲ ﺧﻼﻧﻲ أﺗﺤﻮل ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ إﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﺗﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ إﻟﻰ إﻧﻲ أﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ،إﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﺧﻼﻧﻲ ﻣﺘﻘﺒﻞ ﻓﻜﺮة إﻧﻲ أﻛﻮن ﻣﺨﺘﻠﻒ ،زي ﻣﺎ رﺑﻨﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻌﻘﻴﻢ ﻋﻜﺲ اﻟﺴﺎﺋﺪ ،ﺧﻠﻖ زﻳﻪ اﻟﻤﺜﻠﻲ ،ﻓﻼزم ﻧﺤﺎول ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻨﺎ وﻣﻴﻮﻟﻨﺎ ﻣﻊ إﺳﻼﻣﻨﺎ أو ﻣﺴﻴﺤﻴﺘﻨﺎ ﻷن ﻛﻠﻪ ﺑﻴﻌﺎﻧﻲ ﺑﺴﺒﺐ دا ،اﻟﻨﺎس ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﺸﺎن ﻫﻴﻼﻗﻮا ﻛﻼم ﺣﻠﻮ ﻳﻔﺎﺟﺌﻬﻢ .
38
ﺗﻘﺒﻞ ﻧﻮح
أﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻨﺪي ١٥ﺳﻨﺔ ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺼﻨﻒ ﻧﻔﺴﻲ إﻧﻲ رﺟﻞ ﻋﺎﺑﺮ ،ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ إﻧﻲ ﺑﻨﺖ ﻣﺜﻠﻴﺔ ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ أﻋﺮف إن ﻓﻴﻪ ﺗﺮاﻧﺲ ﺟﻨﺪر واﻟﻜﻼم دا ﻳﻌﻨﻲ ،ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻲ وﺷﺎﻳﻒ اﻟﻠﻲ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا ﺣﺮام وﺑﺄﻧﺐ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ ،وﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻋﺎرف أﺣﺐ ﻧﻔﺴﻲ وﻻ أﺣﺐ ﺣﺪ ،وﻻ ﻋﺎرف أرﻛﺰ ﻓﻲ دراﺳﺘﻲ وﻻ ﻓﻲ أي ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺸﺎن ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ إﻧﻲ ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺮام ورﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﻣﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ،ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻛﺘﺌﺎب وﺟﺎﺗﻠﻲ أﻋﺮاض ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺻﻌﺒﺔ ،زي ﻧﻮﺑﺎت ﻫﻠﻊ ﻛﺪا ،ﻓﻀﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دي ٣ﺳﻨﻴﻦ ﻟﺤﺪ أﻣﺎ ﺗﻌﻬﺪت إﻧﻲ ﻣﺶ ﻫﻌﻤﻞ ﻛﺪا ﺗﺎﻧﻲ وأﻗﺮب ﻣﻦ رﺑﻨﺎ ،ﺷﻮﻳﺔ ﺷﻮﻳﺔ اﺑﺘﺪﻳﺖ أﺑﺤﺚ وأدور وﻛﻨﺖ ﺣﺎﺳﺲ إن ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺘﻜﻮن واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎن ﻟﻴﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ دا ،اﻟﻠﻲ زود دا ﻛﻤﺎن إن ﻛﻞ ﻣﺎ أﻗﺮأ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ وإن اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺑﺘﻤﺎرس دا ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ﻓﺄروح أﻗﻮل ﻷﺧﻮﻳﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﻲ اﻟﻜﻼم دا ﻏﻠﻂ وﻫﻢ ﺑﻴﻘﻮﻟﻮا أي ﻛﻼم ،وﺟﺎت ﻋﻠﻴﺎ ﻓﺘﺮة ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻛﺎن ﺑﻴﻘﻮل ﻟﻲ دا ﺣﺮام ﺟﺪا وﻣﺘﻘﺮاش ﻟﻠﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺤﺎول ﺗﺒﺮر اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ واﻟﻔﺘﺮة دي ﻛﻨﺖ ﺑﺴﻤﻊ ﻟﻪ ﻛﺘﻴﺮ ،ﻟﺤﺪ ﻣﺎ اﺑﺘﺪﻳﺖ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻴﺎ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،وأي ﻓﻜﺮة أو وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺑﻘﻌﺪ أدور ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺤﺪ أﻣﺎ أﻋﺮف وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺘﺎﻧﻴﺔ اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة .
واﻟﻠﻲ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺪا أﺑﻮﻳﺎ ،ﻋﺸﺎن ﻫﻮ ﺑﻴﻜﺮه اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻲ ،ﻓﺴﺎﻋﺪﻧﻲ إﻧﻲ أدور ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮات ﺟﺪﻳﺪة ،ﺧﻼﻧﻲ أﻗﺮأ ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري ﺣﺎﺟﺎت ﺑﺘﺘﻌﺎرض ﺗﻌﺎرض ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻄﻖ وﻣﻊ اﻟﻘﺮآن ،ﻓﺘﺢ ﻟﻴﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻧﻲ أدﺧﻞ ﺷﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻜﺔ دي ،ﻛﻨﺖ ﺑﻘﺮأ ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻷزﻫﺮ ﻓﻲ أﻣﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ووﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ّ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ وﺑﻜﻮن وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﺑﻤﺸﻲ وراﻫﺎ ﻣﺶ ﺑﺴﻤﻊ ﻟﺤﺪ ،اﻟﻤﻮﺿﻮع دا ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ إﻧﻲ أﺧﺮج ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ وﻛﺮه اﻟﻨﻔﺲ .
39
داﻳﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻳﻒ إن رﺑﻨﺎ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت دي ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻫﻴﺤﺮم اﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ﻟﻴﻪ؟ ورﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﺴﺎب أﺳﺎﺳﺎ إن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻜﻮن ﺣﺮ وإﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﻋﺎﻳﺰه ﻋﺸﺎن رﺑﻨﺎ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ،ﻓﺮﺑﻨﺎ ﻫﻴﺤﺎﺳﺒﻨﺎ إزاي ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺧﺘﺮﻧﺎﻫﺎش ،ورﺑﻨﺎ ﻣﺶ إﻟﻪ ﻇﺎﻟﻢ . ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ وﺧﻠﻖ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺣﻮاﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،وﺟﺰء ﻣﻦ إﻧﻲ أﻧﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﻜﻮن ﻛﻠﻪ إﻧﻲ أﺗﻘﺒﻞ اﺧﺘﻼﻓﻲ ،واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس إﻧﻬﻢ ﻣﺶ ﺑﻴﺘﻘﺒﻠﻮا اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ،ﻟﻮ ﺣﺪ ﻣﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺘﻼﻗﻴﻪ ﺣﺎﺑﺐ رﺑﻨﺎ ،ﺣﺎﺑﺐ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻃﺎﻗﺔ اﻟﻜﺮه دي ﻣﺶ ﻫﺘﺒﻘﻰ ﻣﻮﺟﻮدة . أﻧﺎ ﻟﻮ ﻫﺼﻨﻒ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺨﺺ رﺑﻮﺑﻲ أو ﻗﺮآﻧﻲ ،أﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ إن رﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﻮ اﻟﻠﻲ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ،ﻣﺶ ﻫﻮ اﻟﻠﻲ ﻓﻲ دﻣﺎغ اﻟﺸﻴﻮخ ،رﺑﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﺪا ﺑﻜﺘﻴﺮ ،اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺲ إن أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس ﻣﺶ ﺑﺘﺴﺄل ﻧﻔﺴﻬﺎ ّ وﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت اﻟﻠﻲ ﺑﻨﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ، أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ ﺑﻮﺟﻮد رﺑﻨﺎ أﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺴﺄﻟﻪ "ﻳﺎ رب أﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﻚ ﺗﻜﻮن ﺟﻨﺒﻲ" رﺑﻨﺎ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ وﻫﻮ أﻗﺮب ﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ اﻟﻮرﻳﺪ ،رﺑﻨﺎ ﻋﺎدل ورﺣﻴﻢ ﺟﺪا ﺑﺸﻜﻞ اﺣﻨﺎ ﻣﺎﻧﺘﺨﻴﻠﻬﻮش، واﻟﻘﺮآن اﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ إﻧﻪ ﻗﺪ إﻳﻪ رﺣﻴﻢ ،أﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ إن رﺑﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﻨﻄﻖ وأي ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﺎ رﺣﻤﺔ وأي ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻛﺮﻳﻢ ﻫﻮ دا رﺑﻨﺎ ،ﻣﺎﺑﺸﻮﻓﻮش ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺎوﻟﻮا ﻳﺴﻴﻄﺮوا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻴﻬﺎ ،رﺑﻨﺎ ﻋﺎﻳﺰﻧﺎ ﻧﻔﻜﺮ وﻧﺒﺪع وﻋﺎﻳﺰﻧﺎ ﻧﺨﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻨﺎ ﻣﻜﺎن أﺻﻠﺢ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ . أﻧﺎ وﺻﻠﺖ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺳﻼم ﻧﻔﺴﻲ إﻧﻲ ﻣﺘﻘﺒﻞ أي ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻼﻗﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺷﺎﻳﻔﻴﻨﻬﺎ ﻏﻠﻂ، أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ ﻋﺸﺎن ﺑﺤﺒﻬﺎ ،واﻟﻨﺎس ﻣﺶ ﻫﺘﻬﻤﻨﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ دا ،رﺑﻨﺎ ﻋﺎﻳﺰﻧﺎ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻨﺎ زي ﻣﺎﺣﻨﺎ، وﻣﺎﺳﺘﻌﺮش ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ،اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ إن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﺘﻘﺒﻞ اﻵﺧﺮ ﻣﺶ إن رﺑﻨﺎ ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ، ﻷن ﻛﺪا ﻛﺪا رﺑﻨﺎ ﻣﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ،وﻷن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺤﺘﺎج وﻗﺖ ﻛﺒﻴﺮ وﺧﺼﻮﺻﺎ إﻧﻬﺎ ﺑﺘﺤﺘﺎج إن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺪور ﻛﺘﻴﺮ ّ وﻳﻌﻴﺪ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﻤﺎت ﻛﺘﻴﺮ . ّ اﻛﺘﺸﺎﻓﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ أﺛﺮ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ،اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﺧﻼﻧﻲ ﻣﻨﻌﺰل أﻛﺘﺮ ،ﻋﺸﺎن أﻧﺎ ﻟﺴﺔ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﺘﺶ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺪواﻳﺮ إﻧﻲ رﺟﻞ ﻋﺎﺑﺮ" ،ﺑﻘﻴﺖ ﺷﺨﺺ أﻫﺪى ﻣﺎﺑﻴﺤﺒﺶ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻛﺘﻴﺮ ،أﺛﺮ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺷﻐﻠﻲ وﻋﻼﻗﺎﺗﻲ ﺟﻮة اﻟﺸﻐﻞ ،زي ﻣﺜﻼ ﺑﻼش أﻓﺘﺢ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺟﺪا ﻣﻊ ﻧﺎس ﻣﻤﻜﻦ ﻣﺎﺗﻔﻬﻤﺶ دا ،ﻣﺎﺑﻘﻴﺘﺶ أﺧﻮض ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎﺷﺎت دي ﻏﻴﺮ ﻣﻊ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻔﻬﻤﻨﻲ ،ﺑﻘﻴﺖ ﻋﺎرف ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺪر أﻛﺘﺮ ،ﺑﻘﻴﺖ أﺗﻘﺒﻞ ﺣﺎﺟﺎت
40
ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ أﺗﺨﻴﻞ إﻧﻲ ﻫﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮم ،ﻋﺮﻓﺖ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا وﺑﻘﻴﺖ أﻧﻘﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ دي ﻷﺻﺤﺎﺑﻲ اﻟﻠﻲ ﻫﻴﺘﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺑﻘﻴﺖ ﺷﺨﺺ ﺣﺎﺑﺐ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ أﻛﺘﺮ ،زﻣﺎن ﻛﻨﺖ ﺑﺘﻜﺴﻒ أﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ،دﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﻘﻮل ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ أﻧﺎ ﺗﺮاﻧﺲ ﻣﺎن ،أﻣﺎ أﻋﻠﻨﺖ دا ﻷﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺧﺎﻳﻒ واﻟﻠﻲ ﻣﺎﺗﻘﺒﻠﺶ ﻣﺶ ﻓﺎرق ﻣﻌﺎﻳﺎ ،ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪي ﺳﻼم ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺒﻴﺮ ودا ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺈﻧﻲ ﺷﻜﻴﺖ وﺳﺄﻟﺖ وﻋﺮﻓﺖ ﺣﺎﺟﺎت ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻲ وﻣﻴﻮﻟﻲ .ﺣﺎﺳﺲ إن أﻧﺎ ﻓﺨﻮر وﻣﺒﺴﻮط إن أﻧﺎ وﺻﻠﺖ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ دي ورﺣﻠﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ وإﻧﻲ أﻧﺎ وﺻﻠﺖ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ أﻧﺎ راﺿﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ،ﻣﺶ ﻓﺎرق ﻣﻌﺎﻳﺎ أي ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻘﻮل ﻟﻲ إﻧﻲ "ﻏﻠﻂ" أو "إﻳﻪ اﻟﻠﻲ ﺑﺘﻌﻤﻠﻪ دا؟" ،ﻓﺎرق ﻣﻌﺎﻳﺎ أوﺻﻞ ﻟﻠﺴﻼم اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰه وﺑﺲ ﻛﺪا .
41
ﺻﺒﻐﺔ ﺑﺎﻷﻟﻮان أﻳﻤﻦ
ً ﻛﻨﺖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﺜﻘﻒ دﻳﻨﻴﺎ ﻣﻦ وأﻧﺎ ﻋﻨﺪي 9ﺳﻨﻴﻦ ،وﻛﻨﺖ ﺑﻨﺰل اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻠﻲ ﺗﺤﺘﻨﺎ أﺣﻔﻆ ﻗﺮآن زي اﺧﻮاﺗﻲ وﻛﺎن واﻟﺪي اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻨﺰﻟﻨﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ إن أﻧﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﻠﻲ ﻣﺎﻛﻤﻠﺘﺶ ﻓﻲ اﻟﺴﻜﺔ دي ،ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إن اﻟﻤﻜﺎن ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻠﻂ، اﻟﻤﻔﺮوض اﻟﻨﺎس ﺑﺘﺨﺶ ﺟﻮة ﺑﺘﻄﻤﻦ ﻟﻜﻦ أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺪﺧﻞ ﺟﻮة أﺧﺎف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وأﻓﻀﻞ ﻻزق ﻓﻲ اﻟﺤﻴﻄﺔ أو أﻟﻌﺐ ﺑﻌﻴﺪ ً ً ﻋﻨﻬﻢ ،ﻛﻨﺖ ﺑﺨﺎف ﻣﻦ أﺷﻜﺎﻟﻬﻢ ﺟﺪا ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﻠﺒﺲ اﻟﺠﻼﺑﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎ وأﻧﺰل ،ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إن أﺑﻮﻳﺎ واﻟﻨﺎس دي ً ﻋﺎوزﻳﻦ ﻳﺼﺒﻐﻮﻧﻲ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﻋﺎﻳﺸﻴﻦ ﺑﻴﻬﺎ ،ﺑﺴﺒﺐ دا ﻗﻌﺪت ﻓﺘﺮة ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وﺑﻘﺖ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺻﻼة ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺲ واﻟﻠﻲ ﺑﺸﻮف ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﻄﻴﺐ واﻗﻒ ﻓﻮق ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ واﺣﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﻳﻦ ﺗﺤﺖ، اﻟﻤﻨﻈﺮ ده ﻣﺎﻛﻨﺶ ﻣﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺎﻟﻲ وﻛﻨﺖ ﺑﺘﺴﺎءل "ﻫﻮ ﻟﻴﻪ ﻓﻮﻗﻴﻨﺎ ﻛﺪا؟" وأﺻﻼ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻴﺠﻲ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻴﻨﺰل ﻳﻘﻒ ﺟﻨﺒﻨﺎ، ﻃﺐ ﻫﻮ واﻗﻒ ﻓﻮق ﻟﻴﻪ؟ وﻋﻤﺎل ﻳﺸﺨﻂ ،وﻟﻤﺎ ﺑﻴﺬﻛﺮ اﻟﻨﺎر أو اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺤﺲ ﻣﻦ ﺟﻮاﻳﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ ،إﻧﻪ إزاي رﺑﻨﺎ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﻘﻮل ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻴﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻴﻔﺸﺦ وﻫﻴﺸﻮي وﻫﻴﻔﺘﺢ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻋﺸﺎن ﻣﺂﻣﻨﻮش ﺑﻴﻪ ،ده أﻧﺎ ﻛﺈﻧﺴﺎن ﻟﻤﺎ ﺣﺪ ً ﺑﻴﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻠﻂ ﺑﺴﺎﻣﺤﻪ ﺗﺎﻧﻲ ﻳﻮم ،داﻳﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻨﺪي اﻟﺴﺆال دا؛ إزاي رﺑﻨﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ وأﻧﺎ أرﺣﻢ ﻣﻨﻪ؟! . ﻓﻲ ﺣﺼﺺ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ اﺑﺘﺪاﺋﻲ اﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﺑﻴﻴﺠﻲ ﺣﺎﻓﻆ ﻛﺎن ﺑﻴﺘﻀﺮب ﺟﺎﻣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺪرس اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻠﻲ ﻛﺎن ﺑﻴﺪﻳﻨﻲ ،أﻧﺎ ﻟﺴﻪ ﻓﺎﻛﺮ ﺷﻜﻠﻪ ﻟﺤﺪ دﻟﻮﻗﺘﻲ وﻫﻮ ﺑﻴﺸﺨﻂ ﻓﻴﺎ ﻋﻠﺸﺎن ﻣﺎﺣﻔﻈﺘﺶ وﺑﻴﻘﻮل ﻟﻲ ﻫﺘﺨﺶ اﻟﻨﺎر ،اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﺎن ﻣﺮﻋﺐ ،وﻛﺎن ﻣﺮﻋﺐ أﻛﺘﺮ اﻟﻌﺼﺎﻳﺔ اﻟﻠﻲ ﻛﺎن ﺑﻴﻀﺮﺑﻨﻲ ﺑﻴﻬﺎ ،وﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮت ﻓﻜﺮت ﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ ده ﻛﺪه ﺑﻴﺴﺎﻋﺪ رﺑﻨﺎ إﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎس اﻟﺠﻨﺔ؟! ﻃﺐ ﻫﻮ رﺑﻨﺎ ﻣﺤﺘﺎج ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﺸﺎن اﻟﻨﺎس ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ؟! . ﺑﻌﺪ ﻛﺪه ﻛﺒﺮت وﺑﻄﻠﺖ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺎت دي ﻣﻦ ﻛﺘﺮ إﻧﻲ ﻣﺎﻟﻘﻴﺘﺶ ﻟﻴﻬﺎ إﺟﺎﺑﺔ ،وﻗﺖ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻛﺘﺸﺘﻔﺖ ﻣﻴﻮﻟﻲ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ أﻣﺎ ﺣﺒﻴﺖ ﺷﺨﺺ ،وﻣﺎﻋﺮﻓﺘﺶ أرﺗﺒﻂ ﺑﻴﻪ ﻃﺒﻌﺎ أو أﺧﺶ ﻣﻌﺎه ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ،ﻷﻧﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻓﺎﻫﻢ إﺣﺴﺎﺳﻲ دا ﻣﻌﻨﺎه إﻳﻪ ،وﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺳﻴﺒﺖ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻬﻤﺖ إﻧﻪ ﺣﺐ ،زﻋﻠﺖ ﻗﻮي إﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرف اﺷﻮﻓﻪ ،
42
وﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﻤﻠﺖ أﻛﻮﻧﺖ ﻓﻴﺲ ﺑﻮك ﻣﺰﻳﻒ ﻋﻠﺸﺎن أﻛﻠﻢ ﺻﺤﺎﺑﻲ اﻟﻠﻲ ﺑﻜﺮاش ﻋﻠﻴﻬﻢ ،واﺗﻜﻌﺒﻠﺖ ﻣﻊ ﻧﺎس ﻣﺜﻠﻴﺔ ﺑﺪأت ﻣﻌﺎﻫﻢ ﺳﻜﺲ ﺷﺎت وﻓﻴﺪﻳﻮ وﻛﻨﺖ ﺷﺎﻃﺮ ﺟﺪا وﻣﺰ وﺻﻐﻴﺮ ﻛﺪا وأﻋﺘﻘﺪ إن ﻓﻴﻪ ﻧﺎس اﺳﺘﻐﻠﺖ دا ﺑﺤﻜﻢ ﺳﻨﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ وﺳﻨﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﺑﺲ ﻛﻨﺖ ﻣﺒﺴﻮط وﺑﻘﻌﺪ ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎت أرﻏﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﻫﻮ ﻣﺎﺳﺠﻨﺮ وأﻓﺘﺢ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا ،دي ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻛﺘﺮ ﻓﺘﺮة أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﻳﻊ أو ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻋﻜﺲ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﻘﻰ ﻛﺒﺮت واﻟﺪﻣﺎغ ﻫﺪﻳﺖ ،واﻷﻏﺮب إن ﻓﺘﺮة ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻫﻲ أﻛﺘﺮ ﻓﺘﺮة ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺿﻪ ،ﻛﻨﺖ ﺑﺎﺧﺪ دروس ﻋﻨﺪ ﻣﺪرس ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺸﻬﻮر ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ وﻛﻤﺎن ﻛﺎن ﺷﻴﺦ ،ﻛﺎن ﺑﻴﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻛﺄﻧﻨﺎ وﻻده ﻣﺶ ﻣﺠﺮد ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻋﻨﺪه، ﻟﺪرﺟﺔ إﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻘﻮﻟﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﻮ ﻛﺬا ،اﻟﺸﻴﺦ ﻛﺎن ﺑﻴﺪﻳﻨﺎ ً اﻟﺪرس ﻣﻊ ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﻟﺼﻼة وداﻳﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻄﻠﻊ ﺑﻴﻨﺎ وﻳﺎﺧﺪﻧﺎ ﻧﺼﻠﻲ اﻟﻔﺮض ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﻧﺮﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ،ﻛﻠﻤﻨﺎ ﻛﺘﻴﺮ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﺣﺔ اﻹﺳﻼم وﺣﺒﻪ ﻟﻠﻨﺎس واﻟﻄﻮاﺋﻒ واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت، وﺳﺎﻋﺔ اﻟﺒﺮﻳﻚ ﺑﻴﺴﻤﻌﻨﺎ ﻗﺮآن ﺑﺼﻮت ﻣﺸﺎري راﺷﺪ ،ﺣﺴﻴﺖ إن اﻟﻤﺪرس دا ﺑﻴﺴﻤﻊ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻣﺶ ﺑﻮداﻧﻪ وده أﺛﺮ ﻓﻴﺎ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ وﻗﺖ أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻊ واﻹﺑﺎﺣﺔ واﻟﺴﻜﺲ واﻟﺸﻬﻮة وﺑﻴﻦ اﻟﻠﻲ ً أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺪرس ﻣﻦ ﺻﻼة ووﺿﻮء ،ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إن أﻧﺎ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﺟﺪا . ﻟﺠﺄت ﻟﺮﺑﻨﺎ أﻛﺘﺮ وﻗﺮﺑﺖ ﻟﻪ ﻋﺸﺎن أﻋﺮف أﺑﻄﻞ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ دا وﻛﻨﺖ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺑﺼﻠﻲ اﻟﻔﺠﺮ واﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﺸﺎن اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﺪرس ﻗﺎل ﻟﻨﺎ ﺣﺪﻳﺚ "ﻟﻮ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻟﺘﺮﻛﻮا اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ" ﻋﺸﺎن ﻛﺪا اﻫﺘﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺼﻼة دي ﺑﺎﻟﺬات ،وﻛﻨﺖ ﺑﻌﻴﻂ وأﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ رﺑﻨﺎ ﻋﻠﺸﺎن أﺑﻄﻞ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻳﺪة . وﺧﻠﺼﺖ ﺛﺎﻧﻮي ودﺧﻠﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وأﻧﺎ ﻋﺎرف إﻧﻲ ﻣﺜﻠﻲ ،وﻛﻨﺖ أول ﻣﺮة ﺑﻘﻰ أﺷﻮف اﻟﺸﺒﺎب وﻫﻢ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ اﻟﺨﺮوج ﻣﺶ ﻟﺒﺲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻠﻲ ﻣﺘﻌﻮد ﻋﻠﻴﻪ واﻧﺒﻬﺮت ﺑﻴﻬﻢ أﻛﺘﺮ ،اﻟﺼﺮاع ﺟﻮاﻳﺎ ﻛﺎن ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ إﻧﻲ ﻣﺶ ﻋﺎرف أﺻﺎﺣﺐ ﺑﻨﺎت وﻻ ﻋﺎرف أﺷﻘﻂ وﻻد ،ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﺒﺆس ،اﺗﻤﻨﻴﺖ رﺑﻨﺎ ﻳﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪي اﻟﺪاﻓﻊ إﻧﻲ أﺻﺎﺣﺐ ﺑﻨﺎت ،ﻷﻧﻲ ﺣﺴﻴﺖ إن ً اﻟﺪاﻓﻊ ﻟﻠﺘﻌﺎرف ﻫﻮ اﻟﺸﻖ اﻟﺠﻨﺴﻲ ،وﻓﻲ ﻣﺮة ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺑﻨﺖ وﻋﻤﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ إﻧﻲ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﻴﻬﺎ ﺟﺪا ﻗﻠﺖ ﻳﻤﻜﻦ أﺧﻒ
وأرﺟﻊ ﻫﻴﺘﺮو ،وﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻣﻔﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ اﺗﻐﻴﺮت ،وﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﺑﻈﻠﻤﻬﺎ ﻣﻌﺎﻳﺎ . ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ده اﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺑﺎﻳﺴﻜﺸﻮال ﺣﺒﻴﺘﻪ ﻗﻮي وارﺗﺒﻄﻨﺎ ،وﻋﺸﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ أﺣﻠﻰ ٩ﺷﻬﻮر ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ً ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻣﺘﻘﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ وﻛﺎن داﻳﻤﺎ ﺑﻴﻘﻮل ﻟﻲ إن اﻟﻠﻲ ﺑﻨﻌﻤﻠﻪ دا ﺣﺮام ،وأﻧﺎ أﻗﻮﻟﻪ ﻟﻮ ﻋﺎوز ﻧﻔﺮﻛﺶ ﻧﻔﺮﻛﺶ
43
ﻷﻧﻲ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ أﻛﻮن اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻇﻨﻪ ﻓﻲ دﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﻨﺎر ،وﻓﻌﻼ ﻓﺮﺷﻜﻨﺎ وﺣﺼﻠﺖ ﻟﻲ أول أزﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﺮﻫﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺪﻳﻦ واﺗﻤﻨﻴﺖ أﻣﻮت ،وﻛﻨﺖ ﺑﺸﻮف اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺂﺳﻲ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺑﻌﺎﻧﻴﻬﺎ دي. ﻃﺐ أﻋﻤﻞ إﻳﻪ؟ ﻫﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻏﻠﻂ وﻻ أﻧﺎ اﻟﻠﻲ ﻏﻠﻂ؟ ﻛﻨﺖ ﺑﺼﺮخ ﻟﺮﺑﻨﺎ اﻧﺖ ﺧﻠﻘﺘﻨﻲ ﻛﺪا ﻟﻴﻪ؟ أﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ إﻳﻪ؟ ذﻧﺒﻲ إﻳﻪ؟ أﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ ﻳﺎ رب ،ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺤﺒﻚ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﺘﺶ ﺑﺘﻄﻠﻊ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﺄن اﻟﺤﺐ دا ﺑﻴﻘﻞ وﻳﺨﺘﻔﻲ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ . وﺑﺪأت أدور ﺗﺎﻧﻲ ووﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺪوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮك ،وﻗﺮﻳﺖ أول ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻘﻨﻊ ﻟﻘﺼﺔ ﻗﻮم ﻟﻮط وإن دول ﻣﺶ اﺣﻨﺎ، ً وﻟﻤﺎ ﺑﺪأت أﻗﺮأ أﻛﺘﺮ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻄﻮر وﺣﺎﺟﺎت ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻴﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺪﻳﻦ ،وإن ﻛﺎن ﺣﺘﻰ ً اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺘﺼﺎدف إﻧﻪ ﺑﻴﺠﺎري أو ﺑﻴﻮازي اﻟﻌﻠﻮم أﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮه ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ اﺗﻔﺎق ﻛﺎﻣﻞ . ﻓﺒﺪأت أﺧﻠﻊ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺪﻳﻦ وأﺻﺪق اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﻠﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺲ ﺑﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ إﻧﻪ رﺑﻨﺎ ﻣﺶ ﻣﺠﺮد ﻛﻼم ﻓﻲ ً ً ﻛﺘﺎب ،رﺑﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﺪا ﺑﻜﺘﻴﺮ ،أﻧﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻧﺎس ﻛﺘﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺘﺸﺪدة ﺻﻮرﻳﺎ وﺑﻴﻌﻤﻠﻮا ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ،وﻣﻤﻜﻦ ﻳﺆذوا ﺷﺨﺺ ﻟﻤﺠﺮد إﻧﻪ ﻣﺶ ﻋﺎﺟﺒﻬﻢ زي ﻣﺎ آذوﻧﻲ ﺑﻜﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم وﻛﻨﺖ ﺑﺮﻓﺾ دا ،ﻛﻨﺖ أﻧﻀﻒ وأﻓﻀﻞ واﺣﺪ ﻓﻴﻬﻢ وأﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺘﺮو وأﻧﺎ ﻣﺜﻠﻲ وﻣﺶ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎن . ﺑﺪأ اﻻﻋﺘﻘﺎد ده ﻳﺘﺮﺳﺦ ﻋﻨﺪي أﻛﺘﺮ ،وإﻧﻪ إزاي ﻋﻠﻤﺎء ودﻛﺎﺗﺮة ﻏﻴﺮوا ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻺﻳﺠﺎب ﻫﻴﺪﺧﻠﻮا اﻟﻨﺎر ﻟﻤﺠﺮد إﻧﻬﻢ ﻣﺶ ﺑﻴﺂﻣﻨﻮا ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺪﻳﻦ ،ﺷﻮﻓﺖ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻴﻪ ﻇﻠﻢ ﻛﺒﻴﺮ .ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺸﻴﺦ دا ﻫﻴﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻤﺠﺮد إﻧﻪ ﻣﺮﺑﻲ دﻗﻨﻪ وﺑﻴﺮوح اﻟﺠﺎﻣﻊ 5ﻣﺮات وﻳﺮﺟﻊ ﻳﻘﻌﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﻘﺮأ ﻗﺮآن وﻳﺮﺑﻲ وﻻده ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ وﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮن وﺣﺸﺔ أو ﻛﻮﻳﺴﺔ، ً ً واﻟﻌﺎﻟﻢ دا اﻟﻠﻲ اﺧﺘﺮع ﻋﻘﺎر ﻣﺜﻼ ﺑﻴﻌﺎﻟﺞ ﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل وﺧﻼه ﻣﺠﺎﻧﺎ وأﻧﻘﺬ ﻣﻠﻴﺎرات ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻫﻴﺨﺶ اﻟﻨﺎر ﻷﻧﻪ ﻣﺶ ِ ﺑﻴﻌﺮف ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ؟. ﺑﺲ ﺑﺮﺿﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ ﺳﺆال "ﻃﺐ اﻟﻠﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﻜﻮن ده ﺧﻠﻘﻪ إزاي أﺻﻼ؟" وﻷن ﻟﺤﺪ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﻔﻴﺶ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﻠﻤﻲ ﻟﻨﺸﺄة اﻟﻜﻮن اﻟﻠﻲ اﺗﻨﺸﺄ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﺬرة اﻟﻠﻲ اﻧﻔﺠﺮت دي ،اﻗﺘﻌﻨﺖ إﻧﻪ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ إﻟﻪ ﺑﻴﺴﺎﻋﺪ اﻟﻨﺎس، اﻹﻟﻪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﻠﻲ ﺑﺠﺪ اﻟﻠﻲ ﻣﻤﻜﻦ أدﻋﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﺸﺎن ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺶ ﻣﺠﺒﺮ ﻳﻠﺒﻲ زي ﻣﺎ اﻟﻘﺮآن ﻗﺎل ،ﺑﻤﻌﻨﻰ إﻧﻪ رﺑﻨﺎ ﻣﻮﺟﻮد ﻟﻜﻦ اﻟﺪﻳﻦ واﻷدﻳﺎن ﻷ . وأول ﻣﺮة ﺣﺴﻴﺖ ﺑﺎﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة، روﺣﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻊ ﻧﺎس ﺻﺤﺎﺑﻲ، وﻫﻨﺎك ﺣﺴﻴﺖ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻘﻮة ،ﺣﺴﻴﺘﻪ ﺟﻮاﻳﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺧﺎرﺟﻲ ﻻ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ اﻟﺠﺎﻣﻊ أو ﺷﻴﺦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ أو ﻣﻦ أﺑﻮﻳﺎ ،أﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎج دول ﻋﻠﺸﺎن أﺣﺲ ﺑﺮﺑﻨﺎ ،رﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ّ ً ﻋﻠﺸﺎن ﻳﻄﻤﻨﺎ وﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ داﻳﻤﺎ ﻣﺶ ﻋﻠﺸﺎن ﻳﺮﻫﺒﻨﺎ وﻳﺨﻮﻓﻨﺎ وﻳﻘﻮل ﻟﻨﺎ ﻟﻮ ﻣﺎﻋﻤﻠﺘﺶ ﻛﺬا ﻫﻄﻠﻊ دﻳﻦ أﻣﻚ ،ﻷ دا ﻣﺶ رﺑﻨﺎ ،دا دراﻛﻮﻻ .
44
رﺑﻨﺎ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ إﻧﻪ ﻳﺘﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺳﻮاء دﻳﻦ إﺳﻼﻣﻲ أو ﻣﺴﻴﺤﻲ أو ﻳﻬﻮدي ،رﺑﻨﺎ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ إﻧﻪ ﻳﺘﻮﺻﻒ ﻷن ﻛﻞ إﻧﺴﺎن وﺷﺨﺺ ﺑﻴﺤﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،أﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ إن رﺑﻨﺎ ﺧﻠﻖ اﻻﺧﺘﻼف ﻷﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺨﻠﻖ 7ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺸﺮي زي ﺑﻌﺾ ،رﺑﻨﺎ أﻋﻈﻢ وأﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻛﺪا ﺑﻜﺘﻴﺮ. ُ ﺟﺎﻳﺰ أﺧﺪت ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻦ وﺻﻒ ﺷﻜﻞ رﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ إﺣﺴﺎﺳﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻜﺘﻮب ،رﺑﻨﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﺤﺐ ،ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻨﻴﺔ واﻟﺤﻴﺎة واﻟﺴﻌﺎدة ،واﻟﺒﺸﺮ ﺧﻠﻘﻮا اﻟﻜﺮه واﻟﻌﻨﻒ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ واﻟﻘﺘﻞ ،وأﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ إن رﺑﻨﺎ أﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور ﻓﻌﻼ زي ﻣﺎ ﺑﻴﻘﻮﻟﻮا ،واﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻠﻲ ﻫﻢ ﺑﻴﺤﺎوﻟﻮا ﻳﺼﺒﻐﻮﻫﺎ ﻋﻠﻴﺎ دي ﻣﺶ ﺣﻘﻴﻘﺔ . زﻣﺎن ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺻﺮاع أزﻟﻲ ﻣﺎﺑﻴﺨﻠﺼﺶ وﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻫﻴﺨﻠﺺ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ وﻣﻴﻮﻟﻲ ،زي ﻣﺎ ﺑﺸﻮف دﻟﻮﻗﺘﻲ وﺳﻂ اﻟﻜﻮﻣﻴﻮﻧﺘﻲ إﻧﻪ ﺗﻼت أرﺑﺎع اﻟﻨﺎس اﻟﻠﻲ ﻋﺎﻳﺸﺔ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﺑﻴﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪﻳﻦ، أﻧﺎ رﻓﻀﺖ اﻟﺪﻳﻦ ﻷﻧﻲ رﻓﻀﺖ ﻛﻞ اﻟﻌﻨﻒ ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﺗﺒﺮﻳﺮاﺗﻪ ،وﻫﺮﻓﺾ أﻛﻴﺪ إﻧﻲ أﻧﺎ اﻟﻠﻲ أﻣﺎرس اﻟﻌﻨﻒ ده ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺤﺠﺔ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺘﻤﺎرس ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج، ﻣﺶ ﻫﻴﺒﻘﻲ أﻧﺎ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﺎ ،أﻧﺎ ﻣﺶ دﻳﻨﺎﺻﻮر . أﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ أﻋﻴﺶ ﺳﻌﻴﺪ وﻣﺒﺴﻮط ،وإذا ﻛﺎن اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﻴﻮﺻﻠﻬﻢ ﻟﻠﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،أﻧﺎ وﺻﻠﺖ ﻟﺮاﺣﺘﻲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ إﻧﻲ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﺎﺑﻘﻴﺘﺶ أﺟﻠﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ وﻛﻞ ﻳﻮم ﻋﺸﺎن ﻣﺶ ﻋﺎرف أﺻﺎﺣﺐ ﺑﻨﺖ أو أﺗﺠﻮز زي ﻣﺎ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﻘﻮل ،وﻳﻮم ﻣﺎ اﺗﺠﻮزت ،اﺗﺠﻮزت ﻋﺸﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻨﺎس ﻣﺶ ﻋﺸﺎﻧﻲ ،وﻣﺶ ﻋﺎرف ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻠﻢ دﻳﻨﻲ ﻫﻴﺒﻘﻰ ﻣﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﺒﺎر دا وﻻ ﻷ؟ ﻟﻮ ﻓﻌﻼ ﻫﻨﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻰ . ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ أﻗﻮل ﻟﻜﻢ دﻳﻨﻜﻢ وﻟﻴﺎ ﺳﻼﻣﻲ اﻟﺮوﺣﻲ ﻓﺎﺗﺮﻛﻮﻧﻲ وﺷﺄﻧﻲ . ﻋﻠﺸﺎن ﻛﺪا وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ أﺛﺮت ﻓﻴﺎ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﺴﺎدات "اﻣﻸوا اﻷرض واﻟﻔﻀﺎء ﺑﺘﺮاﺗﻴﻞ اﻟﺴﻼم" ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ده اﻟﺤﻞ؛ أﻏﺎﻧﻲ أم ﻛﻠﺜﻮم وﻋﺒﺪاﻟﺤﻠﻴﻢ اﻟﻠﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﺐ ،وإن ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻓﻴﻪ أﻏﻨﻴﻪ ﺣﺰن أو ﺟﺮح ﻣﺎﺑﻴﺒﻘﺎش ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﺔ اﻧﺘﻘﺎم ،زي "ﻫﺘﺸﻮف" و"ﻫﻮرﻳﻚ" وﺷﺘﻴﻤﺔ زي ﻣﺎ ﺑﻴﺤﺼﻞ دﻟﻮﻗﺘﻲ .ﻛﻞ دا ﺑﻴﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم ،ﺑﻴﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﺤﺐ ،إﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﺰ "اﻟﺤﺰن ﺑﻨﺴﺎﻣﺢ ،وأﻧﺎ ﺑﺴﺎﻣﺢ ،زي ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ أم ﻛﻠﺜﻮم "ﻫﺴﻴﺒﻚ ﻟﻠﺰﻣﻦ . أﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻮﺟﻮد رﺑﻨﺎ ،وﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﺐ ،ﻋﻠﺸﺎن ﻛﺪا أﻧﺎ ﻛﻮﻳﺮ ،وأﻧﺎ ﻛﻮﻳﺮ ﻋﻠﺸﺎن ﺑﺤﺐ .ﻛﺘﻴﺮ ﺑﺤﺲ إﻧﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻷﻧﻲ ﻣﺶ ﺑﺘﺨﺎﻧﻖ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس وﻫﺎدي ﻛﺪا وراﻛﺰ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻀﺤﻚ وﺑﻔﺮح وﺑﻠﻌﺐ ،وﺑﻌﺮف أزﻋﻞ وأﺣﺰن .
45
رﻏﻢ إﻧﻪ ﺑﻴﺘﻢ اﺗﻬﺎﻣﻲ ﻛﺘﻴﺮ ﺑﺎﻹﻟﺤﺎد ﺑﺴﺒﺐ آراﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ أو اﻟﻤﻴﻮل وﺑﺰﻋﻞ ﻣﻦ دا ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﻷﻧﻲ ﻣﺶ ﻣﻠﺤﺪ ،أﻧﺎ ﺑﻌﺮف رﺑﻨﺎ ،ﺑﺲ رﺑﻨﺎ ﺑﺘﺎﻋﻲ ﻣﺶ ﺑﺘﺎع اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺣﻘﻴﻘﻲ إﻟﻬﻲ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ إﻟﻬﻬﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮي ﻣﺎ ﺑﺘﺰﺣﺰح وﻻ ﺑﻬﺮب، ُ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ رأﻳﻲ ،وﻛﻤﺎن ﻣﻤﻜﻦ ﻷﻧﻲ ﺑﺨﺘﺎر ﻣﻌﺎرﻛﻲ اﻟﻠﻲ ﺑﺨﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮ ﻫﺘﺠﻴﺐ ﻧﺘﻴﺠﺔ أو ﻣﺶ ﻫﺘﺠﻴﺐ أﺻﻼ أو ﻫﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﺪواﻋﺶ ﻫﻴﻘﺘﻠﻮﻧﻲ ،ﻋﻠﺸﺎن ﻛﺪا اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﻌﺎرك ﻣﻬﻢ ،ﻟﺴﻼﻣﻲ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﺠﺴﺪي واﻟﺸﺨﺼﻲ ﻛﻤﺎن . وﻟﻤﺎ ﺑﺒﺺ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﺸﻮف إﻧﻲ ﻛﻨﺖ زﻣﺎن داﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﻛﺒﻴﺮ ودواﻣﺔ ﻟﻜﻦ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﻓﺮق اﻟﺴﻤﺎ واﻷرض، ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺮاودﻧﻲ اﻟﻤﻴﻮل اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻌﺼﺒﻴﺔ ﻟﺪرﺟﺔ إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺐ ﺑﻦ ﻻدن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻴﺤﺎوﻟﻮا ﻳﺼﺒﻐﻮﻧﻲ ﺑﻴﻬﺎ؛ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺴﻮدا ،ﻟﻜﻦ دﻟﻮﻗﺘﻲ أﻧﺎ ﺑﺼﺒﻐﺔ ﺑﺎﻷﻟﻮان ،ﺑﻘﻴﺖ ﻋﺎرف إن ﺳﻼﻣﻲ اﻟﺮوﺣﻲ ﻫﻮ أﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻫﺘﻨﻔﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺳﻼﻣﻲ اﻟﺮوﺣﻲ وﻫﻮ دا ﺣﻘﻴﻘﻲ اﻟﻠﻲ ﻣﻤﻜﻦ أﻓﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺸﺎن أوﺻﻞ ﻟﻪ ،ﻫﻮ ﻓﻌﻼ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﻫﻮ اﻟﻜﻨﺰ ،ﻫﻮ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وزﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ،ﻟﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﺔ ﻫﺘﻜﻮن راﺣﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻬﻴﺔ ،ﻣﺶ ﺧﻤﺮة وﻧﺴﻮان ،ﻋﻠﺸﺎن ﻛﺪة ﻣﺎﺗﺨﻠﻮش اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ دي ﺗﺨﻨﻖ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ وﺗﻘﺘﻠﻬﺎ، اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺴﻮدا ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ داﻋﺶ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎﻟﻪ وأﻧﻮاﻋﻪ وﻋﻨﻔﻪ ﺳﻮاء اﻟﻠﻔﻈﻲ أو اﻟﺠﺴﺪي ﻣﻦ أﻓﺮاد ﺑﺴﻼح أو أﻓﺮاد ﺑﻠﺴﺎن ،ﻛﻠﻬﻢ دواﻋﺶ ،ﻫﻨﺤﺎرﺑﻬﻢ ،وﻫﻨﺤﺎرب ﺻﺒﻐﺘﻬﻢ ،ﺑﺼﺒﻐﺔ ﺑﺎﻷﻟﻮان .
46
47
48