alnaspaper no.220

Page 7

‫‪No.(220) - Tuesday 3 ,April ,2012‬‬

‫العدد (‪ - )220‬الثالثاء ‪ 3‬ني�سان ‪2012‬‬

‫(‬

‫‪7‬‬

‫ملـفـات‬

‫الكليات الأهلية ‪ ..‬م�شكلة �أم حل؟‬

‫) ت�ستطلع املواطنني واملعنيني ب�ش�أن تعليم ي�صنع النقود و�آخر ي�ستهلكها!‬

‫ب�شرى الهاليل ‪� -‬أجماد �أجمد‬

‫بد�أ انت�شار الكليات الأهلية يف العراق منذ �أوا�سط الثمانينيات‪ ،‬ويف‬ ‫بغداد على وجه التحديد ‪ ،‬متمثلة بكلية الرتاث اجلامعة وكلية‬ ‫املن�صور والرافدين ‪ ،‬لتتو�سع وت�ضم العديد من الكليات املتخ�ص�صة يف‬ ‫درا�سة القانون واالدارة واالقت�صاد ‪ ،‬ومن ثم انت�شرت يف خمتلف انحاء‬ ‫العراق وال�سيما بعد العام ‪.2003‬‬ ‫بع�ض الطلبة وجد فيها حال مل�شكلة ارتفاع معدالت القبول التي تنهي‬ ‫كفاح طالب االعدادية يف واحد من املعاهد يف املحافظات ‪ ،‬ورمبا ال‬ ‫يقبل حتى يف احد املعاهد ‪ .‬وبع�ض الطلبة وجد فيها حال �سهال لبذل‬ ‫اقل اجلهد يف مرحلة االعدادية معتمدا على قدرة الأهل على حتمل‬ ‫م�صاريف الدرا�سة يف اجلامعات الأهلية‪ .‬ورغم جدية الدرا�سة يف‬ ‫الكليات الأهلية وتفوق بع�ض الطلبة فيها واكمالهم درا�ساتهم العليا‬ ‫يف جامعات اخرى‪ ،‬اال ان الكلية الأهلية ظلت يف دائرة ال�شك بالن�سبة‬ ‫للكثري من الطلبة والأهايل حتى و�إن كان معرتفا بها من قبل وزارة‬ ‫التعليم العايل‪ .‬الكثري يتهمها بخلق متايز طبقي وثمن النجاح فيها‬ ‫مدفوع‪.‬‬

‫ك��ل��ي��ات م���ع�ت�رف ب��ه��ا و�أخ�������رى ت��ع��د ال��ط��ل��ب��ة ب����االع��ت�راف ب��ه��ا ب��ع��د �أن ت�����س��ح��ب ن��ق��وده��م!‬ ‫الطالبة (�شريين قا�سم) –ق�سم احلا�سبات‬ ‫يف كلية الرافدين ت�ستنكر نظرة النا�س‬ ‫والطلبة اىل اجلامعات الأهلية على انها‬ ‫غري جدية �أو ان الدرا�سة فيها مت�ساهلة‪،‬‬ ‫وت���ض�ي��ف "بالعك�س مت��ام��ا‪ ،‬فب�سبب‬ ‫ه��ذه ال �ن �ظ��رة‪ ،‬نتحمل الت�شديد الذي‬ ‫تفر�ضه الكلية وقوانينها يف الدرا�سة‬ ‫واالمتحانات ‪ ،‬بل �إن العديد من الطلبة‬ ‫يتعر�ضون للف�صل وال �ط��رد يف حالة‬ ‫�إخ�ف��اق�ه��م‪� ،‬أي ان ن�ق��وده��م ال ميكن ان‬ ‫تكون جواز مرور اىل ال�شهادة"‪ .‬وعن‬ ‫م�ستوى التدري�س يف ق�سم احلا�سوب‬ ‫ت�ق��ول "الدرا�سة ف�ي��ه �صعبة ج��دا وال‬ ‫تختلف عن درا�سة ق�سم احلا�سبات يف‬ ‫جامعات الدولة‪ ،‬وي�شرف على التدري�س‬ ‫ا��س��ات��ذة م�ق�ت��درون وذو ك�ف��اءة علمية‪،‬‬ ‫لكنها اي���ض��ا تعتمد ا��س�ل��وب الدرا�سة‬ ‫النظرية اكرث من العملية‪ ،‬فحني اقدمت‬ ‫على الت�سجيل يف الكلية كنت �أظ��ن ان‬ ‫االمكانات املادية املتاحة يف الكلية �أكرب‬ ‫وف��ر���ص ال�ت��دري��ب �أك�ثر لكنني �صدمت‬ ‫بالرتكيز على الدرا�سة النظرية فقط ‪،‬‬ ‫فما تزال اجلامعات الأهلية ذات امكانات‬ ‫حمدودة يف بلدنا"‪ .‬وت�شكو �شريين من‬ ‫ارتفاع اال�سعار املتزايد �سنويا‪.‬‬

‫حققت �أحالم بع�ضهم‬ ‫�أما بالن�سبة للأهايل فقد كانت لبع�ضهم‬ ‫وجهات نظر خمتلفة‪� ،‬إذ قالت ال�سيدة‬ ‫(ع�ب�ير ال��ن��داوي) ب��ان�ه��ا ت��رح��ب بفكرة‬ ‫ال �ك �ل �ي��ات الأه� �ل� �ي ��ة ‪ ،‬م �� �ض �ي �ف��ة "كان‬ ‫حلمي ان ت��رت��اد ابنتي اجلامعة ولكن‬ ‫م�ستواها العلمي مل يكن جيدا وكانت‬ ‫يائ�سة مت��ام��ا‪ ،‬ف��زرع��ت يف ذهنها فكرة‬ ‫ار�سالها اىل جامعة اهلية مهما كلفني‬ ‫الأم��ر يف حالة اجتيازها البكالوريا‪،‬‬ ‫وف�ع�لا جن�ح��ت ورغ ��م ان معدلها قليل‬ ‫اال انها دخلت ق�سم القانون و�ستتخرج‬ ‫حمامية‪ ،‬ورغم �صعوبة الدرا�سة اال ان‬ ‫ما يدفعها هو رغبة احل�صول على �شهادة‬ ‫وال�ع�م��ل‪ .‬ويف مثل ح��ال��ة ابنتي تكون‬ ‫اجلامعات الأهلية حال �سهال للكثري من‬ ‫االهايل والطلبة"‪ .‬بينما اكدت اال�ستاذة‬ ‫اجلامعية ابت�سام عبد الرحيم " هذه‬ ‫الكليات هي �سبب يف ا�سرتخاء الطالب‬ ‫واعتماده على دعم اهله املادي ‪ ،‬م�شرية‬ ‫اىل "الكثري من احل��االت التي �شهدتها‬ ‫يف بع�ض ال�ع��وائ��ل م��ن ال��ذي��ن تراجع‬ ‫م�ستوى ابنائهم الدرا�سي اعتمادا على‬ ‫فكرة ح�صول مقعد يف الكليات الأهلية"‬ ‫وت�ضيف "ال �أظن ان ذلك يخدم امل�ستوى‬ ‫العلمي للبلد‪ ،‬فالطالب �إذا كان مب�ستوى‬ ‫درا�سي منخف�ض لن ي�ستطيع ان يحقق‬ ‫الكثري يف اجلامعة او بعد التخرج بل‬ ‫�سيظل عبء ًا على اجلامعة واملجتمع"‪.‬‬ ‫وع��ن م�ستوى ال�ك�ل�ي��ات ال�ق��دمي��ة منها‬ ‫ا�ضافت ابت�سام " هذه الكليات معرتف‬ ‫ب�ه��ا م��ن ق�ب��ل وزارة ال�ت�ع�ل�ي��م العايل‪،‬‬ ‫و �شهاداتها م�ع�ترف بها دول �ي��ا اي�ضا‬ ‫وب��ام �ك��ان اخل��ري �ج�ين احل �� �ص��ول على‬ ‫وظ��ائ��ف او اك�م��ال درا�ستهم العليا يف‬ ‫اجلامعات العراقية وخ��ارج القطر على‬ ‫م��ا اظ ��ن‪ ،‬وب�ع����ض خريجيها ا�ستطاع‬ ‫احل �� �ص��ول ع �ل��ى � �ش �ه��ادة ال ��دك� �ت ��وراه‬ ‫واملاج�ستري من جامعات عراقية وعربية‬ ‫واجنبية بعد تخرجهم‪ .‬بع�ض الكليات‬ ‫االه �ل �ي��ة اك �ث�ر ج��دي��ة م ��ن اجل��ام �ع��ات‬ ‫احلكومية بينما ت�سعى بع�ض الكليات‬ ‫ل��و��ض��ع ��ش�ك��ل م�ن��ا��س��ب جل ��ذب الطلبة‬ ‫ومنحهم �شهادات مقابل املال"‪.‬‬ ‫زيادة عدد العاطلني‬ ‫يف ال �ع��ادة �أن ال�ك�ل�ي��ات االه�ل�ي��ة تقبل‬ ‫م�ع��دالت اق��ل م��ن امل �ع��دالت ال�ت��ي تقبلها‬ ‫الكليات احلكومية لنف�س الق�سم ما يعني‬ ‫امل�ساواة بني الطلبة يف �شهادة التخرج‬ ‫‪ ،‬ب��رغ��م ��ص�ع��وب��ة اجل �ه��د ال� ��ذي يبذله‬

‫املتفوقون‪ .‬هذا ماقاله الدكتور (ريا�ض‬ ‫خليل اب��راه�ي��م) املكتب اال�ست�شاري‪/‬‬ ‫كلية اللغات م�ضيفا "ا�صبحت الكليات‬ ‫االه�ل�ي��ة ع�ل��ى خمتلف ان��واع �ه��ا جتذب‬ ‫ال�ط�ل�ب��ة ذوي امل �� �س �ت��وي��ات ال�ضعيفة‬ ‫ليدر�سوا يف اخت�صا�صات ال ي�ستطيعون‬ ‫احل�صول عليها يف اجلامعات احلكومية‬ ‫م��ا يعني زي ��ادة ن�سبة اخل��ري�ج�ين من‬ ‫حملة البكالوريو�س العاطلني عن العمل‪.‬‬ ‫ذك��رت اح�صائية ال�ع��ام ‪ 2007‬ان عدد‬ ‫حملة البكلوريو�س والدبلوم العاطلني‬ ‫عن العمل بلغت ‪ ،" %65‬مبينا "ان بع�ض‬ ‫ه��ذه اجلامعات االهلية ر�صينة وتقدم‬ ‫م�ستوى عاليا من الدرا�سة للطلبة‪ ،‬اال‬ ‫ان البع�ض الآخ��ر وخ�صو�صا ال��ذي مت‬ ‫افتتاحه يف ال�سنوات االخ�ي�رة حتول‬ ‫اىل جتارة‪ ،‬ما يعني عدم وجود عدالة‪،‬‬ ‫فالعراق ع��رف بجامعاته العريقة منذ‬ ‫افتتاحها يف ثالثينيات واربعينيات‬ ‫القرن املا�ضي‪ ،‬ومازال لدينا م�ستويات‬ ‫ج �ي��دة م ��ن ال �ط �ل �ب��ة امل �ت �ف��وق�ين ال��ذي��ن‬ ‫يزاحمهم يف فر�ص التعيني والدرا�سات‬ ‫ال�ع�ل�ي��ا ط�ل�ب��ة م��ن خ��ري�ج��ي اجلامعات‬ ‫االهلية اق��ل منهم م�ستوى بكثري مما‬ ‫يعني الغنب له�ؤالء املتفوقني"‪ .‬وا�ضاف‬ ‫الدكتور ريا�ض مو�ضحا "ال اق�صد هنا‬ ‫رف�ض مبد�أ التعليم االهلي فهو موجود‬ ‫يف كل العامل وهو م�ساند وداعم للعملية‬ ‫التعليمية‪ ،‬لكن يجب ان تتم امل�ساواة يف‬ ‫قبول املعدالت من خريجي االعدادية كي‬ ‫يكون التناف�س �شريفا يف حالة التقدمي‬ ‫للدرا�سات العليا والتقدمي للوظائف"‪.‬‬

‫�أ�ساليب جتارية رخي�صة‬ ‫ا�ستغل البع�ض لهفة الطلبة واحالمه‬ ‫بالدرا�سة يف اجلامعة من ذوي املعدالت‬ ‫ال���ض�ع�ي�ف��ة او م ��ن خ��ري �ج��ي التعليم‬ ‫املهني ممن فاتهم قطار العمر‪ ،‬وفتحوا‬ ‫جامعات مل يتم االع�ت�راف بها م��ن قبل‬ ‫وزارة التعليم العايل حتى الآن‪ ،‬لكنهم‬ ‫�أوه �م��وا الطلبة ب��ان االع�ت�راف ق��ادم ال‬ ‫حمالة‪ .‬يف هذه اجلامعات تتبع ا�ساليب‬ ‫ع��دي��دة ال�ستغالل الطلبة وامت�صا�ص‬ ‫اموالهم‪ .‬الطالبة (ر�شا ���ص)‪ /‬جامعة‬ ‫االكادمييني العرب‪/‬ق�سم االع�لام تقول‬ ‫"ان اك�ثر م��ا يهم االداري �ي�ن يف هذه‬ ‫اجلامعة ه��و جمع االق���س��اط يف بداية‬ ‫ال�سنة التي تكون ع��ادة مليئة بالوعود‬ ‫ح��ول ق��رب االع�تراف باجلامعة وقدوم‬ ‫جل��ان التفتي�ش ال�ت��ي �ستقر االع�ت�راف‬ ‫ال��خ‪ ..‬وعادة يكون دفع االق�ساط خالل‬ ‫اال�سبوعني االول�ين واال يحرم الطالب‬ ‫م��ن ال� � ��دوام‪ ،‬وب �ع��د ان ي��دف��ع الطالب‬ ‫االق �� �س��اط ال �ت��ي ال مي�ك��ن ا�سرتجاعها‬ ‫طبعا‪ ،‬يجد ان الدرا�سة ه�شة‪ ،‬فال يوجد‬ ‫ا�ساتذة اكفاء‪ ،‬بل هناك يف ق�سم االعالم‬ ‫الذي ي�ضم مرحلتني ثالثة ا�ساتذة فقط‬ ‫جلميع امل��واد‪ ،‬اثنان منهم حما�ضران‪،‬‬ ‫ا��ض��اف��ة اىل االرب���اك يف اجل ��دول ويف‬ ‫ح�ضور امل�ح��ا��ض��رات‪ .‬فبع�ض الطلبة‬ ‫اليح�ضر حتى نهاية العام‪ ،‬وهذه تكون‬ ‫فر�صة للكلية لتغرميه عن كل يوم غياب‬ ‫مبلغ خم�سة االف دي�ن��ار‪ ،‬لي�س حر�صا‬ ‫منهم على امل�ستوى التعليمي بل و�سيلة‬ ‫اي�ضا للح�صول على املال من الطالب يف‬ ‫حال رغبته باداء امتحانات نهاية ال�سنة‪،‬‬ ‫ا��ض��اف��ة اىل م���ص��اري��ف الكلية ال�ت��ي ال‬ ‫تنتهي‪ .‬فالق�سط منف�صل طبعا عن اجور‬ ‫الهوية والكتب بل �إن ت�سليم النتيجة يف‬ ‫نهاية ال�سنة يكون مقابل مبلغ ‪ 25‬الفا‪،‬‬ ‫اما االمتحانات النهائية فمن املف�ضل يف‬ ‫ه��ذه الكلية �أداء امتحان ال��دور الثاين‬ ‫النه مقابل مبلغ اليقل عن ‪ 50‬الفا لكل‬ ‫در���س‪ ،‬فيجد الطالب نف�سه يدفع املال‬ ‫للح�صول على �شهادة كونه يعلم متاما‬ ‫انه �سينجح يف نهاية العام ولن يتعر�ض‬ ‫للف�صل ب�سببب الغيابات او الر�سوب‬

‫الفتتاح الدرا�سات العليا كون التناف�س‬ ‫على ال��درا� �س��ات العليا يف اجلامعات‬ ‫احلكومية �شديدا لقلة املقاعد املتوفرة‬ ‫التي ال تعادل ‪ %2‬من الطلبة املتقدمني‪.‬‬ ‫حتى بع�ض كليات املحافظات تفتقر اىل‬ ‫الدرا�سات العليا ما يدفع طلبتها للقدوم‬ ‫اىل بغداد والتناف�س مع طلبتها"‪.‬‬

‫باكرث من مادة"‪.‬‬ ‫واكد (م‪ ،‬ط) ا�ستاذ يف اجلامعة نف�سها‬ ‫بان "اال�ساتذة يرغمون يف نهاية ال�سنة‬ ‫ع�ل��ى رف ��ع م �ع��دالت ال�ط�ل�ب��ة وت�أهيلهم‬ ‫للنجاح من خالل تعديل ال�سعي ال�سنوي‬ ‫حتى لو كان معدل الطالب �صفرا �أو مل‬ ‫ي ��ؤد االم�ت�ح��ان‪ ،‬وذل��ك الجن��اح��ه ب�شتى‬ ‫الطرق" ‪ ،‬وا�شار اىل ان اال�ستغالل يف‬ ‫ه��ذه اجل��ام�ع��ة ال ي�ت��وق��ف ع�ل��ى الطلبة‬ ‫فقط بل على اال�ساتذة الذين يح�صلون‬ ‫ع �ل��ى "رواتب � �ض �ئ �ي �ل��ة‪ ،‬وي �ت��م ع ��ادة‬ ‫ا�ستغالل اخل��ري�ج�ين اجل ��دد م��ن حملة‬ ‫املاج�ستري‪ ،‬فيكلف كل ا�ستاذ بعدد كبري‬ ‫من املحا�ضرات يف اكرث من ق�سم او كلية‬ ‫اكرث من الن�صاب املعتاد يف اجلامعات‪،‬‬ ‫بينما المينح اجازة اال يوما واحدا يف‬ ‫ال�شهر عند ال�ضرورة‪ .‬كما ان الرواتب‬ ‫ال ت�سلم يف مواعيدها امل�ح��ددة ب��ل ان‬ ‫ادارة اجلامعة متتنع عن منح رواتب‬ ‫لال�ساتذة يف ف�ترة العطلة ال�صيفية"‪.‬‬ ‫وع ��زا (م‪ ،‬ط) ذل��ك اىل اه �م��ال الدولة‬ ‫ووزارة التعليم العايل ب�شكل خا�ص حق‬ ‫حملة ال�شهادات العليا وعدم تعيينهم يف‬ ‫كلياتها ودوائ��ره��ا االم��ر ال��ذي يجعلهم‬ ‫حت��ت رحمة ا�ستغالل مم��ويل الكليات‬ ‫االهلية الذين �صاروا يعتربونها مهنة‬ ‫وجتارة رابحة يكون املواطن �ضحيتها‬ ‫‪ ..‬ف��ال��وزارة مل تعرتف حتى الآن مبثل‬ ‫هذه الكليات"‪ ،‬داعيا الوزارة اىل اتخاذ‬ ‫اج ��راءات رادع��ة واغ�ل�اق الكليات غري‬ ‫املعرتف بها النقاذ امل��واط��ن من �شراك‬ ‫ه�ؤالء التجار"‪.‬‬

‫حياة ب�شر يف �أيدي �أطباء‬ ‫غري �أكفاء‬ ‫الطبيب (رائ ��د ف��ا� �ض��ل)‪ /‬طبيب مقيم‬ ‫يف م�ست�شفى ال�ي�رم ��وك اك ��د ان ��ه من‬ ‫خالل تدريبه ومعاي�شته لبع�ض الطلبة‬ ‫امل�ت��درب�ين م��ن خريجي االخت�صا�صات‬ ‫الطبية يف اجلامعت االهلية وجدهم غري‬

‫م�ؤهلني متاما ليتحملوا م�س�ؤولية حياة‬ ‫النا�س م�ضيفا " ال اظن ان من املنا�سب‬ ‫ت��رك اخت�صا�صات كالطب وال�صيدلة‬ ‫وغريها لتكون حتت رحمة اجلامعات‬ ‫االهلية كونها مرتبطة بحياة النا�س‬ ‫والميكن �شرا�ؤها باملال"‪.‬‬ ‫وب�ي�ن ال �ط��ال��ب (ق�ت�ي�ب��ة � �ش �ك��ر)‪ /‬طالب‬ ‫يف كلية ط��ب ال��راف��دي��ن ان "احلظ او‬ ‫ال� �ظ ��روف اح �ي��ان��ا ت �خ��ذل ال �ط��ال��ب فال‬ ‫ي�ستطيع احل �� �ص��ول ع �ل��ى م �ع��دل عال‬ ‫ي�ؤهله للتناف�س على املجموعة الطبية‬ ‫يف الكليات احلكومية ال�ت��ي ارتفعت‬ ‫معدالتها اىل حد ي�صعب معه التناف�س‪،‬‬ ‫فكلية الطب يف جامعة بغداد تقبل معدال‬ ‫اليقل عن ‪ ،98‬وب�سبب الظروف االمنية‬ ‫وما حدث يف العراق ي�صعب على بع�ض‬ ‫الطلبة الذهاب للدرا�سة يف املحافظات‬ ‫التي ق��د تقبل الكليات احلكومية فيها‬ ‫م �ع��دالت اق ��ل‪ .‬ل�ق��د ح�صلت ع�ل��ى معدل‬ ‫‪ 91‬يف الق�سم العلمي وقبلت يف كلية‬ ‫الهند�سة يف ج��ام�ع��ة ب �غ��داد‪ ،‬ك��وين ال‬ ‫ارغب الذهاب للمحافظات‪ ،‬فاقنعت اهلي‬ ‫بارتياد كلية الطب يف جامعة اهلية رغم‬ ‫ارت�ف��اع م�صاريفها الحقق طموحي ما‬ ‫يعني اين قد اتفوق على طالب الكلية‬ ‫احلكومية كوين امتلك الرغبة واال�صرار‬ ‫على الدرا�سة ب�شكل ج��دي‪ ،‬فكم طبيب‬ ‫يتخرج �سنويا يف الكليات احلكومية‪،‬‬ ‫فهل يعني هذا ان جميعهم م�ؤهلون؟"‬

‫تكاليف الدرا�سة‬ ‫ي�شري ال�ط��ال��ب (م�صطفى م��زع��ل) اىل‬ ‫"ان افتتاح االق�سام العلمية يف الكليات‬ ‫االه �ل �ي��ة ��س� ّه��ل ع�ل��ى ال�ط�ل�ب��ة الراغبني‬ ‫يف درا��س�ت�ه��ا احل���ص��ول على مبتغاهم‬ ‫داخل البلد بعد ان كان بع�ضهم م�ضطرا‬ ‫لل�سفر اىل الهند او اوكرانيا او غريها‬ ‫من ال��دول للدرا�سة"‪ ،‬م�ضيفا "بح�ساب‬ ‫التكاليف ت�ب��دو تكاليف ال��درا� �س��ة يف‬ ‫ال�ك�ل�ي��ات االه�ل�ي��ة داخ ��ل ال�ب�ل��د اق��ل من‬

‫الدرا�سة يف اخل��ارج ف�ضال عن تكاليف‬ ‫الغربة وغريها‪ .‬بلدنا احق بهذه االموال‬ ‫ون�ح��ن اح��ق ب��ال��درا��س��ة فيه حتى وان‬ ‫ك��ان��ت الكليات اهلية"‪ .‬وع��ن تكاليف‬ ‫الدرا�سة يقول الطالب (عقيل جواد)‪/‬‬ ‫ق�سم ال�صيدلة‪ /‬كلية الريموك "اال�سعار‬ ‫مرتفعة وت�صل االجور اىل �سبعة ماليني‬ ‫يف ال�صيدلة بينما قد ت�صل اىل ت�سعة يف‬ ‫الطبية‪ ،‬ناهيك عن اجور الكتب واملالزم‬ ‫واملالب�س والنقل‪ ،‬فالدرا�سة يف اخلارج‬ ‫اف�ضل كونها على االقل تعترب �شهادة من‬ ‫دول��ة اجنبية وبع�ض اجلامعات تكون‬ ‫مف�ضلة ع�ل��ى اجل��ام�ع��ات ال�ع��راق�ي��ة من‬ ‫حيث اجلودة"‪.‬‬

‫الدرا�سات العليا‬ ‫ال�ك�ث�ير م��ن خ��ري�ج��ي ال�ك�ل�ي��ات االهلية‬ ‫يرغبون باكمال ال��درا��س��ات العليا يف‬ ‫الكليات واجلامعات التي تخرجوا فيها‪،‬‬ ‫لكن قانون التعليم االهلي الذي �صادقت‬ ‫عليه وزارة التعليم العايل مل يجز لهذه‬ ‫الكليات فتح اق�سام للدرا�سات العليا‪.‬‬ ‫(حممد ال �ع��زاوي)‪ /‬طالب ماج�ستري‪/‬‬ ‫ق��ان��ون‪ ،‬ي��در���س يف جامعة ب�غ��داد على‬ ‫نفقته اخلا�ص بعد ان تخرج يف جامعة‬ ‫االمام جعفر ال�صادق حا�صال على �شهادة‬ ‫البكالوريو�س بتفوق‪ ،‬يتحدث عن قانون‬ ‫الدرا�سات العليا يف اجلامعات االهلية‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫ ان م �� �س��ودة ال �ق��ان��ون اجل��دي��د التي‬‫اعدتها وزارة التعليم العايل بالتن�سيق‬ ‫مع الكليات واجلامعات االهلية تت�ضمن‬ ‫افتتاح درا�سات عليا بعد توفر ال�شروط‬ ‫وال �� �ض��واب��ط ع �ل��ى غ � ��رار اجل��ام �ع��ات‬ ‫احلكومية كتوفري ا�ستاذين م�ساعدين‬ ‫بدرجة بروفي�سور كحد ادن��ى الفتتاح‬ ‫درا� �س��ة املاج�ستري او ال��دك �ت��وراه يف‬ ‫الق�سم املعني‪ ،‬ف�ضال عن تخريج دفعتني‬ ‫على االقل من الق�سم"‪ .‬وطالب العزاوي‬ ‫ب�ضرورة اقرار تعديل القانون وتفعيله‬

‫�أمام وزارة التعليم العايل‬ ‫يف لقاء مع اال�ستاذ (قا�سم حممد جبار)‪/‬‬ ‫مدير اع�لام التعليم العايل‪ ،‬حت��دث عن‬ ‫الكليات االهلية واهميتها يف احلركة‬ ‫التعليمية قائال‪:‬‬ ‫ التعليم االهلي يف العراق هو م�ساند‬‫للتعليم احلكومي‪ ،‬فالطاقة اال�ستيعابية‬ ‫ل�ل�ت�ع�ل�ي��م احل��ك��وم��ي واجل ��ام� �ع ��ات ال‬ ‫ت�ستوعب ك��ل خم��رج��ات الرتبية‪ ،‬لذلك‬ ‫التعليم االهلي مهم و�ضروري‪ ،‬ا�ضافة‬ ‫اىل ذل ��ك‪ ،‬ه �ن��اك ال�ك�ث�ير مم��ن ميلكون‬ ‫الرغبة يف اك�م��ال ال��درا��س��ة ومل ت�سنح‬ ‫لهم الفر�صة الك�م��ال ال��درا��س��ة ال�سباب‬ ‫كثرية منها العمر واحلروب وغريها من‬ ‫الظروف ل��ذا ف��ان التعليم االهلي يوفر‬ ‫لهم مثل ه��ذه الفر�صة‪ ،‬التعليم االهلي‬ ‫ا�ستوعب ‪ 73‬الف طالب بينما ا�ستوعب‬ ‫احل�ك��وم��ي ‪ 500‬ال��ف ط��ال��ب‪ .‬وت�سعى‬ ‫ال ��وزارة اىل ان يكون التعليم االهلي‬ ‫ر�صينا ومب�ستوى التعليم احلكومي‪.‬‬ ‫التعليم االه�ل��ي غ�ير خا�ضع ل�ضوابط‬ ‫ال �ك �ل �ي��ات االه �ل �ي��ة ف �ق��ط وامن� ��ا هنالك‬ ‫�ضوابط و�ضعتها وزارة التعليم العايل‬ ‫على الكليات االهلية االلتزام بها‪.‬‬ ‫‪ ‬هل ت�شرف ال��وزارة على مراقبة جودة‬ ‫االداء واملناهج؟‬

‫ ل��دي �ن��ا ج �ه��از اال� � �ش� ��راف امل �� �س ��ؤول‬‫ع��ن اجل��ام �ع��ات االه �ل �ي��ة ي�ت��اب��ع املنهج‬ ‫واال��س��ات��ذة ودرج��ات�ه��م العلمية ولديه‬ ‫ج� ��والت م �ي��داي �ن��ة وزي� � ��ارات وي�شكل‬ ‫جلان م�ستمرة يف متابعتها للجامعات‬ ‫االهلية‪.‬‬ ‫‪ ‬هل لديكم اح�صائية للجامعات االهلية‬ ‫املعرتف بها؟‬

‫ ال� � ��وزارة ب�ي�ن ف�ت�رة واخ � ��رى تنوه‬‫للمواطنني ان ال ين�ضموا اىل جامعات‬ ‫غري معرتف بها �سواء يف داخل العراق‬ ‫او خارجه‪ .‬وقد و�ضعت الوزارة ا�سماء‬ ‫الكليات واجلامعات املعرتف بها يف كل‬ ‫العراق على موقعها االلكرتوين والتي‬ ‫مت��ت امل���ص��ادق��ة عليها م��ن قبل جمل�س‬ ‫ال� ��وزراء وع��دده��ا ‪ 27‬جامعة وكلية ‪.‬‬ ‫كما ان الكليات االهلية املعرتف فيها يف‬ ‫بغداد ي�سمح لها بالعمل فقط يف بغداد‬ ‫وال ي�سمح لها بفتح فرع اخر يف حمافظة‬ ‫اخرى‪ ،‬واذا مت فتح كلية اخرى يف تلك‬ ‫املحافظة فتحتاج اىل موافقة اخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬امل��ع��روف ان��ه حتى يتم فتح جامعة‬ ‫او كلية اهلية يحتاج اىل توفري املكان‬ ‫واملناهج قبل االج��ازة مما يعني خ�سائر‬ ‫كبرية مع احتمالية ان يرف�ض الطلب؟‬

‫‪ -‬ه��ذا لي�س �صحيحا‪ ..‬ال ��وزارة تطلب‬

‫فـ��ي الكث�ير م��ن دول الع��امل التعلي��م الأهل��ي ه��و املتق��دم عل��ى التعلي��م احلكوم��ي‬

‫ت��وف�ير بناية وجمل�س ام �ن��اء وحتديد‬ ‫تخ�ص�صات وم���س��اح��ات خ�ضر بعدها‬ ‫ي�سمح لها باال�ستعداد ل�لاع�لان لقبول‬ ‫الطلبة‪.‬‬

‫‪ ‬هل تتدخل ال��وزارة يف ا�سعار الكليات‬ ‫حيث جند ان اال�سعار متفاوتة؟‬

‫ ال�ت���س�ع�يرة ح�سب االخت�صا�صات‪،‬‬‫فالعملية تكون اغلى كونها حتتاج اىل‬ ‫خم�ت�برات‪ ،‬وال ��وزارة تراقب اال�سعار‪،‬‬ ‫و��س�ن��وي��ا ي�ج��ب ان ال ت��زي��د ع��ن احلد‬ ‫املعلوم خ�صو�صا يف احلالة الت�صاعدية‬ ‫بني ال�صفوف‪.‬‬ ‫‪ ‬اال تخلق اجل��ام��ع��ات االه��ل��ي��ة متايزا‬ ‫طبقيا؟‬

‫ ال اعتقد ذلك‪ ،‬هناك الكثري من الفقراء‬‫واالغ��ن��ي��اء ي��در� �س��ون يف اجلامعات‬ ‫االهلية واحلكومية ‪ .‬نحن الدولة االكرب‬ ‫يف العامل من حيث التعليم املجاين يف‬ ‫العامل‪.‬‬

‫‪ ‬فيما يخ�ص الدرا�سات العليا‪ ،‬هل �سي�سمح‬ ‫بفتحها يف الكليات االهلية؟‬

‫ حل��د االن ق��ان��ون التعليم ال �ع��ايل ال‬‫ي���س�م��ح ل�ل�ج��ام�ع��ات االه �ل �ي��ة ان متنح‬ ‫درا�� �س ��ات ع�ل�ي��ا‪ ،‬خ���ص��و��ص��ا وان هذه‬ ‫الكليات غري م�ؤهلة حتى الآن‪ .‬قد ي�سمح‬ ‫لها �إذا ا�صبحت م�ؤهلة‪.‬‬

‫املنظومة بحاجة �إىل درا�سة‬ ‫الدكتور (ج�لال �صفاء ال��دي��ن)‪ /‬رئي�س‬ ‫ق���س��م ال �ل �غ��ة االن �ك �ل �ي��زي��ة يف اجلامعة‬ ‫العراقية �سبق له التدري�س يف جامعات‬ ‫وكليات اهلية خ��ارج العراق ودخ��ل يف‬ ‫جتربة ان�شاء كلية اهلية داخل العراق‪،‬‬ ‫يو�ضح قائال‪:‬‬ ‫ ه��ي ال ت�سمى اجل��ام�ع��ات االهلية بل‬‫الكليات االهلية اجلامعة‪ .‬يف كل الدول‬ ‫االورب �ي��ة وال�ع��رب�ي��ة امل �ج��اورة ت�سمى‬ ‫اجلامعات االهلية النها ت�ضم موا�صفات‬ ‫ارق� � ��ى م� ��ن م ��وا�� �ص� �ف ��ات اجل ��ام� �ع ��ات‬ ‫احلكومية‪ ،‬لكن لدينا ما زالت مالحمها‬ ‫غري وا�ضحة‪ .‬هي اكرب من كلية وا�صغر‬ ‫من جامعة‪ ،‬فالقانون اخلا�ص بالكليات‬ ‫االهلية مل يحدد الت�سمية على ام��ل ان‬ ‫ت�سمى يف امل�ستقبل ب��اجل��ام�ع��ات‪ .‬من‬ ‫ال�ن��اح�ي��ة االج��رائ �ي��ة ا��ص�ب�ح��ت كليات‬ ‫ج��ام�ع��ة ح�ت��ى ان �ه��ا ب��االن�ك�ل�ي��زي��ة تدعى‬ ‫(‪ )university college‬وهذه‬ ‫حالة يندر وجودها يف انحاء العامل ‪،‬‬ ‫ف�إما ان تكون كلية او جامعة‪ ،‬الن هناك‬ ‫فرقا يف ال�ك��ادر والهيكلية‪ .‬فال�شخ�ص‬ ‫الذي يديرها مثال ي�سمى يف كل الكليات‬ ‫االهلية عميد كلية بينما يف احلقيقة‬ ‫يعطى �صالحيات رئي�س جامعة وا�سعة‪.‬‬ ‫فعند ت�أ�سي�سها �أن�شئت جمال�س امناء‬ ‫داخل الكلية نف�سها يتمتعون ب�صالحية‬ ‫جمل�س اجلامعة‪ .‬يف عهد النظام ال�سابق‬ ‫مت حل جمال�س االمناء واوكلت �صالحية‬ ‫جمل�س االمناء اىل جمل�س الكلية وهذا‬ ‫امر خطر‪ ،‬الن جمل�س الكلية الميكن ان‬ ‫يكون جمل�س جامعة‪ ،‬وامل�ف��رو���ض انه‬ ‫عندما يتم ال�غ��اء جمل�س االم�ن��اء يجب‬ ‫ان يتبقى جمل�س جامعة بكل �صالحياته‬ ‫امل��وج��ودة وامل �ع �م��ول ب�ه��ا يف اللوائح‬ ‫العراقية املنظمة لعمل الكليات االهلية‬ ‫يف وزارة ال�ت�ع�ل�ي��م ال �ع��ايل والبحث‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫‪ ‬مدى اهميتها لعملية التعليم العايل‪ ،‬هل‬ ‫هي واجهة جتارية ام لها فائدة علمية؟‬

‫ابت�سام عبد الرحيم‪ /‬ا�ستاذة جامعية‬

‫د‪ .‬جالل �صفاء الدين‪ /‬رئي�س ق�سم اللغة‬ ‫االنكليزية يف اجلامعة العراقية‬

‫د‪ .‬ريا�ض خليل ابراهيم‪ /‬كلية اللغات‬

‫قا�سم حممد جبار‪ /‬مدير اعالم وزارة‬ ‫التعليم العايل والبحث العلمي‬

‫ يجب القاء ال�ضوء عليها من بداية‬‫ت�أ�سي�سها ك��ي ال نظلم ال�ت�ج��رب��ة‪ ،‬فقد‬ ‫ب ��د�أت يف منت�صف الثمانينيات‪ ،‬يف‬ ‫ف�ترة اخل�صخ�صة اي حتويل القطاع‬ ‫العام اىل خا�ص من قبل احلكومة‪ .‬كان‬ ‫هنالك توجه ل��دى ال��دول��ة بعد انتهاء‬ ‫احل��رب العراقية االيرانية ا�ضافة اىل‬ ‫ال�ب�ع��د ال� ��دويل ال ��ذي ن�ت��ج ع��ن انهيار‬ ‫االحت� ��اد ال���س��وف�ي�ت��ي ون �ه��اي��ة االفكار‬

‫اال�شرتاكية التي تت�ضمن ادارة الدولة‬ ‫للمجتمع اىل االق�ت���ص��اد احل ��ر ال��ذي‬ ‫يتحكم فيه ر�أ� ��س امل ��ال‪ ،‬ه��ذا انعك�س‬ ‫على التعليم‪ ،‬فان�شئت الكليات االهلية‪،‬‬ ‫وب���ش�ك��ل ع ��ام � �ش �ع��اره��ا ه��و اجلانب‬ ‫العلمي ثم اال�ستثمار‪ ،‬بع�ض الكليات‬ ‫ت�شكلت حولها جمال�س حتقيقية كونها‬ ‫و�ضعت �شعار اال�ستثمار والربحية ثم‬ ‫اجلانب العلمي‪ .‬اظن ان عقلية احل�صار‬ ‫ه��ي م��ن اث��ر علينا‪ ،‬ف��امل��واط��ن ه��و من‬ ‫ح��و��ص��ر ول�ي����س ال �ن �ظ��ام‪ ،‬ل ��ذا ت�أثرت‬ ‫ميزانيته اليومية وحرم من الكثري من‬ ‫املتطلبات‪ .‬ت�أثر قطاع التعليم االهلي‬ ‫بهذه االره��ا��ص��ات حتى حت��ول بع�ض‬ ‫ا�ساتذة العلم اىل ال�ت�ج��ارة‪ .‬احل�صار‬ ‫انتهى لكن عقليته مازالت تع�ش�ش يف‬ ‫ادمغتنا مم��ا ي�شكل ف��رق��ا ك�ب�يرا بيننا‬ ‫وب�ين ال��دول االخ��رى‪ ،‬ف�صار الهاج�س‬ ‫املادي هو امل�سيطر‪.‬‬ ‫‪ ‬هل هي م�شاريع رابحة؟‬

‫ جدا‪ ،‬ويف الدول الر�صينة واملتقدمة‬‫جتد هنالك نوعني من اجلامعات‪ .‬هنالك‬ ‫جامعة كاليفورنيا وكاليفورنيا �ستيت‪،‬‬ ‫الثانية تابعة للدولة بينما االوىل هي‬ ‫اهلية‪ .‬وعادة تكون االهلية �أكرث ر�صانة‬ ‫بينما احلكومية ه��ي االق��ل م�ستوى‪.‬‬ ‫هذه القاعدة تنطبق على بع�ض الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ففي االردن مثال هناك جامعة‬ ‫اال�سراء جيدة جدا و جامعة الزيتونة‬ ‫مثال وه��ي اه��م من الكليات احلكومية‬ ‫ل��وج��ود ع��ام��ل ال��ر� �ص��ان��ة والتناف�س‬ ‫واحلر�ص الن هنالك م�ستثمرين فهنالك‬ ‫جمل�س ت�ع��ب يف ت��أ��س�ي���س�ه��ا‪ ،‬ا�ضافة‬ ‫اىل التناف�س للح�صول على ال�سمعة‬ ‫وال�سمعة هي التي جتلب امل��ال‪ ،‬بينما‬ ‫يف بلدنا يفكر م�ؤ�س�س الكلية االهلية‬ ‫يف تكوين قاعدة مادية ليبد�أ منها وهذا‬ ‫خط�أ‪.‬‬ ‫‪ ‬من هو ال�ضحية؟‬

‫ هو الطالب بالتاكيد كونه ج��زءا من‬‫املجتمع واحد احللقات امل�ستفيدة‪ ،‬اي‬ ‫املخرجات التعليمية‪ ،‬فالهدف ال�سلوكي‬ ‫للتعليم ه��و تخريج نخبة م��ن الطلبة‬ ‫تنعك�س يف ث�ق��اف�ت�ه��ا وتخ�ص�صاتها‬ ‫وخربتها وكفاءتها على رف��ع م�ستوى‬ ‫وكفاءة العمل يف تطوير املجتمع‪ ،‬اي‬ ‫العمل على اي�ج��اد خم��رج��ات تعليمية‬ ‫ذات كفاءة عالية‪ ،‬بينما يح�صل طالب‬ ‫الكلية االهلية على ال�شهادة بامواله اي‬ ‫اليكون لدى معظمهم دافع اال القلة‪.‬‬

‫‪ ‬وم���اذا ع��ن كليات ال��ط��ب وال�صيدلة‬ ‫االهلية؟‬

‫ اظ��ن ان كليات كهذه فيها ج��اد كونه‬‫خمتربيا‪ .‬لكن ميكن ان يكون هنالك‬ ‫ت�سيب‪.‬‬

‫‪ ‬و�أين هو اخللل اذن بر�أيكم يف الكليات‬ ‫االهلية‪ ..‬وماهو احلل؟‬

‫ املنظومة كلها حت�ت��اج اىل درا�سة‪،‬‬‫يجب اع��ادة النظر يف قانون الكليات‬ ‫االهلية ومناق�شته‪.‬‬ ‫‪ ‬هل انتم امع الكليات االهلية ام �ضدها؟‬

‫ال ميكن ان نكون �ضد‪ ،‬يجب ان ن�سري‬‫مع ركب التطور‪ ،‬لكن يجب اعادة النظر‬ ‫ب��ال�ك��وادر وال�ق��وان�ين‪ ،‬يجب ان يكون‬ ‫هناك مفت�شون خا�صون للق�ضاء على‬ ‫الف�ساد املايل وبالذات الف�ساد العلمي‪،‬‬ ‫اي اجن� ��اح ال�ط�ل�ب��ة دون وج ��ه حق‪.‬‬ ‫لدينا على �سبيل امل�ث��ال كلية احلدباء‬ ‫يف املو�صل التي تفوقت على جامعة‬ ‫املو�صل علما ان جامعة املو�صل تفوقت‬ ‫على جامعة ب�غ��داد يف ‪ . 2001‬لدينا‬ ‫ك��وادر مهمة ‪ ،‬واحل��ل ه��و دع��م الدولة‬ ‫لهذه الكليات لتكون مناف�سة للحكومية‬ ‫ومراقبتها ب�ج��دي��ة‪ ،‬ففي دول عربية‬ ‫مثال متنح ال��دول��ة االر���ض وتاخذ ‪%5‬‬ ‫ن�سبة رب��ح والباقي للجامعة مل��دة ‪50‬‬ ‫�سنة تقريبا‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.