alnaspaper no.138

Page 3

‫‪10‬‬

‫ت � � ��اري � � ��خ‬

‫‪No.(138) - Monday 21, November, 2011‬‬

‫العدد (‪ - )138‬األثنين ‪ 21‬تشرين الثاني ‪2011‬‬

‫ّغزو الكويت – برواية الشيخ سعود الصباح‬ ‫سلسلة من المقاالت كشفت فيها عن اسرار احتالل صدام للكويت ‪ ،‬واليوم تستكمل هذا الموضوع بنشر الرواية‬ ‫نشرت‬ ‫الكويتية لهذا االحتالل بلسان سفير الكويت بواشنطن الشيخ سعود الناصر الصباح ‪ .‬تعد شهادة الشيخ سعود مهمة في‬ ‫توثيق ما غمض من هذا الغزو ‪ ،‬فهو من العائلة المالكة وحظي بموقع قريب جدا من االدارة االميركية ‪ ،‬كما أنه يسلط الضوء على‬ ‫كواليس الدبلوماسية في تلك الفترة المثيرة‪ .‬بيد أنه يذكر اشياء تبدو غير معقولة عن وجود مؤامرة عربية أسهم فيها فضال‬ ‫عن العراق ‪ ،‬االردن ومنظمة التحرير الفلسطينية واليمن ‪ ،‬بل أنه يشرك الكي جي بي السوفيتية كطرف في هذه المؤامرة ‪ .‬في‬ ‫كل االحوال تلك هي روايته الخاصة ‪ ،‬وأسرار تلك الفترة المضطربة ما زالت بحاجة الى المزيد من البحث ‪.‬‬

‫ال��ح��ل��ق��ة | ‪| 2‬‬

‫سعود الصباح‬

‫عبارتان قالهما بوش في يوم واحد ‪( :‬العدوان على الكويت لن يدوم) و (انتظر وسترى)‬ ‫ّ‬

‫لو استجاب بوش لمطالب بيكر لتحولت القضية الكويتية الى وضع مماثل للقضية الفلسطينية‬ ‫أزمات‬

‫ال ��دول ال�ع��رب�ي��ة‪ ،‬خ�صو�صا الفئة املهيمنة‬ ‫على بع�ض املنظمات التي هي من جن�سية‬ ‫فل�سطينية ا�صال‪.‬‬

‫�أ�شار ال�شيخ �سعود اىل �أنه بعد انتقاله من لندن‬ ‫ك�سفري للكويت منذ عام ‪ 75‬اىل ‪ ،81‬ثم ت�سلمه‬ ‫مهامه ك�سفري يف وا�شنطن �شاءت الظروف �أن‬ ‫حتدث االزمات يف منطقة اخلليج‪ ،‬التي كانت‬ ‫بدايتها احلرب العراقية ‪ -‬الإيرانية والق�ضايا‬ ‫العربية االخرى‪ .‬ف�ضال عن ذلك �أ�شار اىل �أن‬ ‫الواليات املتحدة كانت قلقة جدا من وجود‬ ‫‪� 8‬آالف فني �سوفيتي �ضمن ق��وات احلر�س‬ ‫اجلمهوري العراقي‪ ،‬وكان ه�ؤالء م�س�ؤولني‬ ‫عن �صواريخ ال�سيلكووم و�صواريخ اخرى‬ ‫وبع�ض الدبابات التي ك�شفتها �صور االقمار‬ ‫ال�صناعية‪ .‬وطلبت االدارة االم�يرك�ي��ة من‬ ‫االحت� ��اد ال���س��وف�ي�ت��ي �آن � ��ذاك ��س�ح��ب ه� ��ؤالء‬ ‫الفنيني من مواقعها على احل��دود الكويتية ـ‬ ‫العراقية واحلر�س اجلمهوري‪ ،‬وكان وا�ضحا‬ ‫�أن ل��دى االحت ��اد ال�سوفيتي ات�ف��اق�ي��ات مع‬ ‫العراق ل�ضرورة التدريب‪ ،‬وال ي�ستطيع يف‬ ‫هذه الظروف ان يتخلى عن التزاماته جتاه‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫ومل ي�خ��ف ا��س�ت�غ��راب��ه م��ن ا� �ص��رار االحت��اد‬ ‫ال�سوفيتي على االلتزام باالتفاقيات يف تلك‬ ‫الظروف مع تكرار الواليات املتحدة طلبها‬ ‫وتكرار الرف�ض الرو�سي �أي�ضا‪ .‬وا�ضاف ‪« :‬‬ ‫ُب ِّلغت ان هذا الو�ضع يقلق الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫لأن االمر لي�س فقط تهديدا عراقيا للكويت‪،‬‬ ‫بل التهديد اك�بر من عراقي ‪ ،‬لي�س للكويت‬ ‫فقط بل للمنطقة ككل»‪.‬‬

‫ال أنصحك‬

‫الرئي�س ق��ال يل م��ا ر�أي��ك يف �أن اجتمع مع‬ ‫بع�ض هذه اجلمعيات العربية االمريكية فقلت‬ ‫له ال ان�صحك بان جتتمع معهم‪ ،‬كمنظمات‪،‬‬ ‫وامن��ا اجتمع معهم ك ��أف��راد‪ .‬وقلت ل��ه اترك‬ ‫املو�ضوع يل مع م�ست�شارك جونز ورئي�س‬ ‫العاملني يف البيت االبي�ض لطلب �شخ�صيات‬ ‫عربية امريكية جتتمع معهم ت�ستو�ضح منهم‪،‬‬ ‫فقال ليكن ذلك‪ ،‬فجل�ست مع جون�س واقرتحنا‬ ‫�شخ�صيات عربية امريكية‪ ،‬ودعاهم الرئي�س‬ ‫فيما بعد واجتمع معهم وو�ضح لهم االمور‬ ‫ال���س�ي��ا��س�ي��ة‪ ،‬وخ��رج��وا م��ن ه ��ذا االجتماع‬ ‫واعلنوا بيانا وا�ضحا بت�أييدهم للرئي�س‬ ‫االمريكي‪.‬‬

‫مواقف‬

‫‪ ‬تاتش��ر تنصح ب��وش بعدم العودة إلى مجلس األمن ‪ ..‬لكن ب��وش أراد تغطية كاملة‬ ‫‪ ‬جمعي��ات عربي��ة ف��ي أمي��ركا كن��ا ندعمها اتخ��ذت مواقف غي��ر مؤي��دة للكويت‬

‫الرأي العام األميركي‬

‫ذك ��ر ال �� �ش �ي��خ � �س �ع��ود ان ��ه ال �ت �ق��ى الرئي�س‬ ‫االم�يرك��ي ج��ورج بو�ش يف البيت االبي�ض‬ ‫يف ‪ 8‬اغ�سط�س‪ ،‬وق��ال له بو�ش نحن معكم‪،‬‬ ‫لكن ن��ري��د م�ساعدتكم بك�سب ال ��ر�أي العام‬ ‫االم�يرك��ي‪ ،‬وك�سب اع�ضاء الكونغر�س‪ ،‬لأن‬ ‫ه��ذه احل��رب ت��أت��ي بعد ح��رب فيتنام‪ ،‬فهذه‬ ‫الق�ضية حتتاج اىل جهود م�شرتكة‪.‬‬ ‫وا� �ض��اف «ال��ر� �س��ال��ة ك��ان��ت وا� �ض �ح��ة‪ ،‬وهو‬ ‫ان البع�ض يف االدارة االمريكية‪ ،‬وه��م من‬ ‫احلمائم لي�س لهم رغبة يف اختيار احلرب‬ ‫وال �ت��دخ��ل ال �ع �� �س �ك��ري‪ ،‬وا�� �ص ��وات خا�صة‬ ‫م��ن الدميقراطيني �ضد ال�ت��دخ��ل الع�سكري‬ ‫واالبتعاد عنه»‪.‬‬ ‫وي�ستكمل ال�شيخ �سعود روايته للموقف بعد‬ ‫‪ 8/2‬ويقول‪:‬‬ ‫ عربت القوات العراقية احل��دود الكويتية‬‫فجر الثاين من اغ�سط�س ال�ساعة الواحدة‬ ‫بعد منت�صف الليل‪ ،‬وكان ذلك عند ال�ساعة ‪6‬‬ ‫م�ساء يف توقيت وا�شنطن‪ ،‬وعقدت م�ؤمترا‬ ‫�صحفيا يف اليوم نف�سه وطلبت من امريكا‬ ‫التدخل الع�سكري ب��ردع ال�ق��وات العراقية‪،‬‬ ‫ويف ال��راب��ع من اغ�سط�س تلقيت ات�صاالت‬ ‫م��ن البيت االب�ي����ض و�أب�ل�غ��ت ب��ان الرئي�س‬ ‫بو�ش يريد خماطبة االمري هاتفيا‪ ،‬وبالفعل‬ ‫رتبنا هذا االم��ر‪ ،‬وحتدث الرئي�س بو�ش مع‬ ‫االمري وكنت انا اي�ضا على الهاتف من اجل‬ ‫الرتجمة‪.‬‬ ‫وق��د اك��د الرئي�س بو�ش خ�لال تلك املحادثة‬ ‫الهاتفية دعم بالده للق�ضية الكويتية‪ ،‬لكنه مل‬ ‫يحدد اخليارات التي �سوف يتبعها لكنه ابلغ‬ ‫االمري ب�أن وا�شنطن ترف�ض العدوان العراقي‬ ‫الغا�شم و�ستعمل ما يف و�سعها لإنهاء العدوان‬ ‫وكان �سمو االمري مرتاحا لنتائج املحادثة‪.‬‬ ‫يف اخلام�س من اغ�سط�س اتخذت الواليات‬ ‫املتحدة ق��رار التدخل الع�سكري للدفاع عن‬ ‫ال�سعودية اوال ومن ثم اللجوء اىل خيارات‬ ‫اخ ��رى ل�ت�ح��ري��ر ال �ك��وي��ت‪ ،‬وب�ع��ده��ا اجتمع‬ ‫ال��رئ�ي����س ب��و���ش ب �ق �ي��ادات ال�ب�ي��ت االبي�ض‬ ‫وم �� �س ��ؤويل ال��دف��اع واخل��ارج �ي��ة يف كامب‬ ‫ديفيد وبعدها اطلق الرئي�س بو�ش عبارتني‬ ‫��ش�ه�يرت�ين ب�ي�ن�م��ا ك ��ان ي�ترج��ل م��ن طائرة‬ ‫الهليكوبرت االوىل‪« :‬ال�ع��دوان على الكويت‬ ‫لن يدوم»‪.‬‬

‫موقفا بوش وبيكر‬

‫وق��د ك��ان ه��ذا امل��وق��ف مفاجئا للم�س�ؤولني‬ ‫االمريكيني‪ ،‬اذ انه يف االجتماع مل يتم االتفاق‬ ‫على هذا‪ ،‬والرئي�س بو�ش اتخذ القرار على‬ ‫م�س�ؤوليته ال�شخ�صية‪ .‬اما العبارة الثانية‬ ‫التي كانت ر�سالة وا�ضحة للنظام العراقي‬ ‫فهي عندما �س�أله �صحفي ماذا تنوي عمله يا‬ ‫�سيادة الرئي�س فاجاب ‪- Wait Watch :‬‬ ‫�أي انتظر لرتى‪.‬‬ ‫ويك�شف ال�شيخ �سعود النا�صر ان موقف‬ ‫بو�ش امل�ؤيد للح�سم الع�سكري قد ادى اىل‬ ‫ان�شقاق داخل االدارة االمريكية‪ ،‬واخذ على‬ ‫وزير اخلارجية �آنذاك جيم�س بيكر الذي كان‬ ‫ميثل تيار احلمائم بالن�سبة للق�ضية الكويتية‬ ‫ان��ه ك��ان خ�لال اجتماع بو�ش بالقيادات يف‬ ‫ك��ام��ب دي�ف�ي��د ي��دف��ع ب��اجت��اه رف����ض التدخل‬ ‫الع�سكري املبا�شر على ان يتم التعاطي يف‬ ‫الق�ضية الكويتية من خالل وزارة اخلارجية‬ ‫واالمم امل� �ت� �ح ��دة‪ ،‬ول� ��و ا� �س �ت �ج��اب بو�ش‬ ‫ملطالب بيكر لدخلنا يف نفق مظلم وحتولت‬

‫الق�ضية الكويتية اىل و�ضع مماثل للق�ضية‬ ‫الفل�سطينية او فل�سطنة الق�ضية الكويتية‪،‬‬ ‫وقد عرب بيكر عن رف�ضه لقرار بو�ش باحل�سم‬ ‫الع�سكري املبا�شر ب�أن اعتكف ملدة ا�سبوعني‬ ‫يف والية وابومنيك وقد ادار اخلارجية خالل‬ ‫تلك الفرتة نائب وزير اخلارجية ايغل بريغر‬ ‫الذي اكد دعمه ملواقف بو�ش‪ .‬وبعدما بد�أت‬ ‫القوات االمريكية بالو�صول اىل ال�سعودية‬ ‫عاد بيكر لريكب موجة التحرير‪ ..‬وللتاريخ‬ ‫ف�إن موقف بيكر مل يكن داعما ملواقف بو�ش‬ ‫ولو اخذ بر�أيه لدخلنا يف نفق مظلم ورمبا‬ ‫ك�ن��ا م��ا زل�ن��ا ح�ت��ى ال �ي��وم ن �ح��اول ا�ستعادة‬ ‫الكويت‪.‬‬

‫مواقف السعودية‬

‫ويف ال�ساد�س م��ن اغ�سط�س بعث الرئي�س‬ ‫بو�ش وف��دا رفيع امل�ستوى اىل ال�سعودية‬ ‫ب��رئ��ا��س��ة وزي���ر ال��دف��اع االم�ي�رك��ي يف ذلك‬ ‫الوقت لي�ست�أذن اململكة انزال قوات امريكية‬ ‫فورا نظرا للمخاطر التي كانت تلوح‪ ،‬وبعد‬ ‫و�صوله اىل اململكة واجتماعه مع امللك فهد‬ ‫اعلنت ال�سعودية موافقتها يوم ‪1990/8/7‬‬ ‫النزال القوات االمريكية‪ ،‬وبالفعل يف اليوم‬ ‫نف�سه توجهت الطالئع الع�سكرية االمريكية‬ ‫اىل ال�سعودية وب ��د�أت الو�صول يف م�ساء‬ ‫اليوم نف�سه‪.‬‬ ‫وق��د �سبقت موافقة ال�سعودية على انزال‬ ‫القوات االمريكية قمة القاهرة يف العا�شر من‬ ‫اغ�سط�س وهذا يعني ان ال�سعودية مل تراهن‬ ‫على امنها وا�ستقرارها وحرمة ارا�ضيها على‬ ‫ق��رارات عربية وتقع يف اخلط�أ نف�سه الذي‬ ‫وقعت فيه الكويت قبل ‪ ،1990/8/2‬واعتقد‬ ‫ان ق��رار ال�سعودية هو ق��رار حكيم حلماية‬ ‫ار�ضها و�شعبها وحرمة ارا�ضيها‪ ،‬وي�ضيف‬ ‫ان ال��رئ �ي ����س االم�ي�رك ��ي ك���ان ب �ح��اج��ة اىل‬ ‫التعاون يف اقناع بع�ض قيادات الكونغر�س‬ ‫وب��االخ����ص احل��زب ال��دمي�ق��راط��ي ال��ذي كان‬ ‫معار�ضا اىل حد ما ل�سيا�سة الرئي�س والر�أي‬ ‫العام االمريكي وو�سائل االعالم االمريكية‪،‬‬

‫وكنا يف ق��ارب واح��د‪ ،‬وال ان�سى �أن عملي‬ ‫يف وا�شنطن كان م�شرتكا مع اخي وزميلي‬ ‫�سفري ال�سعودية يف وا�شنطن االم�ير بندر‬ ‫بن �سلطان‪ ،‬وكنا على ات�صال دائم واجتماع‬ ‫يومي بيننا‪ ،‬وك��ان يقوم االم�ير بندر يوميا‬ ‫يف متام ال�ساعة ‪ 5‬م�ساء بزيارتي يف ال�سفارة‬ ‫لتبادل املعلومات‪.‬‬ ‫وك��ان يطلع على جميع االم��ور واالج��راءات‬ ‫التي كانت تتخذ لتعزيز القوات االمريكية‬ ‫وتواجدها يف ال�سعودية‪ ،‬وكان ال�شعار يف‬ ‫ذلك الوقت هو الدفاع عن اململكة‪.‬‬ ‫وهنا بد�أنا العمل بعد اتخاذ القرار ال�سيا�سي‬ ‫واالل� �ت ��زام يف االدارة االم�يرك �ي��ة‪ ،‬والآن‬ ‫م��راح��ل ت �ع��زي��ز ه ��ذه ال� �ق ��وات‪ ،‬خ��ا� �ص��ة ان‬ ‫االدارة االمريكية بد�أت با�ستدعاء االحتياط‬ ‫وتوجهت حاملة الطائرات «االندبندت» اىل‬ ‫اخلليج وبد�أت احل�شود تزداد يف ال�سعودية‪.‬‬

‫لمنظمات عربية‬ ‫مواقف ّ‬

‫ل�ق��د ك ��ان ال �ت��وج��ه اال��س��ا��س��ي ال�ترك �ي��ز على‬ ‫التعاطي مع الكونغر�س ومراكز الدرا�سات‬ ‫اال�سرتاتيجية التي تغذي االدارة االمريكية‬ ‫والآراء‪ ،‬وو� �س��ائ��ل االع�ل��ام واجلامعات‬ ‫وال��ر�أي العام االمريكي ككل‪ ،‬وكنا دائما يف‬ ‫حالة ا�ستنفار‪ ،‬وكانت �أهم نقطة هي تغطية‬ ‫و�سائل االعالم التي مل تق�صر يف تغطية ونقل‬ ‫مواقف الكويت‪ ،‬كما كانت هناك مواجهات‬ ‫تلفزيونية مع ال�سفري العراقي الذي حاول ان‬ ‫ين�شر الأكاذيب ونظرياته املفل�سة والباطلة‪،‬‬ ‫و�أقولها بكل �أمانة حينما �أذهب و�أينما �أذهب‬ ‫لأي جتمع يف مراكز ال��درا��س��ات والندوات‬ ‫انه كان هناك ت�أييد كامل للكويت وق�ضيتها‪،‬‬ ‫وح�ت��ى يف اجل��ام�ع��ات ك��ان��ت ح�شود كبرية‬ ‫من الطلبة امل�ؤيدين لنا‪ ،‬ومل �أ�سمع مواقف‬ ‫مناه�ضة ل�ل�ك��وي��ت و� �ض��ده��ا �إال م��ن بع�ض‬ ‫املجموعات العربية ال�ت��ي ك��ان��ت م�شاك�سة‬ ‫وتتحدث عن الق�ضية الفل�سطينية وحتاول‬ ‫ان حتول املو�ضوع اىل هذه الق�ضية‪ ،‬وكانت‬ ‫هناك بع�ض التظاهرات التي حملت بع�ض‬

‫اليافطات املكتوب عليها «ال ل�سكب الدماء‬ ‫من �أجل النفط»‪ ،‬وهذه العبارات هي لبع�ض‬ ‫امل�ت�ط��رف�ين م��ن ال�ي���س��ار واجل �م��اع��ات التي‬ ‫�أظهرت كرهها لكونهم مدعومني من تنظيمات‬ ‫ع��رب�ي��ة م��وج��ودة‪ ،‬ك�م��ا ان ه �ن��اك جمعيتني‬ ‫عربيتني كبريتني يف �أم�يرك��ا وهما جمعية‬ ‫االنتوبلي وجمعية ‪ ADC‬وقد �أن�شئتا بدعم‬ ‫من الكويت قبل الغزو‪ ،‬وعالقتنا كانت جيدة‬ ‫معهما‪ ،‬ولكن فوجئت م��ن جمعية ‪ADC‬‬ ‫ال�ن��ا��ش�ط��ة يف جم ��ال م�ك��اف�ح��ة التمييز فقد‬ ‫كانت �ضد الكويت طوال الوقت وكانت تنظم‬ ‫ت�ظ��اه��رات �أم ��ام البيت الأب�ي����ض وال�سفارة‬ ‫الكويتية‪ ،‬وال �أعلم حتى اليوم �سبب ذلك‪� ،‬أما‬ ‫اجلمعية الأخ��رى فكانت جمعية االنتوبلي‬ ‫التي �ساهمت الكويت يف ان�شائها وكان هناك‬ ‫تردد من قبل هذه اجلمعية العربية االمريكية‬ ‫لأن� ��ه مل ي �ك��ن ل �ه��م م��وق��ف حم� ��دد‪ ،‬وب� ��د�ؤوا‬ ‫يتمايلون يف مواقفهم وكنت وا�ضح ًا معهم‬ ‫وه��و خيار واح��د م��ن خيارين �إم��ا معنا �أو‬ ‫�ضدنا‪ ،‬وهذه املنطقة الرمادية لي�ست مقبولة‬ ‫وقلت لهم عليكم ان تتخذوا موقف ًا وا�ضح ًا‬ ‫و�صريح ًا الآن‪ ،‬وقمت قبل لقائي معهم ب�إعداد‬ ‫بيان لن�شره يف جميع ال�صحف االمريكية‬ ‫يت�ضمن دعم هذه املنظمة للكويت ومواقفها‬ ‫ول�سيا�سة الرئي�س الأمريكي‪ ،‬فاطلعوا على‬ ‫ال�صيغة ال�ت��ي و�ضعناها والح�ظ��ت ان بني‬ ‫احل�ضور م��ن ي�تردد وخائفا فقلت لهم اننا‬ ‫ل�سنا بحاجتكم و�إمن��ا بحاجة ال��ر�أي العام‬ ‫الأمريكي‪ ،‬وان ما يهمني هو ان يقف العرب‬ ‫الأمريكان مع احلق ولي�س مع الباطل‪ ،‬وقلت‬ ‫لهم انتم تعلمون عن مدى عالقتنا معكم‪.‬‬ ‫ولوال الكويت ملا �أُن�شئت هذه املنظمة‪ ،‬وطلبت‬ ‫منهم ان يذهبوا ليعقدوا اجتماعا يبحثون‬ ‫فيه الو�ضع على ان يكون موعدنا يف ال�ساعة‬ ‫الثانية ع�شرة ظهر اليوم التايل‪ ،‬وقلت لهم‬ ‫اذا وافقتم على ن�شر هذا االعالن اعتربكم من‬ ‫م�ؤيدينا و�سنقوم بن�شره‪ ،‬واذا مل ا�سمع منكم‬ ‫�سيكون لنا موقف من هذه اجلمعية‪.‬‬ ‫ويف ال�ي��وم ال�ت��ايل انتظرت رده��م ف�صارت‬

‫‪ ‬علي أكبر واليتي قرأ‬ ‫لي بيان الحكومة اإليرانية‬ ‫وطلب أن أضيف عليه ما‬ ‫أشاء‬ ‫ال�ساعة ‪ 12‬ظهرا‪ ،‬ومل يت�صلوا ويف ال�ساعة‬ ‫‪ 30،12‬ظهرا كلفت �أح��د العاملني بال�سفارة‬ ‫ب��االت���ص��ال ب�ه��م‪ ،‬ف�ق��ال��وا ان اع���ض��اء جمل�س‬ ‫االدارة ال ي ��زال ��ون يف االج �ت �م��اع وكانت‬ ‫االت�صاالت م�ستمرة حتى الثانية ظهرا‪ ،‬حيث‬ ‫ك��ان االع�ل�ان م��وج��ودا بال�صحف بانتظار‬ ‫ردي عليهم بالن�شر من عدمه‪ ،‬لغاية ال�ساعة‬ ‫الثانية والن�صف ظهرا ات�صلوا بنا وابلغوين‬ ‫موافقتهم على ن�شره ف�أعطيت التعليمات‬ ‫للن�شر يف جميع ال�صحف وبعد ن�شره حدثت‬ ‫�ضجة يف اجلالية العربية االمريكية‪ ،‬حيث‬ ‫حدث ان�شقاق بني منظمة االنتوبلي ومنظمة‬ ‫‪ A.D.C‬التي كانت �ضدنا‪ ،‬كما واجهنا‬ ‫م�شكلة ا�ستدعاين الرئي�س االمريكي ب�سببها‬ ‫فيما بعد وا�ستف�سر مني عن م�شكلة العرب‬ ‫االمريكان �ضدنا‪ ،‬خ�صو�صا انه الحظ بع�ض‬ ‫اال�صوات من املعلقني يف الربامج احلوارية‬ ‫التلفزيونية م��ن ا��ص��ل ع��رب��ي ام�يرك��ي �ضد‬ ‫الكويت والتدخل‪ ،‬فقلت له ال ت�س�ألني وامنا‬ ‫ا��س��أل رئي�س العاملني يف البيت االبي�ض‪،‬‬ ‫وه��و من ا�صل لبناين‪ ،‬فا�ستدعاه الرئي�س‬ ‫و�س�أله ف�أجابه بان هناك بع�ض املتطرفني لهم‬ ‫مواقف معينة‪ ،‬وقد يكونون بايعاز من بع�ض‬

‫السعودية لم‬ ‫تراهن على‬ ‫القرارات العربية بل‬ ‫استدعت القوات‬ ‫االميركية لحماية‬ ‫أمنها‬

‫ث��م يتحدث ال�شيخ �سعود ع��ن امل��وق��ف غري‬ ‫امل�ب�رر ملمثل اجل��ام�ع��ة ال�ع��رب�ي��ة يف امريكا‬ ‫ال�سيد مق�صود وانحيازه ل�صالح العراق‪.‬‬ ‫وق��ال‪ :‬هذا الرجل مع اال�سف كانت تربطني‬ ‫ب��ه عالقة وط�ي��دة يف الثمانينيات وال اريد‬ ‫ان اذك��ر م��ا قدمته ال�ك��وي��ت وم��ا ق��دم�ن��اه له‬ ‫م��ن م��واق��ف م ��ؤي��دة ودع ��م لأداء مهمته يف‬ ‫وا�شنطن كممثل للجامعة العربية‪ ،‬وعندما‬ ‫ح�صل الغزو كنا نعتقد بان موقفه مع رئي�س‬ ‫مكتب اجلامعة العربية يف وا�شنطن �سيعك�س‬ ‫موقف اجلامعة العربية والقمة العربية من‬ ‫ت�أييد للكويت واجتماعها يف ‪،1990/8/10‬‬ ‫ولكن مع اال�سف ه��ذا ال�شخ�ص اخ��ذ موقف ًا‬ ‫خم�ت�ل�ف��ا مت ��ام ��ا‪ ،‬وط �ب �ع��ا و� �س��ائ��ل االع �ل�ام‬ ‫االمريكية وجدت لها «�صيده» بان هذا ميثل‬ ‫اجلامعة العربية والعامل العربي ويتحدث‬ ‫بلغة خمتلفة متاما وك��ان يعار�ض ال�سيا�سة‬ ‫االمريكية والتدخل االمريكي وغ�يره‪ ،‬وان‬ ‫هذه الق�ضية يجب ان حتل من قبل اجلامعة‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة ب��دع��وى ان�ه��ا ق�ضية ع��رب�ي��ة بحت‬ ‫فكان موقفه غري م�شرف اطالقا‪ ،‬فقد ابتعد‬ ‫عن االت�صال بي‪ ،‬وانا اردت اال ا�ضيع وقتي‬ ‫وانزل اىل م�ستوى هذا ال�شخ�ص لالت�صال به‬ ‫او التباحث معه او التحدث معه‪ ،‬وكان هناك‬ ‫ا�ستياء منه م��ن خمتلف ال�سفراء وال��دول‬ ‫العربية التي اك��دت ان ه��ذا ال�شخ�ص ميثل‬ ‫ر�أيه وال ميثل ر�أي اجلامعة العربية‪.‬‬ ‫ويف ‪ 13‬اغ�سط�س زار ال�شيخ �صباح وا�شنطن‬ ‫والتقى جميع ال�ق�ي��ادات االم�يرك�ي��ة و�سمع‬ ‫ك�لام��ا ع��ن ال �ت��زام ال��والي��ات امل�ت�ح��دة ب�ش�أن‬ ‫الق�ضية الكويتية‪ ،‬وكانت عبارة واحدة مهمة‬ ‫جدا �سمعها ال�شيخ �صباح االحمد من وزير‬ ‫الدفاع االمريكي دي��ك ت�شيني حيث ق��ال له‪:‬‬ ‫«ال اريد ان اطيل احلديث معك النك م�شغول‬ ‫ونحن م�شغولون‪ ..‬نحن ام��ام التزام جتاه‬ ‫الكويت»‪ .‬وا�ستخدم كلمة «نحن ملتزمون»‬ ‫فكانت زي��ارة مهمة جدا لنا ودعم ًا جلهودنا‬ ‫وعملنا يف وا�شنطن‪.‬‬

‫لمـاذا بكى رئيس أعظم دولة؟‬

‫يف الثامن من اغ�سط�س ا�ستدعيت �إىل البيت‬ ‫الأبي�ض للقاء الرئي�س بو�ش‪ ،‬وبدا متعاطفا‬ ‫وق��وي الإرادة والقرار‪ ،‬و�أخ��ذ ي�س�ألني عدة‬ ‫�أ�سئلة ورك ��ز على م��ا �إذا ح�صلت عمليات‬ ‫اغ�ت���ص��اب م��ن ق�ب��ل ال �ق��وات ال�ع��راق�ي��ة بحق‬ ‫ن�ساء الكويت؟ ف�صمت ف�ترة قبل ان �أجيبه‬ ‫لأنني كنت �أعرف �أن املعلومة لديه‪ ،‬فقلت له‬ ‫�سيدي الرئي�س مل يكن بودي ان �أ�شري �إىل هذا‬ ‫املو�ضوع يف مكتبكم يف البيت الأبي�ض‪ ،‬وال‬ ‫يليق هذا احلديث يف مكتبكم لأن ممار�سات‬ ‫اجل�ن��ود العراقيني معروفة م��ن اغت�صابات‬ ‫متت وحلت بن�ساء الكويت‪ ،‬فالحظت روح‬ ‫التعاطف عليه‪ ،‬حيث اخرج الرئي�س منديله‬ ‫وب��د�أ مي�سح دم��وع��ه‪ ،‬لأن��ه ك��ان م�ت��أث��ر ًا بهذا‬ ‫الو�ضع‪.‬‬ ‫وق ��ال يل �أرج� ��وك ال ت�سرت�سل‪ ،‬لأن ك��ل ما‬ ‫ذكرته نحن على علم فيه و�أود �أن تنقل اىل‬ ‫القيادة الكويتية ان الواليات املتحدة تقف‬ ‫اىل جانبكم‪.‬‬ ‫ومل ندخل خ�لال االجتماع يف �أي تفا�صيل‬ ‫حول االج��راءات امل�ستقبلية‪ ،‬ولكن اراد بعد‬ ‫حمادثته مع �أمري البالد واملواقف التي اعلنها‬ ‫ان ي�ستمع مني بو�ضوح ع��ن ه��ذه الأم��ور‪،‬‬ ‫ومل�ست م��ن دون �أي �شك ان ه�ن��اك التزاما‬ ‫وا�ضحا‪ ،‬واخل�ط��وات املقبلة �سيتم ترتيبها‬ ‫يف اطار ما �سمي بقوات التحالف التي قادتها‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬وهنا ب��د�أ اال�ستنفار على‬ ‫عدة �أ�صعدة‪.‬‬

‫اتصال هاتفي من واليتي‬

‫ي�ضيف ال�شيخ �سعود‪ :‬يف الثاين من اغ�سط�س‬ ‫تلقيت ات�صاال هاتفيا من وزير خارجية ايران‬ ‫علي اكرب واليتي وكنت ا�شك يف البداية هل‬ ‫هو فعال ال�شخ�ص الذي طلبني‪ ،‬فطلبت رقم‬

‫الهاتف وقلت لهم انا �س�أت�صل بكم يف طهران‪،‬‬ ‫وبالفعل ات�صلت وكانت وزارة اخلارجية‪،‬‬ ‫حيث اح��ال��وا مكاملتي اىل وزي��ر اخلارجية‬ ‫االيرانية علي اكرب واليتي الذي كان يبحث‬ ‫عن �سمو ال�شيخ �صباح االحمد للتحدث معه‪،‬‬ ‫فقلت له ان ال�شيخ �صباح الآن يف ال�سعودية‪،‬‬ ‫ولكن حتى الآن ال اعرف اين �س�أت�صل به يف‬ ‫اململكة‪ ،‬فقال يل ان موقف اي ��ران �سيكون‬ ‫وا�ضحا واري��د ان �أت�ل��و عليك البيان الذي‬ ‫ننوي ا�صداره اليوم‪ ،‬واي مالحظة او ا�ضافة‬ ‫ترى �أنها منا�سبة لدعم الكويت رجاء ال ترتدد‬ ‫بان تقرتح ا�ضافتها‪ ،‬وبالفعل تال علي البيان‪،‬‬ ‫وك��ان رائعا وقويا‪ ،‬وه��ذا ما كنا نتمناه من‬ ‫اي��ران‪ ،‬فقلت له‪ :‬معايل الوزير ان هذا كاف‬ ‫وا�شكرك و�س�أنقل ه��ذه املعلومة اىل �سمو‬ ‫ال�شيخ �صباح االحمد‪.‬‬

‫االتصال‪ ..‬المفاجأة‬

‫يقول ال�شيخ �سعود انه تلقى يف الثاين من‬ ‫اغ�سط�س ات�صاال هاتفيا من ع�ضو جمل�س‬ ‫ال� �ن ��واب االم�ي�رك ��ي ك� ��وغ‪ ،‬وه ��و يف والي��ة‬ ‫كاليفورنيا‪ ،‬وك��ان موقفه معاديا ج��دا لنا‪،‬‬ ‫خ�صو�صا يف ما يتعلق بالق�ضية الفل�سطينية‪،‬‬ ‫وق��ال يل ب�صريح ال�ع�ب��ارة‪ :‬نحن نعلم �أنك‬ ‫م�شغول بالكثري من الق�ضايا‪ ،‬ولكن �أود ان‬ ‫اق��ول ل��ك �شيئا واح ��دا‪ :‬اننا نقف معك قلبا‬ ‫وقالبا‪ ،‬و�أي �شيء حتتاجه يف الكونغر�س‬ ‫وجم �ل ����س ال� �ن ��واب اع �ت�ب�ر ان ل ��ك �صديقا‬ ‫وت�ستطيع ان ت�ستعني به يف �أي وقت ت�شاء»‪.‬‬ ‫وك�شف ال�شيخ �سعود ال ��دور ال��ذي ق��ام به‬ ‫ال�ع��اه��ل االردين ال��راح��ل امل�ل��ك ح�سني ملنع‬ ‫ا�ستخدام القوة‪ ،‬وعندما ف�شل ومل يجد �آذانا‬ ‫�صاغية ل��دى امل���س��ؤول�ين االم�يرك �ي�ين كلف‬ ‫زوجته امللكة نور لكنها اي�ضا عادت برف�ض‬ ‫الطلب االردين‪.‬‬ ‫وي��دع��ي ال�شيخ �سعود ان امللك ح�سني كان‬ ‫مبثابة امل�ست�شار ال�سيا�سي ل�صدام ح�سني‪،‬‬ ‫واع �ط��ى ا���ش��ارة وا� �ض �ح��ة �إىل ان االدارة‬ ‫االمريكية وال�شعب لن يخو�ضا حربا لتحرير‬ ‫الكويت‪.‬‬

‫استغراب‬

‫وي�ستغرب ال�شيخ �سعود من �أن معظم الدول‬ ‫التي اخ��ذت مواقف �ضد الكويت كانت هي‬ ‫التي تتلقى م�ساعدات خارجية منه لربامج‬ ‫التنمية‪ ،‬وق��ال (امت�ن��ى ان ت�ستفيد م��ن هذا‬ ‫الدر�س)‪.‬‬ ‫وي�ستعر�ض �سعود النا�صر اي�ض ًا تفا�صيل‬ ‫امل �ع��رك��ة ال��داخ �ل �ي��ة ال �ت��ي مت خ��و� �ض �ه��ا يف‬ ‫ال��والي��ات امل�ت�ح��دة م��ن اج��ل احل���ص��ول على‬ ‫م��واف �ق��ة جم �ل ����س ال �� �ش �ي��وخ ع �ل��ى التدخل‬ ‫الع�سكري لتحرير الكويت‪ ،‬وروى كيف» ان‬ ‫بع�ض اع�ضاء جمل�س النواب ومنهم النائب‬ ‫ع��ن ن �ي��وي��ورك �ستيفن ��س��ول��رز ‪Steven‬‬ ‫‪�� Solars‬ش�ك�ل��وا ر�أ�� ��س ح��رب��ة ل�ل ��إدارة‬ ‫االمريكية ولنا يف عملية �إقناع الكونغر�س‬ ‫ب�ضرورة احل�سم الع�سكري»‪.‬‬ ‫وي �ق��ول ‪ « :‬ل�ق��د ك��ان��ت امل�شكلة يف اجلناح‬ ‫اليميني يف احل��زب الدميقراطي الراف�ض‬ ‫للح�سم الع�سكري املبا�شر‪ ،‬وق��د لعب بع�ض‬ ‫اع�ضاء جمل�س النواب وال�شيوخ دور ًا مهم ًا‬ ‫يف ترجيح الكفة التي كانت متقاربة جد ًا‬ ‫يف جمل�س ال�شيوخ مل�صلحة ق��رار الرئي�س‬ ‫االمريكي‪ ،‬واذك��ر ان ع�ضو جمل�س ال�شيوخ‬ ‫ليربمان �أبلغني بينما كنت يف مفاو�ضات معه‬ ‫على �ضرورة دعم اخليار الع�سكري قائ ًال‪ :‬ال‬ ‫ت���ض�ي��ع وق �ت��ك ف�ن�ح��ن م �ع��ك ووف� ��ر جهودك‬ ‫ل �غ�يرن��ا‪ ..‬ال ب��ل �أك ��د يل ان��ه م�ستعد للقيام‬ ‫ب��دور لدعم ق�ضيتنا‪ ..‬وك��ان ل �ه ��ؤالء‪ ،‬الذين‬ ‫يف احلقيقة كنا على عداء �سابق معهم ب�سبب‬ ‫الق�ضايا املتعلقة بالقومية والعربية وحتديد ًا‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬دور ك�ب�ير يف دع��م الق�ضية‬ ‫داخ��ل االجتماعات املغلقة بني اجلمهوريني‬ ‫والدميقراطيني»‪.‬‬ ‫ومل يكن هناك م�شكلة يف الت�صويت يف جمل�س‬ ‫ال �ن��واب الن االك�ثري��ة ك��ان��ت ت ��ؤي��د �سيا�سة‬ ‫الرئي�س بو�ش‪ ،‬وكانت م�شكلتنا اال�سا�سية‬ ‫يف جمل�س ال�شيوخ املكون من ‪ 100‬ع�ضو‬ ‫ويف كل والي��ة ع�ضوان وكانت الأغلبية يف‬ ‫ذلك الوقت للدميقراطيني فكانت املهمة �صعبة‬ ‫يف كيفية مترير �أي ق��رار‪ ،‬وكنا نعد اع�ضاء‬ ‫جمل�س ال�شيوخ بالر�أ�س كيف �سي�صوت �أو‬ ‫م��اذا �سيكون موقفه‪ ،‬فكانت عندنا االرق��ام‬ ‫متعادلة وخطرة جدا‪ ،‬ف�آلغور نائب الرئي�س‬ ‫االمريكي ال�سابق‪ ،‬كان موقفه غري معروف‬ ‫وغ��ام���ض� ًا وح��اول��ت ج �ه��دي ان اع ��رف �أين‬ ‫يتجه هذا ال�شخ�ص يف موقفه‪ ،‬وكان يرف�ض‬ ‫ان يعطيني �أي ر�أي‪ ،‬وق��ال �سي�أتي الوقت‬ ‫املنا�سب لتعرف موقفي‪ ،‬وكنا بحاجة اىل‬ ‫حوايل ‪� 10‬أ�صوات من احلزب الدميقراطي‬ ‫لك�سب املعركة وكانت هذه الأ�صوات الع�شرة‬ ‫غاية يف االهمية بالن�سبة لنا‪ ،‬يف حال جلوء‬ ‫الرئي�س اىل جمل�سي ال�شيوخ والنواب‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.