8
No.(102) - Sunday 25, September, 2011
العدد ( - )102األحد 25ايلول 2011
ثقـافـة
وج��ه��ة ال��ث��ق��اف��ة ال���ع���راق���ي���ة ...إل����ى أي���ن؟ تباينت المواقف ،واختلفت الرؤى حول الواقع الثقافي العراقي الراهن ،بعضهم يراه راكدا ،ويجتهد في توضيح أسباب هذا الركود ،وبعضهم اآلخر متفائل لدرجة كبيرة حيث يرى الثقافة العراقية قد سارت على سكة الصواب والتطور من خالل وفرة المطبوعات ونشاط االتحادات والمراكز التي انتشرت في عموم العراق ، والتي تعنى بالثقافة والمثقف .تقويم الواقع الثقافي العراقي ،وضعناه بين أيدي نخبة من المثقفين والفنانين واألدباء ،فكانت إجاباتهم متباينة من خالل هذا االستطالع . استطالع أجراه :محمد جابر أحمد يج�ب�روا ال�سلطة على االع�ت�راف بهم .عليهم �أن ي�ؤ�س�سوا لثقافة ر�صينة ،ايجابية تعرتف باحلوار وتبادل الر�أي .وت�أخذ بالر�أي الذي يخدم اجلميع .
شريف هزاع /كاتب مسرحي :
�أج ��د �أن الثقاف ��ة العراقي ��ة انق�سم ��ت �إىلق�سم�ي�ن هما ثقاف ��ة اجلنوب وثقاف ��ة ال�شمال با�ستثن ��اء العا�صمة بغداد و�إقلي ��م كرد�ستان ال ��ذي المي ��ت ب�صل ��ة م ��ن قري ��ب �أو بعي ��د لواق ��ع الثقافة العراقية لأن ل ��ه �أجندة قومية و�سيا�سي ��ة معروف ��ة ،واقع الثقاف ��ة العراقية الي ��وم انتق ��ل من �سيا�س ��ة القطبي ��ة الواحدة الت ��ي كان يقوده ��ا البع ��ث ( املنح ��ل ) اىل �سيا�س ��ة �صن ��ع �أقط ��اب عل ��ى ح�س ��اب هوي ��ة الآخري ��ن وانتماءاته ��م العرقي ��ة والثقافي ��ة والفكرية ...الخ وعلي ��ه �أق�ت�رح تفعي ��ل اجلان ��ب الرتب ��وي الت�أ�سي�س ��ي وف ��ق �آلي ��ة املواطن ��ة ولي� ��س املحا�ص�ص ��ة واملذه ��ب والقومي ��ة ،ت�أ�سي� ��س انتلجن�سي ��ا عراقية تنتم ��ي اىل هوية العراق ولي� ��س الهويات التي اتخذت طابع الهوايات ،اجل ��ذر احلقيق ��ي للمثق ��ف ان يك ��ون ح ��ر ًا وقلم ��ه �إن�ساني ��ا يت�س ��م بالنب ��ل الأخالق ��ي والعاملي ��ة ولي�س يف قوقعة مهما كانت كبرية �أو �صغرية .
جبار موسى ال يحيى /اعالمي :
ب�شري حاجم
حسين عيال /روائي :
لق ��د انته ��ى نظام ديكتات ��وري مقيت ،وبد�أنظ ��ام �آخ ��ر ،مل تتبلور طبيعته بع ��د ..وهذا املوقع خلق هام�ش ًا للحري ��ة حفز الثقافة لكي تتح ��رك وتو�س ��ع م�شهده ��ا ،ذل ��ك م ��ا نلم�سه م ��ن خ�ل�ال ال�صفح ��ات الثقافية الت ��ي ت�صدر �ضم ��ن اجلرائ ��د الت ��ي ت�صدر كل ي ��وم ،ومن خ�ل�ال الربام ��ج الثقافي ��ة يف الف�ضائي ��ات ، وم ��ن خ�ل�ال الن ��دوات الثقافية الت ��ي ن�شطت
مو�سى الها�شمي
يف املنتدي ��ات م ��ن جدي ��د � ،إننا ن�شه ��د حراك ًا ثقافي� � ًا حقيقي ًا فع ًال ،وتل ��ك حال جيدة ن�سبي ًا .افتقد العراقيون طيلة حكمهم اال يف فرتات
�شريف هزاع
ق�ص�ي�رة ،الثقاف ��ة احلقيقي ��ة ،فالثقاف ��ة التي ميكن �أن ن�ؤرخ لها يف تلك الفرتة ،امنا كانت ثقافة �أحادية ،تق ��وم على العنف والإق�صاء ، ومن ث ��م حتولت يف �سني النظ ��ام البائد اىل ثقاف ��ة تق ��وم عل ��ى ال�سم�سرة والعه ��ر ،ثقافة التهت ��م بالبن ��اء ،لي� ��س لن ��ا عه ��د �إذ ًا بثقاف ��ة ايجابي ��ة تق ��وم على احل ��وار وتب ��ادل الر�أي ،وم ��ن ثم قب ��ول الآخ ��ر ...علين ��ا اذ ًا ونحن نعي� ��ش ن�سم ��ة احلرية الت ��ي �أعقب ��ت �سقوط النظ ��ام �أن ن�سع ��ى لت�أ�سي� ��س ثقاف ��ة جديدة . ثقافة التقوم على العنف ،ثقافة متار�س نقد ًا بن ��ا ًء ت�ش ��رف من خالل ��ه على البن ��اء اجلديد لدول ��ة تقوم عل ��ى امل�ؤ�س�سات احل ��رة .ولكن الواقع ان ال�سيا�سي�ي�ن الآن التهمهم الثقافة . الذي يهمه ��م هو �إدامة حكمهم ب ��كل الو�سائل الإعالمي ��ة والدعائي ��ة � .إذ ًا عل ��ى املثقف�ي�ن �أن ين�ضم ��وا اىل منظم ��ات مدني ��ة فاعل ��ة لك ��ي
((أوراق من شجرة الذاكرة))
ّ
هاشم الطعان ..الشاعر الذي كان يحلم بالغد السعيد
عودة البطاط
فتى يافع ًا ،امتلئ حيوية ون�شاط ًا ع ��ام 1962 – 1961كنت ً ،و�أت ��وق �أن �أكون فرع ًا مثمر ًا يف �شج ��رة بلدي احلبيب بعد ث ��ورة 14مت ��وز .يف ال�ص ��ف الث ��اين متو�سط ��ة اجلمهورية للبنني – كنت �أخرج يف ال�ساحة كل يوم خمي�س القي ق�صيدة حما�سية ل�شاعر من �شعراء العرب الكبار ،وكان يناوبني يف ذل ��ك زميلي ال�شاعر �سعد البدران .يف بداية الدوام الر�سمي ل�سنة 1962ر�أينا مدر�س ًا جديد ًا يقف يف �ساحة املدر�سة �أمام �صف م ��ن طالب ال�صف الثالث ،وقبل ب ��دء اال�ستعداد و�إلقاء ٍ ق�صي ��دة ي ��وم اخلمي� ��س كاملعت ��اد يف ال�سنة املا�ضي ��ة ،خرج الأ�ست ��اذ اجلدي ��د و وقف ب�ي�ن ال�صف ��وف املحت�ش ��دة ،حيّانا جميع� � ًا ثم �ألق ��ى علينا كلم ��ة مقت�ضبة ،حيث ق ��ال :ا�سمحوا يل �أن �أحييك ��م �أعزائي الطلبة به ��ذه الباقة التي اقتطفتها من ب�ساتني �أم الربيعني ابت�سم كابت�سام الربيع ثم قال : �أعزائي هيئة التدري�س � ..أبنائي الطلبة : هل ر�أت عيناك �شعبي يوم �أرق�صنا ال�شعارات وعانقنا املدينة كان متوز على باب املدينة واقف ًا على باب املدينة واقف ًا يف برد رب حام ًال قيثار حب كان �شعبي واحلياة �شامخ القامة مرفوع اجلباه كان متوز الإله تتلظى مقلتاه بلهيب من ر�ؤاه �صفق ح�شد الط�ل�اب ،وملّا نظرت اىل عيني املتكلم ر�أيت عدة دمعات ترتقرق فيهما . خ ��رج مدير املدر�سة ارجت ��ل كلمة �شكر فيه ��ا املدر�س اجلديد وقدم ��ه لنا قائ�ل ً�ا :هذا الأ�ست ��اذ ها�شم الطع ��ان � ،أ�ستاذ اللغة العربي ��ة ،جاءن ��ا من مدينة �أم الربيعني ف�أه�ل ً�ا و�سه ًال به بني �أخوته و�أبنائه . قل ��ت ل�صاحبي �سعد الب ��دران � :أمتنى �أن يك ��ون مدر�سنا هذا الأ�ست ��اذ ،ف�أط ��رح علي ��ه ما �أكتب م ��ن �شعر لعل ��ه يهديني اىل ال�صواب ؟ و دخلن ��ا ال�صف ��وف وانتظرن ��ا �أ�ستاذنا القدمي ،فل ��م ي�أت .. انطل ��ق �ص ��وت الطالب يف هرج ومرج داخ ��ل ال�صف ،و�صل ال�صوت اىل الإدارة � ،سرعان ما جاء املدير ،وقف عند الباب هدد وتوعد ثم قال :انتظروا �أ�ستاذكم اجلديد . امتلأ قلبي فرح ًا ،حتى خلت �أين ارق�ص من �شدة الفرح . دخ ��ل الأ�ستاذ ها�ش ��م ،وقفنا ال�ستقباله ،رح ��ب بنا �أجل�سنا ، �س ��اد �صمت ،ثم بد�أ يف القط ��ار الأول للطلبة املحاذي للباب، وراح ي�س� ��أل ع ��ن �أ�س ��م كل واح ��د م ��ن الطالب ،وال ��ذي لفت انتباهي هو ما كان يطرحه على كل طالب �سائ ًال عن هوايته. ومل ��ا و�ص ��ل ا ّ يل �س�ألني كما �س� ��أل �أقراين وملّا قل ��ت له � :أحب ال�شعر والق�صة ،كما �أهوى الريا�ضة . �س�ألني والدك �أو والدتك �أو �أي واح ٍد من �أهلك ينظم ال�شعر؟ قلت :عمي � ..شاعر كبري . ربت على كتفي وم�ضى . يف اليوم الثاين جاء ،وملّا دخل ال�صف ناداين : تع ��ال يا �شاعرنا البط ��ل ..تقدمت �إليه ،م ّد يده ا ّ يل �صافحني بحرارة ،ثم قدم يل كتاب ًا : ً خذ هذا ديواين الأول ((غدا نح�صد)). م ��ا �أدري كي ��ف �أ�صف م�شاع ��ري حينه ��ا فلم �أمتال ��ك نف�سي ، �أخذت يده لأقبلها � ،سحب يده مني وقال : ماذا دهاك ؟ �إياك �أن تفعل هذا� ..أنا زميلكم . و�أذكر انه وجهنا يف يوم يقول� :إذا �أردمت �أن تكونوا �أدباء �أو �شعراء كبارا فعليكم بقراءة (نهج البالغة) للإمام علي!! وكان ه ��ذا الق ��ول ذكرين بق ��ول الإم ��ام علي لوال ��د الفرزدق ال�شاع ��ر الب�صري حينما جاء به وال ��ده اىل الإمام بعد واقعة
اجلم ��ل وقال للإم ��ام � :سيدي �أن هذا الفت ��ى ابني وانه يقول ال�شعر . فقال له علي � ( :أقرئه القر�آن ) . وكان يطل ��ب من ��ا �أن نحف ��ظ كل �أ�سبوع بع�ض ًا م ��ن كالم نهج البالغة ،وها �أنا مازلت �أحفظ بع�ض ًا مما قر�أت . و�أذك ��ر انه كان ي�شجعن ��ي طالب ًا مني �أن �أكت ��ب و�أقر�أ كثريا ً، كم ��ا �أه ��دى يل ديوان املتنب ��ي وديوان عبد الوه ��اب البياتي وديوان جميل بثينة . ولد ال�شاعر ها�شم الطعان يف مدينة املو�صل عام . 1931 �أ�صدر جمموعة �شعرية بعنوان ( حلظات قلقة عام . ) 1954 �أ�سه ��م يف جمموع ��ة �شعري ��ة بعن ��وان ( ق�صائد غ�ي�ر �صاحلة للن�شر ) �سنة . 1956 ومازلت �أحتفظ بهذا الديوان . ومن ق�صائده : الغجر خارج ال�سور . وعلى باب املدينة وقف احلار�س �س�أمان ينادي وامل�ساء يتململ كان يف الأفق وراء ال�سور �أ�ضغاث قمر وغالالت غبار وخيام باليات ..وغجر ولقد كانوا زمر تت�سول يف النهار كان يف الأفق م�ساء وقمر يتململ ولقد كنا �سفارا كم ر�أينا احلار�س ال�س�أمان يقتات ال�ضجر وقال ق�صيدة الل�صو�ص : �أنا �أدري انهم �آتون يا �شوقي ال�سليب رمبا جا�ؤوا مع الليل كما ي�أتي الل�صو�ص فا�ستفاق الدرب مذعور ًا على اخلطو املريبي انني يف غرفتي رهن ارتقاب وبع ��د ف ��راق طوي ��ل علم ��ت ان ا�ست ��اذي ال�شاع ��ر ح�صل على الدكتوراه خارج الوطن وله م�ؤلفات رائعة كثرية وقد �أ�صدر عن دار احلافظ يف بريوت ثالثة دواوين �شعر .
تتعر� ��ض الثقافة واملثقف ��ون اىل التهمي�شواملحا�ص ��رة م ��ن كل النواح ��ي املادي ��ة واملعنوي ��ة والتدخ ��ل ال�ساف ��ر احلكوم ��ي يف �ش�ؤونه ��ا وجتمي ��د �أم ��وال املنظم ��ات ( منها احت ��اد الأدب ��اء ) ،وعدم وج ��ود قانون يوفر للمثقف�ي�ن حقوقه ��م ويرف ��ع عنه ��م املعان ��اة ، ف�ض ًال ع ��ن دع ��م امل�ؤ�س�سات الثقافي ��ة و�إعادة بنائه ��ا وم�ساعدة الكت ��اب وامل�ؤلفني يف طبع نتاجاته ��م ،فاحلكوم ��ات املتعاقبة مل تعرتف بالثقافة ومل تكرم رموزها ،و�أدخلت وزارتهم يف املحا�ص�ص ��ة ...وان الثقاف ��ة يف الع ��راق �ضيق ��ت عليها احلكوم ��ات املتعاقبة واحلالية و�سع ��ت لتهمي�شها و�إلغ ��اء دورها ...فواجب املثقفني االحت ��اد والوحدة الوطنية وتنا�سي اخلالف ��ات ب�أنواعه ��ا وال�ضغ ��ط امل�ستمر بكل الو�سائ ��ل امل�شروع ��ة لإجباره ��م عل ��ى �س ��ن قان ��ون يحم ��ي الثقاف ��ة واملثقف�ي�ن ويعطيهم دور ًا �أ�سا�سي� � ًا يف احلياة ال�سيا�سية الوطنية ويخت ��ار منه ��م وزي ��ر للثقاف ��ة كم ��ا جرى يف �إقليم كرد�ستان .وبن ��اء م�ؤ�س�ساتهم املتنوعة وحمارب ��ة الأف ��كار املتخلف ��ة واملتحج ��رة والتوا�ص ��ل مع مثقفي الع ��امل وعقد الندوات واملهرجانات يف املنا�سبات املتنوعة وتكرمي املبدعني املوتى والأحي ��اء ،واملطالبة بن�صب متاثي ��ل للمبدع�ي�ن م ��ن الأوائ ��ل البارزي ��ن وتخ�صي� ��ص حماي ��ة مالي ��ة له ��م ولعوائله ��م
واالهتم ��ام بنت ��اج املبدع ..املهم ��وم بق�ضايا ال�شعب ومعاناته .
موسى الهاشمي /قاص وروائي :
م ��ن وجهة نظري ان املثقف هو الذي ميتلكر�ؤي ��ة �سديدة ل ��كل جوانب احلي ��اة ويت�صف باالتزان والعقالنية والعدالة وي�ؤمن بتطور احلي ��اة ومنوه ��ا ،وي�ؤم ��ن ان ال�ت�راث بح ��ر زاخر ت�ستقي ال�شع ��وب منه الدرو�س والعرب وير�س ��م للأجي ��ال ح�ض ��ارة حية فاعل ��ة وغد ًا م�شرق� � ًا ولي� ��س ال�ت�راث هدف� � ًا بذات ��ه يقت�صر علي ��ه الن�شاط الإن�س ��اين وال يتجاوزه اىل ما ه ��و �أف�ضل .على �ضوء ما تقدم �أنا �أكذب حني �أزع ��م �أن لدينا ثقافة ،و�أك ��ذب حني �أ�شري �إىل امل�ستقبل القريب بتفا�ؤل ،و�أكذب حني �أعتقد �إنن ��ا و�ضعن ��ا قدمنا على الطري ��ق ال�صحيح . ان املثقف اليط ��ور واليبدل .ومن رفع معول الهدم والتخريب مل�ؤ�س�ساتنا الثقافية ال ميكن ت�سميته باملثقف .
عدنان مهدي الموسوي /اعالمي :
�أن ��ا �أج ��د �أن ح ��ال الثقاف ��ة العراقي ��ة ه ��ي يف ح�س ��رة الأمل املن�شود والطموح البعيد املنال فاملثق ��ف ي�شته ��ي ويتمن ��ى ولك ��ن املعوق ��ات املحيطة به كثرية و�صعبة وتعرقل اخلطوات الت ��ي ين ��وي الأف ��راد او اجلماع ��ات االق ��دام
عليه ��ا ،ويرتبط الأمر بعموم حالة البلد التي
ودعم �صرف املراجع الأدبية .
واجلماع ��ة وبالت ��ايل فامل�ؤث ��رات ق�سرية تكاد تق ��رب الإحب ��اط للمثق ��ف �أك�ث�ر م ��ن الطموح لك ��ن املتحم�سني للمنح ��ى الثقايف موجودون .ان الت�أث�ي�ر ال�سلب ��ي الكب�ي�ر للحال ��ة الأمنية وال�سيا�سي ��ة واملعي�شي ��ة واخلدمي ��ة عل ��ى املثق ��ف ي ��زداد كلم ��ا ازدادت احلال ��ة �س ��وء ًا ، فاحلال ��ة الأمنية غ�ي�ر املن�ضبط ��ة حتول دون لقاء املثقفني واحلالة ال�سيا�سية الركيكة جتر املجتم ��ع اىل ا�ضطراب و�شب ��ه فو�ضى وكذلك املعي�ش ��ة فعندما تكون �أج ��رة التك�سي ( ) 15 �أل ��ف دينار �سينكم�ش املثقف عن ال�سعي وراء اللقاءات والتباحث والندوات وعندما يدخل ال ��دار يف احلر القائظ ويج ��د املاء والكهرباء مقطوعني ال ماء لل�شرب او للأ�ستحمام فكيف �ستك ��ون حالت ��ه وكيف �سيلع ��ب دوره ؟ .لكن املنه ��ج الثقايف موج ��ود يف �أف ��كار الكثريين واين �أج ��د ان الأم ��ل معق ��ود بهم ��ة املثق ��ف نف�س ��ه و�سعي ��ه وحتفي ��ز بع�ضه ��م لبع�ضه ��م الآخر لتذليل ما ميك ��ن من �صعوبات ،وكذلك ب� ��إرادات اجلمعي ��ات واملنتدي ��ات الثقافي ��ة وكذل ��ك ال�صح ��ف واملج�ل�ات .ويع ��ول �أي�ض ًا عل ��ى وزارة الثقاف ��ة لدع ��م املطبوع ��ات مادي ًا
الثقافة يف اللغة هي احلذق – ح�سن التهذيب – مبعن ��ى تقومي القوى العقلية على طريقة متوازي ��ة وتهذي ��ب ال�شخ�صي ��ة الإن�ساني ��ة وال�س�ي�ر بها اىل �أق�صى درجات الكمال املمكن � .إذ ًا ماذا نتوقع ان تكون عليه الثقافة يف بلد �أكرث م ��ن ن�ص ��ف �سكانه يعي�ش ��ون حتت خط الفقر واغلب النا�س يعاين من فقدان اخلدمات الأ�سا�سي ��ة والأم ��ن .واالنق�سام ��ات االثني ��ة والطائفي ��ة والع�شائري ��ة ؟ كم م ��ن العراقيني يفهم ��ون معن ��ى االن�ص ��ات اىل الآخري ��ن والتح ��اور معه ��م حت ��ى ل ��و كان ( االخرين ) خمالف�ي�ن لهم يف الر�أي � .أرى �أن املثقفني الآن قلة �صغ�ي�رة وك�أنهم يف عامل �آخر .وم�ستقبل الثقاف ��ة مظلم عل ��ى املدى القري ��ب يراوح يف مكانه ولكني متفائل على املدى البعيد .و�أنا �أنظر اىل الثقافة كنظرتي للخدمات الأ�سا�سية يف البل ��د .كيف يتط ��ور �أداء املثقفني وهم مل يح�صل ��وا عل ��ى احل ��د الأدن ��ى م ��ن متطلبات احلي ��اة املريح ��ة ؟ والتط ��ور يك ��ون ب�صورة تلقائي ��ة وال اعتق ��د ان هنالك اي مقرتح عملي ميك ��ن �أن يطوره ال حكوم ��ي وال من منظمات املجتمع املدين واالحتادات .
ت ��كاد حت ��ول دون ت�أدية ال ��دور ال�ل�ازم للفرد د .أكرم صادق حسن :
اشجار عارية
عدنان عباس سلطان تلوح ل��ه ع�بر ال�ن��اف��ذة ،اخل�ط��وط املتطاولة اىل الف�ضاء ال�شفيف ،فيما تبدو له الت�شققات املطبوعة على املمر تنزاح وتقع يف نهر ا�سود م�ستطيل ، ك�أنها تقع يف هوة القرار لها. خ� ��زان امل� � ��اء ..ا�� �س ��رة م �ه �م �ل��ة� � ..ص �ن��ادي��ق من الكارتون ..عربة او�ساخ ر�آها بانتظار ان ي�سقط عليها بندول الزمن ،فيحيلها اىل ال�ع��دم ،حتى النجوم ال�صغرية الراع�شة التي تبدو له من وراء الغاللة ال�ضبابية ،هي بطور اال�ضمحالل. هو اي�ضا يعي�ش يف الف�سحة االخرية من الوقت.. وق��ت يت�سرب يف االي��ام وال�ساعات ..قطعة من الثلج تت�صاغر ب�شكل �سريع . نه�ض من جل�سته امام ال�شباك ،ودار على الغرف املت�ضافرة بالوح�شة يتطلع فيها اىل �شيء ال يعلمه متاما ،رمبا عن الذكريات اخلبيئة يف زواياها . والتي كانت بحميمية ال ين�ساها ابدا .كيف فرطت تلك الغرف باحليوات التي كانت متل�ؤها ؟ .وكيف وجد نف�سه وحيدا معزوال عن العامل املحتدم ؟. �صار �شيئا اهمله الزمن .االوالد كل يف خارطة تخ�صه ورفيقته رح�ل��ت مل تخلف وراءه ��ا غري الذكريات يف حلظة انت�شرت فيها رائحة الديتول واملعقمات . ال�ساعة املعلقة على احلائط ،فقدت حراكها منذ زم��ن ،والغبار ع ّتم على عقاربها ،وه��ي بذاتها تغور يف قربها ال�غ�ب��اري روي ��دا روي ��دا اىل ان تتوارى متاما .فقد تبدو له يف قابل الزمن جمرد دائرة من الغبار تلت�صق يف جدار له لون الرتاب. العناكب فر�شت بيئتها على االغرا�ض املن�ضودة
فوق املحمل .ف�صار املحمل مع االغرا�ض واالفر�شة املنتظمة فوقه كيانا واحدا .اختفى احلد الفا�صل بني التكوينات .الغرف كلها ات�صلت مع بع�ضها .وفقدت متايزها .ك�أنها ماتت يف حلظة واحدة ،وارت�سم لون املوت عليها .وخيم ال�صمت حتى يف هوائها وغبارها املرت�سب . االواين املكد�سة ،والطباخ ،واخلالط ،ومعدات ال �ط �ب��خ امل�ع�ل�ق��ة ،واالر� �ض �ي��ة ال �ت��ي ت �ك�ثر فيها ال�ت�ح��دب��ات كلها تنبئ بال�شيخوخة .ب��ل تنبئ باملوت البطيء .موت يتكرر عليها كل نهار وكل ليل .فيت�ساءل يف �سره وهو يطفئ انوارها: هل كان امل��وت البطيء مير به كما مير على تلك اال�شياء؟. عندما عاد اىل مكانه املظلم ،ر�أى من خالل كتائب ال�شباك الطولية ا�شجار احلديقة قد غرقت يف ال �ظ�لام ،ال��ذي مت��دد ب���ص��ورة وا��س�ع��ة .وظلت اغ�صانها العارية ،توحي با�ستغاثة �صامتة .كانها ا�صابع طويلة متظافرة تت�شبث بالفراغ .ملقية بظاللها الباهتة على ار�ض املمر .مثل ت�صدعات تنهار تباعا يف جوف النهر امل�ستطيل لظل ال�سياج .ظ��ل للحظات طويلة يتامل املنظر ك��أن��ه يدقق ب�شيء ما ويف حلظة من زمنه ذاك .ترك مكانه وتوجه اىل احلديقة .ك��ان القمر قد ن ��أى بعيدا اىل ما وراء ال�سياج حتفه هالة باهتة .تاركا اياه يف وحدته املوح�شة ،يت�أمل االغ�صان التي غرقت يف ذلك اليم العميق .وهي تنفتح ثم تطبق على الفراغ ،اختلطت عليه اال�شياء اكانت اغ�صان احلديقة العارية ام انها �صورة اخرى انبثقت من خميلته ،لكنه متاكد بان تلك اال�صابع يعرفها ،او
انها ت��راءت له يف يوم ما .لكنها وكما يدرك يف تلك اللحظة بانها بني االغ�صان املت�شابكة . ا�صابع ت�ستنجد وال مغيث .ا�صابع تق�صده دون غريه .كانت ا�صابع حماطة بهالة بي�ضاء ،او من �شيء له لون البيا�ض .عندما القى بج�سده هناك ا�ستطاع ان مي�سكها ويح�س بحرارتها .وهي بدورها ت�شبثت به .اعت�صرها ك�أنه ي�ستلها من مي حقيقي ،حاول ب�شدة .ثم راى بانه ي�سحب ذراعا ب�شرية بي�ضاء بلون احلليب .ذراع طيعة لقب�ضته .تن�ضغط بنعومة بني ا�صابعه مثل خممل .لكنها �سرعان م��ا اخ��ذت ت�برد ب�سرعة رهيبة .اذهله ارتخا�ؤها وا�ستكانتها يف قب�ضته املت�شنجة .ك�أن ال رغبة لها بالنجاة ،ا�ست�سلمت مل�صريها دون ان ترعى رغبته يف موا�صلة املحاولة .اراد ان يحثها ان تنت�صر على ا�ستكانتها املفاجئة ،لكن الكلمات مل تغادر �شفتيه ،ظلت الكلمات مرهونة يف قلبه مل تغادره ابدا .رغم انه بذل جهدا كبريا لينطقها . ظلت �شفتاه مطبقتان وخداه يرجتفان ،وملا يئ�س من ذلك حاول ان يحثها من خالل نظراته ،فلعل الر�سالة العاجلة ت�صل .وتت�آزر الرغبتان لي�شكال طوق جناة من هذه الكارثة الرهيبة .ورغم كل هذه امل�ساعي ،اح�س بان اال�صابع بل الذراع كلها قد خذلته وخدعته ،ومل ت�ستمر على ما اوحت به اليه .لكن الذي ارجتاه ومل يحدث �آنذاك ،مل يثن عزمه عن املوا�صلة .وبذل كل جهد ممكن .الخراج تلك اال�صابع ،رغم انك�ساره واح�سا�سه بالهزمية واخل��ذالن .ظل م�ستمرا يحث اال�صابع املتهالكة ب�ضغطات كفه القوية ،وان كانت باردة .لي�ستلها من هناك .لوال ان قوة ما اليعرف ماهيتها ،قد
ازاحته وفكت ا�شتباك قب�ضته بق�سوة .وحررت اال�صابع املرتخية .فوجد نف�سه يف ظلمة اخرى اك�ثر عتمة .فاخذ يبحلق يف ال�ظ�لام لعله يجد طريقا اىل و�ضعه القدمي .وينقذ تلك اال�صابع التي �ضاعت عليه يف متاهة ال�سواد . لكنه الآن غري ما كان ُه يف ذلك اليوم البعيد لن يثني عزمه وخز االغ�صان الياب�سة التي حتيط به الآن، وهو يتلم�س فيما بينها لعله يعرث على ظالته .فال يهمه ما ا�صابه من اجلروح والكدمات ،وال تهمه الآالم التي �سوف يالقيها ،طاملا ان��ه متاكد من انها قريبة ،وي�ستطيع ان يعرث عليها .البد انها على م�سافة ي�سرية ،فقط عليه ان يحاول دقيقة اخ��رى دقيقتان .فالنهر اال�سود لن يجرفها اىل هوته بال�سرعة التي يتوقعها .ظل يتخبط ميينا و�شماال ،وا�صابعه مت�سك اال�شياء ثم تفلتها ،كان را�سه يرتطم بجذوع اال�شجار ،ومالب�سه تتعلق بخطافات النواتئ البارزة لالغ�صان املك�سورة . وقبل ان ي�صيبه الوهن من ان يجد ذلك امللم�س املخملي ال��ذي يبحث عنه ،انغرزت ا�صابعه يف طني احلديقة ،واح�س بلزوجته ونعومته الباردة .كانت رائحة الديتول قد مالت خيا�شيمه� .ضيق اجفانه من �شدة بيا�ض الردهة وهو يتجول بني اال�سرة املتقاربة .فجاة امتدت نحوه اال�صابع ذاتها! انبثقت من بيا�ض ال�سرير ،حينما ام�سك بها ،كاد ي�صرخ فرحا ! لقد جنح اخريا ،لن يفلتها بعد الآن امام اية قوة يف االر�ض .ثم فتح عينيه وه��و ع��ازم ان ي��رب��ح اجل��ول��ة مهما كلف االم��ر، ف�صدمته ال�شم�س امل�شرقة وهو ممدد بني اال�شجار العارية .
ّ
ص�������رخ�������ة ت�����ح�����ت ن�����ص�����ب ال�����ح�����ري�����ة جعفر صادق المكصوصي �ص ��وت �آذان املغ ��رب مي�ل��أ احل ��ي البغ ��دادي لي�ضبط �إيق ��اع املواكب الزاحف ��ة نحو البي ��وت كما ي�ضبط �إيقاع املو�سيق ��ى الع�سكرية م�سري اجلن ��ود يف مواك ��ب اال�ستعرا�ض الع�سك ��ري يب ��ث �ص ��وت الآذان �سح ��ره الإله ��ي يف قل ��وب امل ��ارة ,وي�سيط ��ر عل ��ى �أذهانه ��م ،ب ��د�أت الأ�ضواء تنري البيوت. �سم ��ع عبدالل ��ه �ص ��وت الآذان وفا�ض ��ت عين ��اه بالدم ��وع �شع ��ر ب� ��أن تلك اللحظة �أك�ث�ر من منا�سبة لي�شك ��و حال ��ه وم ��ا �آل �ألي ��ه �إىل الباري عز وجل . ح�ي�ن دخ ��ل يف غرفت ��ه �شخ�ص ��ت عين ��اه نح ��و �شهادت ��ه اجلامعي ��ة الت ��ي لواله ��ا قد يك ��ون ن�س ��ي انه يحم ��ل �شه ��ادة ماج�ست�ي�ر ،تذك ��ر تل ��ك ال�سنني الت ��ي كان فيها يجتهد للح�ص ��ول عل ��ى ال�شه ��ادة وكي ��ف كان ميني نف�س ��ه ويعدها ب�أنه بعد كل التعب واملجه ��ود �ست�أتي �ساعة ال�سعد والهناء لكن واح�سرتاه الن ال�شهادة مل تلبي طموحه و�أ�صبحت جمرد لوحة جتمل اجلدار. نظ ��ر �إىل يديه اللتني كانتا ناعمتي امللم�س �أما �أالن فهي �أ�شبه ما تكون بالأر� ��ض العط�ش ��ى الت ��ي ر�سم ��ت مالمح الظم�أ على حمياها . م ��اذا يفعل ؟ لق ��د ط ��رق كل �أبواب ال ��وزارات ومل يج ��د وظيف ��ة ومل يح�صد �سوى الوعود .
غدا �سيقول كلمته يجب �أن ي�سمعه احد �أين �سيقولها؟ نعم لقد ق ��رر �أن يتكلم حتت ن�صب احلرية . روح ��ه مفعم ��ة بالأم ��ل مليئ ��ة بالطم ��وح عين ��اه ال ت ��رى �س ��وى ال�س ��راب لق ��د م ��ل انتظ ��ار حتقيق الأمنيات . ذه ��ب الأم� ��س طاوي ��ا �صفح ��ة من عمرنا وح�ضر اليوم كحمامة عادت �إىل �صغاره ��ا خالي ��ة الوفا� ��ض، ال�صغ ��ار تنظ ��ر �إىل منق ��ار �أمه ��ا ب ��كل امل ر�سمت مبناقريه ��ا زوايا هند�سي ��ة طالبة ما ي�سد رمقها دون جدوى . �أم ��ا �أن ��ت �أيه ��ا الغد املجه ��ول ماذا تخب ��ئ لن ��ا ،ه ��ل جعبت ��ك م�ل��أى باحللول �أم حتم ��ل الأيام العجاف . اخ ��ذ عبدالل ��ه ي ��ردد م ��ع نف�سه بت ا�شع ��ر بالغربة يف كل م ��كان حتى يف بيت ��ي ،مت ��ى تغ�س ��ل وجوهنا يف نور ال�شم�س يف كل يوم ا�صنع يل �أم�ل�ا جديدا � ،أ�سري نحوه لكني �أتفاج� ��أ ب�أكذوبة كربى و�صرح من وه ��م ،لق ��د �أن �أوان �أن افعل �شيئا حي ��ال ب�ؤ�سي و�شقائ ��ي ،نظر �إىل الوج ��وه ح ��اول قراءته ��ا ،وجوه �أ�شقاها الزم ��ان و�أتعبتها تفا�صيل احلياة و�أثرت بها تقلبات و�أحوال البالد . جذبت عينيه تلك املر�أة التي حتمل �ص ��ورة ولديه ��ا اللذي ��ن اختطفهم الإرهاب ومل تعرث عليهما .
رج ��ل اثر فيه ح ��ر ال�صيف القا�سي ال ��ذي مل يق � َ�و عل ��ى ر�ؤي ��ة �أبنائ ��ه يكاب ��رون الأمر مبع ��زل عن الطاقة الكهربائية ج ��اء يطالب باخلدمات ،بع�ض الوجوه تبدو انتهازية من
الطراز الأول جاءت ترفع �شعارات مروج ��ة �إىل �أح ��زاب وكيان ��ات و�أ�سم ��اء وحت ��اول �أن تن ��ال م ��ن �شخو� ��ص وطني ��ة �أرادت �أن تر�سم �ضو�ضاء لتحقيق م�آرب .
�ش ��اب ي�شكو حاله بع ��د �أن طرد من وظيفت ��ه وبقي ب�ل�ا عم ��ل وعائلته دون معي ��ل .كانت العيون تتحدث �أكرث من الأل�سنة تلك املر�أة الأرملة ال تق ��وى ه ��ي و�أبنا�ؤه ��ا ال�صغ ��ار على تلبية متطلب ��ات احلياة فتارة ت�ص ��ب ن�ي�ران غ�ضبها عل ��ى القتلة الذي ��ن �سلبوا رب العائل ��ة حياته ، وت ��ارة �أخرى ت�صب نريان غ�ضبها على احلكومة التي يجب �أن يكون لها دور كبري يف رعاية �أبنائها . �أما ذلك الرجل فقد ملت نف�سه ر�ؤية الب�ل�اد تدمر من قب ��ل الوافدين من خل ��ف احلدود وهو ي ��ردد باالرادة والإخال� ��ص وحت ��ت مظل ��ة الأمان تبنى الأوطان . �ص ��ورة اجلن ��دي وه ��و يحط ��م ق�ضبان ال�سجن تتفاعل مع �أ�صوات احل�شود ي�ستذكر عبدالله كل هموم الوط ��ن غرب ��ة املواط ��ن يف ب�ل�اده وخارجها ،لق ��د ملت املالئكة ر�ؤية ال�شياط�ي�ن تب ��ث الف�س ��اد وت�سخر م ��ن العباد .هل يطل ��ع الفجر فوق ن�صب احلرية ؟ حت ��ت ه ��ذا الن�ص ��ب ارادات تطلب االزده ��ار و�أرواح ا�شتاق ��ت اىل النقاء بعيدا ع ��ن الدخان والعي�ش بعز وكرامة . �س ��ار عبدالل ��ه مع �أم ��واج احل�شود حتت الن�ص ��ب وهو ي�سمع �ضجيج �أ�صواته ��م ف�إذا �صرخ ��ة مدوية من �أعماق ��ه يطلقه ��ا لتعرب ع ��ن كل �أمله وح�سرته �...أريد احلياة � ....أريد احلياة