alnaspaper062

Page 8

‫‪No. (62) - Monday 25, July, 2011‬‬

‫العدد (‪ - )62‬األثنين ‪ 25‬تموز ‪2011‬‬

‫والعالم‬

‫‪5‬‬

‫ّ لماذا تستقتل إيران على حماية األسد؟!‬

‫عقوبات دولية سرية على دمشق شبيهة بعقوبات األمم المتحدة على بغداد‬ ‫حزمة معونات مالية‬ ‫ونفطية إيرانية‬ ‫لفك "حبل الحصار‬ ‫االقتصادي" الغربي‬ ‫من حول نظام دمشق‬

‫خاص بـــــ‬ ‫�أوردت ت�ق��اري��ر خ��ا��ص��ة‪ ،‬علمت بها جملة فورين‬ ‫بول�صي �أن طهران تدر�س تقدمي حزمة معونات‬ ‫اقت�صادية �إىل �سوريا تبلغ ‪ 5.8‬مليار دوالر �إىل‬ ‫جانب تقدمي �إمدادات يومية تبلغ ‪ 290,000‬برميل‬ ‫من النفط لل�شهر القادم‪ .‬ويجد الربوفي�سور �أندرو‬ ‫تابلر ‪،‬م�ؤلف كتاب �سي�صدر قريب ًا‪ ،‬حتت عنوان‪:‬‬ ‫(يف عرين الأ�سد‪ :‬رواية �شاهد عيان على ال�صدام‬ ‫بني وا�شنطن و�سوريا)‪ ،‬ان من ح�سن حظ الغرب‬ ‫والواليات املتحدة‪� ،‬أن ال متتلك �إيران التي تواجه‬ ‫�ضائقة مالية‪ ،‬املوارد الكافية لإنقاذ الأ�سد �إىل ما ال‬ ‫نهاية �إذا قامت الواليات املتحدة بتنظيم اجلهود‬ ‫الغربية لإ�صابة �سوريا يف نقطة �ضعفها‪ ،‬وحتديد ًا‬ ‫عائداتها من الطاقة‪.‬‬ ‫وي�ؤكد املحلل ال�سيا�سي قوله‪ :‬كلما طالت فرتة ترنح‬ ‫نظام الأ�سد‪� ،‬أ�صبحت �سوريا �أكرث عنف ًا ودموية‪.‬‬ ‫ومن ثم تربط ال�شعب ال�سوري والواليات املتحدة‬ ‫واملجتمع الدويل م�صلحة م�شرتكة تدعو �إىل قيام‬ ‫فرتة انتقالية ق�صرية قدر الإمكان‪ ،‬ح�سب تعبريه‪.‬‬ ‫وللم�ساعدة على �إن �ه��اء �سفك ال��دم��اء والتعجيل‬ ‫برحيل نظام الأ�سد‪ ،‬ينبغي على وا�شنطن �أن تكون‬ ‫�أي�ض ًا �أكرث ق�سوة مع نظام الأ�سد‪.‬‬ ‫وتنتج �سوريا نحو ‪ 390,000‬برميل من النفط‬ ‫يومي ًا ‪ --‬وه��ذا معدل منخف�ض عما كانت تنتجه‬ ‫يف عام ‪ 1996‬حيث بلغ الإنتاج حينها ‪600,000‬‬ ‫برميل يومي ًا‪ ،‬ونحو ‪ 6‬مليارات مكعبة من الغاز‬ ‫��س�ن��وي� ًا‪ .‬وت �� �ص �دّر ��س��وري��ا م��ن ذل��ك الإن �ت��اج نحو‬ ‫‪ 148,000‬برميل يومي ًا من اخلام الثقيل واحلام�ض‬ ‫"�سويدي"‪ ،‬حيث ت ��ؤول العائدات مبا�شرة �إىل‬ ‫ال��دول��ة‪� ،‬أم��ا الغاز فيجري ا�ستهالكه ب�أجمعه على‬ ‫امل�ستوى الداخلي‪ .‬ووفق تقديرات "�صندوق النقد‬ ‫الدويل" واحلكومة الأمريكية‪ ،‬متثل مبيعات النفط‬ ‫نحو ثلث عائدات الدولة‪ ،‬حيث ت�أتي الن�سبة املتبقية‬ ‫ب�شكل متزايد من �ضرائب املوظفني يف ال�شركات‬ ‫والقطاع العام‪.‬‬ ‫�إال �أن االحتجاجات �أ�صابت االقت�صاد ال�سوري‬ ‫وعملته بقوة‪ ،‬وهي –كما يرى الربوفي�سور تابلر‪-‬‬ ‫م�س�ألة حقيقية‪ ،‬لأن املتوقع �أن تخف�ض �إي��رادات‬ ‫ال�ضرائب ب�شكل كبري‪ .‬وبالتايل‪ ،‬فمن املرجح �أن‬ ‫ت�صبح �سوريا معتمدة ب�صورة متزايدة على عائدات‬ ‫النفط‪ .‬وه��ذا ب��دوره �سيحد من ق��درة النظام على‬ ‫متويل �أجهزته الأمنية واجلي�ش (وهما الهيئتان‬ ‫الرئي�ستان امل�س�ؤولتان عن القمع)‪ ،‬واحلفاظ على‬ ‫دع��م ال���س��وق (ع�ل��ى �سبيل امل �ث��ال‪ ،‬ل��وق��ود الديزل‬ ‫وال�ب�ن��زي��ن)‪ ،‬و� �س��داد ر� �س��وم �شبكات املح�سوبية‬

‫واشنطن تسابق طهران في تنشيف "البنك المركزي السوري"‬ ‫من آخر احتياطيات العملة الصعبة‬ ‫احليوية للنظام‪.‬‬ ‫ويقول �إن تراجع العائدات �سوف يُرغم النظام �إىل‬ ‫اللجوء �إىل املزيد من الإنفاق ل�سد العجز‪ .‬وميكنه‬ ‫�أن يقرت�ض مقابل احتياطياته البالغة ‪ 17‬مليار‬ ‫دوالر يف "م�صرف �سوريا املركزي"‪ ،‬لكن �سيكون‬ ‫ذلك ب�صفة �أ�سا�سية عن طريق طباعة النقود‪ ،‬مما‬ ‫ي��ؤدي �إىل حدوث ت�ضخم ي�ضعف اللرية ال�سورية‬ ‫والثقة يف النظام امل�صريف‪ .‬وب�إمكان النظام �أن‬ ‫يقرت�ض �أكرث من امل�صارف اململوكة للدولة والقطاع‬ ‫اخل��ا���ص‪ ،‬وال�ت��ي ت�ضع فيها نخبة رج��ال الأعمال‬ ‫يف دم�شق وح�ل��ب م��دخ��رات�ه��ا‪ .‬لكن م��ع ا�ستمرار‬ ‫ت�صاعد التظاهرات وتزايد تكلفة التعامل مع نظام‬ ‫الأ�سد ب�شكل كبري‪ ،‬فمن املرجح �أن ي�سحب التجار‬ ‫ورج��ال الأع�م��ال ال�سوريون ودائعهم‪� .‬إن �أي � ًا من‬ ‫ال�سيناريوهني �سيقو�ض �شريان احلياة االقت�صادية‬ ‫للنظام وي�ساعد على حتفيز ان�شقاقات النخبة‪ ،‬التي‬ ‫هي عن�صر هام يف تطوير نظام �سيا�سي جديد‪.‬‬ ‫و�أك� ��د اخل �ب�ير ال���س�ي��ا��س��ي �أن ال ��والي ��ات املتحدة‬ ‫وح�ل�ف��اءه��ا الغربيني ق��د مي��ار��س��ون ط��رق � ًا عديدة‬ ‫و"�إنهاكية" لزيادة ال�ضغط على �سوريا‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬ال�ضغط على م�شرتي النفط اخلام ال�سوري‪� ،‬إذ‬ ‫�ستحاول �إدارة �أوباما �أن حتفز امل�شرتين الرئي�سني‬ ‫للنفط ال���س��وري ‪-‬ال���ش��رك��ات يف �أمل��ان�ي��ا و�إيطاليا‬ ‫وفرن�سا وه��ول �ن��دا‪ -‬م��ن �أج��ل ال�ت��وق��ف ع��ن �شراء‬ ‫النفط الذي يبيعه النظام‪ .‬ويُباع النفط ال�سوري‬ ‫يف ال �� �س��وق ال �ف��وري��ة وم ��ن خ�ل�ال ع �ق��ود طويلة‬ ‫الأجل ب�سعر يقل بنحو ‪ 10‬دوالرات عن �سعر خام‬ ‫برنت‪ .‬وميكن �إلغاء هذه العقود �إذا فر�ض االحتاد‬ ‫الأوروب ��ي عقوبات على بيع النفط ال�سوري يف‬

‫�أوروب��ا‪ .‬وبالنظر �إىل موقف �أوروب��ا القوي ب�ش�أن‬ ‫حقوق الإن�سان وامل�سار الدموي للقمع حتى الآن‪،‬‬ ‫فمن املحتمل �أن يزداد الدعم التخاذ �إجراء من هذا‬ ‫القبيل‪.‬‬ ‫ومع ذلك –يقول الربوفي�سور تابلر‪ -‬فقد �أوردت‬ ‫التقارير �أن البع�ض يف �أوروب��ا قلق من �أن �إيقاف‬ ‫�شحنات النفط قد ميثل نوع ًا من العقاب اجلماعي‬ ‫مب��ا مي��اث��ل ع�ق��وب��ات الأمم امل�ت�ح��دة النفطية على‬ ‫ال�ع��راق يف عهد �صدام ح�سني‪ .‬ورغ��م �أن املقارنة‬ ‫تنطوي على بع�ض املع�ضالت‪� ،‬إال �أن العقوبات‬ ‫العراقية ن�ش�أت من واقع قرار جمل�س الأمن الدويل‪،‬‬ ‫وهو الذي مل يُنظر بعد حتى الآن يف حالة �سوريا‪،‬‬ ‫ومن املهم الإ�شارة �إىل �أن عائدات النفط يف العراق‬ ‫كانت متثل ن�سبة �أعلى بكثري من النقد الأجنبي‬ ‫وعائدات امليزانية‪ .‬ويف حني ال ي��زال ال�سوريون‬ ‫يعتمدون على القطاع العام للتوظيف والإعانات‪،‬‬ ‫�إال �أن العديد من ال�سوريني قد �شغلوا ب�شكل متزايد‬ ‫�أعما ًال يف القطاع اخلا�ص ‪-‬بنظام الدوام الكامل �أو‬ ‫اجلزئي‪ -‬للوفاء باحتياجاتهم‪ .‬ومبعنى �آخر‪ ،‬ف�إن‬ ‫فر�ض عقوبات على النفط ال�سوري �سوف ي�ؤثر على‬ ‫متويل النظام �أكرث بكثري من ت�أثريه على ال�شعب‪.‬‬ ‫وي�ستطيع النظام ال�سوري –يتابع تابلر تقريره‬ ‫املن�شور يف جملة ف��وري��ن بول�صي‪� -‬أن ي�شحن‬ ‫نفطه اخل ��ام الثقيل �إىل ال���ص�ين وال �ه �ن��د‪ ،‬اللتني‬ ‫م�صاف مت �إعدادها بحيث ت�ستطيع معاجلة‬ ‫لديهما‬ ‫ٍ‬ ‫النفط ال�سوري اخلام واحلام�ض‪ .‬لكن القيام بذلك‬ ‫�سوف يزيد من تكلفة ال�شحن ب�شكل كبري‪ ،‬ال�سيما‬ ‫�أن حمطات النفط ال�سورية ال ت�ستطيع ا�ستيعاب‬ ‫ن��اق�لات ال�ن�ف��ط ال�ضخمة ال �ت��ي جت�ع��ل ال�شحنات‬

‫مل�سافات طويلة �أكرث ربحية بكثري‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ال�ضغط على �شركات النفط الأجنبية يف‬ ‫�سوريا لت�صفية ا�ستثماراتها‪ ،‬ف�إدارة �أوباما‪ ،‬جنب ًا‬ ‫�إىل جنب مع االحتاد الأوروبي‪ ،‬ت�ستطيع �أن ت�ضغطا‬ ‫على �شركات الطاقة الغربية متعددة اجلن�سيات‬ ‫العاملة يف جمال الطاقة يف �سوريا‪ ،‬مثل "رويال‬ ‫دات�ش �شيل"‪ ،‬و"توتال"‪ ،‬و�شركة "نافتا ‪INA‬‬ ‫الكرواتية" و"بيرتو كندا" ‪ --‬لت�صفية ا�ستثماراتها‬ ‫يف ��س��وري��ا‪ .‬والأه ��م م��ن ذل��ك‪ ،‬يجب على الإدارة‬ ‫الأمريكية �أن تطلب من بريطانيا �إيقاف عمليات‬ ‫"جالف ��س��ان��دز برتوليوم"‪ ،‬ال�شركة ال�ت��ي كان‬ ‫مقرها يف هيو�سنت وانتقلت �إىل بريطانيا يف عام‬ ‫‪ 2008‬لكي تتجنب العقوبات الأمريكية املفرو�ضة‬ ‫على اب��ن خ��ال ب�شار الأ� �س��د وال���ش��ري��ك التجاري‬ ‫ال�سوري ل�شركة "جالف �ساندز"‪ ،‬رامي خملوف‪.‬‬ ‫وامل�ي��زة التي ينطوي عليها ه��ذا املنهج –بح�سب‬ ‫تقرير املجلة‪-‬هي خروج ال�شركات الغربية متعددة‬ ‫اجلن�سيات والتكنولوجيا الغربية من البالد‪ ،‬تلك‬ ‫التكنولوجيا الأكرث فعالية يف زيادة الإنتاج املميز‬ ‫للخام ال�سويدي ال�سوري والقيام ب�أعمال تنقيب‬ ‫جديدة‪� .‬إال �أن الأمر �سي�ستغرق بع�ض الوقت لكي‬ ‫ت�ستطيع هذه ال�شركات ت�صفية ا�ستثماراتها‪ ،‬ويكاد‬ ‫يكون من امل�ؤكد �أن تقوم �شركات غري غربية عاملة‬ ‫يف �سوريا باال�ستيالء على عملياتها‪ ،‬مبا فيها "�شركة‬ ‫النفط والغاز الطبيعي" الهندية و"�شركة النفط‬ ‫الوطنية ال�صينية" و�شركة "تاتنيفت" الرو�سية‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬عرقلة �آليات �سداد ر�سوم ناقالت النفط‪ ،‬ذلك‬ ‫�أن "امل�صرف التجاري ال�سوري" اململوك للدولة‬ ‫هو امل�س�ؤول �إىل درجة كبرية عن معاجلة مبيعات‬

‫النفط ال�سورية‪ ،‬وهو امل�صرف الأكرب يف �سوريا من‬ ‫حيث الأ�صول‪ .‬ويف عام ‪ ،2004‬فر�ضت وا�شنطن‬ ‫عقوبات على "امل�صرف التجاري ال�سوري" ب�سبب‬ ‫الإج� ��راءات غ�ير الكافية ملكافحة غ�سل الأم ��وال‪،‬‬ ‫مما �أرغم امل�صرف على �إغالق ح�سابات املرا�سالت‬ ‫اخلا�صة به يف الواليات املتحدة‪ .‬وقد قامت العديد‬ ‫من امل�صارف الأوروب�ي��ة �أي�ض ًا ب�إغالق ح�ساباتها‬ ‫للمرا�سالت م��ع ه��ذا "امل�صرف" حلماية �أنف�سها‬ ‫من انتهاكات العقوبات الأمريكية املحتملة‪ ،‬لكن‬ ‫هناك ع��دد ًا من امل�صارف الأوروب�ي��ة التي مل تفعل‬ ‫ذل��ك‪ .‬و�إذا ا�ستطاعت �إدارة �أوب��ام��ا ال�ضغط على‬ ‫االحت��اد الأوروب��ي لفر�ض عقوبات على "امل�صرف‬ ‫التجاري ال�سوري" ‪� --‬أو جم��رد �إق�ن��اع م�صارف‬ ‫�أوروب�ي��ة فردية ب��أن توقف مبا�شرة تعامالتها مع‬ ‫هذا "امل�صرف" ‪ --‬فقد تغلق الطريق فعلي ًا �أمام قيام‬ ‫النظام بتحويل النفط �إىل �أم��وال نقدية‪ .‬ويعتقد‬ ‫اخلبري ال�سيا�سي لفورين بول�صي‪� ،‬أن ميزة هذا‬ ‫املنهج تتمثل يف �إمكانية تطبيقه ب�سرعة ن�سبية‪.‬‬ ‫راب�ع� ًا‪ :‬فر�ض عقوبات على الناقالت التي حتمل‬ ‫ال�ن�ف��ط ال �� �س��وري‪ ،‬وك��ان��ت ال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة قد‬ ‫ا�ستهدفت يف امل��ا��ض��ي‪� ،‬سفن ال�شحن ك�ج��زء من‬ ‫ت�شديد العقوبات على خ�صومها‪.‬‬ ‫خام�س ًا‪ :‬ال�ضغط على بلدان ال�شرق الأو��س��ط من‬ ‫�أجل حجب دعم النفط والأموال النفطية‪ ،‬وغالب ًا ما‬ ‫تلج�أ �سوريا �إىل حلفائها الإقليميني للح�صول على‬ ‫النفط اخلام �أو املنتجات املكررة �أو التربعات عندما‬ ‫تكون يف حمنة‪ ،‬ويروي اخلبري ال�سيا�سي تابلر �أن‬ ‫�أب��رز ه ��ؤالء احللفاء هم العراق واململكة العربية‬ ‫ال�سعودية والإم� ��ارات العربية املتحدة و�إي ��ران‪.‬‬ ‫فعلى �سبيل امل �ث��ال‪ ،‬يف ال���س�ن��وات ال �ت��ي �سبقت‬ ‫الغزو الأمريكي للعراق خالفت �سوريا العقوبات‬ ‫التي فر�ضتها الأمم املتحدة على ال�ع��راق يف عهد‬ ‫�صدام ح�سني �إىل حد ا�سترياد ‪ 200,000‬برميل‬ ‫يومي ًا‪ ،‬ح�صلت عليها ب�سعر خمف�ض للغاية (وقد‬ ‫دُفع مقابلها يف ح�سابات عدي وق�صي ح�سني لدى‬ ‫امل�صرف التجاري ال�سوري)‪ .‬ويف الت�سعينيات من‬ ‫القرن املا�ضي‪ ،‬ا�ستثمرت اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أي�ض ًا �أموال النفط يف �سوريا للم�ساعدة على �إنقاذ‬

‫النظام‪ ،‬وهي جهود ا�ستولت عليها �إيران وقطر يف‬ ‫ال�سنوات الأخرية‪.‬‬ ‫ويف وجه حملة القمع املتزايدة من جانب النظام‬ ‫–ي�ؤكد الربوفي�سور تابلر‪� -‬ستحاول الواليات‬ ‫املتحدة �إقناع بغداد والريا�ض والدوحة باالمتناع‬ ‫عن دعم الأ�سد‪ .‬كما ينبغي عليها ال�ضغط على م�صر‬ ‫والأردن لقطع �إم��دادات الغاز من خالل "خط الغاز‬ ‫العربي"‪ ،‬ال��ذي ينتهي يف �سوريا‪ .‬وتتمثل ميزة‬ ‫هذه التحركات يف ت�ضييق خيارات دعم النظام‪� .‬أما‬ ‫جانبها ال�سلبي ف�إنها بالطبع قد تدفع الأ�سد ب�شكل‬ ‫�أك�بر �إىل �أح�ضان ط�ه��ران‪ ،‬التي تتمتع وا�شنطن‬ ‫بنفوذ �ضئيل عليها‪ ،‬يف حني توجد ل�سوريا بالفعل‬ ‫عالقات قوية معها‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ :‬ا�ستهداف املنتجات امل�ستوردة من الديزل‬ ‫والبنزين امل �ك��رر‪ ،‬فمنذ �أرب ��ع ��س�ن��وات‪� ،‬أ�صبحت‬ ‫�سوريا م�ستورد ًا خال�ص ًا للنفط‪� ،‬أي قبل �سنوات من‬ ‫تقديرات القطاع‪ .‬فامل�صفيان اللذان متلكهما الدولة‬ ‫ال ي�ستطيعان معاجلة النفط اخلام املحلي الثقيل يف‬ ‫�سوريا لإنتاج ما يكفي من وقود الديزل والبنزين‬ ‫للوفاء بالطلب املحلي املتزايد ب�شكل �سريع‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫ف ��إن ال��دي��زل هو كعب �أخيل (�أو نقطة �ضعف) يف‬ ‫�سوريا‪ .‬فكل �شيء ب��دء ًا من م�ضخات الري وحتى‬ ‫الأف� ��ران املنزلية وال���ش��اح�ن��ات ي�ستخدم الديزل‬ ‫املدعوم ب�شكل كبري من قبل الدولة‪.‬‬ ‫ويف غ �� �ض��ون ذل ��ك –يتابع خ �ب�ير جم �ل��ة فورين‬ ‫بول�صي حديثه‪ -‬تعتمد الطبقات العليا واملتو�سطة‬ ‫يف �سوريا ب�شكل �أكرب على البنزين‪ ،‬لتزويد الوقود‬ ‫ل�سياراتها‪ .‬و�إذا ما ُ�سحبت هذه الواردات من الوقود‬ ‫املكرر ف�سي�ؤدي ذلك �إىل غ�ضب ال�شعب‪ .‬و�أو�ضح �أن‬ ‫ا�ستهداف الوقود هو �أداة ثقيلة وتعترب ب�شكل عام‬ ‫"خيار ًا نووي ًا"‪ .‬فهو �أ�سلوب ينبغي عدم ا�ستخدامه‬ ‫�إال يف اللحظات احلرجة‪ ،‬ال�سيما رد ًا على وقوع‬ ‫جم��زرة م��ا‪ .‬ف� ��إذا م��ا ا�ستخدم ب�صورة �أ� �س��رع من‬ ‫الالزم‪ ،‬فقد ينتهي الأمر با�ستهداف ال�شعب ال�سوري‬ ‫ككل‪ ،‬الأمر الذي ي�صب يف م�صلحة النظام عن طريق‬ ‫�إلقاء اللوم على "التدخل الأجنبي" الأمريكي‪ ،‬وهو‬ ‫ما فعلته �سوريا قبل �أ�سبوعني رد ًا على الزيارة‬ ‫الليلية التي قام بها ال�سفري الأمريكي روبرت فورد‬ ‫�إىل ح�م��اه وك�ل�م��ات وزي ��رة اخل��ارج�ي��ة الأمريكية‬ ‫هيالري كلينتون حول الأ�سد يف الأ�سبوع املا�ضي‪.‬‬ ‫وح�ت��ى الآن –يقول ت��اب�ل��ر‪ -‬ع�ّبررّ بع�ض احللفاء‬ ‫الأوروب �ي�ين عن "الإرهاق من العقوبات" نتيجة‬ ‫جهود وا�شنطن ال�سابقة لفر�ض �إجراءات على �إيران‬ ‫من �أجل تغيري �سلوكها‪ ،‬وهي عملية حققت حتى الآن‬ ‫نتائج متباينة‪ .‬وعلى مدى ال�شهور القليلة املا�ضية‪،‬‬ ‫ف��ر��ض��ت ال��والي��ات امل�ت�ح��دة واالحت� ��اد الأوروب� ��ي‬ ‫عقوبات على عدد من م�س�ؤويل النظام والتابعني له‬ ‫امل�س�ؤولني عن القمع‪ .‬ورغم �أن هذه التدابري مفيدة‪،‬‬ ‫�إال �أنها لن تذهب �إىل حد بعيد ملعاجلة متويل النظام‬ ‫ب�شكل �إجمايل‪.‬‬

‫ع����������رش م������ه������دد ب������ـ"م������خ������اط������ر م����ج����ه����ول����ة"‬

‫ّ‬ ‫قانون جديد في السعودية لـ"مكافحة اإلرهاب" يحرم "المعارضة السياسية" ويعدها جريمة‬ ‫بقلم‪ :‬باتريك كوكبرن‪‬‬ ‫�صاغت ال�سلطات ال�سعودية‪ ،‬ت�شريع ًا جديد ًا‬ ‫مل�ك��اف�ح��ة الإره� � ��اب‪ ،‬ي�ج�ع��ل م��ن املعار�ضة‬ ‫ال�سيا�سية "جرمية جنائية"‪ ،‬وميكـّن هذا‬ ‫القانون حكومة اململكة‪ ،‬ل�سجن �أي �شخ�ص‪،‬‬ ‫ي�شكك يف نزاهة امللك‪� ،‬أو ويل عهده‪ ،‬ملدة ال‬ ‫تقل عن ‪� 10‬سنوات‪.‬‬ ‫وح�صلت منظمة العفو الدولية على ن�سخة‬ ‫"مه ّربة خارج �أرا�ضي اململكة" من م�سوّ دة‬ ‫ال �ت �� �ش��ري��ع اجل ��دي ��د‪ ،‬ت�ك���ش��ف �أن تعريف‬ ‫"اجلرائم الإرهابية" مب��وج��ب القانون‬ ‫اجلديد املقرتح‪ ،‬وا�سع جد ًا‪ ،‬و�إىل امل�ستوى‬ ‫ال��ذي ميكـّن فيه ال�سلطات ال�سعودية من‬ ‫اع�ت�ق��ال �أي �شخ�ص‪ ،‬ب��ذري�ع��ة واح ��دة من‬ ‫االت�ه��ام��ات وا�سعة النطاق ال�ت��ي ت�ضمنها‬ ‫م�شروع القانون‪ ،‬مثل "ي�شكل خطورة على‬ ‫اململكة‪� ،‬أو يفكك الوحدة الوطنية لل�شعب‬ ‫ال�سعودي‪� ،‬أو ي�سيء �إىل �سمعة الدولة‪،‬‬ ‫وينال من مكانتها"‪ .‬وهلم ج ّرا!‪.‬‬ ‫وم�شروع هذا الت�شريع القا�سي ج��د ًا‪ ،‬لهو‬ ‫دليل على الإح�سا�س العميق للملك عبدالله‬ ‫بن عبد العزيز بالتهديد‪ ،‬وال�شعور القاهر‬ ‫للعائلة املالكة يف ال�سعودية بالذعر من‬ ‫"خماطر جمهولة" �آتية‪ ،‬رمبا تكون ب�سبب‬ ‫احلركة العربية امل�ؤيدة ملوجة الدميقراطية‬ ‫يف �إط��ار م��ا ي�سمى "الربيع العربي"‪� ،‬أو‬ ‫ب�سبب ظهور احلكم ال�شيعي يف العراق‪،‬‬ ‫منذ �سنة ‪ 2003‬يف �أعقاب الغزو الأمريكي‬ ‫لهذا البلد املجاور‪ ،‬وذي احل��دود الوا�سعة‬ ‫املفتوحة مع اململكة‪� ،‬إ�ضافة �إىل االنهيارات‬ ‫امل �ت �ت��ال �ي��ة يف الأو� � �ض� ��اع ال �ع��رب �ي��ة خالل‬ ‫الو�ضع الراهن‪ ،‬ال�سيما يف اليمن و�سوريا‬ ‫وليبيا‪ ،‬وما جرى يف ال�سودان‪ ،‬وقبلها يف‬ ‫البحرين‪� ،‬أو يف تون�س‪ ،‬وم�صر‪ ،‬وغريها‬

‫من دول العامل العربي‪.‬‬ ‫وامل�شهد ال�ع��ام الآن يف ال�سعودية‪ ،‬يُظهر‬ ‫ب�ج�لاء "�شيخوخة" ح�ك��ام اململكة جميع ًا‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬واختفاء بع�ض �أ�صدقائهم القدامى‪،‬‬ ‫�أو وق��وع �آخ��ري��ن حت��ت ال�ضغوط املحلية‬ ‫والدولية‪� ،‬إ�ضافة �إىل ظهور املناف�سني اجلدد‬ ‫لقوى نا�شئة �أو قدمية يف املنطقة‪ .‬ولي�س‬ ‫من الع�سري‪ ،‬فهم القلق ال�سعودي من عملية‬ ‫التغيري يف م�صر‪ ،‬ون�شوبها يف �سوريا‪،‬‬ ‫�إ��ض��اف��ة �إىل ال��وج��ود الإق�ل�ي�م��ي الإي ��راين‪،‬‬ ‫وبروز حكم �شيعي يف العراق‪ ،‬يكاد يهيمن‬ ‫على ال�سلطة الكاملة يف البلد‪.‬‬ ‫وم��ن امل�ع��روف �أن ال�سعوديني ق��د �شعروا‬ ‫بـ"�صدمة" ك�ب�يرة‪ ،‬بعد ال�سقوط ال�سريع‬ ‫ل�ن�ظ��ام ال��رئ�ي����س امل���ص��ري ال���س��اب��ق حممد‬ ‫ح�سني م �ب��ارك‪ ،‬وف�شل ال��والي��ات املتحدة‬ ‫يف تقدمي الدعم له‪� ،‬أو �إنقاذه من "املحنة‬ ‫ال�سلطوية" ال�ت��ي م � ّر بها على ال��رغ��م من‬ ‫حتالفه مع الغرب‪ ،‬والواليات املتحدة على‬ ‫وجه اخل�صو�ص‪ ،‬وركونه �إىل "احلماية"‬ ‫الدائمة التي كان ي�أمل �أن تتوفـّر له‪ ،‬متام ًا‬ ‫كما كان احلكام ال�سعوديون‪ ،‬مييلون �إىل‬ ‫ت�صديق �أنهم "حمميون ب�شكل مطلق"‪� ،‬إال‬ ‫� ّأن ما ج��رى يف م�صر‪ ،‬وقبلها يف تون�س‪،‬‬ ‫زل ��زل تلك القناعة ال�ق��دمي��ة‪ ،‬و�أج �ه��ز على‬ ‫منطق ال��رك��ون للدعة‪ ،‬واال��س�ترخ��اء‪ ،‬مهما‬ ‫جرى من حولهم!‪.‬‬ ‫واليمن التي تقع يف جنوب �شبه اجلزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬اندفعت –بعد ان��دالع التفجرات‬ ‫فيها‪ ،‬وا�ستمرار ال�صراع بني النا�س و�سلطة‬ ‫علي عبدالله �صالح‪ -‬نحو الت�أرجح عند حافة‬ ‫احل��رب الأهلية‪ .‬ولعل �شعور ال�سعوديني‬ ‫باخلوف املبكر من هذه التطورات‪ ،‬جعلهم‬ ‫يدفعون بقواتهم الع�سكرية للم�شاركة يف‬ ‫�سحق احلركة ال�شعبية امل�ؤيدة للدميقراطية‬ ‫يف البحرين التي تقطنها الأغلبية ال�شيعية‪.‬‬

‫وك��ان��ت ال�سلطات ال�سعودية‪ ،‬قلقة ب�شكل‬ ‫خا�ص من �أن االحتجاجات العلنية للأغلبية‬ ‫ال�شيعية يف البحرين‪ ،‬ميكن �أن تنت�شر من‬ ‫�أرا�ضيها �إىل ال�سكان ال�شيعة يف املحافظة‬ ‫ال�شرقية م��ن اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬

‫وب��الإ� �ض��اف��ة �إىل ذل ��ك‪ ،‬ك��ان ح �ك��ام اململكة‬ ‫دائ�م� ًا "�شكوكيني" و�إىل درج��ة �إ�صابتهم‬ ‫مبا ميكن ت�سميته بـ"البارانويا ال�سيا�سية"‬ ‫من م�ؤامرة تدبّرها �إي��ران ال�شيعية‪ ،‬بهدف‬ ‫�إ�سقاط املمالك ال�سُ ّنية يف اخلليج العربي‪.‬‬

‫ول �ق��د متكنت منظمة ال�ع�ف��و ال��دول �ي��ة من‬ ‫احل���ص��ول على ن�سخ م��ن م���ش��روع قانون‬ ‫العقوبات جل��رائ��م الإره� ��اب‪� ،‬أو متويله‪،‬‬ ‫والذي حتتاج احلكومة ال�سعودية متريره‪.‬‬ ‫وي�ج��ري حالي ًا فح�صه ودرا��س�ت��ه م��ن قبل‬

‫نسخة ّ‬ ‫"مهربة " لمسودة القانون تكشف نية السلطات السعودية‬ ‫العتقال أي شخص والحكم بسجنه وإعدامه‬

‫جلنة حكومية �أمنية يف ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويف هذا الإطار‪ ،‬يقول فيليب لوثر‪ ،‬نائب‬ ‫مدير منظمة العفو الدولية ل�ش�ؤون ال�شرق‬ ‫الأو� �س��ط و��ش�م��ال �إف��ري�ق�ي��ا‪�" :‬إن م�شروع‬ ‫القانون ه��ذا‪ ،‬ي�شكل تهديد ًا خطري ًا حلرية‬ ‫التعبري يف اململكة با�سم منع الإرهاب"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قوله‪�" :‬إذا ما ُم ّرر م�شروع امل�سودة‬ ‫القانونية امل�شار �إليه‪ ،‬ف�إنه ميهد الطريق‬ ‫ل�سحق �أعمال احتجاجية �أ�صغر‪ ،‬حتى و�إن‬ ‫ك��ان��ت �سلمية‪ ،‬ذل��ك لأن�ه��ا �ستو�صف حتم ًا‬ ‫بالإرهاب"‪.‬‬ ‫وحقوق املعتقلني –والتي مل تكن ُتراعي‬ ‫يف اململكة العربية ال�سعودية م��ن قبل‪-‬‬ ‫�س ُتـلغى على نحو �أكيد وب�شكل م��ؤث��ر‪� ،‬إذ‬ ‫ميكن احتجاز امل�شتبه بهم ملدة ‪ 120‬يوم ًا‪،‬‬ ‫�أو �أك�ثر‪� ،‬إذا ما �أ�صدرت املحكمة املخت�صة‬ ‫�أحكام ًا بهذا ال�ش�أن‪ ،‬ا�ستناد ًا �إىل ن�صو�ص‬ ‫القانون املنوي ت�شريعه يف غ�ضون الفرتة‬ ‫املقبلة‪.‬‬ ‫والقانون املقرتح‪ ،‬يعطي �أي�ض ًا لل�سلطات‬ ‫ال �� �س �ع��ودي��ة‪ ،‬ح ��ق االح��ت��ج��از التع�سفي‬ ‫ل�شخ�ص ما لنحو �سنة �أو �أكرث‪ ،‬ولي�س هناك‬ ‫ح��ق للمحتجز باال�ستئناف‪� ،‬أو احل��ق يف‬ ‫تكليف حمام للدفاع عنه‪� .‬أما التعذيب فلي�س‬ ‫حم�ظ��ور ًا مبوجب ه��ذا ال�ق��ان��ون‪ .‬وعقوبة‬ ‫الإع���دام ميكن �أن ُتطبق �ضد �أي �شخ�ص‬ ‫يحمل ال�سالح �ضد الدولة‪.‬‬ ‫ويف �إ� �ش��ارة �إىل حقيقة ه��ذه املعلومات‬ ‫التي ك�شفتها منظمة العفو ال��دول�ي��ة‪� ،‬أكد‬ ‫م�س�ؤولون �سعوديون �أن م�سودة امل�شروع‬ ‫"�أ�صلية"‪ّ .‬‬ ‫لكن ما نـُقل عن ه�ؤالء امل�س�ؤولني‬ ‫قولهم �إن هذه امل�سودة مازالت قابلة للتعديل‪.‬‬ ‫ل�ك��ن م �� �ص��ادر �أخ� ��رى ت��زع��م �أن ال�سلطات‬ ‫ال�سعودية عازمة فع ًال على ت�شريع م�سودة‬ ‫القانون اجل��دي��د ب��امل��واد التي وردت فيه‪،‬‬ ‫و� ّأن التعديالت �ستكون طفيفة‪ ،‬ولي�س من‬

‫امل�ستبعد �أن ال تجُ رى �أية تغيريات جوهرية‬ ‫على م�شروع القانون ال��ذي �سي�صدر حتت‬ ‫الفتة حماربة الإرهاب‪.‬‬ ‫�إن ال �ق��ان��ون اجل��دي��د تع�سّ في �إىل درج��ة‬ ‫ت��ر��س�ي�خ��ه امل �م��ار� �س��ات امل ��وج ��ودة حالي ًا‬ ‫والتي يحاكم مبوجبه‪ ،‬نحو ‪ 5,000‬متهم‬ ‫بالإرهاب‪� ،‬أو الذين يُ�شك بانتمائهم �إليه‪� ،‬أو‬ ‫�أولئك الذين حوكموا فع ًال‪ .‬وخ�لال ال�سنة‬ ‫احلالية وحدها جرى �إعدام ‪� 33‬شخ�ص ًا يف‬ ‫اململكة‪ .‬وعلى الرغم من �أن م�سودة القانون‬ ‫موجهة �أ�ص ًال �ضد "الإرهاب"‪ ،‬ف�إن ال�سلطات‬ ‫ال�سعودية جنحت �إىل حد كبري يف �سحق‬ ‫القاعدة‪� ،‬أو يف طرد تنظيماتها �إىل خارج‬ ‫اململكة‪.‬‬ ‫�إن معظم ق��ادة تنظيم القاعدة –ممن بقوا‬ ‫على قيد احلياة‪ -‬موجودون الآن يف اليمن‬ ‫ك�ج��زء م��ن تنظيم �شبه اجل��زي��رة العربية‬ ‫للقاعدة التي ت�ضم نحو ‪ 300‬ع�ضو‪ ،‬وفق ًا‬ ‫مل �� �س ��ؤول�ين مي �ن �ي�ين‪ .‬ول �ي ����س م��ن امل��رجّ ��ح‬ ‫�أن ت �ط��ال ن���ص��و���ص ال �ق��ان��ون اجل��دي��د يف‬ ‫ال�سعودية �أحد ًا من ه�ؤالء‪.‬‬ ‫� ّإن �شرا�سة احلملة القمعية ال�ت��ي دعمت‬ ‫�أ� �س��رة "�آل خليفة" امل��ال�ك��ة يف البحرين‪،‬‬ ‫بعد االحتجاجات ال�شعبية والتظاهرات‬ ‫ال�سلمية التي جرت يف �شهري �شباط و�آذار‪،‬‬ ‫لهي امل��ؤ��ش��ر ال �ق��ويّ على ج��دي��ة املخاوف‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬وخ�شية اململكة م��ن �أنْ متتد‬ ‫املعار�ضة ال�شارعية �إىل �أرا��ض�ي�ه��ا‪ .‬ومن‬ ‫الوا�ضح ج��د ًا ل��دى مراقبي التطورات يف‬ ‫ال�سعودية‪� ،‬أن م�شروع القانون اجلديد‪،‬‬ ‫ميكن �أن يف�سّ ر على �أنه "�ضربة ا�ستباقية"‬ ‫�ضد �أي طلب للتغيري يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ ‬خ�ب�ير �سيا�سي يف � �ش ��ؤون ال�شرق‬ ‫الأو� �س��ط يكتب يف �صحيفة الإندبندنت‬ ‫الربيطانية‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.