عدد الجمعة 16 أغسطس 2024

Page 1

‫واتـس أب‬ ‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫عبداهلل عبدالسالم‬ ‫‪a a b d e l sa l a m 6 5 @g m a i l .co m‬‬

‫«مربوط ع الثانوية»‪ ..‬والطالب درجات!‬

‫«تفكير قدمي»‬

‫سام ألتمان‪ ،‬مؤسس‬ ‫«أوبن إيه آى»‪ ،‬عن‬ ‫التعامل مع الذكاء‬ ‫االصطناعى على‬ ‫أنه خطير ومحكوم‬ ‫عليه بالفشل‪.‬‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬ ‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫يسلط الضوء على استشراف الشباب للمستقبل‬

‫«شرم الشيخ للمسرح»‬ ‫يطلق بوستر دورته التاسعة‬

‫كتبت‪ -‬هالة نور‪:‬‬ ‫أطــلــق مــهــرجــان ش ــرم الشيخ‬ ‫الدولى للمسرح الشبابى‪ ،‬برئاسة‬ ‫املــخــرج مــازن الــغــربــاوى‪ ،‬بوستر‬ ‫دورته التاسعة‪ ،‬املقررة فى الفترة‬ ‫من ‪ 15‬وحتى ‪ 20‬نوفمبر املقبل‪،‬‬ ‫وحتمل اسم املخرج الراحل جالل‬ ‫الشرقاوى‪.‬‬ ‫مـــن ج ــان ــب ــه‪ ،‬أوضـــــح املــخــرج‬ ‫مازن الغرباوى‪ ،‬رئيس املهرجان‪،‬‬ ‫أن البوستر فكرته مستقاة من‬ ‫الــشــعــار الـ ــذى أطــلــقــوه لــلــدورة‬ ‫ال ــت ــاس ــع ــة «املــــســــرح مـ ــن أج ــل‬ ‫السالم»‪.‬‬ ‫وأضــــاف‪ ،‬فــى تــصــريــح خــاص‬ ‫لـــ«املــصــرى الــيــوم»‪ ،‬أن البوستر‬ ‫يسلط الــضــوء حــول استشراف‬ ‫الشباب للمستقبل فــى محاولة‬ ‫لــــربــــط املـــــســـــرح بـــاحلـــضـــارة‬ ‫وال ــث ــق ــاف ــة مـ ــن خـــــال منـ ــوذج‬ ‫مجسم لــأهــرامــات مــع الشمس‬ ‫التى ترمز إلــى القوة والصالبة‬ ‫واإلشراق واألمل والتفاؤل‪.‬‬ ‫وأشــار «رئــيــس املــهــرجــان» إلى‬ ‫أنــهــم ي ــؤك ــدون خـــال الــبــوســتــر‬

‫بوستر املهرجان‬

‫عــلــى الــبــيــئــة املــائــيــة فــى مدينة‬ ‫شــرم الشيخ ومزجها مــع البيئة‬ ‫الصحراوية‪.‬‬ ‫مهرجان شــرم الشيخ الدولى‬ ‫للمسرح الشبابى يترأسه الفنان‬ ‫املــخــرج مــازن الــغــربــاوى‪ ،‬وتقوده‬ ‫شــرفـ ًيــا الــفــنــانــة سميحة أيــوب‪،‬‬ ‫بــاإلضــافــة إل ــى الــدكــتــورة إجنــى‬ ‫البستاوى‪ ،‬مدير عام املهرجان‪.‬‬

‫من استشهاد «محمد» إلنجاب «يوسف»‬

‫رحلة «النا» مع الموت والميالد بـ«‪ 580‬حقنة هيبارين»‬

‫كتب‪ -‬أحمد مصطفى‪:‬‬ ‫املوت وامليالد؛ نقطتان متعاكستان‬ ‫فى دورة احلياة عاشتهما الفلسطينية‬ ‫النا فرحات‪ ،‬خالل األشهر املاضية‪.‬‬ ‫األولـــى حينما احتضنت صغيرها‬ ‫«محمد»‪ ،‬بعد أن لفظ أنفاسه األخيرة‬ ‫عقب غارة إسرائيلية استهدفت منزل‬ ‫العائلة‪ ،‬مبخيم الــشــابــورة‪ ،‬رفــح‪6 ،‬‬ ‫ديسمبر ‪.2023‬‬ ‫والثانية عندما أجنبت رضيعها‬ ‫«يوسف»‪ ،‬بالقاهرة‪ ،‬منذ أيام‪ ،‬بعد أن‬ ‫غــادرت وطنها بح ًثا عن العوض فى‬ ‫املسكن والولد‪.‬‬ ‫مــنــذ الــلــيــلــة الــثــانــيــة الستشهاد‬ ‫جنلها وانــتــشــار قصتها بعد تــداول‬ ‫املــســتــخــدمــن مــقــطــع فــيــديــو‪ ،‬رثــت‬ ‫فيه األم املكلومة جنلها بترديدها‬ ‫جملة «واهلل ياما تعبت فيه‪ ..‬أخدت‬ ‫فيه ‪ 580‬حقنة هيبارين»‪ ،‬تواصلت‬ ‫«املــصــرى الــيــوم» مــع «الن ــا»‪ ،‬البالغة‬ ‫من العمر ‪ 30‬عــا ًمــا‪ ،‬لسرد ما وراء‬ ‫حكايتها‪ ،‬بــل تابعت رحــلــة نزوحها‬ ‫ووصولها إلى القاهرة من أجل متابعة‬ ‫مــســتــجــدات فــتــرة احلــمــل وم ــن ثَــ َّم‬ ‫الوالدة‪ .‬وكما واست قلوبنا أم الشهيد‬ ‫فى العزاء‪ ،‬طرقت أبواب منزلها فى‬ ‫مدينة ‪ 6‬أكــتــوبــر محافظة اجليزة‬ ‫لالحتفاء بامليالد اجلديد‪.‬‬ ‫لم تب ُد مالمح «النا» مشتتة‪ ،‬ضائعة‪،‬‬

‫«من أفضل‬ ‫الالعبني مبصر»‬

‫هانى رمزى‪ ،‬العب‬ ‫األهلى السابق‪ ،‬عن‬ ‫جنم األهلى محمد‬ ‫عبداملنعم‪.‬‬

‫‪ ..‬ومع يوسف فى مصر‬

‫النا مع ابنها الشهيد محمد فى غزة‬

‫مرتبكة‪ ،‬كما كانت حلظة الوصول إلى‬ ‫القاهرة فى مارس املاضى‪.‬‬ ‫الفقد بطبيعته يسلب مــن الفرد‬ ‫خصوصا إن جاء‬ ‫شغفه جتاه احلياة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فــى الــولــد‪ .‬لكن هــذه امل ــرة؛ خرجت‬ ‫«الن ـ ــا» م ــن غــرفــتــهــا بــوجــه تكسوه‬ ‫ابتسامة الرضا‪ ،‬حتتضن صغي ًرا لم‬ ‫يُكمل أيامه األولى‪ ،‬تداعبه وتغنى له‬ ‫فى مشهد ال يقدر أباطرة الكتابة على‬

‫«أكثر شىء‬ ‫بسطنى»‬

‫الفنان إياد نصار‪ ،‬عن‬ ‫متابعة فئات عمرية‬ ‫مختلفة ملسلسله‬ ‫«مفترق طرق»‪.‬‬

‫حياكته أو تصوره‪ ،‬لكنها األيــام التى‬ ‫دو ًما ما تكون أوسع من اخليال‪.‬‬ ‫تــقــول «النـ ــا»‪ ،‬لـــ«املــصــرى الــيــوم»‪:‬‬ ‫«شعور الفقد والعوض ال ينوصف‪،‬‬ ‫مل ــا فــقــدت (مــحــمــد) كــإنــى فقدت‬ ‫روح ــى‪ ،‬حسيت بخوف وتــوتــر وإنــى‬ ‫مش هعيش وكأن احلياة وقفت‪ .‬وملا‬ ‫عوضنى (يوسف) حسيت بفرحة‪ ،‬لكن‬ ‫فيها غصة»‪« .‬يوسف»‪ ..‬اسم اختارته‬

‫تصوير‪ -‬محمد خالد‬

‫«النا» ملولودها اجلديد‪ ،‬الذى أعادت‬ ‫معه رحلة الـ‪ 580‬حقنة هيبارين كما‬ ‫كــانــت مــع أبنائها السابقني‪« ،‬دميــا‬ ‫وصالح ومحمد»‪ .‬لكن هذه املرة بعيدًا‬ ‫عن عناء احلرب‪ ،‬وذلك إرضاء لرؤية‬ ‫سمعت خاللها صوتًا يردده فى املنام‬ ‫من قبل امليالد‪.‬‬ ‫وتتذكر «النا» خبر معرفتها بحمل‬ ‫«يوسف» أثناء احلرب‪ ،‬وتقول‪« :‬بعد‬

‫‪ 20‬يو ًما من استشهاد ابنى‪ ،‬تعبت‬ ‫ورحت للطبيب قال إنى حامل بقالى‬ ‫فترة‪ .‬استغربت ألن بالغارة اتخبطت‬ ‫خبطة كفيلة تسقط أى حمل»‪.‬‬ ‫لم تشعر «النا» بالغربة فى القاهرة‪،‬‬ ‫فبمجرد معرفة أهل مصر بوجود تلك‬ ‫السيدة‪ ،‬التى أثرت فى قلوب املاليني‬ ‫حــول العالم‪ ،‬التفوا حولها وقدموا‬ ‫لها جميع سبل الــدعــم‪ .‬واختتمت‪:‬‬

‫«بشكر كــل أهــل مصر الــلــى وقفوا‬ ‫جنبى‪ .‬وبوجه رسالة ألهل غزة‪ .‬بدى‬ ‫اقولهم الصبر‪ ،‬ربنا ملا بيبعت لإلنسان‬ ‫ابتالء بيكون عارف أنه على قد صبره‬ ‫وحجمه‪ .‬ومفيش ابتالء ربنا بيديله‬ ‫لإلنسان إال بيكون مخبى وراه شىء‬ ‫تانى‪ .‬مقدرش أقولهم أن فى عوض‬ ‫ألنى ال أعرف علم الغيب‪ .‬لكن أقدر‬ ‫أقولهم اصبروا هتنجبروا»‪.‬‬

‫«فخر كبير»‬

‫«يثير ً‬ ‫قلقا‬ ‫عامليا»‬ ‫ً‬

‫«أصبحت دافعى‬ ‫للحياة»‬

‫محمد آدم‪ ،‬عن اختيار‬ ‫روايته «وصارت‬ ‫القاهرة‪ :‬حكاية ا َمللك‬ ‫والشاعر واإلسكافى‬ ‫الفقير» ضمن «كتارا‬ ‫للرواية العربية»‪.‬‬

‫املدير العام ملنظمة‬ ‫الصحة العاملية‬ ‫تيدروس أدهانوم‬ ‫جيبريسوس‪ ،‬عن‬ ‫إعالن جدرى القرود‬ ‫كحالة طوارئ‪.‬‬

‫املــغــنــى األمــريــكــى‬ ‫نــيــك ج ــون ــاس‪ ،‬عن‬ ‫تغير نظرته للحياة‬ ‫وعمله الفنى بعد أن‬ ‫أصبح ًأبا‪.‬‬

‫الواقع يقهر التوقع‬

‫أنا والنجوم‬

‫هل ينتظر «الملحد» موافقة األزهر؟!!‬

‫طارق الشناوى‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫مؤكد أن ُصناع فيلم (امللحد) ال أحــد منهم‬ ‫لعب دو ًرا فــى خلق تلك الــدعــايــة املجانية من‬ ‫خـ ــال اف ـت ـع ــال ق ـ ــرار تــأج ـيــل الـ ـع ــرض‪ ،‬ول ـهــذا‬ ‫جــاءت احلجة املعلنة على لسان املنتج أحمد‬ ‫السبكى أن التأجيل جاء بسبب وضع الرتوش‬ ‫على الشريط‪ ،‬رغم أنه كان جاهزً ا للعرض يوم‬ ‫الثالثاء املاضى‪.‬‬ ‫على اجلانب اآلخر‪ ،‬آثر ٌ ّ‬ ‫كل من املخرج ماندو‬ ‫الـعــدل والـكــاتــب إبــراهـيــم عيسى فقط الكتابة‬ ‫ع ـلــى صـفـحــاتـهـمــا م ــا ي ــوح ــى بـ ــأن ال ـف ـي ـلــم لن‬ ‫ُي ـعــرض‪ ،‬وأن ع ــدم ال ـعــرض لـيــس هــو احل ــل فى‬ ‫هــذا الــزمــن الــذى ُفتحت فيه كــل األب ــواب‪ ،‬ولم‬ ‫يفصحا عن املزيد‪.‬‬ ‫ما الذى حدث بالضبط‪ ،‬وهل هناك مزيد من‬ ‫احلذف نال الشريط‪ ،‬ورمبا مزيد من اإلضافة‬ ‫أيضا؟‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هــل الـبـطــل املـلـحــد ال ــذى ي ــؤدى دوره أحمد‬ ‫حــامت سـنــراه يصلى فــى نهاية الفيلم ركعتني‬ ‫مستغفرا اهلل عن كل ما بــدر منه‪ ،‬ال أتصور أن‬ ‫ً‬ ‫تلك النهاية من املمكن اعتمادها درام ًيا مهما‬ ‫كانت الضغوط أو املواءمات‪.‬‬ ‫ه ــل ُعـ ــرض الـفـيـلــم ع ـلــى األزه ـ ــر ال ـشــريــف؟‬ ‫املفترض أن الرقابة عندما قرأت السيناريو قبل‬ ‫ث ــاث س ـنــوات لــم جتــد أنـهــا بـصــدد نــص درام ــى‬ ‫دي ـنــى ي ـفــرض عـلـيـهــا ان ـت ـظــار رأى األزهـ ــر قبل‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Friday - August 16 th - 2024 - Issue No. 7368 - Vol.21‬‬

‫اجلمعة ‪ ١٦‬أغسطس ‪٢٠٢٤‬م ‪ ١١ -‬صفر ‪ 14٤٦‬هـ ‪ ١٠ -‬مسرى ‪ - 17٤٠‬السنة احلادية والعشرون ‪ -‬العدد ‪٧٣٦٨‬‬

‫فى مسرحية «سكة السالمة» للراحل سعد الدين وهبة (‪،)1964‬‬ ‫يتوجه العمدة لإلسكندرية ً‬ ‫بحثا عن «واسطة» تضيف نصف درجة‬ ‫ملجموع جنله كى يدخل «الهندسة»‪ .‬وقبل أيــام‪ ،‬قــررت وزارة التعليم‬ ‫إضافة درجتني لنتيجة فيزياء الثانوية العامة‪ ،‬بعد احتساب صحة‬ ‫اإلجابة «ب» فى السؤال رقم ‪ .34‬أحدث التعديل «انقال ًبا» فى مراكز‬ ‫األوائل‪ ،‬وفى حظوظ الطالب لدخول الكليات بشكل عام‪ ،‬مما ذكرنا‬ ‫بكلمات امل ـطــرب عــزيــز عثمان «مــربــوط ع الــدرجــة الثامنة والـنــاس‬ ‫درجات» فى االستعراض الغنائى «اللى يقدر على قلبى» بفيلم «عنبر»‬ ‫إنتاج ‪.1948‬‬ ‫درج ــات الـثــانــويــة الـعــامــة حتــدد ليس فقط مستقبل الـطــالــب بل‬ ‫أيضا‪ .‬االمتحانات واملجهود وكــل شــىء تقري ًبا‬ ‫مكانته االجتماعية ً‬ ‫تصبح ذك ــرى‪ .‬تبقى فقط الــدرجــات ومــا يترتب عليها‪ .‬إنـهــا تعنى‬ ‫ـارمــا بــن الـطــاب‪ .‬عند الــدخــول للجامعة‪ ،‬يكون السؤال‬ ‫متييزً ا صـ ً‬ ‫األهــم فــى بــدايــات تـعــارف الـطــاب‪« :‬جبت ك ــام؟»‪ .‬األســر تنفق كــل ما‬ ‫لديها كى يحصل أبناؤها على تلك الــدرجــات التى تصنّفهم طبقً ا‬ ‫ملعيار واحد‪ ..‬نتائجهم فى االمتحانات! ال اهتمام باملهارت األساسية‬ ‫كحسن التصرف واللباقة اللفظية‪ ،‬وهى أمور يصعب قياسها‪ ،‬لكنها‬ ‫مهمة للقبول فى أى عمل‪.‬‬ ‫فى عام ‪ ،2020‬مع تفشى «كورونا»‪ ،‬وإغالق املدارس وإلغاء االمتحانات‪،‬‬ ‫واج ـهــت امل ـ ــدارس الـبــريـطــانـيــة معضلة ك ـب ــرى‪ ..‬مــن سيمنح تالميذ‬ ‫الثانوية العامة الدرجات؟ وعلى أى أساس؟ أعطت هيئة االمتحانات‬ ‫للمعلمني الصالحية لكنها لــم تعجبها النتائج معتبرة أنهم كانوا‬ ‫«كــرمــاء» مــع التالميذ‪ .‬ق ــررت الهيئة اسـتـخــدام «خــوارزم ـيــات» معينة‬ ‫تعتمد على درجات الطالب خالل السنوات السابقة لتحديد املجموع‬ ‫النهائى‪ .‬اشتكى آالف التالميذ من انخفاض درجاتهم‪ ،‬مما اضطر‬ ‫احلكومة للعودة لتقييمات املعلمني‪ .‬رغم أنه لم يحدث خطأ جسيم‪،‬‬ ‫كما حــدث عندنا‪ ،‬بــل اخـتــاف فــى طريقة احتساب الــدرجــات‪ ،‬إال أن‬ ‫خـبــراء التعليم طالبوا بــإدخــال أدوات أخــرى لقياس ق ــدرات الطالب‬ ‫وعدم االقتصار على امتحان نهائى ووحيد‪ .‬اخلبير التربوى البريطانى‬ ‫مؤخرا ً‬ ‫مقال جاء فيه‪« :‬نحن ال نستخدم االختبارات‬ ‫سامى رايت كتب‬ ‫ً‬ ‫لتقييم مدى معرفة الطالب بشكل عام‪ ،‬ولكن لتحديد من أفضل ِمن‬ ‫َمن؟ االمتحانات بشكلها احلالى تكرس التراتبية بني البشر‪ .‬ماذا لو‬ ‫اعتقدنا أن االمتحانات مثل رخصة القيادة حتصل عليها بعد التأكد‬ ‫من قدراتك‪ ،‬لكنها ال تصنفك أفضل وال أقل من اآلخرين»؟‪.‬‬ ‫املـفــاجــأة الكبرى الـتــى س ــادت عقب تعديل نتائج الثانوية العامة‬ ‫عندنا‪ ،‬لــم تكن فقط ألن السابقة تاريخية‪ ،‬لكن أيـ ًـضــا ألن مشاكل‬ ‫كثيرا هذه‬ ‫الثانوية والتغيرات التى حتــدث فيها تنهال على الـنــاس ً‬ ‫األيـ ــام‪ .‬أول ـيــاء األمـ ــور والـتــامـيــذ يـشـعــرون مبــا يشبه «الـ ـ ــدوار»‪ .‬وزيــر‬ ‫التعليم محمد عبداللطيف كشف أمس األول أنه سيتم إعادة هيكلة‬ ‫نظام الثانوية العامة‪ ،‬مع انطالق العام التعليمى اجلــديــد‪ ،‬لتقليل‬ ‫عدد املواد اإلجبارية وفقً ا للنظم العاملية‪ .‬ال أحد ضد التغيير خاصة‬ ‫إذا كان الهدف مصلحة الطالب‪ .‬إصالح املناهج ضرورة جلعل املدارس‬ ‫تستجيب لعالم سريع التحول‪ .‬معظم الــدول مهتمة بتغيير وتعديل‬ ‫املناهج وحتسني طرق االمتحانات‪ ،‬لكن التغيير املستمر‪ -‬خاصة ذلك‬ ‫تغييرا سابقً ا‪ -‬مؤلم للغاية‪ ،‬وقد‬ ‫الــذى يأتى بصورة مفاجئة ويهدم‬ ‫ً‬ ‫يأتى بنتائج عكسية‪ .‬ثم إنه فى فترة التغيير‪ ،‬تكون هناك خسارة فى‬ ‫اإلنتاجية بسبب الفترة االنتقالية من القدمي للجديد‪ .‬دول منظمة‬ ‫تقدما‪ ،‬شرعت منذ سنوات فى‬ ‫التعاون والتنمية االقتصادية األكثر‬ ‫ً‬ ‫تغيير مناهجها ملواجهة املنافسة العاملية‪ .‬لفت انتباهى أن اليابان ً‬ ‫مثل‬ ‫تُغير املناهج كل ‪ 10‬سنوات‪ .‬يتم تقييم املناهج القائمة وإيجابياتها‬ ‫وسلبياتها حتت عنوان عريض‪« :‬خَ ِ ّط ْط‪ ،‬ن ِ َّفذْ ‪َ ،‬تققْ ‪ ،‬ت ْ‬ ‫َصرف»‪.‬‬ ‫نظريات وأفكار الثورة الدائمة والتغيير املستمر ثبت فشلها‪ .‬ال‬ ‫اإلمكانات تسمح وال املستهدفون بالتغيير يستطيعون التكيف مع‬ ‫اجلديد الــذى يتشككون فيه‪ ،‬نتيجة جتاربهم وخيباتهم السابقة‪.‬‬ ‫التعليم عملية تراكمية وليس قفزات جتعل الناس تفقد توازنها‪.‬‬ ‫فى مجتمعات كمصر عاشت مستقرة آالف السنني‪ ،‬ال يجب التعامل‬ ‫بهذا األسلوب مع أهم قضية بالنسبة للناس‪ ،‬وهى التعليم ومناهجه‬ ‫وامتحاناته ودرجاته‪ .‬التغيير يحدث مرة كل جيل‪ ،‬وال ميكن أن يكون‬ ‫عادة سنوية‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫املــوافـقــة على الـتـصــويــر‪ ،‬الــدرامــا االجتماعية‬ ‫ليست مــن شــأن األزه ــر الـشــريــف‪ ،‬والـغــريــب أن‬ ‫جهاز الرقابة قد أشاد بالسيناريو قبل تصويره‪،‬‬ ‫وعلى غير عادته‪.‬‬ ‫ه ــل م ــا تـ ــردد ع ـبــر (ال ـســوش ـيــال م ـيــديــا) من‬ ‫هجوم مسبق رمبــا أثــار حفيظة األزهــر‪ ،‬وطلب‬ ‫أن يــدلــى بــدلــوه فــى الـشــريــط السينمائى قبل‬ ‫العرض؟‪.‬‬ ‫ك ـل ـه ــا أم ـ ـ ــور ض ـب ــاب ـي ــة ال ي ــوج ــد يـ ـق ــن‪ ،‬مــن‬ ‫البديهى لو أن لألزهر الشريف دو ًرا فى املوافقة‬ ‫فـهــو سيعلن ذل ــك مـبــاشــرة‪ ،‬ول ــن ميـنــح الـضــوء‬ ‫األخ ـض ــر إال طـبــقً ــا مل ــا ي ـتــوافــق م ــع الـنـصــوص‬ ‫الصريحة‪ ،‬ولــن يتم إجــازة الشريط إال بعد أن‬ ‫ـامــا‪ ،‬وأن يصبح الشريط‬ ‫تتم غربلة الـنــص متـ ً‬ ‫معبرا عــن رؤي ــة رج ــال الــديــن‪،‬‬ ‫فــى نهاية األم ــر‬ ‫ً‬ ‫وبالتالى سيتم حذف أى حــوار جدلى يحتمل‬ ‫أكثر من معنى‪ ،‬بينما الفيلم السينمائى قائم‬ ‫على تلك اجلدلية‪ ،‬قضية استتابة البطل ثالثة‬ ‫أيــام‪ ،‬ثم إقامة حد الــردة عليه‪ ،‬رمبا لعبت دو ًرا‬ ‫فى إثارة اجلدل‪ ،‬املأزق الذى يتجاوز هذا الفيلم‬ ‫هو ترسيخ مبدأ دخول املؤسسة الدينية‪ ،‬األزهر‬ ‫أو الـكـنـيـســة‪ ،‬ق ـبــل ال ـت ـصــريــح بــالـعـمــل الـفـنــى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مقتل لكل أمن ــاط اإلب ــداع‪،‬‬ ‫ألنـنــا سنجد فيها‬ ‫كما أن اجلانب اآلخــر للصورة هو توريط لهذه‬ ‫املؤسسات فى قضايا ستثير بطبيعتها الكثير‬

‫بوستر فيلم «امللحد»‬

‫من التناقضات غير املقصودة‪.‬‬ ‫ولم تكن املرة األولى‪ ،‬أتذكر فى عام ‪ 2012‬أننى‬ ‫ً‬ ‫اتصال تليفون ًيا من املخرج مسعد فودة‪،‬‬ ‫تلقيت‬

‫ـددا ً‬ ‫قليل‬ ‫نقيب السينمائيني‪ ،‬يقول لى إننى وعـ ً‬ ‫م ــن الـسـيـنـمــائـيــن سـنـلـتـقــى ف ــى مـكـتــب فضيلة‬ ‫املـفـتــى األس ـبــق‪ ،‬الـشـيــخ د‪ .‬عـلــى جـمـعــة‪ ،‬ملناقشة‬

‫فـيـلــم مـحـمــد رم ـضــان اجلــديــد (ع ـبــده مــوتــة)‪،‬‬ ‫ت ـع ـج ـبــت‪ ،‬ول ـك ـن ــه ق ـ ــال ل ــى إن ف ـض ـي ـلــة املـفـتــى‬ ‫حتديدا وذهبت فى التوقيت املطلوب‪،‬‬ ‫اختارنى‬ ‫ً‬ ‫مفت عصرى يحمل اآليباد‪،‬‬ ‫ووجدت أننى أمام ٍ‬ ‫ويـكـتــب رســالــة بالفيلم عـلــى ال ـشــاشــة‪ ،‬وكــانــت‬ ‫تلك وقتها آخــر صيحة فــى اآلي ـبــاد‪ ،‬وشاهدنا‬ ‫الفيلم ً‬ ‫كامل فى مكتب املفتى‪ ،‬وكان بني احلني‬ ‫واآلخر يسألنى عن تفصيلة فنية فى الشريط‪،‬‬ ‫وف ــى الـنـهــايــة ك ــان املـقـصــود هــو ح ــذف األغنية‬ ‫الفولكلورية (يا طاهرة يا أم احلسن واحلسني)‪،‬‬ ‫والـتــى تــرقــص فيها ديـنــا على اإلي ـقــاع‪ ،‬وهــو ما‬ ‫يحدث وحتى اآلن فى كل املــوالــد‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫ً‬ ‫تخوفا ما أن األغنية تنال من وقار (آل البيت)‪،‬‬ ‫وفى النهاية أصدر فضيلة املفتى األسبق بيانًا‬ ‫تضمن فـقــط ح ــذف األغـنـيــة‪ ،‬وأم ــام احلـضــور‪،‬‬ ‫وكــان من بينهم نقيب السينمائيني واألساتذة‬ ‫عمر عبدالعزيز‪ ،‬والــذى كان وقتها وكيل نقابة‬ ‫السينمائيني‪ ،‬وسامح الصريطى‪ ،‬وكيل نقابة‬ ‫املـمـثـلــن‪ ،‬وال ــراح ــل أش ــرف عـبــدالـغـفــور‪ ،‬نقيب‬ ‫املـمـثـلــن‪ ،‬قـلــت للجميع إن ـنــا ب ـهــذا االجـتـمــاع‬ ‫نرسخ لتحويل املؤسسات الدينية إلــى أجهزة‬ ‫رقابية‪ ،‬وسوف نتحمل أمام التاريخ هذا الوزر‪،‬‬ ‫وقرأ املفتى البيان‪ ،‬وقال فيه‪( :‬بإجماع كل اآلراء‬ ‫ن ـحــذف األغ ـن ـيــة وال ــرق ـص ــة م ــن ع ـبــده مــوتــة)‪،‬‬ ‫وطـلـبــت م ــن فـضـيـلــة املـفـتــى تـغـيـيــر الـصـيــاغــة‪،‬‬

‫وال ـتــى تضمنت أن الـبـيــان مت مبــوافـقــة النقاد‬ ‫وكل احلضور‪ ،‬قلت له إن الصحيح هو أن تقول‬ ‫باألغلبية ولـيــس بــاإلج ـمــاع‪ ،‬وكـنــت أن ــا الناقد‬ ‫الوحيد فى تلك اللجنة وأعلن اعتراضى على‬ ‫احلذف‪ ،‬كما أننى أؤكد عدم جواز منح املؤسسة‬ ‫الدينية حق مراقبة أى عمل درامى اجتماعى‪،‬‬ ‫وك ــان الفيلم قــد ُع ــرض بالفعل جتــار ًيــا قبلها‬ ‫ب ـع ــدة أس ــاب ـي ــع‪ ،‬وهـ ــو م ــن أك ـث ــر أف ـ ــام رم ـضــان‬ ‫حتقيقً ا لإليرادات‪.‬‬ ‫دار اإلف ـت ــاء تــدخـلــت بـعــد أن اعـتـبــر البعض‬ ‫األغ ـن ـيــة ت ـنــال م ــن وقـ ــار (آل ال ـب ـي ــت)‪ ،‬رغ ــم أن‬ ‫األغ ـن ـيــة واق ـع ـ ًيــا الت ـ ــزال ُت ـق ــدم ف ــى ك ــل املــوالــد‬ ‫الغنائية‪.‬‬ ‫ـددا‪ ،‬ون ــرس ــخ‬ ‫أمتـ ـن ــى أال يـ ـح ــدث ذل ـ ــك مـ ـ ـج ـ ـ ً‬ ‫لتدخل املــؤسـســات الدينية‪ ،‬مــن صــالــح األزهــر‬ ‫والكنيسة أال يتورطا فى التشابك مع الفنون‬ ‫بكل أمناطها‪.‬‬ ‫فــى كــل األح ــوال سيظل امل ــأزق األكـبــر لفيلم‬ ‫(املـلـحــد) عـنــد عــرضــه هــو أن سـقــف التوقعات‬ ‫كثيرا بسبب كــل تلك امل ـجــادالت‪ ،‬والكل‬ ‫ارتـفــع ً‬ ‫سينتظر‪ ،‬بينما ال ميكن أن يصل الشريط فى‬ ‫ظــل كــل امل ــؤث ــرات األخ ـيــرة إل ــى سـقــف الـتــوقــع‪،‬‬ ‫املــؤكــد أن ــه نــالــه الـكـثـيــر مــن احلـ ــذف‪ ،‬كـمــا ناله‬ ‫أيضا بعض اإلضافة‪ ،‬والثانية أشد ضــراوة من‬ ‫ً‬ ‫األولى!!‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.