عدد الخميس 22 فبراير 2024

Page 1

‫واتـس أب‬ ‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫زياد بهاء الدين‬

‫هل الليالى سعودية‬ ‫مصرية‪ ..‬أم العكس؟‬

‫كتبت‪ -‬رضوى فاروق‪:‬‬

‫بأزياء «صديقة للبيئة»‪ ،‬شاركت‬ ‫دار أزيــاء بربرى العاملية‪ ،‬فى ختام‬ ‫أســبــوع لــنــدن للموضة‪ ،‬وأوضــحــت‬ ‫ال ــدار أن تلك الفكرة ضمن خطة‬ ‫املص ّمم دانيال لى‪ ،‬الذى تولى مهام‬ ‫اإلدارة اإلبداعية فى الدار‪ ،‬والذى‪-‬‬ ‫بحسب بيانها‪ -‬يسعى إلــى جتديد‬ ‫الكالسيكيات البريطانية وتقدميها‬ ‫بأسلوب عصرى وخطوط جريئة‪.‬‬ ‫كان عرض الدار للمالبس مختل ًفا‪،‬‬ ‫حيث مت تنصيب خيمة ضخمة فى‬

‫حديقة «فيكتوريا بــارك» الشهيرة‪،‬‬ ‫ومتـــت تــغــطــيــة أرضــيــتــهــا بالعشب‬ ‫جتسيدًا للبيئة اللندنية التى حتتوى‬ ‫على هذه العناصر فى طبيعتها‪ ،‬كما‬ ‫توفر عنصر «احلماية والــدفء» فى‬ ‫معظم إطــاالت مجموعته اخلاصة‬ ‫باخلريف والشتاء املقبل‪ .‬دار بربرى‬ ‫حــاولــت فــى األزي ـ ــاء املــعــروضــة أن‬ ‫جتمع األناقة بـ«السهولة والعملية»‪،‬‬ ‫أما األلــوان املستخدمة فى العرض‪،‬‬ ‫فجاءت مستوحاة من الطبيعة بغاباتها‬ ‫اخلضراء وعناصرها الترابية‪.‬‬

‫لرفع الوعى بأهمية الحفاظ على شريان الحياة‬

‫«أطفال وغنا وصيادين» فى احتفاالت يوم النيل بالقرصاية‬

‫كتبت ‪ -‬آيات احلبال‪:‬‬

‫«بيتنا جنب النيل وإحنا فرحانني‪ ،‬صوت‬ ‫طيوره وأغانينا وفسحتنا فى املشاوير‪ ،‬يا‬ ‫جدى يا معلمنى كل سمكة مكانها فني‪ ،‬يا‬ ‫نخل ياللى فاكر طريق بيتى منني»‪ ..‬بهذه‬ ‫الكلمات تغنى أطــفــال جــزيــرة القرصاية‬ ‫ضمن االحتفال بيوم النيل الذى يوافق ‪22‬‬ ‫فبراير من كل عام‪.‬‬ ‫فــى يــومــن فقط متكن أطــفــال جزيرة‬ ‫القرصاية الواقعة فى قلب النيل مبحافظة‬ ‫اجليزة من إنتاج أغنية قصيرة تعبر عن‬ ‫أهمية النيل فى حياتهم‪ ،‬ووقــف األطفال‬ ‫الذين تتراوح أعمارهم من ‪ ٩‬حتى ‪ ١٢‬عا ًما‬ ‫فى مركب صغير بالنيل وألقوا األغنية أمام‬ ‫أهاليهم والعاملني باجلزيرة إلرسال رسالة‬ ‫بأهمية احلفاظ على النيل‪.‬‬ ‫ل ــم تــكــن هـــذه األغــنــيــة ه ــى الــوســيــلــة‬ ‫الوحيدة التى احتفل بها أهالى القرصاية‬ ‫واملترددون على اجلزيرة بيوم النيل‪ ،‬ولكن‬ ‫شارك فى االحتفال صيادو اجلزيرة الذين‬ ‫نظموا مسيرة بــقــواربــهــم جتــوب املنطقة‬ ‫املحيطة باجليزة‪.‬‬ ‫وفــــى متــــام ال ــس ــاع ــة الــثــانــيــة عــشــرة‬ ‫جتمعت ق ــوارب صــيــادى الــقــرصــايــة على‬ ‫أط ــراف اجلــزيــرة وزي ــن بعض الصيادين‬ ‫قــواربــهــم ومــراكــبــهــم بــزيــنــة مصنوعة من‬ ‫املخلفات التى خرجت من النيل وشــارك‬ ‫ف ــى تــزيــن ال ــق ــوارب الــفــنــان التشكيلى‬ ‫عمار أبوبكر‪.‬‬ ‫انطلقت القوارب الصغيرة التى يقودها‬ ‫صيادو اجلزيرة وحتمل املخلفات التى مت‬

‫أطفال القرصاية يحتفلون بيوم النيل‬

‫إزالتها من النيل‪ ،‬وحتيط مركب أكبر حتمل‬ ‫فرقة موسيقية فى محاولة للتوعية بأهمية‬ ‫احلفاظ على النيل‪.‬‬ ‫مــســيــرات الــنــيــل ه ــى أحـ ــد الــطــقــوس‬ ‫االحتفالية الــتــى كــان يقدمها املصريون‬ ‫القدماء‪ ،‬وفى العصر احلديث تعبيرا على‬ ‫شكرهم للنيل‪ ،‬وحاليا يتم استخدمها فى‬ ‫االحــتــفــاالت أو فــى مــبــادرات رفــع الوعى‬ ‫بأهمية احلــفــاظ على النيل مــن التلوث‬

‫‪ ..‬وموكب املراكب‬

‫والتغيرات املناخية‪.‬‬ ‫وقـــال روجــيــة أنــيــس مــصــور‪ ،‬وثــائــقــى‪،‬‬ ‫وم ــؤس ــس االحــتــفــال بــيــوم الــنــيــل‪« :‬ه ــذه‬ ‫املسيرة هى جتربة ملحاولة ترسيخ وتثبيت‬ ‫فكرة االحتفال بالنيل كل سنة ونتمنى أن‬ ‫تكون هــذه االحــتــفــاالت فــى مناطق وجــزر‬ ‫مختلفة بالنيل فى كل املحافظات وليس‬ ‫القرصاية فقط»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬كانت هذه االحتفالية بالتعاون‬

‫مع ‪ very Nile‬وهى مؤسسة تبنت مبادرة‬ ‫مجتمعية لتنظيف الــنــيــل مــن املخلفات‬ ‫وأصــبــحــت مــركــزا متخصصا فــى إع ــادة‬ ‫تــدويــر املــخــلــفــات مــن الــنــيــل ويــعــمــل فيه‬ ‫أهالى جزيرة القرصاية‪ ،‬ويقدم عددا من‬ ‫املبادرات املجتمعية األخرى خلدمة أهالى‬ ‫القرصاية فى بناء مجتمعات أكثر صداقة‬ ‫للبيئة»‪.‬‬ ‫سلمى اللقانى‪ ،‬أحــد مسؤولى مؤسسة‬

‫«فيرى نايل» بالقرصاية‪ ،‬قالت‪ :‬إن هذه‬ ‫االحتفالية تشاركية مــع أهــالــى اجلــزيــرة‬ ‫وه ــى م ــب ــادرة مــن املــصــور روجــيــه أنيس‬ ‫ومبادرة جديدة نحاول من خاللها مشاركة‬ ‫مجتمع اجلزيرة فى إحياء طقوس احتفالية‬ ‫قدمية بالنيل بهدف رفــع الوعى وشــارك‬ ‫فى اإلعــداد لها فنانون متطوعون ودربت‬ ‫األطــفــال على األغــنــيــة الرئيسية للحفل‬ ‫الفنانة يسرا الهوارى»‪.‬‬

‫على نفسى»‬ ‫«صعب َّ‬

‫متاما»‬ ‫«تعافى‬ ‫ً‬

‫«تتطور وال‬ ‫متوت»‬

‫«مجازفة»‬

‫ً‬ ‫تكامل‬ ‫«تخلق‬ ‫ً‬ ‫وتعاونا»‬

‫الفنان محمود‬ ‫عامر‪ ،‬عن أوالده‬ ‫وابتعادهم عنه بعد‬ ‫انتشار خبر زواجه‪،‬‬ ‫والضجة الكبيرة‬ ‫التى أثارها‪.‬‬

‫امللياردير إيلون‬ ‫ماسك‪ ،‬عن النتيجة‬ ‫اجليدة ألول مريض‬ ‫بشرى زُ رعت له‬ ‫شريحة دماغية من‬ ‫شركته‪.‬‬

‫الفنان مارتن‬ ‫سكورسيزى‪ ،‬بعد‬ ‫تكرميه بالدب‬ ‫الذهبى من برلني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متحدثا عن السينما‬ ‫عامليا‪.‬‬ ‫ً‬

‫الفنانة إلهام وجدى‪،‬‬ ‫عن مسلسل «جرى‬ ‫الوحوش»‪ ،‬وتقدمي‬ ‫فكرة مأخوذة عن‬ ‫فيلم مر عليه ‪35‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫ً‬

‫املوسيقار هانى‬ ‫فرحات‪ ،‬عن أولى‬ ‫الليالى املصرية‪-‬‬ ‫السعودية‪ ،‬التى‬ ‫أقيمت بدار األوبرا‬ ‫املصرية‪.‬‬

‫اإلسبانى بيب‬ ‫جوارديوال‪ ،‬مدرب‬ ‫مانشستر سيتى‪،‬‬ ‫عما فعله مهاجمه‬ ‫النرويجى إيرلنج‬ ‫هاالند للمنتقدين‪.‬‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫تلك احلرية فى النقد واملتابعة والتحليل التى‬ ‫ينعم بها ال ُكتاب والنقاد والصحفيون فى رصدهم‬ ‫لألحداث العاملية‪ ،‬وحتديدًا الفنية والثقافية‪ ،‬وعلى‬ ‫وجــه اخلصوص فى مهرجان (بــرلــن)‪ ،‬أمتنى أن‬ ‫ميارسوها ً‬ ‫أيضا فى عاملنا العربى مع كل األنشطة‬ ‫الفنية والثقافية بدون أدنى حساسية‪ ،‬وأن يتقبل‬ ‫القائمون على هذه األنشطة تلك اآلراء بدون أدنى‬ ‫حساسية‪.‬‬ ‫تنتشر فى دائــرة املهرجان الرئيسية والشوارع‬ ‫املحيطة بهذا احلــدث العاملى كاميرات تنقل بكل‬ ‫شفافية ردود فعل اجلميع من أبناء البلد أو الضيوف‬ ‫عــن األحـ ــداث والــفــعــالــيــات‪ ،‬وتستطيع أن تلمح‪،‬‬ ‫بنسبة كبيرة‪ ،‬ردود فعل سلبية أسفرت عنها تلك‬ ‫الدورة التى أوشكت على الرحيل‪ ،‬كما أن التغطية‬ ‫اإلعالمية فى اإلعالم األملانى ليست أبدًا لصالح‬ ‫برلني ‪ ،74‬وألنها الــدورة األخيرة ملدير املهرجان‬ ‫كارلو شاتريان‪ ،‬لم تشفع له أب ـدًا فى حمايته من‬ ‫سهام النقد بسبب تضارب مواعيد العديد من‬ ‫ً‬ ‫وأيضا اختيارات األفالم‪ ،‬وحتى توصيف‬ ‫الفعاليات‬ ‫(املليح يبطئ)‪ ،‬أى أن األفالم املهمة ستأتى مع نهاية‬ ‫املهرجان‪ ،‬من الصعب أن تنطبق عليه‪ ،‬لم يتبق سوى‬ ‫يومني على إعالن النتائج‪ ،‬وتقف على املسرح رئيسة‬ ‫جلنة التحكيم املمثلة كينية األصل لوبيتا نيوجنو‬ ‫احلاصلة على األوسكار‪ ،‬إلعالن النتائج‪ ،‬بينما هذا‬ ‫املليح من األفالم لم ِ‬ ‫يأت بعد‪.‬‬

‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫ختام أسبوع لندن للموضة‬

‫«أخرس‬ ‫أصواتهم»‬

‫طارق الشناوى‬ ‫يكتب من برلني‪:‬‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬

‫ختام أسبوع لندن للموضة‬ ‫بأزياء مستوحاة من البيئة‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫صباح الخميس‬

‫أنا والنجوم‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Thursday - February 22 nd - 2024 - Issue No. 7192 - Vol.20‬‬

‫اخلميس ‪ ٢٢‬فبراير ‪٢٠٢٤‬م ‪ ١٢ -‬شعبان ‪ 14٤٥‬هـ ‪ ١٤ -‬أمشير ‪ - 17٤٠‬السنة العشرون ‪ -‬العدد ‪٧١٩٢‬‬

‫لم أتابع من املهرجان املوسيقى الذى أقيم فى دار األوبرا‬ ‫منذ أيــام إال لقطات سريعة على التليفزيون‪ ،‬لكن الحظت‬ ‫املناقشات التى جرت فى وسائل التواصل االجتماعى بشأنه‪،‬‬ ‫ومعظمها جاء غاض ًبا من تسمية املهرجان السعودى املصرى‬ ‫ً‬ ‫بدل من املصرى السعودى مع أن الفنانني مصريون واألغانى‬ ‫مصرية واحلفل مقام فى مصر‪.‬‬ ‫ومن هذا املدخل توسع املعترضون على تسمية املهرجان إلى‬ ‫تذكيرنا بأن املوضوع أكبر وأخطر من ذلك‪ ،‬وأن ظاهرة سفر‬ ‫الفنانني املصريني للسعودية‪ ،‬ورمبا لغيرها من الدول العربية‪،‬‬ ‫باتت خط ًرا يهدد هويتنا وتراثنا وما تبقى من قوتنا الناعمة‪.‬‬ ‫شخص ًيا ال أتفق مع التوجس من اإلقبال السعودى أو العربى‬ ‫على الفن واإلبــداع املصريني‪ ،‬بل أرى أن هذا اإلقبال والسعى‬ ‫لدعوة فنانني ومبدعني مصريني إلى دول عربية شقيقة وتنظيم‬ ‫حفالت لهم وتكرميهم يعبر عن اعتراف بقيمة الفن املصرى وأثره‬ ‫املمتد عبر بلدان الوطن العربى وبقدرة مصر على االستمرار فى‬ ‫إطالق طاقات ومواهب إبداعية ً‬ ‫جيل وراء جيل‪.‬‬ ‫ثم إن الفن واإلبداع ليسا مجرد قيم حضارية وثقافية ميكن‬ ‫لهما النمو والتطور دون دعم وال مساندة‪ ،‬بل وراءهما اعتبارات‬ ‫ومتطلبات مالية واقتصادية ال ميكن إهمالها‪ .‬فال بأس من‬ ‫التعاون مع من يــقــدرون الفن املصرى فى املنطقة العربية‬ ‫ويقدمون لرواده التقدير والدعم ويرحبون به وينشرونه عبر‬ ‫أجيال جديدة وجماهير مختلفة‪.‬‬ ‫أفهم طب ًعا التحفظ بل والغضب ممن يتصرفون فى هذه‬ ‫املناسبات واملــهــرجــانــات بــابــتــذال وال يــقــدرون أنــهــم سفراء‬ ‫لبلدهم‪ ،‬وأن عليهم احترام التراث الفنى العظيم الذى ينتمون‬ ‫إليه‪ .‬لكن فى مقابل كل هــؤالء يوجد أضعاف ممن يقدرون‬ ‫البلد ويحترمون فنهم وأنفسهم ويرفعون رأسنا عال ًيا فى‬ ‫كل مكان وكل مناسبة‪ .‬وعلينا ببساطة مقاطعة النوع األول‬ ‫واحتقاره‪ ،‬والفخر بالنوع الثانى واالعتزاز بأن أصحابه يلقون‬ ‫التقدير الذى يستحقونه‪.‬‬ ‫القضية التى ينبغى أن تشغلنا ليست ما إذا كان املستثمر فى‬ ‫الفن املصرى أو صاحب املهرجان عرب ًيا أم مصر ًيا‪ ،‬بل املعايير‬ ‫التى يجرى فيها االستثمار والتنظيم‪ .‬ال أمانع شخص ًيا‪ -‬بل‬ ‫أرحب‪ -‬مبن يأتى من اإلخوة العرب لبناء فندق أو مستشفى‬ ‫أو مصنع طاملا أن معايير احلفاظ على البيئة والصحة وجودة‬ ‫التعليم سوف تسرى عليه كما تسرى على غيره‪ .‬وكذلك الفن‪،‬‬ ‫علينا وضــع الضوابط واملعايير التى حتافظ على ملكيتنا‬ ‫الفكرية وحتمى حقوق مبدعينا وتدعم مكانتهم األدبية‪ ،‬ثم‬ ‫نشجع من يرغب فى االستثمار فى هذا املجال دون تفرقة‬ ‫وال قلق‪.‬‬ ‫مصر بطبيعتها بلد مبدع‪ ،‬وشعبها صاحب مواهب وقدرات‬ ‫ثقافية وحضارية وفنية فريدة من نوعها ومستمرة‪ .‬والفنانون‬ ‫ليسوا فقط املشاهير الــذيــن تزين صــورهــم اإلعــانــات فى‬ ‫ً‬ ‫أيضا املؤلفون وامللحنون والعازفون واملصورون‬ ‫الشوارع‪ ،‬بل‬ ‫والفنيون فى كل مجال مرتبط‪ ،‬وكلهم جــديــرون باالحترام‬ ‫واحلماية وباحلق فى البحث عن حياة كرمية‪ .‬لهذا فاألولوية‬ ‫التى يجب أن نفكر فيها ليست مقاومة «ســرقــة» الفنانني‬ ‫واملبدعني املصريني كما يحلو للبعض أن يصوروها‪ ،‬بل كيفية‬ ‫توفير املــوارد واإلمكانات والدعم املادى واملعنوى من الدولة‬ ‫وإزالة العراقيل أمام األفراد والقطاع اخلاص واملجتمع األهلى‬ ‫كى يستمر البلد فى إنتاج املزيد من الفنانني واملبدعني‪ ،‬وكى‬ ‫يحل جيل جديد محل الرواد والشيوخ‪ ،‬وكى نزيل من أمامهم‬ ‫جميع العوائق‪ ،‬مبا يساعدهم على االنطالق والتقدم‪.‬‬ ‫دعونا نفخر بأن الفن املصرى اليــزال يتصدر املشهد‪ ،‬وبأن‬ ‫املبدعني املصريني محل طلب وإعجاب من كل أنحاء الوطن‬ ‫َّ‬ ‫نتخل عن اإلحساس بالهوان والضعف‪ ،‬حيث ال‬ ‫العربى‪ ،‬ودعونا‬ ‫داعى له‪ ،‬ألن هذه احلالة السلبية جتعلنا نحارب أجنح ما لدينا‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫«من هيلدا مع حبى» العشق المجنون الطريق إلى الموت!!‬

‫«السينما األلمانية» تفوق عددى وتراجع فنى‬ ‫كل مهرجان يحمل هدفا ورسالة‪ ،‬وغالبا هناك‬ ‫موقف سياسى‪ ،‬مثلما فرضت احلــرب الروسية‪-‬‬ ‫األوكرانية أحداثها على اجلميع‪ ،‬وصارت املشاركة‬ ‫مكفولة فقط لألفالم التى تنتقد اجلانب الروسى‪،‬‬ ‫كما أن النداء اإلنسانى إليقاف نزيف األبرياء فى‬ ‫غزة وجد له مساحة فى االفتتاح‪ ،‬وصار متكررا فى‬ ‫الفعاليات‪ ،‬وأعتقد أن حفل اخلتام‪ ،‬مساء السبت‬ ‫القادم‪ ،‬لن يخلو أبدا من التعبير الصارخ عن تلك‬ ‫املواقف‪.‬‬ ‫السينما فى البلد املضيف عــادة تسيطر على‬ ‫املالمح العامة‪ ،‬وفــى املهرجانات الثالث الكبرى‬ ‫(كان) و(فينسيا) و(برلني)‪ ،‬تصبح فرصة لكى يرى‬ ‫العالم ما قدمته السينما عبر تاريخها مع إطاللة‬ ‫إلجناز السينما احلالى ليعلن للعالم حضورها‪.‬‬ ‫وفى هذا املهرجان قطاع زاخر من األفــام إما‬ ‫إنتاج أملانى أو هناك مشاركة أملانية فى اإلنتاج‪ ،‬وهو‬ ‫ما جتده أيضا فى مهرجان (كــان)‪ ،‬من كثرة عدد‬ ‫األفالم التى تشارك فرنسا فى إنتاجها‪ ،‬بينما مثال‬ ‫فى املهرجانات املصرية يتضاءل احلضور للسينما‬ ‫التى متثلنا‪ ،‬بل إن العثور على فيلم جدير بأن يحمل‬ ‫اسم مصر وميثلها بدال من التمثيل بها‪ ،‬يصبح هو‬ ‫املشكلة الرئيسية التى تواجه الهيئة املنظمة ألى‬ ‫مهرجان‪.‬‬ ‫ورغــم ذلــك فلقد أقــام مركز السينما العربية‪،‬‬ ‫الذى يقوده الباحث السينمائى عالء كركوتى‪ ،‬ندوة‬

‫فيلم «من هيلدا مع حبى»‬

‫على هامش (برلني)‪ ،‬تناولت زيادة حجم اإليرادات‬ ‫التى حتققها دور العرض العربية‪ ،‬وتكتشف مثال‬ ‫أن اإليرادات التى ينالها الفيلم املصرى فى اخلليج‬ ‫العربى واململكة العربية السعودية حتديدا باتت‬ ‫مؤثرة جــدا‪ ،‬ولعبت دورا محوريا فى زيــادة عدد‬ ‫األفــام املنتجة فى مصر‪ ،‬العام املاضى جتاوزت‬ ‫األربعني‪ ،‬وأتوقع هذا العام أن تربو على الستني‪،‬‬ ‫وهنا ال أحتــدث مباشرة عــن املستوى لكن ظنى‬ ‫ومنطق األمــور يؤكد أنــه‪ ،‬مع الــزمــن‪ ،‬ســوف يؤثر‬ ‫ذلــك باإليجاب على املحتوى‪ ،‬ولديكم مثال فيلم‬ ‫(رحلة ‪ )404‬يعتلى قمة اإليرادات لألسبوع الثالث‬ ‫على التوالى فى دور العرض السعودية‪ ،‬رغم أنه ال‬ ‫يحظى باملركز األول فى إيــرادات الشباك مبصر‪،‬‬ ‫وهذا يعنى إشارة واضحة لإلنتاج بأن تلك السينما‬ ‫اجلادة مطلوبة‪ ،‬الكوميديا التزال تشكل األغلبية‪،‬‬ ‫وهى قضية شرحها يطول حتتاج إلطاللة أخرى‬ ‫بعيدا عــن تلك املــســاحــة‪ ،‬دعــونــا اآلن نــعــود إلى‬ ‫(برلني)‪.‬‬ ‫الفيلم األملانى فى املهرجان يحقق أعلى إقبال‪،‬‬ ‫ورغم ذلك فاجلمهور األملانى ال يكفيه جنسية الفيلم‬ ‫وال اللغة التى ينطق بها احلــوار‪ ،‬وكثيرا ما أنتقد‬ ‫األفالم الناطقة باألملانية‪.‬‬ ‫وأتــنــاول هــذه امل ــرة الفيلم املغلف بقصة حب‬ ‫ويتوقف أمام مرحلة حكم النازى فى أملانيا فى فيلم‬ ‫(من هيلدا مع حبى) إخراج اندريس دريسن‪ ،‬احلب‬

‫الذى يدفعها فى النهاية للحكم عليها باملوت فى‬ ‫معسكرات النازى‪ ،‬ألنها انضمت فى املقاومة ضد‬ ‫احلكم ومتهمة بالتجسس حلساب روسيا‪.‬‬ ‫املفارقة أنها ليست شخصية ثــوريــة صاحبت‬ ‫موقفا‪ ،‬لكن حبها ملناضل ضد الفكر النازى يعمل‬ ‫حلساب عدو النازية فى تلك السنوات وهى روسيا‬ ‫(االحتــاد السوفيتى) سابقا‪ ،‬قصة حب تسفر عن‬ ‫طفل وهى تقبلت العقاب بكل سعادة‪.‬‬ ‫الطفل تلده قبل تنفيذ حكم اإلع ــدام بأشهر‬ ‫قليلة‪ ،‬وعندما يتم انتزاعه منها طبقا لألحكام‬ ‫املعمول بها تكتب له رسالة (ومنها جــاء عنوان‬ ‫الفيلم) حتتفظ بها وتذهب إلى أمها التى تتولى‬ ‫رعاية هــذا الطفل‪ ،‬ومــع املشهد األخير نكتشف‬ ‫أن الطفل هو الذى يروى القصة لنا‪ ،‬وهذا يعنى‬ ‫ضمنا أن اخليال وارد جدا فى كل األحداث‪ ،‬فهو‬ ‫ال يحكى بالضبط ما حدث كشاهد عيان‪ ،‬ولكن‬ ‫خيال الطفل أضاف الكثير وهو عامل مؤثر فى‬ ‫األحداث وكيف نقرؤها كجمهور‪.‬‬ ‫الفيلم ال يتعمق فى الــدوافــع السياسية‪ ،‬سواء‬ ‫للشاب الذى يعادى النازية وال الفتاة التى أحبته‪،‬‬ ‫لكنه يروى قصة بال مكسبات طعم ولون ورائحة‪،‬‬ ‫فقط قصة تتحول إلــى رســالــة مــن أم وهــى فى‬ ‫طريقها لتنفيذ حكم اإلعدام‪.‬‬ ‫تتعامل معها بعيدا حتى عن ظروفها التاريخية‪،‬‬ ‫وهى على هذا النحو أعجب وأغرب قصة حب!!‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
عدد الخميس 22 فبراير 2024 by Al Masry Media Corp - Issuu