عدد الأحد 18 فبراير 2024

Page 1

‫واتـس أب‬ ‫صور واكتب‬ ‫ّ‬

‫‪www.almasryalyoum.com‬‬

‫أهم األحداث اليومية‬ ‫وابعتها على‬

‫اقرأ أكثر‪..‬‬

‫‪0111 600 600 7‬‬

‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بأقل من جنيه‬

‫‪a mro s e lim@ h o tma il.c o m‬‬

‫كل أحد‬ ‫د‪ .‬عبداملنعم سعيد‬

‫حبيبتى الدولة!‬

‫يوما‬ ‫لمدة ‪ً ٣٠‬‬ ‫متوفر على جميع التطبيقات‬

‫عمرو دياب يشعل حفل «المنارة»‬ ‫بحضور اآلالف من جمهوره‬

‫عمرو دياب أثناء حفل «املنارة»‬

‫كتب‪ -‬محمود زكى‪:‬‬

‫أحيا الهضبة عمرو ديــاب‪ ،‬مساء‬ ‫أمــس األول اجلمعة‪ ،‬حفال غنائيا‬ ‫ضخما مبناسبة عيد احلــب‪ ،‬على‬ ‫مسرح املنارة بالتجمع اخلامس بعد‬ ‫غياب دام ‪ 3‬ســنــوات‪ ،‬ويعد احلفل‬ ‫األول لـــ«الــهــضــبــة» فــى مــصــر منذ‬ ‫إصــدار أحــدث ألبوماته «مكانك»‪.‬‬ ‫صعد الفنان عمرو دياب على خشبة‬ ‫مسرح «املنارة» وسط هتاف وتصفيق‬ ‫من اجلمهور خــال حفله الغنائى‪،‬‬ ‫حيث ارت ــدى مالبس شتوية وظهر‬ ‫بشعر أصــفــر‪ .‬وشــهــدت اللحظات‬ ‫األولى من حتضيرات احلفل‪ ،‬إقبال‬ ‫آالف اجلــمــاهــيــر عــلــى احلــضــور‪،‬‬

‫حيث قــدم عمرو ديــاب عــددا كبيرا‬ ‫من األغــانــى القدمية التى يعشقها‬ ‫جمهوره‪ ،‬باإلضافة إلى أغانى ألبوم‬ ‫«مكانك»‪ ،‬ومنها «بيوحشنا»‪« ،‬سالمك‬ ‫وصلى»‪« ،‬معرفش حد باالسم ده»‪،‬‬ ‫«ظبط مودها»‪« ،‬واخدين راحتهم»‪،‬‬ ‫«مــكــانــك»‪« ،‬ي ــا قــمــر»‪« ،‬لــوحــدنــا»‪،‬‬ ‫«الــكــام ليك إن ــت»‪« ،‬مــا تتعوضش‬ ‫بــحــد»‪« ،‬م ــا بتغيبش»‪« ،‬املــعــنــويــات‬ ‫مرتفعة»‪ .‬وقــدم الهضبة جلمهوره‬ ‫خــال احلفل أغنية «مــا بتغيبش»‪،‬‬ ‫لــلــمــرة األولـ ــى مــن ألــبــومــه األخــيــر‬ ‫«مــكــانــك»‪ ،‬كما أنــه أشــعــل األج ــواء‬ ‫بأغنية «ما اعرفش حد باالسم ده»‬ ‫وسط تفاعل كبير من اجلمهور‪.‬‬

‫«غنيم»‪ :‬خطوة ستسهم فى تنشيط حركة السياحة بالمحافظة‬

‫‪ 52‬تشكيل ّ ًيا فى ورشة فنية أمام مسجد «عبدالحليم حافظ» بالشرقية‬

‫كتبت‪ -‬آية كمال‪:‬‬

‫فــى الــهــواء الطلق‪ ،‬وعلى ممشى‬ ‫الــزقــازيــق الــســيــاحــى أم ــام مسجد‬ ‫«الفتح» املعروف بـ«جامع عبداحلليم‬ ‫حافظ» بني أبناء محافظة الشرقية‪،‬‬ ‫اجتمع أكثر من ‪ 50‬فنا ًنا تشكيل ًّيا‬ ‫من مختلف املحافظات‪ ،‬خصوصا‬ ‫الشرقية والــقــاهــرة واإلسكندرية‪،‬‬ ‫فــض ـ ً‬ ‫ا ع ــن فــنــانــن س ــوري ــن‪ ،‬فى‬ ‫ورش ـ ــة فــنــيــة ف ــري ــدة م ــن نــوعــهــا‪،‬‬ ‫جــســدوا بريشتهم املــمــيــزة لوحات‬ ‫مبدعة عــن أشهر معالم محافظة‬ ‫الشرقية السياحية واألثرية ورموزها‬ ‫التاريخية‪ ،‬وذلك حتت رعاية الدكتور‬ ‫ممــدوح غ ــراب‪ ،‬محافظ الشرقية‪،‬‬ ‫وبالتعاون مع مؤسسة الفن واحلياة‬ ‫ونقابة الفنانني التشكيليني‪.‬‬ ‫بخامات األكريلك واأللوان الزيتية‪،‬‬ ‫استطاع ه ــؤالء التشكيليون‪ ،‬رسم‬ ‫أشهر معالم الشرقية‪ ،‬أبرزها مسجد‬ ‫الفتح‪ ،‬وبعض آثار تل بسطة‪ ،‬وبعض‬ ‫رمـ ــوز الــشــرقــيــة مــن الشخصيات‬ ‫الــشــهــيــرة مــثــل الــفــنــان أحــمــد زكــى‬ ‫والزعيم أحمد عرابى وغيرهما‪.‬‬ ‫الــدكــتــور مصطفى غنيم‪ ،‬رئيس‬ ‫مجلس إدارة مؤسسة الفن واحلياة‪،‬‬ ‫أوضــــح تــفــاصــيــل الـــورشـــة بــقــولــه‬ ‫لـــ«املــصــرى الــيــوم»‪« :‬ألول مــرة فى‬ ‫املحافظة يتم تنظيم ورشة مفتوحة‬ ‫على املمشى السياحى أمام مسجد‬ ‫الفتح‪ ،‬صــاحــب الــطــراز اإلســامــى‬ ‫الــفــريــد ال ــذى يعد مــن أهــم معالم‬

‫جانب من الورشة‬

‫مــديــنــة الــزقــازيــق‪ ،‬وحــرصــنــا على‬ ‫اختيار ‪ 52‬فنانا تشكيل ًّيا للمشاركة‬ ‫فــى الــورشــة‪ ،‬بينهم فنانون شباب‬ ‫وهواة‪ ،‬بجانب التشكيليني الكبار»‪.‬‬ ‫وأضاف «غنيم»‪« :‬نشرنا إعالنا على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعى‪ ،‬واخترنا‬ ‫الفنانني‪ ،‬وقدروا يرسموا أشهر املعالم‬ ‫املوجودة فى محافظة الشرقية‪ ،‬وده‬ ‫يعتبر خطوة هتساهم فــى تنشيط‬

‫حــركــة الــســيــاحــة فــى املــحــافــظــة»‪.‬‬ ‫الــفــنــان محمد عــبــد اجلــلــيــل‪ ،‬أحــد‬ ‫الفنانني املشاركني فى املعرض قال‪:‬‬ ‫«أنــا من الفنانني املؤمنني بــأن الفن‬ ‫ال بد يوصل لكل الناس فى الشارع‪،‬‬ ‫وعندى جتــارب كتير سابقة بالرسم‬ ‫فــى الــشــارع بــن اجلــمــهــور الــعــادى‪،‬‬ ‫وأنا رسمت مباشرة فى املكان لوحة‬ ‫بخامة األكريلك ملسجد الفتح مقاسها‬

‫‪ ٦٠/٨٠‬سنتيمتر‪ ،‬و‪ ٣‬بورتريهات‬ ‫بخامة السوفت واالستيل وقدمتهم‬ ‫هدايا للموديل اللى رسمتهم وفرحوا‬ ‫بيها جــدا»‪ .‬ومــن املقرر اختيار ‪30‬‬ ‫لوحة فنية لعرضها مبعرض الفنون‬ ‫التشكيلية املقام ضمن فعاليات «يوم‬ ‫الشرقية »‪ ،‬فى جولتة الثانية بساحة‬ ‫بيت القاضى‪ ،‬بشارع املعز بالقاهرة‬ ‫التاريخية فى ‪ 29‬فبراير اجلارى‪.‬‬

‫‪ ..‬وعدد من املشاركني أمام مسجد الفتح بالشرقية‬

‫«أفتح دار أيتام»‬

‫«قابلت جوزى»‬

‫«غول متثيل»‬

‫حراما»‬ ‫«ليس‬ ‫ً‬

‫«سعيد للغاية»‬

‫«كويسني»‬

‫دينا الشربينى‬ ‫عبر قناة ‪،CBC‬‬ ‫كاشفة عن‬ ‫األمنية التى حتلم‬ ‫بتحقيقها‪.‬‬

‫ريهام حجاج عبر‬ ‫قناة ‪،ON‬‬ ‫كاشفة عن أجمل‬ ‫صدفة حدثت لها‬ ‫فى حياتها‪.‬‬

‫أحمد سالمة‪،‬‬ ‫مشيدا‬ ‫لـ«الوطن»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بالفنانة روجينا‬ ‫التى يشاركها فى‬ ‫مسلسل «سر إلهى»‪.‬‬

‫فيفى عبده عبر‬ ‫قناة املشهد‪،‬‬ ‫ردا على كل من‬ ‫ًّ‬ ‫يتحدث عن‬ ‫«حرمانية» الرقص‪.‬‬

‫يورجن كلوب‪،‬‬ ‫معبرا عن سعادته‬ ‫ً‬ ‫بجاهزية صالح‬ ‫للمشاركة بعد‬ ‫تعافيه من اإلصابة‪.‬‬

‫أحمد حسن عبر‬ ‫شاشة ‪ ،ON‬بشأن‬ ‫تولى حسام وإبراهيم‬ ‫حسن تدريب‬ ‫منتخب مصر‪.‬‬

‫الحجاب وسؤال فى برلين‬

‫أنا والنجوم‬

‫(كعكتى المفضلة) يثير كالعادة غضب إيران!!‬

‫طارق الشناوى‬ ‫يكتب من برلني‪:‬‬

‫‪tarekelshinnawi@yahoo.com‬‬

‫يستحق هــذا الفيلم اإليــرانــى (كعكتى املفضلة)‬ ‫الكثير من التأمل‪ ،‬كشريط سينمائى ملىء بالشحنات‬ ‫الفنية‪ ،‬رغم أنه حاليا حتت مرمى السلطات اإليرانية‪،‬‬ ‫وهى حكاية تبدو متكررة خاصة فى مهرجان (برلني)‪،‬‬ ‫وال أتصور أن إدارة املهرجان تتعمد اختيار املخرجني‬ ‫املعادين للنظام‪ ،‬بقدر ما يقع االختيار على العمل‬ ‫الفنى الــذى يستحق احلفاوة ويصادف أنــه ممنوع‬ ‫من العرض أو أن صناعه ممنوعون من السفر خارج‬ ‫احلدود ألسباب سياسية‪ .‬السينما اإليرانية كثيرا ما‬ ‫تصاحب عرض أفالمها معارك فى (برلني) وعدد من‬ ‫املهرجانات األخرى مثل (كان) و(فينسيا)‪.‬‬ ‫املخرجون الكبار عندما تختار أفالمهم للعرض‬ ‫الرسمى باملهرجان وتوجه لهم الــدعــوة للحضور‪،‬‬ ‫نكتشف أنهم مغضوب عليهم رسميا‪ ،‬وال ينتهى األمر‬ ‫عادة عند تلك النقطة الشائكة‪ ،‬بل ميتد إلى غضب‬ ‫إيرانى رسمى يــزداد شراسة ضد املخرجني الذين‬ ‫ميثلون البلد ألنهم فى عرف الدولة متهمون رسميا‬ ‫بانتهاك القانون‪ ،‬أسماء مثل جعفر بناهى ومحمد‬ ‫رسولوف وأصغر فرهدى وغيرهم‪ ،‬تثير لدى النظام‬ ‫اإليرانى حتفظات على أفالمهم‪ ،‬وبعضهم ممنوعون‬ ‫أساسا من ممارسة املهنة كمخرجني للسينما‪ ،‬وآخرون‬ ‫سحبوا جـ ــوازات ســفــرهــم‪ .‬املــهــرجــان لــديــه هدف‬ ‫استراتيجى يفرض عليه الدفاع عن كل هؤالء وغيرهم‪،‬‬ ‫انضم للقائمة هذا العام املخرجان اإليرانيان بيهتاش‬ ‫سانيها ومرمي مقدم اللذان يتنافسان بفيلمهما (كعكتى‬

‫لكل القراء‬

‫‪Al Masry Al Youm - Sunday - February 18 th - 2024 - Issue No. 7188 - Vol.20‬‬

‫األحد ‪ ١٨‬فبراير ‪٢٠٢٤‬م ‪ ٨ -‬شعبان ‪ 14٤٥‬هـ ‪ ١٠ -‬أمشير ‪ - 17٤٠‬السنة العشرون ‪ -‬العدد ‪٧١٨٨‬‬

‫«حبيبتى الدولة» تعبير برز فى الثقافة والصحافة والكتب والشعر‬ ‫فى لبنان الشقيق إبان احلروب األهلية اللبنانية فى العصر احلديث‪.‬‬ ‫كان الشوق شدي ًدا ساعة انهيار املؤسسات والنظام وكثرة امليليشيات‬ ‫املتحاربة؛ وال يزال الشوق مستع ًرا بعدما بقيت الدولة ولكنها أحيا ًنا‬ ‫تفتقد الرئيس «الشرعى» أو مجلس الــوزراء أو البرملان‪ .‬لبنان كان‬ ‫ـوذجــا فــى التعامل‬ ‫لــه دائـ ًمــا طريقة لصناعة دولــة فــريــدة باتت منـ ً‬ ‫مع االنقسام الطائفى‪ ،‬عندما جرى التفاهم على تقسيم السلطة‬ ‫واملناصب العليا‪ ،‬الرئيس صار للموارنة ورئيس الــوزراء من السنة‪،‬‬ ‫ورئيس البرملان من الشيعة‪ .‬وبعد أن انهار ذلك كله فإن اللبنانيني‬ ‫باتوا مستقرين على كيان سياسى يتوقف فيه إطالق النار؛ ويدور‬ ‫حارسا على بقائها دون‬ ‫وفــق السوابق أو فى حدها األدنــى؛ يقف‬ ‫ً‬ ‫حرب أهلية «الثلث املعطل» الذى يقف على نظام الدولة وحمايتها‬ ‫اخلارجية واحلرب من أجل حترير فلسطني‪ .‬موضوعنا ما هو سائد‬ ‫حال ًّيا من أن حل «الدولتني» هو احلل األمثل للصراع الفلسطينى‬ ‫اإلسرائيلى؛ وملا كانت إسرائيل قائمة‪ ،‬فإن القضية أصبحت هى‬ ‫الدولة الفلسطينية املستقلة وعاصمتها القدس الشرقية‪ .‬الفكرة‬ ‫قدمية قدم تقرير جلنة «بيل» ‪ ،١٩٣٩‬وقــرار األمم املتحدة لتقسيم‬ ‫فلسطني ‪ ،١٩٤٧‬وما توحى به اتفاقية أوسلو ‪ ،١٩٩٣‬ومبادرة السالم‬ ‫العربية ‪ .٢٠٠٢‬السعى نحو الدولة الفلسطينية لم يتوقف‪ ،‬ويقف اآلن‬ ‫على أكتاف املرحلة الراهنة من حرب غزة اخلامسة‪ .‬هو مطلب عربى‬ ‫وفلسطينى رئيسى وسياسى واستراتيجى حلل الصراع وحتقيق الوئام‬ ‫فى الشرق األوسط‪ .‬املعضلة الكبيرة القائمة أن التصور السائد هو‬ ‫أن هذه الدولة الفلسطينية لن تقوم ما لم تسمح بها إسرائيل بالتنازل‬ ‫موضوعا للتفاوض بد ًءا‬ ‫عن األرض الفلسطينية املحتلة؛ ويظل ذلك‬ ‫ً‬ ‫من «قضايا الوضع النهائى» التفاقية أوسلو؛ وحتى ما هو متخيل اآلن‬ ‫ملسار وقف إطالق النار وتقدمي املساعدات ألهل غزة ثم االنسحاب‬ ‫اإلسرائيلى من أرض احتلتها فى «النزاع األخير»؛ وما قبله ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬ ‫ورغــم األهمية الكبرى سياس ًّيا واستراتيج ًّيا وقــانــونـ ًّيــا‬ ‫لتحقيق االنسحاب اإلسرائيلى فإن الدولة «حبيبتى» ال حتدث فقط‬ ‫مبثل هذا االنسحاب‪ .‬الدولة دائ ًما لها وجهان أولهما هو أن بناء‬ ‫الكيان السياسى للدولة يبدأ من شعب تواصلت أنسجته وخالياه‬ ‫ومناطقه وثقافته لكى تخلق حالة «وطنية» هى الطابع بعد ذلك على‬ ‫«مواطنني» توافقوا‪ ،‬وليس بالضرورة اتفقوا‪ ،‬على أن يشكلوا حالة‬ ‫متميزة باألرض التى يعيشون عليها وتختلف عمن يجاورها‪ ،‬ومن‬ ‫كان بعي ًدا عنها‪ .‬هى كيان غير قابل للتكرار‪ ،‬واالحتالل تاريخ ًّيا كان‬ ‫من املحفزات لقيام الدولة‪ ،‬ولو لم يحتل نابليون إيطاليا ملا جرى‬ ‫توحيد إيطاليا فى دولــة واحــدة‪ .‬وال توجد دولــة تتطابق مع دولة‬ ‫أخرى فى وضعها «اجليو سياسى»‪ ،‬وكما يقال إن اإلنسان ال يختار‬ ‫والديه فإن الــدول ال تختار جيرانها بح ًرا كان أو ب ـ ًّرا‪ .‬وما يجعل‬ ‫الدولة فريدة فى العصر احلديث هو نوعية «القومية» التى حتتويها‬ ‫حيث تضع هذه احلالة «شخصية» للدولة ونوعية تركيبها ليس فقط‬ ‫اجلغرافى وإمنا مع ذلك التاريخى والثقافى‪.‬‬ ‫ولكن الدولة أيضا «حالة»‪ ،‬وتلك األيام «نداولها» بني الناس‪ ،‬أى‬ ‫نظام اختاره البشر لتنظيم أمورهم‪ ،‬ومن أهمها البقاء للجميع‪ ،‬وتنظيم‬ ‫ً‬ ‫شيخا لقبيلة‪ ،‬وال زعي ًما‬ ‫العالقات بينهم من خالل «سلطة» ليست‬ ‫لعصبة وطائفة‪ ،‬وإمنا هى الوحيدة التى متتلك االستخدام «الشرعى»‬ ‫ًّ‬ ‫محتل أو‬ ‫أى املقبول به للسالح ســواء كان للمقاومة إذا كان البلد‬ ‫للدفاع عن الدولة إذا جاءها عدوان من اخلارج‪ .‬مثل هذه الوظيفة‬ ‫التى هى من خصائص الدولة ال تقبل القسمة وال االنقسام وال «الثلث‬ ‫املعطل» الذى حتتكره طائفة أو جماعة‪ .‬وحينما كانت إسرائيل فى‬ ‫طور بناء الدولة لم يقبل «بن جوريون» إال أن يكون هناك تنظيم واحد‬ ‫مسلح هو «الهاجاناه» وكان على جميع التنظيمات املسلحة األخرى‪-‬‬ ‫الباملاح وليهى أرجون وشتيرن‪ -‬االندماج‪ .‬كانت الدولة اإلسرائيلية‬ ‫تضع أساس وجودها املوضوعى‪ .‬الــدرس هنا كان يتسق مع قواعد‬ ‫بناء الدول طبقته جبهة التحرير اجلزائرية إلنشاء الدولة املستقلة عن‬ ‫فرنسا‪ .‬ولكن الدفاع ليس هو الوظيفة الوحيدة للدولة وإمنا يضاف لها‬ ‫تنمية املؤسسات التى تعبر عن الهوية الوطنية‪ ،‬والتى تتيح االنتقال من‬ ‫عصر إلى آخر ضمن إطار مشترك‪ .‬مصر بنت دولتها املعاصرة بعد‬ ‫ثورة ‪ ١٩١٩‬انطال ًقا من تصريح ‪ ٢٨‬فبراير ‪ ،١٩٢٢‬ورغم التحفظات‬ ‫األربعة املخلة بالسيادة‪ ،‬فإن النخبة املصرية أقامت دستو ًرا وبرملا ًنا‬ ‫ً‬ ‫ومتثيل خارج ًّيا ونظا ًما تعليم ًّيا وصح ًّيا وإدار ًّيا واقتصاد ًّيا‪،‬‬ ‫وحكومة‬ ‫ووقعت اتفاقية استقالل أكثر تقد ًما عام ‪ ١٩٣٦‬ثم ألغتها عام ‪.١٩٥٢‬‬ ‫املعطيات كانت تتغير‪ ،‬ولكن ثبات الدولة املصرية كان هو الذى ال‬ ‫يتغير‪ .‬فهل يتعلم الفلسطينيون؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫مجانا‬

‫املفضلة) على جوائز الدب الذهبى داخل املسابقة‬ ‫الرسمية فى املهرجان‪ .‬دافع مديرا املهرجان مارييته‬ ‫ريسينبيك وكارلو شاتريان عن املوقف الذى تتبناه‬ ‫اإلدارة املنظمة فى الدفاع عن حرية التعبير‪ ،‬وكان‬ ‫املخرجان فى شهر أكتوبر املاضى قد احتجزا على يد‬ ‫الشرطة فى املطار عندما كانا فى طريقهما لباريس‪.‬‬ ‫ولم تكن املرة األولى التى يجد فيها املخرجان أنهما‬ ‫يشاركان فى برلني‪ ،‬فقد سبق قبل نحو ثالثة أعوام‬ ‫أن عرض لهما فيلم (أغنية البقرة البيضاء) الذى‬ ‫تناول عقوبة اإلعدام فى إيران‪ ،‬ولكن لم يثر الفيلم‬ ‫ضجة ألننا كنا فى عز سطوة فيروس كورونا على‬ ‫احلياة‪ .‬على اجلانب اآلخر دافع احتاد املخرجني فى‬ ‫إيران على حقهما فى السفر وممارسة املهنة‪ ،‬وهكذا‬ ‫سيطرت على الفيلم قبل عرضه احلالة السياسية‬ ‫التى أثارها‪ ،‬وهذا يظلم الشريط السينمائى الذى‬ ‫أراه واحدا من أجرأ األفالم فى التعبير عن املوقف‬ ‫الرافض للعديد من (التابوهات)‪ ،‬وفى نفس الوقت‬ ‫حاول صناعه بقدر كبير أن يقدموا فيلما سينمائيا‬ ‫جريئا‪ ،‬وأن يظل فى كل تفاصيل التعبير الدرامى‬ ‫مراعيا للحالة اإليرانية الرقابية بكل قيودها التى‬ ‫تفرض على املخرجني االبتعاد عن العنف والقبالت‬ ‫والعرى‪ ،‬إال أن هذا الفيلم يحسب له قدرته الفكرية‬ ‫التى حتمل شغبا مع الدولة فى هامش مفروض أنه‬ ‫متاح فيه األخذ والرد‪ ،‬إال أنه عمليا‪ ،‬هناك من يقف‬ ‫شاهرا سيفا بحجة أنه ممنوع االقتراب‪.‬‬

‫مشهد من فيلم «كعكتى املفضلة»‬

‫املــرأة السبعينية تقابل رجــا فى نفس مرحلتها‬ ‫العمرية‪ ،‬كل منهما يعيش وحيدا‪ ،‬وجتمعهما ليلة فى‬ ‫شقة املــرأة‪ .‬قبل ذلك يقدم لنا الفيلم تفاصيل عن‬ ‫تلك املرأة خفيفة الظل التى تضع على رأسها نصف‬

‫حجاب يظهر جــزءا من مقدمة شعر رأسها‪ ،‬وهذا‬ ‫ممنوع بحكم القانون هناك‪ .‬نرى املرأة فى السوبر‬ ‫ماركت تتعامل ببساطة وبخفة ظل مع البائع‪ ،‬حتب‬ ‫االستماع إلى املوسيقى‪ ،‬ال تنسى أن تطيل النظر فى‬

‫املرآة وتضع بعض مساحيق التجميل‪ ،‬تنام على الكنبة‬ ‫فى الصالة‪ ،‬بدال من السرير‪ ،‬فى ملحة متنح ظالال عن‬ ‫شخصيتها املتمردة‪ ،‬يأتى لها تليفون من ابنها نفهم من‬ ‫خالله أنها تعانى اإلحساس بالوحدة حتى مع أبنائها‬ ‫املسافرين خارج احلدود‪.‬‬ ‫فى الشارع تصطدم برجل الشرطة يعترض عليها‬ ‫وهى فى طريقها للركوب فى امليكروباص‪ ،‬ميارس‬ ‫ضدها قدرا من العنف‪ ،‬وتنبهه إلى اخلطأ ولكنه ال‬ ‫يكترث باحتجاجها‪ ،‬ندرك فى هذا املشهد أن هناك‬ ‫متردا على احلجاب‪ ،‬فى الشارع‪ ،‬ويعلن عن نفسه‬ ‫مجددا بفتاة صغيرة نراها فى الشارع أيضا تغطى‬ ‫رأسها بنصف حجاب وتلتقى مع شاب فى احلديقة‪.‬‬ ‫التفاصيل التى نراها تشير إلى ارتفاع منسوب‬ ‫الــرفــض ال ــذى سبق أن تابعناه عمليا مــن خالل‬ ‫املظاهرات قبل نحو عام بسبب احلجاب‪.‬‬ ‫تلك ليست هى قضية الفيلم‪ ،‬ولكن إحساس الوحدة‬ ‫الذى تعيشه هذه املرأة وهى تشعر باقتراب النهاية‪،‬‬ ‫تقرر الذهاب إلى الكافيتريا‪ ،‬تسمع حوارا مع سائق‬ ‫تاكسى تــدرك أنه وحيد وتقرر أنه هو اجلدير بأن‬ ‫يصبح أنيسا لها وتصبح هى كذلك بالنسبة له‪ ،‬وفى‬ ‫طريقهما ملنزلها‪ ،‬تبدو له الصفقة فى البداية مريبة‬ ‫ثم يطمئن إليها وهو فى طريقه ملنزلها‪ ،‬يطلب أوال‬ ‫الذهاب للصيدلية وندرك أنه يبحث عن (فياجرا)‪.‬‬ ‫املوسيقى العصرية املمنوعة‪ ،‬خاصة تلك التى‬ ‫يصاحبها الرقص‪ ،‬نستمع إليها‪ .‬اإليرانيون‪ ،‬أقصد‬

‫قطاعا منهم‪ ،‬لم تغادرهم أبدا تلك األحاسيس فى‬ ‫عشق املوسيقى‪ ،‬حتتفظ املــرأة بقنينة ضخمة من‬ ‫اخلمر عمرها عقود من الزمن لم يقترب منها أحد‪،‬‬ ‫يتبادالن الكؤوس وتصنع له كعكة مفضلة لديها ونراه‬ ‫مستلقيا على السرير وندرك أنه لبى نداء ربه‪ ،‬ولم‬ ‫تكن تلك أبــدا هى النهاية‪ ،‬موته كــان منتظرا ألنه‬ ‫أسرف فى احلديث عن خوفه من املوت وحيدا‪ ،‬ما‬ ‫جاء بعد ذلك هو األهم‪ ،‬وهى تضع قطعة من التورتة‬ ‫فى فمه قبل أن حتيك له كفنا من (اللحاف) الذى كان‬ ‫يتغطى به وتدفنه فى حديقة منزلها الصغيرة‪.‬‬ ‫لن تسأل قطعا بعدها عن شــىء متعلق باملوت‪،‬‬ ‫ولكن باحلياة‪ ،‬املؤكد أنها عاشت ليلة بعد ثالثني عاما‬ ‫مع رفيق لها لم تكن بينهما مشاعر جنسية بقدر ما‬ ‫يجمعهما االحتياج اإلنسانى لآلخر‪ ،‬ونراها فى لقطة‬ ‫ختامية فى احلديقة املدفون بها الرجل الذى آنس‬ ‫وحدتها‪ .‬هناك مراعاة لكل التفاصيل التى تفرضها‬ ‫الرقابة هناك‪ ،‬مثال فى احلمام وجدناهما فى مشهد‬ ‫كوميدى وبكامل مالبسهما حتت (ال ــدش)‪ .‬اإلطــار‬ ‫اخلارجى ليس فى احلكاية بقدر ما هو فى الدعوة‬ ‫املبطنة لكشف مشاعر املجتمع الرافض للقيود‪ ،‬وأيضا‬ ‫الرغبة للتحرر من خالل سيدة ورجــل طاعنني فى‬ ‫السن‪ ،‬إال أن الرسالة فى النهاية وصلت‪ .‬وبعيدا عن‬ ‫كل املالبسات املصاحبة لفيلم (كعكتى املفضلة)‪ ،‬فهو‬ ‫من األعمال الفنية التى ال أتصور أنها من املمكن أن‬ ‫تغيب عن اجلوائز عند إعالنها مساء السبت القادم!!‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
عدد الأحد 18 فبراير 2024 by Al Masry Media Corp - Issuu